المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم السبت 5/8/2006

طوبى لمن يسهر ويحفظ ثيابه لئلا يمشي عرياناً فيروا عريته.

فجمعهم إلى الموضع الذي يدعى بالعبرانية هرمجدون  (رؤيا يوحنا 16-15 و 16)

 

غارات اسرائيل تدمر جسورا رئيسية شمال بيروت وقواتها تتوغل في جنوب لبنان

 بقلم ربى كبارة وجوزف بدوي 

اف ب - 2006 / 8 / 4

 سجل الجيش الاسرائيلي تقدما لبضعة كيلومترات في قرى حدودية اخلاها سكانها في الجنوب للبناني بينما وسع الطيران الاسرائيلي اليوم الجمعة دائرة قصفه الى مناطق وفرها سابقا فاغار على اربعة جسور في شمال بيروت التي تعرضت ضاحيتها الجنوبية فجرا لقصف عنيف. واسفرت حصيلة اليوم الرابع والعشرين للهجوم الاسرائيلي على لبنان حتى الان عن مقتل اربعة مدنيين وفق الصليب الاحمر اللبناني وعسكري واحد والى اصابة اكثر من 15 شخصا بجروح. والجسور الاربعة هي جسور رئيسية لحركة السير بين بيروت وشمال لبنان ومنه الى سوريا بعد ان قطعت الغارات الاسرائيلية عمليا الطريق الى معبر المصنع الحدودي المؤدي الى سوريا عبر شرق لبنان.

وتقع في منطقة اكثريتها الساحقة من المسيحيين كانت الغارات وفرتها نسبيا حتى الان. واستهدفت الغارات الجوية اولا جسر المعاملتين في منطقة جونيه ما ادى الى سقوط ثلاثة جرحى من دون ان يدمر حيث اصيب باضرار كبيرة في احد اتجاهيه, ثم جسر كازينو لبنان المجاور له (نحو رين كيلومترا شمال بيروت) ما ادى الى سقوط اربعة جرحى واصابته ايضا باضرار من دون ان ينهار. بعد دقائق توسع القصف شمالا ليضرب جسر الفيدار قرب مدينة جبيل (40 كلم شمال بيروت) ما ادى الى سقوط قتيلين وتدميره بشكل كامل, ثم جسر المدفون الذي يربط مباشرة بين محافظة جبل لبنان ومحافظة الشمال ما ادى الى سقوط قتيلين وسبعة جرحى وتدميره ايضا بالكامل.

كما كثفت المقاتلات قصف ضاحية بيروت الجنوبية معقل حزب الله غداة تهديد اسرائيل بتوسيع قصفها وانذارها اهالي احياء كانت بمنأى نسبيا عن القصف الكثيف حتى الان بضرورة اخلائها فورا وذلك في منشورات القاها الطيران الاسرائيلي على المنطقة. واحصت الشرطة اكثر من ثلاثين غارة على منطقة الاوزاعي المحاذية لمطار بيروت الدولي واحياء الضاحية الجنوبية التي دمر بعضها في الاسبوعين الاولين من الهجوم الاسرائيلي على لبنان الذي بدأ في 12 تموز/يوليو. وادى القصف الاسرائيلي الى مقتل جندي لبناني واصابة ثلاثة عسكريين آخرين بجروح في غارات طالت مرفأ للصيادين في منطقة الاوزاعي الساحلية عند المدخل الجنوبي لبيروت وفق مصدر عسكري. وادت الغارات الاسرائيلية على منطقة بئر حسن المجاورة لمطار بيروت الدولي الى تدمير مقار اربع مؤسسات خيرية شيعية كما افاد مصور وكالة فرانس برس.

والمؤسسات هي ثلاث مدارس يمولها حزب الله بينها واحدة للصم والبكم والعميان. اما المؤسسة الرابعة فهي "مركز رباب الصدر" الذي كان يستخدم مخزنا للادوية. واسفر العدوان الاسرائيلي على لبنان حتى الان عن مقتل اكثر من 900 شخص غالبيتهم الساحقة من المدنيين وفق الارقام الرسمية. وفي جنوب لبنان تركزت اكثر من 15 غارة على طرق وجسور في منطقة صيدا (45 كلم جنوب بيروت) والنبطية (75 كلم جنوب بيروت) غداة رمي منشورات في قرى النبطية تتضمن انذارا من الجيش الاسرائيلي لسكانها بضرورة "اخلاء قراهم والاتجاه شمالا", مع تهديد يعتبر ان "كل من يتواجد في هذه المنطقة يعرض حياته للخطر". وفي جنوب سهل البقاع (شرق) شن الطيران الاسرائيلي ست غارات على محطة لتوليد الكهرباء.

واوضحت الشرطة ان المقاتلات الاسرائيلية استهدفت "محطة ابراهيم عبد العال" لتوليد الكهرباء في سحمر التي تقع على بعد اربعة كيلومترات جنوب بحيرة القرعون على سد نهر الليطاني. وادى القصف الاسرائيلي الى انقطاع التيار الكهربائي عن المنطقة وفق الشرطة. وتستمر المواجهات بين القوات الاسرائيلية ومقاتلي حزب الله على عدة محاور في المنطقة الحدودية حيث تقدم الجيش الاسرائيلي نحو 3 كلم وفق مصادر قوات الطوارىء الدولية والشرطة. واوضح ميلوس شتروغر الناطق باسم القوة الدولية لوكالة فرانس برس "ان معارك متقطعة تدور في كل المحاور وسط تبادل للقصف".

واكد بيان سابق للقوة الدولية ان الجيش الاسرائيلي يتوغل على سبعة محاور على طول الحدود بين البلدين. وقتل ثلاثة جنود اسرائيليين في المواجهات التي جرت في مركبا في القطاع الاوسط كما ذكرت قناتا "العربية" و"الجزيرة" الفضائيتان وذلك غداة مقتل اربعة جنود اسرائيليين في مواجهات مع مقاتلي حزب الله الذين يقاومون بشدة تقدم جيوش الدولة العبرية في جنوب لبنان. وذكرت مصادر عسكرية اسرائيلية ان القوات البرية تعمل في محيط عشرين قرية حدودية في جنوب لبنان. وتسعى القوات الاسرائيلية للسيطرة على تلة شيحين المشرفة على ساحل الناقورة.

واشارت الشرطة اللبنانية الى ان القوات الاسرائيلية تقدمت ثلاثة كيلومترات في القطاع الغربي بين عيتا الشعب ورميش وسيطرت على خمس قرى. واحصت الشرط 36 قرية في منطقة صور تعرضت ل150 قذيفة واربعين غارة. كما تعرضت قرى شبعا وكفرشوبا ومرجعيون في جنوب شرق لبنان الى نحو مئتي قذيفة فيما لم يتقدم الجيش الاسرائيلي على هذا المحور سوى 800 متر وفق الشرطة

 

مباحثات مكثفة في الأمم المتحدة حول قرار لبناني

 وكالات - 2006 / 8 / 4

 أعلن دبلوماسي أن الولايات المتحدة وفرنسا تواصلان اليوم مباحثات مكثفة حول بنود قرار يرمي الى وقف

لمعارك في لبنان. وقال هذا الدبلوماسي صباح اليوم طالبا عدم الكشف عو هويته "ان الفرنسيين والاميركيين مجتمعون في هذه الاثناء، واجتمعوا في وقت متأخر مساء امس" الخميس. واضاف انهم "يحاولون ايجاد حل". وبحسب دبلوماسي اخر، فان قاعدة هذه المحادثات لا تزال مشروع القرار الذي قدمته فرنسا الى مجلس الامن الدولي. وقال هذا الدبلوماسي "لا يزال التفاوض جاريا على اساس النص الفرنسي الذي اجرى عليه الاميركيون بعض التعديلات". الا ان ايا من الطرفين لم يشأ ان يعطي اي تفاصيل حول المفاوضات الجارية والتي تعقد خارج مبنى الامم المتحدة. ويدعو النص الفرنسي خصوصا الى "وقف فوري للاعمال الحربية" ويحدد بعض الشروط الضرورية لوقف دائم لاطلاق النار وحل دائم للنزاع الحالي بين اسرائيل وحزب الله اللبناني. وتتواصل المفاوضات في مقر الأمم المتحدة بنيويورك حول صياغة قرار يحث على إنهاء القتال في لبنان وإسرائيل.

وقد وزعت فرنسا صيغة مقترحة، غير أن هناك مباحثات مكثفة مازالت دائرة حول التفاصيل. ويقدم جيمس روبينز مراسل بي بي سي في نيويورك تصورا للصيغ المحتملة للقرار فيقول ان القائد العسكري الشهير ويلينجتون وصف ذروة القتال خلال معركته الملحمية مع نابليون بونابرت في ووترلو بأنها "دك شديد".

و"الدك الشديد" - حول تفاصيل الكلمات والخطط - هو ما يقوم به الآن الدبلوماسيون في الأمم المتحدة. ورغم وجود اتفاق على نطاق واسع بين فرنسا والولايات المتحدة وبريطانيا حول الدعوة لنهاية للعنف كأولوية فورية، إلا أن واشنطن وباريس مازالتا مختلفتين حول اللغة المحددة التي سيأتي عليها القرار - وتفاصيل تسلسل الأحداث على الأرض خلال أي هدنة أولية.

ويحذر المندوب الفرنسي لدى الأمم المتحدة، جان مارك دولاسابليير، من أن التحرك من اتفاق بنسبة 95% إلى 100% سيستغرق وقتا. والأمر يستغرق وقتا فعلا - فقد استمر دولاسابليير يتحدث الخميس إلى المندوب الأمريكي جون بولتون طيلة ثلاث ساعات، ولم يمكنهما التوصل لاتفاق كامل. محادثات مرهقة

وقال بولتون إن مساحة الخلافات قلصت، ولكنه شدد بالقول "لم نتوصل بالتأكيد لاتفاق. قمنا ببعض التفكير الخلاق وتمكنا من التوصل على شيء يمكن رده إلى عواصمنا ليلا للحصول على المزيد من التعليمات" حول كيفية المضي قدما. وتدور محادثات الجمعة أيضا.

وقالت الخارجية الأمريكية إنها ستطلب من دبلوماسييها العمل خلال عطلة الأسبوع، السبت والأحد، إذا لزم الأمر. وتأمل وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس أن تسافر إلى نيويورك، ربما الاثنين، للانضمام الى وزراء الخارجية الآخرين للبلدان الخمسة عشرة في مجلس الأمن والتي تصوت على قرار، إذا أمكن التوصل إلى اتفاق.

ولكن ماهي نقاط الخلاف الرئيسية ؟ هناك نقطتان بالأساس

أولا إلى أي حد مبكر ينبغي إرسال قوات متعددة الجنسيات إلى لبنان لمراقبة هدنة ومنطقة عازلة في جنوبه؟

ففرنسا، التي من المرجح أن تقود تلك القوة وتكون أكبر البلدان إسهاما بجنود فيها، لن تدخل لبنان إذا كانت هناك مخاطرة من اضطرار جنودها للقتال حتى

ثبتوا أقدامهم في المساحة التي سينتشرون فيها، فقد أصرت فرنسا إلى التوصل على هدنة يمكن أن تستمر، وإلى تسوية سياسية شاملة، قبل إرسال قوات. أما الولايات المتحدة، التي لن تسهم بقوات، فإنها تريد أن يتم ارسال تلك القوة في وقت أبكر، لضمان التوصل إلى هدنة قابلة للاستمرار. دور إسرائيل

والنقطة الثانية هي، ما الذي يتعين على إسرائيل فعله؟ هل ينبغي السماح لقواتها بالبقاء في جنوب لبنان حتى تنتشر قوة متعددة الجنسيات، كما تصر الحكومة الإسرائيلية، أم يجب إلزامها بسحب قواتها إلى ما وراء الحدود الإسرائيلية مع لبنان، بمجرد إن يتم الإعلان عن هدنة مؤقتة؟ ومن شأن هذا أن يترك مهمة الانتقال جنوبا على عاتق الجيش اللبناني، وهي المنطقة التي تركتها الحكومة اللبنانية من قبل لسيطرة حزب الله. ويظل الأمل أن تتمكن الأمم المتحدة من إصدار دعوة لإنهاء العنف في خلال أيام قلائل.

 

ومن شأن قرار لمجلس الأمن بهذا الصدد أن يحمل في طياته السلطة الأخلاقية للمنظمة الدولية، ولكنه سيحمل أيضا السلطة السياسية للقوى الرئيسية ومنها بالأساس الولايات المتحدة وفرنسا.

ومن شأن هذا القرار أن يوحد الصف الأوروبي والأمريكي، حيث يفرض الجانبان ضغوطا على كافة الأطراف لوقف القتال والعمل من أجل لبنان توفر فيه حكومته مصدر القوة المسلحة الوحيدة، وبحيث يكون قادرا على السيطرة على كافة أراضيه السيادية. ولا ضمانات على إمكانية تحقيق أي من هذا، غير أن الأمين العام للأمم المتحدة، كوفي عنان، حث مجلس الأمن على العمل "بأسرع وقت ممكن". وقال عنان "أعتقد أن الناس في إسرائيل ولبنان قد عانوا بما فيه الكفاية".

نتانياهو

منح بنيامين نتانياهو، رئيس وزراء اسرائيل السابق وزعيم المعارضة تأييده الكامل لرئيس الوزراء الحالي ايهود اولمرت في الحرب في لبنان، واضاف بان منطقة عازلة في جنوب لبنان لن تحل المشلكة، واتهم ايران بانها تسعى الى تدمير اسرائيل، واعترف باستخدام بلاده لقوة غير مناسبة فسرها بانها لمعادلة ضيق الوقت، وطالب المجتمع الدولي بتجريد ايران من السلاح النووي. وكان زعيم حزب الليكود المعارض يتحدث الى مجموعة من الصحفيين اليوم حيث رفض ان ينتقد اولمرت قائلا انه كزعيم للمعارضة، يمنحه الثقة والتأييد الكاملين مثل باقي الأسرائيليين. واعترف نتانياهو بان بلاده استخدمت قوة مفرطة، لكنه برر ذلك بعلاقة تناسب بين الفترة المتاحة للحرب وبين القوة المستخدمة لتحقيق الأغراض من الحرب، قائلا انه بسبب الضغوط الديبلوماسية العالمية، وتأثير الصحافة، فإنه لايتوقع ان تستمر الحرب فترة " كافية للتخلص من ترسانة حزب الله من الصواريخ"، ومن ثم فإنه كلما قصر امد الحرب كلما زاد العسكريون من كثافة وحجم النيران والقصف.

ورغم اعترافه بان هدف اسرائيل الآن هو تحقيق الهدوء في شمال البلاد بابعاد حزب الله عن الحدود، الاانه شدد على ان منطقة عازلة في جنوب لبنان لن تحل المشكلة، وانما يجب القضاء على ترسانة حزب الله من صواريخ قد تصل اسرائيل. وقال نتيانياهو ان اسرائيل تحارب ضد ايدولوجية متشددة مجنونة، مؤكدا اعتقاده ان حزب الله هو اداة ايران في المنطقة، وقارن ايران بالمانيا النازية، مستشهدا بقول الرئيس الأيراني محمود احمدي نجاد امس بازالة اسرائيل من المنطقة لحل مشكلة الشرق الأوسط. وقال ان هتلر جاء بانتخابات ديموقراطية وغسل ادمغة الألمان واعتبر " القبيلة ألأيدولوجية " التي تحكم ايران تسعى الى ترويج " هتلرية جديدة" أكثر خطورة من المانيا النازية لآن المانيا " لم يكن لديها مليار او مليارين توجه دعايتها اليهم " ويقص ان مسلمي العالم يستمعون لأيران. واتهم ايران بانها تسعى ايضا للسيطرة على الحركات السنية الجهادية، قائلا " ان التنافس الطائفي بين حزب الله الشيعي وحماس السنية اصبح تنافسا تعاونيا."

وطالب العالم بضرورة اتخاذ موقف موحد وحازم للحيلولة دون حصول ايران على السلاح النووي، مضيفا انها اذا حصلت عللى رؤس نووية فستعطي هذه الرؤوس لحزب الله ليضعها على صواريخ يطلقها على اسرائيل التي تعتبرها ايران " الشيطان ألضغر بينما امريكا هي الشيطان الأكبر".

وحاول دعم جدله باعتقاده ان المجموعة ألأيدولوجية التي تحكم ايران آلآن مهووسة بخلق الظروف التي سيعود فيها الأمام الغائب او المهدي المنتظر وان ذلك يتم من خلال حرب مدمرة وشاملة، وانهم يسعون لتحقيق هذه الحرب . وحذر نتانياهو من تمكن ايران من تطوير سلاح نووي وصواريخ بعيدة المدى تحمل هذه الأسلحة تصل لندن ويمكنها ان تصل الساحل الشرقي للولايات المتحدة اذا لم يوقفها العالم.

رايس

من جهتها، ردت وزيرة الخارجية الأمريكية، كوندوليزا رايس على تصريحات امين عام حزب الله حسن نصرالله، حيث قالت في مقابلة مع برنامج "لاري كينغ لايف": "وإسرائيل لديها القدرة أيضاً على التعامل مع هذه التهديدات."

وأضافت رايس: "المجتمع الدولي يود أن يقول لحزب الله إن مثل هذه التهديدات لا تساعد أيضاً في الوقت الذي يرغب فيها المجتمع الدولي والشعبان اللبناني والإسرائيلي في وقف الاعتداءات." ووصفت رايس شبكة القيادة والسيطرة التابعة لحزب الله في جنوب لبنان بأنها "متطورة" و"يصعب التعامل معها" لوجودها بين السكان المدنيين.

قالت وزيرة الخارجية الأمريكية، كوندوليزا رايس، الخميس إنها تأمل في أن يتوصل مجلس الأمن الدولي إلى قرار بشأن وقف الاعتداءات بين إسرائيل وحزب الله في "غضون أيام.

 

قوى لبنانية تتهم متقي بتحريض لحود و"حزب الله"على رفض خطة رئيس الحكومة

 السنيورة: لا بد من معالجة أسباب ظهور  "حزب الله"... وإيران تجاوزت حدودها في لبنان

 بيروت - »السياسة«:أكد رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة لصحيفة إيطالية أن حزب الله اللبناني الشيعي لن يختفي ما لم تحل المشكلات التي أدت إلى وجوده.وقال السنيورة لصحيفة »لا ريبوبليكا« إن »حزب الله سيحل عندما تختفي المشكلات التي أدت إلى ظهوره«. وأضاف »دعونا نواجه مسألة الأرض اللبنانية التي يغتصبها آخرون« في إشارة إلى مزارع شبعا اللبنانية التي تحتلها إسرائيل. ورداً على سؤال مباشر عن مزارع شبعا, قال السنيورة »منذ عقود طالبنا بالأرض التي تعود لنا. ابدأوا بإعادتها وسترون أن التوتر سيخف«. وأضاف ان »حزب الله لعب دوراً مهماً ودافع عن الحدود التي انتهكت باستمرار, وواجه غزو دولة ذات سيادة«.

وقال السنيورة إن »إسرائيل هي التي أدت إلى ظهور حزب الله ليس بشكل مباشر, إسرائيل خلقت الظروف التي أدت إلى ظهور حزب الله وعززته بمرور الوقت«.

وأوضح أن »لبنان محتل منذ عشرين عاماً وحزب الله يستطيع تبرير وجوده في الجنوب«.

وشكك السنيورة في أن تكون إسرائيل شنت حربها على لبنان رداً على خطف حزب الله جنديين إسرائيليين في 12 يوليو الماضي. وتساءل »هل تعتقدون حقاً أن الحرب بدأت لهذا السبب?«.

وأشار إلى أن »لبنان تعرض للغزو سبع مرات في التاريخ الحديث وتعرض لنحو ثلاثين غارة جوية على نطاق أصغر«, مذكراً بأن »مجزرة قانا هي الثانية خلال عشر سنوات« في إشارة إلى الغارة الجوية الإسرائيلية التي أدت الأحد إلى مقتل 28 شخصاً بينهم 16 طفلاً.

من جهة ثانية اعتبر رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة في حديث نشرته صحيفة »لوريان لوجور« الناطقة بالفرنسية أمس أن وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي »تجاوز الحدود« عندما عبر عن تحفظاته على خطة الحكومة اللبنانية الشاملة لحل النزاع القائم في لبنان.

ودعا السنيورة من جهة ثانية إلى نشر »قوة تابعة للأمم المتحدة في جنوب لبنان لا تكون في إطار الفصل السابع »من ميثاق الأمم المتحدة الذي يجيز استخدام القوة لكن شرط أن يكون لها الحق »في الدفاع عن نفسها«.

وقال السنيورة »أعتقد أن متقي تجاوز الحدود وبعض الأطراف سارعوا إلى اعتماد موقفه« في إشارة إلى الأحزاب الموالية لسورية في لبنان وإلى حزب الله التي آبدت تحفظها على خطة البنود السبعة التي وضعها السنيورة بنفسه وأقرتها لاحقاً الحكومة اللبنانية.

وتابع السنيورة »ان خطتنا تستند إلى ما يريده اللبنانيون وإلى مطالب حزب الله«, مضيفاً »وهذا ما يتيح لنا المطالبة بالعودة إلى اتفاق الهدنة وسيكون بإمكان الدولة اللبنانية توسيع سيادتها على كامل أراضيها وبالطبع عندها لن يحق لأحد استخدام السلاح خارج سلطة الدولة«.

وأضاف رئيس الحكومة اللبنانية »يجب أن نكون واضحين نحن لا نريد العودة إلى الوضع القائم الذي كان قبل اندلاع المواجهات« في الثاني عشر من الشهر الماضي.

وفي حديث ثالث لإذاعة ال¯ »BBC« قال السنيورة إن رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير بوسعه الآن الدعوة إلى وقف فوري لإطلاق النار.

وقال لن تكون هناك أي أسلحة في لبنان, عدا سلاح الشرعية اللبنانية, ملمحاً إلى إمكانية الضغط من أجل تطبيق القرار .1559

وكانت قوى 14 آذار عقدت اجتماعاً موسعاً في قصر قريطم بحضور الرئيس السنيورة وجرى بحث في الأوضاع التي تمر بها البلاد جراء استمرار العدوان الإسرائيلي, وقد أكدت قوى 14 آذار دعمها للحكومة اللبنانية في مساعيها لإخراج لبنان من محنته ووقف الاعتداءات الإسرائيلية عبر خطة النقاط السبع التي تبنتها الحكومة.

من جهته جدد حزب الوطنيين الأحرار تأييده للنقاط السبع التي أقرتها الحكومة, داعياً كل اللبنانيين إلى التزامها, ورأى أن من يخرج عن الإجماع الوطني يتحمل وحده تبعات قراره, لأن الوحدة الوطنية تبنى على الحق والحقيقة, وإلا أدرجت في سياق المجاملة وجلبت أسوأ الكوابيس للبلاد.

إلى ذلك, آيد الرئيس سليم الحص الموقف الذي أعلنه رئيسا مجلس النواب والحكومة نبيه بري وفؤاد السنيورة, وقال لا يجوز البحث في أي حلول قبل وقف فوري وغير مشروط لوقف إطلاق النار.

وأضاف: حتى الحديث عن النقاط السبع سابق لأوانه, وأشار إلى أن رفض فكرة القوة الدولية من بعض الجهات سلفاً في غير محله أيضاً, لأن الموقف يجب أن يتخذ في ضوء ما سيطرح في تحديد حجم القوة وهويتها ومهامها وتكوينها وانتشارها.

واعتبر رئيس الجمهورية إميل لحود أن قصف إسرائيل للجسور والطرق التي تربط الشمال والبقاع بجبل لبنان, هدفه تشديد الحصار على اللبنانيين وقطع التواصل بين أبناء الوطن وتجويعهم بهدف الضغط لفرض الشروط التي رفضها لبنان الذي يتمسك بوقف فوري لإطلاق النار قبل أي خطوة أخرى.

وفي سياق متصل اتهمت مصادر وزارية في الأكثرية وزير الخارجية الإيرانية منوشهر متقي بتأليب حزب الله ورئيس الجمهورية إميل لحود على رفض النقاط السبع التي طرحها الرئيس السنيورة في روما ووافقت عليها الحكومة بالإجماع.

وقالت إن متقي عقد اجتماعات مع قيادة حزب الله في بيروت وطلب إليها رفض هذه النقاط, بعدما كان وافق عليها وزيرا الحزب في الحكومة محمد فنيش وطراد حمادة وفي الجلسة التي حضرها الرئيس لحود الذي سبق هو الآخر ووافق على هذه النقاط مجتمعة.

وتشير المعلومات استناداً إلى هذه المصادر أن متقي نسق مع القيادة السورية في رفض الحل السياسي في لبنان عبر مجيء قوات دولية إلى الجنوب لحفظ الأمن وإنهاء الحرب, وعندما جاء إلى بيروت أبلغ لحود وحزب الله بهذا الموقف الإيراني السوري المشترك, وهذا ما ظهرت مؤشراته لاحقاً عبر رفض لحود لمجيء قوات دولية, وكذلك التحفظات التي أبداها عدد من مسؤولي الحزب بشأن هذه القوات.

 

 غارات متوالية دمرت آخر جسور تربط البلاد ببعضها وقطعت طرق الإغاثة الإنسانية نهائيا

 إسرائيل حولت لبنان إلى جزر معزولة  والقصف أحاط بيروت بالخراب

 بيروت ¯ »السياسة«:القدس المحتلة ¯ الوكالات: اعلن الدفاع المدني اللبناني ان 30 شخصا يعتقد انهم عمال اكراد سوريون استشهدوا في غارة جوية اسرائيلية استهدفت معبر الجوسة في بلدة القاع الحدودية مع سورية في شرق لبنان, بينما كانوا يقومون بتفريغ خضار وفاكهة في احدى الشاحنات.وجاءت المذبحة الجديدة بعد ان وسع الطيران الحربي الاسرائيلي قصفه قبل ظهر امس غداة التهديدات المتبادلة بتوسيع دائرة القصف بين اسرائيل وحزب الله, واستهدف للمرة الاولى اربعة جسور اساسية على الطريق بين بيروت وشمال لبنان في مناطق اكثرية سكانها من المسيحيين.واستيقظ سكان العاصمة بيروت والمناطق المجاورة لها فجرا على دوي انفجارات ضخمة استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت, ولم تمض ساعات حتى وسع الطيران قصفه مستهدفا جسورا ضخمة وحيوية تربط العاصمة بطرابلس في الشمال ومنها بسورية.واعلن المسؤول عن الصليب الاحمر اللبناني جورج كتانة ان اربعة اشخاص استشهدوا واصيب 15 آخرون بجروح في هذه الغارات التي ادت الى تدمير جسري المعاملتين وكازينو لبنان (نحو 20 كيلو مترا شمال بيروت) وتدمير جسري الفيدار على مقربة من مدينة جبيل (40 كيلو مترا شمال بيروت) والمدفون الفاصل بين محافظتي جبل لبنان والشمال بشكل كامل.

والجسور الاربعة هي جسور رئيسية لحركة السير بين بيروت وشمال لبنان ومنه الى سورية بعد ان قطعت الغارات الاسرائيلية عمليا الطريق الى معبر المصنع الحدودي المؤدي الى سورية عبر شرق لبنان.

واضطرت وكالات الاغاثة الى الغاء عدة قوافل للمساعدات كانت متجهة الى 900 ألف شخص نزحوا بسبب القصف الذي قطع الطريق الساحلي بين لبنان وسورية وقال ارستيد فان جنديرين شتورت المسؤول بالمفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة »هذه بالفعل انتكاسة كبرى لاننا كنا نستخدم هذا الطريق لنقل الافراد والامدادات الى البلاد«. واضاف »اذا لم تصلنا مواد جديدة سنصاب بالشلل.

ومع عدم ظهور تحرك من جانب الامم المتحدة لانهاء الحرب المستمرة منذ 24 يوما استعد الجيش الاسرائيلي لتوغل محتمل حتى نهر الليطاني على بعد نحو 20 كيلو مترا شمالي الحدود الاسرائيلية. ويوجد بالفعل نحو عشرة الاف جندي يحاولون طرد حزب الله من المنطقة.

وقال مصدر امني لبناني »دوي التفجيرات متواصل الطائرات تحلق على الدوام. انه واحد من اشرس ايام القتال« وافادت تقارير ان حزب الله اللبناني قتل ستة جنود اسرائيليين في معارك ضارية في جنوب لبنان وقالت مصادر امن لبنانية ان مقاتلي حزب الله فجروا قنابل على جوانب الطرق واطلقوا صواريخ مضادة للدبابات واستخدموا الاسلحة الآلية في اشتباكاتهم مع القوات الاسرائيلية التي تحتل سبعة جيوب صغرية في جنوب لبنان.

كما خاض حزب الله معارك ضد قوات اسرائيلية حاولت بدء توغلات جديدة قرب مركبا وتلة ستراتيجية قرب بلدة الناقورة الساحلية. وأعلن حزب الله في بيان ان مقاتليه دمروا دبابة اسرائيلية وجرافة واشتبكوا في معارك شرسة مع وحدات مشاة اسرائيلية قرب مركبا داخل الحدود اللبنانية مباشرة بعد منتصف الليل وأوقعوا عددا من الخسائر بين القوات الاسرائيلية. وتحدث الحزب في بيان آخر عن قتال دائر من بيت لبيت في قرية عيتا الشعب اثناء الليل وعن مواجهات قرب الطيبة. وصرح متحدث باسم الجيش الاسرائيلي ان الجيش يعتقد انه قتل على الاقل خمسة من مقاتلي حزب الله في جنوب لبنان وقتل اربعة جنود اسرائيليين في معارك مماثلة اول من امس.

