المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم السبت 15 كانون الأول 2007

إنجيل القدّيس متّى .25-18:4

وكانَ يسوعُ سائراً على شاطِئِ بَحرِ الجَليل، فرأَى أَخَوَيْنِ هُما سِمعانُ الَّذي يُقالُ له بُطرُس وأَندَراوسُ أَخوهُ يُلقِيانِ الشَّبَكةَ في البَحر، لأَنَّهما كانا صَيَّادَيْن. فقالَ لَهما: «اِتْبَعاني أَجعَلْكما صَيَّادَيْ بَشر».فتَركا الشِّباكَ مِن ذلك الحينِ وتَبِعاه. ثُمَّ مَضى في طَريقِه فرأَى أخَوَيْنِ آخَرَيْن، هُما يَعْقُوبُ بنُ زَبَدَى ويُوحَنَّا أَخوهُ، معَ أَبيهِمَا زَبَدى في السَّفينَةِ يُصلِحانِ شِباكَهما، فدَعاهما فَتَركا السَّفينَةَ وأَباهُما مِن ذلك الحينِ وتَبِعاه. وكانَ يَسيرُ في الجَليلِ كُلِّه، يُعَلِّمُ في مَجامِعِهم ويُعلِنُ بِشارَةَ المَلَكوت، ويَشْفي الشَّعبَ مِن كُلِّ مَرَضٍ وعِلَّة. فشاعَ ذِكْرُه في سورِيةَ كُلِّها، فأَتَوه بِجَميعِ المَرْضى المُصابينَ بِمُختَلِفِ العِلَلِ والأَوجاع: مِنَ المَمْسوسينَ والَّذينَ يُصرَعونَ في رَأسِ الهِلال والمُقعَدينَ فشفاهم. فتَبِعَتْه جُموعٌ كَثيرةٌ مِنَ الجَليلِ والمُدُنِ العَشْرِ وأُورَشَليمَ واليَهودِيَّةِ وعِبْرِ الأُردُنّ.

 

البطريرك صفير ترأس جناز الشهيد الحاج في بازيليك سيدة لبنان - حريصا

وطنية- 14/12/2007 (سياسة) ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير قداس وجناز مدير العمليات في الجيش الشهيد اللواء الركن فرنسوا الحاج في بازليك سيدة لبنان-حريصا، عاونه فيه راعي ابرشية بيروت المارونية المطران بولس مطر وراعي ابرشية صور المارونية المطران شكرالله نبيل الحاج، الرئيس العام للمرسلين اللبنانيين الاب ايلي ماضي وكاهن معبد سيدة لبنان الاب خليل علوان وبمشاركة السفير البابوي لويجي غاتي ممثلا البابا بنديكتوس السادس عشر، المطران ميشال ابرص ممثلا بطريرك الروم الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام، المطران كيغام ختشاريان ممثلا الكاثوليكوس ارام الاول، المطران انطوان بيلوني ممثلا بطريرك السريان الكاثوليك مار اغناطيوس بطرس عبد الاحد، المطران الكسي مفرج ممثلا راعي ابرشية بيروت للروم الارثوذكس المطران الياس عودة، ولفيف من المطارنة والاساقفة والرؤساء العامين والكهنة من مختلف الطوائف المسيحية.

حضر القداس والجناز اضافة الى عائلة الشهيد وقائد الجيش العماد ميشال سليمان، النائب الدكتور انطوان خوري ممثلا رئيس مجلس النواب نبيه بري، وزير الدفاع الياس المر ممثلا رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة، الرئيس أمين الجميل، رئيس محكمة الاستئناف المذهبية الدرزية العليا نهاد حريز ممثلا شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز، الوزيران خالد قباني ونعمة طعمه، الوزيران المستقيلان يعقوب الصراف ومحمد فنيش، ميشال معوض ممثلا الوزيرة نايلة معوض، سفير ايطاليا غبريال كيكيا، سفيرة بريطانيا فرانسيس ماري غاي، سفير مصر فؤاد أحمد البديوي، القائم بالاعمال الفرنسي اندريه باران، القائم بالاعمال في السفارة الاميركية بيل غرانت، رئيس "تكتل الاصلاح والتغيير" النائب العماد ميشال عون، رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط، رئيس الهيئة التنفيذية ل"القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع، النواب: وائل ابو فاعور، أكرم شهيب، فؤاد السعد، هنري حلو، نادر سكر، عبد اللطيف الزين، سليم عون، هادي حبيش، يغيا جرجيان، اغوب بقرادونيان، عبدالله حنا، الياس سكاف، بيار دكاش، شامل موزايا، نعمة الله ابي نصر، كميل خوري، وليد خوري، علي عمار، غسان مخيبر، فريد الخازن، انطوان سعد، بطرس حرب، ابراهيم كنعان، ادغار معلوف وجورج عدوان، الوزراء السابقون: اسطفان الديويهي، يوسف سلامة، خليل الهراوي، ناجي البستاني وبشارة مرهج، النواب السابقون: كريم الراسي، جهاد الصمد، غطاس خوري، فارس سعيد، منصور البون وفوزي حبيش.

كذلك حضر مدعي عام التمييز القاضي سعيد ميرزا، مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي جان فهد، نقيب المحامين في بيروت رمزي جريج، قائمقام كسروان - الفتوح ريمون حتي، المستشار السياسي لرئيس "تيار المستقبل" الدكتور داود الصايغ، رئيس "حزب التضامن" اميل رحمة، رئيس حزب الكتاب كريم بقرادوني، مدير المخابرات العميد الركن جورج خوري، اعضاء المجلس العسكري، المدير العام للامن العام اللواء الركن وفيق جزيني على رأس وفد من ضباط المديرية، مدير الدفاع المدني العميد درويش حبيقة على رأس وفد من المديرية، المدير الاقليمي في جبل لبنان لأمن الدولة العقيد جورج خوري على رأس وفد من ضباط المديرية ممثلا المدير العام للمديرية، وفد من المديرية العامة لقوى الامن الداخلي ضم قائد الدرك العميد انطوان شكور والعميد سمير قهوجي وكبار ضباط المديرية، مدير العلاقات العامة لبنك بيروت انطوان حبيب وحشد كبير من الفاعليات السياسية والعسكرية والدينية والنقابية والاجتماعية والديبلوماسية ووفود شعبية من مختلف المناطق ولا سيما المناطق الجنوبية واهالي رميش.

البطريرك صفير

بعد الانجيل، ألقى البطريرك صفير عظة جاء فيها:

"كلام السيد المسيح هذا يصح اليوم اكثر ما يصح في بلدنا لبنان، وفينا نحن معشر اللبنانيين، ولا يدري احد منا من اين يأتيه القدر المحتوم، امن سيارة ملغومة، او من متفجرة مخفية تحت مقعد سيارة. وعلى الرغم من جميع الاحتياطات والحذر، والاقلال من الرواح والمجيء، والاقتصاد في المكالمات الهاتفية، الى ما سوى ذلك من احتياطات فان حوادث الاغتيالات لا تزال تتوالى، دونما رحمة او شفقة منذ ثلاث سنوات.

ونحن اليوم امام فجيعة كبيرة، ليست بضابط من خيرة الضباط وحسب، بل بوطن تتلاعب به الاهواء ويسقط من ابنائه بين الحين والحين، وعلى فترات ليست متباعدة، اشدهم دفاعا عنه، واقدرهم على المناداة بمحاسنه وجمالاته، واكثرهم اندفاعا في سبيل الذود عن علمه وكيانه وقيمه، والوتيرة مستمرة منذ ارتفاع الكابوس ظاهرا عنه، والذي لا يزال يتربص به وكانت الضحايا تختار من بين نواب الامة والجياد من ابنائه وحمايته سواء اكانوا اصحاب كلمة حرة، أم رأي جريء أم قلم حر أم فكر يأبى الانصياع.

فإذا بيد الغدر تمتد اليوم الى الجيش وقواده البواسل، والجيش كان وسيبقى سياج الوطن وقد برهن بالامس في نهر البارد، مثله سابقا في مجالات شتى، انه درعه الواقية وقد برهن خصوصا في هذه المرحلة عن تمسك وتراص ضمن له النصر، على قلة العتاد، وشح الوسائل القتالية ولكن الشجاعة والانتظام غالبا ما يقومان مقام ما ذكرنا، وقديما قيل: "الرأي قبل شجاعة الشجعان".

وكان الفقيد الذي نودع اليوم بالدموع السخية، والاسى العميق بعد القائد ومعه الرأس المدبر والعقل المنظم، وعلى الرغم مما اظهر من حكمة وشجاعة ودراية سقط من جنوده بالامس في ما يخاضوا وهو على رأسهم من معارك ضارية في نهر البارد، عدد اوفى على المئة والسبعين ضحية وكأن ذلك لم يكن كافيا ليشفي غليل من يتآكلهم الحقد على بلد آمن لا يريد الا الخير لجميع الناس على السواء وليس بمقدوره الا ان يريد لهم الخير وخصوصا لاقربهم اليه.

