المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم الثلاثاء 29/8/2006

فإِذا قُلْنا: »لَنا مُشارَكةٌ معَه» ونحنُ نَسيرُ في الظَّلام كُنَّا كاذِبينَ ولَم نَعمَلْ لِلحَقّ.

وأَمَّا إِذا سِرْنا في النُّور كما أَنَّه هو في النُّور فلَنا مُشارَكةٌ بعضُنا مع بَعض, ودَمُ يسوعَ ابنِه يُطَهِّرُنا مِن كُلِّ خَطيئَة.»

 

 

أكثر من نصف اللبنانيين يؤيدون نزع سلاح حزب الله

 أ ف ب - 2006 / 8 / 28

 اعرب 51% من اللبنانيين عن تأييدهم لتسليم حزب الله سلاحه بعد شهر من النزاع بين اسرائيل وهذا الحزب الشيعي, بحسب استطلاع للرأي نشرت نتائجه اليوم الاثنين. ويظهر الاستطلاع الذي اجراه معهد "ايبسوس" ونشرته الصحيفة اللبنانية "لوريان لوجور" الصادرة باللغة الفرنسية تباينا كبيرا في وجهات النظر بين الطوائف المختلفة. ففي صفوف الشيعة الذين شملهم الاستطلاع, يفضل 84% ان يبقي حزب الله سلاحه, في مقابل 79% من الدروز و77% من المسيحيين و54% من السنة يريدون ان يسلم الحزب سلاحه.

وتشير الصحيفة الى ان مسألة نزع سلاح حزب الله "تفصل بين هذه الطائفة (الشيعية) من جهة والمسيحيين والدروز من ناحية ثانية, في حين ان موقف السنة هو اقل وضوحا".

وتشير الصحيفة ايضا الى ان لحزب الله شعبية كبيرة في صفوف من هم دون سن الثلاثين, وفي المناطق ذات الغالبية الشيعية, لا سيما في الجنوب والضاحية الجنوبية لبيروت, حيث تركز القصف الاسرائيلي الشهر الماضي. من ناحية ثانية, يؤيد 81% من الاشخاص الذين شملهم الاستطلاع انتشار قوة دولية معززة في جنوب البلاد على طول الحدود مع اسرائيل بموجب القرار 1701 الصادر عن مجلس الامن الدولي الذي وضع حدا للمعارك.

ويعتبر 67% ان على قوة الامم المتحدة العاملة في لبنان التي سيصبح قوامها 15 الف جندي مقابل الفين موجودين حاليا, ان تكون قوة مراقبة وليس قوة تدخل. وردا على سؤال حول احتمال نشوب حرب اهلية مجددا في لبنان, اعتبر 38% من الذين شملهم الاستطلاع ان هذا ممكن, في مقابل 62% استبعدوا ذلك.

 

انان: نريد تنفيذ القرار بشكل كامل لسلام دائم

 السنيورة: علينا اثبات نوعية السيطرة وحصلنا على وعود جميلة

وكالات - 2006 / 8 / 28

 اكد الامين العام للامم المتحدة كوفي انان ان الوقت حساس ومهم جدا وشدد على ان الاسرة الدولية والامم المتحدة تريدان التأكيد على تطبيق القرار 1701 بشكل كامل وصولا الى سلام دائم وطويل المدى في المنطقة. وشدد على اننا امام فرصة للتوصل الى وقف لإطلاق النار على المدى الطويل داعيا الى العمل جميعا لهذا الهدف.

في المطار: وصل انان الى بيروت الثانية عشرة والربع ظهر اليوم آتيا من اسبانيا على متن طائرة اسبانية خاصة تابعة للقوات الجوية الاسبانية في زيارة رسمية للبنان. وقد رافق انان على متن الطائرة كل من مبعوثه الى الشرق الاوسط تيري رود لارسن، مستشاره الخاص فيجاي نامبيار، ومساعده للشؤون السياسية ابراهيم الغمبري ومايكل ويليامس من مسؤولي الامم المتحدة. وقبل هبوطها في المطار حلقت الطائرة التي اقلت الامين العام للامم المتحدة والوفد المرافق على علو منخفض فوق الضاحية الجنوبية للاطلاع على حجم الاضرار التي خلفها العدوان الاسرائيلي. كان في استقباله في المطار وزير الخارجية والمغتربين فوزي صلوخ، مدير المراسم في الوزارة السفير مصطفى مصطفى، المدير العام للطيران المدني الدكتور حمدي شوق والمحتل الشخصي للامين العام للامم المتحدة في لبنان غير بيدرسون. وفور نزوله من الطائرة توجه انان برفقة الوزير صلوخ والوفد المرافق الى قاعة الشرف في مبنى كبار الزوار في المطار، وبعد استراحة قصيرة خرج انان والقى كلمة مقتضية امام الحشد الاعلامي المحلي والاجنبي الذي احتشد في المطار لهذه الغاية فقال: "تأتي زيارتي الى لبنان في هذا الوقت الحساس والمهم جدا، وارى انه من الاهمية ان آتي شخصيا الى لبنان لأبحث مع المسؤولين اللبنانيين الاوضاع بعد شهر من الحرب وفي الاجراءات التي يجب ان نتخذها لتطبيق القرار 1701 ولنؤكد للبنان على التضامن والدعم الدولي له".

اضاف: "سألتقي برئيس مجلس النواب ورئيس الوزراء وعدد من الوزراء للبحث في الاوضاع الراهنة في لبنان".

وعقد انان جولة محادثات مع الوزير صلوخ تناولت المسائل التعلقة بتنفيذ القرار 1701 وسبل فك الحصار والخروقات الاسرائيلية. ومن المطار توجّه انان الى فندق "موفنبيك" حيث عقد اجتماع مصغّر لفريق العمل لإطلاعه على جدول اعمال الزيارة التي ستستمر الى الغد. محادثات في السراي: وفي الثانية والربع، وصل امين عام الامم المتحدة الى السراي حيث كان في استقباله في الباحة الخارجية وزير الخارجية فوزي صلوخ وادت له ثلة من الحرس الحكومي التحية وذلك وسط اجراءات امنية مشددة وحشد اعلامي محلي واجنبي.

وعلى الفور انتقل انان الى مكتب الرئيس السنيورة حيث عقد معه محادثات حضرها عن الجانب اللبناني الوزير صلوخ وامين عام الوزارة بالوكالة السفير بطرس عساكر ومدير المنظمات الدولية في الوزارة والسفير انطوان شديد ومستشاري الرئيس السنيورة محمد شطح ورلى نور الدين، وحضر عن المنظمة الدولية موفد انان الى الشرق الاوسط لتنفيذ القرار 1559 تيري رود لارسن، مستشاري انان فيجاي نابيار وابراهيم جمبري، والمسؤول في الامم المتحدة مايكل ويليامس وممثل انان في لبنان غير بيدرسون وعدد من المستشارين، وجرى في خلال المحادثات عرض لأهداف زيارة انان ولا سيما موضوع نشر القوات الدولية في الجنوب. السنيورة: وفي دردشة مع الصحافيين عقب اللقاء، قال الرئيس السنيورة: "نحن نتوقع خيرا من هذه المحادثات، ولكن على صعيد فك الحصار فإن هذا الامر سيحصل ان شاء الله ولكن ليس في خلال 24 ساعة".

* هل تحدثتم حول موضوع القوات الدولية ومهمتها في الجولة الاولى من المحادثات؟- لقد استعرضنا كل النقاط التي سادت قبلا، وما ينبغي ان نعالجه في المرحلة المقبلة، ولا سيما في وصول القوات الدولية وفي الانسحاب الاسرائيلي الذي يجب ان يتم بسرعة، كما تباحثنا في كل العمليات الواردة في القرار 1701 الذي يجب ان يؤخذ كله كقطعة واحدة.

* هل بدا انان مرتاحا لتعاطي الحكومة اللبنانية مع القرار 1701؟

- جدا، السيد انان يعتبر ان مواقف الحكومة اللبنانية جيدة ومسؤولة ولا تخضع للابتزازات ولا تنصاع للخروقات ومحاولات الاثارة والاستثارة وما يقوم به الاسرائيليون. نحن اعيننا مسلطة على الانسحاب الاسرائيلي وتاليا لن نخضع للاستثارة التي يفتعلها العدو الاسرائيلي.

* هل تطرقتم الى موضوع مزارع شبعا؟

- هذان الموضوعان تطرقنا لهما بإسهاب.

* هل تحدثتما عن الافراج عن الجنديين الاسيرين لدى "حزب الله"؟

- ناقشنا ذلك بين امور اخرى، وانا مرتاح الى المناقشات التي كانت لدينا والاهتمام الحقيقي الذي يبديه السيد انان تجاه لبنان وهو متعاطف مع قضايانا وهذا يتطلب المزيد من بذل الجهود لتحقيق اهدافنا لكني مرتاح الى اننا على الطريق الصحيح.

* هل كان انان راضيا على كل ما طبقته الحكومة حتى الآن؟

- اعتقد انه سعيد لما قمنا به حتى الآن ولكن هذه عملية يجب ان تتواصل، اليوم علينا ان نثبت نوعية السيطرة التي سنمارسها، وتاليا لدينا مجموعة من الامور التي علينا ان نقوم بها والسيد انان مرتاح لما جرى حتى الآن والكل يرى ان هناك درجة عالية من المسؤولية يتصرف بها الجميع ولا سيما الدولة اللبنانيةى التي تتصرف بحكمة ودراية وحذر في الوقت نفسه.

* هل تعتبر ان كلام امين عام "حزب الله" بالامس قد يعرقل الامور؟

- نحن دائما نأخذ الامور من الجانب الذي يدفع الى الاتجاه الذي نريده وهو الاتجاه الصحيح ونبني عليه.

* ولكنه هو المعني بهذه المفاوضات؟

- نحن قلنا ان الجيش سيذهب من منطقة في لبنان الى منطقة اخرى في لبنان ليكون بين اهله الذين صمدوا ودافعوا عن الارض وتاليا هذا الجيش سيذهب ليعامل ابناءه بكل الحكمة والدراية. ولكن ايضا ليتعامل معهم على اساس وقواعد بأن ليس هناك من قواعد عسكرية على الاطلاق من اي نوع كان، بما فيها الالبسة، وليس هناك من ظواهر عسكرية من اي نوع كان، وليس هناك اطلاقا من مكان محظور على الجيش اللبناني ان يدخله. هذا ما تراه الحكومة اللبنانية، وأي قطعة سلاح سيجدها الجيش سيصادرها. هذه القواعد التي سيتعامل الجيش على اساسها وهذا الجيش ليس ذاهبا في رحلة بل هو ذاهب ليبقى في الجنوب وهذا بلده لذلك هو مطمئن.

* هل حصلت على اي وعود من السيد انان؟

- حصلت على وعود جميلة منه.

* هل سيستمر الشلل الحكومي بالتعاطي مع اعادة الاعمار؟

- هذا الامر في عقلك وحدك وبعيونك اما اذا أزلت الغشاوة عن عينيك ترى ان الحكومة اللبنانية تقوم بما تقوم به.

* هل الامر نفسه بالنسبة للجنوب؟

- هناك مئة ورشة موجودة في الجنوب، وتاليا اطلقنا الامكانية لدى اللبنانيين من اجل ان يبادروا الى الاصلاح لمن يستطيع ذلك، وحفظنا لهم حقهم في المساعدة، اضافة الى ذلك سنقوم بعملية قريبة جدا لتحديد المبالغ لتمكين الناس من اعادة الاعمار. سنشرح هذا الامر بالتفصيل لذلك اريد منك ان تهدأ.

* لمن سيكون الامر في الجنوب للقوات الدولية ام للجيش اللبناني؟

- طبعا للجيش اللبناني، والقوات الدولية ما ان ترى خرقا ما تبلغ الجيش الذي لديه الحرية الكاملة بالتحرك.

في عين التينة: وتوجه انان من السراي الى مقر الرئاسة الثانية في عين التينة الذي وصله في الثالثة والثلث وكان استقبال مميز للضيف حيث فرش السجاد الاحمر من الطريق الخارجي حتى مدخل القصر وادت ثلة من شرطة المجلس النيابي التحية العسكرية لأنان واستقبله بري عند مدخل المقر. وعقدت محادثات شارك فيها اضافة الى بري وانان الوزير صلوخ ولارسن والمستشار نامبيار وبيدرسون ومسؤول العلاقات الخارجية في حركة "امل" علي حمدان.

وقرابة الرابعة انتهت المحادثات وعقد انان وبري مؤتمرا صحافيا مشتركا حيث قال الامين العام للامم المتحدة: "لقد ناقشنا مسألة الحرب وما بعده وايضا تطبيق قرار مجلس الامن 1701. وقد اكد لي الرئيس بري تصميم حكومة لبنان وشعبه وعزمها على تطبيق هذا القرار بأمانة مع امر وهو ان الاسرائيليين سيفعلون الشيء نفسه".

اضاف: "نحن في خلال الحرب عملنا معا من اجل توفير المساعدة للمحتاجين ونحن راهنا في حالة اعادة اعمار ونهوض، اضافة الى تطيق كامل للقرار.

واكدت للرئيس بري ان الامم المتحدة والاسرة الدولية تريدان التأكيد على تطبيق القرار بشكل كامل واننا نريد سلاما دائما وطويل المدى في هذه المنطقة. واليوم امامنا فرصة للتوصل الى وقف لإطلاق النار على المدى الطويل. ونحن علينا ان نعمل جميعا معا وهذا هدف زيارتي الى هنا. لقد اجريت مناقشات جيدة مع رئيسي الحكومة ومجلس النواب. وسأستمر في المناقشات واود ايضا ان اعرب عن عميق تعازي للذين ذهبوا ضحية هذه الحرب والاسرة الدولية تظهر تضامنها معكم كما برز في بروكسل حين قدم الاتحاد الاوروبي ما يزيد عن سبعة آلاف جندي للمجيء الى لبنان".

من جهته قال بري: "اريد ان ارحب بإسم لبنان بسعادة الامين العام للامم المتحدة الذي اسبق زيارته للبنان بمواقف لمصلحة لبنان وشعبه والسلم في لبنان والمنطقة. كما تفضل وقال كانت جولة مناقشات مفيدة للغاية وجرى التركيز ايضا على موضوع الحصار المستمر وتاليا الخرق للقرار 1701 بالنسبة لمطار بيروت والمرافئ اللبنانية، كذلك جرى عرض لكل الخروقات التي حصلت للقرار 1701 في الوقت الذي قام فيه لبنان منذ اليوم الاول بكل واجباته لأجل احترام هذا القرار ولأجل تطبيقه ولم ننسى ايضا لتحسين هذه الظروف بحث موضوع تحسين العلاقات اللبنانية - السورية في سبيل الوصول الى الغاية المنشودة اكثر فأكثر، مرة جديدة نرحب بالامين العام".

 

 السنيورة: المحادثات سلطت الضوء على المسائل المتعلقة باستمرار الحصار والتلكؤ بالانسحاب الاسرئيلي ومزارع شبعا والمعتقلين والالغام 

 انان: أخشى من خطر تجدد المواجهات العسكرية وعلى جميع الاطراف ان تحترم الخط الازرق بكامله

السراي - 2006 / 8 / 28

 عقد رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة بعد ظهر اليوم جولة ثانية من المباحثات مع أمين عام الأمم المتحدة كوفي أنان بحضور كامل أعضاء الحكومة باستثناء نائب رئيس الحكومة وزير الدفاع الياس المر والوزير نعمة طعمة فيما حضر عن المنظمة الدولية موفد أنان إلى الشرق الأوسط لتنفيذ القرار 1559 تيري رود لارسن، مستشارا أنان فيجاي نامبيار وإبراهيم جمبري، والمسؤول في الأمم المتحدة مايكل ويليامس وممثل أنان في لبنان غير بيدرسون. الرئيس السنيورة بعد ذلك عقد الرئيس السنيورة وأنان مؤتمرا صحافيا مشتركا، استهله الرئيس السنيورة بالقول: "أجريت اليوم مع أمين عام الأمم المتحدة جولتين من المباحثات المثمرة تناولت عددا كبيرا من المسائل والقضايا التي كانت ولا تزال معلقة بعد صدور القرار 1701 عن مجلس الأمن بحضور الوزراء، وكان لهذه المباحثات دور كبير في تسليط الضوء على هذه المسائل المتعلقة باستمرار الحصار والتلكؤ في انسحاب إسرائيل من لبنان والمسائل التي ما زالت معلقة في قضية مزارع شبعا واستمرار وجود المعتقلين اللبنانيين في السجون الإسرائيلية والألغام التي زرعها العدو الإسرائيلي.

هذا بالإضافة إلى الأضرار التي ألحقها العدوان الإسرائيلي بلبنان نتيجة ذلك الهجوم غير الإنساني والبربري الذي تعرض له لبنان . وقد تداولنا في كل هذه الأمور ووعد السيد الأمين العام بأن يصار إلى بحث كل هذه الأمور خلال جولاته التي سيقوم بها في المنطقة وقد كنت على ثقة كاملة أن سعادة الأمين العام يبذل قصارى جهده مع الجميع من أجل السير قدما في معالجة جميع المسائل التي أثرناها سوية. وأود أن أشكره على الجهد الذي يبذله.

كما تطرق الحديث مع أنان إلى قضايا مرتبطة بتشكيل القوات الدولية وتاريخ انتشارها. وأنتهز هذه الفرصة لأعبر للسيد أنان عن التزام لبنان بتطبيق القرار 1701 ولبنان ملتزم بأن ينتشر جيشه في جنوب لبنان بعدد حوالي عشرة آلاف، ونحن مصرون على السيطرة تماما على حدودنا، سواء البرية منها أو مناطق الدخول عند المطار والموانئ والمرافئ البحرية. ونحن ملتزمون بخطة النقاط السبع التي وضعتها الحكومة اللبنانية ونطلب اعتمادا واسعا من جميع الأطراف المعنية في لبنان وأيضا من قبل الدول الشقيقة والدول الإنسانية".

أما أمين عام الأمم المتحدة كوفي أنان فقال: "كانت لنا مناقشات جيدة هذا اليوم لقد جعلني الرئيس السنيورة أعمل وأشتغل كثيرا منذ وصولي. أريد أن أقول أنني مسرور بعودتي إلى لبنان، هذا البلد الذي طالما أعجبت بشعبه الذي تعرض مجددا لظروف مأسوية، وقلبي يتجه نحو الشعب اللبناني والأسر والعائلات التي فقدت أحباء، كذلك اليتامى الذين تركهم أهلهم ورحلوا. إن كرامة الشعب اللبناني وتصميمه يتركان انطباعا كبيرا في الأسرة الدولية. ونحن هنا لنساعدكم بالاستناد إلى قراراتكم الوطنية وذلك لتعزيز سيادتكم واستقلالكم وفقا لمتطلبات قرار مجلس الأمن 1701، هذا القرار الذي وافقت عليه حكومتكم بالإجماع. لقد آن الأوان للتطلع إلى المستقبل، فلننظر إلى فترة ما بعد الحرب على أنها فرصة للسلام والازدهار والاستقرار في لبنان وعلينا أن نعمل جميعا معا لإعادة بناء لبنان ولخلق بيئة آمنة وسليمة، بما في ذلك التخلص من المتفجرات والمواد غير المتفجرة بالإضافة إلى الألغام. إننا وضعنا ما في وسعنا بتصرف الشعب اللبناني كأمم متحدة وسنفعل ذلك مع شركائنا الآخرين. طبعا إن وقف المواجهات العسكرية قد حصل في شكل جيد حيث أن القوات المسلحة انسحبت من الأراضي التي كانت تحتلها وتم نشر الجيش اللبناني في الجنوب، وقوات الطوارئ الدولية موجودة هنا لتساعد الجيش اللبناني على بسط كامل سيادته في الجنوب وتساعد الحكومة اللبنانية. في لبنان، كما اتفقنا جميعا، لا بد من وجود قانون واحد وسلطة واحدة وسلاح واحد. وأنا سأحث الوزراء الإسرائيليين على رفع الحصار عن لبنان وسنسعى جاهدين للتوصل إلى ذلك. لذلك أطالب بإطلاق سراح الجنديين الإسرائيليين الأسيرين ونريد أن ينقلا إلى راية لجنة الصليب الأحمر أو إلى الحكومة اللبنانية أو أي طرف حيث أن الأمم المتحدة مستعدة للعب دور لو طلب منها ذلك. كذلك فإننا نقدر خدماتنا في هذا المجال ولا بد لنا أن نعالج مسألة المعتقلين والسجناء الآخرين، فبدون تطبيق القرار 1701 أخشى أن يكون الخطر كبيرا من تجدد المواجهات العسكرية، فالوحدة الوطنية ضرورية وأساسية لجعل وقف المواجهات العسكرية أمرا دائما استنادا إلى القرار 1701. دعوني أركز على هذه المسألة التي قلتها للرئيس السنيورة، ففي الواقع هذه قائمة ثابتة وليست مجرد سر، ليست قائمة بسبب الدفتر الذي تختارون منه بل علينا أن نعتمد هذا القرار بكامله وأرجو من جميع الأطراف أن يركزوا على ذلك ويتصرفوا انطلاقا من هذه الروح.

الآن لدينا مجموعة مهمة وذات مصداقية من "اليونيفيل" رقم 2 بموجب القرار 1701 والدول الأوروبية مستعدة للمساهمة بحوالى تسعة آلاف جندي، ونعمل مع دول أخرى من أجل زيادة عديد هذه القوات ونتوقع أن ننشر قوات من الدول الإسلامية الشمالية. ويمكنني أن أرى أننا بدأنا بعملية الانتشار ففرنسا بدأت في ذلك وإيطاليا ستبدأ ذلك قريبا، وفي المرحلة الأولى علينا أن نتوصل الى 3500 جندي ومن ثم ننتقل إلى المرحلة الثانية والثالثة. ولتجنب استئناف المواجهات العسكرية فإن على جميع الأطراف أن تحترم الخط الأزرق بكامله وأن تحول دون حصول أي اعتداءات على الحدود، وعلي أن أقول أنني أعجبت فعلا بالاحترام الذي عبر عنه لبنان في الاختيار الشجاع للخط الأزرق والانضباط الذي برز منذ بداية وقف المواجهات العسكرية.