وفي تل ابيب قالت متحدثة باسم الجيش الاسرائيلي ان مناوشات ضارية تقع بصورة متفرقة في جنوب لبنان حيث تشن قوات المشاة والمدرعات الاسرائيلية عمليات عسكرية في نحو 20 قرية وتشتبك مع مقاتلي حزب الله, وأفادت تقارير بوقوع اصابات في الجانبين. واضافت ان القوات الاسرائيلية تحاول تدمير ما يسميه الجيش »البنية التحتية لحزب الله في المنطقة« وقدرة الحركة الشيعية المدعومة من ايران على اطلاق صواريخ باتجاه اسرائيل.

وقالت مصادر عسكرية ان القوات الاسرائيلية لم تتلق أي أوامر بالتقدم نحو نهر الليطاني وذكرت صحيفة هاآرتس الاسرائيلية امس ان وزير الدفاع الاسرائيلي عمير بيريتس يؤيد مثل ذلك الخيار لكن رئيس الوزراء ايهود أولمرت لا يزال يرفضه.

وقال مسعفون اسرائيليون ان مقاتلي حزب الله اللبناني أمطروا شمال اسرائيل بالصواريخ مما ادى الى مقتل شخصين واصابة اشخاص عدة آخرين بجروح واعلنت الشرطة ان اكثر من 100 صاروخ سقطت على انحاء شمال اسرائيل في اقل من ساعتين. واعلنت المقاومة الاسلامية الجناح العسكري ل¯ »حزب الله« عن قصف المستعمرات الاسرائيلية في شمالي الاراضي الفلسطينية المحتلة بعشرات الصواريخ بالاضافة الى استهداف موقع قيادة المدفعية للعدو في الجولان السوري المحتل. وقال الحزب في بيانات متتالية ان المقاومة قصفت مستعمرتي كرمئيل وصفد على دفعتين بعشرات الصواريخ, واضاف ان المقاومين قصفوا ايضا مستعمرات كرمئيل ورمات نفتالي وسيدي اليعازر في شمال الاراضي الفلسطينية المحتلة.

وذكر البيان ان المقاومين استهدفوا بعشرات الصواريخ قاعدة قيادة المدرعات في الجيش الإسرائيلي وقيادة مدفعيته في الجولان السوري المحتل. الى ذلك تحدثت صحيفة »يديعوت احرونوت« عن خلافات حادة داخل قيادة اركان الجيش الاسرائيلي منذ بداية النزاع في لبنان بشأن الستراتيجية التي يجب انتهاجها ازاء حزب الله.

واعتبرت الصحيفة ان هذه »الشائعات« تعكس »ازمة خطيرة« في القيادة العسكرية نجمت عن تعقيدات الهجوم الذي تشنه اسرائيل في لبنان والذي يعيد هاجس الغرق مجددا في مستنقع لبنان بعد ست سنوات من انسحاب اسرائيلي احادي الجانب منه. وقالت الصحيفة الواسعة الانتشار ان »الشائعات» تتحدث عن اقصاء قائد منطقة شمال اسرائيل عودي آدم المكلف مبدئيا الجبهة اللبنانية, من قيادة المعركة. وأضافت الصحيفة ان الجنرال وهو خريج مدرسة الحرب الفرنسية كان حذر »في الحادي عشر من يوليو« عشية المعارك, رئيس الوزراء ايهود اولمرت من خطر نشوب نزاع ودعاه الى اجراء مفاوضات سياسية تفاديا لهذا النزاع وقالت ان الجنرال غابي هيرش قائد الرقة المنتشرة عند الحدود اقيل عمليا من مهامه. وأكدت الصحيفة ان قيادة المعركة حاليا بين ايدي الجنرال في الاحتياط غابي اشكينازي مستشار وزير الدفاع عمير بيريتس والذي دعى الى العودة الى صفوف الجيش بالمناسبة وكذلك مساعد رئيس الاركان موشي كابلينسكي وقالت ان رئيس اركان الجيش الجنرال دان حالوتس ذاته بات مهمشا من قبل بيريتس. ونصح هذا الجنرال في سلاح الجو (58 سنة) بالخلود الى الراحة بعد اصابته بوعكتين من دون ان يكشف الاطباء اصابته بأي علة

 

لهذه الأسباب ضربت إسرائيل الجسور الدولية الأربعة من المعاملتين إلى المدفون

 لندن - كتب حميد غريافي:أقفلت إسرائيل فجر أمس ما يمكن أن تكون آخر »المعابر البرية الستراتيجية« التي تربط لبنان بالأراضي السورية بضربها الجسور الأربعة الدولية في المناطق المسيحية, وهي المدفون وفيدار - حالات في الشمال وجسرا المعاملتين (الكازينو) وأدما على ساحل كسروان في عقر دار عاصمتها جونيه, منتقلة في حربها إلى المناطق المسيحية بعد تدميرها شبه الكامل »للكانتون الشيعي الممتد من حدودها الشمالية مع لبنان حتى جبال الهرمل في أقصى الخريطة الشمالية للبنان, قرب الحدود مع سورية«.

وكشفت معلومات استخبارية غربية في لندن النقاب أمس عن أن سلاح الجو الإسرائيلي شمل هذه الجسور الأربعة التي كانت محيدة حتى الآن عن العمليات الحربية »لاعتقاد الإسرائيليين أن شحنات صاروخية من العيار الثقيل دخلت إلى لبنان خلال الأيام الإثني عشر الفائتة إلى حزب الله من سورية عبر الطريق الساحلي السوري - اللبناني الذي يشمل هذه الجسور, بعدما كانت الطائرات العبرية قضت بصورة شبه تامة على الجسور والطرقات والمعابر التي تربط لبنان بسورية في البقاع والشمال - الشرقي اللبناني من دون المساس بالمناطق الشرقية والشمالية من بيروت«.

وقالت المعلومات إنه »تأكد للإسرائيليين أول من أمس بشكل يقولون إنه جازم, أن الصاروخ الذي أطلقه حزب الله الخميس الفائت على منطقة بيسان في غور الأردن التي تبعد عن حدود لبنان نحو 70 كيلومتراً, والصاروخ الذي سبقه الأسبوع الفائت وسقط في الضفة الفلسطينية الغربية بطريق الخطأ, هما من الترسانة السورية, قد يكونان وصلا حديثاً بعد بداية الحرب إلى الحزب عبر الطريق الساحلي الدولي اللبناني المكمل للطريق الدولي الساحلي السوري المنتهي على الحدود التركية شمالاً«.

ونقلت المعلومات عن أحد خبراء الصواريخ في وزارة الدفاع الإسرائيلية في تل أبيب قوله: »إن السوريين يجربون عبر حزب الله في لبنان صواريخهم الجديدة التي لم يتمكنوا حتى الآن من تجربتها في المعارك الحية, وكذلك الإيرانيون أنفسهم الذين أقاموا خلال الأيام العشرين الأخيرة من الحرب الإسرائيلية على لبنان جسراً جوياً إلى مطارات سورية في دمشق والمدن الساحلية الشمالية نقلوا خلاله مئات الصواريخ متوسطة المدى من طرازات »فجر« و»شاهين« و»أوراغان« و»زلزال« و»نازيات« التي تتراوح مدياتها ما بين 30 و150 كيلومتراً, إلا أن القليل جدا من هذه الصواريخ تمكنت من الإفلات من الغارات الجوية الإسرائيلية عبر الخط الساحلي السوري - اللبناني الذي قطعه الإسرائيليون أمس في كسروان والشمال«.

وأعرب ديبلوماسي بريطاني ل¯ »السياسة« عن اعتقاده في لندن أمس أن يكون »حسن نصرالله حاول في رسالته التي وجهها أول من أمس عبر شاشة »المنار« استجلاب الحرب الإسرائيلية إلى المناطق السنية رداً على مواقف المملكة العربية السعودية ومصر والأردن«.

وقال الديبلوماسي »إن عملية الاستجلاب هذه تمثلت في تهديد إسرائيل بضرب عاصمتها تل أبيب إذا هي أقدمت على ضرب العاصمة اللبنانية (ذات الكثافة السنية) وكأن الضاحية الجنوبية, عقر داره الشيعية, ليست جزءاً من بيروت«.

 

إيران ستزود "حزب الله" بصواريخ أرض - جو

 لندن ¯ أ.ف.ب: كشفت مجلة » جينز ديفانس ويكلي« الاسبوعية المتخصصة في الشؤون العسكرية ان ايران تستعد لتزويد »حزب الله« بصواريخ ارض ¯ جو لتعزيز دفاعاته الجوية في اطار الصراع مع اسرائيل.

وذكرت »مصادر ديبلوماسية غربية« للمجلة ان اجتماعات عدة عقدت في يوليو الماضي بين »حزب الله« ومسؤولين ايرانيين »للتحضير للمرحلة المقبلة« من النزاع مع الدولة العبرية. ووفقا لهذه المصادر طلب حزب الله من طهران »تسريع ارسال شحنات الاسلحة الى المقاومة الاسلامية وتنويعها لاسيما في مجال الصواريخ المتقدمة التي تستخدم ضد اهداف برية وجوية«.كما نقلت المجلة عن هذه المصادر ان حزب الله طلب »ارسال شحنة اسلحة اكثر تقدما لاسيما المزيد من صواريخ ارض ¯ جو «.واوضح روبين هيوغ رئيس تحرير المجلة لقضايا الشرق الاوسط ان ايران ستعمد الى تأمين »تزويد دائم بالسلاح« لحزب الله. وعقدت اللقاءات بين »حزب الله« و»حراس الثورة« الايرانية من مجموعة القدس المتخصصة في دعم المجموعات الخارجية الصديقة للنظام الايراني. وسمحت هذه اللقاءات باستخلاص »دروس المرحلة الاولى من المعركة مع القوات الاسرائيلية«.

 

أولمرت أبلغ واشنطن موافقته على وقف "الهجمات المتبادلة"

 لبنان جُزر معزولة بعد تدمير كل الجسور

بيروت - »السياسة« - عواصم - الوكالات:ارتكب الطيران الحربي الإسرائيلي أمس مذبحة جديدة في لبنان راح ضحيتها 23 مدنيا غالبيتهم من السوريين, بعد ساعات من سلسلة غارات إسرائيلية غير مسبوقة على محيط العاصمة بيروت دمرت ما بقي من جسور تربط أجزاء البلاد ببعضها بعضا, وحولت لبنان إلى ما يشبه جزراً سكانية مقطعة الأوصال وقطعت آخر طريق بري تستخدمه منظمات الإغاثة الدولية لإيصال مساعداتها إلى نحو مليون مهجر. وبينما تواصل القصف الجوي الكثيف على أنحاء لبنان عزلت إسرائيل مسرح المعارك الضارية في الجنوب وسط أنباء عن خسائر بشرية كبيرة في صفوف القوات الإسرائيلية التي تقوم بما تسميه تطهير المنطقة الأمنية العازلة من عناصر »حزب الله« الذي أعلن بدوره عن إطلاق ثماني صليات من صواريخه نحو شمال الدولة العبرية أوقعت خسائر بشرية ومادية. وأعلن الدفاع المدني اللبناني أن 23 شخصاً على الأقل غالبيتهم من العمال السوريين استشهدوا في غارة جوية إسرائيلية على معبر الجوسة اللبناني في بلدة القاع الحدودية مع سورية, مشيراً إلى أن سبعة قتلى مازالوا تحت الأنقاض. وأكدت مصار أمنية أن الضحايا هم عمال لبنانيون وسوريون كانوا يقومون بتفريغ الخضار من الغرفة المبردة إلى شاحنة في حرم مبنى الجمارك اللبنانية.

وكان الطيران الحربي الإسرائيلي وسع فجر أمس دائرة استهدافه للمناطق اللبنانية وضرب للمرة الأولى أربعة جسور في مناطق ذات كثافة سكانية مسيحية. وقالت مصادر في الصليب الأحمر إن خمسة مدنيين وعسكرياً استشهدوا في القصف الذي أدى إلى تدمير جسري المعاملتين وكازينو لبنان قرب جونيه, وجسر الفيدار على مقربة من مدينة جبيل وجسر المدفون الفاصل بين محافظتي جبل لبنان والشمال بشكل كامل.

والجسور الأربعة هي الممرات الرئيسية لحركة السير بين بيروت وشمال لبنان وصولاً إلى سورية وهي كذلك صلة الوصل بين مناطق بيروت والجبل والشمال.

وإضافة إلى عزل العاصمة تماماً عن بقية البلاد أدت الغارات إلى استحالة نقل الإمدادات الإنسانية عبر الطريق الساحلي من سورية إلى لبنان وهو ما دفع الأمم المتحدة إلى الإعلان أن جهودها قد أصيبت بالشلل التام.

في غضون ذلك تعرضت ضاحية بيروت الجنوبية إلى قصف كثيف فيما سجل الأمن اللبناني نحو 30 غارة متوالية على منطقة الأوزاعي المحاذية لمطار رفيق الحريري الدولي.

وفي جنوب لبنان عزل القصف الجوي الكثيف والمركز مسرح المواجهة البرية بين آلاف الجنود الإسرائيلين ومقاتلي حزب الله عن بقية البلاد فيما أعلنت القوات الدولية التابعة للأمم المتحدة أن الجيش الإسرائيلي بات يسيطر على عدة قرى على طول الحدود بعد أن دمر كل الطرق المؤدية إلى الجنوب وقصف قواعد يستخدمها حزب الله لإطلاق صواريخه نحو الدولة العبرية. وقال الناطق باسم قوة الأمم المتحدة الموقتة في جنوب لبنان ميلوش شتروغر إن الإسرائيليين »يتواجدون ويتمركزون« في عدد من المناطق الجنوبية من الضهيرة في القطاع الغربي إلى عيتا الشعب في القطاع الأوسط وصولاً إلى نقطة التقاء الحدود الإسرائيلية-السورية.

وألقى الطيران الإسرائيلي منشورات على 27 قرية تحمل تحذيراً للسكان بضرورة مغادرة قراهم خشية تعرضهم للخطر. واشتدت المواجهات بين القوات الإسرائيلية وعناصر حزب الله في قرى القطاعين الغربي والأوسط من الشريط الحدودي الجنوبي في اليوم الرابع والعشرين للمواجهة, وسط شبه غياب لمشهد النازحين المدنيين من قرى المنطقة, وفق ما ذكره مصدر في قوة الأمم المتحدة. وأوضح المصدر الأمني أن إحدى المواجهات الحامية تدور على محور مركبا-الطيبة في القطاع الأوسط في منطقة خزان المياه الذي يقع على تلة مرتفعة.

وتدور مواجهة أيضاً بين قوة إسرائيلية أنزلتها مروحيات حربية ومجموعة لحزب الله في رب ثلاثين, وأفيد عن قتلى وإصابات في صفوف الطرفين إضافة إلى تدمير دبابة إسرائيلية. أما في القطاع الغربي-الساحلي فيدور قتال عنيف بين القوات الإسرائيلية وعناصر حزب الله على محور مروحين, حيث أصيب أربعة من عناصر حزب الله بجروح, وصف وضع أحدهم بأنه خطر, كما أفاد المصدر بوقوع أربع إصابات في صفوف القوات الإسرائيلية وتدمير كاسحة ألغام. من جانبها أعلنت »المقاومة الإسلامية« الجناح العسكري لحزب الله أنها قتلت ستة جنود إسرائيليين ودمرت ثلاث دبابات »ميركافا« في محور الطيبة فيما اعترفت مصادر عسكرية إسرائيلية بمقتل ثلاثة جنود وتدمير دبابة واحدة, مشيرة أيضاً إلى مقتل أربعة إسرائيليين في قصف صاروخي شنه حزب الله على مناطق شمال إسرائيل.

وأكد الحزب الشيعي اللبناني أنه أطلق ثماني دفعات من صواريخه نحو أهداف داخل إسرائيل ومركز قيادة عسكري في مرتفعات الجولان السورية المحتلة وموقع للإنذار المبكر في الجليل الأعلى. وعلى الصعيد السياسي أعلن التلفزيون الإسرائيلي أمس أن الولايات المتحدة تدفع باتجاه قرار يتخذه مجلس الأمن الدولي الأسبوع المقبل ويقضي بوقف »الهجمات المتبادلة« بين الدولة العبرية وحزب الله من دون أن تنسحب إسرائيل من جنوب لبنان.

وأفادت القناة العاشرة للتلفزيون الإسرائيلي أن رئيس الوزراء إيهود أولمرت قد عبر للإدارة الأميركية عن موافقته على قرار كهذا. واشترطت إسرائيل أنه في حال خرق حزب الله هذا القرار وأطلق »مثلا« صواريخ كاتيوشا باتجاه شمال إسرائيل فإن الدولة العبرية ستعتبر »القرار لاغياً«. وتوقع صدور قرار كهذا عن مجلس الأمن الدولي في أواسط الأسبوع المقبل لكن قبل ذلك سيصل إلى المنطقة مساعد وزير الخارجية الأميركية ديفيد وولش.

وبحسب القناة التلفزيونية الإسرائيلية فإن وولش سيصل أولاً إلى بيروت قبل أن يتوجه إلى إسرائيل.

وأشارت القناة نقلاً عن مصادر في مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى أن القرار المزمع أن يتخذه مجلس الأمن لا ينص على وقف إطلاق النار وإنما »وقف القتال«. واعتبرت المصادر ذاتها انه سيكون بمقدور القوات الإسرائيلية تنفيذ عمليات محلية »لتنظيف« المنطقة التي تسيطر عليها في جنوب لبنان من أسلحة وعناصر حزب الله ريثما تصل القوات الدولية. الى ذلك اعلنت جامعة الدول العربية امس ان وزراء الخارجية العرب سيعقدون في بيروت بعد غد الاثنين جلسة مستأنفة لاجتماعهم الطارئ الذي عقد في القاهرة يوم 15 يوليو الماضي.

وقال الامين العام المساعد في الجامعة السفير احمد بن حلي ان الجلسة تأتي بناء على اقتراح سعودي وافقت عليه مصر والجزائر ودول اخرى .واوضح ان اتصالات مكثفة جرت بين موسى وعدد من وزراء الخارجية العرب منهم اللبناني فوزي صلوخ والسعودي الامير سعود الفيصل والمصري احمد ابو الغيط للاتفاق على الموعد النهائي للجلسة المزمعة والترتيبات الخاصة لانجاحها. في غضون ذلك كررت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس تأكيدها على ان وقف اطلاق النار في لبنان مسألة ايام, فيما اجرى الرئيس الفرنسي جاك شيراك ورئيس الوزراء البريطاني طوني بلير محادثات هاتفية حول مشروع القرار الفرنسي المقدم الى مجلس الامن لوقف اطلاق النار. من جانبه طالب رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة خلال حديث مع صحيفة »لاريبو بليكا« الايطالية بمعالجة الاسباب التي ادت الى ظهور »حزب الله « وقال ان »حزب الله « سيحل بعد ان تختفي المشكلات التي ادت الى ظهوره واساسها وجود اراض لبنانية تحتلها اسرائيل. من جهة ثانية انتقد السنيورة في حديث ثان نشرته صحيفة »لوريان لوجور« اللبنانية الناطقة بالفرنسية تصريحات وزير الخارجية الايراني منوشهر متكي خلال زيارته الى بيروت. وقال رئيس الحكومة اللبنانية ان متكي تجاوز الحدود عندما عبر عن تحفظاته على خطة الحكومة اللبنانية الشاملة لتسوية النزاع, وانتقد السنيورة اطرافا لبنانية سارعت الى تبني موقف متكي في اشارة الى »حزب الله« والرئيس الموالي لسورية إميل لحود.

 

 أبي زيد: على أميركا تسليح الجيش اللبناني

 واشنطن-يو.بي.أي: قال قائد القيادة المركزية الوسطى الجنرال جوني أبو زيد إن على الولايات المتحدة أن تكون مستعدة لتزويد الحكومة اللبنانية بمساعدة عسكرية رئيسية عندما يتم التوصل إلى وقف لإطلاق النار. وقال أبي زيد »إن القوات اللبنانية المسلحة قوة صغيرة في مقاييس الشرق الأوسط, وعددها نحو 15 ألفاً, وهي بحاجة كي تتحسن بشكل كبير من حيث مستوى التدريب والمعدات وفي القدرات«. وأضاف: »أعتقد أنه بإمكان الدول الغربية, وخصوصاً الولايات المتحدة المساعدة في هذا المجال«. وقبل الهجوم الذي شنه حزب الله على إسرائيل, وما استتبع ذلك من رد تل أبيب واندلاع الحرب الشهر الماضي, أجرت القيادة المركزية الأميركية تقييماً للحاجات العسكرية للجيش اللبناني, ووضعت خطة قابلة للتنفيذ بشكل فوري. وقال أبي زيد في كلمة ألقاها أمام لجنة الخدمات العسكرية التابعة للكونغرس »رأينا أنهم بحاجة إلى قطع غيار مهمة..أعتقد أنه ستكون هناك حاجة لأنواع أخرى من المساعدات للقوات اللبنانية المسلحة, لأن الأمور لن تؤدي إلى نتيجة بالنسبة إلى لبنان إذا أصبح لحزب الله مع الوقت قوة عسكرية أكبر من تلك التي للقوات اللبنانية المسلحة«. وتابع »على القوات اللبنانية المسلحة بسط سيطرة الدولة على مناطق البلاد كافة«. ويرى مراقبون أن نشر أي قوة دولية في جنوب لبنان, وهي مسألة ينظر فيها مجلس الأمن الدولي حاليا, يجب أن يكون لها القدرة على استخدام القوة متى دعت الضرورة إلى ذلك.

وقال أبي زيد: »يتعين على القائد أن تكون له القدرة على تنفيذ التفويض الذي يعطى له من قبل المجتمع الدولي, واستخدام كل الوسائل الموضوعة في تصرفه. أعتقد أنه بالنسبة للوضع في لبنان عليه أن تكون لديه قدرة غير ثانوية مثل الأسلحة الخفيفة بل أن تكون في تصرفه الأسلحة كافة«. ومضى قائلاً: »لقد خدمت في القوة الموقتة التابعة للأمم المتحدة في جنوب لبنان خلال منتصف الثمانينات, واعتقد بأنها لم تكون قادرة على ضمان الأمن والسلام في المنطقة«

 

صواريخ "حزب الله" سقطت في الخضيرة

 تل أبيب-يو.بي.أي: أعلنت الشرطة الإسرائيلية أن صواريخ أطلقها »حزب الله« سقطت مساء أمس في منطقة مدينة الخضيرة وبلدتي برديس حنا وزخرون يعقوف جنوب مدينا حيفا. ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن الشرطة قولها إنه تم التأكد من سقوط صاروخين في منطقة مفتوحة قرب مدينة الخضيرة التي تبعد 70 كيلومتراً عن الحدود اللبنانية. ولم يبلغ عن سقوط إصابات جراء سقوط هذا الصواريخ التي سمع دوي انفجارها في مناطق قريبة من وسط إسرائيل.

بلدية تل أبيب تتفقد ملاجئها

 القدس المحتلة - أ.ف.ب: اعلنت بلدية تل أبيب امس انها تقوم بحملة تفقد واسعة لملاجئها المضادة للطيران بعد تهديد حزب الله بقصف المدينة. ونشرت البلدية في هذا الصدد على موقعه الالكتروني قائمة بالملاجئ العامة الموضوعة في خدمة السكان في تل ابيب التي يبلغ عدد سكانها 1.5 مليون نسمة. وقال المسؤول في الدفاع المدني الكولونيل يوفال كيمشي »منذ بدء النزاع جددنا التعليمات الموجهة للسكان وكثفنا التنسيق بين خدمات الاسعاف المختلفة«. وأضاف انه »يتوجب تعليم الدرس من القصف على شمال البلاد« حيث سقط اكثر من 2200 صاروخ اسفرت عن مقتل 27 مدنيا. وأوضح انه يتوجب على كل بناء جديد في منطقة تل ابيب منذ 1994 ان يتضمن ملاجئ او غرفا محصنة. من جهة اخرى اعلن الجيش الاسرائيلي منذ اسبوع انه نشر بطاريات صواريخ مضادة للصواريخ في هذه المنطقة.وقد هدد زعيم حزب الله السيد حسن نصر الله الخميس بقصف تل ابيب في حال قصفت اسرائيل بيروت مجددا. وتأخذ السلطات الاسرائيلية هذه التحذيرات على محمل الجد اذ انها لا تستبعد امكانية اطلاق حزب الله عددا محدودا من الصواريخ ذات المدى الابعد على تل ابيب ولكن بحمولات متفجرة كبيرة. وتمكن حزب الله من اصابة مدينة حيفا الساحلية عدة مرات بصواريخ متوسطة المدى الا ان هذه الهجمات توقفت تقريبا منذ اسبوع. ومازالت الصواريخ التي تسقط قرب الحدود الشمالية لإسرائيل تطلق بنفس الكثافة.

 

 

 

لجنة دولية لحقوق الأطفال تنتقد قتل المدنيين في العدوان الاسرائيلي

 جنيف- أ ف ب: ذكرت اللجنة الدولية لحقوق الطفل ان اسرائيل وحزب الله لا يهتمان بمصير الاطفال وغيرهم من الضحايا المدنيين. واعربت اللجنة عن قلقها البالغ وقالت في بيان انها تشعر بالقلق البالغ لقتل الاطفال وغيرهم من المدنيين خلال النزاع الحالي في الشرق الاوسط. واضاف البيان ان الطرفين يشنان الهجمات دون اكتراث على ما يبدو بحقوق الاطفال وغيرهم من المدنيين في الحماية خلال النزاعات المسلحة. واشارت اللجنة التي مقرها جنيف الى ان 192 دولة صادقت على الميثاق العالمي لحقوق الطفل. وقال البيان ان هذا يشير الى التزام عالمي قوي باحترام وحماية حقوق الاطفال بما في ذلك حقهم في الحياة والبقاء والتطور وحقهم في الحماية من جميع اشكال العنف. واضاف ان الدول الموقعة للميثاق تتعهد ايضا بموجب المادة »38« منه, حماية وضمان احترام قواعد القانون الدولي الانساني المتعلقة بالاطفال اثناء النزاعات المسلحة. وجرت الموافقة على الميثاق الذي بدأ تطبيقه في سبتمبر 1990 من قبل جميع دول العالم تقريباً باستثناء الصومال والولايات المتحدة. وقال البيان ان اللجنة تضم صوتها الى صوت الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان والمفوضة العليا لحقوق الانسان لويز اربور في الدعوة الى وقف فوري للعدوان في لبنان. وقال البيان ان »اللجنة تدعو كذلك الامم المتحدة الى تسهيل ودعم التوصل الى حل دائم وغير عنيف للنزاع وتقديم الدعم اللازم للضحايا خصوصاً الاطفال لضمان شفائهم الجسدي والنفسي من الاثار التي يخلفها عليهم النزاع المسلح.

 

بعد القصف والنزوح اللبنانيون يخشون أزمة بنزين خانقة

 بيروت-أ.ف.ب: بعد هموم القصف المتواصل والنزوح المتزايد بات على اللبنانيين ان يعانوا من هم جديد يتمثل بنقص البنزين الذي يترجم بطوابير طويلة امام محطات البنزين وبعراك بين السائقين المتوترين ما يستدعي تدخل الشرطة في اكثر الاحيان. واذا كان الجميع يستبعدون انقطاعا فوريا للبنزين فان اصحاب محطات البنزين واصحاب الخزانات التي توزع هذه المادة الحيوية لا يخفون خشيتهم من انقطاع البنزين خلال عشرة ايام.

وقال عماد الطبش الذي يدير محطة بنزين في وسط بيروت "في حال لم نتسلم كميات اضافية من البنزين خلال عشرة ايام فساقفل محطتي. حتى الان افتح لمدة ساعتين فقط يوميا".  وتتدفق السيارات بالمئات على محطات البنزين فيحصل ازدحام وعراك عندما لا يتم الالتزام بالطابور فتتدخل الشرطة للفصل بين المتعاركين.

وقال عماد وهو يشير باصبعه الى الطابور الطويل امام محطته "انا مضطر يوميا للاتصال بمخفر الشرطة لمساعدتي على فرض النظام وتهدئة السائقين المتوترين. يمكنكم ان تتصوروا كيف تكون اعصاب الناس في هذا الظرف ومادة البنزين حيوية للجميع". وكانت شائعات سرت في بيروت حول احتمال التوقف تماما عن التزود بالبنزين. واعلن مسؤولون في الامم المتحدة ان الكمية المتوافرة قد لا تكفي اكثر من يوم او يومين الامر الذي نفاه المسؤولون في وزارة الطاقة بشكل قاطع. وقال علي برو المستشار لدى وزارة الطاقة ان "المعلومات التي قدمتها الامم المتحدة مغلوطة تماما". واضاف ان "الكمية الموجودة من البنزين كافية". ولا تزال اسرائيل تماطل في السماح بدخول باخرة فيول ومازوت الى مرفأ بيروت رغم موافقتها على دخولها مع العلم ان هاتين المادتين اساسيتان لتشغيل محطات توليد الكهرباء. كما انها لم توافق بعد على ادخال باخرة تنقل بنزينا. وقال رئيس نقابة مستوردي النفط بهيج ابو حمزة "لا يوجد اتفاق بعد يتيح لنا ايصال البنزين منددا بالشروط التي تضعها اسرائيل. ويقول سامي براكس رئيس اتحاد اصحاب محطات البنزين ان الاحتياطي المتوافر من البنزين لا يكفي سوى لمدة خمسة او ستة ايام. الا انه اعرب عن ثقته بان سورية ستزود لبنان بحاجته من البنزين.