وقد عرفنا انه، رحمه الله، كان من المجلين منذ التحاقه بالجيش اللبناني سنة 1972 وكان ابن تسع عشرة سنة، وقد جاءه من رميش، في ارض الجنوب المنكوبة التي لا تزال منذ اكثر من نصف قرن تعاني ما تعاني من اجتياحات وحرمان وتهجير، وقهر، وقد اضطلع بما اسند اليه من وظائف اثبت في قيامه بها عن كفاية وجدارة، فقاد تباعا كتيبتين وفوج التدخل الثالث وفوج المغاوير، واصبح مديرا للاستعلام في اركان الجيش للعمليات ثم مديرا لها.

وتابع دورات في الداخل والخارج في فرنسا واميركا وايطاليا وأحرز ستة عشر وساما ما عدا ما خصه به قائد الجيش من تنويهات بلغت العشرة، وتهان بلغت الاربع والعشرين تهنئة وكان يتقن من اللغات اربعا: العربية، والفرنسية، والانكليزية، والايطالية.

وان ما يزيد في اسفنا عليه اننا منذ اسبوعين استقبلناه في بكركي ولم نعرف ان سلامه علينا سيكون وداعا وقد شاقنا منه ايمانه بربه وتمسكه بممارسته وتعلقه بكنيسته وحديثه الهادىء وطلته البهية وقامته الفارعة وبعده عن تعال وشموخ. فلا غرو اذا ما اشتد حزن ذويه عليه وقد رأينا بعضهم على شاشة التلفزة ينتحبون ويلطمون الوجه اسفا وحرقة وقد خسرته منطقته ويفتقده وطنه هو وامثاله ممن استشهدوا فدية عن الوطن ولست ادري من قال ان شجرة الوطن لا تبسق وتورق الا اذا سقتها دماء ابنائها الميامين وهذا هو قدر الذين ينذرون نفوسهم للدفاع عن وطنهم وقيامه في كل مكان وزمان.

وانا، اذ نتقدم بالتعازي القلبية من عائلة الفقيد بدءا من ارملته وابنه وابنتيه ووالديه واشقائه وشقيقاته ومن ذوي مرافقه الرقيب خيرالله هدوان الذي استشهد معه وسائر ذويه، نعرب لسعادة قائد الجيش ورفاق الفقيد الشهيد الذين نشاطرهم شعورهم العميق لفقده وجميع المسؤولين عن قيم الوطن، سائلين الله بشفاعة سيدة لبنان ان يتغمد روحه الطيبة بوافر عفوه ورضوانه ويحفظ لبنان وشعبه من المكاره".

البركة البابوية

وألقى المطران الحاج البركة البابوية للكاردينال ترسيسيو برتونيه وجاء فيها:

"ان الاب الاقدس بعد ان علم بذهول الاغتيال المفجع الذي تسبب بوفاة اللواء فرنسوا الحاج وسائق سيارته، وبعشرات الجرحى، كلفني ان اعرب لكم عن تعازيه الحارة وعن مشاعره الابوية ومشاركته العميقة في المأساة التي حلت مرة جديدة بلبنان في هذه الاوقات الحرجة والدقيقة بالنسبة الى مستقبل البلد.

ان الاب الاقدس يكل الى الرحمة الالهية الذين توفاهم الله، ويسأل الله القدير ان يؤاسي عائلاتهم ويشفي الجرحى ويساعد جميع الذين اصابهم العنف الذي لا مبرر له ويسأل الله ان يجود على المسؤولين عن الحياة العامة وعن الشعب اللبناني بالقوة المعنوية والشجاعة لكي يجدوا بمعزل عن المصالح الخاصة طريق الوحدة والمصالحة لكي يتمكن البلد من التقدم على طريق السلام والاستقرار فيكون واحدا بالنسبة الى الجميع ورسالة اخوة وعيش مشترك.

ان الاب الاقدس اعرابا منه عن المواساة الروحية يبعث اليكم بطيبة خاطر، بركة رسولية خاصة".

قيادة الجيش

وفي الختام، ألقى رئيس الأركان اللواء الركن شوقي المصري كلمة قيادة الجيش وفيها:

"بدماء الشهداء يحيا الوطن، وكلما كثرت القرابين على مذبحه ازداد قوة ومنعة وشموخا، فالاستقلال المجاني لا يدوم، والحرية الرخيصة لا تعمِّر، والبنيان القوي العصي على الرياح لا تحميه إلا إرادة الرجال الأوفياء الأشداء، المتسلحين بالحق والإيمان، والمؤمنين بقدسية الرسالة حتى الشهادة.

اليوم، نودع ضابطا من كبار ضباط الجيش وخيرتهم، رأى في الانضواء تحت راية المؤسسة العسكرية الموقع المناسب لتحقيق آماله وطموحه في خدمة الوطن، فانبرى يكرس سني عمره، لحظة بلحظة، جهدا وبذلا وتضحية، في سبيل إعلاء شأن مؤسسته إلى المستوى الذي يليق بدورها الوطني، وبتضحيات ضباطها وعسكرييها، فكان له في كل درب شذى، وفي كل أفق شعاع، حتى تعملق في تحمل المسؤولية، وضاقت بشجاعته وجرأته وفروسيته ساحات التضحية وميادين العطاء.

لقد حاولت يد الغدر والإرهاب، من خلال استهدافك، يا شهيدنا البطل، استهداف المؤسسة العسكرية، ظنا أنها من خلال هذه الجريمة تستطيع ثني الجيش عن أداء مهماته الوطنية، والنيل من إنجازاته التي تعمدت بدماء مئات الشهداء والجرحى، لكن، غاب عن بال هؤلاء الإرهابيين الحاقدين، أنه كلما سقط عسكري شهيد، ازداد الجيش إصرارا وعزما على تحدي المخاطر والصعاب، ومواصلة مسيرة الدفاع عن الوطن وحماية أهله، وغاب عن بالهم أيضا، أنهم مهما تمادوا في القتل وسفك الدماء، لن يجدوا منفذا للنيل من إرادة الحياة وروح الإيمان المتجذر في نفوس أبناء المؤسسة العسكرية، المصممين اليوم، وأكثر من أي وقت مضى، على بذل الغالي والنفيس، حفاظا على سلامة الوطن وأمن المواطن، والتصدي بكل قوة لمن تسول له نفسه التطاول على كرامة الجيش ودوره المقدس.

ثق أيها البطل الشهيد، وأنت في عليائك، بأن مؤسستك التي وهبتها حياتك لن يغمض لها جفن قبل توقيف القتلة المجرمين والاقتصاص منهم أمام العدالة، وأعلم بأن دماءك الذكية، التي بذلتها قربانا طاهرا على مذبح الوطن، لن تذهب هدرا، بل ستكون طريقا لوحدة لبنان التي ترسخت بامتزاج الدماء ووحدة الشهادة.

إننا، باسم دمك الغالي، ندعو الجميع، إلى اتخاذ موقف تاريخي شجاع، يفضي إلى بناء جسور الثقة والتواصل بين الأطراف، والمسارعة إلى تحقيق المصالحة والوفاق، من دون شروط أو مساومات أو قيود، لأن المصالحة والوفاق لا يتوقفان على موازين القوى والتجاذبات السياسية، فسيل دماء الشهداء يستحق منا التضحية والتنازل عن كل ذلك، على أن تكون الثقة المتبادلة هي الضمانة الأساسية والوحيدة لجميع الأفرقاء، كما أن رسائل الدم هذه، لا تستهدف الجيش فحسب، بل تستهدف الكيان برمته، والرد عليها يكون بالابتعاد عن الكيدية والأحقاد والحسابات الضيقة، وبالتالي التلاقي على القواسم المشتركة، ففي اتحادنا نكسب القوة ونستطيع تحقيق المستحيل.

نودعك اليوم، نحن رفاق السلاح وأخوة الدم والدرب والمصير، وفي قلوبنا جميعا جرح يعتصر الأكباد وأسى يدمي العيون، لتعود إلى الجنوب، إلى بلدتك الأبية التي ترعرعت فيها باكرا على شذى التراب واخضرار شتلة التبغ، وتنشقت من فضائها نسائم العنفوان والحرية، ثم انطلقت منها إلى رحاب الوطن الكبير، زارعا في أرجائه أغراس إيمان وانتماء. إنك لم تكن في يوم من الأيام، جنوبيا أكثر منك شماليا، بل عملت دائما في خدمة الجميع، متجردا في معاملة مواطنيك، صلبا في التمسك بالحق، مستقيما كحد السيف، جريئا في مواجهة الأعداء، مستعدا للشهادة، فكان لك ما أردت، والتحقت بقافلة الشهداء الذين سقطوا ذودا عن الوطن خلال التصدي للعدو الإسرائيلي في حرب تموز، ومواجهة الإرهاب في نهر البارد بالأمس القريب.

نعاهدك أيها الشهيد الغالي، بأننا لن ننساك، وستبقى مآثرك البطولية خالدة في ذاكرة الجيش والوطن، شعلة تستنير بها أجيال المؤسسة العسكرية، ولن ننسى عائلتك الوفية الصبورة، التي تقاسمت وإياها أعباء الحياة، ورافقتك في السراء والضراء، ونهلت من معينك محبة الوطن وأصالة القيم والأخلاق، فسيظل الجيش ملاذها الدائم وعائلتها الكبرى.