ولكي يتحول هذا الوقف للمواجهات العسكرية إلى وقف لإطلاق النار لا بد أن نقيم منطقة خالية أو منزوعة السلاح في الجنوب وذلك من خلال اتفاق وطني، جميع أحكام اتفاق الطائف يجب أن تطبق وبخاصة الدعوة إلى نزع سلاح جميع الميليشيات وحلها وبالتالي يساهم ذلك في توطيد الوحدة الوطنية في لبنان. أود أيضا أن أقول أنني أريد أيضا أن أرى دولا مجاورة تظهر تعاونها التام من أجل حل جميع المسائل العالقة المرتبطة بالحدود وأنا أريد أن أحمل هذه القضية خلال زيارتي إلى المنطقة. علينا أيضا أن نتخذ كل الخطوات المطلوبة من أجل تحويل وقف الاعتداءات العسكرية إلى وقف كامل وطويل المدى لإطلاق النار، ولكن في نهاية المطاف نحن نعلم أن السلام الشامل والدائم هو الذي يحملنا على نهاية النزاع في الشرق الأوسط. أود أيضا أن أشكر الحكومة اللبنانية على كل الجهود التي تبذلها والخطوات التي تتخذها من أجل تأمين الحدود جوا وبحرا وبرا. وأظن أن على الدول المجاورة أن تفعل الأمر نفسه، والحكومة اللبنانية تتخذ خطوات ملموسة، أنا مطلع عليها، وذلك لضمان حصول ذلك. ومن المهم أن تكون الحدود محمية وألا تحصل أي محاولات للتسلح، فلبنان واجه الكثير من النزاعات وهنالك الكثير من الأسلحة في البلاد لم نعد بحاجة إليها. نحن نعلم أنه ليس على لبنان وحده أن يحمي حدوده بل على جميع الدول أن تحترم قرار مجلس الأمن الذي يفرض حظرا على تهريب السلاح إلى لبنان.

سئل أنان: ماذا بحثت مع الوزير فنيش في لقائك معه؟ أجاب: لقد ناقشت مع الوزير فنيش مسألة الجنديين الأسيرين وضرورة إطلاق سراحهما، بالإضافة إلى مسألة السجناء اللبنانيين.

وسئل: ما هو نطاق قوة اليونيفيل في لبنان وهل سترد في حال وجدت سلاحا غير شرعي؟ أجاب: أولا، يفترض ألا يوجد أي سلاح في الجنوب وفعلا أنا آمل أن يحترم الجميع القرار 1701 وقواعد اللعبة. وبموجب القرار 1701 لا ينبغي وجود سلاح في الجنوب سوى سلاح الجيش اللبناني والقوات الدولية، فالإسرائيليون سيرحلون ويأخذون معهم أسلحتهم وفي نهاية المطاف لا بد من حصول نزع للسلاح ولكن هذه المسألة في يد الحكومة اللبنانية والشعب اللبناني، لا بد من التوصل إلى توافق آراء وطني وقرار سياسي بخصوص هذا الموضوع. وإذا تمت مصادفة أسلحة فإن على "اليونيفيل" أن تتدخل ولكن لن يحصل تفتيش على الأرض على الأرجح.

وسئل: ما هي الضمانات التي ستقدمونها لعدم حصول أي خلافات مع لبنان؟ أجاب:نسعى ِإلى تطبيق لاتفاق سياسي في نهاية المطاف تقبل به جميع الأطراف، ومن شأن ذلك أن يوصلنا إلى وقف لإطلاق النار والاستقرار بين إسرائيل ولبنان. نحن كيونيفيل لسنا العدو ويجب ألا يُطلق النار علينا، والمقصود بذلك "حزب الله." لدينا جنود مدربون بشكل جيد ويعلمون كيف يتعاطون مع أوضاع مماثلة، ولكن طبعا إذا كانت حياتهم في خطر وإذا تم الاعتداء عليهم لا بد لهم أن يدافعوا عن أنفسهم، فهذا جزء من التفويض بأن يدافعوا عن أنفسهم، وإذا صادفوا مدنيين في منطقتهم المجاورة وحاولوا الاعتداء عليهم فإن عليهم أن يدافعوا عن أنفسهم.

وسئل: باعتبار أننا نعلم أن ليس من واجب الأمم المتحدة أن تفعل ذلك، وكما قال الإسرائيليون هنالك عدة أسباب لهم لغزو لبنان وأحد هذه الأسباب نزع سلاح "حزب الله"، ما هي فرص قيام سلام حقيقي ومن ينزع سلاح "حزب الله"؟ أجاب: علينا أن ننظر إلى التاريخ وحالات أخرى في العالم، فالعديد من المجموعات المسلحة في العالم نزع سلاحها من خلال اتفاق وقرار سياسيين، ولهذا السبب فإن الحوار الوطني الذي كان قائما في لبنان قبل الحرب كان على جدول أعماله نزع السلاح ويمكن أن تُحل هذه المسألة نهاية المطاف وأنا على ثقة بان معظم اللبنانيين، إن لم يكن جميعهم يريدون رؤية مجتمع خال من النزاع، معظم اللبنانيين يريدون رؤية وضع تكون فيه السلطة الوحيدة وحاملة السلاح الوحيدة هي الحكومة اللبنانية. دعونا لا نغش أنفسنا ونعتبر أن نزع السلاح يمكن أن يتم بالقوة. أنظروا من حولكم وانظروا إلى التاريخ، أستطيع أن أعطيكم أمثلة كثيرة ومعظم هذه الحالات هي لمجموعات كانت مسلحة واليوم هي موجودة ضمن حكومات حرة.

وسئل: ما الذي تستطيع قوات "اليونيفيل" بالتفويض الجديد المعطى لها أن تفعله هذه المرة؟ أجاب: يجب أن نكون حذرين في حكمنا على "اليونيفيل" فمن غير العادل أن نقول أن هؤلاء الأشخاص من رجال ونساء أظهروا شجاعتهم، فقد فقدنا في لبنان حوالي 300 شخص منهم، وخلال الحرب كانوا هنا لكي يساعدوا الجيش اللبناني وقد ساعدوا في المجال الإنساني. إن تفويضهم كان واضحا، لم تكن هناك قوة مقاتلة ولم ينص تفويضهم على الفصل بين الجيش الإسرائيلي و"حزب الله" لذا يجب أن نكون عادلين، الآن أصبح لديهم تفويض جديد وهو إحلال الاستقرار في الجنوب وضمان التوصل إلى وقف لإطلاق النار ولسلام دائم. قبل أن تحكموا عليهم اطرحوا على أنفسكم السؤال، ما كان تفويضهم وما كان متوقع منهم؟ فلا تلقوا اللوم عليهم بأي حق.

سئل: ماذا عن الحصار الذي تفرضه إسرائيل على لبنان وماذا عن مزارع شبعا هل ستستمرون بمناقشة هذا الموضوع مع الإسرائيليين والسوريين؟ أجاب: نعم هذه النقطة هي على جدول أعمالي مع الدولتين وأنوي مناقشة ذلك معهما، لقد طرحت المسألة هنا وسأناقشها مع الأطراف المعنية. أما بالنسبة إلى الحصار فإننا نسعى لرفعه عن لبنان وقد ناقشت ذلك مع السلطات الإسرائيلية وسنناقش ذلك مجددا، أنا أصل إسرائيل غدا وأرجو رؤية بعض التحول على هذا الصعيد قريبا. سئل: كيف تظن أن القرار 1701 سيطبق بالنسبة إلى مزارع شبعا؟ أجاب: عمليا سنبحث ذلك مع الرئيس الأسد وفي إسرائيل أيضا. لا أستطيع أن أعطي جوابا طالما أني لم أناقش المسألة مع الحكومتين بعد.

سئل: ما سيكون موقف "اليونيفيل" إذا تعرضت لهجوم من إسرائيل؟ وألا ترى أن من المعيب على الأمم المتحدة التي تمثل كل شعوب العالم أن تحصل على موافقة إسرائيل لإيصال الإغاثة إلى لبنان؟ أجاب: الجنود سيستخدمون القوة للدفاع عن أنفسهم بغض النظر عمن هو المهاجم، أما بالنسبة للاغاثة، فعندما يكون المرء في وضع حرب وهناك من يقدم إغاثة إنسانية وهو غير مسلح يجب أن نوقف المسلحين عن إطلاق النار أولا، أيا كانوا، بهذه الطريقة يجب أن نقوم بعملنا وإلا لن نستطيع أن نقوم بالمساعدة ولا العمل للتوصل إلى وقف الأعمال الحربية.

سئل: هل ستنشر "اليونيفيل" بين سوريا ولبنان؟ أجاب: لا توجد لدينا خطط بهذا الاتجاه حاليا وكما قلنا من قبل هذا ليس من ضمن صلاحيات "اليونيفيل" أن تنتشر على الحدود السورية اللبنانية. سئل: لوضع الأمور في سياقها الأوسع، العمليات العسكرية الإسرائيلية نالت موافقة الولايات المتحدة، فهل ترى أنها فشلت في إضعاف "حزب الله" وبدلا من ذلك زاد "حزب الله" من شعبيته؟ أجاب: منذ انتهاء الحرب سئلت أسئلة مختلفة عمن فاز ومن خسر وأعتقد أن هذه أسئلة مخطئة، ففي رأيي في الحرب الكل يخسر وما حدث هنا على مدى الستة أسابيع الماضية يجب أن يوقظ العالم ويوقظنا إلى حقيقة أن ما نحتاجه هو التركيز على المستقبل والسلام الطويل الأمد في المنطقة ونتعامل مع جذور هذه القضية وأن نعيد شحذ هممنا وطاقاتنا لنرى أن ما حدث في الشهر الماضي وعلى مدى الستة الأسابيع الماضية لن يتكرر بعد ستة اشهر أو ست سنوات وأن لبنان بإمكانه أن يستعيد عافيته ويعيد بناء نفسه بثقة تامة لأن هذا لن يتكرر مرة أخرى. هذا ما نحتاجه وهذا ما يجب أن نركز عليه.

سئل: في ما يخص الحدود السورية، طالما أن الأمر ليس متروكا لليونيفيل على تامين هذه الحدود هل حصلتم على تطمينات الحكومة اللبنانية حول من سيقوم بتأمينها؟ أجاب: أعتقد أنه في ما يخص تأمين الحدود فإن الحكومة تقدم على خطوات ملموسة بدعم من المجتمع الدولي والشركاء الدوليين للحصول على المعدات المناسبة والتدريب للخبراء من أجل تأمين الحدود والرئيس السنيورة أشار إلى أنه سيعمل على تأمين الحدود البرية والبحرية والجوية وأنا راض عن الخطوات التي تريد الحكومة اللبنانية اتخاذها من أجل تأمين حدودها وأعتبر أن هذا عندما يتم سيكون باعثا على الرضى ونحن مستعدون للعمل على ذلك منذ اليوم.

سئل: هل باستطاعتك أن تعلمنا ماذا حصل في موضوع الأسيرين؟ أجاب: نحن نقوم ببحث هذه المسالة والمباحثات مستمرة وأنا متأكد أننا سنصل إلى حل وسيتم إطلاق سراحهما. سئل: ما هي اليوم شروط السلام مع "حزب الله" وكيف يمكننا السيطرة على الوضع على الحدود السورية؟ أجاب: الحكومة تقوم بوضع برنامج لضمان مراقبة الحدود بحرا وبرا وقد توجهت إلى السلطات السورية وطلبت منهم دعم هذه الخطوات، لذلك أعتقد أنه لو عمل الجميع كما يجب من أجل تأمين الحدود سنصل إلى ذلك. من جهة أخرى يجب الوصول إلى اتفاق بين اللبنانيين لنزع سلاح "حزب الله" وقد حصل ذلك في دول أخرى ونجح بعد اتفاق سياسي، لا يمكن دائما استخدام القوة لنزع السلاح.  وختم الرئيس السنيورة قائلا: أود باسم الحكومة اللبنانية والشعب اللبناني أن أشكر السيد أنان للدور الذي لعبه ولجهده وأود أن أستغل هذه الفرصة من جديد لكي أشكر كل الدول المساهمة في القوات الدولية في الماضي واليوم، وأنا أعبر عن تقديري العميق أيضا وأحيي تضحيات القوات الدولية وأعرب عن تعازي لمن دفعوا حياتهم ثمنا للدفاع عن لبنان. وأود أن أشكر السيد أنان لكل عمله وما يحاول أن يقوم به من أجل لبنان.

يذكر أن أنان التقى في أحد مكاتب السراي وزير الطاقة والمياه محمد فنيش في حضور ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في بيروت غير بيدرسون وعرض معه على مدى 25 دقيقة عدد من القضايا ولا سيما الموضوع المتعلق بتبادل الأسرى. عشاء وعند الثامنة والنصف، أقام الرئيس السنيورة عشاء عمل على شرف أنان حضره عدد من المسؤولين اللبنانيين والوفد المرافق لأنان.

 

 عقد العماد عون مؤتمراً صحافياًبعد اجتماع  تكتل التغيير والاصلاح ودعا إلى تأليف حكومة إتحاد وطني وتطبيق إتفاق الطائف

إن لن يرفع كوفي أنان الحصار عن لبنان فهذا لا يبشر بالخير

 التوطين لن يتم وشبعا ستعود الينا مع مياهها ولا أحد سيأخذ حقن

ا لتضم الحكومة قضية مهجري الجبل إلى قضية النازحين في هذه الحرب

 النظام القائم لا يوحي بالثقة ويجب مساءلته على كل ما يقوم به 

tayyar.org  28 آب 2006 

عقد "تكتل التغيير والاصلاح" اجتماعه الاسبوعي في الرابية برئاسة النائب العماد ميشال عون. وبعد الاجتماع، عقد العماد عون مؤتمرا صحافيا قال فيه:

  " تداولنا في اجتماعنا الاسبوعي بشؤون الساعة المهمة، انطلاقاً من انتهاء الحرب وصولاً الى نتائجها المباشرة الحالية. وتباحثنا في الحصار المفروض على لبنان والاسباب التي جعلته يبقى، بالاضافة الى مسألة الحصار على مطار بيروت الذي لم نجد سبباً ليحاصَر، الا للتنكيل المعنوي باللبنانيين والانتقاص من سيادة لبنان. ونستغرب أن مجلس الأمن لم يحرك بعد هذا الموضوع. واكثر من ذلك، ثمة عدم ثقة بكل الدول التي تأتي منها الطائرات، مثل فرنسا وفرانكفورت وروما وغيرها.. فهذا ينتقص من سيادة هذه الدول لأن الطائرات تخضع لتفتيش اضافي في الاردن حيث لا نعرف من يدخل الطائرة ويفتش. هذا الموضوع ملحّ ويجب أن يرفع الحصار عن فوراً عن لبنان.

كما تحدثنا عن الاعمار ونطلب انشاء جهاز يسهر على الاعمار في لبنان بشفافية في التلزيمات والوقائع فيطلع عليها كل اللبنانيين. لكن من المؤسف ان النظام القائم لا يوحي حتى الآن بالشفافية والثقة. ويجب أن تتم مساءلته على كل عمل يقوم به. فنحن نعرف ما حصل سابقاً ولسنا مستعدين للمراجعة. وهناك ايضاً قضية مهجري الجبل الذين لم يعودوا منذ العام 1983 حتى اليوم. نأمل ان تتخذ الحكومة قراراً بضم قضيتهم الى قضية النازحين خلال هذه الحرب. وأي تأخير في هذا الموضوع ليس مقبولاً لا لسبب سياسي ولا لسبب اقتصادي أو أي سبب آخر. وأعتقد أن هذه المسألة باتت تهدد الوحدة الوطنية اذا لم يغير القيّمون عليها سلوكهم الحالي. فالمواطنون اليوم لا يطلقون على الوزارة اسم وزارة المهجَّرين بل وزارة المهجِّرين. وهذا الموضوع يجب أن ننتهي منه.

هناك قضايا أخرى مهمة جداً تتعلق بالوضع السياسي العام.

جميعنا نعرف ان ما بعد 12 تموز يختلف عما قبله. وعلى الحكومة الحالية أن تستخلص العبر من الاحداث وتقوم بما يتوجب عليها. وليس كل من فيها يجب ان يبقوا او يستمروا في الحكم. هذا ليس منة بل من حق اللبنانيين ان تتألف حكومة جديدة من اناس جدد خصوصاً في ظل التساؤلات حول سلوك هذه الحكومة اثناء الاحداث. نأمل أن تؤخذ العبر ويحدث التغيير بشكل هادئ مع المحافظة على الاستقرار في البلد، والا فهناك اساليب اخرى للتصعيد من الآن فصاعداً."

ثم أجاب العماد عون على اسئلة الصحافيين:

س: طالما تعتبرون ان من الضروري تغيير الحكومة، هل من الممكن ان تشاركوا في الحكومة الجديدة؟

ج: الموضوع اآن هو التغيير. وعندما تستقيل الحكومة سنقرر ما الذي سنفعله.

 

س: لكن ثمة صعوبة في تغيير الحكومة. ويقال إنه اذا استقالت الحكومة ستكون هناك صعوبة في تشكيل حكومة جديدة؟

ج: هل كل شخص خلقه الله ووضعه في الحكومة هو حاجة انسانية؟ عندما نغير هؤلاء سنرى انه يمكن تأليف حكومة احسن من الحالية بكثير. لقد اعتدنا على البؤس والتعاسة ونخاف من الخروج من هذه الحالة. هذا التفكير خاطئ ويتم ترويجه منذ زمن ليس فقط على لسان المواطنين بل من الخارج على الارض اللبنانية كي لا يتغير ميزان القوى ضمن الحكومة وكي نصل الى ما نحن فيه اليوم. من لعب الدور الايجابي في الازمة الاخيرة من في الحكم او خارجه؟ فاذا كان من هم خارج الحكم تمكنوا من تهدئة الوضع، اظن ان حالة الحكم تكون افضل اذا كانوا هم في داخله.

س: كيف تنظر الى زيارة كوفي انان؟ وهل ستضيف شيئاً الى الواقع اللبناني؟

ج: اذا كان سيأتي الامين العام للامم المتحدة الى لبنان ولن يرفع الحصار عنا ويتقد بأمور جديدة فهذا لا يبشر بالخير. لكنني اعتقد انه سيحضر معه شيئاً ايجابياً للبنان.

س: لم تطل جلسات الحوار التي قلت انها جلسات تكاذب. فلما لم تقطع مشاركتك في الحوار منذ البداية؟

ج: بالسيطرة الموجودة حالياً من قبل الاكثرية الحاكمة على وسائل الاعلام، كنا سنحمَّل مسؤولية قطع الحوار الوطني والنتائج السيئة المترتبة عن ذلك. فسايرنا الرأي العام والجميع حتى نصل الى نتيجة. لكن لم نصل الى نتيجة صحيحة لأنهم قاربوا الحوار بذهنية السيطرة وتأجيل المشكلة وكسب الوقت الى أن وصلت الى حالة الحرب.

س: تحدثت عن تغيير بعض الاشخاص في الحكومة. اذاً لا مشكلة لديك في عودة الرئيس فؤاد السنيورة؟

ج: نحن لسنا في معرض اجراء استشارات، بل نتحدث على مستوى المبدأ.من يعود ومن يرحل، هذا طرح آخر، ولكن الاسرع الآن هو الافضل".

س: هل أعطى الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصر الله المسيحيين في كلامه الاخير التطمينات التي طالبوه بها؟

ج: "السيد نصر الله يتمتع بالصدقية التي اختبرتموها كما اختبرها العالم. ولكن افضل طمأنة كانت سلوك "حزب الله" منذ العام 1982 حتى اليوم. فهو لا يملك تاريخا حافلا، واليوم تاب عنه. هذه تكملة لسلوك الحزب السابق. السلاح لم يستعمل في الداخل اللبناني ولا يستعمل. وهو برهن عن قدرته العسكرية، ولكن على الفريق الآخر ألا يبتز "حزب الله" او يبتزنا نحن في تأليف الحكومة، ويشعر بأنه مرتاح لأن هذا لا يستعمل سلاحه وذاك لا يستعمل حجمه الشعبي، فيظل في الحكم وانتهى الامر. هناك تغييرات اساسية حصلت على الارض يجب أخذها في الاعتبار، وعليهم ان يستخلصوا النتائج ويتصرفوا على اساسها لأننا لا نعرف متى سنذكرهم بما كان يتوجب على الحكومة. المهل لن تمدد كثيرا".

قيل له: لكن رغم تطمينات التي أعطاها السيد نصر الله، أثار كلامه الاخير بعض المخاوف، لا سيما قوله أنه إذا كنا نريد الاستيلاء على الدولة نستطيع ذلك؟

أجاب: "يجب أن يكون سلوك الحكومة سليما. هم قالوا إننا لم نذكر اتفاق الطائف ولم نؤيده، فقلنا اننا مع اتفاق الطائف الذي ينص البند الاول منه على تأليف حكومة اتحاد وطني تسهر على تنفيذ اتفاق الطائف. فليقبلوا التحدي الاول . هل في إمكانهم الا يؤلفوا حكومة اتحاد وطني؟ لماذا ينادون بالطائف منذ 16 سنة، ولم ينفذوه؟ وحتى اليوم لم يخطوا اي خطوة ايجابية في اتجاهه. فليعتبروه تحديا للسيد نصر الله وليؤلفوا حكومة وحدة وطنية. مهما كان ما قام به السيد نصر الله من ايجابيات سنجد رد فعل سلبيا على ما يقوله. وسمعت خبرا عن أنهم طلبوا منه اعلان لبنانيته. فهل من يطلبون ذلك لبنانيون اكثر منه؟ غدا، ستكشف كل المواقف وسنرى من اللبناني ومن هو غير لبناني. هناك خطاب تحريضي مغاير لخطابنا الداعي الى الوحدة. وسلوك بعض نواب الاكثرية لم يعد مسموحا، ويجب أن يوقفوا عند حدهم، ويلتزموا آداب السياسة والسلوك الوطني السليم لأنني اظن ان ليست كل السجلات بيضاء".

س: كوفي أنان وصف الوضع في لبنان بالخطير. فكيف تصفه انت؟

ج: "أريد أن أعرف لماذا الوضع خطير؟ طالبوا بالهدوء على الحدود وبالامم المتحدة، وكان لهم ذلك. ماذا يريدون بعد؟ اذا كان هناك حكم بالاعدام في الامم المتحدة فليبلغونا به ويعدمونا. شنت على لبنان حرب عالمية، ورأينا تحيز مجلس الامن. لكن لنا الحق في الوجود الحر مع التزامنا ما تفرضه علينا الشرعية الدولية. لكننا احرار داخل بلدنا. لماذا وقف اطلاق النار اذا؟ ولماذا هذا التهويل؟ التوطين في لبنان لن يتم وشبعا ستعود الينا مع مياهها. وعدا ذلك ليس بإمكان أحد أن يأخذ منا ما هو حقنا. نحن نريد السلام لكن من مدخل حقوقي لكل القضايا. هناك القضية الفلسطينية والقضية اللبنانية. واذا ارادوا الحرب يمكنهم ان يشنوها من طرف واحد".

س: سوريا ابدت استعدادها للبدء بالمفاوضات. فهل تكون هذه بداية جدية للسلام الحقيقي؟

ج: "اذا اعلنت الاطراف كافة استعدادها للسلام فستتم دعوتها إلى التفاوض".

