المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم الأربعاء 9/8/2006

طوبى لعيونٍ ترى ما ترون

 

بيان من صادر عن المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

بيان للتوزيع

8 آب 2006

تأييد مطلق للقرار الدولي المقترح من فرنسا وأميركا وتحذر من محاولات للحكومة اللبنانية وحزب الله لتفريغه من محتواه وفاعلته

نحن الموقعين أدناه الممثلين للتجمعات اللبنانية الاغترابية المبينة أسماؤها في أسفل هذا البيان نلفت إلى الأمور التالية:

1- إن قرار الحكومة اللبنانية أمس إرسال خمسة عشرة ألف جندي إلى الجنوب بعد الانسحاب الإسرائيلي منه وبدون تعهد بتسليم سلاح حزب الله الذي تسبب بهذه الأحداث الأليمة، هو قرار احتوائي، إن لم نقل احتيالي، ولن تكون له أية فعالية إن رأى النور في ظل الظروف الميدانية التي يفرضها حزب الله الأصولي في الجنوب منذ العام 2000. إنها محاولة مكشوفة للتنكر لقرارات حكومة الرئيس السنيورة من خلال ضغط وإرهاب حزب الله وبعض الدول العربية والالتفاف على أي قرار فاعل وملزم لمجلس الأمن. وما يثر الريبة أن هذا القرار لم يأت على ذكر أمر تجريد حزب الله من سلاحه وابتعاد مقاتليه عن الجنوب وهنا مكمن الخطر.

2- نطالب أن توضع قوى الجيش التي سترسل إلى الجنوب تحت إمرة قيادة الأمم المتحدة التي ستتولى الإشراف على القوات الدولية هناك وذلك لضمان عدم تعرضها لضغوطات من حزب الله وسوريا وإيران. كما نطالب ونشدد على نشر قوات دولية لمراقبة الحدود اللبنانية السورية التي تعتبر المصدر الأساسي للسلاح والتخريب.

3- إن القوات الدولية يجب أن تأتي بناء على البند السابع من القانون الدولي وهو أمر في غاية الأهمية وإلا تحولت إلى شاهد زور يحمي الوضع الميليشياوي المفروض من قبل حزب الله على الجنوب، تماما كما هي وللأسف مهمة القوات الدولية العاملة حالياً في الجنوب (اليونيفيل).

4- نطالب المجتمع الدولي ودوله الحرة ومجلس الأمن أن يباشروا فوراً باتخاذ كل الخطوات العملية اللازمة للتصويت على القرار الدولي الجديد وإقراره دون الوقوع في شباك المندوبين العرب الذين كلفهم اجتماع وزراء خارجية الدول العربية الذي عقد في بيروت أمس السفر إلى الولايات المتحدة في محاولة يائسة لتغيير بعض بنود مسودة المشروع. ولا نعلن سراً هنا إن الدول العربية كانت ولا تزال المسبب الأهم لكل مشاكل لبنان، فهي التي حولته ساحة لصراعاتها ومتنفساً لاحتقان شعوبها للحفاظ على الأنظمة القائمة فيها. أما المهزلة فهو أن يقوم الأمين العام لجامعة الدول العربية عمر موسى بإعطاء اللبنانيين دروسا في المقاومة ضد إسرائيل بينما تقيم بلاده، مصر، العلاقات الدبلوماسية معها وترتبط بها بعشرات الاتفاقيات، والأمر نفسه ينسلخ على معظم دول الجامعة العربية. فهؤلاء يريدون أن يحاربوا إسرائيل حتى أخر لبناني.

5- يبقى أن مواقف وزير خارجية سوريا وليد المعلم المقاومتية والعنترية خلال مشاركته في اجتماع بيروت هي الكفر والعهر بأبهى حلله، وفاقد الشيء لا يعطيه، علماً أن مئات اللبنانيين الأبرياء لا يزالون معتقلين اعتباطاً ومنذ سنين في سجون سوريا البعث، كما أصابع الاتهام تشير إلى وقوف نظامها وراء كل جرائم القتل والاغتيالات في لبنان حاضراً وماضياً.

6- حزب الله هو مجموعة أصولية إرهابية إيرانية – سورية، تفرض وجودها المسلح على الشعب اللبناني بالقوة، وها هي قد هدمت البلاد على رؤوس أبنائها، ولن تقوم  للدولة اللبنانية أي قيامة من كبوتها والتهميش، كما أنه لن تعود الحريات ولا الديموقراطية ولا الأمن إلى لبنان إلا بالإنهاء الجذري والكلي للوجود المسلح والحال العسكري لهذا الحزب، وغيره من المليشيات المسلحة، الذي تسببت في حدوث الحرب الحالية المدمرة.

7- ليعلم العالم أن الشعب اللبناني بأكمله هو ضحية ما يجري على أرضه من أعمال عنف رغماً عن إرادته، وليعلم أيضاً أن حكومة الرئيس السنيورة مخروقة وغير متجانسة (لوجود ممثلين لحزب الله فيها)، وهي عاجزة عن القيام بواجباتها رغم نوايا رئيسها الطيبة ورغبات غالبية أعضائها الصادقة. كما أن الكلام عن الوحدة الوطنية يبقى حلماً ما لم يتدخل العالم الحر بقوة لمساعدة الدولة اللبنانية لاستعادة كامل سيطرتها على الأراضي اللبنانية كافة، وفرض سلطة القانون، وحصر السلاح بالقوى المسلحة الشرعية، وتجريد حزب الله والمنظمات الفلسطينية من سلاحها، وضبط الحدود مع سوريا، وإغلاق كل المؤسسات التي تنشر سياسة ومفاهيم الأصولية والحقد ورفض الآخر، والخروج من شباك هيمنة وتهديدات الإرهاب المتمثل بحزب الله.

عن المنسقية

الياس بجاني/الأمين العام

الكولونيل شربل بركات/المستشار السياسي

**النوادي والمؤسسات الكندية اللبنانية المنضوية تحت مظلة المنسقية كما هو مبين ‏في أسفل هي تجمعات غير نفعية مسجلة في الدوائر الكندية الرسمية ذات ‏الاختصاص وتعمل ضمن رخص ممنوحة لها، وهي غير مرتبطة سياسياً بأي مجموعات أو أحزاب غير كندية، وهي: الاتحاد اللبناني الكندي لحقوق الإنسان، ‏النادي الكندي الفينيقي، نادي ماسيسوكا الفينيقي، نادي التيار الوطني الحر الكندي ‏اللبناني، أف بي أم كندا، الجامعة اللبنانية الثقافية الحرة في كندا، النادي الكندي اللبناني المسيحي للتراث.

ملاحظة: البيان في نسخته الاغترابية الشاملة وقعته 16مجموعة نوادي ومنظمات وتجمعات لبنانية اغترابية من أميركا وكندا وبريطانيا وفرنسا وبلجيكا والمكسيك والسويد وقد وزع على كافة بلاد الانتشار.

 

ملامح لبنان الجديد تلوح من تحت الركام!

 انهيار "توازن الرعب" الموهوم على رؤوس حزب الله وإيران وسورية

 تحليل سياسي-لندن-كتب حميد غريافي: السياسة

وضعت التطورات العسكرية والسياسية والديبلوماسية المتسارعة خلال الأيام الخمسة الماضية »حزب الله« وإيران وسورية بين فكي كماشة لا فكاك من ضغطهما المبرح, وحولت »مغامرة« هذه الأطراف الثلاثة إلى ما يشبه الكارثة التي ارتدت عليها وستظهر نتائجها المدمرة شيئاً فشيئاً خلال الأسابيع القليلة المقبلة, عندما سيضطر حسن نصر الله إلى حزم حقائب العودة كسير الجناحين من هذه المغامرة القاتلة التي حولت مناطق نفوذه الواسعة في لبنان إلى قاع صفصف, لمواجهة نتائج ما فعله »توازن رعبه« بمليون شيعي ونحو ثلاثة ملايين لبناني آخر, متى خفتت أصوات المدافع وظهرت حقيقة المآسي التي لن يكون بمقدوره التعامل معها حتى بمئات ملايين الدولارات الإيرانية الموعودة, إذ أن نصف سكان الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية من بيروت لن يجدوا منازلهم عند العودة القريبة إليها وإذا وجدوا بعضها, فقد تحولت إلى أطلال أو أصيبت بأضرار بالغة لا يمكن استخدامها قبل أشهر شتوية طويلة.

أما النتائج الكارثية الحقيقية لهذه الحرب المدمرة على إيران فستكون أكثر سوءاً مما سيواجهها حليفها حسن نصر الله الذي التزم بأوامر مغامرتها سيئة الحسابات في التوقيت والكلفة والنتيجة, عندما سيواجه محمود أحمدي نجاد خلال الأسابيع الثلاثة المقبلة حرب عقوبات دولية حاول الهروب منها بشنه الهجمة على إسرائيل من لبنان, إلا أنها ارتدت عليه وبالاً أكبر إذ انفصلت عنه حليفتاه الأقرب روسيا والصين, ليصبح الدولة المنبوذة الثانية بعد سورية الأكثر عزلة واستفراداً في العالم, حتى قبل كوريا الشمالية, ويواجه النتائج الكارثية نفسها على حزب الله ولكن بضغط أكثر هولاً يتناسب مع حجمه »النووي« الذي يبدو أنه سيقضي عليه شيئاً فشيئاً.

وإذا ما جرى التدقيق في الشريط التلفزيوني الذي صور وزير الخارجية السوري وليد المعلم وهو يغادر اجتماع وزراء الخارجية العرب في بيروت أول من أمس بشكل يكاد يكون »طرداً فعلياً« من الاجتماع, وإذا ما جرى الاستماع إلى تصريحاته البليدة إياها التي لم تتغير منذ ثلاثين عاماً مع عدم تغير حزب البعث المريض في دمشق بداء لا أمل في شفائه, تتأكد أيضاً تلك النتائج الكارثية للحرب في لبنان على المستقبل القريب لنظام بشار الأسد المتشح بالسواد الذي غامر بآخر ما يملكه من رصيد في لبنان, وهو ورقة حزب الله أيضاً, وخسر المغامرة والمقامرة باللبنانيين وبما وصفه وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل في المؤتمر بقوله »إن العرب يقفون اليوم (بفعل هذه المغامرات الطائشة) أمام مفترق طرق سيتحدد معه مستقبلنا ومصيرنا جميعاً«, وهو أمر لم تعد الدول العربية تسمح للسوريين والإيرانيين وأدواتهم المسمومة في لبنان أو العراق أو فلسطين بأن يتلاعبوا به, تماماً كما حاولوا أن يدفعوا بإسرائيل نفسها إلى »مفترق الطرق« هذا, في المقابل عندما أعلن شمعون بيريس قبل أسبوعين أن الحرب في لبنان على حزب الله وإيران وسورية هي »مسألة حياة أو موت« للشعب اليهودي.

وأكدت الملامح التي بدأت تتكون للبنان والمنطقة منذ ظهور نص مشروع القرار الفرنسي- الأميركي إلى مجلس الأمن لانهاء »الأعمال العدائية« في الأراضي اللبنانية ووقف الحرب, إن »حزب الله« فقد جناحيه كلياً إذ بات من المؤكد أنه سيتحول من صقر إيراني-سوري جارح إلى حمامة وديعة مقصوصة الريش, بدليل أنه منذ الآن, وقبل أن تنتهي »بطولاته الدنكشوتية« في مواجهة الآلة العسكرية الإسرائيلية الجهنمية, سلم بإرسال الجيش اللبناني إلى الجنوب الذي كلف اللبنانيين آلاف القتلى والجرحى ومئات آلاف النازحين والمشردين والمهاجرين والمهجرين, وأعاد لبنان إلى »العصر الحجري« الذي »بشرت به إسرائيل الشعب اللبناني, وبالتخلي عن مزارع شبعا إلى »نقاط السنيورة السبع« وعن سمير القنطار إلى ماشاء الله, وهو الآن يسعى جاهداًمن الأنفاق التي يختبئ فيها, عبر حليفه نبيه بري الذي قد يلحق به قريباً جداً إلى تلك الأنفاق, الخروج من الكارثة ولو بقطرات معدودة من ماء الوجه, والقبول من الغنيمة بالاياب, قبل أن تتحقق أحلام أيهود أولمرت في الوصول براً إلى بعلبك والهرمل, بعدما تكاد جنازير دباباته تلامس حدود الليطاني في توغلها 20 كيلومتراً أعلنها أول من أمس منطقة »إسرائيلية« بمنع التجول فيها, ما يعني باللغة العربية التي يعرفها حسن نصر الله جيداً أنها سقطت عسكرياً ولم يتبق فيها سوى جيوب يجري تنظيفها بهدوء وحذر منعاً لسقوط خسائر لم تعد مجدية في صفوف قواته.

وبسقوط تبجحات منو شهر متكي, وزير الخارجية الإيراني التي أطلقها الأسبوع الفائت من على منابر بيروت, والتي حدد فيها شروط إيران »لإنهاء الحرب على إسرائيل« وبعودة زميله السوري وليد المعلم إلى بلده أول من أمس من مؤتمر وزراء الخارجية العرب في بيروت بخفي حنين, مهيض الجناح, مغلوباً على أمره, وبتخلي نبيه بري ومحمد فنيش وطراد حمادة وزملائهم في حزب الله وحركة أمل عن »عنترياتهم« و»توازن رعبهم الصاروخي« مع 400 رأس نووي إسرائيلي, ورضوخهم جميعاً لقدر مجلس الأمن الدولي المحتوم, يكون »مفترق الطرق« الذي تحدث عنه سعود الفيصل, بدأ يتخذ معالمه جديدة الأبعاد العالم العربي عن المغامرات الفارسية-البعثية الهوجاء, ومنعه من »أن يكون تحت أي ذريعة بعد الآن ساحة صراع النزاعات الإقليمية والدولية«.

وتؤكد كل المعطيات الجديدة الناجمة عن هذا الزلزال المدمر الذي أهلك نصف لبنان, أن تطبيق القرار الدولي 1559 أو شبيهه »اتفاق الطائف« بات أمراً محسوماً رغم التغيير الطفيف الكلامي والورقي في أولوياته, لجهة بسط الجيش اللبناني سلطته على كل أراضيه قبل نزع سلاح الميليشيات أو بعده لا فرق, وأن صواريخ حزب الله »الجرارة« أصبحت في طريقها إلى مخازن الجيش في اليرزة »آشاءت إيران وسورية أم أبتا«, وأن على السيد حسن نصر الله وأئمة حزبه أن يعودوا إلى »أعمالهم« الطبيعية السابقة كرجال دين في حسينياتهم ومدارسهم الفقهية وينزعوا ثياب الميدان العسكري التي لا تليق بهم ولا تناسبهم أصلاً, ويعتمروا السلام والأمان لتعميمهما على مجتمعهم الذي لابد وأن يحاسبهم بطريقة أو بأخرى على ما جنته أيديهم بحقه من قتل ودمار وخراب وتشريد.

 

 

أكدت حصولها على ضوء أخضر من الولايات المتحدة لمواصلة عملياتها الحربية دون هوادة

 إسرائيل: الحرب مستمرة حتى حل "حزب الله"

 بيروت-»السياسة«:القدس المحتلة-واشنطن- الوكالات:

وصفت إسرائيل قرار الحكومة اللبنانية إرسال الجيش اللبناني إلى الجنوب بعد انسحاب القوات الإسرائيلية منه بأنها خطوة مثيرة للاهتمام..لكنها أكدت نيتها توسيع عملياتها العسكرية للقضاء على خطر صواريخ »حزب الله« في الوقت الذي أثار فيه القرار الحكومي وموافقة »حزب الله« عليه موجة ارتياح سياسي وشعبي في لبنان ومطالبات لحزب الله بتسليم قدراته إلى الدولة اللبنانية, بينما أكد رئيس مجلس النواب نبيه بري والذي ينوب سياسياً عن »حزب الله« منذ بدء الحرب قبل 28 يوماً أن قرار نشر الجنود اللبنانيين ليس انكساراً بل هجوماً جديداً في الديبلوماسية الدولية...(راجع ص 30-31-32-33)

لكن الترحيب الإسرائيلي الحذر والارتياح اللبناني لم ينعكس على ارض المعركة إلا بتجدد القتال العنيف في الجنوب واتساع رقعة الغارات الجوية الإسرائيلية على لبنان والتي بلغت حد التهديد بضرب أي آلية تتحرك جنوب الليطاني بدعوى الاشتباه بنقلها صواريخ أو عتاداً لحزب الله وهو ما حول مدن صور وجنوب الليطاني إلى مدن أشباح.

وفي أول رد فعل إسرائيلي رسمي على قرار الحكومة اللبنانية إرسال 15 ألف جندي إلى الجنوب بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي منه قال رئيس الوزراء الإسرائيلي أيهود أولمرت في مؤتمر صحافي عقده في القدس المحتلة: »إنها خطوة مثيرة للاهتمام وعلينا أن ندرسها ونرى إمكانية تطبيقها في وقت معقول«.

وأضاف: »لا نريد احتلال لبنان ولا نريد أن نبقى في لبنان«, مؤكداً أن الهدف من العمليات العسكرية هو إبعاد حزب الله عن الجنوب.

لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي شدد على تطبيق القرار الدولي 1559 قال إن حكومته الأمنية ستدرس اليوم طلب الجيش توسيع عملياته في لبنان ضد قواعد »حزب الله« الصاروخية.

وفي موقف مخالف لتصريحات أولمرت اعتبر مندوب إسرائيل في الأمم المتحدة دان غيلرمان أن قرار الحكومة اللبنانية ليس سوى »استعراض زائف« لن يجري تطبيقه على الأرض, فيما أكد زميله سفير إسرائيل لدى واشنطن داني ايالون أن واشنطن تدعم قرار إسرائيل بالمضي قدماً في الحرب على لبنان.

وفي هذا السياق أكد وزير الدفاع الإسرائيلي عمير بيريتس أنه لن يكون هناك وقف لإطلاق النار قبل أن يصبح جنوب لبنان منطقة خالية من السلاح ويتم حل »حزب الله« ويطلق سراح الجنديين الإسرائيليين المختطفين, حسب ما نقلت عنه وكالة الأنباء الألمانية.

ميدانياً شهد جنوب لبنان معارك عنيفة بين مقاتلي »حزب الله« والجيش الإسرائيلي تركزت في القطاع الغربي في قريتي دبل ولبونة حسبما أكدت الشرطة اللبنانية.

وأعلن »حزب الله« في بيان أن مقاتليه نصبوا كميناً لقوة إسرائيلية في دبل وأوقعوا عدداً من القتلى والجرحى في صفوفها وهو ما اعترف به ناطق عسكري إسرائيلي, مشيراً إلى أن أربعة جنود قتلوا وأصيب 11 آخرون في القرية التي تقع على بعد سبعة كيلومترات من بنت جبيل معقل حزب الله في الجنوب.

وقال بيان آخر للحزب إنه دمر دبابة في عيناتا وقصف شمال إسرائيل بنحو مئة صاروخ.

وبعد هدوء نسبي صباحي شنت المقاتلات الاسرائيلية غارات عنيفة على مناطق جنوب لبنان وألقت منشورات فوق مدينة صور جاء فيها ان كل سيارة من أي نوع كانت تتحرك في جنوب الليطاني ستقصف لانها مشبوهة بنقل الصواريخ والعتاد العسكري.

وطال القصف الاسرائيلي مناطق محيط صور والنبطية فيما كانت اكثر الغارات دموية تلك التي استهدفت موكب تشييع لضحايا مجزرة الغازية ال¯ 15 الذين سقطوا أول من أمس حيث تعرضت الجنازة إلى قصف مباشر ما أدى إلى استشهاد 12 مدنيا وجرح 25 آخرين.

وفي ضاحية بيروت الجنوبية عطل القصف الكثيف جهود فرق الدفاع المدني في البحث عن مفقودين تحت انقاض مبنيين منهارين في حي الشياح الذي تعرض مساء أول من امس إلى سلسلة غارات مدمرة هي الأولى منذ بدء الحرب.

وقالت مصادر الدفاع المدني ان عدد ضحايا القصف ارتفع إلى 32 شهيدا فيما لايزال عدد آخر تحت الانقاض بحسب تأكيدات سكان الحي المنكوب.

إلى ذلك اكد نائب قائد المنطقة الشمالية في الجيش الاسرائيلي البريغادير احتياط شوتي شمرور ان الجيش الاسرائيلي قتل 977 من عناصر »حزب الله«, مشيرا إلى ان هذا الرقم يمثل ثلث عدد مقاتلي المنظمة الشيعية.

وأكد شمرور لاذاعة الجيش الاسرائيلي ان قواته اعتقلت مجموعة من عناصر الحزب في جنوب لبنان وتحديدا في منطقة بنت جبيل, مشيرا إلى ان المقاتلين كانوا في حالة مزرية ومرهقين للغاية وجياعاً, على حد تعبيره.

على صعيد آخر رفضت اسرائيل اتهامات متزايدة بانها تعطل امدادات الاغاثة الانسانية لكن المفوض الاعلى للاجئين في الامم المتحدة انطونيو غويترس اكد ان نقل المساعدات الانسانية إلى لبنان بات »في غاية الصعوبة« بما في ذلك خارج مناطق المعارك.

وعلى الصعيد السياسي اللبناني اثار قرار نشر الجيش في الجنوب ارتباكا شعبيا وسياسياً واسعا نظرا لكونه جاء بالاجماع فيما طالبت قوى »14 آذار« حزب الله بتسليم امكاناته ووضع خبراته تحت تصرف الدولة اللبنانية.

من جانبه اكد رئيس مجلس النواب نبيه بري »اننا مستعدون لارسال 15 ألف جندي لبناني الى الجنوب, وهذا الموضوع ليس كما يشاع كأنه انكسار للبنان, لا فهذا الموضوع هو هجوم جديد حتى في الديبلوماسية الدولية«.

وقال بري امام وفد مصري امس »نحن كلنا اعتزاز بالموقف العربي الذي حصل في مؤتمر وزراء الخارجية العرب والتأكيد بدعم لبنان, ولكن لا اريد هذا الامر قبل ان تظهر النتائج في نيويورك«, واملي ان تكون هناك بداية عربية جديدة وحوار عربي جديد, وبداية لقرار عربي في منطقة الشرق الاوسط.

وتحدث بري عن مشروع القرار في مجلس الامن المسمى بالقرار الاميركي - الفرنسي فقال: »كان هناك عملية تجاذب بين الفرنسيين والاميركيين, وقد عقدت مؤتمراً صحافياً وقلت ان هذا القرار ارفضه رفضاً مطلقاً لاسباب عدة اولها انه اعطى اسرائيل اكثر مما تطلب, وانه غير قابل للتطبيق, واقراره كما هو يعني جعل لبنان فعلاً في حروب دائمة ومستمرة«

 

وفد الجامعة العربية الى الامم المتحدة يبحث الصراع بين اسرائيل ولبنان

 ويترز - 2006 / 8 / 8

 توافد مسؤولون عرب على الامم المتحدة يوم الثلاثاء في مسعى لادخال تعديلات على مشروع قرار امريكي فرنسي بحيث يطالب بانسحاب اسرائيلي سريع من لبنان حتى يتمكن الجيش اللبناني من تسلم الجنوب من حزب الله.

وأرجأ مجلس الامن الدولي اتخاذ قرار بشأن مشروع القرار الذي يهدف الى اعلان هدنة بين اسرائيل ومقاتلي حزب الله ويضع شروط التوصل الى تسوية سياسية حتى يعرض المسؤولون العرب وجهة نظرهم.

وكانت واشنطن وباريس تأملان ان يصدر مجلس الامن القرار يوم الاثنين.

لكن من غير المتوقع طرح مشروع القرار للتصويت قبل الاربعاء او الخميس فيما يعمل الدبلوماسيون على تعديل المسودة والاستماع لما سيطرحه ثلاثة مسؤولين من جامعة الدول العربية هم عمرو موسى الامين العام للجامعة ووزيرا خارجية قطر ودولة الامارات العربية المتحدة.

وقال فيتالي تشوركين مندوب روسيا لدى الامم المتحدة ان دعم موسكو للقرار يعتمد على رأي لبنان في مسودته النهائية.

وقال لمحطة تلفزيون (روسيا) "من الواضح لنا أن مشروع قرار غير موات للبنان ينبغي عدم تبنيه...سيؤدي ذلك الى اطالة الصراع والعنف."

واضاف تشوركين الذي تملك بلاده حق النقض بمجلس الامن "الجهود تبذل..ونحن مشاركون فيها لجعل هذه المسودة اكثر قبولا بالنسبة للبنان. من الصعب التبنؤ بمتى سيحدث ذلك.. متى سيتم التوصل لصياغة صحيحة يوافق عليها الجانب الاسرائيلي."

وخلال اجتماع عقد يوم الاثنين في بيروت ايد 17 من وزراء الخارجية العرب التعديلات التي اقترحتها الحكومة اللبنانية على المسودة لتتضمن سحبا سريعا بعد هدنة لنحو عشرة الاف جندي اسرائيلي من جنوب لبنان يحاولون القضاء على قدرات حزب الله الصاروخية.

وقال فؤاد السنيورة رئيس وزراء لبنان يوم الاثنين وهو يذرف الدموع إن القرار الاصلي لن يفعل الكثير لوقف العنف الذي اودى بارواح ما لا يقل عن 979 لبنانيا وشرد نحو 900 الف. وذكر وزراء عرب ان مشروع القرار بصيغته الحالية يبدو متحيزا لاسرائيل إذ لا يحدد جدولا زمنيا واضحا لانسحاب اسرائيل من لبنان. وفي الوقت الذي يدعو فيه حزب الله الى وقف جميع الهجمات على الفور فانه يدعو اسرائيل الى ان توقف فورا "جميع العمليات العسكرية الهجومية."

وقتل ما لا يقل عن مئة مدني وجندي اسرائيلي في الصراع. وترفض اسرائيل الانسحاب من لبنان الى ان تصل القوة الدولية ويفرج عن جنديين اسرهما حزب الله يوم 12 يوليو تموز. وقام طارق متري القائم باعمال وزير الخارجية اللبنانية باطلاع كوفي عنان الامين العام للامم المتحدة على قرار الحكومة اللبنانية ارسال 15 الف جندي الى منطقة الجنوب التي يسيطر عليها حزب الله. وقال متري ان هذه الخطة يجب ان يواكبها انهاء القتال وبدء الانسحاب الاسرائيلي حتى يتمكن الجيش اللبناني بعد سنوات طويلة من القيام بواجبه ومسؤوليته لبسط سلطة الحكومة اللبنانية على كل اراضي لبنان.

وذكر دبلوماسيون ان من المرجح ان تتضمن اي نسخة معدلة من مشروع القرار عرض لبنان ارسال جنود الى الجنوب. ووصف جون بولتون مندوب واشنطن لدى الامم المتحدة البيان اللبناني بانه "ايجابي للغاية" وقال انه ومندوب فرنسا لدى الامم المتحدة جان مارك دو لا سابليير يعملان على ادخال تغييرات محتملة على مسودتهما بناء على اعلان لبنان.

وقال المندوب الفرنسي للصحفيين "يتعين علينا ان نصغي لما يحدث هناك."

 

 استسلام متأخر لحسن نصرالله

أحمد حار الله – السياسة:  الذي تم التوافق عليه داخلياً وعربياً وهو تحييد لبنان عن الصراعات تحت أي شعار, ونشر قوات الجيش اللبناني في الجنوب بعديد خمسة عشر ألف جندي, كان يمكن التوصل إليه من زمان بعيد لولا إمعان »حزب الله« في إضعاف الدولة اللبنانية, ولولا النظام السوري, قبله,الذي صادر الدولة وحل محلها, وجعل من بعض رجالها أحجار شطرنج يتلاعب بها بأصابعه. ثم إن هذا التوافق, كان بإمكانه تجنيب لبنان الكارثة التي حلت به وبشعبه, لكن مهب المصالح الإيرانية السورية لم يكن يسمح به, وكان في أجندته ما يستوجب تخريب هذا البلد, وإثارة الفتنة المذهبية فيه, وهي الأهداف التي تتقاطع مع مصالح إسرائيل بشكل مذهل. الآن, وبعد خراب البلد وتشرد الناس واستشهادهم, يأتي »حزب الله« ويعلن استسلامه للحكومة اللبنانية, وموافقته على قرارها إرسال قوات الجيش إلى الجنوب وانتشاره في المنطقة الممتدة من الليطاني وحتى الخط الأزرق الحدودي... هذه الموافقة كان يجب على نصرالله أن يعطيها من زمان للدولة إما عبر طاولة الحوار الوطني أو عبر الدعوة لتطبيق اتفاق الطائف. هل كان على نصرالله أن يواجه الهزيمة, في مغامرة أخطأ في وضع حساباتها, وتوقع نتائجها, حتى يقبل بانتشار الجيش الشرعي, ويسلم بهزيمته له, ولا يقول هزيمة بل نكسة? ألم يكن من الأفضل له لو سمع للعقلاء والحكماء وجنب بلده كل هذا الخراب,ووفر على أبناء شعبه كل هذا الموت?

هذه الأسئلة تجرنا إلى الفكر الأصولي الذي يقود »حزب الله«, والذي يجيز له, ووفق سلطة إلهية, أن يكفر كل من اختلف معه, وأن يخون كل من خالفه في السياسة والتفكير.

أصولية هذا الحزب التي تسمح له باحتكار الحقيقة, كونه يحوز على تفويض سماوي, كما يعتقد, جعله يغرد خارج السرب الوطني اللبناني, معتبراً أن انفراده بالقرار خارج الإجماع لايعني إلا إقصاء للكافرين وتعزيزاً لصفوف المؤمنين, والذين هم في العادة المنضوون تحت الأعلام الصفراء للحزب, وليس تحت الأعلام الأخرى وإن كانت أعلام الأنبياء والتابعين.

»حزب الله« الآن اقترف فعلته ويحاول أن ينسل بعيداً عن الأعين, علماً أن إسرائيل التي ادعى قتالها لم تعترف بوجوده وقالت إنها تحارب إيران وسورية في جنوب لبنان.

الإرهاب الفكري الذي يمارسه الأصوليون باسم احتكار الإيمان والإسلام والعروبة, هو الذي يلفظ أنفاسه الأخيرة في لبنان, وبالتالي فإن تخوين المختلف مع الأصولي سيتوقف.