باسم قيادة الجيش أتوجه إلى ذوي الشهيد ورفاقه وأصدقائه وإلى اللبنانيين جميعا، بأحر التعازي وعميق المواساة، سائلا الله أن يتغمد شهيدنا الغالي بواسع رحمته، وأن يلهم الأهل والرفاق والأحبة نعمة الصبر والسلوان".

بعد ذلك تقبل العماد سليمان وعائلة الشهيد التعازي في الكنيسة قبل أن ينقل الجثمان إلى مسقط رأس الشهيد في رميش. وكان جثمان الشهيد الحاج وصل إلى ساحة البازيليك عند العاشرة من قبل الظهر حيث قدمت له التحية العسكرية وعزف نشيد الموتى ليدخل بعد ذلك إلى البازيليك وسط التصفيق ونثر الورود على النعش.

 

تشييع الرقيب الشهيد خيرالله هدوان في بلدته حزين وكلمات اشادت بالمؤسسة العسكرية ودعت الى التوافق

وطنية - بعلبك - 14/12/2007 (سياسة) شيعت منطقة البقاع وبلدة حزين الرقيب الاول الشهيد خير الله علي هدوان الذي سقط في 12 الجاري في تفجير بعبدا بينما كان برفقة العميد الشهيد فرنسوا الحاج. بعد جولة وداعية لجثمان الشهيد على منزله في حزين حيث اقيمت له مراسم الوداع وعزف نشيد الموت وقدمت له التحية العسكرية، انطلق موكب التشييع الى حسينية البلدة حيث نثرت النسوة الارز واقيم احتفال تأبيني بحضور النواب حسين الحاج حسن، حسن يعقوب، نوار الساحلي ، ممثل قائد الجيش العقيد نجيب الخطيب، ممثل مدير عام الامن العام النقيب هاني ناصر، ممثل مدير عام قوى الامن الداخلي الرائد محمد ناصر، ممثل مدير عام امن الدولة الملازم اول حسين الديراني، المقدم علي الحاج حسن ممثلا جهاز استخبارات الجيش اللبناني في البقاع ووفود من حركة امل وحزب الله والتيار الوطني الحر وقيادات وفاعليات دينية واجتماعية.

ممثل قائد الجيش

والقى ممثل قائد الجيش اللبناني العقيد نجيب الخطيب كلمة اكد فيها "ان الاوطان لا تبنى وتصان الا بالتضحيات والدماء وعظمتها مستمدة من عظمة رجالها الاشداء المؤمنين بسمو القيم والمبادىء وقدسية الرسالة. وتعلمنا ايضا ان شرف الانتماء للوطن لا يستحق الاالبذل والعطاء والاستعداد الدائم للتضحية دفاعا عن الارض والشعب والمقدسات".

النائب يعقوب

بدوره رأى النائب حسن يعقوب في استهداف العميد فرنسوا الحاج والرقيب اول هدوان "استهدافا للمؤسسة العسكرية الضامن الاساسي لعملية الاستقرار واستمرار مسلسل الارهاب لان هذه العملية ارهابية بامتياز وخصوصا العميد المستهدف، وكان احد الذين قارعوا الارهاب وقاتلوه بنهر البارد".

واكد "ان في الاستهداف رسالة للتوافق السياسي الذي توصل الى اسم قائد الجيش العماد ميشال سليمان وضرب للعقيدة القتالية للجيش الذي كان الحاج احد معتنقيها ورموزها الذي رفض الضغوطات الاسرائيلية وتعرض لمحاولة اغتيال بتفجير سيارته وانذاك كان العدو الاسرائيلي".

واكد "نحن مطالبون اكثر من اي وقت مضى للتآزر والتقاط مصيرنا بأيدينا وتجاوز الصغائر حتى نخرج لبنان مما يتعرض له من تشظ نتيجة اللهب والاعاصير التي تعصف بمنطقة الشرق الاوسط". وختم:"ان الجو القائم هو العمل على بناء شبكة امان تترافق مع العهد الجديد حتى تحصنه من النتائج السلبية وتداعيات مرحلة الانقسام الحاد الذي كان يعصف بالبلد خلال اكثر من عامين ".

النائب الحاج حسن

وتحدث عضو كتلة الوفاء للمقاومةالنائب الدكتور حسين الحاج حسن، فأكد "ان الجيش اللبناني ودوره الوطني اكبر من هذه الجريمة المؤامرة وان المقاومة التي دافعت عن لبنان الى جانب الجيش ماضية بالدفاع الى جانب الجيش اللبناني. والمعارضة تعتبر الجيش رمزا لوحدة البلد والدفاع عن عقيدته القتالية في حفظ السلم الاهلي وهي اليوم حريصة على الوصول الى رئيس توافقي وتوافق في سلة متكاملة وواضحة ومضمونة تؤهل الى الانطلاق من الازمة الى وضع الحلول التي تبدأ من انتخاب رئيس الى حكومة وحدة وطنية وشراكة كاملة في الادارات والمؤسسات الرسمية والوزارات". واكد "العزم على الدفاع عن لبنان بوجه العدو الصهيوني وعلى وحدة الجيش والمقاومة للخروج من هذه الازمة والمطلوب من فريق 14 شباط ان يخرج من حالة المناورة والتذاكي وتضييع الوقت والاقتناع بالشراكة وتحويل القناعة لو حصلت الى اقوال وافعال".

 

قوى 14 آذار تجتمع قريبا لاتخاذ موقف من تكليف عون التفاوض معها باسم المعارضة

بوادر كسر جليد داخلي في موازاة حركة اقليمية في اتجاه دمشق قد تساهم في انتاج توافق على انجاز انتخاب سليمان قبل نهاية العام

المركزية - مراسم تشييع مدير العمليات في الجيش اللبناني اللواء الركن الشهيد فرانسوا الحاج التي واكبها لبنان كله بقياداته السياسية والعسكرية والروحية والمدنية والمشاركة الشعبية في كل المناطق، والتي جمعت هذه القيادات في صورة وفاقية واحدة عز وجودها على المستوى السياسي وحيال الاستحقاقات المطروحة راهنا وفي طليعتها الاستحقاق الرئاسي، لم تحل دون حركة اتصالات ومشاورات سياسية في الداخل في موازاة حركة سياسية أكثر كثافة على المستوى الاقليمي وتحديدا في اتجاه سوريا من أجل تذليل العقد من أمام الانتقال الى المرحلة الثانية وهي انتخاب من ثم تسميته مرشحا وفاقيا توافقيا انقاذيا لرئاسة الجمهورية أي قائد الجيش العماد ميشال سليمان.

المستوى الداخلي: فعلى المستوى الداخلي دعت القيادات السياسية الاساسية في البلاد الى تلقف موقف رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط بعيد اغتيال اللواء الشهيد الحاج وتفعيلها خصوصا وان رئيس المجلس النيابي نبيه بري أعلن ترحيبه بهذه المبادرة وبما اسماه " المتحاورين الجدد" في اشارة الى قيادة كل من النائب جنبلاط ورئيس تكتل الاصلاح والتغيير النائب العماد ميشال عون التفاوض لايجاد حل بين طرفي المعارضة والموالاة بما يؤدي الى الافراج عن آلية تعديل الدستور ومن ثم انتخاب العماد سليمان رئيسا للجمهورية.

مواقف الغالبية: وكشف مصدر سياسي في قوى الغالبية لـ "المركزية" اليوم ان هذه القوى لم تتبلغ رسميا بعد موقف المعارضة بتفويض العماد عون التفاوض باسمها مع قوى الغالبية، لافتا الى ان هذه القوى ستعلن موقفها رسميا بعد ان تتبلغ ذلك.

واستغربت قوى الغالبية في السياق نفسه وبحسب المصدر نفسه ان يعمد الرئيس بري الذي سحبت المعارضة تفويضها له ووضعته في عهدة العماد عون بحسب ما أعلن هذا الاخير بعد اجتماع استثنائي لتكتله النيابي امس، الى "التبرع" بسحب التفويض الذي اعطته الغالبية لرئيس تيار المستقبل النائب سعد الحريري، من خلال اشارة رئيس المجلس الى "المتحاورين الجدد" بعد اطلاق جنبلاط دعوته الى تسوية سياسية مشرفة وفوق الحساسيات.

وقال هذا المصدر ان قوى الغالبية مستعدة من خلال اي فرد منها للتفاوض مع اي فرد من الطرف الآخر ولكن على بند وحيد في المرحلة الراهنة وهو تعديل الدستور وآلية انجازه وانتخاب رئيس الجمهورية ومن ثم يتم وضع "اجندة" بالملفات التي يفترض ان يتم البحث فيها ويكون للرئيس الجديد رأيه فيها، لا ان يقتصر دوره على "ساعي بريد" او وكيل تنفيذي لـ "لائحة طعام" تقدم اليه من دون ان يكون له حتى الحق في ابداء الرأي وهذا ما لا يساهم في ازالة التهميش المسيحي او تقوية موقع رئاسة الجمهورية كما يطالب بذلك بعض اقطاب المعارضة.