 

حراس الأرز": لبنان هو الخاسر الوحيد في هذه "الحرب العبثية"

 »السياسة« - خاص:اعتبر حزب »حراس الأرز« اللبناني في بيان تلقت »السياسة« نسخة منه امس ان الحديث عن الانتصارات في الحرب الدائرة حاليا ليس سوى محاولات عبثية لتبرير جر البلاد الى الخراب الرهيب الذي حل بها.وقال البيان: لم نسمع حتى الآن جوابا واحدا مقنعا يرد على سؤال اللبنانيين: لماذا نشبت هذه الحرب المجنونة على ارضنا? وما اهدافها?, فإذا كانت من اجل استرداد اربعة اسرى لبنانيين من السجون الاسرائيلية, فهل يجوز التضحية بالبلد من اجلهم, وماذا عن مئات الاسرى اللبنانيين في السجون السورية, ولماذا لا نعلن حربا مماثلة على سورية من اجل استردادهم? واذا كانت من اجل تحرير مزارع شبعا, فالعالم كله بما فيه سورية لم يعترف بلبنانيتها حتى الساعة. واذا كانت على خلفية الصراع الاميركي - الايراني بسبب طموحات ايران النووية, فما دخل لبنان في هذا الصراع? ولماذا يفرض على اللبنانيين خوضها نيابة عن غيرهم بينما هذا الغير واقف يتفرج? واذا كانت هذه الحرب تدار بالوكالة عن سورية على خلفية استرجاع الجولان, فماذا يمنع النظام السوري من اطلاق ولو صاروخ واحد او رصاصة واحدة على الاراضي الاسرائيلية? والى متى سيظل هذا النظام يستخدم لبنان ساحة مفتوحة لتصفية حساباته مع اميركا وإسرائيل بعد ان امعن في ابتزازه طوال ثلاثة عقود متتالية? واذا كانت دعما لغزة فما علاقة لبنان بها?.

 

طالبت بتغريم دمشق وطهران مبالغ إعادة إعمار البنية التحتية المدمرة

 منظمات اغترابية لبنانية: سورية وإسرائيل تتسابقان لإشعال الفتنة في البلاد وسحقها الى الأبد

 لندن ¯ من حميد غريافي:السياسة/حذرت اوساط في قوى الضغط اللبناني في كل من واشنطن وباريس ولندن اول من امس الحكومات الاميركية والفرنسية والبريطانية من محاولات النظام السوري في دمشق »تسميم الاجواء السياسية الداخلية اللبنانية التي عجزت آلة الحرب الاسرائيلية حتى الان عن اختراقها وخلخلتها, في ما يبدو انها حرب سورية اعلامية مسمومة موازية لحرب اسرائيل تمهد الارض امام تفجير فتنة طائفية مذهبية بعد صمت المدافع خلال الفترة القصيرة المقبلة» بعدما اصيب بشار الاسد وحفنته العائلية الحاكمة بما يشبه الاحباط وخيبة الامل« من عدم تمكن الاسرائيليين بكل ما أوتوا من جبروت من اشعالها (الفتنة) وسحق لبنان الى الابد«.

وقالت قوى اللوبي اللبناني في واشنطن في بيان ارسلته الى »السياسة« في لندن ان »السوريين مازالوا يتدخلون علنا في الشؤون اللبنانية الداخلية رغم نكبة اللبنانيين« وكأنهم يساعدون اسرائيل على تحقيق اهدافها بشكل حاسم بعدما اخفقت حتى الان في ذلك.

ودعا البيان الصادر عن المجلس العالمي لثورة الارز« منظمة الامم المتحدة الى »ارسال قوات عسكرية فورا الى لبنان تشاركها قوات الجيش اللبناني والانتشار على حدوديه مع اسرائيل وسورية لوقف تسلل السلاح والارهابيين ولحماية الشعب اللبناني وسيادة ارضه«.

وقال احد موقعي البيان طوم حرب الامين العام للجنة اللبنانية الدولية لتطبيق القرار 1559 من واشنطن بالهاتف ان النظام السوري يحاول استباق

وقف اطلاق النار الذي ليس لصالحه »من اجل تأليب القيادات السياسية اللبنانية التي اظهرت خلال هذه المأساة تلاحما وتضامنا غير مسبوقين, على بعضها البعض, عبر رسائل علنية الى حلفائها وعلى رأسهم حزب الله, تلقنهم ادوارهم المقبلة التي عددها وزير الخارجية السوري وليد المعلم بثلاث نقاط ملغومة: اولها رفض ارسال قوات دولية الى لبنان, وكأنه يتمنى استمرار الحرب الاسرائيلية المدمرة عليه, وثانيهما الدعوة الى انفجار البلد من الداخل عندما يزعم ان اقتراح قيام الجيش اللبناني, الى جانب القوات الدولية, بمهمة نزع سلاح حزب الله »سيؤدي الى انقسام الجيش والى انفجار داخلي يصل الى حرب اهلية«, وثالثهما موجه الى المجتمع الدولي »كنصيحة« او »تخويف ساذج« من ان نزول تلك القوات الدولية على الحدودين الاسرائيلية والسورية »سيشجع ¯ كما قال المعلم ¯ انتقال خلايا تنظيم القاعدة الى لبنان لمحاربة هذه القوات كما يحدث في العراق وافغانستان«.

وقال حرب »اننا نبهنا المعنيين الاميركيين والاوروبيين وكذلك الامم المتحدة ومجلس الامن الى هذا المخطط السوري الجديد لتمزيق لبنان داخليا, وتلقينا اجوبة تؤكد ان كل هذه الاطراف على بينة من المؤامرة السورية مع حلفائها في لبنان, وان المجتمع الدولي الذي يراقب تصرفات نظام بشار الاسد عن كثب لن يؤخذ بهذه المزاعم او محاولات التخويف بل على العكس من ذلك انها تفتح عينيه اكثر فأكثر على المخطط الشرير هذا ضد لبنان وشعبه«.

ودعا بيان آخر لقوى الضغط اللبنانية في الولايات المتحدة والبرازيل واوروبا الى »تقديم حسن نصر الله الى محكمة جرائم حرب مع اعضاء قيادته في حزب الله الذين تسببوا في خطف الجنديين الاسرائيليين بهذه المجازر (الاسرائيلية) في صفوف الشعب اللبناني« مؤكدا (البيان) »ان القوى اللبنانية الحية في الداخل والخارج لن تسمح للارهابيين بأن يستخدموا دماء المواطنين اللبنانيين كدروع لمنع تجريد منظمتهم من السلاح, كما انها لا تقبل بأخذ مجتمع لبناني كامل كرهينة من الحزب الايراني ¯ السوري (حزب الله) لمنع تحقيق الديمقراطية الكاملة في لبنان وقلب النظام الحر الجديد واستبداله بنظام سوري ¯ ايراني آخر«.

وقال البيان ان على »حسن نصر الله وحزبه« ومن ورائه سورية وايران, ان يبحثوا عن ارض اخرى غير لبنان لشن حربهم الخاصة على الاخرين متى شاؤوا فلبنان ليس ملكية خاصة لهم لاستخدامها وتعريضها للانتهاك وعلى الشعب اللبناني ان يتحرك مجددا لانهاء هذه الحرب الانتحارية, حتى ولو اقتضى الامر الى ثورة ارز جديدة«.

تغريم سورية وإيران

وحمل بيان ثالث للمجلس العالمي لثورة الارز في واشنطن امس وقعه رئيسه جو بعيني ومستشاره الامني شربل بركات على دوري سورية وايران السلبيين فيما يجري الآن من مآس وويلات في لبنان, متهما اياهما بافتعال مسببات الحرب مع اسرائيل داعيا الى تغريمهما تكاليف اضرار هذه الحرب.

وقال نص البيان:

»يهم المجلس العالمي لثورة الأرز توضيح الأمور التالية:

* ان النظام السوري الذي خرج من لبنان مكسورا بعد جريمته التاريخية التي قتل فيها الرئيس الحريري التي »قصمت ظهر البعير«, لم يتوان ابدا عن حرق لبنان في اتون الحقد والحسد, ولو قدر له لما تأخر ابدا في احراقه كما فعل بالمناطق الشرقية سنة .1989

* ان القنبلة الموقوتة التي حضرها لتفجير لبنان بعد خروجه ها هي تفعل فعلها وتكاد تقضي على احلام اللبنانيين دمارا وخرابا وقتلى وتهجيراً.

* ان القرارات الدولية التي فصلت الداء ووصفت الدواء وحدها قادرة على تخليص لبنان من دوامة العنف الدائرة على ارضه وليس لسورية التي تاجرت بأمنه ودماء بنيه طيلة ثلاثين سنة اي حق بإبداء الرأي فقد سئم اللبنانيون من نصائحها المسمومة.

* ان تهويل النظام السوري وعملائه على الامم المتحدة واستباقه القرارات الدولية بالتشويش عليها لمنع صدورها, لن ينفع لأن العالم كله اصبح يعرف اهدافه واللبنانيون اوعى من ان تنطلي عليهم ألاعبيه.

* ان الشعب اللبناني الذي رفض الاحتلال البغيض وإفرازاته لا ينس, على الرغم من الاوجاع التي يمر بها اليوم, السبب الذي اوجد كل مآسيه, ولذا فهو يطالب بوضع حد لتدخلات هؤلاء بترسيم الحدود معهم ونشر قوات دولية تمنعهم من التدخل والتسلل لتخريب البلاد من جديد.

* ان ايران وسورية تتحملان الجزء الاكبر من المسؤولية عن الاحداث التي تجري على ارض لبنان وهما انما يحاربان حتى آخر لبناني دون ان تمس حبة من تراب بلديهما ولذا فهما يتحملان مسؤولية ما يجري.

* ان اهالي المفقودين والمسجونين في كهوف التعذيب والارهاب السورية يناشدون العالم الحر ان يفرض اطلاق ابنائهم من السجون السورية كأحد بنود الحل الدولي وفرض الاعتراف السوري بلبنان دولة سيدة حرة وتبادل التمثيل الديبلوماسي معه.

* ان تغريم سورية وايران اللتين اعطتا الاوامر بإشعال الحرب بتكليف اعادة اعمار لبنان هو اقل ما يمكن ان يفرضه المجتمع الدولي لمنع تكرار مثل هذه التدخلات بشؤون الدول المستقلة في اي بقعة اخرى من العالم«.

 

أولمرت يرفض إشراك سورية "الساذجة"في المفاوضات ويعتبر إيران التهديد الأكبر

 رايس تؤكد وقف إطلاق النار "خلال أيام"  وشيراك يحشد الدعم لمشروع القرار الفرنسي

 عواصم - الوكالات: اعلنت الرئاسة الفرنسية ان الرئيس الفرنسي جاك شيراك ورئيس الوزراء البريطاني طوني بلير اكدا امس "ضرورة التوصل بسرعة كبيرة الى اتفاق حول القرار" الذي تقدمت به فرنسا الى مجلس الأمن الدولي بشأن لبنان. وتحدث بلير وشيراك في اتصال هاتفي عن الوضع في الشرق الأوسط وتطور التحركات في مجلس الامن الدولي, حسب الرئاسة الفرنسية التي اوضحت ان رئيس الدولة " دعا الى بذل كل الجهود للتوصل بسرعة الى وقف لاطلاق النار واتفاق سياسي تقره الأمم المتحدة". من جهة ثانية دعا الرئيس الفرنسي جاك شيراك ورئيس الوزراء الفنلندي ماتي فانهانن إلى " بذل كل الجهود للتوصل في اسرع وقت ممكن إلى وقف لاطلاق نار واتفاق سياسي توافق عليه الامم المتحدة" حول لبنان.  واتصل شيراك الذي يمضي عطلته في بريغانسون في جنوب شرق فرنسا, برئيس الوزراء الفنلندي فانهانن الذي تترأس بلاده الدورة الحالية للاتحاد الاوروبي "لاستعراض الوضع في الشرق الأوسط والمباحثات الجارية في مجلس الأمن الدولي"من جانبها قالت الولايات المتحدة ان التوصل الى قرار من مجلس الأمن الدولي حول النزاع في لبنان اصبح " مسألة أيام" ومع استمرار المناقشات في الأمم المتحدة حول التوصل الى قرار بشان النزاع في لبنان, ومع مواصلة اسرائيل لهجماتها على انحاء لبنان, نفت واشنطن مرة أخرى ان تكون عارضت وقفا لاطلاق النار للسماح لحليفتها اسرائيل بالقضاء على حزب الله الشيعي اللبناني.

وصرحت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس " نقترب بكل تأكيد" من التوصل الى اتفاق. لكنها تراجعت عن التصريحات التي ادلت بها في ختام جولتها الشرق أوسطية الاثنين بانه سيتم التوصل الى وقف لاطلاق النار واتفاق سياسي حول الازمة خلال هذا الاسبوع. وفي مقابلة مع محطة التلفزيون الاميركية "سي .ان. ان", قالت رايس " نعمل الآن على التوصل الى قرار من مجلس الأمن ونأمل في ان يتم تبنيه, واعتقد انها مسألة وقت بكل تأكيد".واعرب المتحدث باسم البيت الابيض طوني سنو عن "تفاؤله" فيما صرح مسؤول في وزارة الخارجية الاميركية ان رايس تتوقع ان تتوجه إلى الأمم المتحدة عندما يتم التوصل الى اتفاق مطلع الاسبوع المقبل.

وكانت انتقادات وجهت الى واشنطن لاصرارها على التوصل الى وقف"دائم" لاطلاق النار فور وضع اطار سياسي, معتبرة ان هدفها هو منح حليفتها اسرائيل الوقت الكافي لضرب حزب الله.الا ان رايس نفت في المقابلة ان تكون واشنطن قد اعاقت وقف القتال. وقالت "لم نعارض مطلقا وقفا لاطلاق النار", موضحة ان واشنطن عارضت وقفا لاطلاق النار " يتهاوى لحظة ابرامه". وصرح المتحدث باسم الخارجية شون ماكور ماك ان رايس امرت ببذل كل الجهود للتوصل الى قرار. وقال ان وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس "اوعزت الى الموظفين هنا في واشنطن وفي نيويورك اننا سنعمل طيلة نهاية الاسبوع اذا لزم الامر للتوصل الى شيء" وقال " نعمل بجد لوقف المعارك بحيث يكون ذلك دائما". ووزعت فرنسا مشروع قرار معدلة لحل الازمة في لبنان تتضمن عنصرين اخرين جديدين مقارنة بالنسخة الاولى, هما دعوة لاسرائيل إلى ان "تسلم اسرائيل الأمم المتحدة خرائط الالغام التي زرعتها في الاراضي اللبنانية" و"التطبيق الكامل لنص اتفاق الهدنة بين اسرائيل ولبنان الموقع في 23 مارس 1949" ولا تغيير في ما تبقى من صيغة المشروع الفرنسي التي شددت على "ضرورة توفير الشروط لوقف دائم لاطلاق النار ولحل دائم للنزاع الحالي بين اسرائيل ولبنان".

وتسعى فرنسا الدولة الوحيدة التي تقدمت بمشروع قرار حول الحرب التي ادت الى سقوط مئات القتلى, الى "وقف الاعمال الحربية", لكن خلافاتها مع الولايات المتحدة حول كيفية اقتراح تسوية للازمة اخرت اجراء عملية تصويت. وقال مندوب فرنسا في الامم المتحدة جان مارك دو لا سابليير ان " تقدما حقيقيا" تم احرازه في المحادثات مع الولايات المتحدة. لكنه بدا اقل تفاؤلا مما كان عليه الاربعاء عندما جرى الحديث عن امكانية تبني مجلس الأمن قرارا حول النزاع في لبنان خلال ايام. ومع استمرار التحركات الديبلوماسية الاميركية, اعلنت الخارجية الاميركية ان المبعوث الاميركي للشرق الاوسط ديفيد ويلش سيعود الى الشرق الاوسط بعد وصوله الى واشنطن مع رايس من المنطقة الاثنين.وقال ماكورماك ان رايس واصلت اتصالاتها مع رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت ووزيرة خارجيته تسيبي ليفني منذ عودتها الى واشنطن. كما اجرت محادثات مع الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان والممثل الاعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا, حسب ما كورماك.

الا انها لم تجر اي اتصالات برئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة بعد ان الغت زيارة الى بيروت الاحد بعد مجزرة قانا التي راح ضحيتها 28 مدنيا, حسب مسؤولين.

الى ذلك رفض رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت اقتراح وزير الخارجية الالماني فولكر فالتر شتاينماير بمشاركة سورية بمحادثات حول انهاء القتال في لبنان ومفاوضات السلام في الشرق الاوسط.

وقال اولمرت في حديث لصحيفة (سود دويتشه تسايتونغ) الليبرالية الواسعة الانتشار »ان سورية ساذجة ولا تعير الاخرين اهتماما وغير قادرة على تحمل المسؤولية«.

واتهم اولمرت سورية »برفض كل الجهود الرامية الى حل مسألة الجنديين الاسيرين الاسرائيليين« مشددا على انه لم يطلب من المانيا التوسط لدى سورية في حل هذه القضية واضاف انه ليس على استعداد لاطلاق سراح اسرى فلسطينيين وآخرين لبنانيين كما فعل ذلك وبواسطة المانية سلفه ارييل شارون عام .2004 وقال ان الميليشيات في جنوب لبنان ستصبح في حكم غير الموجودة خلال الايام القليلة المقبلة مضيفا »ان التدمير الكامل لحركة حزب الله سوف لن يكون ممكنا وان اسرائيل ستنشئ في جنوب لبنان منطقة محايدة يبلغ عرضها 10 كيلو مترات«.

وأكد »ان اسرائيل لن تتوقف عن العمليات القتالية في لبنان الا في حال ايفاد قوات تدخل سريع دولية الى جنوب لبنان وان الجيش الاسرائيلي سيستمر في القتال وبشتى الوسائل حتى مجيء تلك القوات«. واعتبر اولمرت »ان ايران هي اكبر تهديد ستراتيجي ولن اجلس وانتظر حتى تمتلك ايران السلاح النووي«. من جهته قال رئيس وزراء ايطاليا رومانو برودي انه يجب وقف كل صور الاعمال العدائية في لبنان وبعد ذلك يمكن استئناف المعونات الانسانية لان الاوضاع الانسانية تدهورت بشدة في المنطقة.وأضاف برودي في حديث صحافي تنشره صحيفة (أخبار اليوم) المصرية اليوم ان استمرار اطلاق النار على لبنان يحول دون التوصل لحلول جادة طويلة الاجل مطالبا بضرورة وقف القتال على الفور والتروي بعمق للعودة للمقترحات التي تم نسيانها او تجاهلها.

 

 سعد الحريري يتوقع وقف إطلاق النار قريبا

 موسكو - الوكالات: طلب النائب سعد الحريري رئيس كتلة المستقبل امس"من روسيا أن تستفيد من علاقاتها بإسرائيل للمساعدة في ضمان وقف فوري لاطلاق النار في الشرق الأوسط وتوقع الحريري صدور قرار دولي بوقف اطلاق النار خلال أيام. ونسبت وكالة انترفاكس الروسية للانباء الى الحريري قوله اثناء اجتماعه بسكرتير مجلس الأمن الروسي ايغور ايفانوف - "نطلب منكم ان تستخدموا علاقاتكم مع إسرائيل لضمان وقف فوري لاطلاق النار يكفل عودة الاشخاص الذين نزحوا من لبنان إلى منازلهم". وأوضح الحريري انه تم اجلاء نحو مليون شخص بسبب اندلاع العمليات القتالية مضيفا اننا نطلب منكم أيضا ان تستخدموا نفوذكم لمنع لبنان من التحول إلى ساحة لتصفية الحسابات". واشار رئيس كتلة المستقبل النيابية اللبنانية الى وجوب التوصل إلى حل سياسي يكون من شأنه المساعدة على تجنب تكرار الأحداث الجارية" مضيفا ان لبنان يعد حاليا "هدفا لواحدة من اشرس الحملات العسكرية البحرية والبرية". واكد الحريري ان "روسيا دائما تساند لبنان اثناء اصعب الفترات التي مرت به".

 

وزراء الخارجية العرب يجتمعون في بيروت الاثنين

 رويترز - 2006 / 8 / 4 - قالت وزارة الخارجية المصرية يوم الجمعة ان وزراء الخارجية العرب سيعقدون اجتماعا طارئا في بيروت يوم الاثنين القادم سعيا وراء وقف لاطلاق النار بين اسرائيل وجماعة حزب الله اللبنانية. واضافت ان مصر عرضت نقل وزراء الخارجية العرب الى العاصمة اللبنانية على طائرة نقل عسكرية من طراز سي-130 حتى يتسنى لهم حضور الاجتماع. وقالت في بيان "يأتي التحرك المصري هذا في اطار الجهود المصرية الرامية الى اظهار الدعم والتضامن العربي مع شعب لبنان وحكومته.. وبهدف تكثيف الحملة العربية من اجل التوصل الى وقف العمليات العسكرية والمساعدة على التوصل الى اطار سياسي عام لحل الازمة اللبنانية الراهنة."وكان وزراء الخارجية العرب قد دعوا الى وقف لاطلاق النار في 15 يوليو تموز بعد ثلاثة ايام من بدء الصراع في لبنان. ويقول دبلوماسيون ان اسرائيل وحليفتها الولايات المتحدة تقاومان النداءات التي تطالب بوقف فوري لاطلاق النار حتى يتسنى للقوات الاسرائيلية الحاق المزيد من الاضرار بحزب الله.

وتقول اسرائيل والولايات المتحدة انهما تريدان التوصل اولا الى اتفاق بشأن ترتيبات طويلة الامد لجنوب لبنان.

وتريد الحكومات العربية تحت ضغط من الرأي العام انهاء القتال فورا حتى بدون التوصل الى اتفاق سياسي.

 

المحادثات الاميركية الفرنسية متواصلة لايجاد حل للنزاع في لبنان 

 أ ف ب - 2006 / 8 / 4

 اعلن دبلوماسي ان الولايات المتحدة وفرنسا تواصلان اليوم الجمعة مباحثات مكثفة حول بنود قرار يرمي الى وقف المعارك في لبنان. وقال هذا الدبلوماسي صباح اليوم الجمعة طالبا عدم الكشف عو هويته "ان الفرنسيين والاميركيين مجتمعون في هذه الاثناء, واجتمعوا في وقت متأخر مساء امس" الخميس. واضاف انهم "يحاولون ايجاد حل". وبحسب دبلوماسي اخر, فان قاعدة هذه المحادثات لا تزال مشروع القرار الذي قدمته فرنسا الى مجلس الامن الدولي. وقال هذا الدبلوماسي "لا يزال التفاوض جاريا على اساس النص الفرنسي الذي اجرى عليه الاميركيون بعض التعديلات". الا ان ايا من الطرفين لم يشأ ان يعطي اي تفاصيل حول المفاوضات الجارية والتي تعقد خارج مبنى الامم المتحدة. وبقي دبلوماسيو الدول الاخرى الاعضاء في مجلس الامن متكتمين ايضا. الا ان السفير الروسي فيتالي تشوكين خرق الصمت وقال للصحافيين "ما يمكنني ان اقوله لكم هو اننا بحاجة الى وقف لاطلاق النار بصورة عاجلة". ويدعو النص الفرنسي خصوصا الى "وقف فوري للاعمال الحربية" و"الى احترام الطرفين بشكل صارم للخط الازرق" الذي يشكل الحدود بين اسرائيل ولبنان. ويحدد النص بعض الشروط الضرورية لوقف دائم لاطلاق النار وحل دائم للنزاع الحالي بين اسرائيل وحزب الله اللبناني. وتشتمل هذه الشروط خصوصا "على الاحترام الصارم لسيادة ووحدة اراضي اسرئيل ولبنان" و"الافراج عن الجنديين الاسرائيليين المخطوفين" و"تسوية مسالة الاسرى اللبنانين المعتقلين في اسرائيل" وكذلك "التطبيق الكامل لاتفاق الطائف والقرارين 1559 و1680 الصادرين عن الامم المتحدة واللذين ينصان على نزع سلاح كل الميليشيات في لبنان وبسط سلطة حكومة لبنان على كافة الاراضي اللبنانية".

وينص النص الفرنسي ايضا في حال التوصل الى اتفاق سياسي على نشر قوة دولية "مكلفة مساعدة القوات اللبنانية على ضمان بيئة آمنة والاسهام في تطبيق وقف دائم لاطلاق النار". واستمع مجلس الامن الجمعة الى عرض من الامانة العامة للامم المتحدة حول اخر تطورات الوضع في لبنان.

 

اليونيسف تتخوف من انتشار الاوبئة في جنوب لبنان 

 أ ف ب - 2006 / 8 / 4  حذر مسؤول في الامم المتحدة اليوم الجمعة من انتشار الاوبئة بين سكان الجنوب اللبناني الذين لا يزالون في قراهم في حال تواصل القصف الاسرائيلي وذلك بسبب النقص في مياه الشفة وانقطاع الكهرباء. وقال بول شيرلوك المستشار لدىنظمة المتحدة لرعاية الطفولة (اليونيسف) لوكالة فرانس برس "نخشى ظهور حالات اسهال حاد او كوليرا او اوبئة اخرى الا ان الاسهال الحاد هو الذي يقلقنا كثيرا". وكان القصف الاسرائيلي المتواصل ادى الى تدمير قسم كبير من البنى التحتية واجبر مئات الاف السكان على النزوح عن منازلهم. الا ان بعض الجنوبيين رفضوا ترك منازلهم وهم يعانون اضافة الى مخاطر القصف من نقص في كل المواد الحياتية.

 

المقاومة الاسلامية اعدت جردة بالخسائر التي كبدتها لقوات العدو اليوم 

 وكالات - 2006 / 8 / 4  أصدرت المقاومة الاسلامية البيان الآتي: "يا أهلنا، يا شعب المقاومة ... وفي اليوم الثالث لإعلان العدو توسيع غزوه البري لقرانا الحبيبة حول مجاهدو المقاومة دبابات الاحتلال الى توابيت لجنوده وأرضنا الطيبة مصيدة لآلياته في وقت كان الغزاة يهربون من عجزهم في البر الى سلاحهم الجوي لقصف المدنيين ومنشآتنا الحياتية مرتكبا مزيدا من المجازر بحق شعبنا الأبي من دون تمكنه من كسر إرادته في الصمود والمقاومة. وفي هذا اليوم كانت المقاومة تقاتل على عدة محاور وتواجه ألوية النخبة موقعة إصابات عديدة في صفوف جنود العدو. -محور مشروع الطيبة: وقد تحول الى مرمى للوحدة المضادة للدروع في المقاومة تصطاد دبابات العدو المتطورة وتوقع العديد من الاصابات في جنود العدو. فمنذ قرابة الثامنة صباحا وحتى عصر اليوم نفذ المجاهدون هجمات متلاحقة على القوة المعادية التي سعت لتحصين تمركزها، وقد تعرضت تلك القوة لقصف مركز من المقاومة اضطرت على إثره الى الانتشار فباغتها المقاومون بالصواريخ المضادة للدبابات فدمرت دبابة وجرافة استقدمت لتعزيز الموقع, وهنا حاولت ناقلة جند التقدم على طريق رب ثلاثين دمرها صاروخ للمقاومة، واستنجد العدو بدبابة وناقلة جند وقعتا في مصيدة صواريخ المقاومة من دون القدرة على إخلاء ما وقع من إصابات، أعقبها المقاومون في أقل من ساعتين بسلسلة هجمات بالصواريخ على دبابات العدو فكانت المحصلة تدمير ست دبابات ظل بعضها يشتعل لمدة ثلاث ساعات، وناقلة جند وجرافة في مشروع الطيبة وحده وألحقت إصابات مؤكدة في القوة التي تمركزت في المنطقة. -محور مركبا:خاض المجاهدون على هذا المحور معارك ضارية مع الاحتلال الذي حاول التقدم الى التلال الشرقية في البلدة عبر فتح طريق ترابي بواسطة إحدى جرافاته، وقد استهدفت الجرافة بصاروخ فدمرت، واندلعت اشتباكات عنيفة استمرت طوال النهار، تمكن خلالها المجاهدون من تدمير دبابة انفجرت بذخيرتها، وحين وصل جنود العدو الى الموقع القديم المعروف بالقبع، شنت مجموعات المقاومة هجمات متلاحقة استمرت حتى المساء، أحصي خلالها سقوط ستة قتلة صهاينة بينهم ضابط وأربعة جرحى، ما اضطر الغزاة للتقهقر للوراء بعيدا عن هذا الموقع. -محور عيتا الشعب: بعد اضطرار الاحتلال لسحب قوات المشاة التي توغلت ليلا شن هجوما بالدبابات على البلدة فتصدت له مجموعات المقاومة وأمطرت الغزاة بنيرانها الرشاشة والصاروخية مما أدى الى تدمير دبابة بمن فيها، وقاتل المجاهدون بضراوة ما أسفر عن سقوط العديد من الاصابات لدى العدو قبل أن يفروا من بين المنازل الواقعة على أطراف البلدة وصراخهم يملأ المنطقة. -محور شيحين-الجبين: وقد اشتبك المقاومون مع قوة مشاة للعدو وألحق المقاومون إصابات مباشرة في صفوف جنود الاحتلال. وفي وقت كان المقاومون يتصدون للغزاة تحركت إحدى مجموعات المقاومة خلف خطوط العدو في بلدة مارون الراس التي يدعي العدو أنه يحكم السيطرة عليها وكمنت لقوة معادية كانت تحاول التقدم من الحدود باتجاه مارون الراس وتمكنت من تدمير دبابة انفجرت بذخيرتها وتوالت فيها الانفجارات من دون أن يتمكن أحد من طاقمها من الخروج. ان المقاومة الاسلامية تخوض معركة الدفاع عن الوطن وبأسلوب حرب المجموعات القتالية لإيقاع أكبر قدر من الخسائر في صفوف جنود العدو وجعلهم يدفعون الثمن غاليا حيال ما يقترفونه من جرائم بحق بلدنا، وهي إذ تقاتل ببسالة على الحدود تواصل دك مستوطنات العدو العسكرية وتجمعاته وثكناته بصواريخها لتؤكد لهذا العدو ان لا أمن لمستوطنيه ما دام شعبنا اللبناني يستهدف في أمنه وحياته".