إن الإرهاب الفكري أصبح أمراً تجاوزه الزمن, ويقع خلف الظهور. نحن الآن نعيش بهوامش حرية لم تكن موجودة أيام الهزيمة سنة ,1967 وأيام الدكتاتوريات الحاكمة باسم الأصولية العروبوية التي كان تخوين ما عداها أسهل من شرب كأس من الماء. الناس هذه الأيام بدأت تقول آراءها بحرية وبلا خوف, ومن أصاب منها اعتز برأيه, ومن أخطأ اعترف بصوابية رأي غيره واحترمه. وما يؤشر على هذه الحقائق الجديدة ووجودها الخطاب التاريخي الصريح لرئيس وزراء لبنان فؤاد السنيورة الذي ألقاه في جمع وزراء الخارجية العرب الذي التأم في بيروت قبل يومين تحت القصف الإسرائيلي... السنيورة قال صراحة ما يريد أن يقوله كل الشعب اللبناني وكل العرب الذين رفضوا معه وصاية الأصولية العروبوية السخيفة, والإرهاب الفكري الذي تمارسه على الآخرين تحت مسمى إكليريكي قومي انتهى زمانه... الوحيدون الذين رفضوا خطاب السنيورة كانوا أتباع الأصوليتين الدينية والقومية إيران وسورية و»حزب الله«, وقد تلقى ممثلهما وزير الخارجية السوري وليد المعلم الردع الكافي عندما طالب بالإشادة بمقاومة »حزب الله« فقيل له من قاوم هو كل شعب لبنان, وهذا الشعب هو الذي يستحق الإشادة.

جيد أن القادة العرب لم يقعوا في خطأ الحساب كما وقع »حزب الله«, ولم يحقنوا الشارع بجرعات الحماس الكاذب, ولم يعدوه بمعارك لم يستعدوا لها, أو بأعمال طائشة ليس هذا وقتها وأوانها.

بكل ثقة نقول إننا نعيش أوقات غروب الأصولية, ومشارفة رجالها من جماعات الإرهاب الفكري الديني والقومي على النهاية, بعد أن انكشفوا وانكشفت تجارتهم, وما كانت إلا تجارة بالدم وبأراضي الأوطان, وكانوا في طليعة من وافق على انتشار قوات الجيش الشرعي في الجنوب اللبناني, وكانوا قبل انتكاستهم يتخايلون بقوتهم وينفشون ريشهم كما تفعل الطواويس الغبية.

 

الوزير متري خلال جلسة مجلس الأمن الدولي: القرار المطروح يترك لبنان معرضا لرغبات اسرائيل وعلى الجيش الاسرائيلي أن ينسحب خلف الخط الأزرق

وطنية- 8/8/2006 (سياسة) انعقدت عند الحادية عشرة من مساء اليوم في نيويورك جلسة مجلس الأمن الدولي للبحث في مشروع القرار المطروح على مجلس الأمن بشأن الوضع في لبنان. وألقى وزير الثقافة وزير الخارجية بالوكالة الدكتور طارق متري كلمة خلال الجلسة وفي ما يلي الترجمة غير الرسمية للكلمة: "لقد جئنا الى المجلس، المجتمع الدولي، طالبين وقفا فوريا وشاملا لاطلاق النار ومنذ 27 يوما طلبنا وقفا فوريا لإطلاق النار، إن أكثر من 900 لبناني قد ماتوا، وقبل ذلك طلبنا وقفا فوريا لإطلاق النار، وقبل أن يصاب أكثر من 3000 بجراح من المدنيين, طلبنا وقفا لاطلاق نار فوري، وهناك مليون لبناني ينامون على الأرض في المدارس والمباني العامة، لأن بيوتهم لم تعد قائمة، ومنذ ثمانية أيام وفي ظلال مذبحة قانا ناشدناكم مرة أخرى العمل على وقف فوري وشامل لإطلاق النار، ونحن نجتمع اليوم في ظل مزيد من المذابح، أخطاء كما تسميها اسرائيل، وكما تطلق على جرائمها ضد المدنيين، منهم 28 من عمال الزراعيين في القاع، ويوم أمس وفقا لآخر تعداد 38 مدنيا في منطقة الشياح وهي منطقة سكنية في بيروت، وأنا أقتبس من تقرير أطلقته منظمة "هيومن رايتس ووتش" ان نمط الهجمات خلال الهجوم الاسرائيلي على لبنان يوحي بأن جوانب الفشل لا يمكن تفسيرها مجرد حوادث، ان مدى هذا النمط وخطورته والآثار المرتبة عليه تشير الى ارتكاب جرائم حرب "هيومن رايتس ووتش 2006 المجلد 18 رقم 3 اي". تلقينا مشروع القرار الفرنسي الاميركي و نعترف بالجهود التي قدمها الكثير منكم أصحاب السعادة للتوصل الى اتفاق, نحن نعترف بعزمكم من أجل إنهاء العنف ونحن نقدر تصميمكم وعزمكم لإنهاء العنف، وأنا أقدر بالفعل القلق الذي عبر عنه المجتمع الدولي بشأن مستقبل لبنان ودعم ديمقراطيتنا وحكومتنا ومحاولاتها لكي توفر إطارا للسلام والاستقرار، للأسف مشروع القرار ليس فقط هو حق في تلبية مطالبنا الشرعية وحسب ولكنه ايضا ربما لم يقدم النتائج التي يأمل المجتمع الدولي بالتوصل اليها، ونحن طالبنا وقف إطلاق نار فوري ولكن الأمر استغرق وقتا طويلا وهو ليس بالفعل وقفا فوريالإطلاق النار، ولا وقف لإطلاق النار، مشروع القرار يطالب بوقف العمليات العسكرية ووضع مبادىء، بعض هذه المبادىء يؤكدها لبنان ويتبناها، ولكن الوضوح الأكثر هو مطلوب بشأن قضايا أخرى وهذا الوضوح جوهري للبنان، مشروع القرار يدعو الى وقف هجمات من قبل حزب الله واسرائيل ايضا ان توقف كل الهجمات (وعملياتها الهجومية). أنتم تعلمون ان اسرائيل لم تقر بأن أعمالها في لبنان كانت أي شيء ما عدا دفاعية، كل الحروب التي أطلقتها اسرائيل ضد دولتنا وبلادنا أطلقت عليها عمليات دفاعية عن النفس، وفي هذا السياق اذا ان القرار يترك لبنان معرضا لرغبات اسرائيل، كيف يمكن أن يكون مجديا هذا القرار وكيف لهذا القرار أن يوفر وقفا للأعمال العسكرية وبالفعل يحمل الخطر والمخاطرة باستمرار العنف والدمار ليكون مجديا على اسرائيل أن تبدأ بالانسحاب وبشكل فوري من الأراضي اللبنانية لا يجب تأجيل هذا الأمر، القوات اللبنانية المسلحة وبمساعدة الأمم المتحدة يجب أن تنتشر في لبنان بما في ذلك المنطقة بين الخط الأزرق ونهر الليطاني، الحكومة تعيد تأكيدها، وحكومتنا تعيد تأكيدها على استعداديتها الفورية لنشر الجيش اللبناني وقوامه 15000 جندي الى الجنوب، كما ان الجيش الاسرائيلي عليه أن ينسحب خلف الخط الأزرق، وتعبر ايضا عن جاهريتها لطلب المساعدة لقوات إضافية لكي تعزز قوة الأمم المتحدة. كل هذا على أساس الخطة ذات السبعة بنود التي أقرها مجلس الوزراء اللبناني بالاجماع، وأكرر بالاجماع ، اضافة الى ذلك يجب أن تحرك جديا الى الامام قضية مزارع شبعا هو أمر جوهري لحل سياسي دائم وشامل، علينا أن نكون صريحين، كان هناك إشارات بأن المجتمع الدولي جاهز للتحرك في هذا الاطار ولكن النص الذي أمامنا لا يعكس بشكل كاف إشارات كهذه وجهوزية كهذه، شعبنا بحاجة الى تأكيد واضح من المجتمع الدولي ان حدودنا يجب أن تكون واضحة، نحن لسنا بحاجة الى أن نتحدث عن سجل اسرائيل وعدم التزامها بقرارات مجلس الأمن، منذ انسحابها عام 2000 اسرائيل لم تحترم سيادة لبنان وبشكل مستمر وتتجاهل الخط الأزرق. اذا لبنان يعبر مرة أخرى عن احترامه للقرارات الدولية وحكومتنا ايضا تعيد التأكيد على احترام حرية لبنان ووحدة ترابه وسيادته، نحن وضعنا امامكم ما نعتقد انه هو المتطلبات الضرورية التي ستمكن حكومتنا لكي نحافظ على وحدتنا الوطنية كشعب وان ندافع عن حقوقنا وان نعيش في سلام وان نعيد بناء دولتنا المدمرة للتوصل الى هذه الألويات وهذه الأهداف، نحن بحاجة الى دعمكم المستمر وتعاونكم ايضا". رد على المندوب الاسرائيلي ورد الوزير متري على كلمة المندوب الاسرائيلي وقال: يؤلمني أن أسمع الاشارة الى الانجيل والى صور وهي مدينة الآن مدينة خراب، صور تقصف وتقصف بشدة تقريبا بدون انقطاع في الأيام العشرة الأخيرة. الملك حيرام ملك صور أرسل شجر الأرز أو خشب الأرز للبناء ولكن الاسرائيليين يدمرون صور الآن ويؤلمني أن أسمع الاشارة الى صور في هذا الوقت، الحملة ضد الارهاب كما يود الاسرائيليون أن يسموا حربهم الشاملة ضد لبنان نظرا اليها ونشعر بها وأحس بها اللبنانيون كأعمال فظيعة ومن خلال الرغبة في تدمير البنية التحتية للارهاب كما سمعنا البنية التحتية للبنان التي دمرت والآن كلكم تعرفون في هذا المجلس الموقر ان في القانون الدولي هناك مبدآن يتعلقان بالمدنيين، مبدأ التمييز ومبدأ التناسب، وأخشى ان هذين المبدأين وبشكل منهجي انتهك منذ الثاني عشر من تموز، على العموم أنا هنا وسوف أختتم بهذه الكلمات أنا موجود هنا ونحن جميعا موجودون هنا للعثور على مخرج واقتراح حكومتي اقتراح الأمس هو خيار حي ويجب النظر اليه على أنه خيار حي وهو يسمح بإيقاف الأعمال العدائية بشكل فعال ويؤدي الى وقف إطلاق النار ويعبد الطريق للمضي قدما الى الأمام سيدي الرئيس، ويفتح الطريق باتجاه حل دائم، وآمل أن هذه الفرصة وان هذا الخيار لا يتم تجاهله".

 

إيران ترسل الأحوازيين للقتال في لبنان كمرتزقة

 »السياسة«-خاص: كشفت مصادر في المعارضة العربية الأحوازية أن سلطات النظام الايراني تسعى إلى ارسال شبان أحوازيين للقتال في لبنان كمرتزقة إلى جانب »حزب الله« نظراً لكونهم يتحدثون اللغة العربية. وقال »المركز الاعلامي للثورة الاحوازية« في بيان تلقت »السياسة« نسخة منه امس أن السلطات في طهران دعت الشبان العرب الاحوازيين إلى التوجه للقتال في لبنان مقابل 80 مليون ريال (7500 دولار اميركي) تدفع لهم سلفا كونهم يتحدثون اللغة العربية وهو ما سيجعل تمييزهم عن مقاتلي الحزب اللبناني أكثر صعوبة من زملائهم الايرانيين الموجودين هناك فعلا. وأضاف البيان ان الجنود الاحوازيين الذين يخدمون في قوات الحرس الثوري الايراني (الباسدران) قد طلب اليهم الالتحاق بفرق المرتزقة. وأوضح المركز الاعلامي الاحوازي ان الشبان العرب في (الباسدران) يتعرضون للتهديد بارسالهم إلى مناطق مضطربة داخل الجمهورية الاسلامية مثل بلوشستان أو كردستان ايران ما لم يثبتوا ولاءهم واستعدادهم للتضحية من اجل الجمهورية ونظامها الاسلامي ويقوموا بقمع التظاهرات في اقليم الاحواز نفسه. وحذر البيان من ان هذه المحاولات ترمي إلى ضرب الاحوازيين بعضهم بعضا وتشويه صورتهم لدى الدول العربية واظهارهم كمرتزقة يقاتلون من اجل المال.

 

خبير بريطاني: الذخيرة غير المتفجرة تمثل مشكلة كبيرة للبنان

 بيروت - د.ب.أ: أعلن خبير بريطاني متخصص في إبطال مفعول المتفجرات أن قرابة 8 آلاف من الذخيرة غير المتفجرة قد سقطت على لبنان منذ بدء الصراع الحالي.

وقدر ستيف بيرستلي مدير قسم المشاريع الدولية بالمجموعة الاستشارية لنزع الألغام أن قرابة 300 من الذخيرة غير المتفجرة قد سقطت على لبنان مع كل يوم منذ بدء الصراع الحالي. وقال إن تلك المتفجرات, التي تضم قنابل عنقودية وقذائف مدفعية وهاون, قد تؤدى إلى سقوط عدد كبير من الضحايا. وقال بيرستلي في تصريحات من بيروت لوكالة برس أسوسيشن البريطانية »إن مراقبي الأمم المتحدة في منطقة الحدود سجلوا سقوط ثلاث آلاف قذيقة يوميا, من بينها قذائف مدفعية وأخرى تطلق من البحر«.

وأضاف »نحن نعلم أن قرابة 10 في المئة من تلك القذائف ستصاب بعطل فني وعلى رأسها القنابل العنقودية«. ويتوقع أن يتوجه بيرستلي وفريقه إلى الجنوب اللبناني بمجرد الاتفاق على وقف إطلاق النار للمساعدة في رفع الألغام من المنطقة. وقال إنه يعلم من خبرته السابقة أن النازحين بعيدا عن مناطق الصراع يعودون إلى بيوتهم سريعاً بعد الإعلان عن وقف إطلاق النار, مشيراً إلى أنه وفريقه بحاجة للوصول إلى موقع الأحداث في أسرع وقت ممكن وأضاف قائلاً »كلما أسرعنا كان ذلك أفضل حيث إن كل لغم يرفع يعني إنقاذ حياة شخص ما أو أحد أطرافه«, ولكن مع وجود ذخيرة عنقودية فإن ذلك يعني إنقاذ العديد من الأشخاص. وتعمل الحكومة اللبنانية مع الأمم المتحدة والمجموعة الاستشارية لنزع الألغام على وضع خطة عمل طارئة للتعامل مع أسوأ المشكلات التي قد تطرأ بعد أن يتم الاتفاق على وقف إطلاق النار.

 

قوى "14 آذار" تتساءل عن سر موافقة لحود   المفاجئة وتدعو إلى توضيح جميع النقاط/ السنيورة اطلع عنان على قرار حكومته والأكثرية تطالب "حزب الله" بتسليم إمكاناته إلى الدولة

 بيروت - "السياسة": أشاع قرار الحكومة اللبنانية إرسال الجيش اللبناني إلى الجنوب فور انسحاب الجيش الإسرائيلي من المناطق التي احتلها ارتياحاً واسعاً في الأوساط السياسية اللبنانية, لكونه يشكل تحولاً أساسياً في الموقف اللبناني في ضوء الإعتراضات الكبيرة التي كانت تواجهها خطوة من هذا النوع من جانب فئات أساسية في لبنان كرئيس الجمهورية أميل لحود وحلفاء سورية في لبنان وفي مقدمهم "حزب الله" وحركة "أمل".

واعتبرت مصادر سياسية أن موافقة وزراء "حزب الله" وحركة "أمل" في الحكومة على هذا القرار يشكل انعطافاً نوعياً في مواقفهم من هذه المسألة, بالنظر إلى حجم الضغوطات الهائلة التي يتعرض إليها لبنان, وفي ضوء الخسائر البشرية والمادية الكبيرة للعدوان الإسرائيلي المستمر منذ 12 يوليو الماضي.

وكان رئيس الحكومة فؤاد السنيورة وفور انتهاء جلسة مجلس الوزراء التي اتخذت القرار بإرسال 15 ألف جندي إلى الجنوب أجرى اتصالاً هاتفياً مطولاً مع الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان وتم التداول في آخر التطورات الجارية على المستوى الدبلوماسي وعلى وجه الخصوص قرار مجلس وزراء الخارجية العرب بإيفاد وفد ثلاثي إلى الأمم المتحدة لشرح وجهة نظر لبنان, وطلب التعديلات على مشروع القرار الفرنسي الأميركي.

كما وضع السنيورة عنان في أجواء قرار مجلس الوزراء الاستعداد لإرسال 15 ألف جندي إلى الجنوب فور انسحاب إسرائيل, وكان تداول في آفاق الإتصالات والاجتماعات المقبلة في مجلس الأمن, وأبدى عنان ارتياحه واهتمامه لقرار الحكومة اللبنانية.

إلى ذلك التقى وزير الخارجية والمغتربين فوزي صلوخ, سفير بريطانيا جيمس واط, وعرض معه لتطورات الوضع ونتائج الاجتماع الاستثنائي لوزراء خارجية الدول العربية, وقرار مجلس الوزراء ارسال الجيش الى الجنوب. بعد الاجتماع, قال السفير واط: "تبادلنا الافكار حول وفد الجامعة العربية الذي توجه الى نيويورك, وشرح لي الوزير صلوخ مهمة هذا الوفد الذي سيبحث ادخال تعديلات على مسودة مشروع القرار الفرنسي-الاميركي. ونحن نتطلع الى الوقت القريب الذي سيحصل فيه وقف لاطلاق النار, وتسوية الوضعين الاقتصادي والانساني في لبنان, وبريطانيا جاهزة لتلعب دورا اساسيا وسريعا لاعادة القرويين الى منازلهم, والمساعدة في الجهود الانسانية التي تبذلها الامم المتحدة. وناقشنا ما ننوي القيام به على اساس مطالب الحكومة اللبنانية. اتابع المناقشات حول اعادة الاعمار التي سوف تبدأ قريبا. كان الاجتماع منتجا, واتفقنا على استئناف العمل من اجل التوصل الى وقف فوري لاطلاق النار".

وأشاد الرئيس أمين الجميل بقرار الحكومة اللبنانية نشر الجيش في الجنوب, معتبراً أنه تاريخي ويؤسس لمرحلة أمن واستقرار في الجنوب, ولفت إلى أن الولايات المتحدة الأميركية أبدت كل تقدير لهذا القرار, والجميع منتظر هكذا مبادرة من قبل لبنان.

كما اعتبر الرئيس نجيب ميقاتي أن خطوة إرسال الجيش إلى الجنوب جيدة في هذا الظرف بالذات, والأهم فيها أنها اتخذت بإجماع لبناني في مجلس الوزراء, وهذا الإجماع هو المطلوب لأنه الأساس في إعادة إنهاض لبنان.

من جهته سأل النائب فؤاد السعد عضو اللقاء الديمقراطي هل كان كل ذلك ضروري لنشر الجيش في الجنوب من بامكانه ان يفسر لنا لماذا لزم كل هذا الوقت, وكل هذا القتل والدمار لاتخاذ قرار بارسال الجيش الى المكان الذي انشأ اساسا للتواجد فيه. وهل في امكان الرئيس لحود مثلا ان يقول لنا كيف وافق فجأة على ارسال الجيش الى الحدود, وهو الذي يعرقل هذا الارسال منذ سنوات معتبرا اياه خدمة للعدو الصهيوني وحرسا لحدوده". واضاف: "عار علينا ان نكون قد تصرفنا كل هذه المدة بهكذا خفة وهكذا سخف. وهنا نسأل: هل يعني هذان القراران ارسال الجيش وطلب الاحتياط, بان وافق الجميع على انهاء دور المقاومة, وان دور حفظ الحدود اصبح يعود للجيش اللبناني دون سواه, وان دور لبنان يقتصر على الحفاظ على ارضه وحدوه وليس على تحرير القرى السبع والقدس وفلسطين الا عندما تجمع الدول العربية على ذلك تعلن جميعها الحرب على اسرائيل بدءا بسوريا? فنكون عندئذ في طليعة المقاتلين, وهل يعني ذلك ان قرار الحرب والسلم اصبح محصورا بالدولة اللبنانية فقط دون سواها, وانه لم يعد بعد الان سلاحا مع اي كان سوى مع الدولة اللبنانية"? وختم بالقول: "يقتضي توضيح كل هذه الامور لكي لا ندخل في مرحلة جديدة غامضة, وان يؤدي ذلك عاجلا ام اجلا الى خلافات وصراعات جديدة اقليمية وداخلية".

الى ذلك أبدت مصادر نيابية في قوى الأكثرية ارتياحها إلى النتائج التي خلص إليها الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب في بيروت, من خلال دعم النقاط السبع التي وضعها رئيس الحكومة فؤاد السنيورة ووافق عليها مجلس الوزراء, والتي أجمعت عليها القمة الروحية في بكركي.

وقالت المصادر أن ما صدر عن الوزراء العرب يقوي موقف الحكومة اللبنانية ورئيسها تجاه هذا الاعتداء الإسرائيلي التدميري, وتشير إلى أن هناك أملاً في التوصل إلى تعديل بعض النقاط في المشروع الأميركي الفرنسي المطروح على مجلس الأمن, كذلك برز الاهتمام الكبير عن الأخوة العرب من خلال السفر السريع إلى نيويورك لشرح وجهة نظر لبنان.

وحول عدم ذكر تقديم مساعدات مالية للبنان لإعادة إعمار ما خلفه العدوان الإسرائيلي على لبنان تقول المصادر إلى أن الأهم الآن هو وقف العدوان لحماية البنية التحتية وحياة المدنيين, والحد من المجازر الإسرائيلية اليومية, ومن غير المستبعد أن تعقد اجتماعات عربية لاحقة لتقديم مساعدات مالية عاجلة إلى لبنان بعد توقف العدوان.

وفي ردها على كلام وزير الخارجية السورية وليد المعلم الذي أشار إلى أنه جاء إلى لبنان لفتح صفحة جديدة قالت المصادر أن الكرة في الملعب السوري, وعلى دمشق أن تبادر إلى الاستجابة لمقررات مؤتمر الحوار الوطني وأن تعمل على ترسيم الحدود مع لبنان ومن بينها مزارع شبعا وتقيم علاقات دبلوماسية مع لبنان, كذلك تساعد في حل قضية السلاح الفلسطيني خارج المخيمات والذي هو سلاح سوري, ومتى استجابت سورية لهذه المطالب وأوقفت تدخلها في الشؤون اللبنانية, فإن الحكومة اللبنانية هي الأخرى مستعدة لفتح صفحة جديدة مع دمشق على أساس الاحترام المتبادل.

وفي سياق متصل رأت المصادر أن ما تضمنته كلمة رئيس الحكومة فؤاد السنيورة في مؤتمر وزراء الخارجية بأنه تجسيد فعلي لإرادة اللبنانيين في التعبير عن الحياة بكرامة وحرية وسيادة, وأن الإجماع الذي صدر عن المؤتمر بالنسبة للإجماع اللبناني على خطة الرئيس السنيورة من شأنه أن يقوي الموقف اللبناني في مواجهة الضغوطات التي يتعرض إليها لبنان حالياً. وتمنت المصادر على "حزب الله" أن يسلم إمكاناته للدولة اللبنانية وأن يفوضها تفويضاً كاملاً لناحية بسط سلطة الدولة على كامل أراضيها وأن تكون صاحبة الحق الحصري في حمل السلاح على أراضيها وألا يشاركها أحد في ذلك.

 

بوش يرفض الحديث مباشرة  مع سورية وإيران بشأن لبنان

 واشنطن-أ.ف.ب: يصر الرئيس الاميركي جورج بوش على المرور عبر حلفائه للتواصل مع سورية او ايران رغم الانتقادات التي تعتبر ان الولايات المتحدة تدفع حاليا في لبنان ثمن سنوات من سياسة خارجية اعتمدت على الايديولوجية اكثر منها على البراغماتية.

ويرى الكثير من الخبراء والمسؤولين الاميركيين السابقين منذ بدء النزاع بين اسرائيل وحزب الله اللبناني ان رفضه الحوار مع "دول مارقة" او منظمات متهمة بالارهاب في الشرق الاوسط يكلف غاليا ليس الولايات المتحدة فحسب بل المنطقة ايضا.

ويقول بلال صعب من مؤسسة بروكينغز "الثمن الاكثر وضوحا هو استمرار النزاع" الذي "كان بالامكان ان ينتهي سريعا لو ارسلت الولايات المتحدة موفدا رفيع المستوى الى دمشق او طهران" مقرا في الوقت ذاته ان هذا ضرب من خيال.

وجدد بوش الاثنين موقفه الصارم والجازم من هاتين الدولتين قائلا "ثمة سبيل امام هاتين الدولتين والقرار عائد اليهما".

وتعتبر الادارة الاميركية ان حزب الله مسؤول عن النزاع الحالي وان سورية تحاول تخفيف الضغط الدولي الذي يمارس عليها وايران هي مزود الحزب الشيعي اللبناني الرئيسي بالاسلحة وقد تكون أثارت النزاع لتحويل الانتباه عن نشاطاتها النووية وتأكيد دورها كلاعب كبير في المنطقة.

ولا تقيم الولايات المتحدة علاقات ديبلوماسية مع جمهورية ايران الاسلامية منذ العام 1980. اما بالنسبة لسورية فهي لم تقطع علاقاتها رسميا بها لكنها استدعت سفيرها في دمشق بعد اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري. ويرى الكثير من الخبراء ان ارساء السلام سيكون شائكا في حال عدم اشراك الايرانيين والسوريين.

وقال فلينت ليفيريت المسؤول السابق في ولاية بوش الرئاسية الاولى في تصريحات نشرتها اخيرا صحيفة "واشنطن بوست" ان "الولايات المتحدة لا تملك قنوات ديبلوماسية فاعلة لادارة الوضع (في لبنان) ناهيك عن ايجاد حل له". ويتهم مساعد وزير الخارجية سابقا ريتشارد ارميتاج وهو آخر مسؤول اميركي رفيع المستوى زار دمشق في 2005 الديبلوماسية الاميركية بانها اصبحت "خمولة بعض الشيء" لانها لا تقبل الحديث الا مع اصدقائها.

ويقول ريتشارد هاس رئيس مجلس "كاونسل اون فورين ريليشين" "اظن ان هذه الادارة ترتكب خطأ بمحاولتها عزل سورية. النظام السوري ليس هشا وقيام الولايات المتحدة بعزله لن يؤدي الى سقوطه" مشيرا الى ان سورية سبق لها وتعاونت مع الولايات المتحدة.

اما بالنسبة لايران فيرى هاس وهو ايضا مسؤول سابق في ادارة بوش الاولى ان "وصول ايران الى مصاف القوى الكبرى الفعلية في منطقة تمتلك فيها الولايات المتحدة مصالح حيوية" امر غير مستحب "لكنه واقع". ويعتبر ان على واشنطن ان تعرض الحوار على طهران من دون شروط مسبقة.

ويرد ستيفن هادلي مستشار الرئيس الاميركي لشؤون الامن القومي بقوله ان الولايات المتحدة تعتمد في ذلك على المجتمع الدولي وحلفائها كالاتحاد الاوروبي وفرنسا والمملكة العربية السعودية ومصر موضحا "مقاربتنا تشتمل على اقناع المجتمع الدولي واكبر قدر ممكن من الدول بتوجيه الرسالة نفسها".

وردا على الذين يعترضون ويقولون ان ايران وسورية تنتظران مكافأة للاذعان للشروط الدولية يقول هادلي "ايريدون ان تعزلهم الاسرة الدولية اكثر فاكثر? ايريدون ان تصدر في حقهم اجراءات مالية وفي النهاية عقوبات دولية?"

ويقول بلال صعب "لا ارى كيف يمكن للادارة الحالية ان تتحدث الى سورية وايران". ويعتبر ان عرض الحوار المشروط الذي اقترحته واشنطن على ايران بشأن ملفها النووي ليس سوى مناورة.

ويرى ان بوش يعتمد منذ 11 سبتمبر 2001 "سياسة تحول" فقد اتخذ الرئيس الاميركي ومساعدوه "تعهدا ايديولوجيا بشن ما يعتبرونه حربا على الارهاب ولا يرون سبيلا آخر لتحقيق ذلك الا عبر عزل ايران وسورية".

 

أن تكون شيعياً الآن...

منى فياض- استاذة في الجامعة اللبنانية- النهار

نمر بمرحلة كارثية ومصيرية سوف تنعكس آثارها على بلدنا والمنطقة على امتداد القرن الطالع؛ وبما انها على مثل هذه الخطورة ارتأيت ان أطرح علنا الاسئلة التي يطرحها البعض بينه وبين نفسه او خفية فلا يتجرأ على اعلانها مخافة مخالفة الجماعة والاجماع، ومخافة ان يتهم بالعمالة والخيانة اذا لم يكن الكفر. ان مواجهة بعض الاسئلة الصعبة وطرحها علانية ربما يساهم في كبح انجرارنا نحو الهاوية التي لا قرار لها ويساعد القيادة على اتخاذ القرار الحكيم والصعب من اجل وقف هذه الحرب الجهنمية مهما كلف الامر.

فما معنى ان تكون شيعيا – لغالبية الشيعة راهناً - وفي هذه المرحلة المصيرية؟

ان تكون شيعيا يعني ان تسلم امرك للقيادة الحكيمة والمعصومة دون التجرؤ على طرح اي تساؤل ولو من باب الاستفسار.

ان تكون شيعيا يعني ان تشاهد محطة "المنار" و"نيو تي في" و"إن بي ان" حصرا وتنتشي بأغانيها الحماسية واخبارها حصرا، وان تنظر بعداء مستحكم الى جميع المحطات الاخرى لانها إما "اميركية" وإما "صهيونية" طالما انها تشير مثلا الى القوات الاسرائيلية باسمها هذا ولا تسميها قوات العدو حصراً ولا تشبعها نعوتا وتكتفي بنقل معلومات.

ان تكون شيعيا يعني ألا تسال عن معنى النصر؟ هل هو انتصار العسكر وبقاء الجنود – مدججين بالسلاح- على قيد الحياة مع تدمير العمران وافناء البشر الذين تعبوا في بنائه ويشكلون الحماية الفعلية للمقاتل نفسه؟

ان تكون شيعيا يعني ألا تسأل عن معنى الصمود والكبرياء، هل هو الهرب من القصف والتكدس على بلاط المدارس وغبارها؟

ان تكون شيعيا يعني ان تساهم في فبركة "كربلاء 2" اللبنانية اذ ان "كربلاء 1" العراقية لم تقم بدورها كما يجب في تعبئة العرب وحملهم على الانتصار على العدو.

 ان تكون شيعيا يعني ان تكون بطلا لا تتألم ولا تشتكي ولا تتأزم نفسياً، وتقبل التضحية بنفسك وبلادك وكل ما تم انجازه لكي تلقن اسرائيل درسا وتظهر جنونها، وتؤكد هزيمتها المدوية على ما أشار علينا الوزير السوري في إذاعة البي بي سي من ان اسرائيل خرجت خاسرة "مع التشديد اللازم على مخارج الحروف". فهي مكروهة الآن كما لم تكن من قبل وألّبت عليها معظم دول العالم... التي تأكدت الآن وبالملموس – والدرس ما زال مستمراً – في مدى وحشيتها وجنونها.