قيل له: على حساب لبنان؟

ج: "نحن موجودون وأعطينا العالم امثولة اننا خضنا وحدنا الحرب واجتزناها بوحدتنا الوطنية وسلاحنا. وكانت اكبر حرب في الشرق الاوسط. هذا لبنان الصغير الذي ظنوا انه سيكون عاجزا اذا رحلت منه قوات الردع العربية أو القوات السورية او اننا سنقتل بعضنا البعض. لكننا لم نفعل ذلك، بل تمسكنا ببعضنا وحققنا الانتصار الذي رفع رأس العرب جميعا".

س: ما الاخطاء الكبيرة التي ارتكبتها الحكومة، والتي لا تريدان الحديث عنها انت والسيد نصر الله؟

ج: "طالما قلنا نكتفي بهذا القدر من الكلام فلن نقول ما هي الاخطاء".

س: اعتبر البعض أن الحكومة لم يكن يجب ان تساير وترسل الجيش الى الجنوب، لماذا؟

ج: "الجيش ذهب الى الجنوب وكل الضمانات قدمت من الطرف اللبناني شعبا وجيشا، ومن "حزب الله"، ولكن حتى الآن ما زالت الاستفزازات الاسرائيلية يومية، وما زال الاسرائيليون يتوغلون في القرى والاراضي اللبنانية، وهم يضعون الشروط التافهة. لكن في النتيجة، لن يغير بعض المناوشات الوضع الدولي الذي تم ايجاده حاليا. لذلك، سيعود الهدوء الى لبنان، الا اذا كانت اسرائيل تريد ان تشن حربا بدون سبب".

 

النائب العماد عون التقى رئيس حزب "الاحترام" البريطاني المعارض غالاوي

وطنية - 28/8/2006 (سياسة) استقبل النائب العماد ميشال عون مساء في دارته في الرابية رئيس حزب "الاحترام" المعارض النائب في مجلس العموم البريطاني جورج غالاوي في ختام زيارته للبنان، بحضور المسؤول الدبلوماسي في "التيار الوطني الحر" ميشال دو شاداريفيان. وبعد اللقاء قال النائب غالاواي: "تشرفت بلقاء الجنرال ميشال عون الذي اكن له كل الاعجاب منذ سنوات عدة، والذي ابدى عظمته في الحرب الاخيرة على لبنان طوال اربعين يوما، واثبت انه قائد لبناني، واردت ان اهنئه على ذلك وان اشكره على موقفه بصفتي صديقا للبنان منذ ثلاثين سنة". اضاف: "اردت ان اوضح للعماد عون ان السيد توني بلير لم يتحدث باسمنا خلال الحرب ولا باسم غالبية الرأي العام البريطاني الذي كان منذ البدء معارضا لسياسته، واليوم اصبح 80% منه معارضا لسياسته تجاه لبنان والشرق الاوسط بشكل عام، وعلاقته مع الرئيس الاميركي جورج بوش". وتابع: "اللبنانيون يخافون من سياسة بلير لكنها تمثل الاقلية، وسنبقى معارضين لها. ونشكر الله على ان بلير سيعلن في الشهر المقبل تقديم استقالته من رئاسة الحكومة.

وحينها نأمل ألا يشهد لبنان حربا ودمارا توافق عليه الادارة البريطانية". واردف قائلا: "بصفتي احد ابرز المعارضين للسياسة البريطانية الحالية، كان لي الشرف العظيم بأن التقي في لبنان الجنرال ميشال عون ومعاونيه". وردا على سؤال عن كيفية تغيير السياسة في بريطانيا، قال: "سنغير الحكومة، وسننظم تظاهرة من مليون بريطاني في 23 ايلول المقبل وبلير سيقدم استقالته".

 

وفد من الطاشناق شرح للسفيرين الفرنسي والقبرصي اسباب الرفض الارمني لمشاركة قوات تركية في اليونيفل

وطنية - 28/8/2006 (سياسة) وزع مكتب الاعلام في حزب الطاشناق بيانا اعلن فيه "ان اللجنة المركزية للحزب تواصل جولاتها على الفاعليات السياسية والدبلوماسية، ناقلة رفضها ورفض ابناء الطائفة الارمنية لانضمام قوات تركية في عدد اليونيفيل لمرقبة الحدود مع اسرائيل. واليوم زار وفد من الحزب السفارتين الفرنسية والقبرصية، شارحا بالتفصيل الاسباب التي تدعو الارمن الى رفض اي احتمال لتواجد قوات تركية في لبنان, كما حمل مذكرة قدمها الى السفير الفرنسي والقائم بالاعمال القبرصي، شدد فيها على الحلف الاستراتيجي العسكري بين تركيا واسرائيل، والذي يشمل التعاون الاستخباراتي الذي يهدد امن المنطقة برمتها وانحياز تركيا بطبعية الحال الى اسرائيل، مما يزرع الشك حيال نوايا تركيا والتزامها بالمهمام السلمية والمحايدة. هذا فضلا عن تاريخ تركيا وارتكابها جرائم انسانية منها: الابادة الجماعية الارمنية عام 1915 التي ترفض السلطات التركية حتى يومنا هذا الاعتراف بارتكابها والاعتذار عنها".

 

كنج :أي مشاركة للحكومة في اعادة الاعمار ستؤدي الى تأخيرالتنفيذ

وطنية - 28/8/2006 (سياسة) اعتبر القيادي في "التيارالوطني الحر" رمزي كنج في تصريح اليوم، تعقيبا على ما صدر عن نية "حزب الله" مشاركة الدولة في إعادة الإعمار "كثيرة هي الوعود والالتزامات والتحالفات التي نسجت بين "حزب الله" ومن يسمون أنفسهم بفريق الاكثرية، لكن سرعان ما برهنت عن عدم جدواها وبئس مصيرها، ما يدفعنا هذه المرة الى لفت الانتباه الى أن أي مشاركة للحكومة الحالية في اعادة الاعمار ستترتب عنها نتائج سلبية على مستوى سرعة التنفيذ والصدق في الالتزام والشفافية في ادارة المشاريع". وتابع : "يضاف الى ذلك الموضوع الاهم وهو التقدير الدقيق والعلمي لكلفة اعادة البناء، خصوصا ان تباشير هذا الملف تدل على نية خداع في تقديرالكلفة من خلال رفعها الى مستويات خيالية للعمل على محو الآثار والنتائج لدين الاربعين مليار دولار الذي رتبته عليها سياسات اقتصادية خاطئة وعمليات سرقة واهدار قامت بها الحكومات المتعاقبة بعد عام 1990 برعاية النظام الاقتصادي اللبناني - السوري المشترك الذي كان من أبرز وجوهه عبد الحليم خدام أحد نجوم المستقبل الحاليين، والذي يطل على اللبنانيين محاضرا بالديمقراطية والعدالة وضرورات التغيير".

 

التيارالوطني" نظم حملة لازالة الانقاض من محيط كنيسة مار يوسف - حارة حريك

وطنية - 28/8/2006 (متفرقات) نظمت أمانة السر في "التيار الوطني الحر" حملة تنظيف آثار العدوان الإسرائيلي، لكنيسة مار يوسف في حارة حريك في الضاحية الجنوبية. شارك فيها عشرات الناشطين في التيار في حضور كاهن الرعية وعدد من أعضاء البلدية. وأوضح أمين سر التيار أنطوان مخيبر بعد اجتماعه بنائب رئيس بلدية حارة حريك أن "التيار سيضع في تصرف البلدية العدد الذي تطلبه من الشباب، وثمة مجموعة من التيار تنسق العمل في الضاحية بين التيار والمجالس البلدية وحزب الله". وأشار إلى أن "العدوان الإسرائيلي لم يستثنِ منطقة لبنانية من العنف. والدليل، الدمار الذي لحق بالكنائس. وسيعمل التيار بعد مشاركة مهندسيه في مسح الأضرار، على بدء تنظيم مجموعات شبابية لتنظيف الطرقات من الركام وفتحها أمام السيارات". وكشف مخيبر عن تنسيق أمانة السر مع جمعية "بيبلوس إيكولوجي" لتنظيف الشاطئين الرمليين في الرملة البيضاء.

 

البطريرك صفير عرض مع زواره تداعيات العدوان الاسرائيلي السياسية والانسانية

النائب عدوان: اللبنانيون شعب يستحق الحياة وعليهم النظر بأمل الى المستقبل

بويز:القرار 1701 متناقض وغامض ويحمل تأويلات وغير قادر على ضبط الامور نهائيا

وطنية - الديمان- 28/8/2006 (سياسة) عرض البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير، مع زوار الصرح البطريركي في الديمان، تطورات الاوضاع على الساحة اللبنانية وتداعيات العدوان الاسرائيلي السياسية والانسانية.

وقد استقبل البطريرك صفير النائب جورج عدوان الذي قال بعد اللقاء: "نحن في مرحلة انتقالية صعبة، ويجب ان يدرك اللبنانيون اننا محتاجون الى الهدوء، وقد اظهرت الايام الماضية جدية في تنفيذ القرار 1701 من قبل المجتمع الدولي والحكومة اللبنانية، وهو تنفيذ لكل تفاصيله وبدون مواربة". واضاف: "نحن في مواجهة الهجرة العدو الاكبر، الذي يجب ان نتصدى له ونعطي الشباب اللبناني الامل والرجاء ليتمسكوا بوطنهم، ونحن مقبلون على مرحلة استعادة الدولة سلطتها وصمود كل لبناني ضروري".

 وحول موضوع الحصار المستمر من قبل اسرائيل قال النائب عدوان: "هذا ما سيبحث مع الامين العام للامم المتحدة كوفي انان، واعتقد ان الاسراع في ارسال القوات الدولية سيرفع الحصار". وتابع: "اللبنانيون صمدوا واظهروا انهم شعب يستحق الحياة وكل يوم حصار لا يجب ان يحطم معنوياتنا بل يجب ان ننظر بأمل للمستقبل، ونساعد على قيام الدولة القادرة المسيطرة على كل ارضها وقرارها بيدها".

الوزير السابق بويز ثم استقبل البطريرك صفير الوزير السابق فارس بويز الذي قال بعد اللقاء: "ان "الحديث مع البطريرك صفير تناول الاوضاع الراهنة, وبخاصة القرار الدولي 1701، ومعلوم ان هذا يحمل تأويلات وتفسيرات متناقضة، وفي مناسبة زيارة الامين العام للامم المتحدة، لا بد من التذكير بالاجماع على هذا الوصف للقرار بأنه كما غامض ومتناقض، إن هذا القرار اوقف الحرب، وما نطمح اليه هو تثبيت انهاء الحرب بصورة نهائية وثابتة، وكما هو الان لا نعتقد انه يكفل هذا الضبط المنشود بما يحمله من الغام وتفسيرات واجتهادات، من هنا انني اعتقد انه علينا الاستفادة من جولة الامين العام للامم المتحدة لكي نحمله اقتراحات اللبنانيين حيال تعديل وتفسير هذا القرار والالية التنفيذية الخاصة به بما يجعله اكثر عدلا ودقة وامكانية على ضبط الاوضاع المهددة بالفلتان في اية لحظة".

واضاف: "ان القرار 1701 افترض اصلا اصدار ملحق له، وقد تكون زيارة الامين العام كوفي انان لورة مضامين هذا الملحق المتعلق بالقرار، ونعتقد ان للبطريرك صفير كلمة اساسية في الرأي الذي سيعطى في هذا الخصوص". وقد استبقى البطريرك صفير بويز الى مائدة الغداء. كاريتاس لبنان وكان البطريرك صفير قد استقبل امين سر كاريتاس لبنان المحامي جوزف فرح الذي وضعه في اجواء الاجتماعات التي عقدت في كاريتاس فرنسا بدعوة من كاريتاس الدولية والتي حضرها العديد من مؤسسات كاريتاس اوروبا واميركا، والموقف التضامني الذي اتخذته دعما للشعب اللبناني بكافة فئاته المحتاجة، ودعما للشعب الفلسطيني في غزة، وكان من نتائج هذه الاجتماعات ان بادرت كاريتاس الى تشكيل لجنة تمثل خلية طوارىء لمواكبة اعادة تأهيل اجتماعي واقتصادي لمتضرري الاحداث، ومساندة تلامذة المدارس للعودة الى مدراسهم وتأهيل المساكن في انتظار ان تقوم الدولة باعمال الترميم المطلوبة.

واشار المحامي فرح الى "ان وفدا من كاريتاس لبنان برئاسة الاب لويس سماحة سيزور المناطق المنكوبة بدءا من الجنوب، ويشارك فيها خبراء ومهندسون ومساعدون اجتماعيون لمسح الاضرار وتحديد الحاجات، والعمل لايصال المساعدات العاجلة لمستحقيها في سياق الجهد لترسيخ المواطنين في قراهم وبلداتهم". واستقبل البطريرك صفير في الديمان ايضا رئيس بلدية حصرون الدكتور اميل فرح، الذي عرض شؤونا انمائية وخدماتية تتعلق بالمنطقة وبحصرون، كما استقبل الاب ميشال روحانا الانطوني، الذي عرض كيفية متابعة مشروع الانماء والتصنيع الزراعي لعدد من الاقضية الشمالية الريفية.

 

عون : على الحكومة أن تستقيل في هدوء والا

 رويترز - 2006 / 8 / 28

 حث الزعيم اللبناني المعارض والحليف المسيحي الرئيسي لحزب الله العماد ميشال عون الحكومة يوم الاثنين على الاستقالة مشيرا الى ما وصفه بفشلها في التعامل مع الازمة خلال حرب اسرائيل مع حزب الله.

وبدا أن عون يهدد فيما يبدو باثارة اضطرابات اذا لم تقدم حكومة رئيس الوزراء فؤاد السنيورة استقالتها بشكل سلمي. وكان عون طالب في الماضي بنزع سلاح حزب الله غير أنه عزز علاقاته بالحزب في وقت لاحق.

وقال "من حق اللبنانيين أن تتألف حكومة جديدة من أناس جدد... ويحدث التغيير في شكل هاديء مع المحافظة على الاستقرار في البلد والا فهناك أساليب أخرى للتصعيد من الان فصاعدا."

جاءت تصريحات عون في الوقت الذي كان يجتمع فيه كوفي عنان الامين العام للامم المتحدة مع السنيورة العضو بائتلاف الاغلبية المناهض لسوريا ووزرائه. وكان عنان وصل الى بيروت في وقت سابق من يوم الاثنين في مستهل جولة اقليمية تهدف لتعزيز هدنة بين اسرائيل وحزب الله أوقفت الحرب التي استمرت 34 يوما.

ودعا الامين العام لحزب الله حسن نصر الله في مقابلة تلفزيونية يوم الاحد الى تشكيل حكومة وحدة وطنية تضم عون دون ان يطالب بمزيد من السلطة لحزب الله الذي يشارك بوزيرين في الحكومة الائتلافية الحالية.

وقال عون الذي يسيطر على كتلة برلمانية كبيرة لكنه غير مشارك في الحكومة ان هناك "تساؤلات كبيرة حول سلوك هذه الحكومة خلال الاحداث" في اشارة الى الحرب التي اشتعلت بعدما اسر حزب الله جنديين اسرائيليين في 12 يوليو تموز في غارة عبر الحدود.

وكانت حكومة السنيورة أدانت الهجمات الاسرائيلية على لبنان غير أنها قالت منذ البداية انها لا تؤيد عملية حزب الله.

وانتقد حزب الله الحكومة بسبب ما وصفه ببطء تحركاتها لتوصيل المساعدات والمساعدة في اعادة بناء المناطق التي دمرتها الهجمات الاسرائيلية. واضاف عون "عندما نغير هؤلاء سنرى أنه يمكن تأليف حكومة أحسن من الحالية 100 ألف مرة." ورفض الافصاح عما اذا كان التيار الوطني الحر الذي يتزعمه سيشارك في الحكوة الجديدة. وايد عون مقاومة حزب الله للهجمات الاسرائيلية واتفق مع تحفظاته على قرار مجلس الامن التابع للامم المتحدة الذي أنهى القتال. ويأمل عون في أن يؤيده حزب الله في انتخابات الرئاسة اللبنانية في عام 2007.

كما اتفق عون مع رفض حزب الله لمطلب اسرائيلي بانتشار قوات حفظ السلام التابعة للامم المتحدة على طول الحدود اللبنانية مع سوريا لمنع وصول الاسلحة الى حزب الله. وأضاف ساخرا "ماذا يريدون.. هل يريدون ان يلحقونا على الحمام (المراحيض) ويراقبونا ماذا نعمل.." وكانت الحكومة اللبنانية قالت ان الجيش اللبناني قادر على السيطرة على المعابر الحدودية لمنع تهريب الاسلحة.

 

 النائب سعد الحريري التقى الأمين العام للأمم المتحدة: لا تغيير حكوميا وهذه الحكومة أوقفت الحرب و ستعيد الإعمار 

 قوى 14 آذار - 2006 / 8 / 28

 التقى رئيس كتلة المستقبل النيابية النائب سعد الحريري مساء اليوم الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان في مقر إقامته في فندق "الموفينبيك" في حضور موفد الأمين العام للأمم المتحدة المكلف تطبيق القرار 1559 تيري رود لارسن وتم خلال اللقاء عرض نتائج الزيارة التي يقوم بها الى لبنان .

بعد اللقاء تحدث النائب الحريري فقال:"لقد جاء الأمين العام للأمم المتحدة ليرى كيف يمكننا تطبيق القرار 1701، و برأي أنه كان إنجازا كبيرا عندما استطاعت الدولة اللبنانية أن توقف الحرب و أن تضغط على الدول الكبرى لكي نتوصل إلى هذا القرار بالشكل الذي هو عليه. اليوم يجري تطبيق القرار 1701 و هذا يجب ان يتم بأسرع وقت ممكن لكي نتمكن من وقف كل العمليات العسكرية و انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي لأننا لا نريد ان يبقى العدو الإسرائيلي في الأراضي اللبنانية .لقد كان الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان دائما إلى جانب لبنان و منذ استشهاد الرئيس رفيق الحريري و حتى اليوم يقوم بمساعدة لبنان ."

سئل:"ما هو رأيكم بمطالبة البعض و في مقدمهم حزب الله و العماد ميشال عون بتغيير الحكومة؟

أجاب:"لا تغيير حكوميا،إن هذه الحكومة هي التي أوقفت الحرب و هذه الحكومة هي التي ستخرج إسرائيل من الأراضي اللبنانية و هي التي استطاعت تغيير قرار مجلس الأمن بحيث تضمن القرار 1701 النقاط السبع اللبنانية. هذه الحكومة مستمرة في مهامها لأنها هي الحكومة التي قاومت إسرائيل و هي التي ستخرج العدو من الأراضي اللبنانية.هذه الحكومة هي التي ستعيد إعمار كل منزل تهدم و هي التي ستعيد الاقتصاد الوطني على ما كان عليه.هذه الحكومة و على رأسها الرئيس فؤاد السنيورة الذي حاول خلال أيام طوال إيقاف الحرب ،و كنا نحن جميعا إلى جانبه ولا نرى أي سبب لتغييرها و الرئيس السنيورة أثبت انه فعلا رجل دولة ."

و كان الأمين العام للأمم المتحدة زار عند السابعة مساء اليوم ضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري في وسط بيروت يرافقه تيري رود لارسن حيث وضع إكليلا من الزهر على الضريح في حضور رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة ووزير الخارجية فوزي صلوخ ورئيس كتلة "المستقبل" النيابية النائب سعد الحريري .

 

 

 صفير يقترح تعيين هيئة عليا تتولى «توزيعا عادلا» لمساعدات اللبنانيين

 الشرق الاوسط - 2006 / 8 / 28

 وجه البطريرك الماروني نصر الله صفير «تحية خالصة» الى الجيش اللبناني الذي ذهب الى الجنوب «ليساعد على المحافظة على حياة الذين عادوا الى قراهم من اللبنانيين الذين اضطروا الى تركها تحت وقع القنابل وهرباً من موت محتم». ولفت الى «الشكوى التي تتعالى حول المساعدات الإنسانية التي ترسلها دول ومنظمات إنسانية»، مقترحاً تعيين هيئة عليا «لتوزيع هذه المساعدات توزيعاً عادلاً».

وقال صفير في عظة ألقاها أمس: «نوجه تحية خالصة للجيش اللبناني الذي ذهب الى جنوب لبنان ليساعد على المحافظة على حياة الذين عادوا الى قراهم من اللبنانيين الذين اضطروا الى تركها تحت وقع القنابل وهرباً من موت محتم. ولا يسعنا إلا ان نتوجه بالشكر والتقدير الى القوى العسكرية، وبخاصة الفرنسية منها والإيطالية، التي جاءت لتصنع الأمن والسلام في جنوب لبنان وتشعر سكانه بالطمأنينة التي يتوقون اليها من اعماق قلوبهم». وأضاف: «لا بد لنا من ان نلفت الى الشكوى التي تتعالى بشأن المساعدات الإنسانية التي ترسلها دول ومنظمات انسانية، لكنها، على ما يبدو، لا تصل الى اشد الناس حاجة اليها، وبخاصة الأدوية التي توزع على فئات من المستشفيات لا حاجة لها بها، لكونها لا تملك الأجهزة اللازمة لاجراء عمليات تستوجب مثل هذه الادوية». وتمنى على «المسؤولين أن يعينوا هيئة عليا لتوزيع المساعدات الإنسانية توزيعاً عادلاً يوصلها بالأفضلية الى المحتاجين اليها، وليس فقط الى الأقربين والمقربين ممن يتولون توزيعها».

الى ذلك، وصلت الى مطار بيروت الدولي قبل ظهر امس وزيرة التنمية الاقتصادية الألمانية، هيدماري ويزيرك زيو، على متن طائرة خاصة تحمل ستة أطنان من المساعدات الغذائية والطبية من المقرر أن توزع على النازحين والمحتاجين. وستلتقي الوزيرة الألمانية عدداً من المسؤولين اللبنانيين للبحث من تطورات الوضع وسبل الدعم الألماني للبنان في مختلف المجالات.

كذلك وصلت الى بيروت صباح أمس طائرة نقل عسكرية مصرية محملة بالمساعدات الغذائية والطبية وبعض تجهيزات مدعمة للمستشفى الميداني المصري. وكان في استقبالها في المطار سفير مصر، حسين ضرار، وعدد من أعضاء السفارة المصرية وبعض المسؤولين اللبنانيين. وتأتي هذه الشحنة ضمن الجسر الجوي الذي أمر به الرئيس حسني مبارك كرسالة تضامن ودعم من مصر قيادة وشعباً للبنان.