 

الانتهاكات الإسرائيلية للقانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان خلال حربها على لبنان 

 "الحرب العادلة" لا تبرر بأي شكل ارتكاب  جرائم حرب واستخدام أسلحة محرمة دوليا

 يُعرف القانون الدولي الإنساني, الذي يسمى أيضا قانون " النزاعات المسلحة", بأنه مجموعة المبادئ والقواعد التي تحمي في زمن الحرب الأشخاص الذين لا يشاركون في الأعمال العدائية أو الذين كفوا عن المشاركة فيها والتي تحد من استخدام العنف أثناء الحرب أو من الآثار الناجمة عنها تجاه الإنسان عامة. ويعتبر هذا القانون فرعا من فروع القانون الدولي العام لحقوق الإنسان, غرضه حماية الأشخاص المدنيين في حالة نزاع مسلح وحماية الممتلكات والأموال والمنشآت التي ليست ذات طابع عسكري, وهو يسعى إلى رفع أي اعتداء عسكري عن السكان غير المشتركين بصورة مباشرة أو الذين كفوا عن الاشتراك في النزاعات المسلحة مثل الجرحى والغرقى وأسرى الحرب.

انطلق القانون الدولي الإنساني باتفاقية " جنيف" الأولى سنة 1864 التي تلتها عدة اتفاقيات وبروتوكولات هامة في هذا الحقل. هذا مع العلم أن النزاع المسلح الدولي ينشب بين القوات المسلحة لدولتين على الأقل, أما النزاع المسلح غير الدولي فهو المواجهة العسكرية التي تحصل داخل إقليم دولة معينة بين القوات المسلحة النظامية وجماعات مسلحة يمكن التعرف على هويتها, أو فيما بين جماعات مسلحة غير نظامية. وتحكم قواعد القانون الدولي الإنساني النزاعات المسلحة الدولية وغير الدولية على السواء.

النصوص الدولية المنتهكة

وبغض النظر عن موضوع صدقية الذريعة التي على أساسها تمكنت دولة إسرائيل من شن حربها المدمرة على لبنان ( عملية خطف الجنديين الإسرائيليين), ومن دون الخوض في مسألة شرعية عمل المقاومة " الإسلامية" في لبنان وفي ما إذا كانت هذه المقاومة تعبر فعلا عن إرادة الشعب اللبناني, كل الشعب اللبناني, أو في ما إذا كانت هذه المقاومة مسيرة فعلا بمشاريع إقليمية وعلى الأخص إيرانية وسورية, فان استهداف الهجوم الإسرائيلي البربري أولا وآخرا وبصورة متعمدة المدنيين الأبرياء والآمنين والبنى التحتية والاقتصادية في هذا البلد يناقض بشكل فاضح وصارخ القانون الدولي الإنساني ولاسيما الاتفاقيات والصكوك الدولية التي ترعى النزاعات المسلحة الدولية وغير الدولية وقواعد الحرب ويؤسس جرائم حرب خطيرة يعاقب عليها القانون الدولي الجزائي.

وبالفعل فان القانون الدولي الإنساني يحظر هذا العنف الممارس على المدنيين من أطفال وشيوخ ونساء بصورة منظمة ومنهجية والذي كان آخر مسلسلاته البربرية جريمة قانا المروعة والوحشية, كما تحرمه كل الديانات السماوية التي لا تسمح سوى بمواجهات يكون الهدف منها رد العدوان والطغيان والاستبداد والدفاع عن النفس والحياة والممتلكات مع "احترام الإنسانية في الإنسان البريء الذي أجمعت الأديان كلها على "ومضة عزة الله" في خلقه وتكوينه" (الدكتور العميد علي عواد: قانون النزاعات المسلحة, دليل الرئيس والقائد, دار المؤلف, 2004 ,

وبالإضافة إلى ذلك, تجسد الحضارات كلها هذه القيمة الإنسانية وتعادي الظلم الذي يكمن في إلحاق الأذى والضرر بالغير دون وجه حق وعدل بواسطة أسلحة مدمرة ومحظورة دوليا. ذلك إن الهدف من "الحرب العادلة" هو وضع حد للاعتداء على حقوق الشعب واغتصابها وليس ارتكاب جرائم حرب وضد الإنسانية ضد شعب آخر والخروج على تقاليد الأديان والقيم الإنسانية وقواعد القانون الدولي الإنساني. ومن هذا المنطلق بالذات, وبالتأسيس على هذه القيم والقواعد, فان قانون النزاعات المسلحة ( القانون الدولي الإنساني قانون الحرب) يهدف أساسا إلى حماية الإنسانية وحقوق الإنسان من خلال القوانين والاتفاقيات والمعاهدات والمواثيق الدولية التي تحدد قيود استخدام القوة العسكرية في النزاعات المسلحة والتي ترتكز خصوصا على المبادئ الإنسانية والأعراف الدولية المستقرة والمعترف بها دوليا. ومن أهم هذه النصوص الدولية :

اتفاقية " جنيف الأولى" لسنة 1864

إعلان سان بطرسبرغ لعام 1868 لحظر القذائف المتفجرة.

إعلان لاهاي لسنة 1899 حول قذائف " دم دم " والغازات الخانقة.

اتفاقية " لاهاي" لعام 1907 وهي تتضمن نصوصا أساسية تضع ضوابط وقواعد وأصول مهمة للنزاعات المسلحة, إذ أنها تهدف إلى تنظيم وسائل حل النزاعات بين الدول بالطرق السلمية والى وضع قيود على استخدام الأسلحة في النزاعات المسلحة البرية والبحرية.

اتفاقية هيغ لعام 1907 التي تتضمن قواعد مهمة تتعلق بمفهوم الحياد وبمفهوم الاحتلال وبكيفية إدارة العمليات الحربية. يشار إلى أنه أضيفت على هذه الاتفاقية قواعد الحرب الجوية التي وضعت مسودتها في العام 1923 من دون أن تعتمد بشكل رسمي حتى الآن.

بروتوكول جنيف بشأن تحظير استعمال الغازات السامة والأسلحة الجرثومية لعام 1925

ميثاق الأمم المتحدة.

¯اتفاقيات جنيف الأربع لعام 1949.

اتفاقية لاهاي لعام 1954 لحماية المواقع الثقافية في زمن النزاعات المسلحة.

اتفاقية حظر الأسلحة البيولوجية لعام 1972 .

اتفاقية أوسلو لمنع استخدام بعض الأسلحة.

اتفاقية باريس لتحظير استعمال الأسلحة الكيماوية.

اتفاقية الأمم المتحدة لعام 1980 بشأن حظر أو تقييد بعض الأسلحة التقليدية.

البروتوكولان الإضافيان لاتفاقيات جنيف الأربع الموقعان في العام 1977 لاستكمال الحماية التي تضمنها اتفاقيات جنيف لعام 1949 في النزاعات المسلحة الدولية وغير الدولية ( أي النزاعات المسلحة الداخلية). ويذكر أن موضوع الاتفاق الأول ضحايا النزاعات المسلحة الدولية, وهو يتضمن اعتبار حروب التحرير الوطني نزاعا دوليا مسلحا. ويعترف هذا البروتوكول لمقاتلي حرب العصابات بصفة المقاتل وصفة أسير الحرب ويهتم بالسكان المدنيين وصيانتهم وتجنيبهم تبعات النزاع المسلح أثناء العمليات العسكرية بهدف الحد من الأخطار التي تحدق بهم في زمن الحرب, أما البروتوكول الثاني فيعرف النزاع المسلح غير الدولي ويدعم الضمانات الأساسية لغير المقاتلين وتقديم الخدمات اللازمة لمساعدة الأسرى.

¯ اتفاقية أوتاوا لعام 1997 لمنع استخدام الألغام ضد الأفراد.

ومن بين هذه النصوص, تؤلف اتفاقيات جنيف المصادق عليها سنة 1949 والبروتوكولان المضافين عليها في سنة 1977 واتفاقية لاهاي لحماية الممتلكات الثقافية المرتكز القانوني الأساس للقانون الدولي الإنساني المطبق على النزاعات المسلحة وللقضاء الجنائي الدولي الدائم ( المحكمة الجنائية الدولية التي أنشئت بموجب اتفاقية روما لعام 1998 والتي بدأت العمل منذ تاريخ الأول من يوليو سنة 2002 ).

¯ حق الدفاع عن النفس المنصوص عليه في المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة لا يبرر ضرب المدنيين.

يتبين من خلال تمحيص نصوص الاتفاقيات والصكوك الدولية المذكورة أعلاه أن الحرب المدمرة والمبرمجة التي يشنها الجيش الإسرائيلي اليوم على لبنان والتي ينتج منها قصف المدنيين الآمنين وتشريد مئات الآلاف منهم وضرب البنى التحتية والاقتصادية في هذا البلد من دون التركيز أولا وأساسا على الأهداف العسكرية لحزب الله ومن دون التمكن حتى الآن من ضرب أي موقع عسكري تابع للمقاومة, تشكل خرقا فاضحا لقوانين النزاعات المسلحة وللمبادئ العامة والأعراف التي يقوم عليها القانون الدولي الإنساني وان كانت إسرائيل ترتكز في حربها الضروس هذه على مبدأ حق الدفاع عن النفس المكرس بنص المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة. ذلك أن ضخامة واتساع العمليات العسكرية التي تنفذها إسرائيل في لبنان منذ عشرة أيام يثبت تخطيها لحق الدفاع عن النفس المنصوص عليه في ميثاق الأمم المتحدة من حيث استهداف هذه العمليات بالدرجة الأولى وبشكل منظم ودائم المنشآت والبنى المدنية والجسور ودور العبادة والمدنيين الذين لا تربطهم بالمقاومة أي صلة عسكرية والذين لم يمدوا يد العون لمقاتلي المقاومة, ومن حيث استعمال الجيش الإسرائيلي لكم هائل ومخيف من الأسلحة المدمرة والمتطورة وحتى بعض الأسلحة التي تحظرها الاتفاقيات الدولية.

ومن هنا, يتأكد بوضوح أن إسرائيل تخرق أحكام المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة التي تعترف بحق كل دولة بالدفاع عن نفسها إما بشكل فردي وإما بشكل جماعي, وذلك لعدم تناسب وسائل الدفاع التي تستعملها مع خطورة الاعتداء الذي وقع عليها (خطف الجنديين), هذا إذا كان هناك فعلا من اعتداء. وعليه, لا يمكن التسليم بأن العملية المدمرة التي تقوم بها تستند إلى حق الدفاع عن النفس, إذ أن هذا الحق لا يقوم إلا في حال كانت وسيلة رد العدوان متناسبة مع حجم خطورة وقوة العدوان الواقع.

يضاف إلى ذلك إن نص المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة يضع لزاما على الدولة التي تستعمل حق الدفاع بأن تبلغ مجلس الأمن فورا "بعملية رد العدوان" أو بإجراءات استعمال حق الدفاع, على أن لا يحول هذا الدفاع عن النفس دون تمكن مجلس الأمن من القيام بالإجراءات التي يراها مناسبة من أجل الحفاظ على السلم والأمن الدولي تطبيقا للفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة. ويلاحظ, في هذا السياق, أن مجلس الأمن الذي يقع على عاتقه موجب حفظ الأمن والسلم الدوليين وفقا لما ينص عليه ميثاق الأمم المتحدة لم يبادر بعد إلى اتخاذ قرار بوقف شامل لإطلاق النار في وقت ترتكب فيه إسرائيل مجزرة بحق اللبنانيين المدنيين وجرائم حرب خطيرة يعاقب عليها القانون الدولي الجنائي وتشرد مئات الآلاف منهم وتدمر البنى التحتية للبنان بشكل وحشي.

لذلك فان هذا الموقف الصامت يدل على أن العدالة الدولية تكيل بمكيالين وان هذه العدالة هي عدالة القوي ضد الضعيف, وعدالة التسلط والهيمنة والاحتلال ضد حق الشعوب في الحرية وتقرير المصير. وهذا الواقع الأليم يثبت أيضا أن المجتمع الدولي يقف دائما موقف المتفرج عندما يتعرض لبنان لاعتداء ما رغم هول وشراسة الاعتداء. فلبنان محكوم عليه بأن يكون دائما ساحة لتنفيذ المشاريع الإقليمية ولتصفية الحسابات والصراعات الإقليمية والدولية وبأن يكون حقلا لتجارب الأسلحة ولعرض العضلات العسكرية على حساب اقتصاده وأمن سكانه وبناه التحتية التي دمرت بفعل هذه الحرب البربرية التي تشنها إسرائيل على المدنيين. كل هذا يتم وللأسف أمام أعين المجتمع الدولي الذي يقف موقف المتفرج أو العاجز, مما يشجع المعتدي على الإمعان في اعتداءاته وفي انتهاكه لكل القواعد والمبادئ الأساسية لقانون النزاعات المسلحة ( أولا) ولكل الاتفاقيات والمواثيق المعنية بحماية حقوق الإنسان ( ثانيا).

أولا: انتهاك القواعد والمبادئ الأساسية لقانون الحرب أو النزاعات المسلحة.

إن الحرب الحالية التي تقودها إسرائيل ضد لبنان والتي باستمرارها على النحو البربري والوحشي الذي تعتمده أساسا لنجاحها وذلك بالقضاء على أكبر عدد ممكن من المدنيين العزل والأبرياء وبتهديم ما أمكن من المنشآت المدنية والجسور والبيوت, تشكل انتهاكا فاضحا للكثير من القواعد والمبادئ الأساسية التي تحكم النزاعات المسلحة الدولية وغير الدولية, إذ أنها تخالف مبدأ الضرورة في اللجوء إلى استعمال القوة والحل العسكري, ومبدأ التقيد بحدود دولية معينة لاستعمال وسائل القتال, وموجب تحييد المدنيين ومبدأ تناسب الوسيلة العسكرية المستعملة مع حجم الاعتداء أو الخطر المحدق بالجهة التي تلجأ إلى القوة من أجل حل نزاعها مع الطرف المستهدف.

أ ¯ مخالفة مبدأ الضرورة في اللجوء إلى استعمال القوة أو الحل العسكري

لا تسمح قواعد القانون الدولي الإنساني باللجوء إلى استعمال القوة من اجل حل النزاعات بين الدول أو في داخل الدول إلا في حالة الضرورة القصوى بحيث تكون القوة الوسيلة الوحيدة التي يمكن استخدامها من أجل التوصل إلى حفظ السلم والأمن الدوليين أو من اجل رد العدوان أو وضع حد للأعمال الإرهابية التي تتعرض لها الدولة المعتدى عليها. وهذا ما يمكن استنتاجه من نص البند الثالث من المادة الثانية من ميثاق الأمم المتحدة الذي جاء فيه أنه " يفض جميع أعضاء الهيئة منازعاتهم الدولية بالوسائل السلمية على وجه لا يجعل السلم والأمن والعدل الدولي عرضة للخطر". وهذا ما يؤكد عليه أيضا وبشكل صريح البند الرابع من المادة ذاتها بنصه على أنه " يمتنع أعضاء الهيئة جميعا في علاقاتهم الدولية عن التهديد باستعمال القوة أو استخدامها ضد سلامة الأراضي أو الاستقلال السياسي لأية دولة أو على أي وجه آخر لا يتفق ومقاصد الأمم المتحدة". مما يعني أن الدولة المعنية لا يمكنها استعمال القوة العسكرية ضد دولة أخرى أو بلد آخر إلا في حالة الضرورة كحالة الدفاع عن النفس أو كالحالة التي يصبح فيها استخدام القوة العسكرية الوسيلة الوحيدة المتوفرة لرد العدوان أو لحفظ الأمن والسلم الدوليين أو لمواجهة أعمال إرهابية تطال من أمن الدولة المعنية ومن سلامة مواطنيها. ولكن حتى في هذه الحالات لا يمكن استخدام مبدأ الضرورة الحربية كعذر يبرر القيام بأعمال غير إنسانية وانتهاكات تعبر عن عدم الامتثال لقواعد قانون النزاعات المسلحة.

ومن مراجعة مجرى وطبيعة الأعمال الحربية التي قام بها الجيش الإسرائيلي ضد لبنان, يتبين أن هذه الأعمال لا يمكن إسنادها إلى حالة الضرورة العسكرية, ذلك أن فعل خطف الجنديين الإسرائيليين لا يؤلف مبررا كافيا ومقنعا كي يستخدم كأساس شرعي لهذه الحرب الشرسة التي شنتها إسرائيل ضد لبنان, وهذا لأن هذا الفعل وان كان يتصف بالخطورة بالنسبة لدولة إسرائيل وبالنسبة للمجتمع الدولي, فهو لم يهدد فعلا الكيان الإسرائيلي ولم يحمل اعتداء خطيرا على أمن إسرائيل وسلامة مواطنيها ولا يبرر تاليا حربا مدمرة ومنظمة واسعة النطاق. هذا من جهة, أما من جهة ثانية فحالة الضرورة العسكرية لا تقوم قانونا إلا إذا كانت مسندة إلى سبب شرعي أو قانوني, مما يعني أنه لا يمكن اعتبار فعل خطف الجنديين الإسرائيليين اعتداء فعليا ضد الجيش الإسرائيلي طالما أن إسرائيل لا زالت تحتفظ بعدد من الأسرى اللبنانيين من دون وجه حق. ومن هنا, فان فعل خطف الجنديين الإسرائيليين يمكن إدخاله في خانة عمل المقاومة الشرعي ضد العدو الذي تجيزه شرعة الأمم المتحدة في البند الثاني من مادتها الأولى ( حق الشعوب في تقرير المصير).

وبالتأسيس على هذه العناصر يمكن التأكيد على أن الحرب التي تشنها اليوم دولة إسرائيل ضد لبنان لا تقوم على أساس الضرورة العسكرية, وذلك من جهة لأن هذه الضرورة لا تستند إلى أي مبرر موضوعي حقيقي ولأن العملية الحربية التي يراد تبريرها بالضرورة العسكرية لا تتمتع بالشرعية الحاسمة من جهة ثانية.

ب- مخالفة مبدأ التقيد بحدود معينة في عملية استعمال القوة العسكرية.

إن حق اللجوء إلى استعمال القوة العسكرية ضد دولة ما أو مجموعة ما لا يعتبر حقا مطلقا, إذ أنه يخضع لقيود نصت عليها قواعد قانون النزاعات المسلحة وفرضت على جميع الدول التقيد بها واحترامها. فقد أكدت المادة 35 من البروتوكول الإضافي الأول لاتفاقيات جنيف الموقع في العام 1977 على " إن حق أطراف أي نزاع مسلح في اختيار أساليب ووسائل القتال ليس حقا لا تقيده قيود". وفي الاتجاه ذاته, كانت قد أشارت صراحة المادة 22 من اتفاقية لاهاي المتعلقة بقوانين وأعراف الحرب البرية الموقعة في 18 أكتوبر سنة 1907 إلى أنه " ليس للمتحاربين حق مطلق في اختيار وسائل إلحاق الضرر بالعدو".

وعلى هذا الأساس, ليس للمتحاربين الحق غير المقيد بأي قيد في اختيار وسائل الإضرار, وهذا لأن الهدف الرئيسي للحرب يكون ضرب القوة العسكرية للعدو وإيقاع الهزيمة به. وفي السياق ذاته, يحظر البروتوكول الإضافي الأول لاتفاقيات جنيف لعام 1949 استخدام الأسلحة التي من شأنها زيادة معاناة الجرحى وآلامهم وجعل تدهور حالتهم الصحية أو موتهم أمرا محتوما ومؤكدا. وهذا ما كانت قد أكدت عليه من قبل المادة 12 من اتفاقية جنيف الأولى لتحسين حال الجرحى والمرضى بالقوات المسلحة في الميدان المؤرخة في 12 أغسطس 1949 والتي جاء فيها أنه " يجب في جميع الأحوال احترام وحماية الجرحى والمرضى من أفراد القوات المسلحة وغيرهم من الأشخاص المشار إليهم في المادة التالية". وكذلك تنص المادة 16 من اتفاقية جنيف الرابعة بشأن حماية المدنيين في وقت الحرب على أنه " يكون الجرحى والمرضى وكذلك العجزة والحوامل موضع حماية واحترام خاصين.".

وبالنظر إلى هذه القواعد, يظهر أن إسرائيل لم تفرط في استعمال القوة العسكرية فحسب وإنما لم تتقيد بأي حدود أو سقف في تنفيذ عملياتها العسكرية حيث لجأت إلى استعمال كافة الأسلحة الثقيلة وحتى بعض الأسلحة المدمرة وغير المسموح استعمالها والمحرمة دوليا ضد المدنيين العجزة ولأطفال والنساء والمرضى من دون تمييز ومن دون شفقة أو رحمة ولم تضع لعملياتها الحربية أي حدود أو أهداف واضحة ومحددة غير تلك التي تبتغي القتل والدمار والتهجير ليس إلا. هذا بالإضافة إلى أن الأعمال الحربية العنيفة التي يقودها الجيش الإسرائيلي اليوم ضد لبنان لم تؤد إلى تدمير أو إصابة أي هدف أو موقع عسكري, ما يؤكد أن لجوء إسرائيل إلى استعمال القوة يهدف إلى تدمير لبنان والقضاء على بنيته التحتية وعلى اقتصاده ويتخطى حدود وأهداف العمليات العسكرية المسموح بها في قانون النزاعات المسلحة.

د - مخالفة موجب تحييد المدنيين في العمليات العسكرية.

يقع هذا الموجب الإلزامي على عاتق الدولة التي تلجأ إلى استعمال القوة العسكرية بحيث يفرض عليها قانون النزاعات المسلحة حماية المدنيين وتحييدهم وذلك باتخاذ الإجراءات الضرورية التي يمكن بموجبها التمييز بين الأهداف العسكرية والأهداف المدنية والتمييز بين المقاتلين وغير المقاتلين. وتلتزم الدولة التي تختار القوة العسكرية لحل نزاعها مع دولة أخرى أو لصد عدوان ما أو لوضع حد لخطر إرهابي أو لأعمال إرهابية معينة بحماية الأشخاص العاجزين عن القتال أي المقاتلين الذين عجزوا عن القتال بسبب مرضهم أو إصابتهم بجروح أو أسرهم أو لأي سبب آخر يمنعهم من الدفاع عن أنفسهم وعناصر الخدمات الطبية وأفراد الهيئات الدينية, وذلك تطبيقا لنص المادة 12 من اتفاقية جنيف الأولى لتحسين حال الجرحى والمرضى في الميدان ولنص المادة 16 من اتفاقية جنيف الرابعة بشأن حماية الأشخاص المدنيين في وقت الحرب. كما يتوجب على القوات المسلحة التي تستخدم القوة العسكرية, عملا بأحكام المادة 21 من اتفاقية جنيف الرابعة, احترام وحماية عمليات نقل الجرحى والمرضى المدنيين والعجزة والنساء التي تجري في البر بواسطة قوافل المركبات وقطارات المستشفى أو في البحر بواسطة سفن مخصصة لهذا النقل. وعلى كل طرف من أطراف النزاع أن يكفل حرية مرور جميع رسالات الأدوية والمهمات الطبية ومستلزمات العبادة المرسلة حصرا إلى سكان مدنيين حتى ولو كانوا تابعين لدولة عدوة. وعليه أيضا الترخيص بحرية مرور أي رسالات من الأغذية الضرورية, والملابس, والمقويات المخصصة للأطفال والنساء الحوامل أو النفاس ( م 23 من اتفاقية جنيف الرابعة). ويكون من واجبات أطراف النزاع اتخاذ التدابير الضرورية لضمان عدم إهمال الأطفال دون الخامسة عشر من العمر الذين تيتموا أو افترقوا عن عائلاتهم بسبب الحرب وتيسير إعالتهم وممارسة طقوس ديانتهم وإيوائهم في بلد محايد طوال مدة النزاع ( م 24 من اتفاقية جنيف الرابعة ).

ويتبين من خلال الوقائع الثابتة بالصور والمشاهد التلفزيونية والتقارير الصحافية والأمنية أن القوات الإسرائيلية تنتهك في الحرب التي تشنها على لبنان كل هذه القواعد والأعراف التي تحكم النزاعات المسلحة كونها تستهدف بقصفها العشوائي المدنيين من دون تمييز بين مواقع عسكرية وأخرى مدنية ومن دون التمييز بين مقاتلين وغير مقاتلين وتقوم بضرب الجسور وبقطع كل المواصلات البرية بهدف منع وصول المؤن والأغذية والأدوية إلى المدنيين اللبنانيين المحاصرين. يضاف إلى ذلك أن هذه القوات وبدلا من أن تتخذ إجراءات معينة لتحييد المدنيين من الأطفال والنساء والعجزة ولحمايتهم أو لتسهيل عملية نقلهم إلى مناطق آمنة أو محايدة, راحت تلقي عليهم الأطنان من القنابل وتقطع عنهم المؤن والأغذية وتهجرهم من منازلهم ومن قراهم ومدنهم وترتكب بحقهم أبشع الجرائم وأخطرها ( جرائم حرب ) التي يعاقب عليها القانون الدولي الجنائي, ما يؤلف خرقا فاضحا وخطيرا لكل قواعد قانون النزاعات المسلحة أو للقانون الدولي الإنساني.( يتبع)

 النائب العماد ميشال عون عقد مؤتمرا صحافيا في الرابية

نطالب بحل شامل وعادل يعيد الحقوق لاصحابها ويرسخ السلام سلاح حزب الله هو نتيجة للحقوق المغتصبة في شبعا والاسرى ونزعه بالقوة سيورط الأمم المتحدة في حرب مع اللبنانيين لبنان في حاجة الى وقف إطلاق النار فورا وليس لعسكر يستكمل المعركة ونتمنى من الحرب أن تكون المثل النهائي والدرس الذي سيعزز وحدتنا يجب ان يرافق وقف إطلاق النار عودة الى حدود ما قبل 12 تموز ويكون قرار الأمم المتحدة شاملا يعيد مزارع شبعا والأسرى لكلا الطرفين

وطنية - 4/8/2006 (سياسة) عقد النائب العماد ميشال عون، بعد الظهر، مؤتمرا صحافيا في الرابية، جاء فيه: "منذ اليوم الاول للحرب وعندما طلب منا التعليق، وجهنا الكلام الى الاسرائيليين قائلين: منذ 58 سنة وكلما اعترضتكم مشكلة ما، توجهون الطائرة والدبابة وتستعملون القوة، والحروب تستمر والأجيال تتعاقب، فعليكم إذا تغيير المقاربة في حل المشكلة، لأن المقاربة بالقوة ووضع اليد على مكتسبات جديدة بالحرب لن تولد إلا الحرب، لذلك يجب أن يكون هناك نظرة حقوقية لإنهاء الخلاف، لأن كل كلام خارج هذا النطاق يعني تحقيق المزيد من المكتسبات وإطالة أمد الحرب وتغطيس جيل جديد في مشكلة المقاومة.

هذا الكلام يوجه إلى إسرائيل كما إلى العالم بأجمعه، وبما اننا اليوم نعيش حربا ضروسا استعملت فيها اسرائيل قوة تدميرية لم تستعمل من قبل خلال الحروب العربية الإسرائيلية منذ العام 1948 وحتى اليوم، خصوصا من ناحية فعاليتها ونوعيتها ودقتها في إصابة الهدف، لأن الجسر الذي كان يدمر في السابق ب 6 او 7 غارات متتالية، يدمر اليوم بقذيفة واحدة من صنع الولايات المتحدة الأميركية. لذلك وإنطلاقا من هنا، نستطيع أن نسأل: هل يريد العالم الحرب؟ أم حل الأزمة؟ فإذا كان يريد الحل، فالحل بسيط جدا، هناك اسرى لا أحد ينكر وجودهم فلنقم بعملية التبادل، وهناك أرض صاحبها هو من يحمل صك ملكيتها، وهناك سلاح مع حزب الله كان نتيجة لهذين السببين، إذا، إذا عولجت كل هذه الأسباب تنتهي الحرب. لماذا مشروع القوة الدولية لنزع سلاح حزب الله؟ ولماذا طرح بند عودة السيادة اللبنانية إنطلاقا من حرب اسرائيلية على لبنان؟

مشكورون على ذلك وليتركونا نستعيد سيادتنا بأنفسنا ولا نريدها من خلال الأمم المتحدة لأن السيادة تمارس من خلال الشعب وممثليه. إذا الحل سهل جدا إذا أرادوه، وإلا فستستمر الحرب. هذه هي الحرب السادسة، ولبنان يعيش منذ 30 سنة هذه المشكلة وستستمر، إذا لم يكن الحل نهائيا.

لذلك نحن نطالب بحل شامل وعادل، وفقا للحقوق ويرتكز على إعادة الحقوق الى أصحابها ويرسخ السلام، بعيدا من منطق الحقد والغبن. على رغم ان حجم الحقد المتراكم في هذه الحرب أصبح أكبر من حجم الكرة الأرضية، وكلما فكرنا بالأطفال والمدنيين الذين سقطوا، لا يمكن ان نطور في نفوسنا غير الحقد، لكن هذا الحقد يغسل إذا تجسدت إرادة دولية تريد الحل بشكلٍ عادل. سلاح حزب الله هو نتيجة للحقوق المغتصبة، كإحتلال شبعا ووجود الأسرى، إذا أزيلت الأسباب يصبح السلاح من دون غاية حقيقية، وإذا كلفت قوة دولية نزع سلاح حزب الله فسيتم ذلك عن طريق القوة، ونكون قد نقلنا الحرب من اسرائيل وحزب الله الى حزب الله والأمم المتحدة التي انتدبت هذه القوة. حينذاك لن يكون هناك مرجع دولي لحل هذا النزاع. جميع الأطراف ترضى باستعادة حقوقها ولا أحد يريد إغتصاب حقوق الآخر، أقله من الجانب اللبناني، وأي نزع لسلاح حزب الله بالقوة سيورط الأمم المتحدة في حرب مع الشعب اللبناني، إذا فكرة نزع السلاح بالقوة غير صالحة لأنها لا تحظى بإجماع لبناني. الأمم المتحدة تستطيع انتداب قوى مراقبة للسهر على تنفيذ اتفاق، وليس قوى محاربة على أرضية خلافية، لأن كل مهماتها وفاقية وليست خلافية، لذلك نتمنى على الأمم المتحدة وفي شكل نهائي ألا تعتمد نوع القوة المتعددة الجنسيات لمثل هذه المهمة، لأن لبنان في حاجة الى وقف إطلاق النار فورا وليس في حاجة الى عسكر يستكمل المعركة. نحن نتابع الاعلام الخارجي والداخلي منذ البداية، ويطرح دائما علينا الكثير من الأسئلة التي تترافق مع الأعمال العسكرية في العمق اللبناني وتدور بكاملها على التخوف من الحرب الأهلية.