وأشار المصدر على هذا الصعيد الى اجتماع قريب لقوى 14آذار، بعد كسر الجليد الذي قام به جنبلاط، من اجل الدعوة مجددا الى انجاز الاستحقاق الرئيسي قبل نهاية العام الجاري والتحذير من استمرار الفراغ وما قد يتركه من انعكاسات ابرز صورها كان اغتيال اللواء الركن الشهيد الحاج.

وقال المصدر نفسه ان قوى المعارضة تتحمل مسؤولية عرقلة انتخاب الرئيس وتاليا مسؤولية الفراغ، مشيرا الى انه لو ارادت المعارضة ذلك فعلا لكانت تبنت ترشيح العماد سليمان تماما كما فعلت قوى 14 آذار ولما كانت وضعت عصي العرقلة في دواليب الاستحقاق ولكانت قصّرت عمر الفراغ الدستوري.

وشدد على ان النائب الحريري هو المفوّض من قوى الغالبية ولا تغيير لغاية الآن في هذا الموقف.

أجواء المعارضة: في المقابل كشف مصدر في قوى المعارضة ان هناك بوادر انفراجية في ما يتعلق بموضوع الاستحقاق الرئاسي لافتا الى اشارات اقليمية وتحديدا من سوريا بضرورة البدء باتخاذ خطوات لتسهيل انتخاب رئيس الجمهورية وقبل ذلك الاسراع في اجراء آلية التعديل الدستوري الآيلة الى تحقيق هذا الانتخاب.

وعزا المصدر هذا التوجه الى خطوة تفويض العماد عون التفاوض مع الغالبية وتكليفه تاليا ايجاد المخرج والحل للمأزق الراهن، وهذا التكليف يشكل اشارة وفاء من المعارضة لعون وعرفان جميل لحفظ حقه ودوره وموقعه خصوصا وانه كان الاكثر تصلبا في قوى المعارضة في موضوع الاستحقاق وان تكليفه هو رسالة سياسية الى الطرف الآخر على طريق ايجاد الحل.

المستوى الاقليمي: وينطلق المصدر في قوى المعارضة من ذلك ليشير الى حركة اتصالات اقليمية نشطة في اتجاه سوريا تقوم بها مصر بشكل مباشر من أجل حمل دمشق على تسهيل حصول الاستحقاق الرئاسي وانهاء الفراغ في لبنان في موازاة سعي مصري واضح لاعادة ترتيب العلاقات السعودية - السورية التي تمهد لانعقاد القمة الخماسية في الرياض التي تضم السعودية ومصر والاردن وسوريا والسلطة الفلسطينية، والتمهيد كذلك للقمة العربية المقبلة في دمشق في آذار المقبل والتي يكون الحضور السعودي فيها على مستوى خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز العنصر الابرز في انجاحها شكلا ومقررات.

واذ اشار المصدر نفسه الى احتمال عدم اكمال الخطوات اللازمة والضرورية لانجاز الانتخابات في جلسة الاثنين المقبل، فإنه جزم من خلال المناخ الانفراجي المتجدد داخليا وخارجيا- وعلى رغم الشروط الموضوعة من الطرفين - بحصول الانتخابات قبل نهاية العام الجاري لان التأجيل الى الربيع المقبل اي الى بدء الدورة العادية للمجلس النيابي يفتح الباب على زيادة التعقيدات والارباكات السياسية وكذلك الامنية التي كانت بوادرها جريمة الاغتيال التي طاولت امس الاول اللواء الحاج.

 

لبنان الرسمي والشعبي ودّع فارسه البطـل فرنوا الحاج

قداسة البابا: نسأل الله ان يجود على المسؤولين بالشجاعة ليتوصلوا الى المصالحة

قيادة الجيش توجّه دعـوة الى المسؤولين لاتخاذ موقف تاريخي وتحقيق المصالحـــة من دون شروط بناء على ثقة متبادلة

المركزية - وكأن دموع اللبنانيين التي انهمرت بغزارة اليوم حزناً وأسى على فارسهم البطل الذي طوى آخر صفحات حياته البطولية لم تكن كافية لتعبّر عن مشاعرهم وعمق ألمهم. فشاركتهم السماء بكاء غزيرا في رحلة الوداع الاخير. واذا كان عمر المرء يقاس بأعماله وانجازاته فان مدير العمليات في الجيش اللبناني اللواء الركن الشهيد فرنسوا الحاج يبلغ عشرات السنين. وتراب رميش الذي احتضن اليوم جسده لن يدفن معه اعماله البطولية التي سجلها التاريخ بل ستبقى شاهدة ابداً على تضحياته في سبيل لبنان.

الوداع الاخير: فقد ودّع لبنان الرسمي والشعبي اليوم اللواء الشهيد الحاج في مأتم مهيب جمع أضداد السياسة ورجال الامن والفكر والاعلام ومحبّي وأصدقاء الشهيد حيث رأس البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير القداس والجناز لراحة نفس الشهيد الحاج في بازيليك سيدة لبنان - حريصا عاونه فيه راعي ابرشية بيروت المارونية المطران بولس مطر وراعي ابرشية صور المارونية المطران شكرالله نبيل الحاج، الرئيس العام للمرسلين اللبنانيين الاب ايلي ماضي وكاهن معبد سيدة لبنان الاب خليل علوان بمشاركة السفير البابوي في لبنان ممثلا قداسة الحبر الاعظم البابا بنديكتوس السادس عشر، المطران ميشال ابرص ممثلا بطريرك الروم الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام، المطران كيغام خاتشاريان ممثلا الكاثوليكوس ارام الاول، المطران انطوان بيلوني ممثلا بطريرك السريان الكاثوليك مار اغناطيوس بطرس الثامن عبد الاحد، المطران الكسي مفرج ممثلا راعي ابرشية بيروت للروم الارثوذكس المطران الياس عودة، ولفيف من المطارنة والاساقفة والرؤساء العامين والكهنة من مختلف الطوائف المسيحية.

وحضر القداس والجناز اضافة الى عائلة الشهيد وقائد الجيش العماد ميشال سليمان، ممثلا رئيس مجلس النواب النائب انطوان خوري، ووزير الدفاع الياس المر، والرئيس امين الجميل، رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون، الوزراء: خالد قباني، يعقوب الصراف، محمد فنيش، ونعمة طعمة، رئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع، رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط، والنواب: وائل ابو فاعور، اكرم شهيب، فؤاد السعد، هنري حلو، نادر سكر، عبد اللطيف الزين، سليم عون، هادي حبيش، يغيا جرجيان، اغوب بقرادونيان، عبد الله حنا، الياس سكاف، بيار دكاش، شامل موزايا، نعمة الله ابي نصر، كميل خوري، وليد خوري، علي عمار، غسان مخيبر، فريد الخازن، انطوان سعد، بطرس حرب، ابراهيم كنعان، ادغار معلوف وجورج عدوان، والوزراء السابقون: اسطفان الدويهي، يوسف سلامة، خليل الهراوي، ناجي البستاني، بشارة مرهج، النواب السابقون: كريم الراسي، جهاد عبد الصمد، غطاس خوري، فارس سعيد، منصور البون، فوزي حبيش، مدعي عام التمييز القاضي سعيد ميرزا، مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي جان فهد، نقيب المحامين في بيروت رمزي جريج، رئيس محاكم الاستئناف المذهبية الدرزية العليا نهاد حريز ممثلا شيخ عقل طائفة الموحديـن الدروز، قائمقام كسروان الفتوح ريمون حتــــــي، المستشــــار السياسي لرئيس تيـار المستقبل الدكتــــــور داوود الصايـــــغ، رئيس حزب التضامـــن اميل رحمة، رئيس حزب الكتائب كريم بقرادوني، اضافة الى مدير المخابرات العميد الركن جورج خوري، اعضاء المجلس العسكري، المدير العام للامن العام اللواء الركن وفيق جزيني على رأس وفد من ضباط المديرية، مدير الدفاع المدني العميد درويش حبيقة على رأس وفد من المديرية، المدير الاقليمي في جبل لبنان لأمن الدولة العقيد جورج خوري على رأس وفد من ضباط المديرية ممثلا المدير العام للمديرية، وفد من المديرية العامة لقوى الامن الداخلي ضم قائد الدرك العميد انطوان شكور والعميد سمير قهوجي وكبار ضباط المديرية، وشارك ايضا القائم بالاعمال الفرنسي اندريه باران، السفير الايطالي كبريال كيكيا، القائم بالاعمال في السفارة الاميركية، سفيرة بريطانيا فرانسيس ماري غاي، سفير مصر فؤاد احمد البديوي، وحشد كبير من الفاعليات السياسية والعسكرية والدينية والنقابية والاجتماعية والديبلوماسية ووفود شعبية من مختلف المناطق اللبنانية لا سيما المناطق الجنوبية واهالي رميش.