وكانت الحملة الشعبية السعودية واصلت أمس عملية توزيع آلاف الحصص الغذائية في البقاع. وعبرت الحدود اللبنانية ـ السورية عند نقطة المصنع شاحنات مقبلة من السعودية محملة بمختلف أنواع السلع الغذائية. وأشار مدير الحملة، مبارك البكر، الى «ان المساعدات السعودية لن تقتصر على المواد التموينية. بل ان الحملة الشعبية السعودية لإغاثة الشعب اللبناني تقدم مختلف الخدمات الطبية. وقد تم إجراء أكثر من عملية جراحية وعمليات توليد على نفقة الحملة وذلك في مستشفى الرحمة في تعنايل. كما ان الأيام المقبلة ستشهد وصول مساعدات جديدة تتعلق ببرنامج الحقيبة المدرسية وستوزع على أكثر من 390 ألف طالب. كما تم رصد مبلغ7 ملايين دولار لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة وتم تقديم مليون دولار لليونيسيف من اجل إغاثة الأطفال في لبنان».

 

 المانيا تنفي انها تقوم بدور وساطة في عملية تبادل اسرى بين حزب الله واسرائيل 

 أ ف ب - 2006 / 8 / 28

 نفى وزير الخارجية الالماني فرانك-فالتر شتاينماير اليوم الاثنين ان تكون المانيا تلعب دور الوسيط في المفاوضات من اجل تبادل اسرى بين حزب الله واسرائيل. وقال بعد لقائه نظيرته الاسرائيلية تسيبي ليفني التي تزور برلين "لا اساس" للمعلومات التي نشرتها الصحف المصرية الاحد في هذا الصدد. وكانت صحيفة "الاهرام" الحكومية المصرية اوردت الاحد ان اسرائيل وحزب الله اللبناني اتفقا على تبادل اسرى في غضون اسبوعين الى ثلاثة اسابيع بفضل وساطة المانية. وقال شتاينماير "لسنا في هذا الوضع" مضيفا ان برلين لم تتسلم اي طلب في هذا الصدد لا من اسرائيل ولا من لبنان.

واضاف "نعلم اي اهمية يكتسبها الافراج عن الجنود الاسرائيليين لاسرائيل وفي اسرائيل". وقد نفت اسرائيل مساء الاحد ان تكون مفاوضات جارية مع حزب الله من اجل تبادل اسرى كما ذكرت الاذاعة العامة الاسرائيلية نقلا عن مسؤولين في رئاسة الحكومة الاسرائيلية. وقد اعلن الامين العام لحزب الله الشيعي اللبناني حسن نصر الله الاحد في مقابلة مع تلفزيون الجديد "نيو تي في" اللبناني ان اتصالات غير مباشرة بدأت حول مفاوضات لعملية تبادل الاسرى بين لبنان واسرائيل وذلك عبر رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري.

وكانت المانيا قامت في السابق بوساطة ادت في كانون الثاني/يناير 2004 الى عملية تبادل بين حزب الله واسرائيل افرج في اطارها عن 400 معتقل لبناني وعربي في مقابل رجل الاعمال الكولونيل في الاحتياط الحنان تتنباوم ورفات ثلاثة جنود اسرائيليين.

 

عون: سلاح «حزب الله» غير ضروري إذا حرِّرت مزارع شبعا وعاد الأسرى

 الحياة - 2006 / 8 / 28  رحب رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النيابي ميشال عون بمشاركة فرنسا في قوة الطوارئ الدولية المعززة في الجنوب، معرباً عن اعتقاده بأن سلاح «حزب الله» لا يعود ضرورياً اذا استعيدت مزارع شبعا وأطلق الأسرى اللبنانيون لدى اسرائيل. وقال عون في تحقيق أجرته محطة «فرانس 3»: «ان وجود الجيش الفرنسي يطمئن، يهدّئ المنطقة، وهو يظهر الغاية الدولية في حفظ السلام». وعن احترام «حزب الله» قواعد اللعبة، أجاب: «بالطبع، لن يكون هناك أشخاص مسلحون في هذه المنطقة وفي هذا الوقت، لذا لا نخشى أي حوادث من جانب «حزب الله». وقال عون: «لدينا قطعة من أرضنا محتلة مساحتها 40 كلم2 تقريباً هي مزارع شبعا. اذا حلّت هذه المشكلة وأيضاً مسألة تبادل الأسرى، أعتقد ان سلاح «حزب الله» لا يعود ضرورياً، وأعتقد ان انخراطه في الجيش اللبناني يصبح أسهل».

 

نصرلله: لا جولة ثانية من الحرب مع اسرائيل

 وكالات - 2006 / 8 / 27

 قال الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في مقابلة خاصة مع تلفزيون الجديد (TV NEW) "ان لا جولة ثانية من الحرب مع اسرائيل وان كلام تيري رود لارسن يخدم الاسرائيلي في الدرجة الاولى ولا اعلم اذا كان الاسرائيليون قد طلبوا منه ان يأتي ليخوف اللبنانيين، فهناك محاولة لفرض مطالب اسرائيلية جديدة على سبيل المثال: نشر اليونيفيل في المطار والموانىء وعلى الحدود الشمالية، وقد هولوا بجولة ثانية لكي يخضع لبنان لهذه الشروط. ولو لدى الاسرائيلي نية جديدة بجولة ثانية فعليه ان يعزز مواقعه وتواجده في النقاط المتواجد فيها حاليا لا ان يسحبها، ثم هناك عودة النازحين لديهم وقد بدأوا باعادة اعمار الشمال والذي يتعاطى بهذه الطريقة لا يبدو انه ذاهب الى حرب، لسنا متوجهين الى جولة ثانية".

وسئل عن الاستفزاز الاسرائيلي من انزالات وخطف وخروقات جوية؟ اجاب: "الحرب المفتوحة توقفت في الرابع عشر من آب ولكن اسرائيل استمرت باستفزازنا حتى نستدرج الى مواجهة واذا ردينا على الاستفزاز نكون قد خرقنا القرار الدولي 1701 وهذا قد يفتح النقاش على قرار ثان يسعى له بوش له علاقة بنزع سلاح المقاومة، نحن ضبطنا انفسنا ولم نستدرج لاسيما وان القرار 1701 يعطي لاسرائيل حق الدفاع عن النفس وهذا ما تحفظنا عليه".

اضاف: "طالما هناك احتلال فنحن لدينا الحق في المقاومة واذا حتى الآن صبرنا فليس معناه اننا سنصبر على طول الخط ونحن نحتفظ بهذا الحق ويمكن ان نمارسه باي وقت وبالتالي انا لا اعطي اي تطمينات لاي احد".

وعن تحرك الحزب ميدانيا مع انتشار الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل قال: "اذا انتشرت اليونيفل والجيش اللبناني فمن المفترض ان لا يبقى اسرائيليون وبالتالي فلا مبرر لان اعمل عملية حيث لا اسرائيلي لاقاتله هناك واي نقطة يبقى فيها الاسرائيليون فمن حقنا ان نقاتلها. اما عن علاقتنا مع الجيش فهو سيلقى منا كل تسهيل وكل الدعم والمساندة واي شيء ممكن ان يحرج الجيش لن نفعله، المقاومة ستكون مؤازرة للجيش وداعمة له ولا مشكلة ايضا مع اليونيفل طالما ان مهمتها ليس نزع سلاح المقاومة".

وعن ادعاء اسرائيل بانسحاب حزب الله الى خارج جنوب الليطاني قال: "ان الاسرائيلي كذاب من الدرجة الاولى فهم يقولون انهم لن يسمحوا لحزب الله بالعودة الى الجنوب ولكن هل نحن خرجنا من الجنوب كي يسمحوا لنا بالعودة؟ نحن لم نخرج حتى نعود الى جنوب النهر. ولكن بالتأكيد لن يكون هناك مظاهر مسلحة لحزب الله في الجنوب سواء بالاستنفار او تشييع الشهداء وهذه سياستنا باننا نتجنب المظاهر المسلحة واذا لاحظ الجيش اللبناني غدا اي مسلح فمن حقه الطبيعي ان يصادر له سلاحه".

وردا على سؤال عن وضع الحزب في مزارع شبعا قال: "ان اي ارض تقول عنها الدولة اللبنانية انها لبنانية وتبقى تحت الاحتلال واجب ومسؤولية المقاومة ان تقاتل لتحريرها، وعلى طاولة الحوار كنت اقول اذا اردتم فعلا تحرير مزارع شبعا فلنتعاون على هذا الموضوع. اذا اردتم التخلص من ملف مزارع شبعا لتتخلصوا منا ومن سلاحنا اي ان القصة ليست وطنية بل هي للتخلص منا، عندكم طريق ثان غير الامم المحتدة وتحميل سوريا مسؤولية التوقيع، فلتجتمع الحكومة اللبنانية وتعلن ان مزارع شبعا ليست لبنانية، وهذا ما لا تستطيع الحكومة فعله او التلاعب به، واستطرد اما كيفية ممارسة المقاومة مهامها الدفاعية عن هذه الارض المحتلة فهو حق تحتفظ به المقاومة لنفسها وليس مفروضا علينا تقديم تطمينات او حتى تهويل".

وردا على سؤال هل كنت ستفعل ما فعلت في 12 تموز لو علمت ان هكذا سيكون رد الفعل الاسرائيلي قال نصرالله: "انا لن اطمئن الاسرائيلي واقل ما يقال: من الخطأ تقديم الضمانات للاسرائيلي بان المقاومة لن تقاومه". واضاف: "انه لا الآن ولا في المستقبل حاضر لان يقدم حزب الله التزامات لاحد.وان كل من يقول ان سبب هذه الحرب الاسيرين هو مخطىء، فكل المعطيات التي تم التوصل اليها ان قرار الحرب كان متخذا ونحن فاجأنا الاسرائيلي بالتوقيت، هو وقع في الفخ وليس نحن". واضاف: "بذريعة او من دون ذريعة الاسرائيلي كان سيعلن الحرب اواخر ايلول بداية تشرين الاول".

واكد السيد نصرالله ان قيادة الحزب لم تتوقع ولو واحد في المئة ان عملية الاسر ستؤدي الى حرب بهذه السعة وبهذا الحجم لانه وبتاريخ الحروب هذا لم يحصل". وقال: "لو علمت ان عملية الاسر كانت ستقود الى هذه النتيجة لما قمنا بها قطعا". السيد نصرالله رفض ان نقيس الامور بالمقياس اللبناني فقط قائلا "اي احد من اليوم وصاعدا يفكر بفتح حرب على لبنان سيعمل الف والفين حساب".

وحول اسر اسرائيل احد عناصر حزب الله المشاركين في عملية اسر الجنديين الاسرائيليين قال نصرالله: "الموضوع في حاجة لتدقيق لان من شارك في العملية هم من الشباب الذين قاتلوا على الخطوط الامامية طيلة فترة العدوان ولذلك من الممكن ان يكون احد المشاركين في العملية قد اسر". وعن عملية التبادل اعلن السيد نصرالله خلال فترة وجيزة بدأت الاتصالات للتفاوض ويبدو ان ايطاليا تحاول الدخول في الموضوع والامم المتحدة مهتمة والتفاوض يتم عبر الرئيس بري وعن زيارة الامين العام للامم المتحدة كوفي انان المرتقبة الى بيروت قال السيد نصرالله: "لا مشكلة لدي بلقائه وهناك بعض الاتصالات للتحضير للقاء بيننا لكن الاشكال الوحيد هو امني".

وعن الخسائر التي تكبدها الحزب قال السيد نصرالله: "القيادات المعروفة من الحزب بالف خير كذلك الكادر السياسي التنفيذي التنظيمي والاعلامي والقيادات الامنية، فعلى المستويين التنظيمي الاول والثاني لا شهداء ومن المستوى الثالث عندنا ثلاثة شهداء اضافة الى اربعة او خمسة شهداء من مسؤولي قرى ومناطق" مشيرا الى انه حتى الان لم يتم احصاء لعدد الشهداء المجاهدين.

وعن القوة الصاروخية لحزب الله قال السيد نصرالله: "ان الحجم الحقيقي للصواريخ التي سقطت على اسرائيل اكثر من اربعة آلاف صاروخ وهذا اقل بكثير من خمسين في المئة من قدرتنا العسكرية". وللمرة الاولى اعلن السيد نصرالله عدم مشاركته في الحوار في المدى المنظور وذلك حفاظا على سلامة وارواح المتحاورين.

 

 خادم الحرمين: دعم لبنان واجب علينا جميعاً ومن يقصّر فهو مقصّر بحق نفسه وعروبته وإنسانيته

 اللواء - 2006 / 8 / 28

 دعا خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في حديث لصحيفة "الشرق الأوسط" الى دعم لبنان حتى يخرج من محنته، قائلا: "إن دعم لبنان واجب علينا جميعاً، ومن يقصّر في دعم لبنان فهو مقصّر في حق نفسه وعروبته وإنسانيته"· وشرح الملك عبد الله أسباب قلقه على غياب تصوّر إقليمي أو عالمي لأمن المنطقة، خصوصاً في "غياب الاهتمام بعملية السلام في الشرق الأوسط"، وقال: "لقد قدّمنا مبادرة السلام، التي تبنّاها العالم العربي بالإجماع، ووجدت قبولاً عالمياً حتى في بعض الأوساط في إسرائيل"، ولكنه بدا عاتباً على "غياب الاهتمام وعلى عجز آليات التنفيذ لتطبيق مثل هذه المبادرات على أرض الواقع

وتحدث الملك عبد الله عن خيبة أمله في ما يخص تعثّر القضية الفلسطينية وعملية السلام، وبدا أنه يبحث عن تصوّر جديد ومتماسك قابل للتنفيذ في ما يخص السلام في الشرق الأوسط، إذ أكد على "أن الظروف تغيّرت اليوم، فالعالم اليوم دخل في حالة ضبابية، وفي منطقتنا اختلطت الأوراق، وبدت الرؤية غير واضحة

وعبر عن "عميق الأسف والحزن لما يتعرّض له الشعب العراقي الشقيق من مآسٍ نرجو من الله جلّت قدرته أن يمكّنه من تجاوزها ليحتلّ موقعه الصحيح في صفوف أمته العربية والإسلامية متمتعاً بالاستقرار والأمن والرخاء

ودعا الملك عبد الله القوى الكبرى في العالم، الى تفهّم مشكلات العالم العربي والإسلامي، وبدا قلقاً من أن "بعض القوى لا تفهم طبيعة المشكلات العربية والإسلامية"، وأكد على أن "سياسة المملكة هي حل الأزمات بالطرق السلمية وفي الإطار العربي والإسلامي، أكد الملك عبد الله على أنه يحترم الجميع ويقدّر الاختلاف طالما أن الهدف من وراء هذا الاختلاف هو مصلحة الأمة، قائلاً: "أنا أحترم من يحترمني، وحتى من يختلف معي آحترمه طالما أن هذا الاختلاف ينطلق من مصلحة الأمة وليس مدفوعاً بمصالح شخصية ضيّقة

وفي السياسة النفطية للمملكة، أكد الملك عبد الله بن عبد العزيز على "أن سياسة المملكة البترولية هي الاعتدال في الأسعار وتحدث الملك عبد الله لـ "الشرق الأوسط" عن الوضع الداخلي في المملكة، وأكد على أن "اقتصاد المملكة متين"، وقال: "أبوابنا وأسواقنا مفتوحة للمستثمرين، فأهلاً بهم

ورغم الفورة الاقتصادية في المملكة، إلا أن الملك عبد الله كان مشغولاً بما سمّاه "الثورة التعليمية التي تشهدها المملكة وخصوصاً في العلوم الحديثة والتقنية"· وأكد الملك عبد الله على مضاعفة عدد الجامعات في المملكة من أجل "نقلة نوعية في التعليم: التعليم هو الأساس لكل تقدّم

وكان اهتمام الملك بالمواطن السعودي وأمنه واضحاً في كل حديثه، وعندما سألته "الشرق الأوسط" عن مواطنيه، ردّ قائلاً: "ومن نحن بدون المواطن السعودي؟! نحن نستمد قوّتنا من الله ثم من مواطنينا

 

القس جاكسون يتوسط مع الأسد لاتمام تبادل الأسرى بين إسرائيل وحزب الله

سورية تعلن استعدادها المفاوضات مع إسرائيل وترحب بالمشاركة الاوروبية في "يونيفيل"...!

 دمشق-أ.ف.ب: أعلن نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد أمس ان بلاده مستعدة لاستئناف عملية السلام مع اسرائيل "على اسس قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية" اذا كانت الدولة العبرية مستعدة لذلك.

وقال المقداد في مؤتمر صحافي مشترك مع القس الاميركي جيسي جاكسون "من حيث المبدأ سوريا تدعو الى استئناف عملية السلام على هذه الاسس المعروفة وهي قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية".

واضاف "عندما تكون اسرائيل مستعدة ومن خلفها من يدعمها في الولايات المتحدة لاستئناف عملية السلام على هذه الاسس فسوريا ستكون دائما مستعدة من اجل التوصل الى نتائج تعيد الى العرب حقوقهم المشروعة وخاصة اقامة السلام العادل والشامل في المنطقة الذي نسعى وسنستمر في السعي الى تحقيقه".وقال "وهذا الانتصار المدوي للبنان ومقاومته البطلة كان له انعكاسات على الداخل الاسرائيلي طبعا" في اشارة الى النزاع بين اسرائيل وحزب الله اللبناني الذي استمر اكثر من شهر.  واضاف "لاحظنا بعض الدعوات لاستئناف السلام والحوار مع سوريا والدعوات الى اللاحوار هناك تخبط داخل اسرائيل وداخل المحافظين في الولايات المتحدة".

يشار الى ان محادثات السلام السورية-الاسرائيلية مجمدة منذ يناير 2000 وتتناول المطلب السوري باستعادة هضبة الجولان المحتلة التي ضمتها اسرائيل عام 1981.من جهة اخرى اكد المقداد دعم سوريا الدائم للقوة الدولية في جنوب لبنان (يونيفيل).وقال "نحن دائما دعمنا يونيفيل والولاية التي تقوم بها وننظر الى الدور الهام الذي تقوم به الامم المتحدة في هذا المجال بكل ايجابية". واضاف "هذه مواقف ثابتة وليست جديدة".

وتابع المقداد "نحن سعداء انه لا توجد اي مهمة يمكن ان تخلق مشكلة ليونيفيل في اطار تنفيذ القرار" 1701 الصادر عن مجلس الأمن الدولي.وقال "نحن سعداء ان تشارك دول اوروبية ودول اخرى في مهمة يونيفيل من اجل تحقيق الاهداف الواردة في مختلف قرارات الامم المتحدة وهي: وقف اطلاق النار وانسحاب اسرائيل الى ما وراء الخط الأزرق وتقديم المساعدات الدولية الى الشعب اللبناني ورفع الحصار الجوي والبحري عن لبنان وعدم السماح بتفاقم الازمة في الجنوب اللبناني من خلال اي احتمال لاستمرار العدوان الاسرائيلي على الجنوب".

وكان الرئيس السوري بشار الاسد استقبل كذلك القس جاكسون الذي وصل إلى دمشق في إطار جولة شرق أوسطية تشمل لبنان وإسرائيل في إطار مسعى سلمي لتبادل الأسرى بين إسرائيل ولبنان وسورية. وذكرت وكالة الانباء السورية (سانا) أن الأسد استعرض مع القس جاكسون »الأحداث الجارية على الساحتين الإقليمية والدولية وآخر التطورات في كل من لبنان وفلسطين والعراق«.وقال القس جاكسون عقب اللقاء إن المهمة التي يقوم بها هي »للتعرف على وجهات نظر الشخصيات الرسمية في سورية ولبنان وإسرائيل لمعرفة كل الأمور المتصلة بما يحدث في المنطقة والمناشدة من أجل استمرار وقف إطلاق النار وضمان وصول المساعدات الإنسانية وكذلك بحث مسألة إطلاق سراح الأسرى اللبنانيين والسوريين لدى إسرائيل والأسرى الإسرائيليين لدى حزب الله« مشيراً إلى أنه بحث هذه المسألة مع الرئيس السوري.

 

 رفض الحديث عن نزع سلاح حزب الله خارج إطار الحوار الوطني

 السنيورة: الجيش سيستخدم القوة لمنع أي وجود عسكري في الجنوب

 بيروت ¯ »السياسة« ¯ الوكالات:صرح رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة انه لن يتم التطرق الى مسألة نزع سلاح حزب الله خارج اطار الحوار الوطني, مؤكدا في الوقت ذاته انه يحق للجيش اللبناني اللجوء الى القوة لمنع اي وجود عسكري غيره في جنوب لبنان.وقال السنيورة في تصريحات نشرتها الصحف اللبنانية امس »لا نطرح مسألة نزع سلاح حزب الله بل نعتبر ان المسألة مرتبطة بالحوار الذي سيوصلنا الى هدفنا« اي الا يكون في جنوب لبنان »سوى سلاح الدولة اللبنانية«.واضاف رئيس الوزراء اللبناني الذي كان يتحدث الى راديو وتلفزيون »سي بي سي« في كندا لابد ان نحقق هدفنا عبر الحوار والتعاون حتى يصبح السلاح في يد الحكومة وحدها دون سواها«, مؤكدا انه »يمكن تحقيق ذلك عبر دمج اعضاء حزب الله الراغبين في ذلك ضمن الجيش اللبناني«.

واكد السنيورة ان »قرار الحرب والسلام لا يجب ان يكون في يد مجموعة واحدة وهو درس تعلمناه« من تجربة الحرب الاخيرة على لبنان.واوضح رئيس الوزراء ان الحكومة اللبنانية اعطت اوامرها للجيش بعدم وجود اي قاعدة عسكرية او اي وجود عسكري ظاهر او زي او سلاح عسكري«. واضاف انه يحق للجيش اللجوء الى القوة للدفاع عن نفسه ووضع حد لاي مخالفة للقانون«. واضاف ان »الجيش سيكون قادرا على دخول اي منطقة فلن يكون هناك اي منطقة يحظر دخولها عليه«, كما سيسمح له »بمصادرة اي سلاح يجده«.

وبدأ الجيش اللبناني انتشاره في جنوب لبنان في 17 اغسطس للمرة الاولى منذ اواخر الستينات بعد مواجهات بين اسرائيل وحزب الله وقصف اسرائيلي واسع على لبنان استمر 34 يوما. واوضح السنيورة ل¯ »سي بي سي« ان الجيش »نشر حتى الان نحو 50 في المئة من جنوده« الذين وعدت الحكومة اللبنانية »بارسالهم الى الجنوب بالاضافة الى قوات الجيش التي انتشرت على الحدود مع سورية«. من ناحية ثانية علمت »السياسة« ان الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان سيستثني من محادثاته اليوم في بيروت الرئيس اميل لحود حيث سيجتمع مع السنيورة ورئيس مجلس النواب نبيه بري واشارت مصادر مطلعة الى ان رئيسي مجلس النواب والحكومة سيطالبان عنان بحل سريع لمشكلة مزارع شبعا بالاضافة الى انهاء الحصار الاسرائيلي. الى ذلك اعلن متحدث باسم الجيش اللبناني ان الجيش الاسرائيلي لا يزال يحتل تسعة مواقع في جنوب لبنان بعد نحو اسبوعين على دخول الهدنة بين الدولة العبرية وحزب الله حيز التنفيذ. واشار المتحدث الذي طلب عدم الكشف عن اسمه ان وجود اسرائيل في هذه المواقع الذي ترافقه عمليات توغل محدودة النطاق ليلا داخل الاراضي اللبنانية يحول دون انتشار الجيش اللبناني على الحدود مع الدولة العبرية.