ما ذنب هؤلاء العاملين في البراد الزراعي في منطقة القاع الذين سقط منهم 33 قتيلا، في الوقت الذي يتحدثون عن مسعى لوقف إطلاق النار؟ كيف نستطيع القبول بذلك؟ كيف سنشعر أن الأمم المتحدة ومجلس الأمن يتحسسان لأوضاعنا؟ من جهة يتكلمون على اعمار لبنان ومن جهة أخرى تستمر الحرب؟ من ناحية يسعون إلى إرسال الفيول لمولدات الطاقة ومن ناحية أخرى يضربون محطة كهرباء تعمل على المياه؟ هذا الأمر مستغرب ومرفوض، كأنهم يستغبون الشعب اللبناني.

وكل المحاولات التي تسعى الى ضرب الوحدة الوطنية بترويج الإشاعات، كتدمير الجسور أو عرقلة مصالح الناس، ستبوء بالفشل وعلى جميع اللبنانيين أن يستبدلوها بالقول المعروف "بالرزق وليس بأصحابو". لا شيء أغلى من أطفال قانا أو الأطفال ضحايا المجازر الأخرى وجميع الذين استشهدوا، لأن لا يجوز الرضوخ للظلم. رأينا في أحد البرامج التلفزيونية مقدمة البرنامج تسحب من تحت الأنقاض لعبا للأطفال، هل سأل أحد، بعد الذي رآه، أين أصبح هؤلاء الأطفال؟ وهل دمر المبنى على رؤوسهم أم لا؟ في مثل هذه الحالات علينا أن نحتفظ بشعورنا الإنساني الذي يعطي الشعور باستمرار الحياة.

أما الخسارة والربح أو العذاب تحت الجسر إذا مررنا تحته أو فوقه، فلن تجلب لنا الراحة، لأن راحتنا تصان وتتأمن بإنسانيتكم وبضميركم. نحن نسعى إلى المحافظة على الوحدة الوطنية ونعمل على الترابط بين الشعب، وعلينا أن نخرج من هذه الحرب وهذه الأزمة أقوى بكثير، ويجب أن نفكر بعمق في هذه المحنة لنفهم لماذا جرت، حتى لا تتكرر الأسباب، وحتى لا يجنح أحد سطحيا في شعور خاطىء ومقاربة الموضوع من منطق الغلبة للذات، في معركة كمعركة إنقاذ الوطن والمجتمع، فذلك لا يفيد أحدا.

في مثل هذه الحالات لا يوجد ربح فردي ولكن علينا أن نكون أكفياء وموحدين. "جسر بالزائد، جسر بالناقص" لن يفقر أو يغني، ولكن بتجربتنا القاسية ومناعة وحدتنا وأجوبتنا الوطنية على كل أسئلة الصحافيين حول مدى حدوث حرب أهلية في لبنان، هي من تبعد الفتن عن لبنان، أليس المسيحي شريكا في هذا الوطن والمواطنية، نحن جميعا نخضع للحقوق والواجبات نفسها وتربطنا علاقة محبة، وخلاص أي فريق خلاص للجميع؟ نتمنى من هذه الحرب أن تكون المثل النهائي والدرس الذي سيعزز وحدتنا".

وردا على سؤال عما اذا كان مع توسيع مهام قوة الطوارىء في لبنان، وليس مع قوة دولية تعمل تحت بند السابع، قال: "كل هذه الأمور تفصيل إذا قورب الحل بالشكل القانوني. أما إذا قاربناه بالقوة فيعني ذلك أن هناك نية لاستمرار في الحرب، الحل يكون بإعطاء الحق لأصحابه".

سئل: لماذا تضع احتمال المواجهة بين القوة الدولية وحزب الله؟ اجاب: "هل في رأيكم حزب الله يريد تسليم سلاحه للقوة الدولية؟ أنا لا أعترض إذا أراد ذلك؟ لكنني لا أرى أن هذا ما يريده حزب الله".

سئل: المواجهات الميدانية على الأرض تقول إن إسرائيل احتلت أجزاء من الجنوب اللبناني، ما يعني أن القرار الرقم 425 لم يعد مطبقًا، أليس على لبنان أن يطالب أيضا مع وقف إطلاق النار بانسحاب إسرائيل من الجنوب؟ اجاب: "وقف إطلاق النار يجب أن يرافقه عودة الى حدود ما قبل 12 تموز، إلا إذا أراد حزب الله مزارع شبعا من ضمن القرار، لكن المهم في الأمر أن يكون قرار الأمم المتحدة شاملا يعيد الحق إلى أصحابه، ونعني بذلك مزارع شبعا إلى لبنان والأسرى لكلا الطرفين، وحينذاك يدخل سلاح حزب الله في جهوزية السلاح للدفاع عن لبنان والوطن، ضمن خطة مواجهة من قبل الدولة والشعب اللبناني".

اضاف: "جميع الحلول المقترحة من دون إعطاء الحقوق لأصحابها تعني امتدادا للحرب، لأننا لا يمكننا أن نفهم أن أسر حزب الله جنديين إسرائيليين هو من أشعل الحرب؟ الإسرائليون أنفسهم تحدثوا أمام شعبهم أن هذه الحرب محضرة؟ والدكتورة رايس قالت إن هذه الحرب هي لولادة الشرق الأوسط الجديد؟ لبنان لا يتحمل أن يكون أداة للشرق الأوسط لفرض معادلات جديدة في المنطقة. صكوك الملكية معروفة سواء للبنان أو لسوريا أو لإسرائيل، والأمم المتحدة تعلم هذه الأمور والخط الفاصل سواء أزرق أم غيره، واضح، وترسيم الحدود وفق الخرائط ينهي الخلاف على مزارع شبعا. لكن الأمور تبدو وكأن الغايات أبعد من قصة أسيرين أو حدود مزارع شبعا".

سئل: هل تؤيد خطاب الرئيس السنيورة في روما؟ اجاب: "ما طالب به رئيس الحكومة الاستاذ فؤاد السنيورة بدأنا المطالبة به منذ 6 شباط 2006 (توقيع وثيقة التفاهم بين التيار الوطني الحر وحزب الله)، ولو فهم الجميع ذلك في حينه لجنبنا لبنان كل هذه الأمور".

سئل: ما موقفك من القرار الدولي 1559؟ اجاب: "أين أصبح القرار 1559؟ وماذا تبقى منه بعدما قصفت الطائرات الجسور ومنها جسر عرقة التاريخي وجسر الكازينو والآن أصبح عدد الشهداء في القاع 33؟".

سئل: هل تؤيد مقولة ان اسرائيل تحارب ايران على ارض لبنان، خصوصا بعد كلام الرئيس الايراني احمدي نجاد الذي قال ان الحل هو في القضاء على اسرائيل؟ اجاب: "لا نريد الدخول في الصراع الاسرائيلي - الايراني، فالمشكلة لبنانية ونحن نطلب حلا لبنانيا. الجميع يستطيع التكلم كما يريد، ولكن نحن كلبنانيين نطالب بحل واضح المعالم. موقفنا ليس مع ازالة اسرائيل من الوجود".

اضاف: "صرح الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أنه لا يريد ازالة اسرائيل بل طالب الاسرائيليين بايقاف القصف ليوقف حزب الله قصفهم. هناك مطالب لبنانية واضحة، ومنذ اللحظة الاولى. ان ربط الصراع بسوريا وايران لم يتم من قبل اللبنانيين بل ان هذا الامر قامت به الصحف الاسرائيلية والغربية عندما اعتبرت ان سوريا وايران وراء هذه العملية. وموقف الرئيس أحمدي نجاد من اسرائيل معروف منذ زمن، ولكن نحن غير مرتبطين بهذا الموقف".

سئل: كقائد سابق للجيش اللبناني، هل هناك شرعة تسمح لاسرائيل بقصف العاصمة من دون اي ضوابط؟ اجاب: "كل ما قامت به اسرائيل لغاية الآن ليس عملا حربيا. في مقابل أسر جنديين اسرائيليين قامت بقصف المدنيين والقرى والبنية التحتية. منذ اليوم الاول أعلنا ان إسرائيل اذا شاءت ان تحارب حزب الله فلتحاربه، ولكن يجب ان تحترم الاتفاقات الدولية. لقد سقط 900 قتيل لغاية الآن، 45 منهم مقاتلون في حزب الله، والبقية من هم؟ مدنيون. بدأت اسرائيل قصفها على الدوير، زبقين، بافليه، حيث سقط 41 قتيلا ثم توالت مجازر مروحين، وعيتا وصولا اليوم الى القاع، هل القاع هي على الحدود مع اسرائيل؟".

سئل: كيف تنظر الى اداء الحكومة في معالجة هذا الملف من مختلف النواحي، بما فيه الاوضاع المعيشية للنازحين؟ اجاب: "انا لست في الحكومة، وأدائي مختلف عن أدائها. هم في مركز المسؤولية، وقد طالبناهم بحل تتخذه الحكومة ككل وليس حلا شخصيا. الحكومة ما زالت هي نفسها منذ تأليفها لغاية اليوم. طالبناهم بعدم الدخول في حسابات شخصية، بل ضرورة اعتماد حل موحد لندعمهم فيه، ولكن لغاية الآن ما زال الارباك مسيطرا عليهم ولا نعرف لماذا.

هناك معالم لحل معين، لكنهم عقدوا الحل بإضافة بند "عودة السيادة والقرار إلى الدولة اللبنانية"، وهو بند لا يختلف عليه أحد من اللبنانيين. كلنا يعلم ماهية الأوضاع القائمة على الحدود ونعرف اسبابها. المطلوب معالجة الاسباب والباقي نقوم به لبنانيا، ولكن يجب عدم خلط موضوع سلطة الدولة على الحدود وانتشار الجيش بقرار دولي، يجب ان يكون هذا القرار لبنانيا، نتحمل مسؤوليته كاملا عندما تزول الاسباب التي أوجدت هذا الوضع الشاذ على الحدود اللبنانية". سئل: هل اسرائيل ومجلس الامن يقبلان بأن نقوم بحل سياسي داخلي بعد وقف اطلاق النار؟ اجاب: "اذا كان المطلوب قوات دولية للسهر على وقف اطلاق النار فقط فهذا ليس حلا شاملا. الحل الشامل يجب ان يتضمن الأسرى ومزارع شبعا.

ولكن اذا تم نزع سلاح حزب الله فما هو مصير السلاح الفلسطيني؟ هل يضمن لنا أحد عدم تفجيرهم الوضع الامني بسبب التوطين؟".

 سئل: هل يجب ان ننتظر الحل الشامل في المنطقة؟ اجاب: "لدينا مشكلات موروثة، منها مشكلة الفلسطينيين الموجودين في بلادنا. لماذا هم موجودون في أرضنا؟ لا يريدون إعادة أرضنا ولا إيجاد حل للمشكلة الفلسطينية المستمرة منذ عام 1948 على الأرض اللبنانية. فلنفترض أن حزب الله سلم سلاحه كما يريدون، فبعدها يمكن أن يقوم الفلسطينيون بتفجير الوضع. إذا نريد أيضا إطارا لحل المشكلة الفلسطينية على أرضنا".

اضاف: "هناك أمر آخر صدر اليوم في الإعلام: أحد الصحافيين الأجانب، وهو ميشال مالبرونو، وهو كان مخطوفا في العراق، أخذ مني مقابلة لجريدة الفيغارو. وإذا بي أشاهد على التلفزيون ضمن شريط الأحداث أن العماد عون يعارض الإتيان بقوة دولية للحد من العنف في لبنان. هذا ليس مجرد إعلام كاذب، إنه إعلام مجرم. كل المقابلة كانت تتكلم على مقاربة حقوقية وقانونية تعبر عن رغبتنا في إحلال السلام في لبنان والمنطقة. لقد تصرف الصحافي بالنص مما أعطى المقابلة معاني غير تلك التي قصدتها، وخصوصا عندما قال إنني لا أرحب بالفرنسيين في لبنان. نحن نقول إننا لا نريد قوة دولية لنزع السلاح لأنها ستنقل الحرب إلى الداخل.

هذا هو الموقف الذي عبرت عنه، ولكن إذا كان الأمر ضمن قوة برعاية الأمم المتحدة، أهلا وسهلا بالفرنسيين في تلك الحالة، فهم يكونون عند ذلك كأنهم في بيتهم". إذا ثمة فارق كبير بين الكلام المكتوب وذاك الذي قيل. مثلا، سألني هل أؤيد أو أعارض محاكمة المسؤولين عن الحرب أمام محكمة دولية. فسألته:

هل تشمل تلك المحاكمة إسرائيل؟ فقال: نعم. فأجبته بالموافقة. فماذا كتب؟ العماد عون يطالب بمحاكمة الإسرائيليين. وعلى كل حال أنا لا أخجل بذلك، ولكن فليتأكدوا مما قلت.

 هناك هيئة خاصة ساهرة على حقوق الإنسان يمكن أن تدعي وتحدد هل هناك جريمة حرب أو جريمة ضد الإنسانية وتبني على الشيء مقتضاه". اضاف: "إذا يجب الانتباه كثيرا إلى إعلام كهذا. نتأسف أن يصدر عن جريدة الفيغارو هذا الموضوع بهذه الطريقة وأعتقد أنها ستعالجه مع مراسلها هنا، لأنها جريدة نحترمها ونحترم إعلامها ونحن من الذين يطالعونها دائما". وتابع: "نتأمل في هذه المرحلة من الصحافيين اللبنانيين أن ينقلوا هذه المواضيع بدقة ويتأكدوا من الأمور حتى لا نقع في أشياء تكون أسوأ من الحالة التي نعيشها".

سئل: "هل يختلف دعمك اليوم لحزب الله عما كان عليه قبل الحرب أم أن هناك دعما جديدا له بعد الحرب؟ اجاب: "لماذا تستعملون كلمة "دعم"؟ دائما تصرون على استعمال الكلمة التي تستعملها إسرائيل والإعلام الغربي. هل تعرفون الفرق بين "الدعم" و"التفاهم"؟ التفاهم ليس دعما ولا تحالفا. نحن لا نتنكر لموقفنا بل بالعكس، إن موقفنا صريح ومستقل تماما: هناك ورقة تفاهم ما زلنا نصر عليها وثمة حالة استثنائية طرأت بسبب هذه الحرب. نحن عبرنا عن مواقفنا في ما يتعلق بهذه الحرب. لقد قلنا منذ البداية إذا كانت إسرائيل تريد أن ترد على عملية عسكرية فلترد عسكريا على حزب الله من دون قتل المدنيين، وفقا لقواعد الحرب التي ترعاها إتفاقات جنيف. نحن لا ندعم إلا وحدتنا الوطنية ونعرف أن هناك عدوانا على بلدنا يتجاوز حق الرد المشروع عن النفس. ونحن لا نفهم كيف أنهم في الأمم المتحدة "يدينون" عملية عسكرية فيها أسر لجنديين بينما يكتفون ب"التأسف" حيال 900 شهيد مدني. اليوم لبنان كله يتعرض للخطر، هناك 33 قتيلا من المسؤول عنهم؟ هل هو حزب الله؟ وما هي الجريمة التي ارتكبها هؤلاء الشهداء؟ وهل زراعة أرضهم ليعتاشوا منها جريمة؟".

 

رئيس الجمهورية في حديث شامل الى محطة "RTL" الرابعة التلفزيونية

الجيش والمقاومة يكملان بعضهما على الارض ولا أحد يعرف تحركات المقاومة اللبنانيون لن يسمحوا لأحد بإجبارهم على شيء لا يصب في مصلحة وطنهم الإعلام الاميركي يعتم على فداحة مجزرة قانا حتى لا يرى الشعب ما يجري الإسرائيليون يستعملون في عدوانهم اسلحة لم تستعمل من قبل في التاريخ

وطنية - 4/8/2006 (سياسة) أكد رئيس الجمهورية العماد إميل لحود "أن الإعلام الاميركي حريص على التعتيم على فداحة مجزرة قانا، ما يعني أن الإدارة الأميركية لا ترغب في أن يرى شعبها ويعرف ما يحصل في لبنان". وشدد على "أن إسرائيل لن تحقق أهداف حربها على لبنان مهما قتلت أبرياء ومهما دمرت".

ولفت الرئيس لحود في حديث إلى محطة "RTL" الرابعة التلفزيونية، إلى "أن الحرب التي تشنها إسرائيل على لبنان اليوم هي من أسوأ الحروب التي عاشها"، مؤكدا" أن القوة لن تجعل لبنان يخضع. وقال: "لدى اللبنانيين شعور بالعزة والفخر، ولن يسمحوا لأحد بإجبارهم على شيء لا يصب في مصلحة وطنهم". وأضاف: "يمكنهم قتلنا، ولكن لا يمكنهم إجبارنا على شيء". وجاء في وقائع حديث الرئيس لحود الاتي:

سئل: برأيكم متى ينتهي العدوان على لبنان الذي دخل اسبوعه الرابع؟ أجاب: "ينتهي هذا العدوان عندما يتوقفون عن إطلاق النار، وهذا يجب أن يتم في أسرع وقت ممكن. وقد أدى هذا العدوان إلى تدمير كلي للبنية التحتية للبنان، ولدينا الآن أكثر من 800 قتيل و2000 جريح، إضافة إلى أن الإسرائيليين يستعملون في عدوانهم اسلحة لم تستعمل من قبل في تاريخ الحروب بما فيها القنابل الفوسفورية، والصواريخ الذكية وغيرها من القنابل القاتلة. وجميعها ضد المدنيين. وحتى الآن لم يتمكنوا من العثور على عناصر المقاومة ولن يتمكنوا من ذلك.

لذلك أقول إن هذا العدوان لا يجب أن يستمر أكثر، أوقفوا النار ودعونا نجلس حول الطاولة لنتباحث في جميع المواضيع".

سئل: من يجب أن يتوقف عن إطلاق النار؟ أجاب: "إسرائيل بالطبع، وأنا متأكد أنه عندما تتوقف إسرائيل عن إطلاق النار فإن المقاومة ستوقف نيرانها أيضا. وكل لبنان يطالب الآن بوقف لإطلاق النار خصوصا بعد مجزرة قانا. وكما تعلمون فإن إسرائيل كانت إرتكبت مجرزة مماثلة العام 1996 ولم يحاسبها المجتمع الدولي يومها. وسبق مجزرة قانا بأيام عدة قيام الإسرائيليين بإطلاق النار على موقع تابع للأمم المتحدة أدى إلى مقتل أربعة مراقبين منهم، لم يكن في حوزتهم أسلحة للدفاع عن أنفسهم.

أما السؤال لماذا قتلوهم؟ فالجواب يتعلق بموقف الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان الذي طالب قبل يوم من الحادثة بوقف فوري لإطلاق النار في لبنان، هذا الأمر لم يعجب الإسرائيليين الذين برروا الحادثة بالقول إنها حصلت خطأ، وبأنهم ظنوا بأن هناك مربضا للصواريخ قرب الموقع التابع للأمم المتحدة. هم لديهم كاميرات متطورة يمكنها تحديد الأهداف بدقة، ولكنهم يعرفون أن مجلس الأمن لن يدينهم لأن أميركا ستستعمل حق الفيتو. أؤكد لك أنه مهما قتلت إسرائيل أبرياء ودمرت في لبنان فهي لن تحقق أهدافها.

لقد قالوا أولا إنهم يريدون الوصول إلى مجرى الليطاني ونزع سلاح "حزب الله" وفرض شروطهم على لبنان. ولكن حتى الآن لم يسجل أي تقدم لإسرائيل، ولم تتمكن من تحقيق أهدافها، ولم يستطيعوا حتى الآن السيطرة على بلدة حدودية لبنانية واحدة. ومن ثم يدعون أنهم نجحوا بعمليات إنزال وبأنهم خطفوا مسؤولين في "حزب الله". كل ما أريد قوله بأنهم لم ينجحوا حتى الآن. اؤكد لك أنه حتى وزراء "حزب الله" في الحكومة لا يعرفون من اين يأتي الحزب بالسلاح وأين يخبئه ولا كيف تتحرك عناصره، وهذا ما يجعل العثور عليهم مستحيلا".

دور رئيس الجمهورية

سئل: ألا يمكنك كرئيس جمهورية أن توقف نشاطات "حزب الله" في أي طريقة؟ أجاب: "لا يمكن لرئيس الجمهورية في لبنان اتخاذ أي قرار بمفرده بحسب الدستور الذي يتيح للحكومة مجتمعة اتخاذ القرارات. فرئيس الجمهورية يمكنه ترأس جلسات مجلس الوزراء ولكنه لا يستطيع أن يصوت على القرارات. التصويت يتم من قبل أعضاء الحكومة. وطبعا لرئيس الجمهورية نفوذ، ولكن نفوذه يجب أن يترجم كقرار يتخذ من قبل الحكومة. كل ما يمكنني قوله الآن إن الحكومة اتخذت قرارا بعد مجزرة قانا أن الأولوية هي فقط لوقف إطلاق النار".

سئل: إذا ما هو دورك؟ اجاب: "دوري هو المساعدة في تحقيق الوحدة والتضامن بين أعضاء الحكومة خصوصا أن الحكومة تتألف من أطراف عديدة. وعندما كان لبنان موحدا استطاع تحرير القسم الاكبر من اراضيه من الاحتلال الإسرائيلي، وهو أمر لم تستطع الدول العربية مجتمعة تحقيقه.

وعندما كان لبنان ضعيفا ومشرذما، دخل في حرب أهلية. نحن نريد أن يرى العالم ويعلم بما يحدث هنا في لبنان خصوصا أن الإعلام الغربي لا يظهر الصورة الحقيقية لما يحدث هنا. فمثلاً الإعلام الأميركي حريص على التعتيم على فداحة مجزرة قانا، ما يعني أن الإدارة الأميركية لا ترغب في أن يرى شعبها ويعرف ما يحصل هنا، خصوصا أن هذا الشعب لا يرغب في رؤية حقوق الإنسان والحريات والديمقراطية منتهكة". سئل: ما هو شعورك كرئيس لدولة تحت العدوان والغزو؟ أجاب: "الشعور مؤلم جدا.

لقد كان لبنان هذا البلد الصغير والجميل جدا، مستقرا ومزدهرا حتى مقتل الرئيس رفيق الحريري. وصنف من قبل الانتربول الدولة الأكثر استقرارا. هل تظن أن اللبنانيين يرغبون بالحرب؟ طبعا لا. ما نريده هو التوصل إلى وقف إطلاق نار فوري لكي يتم التباحث في جميع الأمور. إلا أننا لن نقبل بأن يهددونا باستكمال عدوانهم للقبول بشروطهم بما فيها نشر قوات دولية لأن ذلك سيؤدي إلى ان يكون لبنان شبيها بكوسوفو. انا اقول دعوا اللبنانيين يعيشون بسلام، وبإمكانهم أن يدهشوا العالم بما قد يفعلونه. ولن ابالغ إذا قلت إن لبنان سيكون سويسرا الشرق الأوسط". دور الجيش اللبناني سئل: ما هو دور الجيش اللبناني في ما يحصل الآن؟ اجاب: "عندما تسلمت قيادة الجيش، كان الجيش منقسما إلى ألوية طائفية، فقررت أن أوحده وأدمج هذه الألوية ببعضها.

وكان الجميع حينها ضدي، وقيل لي أنه إذا أقدمت على هذه الخطوة فستقسم الجيش فأجبتهم بالإصرار على أن يكون لدينا جيش وطني حيث عملت يومها الولايات المتحدة على تزويدنا بسيارات عسكرية وغيرها بأسعار زهيدة جدا، لا نزال نستعملها حتى اليوم. وعلى رغم أنها لا تزال في وضع جيد إلا أنه لا يمكننا استعمالها لمحاربة الترسانة العسكرية الضخمة لإسرائيل لأن هذه المعدات هي للاستعمال الداخلي فقط. ولهذا تلعب المقاومة اللبنانية الدور المكمل للجيش في لبنان. ما يمكن للجيش أن يفعله، لا يمكن للمقاومة فعله والعكس صحيح أيضا. وهذه هي قوة لبنان خصوصا أن إسرائيل لا تريد رؤية لبنان مزدهرا لأنه يشكل منافسا قويا لها".

سئل: هل هنالك من ينسق بين الجيش والمقاومة؟ أم أنهم يكملون بعضهم على الأرض؟ أجاب: "إنهم بالطبع يكملون بعضهم. وكما قلت لك لا أحد يعرف طبيعة عمل المقاومة وتحركاتها". سئل: حتى أنتم؟ أجاب: "حتى أنا ولا وزراء المقاومة في الحكومة، لأن لديها خططها التي لا يعرف أحد بها".

سئل: يبدو أن شعبية "حزب الله" ازدادت منذ بدء العدوان. هل تخاف من ذلك؟ وهل يمكن لهذه الشعبية أن تؤثر على استقرار لبنان؟ أجاب: "العكس صحيح. عندما تم تحرير لبنان ظن الجميع أن المقاومة ستستغل هذا الإنجاز لصالحها، إلا أنها لم تفعل ذلك، حتى أنها لم تشارك في الحكومات المتتالية في لبنان. بل شاركت فقط في الحكومة إثر مقتل الرئيس الشهيد رفيق الحريري بعدما طلب منها ذلك. وقد أهدوا انتصار التحرير إلى لبنان وجميع اللبنانيين. وأدى هذا التحرير إلى وقفة عز لدى جميع اللبنانيين خصوصا أن العرب لم يستطيعوا تحقيق أي انتصار على إسرائيل التي هزمتهم في ستة أيام".

سئل: ما هي أسوأ حرب عشتموها؟ أجاب: "إنها التي اعيشها الآن. لقد عشت حروبا كثيرة بما فيها الحرب على فلسطين وحروب لبنان، وحرب الغزو الإسرائيلي في العام 1982، والحرب الأهلية وغيرها. أما الحرب الأسوأ فهي هذه الحرب التي يستعملون فيها أسلحة مدمرة بما فيها الذكية وغيرها. هل تصدق أنهم يستعملون صواريخ زنتها ثلاثة أطنان لتدمير بيوت الابرياء؟ هل هذا مسموح في القرن الحادي والعشرين.

أنا أفهم أن للولايات المتحدة مصالح في المنطقة ولكن استعمال مثل هذه الصواريخ لن يحقق شيئا. هناك طرق أخرى لتحقيق المآرب بما فيها التفاوض والنقاش. لا يمكنهم تحقيق مآربهم بالقوة ولن يجعلونا نخضع لهم. لدى اللبنانيين شعور بالعزة والفخر، ولن يسمحوا لأحد بإجبارهم على شيء لا يصب في مصلحة وطنهم. يمكنهم قتلنا ولكن لا يمكنهم إجبارنا على شيء". برقية الى الرئيس شافيز وكان الرئيس لحود، ابرق الى الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز، شاكرا اياه على موقفه الجريء والداعم للحق والقاضي بسحب السفير الفنزويلي لدى اسرائيل احتجاجا على ما ترتكبه القوات الاسرائيلية بحق لبنان وشعبه.

وتمنى الرئيس لحود "لو حذت بعض الدول الفاعلة حذو فنزويلا، واتخذت خطوات عملية بحق اسرائيل، لما وصلنا الى هذه الدرجة الخطرة من التدهور الامني".

وجاء في برقية الرئيس لحود: "في الوقت الذي يتعرض فيه بلدنا لبنان لأعنف حرب شاملة ووحشية تشنها عليه اسرائيل، موقعة بشعبه المجزرة تلو المجزرة، ومدمرة بنيته التحتية ومدنه وقراه، وفي ظل الصمت المخزي للمجتمع الدولي، وعجزه عن وقف عدوان اسرائيل الشرس على بلدنا الصغير، وعدم اتخاذه أي اجراءات من شأنها ايقاف آلة التدمير الاسرائيلية، برز موقفكم القوي والعادل بسحب السفير الفنزويلي في اسرائيل، ليبرهن عن جرأتكم في الوقوف الى جانب الحق، وتحديكم للدعم الاميركي المجحف وغير المشروط لاسرائيل في حربها على لبنان. ونحن على يقين، بأنه لو حذت بعض الدول الفاعلة حذوكم، واتخذت خطوات عملية بحق اسرائيل، لما وصلنا الى هذه الدرجة الخطرة من التدهور الامني الذي ينذر باشعال الحرائق في منطقة الشرق الاوسط بأسرها. ان لبنان لا يسعه ازاء موقفكم الشريف، الا ان يعبر عن تقديره لسياستكم ولدعمكم للعدل والحق. ونتمنى في هذا السياق، ان تتوطد اواصر الصداقة بين بلدينا، وتتعزز العلاقات الثنائية على كافة الصعد، خصوصا وان فنزويلا تحتضن جالية كبيرة من اللبنانيين والمتحدرين من اصل لبناني".

 

الوطني الحر" نعى شهيدا سقط بالغارة على جسر المدفون

وطنية - 4/8/2006 (متفرقات) نعى "التيار الوطني الحر" الشهيد زياد راتب نعمة الذي سقط من جراء القصف الاسرائيلي على جسر المدفون. وقال بيان للتيار ان الشهي مجاز في الالكترونيك, ويعمل في مؤسسة "هواتشيكن"- الصفرا. وناشط في صفوف "التيار الوطني الحر" - هيئة انفة منذ عام 1998. وستقام مراسم التشييع غدا، الخامسة بعد الظهر، في مسقط رأسه انفه، حيث يوارى.