وعندما تكون شيعيا عليك ان ترضى بهذا المنطق بل ان تشيد به معجبا بفصاحته وحكمته ودوره العالمي على صعيد نشر ثقافة الحقوق وتفعيل المواثيق الدولية ودوره على الصعيد القومي في التحرير والصمود. ألم نتاكد بواسطة هذه الحرب علينا ان "سوريا هي حجر الزاوية في المنطقة"؟ والكلام لا يزال للوزير نفسه. بالطبع كان يجب كل هذا الدمار والخراب لكي نؤكد بالملموس صحة هذا المنطق العقلاني فنحن من شدة موضوعيتنا لا نعمل الا بالبرهان والتجربة الحسيين.

 

ان تكون شيعيا يعني ان تقبل بان يخرب بلدك امام عينيك – غير المندهشتين – وينهدم على رأسك وتتهجر عائلاته وتتشرد وتصبح "لاجئة" في اربع زوايا الوطن والارض، وان تقبل الصمود دون تذمر طالما هناك مقاتل يملك صاروخا يمكنه ان يطلقه على شمال اسرائيل وربما جنوبها ايضاً دون ان تسأل عن "اللماذا"؟ أو عن صحة التوقيت؟ أو عن مدى جدوى النتيجة النهائية الحاصلة؟

ان تكون شيعيا يعني ان تقبل بان تضحي بكل شيء ما دام هناك من سيعوض عليك بالمال وهو شريف فوق ذلك لكي تعيد بناء ما دمر؟ ما مشكلتك في ذلك؟

فنحن قوم ابطال لا نعرف سوى ان نضحي وبامكاننا امتصاص الصدمات النفسية وموت الاحبة وبهدلة التهجير والقضاء على مقومات الدولة - فهي دولة فاسدة وضعيفة وتابعة - امام اعيننا أفلا يكفي أن الى جانبنا دولا قوية نعمل على تثبيت دعائمها ونقوي من عزيمتها في مجابهة القوة الاميركية الغاشمة والآلة العسكرية الجهمنية الاسرائيلية التي علينا ان نبرهن عن ضعفها وعدم قدرتها على إلحاق أي هزيمة بمقاومي "حزب الله"؟ او أي امكانية للحد من قدراتهم العسكرية؟ وبأي ثمن؟

ان تكون شيعيا يعني ان تلتزم الصمت ولا تسأل ما هو دور تحرير الاوطان في العادة: هل لإعادة تدميرها وتسهيل إعادة احتلالها مجددا!؟ وان لا تسأل عن دور القيادة: هل للمحافظة على قوتها العسكرية ورجالها المدججين بالسلاح دون ان تلقي بالا الى الانسان العادي؟ كونك شيعيا يجعل بامكانك فقط ان تشكر الحزب لبطولته وتضحياته فليست مهمتك الآن ان تساهم في "أضعافه" او في "كسر كلمته" وتجعله يعرف متى يتراجع او يهادن لكي يحفظ انتصاره من جهة والدولة اللبنانية وبشرها وعمرانها من جهة اخرى!! فذلك يعني ان تضع موضع تساؤل ان يكون للعزة اولوية على حياة الآخرين وللحجر افضلية على السلاح.

ان تكون شيعيا يعني ان تفوّض سيد المقاومة بطلا مخلصا للامة العربية باجمعها، ليس سواء شئت انت ام ابيت بل سواء شاءت هذه الامة نفسها ذلك ام أبت، بل عليك ان تكتفي بالانتشاء بسماع المدائح الجماهيرية والشعبوية التي سبق ان مدحت بطلها المخلص عبد الناصر ولا تزال تذرف الدموع على بطلها الآخر صدام حسين وهي مستعدة لمديح اي بطل يدغدغ احلامها ومشاعرها لكي تنام قريرة العين (يمكنك هنا مراجعة ادبيات المثقفين وبطولاتهم في صحيفتي "السفير" و"الحياة") او لكي تستعيد كرامة مداسة تحت نعال الحكام من نمرة صدام ما دمنا وحدنا ندفع الثمن في انتظار صحوتهم الحقيقية.

ولكن السؤال الى اي مدى يمكن الاعتماد على هذه الجماهير العاجزة والمستعبدة لكي تقاد – غصبا عنها - لكي تتحرر وتنتفض؟ دون ان نفكر مجرد تفكير في اعادة النظر بهذه الخطة الجهادية والثورية!! هل هي ممكنة؟ هل هي حكيمة بما يكفي؟ هل هيأت الارضية فعلا للبدء بها؟ هل اعدت العدة لتهيئة هذه الجماهيربما يمكنها من القتال والصمود بغير سلاح الحماسة والانفعال والخطابة؟

واذا كنت شيعيا ليس عليك ان تسأل هذه القيادة اين وكيف تمت تهيئة البنية التحتية لاستيعاب مثل هذه الحرب الشعواء ونتائجها "الاحتمالية"، اين هي المستشفيات وسيارات الاسعاف ناهيك عن الملاجئ وغيرها؟ فهذه من المهمات التي نلقيها على عاتق الدولة - التي لم يؤخذ لها رأي في اعلان الحرب - لكي تكون ذريعة للومها على عجزها وقلة حيلتها. فالدولة هي المرجع عندما نحتاجها لكي تضمد الجراح والقرارات الرشيدة والمصيرية ليست من حقها.

وان تكون شيعيا يعني ان تعطل عقلك وتترك للسيد خامنئي أن يملي عليك ويسوقك ويقرر عنك حول ماذا يريد(هو) من سلاح "حزب الله"، وان يفرض عليك معنى للانتصار الذي لا فرق بينه وبين الانتحار.

وان تكون شيعيا يعني ان تدافع عن تدخل الوزير الايراني متكي السافر بشؤون الدولة اللبنانية من دون مراعاة حتى للمظاهر، وهو ربما اتى لينبّه وزيري "حزب الله" في الحكومة انهما "لم يوافقا" على البنود السبعة (بل هيّئ لهما) وخاصة بند القوات الدولية كي لا نقفل باب المقاومة ونبقي البلد مشرعا ومستباحا وساحة للاستغلال، بعدما تبيّن الآن ان مزارع شبعا سورية وتخضع للقرار 242 والى عدم وجود اجماع حول هذا البند. وهو بهذا كأنه ينبههما الى خطئهما في تغليب انتمائهما اللبناني على تبعيتهما الايرانية، فعليهما رغم انفهما ان يغلبا مصلحة البرنامج النووي الايراني ومصلحة الدولة الايرانية على مصلحة دولتهما واولوية الحفاظ على ارواح اللبنانيين وممتلكاتهم، سواء أكانوا شيعة ام غير ذلك، بل خاصة اذا كانوا شيعة. أفليست الأولوية هي جعل إيران قوة اقليمية شيعية عظمى؟ ما أهمية التضحية ببلد اسمه لبنان؟ او بشيعة هذا "اللبنان"؟

وعليك في هذا الجو المتوتر والقلق عندما تكون شيعيا ان تستمع لمحدثك الشيعي المتوتر والغاضب والذي يريد ان يقلب الدنيا على رأس "14 آذار" وان يمنع نشر القوات الدولية، وتسمعه يوزع العمالة والخيانة والامركة والصهينة يمينا وشمالاً دون ان تنبس ببنت شفة بل عليك ان تمتص غضبه وتوافقه على كل آرائه التي عرضنا عينة منها.

وهذا ما يجعلك أبعد ما يمكن ان تكون عن ان تفكر في من انت؟ هل انت مواطن لبناني؟ هل كونك شيعيا يلزمك باعطاء اولوية لإيران على لبنان؟ هل لك حرية رأي؟ او حرية تعبير؟ هل مسموح ان تفكر بروية وتسأل الى اين نحن ذاهبون بالوطن وبمقومات الدولة وبالتعددية وبالعيش المشترك الذي صار علينا ان ندافع عنه الان؟

فأن تكون شيعيا وتتجرأ على مثل هذه الكتابة وهذا التفكير يعني انك عميل وخائن ومع التقسيم والتوطين ومع مشاريع الصهينة والأسرلة وتدافع عن الدولة بفسادها ومحسوبيتها وانك تؤيد السياسة الاميركية المنحازة (بجدارة) وانك تقبل بقصر نظرها وبدعمها لارهاب الدولة الصهيونية وبعدم اعطائها الفلسطينيين دولتهم اسوة ببقية خلق الله بحجة عدم دعم ارهاب "حماس". ويعني انك تدعم اسرائيل نفسها وآلتهـا الجهنميــة ووحشيتها الفائقة وتبرر قتلها واحتلالها وجنونها وتكون محظوظا اذا لم تتهم بانك انت من يساهم بتهديم البيوت على رؤوس اصحابها وتمزيق جثث الاطفال ونثرها على الركام بإعلاء صوتك.

 فهل نسيت شيئا من المعزوفة؟ اذا فعلت سوف تعذروني لأني لا استطيع مقاطعة مسلسل نشرات الأخبار أكثر من ذلك، عليّ ان اذهب لأرى من يتهجر الآن ومن يتهدم بيته في هذه اللحظة اذا نجا من القتل.monafayad@hotmail.com(النهار)

 

اولمرت : انتشار القوات اللبنانية المقترح "خطوة مثيرة"

 رويترز - 2006 / 8 / 8

 قال رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت يوم الثلاثاء ان قرار لبنان نشر قوات لبنانية قوامها 15 الفا في الجنوب "خطوة مثيرة" سيجري بحثها. وقال اولمرت "سمعت بأمر قرار الحكومة اللبنانية نشر 15 الفا من جنود الجيش اللبناني امس."وأضاف "هذا القرار خطوة مثيرة يجب أن ندرسها ونبحثها ونبحث كل اثارها لنرى الى أي مدى هي عملية و/ستتم/ في اي اطار زمني." وقال أولمرت في مؤتمر صحفي ان أي انتشار للجيش اللبناني في الجنوب لا بد أن يترافق مع قوة دولية قوية مؤلفة من وحدات قتالية ولا بد من نزع سلاح حزب الله. وأضاف ان مجلس الوزراء الاسرائيلي المصغر المعني بالشؤون الامنية سيجتمع غدا لبحث احتمال توسيع العمليات العسكرية الاسرائيلية في جنوب لبنان واصفا وقف الهجمات الصاروخية من جانب حزب الله بانه هدف رئيسي. وفي لبنان عشرة الاف جندي اسرائيلي يواجهون مقاتلي حزب الله في الجنوب. وستضغط الدول العربية على مجلس الامن يوم الثلاثاء مطالبة بانسحاب اسرائيلي فوري من جنوب لبنان لافساح المجال للجيش اللبناني في اطار أي حل يهدف لوقف الحرب التي تخوضها اسرائيل منذ أربعة أسابيع مع حزب الله.

وكان وزير الدفاع الاسرائيلي عمير بيريتس أمر الجيش بالاستعداد للتحرك المحتمل باتجاه نهر الليطاني الواقع على بعد 20 كيلومترا داخل لبنان لابعاد منصات اطلاق صواريخ حزب الله عن الحدود. وقال أولمرت ان اسرائيل تنتظر المسودة النهائية لقرار الامم المتحدة قبل ان تتخذ موقفا من الجهود الدبلوماسية. وتابع قوله "كلما سارعنا بالخروج من جنوب لبنان كانت سعادتنا أكبر."

 

السنيورة: وجوب نشر قوات تابعة للأمم المتحدة في المزارع ولبنان يعيش وضعا كارثيا

 وكالات - 2006 / 8 / 8

 اعلن رئيس الحكومة فؤاد السنيورة ان المعركة الديبلوماسية قد تكون اكثر شراسة من المعارك العسكرية وأكد "اننا نريد حلا قادرا ان يؤدي الى نتيجة وان يكون مقبولا لدى كل الاطراف. وشدد على ان وقف اطلاق النار وانسحاب القوات الاسرائيلية يجب ان يسبقا انتشار الجيش اللبناني وانه بعد وقف النار يكون قرار دولي بتشكيل القوة الدولية، لافتا الى وجوب السعي لكي لا يكون هناك سلاح خارج سلاح الشرعية وتكون الدولة صاحبة السلطة الوحيدة في لبنان. وأشار الى ان النقاط السبع باتت بالنسبة الينا لازمة وقاعدة تحركنا. وطالب اسرائيل بتزويد لبنان بخرائط الالغام معتبرا ان مجلس الامن سيشهد اليوم جلسة استماع للموقف العربي واستبعد صدور قرار عنه اليوم. مواقف الرئيس السنيورة جاءت في مقابلة اجرتها معه محطة "العربية" فقال ردا على سؤال: هناك ادراك متزايد بأننا نريد حلا دائما للمشكلة اللبنانية. لبنان الآن في وضع كارثي ولا يمكن ان يعالج من خلال وصفات سريعة لحلول قد تبدو في الظاهر حلولا ولكنها تشكل فعليا دخولا الى مشكلات جديدة.

* كم ساعة تنام هذه الايام؟

- حوالى 4 ساعات.

* أسألك هذا السؤال لانك في ساعة مبكرة من صباح هذا اليوم كنت على الهاتف مع الامين العام للامم المتحدة كوفي أنان، ويبدو ان هذا الامر تكرر في الساعات والايام القليلة الماضية؟ هل لمست جديا ان هناك استعدادا اميركيا تحديدا للأخذ بالملاحظات اللبنانية؟

- نحن في خضم الاتصالات ونسعى لاعتماد الوسائل كافة، بالاقناع وبتوضيح الامور والمحاذير والاشكالات واستعمال كل الادوات المتاحة لدينا ان كان ما حققه اللبنانيون من صمود وما تحقق من جهود اسطورية في حد العدوان الاسرائيلي الغاشم على الارض وايضا صمود اللبنانيين تجاه كل هذه الغارات والموقف اللبناني المتضامن مع بعضنا بعضا، وذلك الاحتواء للمشكلات، هذه كلها ادوات اساسية في يد اللبنانيين ويدنا نستعملها من اجل مقاومة المعركة الشرسة الاخرى والتي لا يكون فيها دماء ولكنها قد تكون اكثر شراسة من المعارك العسكرية على الارض، نحن نستعمل كل هذه الادوات من اجل التقدم وانا اشعر اننا نتقدم خطوة خطوة على طريق التوصل الى حلول دائمة، بحاجة الى صبر والى تعزيز التضامن في ما بيننا كلبنانيين، ونحن سعيدون بالموقف العربي الذي جرى اتخاذه امس، وهذه كلها ادوات نستطيع ان نستعملها من اجل التقدم للتوصل فعليا الى وقف دائم حقيقي لاطلاق النار. وبما يمكن بداية من تحقيق الانسحاب الاسرائيلي من الاراضي التي تحتلها، والتي كانت تحتلها، وايضا مشكلة مزارع شبعا نريد حلا دائما بحيث نتوصل الى ان تصبح الدولة صاحبة السلطة الوحيدة في لبنان.

* اريد ان اسألك هذا الامر، نشر الجيش في الجنوب اللبناني هل انت مقتنع تماما بموافقة نواب "حزب الله"؟

- القرار اتخذ امس بالاجماع، جميع اعضاء مجلس الوزراء كانوا موجودين واتخذ القرار بالاجماع بإبداء الاستعداد من قبل الدولة اللبنانية لارسال قوة قوامها 15 الف جندي للانتشار في منطقة الجنوب ككل، وتاليا ايضا الاستعانة بقوات "اليونيفيل" عند الحاجة، بقوات جديدة يمكن تدبيرها بما يمكن الدولة من بسط سلطتها، طبيعي الآن هناك خطوات يجب اتخاذها بالتزامن مع الانسحاب الاسرائيلي. نحن نقول عبرنا عن موقفنا وذلك انطلاقا من البنود السبع والتي نقول انه يجب ان يتم ذلك بالتوازي مع الانسحاب الاسرائيلي، وبحيث لا يكون هناك ، كما ذكرت، اي سلاح خارج سلاح الشرعية.

وردا على سؤال قال السنيورة: الآن الموضوع على الطاولة هو قرار على ان يعقبه قرار آخر من مجلس الامن، الاول بما يختص بالحل والثاني بموضوع يتعلق بتشكيل القوة الدولية التي كنا عبرنا عن رأينا ومطالبنا في البنود السبع كيف نريدها وكيف يمكن ان تلعب دورها وذلك على أساس ان القرار الثاني يحتوي الانسحاب. نحن دائما حريصون ومحملون بهواجس قديمة وتعرف اننا في هذه الحروب والاجتياحات القديمة لدينا تجارب، وجميع هذه التجارب ليست مشجعة بل على العكس كان هناك دائما محاولات التفاف من قبل اسرائيل على كل النتائج التي حصلت، وحتى ايضا العرب لديهم تجربة قاسية جدا في كلمة ال التعريف، ال التعريف دفع ثمنها العرب مئات الآلاف من القتلى وآلاف المليارات من الدولارات ذهبت هدرا لاننا اختلفنا على كلمة ال التعريف.

نحن حريصون على ان نتقدم بشكل واضح حتى لا يكون هناك اي التباس او الغام على الطريق ونحن لا نزال نعاني من مشكلة الالغام بحيث اننا لا نزال نطالب اسرائيل بتزويدنا بخرائط الالغام التي كانت زرعتها في اسرائيل قبل انسحابها.

وعن اجتماع مجلس الامن قال الرئيس السنيورة: اعتقد ان اليوم سيحصل اجتماع واستماع لاعضاء اللجنة العربية التي ذهبت ايضا بالتوازي مع مندوب لبنان وتاليا لا اتوقع ان يكون هناك صدور لقرار او حتى لربما يمكن ان لا يصار الى توزيع مشروع القرار بالصيغة النهائية بعد.

* بحسب ما فهمنا ولا نعرف اذا كان الامر صحيحا ام لا، ان احد أعضاء الترويكا العربية التي اتجهت الى نيويورك يحمل مشروعا يتضمن بعض التعديلات غير الموافق عليها من قبل الحكومة اللبنانية ولا حتى من قبل الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب، ويتحدث تحديدا عن مسألة انتشار قوات دولية في الجنوب اللبناني، هل يمكن ان توضح لنا هذه النقطة؟

- موقف ابنان واضح في هذا الشأن وهو موقف عبرت عنه في النقاط السبع واي كلام غير ذلك هو خروج عن الاجماع الذي توفر في لبنان وتوفر في العالم وتوفر في اجتماع وزراء الخارجية العرب حول موضوع القوات الدولية "اليونيفيل" واعتقد ان ذلك ضروري للبنان وضروري ايضا لاخراج الحل بما يوحي الثقة لاننا نريد ان نخرج حلا ليس فقط حلا كما نراه نحن، نحن متمسكون بموقفنا ولكن الحل الذي نتأكد بأنه يؤدي الى نتيجة وايضا يكون مقبولا ليس فقط وضع الشروط التي لا يمكن ان تمر، وتاليا بامكاننا ان نضع قدر ما نريد من الشروط.

وعن مزارع شبعا وموافقة وزير الخارجية السوري على موقف لبنان الداعي الى نشر قوات طوارئ دولية في المزارع بانتظار تحديد حدودها قال الرئيس السنيورة: لقد ابلغني بوضوح شديد بأن سوريا ليس لا مانع لديها على الاطلاق ان تنتشر قوات "اليونيفيل" في منطقة مزارع شبعا وذلك بدلا من وجود القوات الاسرائيلية بحيث تنتقل السلطة على تلك البقعة الى قوات "اليونيفيل" وتاليا لا يرحبون في عمليات الترسيم. نحن بداية موقفنا طبيعي، نريد نقل السلطة، وهذا اقتراح هنا، الى قوات "اليونيفيل" ونريد الترسيم لكننا على استعداد ولو اننا لم نستطع بعد ان نتفهم الاسباب الداعية الى ذلك ولكن نحن على استعداد للنظر في امكانية تأجيل هذا الموضوع ولكن شرط ان يتم ذلك، يعني تنتقل السلطة الى قوات الامم المتحدة، هناك اتفاق بين الموقفين اللبناني والسوري في هذا الشأن، هذا هو مطلبنا وهذا هو ما عبرت عنه القيادة السورية بأن لا مانع لديها. الآن في الموقف الدولي هناك تعاطف متزايد مع الموقف اللبناني وتفهم، لان ذلك يشكل خطوة حقيقية نحو ايجاد الحلول الدائمة، لان مزارع شبعا ولا احد يقول عنها انها اسرائيلية أليس كذلك؟ فتاليا على اسرائيل ان تنسحب وليس لها عمل هناك ولا مبرر برأينا لوجودهم في تلك المنطقة الا من منطق الاحتلال وهذا مرفوض بالنسبة الينا. عليها ان تنسحب. الناس يرون انها خطوة حقيقية لمعالجة المشكلة، طبيعي يقول البعض ان الاسرائيليين لا يريدون ان يعطوا انتصارا لحزب الله او ما شابه ذلك. هذه الارض هي للبنان، هي ليست لفريق من اللبنانيين. "حزب الله" كان له دور في عملية الدفاع ومقاومة الاحتلال وهذا امر مشكور عليه ونقدر ونثمن دوره، لكن هذه ارض لبنانية واستعادتها هي استعادة لحق لبنان في تلك الارض وتاليا هي وسيلة ايضا تمكننا من معالجة كل الاشكالات التي نجمت عن استمرار الاحتلال وتمكننا ايضا من السير قدما باتجاه ان تبسط السلطة اللبنانية الشرعية كامل نفوذها وامرتها ووجودها على كل الاراضي اللبنانية بحيث لا يكون هناك من امرة ولا سلطة ولا سلاح غير سلاح الدولة اللبنانية.

* هل تلمس ان هناك تغييرا استراتيجيا سوريا في التعاطي مع لبنان انطلاقا من هذه النقطة؟

- نحن عبرنا مرارا عديدة سابقا ولاحقا وفي آخر مناسبة كانت في اجتماع الذي زارني فيه معالي وزير الخارجية السوري عما نعتقده وما نعبر عنه في الغرف الصغيرة وعلى الملأ. نحن موقفنا واضح، نريد علاقات جيدة وصحية مبنية على الاحترام المتبادل بين البلدين، لبنان بلد مستقل نود ان نحافظ على استقلاله. نحن كما ذكرت مرارا لسنا عربا بالارغام نحن عرب بالانتماء وبالاختيار وسنظل كذلك ونحن نتصرف على هذا الاساس ولا نريد للبنان ان يكون مكانا او مستقرا لاي عمل معادي تجاه سوريا ونتمنى ايضا على الاخوة السوريين ان يتعودوا على ان لبنان بلد مستقل، هذه القواعد التي على اساسها، واعتقد ان هناك مجالا من خلال الممارسة ومن خلال التجارب ان يصار الى التصرف على هذا الاساس. وانا اعتقد ان السوريين سيجدوا في لبنان آذانا صاغية ومستعدة للتعاون على هذه الاسس، طبيعي هناك وجهات نظر، هذا بلد ديموقراطي وحرية التعبير فيه واعتقد انه كلما اتخذت سوريا موقفا مؤيدا لهذه المقاربات التي لدينا في العلاقة، كلما تمكنا نحن من إقناع الآخرين الذين ربما يكون لهم موقف مختلف، ونحن فعليا من صميم قلبنا نقول بأن لنا مصلحة في لبنان وايضا لاخواننا السوريين لهم مصلحة في تحسين العلاقات، وهناك ضرورة لتفهم الاوضاع في لبنان ليس من منفعة على الاطلاق في تأزيم الاوضاع لان تأزيمها لا يؤدي بضرر على لبنان فقط بل يؤدي بضرر على كل المنطقة، فالمنطقة بحاجة الى استقرار وتعاون وتفهم وضع لبنان الاستثنائي. لبنان يمثل صيغة فريدة في العالم وفريدة في المنطقة، لها حسناتها وهذه الحسنات وهذه المميزات اذا لم يحسن التعامل معها هي بحد ذاتها نقائص هذا البلد. وأكد السنيورة انه ليس مستعدا للخضوع لفحص الدم وتقديم كشف حساب لاحد الا للشعب اللبناني. الشعب يحكم على تصرفات الحكومة وعلى ادائها ويحاسبها، وموقفي واضح، لافتا الى ان الواقع داخل المداولات في مجلس الوزراء هو امر طبيعي ولكل الحق في ابداء الرأي والاستفهام والاعتراض والانتقاد، وفي النهاية مجلس الوزراء أخذ الموقف ذلك النهار باعتماد تلك النقاط وفي الاجتماع الذي تلاه عبر مجلس الوزراء مجددا وبقوة اكبر عن تمسكه بالنقاط التي اصبحت اليوم كلازمة في كل امر وهي القواعد التي نبني عليها تصرفنا الآن وسياستنا تتضح من خلال التزامنا فيها وعلى أساسها يتحدد تعامل العالم مع لبنان، ونحن لسنا بوحيدين في هذا العالم انما اصحاب حقوق وعلينا ليس فقط ان نقنع انفسنا بحقنا بل علينا ان تقنع الآخرين بأن لنا حقوقا وعلينا ان ندافع عن هذا الحق وان نستحق حقنا.

* هل أقنعنا الآخرين في الساعات الاخيرة بأن الامور يجب ان تسير بسرعة لوقف اطلاق النار؟

- أعتقد ان القادة الاسرائيليين يتصرفون من موقع الهيمنة والتسلط واستعمال القوة والقهر، وهذا ما اثبتته الايام على مدى عقود طويلة وهذا لا يؤدي الا الى مزيد من التدهور في الاوضاع وكما يقولون الدم يستسقي الدم، يستسقي الدم، والحقد يولد الحقد، ونحن نقول انه آن الاوان لان يتصرف الاسرائيليون بمنطق مختلف وطريقة اخرى، وعليهم ان ينظروا بأن هذه الوسائل لا تؤدي الى مزيد من الحماية او الامان بالنسبة لاسرائيل، وما يؤدي الى الآمال وبأن تعيد اسرائيل الحقوق العربية لاصحابها، وعندما تقوم اسرائيل بذلك فإنها تؤسس فعليا لتفكير جديد في المنطقة العربية تستطيع فيه ان تأمن الى وجودها ومستقبلها، هذا هو الطريق الذي يجب ان يسود في اسرائيل وهذا ايضا ما عبرت عنه القمة العربية في العام 2002.

أضاف: أتمنى على القيادة الاسرائيلية كما تمنيت عليها في وسائل اعلام اخرى أجنبية ان يتغير التفكير لديها لجهة النظر للامور وتاليا يمكن لذلك ان يؤسس منطقا جديدا في موضوع الصراع العربي الاسرائيلي.

* هل تتوقع اي إعلان قريب لوقف النار؟ وماذا عن مسألة النازحين؟

- اننا نعمل من اجل تحقيق وقف سريع لاطلاق النار وهذا الامر لا يمكننا ان نحدد فيه الوقت لوقف النار ولكننا لن ندخر وسيلة في اعتمادها من اجل تطبيق وقف اطلاق نار سريع او وقف الاعمال العدوانية في الحد الادنى. نحن نعمل في اللحظة التي يتم فيها وقف اطلاق النار لان يعود النازحون الى ديارهم مباشرة.

* هل تتوقع ان يكون هناك اشتباك سياسي عنيف في اليوم الثاني لوقف العدوان بين مَنْ يريد تحميل هذه المسؤولية او ذاك؟

- نحن نتطلع دائما الى الامام، وعلينا الافادة من الدروس السابقة ولا يفيدنا الجلوس من اجل تحميل المسؤوليات واللهو بذلك ومَنْ يريد ان يدخلنا في هذا الاتون يريد ان يمنعنا من التفكير في المستقبل الا وهو مصالح الناس الذين يريدوننا ان ننظر الى الامام لمعرفة كيفية بناء لبنان واستنهاض همم اللبنانيين وعملهم وتضامنهم وتوجهاتهم وجهدهم باتجاه المعالجات التي تبنى على اعادة الاعتبار للدولة وسلطتها وسيطرتها على لبنان كله، وان تتوجه الجهود نحو الاعمار. وهذا الامر انا حريص عليه لان لبنان يريد ان يبني نفسه بهمم وامكانات اللبنانيين ويريد ايضا ان نستنهض همم الاشقاء والاصدقاء في العالم من اجل اغاثة ومساعدة لبنان حتى نستطيع ان نتخطى هذه المرحلة في أقرب فرصة ممكنة، ولا شك ان ما حصل كبير وكبير جدا وأبعاده بعيدة المدى كثيرا ولكن علينا ان ننظر كيف يمكن ان نقلل من آثارها السلبية وكيف يمكن ان نعالج هذا الامر وان نحول هذه الكارثة التي أصبنا ولا نزال نصاب بها في عقلنا وضميرنا وأسلوب عملنا وتصورنا للمستقبل، الى فرصة مستجدة للبنان وهذا هو التحدي الذي علينا نحن كمسؤولين ومواطنين وعرب واصدقاء للبنان واعتقد ان ذلك ممكن بتوفر النيات وهناك نيات صالحة.

* ماذا تقول للامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في حال التقيته؟

- هناك أمر علينا الا ننساه وهو الصمود الاسطوري الذي عبر عنه اللبنانيون والذين قاوموا الاحتلال الاسرائيلي يجب الا يمنعنا عن رؤية ذلك، وأنا عبرت عن موقفي بوضوح وصراحة وعلينا النظر الى الامام والافادة فقط من الدروس السابقة، وما نريده هو جمع اللبنانيين والا ندخل مجالات جديدة من الفرقة والانقسام وعلينا ان نحتضن بعضنا بعضا وهذا هو التحدي، كما احتضن اللبنانيون اخوانهم الذين اضطرتهم الظروف للنزوح، واعتقد انه علينا ان نتصرف في فترة السلام بالارتفاع نفسه والحنو وبالقدر نفسه من المسؤولية من اجل المعالجة والا ندخل لبنان في فترات من الاهتزازات الاضافية نحن في غنى عنها.

* ما الذي يدفعك الى التحرك بقوة وشغف؟

- انا في طبعي من المؤمنين وأحاول دائما القيام بما أؤمن به فنحن أصحاب قضية ومظلومون وهناك أعمال تمارس علينا من العدو احيانا وأخرى من بعض الاصدقاء او الاخوان وهذا ما يولد مرارة، وأنا إنسان كأي مواطن آخر تهزه استغاثات المصابين والجرحى ونحيب الذين فقدوا اعزاء لديهم واشهد بعيني دمار بلدي وهذا ما يؤثر بي كأي مواطن، ولكن تأثري هذا لا يغير على الاطلاق من صلابتي في موقفي لاني متمسك بالمبادئ والاهداف والحدود التي وضعتها من اجل تحقيق ما يبتغيه الشعب اللبناني الذي لا يريد ان تتكرر هذه الاعتداءات ، فهناك سبعة اجتياحات حصلت وكفى هذا البلد تدميرا وتقتيلا ووصاية، والآن علينا ان ننظر في كيفية بناء هذا البلد من جديد بتضامن الجميع، مستفيدين من تلك الجروح ومتعلمين من تلك الجراح التي اصابتنا ولا زالت تصيبنا ولكننا لا نريد العودة الى الوراء وهذا هو الموقف الصلب الذي ادافع عنه وأتمسك به وسأبقى أتمسك به مهما كانت التحديات والتأثيرات والمصائب التي سنمر بها او مررنا بها حتى الآن ولن نغير موقفنا او نركع امام الاحتلال ولن نغير موقفنا في مبدأنا في أننا نريد اعادة الاعتبار للدولة في ضوء استعادة الاراضي التي تحتلها اسرائيل وهذه حقوق البلد، واللبنانيون دفعوا الفواتير على مدى سنوات طويلة واستحقوا لبنان في دفاعهم وتضحياتهم والدماء التي سالت والدمار الذي حصل، ونريد من العالم ان يقف الى جانب لبنان ونريد من الاصدقاء والاشقاء ان يقفوا الى جانب لبنان الذي نستحقه ويجب ان نحصل عليه.