 

 

 

 

 

 

 

قوى "ثورة الأرز" وواشنطن وباريس وعواصم عربية تدعو عنان إلى التقيد بتطبيق 1701 لا تفسيره على هواه...

 لندن-كتب حميد غريافي:السياسة

أثارت تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان في بروكسل هذا الأسبوع حفيظة الولايات المتحدة وفرنسا والدول العربية المهمة وقوى الرابع عشر من آذار الحاكمة في لبنان والقيادات اللبنانية الاغترابية في واشنطن وسيدني واوتاوه ولندن وباريس, إذ اعتبرت كل هذه الأطراف الضالعة في انقاذ الدولة اللبنانية من البراثن الإيرانية والسورية عبر حزب الله والفصائل والمجموعات الإرهابية المتسللة إليها من حدودها الشرقية مع سورية, تلك التصريحات التي ذكرت أن القوات الدولية التي بدأت ترد لبنان تباعاً »لن تكون من بين مهماتها نزع سلاح حزب الله, كما أن القرار 1701 لا يلحظ بشكل مباشر نشر قوات دولية على حدود سورية لمنع عمليات التهريب والتسلل«, في غير محلها, وبأن عنان تجاوز بها حدود دوره الطبيعي.

وذكر مسؤولون في وزارتي الخارجية الأميركية والفرنسية أمس, أن موقف عنان »المستغرب« هذا والذي يتناقض مع ما جرى داخل مؤتمر بروكسل الاربعاء الماضي المخصص لإقناع الدول الأوروبية بالمشاركة في القوات الدولية إلى لبنان, »يؤكد مرة أخرى أن الأمين العام للأمم المتحدة يتصرف -كما فعل في الحرب على العراق عام 2003- بمعزل عن قرارات مجلس الأمن: فعوضاً عن أن يعمد فقط إلى تطبيقها كما وردت, يحاول باستمرار تفسير بعض بنودها الأساسية على هواه, في الوقت الذي تنحصر فيه مهمته بالتنفيذ لا التفسير كما يفعل بالنسبة للقرار 1701 المتعلق بوقف الحرب في لبنان والمتضمن تطبيق القرار 1559 الداعي لنزع سلاح حزب الله والميليشيات الأخرى, وضبط الحدود السورية-اللبنانية بشكل محكم بواسطة الجيش اللبناني ومساعدة قوات الطوارئ الدولية له«. ومع وصوله إلى بيروت اليوم الاثنين, واجه عنان حملة لبنانية داخلية وخارجية عنيفة على تصريحاته تلك, إذ اتهمته قيادات في قوى 14 آذار ب¯»التلاعب بتفسيرات القرار 1701 دون أن يكون هناك مبرر لذلك, مفسحاً في المجال أمام تشجيع مغامرات حزب الله لأن تتكرر خلال أسابيع أو أشهر حسب مسؤولين أميركيين وفرنسيين«. وشنت فاعليات لبنانية في واشنطن, مؤثرة عادة في القرارات الدولية لصالح لبنان, حملة موازية للحملة الداخلية على عنان مذكرة إياه بأنه »مراقب لتنفيذ القرار 1701 لا مفسراً له أو محوراً لفحواه«.

ووصف رئيس »المجلس العالمي لثورة الأرز« في الولايات المتحدة الدكتور جو بعيني في اتصال ب¯»السياسة« في لندن أمس الأحد تصريحات عنان في بروكسل بأنها »تتنافى وجوهر القرار 1701 الداعي إلى ملاحقة تطبيق القرار 1559 لنزع سلاح حزب الله والميليشيات الأخرى, ونشر قوات لبنانية-دولية مشتركة على الحدود اللبنانية-السورية لمنع نظام دمشق من إعادة تسليح حزب الله بالصواريخ والأسلحة الإيرانية التي فقدها في حربه مع إسرائيل الشهر الماضي«.

وطالب الأمين العام ل¯»اللجنة العالمية لمتابعة القرار 1559« في واشنطن طوم حرب كوفي عنان بألا »يفلسف القرار 1701 لدى زيارته لبنان اليوم على هواه, وأن يتقيد بفحوى بنوده دون تفسيرها بطرق مغايرة لحقيقتها, فيصمت عن ترداد مزاعمه بأن ليس من مهمة القوات الدولية تجريد حزب الله من سلاحه. فيما القرار يدعو إلى تنفيذ القرار السابق المتعلق بعملية التجريد هذه بعدما تم تنفيذ جزئه الأول المتعلق بالانسحاب السوري من لبنان الذي حصل فعلاً في العام الماضي«.

 كلام سعود الفيصل المفهوم... ولو بالإشارة

 احمد الجار الله/السياسة

في مؤتمره الصحافي الدوري الذي عقده في جدة قبل يومين تحدث الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي بالإشارة, على أساس أن كل الحاضرين من أولي الألباب, وانتقد علاقات بعض دول تقوم على حساب المصلحة العربية محذراً من الضياع وفقدان الهوية, ولا ندري إلى متى يظل المسؤول العربي واقفاً على مسافة مشحونة بالضباب من المواطن العادي, ويخاطبه بالألغاز, ويظل, مهما اشتدت الظروف صعوبة, محافظاً على خطوط الرجعة, مع أن الذين يحتفظ لهم بهذه الخطوط قد لا يبقون حكاماً فوق كراسيهم.

نحن نوضح كلام الأمير سعود وما قصده لأننا متحررون من وضعيته الديبلوماسية التي تقتضي منه دائماً التحدث بلغة الإشارة وما يعتريها من غموض... الأمير سعود قصد بكلامه النظام السوري الذي يقيم علاقة ستراتيجية مع نظام طهران ترقى في أهميتها على أي علاقة مع أي بلد عربي, وسبب ذلك أن طهران تغذي النظام السوري بالمال الشخصي الذي يذهب إلى جيوب المعني به, ولا يذهب إلى خزانة الدولة, مقابل مقاولات القتل التي يمتهنها النظام السوري, وأصبحت جزءاً من تراث رجاله وتاريخهم القاتم, وإذا كانت هناك خطيئة ارتكبها المحفل الدولي في لبنان أخيراً فهي اكتفاؤه بضرب ذيل الأفعى, أي »حزب الله« بينما المطلوب ضرب تحالف المال ومقاولات القتل السياسي في طهران ودمشق , الذي هو رأس الأفعى, حتى تكون الحرب مجدية وقاضية لأهدافها السياسية, الآنية والبعيدة, قصدنا أمن واستقرار المشرق العربي, والقضاء على المشاريع الشعوبية التي تقودها طهران ودمشق من أجل الاستيلاء على هذا المشرق وإخضاعه.

موطن الخطر الآن في إيران وسورية, وهذا الموطن يمتاز بالمراوغة,والكذب, وعدم المصداقية, والتحايل, وخصوصاً في جانبه الإيراني, الذي يعيش على تبادل الأدوار المتناقضة, والتنصل من المسؤوليات, والإكثار من مرجعيات السلطة والقرار, وتناثر المواقف بين الاعتدال المزعوم والتشدد القائم, بينما هذه المواقف لا تتجاوز نصها الأيديولوجي السياسي الداعي إلى الهيمنة وأخذ الموقع العائد للنظام العربي العام, والذي يبدو أنه يعاني الاحتضار ويشجع على التطاول, وتغذية الطموحات غير العربية الإسرائيلية والإيرانية وغيرهما.

نلاحظ هذه المواقف الحربائية المتلونة في تصريحات الرئيس الإيراني نجاد, التي بدأت متشددة, وتدعو إلى إلقاء إسرائيل في البحر ودعوة اليهود إلى الرحيل من فلسطين المحتلة, إذا أرادوا النجاة, وانتهت بأن إيران, بقوتها النووية الصاعدة, لا تهدد أحداً, بمن فيهم إسرائيل. والمشكلة هنا أن إيران, بغياب منطق الدولة فيها, وبتعدد المرجعيات السلطوية, وبانضوائها تحت جناح حكم ديني مطلق, يقوده ولي الفقيه المعصوم الذي لا يخضع للمساءلة ولا للحساب من قبل أي سلطة في البلد... إن إيران هذه بهذه التركيبة السلطوية المتشابكة الخيوط لم تعد تتمتع بثقة المجتمع الدولي, وأصبحت في الوقت نفسه مستعصية على التعريف هل هي دولة دينية ثيوقراطية, هل هي دولة براغماتية تحاكي الواقع, هل هي دولة روحية توطئ لمجيء المهدي المنتظر, كما يتصور الرئيس نجاد?! لم يعد أحد يعلم ما هي إيران هذه, رغم أن أهدافها أصبحت معروفة, وتتصل بإحياء إرث الامبراطورية الفارسية التي دخلت الإسلام صاغرة, وجعلت صراعها مع العرب صراعاً وجودياً يقوم على الاستعلاء القومي, ولا يخفض جناح الذل من الرحمة ولا يحمد الله على نعمة الإيمان وأخوة الدين.

إيران بهذا الطموح الراهن أصبحت مشروعاً عدوانياً لا يجوز على أي عربي أن يستقوي به على أخيه العربي, وربما من هذا المعنى توصل الأمير سعود الفيصل إلى التحذير من فقدان الهوية العربية.

إيران في الواقع ليست بحاجة إلى برنامجها النووي إلا لتغذية طموحاتها الامبريالية, وإحياء إرثها الامبراطوري القديم, فهي رابع دولة منتجة للنفط في العالم, وثاني دولة منتجة للغاز, وما لديها من مصادر الطاقة الطبيعية الرخيصة يغنيها عن اللجوء إلى مصادر الطاقة الذرية الباهظة التكاليف.

وفي كل الأحوال فإن إيران إذا أصرت على إنتاج الطاقة الذرية من أجل الاستخدام الساعي, فإن بإمكانها الذهاب بهذا المشروع إلى آخره, وإخضاعه لإشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية ولتفتيش رجالها المفاجئ, وإذا رفضت هذا السياق المشروع, متذرعة بالمعاملة مع إسرائيل, على أساس أنها مجرم غير مقبوض عليه ومن حق إيران بالتالي أن تفعل ما تريد... نقول إذا رفضت هذا السياق الدولي المشروع, فإنها من دون شك سترعب الخليج وسترعب العالم, وستهدد واحدة من أهم المناطق للصناعة العالمية, وللاقتصاد العالمي.

هنا يصبح الخطر من فقدان الهوية, كما قال وزير الخارجية السعودي, قائماً حين يتحالف النظام السوري مع هذه الطموحات الشعوبية, ويتحول إلى حصان طروادة مملوءاً بالجنود الإيرانيين, وداخل الأسوار العربية كلها.

لبنان المسكين دفع لوحده ثمن طموحات إيران فعاد عشرين سنة إلى الوراء, وتضاعفت عليه أثقال القروض, وبات ينظر إلى المستقبل بعيون خائفة... والسبب كان بعضاً من أبنائه عملوا في خدمة المشروع السياسي الإيراني فخانوا أنفسهم وخربوا بلدهم, وجعلوا من مغامرتهم عبرة لسائر البلدان العربية التي قد تلاقي ذات الخراب اللبناني, إذا سارت على ذات الدرب الإيراني, وقد تفقد هويتها, وفي طليعة هذه البلدان سورية التي يحكمها نظام فئوي مقاول قتل, يبيع خدماته لإيران مقابل الدولارات الأميركية.

 

أنان في بيروت تمهيدا لانتشار اليونيفيل وتقييم تطبيق الـ1701 

الإثنين 28 أغسطس - وكالات

  بيروت، أنقرة: يجري الامين العام للامم المتحدة كوفي انان محادثات مع كبار المسؤولين اللبنانيين حول بدء انتشار القوة الدولية الدولية المعززة خلال اسبوع في جنوب لبنان حيث ما يزال وقف العمليات الحربية بين اسرائيل وحزب الله هشا. من جانب آخر، اعلن الناطق باسم الحكومة التركية جميل جيتشك ان انقرة قررت المشاركة في القوة الدولية المعززة في جنوب لبنان وذلك في ختام جلسة لمجلس الوزراء بدون تحديد عدد الجنود الذين سيتم ارسالهم او موعد ذلك.

وفيما يتعلق بتبادل الأسرى بين حزب الله اللبناني وإسرائيل، اكدت الخارجية الايطالية اليوم عدم وجود اي "مداولات سرية" ايطالية بشأن صفقة تبادل بعد التصريحات التي ادلى بها الاحد الامين العام لحزب الله حسن نصر الله. وكان نصر الله اعلن ان اتصالات غير مباشرة بدأت حول مفاوضات لعملية تبادل الاسرى بين لبنان واسرائيل وذلك عبر رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري.(التفاصيل)

وتاتي محادثات انان غداة التطمينات التي اعلنها امين عام حزب الله حسن نصر الله بان "لا مشكلة" مع قوة الامم المتحدة المعززة في لبنان (يونيفيل) "طالما ان مهمتها ليس نزع سلاح المقاومة".

فرصة لتحقيق سلام طويل الامد في المنطقة

واكد أنان وجود فرصة لتحقيق "سلام طويل الامد في المنطقة" وذلك اثر اول اجتماعات عقدها في بيروت التي وصلها للبحث مع المسؤولين في انتشار قوة دولية معززة في جنوب لبنان حيث لا يزال وقف العمليات الحربية بين اسرائيل وحزب الله. وقال انان للصحافيين اثر اجتماعه برئيس مجلس النواب نبيه بري "لدينا الكثير لنقوم به". واضاف انان "دخلنا مرحلة اعادة البناء ولدينا فرصة للتوصل الى وقف اطلاق النار طويل الامد". واوضح امين عام المنظمة الدولية ان البحث تناول "ما بعد فترة الحرب وما بعد الحرب وتطبيق القرار 1701". وقال "تريد المجموعة الدولية ان تعمل بشكل يؤمن تطبيق القرار (1701) حتى اخره ونريد سلاما طويل الامد في المنطقة".

من ناحيته وصف بري جولة الاجتماعات بانها كانت "مفيدة للغاية". واوضح "ان التركيز تم على موضوع الحصار (الاسرائيلي) للبنان وبالتالي خرق القرار 1701 بالنسبة للمطار والمرافىء البحرية". وقال "عرضنا له كل الخروقات الاسرائيلية للقرار 1701 في وقت قام به لبنان منذ اليوم الاول باحترامه وتطبيق موجباته". واشار الى ان البحث تناول "ضرورة تحسين العلاقات السورية اللبنانية في سبيل الوصول الى الغاية المنشودة اكثر فاكثر" بدون ان يعطي تفاصيل اضافية.

وقد وصل انان بعيد ظهر الاثنين الى مطار بيروت الدولي حيث اكد للصحافيين "انها فترة دقيقة بالنسبة للبنان". وقال في تصريح مقتضب "اعتبرت انه من المهم ان آتي شخصيا لاناقش مع السلطات اللبنانية في مرحلة ما بعد الحرب والاجراءات التي نحتاج الى اتخاذها من اجل تطبيق قرارات مجلس الامن".

وسيطلع انان المسؤولين اللبنانيين على نتائج اجتماع الاتحاد الاوروبي الجمعة في بروكسل الذي قرر ارسال نحو سبعة الاف جندي اوروبي لتعزيز قوة الطوارىء الحالية تطبيقا للقرار 1701. وينص القرار الذي بموجبه توقفت العمليات الحربية بين اسرائيل وحزب الله في 14 آب/اغسطس على انسحاب اسرائيل من المواقع التي دخلتها في جنوب لبنان بموازاة انتشار الجيش اللبناني (15 الفا) واليونيفيل التي سيصل عديدها كحد اقصى الى 15 الف عنصر.

وكان انان قد اعرب السبت عن امله بان تصل طلائع هذه القوات بسرعة على الارض وان تنجز المرحلة الاولى "في غضون ايام" او حتى "اسبوع". كما ينوي امين عام الامم المتحدة البحث مع المسؤولين اللبنانيين في السبل المتاحة لفرض الامن عند حدود لبنان الشرقية مع سوريا بعد ان رفضت بيروت الاسبوع الماضي نشر قوة دولية في هذه المناطق وفق ما تطلبه اسرائيل. واكدت الحكومة ان مراقبة الحدود مع سوريا هي من مهام القوى الامنية اللبنانية على ان تستعين بتقنيات دولية.

وكان في استقبال انان عند مدرج مطار بيروت الدولي وزير الخارجية اللبناني فوزي صلوخ وممثل انان في لبنان غير بيدرسن. ويرافق انان مدير عمليات حفظ السلام في الامم المتحدة جان ماري غيهينو وممثله الخاص لمنطقة الشرق الاوسط تيري رود لارسن. وقبل الهبوط حلقت الطائرة فوق ضاحية بيروت الجنوبية التي دمر القصف الاسرائيلي احياء بكاملها فيها على ما افاد مسؤول عسكري في مطار بيروت.

وبدأ انان لقاءاته بالاجتماع مع رئيس الحكومة فؤاد السنيورة. وسيلتقي بعده رئيس مجلس النواب نبيه بري. ويعود انان قبيل مساء الاثنين للقاء السنيورة بحضور اعضاء الحكومة ومسؤولين امنيين ليعقد لاحقا مؤتمرا صحافيا كما افاد مصدر حكومي. ولن يلتقي المسؤول الدولي رئيس الجمهورية اميل لحود لا سيما وان مجلس الامن الدولي اصدر قرارا يدين تمديد ولايته بضغط من سوريا. وقبل مغادرته بيروت غدا الثلاثاء يتفقد الامين العام للمنظمة الدولية قوة الطوارىء الموجودة حاليا (2000 عنصر).

بالمقابل اكد مصدر رسمي لبناني ان السلطات المحلية ستشدد خلال المحادثات على رفع الحصار البحري والجوي الذي تفرضه اسرائيل على لبنان منذ 12 تموز/يوليو وفق ما ينص عليه القرار 1701.

 وكانت اسرائيل قد ربطت رفع حصارها بنجاح الجيش اللبناني والقوة الدولية بمنع "تهريب الاسلحة" الى حزب الله. وقد جدد الرئيس الفرنسي جاك شيراك، الذي تشارك بلاده بقوة في يونيفيل وتقودها حاليا، اليوم الاثنين مطالبته اسرائيل انهاء حصارها البحري والجوي.

من ناحية اخرى تاتي زيارة انان غداة تاكيد نصرالله انه لن تكون هناك "مظاهر مسلحة" في جنوب لبنان وان "لا مشكلة" مع قوة الامم المتحدة المعززة طالما ان هدفها ليس نزع سلاحه.

 كما اكد نصر الله "ان الجيش اللبناني سيلقى كل تسهيل وكل الدعم والمساندة واي شيء ممكن ان يحرج الجيش لن نفعله". وقال "اذا لاحظ الجيش اللبناني غدا اي مسلح فمن حقه الطبيعي ان يصادر له سلاحه".

ومن الدلائل المطمئنة لانتشار القوة الدولية المعززة ان حزب الله ازال جميع مواقعه (14 موقعا) في منطقة العرقوب المواجهة لمنطقة مزارع شبعا المتنازع عليها في جنوب لبنان. فقد اكد مصدر امني لبناني هذا لوكالة فرانس برس اليوم السبت واوضح ان حزب الله سحب اسلحته الى خارج المنطقة التي شملها انتشار الجيش اللبناني وسيشملها انتشار قوة الامم المتحدة المعززة. وتندرج زيارة انان الى لبنان في اطار جولة في الشرق الاوسط تقوده كذلك الى مصر والاردن واسرائيل وسوريا وايران. وقد تتخلل هذه الجولة محطات اخرى لم يتم تحديدها بعد.

انان يلتقي وزيرا من حزب الله

والتقى انان اليوم في بيروت وزير الطاقة اللبناني محمد فنيش الذي يمثل حزب الله في الحكومة اللبنانية بحسب ما اعلن مصدر رسمي. وتم اللقاء اثر اجتماع موسع بين انان واعضاء الحكومة اللبنانية، في حضور ممثل انان في لبنان غير بيدرسون، على ما اضاف المصدر. وهذا اللقاء هو الاول الذي يتم بين انان ومسؤول في حزب الله منذ اندلاع النزاع بين التنظيم الشيعي واسرائيل في 12 تموز(يوليو) الماضي.

انان يدعو الى فك الحصار عن لبنان واطلاق سراح الجنديين الاسرائيليين

ودعا انان في مؤتمر صحافي في بيروت الاسرائيليين الى رفع الحصار عن لبنان، كما طالب حزب الله باطلاق سراح الجنديين الاسرائيليين الاسيرين. وقال انان في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة "احث الاسرائيليين على رفع الحصار (الذي يفرضونه على لبنان) بشكل عاجل، واني اعمل معهم (...) حول هذا الموضوع". وقال "اننا نعمل من اجل رفع الحصار مع الاسرائيليين والشركاء الدوليين"، موضحا ان هذه المسالة ستكون على راس جدول اعمال زيارته الى اسرائيل غدا الثلاثاء.

وقال "آمل ان ارى تحركا في المستقبل القريب" وان "يتم التوصل الى نتائج ايجابية وسارة". واضاف "كذلك ادعو الى اطلاق سراح الجنديين (الاسرائيليين) الاسيرين"، مقترحا تسليمهما "الى اللجنة الدولية للصليب الاحمر او للحكومة اللبنانية".

وقال "انا واثق من اننا سنتوصل الى اطلاق سراحهما".

وقد اعلن الامين العام لحزب الله الشيعي اللبناني حسن نصر الله الاحد في مقابلة مع تلفزيون "نيو تي في" اللبناني ان اتصالات غير مباشرة بدأت لاجراء مفاوضات لعملية تبادل الاسرى بين لبنان واسرائيل وذلك عبر رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري.

وقال انان ان الامم المتحدة مستعدة للعب دور بشأن تبادل الاسرى، مشيرا الى "الحاجة" الى اطلاق سراح السجناء اللبنانيين المعتقلين في اسرائيل.

وجال على الضاحية الجنوبية لبيروت 

وقام انان بجولة على الضاحية الجنوبية لبيروت التي تحولت بعض احيائها الى انقاض بسبب القصف الاسرائيلي، واحاط العشرات من انصار حزب الله بموكبه. ورافق انان في جولته رئيس الحكومة فؤاد السنيورة ونواب من حزب الله، وقد احاط بموكبه عشرات من انصار الحزب الذين رفعوا صورا للامين العام للحزب حسن نصرالله، واطلقوا هتافات مؤيدة له.