كلمة صفير: بعد الانجيل المقدس القى البطريرك صفير الكلمة الآتية: "اسهروا اذاً، لأنكم لا تعلمون في اي يوم يجيء ربكم" (متى 42:24)

كلام السيد المسيح هذا يصح اليوم اكثر ما يصح في بلدنا لبنان، وفينا نحن معشر اللبنانيين. ولا يدري احد منا من اين يأتيه القدر المحتوم، امن سيارة ملغومة، او من متفجرة مخفية تحت مقعد سيارة. وعلى الرغم من جميع الاحتياطات، والحذر، والإقلال من الرواح والمجيء، والاقتصاد في المكالمات الهاتفية، الى ما سوى ذلك من احتياطات، فإن حوادث الاغتيالات لا تزال تتوالى، دونما رحمة او شفقة، منذ ثلاث سنوات.

ونحن اليوم امام فجيعة كبيرة، ليست بضابط من خيرة الضباط وحسب، بل بوطن تتلاعب به الاهواء، ويسقط من ابنائه بين الحين والحين، وعلى فترات ليست متباعدة، اشدهم دفاعا عنه، وأقدرهم على المناداة بمحاسنه وجمالاته، واكثرهم اندفاعا في سبيل الذود عن علمه وكيانه وقيمه. والوتيرة مستمرة منذ ارتفاع الكابوس ظاهرا عنه، والذي لا يزال يتربص به. وكانت الضحايا تُختار من بين نواب الامة، والجياد من ابنائه وحماته، سواء اكانوا اصحاب كلمة حرة، ام رأي جريء، ام قلم حرون، ام فكر يأبى الانصياع.

فإذا بيد الغدر تمتد اليوم الى الجيش وقواده البواسل، والجيش كان وسيبقى سياج الوطن، وقد برهن بالامس في نهر البارد، مثله سابقا في مجالات شتى، انه درعه الواقية. وقد برهن خصوصا في هذه المرحلة عن تماسك وتراصّ ضمن له النصر، على قلة العتاد، وشح الوسائل القتالية. ولكن الشجاعة والانتظام غالبا ما يقومان مقام ما ذكرنا. وقديما قيل: "الرأي قبل شجاعة الشجعان".

وكان الفقيد، الذي نودع اليوم بالدموع السخية، والاسى العميق، بعد القائد ومعه، الرأس المدبّر، والعقل المنظّم. وعلى الرغم مما قد اظهر من حكمة وشجاعة ودراية، سقط من جنوده بالامس في ما خاضوا، وهو على رأسهم، من معارك ضارة في نهر البارد، عدد اوفى على المائة والسبعين ضحية، وكأن ذلك لم يكن كافيا ليشفي غليل مَن يتأكلهم الحقد على بلد آمن لا يريد الا الخير لجميع الناس، على السواء، وليس بمقدوره الا ان يريد لهم الخير، وخصوصا لأقربهم اليه.

وقد عرفنا انه، رحمه الله، كان من المجلّين، منذ التحاقه بالجيش اللبناني سنة 1972 وكان ابن تسع عشرة سنة. وقد جاء من رميش، في ارض الجنوب المنكوبة التي لا تزال منذ اكثر من نصف قرن تعاني ما تعاني من احتياحات، وحرمان، وتهجير، وقهر. وقد اضطلع بما اسند اليه من وظائف اثبت في قيامه بها عن كفاية وجدارة. فقاد تباعا كتيبتين وفوج التدخل الثالث وفوج المغاوير. وأصبح مديرا للاستعلام في اركان الجيش للعمليات ثم مديرا لها.

وتابع دورات في الداخل والخارج في فرنسا واميركا وايطاليا. واحرز ستة عشر وساما ما عدا ما خصه به قائد الجيش من تنويهات بلغت العشر، وتهانئ بلغت الاربع والعشرين تهنئة. وكان يتقن من اللغات اربعا: العربية والفرنسية والانكليزية والايطالية.

وإن ما يزيد في اسفنا عليه اننا منذ اسبوعين استقبلناه في بكركي، ولم نعرف ان سلامه علينا سيكون وداعا. وقد شاقنا منه ايمانه بربه وتمسكه بممارسته، وتعلقه بكنسيته، وحديثه الهادئ، وطلّته البهية، وقامته الفارعة، وبعده عن تعالٍ وشموخ. فلا غرو اذا ما اشتد حزن ذويه عليه، وقد رأينا بعضهم على شاشة التلفزة ينتحبون ويلطمون الوجوه اسفا وحرقة. وقد خسرته منطقته ويفتقده وطنه هو وامثاله ممَّن استشهدوا فدية عن الوطن. ولست ادري مَن قال: "ان شجرة الوطن لا تسبق وتورق الا اذا سقتها دماء ابنائها الميامين". وهذا هو قدر الذين ينذرون نفوسهم للدفاع عن وطنهم وقيمه في كل مكان وزمان.

وأنا، اذ نتقدم بالتعازي القلبية من عائلة الفقيد، بدءا من ارملته وابنه وابنتيه ووالديه واشقائه وشقيقاته ومن ذوي مرافقه الرقيب خير الله هدوان الذي استشهد معه وسائر ذويه، نعرب لسعادة قائد الجيش، ورفاق الفقيد الشهيد الذين نشاطرهم شعورهم العميق لفقده، وجميع المسؤولين عن قيَم الوطن، سائلين الله، بشفاعة سيدة لبنان ان يتغمد روحه الطيبة بوافر عفوه ورضوانه، ويحفظ لبنان وشعبه من المكاره.

البركة الرسولية: وتلا المطران الحاج البركة الرسولية البابوية وجاء فيها:

ان الاب الاقدس، بعد ان علم بذهول الاغتيال المفجع الذي تسبب بوفاة اللواء فرنسوا الحاج وسائق سيارته، وبعشرات الجرحى، كلفني ان اعرب لكم عن تعازيه الحارة وعن مشاعره الابوية، ومشاركته العميقة في المأساة التي حلت مرة جديدة بلبنان في هذه الاوقات الحرجة والدقيقة بالنسبة الى مستقبل البلد.

ان الاب الاقدس يكل الى الرحمة الإلهية الذين توفاهم الله، ويسأل الله القدير ان يؤاسي عائلاتهم ويشفي الجرحى، ويساعد جميع الذين اصابهم العنف الذي لا مبرر له، ويسأل الله ان يجود على المسؤولين عن الحياة العامة وعن الشعب اللبناني بالقوة المعنوية والشجاعة لكي يجدوا، بمعزل عن المصالح الخاصة، طريق الوحدة والمصالحة لكي يتمكن البلد من التقدم على طريق السلام والاستقرار، فيكون واحدا بالنسبة الى الجميع ورسالة اخوّة وعيش مشترك.

ان الاب الاقدس، اعرابا منه عن المؤاساة الروحية، يبعث اليكم بطيبة خاطر، بركة رسولية خاصة.

قيادة الجيش: وفي ختام القداس كانت كلمة قيادة الجيش القاها رئيس الاركان اللواء الركن شوقي المصري وفيها: بدماء الشهداء يحيا الوطن، وكلما كثرت القرابين على مذبحه ازداد قوة ومنعة وشموخا، فالاستقلال المجاني لا يدوم، والحرية الرخيصة لا تعمّر، والبنيان القوي العصي على الرياح لا تحميه إلا ارادة الرجال الاوفياء الاشداء، المتسلحين بالحق والايمان، والمؤمنين بقدسية الرسالة حتى الشهادة.

اليوم، نودع ضابطا من كبار ضباط الجيش وخيرتهم، رأى في الانضواء تحت راية المؤسسة العسكرية الموقع المناسب لتحقيق آماله وطموحه في خدمة الوطن، فانبرى يكرس سني عمره، لحظة بلحظة، جهدا وبذلا وتضحية، في سبيل اعلاء شأن مؤسسته الى المستوى الذي يليق بدورها الوطني، وبتضحيات ضباطها وعسكرييها، فكان له في كل درب شذى، وفي كل افق شعاع، حتى تعملق في تحمّل المسؤولية، وضاقت بشجاعته وجرأته وفروسيته ساحات التضحية وميادين العطاء.

لقد حاولت يد الغدر والارهاب، من خلال استهدافك، يا شهيدنا البطل، استهداف المؤسسة العسكرية، ظنا انها من خلال هذه الجريمة تستطيع ثني الجيش عن اداء مهماته الوطنية، والنيل من انجازاته التي تعمدت بدماء مئات الشهداء والجرحى، لكن، غاب عن بال هؤلاء الارهابيين الحاقدين، انه كلما سقط عسكري شهيد، ازداد الجيش اصرارا وعزما على تحدي المخاطر والصعاب، ومواصلة مسيرة الدفاع عن الوطن وحماية اهله، وغاب عن بالهم ايضا، انهم مهما تمادوا في القتل وسفك الدماء، لن يجدوا منفذا للنيل من ارادة الحياة وروح الايمان المتجذر في نفوس ابناء المؤسسة العسكرية، المصممين اليوم، وأكثر من اي وقت مضى، على بذل الغالي والنفيس، حفاظا على سلامة الوطن وأمن المواطن، والتصدي بكل قوة لمَن تسوّل له نفسه التطاول على كرامة الجيش الشهيد ودوره المقدس.