الحكومة اللبنانية مصممة على استعادة السيطرة على الجنوب بعد عقود من الغياب

 أ ف ب - 2006 / 8 / 8

 اكدت الحكومة اللبنانية نيتها الواضحة في استعادة السيطرة على الجنوب بعد عقود من غياب الجيش اللبناني عنه, في محاولة للتوصل الى وقف لاطلاق النار وبسط سلطة الدولة "منفردة" على كامل اراضيها. وصرح رئيس الحكومة فؤاد السنيورة اليوم الثلاثاء ان اعلان حكومته استعدادها لنشر قوة من الجيش قوامها 15 الف عنصر في الجنوب, "اداة" من اجل التوصل الى وقف كامل لاطلاق النار وانسحاب الجيش الاسرائيلي من الاراضي التي احتلها اخيرا ومن مزارع شبعا المتنازع عليها, والى ان "تصبح الدولة صاحبة السلطة الوحيدة في لبنان". وقال السنيورة في حديث الى قناة "العربية" الفضائية الاخبارية ان الجيش اللبناني يمكن ان "يستعين بقوات اضافية وجديدة من اليونيفيل (قوة الطوارىء الدولية الموجودة حاليا في لبنان) عند الحاجة", على ان يتم ذلك "بالتوازي مع الانسحاب الاسرائيلي... وبحيث لا يكون هناك سلاح غير سلاح السلطة اللبنانية" في لبنان.

واعلنت الحكومة اللبنانية الاثنين استعدادها لنشر قوة "قوامها 15 الف جندي في الجنوب مع انسحاب قوات الاحتلال الاسرائيلي الى ما وراء الخط الازرق" الذي رسمته الامم المتحدة بعد الانسحاب الاسرائيلي من لبنان ليقوم مقام الحدود. وقد وصف عدد من السياسيين والصحف قرار الحكومة اللبناني ب"التاريخي", فيما اعتبر رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت ان استعداد لبنان لنشر الجيش في الجنوب بعد انسحاب اسرائيل خطوة "مثيرة للاهتمام". وجاء هذا القرار في وقت تجري مشاورات مكثفة في مجلس الامن حول مشروع قرار اميركي فرنسي ينص على "وقف كامل للاعمال الحربية" في لبنان, وقد طالب لبنان بادخال تعديلات عليه لجهة تضمينه ضرورة انسحاب الجيش الاسرائيلي. وفي حال حصوله, سيكون هذا الانتشار الاول للجيش بهذه الكثافة منذ التوقيع على اتفاقية الهدنة بين لبنان واسرائيل في 1949.

فقد نصت هذه الاتفاقية على تواجد عدد محدد لعناصر الجيش في نقاط محددة في الجنوب. ويقول حسين فوعاني (65 عاما) من العديسة القريبة من الحدود اللبنانية الاسرائيلية انه لا يذكر طيلة حياته انه رأى وجودا مهما للجيش في المنطقة التي يعيش فيها, "باستثناء مركزين صغيرين في تل النحاس وآخر في بوابة فاطمة" الحدوديين. وبالتالي كان وجود الجيش رمزيا جدا. وفي الستينات, ومع تصاعد انشطة الفدائيين الفلسطينيين انطلاقا من الاراضي اللبنانية ضد اسرائيل وتوقيع اتفاق القاهرة الذي نظم الوجود الفلسطيني في المخيمات في لبنان, انحسرت اكثر فاكثر فاعلية وجود الجيش.

ثم كان انشقاق قوة الجيش اللبناني الموجودة في الجنوب بقيادة سعد حداد الذي اصبح تابعا لاسرائيل, عن القيادة في 1978, ليخلو الجنوب من اي وجود للسلطة اللبنانية الشرعية. ومنذ انسحاب الجيش الاسرائيلي من الجنوب سنة 2000, علت الاصوات مجددا مطالبة بنشر الجيش في الجنوب, الا ان سوريا التي كانت تستاثر بالنفوذ في لبنان حتى انسحابها في نيسان/ابريل 2005, وحزب الله الذي واصل عملياته العسكرية من الجنوب, كانا يرفضان ذلك باستمرار. غير ان القرار الذي اعلنته الحكومة التي يشارك فيها حزب الله الاثنين "اتخذ بالاجماع", بحسب ما قال وزير الدفاع الياس المر. ولم يكن في الامكان الاتصال باي من مسؤولي حزب الله اليوم للحصول على ايضاحات اضافية حول موقف الحزب من القرار الحكومي. وينص القرار الدولي 1559 الصادر عن مجلس الامن في ايلول/سبتمبر 2004 على نزع سلاح حزب الله وبسط سلطة الدولة على كامل اراضيها, تلاه في 2005 القرار 1860 الذي ينص كذلك على بسط سلطة الدولة اللبنانية على مجمل اراضيها. وراى وزير الاتصالات اللبناني مروان حماده الثلاثاء ان اعلان الحكومة استعدادها ارسال الجيش الى الجنوب مع الانسحاب الاسرائيلي, "قرار سيد وتاريخي يعيد الثقة الى دولة مستقلة ودولة قانون". وقال حماده لوكالة فرانس برس "انها المرة الاولى التي تتخذ فيها حكومة لبنانية تتمتع بالسيادة الكاملة قرارا بهذه الاهمية". واضاف ان قرار الحكومة "يحسم مسالة الاستراتيجية الدفاعية للبنان ما دامت الاستراتيجية الوحيدة المفيدة هي تلك التي تحددها الدولة". وكانت مسالة "الاستراتيجية الدفاعية" منذ اشهر محور نقاش بين الاطراف اللبنانية المختلفة في اطار ما عرف بالحوار الوطني. ففيما تطالب الغالبية البرلمانية بان تكون الدولة هي صاحبة قرار السلم والحرب والمسؤولة عن الاستراتيجية الدفاعية, يرفض حزب الله نزع سلاحه ويطالب بتحديد استراتيجية واضحة محددة في مواجهة التهديدات الاسرائيلية.

 

قبلان وقباني نوها بقرار الحكومة ارسال الجيش إلى الجنوب

 وكالات - 2006 / 8 / 8

 رأى نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبد الامير قبلان ان على الشعب الاميركي الطيب محاكمة ادارته لعدائها للشعوب العربية والاسلامية. واكد دعمه لقرار الحكومة اللبنانية واجماعها على البنود السبعة التي ايدتها القمة الروحيه في اجتماعها الاخير، مطالبا الحكومة الفرنسية بتعديل المشروع الاميركي الفرنسي بما يتناسب مع توجهات الحكومة اللبنانية، مؤكدا دعمه كل ما يخدم لبنان وشعبه. ورأى ان ارسال الجيش الى الجنوب خطوة لانقاذ لبنان والتصدي لعدوان اسرائيل وليس لحراسة حدودها"، ووجه "تحية الاكبار والتقدير الى المقاومة والجيش واللبنانين الصامدين والى جميع الشهداء اللبنانيين في مواجهة العدوان الصهيوني.

واكد ان الهجمة الاسرائيلية على لبنان زادته قوة ومنعة وشجاعة فاجمع اللبنانييون على مواجهة العدوان وعمقوا من تعاونهم ووحدتهم وتضامنهم، فاعتبروا ان كل لبنان مستهدف من العدو الاسرائيلي الذي لم يوفر منطقة الا وضربها، واحتضنوا النازحين في بادرة تعبر عن تآخي اللبنانيين وتآزرهم، واستطاع حزب الله ان يهزم اسطورة الجيش الذي لايقهر، وهو تعاطى بحكمة ومسؤولية وطنية وشجاعة كبيرة في التصدي لعدوان اسرائيل، فيما استطاع الشعب اللبناني ان يفشل اهداف اسرائيل التي ارادت احداث فتنة بين اللبنانيين، ولكن وعي هذا الشعب فوت الفرصة على اسرائيل واحتضن المقاومة وتحول الى سند لها واصبح عصبة واحدة، شعبا وجيشا ومقاومة في مواجهة العدوان.

واكد ان تعاون الشعب اللبناني سيزداد بعد اندحار العدوان لأن الشعب والدولة سيعيدان اعمار ما هدمته آلة الحرب الاسرائيلية كما حصل في الاعتداءات السابقة.

وحمل الشيخ قبلان الادارة الاميركية مسؤولية العدوان على لبنان، لأن الحرب على لبنان حصلت بادارة وتوجيه اميركي وتنفيذ اسرائيلي، في وقت لا يتحمل فيه الشعب الامريكي غرور وغطرسة الادارة الاميركية الخاضعة لتأثير اللوبي الصهيوني، فالشعب الاميركي شعب طيب ومحب لبقية الشعوب وهو ضحية الادارة الاميركية المتعاقبة، وعلى الشعب الاميركي محاكمة الادارة الاميركية لتعود عن غطرستها وعدائيتها للشعوب العربية والاسلامية.

وقال: "اسرائيل لا تريد ان ينعم لبنان بالاستقرار والازدهار والتقدم، وترفض النموذج اللبناني المتمثل بتعايش اللبنانيين وتعاونهم على اختلاف اديانهم ومذاهبهم، ولذلك هي وضعت نصب اعينها ضرب لبنان وتدمير مؤسساته وبناه التحتية والفوقية لتجعله دولة فقيرة متخلفة وهي قامت بسلسلة اجتياحات لهذا البلد وارتكبت العديد من المجازر".

وراى ان اسرائيل مصدر للمشكلات في منطقتنا، ولا يمكن حصول الاستقرار الا باعطاء العرب حقوقهم المشروعة والمتمثلة باندحار الاحتلال عن الاراضي العربية المحتلة واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس بعد عودة الللاجئين اليها. وطالب الزعماء العرب بالارتقاء الى مستوى الشعوب العربية التي ترى في اسرائيل عدوا لها، فهي تقتل اللبنانيين والفلسطينيين وتشردهم من ديارهم وتعتقل النواب والوزراء الفلسطينيين وتبقي على الاف الاسرى رهائن في سجونها ومعتقلاتها.

من جهته، أكد مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني، "ان قرار الإجماع اللبناني، الذي انعقد في مجلس الوزراء على نقاط الإنقاذ السبع لوضع حد للحرب الصهيونية على لبنان، هو القرار الذي انتصر وسينتصر على طاولة مجلس الأمن الدولي بتبني العالم له في النهاية".

وقال في تصريح له اليوم: "إنه قرار الإنقاذ والانتصار في مواجهة العدوانية الصهيونية وحربها الإجرامية على لبنان، وخصوصا لجهة إرسال الجيش اللبناني الأبي وانتشاره في الجنوب، وتحرير مزارع شبعا من الاحتلال الصهيوني"، منوها بالجهود التي قام بها رئيس الحكومة فؤاد السنيورة "رجل الدولة، الإنسان الذي حمل لواء قرار الإجماع اللبناني على نقاط الإنقاذ السبع ودافع عنه بقوة في وجه المشروع الأميركي - الأوروبي، وجاهد من اجله رئيس كتلة "المستقبل" النائب سعد الحريري في جولاته على دول العالم، كوالده الرئيس الشهيد رفيق الحريري في مثل هذه الكوارث، التي مرت على لبنان، وكانت المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية في مقدمة كل الدول العربية التي عملت له مع دول العالم لوضع حد للحرب الصهيونية الإجرامية المدمرة على لبنان وشعبه".

وأعلن "أن المقاومة، التي هي مقاومة كل لبنان وشعبه، ستبقى رمز الانتصار في وجه العدوان الصهيوني الوحشي، وان أرواح كل الشهداء هي المنتصر في النهاية على منطق الاحتلال الصهيوني والغطرسة والسيطرة والإخضاع".

 

وكالات الاغاثة الدولية توقف مساعداتها لجنوب لبنان بعد التحذير الاسرائيلي 

 أ ف ب - 2006 / 8 / 8

 اعلنت منظمات الاغاثة الدولية وقف عمليات الاغاثة في جنوب لبنان بشكل تام اليوم الثلاثاء بعد ان حذرت اسرائيل من انها ستهاجم اية سيارة تتحرك جنوب نهر الليطاني. وذكرت كريستيان بيرثيوم المتحدثة باسم برنامج الاغذية العالمي التابع للامم المتحدة انه تم وقف اية عمليات توزيع اضافية للمواد الضرورية للبلدات والقرى في جنوب لبنان. وصرحت للصحافيين "نظرا لانعدام الامن, لن تتوجه اية قافلة الى جنوب لبنان اليوم". وصرحت لوكالة فرانس برس ان الوكالات قررت حتى عدم محاولة طلب ضمانات امنية من اسرائيل لكل قافلة من الشاحنات المتوجهة الى الجنوب كما كان الحال حتى الان. والقى الجيش الاسرائيلي منشورات اليوم الثلاثاء تحذر من ان "كل سيارة من اي نوع كانت تتحرك جنوب الليطاني ستقصف لانها مشبوهة بنقل الصواريخ والعتاد العسكري الى المخربين", وهي العبارة التي تطلقها اسرائيل على حزب الله. واوضحت المتحدثة "نحن بحاجة الى تسيير قافلتين على الاقل يوميا في الجنوب -- هذا اقل عدد ممكن -- ونحتاج الى تسيير ستة قوافل اذا اردنا ان نقوم بعمل جيد, ونحن بعيدون كل البعد عن ذلك". وقد امكن ايصال الامدادات الى جنوب لبنان في الايام الاخيرة, الا ان عربتين على الاقل تعرضتا لقصف بالصواريخ, حسب المتحدثة. وذكرت ويفينا بيلمونتي المتحدثة باسم صندوق الامم المتحدة لرعاية الطفولة (يونيسيف) "بعد نحو شهر على بدء النزاع, هناك كلمتان تلخصان الوضع الانساني: انه +غير كاف+". وذكرت الوكالات الدولية ان الشاحنات التي تحمل امدادات الاغاثة مستعدة للتوجه من سوريا الى شمال لبنان وبيروت اليوم الثلاثاء لاول مرة منذ قطع طريق رئيسي بعد قصفه بالطائرات الاسرائيلية قبل عدة ايام. وافادت جنيفر باغونيس المتحدثة باسم هيئة اللاجئين الدولية "من المهم مرور القوافل لان مخازن امدادتنا في بيروت تتناقص بشكل خطير". وقال برنامج الاغذية العالمي انه يفكر في محاولة نقل الامدادات الى مدينة صور التي قطعت طرقها البرية, بواسطة القوارب. وقامت طائرة نقل عسكرية فرنسية بعملية نقل الامدادات الغذائية الى بيروت امس الاثنين بينما قامت سفينة يونانية بتحميل الامدادات من مخزن تابع للامم المتحدة في ميناء برينديسي الايطالي, حسب بيرثياومي. ومن المقرر ان تغادر سفينة اخرى ميناء مرسيليا الفرنسي متوجهة الى لبنان هذا الاسبوع.

 

تسرب النفط يمثل خطرا بانتشار السرطان في لبنان

 أ ف ب - 2006 / 8 / 8

 حذرت الامم المتحدة اليوم الثلاثاء من ان تسرب الوقود الذي تسبب به القصف الاسرائيلي لمحطة طاقة لبنانية يشكل تهديدا بانتشار مرض السرطان في لبنان وسوريا. وذكرت سيمونيتا لومباردو من "خطة العمل المتوسطية" التابعة لبرنامج البيئة في الامم المتحدة "ان وجود الوقود على شواطئ لبنان وسوريا يعرض الناس في المناطق المتضررة الى زيادة خطر اصابتهم بالسرطان". وكان نحو عشرة الاف طن من الفيول قد تسرب من خزانات الوقود في معمل الجية الحراري على بعد 25 كلم تقريبا جنوب بيروت في 14 تموز/يوليو بحسب السلطات اللبنانية. كما تسرب 20 الف طن اضافي من المحطة. وصرحت لومباردو للصحافيين ان 120 كيلومترا على الاقل من الشواطئ اللبنانية والسورية قد تلوثت, مؤكدة ان بقعة النفط "هي مزيج سام خطر للغاية مكون من مواد تسبب السرطان وتضر بالغدد الصماء". واوضحت "ان ما تسرب ليس نفطا بل هو وقود لمحطات الطاقة (...) وهو يحتوي على مواد مثل البنزول المصنف كمسبب رئيسي للسرطان". وقالت انه اضافة الى ذلك فان "مركبات كيميائية شديدة الانفجار, خاصة بوجود درجات حرارة مرتفعة, قد انتشرت في الهواء من محطة الطاقة". واضافت "ان اول الاشخاص المعرضين لخطر تنفس +الرذاذ السام+ (المكون كذلك من البنزول) هم سكان بيروت -- حيث يعيش مليوني شخص في منطقة العاصمة". واشارت الى انه "منذ الاحد الماضي عثر على كميات كبيرة من السمك الميت على الشواطئ اللبنانية بسبب التلوث الذي تسبب به الوقود" المتسرب. وتخشى الوكالة الدولية من تلوث السلسلة الغذائية.

 

1064 قتيلا حصيلة الضحايا حتى اليوم الثامن والعشرين للهجوم الاسرائيلي على لبنان 

 أ ف ب - 2006 / 8 / 8

 ادى القصف الاسرائيلي على لبنان حتى يومه الثامن والعشرين الى مقتل 1064 شخصا على الاقل واصابة 3493 بجروح وفق حصيلة اعدتها فرانس برس ظهر اليوم الثلاثاء بالاستناد الى مصادر رسمية. وتفيد الهيئة العليا للاغاثة (حكومية) ان ما لا يقل عن 968 مدنيا 30% منهم من الاطفال دون سن الثانية عشر قتلوا, فضلا عن 30 عسكريا ودركيا وذلك منذ 12 تموز/يوليو. من ناحية اخرى اعلنت المقاومة الاسلامية, الجناح العسكري لحزب الله, مقتل 53 من مقاتليها حتى الان فيما اعلنت حركة امل الشيعية عن مقتل سبعة من عناصرها. واعلنت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين-القيادة العامة الموالية لسوريا عن مقتل مقاتل واحد. وادى القصف كذلك الى مقتل اربعة مراقبين تابعين للامم المتحدة وعنصر من قوة الامم المتحدة الموقتة في لبنان (يونيفل). وتشمل حصيلة الهيئة العليا للاغاثة "الجثث التي تم التعرف عليها ولا تأخذ في الاعتبار الاشخاص الذين لا يزالون عالقين تحت الانقاض". ولا تتوافر اي معلومات عن عدد الضحايا الذين سقطوا في القصف المستمر للضاحية الجنوبية. وادت المواجهات الى نزوح اكثر من 915792 شخصا بينهم 220 الفا غادروا الاراضي اللبنانية. ويشمل هذا العدد نحو مئة الف اجنبي او اشخاص يحملون الجنسيتين اللبنانية واخرى اجنبية وفق تعداد لوكالة فرانس برس.

 

وفد تضامني يتوجه لبنان يتقدمه نجل الرئيس المصري

رويترز - 2006 / 8 / 8

 تقدم جمال مبارك الامين العام المساعد للحزب الوطني الديمقراطي الحاكم في مصر يوم الثلاثاء وفدا الى لبنان لابداء التضامن مع شعبه الذي قتل مئات منه وأصيب ألوف اخرون في غارات اسرائيلية تلت قيام حزب الله بأسر جنديين اسرائيليين وقتل ثمانية اخرين. وسافر الوفد الى بيروت في طائرة عسكرية أقلعت من مطار القاهرة الدولي وضم ثلاثة وزراء وشخصيات حزبية وفنية ونقابية وصحفيين. وقالت مصر في بداية الامر ان حزب الله غامر حين نفذ عملية عبر الحدود لاسر جنود اسرائيليين لكن الرئيس حسني مبارك طالب لاحقا بوقف فوري لاطلاق النار.

واشترك وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط في اجتماع وزراء الخارجية العرب الذي عقد في بيروت يوم الاثنين للتضامن مع لبنان.وقال ابن الرئيس المصري للصحفيين قبل سفر الوفد "أتمنى أن تكون هذه الجهود المصرية بمثابة رسالة قوية بوقوف الشعب المصري الى جانب لبنان حكومة وشعبا."واتهمت أحزاب وجماعات معارضة مصرية الحكومة باتخاذ مواقف ضعيفة في مواجهة الهجوم الاسرائيلي على لبنان. من جهة ثانية، طالب نحو 75 نائبا مصريا الرئيس حسني مبارك يوم الثلاثاء بطرد السفير الاسرائيلي من مصر وسحب السفير المصري من تل أبيب ردا على الغارات الاسرائيلية على اللبنانيين والفلسطينيين. وجاء في رسالة منهم الى مبارك سلموها في قصر عابدين أحد قصور الرئاسة "بات الموقف الرسمي العربي لا يعبر عن طموحات وآمال الشعوب العربية بما يناسب الحدث وما يقتضيه من قوة الرد على العدوان ومساندة واغاثة شعبينا في فلسطين ولبنان." وأضافوا أنهم يطالبون بتقديم "كافة أشكال المساندة والدعم اللامحدود للمقاومة اللبنانية بقيادة حزب الله وحكومة السلطة الفلسطينية المنتخبة انتخابا ديمقراطيا."كما دعوا الى "مراجعة كافة الاتفاقيات السياسية والاقتصادية والامنية التي أبرمت مع الكيان الصهيوني الغاصب وتعليقها أو تجميدها."

وينتمي أغلب النواب الموقعين على الرسالة لجماعة الاخوان المسلمين والباقون مستقلون وسلموا الرسالة عقب مسيرة انطلقت من أمام مجلس الشعب.

ومصر هي أول دولة عربية وقعت معاهدة سلام مع اسرائيل عام 1979. لكن السلام بين البلدين وصف بأنه "سلام بارد" لغياب التجاوب الشعبي المصري مع المعاهدة. وقالت مصر في بداية الغارات الاسرائيلية على لبنان يوم 12 يوليو تموز ان حزب الله غامر حين نفذ عملية عبر الحدود أسر خلالها جنديين اسرائيليين. لكن مبارك طالب لاحقا بوقف فوري لاطلاق النار وقدمت مصر امدادات اغاثة للبنانيين. واشترك وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط في اجتماع وزراء الخارجية العرب الذي عقد في بيروت يوم الاثنين للتضامن مع لبنان. وسار النواب الى قصر عابدين في حوالي 15 صفا كل صف تكون من خمسة نواب. وحمل الصف الاول لافتة كبيرة عليها العلمان اللبناني والفلسطيني وعبارتان هما "كلنا مع المقاومة" و"تضامن نواب الشعب مع المقاومة". وردد النواب هتافات تقول "المقاومة موش مغامرة الاستسلام هو المؤامرة" و"اسمعوها من النواب قاطعوا دولة الارهاب" و"يا لبناني يا فلسطيني عرضي عرضك دينك ديني" و"تسقط تسقط اسرائيل".

وارتدى النواب أوشحة خضراء كتبت عليها عبارة "نواب الشعب مع المقاومة". وبعد تسليم الرسالة وقف النواب أمام قصر عابدين ورددوا هتافا ردده مصريون في مظاهرات في الاسابيع الماضية هو "يا نصر الله يا حبيب اضرب اضرب تل ابيب" في اشارة الى الامين العام لحزب الله. وكان 12 نائبا من الاخوان والمستقلين توجهوا يوم الاثنين الى سفارة فنزويلا بالقاهرة وسلموا رسالة موجهة الى الرئيس هوجو شافيز لشكره على قرار سحب سفير بلاده من اسرائيل احتجاجا على الهجوم على لبنان. ويوم الاحد اجتمع أكثر من مئة نائب في مجلس الشعب رغم العطلة الصيفية للمجلس لاتخاذ ما قالوا انه "الخطوات الواجب اتخاذها تجاه العدوان الاسرائيلي على فلسطين ولبنان." وحاول هؤلاء النواب جمع توقيعات لعقد جلسة طارئة للمجلس لكنهم لم ينجحوا في ذلك. وينص الدستور على أن يدعو رئيس الدولة المجلس لجلسة طارئة اذا لم يكن في دور انعقاده العادي. كما يمكن أن يجتمع المجلس في جلسة طارئة بموافقة أغلبية أعضائه.

 

انان: قصف قانا ربما يشكل انتهاكا للقانون الدولي نيويورك

 أ ف ب - 2006 / 8 / 8

 اعتبر الامين العام للامم المتحدة كوفي انان في تقرير نشر الاثنين ان قصف بلدة قانا اللبنانية في 30 تموز/يوليو ربما يشكل "انتهاكا للقانون الدولي" في سياق النزاع الجاري في لبنان بين اسرائيل وحزب الله الشيعي. وجاء في تقرير انان الاولي حول عملية القصف التي اسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 28 مدنيا بينهم 16 طفل "يجب النظر الى الهجوم على قانا في اطار اوسع يمكن ان يشكل, بناء على المعلومات الاولية المتوافرة لدى الامم المتحدة بما في ذلك افادات شهود عيان, سلوكا يقوم على انتهاك القانون الدولي بما في ذلك القانون الدولي الانساني والقانون الدولي لحقوق الانسان ارتكب في سياق الاعمال الحربية الجارية". ودعا انان مجددا اسرائيل وحزب الله في التقرير الموجه الى مجلس الامن الدولي الى "احترام واجباتهما بموجب القانون الدولي". وتابع انان في تقريره ان "تبعات النزاع الجاري حاليا على المدنيين في لبنان واسرائيل بلغت درجة من الخطورة تستوجب جمع المزيد من المعلومات ولا سيما بشأن انتهاكات محتملة للقانون الدولي الانساني والقانون الدولي لحقوق الانسان". واضاف "انني اؤيد الدعوات الى تحقيق اوسع" في القصف على قانا.  وقتل اكثر من الف لبناني منذ شنت اسرائيل هجومها على لبنان في 12 تموز/يوليو وثلثهم من الاطفال بحسب الامم المتحدة. وفي اسرائيل بلغت حصيلة سقوط الصواريخ التي يطلقها حزب الله والمواجهات 36 مدنيا و62 جنديا. وارفق بالتقرير اعلان اسرائيلي اكدت فيه الدولة العبرية ان قانا كانت قاعدة ل"ارهابيي" حزب الله وانها حذرت سكانها مسبقا بانها تعتزم شن هجوم على البلدة. لبنان من جهته وصف في اعلان الهجوم بانه "جريمة حرب" واوضح انه قد يكون هناك جثث اخرى لا تزال تحت انقاض المبنى المدمر. وبحسب رواية الحكومة اللبنانية, فان المبنى انهار في 30 تموز/يوليو كنتيجة مباشرة لاصابته بصاروخ اطلقته طائرة اسرائيلية وصاروخ اخر سقط بالقرب منه. وكان مجلس الامن الدولي اعرب عن "صدمته وتأثره البالغين" بعد هذا الهجوم الذي قدرت حصيلته في مرحلة اولى باكثر من خمسين قتيلا وطلب من انان رفع تقرير حول ظروف المأساة خلال سبعة ايام.

 

شهيّب: لن نعطى ورقة شبعا بسهولة

 النهار - 2006 / 8 / 8  ريتا شرارة:

كان النائب من كتلة "اللقاء الديموقراطي" اكرم شهيب مدعوا الى اجتماع وزراء الخارجية العرب في السرايا الحكومية في بيروت كما سواه من النواب رؤساء اللجان النيابية في مجلس النواب. فبأي استنتاجات خرج من الاجتماع المذكور؟ قال شهيب لـ"النهار" انه "يفترض الوصول الى مكان تتأكد فيه الوحدة الداخلية"، فيتأمن "القبول بتكليف رئيس مجلس النواب نبيه بري والحكومة وقرارها على العمل جدياً لتعديل وفق النقاط السبع المقترحة، فلا نعطي الاسرائيلي فرصة ليستفيد من اي خلل داخلي". واشار الى "ان من شأن هذا التكافل والتضامن على النقاط السبع الصادرة عن الحكومة ان يلاقي المسعى الفرنسي في مجلس الامن لايجاد حل يخرج لبنان من المستنقع الدموي الذي يتخبط فيه". من هنا، لم يستبعد ان يؤجل مجلس الامن اجتماعه من 24 الى 48 ساعة اضافية حتى يتمكن لبنان من الاتفاق على تعديل بعض النقاط فيكون القرار الاممي قابلاً للتنفيذ في لبنان، فلا نعطي لا السوري ولا الايراني اي فرصة لكلام حق يُراد به باطل حول ما قيل في دمشق عن الاتفاق الكامل بين اللبنانيين". وذكر "هؤلاء" بأن اللبنانيين "اتفقوا على اربع نقاط في مؤتمر الحوار الوطني اللبناني"، وبأن "من ضيع هذه النقاط وواجهها هما السوري والايراني في لبنان". وعليه، سيستدعي 15 ألفاً من احتياطي الجيش اللبناني الى الجنوب لمؤازرة قوى الطوارئ الدولية، "فنسهل الورقة الفرنسية في تحسين مطالب الحكومة اللبنانية لتأكيد النقاط السبع للحكومة". ولأن على اجتماع وزراء الخارجية العرب ان يخرج، وفق شهيب، بخلاصات موضوعية وانقاذية – فإنه لم ير في تصريحات وزير الخارجية السوري وليد المعلم التي "ناقضت في لبنان ما كانت قالته الوزيرة السورية بثينة شعبان عن هوية شبعا في سوريا" اي "مسعى جدي سوري لمساعدة الشعب اللبناني في الخروج من هذه الحرب". ويقول انه كان "على هذا الرجل (المعلم) ان يقدم امام هذا الحشد الوزاري العربي وثيقة مكتوبة حتى لا يغيّر رأيه لاحقاً في دمشق". ولمزيد من الدقّة، حرص شهيب ان يصف المعلم بأنه "المتحدث" في حين أن "القرار محكوم بانضباطية قرار الامن السوري". ولم يمر مرور الكرام على المعلم في كلامه عليه. انما توقف عند "الكبر" الذي تميز به تصرف رئيس الحكومة عندما "تغاضى عن كرامته الذاتية من اجل كرامة الوطن، فجالسه ثلاث ساعات". هنا يقول شهيب "تبرز اهمية رجل الدولة بشكل كامل". ويعود ليؤكد "بشكل قاطع ان ورقة شبعا لم تعد بعد الى لبنان، وانها لن تعطى اليه بسهولة لان ذلك يعني فصل المسارين بين لبنان وسوريا". ويؤكد توجسه من تصريح المعلم في سوريا قبل ان يقدم الى لبنان حين اشار الى انه "آت ليؤكد تلازم المسارين". وتوقع ان تكمل اسرائيل في هذه المرحلة تنفيذ سياستها تدميراً وقتلاً، مستغلة "هذا الوضع من اجل خدمة مشروعها التدميري للبنان. فواضح ان لبنان، البلد المعافى والقوي، هدف لدى اسرائيل مما يتلاقى مع الهدف السوري في الفوضى والتهديم مجددا. فبوادر هذه الفوضى بدأت تتضح بكلام من هنا وهناك حول موضوع الطائف، وتحديدا لجهة تغييره بالتلميح الى المناصفة، مع العلم ان الطائف واضح لجهة نزع سلاح الميليشيات والعودة الى تطبيق اتفاق الهدنة لعام 1949، وهذا امر ترفضه بعض الاطراف اللبنانية حتى الساعة. وتاليا، تلتقي ارادات بعض اللبنانيين في هذا الظرف مع المخطط السوري، فيحاولون الانقلاب على الطائف".