 

الرئيس السنيورة عرض مع ممثل انان وسفير فرنسا تطورات العدوان

بيدرسن:الامين العام يؤمن بقوة بضرورة وقف الاعتداءات الحربية

وطنية - 4/8/2006 (سياسة) استقبل رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة في السراي الكبير ممثل الامين العام للامم المتحدة في لبنان غير بيدرسن الذي قال على الاثر: "ان الامين العام للامم المتحدة كوفي انان يؤمن بقوة بانه يجب وقف الاعتداءات الحربية فورا، ويجب ان يحصل ذلك اليوم، لان الكثير من الابرياء يقتلون، وهناك حاجة لوقف القتال، واذا استمر الامر كما هو فان خطر الحرب سيتفاقم وسيزداد التصعيد وهو يؤذي لبنان وشعبه وشعب اسرائيل، لذلك فان من مصحلة المنطقة ولبنان واسرائيل ان يتوقف هذا القتال". سئل: هل سيتم التوصل الى قرار لوقف اطلاق النار في مجلس الامن الدولي؟ اجاب: "هذه هي نصيحة مشددة من قبل الامين العام، وهو دعا مجلس الامن الدولي الى التحرك وعلى المجلس ان يتخذ القرار". سفير فرنسا ثم استقبل سفير فرنسا برنار ايمييه وعرض معه اخر الاتصالات الجارية لوقف اطلاق النار. وكان الرئيس السنيورة قد استقبل الفنانة المصرية رغده وعضوي الامانة العامة للمؤتمر القومي العربي وعضوي حزب الكرامة العربية في مصر السيدين امين اسكندر ومحمدي المعصراوي في زيارة تضامن مع لبنان.

 

رئيس الجمهورية في حديث شامل الى محطة "RTL" الرابعة التلفزيونية : الجيش والمقاومة يكملان بعضهما على الارض ولا أحد يعرف تحركات المقاومة اللبنانيون لن يسمحوا لأحد بإجبارهم على شيء لا يصب في مصلحة وطنهم الإعلام الاميركي يعتم على فداحة مجزرة قانا حتى لا يرى الشعب ما يجري الإسرائيليون يستعملون في عدوانهم اسلحة لم تستعمل من قبل في التاريخ

وطنية - 4/8/2006 (سياسة) أكد رئيس الجمهورية العماد إميل لحود "أن الإعلام الاميركي حريص على التعتيم على فداحة مجزرة قانا، ما يعني أن الإدارة الأميركية لا ترغب في أن يرى شعبها ويعرف ما يحصل في لبنان". وشدد على "أن إسرائيل لن تحقق أهداف حربها على لبنان مهما قتلت أبرياء ومهما دمرت". ولفت الرئيس لحود في حديث إلى محطة "RTL" الرابعة التلفزيونية، إلى "أن الحرب التي تشنها إسرائيل على لبنان اليوم هي من أسوأ الحروب التي عاشها"، مؤكدا" أن القوة لن تجعل لبنان يخضع. وقال: "لدى اللبنانيين شعور بالعزة والفخر، ولن يسمحوا لأحد بإجبارهم على شيء لا يصب في مصلحة وطنهم".

وأضاف: "يمكنهم قتلنا، ولكن لا يمكنهم إجبارنا على شيء". وجاء في وقائع حديث الرئيس لحود الاتي: سئل: برأيكم متى ينتهي العدوان على لبنان الذي دخل اسبوعه الرابع؟ أجاب: "ينتهي هذا العدوان عندما يتوقفون عن إطلاق النار، وهذا يجب أن يتم في أسرع وقت ممكن. وقد أدى هذا العدوان إلى تدمير كلي للبنية التحتية للبنان، ولدينا الآن أكثر من 800 قتيل و2000 جريح، إضافة إلى أن الإسرائيليين يستعملون في عدوانهم اسلحة لم تستعمل من قبل في تاريخ الحروب بما فيها القنابل الفوسفورية، والصواريخ الذكية وغيرها من القنابل القاتلة. وجميعها ضد المدنيين. وحتى الآن لم يتمكنوا من العثور على عناصر المقاومة ولن يتمكنوا من ذلك. لذلك أقول إن هذا العدوان لا يجب أن يستمر أكثر، أوقفوا النار ودعونا نجلس حول الطاولة لنتباحث في جميع المواضيع". سئل: من يجب أن يتوقف عن إطلاق النار؟ أجاب: "إسرائيل بالطبع، وأنا متأكد أنه عندما تتوقف إسرائيل عن إطلاق النار فإن المقاومة ستوقف نيرانها أيضا. وكل لبنان يطالب الآن بوقف لإطلاق النار خصوصا بعد مجزرة قانا. وكما تعلمون فإن إسرائيل كانت إرتكبت مجرزة مماثلة العام 1996 ولم يحاسبها المجتمع الدولي يومها. وسبق مجزرة قانا بأيام عدة قيام الإسرائيليين بإطلاق النار على موقع تابع للأمم المتحدة أدى إلى مقتل أربعة مراقبين منهم، لم يكن في حوزتهم أسلحة للدفاع عن أنفسهم.

أما السؤال لماذا قتلوهم؟ فالجواب يتعلق بموقف الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان الذي طالب قبل يوم من الحادثة بوقف فوري لإطلاق النار في لبنان، هذا الأمر لم يعجب الإسرائيليين الذين برروا الحادثة بالقول إنها حصلت خطأ، وبأنهم ظنوا بأن هناك مربضا للصواريخ قرب الموقع التابع للأمم المتحدة. هم لديهم كاميرات متطورة يمكنها تحديد الأهداف بدقة، ولكنهم يعرفون أن مجلس الأمن لن يدينهم لأن أميركا ستستعمل حق الفيتو. أؤكد لك أنه مهما قتلت إسرائيل أبرياء ودمرت في لبنان فهي لن تحقق أهدافها.

لقد قالوا أولا إنهم يريدون الوصول إلى مجرى الليطاني ونزع سلاح "حزب الله" وفرض شروطهم على لبنان. ولكن حتى الآن لم يسجل أي تقدم لإسرائيل، ولم تتمكن من تحقيق أهدافها، ولم يستطيعوا حتى الآن السيطرة على بلدة حدودية لبنانية واحدة. ومن ثم يدعون أنهم نجحوا بعمليات إنزال وبأنهم خطفوا مسؤولين في "حزب الله". كل ما أريد قوله بأنهم لم ينجحوا حتى الآن.

اؤكد لك أنه حتى وزراء "حزب الله" في الحكومة لا يعرفون من اين يأتي الحزب بالسلاح وأين يخبئه ولا كيف تتحرك عناصره، وهذا ما يجعل العثور عليهم مستحيلا". دور رئيس الجمهورية سئل: ألا يمكنك كرئيس جمهورية أن توقف نشاطات "حزب الله" في أي طريقة؟ أجاب: "لا يمكن لرئيس الجمهورية في لبنان اتخاذ أي قرار بمفرده بحسب الدستور الذي يتيح للحكومة مجتمعة اتخاذ القرارات. فرئيس الجمهورية يمكنه ترأس جلسات مجلس الوزراء ولكنه لا يستطيع أن يصوت على القرارات. التصويت يتم من قبل أعضاء الحكومة. وطبعا لرئيس الجمهورية نفوذ، ولكن نفوذه يجب أن يترجم كقرار يتخذ من قبل الحكومة. كل ما يمكنني قوله الآن إن الحكومة اتخذت قرارا بعد مجزرة قانا أن الأولوية هي فقط لوقف إطلاق النار".

سئل: إذا ما هو دورك؟ اجاب: "دوري هو المساعدة في تحقيق الوحدة والتضامن بين أعضاء الحكومة خصوصا أن الحكومة تتألف من أطراف عديدة. وعندما كان لبنان موحدا استطاع تحرير القسم الاكبر من اراضيه من الاحتلال الإسرائيلي، وهو أمر لم تستطع الدول العربية مجتمعة تحقيقه. وعندما كان لبنان ضعيفا ومشرذما، دخل في حرب أهلية. نحن نريد أن يرى العالم ويعلم بما يحدث هنا في لبنان خصوصا أن الإعلام الغربي لا يظهر الصورة الحقيقية لما يحدث هنا. فمثلاً الإعلام الأميركي حريص على التعتيم على فداحة مجزرة قانا، ما يعني أن الإدارة الأميركية لا ترغب في أن يرى شعبها ويعرف ما يحصل هنا، خصوصا أن هذا الشعب لا يرغب في رؤية حقوق الإنسان والحريات والديمقراطية منتهكة". سئل: ما هو شعورك كرئيس لدولة تحت العدوان والغزو؟ أجاب: "الشعور مؤلم جدا. لقد كان لبنان هذا البلد الصغير والجميل جدا، مستقرا ومزدهرا حتى مقتل الرئيس رفيق الحريري. وصنف من قبل الانتربول الدولة الأكثر استقرارا. هل تظن أن اللبنانيين يرغبون بالحرب؟ طبعا لا. ما نريده هو التوصل إلى وقف إطلاق نار فوري لكي يتم التباحث في جميع الأمور.

إلا أننا لن نقبل بأن يهددونا باستكمال عدوانهم للقبول بشروطهم بما فيها نشر قوات دولية لأن ذلك سيؤدي إلى ان يكون لبنان شبيها بكوسوفو. انا اقول دعوا اللبنانيين يعيشون بسلام، وبإمكانهم أن يدهشوا العالم بما قد يفعلونه. ولن ابالغ إذا قلت إن لبنان سيكون سويسرا الشرق الأوسط". دور الجيش اللبناني سئل: ما هو دور الجيش اللبناني في ما يحصل الآن؟ اجاب: "عندما تسلمت قيادة الجيش، كان الجيش منقسما إلى ألوية طائفية، فقررت أن أوحده وأدمج هذه الألوية ببعضها. وكان الجميع حينها ضدي، وقيل لي أنه إذا أقدمت على هذه الخطوة فستقسم الجيش فأجبتهم بالإصرار على أن يكون لدينا جيش وطني حيث عملت يومها الولايات المتحدة على تزويدنا بسيارات عسكرية وغيرها بأسعار زهيدة جدا، لا نزال نستعملها حتى اليوم.

وعلى رغم أنها لا تزال في وضع جيد إلا أنه لا يمكننا استعمالها لمحاربة الترسانة العسكرية الضخمة لإسرائيل لأن هذه المعدات هي للاستعمال الداخلي فقط. ولهذا تلعب المقاومة اللبنانية الدور المكمل للجيش في لبنان. ما يمكن للجيش أن يفعله، لا يمكن للمقاومة فعله والعكس صحيح أيضا. وهذه هي قوة لبنان خصوصا أن إسرائيل لا تريد رؤية لبنان مزدهرا لأنه يشكل منافسا قويا لها".

سئل: هل هنالك من ينسق بين الجيش والمقاومة؟ أم أنهم يكملون بعضهم على الأرض؟ أجاب: "إنهم بالطبع يكملون بعضهم. وكما قلت لك لا أحد يعرف طبيعة عمل المقاومة وتحركاتها". سئل: حتى أنتم؟ أجاب: "حتى أنا ولا وزراء المقاومة في الحكومة، لأن لديها خططها التي لا يعرف أحد بها". سئل: يبدو أن شعبية "حزب الله" ازدادت منذ بدء العدوان. هل تخاف من ذلك؟ وهل يمكن لهذه الشعبية أن تؤثر على استقرار لبنان؟ أجاب: "العكس صحيح. عندما تم تحرير لبنان ظن الجميع أن المقاومة ستستغل هذا الإنجاز لصالحها، إلا أنها لم تفعل ذلك، حتى أنها لم تشارك في الحكومات المتتالية في لبنان. بل شاركت فقط في الحكومة إثر مقتل الرئيس الشهيد رفيق الحريري بعدما طلب منها ذلك. وقد أهدوا انتصار التحرير إلى لبنان وجميع اللبنانيين. وأدى هذا التحرير إلى وقفة عز لدى جميع اللبنانيين خصوصا أن العرب لم يستطيعوا تحقيق أي انتصار على إسرائيل التي هزمتهم في ستة أيام".

سئل: ما هي أسوأ حرب عشتموها؟ أجاب: "إنها التي اعيشها الآن. لقد عشت حروبا كثيرة بما فيها الحرب على فلسطين وحروب لبنان، وحرب الغزو الإسرائيلي في العام 1982، والحرب الأهلية وغيرها. أما الحرب الأسوأ فهي هذه الحرب التي يستعملون فيها أسلحة مدمرة بما فيها الذكية وغيرها.

هل تصدق أنهم يستعملون صواريخ زنتها ثلاثة أطنان لتدمير بيوت الابرياء؟ هل هذا مسموح في القرن الحادي والعشرين. أنا أفهم أن للولايات المتحدة مصالح في المنطقة ولكن استعمال مثل هذه الصواريخ لن يحقق شيئا. هناك طرق أخرى لتحقيق المآرب بما فيها التفاوض والنقاش. لا يمكنهم تحقيق مآربهم بالقوة ولن يجعلونا نخضع لهم. لدى اللبنانيين شعور بالعزة والفخر، ولن يسمحوا لأحد بإجبارهم على شيء لا يصب في مصلحة وطنهم. يمكنهم قتلنا ولكن لا يمكنهم إجبارنا على شيء".

 

غارة على مشاريع زراعية لتوضيب الفاكهة والخضار في القاع وقصف استهدف طريقا فرعيا ترابيا واحتراق شاحنة تبريد لنقل المنتجات

وطنية- 4/8/2006 (امن) افاد مندوب الوكالة الوطنية للاعلام جمال الساحلي في البقاع الشمالي انه عند الثانية والربع، اغار الطيران المعادي على مشاريع زراعية لتوضيب الفاكهة والخضار، شرقي بلدة القاع، بين مركزي الامن العام السوري واللبناني واصيبت باضرار فادحة. وافاد مندوبنا في الهرمل ايضا سليمان نصر ان القصف استهدف طريقا فرعيا ترابيا يربط المشاريع ببعض القرى السورية. كما قصفت شاحنة مبردة لنقل المنتجات الزراعية كانت متوقفة منذ عشرة ايام في مشروع السيد ناصر الجبالي. ولم يكن هناك اصابات بالارواح سوى ان الشاحنة احترقت بالكامل.

 

انتشال جثة من تحت انقاض جسر الفيدار

وطنية-4/8/2006(امن) افاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" ميشال كرم انه انتشلت عند الاولى من بعد ظهر اليوم جثة من تحت انقاض جسر الفيدار, وتعود للمواطن جوزف مخايل باسيل من مواليد الفيدار 1944, ونقلها الصليب الاحمر اللبناني الى مستشفى سيدة لبنان, وبذلك يرتفع عدد الشهداء الى اثنين, و11 جريحا من جراء الغارة على جسر الفيدار. يشار الى ان باسيل كان يمارس رياضة المشي, وصودف مروره في تلك المحلة اثناء الغارة.

 

10جرحى في الغارة الاسرائيلية على جسر غزير - المعاملتين

وطنية-4/8/2006(امن) افادت مندوبة "الوكالة الوطنية للاعلام" دوللي الحاج في جونية، ان الغارة الجوية الاسرائيلية على جسر غزير -المعاملتين صباح اليوم ادت الى سقوط 10 جرحى في سيارة مرسيدس , وسيارة "فان" اثناء مرورهما على الجسر, وقد نقلوا الى مستشفى سيدة لبنان, ومستشفى سان لويس. والجرحى في سيارة الفان هم: السائق محمد حسن دياب, والركاب: جورج انطونيوس الاحمر, جبرايل مخايل نعمة, علي حسين زعيتر, فوزي رياض المعرباني, فراس الشهال, وجميل احمد حياش. واصيب داخل سيارة المرسيدس كمال فقيه وشقيقه ياسر, كما جرح السوري جميل عواد حماس الذي صودف وجوده تحت الجسر اثناء الغارة. ع.خ وجميل احمد حماس- سوري"الجنسية.

 

البطريرك صفير بحث مع زواره في الديمان الاعتداءات الاسرائيلية الجديدة ورابطة قنوبين للتراث اعلنت الغاء نشاطاتها السنوية في حديقة البطاركة النائب بولس: لتعميق وحدة الموقف الوطني لمواجهة تحديات المرحلة الخطرة والتوصل الى وقف للنار يؤسس لحل سياسي يكفل بسط سلطة الدولة على كل الاراضي

وطنية - 4/8/2006 (سياسة) عقد البطريرك الماروني الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير في الديمان سلسلة لقاءات لبحث موضوع الاعتداءات الاسرائيلية التي طالت مرافق جديدة في جبل لبنان والشمال، وتداعياتها الاجتماعية والانسانية، فاستقبل النائب جواد بولس الذي لفت بعد اللقاء الى انه "عرض مع البطريرك صفير "تطورات الاوضاع الراهنة خصوصا بعد الاعتداءات الاسرائيلية المتسعة النطاق ونتائج هذه الاعتداءات على صعيد حركة نزوح المواطنين الآمنين"، موضحا "اهمية تعميق وحدة الموقف الوطني لمواجهة تحديات المرحلة الخطيرة، آملا في التوصل الى وقف لاطلاق النار يؤسس لحل سياسي شامل يكفل بسط سلطة الدولة على الاراضي اللبنانية وحماية اللبنانيين وتحرير الارض".

ثم استقبل البطريرك صفير الدكتور نزار يونس الذي قدر مبادرة انعقاد القمة الروحية مثنيا على البيان الذي اصدره القادة الروحيين والذي "يعزز آمال اللبنانيين لمستقبل وطنهم الموحد". واستبقى البطريرك صفير الدكتور يونس على مائدة البطريركية. الغاء احتفالات حديقة البطاركة على صعيد آخر، اعلنت "رابطة قنوبين للرسالة والتراث" من الديمان في بيان "الغاء نشاطات سنوية حديقة البطاركة الثانية التي كان مقررا احياؤها بالتعاون مع اتحاد بلديات قضاء بشري، برعاية وحضور البطريرك صفير في مطلع الاسبوع المقبل"، مشيرة الى انه "عملا بتوجيهات البطريرك صفير تم الغاء النشاطات ذات الطابع الاحتفالي والقيام بالنشاطات الروحية فقط المتضمنة احياء مسيرات صلوات واضاءة شموع عند مدافن البطاركة في مزار القديسة مارينا في وادي قنوبين وفي واحة التأمل والصلاة المتصلة بحديقة البطاركة الموارنة في الديمان".

 

النائب ميشال عون في مداخلة عبر ال"أل.بي.سي" عن التطورات الاخيرة: العجز الاسرائيلي على الحدود يؤدي الى إعتداء أوسع على البنية التحتية نحن لا نريد الانتقال من حرب إلى حرب بل من حال الحرب إلى حال السلم

 وطنية - 4/8/2006 (سياسة) أجرت "المؤسسة اللبنانية للارسال"، قبل ظهر اليوم، حوارا مع النائب العماد ميشال عون سألته فيه عن تعليقه على التطورات الأمنية التي شهدناها اليوم،(قصف الجسور في كسروان وجبيل)، فأجاب: "أعتقد أن العجز على الحدود يؤدي الى إعتداء أوسع وأشمل على البنية التحتية، لكن مهما هدموا من جسور، فلن تكون أغلى من أطفال لبنان. وهذه الحقيقة يجب أن تعلن للعالم أجمع.

أي طفل في لبنان أغلى من أي جسر، والجسر نبنيه مجددا. ستكون المسيرة صعبة، وهذه محاولة لسحق كل روح لبنانية عالية. فما معنى ضرب الجسور في هذه المنطقة، وإغلاق هذه الشرايين؟ فلماذا يستثنوننا؟ أو يعاملوننا معاملة خاصة؟ كانوا يريدوننا ربما أن نتمرد على حزب الله وننجر إلى حرب أهلية.

لكننا تضامنا والتزمنا الوحدة الوطنية وقدمنا مساعدات إنسانية لأناس خسروا نصف عائلاتهم ونصف أولادهم. وهذا أقل ما يكمن أن يفعله أي شخص. "يضربوننا الآن!" لن نقوم بردة فعل ضد أحد. بل على العكس، ما حصل سيرسخنا في دعمنا لمواطنين مثلنا، نتقاسم معهم مشاعر الخوف والشجاعة وغيرها. هذا ما يعنيه الوطن، وهذا مفهومنا له". سئل: أليس قصف اليوم يعتبر ردا على كلام السيد نصرالله، وبالتالي توسيع نطاق الغارات الجوية؟ اجاب: "ضربوا البنية التحتية قبل كلام السيد حسن نصرالله. جسر عرقة من أقدم الجسور في لبنان، ولكنهم دمروه. كان من المستغرب إبقاؤهم على هذه الجسور". سئل: ما هو أفق هذه الحرب؟ وهل يمكن التوصل إلى وقف للنار؟ اجاب: "هل يريدون حلا للمشكلة أو يريدون قتل اللبنانيين؟ الحل وفق ما قلنا منذ اليوم الأول، يتطلب مقاربة للحقوق، من لديه حق لدى الثاني يجب أن يعطى له.

لكن يبدو أن ليس هناك مقاربة حقوق، وثمة مخطط أبعد من مسألة حقنا في الأرض والأسرى. أمر آخر، التدمير الحاصل ليس ردا على خطف أسيرين، فتدمير في هذا الحجم ليس رد فعل. هناك حرب شاملة استعملت فيها ذخيرة وتقنيات في حجم فاق ما استعمل في كل الحروب العربية - الإسرائيلية، بما فيها حرب قناة السويس".

قيل له: جنرال، في حديثك مع "الفيغارو" أبديت إعتراضك على القوة المتعددة الجنسية في الجنوب ووصفتها بقوة الاحتلال التي تهدف الى محاربة حزب الله وضمان أمن إسرائيل؟ اجاب: "هذا حديث مجتزأ، والصحافي الذي كتبه سيىء النية. إني أنبه اللبنانيين الى ان اسمه ميشال مالبرونو، وقد خطف سابقا في العراق. وهو اقتطع كلمات واخترع أخرى في الحديث الأخير في "الفيغارو".

فعلى سبيل المثال، هذه العبارة لم ترد ابدا "يرفض كليا نشر قوات متعددة الجنسية لوضع حد لأعمال العنف في لبنان". هذا الكلام لم يرد أبدا. وهو كلام كاذب وتحريضي، والصحافيون من هذا النوع ينقلون الواقع الكاذب الى الخارج. هذا بالنسبة إلى الصحافة أما بالنسبة إلى ما تبقى من الحديث، فهو مسجل وسنضعه في صيغته الفرنسية على الموقع الرسمي ل "التيار الوطني الحر" على شبكة الإنترنت. هو سأل عن قوات دولية لنزع سلاح "حزب الله". فقلت إن هذا سينقل الحرب من الصراع بين حزب الله وإسرائيل إلى حرب جديدة بين القوات الدولية وحزب الله. لماذا لا نسعى إلى وقف للنار وحل للمشكلة؟ لماذا السعي وراء حرب الجديدة؟ حتى أنه سألني إن كان الأمر سيسبب حربا أهلية في لبنان؟ فأجبته أن اللبنانيين لن يتقاتلوا في ما بينهم لخدمة إسرائيل. هذا في الموضوع الأول، ثم قال إني طالبت بمحاكمة إسرائيل في محكمة العدل الدولية. وفي واقع الأمر أنه سألني إن كنت مع محاكمة المسؤولين عن الحرب.

فسألته من جهتي إذا كانت ستشمل إسرائيل؟ فقال نعم. فقلت له إنني مع محاكمة جميع المسؤولين عن الحرب، حتى تظهر الحقيقة والأسباب التاريخية وراء الحرب. أنا لم أطلب محاكمة أحد أمام المحكمة الدولية. هؤلاء الصحافيونن الذين يهوون وضع كلمات والتسطير تحتها لتظهير مواقف حادة. أما أنا فعلى العكس، كان هدفي من الحديث القول إننا نريد السلام، ونريد مقاربة حقوقية للأمور. يجب أن نأخذ حقوقنا من إسرائيل وإذا كان لدى إسرائيل حقوق، فنعطيها إياها في المقابل. الحياة لها القيمة عينها عندنا وعند سوانا، ولا أعلم إذا كان ل"وكالة الصحافة الفرنسية" دور في الكذب، إذ لا يعقل أن يشوه حديث ويعطى معاني مماثلة".

سئل: إذا جنرال أنت لست معارضا للقوة المتعددة الجنسية المقترحة، لكنك معارض أن تقوم هي بنزع سلاح حزب الله؟ اجاب: "هل ننتقل من حرب إلى أخرى؟ نحن لسنا أمام مسألة نزع سلاح بالقوة. نريد حلا سلميا. حين يقولون "متعددة الجنسية لنزع سلاح حزب الله" فماذا يقصدون؟ حين يقولون نزع سلاح فهذا يعني استعمال القوة، أي حربا جديدة، هذا يؤدي إلى حرب ثانية. نحن لا نريد الانتقال من حرب إلى حرب، بل نريد الانتقال من حال الحرب إلى حالة السلم.

سئل: هل تؤيد المشروع الفرنسي المقترح؟ اجاب: "أنا أؤيد مشروعي. لنا أسرى ولهم أسرى، فلنتبادلهم. لنا أرض، نريد أن نستردها، وأن تتوقف النار. سلاح "حزب الله" هو نتيجة للخلاف وللصراع، وعندما تنتهي أسباب الصراع، تنتفي أسباب وجود سلاح حزب الله. نستطيع أن نصل الى حل دولي بسهولة، إنما وضع مئة بند، فهذا يؤدي الى تعقيد الأمور. المواقف يجب أن تكون سهلة وقريبة المنال. إذا كانوا لا يريدون إعادة الأسرى والأرض، ويريدون فقط نزع سلاح حزب الله فهذا يعني أن لديهم طموحا للوصول إلى شمال لبنان وليس فقط احتلال الجنوب. غدا يسيطرون على الليطاني والقرعون، وهذه الأمور لن تنتهي إن لم نعتمد حلا مبنيا على الحق والعدل. القوى العظمى التي تجتمع إن لم تقدم مقاربة قانونية عادلة، فلن نجد حلا للمشكلة،

وستقول الأجيال اللاحقة إن حقوقها سرقت وإنها تريد استرجاعها. الإسرائيلي يقارب الأمور دائما بالقوة، والقوة لن تحل الأمور. والآن هناك أشخاص يقاومون بفاعلية، وفاعليتهم ستزيد في المستقبل".

 

العلامة فضل الله حذر من اي انجرار نحو فتنة تلبي اهداف سفير واشنطن

حرب المقاومة ضد حرب اميركا واسرائيل ستمتد الى العالمين العربي والاسلامي اميركا تتحدث عن الجيش اللبناني كقوة لبسط الدولة سيطرتها على لبنان في الوقت الذي تقصف فيه اسرائيل ثكناته وتقتل ضباطه من دون اي احتجاج

وطنية - 4/8/2006 (سياسة) ألقى العلامة السيد محمد حسين فضل الله خطبة صلاة الجمعة، أكد فيها "ان المقاومة التي تحمل قرار النصر او الشهادة سوف تستكمل افشال حرب الابادة الاميريكية - الاسرائيلية، محذرا من اي انجرار نحو فتنة مذهبية او طائفية داخلية، تلبي اهداف سفير واشنطن في لبنان". ودعا الشعوب العربية والاسلامية و حكوماتها الى مؤازرة شعبي لبنان وفلسطين ومما جاء في خطبته السياسية: "انها الحرب الاميركية التي لا يزال الرئيس الاميركي واعضاء ادارته مصرون عليها، وكأنهم لم يرتوا بعد من دماء اطفال لبنان و نساءه و شيوخه، ولم يشبعوا من لحومهم، كما لو كان اللبنانيون بنظر هذا الرئيس وادارته من الهنود الحمر الذين كان الجنود الاميركيون يصطادونهم كما يصطادون الارانب. انها حرب اميركا على لبنان بصفتها جزءا من حرب اشمل، او على الاقل بكونها خطوة مهمة نحو احياء مشروع الشرق الاوسط الكبير او الموسع الذي تعثر في العراق او تعويض خسائرها النسبية في بلاد ما بين النهرين، عبر ربح دولا اخرى تعمل الادارة الاميركية لكي يكون لبنان اول حبة في عنقودها.

وربما كان من بين اهدافها استعادة هيبة الردع الاميركي التي تآكلت بسبب الضربات التي تتلقاها قواتها في العراق ومن ثم وقف تدهور المشروع الاميركي الشرق اوسطي الذي وضعه المحافظون الجدد كجزء رئيسي من الاستراتيجية الاميركية لتأييد السيطرة على موقعها في العالم".

واضاف: "لذلك فان التحالف الاميركي- الاسرائيلي في الحرب على لبنان، اريد له ان يخضع للتدمير المنظم لكل بنيته التحتية، ولتشريد شعبه ولا سيما ابناء الجنوب، في عملية ابادة متحركة بكل الوسائل العسكرية التي منحتها اميركا للعدو الصهيوني سابقا ولاحقا، لتلاحق المدنيين بكل وحشية بربرية بما في ذلك تهديم البيوت على رؤوس اهلها على طريقة مجزرة قانا الثانية، التي حصدت عشرات الاطفال، بالاضافة الى اماتهم وابائهم. ولا تزال اميركا تزود العدو باكثر القنابل تقدما، للفتك باللبنانيين المدنيين من دون اي حساب لتقتل اكبر عدد منهم، الامر الذي يؤكد للعالم سقوط كل الشعارات التي يطلقها الرئيس الاميركي في الديموقراطية وحقوق الانسان والحريات الانسانية، وليعرف الناس المستضعفون في العالم، ولا سيما في المنطقة العربية والاسلامية". وراى "ان الادارة الاميركية الحالية تمثل الخطر السرطاني على الانسان كله وعلى جميع المستويات".