وصاح المتظاهرون "الله، نصرالله والضاحية كلها"، فيما كان موكب انان يشق طريقه في احد شوارع الضاحية بين الابنية المنهارة. وقد سار الامين العام للامم المتحدة لبعض الوقت على الاقدام وسط الدمار الى جانب السنيورة ونواب من حزب الله، بينهم علي عمار وحسن فضل الله. وكان انان وصل ظهر الاثنين الى بيروت وعقد مؤتمرا صحافيا مشتركا مع السنيورة قبل ان يتوجه الى الضاحية.

جمهور غاضب يحمل صور نصرالله يستقبل انان في الضاحية الجنوبية 

اختصر انان عصر اليوم جولته على الضاحية الجنوبية لبيروت بعد ان استقبله جمهور غاضب يحمل صور الامين العام لحزب الله حسن نصرالله وسط عشرات المنازل المدمرة. واستقبل المحتشدون في حي حارة حريك موكب انان بالصفير هاتفين "الله، نصرالله والضاحية كلها". ولم تستغرق الزيارة اكثر من عشر دقائق، وقامت امرأة تلبس التشادور بوضع صورة للامين العام لحزب الله حسن نصرالله على نافذة احدى سيارات الموكب.

ورافق انان في جولته رئيس الحكومة فؤاد السنيورة ووزير الخارجية فوزي صلوخ ونواب من حزب الله. وفي حارة حريك ذات الغالبية الشيعية التي كانت تضم قبل المعارك بين حزب الله واسرائيل المقر العام او ما يسمى ب"المربع الامني" للحزب، وكذلك في احياء اخرى من الضاحية الجنوبية، تم تدمير نحو 190 بناية بشكل كامل. وهتفت الحشد "الموت لاسرائيل "ولتحيا سوريا".

 ويقول جميل بشير العبد (31 عاما) الذي يقيم في حارة حريك "لتذهب الامم المتحدة وانان الى الجحيم"، مضيفا "ليرى (انان) ما فعلته الامم المتحدة والولايات المتحدة، ليرى كل هذا الدمار"، مشيرا الى ركام الابنية امامه "هذا ما فعلوه!". ونددت بعض النساء المحجبات وهن يحملن صورا لنصرالله بما سمينه "تواطؤ الامم المتحدة مع اسرائيل". وتقول احداهن وتدعى احسان "الا يخجل (انان) مما حل بنا؟"، مضيفة "هو عاجز مثل الآخرين امام العدوان الاسرائيلي". لكن امراة اخرى قالت ان انان اثبت تعاطفه مع الشعب اللبناني من خلال زيارة بيروت اليوم في اول محطة من جولته في المنطقة. وقال "سمعت ما قاله على شاشة التلفزيون، وانا اعتبره رجل سلام".

وقبل وصول انان، كانت الجرافات والشاحنات تعمل على ازالة الانقاض على وقع الاغاني الوطنية ووسط بائعين لحمالات مفاتيح عليها صورة نصرالله، بالاضافة الى اسطوانات لخطاباته، كما كان البعض يوزع صورا للامين العام لحزب الله. وبعد جولته على الضاحية، توجه انان الى ضريح رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري برفقة السنيورة حيث وضع اكليلا من الزهر. وتناول انان العشاء على مائدة السنيورة حيث تواصلت الاجتماعات بين الطرفين.

 

حزب الله انتصرَ أم ذُبِح؟ 

الإثنين 28 أغسطس - ايلاف

 صباح الموسوي

 لعله ليس من باب المصادفة ان تعلن طهران في يوم الثالث عشر من تموز الماضي والذي تزامن مع اليوم الثاني للهجوم الإسرائيلي على لبنان عن وفاة العقيد حرس ثوري "غلام خليلي" الذي يعد احد ابرز المساهمين في تأسيس حزب الله في لبنان. وكان الإعلان عن وفاة العقيد خليلي قد جاء على لسان قائد الحرس الثوري السابق وأمين عام مجمع تشخص مصلحة النظام الحالي الجنرال محسن رضائي الذي أثنى على دور العقيد خليلي في تدريب المليشيات المسلحة لحزب الله. و يعد خليلي ثاني مسؤول عسكري ايراني يتم الكشف عن دوره في بناء و تطوير حزب الله بعد ألحرسي احمد توسليان "قائد لواء27 محمد رسول الله" الذي كان قد تم اختطافه في بيروت عام 1982م مع القائم بإعمال السفارة الإيرانية على يد مجموعة مسلحة قيل إنها تابعة للقوات اللبنانية بقيادة أيلي حبيقة آنذاك.

قد يكون الإعلان عن وفاة مسؤول عسكري ايراني كبير ساهم في إنشاء حزب الله تزامنا مع بدء الهجوم الإسرائيلي على لبنان لإنهاء وجود حزب الله قد جاء صدفة فعلا وقد تكون هناك أبعاد سياسية لهذا الإعلان ولكن ما هو مؤكد ان ايران التي ضاق بها الخناق وأصبحت مجبرة بين القبول برزمة الحوافز (المقدمة من الدول 1+5) او مواجهة العقوبات التي تنتظرها إذا ما رفضت هذا العرض المغري لا يمكن ان تكون بريئة مما مر به لبنان وما حل وسيحل لاحقا بحزب الله من فاجعة. فالقادة الإيرانيون كما هو معلوم لم يؤسسوا حزب الله ليمحوا به إسرائيل من الخارطة كما يزعمون ولكن من المؤكد إنهم أسسوا هذا الحزب ليكون ورقة ضغط يساومون بها عند الحاجة، وليست أية حاجة، فالتضحية بهكذا عجل سمين لابد ان يكون مقابل ثمن ليس اقله الحصول على دور إقليمي يكون متناسبا مع طموحهم الذي وضعوه نصب أعينهم بعد انتصار الثورة وعملوا على تحقيقه عبر ما سمي بمشروع "تصدير الثورة" والذي كان حزب الله احد الأدوات التي صنعت لتحقيق هذه الغاية.

لقد تمكن تصاعد أزيز الطائرات وهدير القذائف والصخب الإعلامي الذي صاحب المعركة التي دارت بين حزب الله و جيش العدو الإسرائيلي طوال أيام الحرب الثلاثة والثلاثون من التغطية على الكثير من التصريحات التي أطلقها القادة الإيرانيون والتي حملت في طياتها رسائل بعضها مشفرة وأخرى واضحة تؤكد بما لا لبس فيه ان حزب الله قد بيع وان عملية خطف الجنديين الإسرائيليين التي نفذها الحزب ما هي إلا فخ أوقعه فيه منشئوه وممؤلوه و ولاة أمره الإيرانيون. 

فمن ابرز التصريحات الإيرانية التي يمكن ذكرها في هذا المقام تلك التي أدلى بها رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الإيراني " اللواء فيروز آبادي " والتي أعلن فيها،ان ايران لن تدخل الحرب الدائرة في لبنان بين إسرائيل وحزب الله،. وقد لاقي ذلك التصريح ارتياحا إسرائيليا بالغا حسب ما ذكرته صحيفة هاأرتس ونشرت ترجمته الصحافة الإيرانية.

وبالإضافة الى هذا التصريح يمكن النظر الكلام الواضح الذي صدر عن الرجل القوي في النظام الإيراني رئيس مؤسسة كيهان الثقافية الحكومية واحد ابرز المقربين لمرشد الثورة علي خامنئي حسين شريعتمداري خلال حوار أجرته معه مجلة "نيوزويك" الأمريكية حيث أكد فيه إن ايران تلعب دورا محوريا في بناء نظام الشرق أوسط الجديد.

 وردا على سؤال إذا ما كانت ايران متوجسة من هجوم أمريكي محتمل ضدها؟ إجابة شريعتمداري ضاحكا: لا يوجد أحد متوجس هنا فأمريكا تسكن في بيت زجاجي ومن بيته من زجاج لا يستطيع رمينا بحجارة.

هذه الطمأنينة من رجل بموقع حسين شريعتمداري تؤكد على ان ايران حصلت على ضمانات بأنها لن تتعرض لأي هجوم أمريكي وهذا الاعتقاد تدعمه التقارير الأخيرة التي تحدثت عن مناشدة قدمها أكثر عشرون عسكريا ودبلوماسيا أمريكي سابق للرئيس جورج دبليو بوش طالبوه فيها بفتح حوار مباشر مع ايران حلو الخلافات العالقة بينهم بشأن لبنان والبرنامج النووي الإيراني. محذرين بشدة من فكرة استخدام القوة العسكرية ضد ايران و مشددين على ان استراتيجية بدء الحوار الدبلوماسي معها ستخدم المصالح الاميركية وحلفاءها، وتحسن الامن الإقليمي والدولي، حسب اعتقادهم.

 ومن خلال ألأصوات التي أخذت تتعالى في أمريكا والمطالبة باستخدام الدبلوماسية في التعامل مع ايران يتضح ان هناك لوبي حقيقي يقف وراء هذا الدعوات ولابد ان هذا اللوبي قد دخل في مفاوضات مسبقة مع النظام الإيراني وانه قد حصل على ضوء اخضر منه بهذا الخصوص. ولابد أيضا ان ايران قد أبدت استعدادها الى تقديم تنازلات تساعد على دعم هذه الجهود.

و ما هو ملاحظ أيضا ان طوال فترة المعركة التي جرت بين حزب الله وجيش العدوان الإسرائيلي لم يتم فيها توجيه التهمة من الجانب الأمريكي لإيران في المشاركة مباشرة في هذه المعركة وذلك على الرغم من الاتهامات الإسرائيلية التي تحدثت عن وجود جثث لقتلى من الحرس الثوري الإيراني بين قتلى حزب الله. فما حدث من الجانب الأمريكي كان خلاف ذلك تماما فقد نشرت صحيفة "نيويورك‌ تايمز" الصادرة في الثالث من آب أغسطس الجاري تقريرا إستخباراتيا أمريكي يؤكد عدم وجود مثل هذا التدخل.

هذا النفي الأمريكي لم يأت لو لم يكن هناك علة في الموضوع وهذه العلة تكمن في عدم رغبة الولايات المتحدة الأمريكية توسيع نطاق هذه الحرب خارج دائرة لبنان.

علما ان ايران وعلى الرغم من امتلاكها لبعض الأوراق ومنها على سبيل المثال تنظيمات مسلحة في العراق وفلسطين وأفغانستان وغيرها إلا إنها لم تقوم باي فعل من شأنه تخفيف الضغط الإسرائيلي عن حزب الله وعدم قيامها بهذا الأمر بحد ذاته مبعث للتساؤل؟!.

وبعد وقف إطلاق النار الذي جاء تلبية للقرار الأممي 1701 و وافق عليه حزب الله قبل إعلان إسرائيل قبولها له، أطلق الإيرانيون جملة تصريحات تحمل نغمة جديدة لم تعهد من قبل. ومن بين تلك التصريحات يمكن الإشارة الى ما قاله وزير الدفاع الإيراني اللواء "مصطفى محمد نجار" في كلمة له في مدينة همدان قال فيها: "ان،الجمهورية الإسلامية الإيرانية، تعمل على استقرار الامن وترسيخ الصلح والمحبة بين دول المنطقة عامة" وكلمة عامة هذه لها من الدلالات التي لا يمكن ان تمر دون ان تقرأ بتأني. وإذا ما ربطنا بين كلام وزير دفاع الجمهورية الإيرانية و كلام رئيسها احمدي نجاد الذي جاء أثناء افتتاحه لمنشاة أراك لانتاج المياه الثقيلة والذي ذكر فيه: "إن إيران لا تمثل " تهديدا للدول الأجنبية ولا حتى لإسرائيل"  يضاف الى ذلك إعلان الرئيس السابق محمد خاتمي عزمه زيارة واشنطن الأسبوع المقبل لإلقاء كلمة في احد كنائسها حول السلام وحوار الأديان، وهو بذلك يكون اول مسؤول ايراني رفيع المستور يزور واشنطن منذ الإطاحة بالشاه وقيام الجمهورية الإسلامية، يتبين بوضوح ان ايران تتجه الى نقطة الالتقاء مع ما يريده المايسترو المنظم لعملية مشروع نظام الشرق الأوسط الجديد وما هذه المناورات العسكرية التي تجريها القوات الإيرانية إلا زيادة في التعتيم على هذه الدور الذي ذهب ضحيته حزب الله.

ولكن قد يخطر في بال القارئ السؤال التالي، ترى هل أدرك قادة حزب الله هذه المؤامرة؟.

 بعد يوم واحد من الإعلان عن وقف إطلاق النار أعلن السيد حسن نصر الله ان حزبه " انتصر استراتيجيا " من دون ان يوضح ماهي هذه الاستراتيجية. حيث وكما يبدوا أراد بذلك تقليد الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر الذي حاول ان يغطي على هزيمة عام 1956م بمقولته الشهيرة "خسرنا الحرب عسكريا وربحناها سياسيا".

فإذا كان عبد الناصر يعني بالنصر السياسي بقاء نظامه الذي حاولت دول العدوان الثلاثي إسرائيل، بريطانيا، فرنسا إسقاطه، وعارضت ذلك أمريكا بشدة ، فبالتأكيد أن النصر الاستراتيجي الذي قصده حسن نصر الله يتمثل في الحفاظ على حزبه حتى وإن دمرت لبنان شمالاً وجنوبًا، فيكفى أن الحزب لا يزال يحافظ على كيانه.

وقد أضاف نصر الله في لقائه الأخير مع شبكة " تلفزيون الجديد" : إن قيادة حزب الله لم تتوقع ولو واحد بالمئة أن عملية أسر الجنديين ستؤدي إلى حرب بهذه السعة وبهذا الحجم،. و لو علمت أن عملية الأسر كانت ستقود إلى هذه النتيجة لما قمنا بها قطعا. وهذا دليل واضح على انه قد أدرك حجم الخسارة التي وقعت بحزبه قبل ان تقع بلبنان والشعب اللبناني.

ولكن هل سيبقى كيان حزب الله كما كان عليه قبل بدأ عملية "الوعد الصادق" التي قابلها العدو الإسرائيلي بعملية "أمطار الصيف"؟.

من المؤكد ان نشوة النصر الذي صنعته الهالة الإعلامية الإيرانية وبعض وسائل الإعلام العربية في أذهان قادة وجماهير حزب الله سوف تستمر لأشهر او ربما لعام قادم ولكن بعدها وحينما يبدأ جني المحصول وتنتهي النشوة سوف يتبين عندها ان كان حزب الله انتصر فعلا ام ذبح.

حسن نصر الله... حسيبك للزمن؟ 

الإثنين 28 أغسطس

 داود البصري - ايلاف

وأخيرا.. أعلنها زعيم حزب الله اللبناني السيد حسن نصر الله وأطلقها واضحة صريحة بعد أن ذهبت السكرة والنشوة وحلت الفكرة وتجسد الواقع الحي بكل مآسيه المرتسمة على الجسد اللبناني الجميل المقطع الأوصال بفعل الضربات الهمجية للآلة العسكرية الإسرائيلية التي مارست أفعالا إنتقامية مريعة يقول (السيد) إنه وقيادته في الحزب لم يكونوا يتوقعونها؟ ولو توقعوها ما حصل الذي حصل، ولما تمت عملية أسر الجنديين الإسرائيليين!! هل نفهم من هذا الكلام الواضح والصريح وبالعربي الفصيح البعيد كل البعد عن العجمة الفارسية بأن السيد يتراجع عن كل إدعاءات النصر الساحق على العدو الصهيوني؟ وهل نفهم ولا يمكننا إلا أن نفهم من أن المراجعة الحقيقية للموقف الميداني تؤكد أن الندم ولربما الحسرة هو الموقف الحقيقي (للسيد) بعيدا عن رأي طهران المأزومة أو الشارع العربي الغوغائي؟ أو المنظمات الجماهيرية الشعبية إياها؟ أو تخرصات وأوهام جماعة المؤتمر القومي العربي من المتكرشين وبقايا الأنظمة والأحزاب الفاشية الديناصورية المنقرضة؟ وهل نفهم من كلام (السيد) بأن كل الجعجعة السابقة لم تكن إلا حملة إعلامية تحاول التضليل وإخفاء الجراح والرقص على جثث الشهداء والحقائق المرتسمة والمتجسدة ميدانيا؟ لا يسعنا إلا أن نقر ونعترف بجرأة وشجاعة (السيد) وهو يعلن ما أعلنه ليضع النقاط على الحروف وليؤكد بالدليل الملموس بأن ما قالته بعض الأطراف العربية حول المغامرة غير المدروسة لحزب الله كان هو النموذج الأصح للسياسات الحكيمة، وكان هو الموقف الصحيح الوحيد والمسؤول وسط فوضى الزعيق الشعبي العربي من طنجة حتى البحرين!! كما أن كلمات (السيد) الواضحة والصريحة هي بمثابة لطمة على أفواه بعض الفضائيات المنافقة الزاعقة والممجدة للإرهاب وراعية أفضل العلاقات السرية والعملية مع إسرائيل كالجزيرة وأخواتها بكل معلقيها من ديناصورات الأمة وزعماء النفاق والحقد والدس والتحريض من أمثال عطوان ورهطه وحواريه في الشرق والغرب؟.

لقد كان (الإعتراف) المفاجيء للسيد حسن نصر الله يصب واقعيا في مجرى الإعتراف الضمني بحجم ودرجة الطيش والتهور بل والصبيانية المفرطة التي تعالج بها أدق الملفات الستراتيجية في المنطقة خطورة وحساسية؟ كما كانت برهانا عمليا مؤكدا على أن غياب دور الدولة اللبنانية المفجع لايمكن أن يسد فراغه أي حزب مهما بلغ قادته من درجة المفهومية والنقاء والقدسية ولربما العصمة!! ومن أن عمائم (السادة والفقهاء) لا يمكن أن تكون بديلا عن الشخصية المعنوية والإعتبارية للدولة التي لا تمثل طائفة بعينها بل تمثل الشعب بكل طوائفه وملله ونحله! وبهذا الإعتراف المعجزة يعترف السيد ضمنيا بمسؤوليته الشخصية و مسؤولية حزبه ومن يقف خلفه فيما حصل؟ ولكن الشيء الذي لم يعترف به (سماحة السيد) حتى اللحظة هو حجم التوريط الإيراني في الموضوع ومن كونه وحزبه قد وقعا ضحية الدس والخبث الإيراني المعهود الذي سبق أن مارسته القيادات الثورية الإيرانية مع الأحزاب الشيعية العراقية في الثمانينيات حينما إستغلت الأجهزة الإيرانية تلكم الأحزاب في عملياتها السرية ثم تخلت عنهم فيما بعد وتركتهم فريسة للتشتت والصراعات والإنشقاقات والهروب الشامل نحو (الغرب الكافر) !! قبل أن تتكفل حماقات وجرائم نظام صدام البائد بتغيير المعادلة؟ ولعل عملية الغدر الإيرانية بالشهيد الراحل (السيد محمد باقر الصدر) الذي أعدمته سلطات نظام صدام في نيسان 1980 هو المسلسل الأكبر في (الغدر الإيراني)! ومن أن النظام الإيراني الإسلامي الطلاء القومي النزعة ليس حريصا سوى على مصالحه الخاصة والخاصة جدا، لذلك لم تكن غريبة نبرة رئيسه (نجاد) التي أكد خلالها من أن برنامجهم النووي:(لا يشكل خطرا على النظام الصهيوني)!!!. الرجاء ترجمة معاني التصريح السابق؟.

السيد حسن نصر الله يعلم علم اليقين من أنهم في ورطة قاتلة وأن الشتاء اللبناني قادم على الأبواب؟ وإن إيواء المشردين عملية معقدة وصعبة؟ كما أن (خيشات الدولارات الإيرانية المقدسة المباركة) ستتوقف لا محالة ! لأن مهمته قد إنتهت؟ ولأن التنازلات الإيرانية القادمة لدول الغرب ستفرض هذه الحقيقة المؤكدة، ونظام دمشق كما هو معلوم يقبض ولا يدفع!! فكيف السبيل؟ وهل هذا هو النصر الستراتيجي الذي طبل له البعض ورقص وغنى؟. 

جميل جدا أن يعترف (السيد) بأخطائه القاتلة ! وهي قمة التسامي والجود، ولكن السؤال المرتسم ببلاهة من يملك الجرأة على محاسبة (السيد)؟ ومن يقوم أخطائه؟ ومن يحاسبه على تحقيق كل أهداف إسرائيل الستراتيجية والتي باتت تحظى بحماية دولية لأول مرة في تاريخها؟ والتي ضمنت سكون جبهتها الشمالية بعد تعهد (السيد) بعدم العودة للشقاوة؟؟، وهنالك آلاف الأسئلة الحائرة التي ترسخ نظرية الراحلة السيدة (أم كلثوم) والتي تقول: (حسيبك للزمن...)...

فعلا من يحاسب السيد؟... ذلك هو السؤال الأعظم.

 

فرنجية وعطالله وسعيد وجهوا دعوات على ثلاثة محاور الأولى للناس والأخرى لحزب الله وثالثة للحكومة

 قوى 14 آذار - 2006 / 8 / 28

 وجه النائبان سمير فرنجية والياس عطالله والنائب السابق فارس سعيد دعوة الى الناس لاستعادة جهوزية 14 اذار وأخرى الى حزب الله للتنفيذ الكامل والشامل للقرار 1701 من دون اي مواربة ودعوة ثالثة الى الحكومة لأن تكون حاسمةولا تعتمد المواربة في قراراتها، معتبرين ان اي ميوعة من قبلها ستكون مشاركة مثل حزب الله في ادخال لبنان في المجهول، مؤكدين ان هذا الاجتماع ليس للانشقاق عن حركة 14 اذار بل لإعادة لفت الرأي العام اللبناني الى ان الامور في لبنان لا تحتمل انصاف الحلول وليس هناك اي امكان لتكرار التجارب التي مرت.

كلام النائبان فرنجية وعطالله والنائب السابق سعيد جاء في خلال مؤتمر صحافي عقدوه في نقابة الصحافة اليوم تحت عنوان "كي لا تتكرر" قدم في خلاله المؤتمرون سلسلة اقتراحات كي لا تتكرر حرب تموز.

سكاف: بداية النشيد الوطني ثم تحدث الوزير السابق نائب نقيب الصحافة جورج سكاف فقال: نرحب بكم في دار نقابة الصحافة، نرحب بثلاثة من فرسان القضية اللبنانية النائبين سمير فرنجية والياس عطالله والنائب السابق الدكتور فارس سعيد، يتحدثون عن الوضع العام في البلد، اي لبنان هو موضوع اهتمام العالم بأسره، من مجلس الامن الى سائر المحافل الدولية، بينما الدولة اللبنانية هي غائبة مغيبة لأن سلطاتها جميعا في غياب او شلل تام، فما من مجلس وزراء لاتخاذ قرارات مصيرية مهمة بل جلسات تعقد في الاعارة والمسايرة، ومجلس نواب تغاضى عن نفسه بندوة للحوار الوطني توقف عند اول عقدة، متجاهلا وثيقة الوفاق الوطني والدستور غير المطبق، فمن الطبيعي ان يتخذ كل لبناني اهتماما خاصا بقضية لبنان حتى يبقى لبنان قائما ويفرض مواقفه الوطنية على اشباه سلطته.