ويضيف: "السوريون خرجوا من لبنان على دم الشهداء بدءا من الرئيس رفيق الحريري ورفاقه وصولا الى جبران تويني. وها ان هذا النظام يعود على لحم اللبنانيين الجنوبيين ودمهم. انه يحاول ان يبيع الى الخارج الاوراق السياسية والقاعدية ليحفظ نفسه ودوره في المنطقة". من هنا لا بد ان يصل لبنان الى وقف النار على اساس النقاط السبع للحكومة "نبني عليها ونواجه مرحلة ما بعد الحرب بموقف لبناني داخلي موحد يحمينا من العدوان الاسرائيلي والتدخل الايراني وغدر النظام السوري". وعن الآفاق التي يتوقعها للمرحلة المقبلة، رأى "اما ان نصل الى قرار يؤسس عليه ويطلق صدقا بالتعاون مع اطراف اقليميين والا فان تجربة غزة ستكون ماثلة امامنا. من هنا، مسؤولية كبيرة لـ"حزب الله" بأن يقبل البيئة اللبنانية السياسية التي تفتح له ذراعيها حزبا سياسيا لبنانيا من ضمن مشروع الدولة القوية لا من ضمن استراتيجية هانوي". وعما يقصده عن تحول لبنان غزة ثانية، لخص الوضع بأنه "ضربات اسرائيلية يومية او اسبوعية برا وجوا، وجعل لبنان يعيش الفوضى والهجرة والتهجير لأبناء الجنوب، فتكون الارض محروقة بالاضافة الى الحصار المفروض".

وفي خلاصة كلامه، اكد اهمية "توحد اللبنانيين لمواجهة هذه المؤامرة الاسرائيلية – السورية – الايرانية: لكنه لم يبد "التفاؤل المطلوب لأن كلام (الرئيس الايراني) احمدي نجاد و(الرئيس السوري بشار) الاسد لا يطمئن، بالاضافة الى حركة المعلم، علما ان اوراق سوريا معروفة في التنسيق العملي والاستراتيجي مع طهران".

 

اليابان تقدم مساعدة بمليوني دولار للنازحين في لبنان 

 أ ف ب - 2006 / 8 / 8

 اعلنت الحكومة اليابانية اليوم الثلاثاء منح مساعدة بمبلغ مليوني دولار استجابة لنداء ملح من الامم المتحة لمساعدة المدنيين اللبنانيين الذين نزحوا هربا من الهجوم الاسرائيلي. واوضحت وزارة الخارجية اليابانية ان مليون دولار ستقدم الى منظمة الصحة العالمية ومليون دولار اخر الى مفوضية الامم المتحدة العليا للاجئين. واضاف بيان الوزارة ان "هذه المساعدة العاجلة مخصصة للذين تضرورا باشكال مختلفة من تدهور الوضع الانساني على الارض". وكانت الامم المتحدة وجهت في 25 تموز/يوليو نداء للمجتمع الدولي لجمع مبلغ 150 مليون دولار كمساعدة عاجلة من اجل 700 الف مدني لبناني نزحوا بسبب الهجوم الاسرائيلي. من جانبها اعلنت شركة نيسان اليابانية لانتاج السيارات التي يتولى رئاسة مجلس ادارتها كارلوس غصن اللبناني الاصل في تموز/يوليو الماضي تقديم مساعدة بمبلغ 200 الف دولار الى منظمات انسانية عاملة في لبنان.

 

وكالات الاغاثة الدولية توقف مساعداتها لجنوب لبنان بعد التحذير الاسرائيلي 

  أ ف ب - 2006 / 8 / 8

 اعلنت منظمات الاغاثة الدولية وقف عمليات الاغاثة في جنوب لبنان بشكل تام اليوم الثلاثاء بعد ان حذرت اسرائيل من انها ستهاجم اية سيارة تتحرك جنوب نهر الليطاني. وذكرت كريستيان بيرثيوم المتحدثة باسم برنامج الاغذية العالمي التابع للامم المتحدة انه تم وقف اية عمليات توزيع اضافية للمواد الضرورية للبلدات والقرى في جنوب لبنان. وصرحت للصحافيين "نظرا لانعدام الامن, لن تتوجه اية قافلة الى جنوب لبنان اليوم". وصرحت لوكالة فرانس برس ان الوكالات قررت حتى عدم محاولة طلب ضمانات امنية من اسرائيل لكل قافلة من الشاحنات المتوجهة الى الجنوب كما كان الحال حتى الان. والقى الجيش الاسرائيلي منشورات اليوم الثلاثاء تحذر من ان "كل سيارة من اي نوع كانت تتحرك جنوب الليطاني ستقصف لانها مشبوهة بنقل الصواريخ والعتاد العسكري الى المخربين", وهي العبارة التي تطلقها اسرائيل على حزب الله. واوضحت المتحدثة "نحن بحاجة الى تسيير قافلتين على الاقل يوميا في الجنوب -- هذا اقل عدد ممكن -- ونحتاج الى تسيير ستة قوافل اذا اردنا ان نقوم بعمل جيد, ونحن بعيدون كل البعد عن ذلك". وقد امكن ايصال الامدادات الى جنوب لبنان في الايام الاخيرة, الا ان عربتين على الاقل تعرضتا لقصف بالصواريخ, حسب المتحدثة. وذكرت ويفينا بيلمونتي المتحدثة باسم صندوق الامم المتحدة لرعاية الطفولة (يونيسيف) "بعد نحو شهر على بدء النزاع, هناك كلمتان تلخصان الوضع الانساني: انه +غير كاف+". وذكرت الوكالات الدولية ان الشاحنات التي تحمل امدادات الاغاثة مستعدة للتوجه من سوريا الى شمال لبنان وبيروت اليوم الثلاثاء لاول مرة منذ قطع طريق رئيسي بعد قصفه بالطائرات الاسرائيلية قبل عدة ايام. وافادت جنيفر باغونيس المتحدثة باسم هيئة اللاجئين الدولية "من المهم مرور القوافل لان مخازن امدادتنا في بيروت تتناقص بشكل خطير". وقال برنامج الاغذية العالمي انه يفكر في محاولة نقل الامدادات الى مدينة صور التي قطعت طرقها البرية, بواسطة القوارب. وقامت طائرة نقل عسكرية فرنسية بعملية نقل الامدادات الغذائية الى بيروت امس الاثنين بينما قامت سفينة يونانية بتحميل الامدادات من مخزن تابع للامم المتحدة في ميناء برينديسي الايطالي, حسب بيرثياومي. ومن المقرر ان تغادر سفينة اخرى ميناء مرسيليا الفرنسي متوجهة الى لبنان هذا الاسبوع.

 

الصحف اللبنانية: قرار ارسال الجيش الى الجنوب "تاريخي" ودعم لموقف الحكومة بيروت

أ ف ب - 2006 / 8 / 8

 وصفت الصحف اللبنانية الصادرة اليوم الثلاثاء قرار الحكومة اللبنانية ارسال الجيش الى الجنوب بالتزامن مع الانسحاب الاسرائيلي ب"التاريخي", مشيرة الى انه يندرج في اطار تدعيم الموقف اللبناني من مشروع القرار الاميركي الفرنسي المطروح في مجلس الامن. وخصصت الصحف اللبنانية عناوينها الرئيسية لمقررات الحكومة بعد اجتماعها الاستثنائي الاثنين, الى جانب نتائج اجتماع وزراء الخارجية العرب في بيروت, ولو انها لم تستفض في التعليق كون القرار كان غير متوقع وقد صدر في ساعة متأخرة. وفي هذا الاطار, كتبت صحيفة "لوريان لو جور" الصادرة باللغة الفرنسية ان قرار مجلس الوزراء "تاريخي", مشيرة الى ان الحكومة اجتمعت "بصورة مفاجئة قبل ساعات من نقاش منتظر في مجلس الامن الدولي حول مشروع القرار الاميركي الفرنسي".

واضافت ان "القرار يرتدي طابعا تاريخيا بكل معنى الكلمة. فهو اولا يبرز تصميم الحكومة على منع اي وجود غير شرعي في الجنوب ما يعني انهاء وجود مقاتلي حزب الله في المنطقة بعد انسحاب اسرائيل. ويعني استعادة سلطة الدولة المركزية على مجمل الجنوب للمرة الاولى منذ بداية الازمة اللبنانية في نهاية الستينات". وذكرت الصحيفة بان "الجنوب منذ بدء العمليات ضد اسرائيل على ايدي المنظمات الفلسطينية انطلاقا من الاراضي اللبنانية في 1968 و1969 بدأ يخرج عن سيطرة الجيش". وتوقفت خصوصا عند عدم ابداء وزراء حزب الله "معارضة تذكر داخل جلسة مجلس الوزراء لقرار ارسال الجيش الى الجنوب, وهو القرار الذي كانت ترفضه قيادة الحزب حتى الان".

وفي الاطار نفسه, كتبت "المستقبل" التابعة للنائب سعد الحريري, ان القرار "تاريخي, وهو اول قرار من هذا النوع منذ التحرير عام 2000 (تاريخ انسحاب الجيش الاسرائيلي من لبنان) يحصر السلاح بالجيش". واعلنت الحكومة اللبنانية التي يشارك فيها حزب الله الاثنين استعدادها لنشر قوة "قوامها 15 الف جندي في الجنوب مع انسحاب قوات الاحتلال الاسرائيلي الى ما وراء الخط الازرق". ويقوم الخط الازرق الذي رسمته الامم المتحدة بعد الانسحاب الاسرائيلي من لبنان, مقام الحدود بين لبنان واسرائيل. واكد وزير الدفاع اللبناني الياس المر ان "القرار اتخذ بالاجماع ومن دون اي تحفظ".

وعنونت صحيفة "النهار" خبرها الرئيسي ب"الجيش مستعد ولا فراغ امنيا في الجنوب". وكتبت "السفير" من جهتها "بينما كان الوفد الوزاري العربي متوجها من بيروت الى نيويورك لاسماع الصوت العربي لاقته الحكومة بخطوة سياسية كبيرة ومنسقة مع الجانب الفرنسي". واشارت الى ان "الخطوة جاءت باجماع مجلس الوزراء اي بموافقة حزب الله وحركة امل في خطوة تهدف الى وضع عناصر سياسية جديدة بيد المفاوض العربي واللبناني في نيويورك". وقرر مجلس وزراء الخارجية العرب بعد اجتماعه الاثنين في بيروت ارسال وفد الى نيويورك مؤلف من الامين العام لجامعة الدول العربية ووزيري خارجية قطر والامارات العربية, دعما للموقف اللبناني المطالب بادخال تعديلات على مشروع القرار الاميركي الفرنسي. وينص مشروع القرار على "وقف كامل للاعمال الحربية يقوم خصوصا على وقف فوري لكل هجمات حزب الله وكل العمليات العسكرية الهجومية من جانب اسرائيل".

وطلبت الحكومة اللبنانية تعديل مشروع القرار لجهة اضافة الانسحاب الفوري للقوات الاسرائيلية من الاراضي اللبنانية بعد وضع حد للاعمال الحربية. وطلبت فرنسا من الولايات المتحدة تأجيل عرض مشروع القرار على مجلس الامن حتى يتم ادخال "بعض التعديلات" عليه. واوردت صحيفة "الديار" معلومات عن اتصال بين رئيس الحكومة فؤاد السنيورة ورئيس الجمهورية اميل لحود تناول اقتراح ارسال الجيش الى الجنوب للانتشار فيه مع القوات الدولية, "فاشترط لحود ان يتم ذلك بعد وقف اطلاق النار وانسحاب القوات الاسرائيلية الى ما وراء الخط الازرق ووافق السنيورة على ذلك". يذكر ان لحود المؤيد لحزب الله لم يشارك في جلسة مجلس الوزراء الاثنين.

 

نقل المساعدات الى لبنان "في غاية الصعوبة"

 أ ف ب - 2006 / 8 / 8

 اعلن المفوض الاعلى للاجئين في الامم المتحدة انتونيو غوتيريس اليوم الثلاثاء ان نقل المساعدات الانسانية الى لبنان بات "في غاية الصعوبة" بما في ذلك خارج مناطق المعارك. وقال غوتيريس في حديث اجرته معه هيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) "لم يعد هناك مناطق آمنة في البلاد ويمكن ان نتعرض للقصف اينما كان". وطالب غوتيريس باقامة ممرات انسانية معربا عن "احباط شديد" لعدم التمكن من انجاز مهمة ملحة الى هذا الحد. من جهته قال المتحدث باسم الخارجية الاسرائيلية مارك ريغيف للبي بي سي ان بلاده "تبذل ما في وسعها للتنسيق مع الاسرة الدولية والامم المتحدة والصليب الاحمر والمنظمات الاخرى". وقال "من الواضح انه لا يمكن ادخال شاحنة بدون حد ادنى من التنسيق. فهذه الشاحنة قد تكون تحتوي على صواريخ وقذائف ومتفجرات". ووصف غوتيريس الجهود التي اعلنت عنها اسرائيل لحماية القوافل الانسانية بانها "غير كافية". وقال "لا نتمكن من تقديم مساعدة انسانية الى العدد الهائل من الاشخاص الذين يحتاجون اليها". واكد ريغيف ان بلاده "لا تود حصول كارثة انسانية" مضيفا "هذا ليس من مصلحتنا السياسية وليس ما نريده على الصعيد الاخلاقي". ومنذ بدء المعارك في الثاني عشر من الشهر الماضي تعرقلت حركة قوافل عدة من المساعدات الانسانية بسبب المعارك وعمليات القصف في الجنوب اللبناني.

 

النائب نعمة الله أبي نصر

جونيه ؛ في 8/8/2006 أمامَ هَوْل المجازِر الإسرائيليَّة والضَّغطِ الذي يتعرََّضُ لهُ لُبنان كُنَّا نَنتَظِر، أنْ تُبادِرَ سوريا الى اتِّخاذِ خُطوةٍ جريئَةٍ تَسحَبُ مِنْ إسرائيل حجَّة مزارِعِ شبعا وتَدعَمُ الموْقِفَ اللُبنانيّ في مَجلِسِ الأمن بإقرارٍ خطيٍّ بلُبنانيَّةِ هذهِ المزارِع ، لكنَّ كلامَ مُعلِّمِ الدبلوماسيَّةِ السوريَّة في بيروت أمس بَدَّدَ الرهان على أي تحوُّلٍ إيجابيّ في عقليَّةِ النظامِ السوري، فنيَّةُ الهَيمَنَةِ على لُبنان ما زالَت هيَ هيَ . لَقدْ تصرَّفَ المُعلِّم وكأنَّ لبنان لا يزالُ تحتَ الوِصايَةِ فراحَ يُزايدُ على اللُبنانيِّين بتوسيعِ الحرب وأوحى بحدوثِ اضطراباتٍ داخليَّة وهذا هو التمني السوري الدائم للعودةِ الى لبنان من بابِ وقف الفتنة. إنَّ الضغطَ على إسرائيل للإنسحاب من مزارع شبعا، لا يكتمل إلاَّ بترسيم الحدود بين لبنان وسوريا، وطمأنة اللبنانييِّن الى حسن نوايا سوريا لا تَتمُّ إلاًَّ بتبادُلِ السفراء بين بيروت ودمشق وبالإفراجِ عنِ المُعتقلينَ اللُبنانييِّن في السجونِ السوريَّة وبوقف تهريب الأسلحة عبرَ الحُدود. إنَّنا لغايَةِ الآن لا نلتمسُ من مواقفِ المَسؤولينَ السوريِّين وتصرفاتِهم نيَّةً صادِقَـةً بفتحِ صفحةٍ جديدةٍ في العلاقاتِ وبزوالِ ذهنيَّةِ الهيمنة فـي تعاطيهِم مع لبنان. ولقد لاحَظَ اللبنانيّونَ أنَّ الوزير وليد المعلِّم غادَرَ بيروت قبلَ انتِهاءِ المؤتمر الوزاري العربي كتعبيرٍ عَنْ استيائِهِ من عَدَم الإستِجابَةِ لمطالبِهِ ومطلَبه في الحقيقة هو رفضُ نشرِ الجيش اللبنانيِّ في الجنوب حتى الحدود لَكنَّ الحكومَةَ اللُبنانيَّة اتَّخذَت القرارَ المُناسِب شاءَ المُعلِّم أم أبى.

 

ماذا كان الكتكوت آخر من سيدخل قفص السلام؟ 

الثلائاء 8 أغسطس -  د شاكر النابلسي

عندما كنت أسمع في ماضي الأيام تصريحات بعض الزعماء اللبنانيين من مختلف الطوائف والملل، أن لبنان سيكون آخر العرب الذين سيوقعون معاهدة سلام مع اسرائيل، كنت أضحك من كل قلبي. ولكني في الوقت ذاته كنت أحزن لهذا البلد الجميل، ولهذا الكتكوت الذهبي (لبنان)، ولهؤلاء الزعماء السياسيين الذين لا يملكون من أمرهم شيئاً. فمعظم الزعماء اللبنانيين الذين وما زالوا يطلقون مثل هذه التصريحات ما زالوا محكومين – على ما يبدو - لبعبع الخوف العربي سواء المصري السابق أيام عبد الناصر، وأيام أن اقترب منهم عبد الناصر أثناء الوحدة المصرية – السورية، وسواء السوري، منذ دخلت سوريا في لبنان، واحتلته طيلة ثلاثين عاماً تقريباً.

لماذا يعلن الزعماء اللبنانيون دائماً ، وعلى مختلف أطيافهم السياسية، بأن لبنان سيكون آخر قطر عربي يوقّع معاهدة سلام مع اسرائيل؟

لماذا لم تعلن سوريا هذا الإعلان مثلاً؟

ولماذا لم يعلن العراق في عهد صدام هذا الإعلان؟

ولماذا لم تعلن دول الخليج هذا الإعلان؟

لماذا الكتكوت الذهبي اللبناني فقط، هو صاحب هذا الإعلان ؟

فهل كان ذلك خوفاً من البعبع الناصري، ثم من البعبع السوري ؟

وهل أضرَّ هذا الإعلان بمستقبل لبنان أم لا، وأدى إلى دماره كما هو حاصل الآن ؟

وهل كان لبنان أقوى من مصر "أم الدنيا"، و "أم العرب" لكي يعلن هذا الإعلان؟

لقد أعلن لبنان هذا الإعلان لأنه وما زال – بفضل زعمائه – أضعف بلدان العالم العربي، وأكثر بلدان العالم العربي خوفاً من السلام.

فالسلام لا يقدر عليه إلا الأقوياء. والسلام يتطلب شجاعة وقوة وصلابة، أكثر مما تتطلبها الحرب.

تخيّلوا معي، لو أن لبنان لم يُبلَ في بداية السبعينات بمنظمة التحرير الفلسطينية التي استوطنت لبنان، واقامت فيه جمهورية الفكهاني، إلى تم اخراجها منه عام 1983؟

تخيّلوا معي، لو أن الحرب الأهلية اللبنانية لم تشتعل عام 1975 ، نتيجة لاختلاف الطوائف اللبنانية حول الوجود الفلسطيني فيها؟

تخيّلوا معي، لو أن الغزو الإسرائيلي للبنان عام 1982 لم يتم، نتيجة لتوقيع لبنان معاهدة سلام سابقة مع اسرائيل؟

تخيّلوا معي، لو أن الجيش السوري لم يكن في لبنان منذ عام 1976، ووقّع لبنان معاهدة سلام مع اسرائيل مباشرة بعد معاهدة كامب ديفيد 1979 المصرية - الإسرائيلية؟

تخيّلوا معي، كيف سيكون وضع لبنان السياسي والاقتصادي والسياحي والثقافي الآن ، لو أنه وقّع معاهدة سلام مع اسرائيل مباشرة بعد 1979؟

ولكن كيف للبنان أن يُقدم على خطوة خطيرة ومصيرية وشجاعة مثل هذه، ومعظم زعمائه إما  أنهم كانوا مرتهنين للناصرية، أو لحزب البعث، أو لأنظمة مجاورة، أو لأحزاب قومجية (الحزب القومي السوري، وحركة القوميين العرب) ودينية (حركة أمل، ولم يكن حزب الله قد ظهر بعد) تُحذِّر وتُنذر؟

وما زال معظم زعماء لبنان مرتهنين لسوريا وإيران ، وغير سوريا وإيران.

فمن قال أن لبنان بلدٌ حرٌ مستقل؟

لو كان لبنان بلداً حراً مستقلاً لاتخذ قراره الصائب والشجاع في السلام، كما فعلت مصر في 1979 ، وكما فعل الأردن في 1994.

فهل كان لبنان أكثر حرصاً على القضية الفلسطينية من مصر، أو من الإردن؟

وهل كان لبنان أقوى عدةً وعدداً من مصر والأردن، لكي يُصرَّ على أن يكون آخر الموقعين على معاهدة سلام مع اسرائيل، كما يقول معظم زعمائه ؟

لقد كان لبنان بسبب ضعفه، وبسبب جُبن معظم زعمائه، أكثر الجبهات العربية اشتعالاً ونكبة مع اسرائيل، وبسبب اسرائيل. وما خسره لبنان منذ 1948 حتى الآن، نتيجة للقضية الفلسطينية وتعقيداتها أضعاف ما خسرته مصر وأضعاف ما خسره الأردن كذلك، نسبة لعدد سكانه، ومساحته، وطول حدوده مع اسرائيل.. الخ. وكان هذا كله بسبب بعض الزعامات اللبنانية التي أخذت تبيع وتشتري بلبنان باسم القضية الفلسطينية، التي كانت كالجارية في سوق النخاسة السياسية اللبنانية والعربية.

وهذه الزعامات اللبنانية التي تدعي الحرص على القضية الفلسطينية، هي التي قتلت من الفلسطينيين في مخيم صبرا وشاتيلا وبرج البراجنة ومخيمات الجنوب، أضعاف أضعاف ما قتلته اسرائيل من الفلسطينيين في فلسطين في عام واحد.

لو كان لبنان حراً مستقلاً فعلاً ، لما سمح لياسر عرفات بإقامة جمهورية الفكهاني في بيروت، ولما سمح لمنظمة التحرير الفلسطينية أن تكون دولة داخل دولة طيلة أكثر من عشر سنوات (1969-1983) بعد أن خرجت من الأردن، حين أرادت أن تقيم دولة في الأردن داخل الدولة الأردنية. لقد كان ياسر عرفات في ذلك الوقت يفاخر بأنه هو الحاكم الفعلي في لبنان، وهو شرطي بيروت، يخطف من يشاء، ويقتل من يشاء، ويسجن من يشاء، وينهب ما يشاء، ويفرض الأتاوة على من يشاء.

ولو كان لبنان حراً مستقلاً فعلاً ، لما سمح لـ"حركة أمل " وغيرها من المليشيات المسيحية كحزب الكتائب وبالتعاون مع اسرائيل بقتل أكثر من ثلاثة آلاف فلسطيني في مخيمي صبرا وشاتيلا وفي  مخيم برج البراجنة ومخيمات الجنوب في عام 1982وفي 1985 وما بعدها، كما قرأنا في كتاب (أمل والمخيمات الفلسطينية) للدكتور عبد الله محمد الغريب (ص89-109) ، وفي مجازر لم يشهدها العالم في العصر الحديث حتى ذلك الوقت، مما ساهم في زيادة البؤس الفلسطيني. وافتحوا ملفات "لجنة كاهان"، لتقرأوا العجب العُجاب، وبأن لا دولة في لبنان كانت حاضرة في ذلك الوقت .

لو كان لبنان حراً مستقلاً فعلاً ، لما سمح بقيام حزب الله في لبنان عام 1982 ، ليحلَّ محلَّ منظمة التحرير الفلسطينية في تكوين دولة داخل دولة، لها نظامها الداخلي، وقيادتها الخاصة، وعلمها الخاص، وإذاعتها، وتلفزيونها، وجيشها، وسلاحها، ومرجعيتها الدينية والسياسية في طهران، وترفع صور الخميني وعلي خامئني بدلاً من صور أبطال الاستقلال اللبناني ، ولا تمتّ إلى لبنان إلا بلهجة عناصرها المسلحة وغير المسلحة. وبحيث أصبح السيد حسن نصر الله زعيم هذا الحزب هو الدولة اللبنانية والدولة هو، كما قال لويس السادس عشر (أنا الدولة والدولة أنا). وهو الذي يعلن الحرب والسلام، متى شاء، وأينما شاء، وكيفما شاء. وهو الذي وقف وما زال كالشوكة في حلق السلام اللبناني – الإسرائيلي، مما اضطر معظم الزعماء اللبنانيين إلى أن يعلنوا بين وقت وآخر خوفاً من بطشه وسلاحه، بأن لبنان سيكون آخر دولة عربية توقّع معاهدة سلام مع اسرائيل، رغم انسحاب اسرائيل من الجنوب اللبناني عام 2000، ورغم عدم وجود أرض لبنانية محتلة من قبل اسرائيل (مزارع شبعا ليست لبنانية في عُرف الأمم المتحدة لإدعاء سوريا بملكيتها، وعدم ترسيم حدودها، والتنازل عنها رسمياً للبنان).

فماذا بقي للدولة اللبنانية في بعبدا، وفي السراي، وفي مجلس النواب بعد ذلك، غير دولة من الشمع؟!

وإلى متى سيظل لبنان - هذا الكتكوت الذهبي - مشاعاً للعرب والعجم، يأخذونه إلى أين شاءوا، ويبيعون ويشترون به، وأهله وشبابه مشتتين في أنحاء العالم؟

فهل آن الأوان لكي يحقق لبنان استقلاله الفعلي، ويتخذ قراره الوطني في السلام والاستقرار، كما فعلت "أم العرب" مصر، و "بوابة العرب" الشرقية، الأردن من قبل كذلك؟

السلام عليكم.

 

الرئيس السنيورة استقبل جمال مبارك على رأس وفد مصري تضامني مع لبنان

نريد ان تنسحب اسرائيل من كل الاراضي التي احتلتها ومن مزارع شبعا وان تعود الدولة اللبنانية صاحبة السلطة الوحيدة على اراضيها ربع الشعب اللبناني هو خارج قراه ومدنه وبيوته بسبب العدوان الاسرائيلي سكوت الامة مدى اعوام طويلة ربما دفع الاحتلال الاسرائيلي الى التجرؤ اكثر

وطنية - 8/8/2006 (سياسة) استقبل رئيس مجلس الوزراء الاستاذ فؤاد السنيورة بعد ظهر اليوم في السرايا الكبيرة، الامين العام المساعد للحزب الوطني الديموقراطي الحاكم في مصر جمال حسني مبارك على رأس وفد من الوزراء والسياسيين والفنانين المصريين، في زيارة دعم للبنان في وجه العدوان الاسرائيلي الذي يواجهه، منذ قرابة الشهر، في حضور وزير الاعلام غازي العريضي، وزير التربية والتعليم خالد قباني، وزير الاقتصاد والتجارة سامي حداد، وزير الصحة العامة محمد جواد خليفة، وزيرة الشؤون الاجتماعية نايلة معوض، الوزير السابق عدنان القصار، المدير العام لوزارة الاعلام حسان فلحة، مدير "الوكالة الوطنية للاعلام" اندره قصاص وحشد من الشخصيات السياسية والاجتماعية والاعلامية والفنية اللبنانية والمصرية. وتحدث الرئيس فؤاد السنيورة الى الوفد، فقال: " لقد طالت هامتنا بوجود اخوتنا من مصر اخوانكم في لبنان مدى الستين سنة الماضية وهم يدافعون عن لبنان وعن شرف هذه الامة.

ونحن نشعر اليوم بمحبتكم انه استمرار لما قام به وزراء الخارجية العرب بل هو دفعة اكبر بانه ايضا يعبر ليس فقط عن الموقف الرسمي العربي بل عن موقف عربي جامع نراه عبر شاشات التلفزيون ومن خلال مواقف المواطنين العرب في كل بلد عربي وهم يعبرون عن دعمهم للبنان. لبنان هذا البلد الذي مدى الاعوام الماضية الطويلة كان يقف الى جانب جميع قضايا الامة ليدافع عنها بطريقته واسلوبه، على رغم انه تعرض خلال الاعوام الماضية لاجتياحات لم تكن اجتياحا واحدا. واود ان الفت انتباهكم الى ان هذا الاجتياح السابع الذي يتعرض له لبنان ويبقى لبنان صامدا ولم يفرط يوما لا بانتمائه العربي ولا بالتزامه القضايا العربية. وهو ما زال على رغم كل الذي قام به الاجتياح الاسرائيلي الذي يقطع اوصال الوطن اصبح من المتعذر علينا ان ننتقل من قرية اى اخرى حتى لايصال المساعدات الانسانية حتى لا نستطيع ان ننتشل جثامين الشهداء الذين سقطوا بسبب القصف الذي تعرضت له تلك القرى والاحياء السكنية. وهو قصف ليس له علاقة اطلاقا بمن يحملون السلاح والذين يدافعون عن الارض هم اشخاص مدنيون".

واضاف: "ثلث الذين سقطوا ضحايا وشهداء هم اطفال دون الثانية عشرة"، متسائلا عن "ذنب هؤلاء الاطفال الذين سقطوا شهداء هل هي هذه الآلة الجهنمية الى الجنون المفتوحة علينا؟". وتابع:" مهما تكلمنا على ما نعانيه من آلام الجراح من الآن اولئك الثكالى والايتام والذين فقدوا اولادهم. ومهما نعانيه من آلام النزوح ربع الشعب اللبناني هو خارج قراه ومدنه وبيوته. اي بحساب صغير كأننا نقول بان 75 مليون انسان في اميركا هجروا من اماكنهم. لنأخذ هذا الحساب وماذا يعني. على رغم كل تلك الآلام ما يعزينا وقوف العرب معنا ويعزينا وجودكم معنا اليوم وزيارتكم وهذه العينة المختارة الممثلة لكل فئات الشعب المصري من سياسييه ونوابه وادبائه وفنانيه الذين كانوا وما زالوا يحركون فينا الكثير من الحنين وكثير من الافكار والطموحات.