وقال: "لقد ارادت اميركا ان تكون اسرائيل هي القوة الاكبر في المنطقة، لتكون يدها الضاربة، لتضرب بها كل الانظمة العربية، بما في ذلك الانظمة المتعاملة معها، حتى انها فرضت على بعضها الصلح مع العدو من موقع الهزيمة السياسية والنفسية والعسكرية، كما فرضت على بعضها الاخر ان تتفق معها في ممثليات تجارية على صعيد العلاقات التطبيعية التي تفتح لاسرائيل في العالم العربي كل الفرص الاقتصادية لتصدير منتجاتها على حساب اسقاط المشروع العربي في المقاطعة الاقتصادية. وهكذا بدأ الخوف العربي من العدو يجتاح عقول حكام العرب وغير العرب حتى اصبح الطريق الى العلاقات مع اميركا يمر بالعلاقة مع اسرائيل".

وتابع: "وقد تحركت الادارة الاميركية لمواجهة كل قوى التحرر والرفض والممانعة للاحتلال بالحصار والعنف الامني والسياسي، سواء في فلسطين او في لبنان، واطلقت تهمة الارهاب لكل فريق يطلب الحرية لشعبه ويرفض الاحتلال لارضه والسيطرة الاميركية الاستكبارية على مقدراته السياسية والاقتصادية، وخضعت الانظمة التي وظفتها المخابرات المركزية الاميركية، لحساب خطتها للسيطرة على المنطقة و مقدراتها. ولا تزال فلسطين تعاني من تدمير البنية التحتية لشعبها، ومن الحصار العربي، بالاضافة الى الحصار الاسرائيلي في كل عمليات الاغتيال بكل الاسلحة الاميركية، ومنع اية خطة للسلام بالرغم من الحديث عن دولة فلسطينية قابلة للحياة الى جانب الكيان الصهيوني في عملية نفاق اللجنة الرباعية الدولية الخاضعة لاميركا.

وهكذا، رأينا كيف تحولت الخطة الاميركية لتدمير لبنان تحت شعار حمايته و مساعدته في الحصول على القوة. وقال العلامة فضل الله: "من الطريف ان اميركا تتحدث عن الجيش اللبناني كقوة لبسط الدولة سيطرتها من خلاله على لبنان، في الوقت الذي تقصف فيه اسرائيل ثكنات هذا الجيش، و تقتل ضباطه و جنوده من دون اي احتجاج اميركي او اوروبي او حتى عربي على ذلك، مما يوحي بان المسألة هي اضعاف كل قوة لبنان في هذه الحرب المجنونة التي تريد لها اميركا الاستمرار بحجة الحل الشامل الذي يكفل الاستقرار للبنان.

ان القضية كل القضية لدى اميركا وحلفائها هي حماية الامن الاسرائيلي من كل القوى التي ترفض الاحتلال والهيمنة الصهيونية ولكن حساب الحقل الصهيوني لم يتناسب مع حساب البيدر اللبناني، فقد انطلقت المقاومة في حركة المجاهدين ضد العدو الصهيوني لتواجه العنفوان الاسرائيلي الذي كان يتحدث عن الجيش الذي يخيف ولا يخاف، بخطة عسكرية شجاعة حكيمة لتبادله قصفا بقصف، وقتالا بقتال، بالطريقة التي لم يستطع فهيا العدو ان يتماسك في المعركة، بحيث انه لم يتمكن من الحصول على اي نصر، مما جعله يلجأ الى قصف المدنيين باكثر الاساليب والاسلحة وحشية".

واكد العلامة فضل الله "ان هذا هو الواقع الجديد الذي جعل حلفاء اميركا واصدقاء اسرائيل من بعض الانظمة العربية، يشعرون بهذه القوة الجديدة التي واجهت العدو بمنطق النصر على جنوده مما بدأوا يحسبون له الف حساب، حتى انهم - بالرغم من انكارهم الشكلي- اصبحوا يشجعون العدو على الاستمرار في حرب لنبان، املا في انزال الهزيمة بالمقاومة. و لكن الشعوب العربية والاسلامية انطلقت لتقف مع المقاومة بالتأييد المطلق، لانها اعادت لها العنفوان العربي والاسلامي بالطريقة التي بدأت تهز الكثير من المواقع الرسمية". وراى العلامة فضل الله "ان هناك عصرا جديدا للانكسار في موقع الامة الواسع الذي سوف به ينطلق به جيل خلف جيل، وعلى العرب والمسلمين ان يدرسوا هذه التجربة الرائدة في حركة المجاهدين و يتابعوها في ساحة الصارع، ليعرفوا ان القضية ليست قضية نوع السلاح ولكنها قضية نوع المقاتل المقاوم الذي يتحرك بالايمان بالله،والثقة به، واستمداد القوة منه، بالاضافة الى خبرته العميقة في حركة القتال".

وختم: "انها حرب المقاومة ضد حرب اميركا واسرائيل، وسوف تمتد الى كل العالم العربي والاسلامي، و سوف ينتصر المجاهدون مهما طال الزمن، و مهما تعقدت الاوضاع، "و لينصرن الله ينصره ان الله لقوي عزيز"

 

براميرتس غادر بيروت عبر المرفأ على متن طوافة بريطانية

وطنية- 4/8/2006(سياسة) غادر رئيس لجنة التحقيق الدولية في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري القاضي سيرج براميرتس بيروت، عند الحادية عشرة والربع من قبل ظهر اليوم، على متن طوافة بريطانية عبر مرفأ بيروت.

 

شهيد ومفقود و 11جريحا في مستشفيات جبيل في الغارة على جسر الفيدار

وطنية-4/8/2006 (امن) افاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" في جبيل ميشال كرم ان المقاتلات الحربية الاسرائيلية، استهدفت في السابعة والنصف من صباح اليوم, جسر الفيدار في منطقة جبيل ودمرته تدميرا كاملا بحيث انقطعت حركة المرور في الاتجاهين بين كسروان والشمال، بعدما كانت قد استهدفت قبل ذلك بدقائق جسر المدفون وعزلت جبيل عن الشمال وكسروان. واسفرت الغارة على جسر الفيدار الى استشهاد محمد قاسم البعريني وهو سائق صهريج للمازوت، وقد نقل الى مستشفى المعونات في جبيل، وفقد احد الاشخاص تحت الانقاض تعمل فرق الانقاذ على انتشاله. وحضر الدفاع المدني الى المكان واخمد الحريق في الصهريج، في حين عملت فرق الصليب الاحمر على نقل الجثث والجرحى الى المستشفيات. الجرحى وعرف من الجرحى في الغارة على جسر الفيدار في مستشفى معونات جبيل : فيكتوريا باسيل، وديعة عازار جابر، فادي عبد الحميد خليل، محمد على رضا وجوزيف خوري. وفي مستشفى مارتين الجرحى : وسام هاشم، ادم هاشم، نضال عمري، يوسف صليبا، علي ياغي، وعصام السحمراني الاب اليان واعلن رئيس مستشفى سيدة المعونات في جبيل الاب ميشال ليان حالة الطوارىء في المستشفى، ودعا الجسم الطبي والتمريضي الى الالتحاق بمركز عملهم ليكونوا في جهوزية تامة لمواجهة اثار العدوان ، واكد معالجة المصابين على حساب وزارة الصحة.

 

توضيح لمكتب النائب عون عن حديث مجتزأ نشرته وكالة الصحافة الفرنسية

وطنية - 4/8/2006 (سياسة) صدر عن مكتب النائب ميشال عون التوضيح الاتي: "ورد في وكالة الصحافة الفرنسية خبر يتضمن مقاطع مجتزأة من حديث للعماد ميشال عون الى صحيفة "لو فيغارو" قلبت معاني الحديث كليا، ومما جاء في الخبر الوارد في الوكالة: "ان العماد عون يرفض كليا نشر قوات متعددة الجنسيات لوضع حد لاعمال العنف في لبنان". واضاف: "ان الصحيح هو ان العماد عون عندما سئل عن نشر قوات متعددة الجنسيات لنزع سلاح "حزب الله" وليس لوضع حد لاعمال العنف في لبنان، اجاب: "انا لا اوافق على قوة لهذه المهمة لانها ستتسبب في حرب اهلية، وستقوم بمحاربة "حزب الله" بدلا من الجيش الاسرائيلي طالما انه في استطاعتنا وقف اطلاق النار والوصول بالتفاوض للوصول الى حل سلمي". واضاف التوضيح: "وعندما طرح الصحافي سؤالا اخر عن قبول العماد عون بتشكيل محكمة دولية لمحاكمة المسؤولين عن الحرب، واستفسر العماد عون اذا كان الامر سيشمل اسرائيل ايضا، فاجاب الصحافي: "طبعا، عندها اجاب العماد عون بالموافقة".

 

الجيش :استشهاد عسكريين اثنين واصابة 5 آخرين في الاوزاعي والمدفون

وطنية - 4/8/2006 (امن) صدر عن قيادة الجيش - مديرية التوجيه البيان التالي: "اعتبارا من فجر اليوم ، استهدف الطيران الاسرائيلي المعادي مركزين تابعين للجيش في منطقتي الاوزاعي والمدفون، مما ادى الى استشهاد عسكرييين اثنين واصابة خمسة اخرين بجروح مختلفة".

 

رسالة إلى السيد حسن نصرالله قبل سقوط الهيكل

جوزف وهبة – طرابلس - من مناضل قديم عرف مارون الراس والخيام وشقرا وبنت جبيل. ذاق طعم البطولات، هناك، على تلك التلة الفاصلة بين دولتين وحضارتين وثقافتين، كما ذاق طعم خسارة الارض والرفاق والانتصارات الموقتة، تحت شعارات العودة الى فلسطين وحرب الامة وشرفها وكرامتها.

هل يعيد التاريخ نفسه، مع فارق "بسيط وجوهري" ان الامة باتت تمتد الى طهران ومشاريعها النووية، مرورا حصراً بدمشق؟ كانت تصلنا "الانباء السارة" بالتواتر وعبر الاقنية التنظيمية، ولم تكن آنذاك محطات فضائية واقمار بث وما شابه: دمرنا دبابة للعدو وقتلنا جنوداً. اصبنا موقعا اصابة مباشرة وشوهدت سيارات الاسعاف تخلي الجرحى. تراجعنا، خسرنا الارض، ولكن معنويات الرفاق مرتفعة وشارات النصر مرتفعة. كنا نقول: خسر العدو اعدادا متزايدة "وهو لا يحتمل"، فيما نحن نخسر مزيدا من الارض متباهين بأننا "شعب قدره ان يحتمل". هل التاريخ يعيد نفسه، مع فارق "بسيط وجوهري" ان صفوف المقاومة، آنذاك، كانت تضم فوزي وعلاء وايلي ونور الدين وابو عادل وابو المهيب، فيما مقاومة اليوم محصورة بطائفة دون غيرها؟

"الكرامة". لا احد يعترض على انها في استعادة اي دولة لاسراها ومعتقليها لدى دولة اخرى، خاصة اذا ما كانت دولة عدوة كما هي اسرائيل (لا يمكن اطلاق هذه الاشكالية على حالة اللبنانيين المعتقلين في السجون السورية لان سوريا دولة شقيقة، اليس كذلك؟!)، ولا احد يعترض على "الوعد الصادق" الذي اطلقته ونفذته لتحرير عميد الاسرى سمير القنطار، ولكن الا ترى اننا ندفع الثمن الاغلى في التاريخ لقاء تحرير اسير واحد، أو اثنين او ثلاثة؟

وماذا عن مئات الالاف من المهجرين في المدارس وعلى ابواب الدنيا السبعة: اليس في هذا التهجير مساس بكرامات الافراد والوطن؟

وفي خطابك الاخير، عدلت من "ثمن" عملية خطف الجنديين الاسرائيليين، بقولك انها "احباط" لمؤامرة اسرائيل المقررة بين ايلول وتشرين المقبل، بمعنى اننا دفعناها لتعجيل خطتها في تدمير لبنان. انها المؤامرة، ولكننا نحن الرابحون. ماذا ربحنا، لو تشرح لنا، حضرة الامين العام؟

هل يسهل بناء ما تهدم في الضاحية والجنوب وكل لبنان، ولو بـ"المال الحلال" الآتي من طهران، كما وعدت جمهورك ومؤيديك الذين يصرون على "الصمود" نازفين بعدما كانوا في اراضيهم المحررة؟

وفي المناسبة، هل استمعت الى الرئيس الايراني احمدي نجاد يقول انه يدافع فقط عن سوريا، وانه ينفي اي دعم مالي او عسكري لـ"حزب الله"، وان واشنطن توزع المزاعم والاكاذيب.. أليس في ذلك نوع من المناورة السياسية والتخلي عنك وعن مجاهديك وعن ابناء بلدك لبنان؟ وهل وصلك ما يقوله الكثير من الناس ان السعودية ترسل المال والهبات والودائع الى لبنان، فيما ترسل ايران الصواريخ والذخائر والسلاح والخطابات الخشبية، بمعنى ان المال يطمئن الى المستقبل، فيما السلاح يستدرج الدمار والموت والمزيد من النازحين، كما هي الحال؟!

هل خسارة الارض المحررة بدماء المجاهدين الشهداء، مرة اخرى، كما في مارون الراس وبنت جبيل وربما صور، هي مجرد "تكتيك" في حسابات المقاومة، على بسالة مقاتليها في الدفاع عن الارض، وعلى تكبيدها الجيش الاسرائيلي خسائر ملموسة فادحة؟ ما هي "الاستراتيجيا" اذا لم تكن تعني لا الارض ولا الناس ولا الارزاق ولا ارادة المواطنين الذين قلت انك تخوض عنهم حرب الامة "شاؤوا ذلك ام أبوا"؟

هل فعلا حساباتك صحيحة، وهل في قيادة "حزب الله" من يحدد الربح والخسارة في ما جرى ويجري، ام هي القاعدة العربية التقليدية منذ نكبة 48 "لا صوت يعلو فوق صوت المعركة"؟ بالمناسبة هل لديك بعض الوقت للقراءة. مثلا، ما كتبه بلال خبيز في ملحق "النهار" الاخير عن "الشعب الضحية" فوق الارض بين فكي كماشة "حزب الله" محصنا تحتها واسرائيل تصول وتجول في جوها وبحرها؟

ما هو "شعار" المعركة الدائرة الذي يمكن ان نموت لاجله، عدا تحرير الاسير القنطار الذي اعدت النظر في موجباته، وعدا الكرامة التي تمرغت في الوطن المنكوب المشرد والواقف، مجددا، على ابواب الحسنات، ولو متدفقة من شهامة سياسية عربية، دون شك؟

قيادة "حزب الله" في مأمن، وسلاحه استراتيجي: هل لا يزال استراتيجيا، بمعنى هل استطاع ان يحمي الوطن من الدمار الهائل، وهل استطاع ان يمنع احتلال الارض للمرة الالف، وهل استطاع ان يحمي لبنان، كما كان يُحكى عن وظيفته عند اي كلام يمس "قدسيته" لمصلحة نشر الجيش فوق كل الاراضي اللبنانية، كما يفترض في نشأة اي دولة عادية طبيعية من دول العالم؟

وقيادة المقاومة، هل هي في مأمن من آلة القتل الاسرائيلية؟ تقول: نحن شهداء. لا نريدكم، سماحة السيد، شهداء ولو في الجنة. نريدكم قيادات ناضجة واعية فاعلة في صناعة حاضر البلد ومستقبله. نريدكم نوابا ووزراء وفاعليات تمثلون طائفة هي جزء من نسيج البلد. نريدكم احياء تصنعون الحياة لا الموت. تحتفلون بالتحرير في ذكراه السادسة لا تفرّطون به. تشاركون الطوائف الاخرى زهو الوطن.

سماحة الامين العام،

الوقت لم يفت. والموت ليس بالضرورة الطريق الوحيدة لبناء الاوطان. اسرائيل عدو، لا احد يختلف حول هذا التصنيف. هي تريد شرا بكم وبنا وبكل الامة العربية. واميركا شيطان أكبر وأصغر تدعمها دون حدود، ناظرة الى العدل والحرية بعين واحدة: ولكن، هل كتب عليكم (وعلينا مجبرين) وحدنا ان ندق طبول الحرب؟

أما قرأت في الكتاب العربي المهادن ماضيا وحاضرا ومستقبلا؟ اما سمعت القيادة السورية "تبيع وتشتري"، وفي احسن الاحوال تهدد اسرائيل اذا ما اقتربت من حدودها لترد الغزو في "الوقت المناسب"؟ اما سمعت ايران تستنفر دفاعا عن سوريا، وليس عنك وعني وباقي اهالينا الغارقين في دمائهم، عدا عن تطمين من يهمه الامر، ان اسعار النفط لا ترتفع مهما حدث وجرى؟!

الوقت لم يفت للحسابات الباردة العاقلة: ان تعود الى الدولة التي تحميك وتحمي الجميع، على هشاشتها وضعف تكوينها. ان تسلم الجنديين الاسرائيليين للجيش اللبناني، وان تنضم الى سلة المطالب: تبادل اسرى، انسحاب من شبعا، قوات دولية، دخول الجيش الى الجنوب... وفي ما بعد نفتح "داخليا" ملف السلاح. هل لا يزال السلاح مقدسا؟ اوليس الناس بارواحهم وارزاقهم وكراماتهم "المقدسين"، وكل ما عدا ذلك قابل للبحث والاخذ والرد؟

لم يفت الاوان، صحيح. ولكن "البصرة تخرب". وما يهمنا هو عدد الصواريخ الهابطة فوق رؤوسنا، وليس "الانتشاء" بعدد الصواريخ المدوية في حيفا او ما بعد حيفا. تهمنا "سلامة" صور وصيدا والضاحية اكثر مما يهمنا "حجم الخراب" في نهاريا وصفد وحيفا. سماحة الامين العام،

تخوض "حرب الشجعان"، بكل فخر واعتزاز. فهل ما زلت قادرا على "سلام الشجعان"، قبل سقوط الهيكل على رؤوس من هم فوق الارض... ولا قيمة حينذاك ولا كرامة ولا نصر لمن هم تحت الارض؟

 

بحص ديبلوماسي على النار؟

راجح الخوري

طبخة بحص على نار حامية جداً. فإذا تذكرنا كثرة الطبّاخين وتداخل المصالح والشروط وتعارض الرهانات والحسابات الدولية والإقليمية، ندرك فوراً ان الحرب المتوحشة التي تدمّر لبنان وتترك فيه شريطاً من المذابح، قد لا تضع اوزارها في وقت قريب! مرة جديدة يقفل الاسبوع على جحيم القصف والنار، في وقت تحاول قوى دولية ان ترسم امام اللبنانيين سراب اتفاق ممكن على وقف النار بداية الاسبوع المقبل. وهذا يعني ان العالم يذهب الى العطلة من جديد وان الحرب تذهب الى التصعيد تكراراً. لا ندري ماذا يمكن ان يحصل في كواليس الديبلوماسيات المتنافسة والمتصارعة من الآن حتى الاثنين المقبل، حيث قيل ان مجلس الامن قد يلتئم ليتخذ قراراً بوقف النار، ولكن من المؤكد ان وتيرة العمليات العدوانية الاسرائيلية في الميدان ورقعة الرد الصاروخي لـ"حزب الله"، ترجحان كفة التأكيد تقريباً اننا سنكون امام ثلاثة ايام شديدة التفجّر والاشتعال، وخصوصاً في ظل اصرار العدو الاسرائيلي على تحقيق تغييرات في الوقائع على الارض تساعده في املاء شروطه بعد وقف النار.

ولا ندري ماذا يمكن ان يفعل العدو في ثلاثة ايام اضافية، بعد اربعة اسابيع من التعثر وحصاد الخيبة والمفاجآت. لقد كان الحديث في الاسابيع الماضية يدور عن "التوغل" في الجنوب لضرب البنية التحتية وقواعد "حزب الله"، الآن صار الحديث عن توسيع للعمليات البرية يجعل منها اكثر من "توغل واقل من اجتياح" ولكن في وقت سمع العالم كله امس كلام وزيرة خارجية اسرائيل الذي شكل تراجعاً هائلاً عن الاهداف التي سبق ان اعلنتها تل ابيب.

كان المطلوب سحق "حزب الله" وتدميره، الآن تتحدث تسيبي لفني عن صعوبة نزع اسلحته، بينما تتكشف حقائق الحرب عن مخطط ارهابي تدميري ينزع حتى الحياة من مدن وبلدات كثيرة على امتداد الجنوب الذي تحوّل ارضاً محروقة.

وقياساً بوتيرة العمليات والمراحل التي شهدتها حتى الآن من قصف الجسور ونسف الطرق و"العبّارات" الى ضرب الموانئ، ثم دك المدن والبلدات وتسوية بعضها بالارض، يمكن القول، صحيح ان الحرب الاسرائيلية دمّرت اجزاء كبيرة من لبنان واوقعت مئات الشهداء وآلاف الجرحى، لكن الصحيح ايضاً انها عجزت عن تحقيق اهدافها المتعلقة بضرب "حزب الله" واستئصال ترسانته الصاروخية، ولهذا فإن كل حديث الآن عن وقف لاطلاق النار سيبدو بمثابة دعوة الى تكريس هزيمة مدوية لاسرائيل، وهي هزيمة ستطلق دومينو من الانهيارات السياسية على الاقل على مستوى المنطقة كلها، كما انها ستطلق دينامية مواجهة اشرس مع المخططات الدولية للمنطقة في وقت لا تنفك واشنطن عن التبشير بـ"الشرق الاوسط الجديد".

ومن خلال نهاية مفترضة للحرب تكون لها آثار كارثية على اسرائيل واميركا والانظمة العربية المنضوية تحت لواء استراتيجية التسوية، يمكن فهم الصيغة التي تراوح عندها قصة وقف النار منذ ثلاثة اسابيع على الاقل.

والمفارقة المثيرة تماماً، اننا مع انتهاء الاسبوع الثاني للحرب دون تمكن العدو من تحقيق اهدافه دخلنا في معادلة جهنمية مدمرة ملخصها:

تتوقف النار او بالاحرى يصبح وقف النار مقبولاً على مستوى مجلس الامن والديبلوماسية الدولية التي تديرها واشنطن بالطبع، عندما تكون نار الحرب العدوانية قد انجزت ميدانياً، مما يساعدها على فرض شروطها المعلنة.

اذاً، وباختصار شديد:

نتائج النار هي التي تقرر وقف اطلاق النار، لذلك يصبح مفهوماً القول ان المساعي الديبلوماسية الغربية والعربية التي تنشط في شكل محموم بين بيروت ونيويورك، ليست حتى الآن اكثر من طبخة "بحص ديبلوماسي" تغلي فوق نار حامية.

الخلاف في وجهات النظر الذي افرز هذه المعادلة كان واضحاً منذ اسبوعين ويستمر على ما هو عليه. فمن جهة اسرائيل واميركا وبعض الدول الاوروبية، هناك اصرار على انه من غير المقبول الدعوة الى وقف اطلاق النار ولجم القنابل، قبل الوصول الى حل سياسي يكفل عدم العودة الى اطلاق النار والقنابل من جديد.

هذا يعني اننا قد ندخل في معركة استنزاف طويلة تدمّر لبنان من دون ان تلحق هزيمة بـ"حزب الله". ومن المثير في هذه الحال المفترضة ان يقرأ المرء تحليلات خبراء عسكريين اميركيين تقول، ان من غير المعقول نشر قوات دولية في الجنوب قبل ان تتمكن اسرائيل من تحقيق اهدافها، وان تل ابيب مصرة على ابعاد "حزب الله" عن حدودها "حتى لو اقتضى الامر تحويل الجنوب صحراء قاحلة!".

من جهة اخرى يتمسك لبنان والدول العربية وعدد من الدول الاوروبية بالقول انه من غير الممكن التوصل الى حل سياسي تحت وطأة الحرب العدوانية والقنابل والمجازر والتدمير، وان من غير المعقول ان توافق اي دولة على المشاركة في قوات تنضم الى "اليونيفيل" كما تقترح خطة السنيورة، في وقت تستمر الحرب متأججة في كل لبنان.

واذا تذكرنا ان هناك من يحاول ان يسحب بساط الاجماع اللبناني من تحت مبادرة السنيورة وبنودها السبعة [راجع تصريحات وزير الخارجية الايراني منوشهر متكي]، بمعنى اقتصار الموافقة على وقف النار وتبادل الاسرى اما البنود الاخرى كبسط سلطة الدولة وتعزيز القوة الدولية في الجنوب وحتى استعادة مزارع شبعا (!) فإنها بحاجة الى حوار، فهذا يعني انه حتى خطة السنيورة قد تواجه عراقيل وعقبات كثيرة!

في ضوء كل هذا لن يكون مستغرباً الافتراض ان الحرب العدوانية التي يتعرض لها لبنان قد تطول اكثر مما يتصور البعض، واننا فعلاً امام بحص ديبلوماسي يغلي على نار متأججة.

 

وإلى مَن نهدي الكارثة؟ 

حسام عيتاني  -النهار

 بعدما انتهينا من تلك المسألة الخطيرة التي تتلخص بسؤال <الى من نهدي الانتصار؟>، نكون قد اقتربنا من سؤال لا يلقى في هذه الايام اهتماما يذكر ويقول <الى من نهدي الكارثة؟>. لقد اعتبر سياسيون لبنانيون اثناء تدمير بلدهم وتكويم جثث مواطنيهم في شاحنات تبريد اللحوم وتشريد ما يقارب من المليون انسان، ان الوقت ملائم للتنازع على الجهة التي سنهديها الانتصار. وذهب بعضهم الى حدود التحذير من خطر اهداء الانتصار الى المحور السوري الايراني الذي يكون قد حقق انتصارا على القوى المطالبة بالحرية في لبنان.

ليست التفاهة عنصرا طارئا على السياسة اللبنانية. وليس البحث عن الجهة الانسب لنقدم الانتصار اليها بعد تغليفه بالبرّاق من الاوراق سوى عينة عن العقلية (او اللاعقلية) التي تدار بها شؤون لبنان منذ عقود. المهم اننا قررنا، بعد سجالات تلفزيونية غاية في العمق، ان نعيد اهداء الانتصار الى الشعب اللبناني بأسره على غرار سابقه في العام ,2000 مع تفصيل صغير: ان الانتصار لم يحصل بعد.

أما اذا اراد صاحب السؤال اعتبار ما يجري من غارات ومواجهات ضارية في الجنوب الذي تحاول اسرائيل تثبيت مواقع اقدام قواتها على ارضه، من المنغصات البسيطة التي تحول دون بدء الاحتفالات وارتفاع الاهازيج وفتح دواوين التهاني والتبريكات، فهذا لا ريب يقع في باب العلوم الاستراتيجية العالية التي لم يسمع بها اكثرية ممارسي الدوام الصيفي في مدارس لبنان، والذين ربما يكونون قد جاؤوا الى هذه المدارس للاستزادة في العلوم الاستراتيجية. وصاحب السؤال، بالمناسبة، غير معني من كل هذه الحرب التي تشن على اللبنانيين الا بحسابات الربح والخسارة، وفق تصوره الضيق للسياسة في هذا العالم.

اي انتصار هذا الذي نتحدث عنه؟

في الأرقام الأولية التي تذاع تباعا ان اكثر من تسعمئة انسان لاقوا حفتهم حتى الآن فيما لا تزال كل التقارير تؤكد وجود العشرات من البشر تتعفن جثثهم تحت الانقاض في قرى الجنوب الممسوحة عن وجه الارض وتقارير عن مفقودين لا يعرف ذووهم عنهم شيئا. وتصل قيمة الخسائر المادية المباشرة الى مليارين وستمئة مليون دولار من دون احتساب الخسائر غير المباشرة الناجمة عن تعطل الحركة الاقتصادية وضياع فرص العمل والتلوث البحري الكبير امام الشواطئ وغيرها.

ثم هناك الهجرة التي باتت تقرع باب كل من يباشر في التفكير بالكيفية التي يتعين عليه تدبر امره بها بعد وقف اطلاق النار الموعود. ومن يُرد ان يحصل على صورة حقيقية للمستقبل في لبنان، فعليه ان يمر امام مقر احدى السفارات التي ما زالت تستقبل طلبات الهجرة ويشاهد صفوفا من مواطنيه الذين بات كل املهم في هذه الحياة الفانية ان يخرجوا من بلدهم <الاخضر الحلو> و<المقاوم> الى ابعد بلد يمكن تصوره، بعدما سدت في وجوههم سبل العيش، وحيث باتوا غير قادرين لا على التمتع بخضاره وحلاوته ولا حتى على الاشتراك في مقاومة العدوان عليه ان كانوا من الطوائف <غير المقاومة>، في لبنان الذي تم تقاسم كل المهمات بين طوائفه، حتى الدفاع عن الوطن.

وفيما يعدنا السياسيون اثناء مؤتمراتهم الصحافية بأن وقفا لاطلاق النار سيتبلور بعد ايام، ترتفع اسئلة قد تفوق وقف النار تبلورا بعد اسابيع: الى اين سيذهب تلامذة لبنان عندما يأزف موعد العودة الى المدارس؟ وقبل ذلك، الى اين سيذهب الآلاف من النازحين الذين استيقظوا ذات صباح ليجدوا جنى اعمارهم اكواما من الركام يعلوها الغبار؟ ومن سيضمن لمن دمر منزله لثلاث مرات او اربع في الحروب الماضية انه لن يورث ابناءه مهمة اعادة اعمار بيتهم المتواضع، للمرة الخامسة او السادسة.

نقول هذا ونحن نتلمس بداية نشاط المافيات المعروفة المعششة في الادارات الرسمية وغير الرسمية التي لم تجد في الحرب ما يقنعها بالاقلاع عن عادتها المزمنة بنهب الاموال، سيان كانت هذه الاموال لبناء جسر او لشراء دواء لعاجز. ونحن نعرف ان عملية سطو هائلة الأبعاد يجري الاعداد لها، في الوقت ذاته الذي تدمر البلاد فيه، لتقاسم اي اموال قد تأتي، بين مواقع النفوذ السياسية صاحبة الحظوة الدائمة، بحيث تعاد تجربة اعادة الاعمار في اوائل التسعينيات مع اختلافات طفيفة في اسماء المستفيدين من الجولة المقبلة من الاعمار.