ثق ايها البطل الشهيد، وانت في عليائك، بأن مؤسستك التي وهبتها حياتك لن يغمض له جفن قبل توقيف القتلة المجرمين والاقتصاص منهم امام العدالة، واعلم بأن دماءك الذكية، التي بذلتها قربانا طاهرا على مذبح الوطن، لن تذهب هدرا، بل ستكون طريقا لوحدة لبنان التي ترسخت بامتزاج الدماء ووحدة الشهادة.

اننا، باسم دمك الغالي، ندعو الجميع، الى اتخاذ موقف تاريخي شجاع، يفضي الى بناء جسور الثقة والتواصل بين الاطراف، والمسارعة الى تحقيق المصالحة والوفاق، من دون شروط او مساومات او قيود، لان المصالحة والوفاق لا يتوقفان على موازين القوى والتجاذبات السياسية، فسيل دماء الشهداء يستحق منا التضحية والتنازل عن كل ذلك، على ان تكون الثقة المتبادلة هي الضمانة الاساسية والوحيدة لجميع الافرقاء، كما ان رسائل الدم هذه، لا تستهدف الجيش فحسب، بل تستهدف الكيان برمّته، والرد عليها يكون بالابتعاد عن الكيدية والاحقاد والحسابات الضيقة، وتاليا التلاقي على القواسم المشتركة، ففي اتحادنا نكسب القوة ونستطيع تحقيق المستحيل.

نودّعك اليوم، نحن رفاق السلاح وأخوة الدم والدرب والمصير، وفي قلوبنا جميعا جرح يعتصر الأكباد وأسى يدمي العيون، لتعود الى الجنوب، الى بلدتك الأبيّة التي ترعرعت فيها باكرا على شذى التراب واخضرار شتلة التبغ، وتنشقت من فضائها نسائم العنفوان والحرية، ثم انطلقت منها الى رحاب الوطن الكبير، زارعا في أرجائه أغراس ايمان وانتماء.

انك لم تكن في يوم من الايام، جنوبيا اكثر منك شماليا، بل عملت دائما في خدمة الجميع، متجرّدا في معاملة مواطنيك، صلبا في التمسك بالحق، مستقيما كحدّ السيف، جريئا في مواجهة الاعداء، مستعدا للشهادة، فكان لك ما أردت، والتحقت بقافلة الشهداء الذين سقطوا ذودا عن الوطن خلال التصدي للعدو الاسرائيلي في حرب تموز، ومواجهة الارهاب في نهر البارد بالامس القريب.

نعاهدك ايها الشهيد الغالي، بأننا لن ننساك، وستبقى مآثرك البطولية خالدة في ذاكرة الجيش والوطن، شعلة تستنير بها أجيال المؤسسة العسكرية، ولن ننسى عائلتك الوفية الصبورة، التي تقاسمت واياها اعباء الحياة، ورافقتك في السراء والضراء، ونهلت من معينك محبة الوطن وأصالة القيم والاخلاق، فسيظل الجيش ملاذها الدائم وعائلتها الكبرى.

باسم قيادة الجيش أتوجه الى ذوي الشهيد ورفاقه وأصدقائه والى اللبنانيين جميعا، بأحرّ التعازي وعميق المواساة، سائلا الله ان يتغمّد شهيدنا الغالي بواسع رحمته، وان يلهم الاهل والرفاق والأحبّة نعمة الصبر والسلوان.

تقبّل التعازي: بعد ذلك، تقبّل قائد الجيش وعائلة الشهيد التعازي في الكنيسة من الشخصيات الرسمية. ثم نقل الجثمان ترافقه العائلة والمحبّون والاصدقاء الى مسقط رأس الشهيد رميش، فيما واصل قائد الجيش تقبّل التعازي.

وكان جثمان الشهيد الحاج وصل الى ساحة بازيليك سيدة لبنان - حريصا العاشرة صباحا حيث قدمت له التحية العسكرية وعزف نشيد الموت، أدخل بعدها الى داخل البازيليك وسط التصفيق الحاد ونثر الورود على النعش.

 

المواقف المستنكرة لجريمة اغتيال الحاج تتواصل ودعوات الى نبذ الخلافات انقاذاً للوطن

المركزية - في يوم تشييع مدير العمليات في الجيش اللبناني اللواء الركن الشهيد فرنسوا الحاج ومرافقه خيرالله هدوان، استمرت البيانات والاصوات الشاجبة والمستنكرة للجريمة. وأجمعت المواقف على ان "هذا العمل الارهابي يستهدف اضافة الى المؤسسة العسكرية، الشعب اللبناني ومسيرة السلم الاهلي". ودعت هذه المواقف الى ان "تشكل هذه الجريمة فرصة وطنية جامعة لتذليل العقبات بهدف الخروج من ازلامة المستعصية التي تهدد الوطن وابناءه".

سكاف: واستنكر رئيس الكتلة الشعبية النائب الياس سكاف جريمة الاغتيال قائلا: "باستشهاد العميد فرنسوا الحاج خسرنا شعبا وجيشا ومؤسسات قامة من خيرة قامات هذا الوطن، وصرحا بطلا علمنا في خلال حرب تموز وفي معارك "نهر البارد" امثولات في التضحية والشرف والوفاء والكرامة سيذكرها التاريخ بفخر، وستطبع في ذاكرة اجيالنا المتعاقبة بأحرف مرصعة بالدم والغار والانتصارات".

اضاف: "عجز الشر الظلامي عن النيل من العميد الشهيد فرنسوا الحاج في ساحات الزغى، فامتدت يد الغدر خلسة ترديه على الطرقات بانفجار جبان. إننا نتقدم من عائلته، ومن عائلات الشهداء الابرياء، ومن الجيش اللبناني ومن قائده العماد ميشال سليمان بأحرّ التعازي سائلين الله تعالى ان يغمدهم فسيح جنانه، طالبين من الدولة اللبنانية تقدير البطل الشهيد العميد فرنسوا الحاج وتكريمه وايفائه حقه على ما بذل من عطاءات للوطن لا تقدر، سيما بعد ان قدم دمه وروحه قرباناً على مذبح لبنان وهو في ريعان شبابه".

مجدلاني: بدوره وجه النائب الدكتور عاطف مجدلاني برقية تعزية الى قائد الجيش العماد ميشال سليمان باستشهاد اللواء فرنسوا الحاج، جاء فيها: "مرة جديدة يضرب الارهاب لبنان، وهذه المرة اختار المتآمرون القلب، وفي توقيت دقيق يلعب فيه الجيش الوطني بقيادتكم الحكيمة دور صمام الامان لوطن دفعه البعض الى فراغ رئاسي يحمل في طياته كل انواع المخاطر".

وقال: "لقد هالنا سقوط شهيدنا الغالي اللواء فرنسوا الحاج بهذا الاسلوب الهمجي الذي ان عبر عن شيء، فإنما يعبر عن كمية الحقد التي يختزنها الارهابيون للبنان، ويؤكد ان الارهاب يتربص بالبلد ولا يوفر المؤسسة العسكرية بما ترمز اليه هذه المؤسسة خصوصا في هذا التوقيت".

اضاف: "بمزيد من الأسى واللوعة نتقدم منكم ومن ذوي الشهيد الكبير بأحر تعازينا، راجين ان يكون استشهاده بمثابة حافز إضافي للمؤسسة لمواصلة مهمتها المقدسة في حماية الوطن، وللسياسيين لكي يحزموا أمرهم ويتوجهوا الاثنين الى المجلس لانتخابكم لرئاسة الجمهورية، لأننا بهذه الطريقة فقط ننتصر على الارهاب".

قصارجيان: تقدم النائب أكوب قصارجيان في بيان من قائد الجيش العماد ميشال سليمان ومن الجيش اللبناني بأحر التعازي باستشهاد العميد الركن فرنسوا الحاج ومرافقه، ونوه "بدور الجيش قيادة وضباطا وأفرادا، ودوره البطولي ودفاعه عن الوطن والشعب وما يقدمه من تضحيات وشهداء دفاعا عن أمن الوطن وصونا للوحدة والانصهار والعيش المشترك".

يتيم: من جهته شجب النائب السابق حسين يتيم الجريمة، وقال: "لا تزال يد الاجرام تعبث بهذا البلد الجميل وكأن صراعات المصالح الدولية والاقليمية لم تجد لها مساحة للجرائم الدموية الا في لبنان. ولكن عندما يستعمل المتصارعون ارض لبنان ساحة لتصفية حساباتهم من جرود الضنية الى عين علق ثم نهر البارد وعندما تصبح الاغتيالات السياسية وسيلة ترهيب واذعان، يعني الامر ان المؤسسة العسكرية هي المستهدفة من خلال اغتيال قائد العمليات في الجيش الشهيد البطل فرنسوا الحاج. ويعني الامر ايضا انه ممنوع على لبنان ان يكون له جيش قوي يحمي قراره ورئيس قوي يقوده وشعب قوي يتمتع بالحرية حتى تبقى المقولة المعروفة قائمة: "لبنان بضعفه لا بقوته".