انا نشأت في الجيل الذي يقدركم هي اهمية مصر ودورها العربي واهميتها في مستقبل الانسان العربي انا اعتقد ان هذه الزيارة التي اكرمتمونا بها اليوم، وكما ذكرت، اطلتم هامتنا ستشكل بالنسبة الينا دعما ولا سيما في هذه المرحلة التي نحن نخوض فيها معركة الديبلوماسية هي في قساوة المعركة التي تخوضها ضد الاجتياح، هي بالقساوة نفسها". وقال:" ستصلب هذه الزيارة من موقفنا وستزيدنا اصرارا على التمسك بحقوقنا. نحن نريد ان تنسحب اسرائيل من كل الاراضي التي احتلتها. وايضا ان تنسحب من مزارع شبعا وان تعود الدولة اللبنانية لتسيطر على كل اراضيها. وهذا حق المواطن على الدولة ان تعود هي صاحبة السلطة الوحيدة على اراضيها ويظل لبنان مع ذلك لا يفرط لا بحقوقه العربية ولا بالتزامه العربي ولا يقلل على الاطلاق من الدور العربي الذي حمل لواءه وسيستمر. هذا هو الموقف العربي". وتابع: "نحن من هنا نطلق تحية اولا الى ارواح الشهداء الذين سقطوا دفاعا عن شرف هذه الامة وتحية الى كل ابنائنا في الجنوب الصامدين الذين يدافعون عن لبنان وشرف الامة العربية.

ونحن لا شك كلنا صوت واحد لا نقبل على الاطلاق بان تلطخ هذه الامة باستمرار الاحتلال. يجب ان نعلي الصوت من كل مكان لانه فعليا حالة السكوت التي اتسمت بها هذه الامة مدى اعوام طويلة ربما دفعت الاحتلال الاسرائيلي الى التجرؤ اكثر فأكثر. حال السكوت ربما دفعت بكثير من دول العالم لا سيما الدول الكبرى الى انتأخذ بدون ان تحسب لنا حسابا. يقول المثل بالانكليزي قف ليعمل لك حساب. نحن يجب ان نقف حتى يتعامل معنا العالم بندية.

ونحن يجب ان نقف حتى يحترمنا الناس وحتى نحترم انفسنا". اضاف" لقد آن لهذه الامة بعد كل هذه السنوات من الاستضعاف والاذلال ان تقول لا، لا يمكن ان تستمر هذه الحالة كما هي عليه. يجب على هذه الامة ان تقف وان تقول بأننا لن نرضى على الاطلاق بأن يستمر الاذلال والاحتلال. يقولون اننا في لبنان اختطفنا جنديين. منذ يومين دخلت القوات الاسرائيلية واختطفت رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني، ماذا يعني هذا؟ هذه دولة تتحدث عن الارهاب وتمارس الارهاب بأبشع مناظره. هذه دعوة لنا جميعا ليس للفرقة، هذه دعوة لرص الصفوف العربية، نحن في لبنان تعرضنا الى اقسى انواع الضغوط، واعتقد ان اللبنانيين اثبتوا على الرغم من كل الضغوط وعلى الرغم من وجود وجهات نظرات وتباينات وهذه صفة اي مجتمع ديموقراطي، لكن في المحنة وقفوا جميعا مع بعضهم بعضا، احتضنوا اخوانهم استقبلوهم ووقفوا سوية جميعا متضامنين ازاء الاحتلال وازاء هذا الاجتياح الغاشم". وقال:"نعتقد اننا كعرب يجب ان يكون عندنا الموقف نفسه.

البارحة اتى وزراء الخارجية العرب، انتهزنا هذه المناسبة لان نوفد الامين العام (للجامعة العربية عمرو موسى) ووزيرين من وزراء الخارجية الى نيويورك، واعتقد انه خلال ساعات قليلة سيكونون في نيويورك لا تتصوروا كم يغير هذا الامر في العملية التفاوضية. كان لبنان يفاوض لوحده والان مدعوما بموقف عربي رسمي، ولبنان ايضا يظهر للعالم انه مدعوم بموقف عربي شعبي، وايضا مدعوم بموقف شعبي يتكون في كثير من دول العالم. لقد وضع لبنان سبع نقاط فيها استمرار للموقف العربي والتزامه، وانا قلت البارحة نحن لسنا عربا بالارغام، نحن عرب لاننا جزء من هذه الامة ملتزمون بقضاياها وسنستمر ولن نغير اطلاقا. لن ينجح العدو الاسرائيلي بأن يحقق اي امر مما لم يحققه بالماضي ان يحققه الان عن طريق الاجتياح، لن تركع هذه الامة ولن يركع البلد. اعتقد ان الحكومة اللبنانية وضعت النقاط السبع ورسمت الخط وهذه النقاط تحظى بموافقة الجزء الاوفر من الشعب اللبناني وافقت عليها الحكومة اللبنانية مجتمعة، وافقت عليها القمة الروحية وتوافق عليها مؤسسات المجتمع المدني ومجلس النواب وغيره وكلهم يعبرون عن موقفهم المتضامن مع الحكومة اللبنانية ومن وراء الحكومة اللبنانية في الدفاع عن قضايانا". وختم: "اعتقد ان مجيئكم اليوم خطوة مهمة على هذا الصعيد.

وانا اشكر بداية الرئيس (حسني) مبارك وايضا السيد جمال مبارك الذي اكرمتمونا بهذا الموقف وكل الوزراء الذين اتوا مشكورين وكل رؤساء الاحزاب ومديري الاحزاب والفنانين الذين حضروا وكانوا موضع الهام وما زالوا بالنسبة لنا، ونحن نقدر ونشكر مبادرتهم بالمجيء للتعبير عن مساندة الشعب المصري بكافة فئاته للبنان ولتضحيات لبنان، والليل مهما طال سيطلع الفجر، انتم صياح الديك الذي سيبلج الفجر، ان شاء الله يطلع الفجر وانتم جئتم لتبلغونا ان الصباح سيطلع ايضا". الوزير الفقي ثم تحدث وزير الاعلام المصري انس الفقي فحيا الشعب اللبناني، معتبرا انه "شعب مناضل وانه عاصر الازمات الحروب بشموخ واباء، وانه كان موضع احترام وشرف ليس فقط في لبنان لكن في كل العالم"، ونوه بمواقف الرئيس السنيورة مشيرا الى حديث الرئيس السنيورة والرئيس مبارك منذ عدة اشهر حول ضرورة ترسيم مزارع شبعا وحسم قضيتها والا سيظل لبنان مهددا بهذه الكارثة التي تحدث اليوم، والتي يدفع ثمنها الصغار والنساء والابرياء في قضية كان من الممكن ان تحسم منذ امد بعيد"، معتبرا ان البعض "مصلحته بان تبقى هذه الازمة"، ناقلا للرئيس السنيورة "مشاعر كل المصريين باحترام صمود الشعب اللبناني"، ومؤكدا "تأييد مواقف الرئيس السنيورة".

بعد ذلك تعاقب على الكلام عدد من اعضاء الوفد الصمري من محامين وفنانين وكتاب ورؤساء احزاب عبروا جميعا عن دعمهم للبنان وللرئيس فؤاد السنيورة. ثم اقيم غداء تكريما للوفد.

 

النائب اللبناني أكد أن لحود وسورية يسعيان  لقلب الطاولة وإعادة لبنان إلى عهد الوصاية

سمير فرنجية لـ "السياسة": الحرب مرشحة للتصاعد وانتصار المقاومة غطاء لعدوان آخر على لبنان

بيروت ¯ من صبحي الدبيسي:السياسة

اتهم النائب سمير فرنجية عضو فريق قوى »14 آذار« رئيس الجمهورية اميل لحود ومن خلفه سورية والدائرين في فلكها بالسعي الى قلب الطاولة واعادة لبنان الى الوصاية السورية, كما اتهم اسرائيل بمحاولاتها المتكررة لتخريب صيغة التعايش بين اللبنانيين.

كلام فرنجية اتى في سياق الحوار الذي اجرته معه »السياسة« مؤكدا ان سورية حتى الساعة لم تعترف بلبنان دولة مستقلة ذات سيادة, وما يجري اليوم ليس سوى جزء من صراع اسرائيلي ¯ سوري وايراني ¯ اميركي واميركي ¯ سوري وكل المصالح تقاطعت لجعله ساحة صراع دولي واقليمي وهو الذي يدفع ثمنا لحروب الاخرين على ارضه, وان جريمة »حزب الله« بأنه اعطى لاسرائيل ذريعة شن الحرب على لبنان لتدميره وتشريد سكانه.. مشيدا بموقف الرئيس فؤاد السنيورة الذي يسعى لايجاد حل شامل وكامل لكل المواضيع العالقة مع اسرائيل.. وان استمرار المعارك يبقي الوضع مفتوحا على جميع الاحتمالات.

وفيما يلي نص الحوار:

ما الاسباب التي ادت الى عودة عقارب الساعة الى الوراء, وهل صحيح ان اسرائيل كانت تحضر لضربة عسكرية كبيرة ضد لبنان, ولماذا اعطى »حزب الله« اسرائيل ذريعة هذا العدوان الذي لم ينته بعد?

نقل البلاد من حالة الى حالة كان يتطلب اجماعا من كل القوى السياسية العاملة على الساحة بالتالي جرى منع قيام الدولة واستمرت العرقلة طيلة الفترة الماضية ان من خلال الضغط على الحكومة او من خلال الاغتيالات ومحاولات الاغتيال التي حصلت او من خلال الضغوط الاقتصادية والعسكرية وخصوصا من قبل الفصائل الفلسطينية التابعة لسورية, وهذه الاخيرة حاولت بجميع الوسائل منع قيام الدولة وبالتالي منع لبنان من العودة الى ما كان عليه قبل »14 آذار« , هذه المحاولات السورية تطورت واتخذت اشكالا متعددة ولنعود بالذاكرة الى حيث كان هناك حملة منظمة من سورية وحلفائها في لبنان لاسقاط الحكومة, ولقد جرت محاولات كثيرة خلال التظاهرة وغيرها ولازالوا مصرين على اسقاط الحكومة تمهيدا لخلق حالة فراغ ومن ثم العودة الى ما كانت عليه قبل »14 آذار« .2005

هناك »القرار 1559« حاولنا كقوى »14 آذار« ان نلبنن هذا القرار حاولنا ان ننتقل من قرار دولي والعودة الى قرار لبناني وتطبيق اتفاق »الطائف« لكن مسألة الابقاء على مزارع شبعا عالقة وعدم تقديم سورية الاوراق التي تثبت لبنانيتها ابطأ عملية بسط سلطة الدولة على كامل ترابها, ونحن اليوم ندفع ثمن كل هذه العراقيل وهذه التعقيدات التي حالت دون قيام الدولة الفاعلة, لا سيما وان رئيس الجمهورية كان المعرقل الاكبر وهو الذي حال دون اتخاذ الدولة قرارات مصيرية كان بالامكان تجنيب لبنان هذه الضربة المدمرة.

اين تتقاطع مصالح تدمير لبنان بين سورية واسرائيل, ولماذا كان »حزب الله« هو الاداة وما نسبة انتمائه اللبناني قياسا مع انتمائه لايران وسورية فأوصل البلاد الى ما هي عليه اليوم?

هناك اولا موقف اسرائيلي معاد للدولة اللبنانية ومنذ قيام اسرائيل في سنة ,1948 وهي تنظر اليه بعين الحسد, لانه بلد نموذج في تنوعه وطبيعة عيش ابنائه فيه, وهذا النموذج اللبناني من التقدم والازدهار والثقافة تحاول اسرائيل ان تحوله الى نموذج آخر من الحروب والفتن المذهبية والطائفية بحيث قامت على تعميق الخلافات اللبنانية - اللبنانية ولهذا افتعلت مسألة مزارع شبعا وبالتالي الابقاء على مسألة المزارع فقط لكي تعتبرها سبباً في استمرار اعتداءاتها على لبنان, وبالتالي لم تعط اسرائيل الدولة اللبنانية اي فرصة لاستكمال بسط سيادة الدولة على كامل ترابها فأبقت على الاوضاع, ما يسمح لها بالاعتداء عليه وان تستغلها ساعة تشاء.

اما بالنسبة لسورية فانها لم تعترف بعد ان لبنان دولة مستقلة ولقد أصبحت دولة من ضمن مؤامرة دولية. الموقف السياسي السوري من الاعتراف بلبنان كدولة ذات سيادة يبدأ من سنة 1920 اي منذ اتفاقية »سايكس بيكو« وهي تعتبر لبنان كياناً اصطناعياً وتسعى للسيطرة عليه بشكل او بأخر, وبالتالي الدور السوري بالنسبة للبنان ما زال هو ولكن لماذا اليوم, ما يجري في لبنان هو جزء من صراع اسرائيلي سوري لا علاقة للبنان به, هو صراع اميركي - ايراني, اميركي دولي واميركي - سوري والحرب الدائرة اليوم على لبنان هي حرب لا علاقة لنا فيها, هناك حرب ايرانية - اميركية حرب سورية دولية, هناك حرب فلسطينية- اسرائيلية, كمية حروب تقاطعت بجعل لبنان ساحة صراع اقليمي ودولي, وهو الذي يدفع ثمن حروب الاخرين على ارضه.

لماذا جرى هذا التوقيت? لماذا عطى »حزب الله« ذريعة لاسرائيل لشن عدوانها المدمر على لبنان? حتى اليوم لم يعط »حزب الله« اي جواب حول قراره بخطف الجنديين الاسرائيليين والكلام الذي سمعناه عن السيد حسن نصر الله لم يقنع اللبنانيين بعد .. اذا كان الموضوع يتعلق بالافراج عن الاسرى من السجون الاسرائيلية فسورية مثلاً لديها عدد كبير من الاسرى في اسرائيل ولم تحاول اختطاف جنود اسرائيليين لمقايضتهم واستردادهم .. ايضاً سورية لديها اراض تحتلها اسرائيل ولم تفعل شيئاً منذ العام 1973 .

ماذا كانت الامور لو جرت عملية الاختطاف في مزارع شبعا وليس ضمن الخط الازرق?

اعتقد ان اسرائيل كانت سترد بهذه الشراسة ولكن فيما يتعلق بنا كلبنانيين ربما كانت حسنت الشروط للتفاوض, يعني تجاه المجتمع الدولي كان هذا الامر افضل من اختطاف الجنديين ضمن الخط الازرق.

وزيرة الخارجية الاميركية لوحت الى استمرارية الحرب على لبنان اسبوع او اكثر, هل لبنان برأيك قادر على الصمود في ظ¯ل هذه الموجهة الهائلة من النازحين وهذا العدوان المدمر واين اصبح مصير المذكرة التي رفعها رئيس الحكومة فؤاد السنيورة?

الاجندة الاميركية تختلف عن الاجندة الاوروبية, اميركا تعتبر ما يحصل بلبنان صراع اقليمي والاساس في هذا الصراع ايران وبالتالي هذه الاجندة الاميركية غير محكومة بالاعتبارات اللبنانية, ما حاول ان يفعله الرئيس فؤاد السنيورة هو البحث عن حل شامل لكل لمواضيع العالقة مع اسرائيل بعد تطبيق اتفاق »الطائف« تطبيقاً كاملاً وبالتالي فان اجندة الرئيس السنيورة لا تتطابق مع الاجندة الاميركية ولا تتطابق مع اجندة »حزب الله« نحن امام مجموعة اجندات وهي التي تعقد الامور وايجاد الحلول الناجعة لها. المشكلة تتلخص بامرين, الاول هو اسرائيل وبالتالي مطلوب وقف العدوان الاسرائيلي على لبنان الآن قبل غد, الامر الثاني عدم وجود انتصار لاي من الطرفين فان تمكن »حزب الله« من الانتصار فانه يشكل غطاء لاستمرار العدوان على لبنان وبالتالي فان الصراع العسكري مرشح للتصاعد.

تدخل المجتمع الدولي لوقف هذا الصراع لا يمكن ان يحدث الا بالشروط الاسرائيلية الاميركية وبالتالي فالقوى القادرة على منع تفاقم الوضع العسكري هي قوى يعتبرها فريق المقاومة مرفوضة وبالتالي الوضع مفتوح على الكثير من الاحتمالات وكل ما فعله الرئيس السنيورة هو انه بازاء هذه الاجندة الصعبة وضع اسس لحل المشكلة, اعتقد انه في هذا المخرج احرج اسرائيل بالدرجة الاولى, المهم ان هناك اجماعاً واسعاً في لبنان حول الرئيس السنيورة, المهم ان الدولة اللبنانية هي المنتصرة الوحيدة بانها ستستعيد قوتها وستستعيد قدرتها على اعادة بناء ما تهدم.

بالنسبة لنا كقوى 14 آذار نرى ان الوطنية في هذه المرحلة مطلوب حمايتها والدفاع عنها ولا يجوز التفريط بها مهما كلف الامر صوناً للوحدة الوطنية وحماية لبنان.

اذا اهدى »حزب الله« انتصاره الى ايران وسورية هل ستنتصر الدولة اللبنانية كما اشرت في ردك على سؤالنا?

كل ما جرى ويجري لا يشكل اي انتصار لاسرائيل ولا ل¯ »حزب الله« ولا لسورية ولا لايران, نحن ندعم كل ما يؤدي الى تثبيت دعائم الدولة الخطوة الوحيدة التي سارت في الاتجاه الصحيح هي الخطة التي تقدم بها الرئيس السنيورة, اما اذا نظرنا الى صراع الآخرين على ارضنا فلن يكون انتصار لأحد.. والخاسر الوحيد هو لبنان والشعب اللبناني خاصة وان هذه الحرب لا يشارك فيها اطراف النزاع, يعني لا سورية ولا ايران والكلام الذي صدر الآن عن رئيس الجمهورية كلام مرفوض. فالقول بأن الجيش السوري لا يستطيع مواجهة اسرائيل, اما »حزب الله« فيستطيع المواجهة, لأن هناك مقاومة في لبنان ويجب عليها ان تقاتل اسرائيل نيابة عن الامة العربية وعن الامة الاسلامية. فهذا كلام مرفوض جملة وتفصيلا.

هل تعتقد ان ما جرى حسّن من موقع رئيس الجمهورية?

-ô ما أتمناه وبأسرع وقت وقف هذه الحرب لأنني متخوف من التطورات.

كيف?

لأنه ليس لدينا مقومات تثبيت هذا الانتصار وبالتالي لا ادري الى اين نحن ذاهبون, نحن نطلب وقفا فوريا لاطلاق النار ولكن اقول اننا لن نحصل على وقف لاطلاق النار وعلينا ان نأخذ بعين الاعتبار الشروط التي يضعها مجلس الامن وأتمنى ان تكون مشروعة وهادفة كما تقدم بها الرئيس السنيورة وعلينا ان نسارع بالقبول بهذا الموضوع قبل حدوث ما اخشاه من حدوث ضربة عنيفة اسرائيلية تقضي على الانتصار الذي تحقق, تقضي على المقاومة وتقضي على البلد وتقضي على كل شيء.

اذا ما طال أمد الحرب هل تخشى على واقع لبنان السياسي?

تغيير هذا الواقع السياسي لا يستطيع احد التفرد به. اولا: سمعنا كلاما من السيد حسن نصر الله بأنه اهدى انتصاره الى الشعب اللبناني وسمعنا كلاما آخر للعماد ميشال عون يطالب بحكومة اقطاب, وسمعنا كلاما ايضا في هذا الاطار من الرئيس اميل لحود وكأن هذا الانتصار وهذه الحرب قامت من اجل تحسين موازين القوى الداخلية لصالح فريق 8 آذار على حساب فريق 14 آذار.

موقف هؤلاء هو موقف تدميري للمقاومة وكأن المقاومة تخوض هذه الحرب من اجل تحسين شروط هذا الفريق وهذا التوظيف الرخيص يدل ان هناك مشروعا سوريا مبيتا للانقلاب على الوضع القائم ويشارك فيه مع الاسف ميشال عون وغيره من الذين ذكرتهم, اتمنى ان يكون الوضع على خلاف ذلك. ولكن انطلاقا من التصريحات التي تصدر عن لسان هؤلاء سواء من خلال المطالبة باستقالة الحكومة او المطالبة بإجراء انتخابات مبكرة يريدون الوصول الى تغيير سياسي في البلاد قد يعيدهم الى السلطة, بما يسمح لهم بالمطالبة باعطاء سورية دورا ما في لبنان.

هل يستدل من هذه المواقف ان سورية هي من اعطى الاوامر الى »حزب الله« من اجل توقيت المعركة?

لا شك انه بالحد الادنى استفادت سورية من المعركة, بعد ان كانت الامور بينها وبين اسرائيل وصلت الى الطريق المسدود, من خلال دعمها ل¯ »حماس« ومطالبة اسرائيل لها بطرد خالد مشعل, وبهذا تكون نقلت الضغط من الجبهة السورية الاسرائيلية الى الجبهة الاسرائيلية اللبنانية, وسورية هي التي تطالب بالقتال حتى النصر, وهي التي تستفيد من هذا القتال خاصة مع اقتراب موعد تشكيل المحكمة الدولية في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري, مطالب سورية واضحة والتحرك السياسي الذي تقوم به حول كيفية تغيير المعادلات الداخلية اللبنانية, هذا التحرك منبعه سورية. ولكن لا يمكن ان تحصل مثل هذه التغيرات في الوقت الحاضر.

هل تتوقع امتداد رقعة القتال لتصل الى سورية?

أتوقع اولا استمرار الضغط على سورية.

الا تخشى من صفقة اميركية - سورية على حساب لبنان ?

لا اخشى ذلك ولن نقبل بأي صفقة على حساب لبنان لأننا لم نعد ادوات لا في يد هذا ولا في يد ذاك.

البعض فسر ذهابكم الى عوكر للقاء وزيرة خارجية الولايات المتحدة كوندوليزا رايس بمثابة استدعاء لابلاغكم امر اليوم, فلماذا لم يتم اللقاء في مكان آخر غير السفارة الاميركية في عوكر كالسراي مثلا أو أي مكان آخر?

لا أدري ما الظروف ولم اكن حاضرا هذا اللقاء. ولكن بشكل طبيعي اللقاءات في مثل هذه الحالات تتم عادة في السفارات لأسباب أمنية, بمعنى عندما يأتي وزير فرنسي أو وزير اميركي أو وزير ايراني والضرورة تفرض أن يلتقي قيادات لبنانية خارج اطار لقاءاته مع المسؤولين المكان الآمن لعقد مثل هذه اللقاءات هو في السفارات على غرار لقاء وزيري خارجية فرنسا وايران في مقر السفارة الايرانية في بيروت خصوصا وان قوى 14 آذار مازالت مهددة هي الاخرى وتعيش طروفا امنية صعبة, وهم لا يستطيعون التجول بحرية في بلدهم.

البعض يتهمكم بأنكم تطالبون كوندوليزا رايس اكثر مما تقدمون لانفسكم, ما حقيقة هذا الاتهام?

لا نطلب من احد شيئا لا من رايس ولا من غيرها, وكل ما نطلبه وقف اطلاق نار فوري لانقاذ لبنان. ومساعدة الاخوة النازحين للعودة إلى ديارهم. كل ما نطلبه هو تنفيذ القرارات الدولية وانهاء الوضع غير الطبيعي على حدودنا على اسس واضحة والضغط على اسرائيل للانسحاب من مزارع شبعا وبسط سلطة الدولة عليها وتسليم لبنان خارطة الالغام. وفي المقابل لا نقبل ان يشارك احد السلطة اللبنانية بحقها في بسط سيادتها على كامل ترابها, لا من هذا الطرف ولا من طرف آخر وأن يكون قرارنا محصورا بقرار السلطة اللبنانية فقط, ومن غير المسموح ان تحل اي طائفة محل الدولة تحت حجة أو ذريعة وهذا ما نسعى إليه.

لقد جرب الموازنة في الماضي وفشلوا وجرب السنة في مرحلة من المراحل وفشلوا واليوم الطائفة الشيعية تعيش اصعب امتحان لها ولن تستطيع ان تحل مكان الدولة, نحن نريد دولة لكل اللبنانيين ودولة فوق كل اللبنانيين ولا نسمح لمحاصصة من هنا ومحاصصة من هناك.

في لبنان قاعدة تدمير البلد تقوم على كلمتين: الخوف والغبن. الخوف يؤدي إلى ما أدى إليه, والغبن ايضا. نحن نريد دولة تقوم على الحرية والعدالة, أمن المواطن تعطيه الدولة ولا يعطيه الآخرون, لا نريد شعارات على طريقة امن المواطن المسيحي فوق كل اعتبار. هذا اختبرناه وأوصلنا إلى ما وصلنا إليها, فالحرية والعدالة لا يمكن ان تقدمهما الطوائف, من حق المواطن ان يعيش حياة كريمة, اما ان تأتي طائفة أو ان يأتي احدهم ويقول انه من حقه ان يوجه الناس, هذه التجربة فشلت وغير قابلة للحياة, كل الطوائف في لبنان في مراحل مختلفة رقصت نفس الرقصة, ولكن طبعا جميعهم رقصوا لكن ليس بنفس الوقت, اما وان كل الطوائف رقصت فنقول لهم: كفى ولندع الدولة تقوم بواجباتها.

هل يساورك خوف من ان تتحول الاكثرية إلى اقلية والاقلية إلى اكثرية?

البلد اليوم موحد اكثر بكثير مما يعتقده المراهنون على العودد إلى فترة ما قبل اغتيال الرئيس الحريري.

في الوقت الذي تسعون لتجفيف دموع النازحين يسعى البعض لزرع الفتنة عن طريق توزيع السلاح الفردي من اجل تنفيذ بعض الحوادث من اجل نقل الفتنة إلى الداخل. فما هو تعليقك على هذا الموضوع?

لا يستطيع أحد ان يعيد عقارب الساعة إلى الوراء, لقد عملت سورية جاهدة منذ اكثر من سنة وبواسطة كل العملاء الذي استنفرتهم لتنفيذ هذا المخطط, ولكنها فشلت رغم كل المؤامرات والمخططات. واجهتنا بالاغتيالات, واجهتنا بالتحديات وبالتظاهرات وبالسيارات المفخخة, لا احد يريد الفوضى, الكل يريد السلام.

كيف تقيم موقف الدول العربية من الحرب الدائرة على لبنان?

جيد. سواء من خلال المواقف المؤيدة للبنان أو من خلال الدعم المادي والطبي الذي تقدمت به بعض الدول العربية للبنان, وخصوصا من المملكة السعودية والكويت والأردن ومن سائر الدول العربية.

ما تقييمك للقاء وزيري خارجية ايران وفرنسا?

نحن مع اي جهد يؤدي في النهاية إلى وقف النار ووقف شلال الدم الذي يصيب لبنان, نحن لا نريد سلاحا نوويا في ايران وبالتالي لا نريد سلاحا نوويا في اي مكان آخر وتحديدا في اسرائيل.

التلويح السوري حول وجود »القاعدة« في لبنان, ماذا يعني ذلك?

أولا: سورية تبيع سياسة بأسعار بخسة وإذا كانت مقتنعة بوجود »القاعدة« التي هي رأس حربة ضد اميركا و»القاعدة« تشكل خطرا على العالم, فعلى سورية محاربة »القاعدة« دون مقابل. هذه الأوهام والتهديدات مورست على لبنان فترة طويلة, ومورست على الفلسطينيين فترة طويلة وذهب ضحيتها آلاف الفلسطينيين . وعلى سورية في النهاية ان تتحول إلى دولة عدالة واستقرار لا دولة تسعى لتدمير لبنان ليكون لها دور ما فيه.

هل تخشى على لبنان من الزوال بعد الحديث عن شرق أوسط جديد?

لا أخشى على لبنان أبدا وهو اليوم موحد أكثر من أي وقت مضى.