اما القابعون في الحدائق العامة في انتظار الحصص الغذائية او الادوية الضرورية لامراضهم المزمنة، فهؤلاء هم المادة الخام التي تجري المتاجرة بها من قبل مقسمي الارزاق. هؤلاء النازحون هم الاكثر تصديقا ان انتصار المقاومة سيحمل الترياق لاوجاعهم ما يضع على كاهل القوى الحاملة لعبء المقاومة ضد العداون الاسرائيلي عبئا كبيرا آخر هو الاستجابة لآمال المنكسرين في الا يتحولوا للمرة الالف ربما، الى لقمة في افواه شرهة.

عليه، هل الوقت مناسب الآن للتنازع في هوية مستحق الانتصار ام في كيفية درء الكارثة المقبلة؟

 

رجالات لبنان بين الحكمة والتخاذل 

الجمعة 4 أغسطس - كمال غبريال

ليس من الخفي ولا من قبيل المبالغة القول أن ما يتحدد الآن ليس مصير لبنان وحده، وإنما مصير الشرق كله، الصراع واضح الآن بلا أي أقنعة، فالكيان اللبناني الجميل والرهيف، ومعه الشرق الكبير بعامة أمام طريقين لا ثالث بينهما:

- أن يمسك بمقاليد الأمور فيه العقلاء ودعاة السلام والحداثة والليبرالية، ليقوموا بإنهاء الصراعات وفك الاشتباكات بيننا وبين العالم، تمهيداً للبدء في رحلة التغيير والتحديث الطويلة والشاقة، سعياً لالتحاق شعوب هذه المنطقة بالمسيرة العالمية، لتحذو هذه الشعوب حذو سائر البشر، في السعي نحو توفير حياة أفضل للأبناء والأحفاد، والتوقف عن الاندفاع المحموم نحو التخريب والتدمير لكل ما هو إنساني وحضاري.

- أن يستكمل المتهوسون من مجانين الكراهية اختطاف شعوبنا، والسقوط بها في هاوية لا رجعة فيها، في مواجهة العالم كله، لنصبح آفة البشرية وطريدتها، فنركز كل جهودنا على إنجاز أكبر قدر ممكن من التدمير لمراكز الحضارة العالمية والإقليمية، ليطاردنا العالم ويعمل فينا قتلاً وتدميراً، كما تُطَارَد الذئاب والعقارب، يدمر مدننا وقرانا، ويتتبعنا في الكهوف والجحور.

نقول أمامنا طريقان لا ثالث لهما ليس من قبيل العجز عن رؤية الظلال وتعدد درجات اللون الواحد، ولا من قبيل التعصب وأحادية الفكر ورفض الاعتراف بالآخر، ولكن لأن حالتنا الراهنة حالة غير اعتيادية وربما غير مسبوقة في تاريخ البشرية، حالة استقطاب حادة بين معسكر الحضارة ومعسكر أعداء الحياة ذاتها، هذا الاستقطاب الحاد والذي لا يقبل الحلول الوسط واضح من الناحية النظرية في مقولات الطرفين، طرف ينادي بالحداثة والاحتفاء بالحياة وبإثرائها، والطرف المقابل يريد أن يهدم كل ما تم تشييده على رؤوس من شيدوه، للعودة للبداوة والتصحر والتداوي ببول الإبل، وتمجيد الموت والازدراء بالحياة، طلباً للنعيم في حياة الأخرى، ومن الناحية العملية يتضح الاستقطاب الحاد بين المعسكرين من حالة العنف والتدمير المجنون الذي شهدته المنطقة منذ الحادي عشر من سبتمبر 2001، التاريخ الذي ذاقت فيه القوة العظمى في العالم الثمار المرة لما تم استزراعه ورعايته في منطقتنا، يظهر أيضاً فيما يحدث في العراق من صراع دموي مجنون، يستعصي على الفهم والتحليل والتبرير، لكنه يؤكد أمراً واحداً هو أن شعوب المنطقة قد أصيبت بسرطان يتفشى في كل أعضائها، ليدمر كل ميراث الحضارة والإنسانية في عقول وقلوب قطاعات واسعة من الجماهير العاجزة عن التفكير والتمييز.

نبت الفيروس المدمر بالمنطقة آخذاً صورة الفكر القومي العروبي، والذي لاشك بدأ بسلامة طوية، هادفاً لخلق حالة من التعاون والتكافل بين شعوب المنطقة، يتيح لها الوقوف نداً محتملاً للقوى العالمية الكبرى، في عالم ما بعد الحرب العالمية الأولى، لكن نظراً لطبيعة المنطلقات النظرية لذلك الخطاب القومي، وربما أيضاً نتيجة طبيعة الثقافة السائدة بين شعوب المنطقة منذ قرون طويلة، تباعد الخطاب عما يمكن اعتباره نهجاً إيجابياً محفزاً على البناء والتحضر، عبر التعاون بين شعوب المنطقة في كافة المجالات، وعبر تقديم المنطقة لمختلف شعوب العالم، بوصفها مركزاً أساسياً وفعالاً من مراكز دعم ورفد الحضارة الإنسانية، بدلاً من ذلك أخذ ذلك الخطاب نهجاً فاشياً، اعتمد على تجميع الشعوب ليس حول مصالحها المشتركة، ولكن على قاعدة الكراهية والتخوف والعداء للآخر، وربما بدا للصفوة وللحكام الراديكاليين في أنظمة ما بعد الحرب العالمية الثانية، أن هذا النهج هو الأسهل والأكثر فاعلية في استثارة الجماهير العاطفية والجاهلة في الأغلب الأعم، فلم يكن لدى الزعماء شديدو الطموح متسع من الوقت للسير في رحلة بناء طويلة وشاقة، تفتقد لبريق الشعارات التي يمكن أن توقظ الجماهير التي أدمنت السبات في غفوتها الطويلة، كما افتقدوا هم والصفوة المحيطة بهم الرؤى الإيجابية الخلاقة.

إزاء خيار الفكر الفاشي العروبي كعامل تجميع لعقول وقلوب الجماهير، كان وجود إسرائيل في قلب المنطقة هدية مجانية، بل وعامل إغراء وترجيح لهذا الخيار، فقد أتاح هذا على المستوى القومي رفع شعارات تحرير أرض العروبة المسلوبة بواسطة شعب غير عربي، وعلى المستوى الفكر الديني المتأصل بالمنطقة تم المناداة بقتل وقتال اليهود أعداء الله، وقد تضافر الجانبان معاً للتركيز على قضية فلسطين بالذات دون سواها من القضايا العربية التي تزامنت معها، مثل قضية لواء الإسكندرونة السوري الذي التهمته تركيا، فقد وجدت القضية طريقها إلى غياهب النسيان ثم التصفية بالتخلي، لعدم استكمالها لمقومات استثارة الجماهير، فالطرف المقابل هو تركيا المسلمة، مما يفقد القضية الجناح الأهم في تعبئة عواطف الجماهير حديثة العهد بمشاعر الانتماء القومي، بعد عهود طويلة من العيش في ظلال الخلافة الإسلامية العثمانية.

هكذا كانت إسرائيل أيضاً بعد فضيحة وانكسار النهج القومي عام 1067 هي عامل الترجيح لتنامي المد الديني المتأسلم، والذي بلغ درجة من الجماهيرية والتعصب المتهوس، لم يبلغها سلفه المد القومي، أيضاً شاءت الصدفة أن يكون الخلف أوفر ثراء، وقد جاء في زمن الثروات البترولية الفلكية، لتنتقل مراكز إشعاع التيار الراديكالي الجديد، من النظم العسكرية الثورية اليسارية النهج، إلى النظم التقليدية المحافظة ذات الطابع الديني، والجالسة فوق خزائن البترول العامرة.التطرف الديني الأصولي الراهن إذن هو ابن شرعي للتطرف القومي، الذي لم يعدم حتى الآن فلولاً تعمل للتخديم على الحصان القوي الجديد، ويعني هذا أن ما أسميناه سرطان التعصب والكراهية المتفشي بالمنطقة هو داء أصيل ومتوطن، وليس مجرد عاصفة عابرة، وهو يتحرك بثبات وثقة مستنداً إلى عوامل قوته المادية والثقافية الجديرة بالاعتبار، وهو لهذا لم ولن يقبل بأنصاف الحلول، أو ما يسمى بالحلول التي ترضي جميع الأطراف، فهذا مخالف لطبيعة هذا الفكر، ومخالف أيضاً لموازين القوى على أرض الواقع، وحين نقول بهذا فإننا لا ننطلق من رفضنا نحن لتواجد هذا الفكر بالساحة التي نسعى لأن تكون ليبرالية، لكننا ننطلق من رفض هذا الفكر لأن يكون له شريك، فهو يصادر الوطن ويصادر الدين، ليمتلك الدنيا وهو يلوح لنا بمفاتيح الآخرة، ولنا في قضية حزب الله خير دليل على صحة قراءتنا.

حزب الله يصادر الدين لصالحه بداية من التسمية التي اتخذها لنفسه، فهو ومن يشايعه حزب الله، في مقابل حزب الشيطان الذي يضم الآخرين، ويصادر الدنيا بما يمتلك من دولارات (لم تعد أمريكية نجسة بعد أن ضمتها جيوبه المقدسة)، وبما يمتلك من أسلحة وصواريخ، والأهم بما يمتلك من شعبية جارفة، تقبل الدمار والموت في سبيل معاركه، تخلصاً من بؤسها الراهن، وطمعاً في نعيم الآخرة.

قبل أحداث 12 يوليو (تموز) 2006 كان هنالك سؤال تمت الإجابة عنه بالإيجاب:

هل يصلح حزب الله بظروفه وتكوينه هذا لأن يكون أحد أطراف معادلة لبنانية، تضم ضمن ما تضم ليبراليين من دعاة الحداثة والانفتاح على العالم؟

بتأثير وهم الإجابة بالإيجاب، وبدافع من الإخلاص في الدعوة والإيمان بالوحدة الوطنية، وتحت ظلال انعدام القوة العسكرية، راحت القبائل الليبرالية اللبنانية تحاول ترويض حزب الله، تشكل معه حكومة مشتركة، دون أن تتساءل عن الأساس الذي ستبنى عليه هذه الشراكة، هل هو الانفتاح على العالم، سواء الكافر أم المؤمن، أم هو أساس محاربة العالم والكفار أينما وجدوا؟!

راح الليبراليون أيضاً وبراءة الملائكة في عيونهم يحدثون حزب الله عن نزع سلاحه، أو يلفلفون طلبهم في عبارات مطاطة مثل دمجه في الجيش اللبناني، وكانوا يتلقون إجابات مراوغة ومعسولة، صدقوها أو تظاهروا بتصديقها، بدافع من الحكمة أو قلة الحيلة، بل ودفعت حالة الغيبوبة الهلامية تلك العماد ميشيل عون، من كنا نعتبره بطل التحرير، إلى ركوب حصان الرهان (حزب الله) ليصل إلى رئاسة الجمهورية، دون أن يتوقف ليسأل نفسه أي جمهورية تلك سيتخايل في ربوعها على ظهر حصانه الجامح.

كان صبر جماعة 14 آذار جميلاً خلال جلسات الحوار الوطني، وكان المشهد بالنسبة للمراقبين هزلياً، ونحن نرى حملاناً تتفاوض مع ذئب على خلع أنيابه وتقليم مخالبه، ومع ذلك فلقد كان من الجيد أن لم يتوقفوا هم عن الحوار والمحاولة، وجاء كل ما حدث بعد ذلك منطقياً وطبيعياً، فلقد انتهز الذئب فسحة من الوقت بين جلسات الحوار المثمرة، راح يمارس فيها بعض الفعاليات التي تمليها عليه طبيعته، فكان أن تحطم لبنان، لكن حزب الله يدعي –وربما عن حق- أنه انتصر، ما بقيت لديه القدرة على إيقاع المزيد من الأذى ولو الرمزي بإسرائيل، حتى لو أدى هذا إلى انتقال كل الشعب اللبناني إلى جنة الخلد، وتحولت جنتهم الأرضية (مروج لبنان ومدنها الزاهرة) إلى أرض محروقة وحفر تتجمع فيها المياه الجوفية وبقايا جثث الشهداء!!

ما كان قد كان، بشرط أن تتعلم الأمم من دروس الحياة، ويمكن لهذا أن يتحقق بالحذر من كل تشويش يعوقنا عن أن نعي الدرس جيداً، ولنستعرض بعض ما نسمع في الأجواء من تشويش:

- التركيز عن مسئولية سوريا وإيران عما يحدث الآن، لا ينبغي أن يصرفنا عن حقيقة أن الأطراف الخارجية لم تفعل أكثر من توظيف واقع لبناني وعربي أصيل ومتجذر، فلبنان –شأن كل شعوب المنطقة- لديه جماهير تعيش في بيئة ثقافية متعصبة، وتتعرض لغسيل مخ من وسائل إعلام تمجد قيم العداء والقتل والكراهية، وتجعل من المجرمين أبطالاً، ومن المنادين بالسلام خونة ومنبطحين، جماهير تمجد الموت وتعزف عن الحياة، هذه الجماهير وتلك الثقافة هي ذخيرة تستدعي أي لاعب ماهر ليوظفها كيفما شاء، ما دام يسعى في ذات الاتجاه التدميري إلى حد الانتحار، بالطبع من المفيد هنا كإجراء عاجل أن نقطع الأيدي الخارجية العابثة، لكن الحل الدائم لا يتأتى إلا باستئصال أورام التطرف السرطانية.

- الأصوات المخادعة التي تنادي الآن بأولية وقف إطلاق النار، وترك مسألة نزع سلاح حزب الله للحوار الوطني بين اللبنانيين، تريد تفريغ الدرس من محتواه، في محاولة للخداع بعد أن تولى حزب الله بنفسه الكشف عن حقيقته، وعن استحالة أن يقوم طواعية بالتخلي عن أنيابه ومخالبه، وبأن تفكيره وأيديولوجيته المبنية تكفير الآخر ونفيه لا يفيد معها حوار، فالحوار كلمة لا وجود لها في قاموس تلك الجماعات.

- الأحاديث – ولو الخجولة- عن نزع سلاح حزب الله، ليتحول إلى قوة سياسية مع سائر القوى اللبنانية، هذا الفكر لا ندري بأي لفظ - لا يخرج عن اللياقة- يمكن أن نصفه، المشكلة ليست أبداً في سلاح حزب الله، فهو لا يمتلك غير صواريخ تافهة وبدائية، لا تزيد فاعليتها كثيراً عن فاعلية القنابل اليدوية، التي يمكن أن يتسلل أي فرد ويلقي بها في الموقع المراد تدميره، كما تفعل المنظمات الفلسطينية، والمصريون يشبهون أمثال تلك القذائف بالطلقات التي تطلق في فرح العمدة، مشكلة سلاح حزب الله في الفكر الذي يحرك حاملي هذا السلاح، الفكر المتأسس على الإجرام واللا إنسانية، فإذا ما تحول حزب الله إلى قوة سياسية بذات الخطاب، فأي التقاء معه تحت قبة برلمان أو دواوين حكومة، أو لم نر جميعاً ما فعلته جماهيره وبدون سلاح في قضية البرنامج التليفزيوني الساخر الذي تناول السيد، ثم رأينا ما فعلته ذات الجماهير وقلة مخدوعة معها بمقر الأمم المتحدة خلال الأحداث الجارية؟!

إن الدولة الحديثة القابلة للتطور والنمو لا تقع في منطقة وسطى بين الليبرالية والفاشية الأصولية، وعلى رجالات لبنان العقلاء والحكماء وكذا المتخاذلين المتسربلين بلباس الحكمة والتعقل، على كل هؤلاء أن يكفوا عن خداع أنفسهم، وأن يواجهوا ما عليهم مواجهته بشجاعة، فلم يبق من لبنان الكثير الذي لم يدمر، ومن العبث إعادة التعمير والبناء المادي، لتعود الفاشية الأصولية الدفع به إلى الجحيم والدمار، فليس من المنطقي أن يظل لبنان ومعه المنطقة كلها في دورات لا نهاية لها من التدمير وإعادة البناء، دورة عام 1956 على يد العروبيون، ثم دورة 1982 على يد الفلسطينيين والعروبيين، والثالثة والتي نرجو أن تكون الأخيرة على يد من يدعون أنهم حزب الله.

الأمر كما في لبنان هو كذلك في العراق وفلسطين وأفغانستان وباكستان وإيران والسودان وكل مساحة الشرق الكبير، هو خيار فرض علينا، خيار ما بين الموت والحياة، إما أن نختار الموت لنحطم ما تصل إليه أيدينا ليكون مصيرنا النهائي الدمار كما تشير موازين القوى، وإما أن نختار الحياة فنهم باستئصال سرطان التطرف من عقولنا وقلوبنا وثقافتنا، ونمد أيدينا للعالم سعياً لمستقبل أفضل للإنسانية.

kamghobrial@yahoo.com

 

نصر الله رئيساً لوزراء لبنان! 

الجمعة 4 أغسطس - د شاكر النابلسي

-1-

فيما لو انتهت الحرب بين حزب الله واسرائيل بانتصار حزب الله بالمفهوم العربي للنصر (حرب السويس مثالاً لا حصراً) وبمفهوم الإعلام العربي للنصر، فإن من حق حسن نصر الله أن يكون رئيساً لوزراء لبنان، رغم أن الدستور اللبناني يشترط أن يكون رئيس الوزراء سُنيّاً وليس شيعياً. فالمنتصر في الحرب هو الذي يحكم. هذا هو قانون الحرب. فالانتصار في هذه الحرب على الشكل الذي يصوره اعلام حزب الله للبنانيين وللفلسطينيين ولبقية العرب، يجيز لحسن نصر الله البطل اللبناني المتوّج بلا منازع أن يتخطى الدستور، ويصبح سابقة تاريخية في السياسة اللبنانية، ويحتل المركز الثالث في الدولة اللبنانية كرئيس للوزراء.

فمن غيره من رجالات السياسة في لبنان أحق منه بهذا المنصب؟!

ومن هو السياسي اللبناني الذي جاهد جهاده ومرّغ أنف اسرائيل بالتراب، وهزم جيشها الذي لا يقهر والذي هزم من قبل أكبر ثلاث جيوش عربية في 1967؟

ومن هو السياسي اللبناني الذي لقن أمريكا العظمى الدرسين المريرين القاسين في عام 1983 (مذبحة المارينـز) وفي عام 2006، كما لم يلقنها أثخن وأقوى سياسي عربي حتى الآن؟

-2-

 وكما مُدِّدَ للرئيس الهراوي دستورياً، وكما مُدِّدَ للرئيس لحود دستورياً، وكما أُتيَّ بنبيه بري دستورياً رئيساً للبرلمان اللبناني ورجلاً ثانياً في الدولة اللبنانية، وهو الذي قتل من خلال حركة أمل في عام  1985 أكثر من ثلاثة آلاف فلسطيني في مخيمي صبرا وشاتيلا ومخيم برج البراجنة ومخيمات الجنوب الفلسطينية، وهو ضعف العدد تقريباً الذي قتلته اسرائيل طيلة صراعها مع الفلسطينيين، فليس هناك ما يمنع من أن يصبح حسن نصر الله رئيساً لوزراء لبنان المتوَّج، بعد أن هدم لبنان ومسحه بالأرض عن بكرة أبيه، رغم أنه زعيم شيعي، ومنصب رئيس وزراء لبنان لا يجوز إلا لسُنّي بموجب الدستور اللبناني.

فكما قال حزب الله حين كان حزباً ضعيفاً ناشئاً، بأنه يرفض رئيساً مارونياً، ويرفض الذل تحت اسم التعايش مع النصارى (جريدة النهار، 21/9/1989 )، وكان في ذلك الوقت حزباً صغيراًً، ولم يكن قوياً على هذا النحو، فباستطاعته الآن، وهو أقوى حزب ليس في لبنان فقط، ولكن في كل أنحاء العالم العربي والإسلامي، بأن يرفض الدستور اللبناني، الذي ينصُّ على أن يتولى رئاسة الوزراء سُنّي.

وكما قال حزب الله ، وهو ما زال حزباً رضيعاً يحبو : "سنمزق اتفاق الطائف" (جريدة النهار، 13/10/1989 )، فمن الممكن أن يقول بعد الحرب، وخروجه منتصراً ، بعد أن هزم أكبر قوة إقليمية عسكرية، وأكبر قوة عالمية عظمى: "سنمزق الدستور" أيضاً.

وكما قال حزب الله بعد سبع ستوات من انشائه : " إن اتفاق الطائف استسلام للمارونية السياسية واسرائيل" (جريدة النهار، 12/11/1989) ، فمن الممكن أن يقول غداً، وهو القوي الآن، وبعد أن يخرج منتصراً من هذه الحرب: "إن الدستور اللبناني أيضاً استسلام للمارونية السياسية، واسرائيل، وللعلمانيين المستغربين، ولعملاء أمريكا، وفرنسا".

-3-

لبنان بعد انتهاء الحرب بين حزب الله واسرائيل سيخرج خاسراً، منكوبا،ً ضعيفاً، مهدماً، وبحاجة إلى رئيس وزراء قوي يعيد بناءه، ويلثم جراحه، ولن تفرز الحرب الآن رجلاً أقوى من زعيم حزب الله.

لقد جرّب لبنان منذ سنوات الاستقلال الأولى الزعماء العَلمانيين بدءاً من رياض الصلح وانتهاءً بفؤاد السنيورة، فلم ينجح أحد منهم في بناء لبنان القوي قوة سنغافورة أو سويسرا أو تايوان مثلاً. والآن جاء دور رجال الدين من الملالي ودعاة ولاية الفقيه، فلعلهم ينجحون في بناء لبنان الجديد. وحسن نصر الله الفقيه، والسياسي، والمجاهد، والقائد، وخميني العرب، ووكيل علي خامئني في لبنان، والمندوب السامي السوري في لبنان، بنى دولة قوية في الجنوب اللبناني داخل دولة ضعيفة وهشة في بيروت، وأصبحت بنت جبيل عاصمة دولته العتيدة قلعة المقاومة العربية والإسلامية، وأقوى بكثير من بيروت. فبيروت ركعت أمام قدمي شارون في 1982 ، بينما بنت جبيل ظلت صامدة في وجه الغزاة في 1996 وفي 2006 . وبنى نصر الله حزباً قوياً من أقوى الأحزاب العربية والإسلامية، ومجتمعاً شيعياً سعيداً ومتكافلاً ومتضامناً هانئاً، كما يبدو، فلماذا لا يقدر على بناء دولة قوية في لبنان؟

 فهو أول من هزم اسرائيل منذ نصف قرن ويزيد، وركّع أقوى دولة في العالم، ومرّغ أنفها في تراب الجنوب كما نرى الآن ونشاهد ونسمع ونقرأ.

وهو الذي يملك المال الإيراني الطائل الشريف والنقي والحلال غير المصحوب بشروط سياسية كما قال، لاعادة إعمار لبنان كما كان، وأكثر جمالاً.

وهو الذي يملك السلاح القوي، والتنظيم العسكري والسياسي المنضبط كدقات الساعة.

وهو الذي لديه الدعم السياسي السوري والإيراني والفلسطينيي والشيعي العربي والأعجمي الكبير، والدعم السُنّي كذلك، ما عدا فئة قليلة. كما يلقى الدعم القوي من الإخوان المسلمين، والمؤسسات الدينية العربية وعلى رأسها الأزهر، ويلقى الدعم من كافة الأحزاب الإسلامية والقومية في العالم العربي، ما عدا حفنة ضالة من الليبراليين الجُدد المشردين في بقاع الأرض، حلفاء وأنصار وأبواق المحافظين الجُدد في واشنطن، أو كما قال الصحافي السوري "المناضل" نزار نيوف مؤخراً في رسالة له من باريس لمجدي خليل، شاتماً الليبراليين، واصفاً إياهم بأنهم شلة من النصابين والزعران والأفاقين والأنذال السفلة في معظمهم، ومجرد طبّالين للأميركان وإسرائيل، والجبناء أخلاقياً وسياسياً لأنهم ببساطة دجالون ومنافقون، لا يستطيعون قول الحقيقة إلا حين تتعلق بمجرم مثل الظواهري وابن لادن ، أما حين يتعلق الأمر بأولمرت أو بوش، فإنهم يلحسون أقفيتهم، ويلوذون بالصمت.

فماذا تريدون كفاءات وقدرات ومنجزات لحسن نصر الله، أكثر من هذا كله؟

أظن أن لا زعيم عربياً في تاريخ الأمة العربية ماضياً وحاضراً، امتلك كل هذه الكفاءات والقدرات والمنجزات.

فماذا ينتظر اللبنانيون لكي يتوّجوا نصر الله زعيماً أوحد، وحاكماً فعلياً مطلقاً للبنان؟!

وهل هناك من يستحق هذا التاج، وإكليل الغار غيره؟!

-4-

معظم أمراء الطوائف في لبنان، وفي الحرب الأهلية اللبنانية (1975-1989)، قتلوا ودمروا وسرقوا ونهبوا، ما يشيب له الولدان، وما تغرّد به الغربان، ثم أصبحوا الآن زعماء كباراً وحكاماً مرموقين في لبنان. وحسن نصر الله ليس الوحيد في تاريخ لبنان الذي دمّر لبنان هذا الدمار الذي نشاهده الآن، لكي لا يكون زعمياً وحاكماً لبنانياً.

وما دمنا في صدد الشيعة، وزعيمهم الجديد حسن نصر الله الآن، فلنقرأ في التاريخ قليلاً علّنا ندرك ونعي ما يدور من حولنا. فالشيعة في لبنان خاصة، كانوا يقتلون الآلاف من الفلسطينيين، ثم  يصبحون زعماء مُبجلين، وحكاماً مرموقين في لبنان.

فكما قتل نبيه بري أكثر من ثلاثة آلاف فلسطيني في المخيمات الفلسطينية، وأصبح بعد ذلك دولة الرئيس، ورجل الدولة اللبنانية الثاني، ورئيس مجلس النواب، طيلة أربعة عشر عاماً (1992-2006)، فإن من حق حسن نصر الله بعد أن هزم اسرائيل، ومرّغ أنف أمريكا في تراب الجنوب، وهدم لبنان حجراً على حجر، وكلّف لبنان أكثر من 900 قتيلاً حتى الآن، وأكثر من ثلاثة مليارات دولار حتى الآن، أن يصبح الرجل الثالث في الدولة كرئيس للوزراء رغماً عن أنف الدستور اللبناني، كما تمَّ للهراوي ولحود، وكما سيتم لغيرهما في المستقبل.

-5-

 لقد قرأنا في الكتاب المشهور " أمل والمخيمات الفلسطينية" (ص 89 – 109) كيف أن شيعة لبنان وعن طريق مقاتلي حركة أمل التي يترأسها رئيس البرلمان اللبناني الحالي نبيه بري هم من نفذ مجزرتي مخيم صبرا وشاتيلا  الفلسطينيين في 1985 . وكانت بداية المجزرتين الرهيبتين، أول ليلة في شهر رمضان من عام 1985؛ وبمشاركة من لوائين شيعيين في الجيش اللبناني . فخلَّفوا 3100 بين قتيل وجريح في صفوف الفلسطينيين ،حيث هاجمت قوات أمل مخيمي صبرا وشاتيلا، وارتكبت فيهما مجازر أبشع من التي ارتكبها اليهود والقوات اللبنانية. فحتى المرضى في المستشفى لم يسلموا من المجزرة. ومما زاد من هول المذبحة وبشاعتها، انضمام اللواء السادس في الجيش اللبناني لحركة أمل لأن أفراده وقيادته كانت من الشيعة، واستمر عدوانهم شهراً كاملاً ، ولم يتوقف إلا بعد استجابة الفلسطينيين ورضوخهم لكل ما طلبه حافظ الأسد ونبيه بري في ذلك الوقت.

 وليقرأ من شاء، المزيد من الفظائع التي ارتكبتها قوات أمل في صبرا وشاتيلا وبرج البراجنة في الكتاب الشهير " أمل والمخيمات الفلسطينية" الذي كتبه الدكتور عبد الله محمد الغريب، وطبع عدة طبعات منها طبعته الثالثة 1989، التي بين أيدينا.

وقد قام القسم العربي بهيئة الإذاعة البريطانية  BBC بإذاعة تقرير حول المجازر التي ارتكبتها قوات أمل، وبعد نشر هذا التقرير وجهت أمل تـهديداً لمراسلي الصحف الأجنبية، فاضطرت هيئة الإذاعة البريطانية إلى سحب مراسليها الثلاثة خوفاً على حياتهم.

-6-

وفي 18/6/1985 خرج الفلسطينيون من حرب المخيمات التي شنتها أمل . خرجوا من المخابئ بعد شهر كامل من الخوف والرعب والجوع ، مما دفعهم لأكل القطط والكلاب ،كما يقول التقرير. خرجوا ليشهدوا أطلال بيوتهم التي تهدم 90٪   منها و 3100 بين قتيل وجريح و 15 ألف من المهجّرين ،أي 40٪  من سكان المخيمات. وقتل عدد من الفلسطينيين في مستشفيات بيروت ، وقال مراسل صحيفة الصندي تلغراف في 27/5/1985 إن مجموعة من الجثث الفلسطينية ذُبح أصحابها من الأعناق. بل وذبحوا ممرضة فلسطينية في المستشفى ، لأنها احتجت على قتل جريح أمامها. وذكرت وكالة الأنباء الكويتية في 4/6/1985، وجريدة "الوطن" الكويتية في 3/6/1985، أن قوات أمل اقترفت جريمة بشعة ، حيث قامت باغتصاب 25 فتاة فلسطينية من أهالي مخيم صبرا،  وعلى مرأى من أهالي المخيم . وردد مقاتلو أمل في شوارع بيروت الغربية في مسيرات 2/6/1985م احتفالاً بيوم النصر ، بعد سقوط مخيم صبرا : "لا إله إلا الله العرب أعداء الله ". وقال مسلح من أمل : إنه على استعداد للاستمرار في القتال مهما طال الزمن حتى يتم سحق الفلسطينين في لبنان.

السلام عليكم.