فرنجية: وقال النائب سمير فرنجية في بيان مشترك تحت عنوان "كي لا تتكرر": ايها اللبنانيون، توجهنا اليكم في الماضي للعمل معا على بناء معارضة وطنية ضد الهيمنة السورية على لبنان. فكانت الانتفاضة، وكان الاستقلال. واليوم، ومن موقع تمسكنا بوحدة حركة الرابع عشر من اذار، نتوجه اليكم مرة جديدة لدعوتكم الى تخطي اليأس والاحباط والقلق على المصير واستكمال مسيرة استعادة وطنكم.

الحرب التي اندلعت في 12 تموز فرضت عليكم، وكلفت الكثير بشرا وحجرا وأملا، وكادت ان تزعزع ايمانكم بأن لبنان بلد قابل للحياة.

شعرتم كما شعرنا ان هذه الحرب لم تكن حرب اللبنانيين ولا حرب العرب، بل تندرج في اطار صراع اقليمي بين دول غير عربية تريد الهيمنة على عالمنا العربي.

شعرتم كما شعرنا ان سوريا حاولت توظيف هذه الحرب لشن حرب اخرى على اللبنانيين من اجل اعادة هيمنتها على لبنان والهروب من التحقيق الدولي بجريمة اغتيال الرئيس الحريري.

شعرتم كما شعرنا اننا تحولنا مجرد وقود في حروب الآخرين على ارضنا.

نريد مصارحتكم اليوم كما صارحناكم في الماضي. مسؤولية الوطن ليست حكرا على السياسيين، ونحن منهم، ولست حكرا على المؤسسات. انها ايضا وخصوصا مسؤوليتكم انتم. في الماضي، قمتم بما لم يكن احد يتصوره. فلم تنتظروا اذنا من احد للمبادرة والتحرك. واليوم انتم مطالبون بالتحرك لاستعادة القرار الوطني. واستعادة القرار الوطني يحتاج الى دولة صاحبة سيادة كاملة وغير منقوصة. فأنتم مطالبون بالالتفاف حول الدولة ودفعها باتجاه اتخاذ القرارات الكفيلة انقاذ البلاد.

يتساءل البعض هنا وهناك: اي دولة نريد؟

- نريد دولة قادرة على استعادة سيادتها المفقودة منذ اتفاق القاهرة عام 1969 وحتى اليوم. ولا تكون الدولة سيدة الا اذا كانت صاحبة الولاية المطلقة والحصرية على الامن الوطني. فهي التي تضطلع، من دون شريك في القيادة والقرار، بمهمة التصدي لكل ما ينتهك سيادتها اكان ذلك من خلال احتلال للارض او اعتداء عبر الحدود او تدخّل في شؤون لبنان الداخلية.

- نريد دولة قادرة على استعادة سيادتها في الداخل من خلال تجاوز انفعالات الطوائف وارتباطاتها الخارجية، وتجاوز منطق الثنائيات او الثلاثيات الطائفية الذي اثبت خطورته، والسير في تطبيق اتفاق الطائف نصا وروحا، خصوصا لجهة قيام دولة مدنية تقوم على الفصل بين الحقوق التي هي شأن الافراد - المواطنين والتي من واجب الدولة تأمينها من دون تمييز بين مواطن وآخر، وبين الضمانات التي من حق الطوائف على الدولة تأمينها في ما يتعلق بوجودها وحضورها الحر.

- نريد دولة قادرة على المساهمة الفاعلة مع الدول العربية الاخرى في استعادة مسار النهضة في وجه التخلف والتعصب، وتجديد موقع العرب في حوار الحضارات، استعادة المبادرة في الصراع العربي - الاسرائيلي، ووضع المجتمع الدولي امام مسؤولياته في ايجاد حل عادل لقضية فلسطين التي هي المدخل الاساس لإنهاء دورة العنف في المنطقة.

مسؤولية قيام الدولة السيدة المدنية الديموقراطية هي مسؤوليتنا جميعا.

- هي مسؤولية الحكومة المدعوة الى تنفيذ كل القرارات الدولية نصا وروحا ومن دون مواربة، وخصوصا القرار الاخير 1701، وذلك حماية للبنانيين، ولا سيما الجنوبيين منهم الذين ما برحوا يدفعون الاثمان الباهظة لغياب الدولة منذ الستينات. والحكومة مدعوة ايضا الى ممارسة سيادتها في ملف الإعمار على قاعد الحصرية في تلقي مساعدات الدول الصديقة، والحصرية والشفافية في اعطاء كل صاحب حق حقه بعيدا عن منطق الزبائنية السياسية والطائفية. وهذا امر يتطلب تشكيل هيئة وطنية عليا لإعادة الاعمار تتميز بفعالية عملها وصدقية اعضائها.

- وهي مسؤولية القوى السياسية في تطوير نظرتها الى الدولة والخروج نهائيا من منطق المحاصصات الطائفية ومنطق الاستقواء على الدولة لبناء الدولة المدنية العصرية القادرة على ضمان مستقبل اللبنانيين واستعادة موقع لبنان واحترامه في المجتمع الدولي.

- وهي مسؤولية حزب الله المدعو الى اتخاذ قرار تاريخي بالخروج من سياسة المحاور الاقليمية، وتنفيذ القرار 1701، والانخراط الكامل بمشروع الدولة التي هي، دون سواها، الضامن الوحيد لأمن ومصالح كافة الفئات اللبنانية. ان قرارا كهذا هو الذي يحوّل التجربة المأسوية الاخيرة الى انطلاقة جديدة للبنان ويعطي للتضحيات التي قدمها اللبنانيون في قتالهم وصمودهم وتضامنهم معناها الجامع.

ايها اللبنانيون، هذه المسؤولية هي مسؤوليتكم اولا وأخيرا. ونعدكم ان نكون وإياكم سداً منيعاً للدفاع عن مشروع الدولة في مواجهة كل مشاريع الامر الواقع.

* اين أخلّت الدولة لناحية ان تكون زمام الامور في يدها، وأليس ارسال الجيش الى الجنوب خطوة اضافية في تطبيق ما تبقى من اتفاق الطائف؟

اجاب عطالله: اريد العودة في الذاكرة بأن الاتجاه العام هو نحو ايجاد لبنان القائم على التسويات وهذا هو منطق الدستور اللبناني لتأسيس لبنان، ولكن حينما تذهب التسويات الى حدود الميوعة والانفصام بين الممارسة والمحصلات، سيكون هناك مخاطر ومثال على ذلك طاولة الحوار، فكم من المقررات والسوابق التي اقرت بين جميع اللبنانيين وبقيت من دون تنفيذ، ومثال آخر هو القرار 1701 ويعرف الجميع انه حصل بموافقة الاطراف كافة والرئيس السنيورة والحكومة والرئيس نبيه بري بذلوا جهودا استثنائية لتعديل مشروع القرار الفرنسي - الاميركي وأتى الانتصار للبنان ادرج مجمل مسببات المشكلة اللبنانية في علاقتها بالعدو الاسرائيلي ونالت موافقة الجميع قبل ان يعطي الرئيس السنيورة موافقته وبعد هذه الموافقة سمعنا التصريح الايراني المتحفظ على هذا القرار، وكان هناك ايضا تحفظات اضافية، وأعتقد انه في هذه اللحظة كان يُفترض بالحكومة ان تقف وأن لا تساير في ظل اي اعتبار وألا تُرسل الجيش الى الجنوب الا على اساس واضح وكلي لأن تنال الموافقة الصريحة الواضحة التي تشجع المجتمع الدولي.

اضاف: ما حصل كان تلكؤا من قبل المجتمع الدولي الذي كان يفترض عليه ان يقدم الدعم نتيجة المخاوف والمواقف التي اطالت عمر الاحتلال الاسرائيلي، ومن المؤسف انه في العام 2006 نطالب بانسحاب اسرائيلي مجددا، ومن هذا المنطلق نطلب من الحكومة ان تكون حازمة اكثر في مواقفها وتأخذ القرارات ولا تترك مجالا لأي نوع من التنازلات والمسايرات التي تستخدم من اجل قضم عملية بناء الدولة.

اضاف: تنفيذ القرار 1701 في جنوب الليطاني مسألة، وخيار الانخراط في دولة الطائف مسألة اخرى، فنحن نطلب الالتزام الواضح والصريح في منطقة خالية كليا من السلاح ما عدا سلاح الشرعية، وأعتقد ان القوات الدولية تخضع لأمرة الحكومة اللبنانية ولا تنتقص من السيادة اللبنانية، مكررا ان المطلوب هو الالتزام الواضح من دون اي منافرة او التفاف وهذا يؤمن مصلحة لبنان واللبنانيين.

وعن بيان الامين العام لحزب الله حول الحصار قال عطالله: لا اعتقد ان موضوع عدائنا لاسرائيل يحتمل اي مكان اضافي لاستنكار المجازر التي ذكرناها على مدار الايام والسنوات، فنحن طالبنا بمحاكم للبربرية الاسرائيلية وللجرائم ضد الانسانية بإصابة امننا، واسرائيل هي عدو، ستبحث عن اي ثغرة لإيذاء لبنان وهذا الامر هو معطى بديهي، وما نطالب به اليوم هو كيفية تأمين افضل الظروف في مواجهة ليس النيات الحسنة لاسرائيل، بل هذا العداء التاريخي بين الكيان العدو وبين لبنان.

فرنجية: وقال النائب فرنجية في مداخلة له على هذا السؤال: ربما نحن اكثر ادراكا للطبيعة العدوانية لاسرائيل حتى امين عام حزب الله الذي تفاجأ بحجم الرد الاسرائيلي على عملية الخطف، بينما نحن ادركنا منذ البداية ان اي عملية وراء الخط الازرق تعطي لاسرائيل الذريعة بتدمير البلد، وتاليا فإن مسألة الموقف من اسرائيل الجميع يعرفون حقيقة وضعه والخلاف هو كيفية مواجهة هذه العدوانية، وهل نواجهها بحزب مسلح ام بجيش شرعي مدعوم من الشرعية الدولية.

ثم لفت الدكتور سعيد الى ان هذا الاجتماع ليس لتأسيس اي لقاء، وقال: نحن لسنا في صدد الانشقاق عن حركة 14 اذار ونحن في صلب حركة 14 اذار وروحها وفي داخل النقاش السياسي لـ14 اذار، ولسنا في صدد الاختلاف، ولكن من دون اي ادعاء منذ العام 1999 ونحن نلفت الرأي العام اللبناني من خلال المنبر الديموقراطي وقرنة شهوان ولقاء البريستول وصولا الى انتفاضة الاستقلال والاستقلال، وما بعده يوم 14 اذار لأن الامور في لبنان لا تحتمل انصاف الحلول وليس هناك من امكان لتكرار التجارب التي عشناها، والتي هي ليست حكرا على قوى سياسية، والسؤال اليوم هل ممكن الا يتنبه اللبنانيون الى ان مصيرهم اصبح على المحك ويعود لهم وحدهم امكان النهوض او الانزلاق، فاتفاق الطائف هو الاطار المرجعي الذي ينظم العلاقة اللبنانية - اللبنانية ونحن نؤكد على هذا الاتفاق، فالقرارات الشرعية الدولية وآخرها القرار 1701 هو الاطار الدولي الذي يجب على كل دولة في العالم وعلى رأسهم لبنان ان يحترمها وأي خروج عنها هو ادخال لبنان في المجهول. ونحن اليوم لسنا في صدد انشاء اي لقاء بل في صدد القول للجميع بأن انصاف الحلول لا يمكن ان توصل الى نتيجة، فهل ما عشناه في 12 تموز سيتكرر؟ وهذا السؤال لغاية اليوم لا يتضمن اي اجابة، والمطلوب من الحكومة ان تأخذ تدابير واضحة لتطمين اللبنانيين الى أن ما حصل لن يتكرر والمطلوب ايضا من حزب الله اجابات سياسية واضحة لتطمين اللبنانيين حول هذا الامر ايضا.

* هل حزب الله هو المسؤول عما حصل؟

- في البيان الوزاري وفيما يتعلق بموضوع الاسرى ذكر في جملته الاخيرة ان الحكومة اللبنانية ستبذل كل الجهود الديبلوماسية لتحرير الاسرى وهذا البيان لم يعطِ حزب الله اي تفويض لأن يقوم بعملية عسكرية وأمنية ويتجاوز الخط الازرق ويعطي ذريعة للعدو الاسرائيلي لتدمير لبنان بدليل ان امين عام حزب الله قال في الامس: "تفاجأت بحجم الرد الاسرائيلي ولو كان علم بأن هذا الخطف سيؤدي الى هذه الكارثة ما كان فعل ذلك".

وردا على سؤال قال فرنجية: اولا في ما يتعلق بالعملية التي تسببت بهذا الرد الاسرائيلي هناك موقف للدولة اللبنانية التي لم تكن على علم ولم تتبنّ وتاليا حزب الله قام بعملية فرضها على اللبنانيين من دون ان تكون الدولة اللبنانية على علم، فالحرب هي حرب لبنانية عندما تأخذ الحكومة اللبنانية القرار، لا الحزب، وهذا لا يقلل من ادانتنا للوحشية الاسرائيلية.

في الامس كان كلام الامين العام معبرا، فهو قال ما رددناه نحن قبل 12 تموز، بأن اي عملية وراء الخط الازرق وخصوصا في هذه الظروف ستعطي المجال لاسرائيل لان تقوم بعملية اسرائيلية كبيرة، وهو اعترف أمس أنه لو كان علم بهذا الامر لما كان قام بهذه العملية، وتاليا مسألة "التوزيع" على السفارات ليست الموضوع.

وقال: مسألة المحاور حددناها بدقة، فعندما يأتي وزير خارجية ايران الى لبنان ويتكلم عن إجماع اللبنانيين هذا تدخل مباشر بأمور اللبنانيين الداخلية.

وعن مجيء رايس الى المنطقة قال فرنجية: وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس قابلت الحكومة اللبنانية الممثل فيها حزب الله، والحكومة ليست طرفا حزبيا، وما تقوله هو انه كان هناك تدخلات عدة سورية، إيرانية، ودعوة الرئيس السوري بشار الاسد الى فرز اللبنانيين فئتين، واحدة اسرائيلية واخرى وطنية هي دعوة الى فتنة داخلية، الموقف منها بديهي يجب ان يكون.

عطا الله: لسنا في معرض جدل سياسي، ولا اعتقد ان أحدنا لا يدرك بالانحياز الاميركي لاسرائيل، ولا أحد يطالبنا بأن يكون لدينا موقف من اسرائيل لان الدستور اللبناني المذكور ليس بحاجة لموافقة احد، ولم نكن بحاجة لهذا الدمار لنكتشف ان اسرائيل هي العدو.

وعندما نطالب المجتمع والشركاء بالتنبه والحذر في الحكومة مع الشعب والقوى السياسية فلكي نحسّن الاداء ونتفادى المخاطر وهذا لا يرد عليه بالاتهامات الباطلة. وانتصار الحكومة على القرار 1701 حين تم تعديله لم يكن بخدمة الوزيرة رايس بل بخدمة اللبنانيين، واليوم نحن في صدد معالجة الوطن وعلى الشركاء ان يختاروا إما ان يكونوا شركاء على قاعدة الدولة بدستور الطائف واما ان ينفردوا وبشار الاسد قام منتصرا حين وضع خطة سياسية ووظيفة للحرب اللبنانية انها انقلاب على قوى، وهو ايضا مأمور نفوس يغير الاسماء كما يفعل غيره.

وعن إمكان دخول البلد في دوامة اخرى قال فرنجيه: ما حصل لا يحتمل اي معالجة عادية، والمطلوب من الحكومة اللبنانية اولا ان تحسم امرها، وكذلك الامر بالنسبة الى حزب الله، فنحن لسنا في باب المحاسبة او الالغاء او العزل لكن هذا الوضع لا بد من ايجاد حل جذري له، وهناك قرارات دولية على حزب الله ان يلتزم بها كما الحكومة.

ورأى ان القرار 1701 هو المدخل لحسم المسائل المطروحة كلها وهو قرار أجمع عليه اللبنانيون وأذكر ان على طاولة الحوار هناك مسائل مختلفة منها مسألة مزارع شبعا حيث تم الاتفاق عليها بين اللبنانيين ولكن السوريين لم ينفذوا ولو حصل ذلك لكان وضع المقاومة في الجنوب افضل مما كان قبل 12 تموز، ولو استطعنا اثبات لبنانية مزارع شبعا لكانت اندرجت حركة المقاومة ضمن إطار القرار 425، فلماذا رفض السوريون ذلك، ولماذا عادت المقاومة الى مخاطر اضافية؟

وقال: علينا جميعا ان نوظف الانتصار لصالح البلد ككل وليس لصالح فريق معين، وما نطالب به تحديدا هو ان تمارس الدولة سيادتها في الداخل ايضا، واعتقد ان الطوائف اللبنانية تتساوى في ما بينها بحسناتها وسيئاتها.

وعن عدم انتشار الجيش اللبناني في الضاحية الجنوبية قال فرنجيه: لنعتبر ان هذه المرحلة هي انتقالية.

وعن الحوار قال عطا الله: ما تبين فعليا من طاولة الحوار ان هناك مشكلة كبيرة، فترميم الثقة ليس بالسهل، والمطلوب بداية إعلان النيات والممارسات المسبقة ان هذا الحوار ينطلق من أساس متين وثابت ومستقل وليس امتدادا لحسابات اخرى.

* أنتم تطلبون الحل قبل اللجوء الى طاولة الحوار، فكيف يمكن ذلك؟

- فرنجية: هناك اتفاق عام على القرار 1701.

* تعتبرون ان هناك إمكانية للعودة الى طاولة الحوار؟

- في الظرف الراهن لا.

وعن حملة الشحن الكبيرة التي كانت والتي طاولت المراسلين قال سعيد: بالنسبة الى موضوع عودة شبح الحرب الاهلية الى لبنان، لا أعتقد ان هناك إمكانية لعودة هذا الموضوع، وليس هناك اي ظروف موضوعة تسمح به، او لفرض تقسيم لبنان والخروج من اتفاق الطائف والدخول في مشاريع ذاتية، فالمشروع الوحيد المطروح هو نقل لبنان من هذه المرحلة المصيرية الى اخرى افضل من خلال حزم الحكومة لامرها وتطبيق اتفاق الطائف والقرار 1701، وقد يكون الجانب من هذا المؤتمر هو حض هذه الحكومة لان تأخذ تدابير واضحة حول تنفيذ القرار المذكور من دون اي مراوغة او تربيع دوائر.

وعن لقاء قوى 14 آذار والوزيرة رايس في السفارة الاميركية قال سعيد: عندما كانت الولايات المتحدة تغطي الوصاية السورية على لبنان التي كانت تنتهك حقوق الانسان وتدخل الناس الى السجون يمكنها ان توقع الآخرين اليوم، لم نسمع يوما من حزب الله او غيره الانتقادات الموجهة الى هذه الوصاية المدعومة من قبل الولايات المتحدة،

ثانيا اذكر هنا ان وزير العمل طراد حمادة زار الولايات المتحدة في العام 2005 واجتمع بنائب وزير خارجية الولايات المتحدة ولم يدل احد بأي انتقاد او اتهام خيانة لهذا الوزير، ونحن الكلام الذي نقوله مع الاميركيين نقوله خارج لقائنا معهم، ونقول للبنانيين جميعا لان يكونوا على علاقة جيدة مع القوى الاقليمية والدولية على قاعدة احترام الدستور واتفاق الطائف وكرامة لبنان.

وختم الاجتماع عطا الله بالقول: نؤيد وجود واقع طبيعي في لبنان مع وجود رئيس جمهورية مناسب لا يمارس هواية الابتزاز من خلال تشكيل الحكومات ولا يمكن البحث في موضوع الحكومات وتغييرها في ظل الوديعة الموجودة في بعبدا.

ودعا الحكومة والمجلس النيابي لتحمل المسؤولية وتجاوز المؤسسات التي تنقصها الثقة والصدقية من أجل تشكيل هيئة وطنية عليا لاعادة اعمار لبنان الذي دفع نحو 15 مليار دولار فسائر الاولوية فيها للناس ومن المفترض ان يكون أشخاص فوق الشبهات وآليات عملها هي فوق الروتين الذي تعودنا عليه في مؤسسات الدولة.

 

خدام: تحقيق براميرتس يطال الأسد وبرّي هُدد وهُمش من النظام السوري

 النظام السوري عمره قصير وسيسقط وهدفه جر لبنان الى حرب طائفية لطي ملف التحقيق الدولي

المستقبل - 2006 / 8 / 28

 شدد النائب السابق للرئيس السوري عبد الحليم خدام، على ان أي حرب عربية ضد إسرائيل "غير ممكنة ما لم تكن هناك شراكة بين سوريا ومصر"، معتبرا أن إسرائيل "حققت أهدافها الرئيسية" من حرب الـ 4 3 يوما مع "حزب الله" وهي "تدمير لبنان". ورأى ان الخطاب الأخير للرئيس السوري بشار الأسد أمام اتحاد الصحافيين السوريين الذي وصف فيه بعض القادة العرب بـ "أنصاف رجال" هو "خطاب طالب ثانوية مراهق".

وكشف أن الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد اتخذ قرارا منذ الاجتياح الإسرائيلي للبنان في العام 1982بعدم تحريك جبهة مرتفعات الجولان السورية المحتلة "واستنزاف إسرائيل في لبنان" عبر تنشيط المقاومة. وقال "ان الأسد الأب أصدر تعليماته لأجهزة الأمن السورية بعدم السماح بتنفيذ أي عملية مقاومة من منطقة الجولان السورية كي لا ترد إسرائيل على الداخل السوري ما يربك النظام"، مؤكدا وجود "قلق كبير في سوريا من أن يقود تهور بشار إلى صراع (مع إسرائيل) في غير أوانه".

ودعا اللبنانيين إلى المحافظة على وحدتهم الوطنية "لأنها ضمانة اللبنانيين الوحيدة" لاستقرار الوضع، مشددا على ضرورة أن تكون الدولة اللبنانية "هي صاحبة القرار وهي مسؤولة". ولفت الى ان النظام السوري يهدف الى جر لبنان الى حرب طائفية لطي ملف التحقيق الدولي في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، كاشفا أن قلق الرئيس السوري "يعبّر عن شعور من يرتكب الجريمة ويخشى من انكشافها".

وذكّر بان الرئيس الشهيد والرئيس نبيه بري ورئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط هم من أسقط اتفاق 17 أيار، وقال "هؤلاء هم من أسقط الاتفاق المذكور، أحدهم شهيد، والآخر مشروع شهيد، والثالث (بري) مهمش"، معلنا ان "بري تلقى تهديدات من الاجهزة الامنية السورية". وأشار الى ان "عمر النظام السوري قصير وسيسقط، وان خطاب بشار رسالة وداع".