 

ملامح لبنان الجديد تلوح من تحت الركام‏

‏ انهيار "توازن الرعب" الموهوم على رؤوس حزب الله وإيران وسورية

‏ تحليل سياسي‏-لندن-كتب حميد غريافي:‏ السياسة

وضعت التطورات العسكرية والسياسية والديبلوماسية المتسارعة خلال الأيام الخمسة ‏الماضية »حزب الله« وإيران وسورية بين فكي كماشة لا فكاك من ضغطهما المبرح, ‏وحولت »مغامرة« هذه الأطراف الثلاثة إلى ما يشبه الكارثة التي ارتدت عليها وستظهر ‏نتائجها المدمرة شيئاً فشيئاً خلال الأسابيع القليلة المقبلة, عندما سيضطر حسن نصر الله إلى ‏حزم حقائب العودة كسير الجناحين من هذه المغامرة القاتلة التي حولت مناطق نفوذه ‏الواسعة في لبنان إلى قاع صفصف, لمواجهة نتائج ما فعله »توازن رعبه« بمليون شيعي ‏ونحو ثلاثة ملايين لبناني آخر, متى خفتت أصوات المدافع وظهرت حقيقة المآسي التي لن ‏يكون بمقدوره التعامل معها حتى بمئات ملايين الدولارات الإيرانية الموعودة, إذ أن نصف ‏سكان الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية من بيروت لن يجدوا منازلهم عند العودة القريبة ‏إليها وإذا وجدوا بعضها, فقد تحولت إلى أطلال أو أصيبت بأضرار بالغة لا يمكن ‏استخدامها قبل أشهر شتوية طويلة.‏

أما النتائج الكارثية الحقيقية لهذه الحرب المدمرة على إيران فستكون أكثر سوءاً مما ‏سيواجهها حليفها حسن نصر الله الذي التزم بأوامر مغامرتها سيئة الحسابات في التوقيت ‏والكلفة والنتيجة, عندما سيواجه محمود أحمدي نجاد خلال الأسابيع الثلاثة المقبلة حرب ‏عقوبات دولية حاول الهروب منها بشنه الهجمة على إسرائيل من لبنان, إلا أنها ارتدت عليه ‏وبالاً أكبر إذ انفصلت عنه حليفتاه الأقرب روسيا والصين, ليصبح الدولة المنبوذة الثانية بعد ‏سورية الأكثر عزلة واستفراداً في العالم, حتى قبل كوريا الشمالية, ويواجه النتائج الكارثية ‏نفسها على حزب الله ولكن بضغط أكثر هولاً يتناسب مع حجمه »النووي« الذي يبدو أنه ‏سيقضي عليه شيئاً فشيئاً.‏

وإذا ما جرى التدقيق في الشريط التلفزيوني الذي صور وزير الخارجية السوري وليد ‏المعلم وهو يغادر اجتماع وزراء الخارجية العرب في بيروت أول من أمس بشكل يكاد ‏يكون »طرداً فعلياً« من الاجتماع, وإذا ما جرى الاستماع إلى تصريحاته البليدة إياها التي ‏لم تتغير منذ ثلاثين عاماً مع عدم تغير حزب البعث المريض في دمشق بداء لا أمل في ‏شفائه, تتأكد أيضاً تلك النتائج الكارثية للحرب في لبنان على المستقبل القريب لنظام بشار ‏الأسد المتشح بالسواد الذي غامر بآخر ما يملكه من رصيد في لبنان, وهو ورقة حزب الله ‏أيضاً, وخسر المغامرة والمقامرة باللبنانيين وبما وصفه وزير الخارجية السعودي سعود ‏الفيصل في المؤتمر بقوله »إن العرب يقفون اليوم (بفعل هذه المغامرات الطائشة) أمام ‏مفترق طرق سيتحدد معه مستقبلنا ومصيرنا جميعاً«, وهو أمر لم تعد الدول العربية تسمح ‏للسوريين والإيرانيين وأدواتهم المسمومة في لبنان أو العراق أو فلسطين بأن يتلاعبوا به, ‏تماماً كما حاولوا أن يدفعوا بإسرائيل نفسها إلى »مفترق الطرق« هذا, في المقابل عندما ‏أعلن شمعون بيريس قبل أسبوعين أن الحرب في لبنان على حزب الله وإيران وسورية هي ‏‏»مسألة حياة أو موت« للشعب اليهودي.‏

وأكدت الملامح التي بدأت تتكون للبنان والمنطقة منذ ظهور نص مشروع القرار الفرنسي- ‏الأميركي إلى مجلس الأمن لانهاء »الأعمال العدائية« في الأراضي اللبنانية ووقف الحرب, ‏إن »حزب الله« فقد جناحيه كلياً إذ بات من المؤكد أنه سيتحول من صقر إيراني-سوري ‏جارح إلى حمامة وديعة مقصوصة الريش, بدليل أنه منذ الآن, وقبل أن تنتهي »بطولاته ‏الدنكشوتية« في مواجهة الآلة العسكرية الإسرائيلية الجهنمية, سلم بإرسال الجيش اللبناني ‏إلى الجنوب الذي كلف اللبنانيين آلاف القتلى والجرحى ومئات آلاف النازحين والمشردين ‏والمهاجرين والمهجرين, وأعاد لبنان إلى »العصر الحجري« الذي »بشرت به إسرائيل ‏الشعب اللبناني, وبالتخلي عن مزارع شبعا إلى »نقاط السنيورة السبع« وعن سمير القنطار ‏إلى ماشاء الله, وهو الآن يسعى جاهداًمن الأنفاق التي يختبئ فيها, عبر حليفه نبيه بري ‏الذي قد يلحق به قريباً جداً إلى تلك الأنفاق, الخروج من الكارثة ولو بقطرات معدودة من ‏ماء الوجه, والقبول من الغنيمة بالاياب, قبل أن تتحقق أحلام أيهود أولمرت في الوصول ‏براً إلى بعلبك والهرمل, بعدما تكاد جنازير دباباته تلامس حدود الليطاني في توغلها 20 ‏كيلومتراً أعلنها أول من أمس منطقة »إسرائيلية« بمنع التجول فيها, ما يعني باللغة العربية ‏التي يعرفها حسن نصر الله جيداً أنها سقطت عسكرياً ولم يتبق فيها سوى جيوب يجري ‏تنظيفها بهدوء وحذر منعاً لسقوط خسائر لم تعد مجدية في صفوف قواته.‏

وبسقوط تبجحات منو شهر متكي, وزير الخارجية الإيراني التي أطلقها الأسبوع الفائت من ‏على منابر بيروت, والتي حدد فيها شروط إيران »لإنهاء الحرب على إسرائيل« وبعودة ‏زميله السوري وليد المعلم إلى بلده أول من أمس من مؤتمر وزراء الخارجية العرب في ‏بيروت بخفي حنين, مهيض الجناح, مغلوباً على أمره, وبتخلي نبيه بري ومحمد فنيش ‏وطراد حمادة وزملائهم في حزب الله وحركة أمل عن »عنترياتهم« و»توازن رعبهم ‏الصاروخي« مع 400 رأس نووي إسرائيلي, ورضوخهم جميعاً لقدر مجلس الأمن الدولي ‏المحتوم, يكون »مفترق الطرق« الذي تحدث عنه سعود الفيصل, بدأ يتخذ معالمه جديدة ‏الأبعاد العالم العربي عن المغامرات الفارسية-البعثية الهوجاء, ومنعه من »أن يكون تحت ‏أي ذريعة بعد الآن ساحة صراع النزاعات الإقليمية والدولية«.‏

وتؤكد كل المعطيات الجديدة الناجمة عن هذا الزلزال المدمر الذي أهلك نصف لبنان, أن ‏تطبيق القرار الدولي 1559 أو شبيهه »اتفاق الطائف« بات أمراً محسوماً رغم التغيير ‏الطفيف الكلامي والورقي في أولوياته, لجهة بسط الجيش اللبناني سلطته على كل أراضيه ‏قبل نزع سلاح الميليشيات أو بعده لا فرق, وأن صواريخ حزب الله »الجرارة« أصبحت في ‏طريقها إلى مخازن الجيش في اليرزة »آشاءت إيران وسورية أم أبتا«, وأن على السيد ‏حسن نصر الله وأئمة حزبه أن يعودوا إلى »أعمالهم« الطبيعية السابقة كرجال دين في ‏حسينياتهم ومدارسهم الفقهية وينزعوا ثياب الميدان العسكري التي لا تليق بهم ولا تناسبهم ‏أصلاً, ويعتمروا السلام والأمان لتعميمهما على مجتمعهم الذي لابد وأن يحاسبهم بطريقة أو ‏بأخرى على ما جنته أيديهم بحقه من قتل ودمار وخراب وتشريد.‏

 

أكدت حصولها على ضوء أخضر من الولايات المتحدة لمواصلة عملياتها ‏الحربية دون هوادة

إسرائيل: الحرب مستمرة حتى حل "حزب الله"‏

بيروت-»السياسة«:القدس المحتلة-واشنطن- الوكالات:‏

وصفت إسرائيل قرار الحكومة اللبنانية إرسال الجيش اللبناني إلى الجنوب بعد انسحاب ‏القوات الإسرائيلية منه بأنها خطوة مثيرة للاهتمام..لكنها أكدت نيتها توسيع عملياتها ‏العسكرية للقضاء على خطر صواريخ »حزب الله« في الوقت الذي أثار فيه القرار ‏الحكومي وموافقة »حزب الله« عليه موجة ارتياح سياسي وشعبي في لبنان ومطالبات ‏لحزب الله بتسليم قدراته إلى الدولة اللبنانية, بينما أكد رئيس مجلس النواب نبيه بري والذي ‏ينوب سياسياً عن »حزب الله« منذ بدء الحرب قبل 28 يوماً أن قرار نشر الجنود اللبنانيين ‏ليس انكساراً بل هجوماً جديداً في الديبلوماسية الدوليةلكن الترحيب الإسرائيلي الحذر والارتياح اللبناني لم ينعكس على ارض المعركة إلا بتجدد ‏القتال العنيف في الجنوب واتساع رقعة الغارات الجوية الإسرائيلية على لبنان والتي بلغت ‏حد التهديد بضرب أي آلية تتحرك جنوب الليطاني بدعوى الاشتباه بنقلها صواريخ أو عتاداً ‏لحزب الله وهو ما حول مدن صور وجنوب الليطاني إلى مدن أشباح.‏

وفي أول رد فعل إسرائيلي رسمي على قرار الحكومة اللبنانية إرسال 15 ألف جندي إلى ‏الجنوب بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي منه قال رئيس الوزراء الإسرائيلي أيهود أولمرت ‏في مؤتمر صحافي عقده في القدس المحتلة: »إنها خطوة مثيرة للاهتمام وعلينا أن ندرسها ‏ونرى إمكانية تطبيقها في وقت معقول«. وأضاف: »لا نريد احتلال لبنان ولا نريد أن نبقى في لبنان«, مؤكداً أن الهدف من العمليات ‏العسكرية هو إبعاد حزب الله عن الجنوب.‏

لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي شدد على تطبيق القرار الدولي 1559 قال إن حكومته ‏الأمنية ستدرس اليوم طلب الجيش توسيع عملياته في لبنان ضد قواعد »حزب الله« ‏الصاروخية.‏

وفي موقف مخالف لتصريحات أولمرت اعتبر مندوب إسرائيل في الأمم المتحدة دان ‏غيلرمان أن قرار الحكومة اللبنانية ليس سوى »استعراض زائف« لن يجري تطبيقه على ‏الأرض, فيما أكد زميله سفير إسرائيل لدى واشنطن داني ايالون أن واشنطن تدعم قرار ‏إسرائيل بالمضي قدماً في الحرب على لبنان.‏

وفي هذا السياق أكد وزير الدفاع الإسرائيلي عمير بيريتس أنه لن يكون هناك وقف لإطلاق ‏النار قبل أن يصبح جنوب لبنان منطقة خالية من السلاح ويتم حل »حزب الله« ويطلق ‏سراح الجنديين الإسرائيليين المختطفين, حسب ما نقلت عنه وكالة الأنباء الألمانية.‏

ميدانياً شهد جنوب لبنان معارك عنيفة بين مقاتلي »حزب الله« والجيش الإسرائيلي تركزت ‏في القطاع الغربي في قريتي دبل ولبونة حسبما أكدت الشرطة اللبنانية.‏

وأعلن »حزب الله« في بيان أن مقاتليه نصبوا كميناً لقوة إسرائيلية في دبل وأوقعوا عدداً ‏من القتلى والجرحى في صفوفها وهو ما اعترف به ناطق عسكري إسرائيلي, مشيراً إلى ‏أن أربعة جنود قتلوا وأصيب 11 آخرون في القرية التي تقع على بعد سبعة كيلومترات من ‏بنت جبيل معقل حزب الله في الجنوب.‏

وقال بيان آخر للحزب إنه دمر دبابة في عيناتا وقصف شمال إسرائيل بنحو مئة صاروخ.‏

وبعد هدوء نسبي صباحي شنت المقاتلات الاسرائيلية غارات عنيفة على مناطق جنوب ‏لبنان وألقت منشورات فوق مدينة صور جاء فيها ان كل سيارة من أي نوع كانت تتحرك ‏في جنوب الليطاني ستقصف لانها مشبوهة بنقل الصواريخ والعتاد العسكري.‏

وطال القصف الاسرائيلي مناطق محيط صور والنبطية فيما كانت اكثر الغارات دموية تلك ‏التي استهدفت موكب تشييع لضحايا مجزرة الغازية ال¯ 15 الذين سقطوا أول من أمس ‏حيث تعرضت الجنازة إلى قصف مباشر ما أدى إلى استشهاد 12 مدنيا وجرح 25 آخرين.‏

وفي ضاحية بيروت الجنوبية عطل القصف الكثيف جهود فرق الدفاع المدني في البحث عن ‏مفقودين تحت انقاض مبنيين منهارين في حي الشياح الذي تعرض مساء أول من امس إلى ‏سلسلة غارات مدمرة هي الأولى منذ بدء الحرب.‏

وقالت مصادر الدفاع المدني ان عدد ضحايا القصف ارتفع إلى 32 شهيدا فيما لايزال عدد ‏آخر تحت الانقاض بحسب تأكيدات سكان الحي المنكوب.‏

إلى ذلك اكد نائب قائد المنطقة الشمالية في الجيش الاسرائيلي البريغادير احتياط شوتي ‏شمرور ان الجيش الاسرائيلي قتل 977 من عناصر »حزب الله«, مشيرا إلى ان هذا الرقم ‏يمثل ثلث عدد مقاتلي المنظمة الشيعية.‏

وأكد شمرور لاذاعة الجيش الاسرائيلي ان قواته اعتقلت مجموعة من عناصر الحزب في ‏جنوب لبنان وتحديدا في منطقة بنت جبيل, مشيرا إلى ان المقاتلين كانوا في حالة مزرية ‏ومرهقين للغاية وجياعاً, على حد تعبيره.‏

على صعيد آخر رفضت اسرائيل اتهامات متزايدة بانها تعطل امدادات الاغاثة الانسانية ‏لكن المفوض الاعلى للاجئين في الامم المتحدة انطونيو غويترس اكد ان نقل المساعدات ‏الانسانية إلى لبنان بات »في غاية الصعوبة« بما في ذلك خارج مناطق المعارك.‏

وعلى الصعيد السياسي اللبناني اثار قرار نشر الجيش في الجنوب ارتباكا شعبيا وسياسياً ‏واسعا نظرا لكونه جاء بالاجماع فيما طالبت قوى »14 آذار« حزب الله بتسليم امكاناته ‏ووضع خبراته تحت تصرف الدولة اللبنانية.‏

من جانبه اكد رئيس مجلس النواب نبيه بري »اننا مستعدون لارسال 15 ألف جندي لبناني ‏الى الجنوب, وهذا الموضوع ليس كما يشاع كأنه انكسار للبنان, لا فهذا الموضوع هو ‏هجوم جديد حتى في الديبلوماسية الدولية«.‏

وقال بري امام وفد مصري امس »نحن كلنا اعتزاز بالموقف العربي الذي حصل في ‏مؤتمر وزراء الخارجية العرب والتأكيد بدعم لبنان, ولكن لا اريد هذا الامر قبل ان تظهر ‏النتائج في نيويورك«, واملي ان تكون هناك بداية عربية جديدة وحوار عربي جديد, وبداية ‏لقرار عربي في منطقة الشرق الاوسط.‏

وتحدث بري عن مشروع القرار في مجلس الامن المسمى بالقرار الاميركي - الفرنسي ‏فقال: »كان هناك عملية تجاذب بين الفرنسيين والاميركيين, وقد عقدت مؤتمراً صحافياً ‏وقلت ان هذا القرار ارفضه رفضاً مطلقاً لاسباب عدة اولها انه اعطى اسرائيل اكثر مما ‏تطلب, وانه غير قابل للتطبيق, واقراره كما هو يعني جعل لبنان فعلاً في حروب دائمة ‏ومستمرة«‏

 

وفد الجامعة العربية الى الامم المتحدة يبحث الصراع بين اسرائيل ولبنان ‏

‏ ويترز - 2006 / 8 / 8 ‏

‏ توافد مسؤولون عرب على الامم المتحدة يوم الثلاثاء في مسعى لادخال تعديلات على ‏مشروع قرار امريكي فرنسي بحيث يطالب بانسحاب اسرائيلي سريع من لبنان حتى يتمكن ‏الجيش اللبناني من تسلم الجنوب من حزب الله.‏

وأرجأ مجلس الامن الدولي اتخاذ قرار بشأن مشروع القرار الذي يهدف الى اعلان هدنة ‏بين اسرائيل ومقاتلي حزب الله ويضع شروط التوصل الى تسوية سياسية حتى يعرض ‏المسؤولون العرب وجهة نظرهم.‏

وكانت واشنطن وباريس تأملان ان يصدر مجلس الامن القرار يوم الاثنين.‏

لكن من غير المتوقع طرح مشروع القرار للتصويت قبل الاربعاء او الخميس فيما يعمل ‏الدبلوماسيون على تعديل المسودة والاستماع لما سيطرحه ثلاثة مسؤولين من جامعة الدول ‏العربية هم عمرو موسى الامين العام للجامعة ووزيرا خارجية قطر ودولة الامارات ‏العربية المتحدة.‏

وقال فيتالي تشوركين مندوب روسيا لدى الامم المتحدة ان دعم موسكو للقرار يعتمد على ‏رأي لبنان في مسودته النهائية.‏

وقال لمحطة تلفزيون (روسيا) "من الواضح لنا أن مشروع قرار غير موات للبنان ينبغي ‏عدم تبنيه...سيؤدي ذلك الى اطالة الصراع والعنف."‏

واضاف تشوركين الذي تملك بلاده حق النقض بمجلس الامن "الجهود تبذل..ونحن ‏مشاركون فيها لجعل هذه المسودة اكثر قبولا بالنسبة للبنان. من الصعب التبنؤ بمتى ‏سيحدث ذلك.. متى سيتم التوصل لصياغة صحيحة يوافق عليها الجانب الاسرائيلي."‏

وخلال اجتماع عقد يوم الاثنين في بيروت ايد 17 من وزراء الخارجية العرب التعديلات ‏التي اقترحتها الحكومة اللبنانية على المسودة لتتضمن سحبا سريعا بعد هدنة لنحو عشرة ‏الاف جندي اسرائيلي من جنوب لبنان يحاولون القضاء على قدرات حزب الله الصاروخية.‏

وقال فؤاد السنيورة رئيس وزراء لبنان يوم الاثنين وهو يذرف الدموع إن القرار الاصلي ‏لن يفعل الكثير لوقف العنف الذي اودى بارواح ما لا يقل عن 979 لبنانيا وشرد نحو 900 ‏الف. وذكر وزراء عرب ان مشروع القرار بصيغته الحالية يبدو متحيزا لاسرائيل إذ لا ‏يحدد جدولا زمنيا واضحا لانسحاب اسرائيل من لبنان. وفي الوقت الذي يدعو فيه حزب ‏الله الى وقف جميع الهجمات على الفور فانه يدعو اسرائيل الى ان توقف فورا "جميع ‏العمليات العسكرية الهجومية."‏

وقتل ما لا يقل عن مئة مدني وجندي اسرائيلي في الصراع. وترفض اسرائيل الانسحاب ‏من لبنان الى ان تصل القوة الدولية ويفرج عن جنديين اسرهما حزب الله يوم 12 يوليو ‏تموز. وقام طارق متري القائم باعمال وزير الخارجية اللبنانية باطلاع كوفي عنان الامين ‏العام للامم المتحدة على قرار الحكومة اللبنانية ارسال 15 الف جندي الى منطقة الجنوب ‏التي يسيطر عليها حزب الله. وقال متري ان هذه الخطة يجب ان يواكبها انهاء القتال وبدء ‏الانسحاب الاسرائيلي حتى يتمكن الجيش اللبناني بعد سنوات طويلة من القيام بواجبه ‏ومسؤوليته لبسط سلطة الحكومة اللبنانية على كل اراضي لبنان.‏

وذكر دبلوماسيون ان من المرجح ان تتضمن اي نسخة معدلة من مشروع القرار عرض ‏لبنان ارسال جنود الى الجنوب. ووصف جون بولتون مندوب واشنطن لدى الامم المتحدة ‏البيان اللبناني بانه "ايجابي للغاية" وقال انه ومندوب فرنسا لدى الامم المتحدة جان مارك دو ‏لا سابليير يعملان على ادخال تغييرات محتملة على مسودتهما بناء على اعلان لبنان.‏

وقال المندوب الفرنسي للصحفيين "يتعين علينا ان نصغي لما يحدث هناك."‏

 

 استسلام متأخر لحسن نصرالله‏

أحمد حار الله – السياسة:  الذي تم التوافق عليه داخلياً وعربياً وهو تحييد لبنان عن ‏الصراعات تحت أي شعار, ونشر قوات الجيش اللبناني في الجنوب بعديد خمسة عشر ألف ‏جندي, كان يمكن التوصل إليه من زمان بعيد لولا إمعان »حزب الله« في إضعاف الدولة ‏اللبنانية, ولولا النظام السوري, قبله,الذي صادر الدولة وحل محلها, وجعل من بعض رجالها ‏أحجار شطرنج يتلاعب بها بأصابعه. ثم إن هذا التوافق, كان بإمكانه تجنيب لبنان الكارثة ‏التي حلت به وبشعبه, لكن مهب المصالح الإيرانية السورية لم يكن يسمح به, وكان في ‏أجندته ما يستوجب تخريب هذا البلد, وإثارة الفتنة المذهبية فيه, وهي الأهداف التي تتقاطع ‏مع مصالح إسرائيل بشكل مذهل. الآن, وبعد خراب البلد وتشرد الناس واستشهادهم, يأتي ‏‏»حزب الله« ويعلن استسلامه للحكومة اللبنانية, وموافقته على قرارها إرسال قوات الجيش ‏إلى الجنوب وانتشاره في المنطقة الممتدة من الليطاني وحتى الخط الأزرق الحدودي... هذه ‏الموافقة كان يجب على نصرالله أن يعطيها من زمان للدولة إما عبر طاولة الحوار الوطني ‏أو عبر الدعوة لتطبيق اتفاق الطائف. هل كان على نصرالله أن يواجه الهزيمة, في مغامرة ‏أخطأ في وضع حساباتها, وتوقع نتائجها, حتى يقبل بانتشار الجيش الشرعي, ويسلم بهزيمته ‏له, ولا يقول هزيمة بل نكسة? ألم يكن من الأفضل له لو سمع للعقلاء والحكماء وجنب بلده ‏كل هذا الخراب,ووفر على أبناء شعبه كل هذا الموت?‏

هذه الأسئلة تجرنا إلى الفكر الأصولي الذي يقود »حزب الله«, والذي يجيز له, ووفق سلطة ‏إلهية, أن يكفر كل من اختلف معه, وأن يخون كل من خالفه في السياسة والتفكير.‏

أصولية هذا الحزب التي تسمح له باحتكار الحقيقة, كونه يحوز على تفويض سماوي, كما ‏يعتقد, جعله يغرد خارج السرب الوطني اللبناني, معتبراً أن انفراده بالقرار خارج الإجماع ‏لايعني إلا إقصاء للكافرين وتعزيزاً لصفوف المؤمنين, والذين هم في العادة المنضوون ‏تحت الأعلام الصفراء للحزب, وليس تحت الأعلام الأخرى وإن كانت أعلام الأنبياء ‏والتابعين.‏

‏»حزب الله« الآن اقترف فعلته ويحاول أن ينسل بعيداً عن الأعين, علماً أن إسرائيل التي ‏ادعى قتالها لم تعترف بوجوده وقالت إنها تحارب إيران وسورية في جنوب لبنان.‏

الإرهاب الفكري الذي يمارسه الأصوليون باسم احتكار الإيمان والإسلام والعروبة, هو ‏الذي يلفظ أنفاسه الأخيرة في لبنان, وبالتالي فإن تخوين المختلف مع الأصولي سيتوقف.‏

إن الإرهاب الفكري أصبح أمراً تجاوزه الزمن, ويقع خلف الظهور. نحن الآن نعيش ‏بهوامش حرية لم تكن موجودة أيام الهزيمة سنة ,1967 وأيام الدكتاتوريات الحاكمة باسم ‏الأصولية العروبوية التي كان تخوين ما عداها أسهل من شرب كأس من الماء. الناس هذه ‏الأيام بدأت تقول آراءها بحرية وبلا خوف, ومن أصاب منها اعتز برأيه, ومن أخطأ ‏اعترف بصوابية رأي غيره واحترمه. وما يؤشر على هذه الحقائق الجديدة ووجودها ‏الخطاب التاريخي الصريح لرئيس وزراء لبنان فؤاد السنيورة الذي ألقاه في جمع وزراء ‏الخارجية العرب الذي التأم في بيروت قبل يومين تحت القصف الإسرائيلي... السنيورة قال ‏صراحة ما يريد أن يقوله كل الشعب اللبناني وكل العرب الذين رفضوا معه وصاية ‏الأصولية العروبوية السخيفة, والإرهاب الفكري الذي تمارسه على الآخرين تحت مسمى ‏إكليريكي قومي انتهى زمانه... الوحيدون الذين رفضوا خطاب السنيورة كانوا أتباع ‏الأصوليتين الدينية والقومية إيران وسورية و»حزب الله«, وقد تلقى ممثلهما وزير الخارجية ‏السوري وليد المعلم الردع الكافي عندما طالب بالإشادة بمقاومة »حزب الله« فقيل له من ‏قاوم هو كل شعب لبنان, وهذا الشعب هو الذي يستحق الإشادة.‏

جيد أن القادة العرب لم يقعوا في خطأ الحساب كما وقع »حزب الله«, ولم يحقنوا الشارع ‏بجرعات الحماس الكاذب, ولم يعدوه بمعارك لم يستعدوا لها, أو بأعمال طائشة ليس هذا ‏وقتها وأوانها.‏

بكل ثقة نقول إننا نعيش أوقات غروب الأصولية, ومشارفة رجالها من جماعات الإرهاب ‏الفكري الديني والقومي على النهاية, بعد أن انكشفوا وانكشفت تجارتهم, وما كانت إلا تجارة ‏بالدم وبأراضي الأوطان, وكانوا في طليعة من وافق على انتشار قوات الجيش الشرعي في ‏الجنوب اللبناني, وكانوا قبل انتكاستهم يتخايلون بقوتهم وينفشون ريشهم كما تفعل الطواويس ‏الغبية.‏

 

الوزير متري خلال جلسة مجلس الأمن الدولي: القرار المطروح يترك لبنان ‏معرضا لرغبات اسرائيل وعلى الجيش الاسرائيلي أن ينسحب خلف الخط ‏الأزرق

وطنية- 8/8/2006 (سياسة) انعقدت عند الحادية عشرة من مساء اليوم في نيويورك جلسة ‏مجلس الأمن الدولي للبحث في مشروع القرار المطروح على مجلس الأمن بشأن الوضع ‏في لبنان. وألقى وزير الثقافة وزير الخارجية بالوكالة الدكتور طارق متري كلمة خلال ‏الجلسة وفي ما يلي الترجمة غير الرسمية للكلمة: "لقد جئنا الى المجلس، المجتمع الدولي، ‏طالبين وقفا فوريا وشاملا لاطلاق النار ومنذ 27 يوما طلبنا وقفا فوريا لإطلاق النار، إن ‏أكثر من 900 لبناني قد ماتوا، وقبل ذلك طلبنا وقفا فوريا لإطلاق النار، وقبل أن يصاب ‏أكثر من 3000 بجراح من المدنيين, طلبنا وقفا لاطلاق نار فوري، وهناك مليون لبناني ‏ينامون على الأرض في المدارس والمباني العامة، لأن بيوتهم لم تعد قائمة، ومنذ ثمانية أيام ‏وفي ظلال مذبحة قانا ناشدناكم مرة أخرى العمل على وقف فوري وشامل لإطلاق النار، ‏ونحن نجتمع اليوم في ظل مزيد من المذابح، أخطاء كما تسميها اسرائيل، وكما تطلق على ‏جرائمها ضد المدنيين، منهم 28 من عمال الزراعيين في القاع، ويوم أمس وفقا لآخر تعداد ‏‏38 مدنيا في منطقة الشياح وهي منطقة سكنية في بيروت، وأنا أقتبس من تقرير أطلقته ‏منظمة "هيومن رايتس ووتش" ان نمط الهجمات خلال الهجوم الاسرائيلي على لبنان يوحي ‏بأن جوانب الفشل لا يمكن تفسيرها مجرد حوادث، ان مدى هذا النمط وخطورته والآثار ‏المرتبة عليه تشير الى ارتكاب جرائم حرب "هيومن رايتس ووتش 2006 المجلد 18 رقم ‏‏3 اي". تلقينا مشروع القرار الفرنسي الاميركي و نعترف بالجهود التي قدمها الكثير منكم ‏أصحاب السعادة للتوصل الى اتفاق,

نحن نعترف بعزمكم من أجل إنهاء العنف ونحن نقدر ‏تصميمكم وعزمكم لإنهاء العنف، وأنا أقدر بالفعل القلق الذي عبر عنه المجتمع الدولي ‏بشأن مستقبل لبنان ودعم ديمقراطيتنا وحكومتنا ومحاولاتها لكي توفر إطارا للسلام ‏والاستقرار، للأسف مشروع القرار ليس فقط هو حق في تلبية مطالبنا الشرعية وحسب ‏ولكنه ايضا ربما لم يقدم النتائج التي يأمل المجتمع الدولي بالتوصل اليها، ونحن طالبنا وقف ‏إطلاق نار فوري ولكن الأمر استغرق وقتا طويلا وهو ليس بالفعل وقفا فوريالإطلاق النار، ‏ولا وقف لإطلاق النار، مشروع القرار يطالب بوقف العمليات العسكرية ووضع مبادىء، ‏بعض هذه المبادىء يؤكدها لبنان ويتبناها، ولكن الوضوح الأكثر هو مطلوب بشأن قضايا ‏أخرى وهذا الوضوح جوهري للبنان، مشروع القرار يدعو الى وقف هجمات من قبل حزب ‏الله واسرائيل ايضا ان توقف كل الهجمات (وعملياتها الهجومية).

نتم تعلمون ان اسرائيل ‏لم تقر بأن أعمالها في لبنان كانت أي شيء ما عدا دفاعية، كل الحروب التي أطلقتها ‏اسرائيل ضد دولتنا وبلادنا أطلقت عليها عمليات دفاعية عن النفس، وفي هذا السياق اذا ان ‏القرار يترك لبنان معرضا لرغبات اسرائيل، كيف يمكن أن يكون مجديا هذا القرار وكيف ‏لهذا القرار أن يوفر وقفا للأعمال العسكرية وبالفعل يحمل الخطر والمخاطرة باستمرار ‏العنف والدمار ليكون مجديا على اسرائيل أن تبدأ بالانسحاب وبشكل فوري من الأراضي ‏اللبنانية لا يجب تأجيل هذا الأمر، القوات اللبنانية المسلحة وبمساعدة الأمم المتحدة يجب أن ‏تنتشر في لبنان بما في ذلك المنطقة بين الخط الأزرق ونهر الليطاني، الحكومة تعيد ‏تأكيدها، وحكومتنا تعيد تأكيدها على استعداديتها الفورية لنشر الجيش اللبناني وقوامه ‏‏15000 جندي الى الجنوب، كما ان الجيش الاسرائيلي عليه أن ينسحب خلف الخط ‏الأزرق، وتعبر ايضا عن جاهريتها لطلب المساعدة لقوات إضافية لكي تعزز قوة الأمم ‏المتحدة. كل هذا على أساس الخطة ذات السبعة بنود التي أقرها مجلس الوزراء اللبناني ‏بالاجماع، وأكرر بالاجماع ، اضافة الى ذلك يجب أن تحرك جديا الى الامام قضية مزارع ‏شبعا هو أمر جوهري لحل سياسي دائم وشامل، علينا أن نكون صريحين، كان هناك ‏إشارات بأن المجتمع الدولي جاهز للتحرك في هذا الاطار ولكن النص الذي أمامنا لا يعكس ‏بشكل كاف إشارات كهذه وجهوزية كهذه، شعبنا بحاجة الى تأكيد واضح من المجتمع ‏الدولي ان حدودنا يجب أن تكون واضحة، نحن لسنا بحاجة الى أن نتحدث عن سجل ‏اسرائيل وعدم التزامها بقرارات مجلس الأمن، منذ انسحابها عام 2000 اسرائيل لم تحترم ‏سيادة لبنان وبشكل مستمر وتتجاهل الخط الأزرق. اذا لبنان يعبر مرة أخرى عن احترامه ‏للقرارات الدولية وحكومتنا ايضا تعيد التأكيد على احترام حرية لبنان ووحدة ترابه وسيادته، ‏نحن وضعنا امامكم ما نعتقد انه هو المتطلبات الضرورية التي ستمكن حكومتنا لكي نحافظ ‏على وحدتنا الوطنية كشعب وان ندافع عن حقوقنا وان نعيش في سلام وان نعيد بناء دولتنا ‏المدمرة للتوصل الى هذه الألويات وهذه الأهداف، نحن بحاجة الى دعمكم المستمر ‏وتعاونكم ايضا". رد على المندوب الاسرائيلي ورد الوزير متري على كلمة المندوب ‏الاسرائيلي وقال: يؤلمني أن أسمع الاشارة الى الانجيل والى صور وهي مدينة الآن مدينة ‏خراب، صور تقصف وتقصف بشدة تقريبا بدون انقطاع في الأيام العشرة الأخيرة.