المرعبي: واستنكر النائب السابق طلال المرعبي في بيان الجريمة، وقال: "لقد ارتكبت هذه الجريمة ولبنان يعيش حالة مأسوية جراء شغور سدة رئاسة الجمهورية وعدم انتخاب رئيس جديد. ولا شك ان استهداف المؤسسة العسكرية ومحاولة النيل منها بعدما اصبح قائدها مرشحا رئاسيا توافقيا، وهي الضمانة الاساسية للبنان ووحدة ارضه وابنائه، انما يشكل تحديا كبيرا ليس للجيش فقط انما لكل اللبنانيين الذين بكوا لهذه المأساة الجديدة".

الرابطة السريانية: ووجه رئيس الرابطة السريانية امين عام اتحاد الرابطات اللبنانية المسيحية حبيب افرام برقية تعزية الى قائد الجيش العماد ميشال سليمان جاء فيها: "لا ترتوي الارض ولا ينضب معقل الرجال، هكذا قدر جيشنا، له روعة الشهادة، على ان ما يحز في القلب، فأن "يرتفع" الذين على رؤوسهم الارزة غدرا في اسوأ الازمنة.

لك، لكل المؤسسة الرمز والضمان، انا معك.

نصلي لوطن متروك مصلوب الا من ارادة جيشه، وللعميد البطل انه ادى الرسالة".

قدامى القوات: من جهتها تقدمت هيئة قدامى القوات اللبنانية من عائلة الفقيد الغالي اللواء الشهيد فرنسوا الحاج ومن عائلة مرافقه المعاون الشهيد خيرالله هدوان ومن قائد الجيش وضباطه وافراده بأحر التعازي القلبية لاستشهادهما وهي تضم صوتها الى صوت قائد الجيش العماد ميشال سليمان في إصراره على ان هذه الخسارة الفادحة لن تنال من قدرة الجيش بل زادته مناعة وقوة وتماسكا".

ورأت ان "القصد من قتل الشهيد اللواء الحاج هو زعزعة هيبة الجيش وعقيدته القائمة على عنصري دعم صمود المقاومة في الجنوب، ومقاومة الارهاب والفتنة في الداخل، اضافة الى قطع الطريق على مهماته في المرحلة المقبلة كقائد للجيش، نتيجة مساره البطولي المعروف طوال فترة تسلمه مهامه العسكرية".

وختمت: "بعد هذه الفاجعة الاليمة، تهيب الهيئة بالجميع بوجوب التوصل الى حل توافقي شامل يريح الرئيس المقبل ويعيد الى البلد وحدته وامنه وازدهاره، وتحييده تاليا عن كافة الصراعات الخارجية القائمة على ارضه".

14 آذار - سيدني: من جهتها اصدرت قوى الرابع عشر من آذار في سدني بيانا جاء فيه: "ضربت يد الإجرام في لبنان مجددا مستهدفة هذه المرة المؤسسة العسكرية ومدير العمليات فيها العميد الركن فرنسوا الحاج الذي حارب وانتصرعلى تنظيم فتح الاسلام السوري في مخيم نهر البارد.

"رسالة دموية أخرى تم توقيتها في الذكرى الثانية لاغتيال النائب جبران تويني، الرسالة هي هي تخطيطا وتنفيذا ومصدرها واحد بات معروفا لدى الجميع. "إن المستفيد الأول من ضرب المؤسسة العسكرية واغتيال مدير العمليات فيها هو من يضع العراقيل أمام وصول قائد الجيش إلى رئاسة الجمهورية.

"إن قوى الرابع عشر من آذار في سدني إذ تستنكر وتدين هذا العمل الإجرامي، تعلن أن الرد على هذا العمل الجبان هو الإسراع بانتخاب قائد الجيش العماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية اللبنانية".

وختم البيان: "تتقدم قوى الرابع عشر من آذار في سدني بأحر التعازي من عائلة الشهيد ومن مؤسسة الجيش اللبناني الباسل ومن جميع اللبنانيين".

النابلسي: الى ذلك، رأى رئيس هيئة علماء جبل عامل العلامة الشيخ عفيف النابلسي في خطبة الجمعة التي القاها في صيدا، "ان اغتيال العميد الحاج جاء تنفيذا لخطة القضاء على الامن ومؤسسة الجيش ووحدته وعقيدته". وقال: "لو توافق اللبنانيون لما بقي مجال للتسلط والانقسام والفتنة واهتزاز الامن، فلسنا اول وطن يتعرض لما نتعرض له ولكننا للاسف الشديد نواجه هذه الاوضاع مشرذمين ممزقين لا نجتمع على رأي ولا نتوحد على موقف وكلمة". وختم مناشدا جميع القيادات "العودة الى قواعد الوفاق قبل ان تطيح رياح الداخل والخارج مجتمعة بالوطن وابنائه".

اتحاد العلماء المسلمين: ودان "الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين" في بيان اليوم، جريمة الاغتيال واكد "ان الجيش اللبناني وقيادته الوطنية وقفوا مواقف بطولية في مواجهة العدو الصهيوني في العقدين الاخيرين خصوصا في اثناء حرب تموز". ورأوا "ان الشعوب العربية سوف تقف دائما في صف الحق والعدل وفي مواجهة المخربين".

بلديات صور: واستنكر اتحاد بلديات قضاء صور في بيان "الجريمة البشعة في حق الوطن وحق جيشنا الباسل الذي استشهد ضحيتها القائد اللواء الركن فرنسوا الحاج. وقال: نعتبر انفسنا اصحاب العزاء، وهذه المصيبة لن تمحى من ذاكرتنا، وستبقى مزروعة فينا لتثبت ارفع معاني التضحية والشرف والوفاء".

بلديات الجنوب: من جهتها أصدرت بلديات محافظة الجنوب بيانا استنكرت فيه الجريمة المروعة "التي هزت الوطن بأكمله"، وتقدمت من اهالي رميش ومن آل الشهيد ومن الجيش اللبناني وقائده العماد ومن جميع اللبنانيين بأحر التعازي.

من جهة اخرى، تم تأجيل الاحتفالات والنشاطات كافة التي كانت مقررة في القرى والبلدات الجنوبية، حدادا على استشهاد اللواء الركن الحاج، ففي صريفا، ألغت البلدية حفل افتتاح المكتبة العامة في البلدة، واشار رئيس بلديتها علي عيد الى "ان أهل البلدة يعرفون جيدا معنى الشهادة وكان لا بد من تأجيل هذا الافتتاح حزنا وحدادا على روح الشهيد البطل فرنسوا الحاج".

خطباء اقليم الخروب: وركز خطباء صلاة الجمعة في معظم مساجد قرى وبلدات اقليم الخروب على شجب واستنكار عملية اغتيال اللواء الركن الحاج.

ورأى الخطباء "ان عملية الاغتيال التي نفذها الجناة المجرمون انما تستهدف الشعب اللبناني بأسره، وتستهدف مسيرة السلم الاهلي التي يعتبر الجيش ضامنها وحاميها".

وناشد الخطباء "السياسيين ان يكون استشهاد اللواء الحاج فرصة وطنية جامعة للخروج من الازمة والسير قدما في عملية انتخاب العماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية".

 

الصدمة كبيرة في العواصم الاوروبيـــة لاغتيال اللواء الركن الحاج

حمادة: ردود فعل دولية ستصدر حيال تعطيل انتخاب رئيس الجمهورية

المركزية - اعتبر وزير الاتصالات مروان حمادة ان الصدمة كبيرة في العواصم الاوروبية كما الحزن والحداد في لبنان لاغتيال اللواء الركن الحاج. واكد انه سيفاجأ الذين يستمرون في التعطيل من ردات الفعل الدولية التي قد تكون بمستوى ربيع 2005 يوم طرد الجيش السوري من لبنان.

كلام حمادة جاء في حديث الى "صوت لبنان" قال: "كما الحزن والحداد في لبنان الصدمة كبيرة جدا في العواصم الاوروبية لاغتيال اللواء الركن فرنسوا الحاج حيث وصلنا لحضور مجلس امناء الجامعة اليسوعية، وقد افسح لنا في المجال للقاء والتشاور مع عدد من المسؤولين الفرنسيين وعلى رأسهم وزير الخارجية برنار كوشنير والمستشار الديبلوماسي للرئيس الفرنسي كلود غيان".

اضاف: "شعرنا الى جانب الصدمة بالتصميم الفرنسي على مزيد من الضغوط التي ستمارسها فرنسا على المرجع الخارجي الذي تعتبره معطلا للاستحقاق الرئاسي، ولمسنا تصميما على الخروج عن السكوت وربما فضح كل عملية التعطيل التي تعرض مؤسسات لبنان الجيش للمجلس النيابي والحكومة والرئاسة والى الاستهداف والفراغ". وعن هذه الضغوط هل ستترجم انتخاباً في جلسة الاثنين ام ان الامور ستؤجل الى ما بعد رأس السنة اعتبر حمادة "ان موعد الانتخاب يوم الاثنين هو موعد مفصلي بمعنى انه اذا تبين، وهنا اتحدث الشعور الاوروبي وتحديدا الفرنسي، ان التعطيل المتعمد مستمر لمنع جلسة الاثنين بحجج واهية، سيكون هناك موقف علني ربما فرنسي وايضا دولي من هذه العملية".