الصراع مع اسرائيل

وقال خدام في مقابلة لبرنامج "الاستحقاق" من تلفزيون "المستقبل" امس: "ان "تحديد نتائج الحرب لا يمكن ان يتم الآن، لان الحرب لم تنته، فالحرب تنتهي بانتصار كامل لاحد الفريقين او عقد صلح. لا نستطيع الحديث عن نصر او هزيمة، وهذا لا يعني ايضاً ان الحرب ستقع بعد ايام".

اضاف: "الصراع مع اسرائيل ليس مسألة لبنانية ـ اسرائيلية بل مرتبطة بمجمل الاوضاع في المنطقة التي تشهد تضارباً للمصالح الاقليمية والخارجية. ويمكنا القول ان المقاومة الاسلامية حققت انجازاً مهماً عندما لم تسمح للآلة العسكرية الاسرائيلية من تدميرها، لكن اسرائيل من جانبها حققت احد اهدافها وهو تدمير لبنان، بحسب ما صرح رئيس اركان الجيش الاسرائيلي دان حالوتس بأنه سيعيد لبنان 20 سنة للوراء".

واكد ان "هذا الاعتداء رتب اعباء اضافية على اللبنانيين، فالخسارة الاقتصادية التي بلغت 15 مليار دولار سيدفعها اللبنانيون والمساعدات لن تعادل حجم الدمار"، مشيرا الى ان "لا احد يستطيع فصل الصراع بين لبنان واسرائيل عن مجمل ازمة المنطقة".

وقال: "اذا اخذنا كلام (الامين العام لحزب الله) السيد حسن نصرالله بأن الحرب كانت معدة، وكلام الرئيس السوري بشار الاسد بأن الحرب معدة قبل فترة، نتساءل لماذا تعد اسرائيل للحرب؟ وليس هناك حروب من دون هدف سياسي. ولا اريد القول ان الجولة التي حدثت نتيجة دور او اشتراك او تحريض ايراني، لاسيما اني سمعت ان نصرالله قال انه لو علم بالنتائج لما اسر الجنديين، لذلك الامور في السياسة تحسم بنتائجها"، متسائلا: "هل الازمة الحادة في المنطقة باتجاه حل سياسي للمسألة النووية الايرانية، او مسار آخر؟".

وعما اذا كان القرار 1701 ضمانة حقيقية لمنع حصول جولة ثانية، شدد على ان "الضمانة لعدم حصول الجولة الثانية هو الوحدة الوطنية اللبنانية وقبول جميع الاطراف اللبنانيين ان الدولة هي صاحبة القرار والمسؤولة، اما اذا بقيت الامور بهذا الشكل، كل فريق خائف او قلق فستنتقل المشكلة الى الداخل وبين اللبنانيين، وهذا ما نجحوا بتفاديه خلال الحرب".

وقال: "الرئيس حافظ الاسد والرئيس انور السادات توصلا عملياً الى القناعة نفسها وهي ان الحرب الكلاسيكية مع اسرائيل غير ممكنة، وبالتالي الرئيس السادات اخذ خيار التفاوض واتفاقية السلام مع اسرائيل، لكن الرئيس حافظ الاسد والقيادة في سوريا اخذت خياراً آخر وهو الاستمرار في الخطاب السياسي المتصاعد اولاً لابقاء المشكلة قائمة، وثانياً لاسباب داخلية، لان اضفاء جو الحرب على البلد يغطي الاخطاء الداخلية التي كانت ترتكب، اضافة الى ذلك كان النظام في العراق يزايد على النظام في سوريا وبالتالي ارتفع الصوت عالياً، وصار جزءاً من السياسة اليومية في سوريا، وبالتالي ايضاً مسألة الحرب الكلاسيكية انتهت. جئنا مع تطور الاحداث في لبنان، اسرائيل دخلت على الخط في لبنان ونحن موجودين في لبنان. بدأ الصراع بينا وبين اسرائيل في لبنان، وصل الصراع العسكري في 27 نيسان 1981 عندما اسقطت الطائرات الاسرائيلية حوامتين سوريتين فوق جبل لبنان عند حصار زحلة. في العام 1982 اجتاحت اسرائيل لبنان وصارت الحرب مباشرة بينا وبين اسرائيل في الاراضي اللبنانية. حاربنا في بيروت، حاربنا في الجبل، حاربنا في البقاع، اوقفنا التقدم الاسرائيلي في عين زحلتا وفي السلطان يعقوب في البقاع الغربي ثم جاء وقف النار، هنا كان القرار السوري الذي اتخذه الرئيس حافظ الاسد استنزاف اسرائيل في لبنان. بالاساس عندما اخذ قرار ان الحرب الكلاسيكية اصبحت غير ممكنة بحكم المعطيات التي برزت خلال حرب تشرين اعطى تعليمات مشددة للقوات المسلحة للامن العسكري بمنع اي عملية مقاومة في الجولان، لان ردود الفعل الاسرائيلية ستكون على الداخل السوري وليس في منطقة العمليات، اذاً في العام 1982 اتخذ هذا القرار وبدأنا عملياً بتشجيع الاحزاب اللبنانية بأن تقوم باعمال المقاومة".

أضاف: "خلال الحرب جاءت قوات ايرانية الى سوريا، قسم بقي في سوريا وقسم جاء الى لبنان، وفي تلك المرحلة ولد "حزب الله" في اجواء الحرب في لبنان. انسحبت اسرائيل من بيروت ثم من الجبل باتجاه الجنوب، في الجنوب احزاب لبنانية شاركت في المقاومة لكن اعمال المقاومة الاساسية قامت بها حركة "امل". دخل حزب الله على الخط فيما بعد وتراجعت عملياً الاحزاب باتجاه العمل السياسي في البلد واصبح "حزب الله" هو القوة الوحيدة الاساسية التي مارست عمل المقاومة. وبطبيعة الحال سوريا وايران دعمتا "حزب الله" من اجل انجاح عملية الاستنزاف. لذلك القرار السوري وعدم القيام بعمليات الحرب وايضاً عدم السماح بالمقاومة في الجولان، الامر الذي تغير، بعد وفاة الرئيس حافظ الاسد، اخذ منحى العمل السوري في لبنان منحى امني، كان الهدف منه بطبيعة الحال ان يكون لبنان جزءا من العملية السياسية في المنطقة اذا حصلت مفاوضات".

سئل: تحت جناح سوريا؟، فأجاب: "طبيعي، في مرحلة التسعينات طلب الاستاذ نبيه بري من عبد الله الامين الذي كان وزيراً ان يطرح ارسال الجيش اللبناني الى الجنوب. طرح في مجلس الوزراء وكاد المجلس ان يتخذ قراراً. يتصل احد الوزراء بغازي كنعان، الذي اخبر الرئيس الاسد. اتصل الرئيس الاسد بي وقال لي ماذا يفعلون، يريدون ان يرسلوا الجيش الى الجنوب؟ في تلك المرحلة كان بدأ مؤتمر مدريد وكان هناك حرص على وحدة المسارين، ارسال الجيش الى الجنوب يعني تعطيل عملية المقاومة وبالتالي تعطيل عملية الضغط على إسرائيل".

ورأى ان "الوضع الآن مختلف. في الماضي كان السلم الأهلي بدأ يأخذ مداه، الجيش كان طري العود لا يستطيع ابعاد المقاومة لكن مع ذلك وجوده يشكل عاملاً رمزياً في مرحلة لا يستطيع أن يعطل والمقاومة أيضاً لم تكن تمتلك الامكانات التي تمتلكها الآن، اتصلت بعدد من الوزراء اللبنانيين وسألتهم ماذا يحصل وطلبت وقف المشروع، فتوقف. في تلك المرحلة، اتهم المرحوم رفيق الحريري انه هو وراء القرار، وشنت حملة عليه. في اجتماع للمجلس الأعلى قال الأستاذ نبيه برّي للرئيس حافظ انتم ظلمتوه لرفيق، أنا الذي طلبت ادخال الجيش إلى الجنوب لأن هناك فوضى، ولا بد من وجود الدولة هناك لضبطها ولضمان مصالح الناس. إذن، مسألة الجنوب كانت أيضاً جزءاً من الاستراتيجية السورية في الضغط على إسرائيل وفي تعطيل امكان انزلاق الحكومة اللبنانية إلى اتفاقية سلام مع إسرائيل كما حدث في 17 أيار آنذاك، بطبيعة الحال، الحكومة اللبنانية استجابت وأنا أعتقد انه لم يكن هناك أي خوف على وحدة المسارين، لماذا لم تحارب الآن؟ أعتقد ان بشار الأسد يخشى ويخاف أن تتطور الحرب لتصل إلى الأراضي السورية".

وعن سبب خشيته، قال: "المخاوف نفسها، يعني هو متاح له ان تقوم حرب في لبنان من دون أن تتحمل سوريا أي عبء عسكري. هنا تسألني ما قيمة الاتفاقية العسكرية بين سوريا ولبنان ضمن اطار المعاهدة اللبنانية ـ السورية؟ ثبت ان المعاهدة حبر على ورق، هناك ذريعة بعض المسؤولين القريبين من بشار الأسد قالوا الذي يمنعنا من التدخل وجود اتفاقية الفصل في الجولان، وبالتالي هذا يمنعنا من ان نتصادم مع اسرائيل. إسرائيل خرقت هذه الاتفاقية عندما ضربت عين الصاحب، قالوا إذا القوات الاسرائيلية اقتربت من الحدود السورية ندخل، القوات الاسرائيلية موجودة في الأراضي السورية في الجولان، في خطاب بشار الأسد قال اسرائيل هزمت في الأيام الأولى، طيّب إذا كانت هزمت في الأيام الأولى لماذا لم تستغل هذه الهزيمة وتدخل إلى الجولان وتحرره؟".

وعما إذا كانت هي مواقف خطابية فحسب، قال: "أي مواجهة لأي دولة مع أي دولة أخرى أول ما تتطلب سلامة الوضع الداخلي، بلد انهكه الفساد، والاستبداد. بلد وضعه الاقتصادي معقد وسيء جداً، لا يستطيع هذا البلد أن يتحمل الحرب وهناك قلق كبير في سوريا لدى المواطنين من أن يؤدي تهور بشار الأسد إلى صراع في غير أوانه في هذه المرحلة".

خطاب الاسد

وعن رفض الأسد في خطابه الشرق الأوسط الجديد، تساءل: "هل كان ضد المشروع الأميركي للشرق الأوسط؟ إذا كان كذلك، لماذا أرسل وزير خارجيته إلى مؤتمر في البحرين حول الشرق الأوسط الجديد وبحضور وزيرة خارجية الولايات المتحدة الأميركية؟ لماذا؟ يعني في مؤتمر البحرين الشرق الأوسط الجديد الذي دعت إليه اميركا، جيد والآن هو ضده".

وعن وصف الأسد القادة العرب بـ"أنصاف رجال"، أجاب: "بشار الأسد ليست لديه سياسة وليس عنده افق، هو رجل انفعالي، ولديه وضع داخلي متشنج، أراد أن يقفز قفزة ثورية من أجل أن يغطي القمع الموجود في الداخل وأن يغطي مطالبة الناس لمعالجة أوضاعه المعيشية والاقتصادية، قفز هذه القفزة، خطاب ماذا؟ خطاب طالب ثانوية مراهق، عندما يتهم أو يهاجم رؤساء الدول العربية هو أولاً ينسى كيف جاء حافظ إلى السلطة".

وشكر الأحزاب الإسلامية العربية التي أشادت بموقف سوريا "لأنها تعتبر سوريا الشعب كانت وستبقى مركزاً يخدم مصالح الأمة العربية، لكن اعتبارها النظام الحالي نظام الصمود والممانعة إما ناتج عن جهل لحقيقة الأوضاع الداخلية الموجودة في سوريا ولمتطلبات الصمود والممانعة، أو موقف الهدف منه ارضاء هذه الجهة أو تلك".

وتساءل: "كيف تكون الممانعة إذا كان الشعب السوري يعتبر نفسه سجيناً؟ وإذا تحدث مثقف ثلاث كلمات يسجن؟ وإذا كان الشعب السوري محروما من حريته وذليلا ومنهوبا من الأسرة الحاكمة؟ هذا جزء من الخلل في النظام، فرأس الدولة فاسد والأسرة الحاكمة فاسدة".

ولفت إلى ان "الأكراد جزء من النسيج الوطني السوري وشركاء، وهم يتعرضون اليوم لعزل واضطهاد وذل ولا يأخذون هويات والحقوق الدنيا مما أدى الى نشوء حركة كردية، هذا النظام خلق حالة اضطهاد للأكراد خلقت ردات فعل".

ورأى ان "بشار ارتكب خطأ فادحا بحملته على الزعماء العرب"، مشدداً على ان "الصراع مع إسرائيل يحكمه منطق التضامن والتكافل والتوحد بين العرب مما يتيح الفرصة لهم للضغط على المجتمع الدولي إضافة إلى الثقة داخلياً مع الشعب"، متسائلاً: "إذا كانت المؤسسات الاستراتيجية في البلد ممنوعة على غالبية السوريين، فكيف نحقق الصمود والتصدي؟".

وقال: "اعتماد الأسد سياسة المواجهة مع الغرب خطأ فادح"، متسائلاً: "إذا كان ضد أميركا لماذا وضع مخابراته تحت تصرف الاستخبارات الأميركية؟ ولماذا سلم شقيق الرئيس العراقي السابق صدام حسين لأميركا؟".

واعتبر "ان الحديث عن النموذج العراقي في سوريا غير وارد إطلاقاً، لأن النسيج الوطني في سوريا متماسك ويختلف عن العراق، وليس هناك من سوري لا مع المعارضة أو مع آل الأسد باستثناء المجموعة الضيقة التي تحمي الرئيس الأسد تفكر في الوصول إلى هذه النتيجة، كما ان ليس من أحد يريد أن يقاتل ويقتل من أجل نظام يراه فاسداً".

المعارضة السورية

وأوضح ان "المعارضة السورية لا تهدف الى حل الدولة بل الى تغيير النظام وبناء الدولة على أسس الديموقراطية أي نقل السلطة من الأسرة للشعب، وهذا هو الضمانة الحقيقية"، مؤكداً انه "ليس مطروحا بأي شكل من الأشكال أن يتم حل الجيش والأجهزة الأمنية".

ولفت إلى ان "ضمانتنا في سوريا هي الروح الوطنية الموجودة عند السوريين، وانه ليس في سوريا تشقق في النسيج الوطني الذي حاول بشار الأسد احداثه"، مشيراً إلى انه "ليس في الطائفة العلوية مَن يفكر في أن ينجر في صراع وطني من أجل آل الأسد". وقال: "أتحدى أن يقف أحد ويقول ان قيادة حزب البعث تأخذ القرارات، هو ليس الحاكم في سوريا".

وعن اعتراض سيدة لبنانية على اجراء المقابلة التلفزيونية معه لانه يذكرها بقصف الجيش السوري للبيوت والاحياء، اجاب: "اقول لهذه السيدة اني مستعد لعقد برنامج خاص حول لبنان وحول المشكلة اللبنانية وتطوراتها وتشعباتها وتداخلاتها واين اخطأنا واين اخطأ الآخرون، ليست لديّ مشكلة في هذا الموضوع".

وقال: "انا لم اكن امثل القرار ككل، كنت جزءا من القرار. هناك نوعان من القرارات، القرارات السياسية والقرارات الامنية. القرارات السياسية كان لي دور كبير فيها واستطيع ان اقول اين وقع الخطأ واين وقع الصواب. القرارات الامنية لم يكن لي علاقة بها ومعظم نتائجها كنت اسمعها اما في وسائل الاعلام او من غازي كنعان او بشكل شخصي. لا اريد ان ابرئ ذمتي لانه ليس هو الموضوع الآن".

واكد انه آمن بلبنان مستقل، متسائلا: "لماذا لا اؤمن بلبنان مستقلاً. ما هو الفرق بين لبنان واي بلد عربي آخر؟ المرحلة ليست مرحلة تحقيق الوحدة بين سوريا ولبنان اطلاقا هذا الامر لم يكن في ذهننا، ممكن الوحدة كانت تتحقق بين سوريا وموريتانيا قبل ان نصل الى لبنان. لاسباب موضوعية تعود الى وضع لبنان والى التركيب الاجتماعي الموجود فيه. ونتيجة تجربتي بدقائق الوضع اللبناني وتفاصيله اقول يجب ان تكون العلاقات بين سوريا ولبنان علاقات ندية، وهي التي تخدم مصالحهما. لماذا لا تكون هناك علاقات ديبلوماسية بين سوريا ولبنان؟".

ورأى ان موضوع ترسيم الحدود بين لبنان وسوريا "يحتاج الى الارادة السياسية. حدودنا مرسمة مع الاردن والعراق، الحدود بين السعودية واليمن بالرغم من الخلافات التي عمرها اكثر من 100 سنة مرسومة، لماذا لا ترسم بين سوريا ولبنان؟ الاحتلال ليس له علاقة. عملياً ترسيم الحدود مسمار جحا لتبرير استمرار حركة المقاومة في الجنوب. مزارع شبعا لم تكن هدفاً من اهداف المقاومة، لم يكن احد يتكلم عن مزارع شبعا، حكي عنها بعد الانسحاب الاسرائيلي، هذا توجيه جاء من دمشق".

وعن قول الاسد عن "14 آذار" بانهم منتج اسرائيلي، قال: "من الواضح ان للنظام السوري هدفين الاول جر لبنان الى فتنة داخلية من اجل طي ملف التحقيق باغتيال الرئيس رفيق الحريري، هذا الامر واضح، اصلاً بعد اغتيال الرئيس الحريري وصدور القرار 1595 صرح فاروق الشرع انه ليس من مصلحة اللبنانيين كشف الحقيقة لانه سيؤدي الى انفجار في لبنان. ويعتقد ان هذا الانفجار سيتيح له فرصة طي الملف. الهدف الثاني، هو يعتقد ايضاً انه إذا وقع الانفجار سيتمكن حلفاؤه من احكام السيطرة على لبنان مما يتيح له العودة الى لبنان. المشكلة لا علاقة لها بالمصالح، بل بالمنافع التي كانت تؤخذ من لبنان، وبالفساد الذي كان يجري في لبنان، لذلك هو اساء بهذا الكلام اولاً الى "حزب الله" الذي كان يطالب بالوحدة الوطنية وهو يتهم فريقاً اساسياً في لبنان بأنه منتج اسرائيلي، كل الناس الموجودين في هذا الفريق لم يكونوا في الساحة السياسية في 17 ايار في العام 1983". واكد ان من اسقط 17 ايار "ثلاثة اشخاص رقم واحد وليد جنبلاط رقم اثنان نبيه بري ورقم ثلاثة رفيق الحريري. واحد قتل وواحد موضوع على لائحة القتل والثالث نبيه بري مهمش الآن يلعب دورا. انا اعرف جيداً كيف كان يجري التعامل مع ابو مصطفى من اجهزة الامن السورية، كما كان يجري التعامل مع الرئيس رفيق الحريري. بالتهديد، نعم، وهو سينكر الآن، لكن هو يعرف وأنا أعرف".

التحقيق الدولي

وعما إذا كان التحقيق الدولي باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ابتعد عن المسار السوري الرسمي وعن أركان النظام، قال: "بشار الأسد يعرف ماذا فعل ويعرف كيف اخذ القرار وكيف نفذت الجريمة، ومن شارك فيها، قلقه يعبّر عن شعور مَن يرتكب الجريمة ويخشى من كشفها. هناك اختلاف في اسلوب التحقيق بين ءيتليف) ميليس وبين (سيرج) براميرتس. براميرتس له اسلوب مهني مختلف، واستفاد جداً من مرحلة ميليس كيف؟ ميليس كان يصرح، يسرّب، وتشن حملة سياسية واعلامية على لجنة التحقيق بأنه مسيّس. براميرتس تجنب هذا الموضوع كله نهائياً. التقرير الذي قدمه إلى مجلس الأمن قراءة مهنية، هذا التقرير وصل الى بشار الأسد، الى النظام، الى الضباط"، مؤكدا ان "أي عمل أمني في سوريا لا يمكن أن يتم بدون قرار من رئيس الجمهورية. 1000 كلغ متفجرات، هل بامكان رستم غزالة ان يخرجها من مستودعات الجيش؟ هذه المجموعة التي لغّمت وراقبت ونفذت، رستم غزالة بامكانه أن يأتي بها؟ جوابي، هذا قرار من رئيس الدولة، لا يوجد مواطن سوري سجن إلا بتوجيه وقرار من رئيس الدولة، وهذا ينطبق على المثقفين السوريين والسياسيين السوريين. هناك الآن مئات الناس في السجون، ما هو الذنب الذي ارتكبوه، ماذا فعلوا، إلا أنهم طالبوا بالحرية وطالبوا بالديموقراطية؟ أعود لأقول لبشار الأسد، قناعتي، ان التحقيق سيطاله وهو يعرف هذا الأمر، انتقل مباشرة من وضع كان يبحث فيه كيف يفتح باب الحوار مع الأميركيين إلى موقع قائد ثوري في المنطقة. هو يعتقد انه إذا انتقل إلى هذا الموقع سيصبح ضحية اذا تم اتهامه، هو يريد من خلال هذا الموقع ان يستثير الشارع العربي علّ هذا الشارع يحميه".

وعن رأيه بالعلاقة بين دمشق وطهران، قال: "في المرحلة الأولى كان هناك تعاون جدّي بين دمشق وطهران ضد صدام حسين، لكن هذه العلاقة لم تكن على حساب علاقاتنا العربية، اليوم اختلف الأمر فبشار وضع سوريا بعزلتين عربية ودولية". ورأى انه "في الوقت الذي يحمل الأسد على الحكومات العربية، تعمل ايران على تحسين وضعها مع هذه الحكومات".

ولفت إلى ان "التعاون يتم بين دول لديها استراتيجيات، ايران لديها استراتيجية لكن بشار ليس لديه استراتيجية"، معتبرا ان "ايران تسيطر على الدور الاقليمي السوري". وعما يجمعه والاخوان المسلمين في سوريا، أجاب: "مصلحة سوريا، في سوريا تيار إسلام واسع والاخوان هم جزء منه"، متسائلاً: "كيف نتحدث عن الديموقراطية ونعزل فريقا سياسيا في سوريا؟ عندما تعزل تيارا تدفعه الى التطرف، ومصلحة سوريا تقضي بالانفتاح على الاخوان كتيار معتدل، وخطأ كبير وضع حجر على التيارات الإسلامية".

وأكد ان "النظام السوري سيسقط ونحن نتابع عملنا لتجنب الكثير من السلبيات فلا نريد أن نخطو أي خطوة من دون أن نكون متأكدين من نجاحها"، مشدداً على ان "عمر هذا النظام قصير وخطاب بشار الأسد الأخير كان رسالة وداع".