الملك ‏حيرام ملك صور أرسل شجر الأرز أو خشب الأرز للبناء ولكن الاسرائيليين يدمرون ‏صور الآن ويؤلمني أن أسمع الاشارة الى صور في هذا الوقت، الحملة ضد الارهاب كما ‏يود الاسرائيليون أن يسموا حربهم الشاملة ضد لبنان نظرا اليها ونشعر بها وأحس بها ‏اللبنانيون كأعمال فظيعة ومن خلال الرغبة في تدمير البنية التحتية للارهاب كما سمعنا ‏البنية التحتية للبنان التي دمرت والآن كلكم تعرفون في هذا المجلس الموقر ان في القانون ‏الدولي هناك مبدآن يتعلقان بالمدنيين، مبدأ التمييز ومبدأ التناسب، وأخشى ان هذين المبدأين ‏وبشكل منهجي انتهك منذ الثاني عشر من تموز، على العموم أنا هنا وسوف أختتم بهذه ‏الكلمات أنا موجود هنا ونحن جميعا موجودون هنا للعثور على مخرج واقتراح حكومتي ‏اقتراح الأمس هو خيار حي ويجب النظر اليه على أنه خيار حي وهو يسمح بإيقاف ‏الأعمال العدائية بشكل فعال ويؤدي الى وقف إطلاق النار ويعبد الطريق للمضي قدما الى ‏الأمام سيدي الرئيس، ويفتح الطريق باتجاه حل دائم، وآمل أن هذه الفرصة وان هذا الخيار ‏لا يتم تجاهله".‏

 

إيران ترسل الأحوازيين للقتال في لبنان كمرتزقة

‏ »السياسة«-خاص: كشفت مصادر في المعارضة العربية الأحوازية أن سلطات النظام ‏الايراني تسعى إلى ارسال شبان أحوازيين للقتال في لبنان كمرتزقة إلى جانب »حزب الله« ‏نظراً لكونهم يتحدثون اللغة العربية. وقال »المركز الاعلامي للثورة الاحوازية« في بيان ‏تلقت »السياسة« نسخة منه امس أن السلطات في طهران دعت الشبان العرب الاحوازيين ‏إلى التوجه للقتال في لبنان مقابل 80 مليون ريال (7500 دولار اميركي) تدفع لهم سلفا ‏كونهم يتحدثون اللغة العربية وهو ما سيجعل تمييزهم عن مقاتلي الحزب اللبناني أكثر ‏صعوبة من زملائهم الايرانيين الموجودين هناك فعلا. وأضاف البيان ان الجنود الاحوازيين ‏الذين يخدمون في قوات الحرس الثوري الايراني (الباسدران) قد طلب اليهم الالتحاق بفرق ‏المرتزقة. وأوضح المركز الاعلامي الاحوازي ان الشبان العرب في (الباسدران) ‏يتعرضون للتهديد بارسالهم إلى مناطق مضطربة داخل الجمهورية الاسلامية مثل بلوشستان ‏أو كردستان ايران ما لم يثبتوا ولاءهم واستعدادهم للتضحية من اجل الجمهورية ونظامها ‏الاسلامي ويقوموا بقمع التظاهرات في اقليم الاحواز نفسه. وحذر البيان من ان هذه ‏المحاولات ترمي إلى ضرب الاحوازيين بعضهم بعضا وتشويه صورتهم لدى الدول العربية ‏واظهارهم كمرتزقة يقاتلون من اجل المال.‏

 

خبير بريطاني: الذخيرة غير المتفجرة تمثل مشكلة كبيرة للبنان

بيروت - د.ب.أ: أعلن خبير بريطاني متخصص في إبطال مفعول المتفجرات أن قرابة 8 ‏آلاف من الذخيرة غير المتفجرة قد سقطت على لبنان منذ بدء الصراع الحالي.‏

وقدر ستيف بيرستلي مدير قسم المشاريع الدولية بالمجموعة الاستشارية لنزع الألغام أن ‏قرابة 300 من الذخيرة غير المتفجرة قد سقطت على لبنان مع كل يوم منذ بدء الصراع ‏الحالي. وقال إن تلك المتفجرات, التي تضم قنابل عنقودية وقذائف مدفعية وهاون, قد تؤدى ‏إلى سقوط عدد كبير من الضحايا. وقال بيرستلي في تصريحات من بيروت لوكالة برس ‏أسوسيشن البريطانية »إن مراقبي الأمم المتحدة في منطقة الحدود سجلوا سقوط ثلاث آلاف ‏قذيقة يوميا, من بينها قذائف مدفعية وأخرى تطلق من البحر«.‏

وأضاف »نحن نعلم أن قرابة 10 في المئة من تلك القذائف ستصاب بعطل فني وعلى ‏رأسها القنابل العنقودية«. ويتوقع أن يتوجه بيرستلي وفريقه إلى الجنوب اللبناني بمجرد ‏الاتفاق على وقف إطلاق النار للمساعدة في رفع الألغام من المنطقة. وقال إنه يعلم من ‏خبرته السابقة أن النازحين بعيدا عن مناطق الصراع يعودون إلى بيوتهم سريعاً بعد ‏الإعلان عن وقف إطلاق النار, مشيراً إلى أنه وفريقه بحاجة للوصول إلى موقع الأحداث ‏في أسرع وقت ممكن وأضاف قائلاً »كلما أسرعنا كان ذلك أفضل حيث إن كل لغم يرفع ‏يعني إنقاذ حياة شخص ما أو أحد أطرافه«, ولكن مع وجود ذخيرة عنقودية فإن ذلك يعني ‏إنقاذ العديد من الأشخاص. وتعمل الحكومة اللبنانية مع الأمم المتحدة والمجموعة ‏الاستشارية لنزع الألغام على وضع خطة عمل طارئة للتعامل مع أسوأ المشكلات التي قد ‏تطرأ بعد أن يتم الاتفاق على وقف إطلاق النار.‏

‏ ‏

قوى "14 آذار" تتساءل عن سر موافقة لحود   المفاجئة وتدعو إلى توضيح ‏جميع النقاط/ السنيورة اطلع عنان على قرار حكومته والأكثرية تطالب "حزب ‏الله" بتسليم إمكاناته إلى الدولة

‏ بيروت - "السياسة": أشاع قرار الحكومة اللبنانية إرسال الجيش اللبناني إلى الجنوب فور ‏انسحاب الجيش الإسرائيلي من المناطق التي احتلها ارتياحاً واسعاً في الأوساط السياسية ‏اللبنانية, لكونه يشكل تحولاً أساسياً في الموقف اللبناني في ضوء الإعتراضات الكبيرة التي ‏كانت تواجهها خطوة من هذا النوع من جانب فئات أساسية في لبنان كرئيس الجمهورية ‏أميل لحود وحلفاء سورية في لبنان وفي مقدمهم "حزب الله" وحركة "أمل".‏

واعتبرت مصادر سياسية أن موافقة وزراء "حزب الله" وحركة "أمل" في الحكومة على هذا ‏القرار يشكل انعطافاً نوعياً في مواقفهم من هذه المسألة, بالنظر إلى حجم الضغوطات الهائلة ‏التي يتعرض إليها لبنان, وفي ضوء الخسائر البشرية والمادية الكبيرة للعدوان الإسرائيلي ‏المستمر منذ 12 يوليو الماضي.‏

وكان رئيس الحكومة فؤاد السنيورة وفور انتهاء جلسة مجلس الوزراء التي اتخذت القرار ‏بإرسال 15 ألف جندي إلى الجنوب أجرى اتصالاً هاتفياً مطولاً مع الأمين العام للأمم ‏المتحدة كوفي عنان وتم التداول في آخر التطورات الجارية على المستوى الدبلوماسي ‏وعلى وجه الخصوص قرار مجلس وزراء الخارجية العرب بإيفاد وفد ثلاثي إلى الأمم ‏المتحدة لشرح وجهة نظر لبنان, وطلب التعديلات على مشروع القرار الفرنسي الأميركي.‏

كما وضع السنيورة عنان في أجواء قرار مجلس الوزراء الاستعداد لإرسال 15 ألف جندي ‏إلى الجنوب فور انسحاب إسرائيل, وكان تداول في آفاق الإتصالات والاجتماعات المقبلة ‏في مجلس الأمن, وأبدى عنان ارتياحه واهتمامه لقرار الحكومة اللبنانية. ‏

إلى ذلك التقى وزير الخارجية والمغتربين فوزي صلوخ, سفير بريطانيا جيمس واط, ‏وعرض معه لتطورات الوضع ونتائج الاجتماع الاستثنائي لوزراء خارجية الدول العربية, ‏وقرار مجلس الوزراء ارسال الجيش الى الجنوب. بعد الاجتماع, قال السفير واط: "تبادلنا ‏الافكار حول وفد الجامعة العربية الذي توجه الى نيويورك, وشرح لي الوزير صلوخ مهمة ‏هذا الوفد الذي سيبحث ادخال تعديلات على مسودة مشروع القرار الفرنسي-الاميركي. ‏ونحن نتطلع الى الوقت القريب الذي سيحصل فيه وقف لاطلاق النار, وتسوية الوضعين ‏الاقتصادي والانساني في لبنان, وبريطانيا جاهزة لتلعب دورا اساسيا وسريعا لاعادة ‏القرويين الى منازلهم, والمساعدة في الجهود الانسانية التي تبذلها الامم المتحدة. وناقشنا ما ‏ننوي القيام به على اساس مطالب الحكومة اللبنانية. اتابع المناقشات حول اعادة الاعمار ‏التي سوف تبدأ قريبا. كان الاجتماع منتجا, واتفقنا على استئناف العمل من اجل التوصل ‏الى وقف فوري لاطلاق النار". ‏

وأشاد الرئيس أمين الجميل بقرار الحكومة اللبنانية نشر الجيش في الجنوب, معتبراً أنه ‏تاريخي ويؤسس لمرحلة أمن واستقرار في الجنوب, ولفت إلى أن الولايات المتحدة ‏الأميركية أبدت كل تقدير لهذا القرار, والجميع منتظر هكذا مبادرة من قبل لبنان.‏

كما اعتبر الرئيس نجيب ميقاتي أن خطوة إرسال الجيش إلى الجنوب جيدة في هذا الظرف ‏بالذات, والأهم فيها أنها اتخذت بإجماع لبناني في مجلس الوزراء, وهذا الإجماع هو ‏المطلوب لأنه الأساس في إعادة إنهاض لبنان.‏

من جهته سأل النائب فؤاد السعد عضو اللقاء الديمقراطي هل كان كل ذلك ضروري لنشر ‏الجيش في الجنوب من بامكانه ان يفسر لنا لماذا لزم كل هذا الوقت, وكل هذا القتل والدمار ‏لاتخاذ قرار بارسال الجيش الى المكان الذي انشأ اساسا للتواجد فيه. وهل في امكان الرئيس ‏لحود مثلا ان يقول لنا كيف وافق فجأة على ارسال الجيش الى الحدود, وهو الذي يعرقل ‏هذا الارسال منذ سنوات معتبرا اياه خدمة للعدو الصهيوني وحرسا لحدوده". واضاف: "عار ‏علينا ان نكون قد تصرفنا كل هذه المدة بهكذا خفة وهكذا سخف. وهنا نسأل: هل يعني ‏هذان القراران ارسال الجيش وطلب الاحتياط, بان وافق الجميع على انهاء دور المقاومة, ‏وان دور حفظ الحدود اصبح يعود للجيش اللبناني دون سواه, وان دور لبنان يقتصر على ‏الحفاظ على ارضه وحدوه وليس على تحرير القرى السبع والقدس وفلسطين الا عندما ‏تجمع الدول العربية على ذلك تعلن جميعها الحرب على اسرائيل بدءا بسوريا? فنكون ‏عندئذ في طليعة المقاتلين, وهل يعني ذلك ان قرار الحرب والسلم اصبح محصورا بالدولة ‏اللبنانية فقط دون سواها, وانه لم يعد بعد الان سلاحا مع اي كان سوى مع الدولة اللبنانية"? ‏وختم بالقول: "يقتضي توضيح كل هذه الامور لكي لا ندخل في مرحلة جديدة غامضة, وان ‏يؤدي ذلك عاجلا ام اجلا الى خلافات وصراعات جديدة اقليمية وداخلية".‏

الى ذلك أبدت مصادر نيابية في قوى الأكثرية ارتياحها إلى النتائج التي خلص إليها ‏الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب في بيروت, من خلال دعم النقاط السبع التي ‏وضعها رئيس الحكومة فؤاد السنيورة ووافق عليها مجلس الوزراء, والتي أجمعت عليها ‏القمة الروحية في بكركي.‏

وقالت المصادر أن ما صدر عن الوزراء العرب يقوي موقف الحكومة اللبنانية ورئيسها ‏تجاه هذا الاعتداء الإسرائيلي التدميري, وتشير إلى أن هناك أملاً في التوصل إلى تعديل ‏بعض النقاط في المشروع الأميركي الفرنسي المطروح على مجلس الأمن, كذلك برز ‏الاهتمام الكبير عن الأخوة العرب من خلال السفر السريع إلى نيويورك لشرح وجهة نظر ‏لبنان.‏

وحول عدم ذكر تقديم مساعدات مالية للبنان لإعادة إعمار ما خلفه العدوان الإسرائيلي على ‏لبنان تقول المصادر إلى أن الأهم الآن هو وقف العدوان لحماية البنية التحتية وحياة ‏المدنيين, والحد من المجازر الإسرائيلية اليومية, ومن غير المستبعد أن تعقد اجتماعات ‏عربية لاحقة لتقديم مساعدات مالية عاجلة إلى لبنان بعد توقف العدوان.‏

وفي ردها على كلام وزير الخارجية السورية وليد المعلم الذي أشار إلى أنه جاء إلى لبنان ‏لفتح صفحة جديدة قالت المصادر أن الكرة في الملعب السوري, وعلى دمشق أن تبادر إلى ‏الاستجابة لمقررات مؤتمر الحوار الوطني وأن تعمل على ترسيم الحدود مع لبنان ومن ‏بينها مزارع شبعا وتقيم علاقات دبلوماسية مع لبنان, كذلك تساعد في حل قضية السلاح ‏الفلسطيني خارج المخيمات والذي هو سلاح سوري, ومتى استجابت سورية لهذه المطالب ‏وأوقفت تدخلها في الشؤون اللبنانية, فإن الحكومة اللبنانية هي الأخرى مستعدة لفتح صفحة ‏جديدة مع دمشق على أساس الاحترام المتبادل.‏

وفي سياق متصل رأت المصادر أن ما تضمنته كلمة رئيس الحكومة فؤاد السنيورة في ‏مؤتمر وزراء الخارجية بأنه تجسيد فعلي لإرادة اللبنانيين في التعبير عن الحياة بكرامة ‏وحرية وسيادة, وأن الإجماع الذي صدر عن المؤتمر بالنسبة للإجماع اللبناني على خطة ‏الرئيس السنيورة من شأنه أن يقوي الموقف اللبناني في مواجهة الضغوطات التي يتعرض ‏إليها لبنان حالياً. وتمنت المصادر على "حزب الله" أن يسلم إمكاناته للدولة اللبنانية وأن ‏يفوضها تفويضاً كاملاً لناحية بسط سلطة الدولة على كامل أراضيها وأن تكون صاحبة ‏الحق الحصري في حمل السلاح على أراضيها وألا يشاركها أحد في ذلك.‏

 

بوش يرفض الحديث مباشرة  مع سورية وإيران بشأن لبنان

واشنطن-أ.ف.ب: يصر الرئيس الاميركي جورج بوش على المرور عبر حلفائه للتواصل ‏مع سورية او ايران رغم الانتقادات التي تعتبر ان الولايات المتحدة تدفع حاليا في لبنان ‏ثمن سنوات من سياسة خارجية اعتمدت على الايديولوجية اكثر منها على البراغماتية.‏

ويرى الكثير من الخبراء والمسؤولين الاميركيين السابقين منذ بدء النزاع بين اسرائيل ‏وحزب الله اللبناني ان رفضه الحوار مع "دول مارقة" او منظمات متهمة بالارهاب في ‏الشرق الاوسط يكلف غاليا ليس الولايات المتحدة فحسب بل المنطقة ايضا. ‏

ويقول بلال صعب من مؤسسة بروكينغز "الثمن الاكثر وضوحا هو استمرار النزاع" الذي ‏‏"كان بالامكان ان ينتهي سريعا لو ارسلت الولايات المتحدة موفدا رفيع المستوى الى دمشق ‏او طهران" مقرا في الوقت ذاته ان هذا ضرب من خيال. ‏

وجدد بوش الاثنين موقفه الصارم والجازم من هاتين الدولتين قائلا "ثمة سبيل امام هاتين ‏الدولتين والقرار عائد اليهما". ‏

وتعتبر الادارة الاميركية ان حزب الله مسؤول عن النزاع الحالي وان سورية تحاول تخفيف ‏الضغط الدولي الذي يمارس عليها وايران هي مزود الحزب الشيعي اللبناني الرئيسي ‏بالاسلحة وقد تكون أثارت النزاع لتحويل الانتباه عن نشاطاتها النووية وتأكيد دورها ‏كلاعب كبير في المنطقة. ‏

ولا تقيم الولايات المتحدة علاقات ديبلوماسية مع جمهورية ايران الاسلامية منذ العام ‏‏1980. اما بالنسبة لسورية فهي لم تقطع علاقاتها رسميا بها لكنها استدعت سفيرها في ‏دمشق بعد اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري. ويرى الكثير من الخبراء ‏ان ارساء السلام سيكون شائكا في حال عدم اشراك الايرانيين والسوريين. ‏

وقال فلينت ليفيريت المسؤول السابق في ولاية بوش الرئاسية الاولى في تصريحات نشرتها ‏اخيرا صحيفة "واشنطن بوست" ان "الولايات المتحدة لا تملك قنوات ديبلوماسية فاعلة ‏لادارة الوضع (في لبنان) ناهيك عن ايجاد حل له". ويتهم مساعد وزير الخارجية سابقا ‏ريتشارد ارميتاج وهو آخر مسؤول اميركي رفيع المستوى زار دمشق في 2005 ‏الديبلوماسية الاميركية بانها اصبحت "خمولة بعض الشيء" لانها لا تقبل الحديث الا مع ‏اصدقائها. ‏

ويقول ريتشارد هاس رئيس مجلس "كاونسل اون فورين ريليشين" "اظن ان هذه الادارة ‏ترتكب خطأ بمحاولتها عزل سورية. النظام السوري ليس هشا وقيام الولايات المتحدة بعزله ‏لن يؤدي الى سقوطه" مشيرا الى ان سورية سبق لها وتعاونت مع الولايات المتحدة. ‏

اما بالنسبة لايران فيرى هاس وهو ايضا مسؤول سابق في ادارة بوش الاولى ان "وصول ‏ايران الى مصاف القوى الكبرى الفعلية في منطقة تمتلك فيها الولايات المتحدة مصالح ‏حيوية" امر غير مستحب "لكنه واقع". ويعتبر ان على واشنطن ان تعرض الحوار على ‏طهران من دون شروط مسبقة. ‏

ويرد ستيفن هادلي مستشار الرئيس الاميركي لشؤون الامن القومي بقوله ان الولايات ‏المتحدة تعتمد في ذلك على المجتمع الدولي وحلفائها كالاتحاد الاوروبي وفرنسا والمملكة ‏العربية السعودية ومصر موضحا "مقاربتنا تشتمل على اقناع المجتمع الدولي واكبر قدر ‏ممكن من الدول بتوجيه الرسالة نفسها". ‏

وردا على الذين يعترضون ويقولون ان ايران وسورية تنتظران مكافأة للاذعان للشروط ‏الدولية يقول هادلي "ايريدون ان تعزلهم الاسرة الدولية اكثر فاكثر? ايريدون ان تصدر في ‏حقهم اجراءات مالية وفي النهاية عقوبات دولية?" ‏

ويقول بلال صعب "لا ارى كيف يمكن للادارة الحالية ان تتحدث الى سورية وايران". ‏ويعتبر ان عرض الحوار المشروط الذي اقترحته واشنطن على ايران بشأن ملفها النووي ‏ليس سوى مناورة. ‏

ويرى ان بوش يعتمد منذ 11 سبتمبر 2001 "سياسة تحول" فقد اتخذ الرئيس الاميركي ‏ومساعدوه "تعهدا ايديولوجيا بشن ما يعتبرونه حربا على الارهاب ولا يرون سبيلا آخر ‏لتحقيق ذلك الا عبر عزل ايران وسورية". ‏

 

 

النائب اللبناني طالب الولايات المتحدة بأن تكون أكثر حزما مع إسرائيل لوقف العدوان

 وائل أبو فاعور لـ "السياسة": الشرق الأوسط الجديد لن يولد بدماء الأبرياء

 بيروت ¯ من منى حسن: السياسة

كشف عضو اللقاء الديمقراطي النائب وائل ابو فاعور ان الاميركيين لا يستطيعون ان يعلنوا عن اي نظام جديد في ظل الصراعات القائمة في المنطقة.

وقال في حوار ل¯"السياسة": لا يمكن ان يولد لا شرق اوسطي جديد ولا شرق اوسطي قديم بدماء الشهداء الابرياء. وان الشرق الاوسط لن نراه جديدا الا بعدما تحل كل القضايا العربية واللبنانية والفلسطينية والعمل على عودة اللاجئين الفلسطينيين الى ديارهم. وان الشرق الاوسط الجديد لن يولد والمنطقة بأسرها تعيش هزات وزلازل على كافة المستويات, مؤكدا ان الحرب الاقليمية مستبعدة جدا, لان لبنان هو الساحة نفسها في الحرب وطالما انه يدافع عنها, كما ان المصالح السياسية المتشابهة لا تنزه ايران عن المصالح الاقليمية.

وطلب من الولايات المتحدة الاميركية ان تكون اكثر حزما مع اسرائيل لوقف اطلاق النار بضرورة اعترافها بانها غير قادرة على تحقيق اي انجاز عسكري في لبنان.

وقال: يمكن للعدوان الاسرائيلي ان يطال مدينة بيروت, الان البعض يريد اغراق لبنان من اجل حسابات اقليمية ¯ ايرانية ¯ سورية. فلا يجب ان يكون لبنان ساحة او ملعب لتصفية الحسابات.

وفيما يلي نص الحوار:

من يحمي لبنان من المجازر الاسرائيلية المتكررة خصوصا بعد مجزرة قانا الثانية?

ان مجزرة قانا الثانية هي برسم العالم بأسره من دون استثناء ونقول لاسرائيل ان ما تقوم به لن يؤدي بها الى الاستقرار والى السلام الذي يتحدثون عنه وعليها ان تعيد النظر في حساباتها جيدا, خصوصا بعد المجزرة التي ارتكبتها بحق الاطفال والنساء والتي هزت العالم باسره والذي عليه استنفار كل امكانياته الديبلوماسية والسياسية والمالية لكي ينقذ لبنان من المرحلة الحرجة التي يمر بها وهي خطيرة واضحة المعالم والاهداف والابعاد والخطط التي يريد ان ينفذها الاسرائيلي على ارض لبنان. ونحن نستصرخ الضمير في هذا العالم ان يتخذ القرار بالوقف الفوري لاطلاق النار.

هل يستطيع لبنان ان يتحمل تنفيذ المخطط من اجل ولادة شرق اوسطي جديد, خصوصا وان وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس قالت في عدة مقابلات لها اننا سنصل الى شرق اوسطي جديد?

لا يمكن ان يولد لا شرق اوسطي جديد ولا شرق اوسطي قديم بدماء الشهداء الابرياء والاطفال الذين دمرت المنازل فوق رؤوسهم. ان الشرق الاوسط الجديد يولد عندما تحل كل القضايا العربية واللبنانية والفلسطينية ويصار الى العمل على عودة اللاجئين الفلسطينيين الى ديارهم, ان الشرق الاوسط الجديد لن يولد ومنطقة الشرق الاوسط تعيش هزات وزلازل على كافة المستويات. فكيف يمكن ان يولد شرق اوسطي جديد من الدماء, ومن الخوف والهلع والدمار? وكيف يمكن ان يولد الشرق الاوسط الجديد عبر العدوانية والاجرام والارهاب والقتل الجماعي ضد المدنيين والابرياء في الجنوب وخارجه والاميركيون لا يستطيعون ان يعلنوا اي نظام جديد في هذه الصراعات.

هل نحن مقبلون على حرب اقليمية, خصوصا بعد الاستنفار الذي شهدته الجبهة السورية?

لا اتصور اننا مقبلون على حرب اقليمية, لان لبنان اصبح ساحة للصراعات الاقليمية والدولية لماذا سورية تريد ان تغرق نفسها في الحرب, طالما ان لبنان يحارب عنها اليوم? وربما المصالح السياسية المتشابكة لا تنزه ايران عن المصالح الاقليمية وكانه لا يوجد هناك ملف نووي ايراني يطرح على بساط البحث السياسي, وهناك ضغوطات وتجاذبات وقد تم قبل يومين احالة الملف النووي الايراني الى مجلس الامن الدولي. وكانه لا يوجد ازمة اميركية ايرانية وازمة غربية ايرانية, ان المساة ليست بهذا البساطة. واقول رغم هذه التشابكات والمصالح الكبرى ورغم اجرامها فان اسرائيل تتعرض اليوم لنكسة كبرى, لقد كان الموقف الاسرائيلي وقحا جدا والى اقصى الدرجات وهي غير قادرة على تحقيق انجازات. فاسرائيل هزمت ولم تستطع حتى الان تحقيق اي انجاز عسكري ومن يقرا مشاهدات من النخبة في الجيش الاسرائيلي يرى ان معنويات الجيش الاسرائيلي اصبحت في الحضيض, وهو على يقين ان العمليات العسكرية البرية غير قادرة على تحقيق اي انجازات.

لماذا فشلت وزيرة الخارجية الاميركية حتى اليوم في ارغام اسرائيل على وقف اطلاق النار?

يجب على الولايات المتحدة الاميركية ان تكون اكثر حزما مع اسرائيل لوقف اطلاق النار, لان التصعيد لم يعد مقبولا ويجب على واشنطن ان تجبر اسرائيل على الاعتراف بانها غير قادرة على تحقيق اي انجاز عسكري في لبنان. ان اسرائيل يجب ان تعترف بفشلها العسكري في القضاء على "حزب الله" لانه لم تستطع سوى الاعتداء على المدنيين الابرياء.

ما المدة الزمنية المتبقية لانهاء العملية العسكرية? وهل اصبحت قريبة?

انا اعتقد ان الازمة لا تزال طويلة, لان التشابك الاقليمي كبير والصراعات الدولية معقدة وما نريده هو موقف عربي ودولي واقليمي واضح من اجل وقف اطلاق نار فوري وشامل بعيدا من اي تشابك وصراعات اقليمية, كما يحصل الان.

هل تعتقد ان العدوان الاسرائيلي سيطال بيروت وبقية المناطق?

ان اسرائيل هي عدوة للبنان ويمكن ان تطال اي شيء بعدوانها الكبير, وهذا الامر ليس بجديد, خصوصا وان الصراع الدائر في لبنان لم يعد صراعا بين المقاومة واسرائيل, بل ان هناك من يريد اغراق لبنان من اجل حسابات اقليمية ايرانية ¯ سوية واليوم لم يعد يخفى على احد استفادة سورية من هذا العدوان, كل دولة تريد ان تجري صراعا على ارض لبنان من اجل المزيد من المكاسب السياسية, وهذا ما لا نقبل به فلا يجب ان يكون لبنان ساحة او ملعب لتصفية الحسابات على الاطلاق.

الجيش الاسرائيلي اعلن انه سيقوم بانشاء منطقة عازلة, ما هو ردك على هذه العملية?

ان اسرائيل على المستوى العسكري قد فشلت فشلا ذريعا, وكل الحملة المدنية تحولت الى قتل المدنيين وتدمير البنى التحتية واعتقد ان اسرائيل فجرت كل حقدها التاريخي على لبنان, ان الاحتلال الاسرائيلي حاقد على لبنان, لانه يحتضن المقاومة والاحتلال الاسرائيلي حاقد على لبنان في التنوع وفي الديمقراطية في الحريات, ان الاحتلال الاسرائيلي حاقد ايضا على لبنان من خلال النهوض الاقتصادي والعمراني فهي فجرت كل حقدها, ولكنها غير قادرة على تحقيق اي انجاز.

كيف يمكن ان يُحصن لبنان داخليا من جراء هذا العدوان?

ان برنامج الخلاص الوطني للبنان يكون عبر تنفيذ مقررات مؤتمر روما, لانه يوجد شبه اجماع عليه, خصوصا وان القمة الروحية ايدته بكل تفاصيله, كما ان كل المكونات السياسية اللبنانية مدعوة من اجل التوصل معا لاتخاذ القرار المسؤول الواحد وبالسرعة اللازمة من اجل درء المخاطر التي يتعرض لها لبنان ويجب ان نشد ازر الحكومة ورئيسها على اساس النقاط السبع التي وافق عليها مجلس الوزراء بصفتها الاطار السليم الصالح للخروج بلبنان من دوامة التأزم وتحصينه وتمتين منعته في مواجهة العدوان الاسرائيلي.

كيف تقيم زيارة وزير خارجية فرنسا فيليب دوست بلازي, خصوصا وانه اعلن ان ايران ستلعب دورا في المنطقة لجهة الاستقرار?

ان كل تحرك يمكن ان يساعد على دعم موقف لبنان نحن معه, فرنسا تقوم بحركة واسعة وتتصل بكل الدول التي يمكن ان يكون لها دور. ويجب ان تكون كل التحركات والاتصالات مفتوحة على قاعدة مساعدة لبنان وتثبيت موقفه وعلى حماية الاجماع اللبناني لكي نخرج منتصرين موحدين ويجب ان نعزز هذا الانتصار.

هل دخول القوات الدولية الى الجنوب سيجر خلافات داخلية كما يشيع البعض?

ان توسيع مهمات قوات الطوارئ الدولية لا تمس السيادة اللبنانية ولا تستفز اي من الاطراف اللبنانية "حزب الله" وحركة "امل" بالتحديد, نحن نريد ان نخلق مزيدا من الاستقرار من التوافق الداخلي بين اللبنانيين وان تكون مهمة هذه القوات تحت غطاء الامم المتحدة وليس قرارا من هذه الدولة او تلك وان تدعم هذه القوى الجيش اللبناني وتحمي لبنان من الاعتداءات الاسرائيلية, ولقد وافق "حزب الله" في المبدأ على هذا الطرح الذي تبنته الحكومة ورئيسها وهذا امر مهم للغاية.