وعن كيفية تعاطي قوى 14 من آذار مع تفويض المعارضة للعماد عون بقيادة الحوار، قال حمادة: "قوى 14 آذار فوّضت النائب سعد الحريري منذ البداية القيام بعملية تمثيلها في المفاوضات التي اعتقدنا منذ اسبوع انها وصلت الى نهاية جيدة بالاتفاق على آلية دستورية سريعة عبر المجلس والحكومة وعودة الى المجلس تتيح تعديل الدستور وانتخاب رئيس للجمهورية في يوم او يومين وربما ساعة او ساعتين، ولكن بعد طول انتظار يجب ان لا ننسى اننا نقترب من الاسبوع الثالث من الفراغ الرئاسي، وهذا ان دلّ على شيء فهو يدلّ على ان النية ليست من نختار رئيسا للجمهورية ولكن النية المبيتة للبنان هي منعه من انتخاب رئيس للجمهورية وابقاء الفراغ لأجل غير محدد، ولغاية نعرف ما هي، وبالتالي سيفاجأ الذين يستمرون في التعطيل، اكانوا داخل لبنان ام خارجه، بأن ردات الفعل الدولية قد تكون بمستوى ربيع 2005 يوم طرد الجيش السوري من لبنان".

وعما اذا ما زالت ارضية التفاوض على اساس انتخاب العماد سليمان رئيسا للجمهورية او هناك تبدلات للخيارات شدد حمادة: "نحن لم نشاور احدا في هذا الخيار ومصممون على هذا الخيار ومرشحنا العماد سليمان، والآلية لانتخابه تلزمنا بتعديل للدستور وفق الدستور وليس خارج الدستور، وبالتالي نستطيع بحسن نية صغيرة من المعارضة ومن رئيس المجلس- الذي نتساءل كيف انتقل ملف التفاوض منه الى العماد عون- ان نتمم ذلك يوم الاثنين، كما قلت يوم مفصلي لن تكون الامور بعده مثلما كانت قبل لأننا الآن امام مخطط واضح بمنع لبنان من انتخاب الرئيس ومصدر هذا المخطط معروف وهو النظام السوري الذي لا يحسب للبنان الا كم سيجني من مكاسب ديبلوماسية وميدانية على حساب دماء هذا الجيش، كل ذلك بات واضحا اليوم في الاروقة الديبلوماسية وفي العالم، كما قلت سيفاجأ الجميع خلال الساعات والايام القليلة المقبلة التي تفصلنا عن الاثنين بردات الفعل على استمرار هذا التعطيل خصوصا بعد افشال لائحة غبطة البطريرك واختراع الحجج لمنع السير في انتخاب الرئيس".

 

اسرار الصحف الصادرة صباح اليوم الجمعة 14 كانون الاول ديسمبر 2007

ورد في الصحف هذه الاسرار

النهار

اسرار الآلهة

لوحظ أن فرنسا أبدلت بسياسة مكافأة سوريا، سياسة معاقبتها اذا لم تغيّر سلوكها حيال لبنان.

من المسوؤل

شبّه مرجع ديني في حديثه الى زواره جمهور بعض الزعماء الموارنة بجمهور "برأبا" الذي طلب من بيلاطس البنطي العفو عنه ونادى بصلب المسيح!

لماذا

تتوقع مصادر سياسية أن يقوم اللواء عمر سليمان مدير المخابرات المصرية بزيارة قريبة لدمشق.

المستقبل

قال ركنٌ سياسيّ إن كلام نائب الرئيس السوري فاروق الشرع بمثابة "وصفة" لجريمة اغتيال العميد فرانسوا الحاج لأن من عادة الشرع أن ينعى قبل أي جريمة.

تؤكد مصادر مطّلعة أن الحكومة ستقوم بواجبها في إعداد مشروع قانون تعديل الدستور لوضع الجميع أمام مسؤولياتهم.

أفادت أوساطٌ متابعة أن اجتماعاً لممثلين عن "المعارضة" عُقد في العاصمة السورية قبل الكلام الذي صدر عن فاروق الشرع.

السفير

عمل عدد من الملحقين العسكريين الاجانب على تتبع انعكاس اغتيال اللواء الشهيد فرانسوا الحاج على المؤسسة العسمرية وكانت الاجوبة ان المؤسسة متماسكة

مرجع كبير سابق طلب وسيلة اعلامية تابعة له عدم نقل معلومات نشرت في الصحف الخارجية قبل التاكد من مصدرها

رفض الرئيس امين الجميل البحث في موضوع تعديل الحكومة ونقل لاصدقاء له في الوزارة ان مطلبه الوحيد هم انتخاب رئيس للجمهورية

اللواء

طلبت جهات معنية النص الاجنبي لموقف مرجع غير زمني للتدقيق في الترجمة التي تضمنت تصريحات حول الارتباطات الخارجية المانعة للحل

تمر العلاقة بين مسؤول كبير سابق وقطب معارض بازمة ثقة صامتة على الرغم من عمل لجنة مشتركة بين الجانبين

نقل وسيط موقف مرجع كبير الى رئيس كتلة فاعلة قبل اعلانه من مسار التفاوض على التسوية

البيرق

عادت الامور الى مجاريها بين مرجع كبير واحد الاقطاب البارزين بعد ازمة وتوتر داما اياماَ

البلد

لوحظ ان مرجعية سياسية موالية كان لها اخيرا موقفان الاول توافقي هادئ والثاني هجومي كوجهي العملة ( طرة ونقشة )

كثر التداول بعد عملية الاغتيال امس الاول بلوائح واسماء لكن قياديا بددها بالقول اذا استشهد واحد نبت مكانه الف "

تنوي قيادات روحية اشاعة مشاعر المحبة والموالفة في محاولة لقطع الطريق امام عمليات الاحباط التي عادت تتسلل الى كل البيوت

في مناسبة اليمة ستكون هناك كلمتان معبرتان بدقة بعيدا عن السجالات السياسية التي صارت ممجوجة لدى المواطنين

طلبت مراجع مسؤولة عدم الافراط في التحليلات غير الواقعية احتراما لقدسية الشهادة

الشرق

كلام سياسي بارز على موضوع وظيفي حساس للغاية ترك انطباعا لدى البعض بوجود توافق بين المعارضين على تعيينات حاسمة قبل البحث فيها امام مجلس الوزراء ومعرفة رد فعل الرئيس العتيد ؟

قناة حزبية تبنت تسويق معلومات عن مرحلة " حرب الالغاء" لتظهر من كان من العسكريين في هذا التوجه او ذاك (00) من دون العودة الى قيادة الجيش

شخصية رسمية غابت عن مناسبة اجتماعية اعادت الاسباب الى ان المعنيين بالموضوع لم يوجهوا اليها دعوة على رغم معرفتهم بانها لم تكن تتوانى عن الحضور 00

 

مكاري: أي قيادي في 14 آذار مستعد للتفاوض مع أي مفاوض من 8 آذار على أساس بند واحد تعديل الدستور وانتخاب العماد سليمان رئيسا

بري فقد أهليته كمفاوض بعدما فقد أهليته كرئيس للمجلس النيابي وهدف 8 آذار الوحيد هو منع وصول قائد الجيش الى سدة الرئاسة

وطنية - 14/12/2007 (سياسة) رأى نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري، في بيان بعد ظهر اليوم: "انه مرة جديدة تثبت قوى 8 آذار أن هدفها الفعلي هو منع وصول العماد ميشال سليمان إلى رئاسة الجمهورية". أضاف: "عندما أطلق الرئيس (رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه) بري مبادرته من بعلبك، أعلن أنه مكلف بالتفاوض باسم قوى 8 آذار. وبناء عليه كلفت قوى 14 آذار النائب سعد الحريري التفاوض معه باسمها. عندما وجدت 8 آذار نفسها في مواجهة مرشح توافقي حقيقي، قوي ومدعوم من غالبية الشعب اللبناني، لجأ الرئيس بري إلى شروط تعجيزية في وجه المرشح نفسه أولا، وفي وجه نواب الأمة، بمعادلة: إما تعديل وانتخاب غير دستوريين، وإما لا تعديل وبالتالي لا انتخاب". وتابع: "وعندما انكشفت هرطقة الرئيس بري الدستورية أمام اللبنانيين جميعا، وعلى لسان كبار القانونيين والدستوريين، وعدد من حلفاء بري من الرئيس سليم الحص إلى الرئيس عمر كرامي مرورا بفتحي يكن، لجأ إلى ضرب استقرار التفاوض نفسه".

وأردف: "في مرحلة أولى، حاول بري من جهة واحدة، نزع تكليف 14 آذار للنائب سعد الحريري للتفاوض باسمها، فأجابته 14 آذار أنها هي وحدها من يقرر من يفاوض باسمها. عندها لجأت قوى 8 آذار، على لسان العماد عون إلى نزع التكليف عن مفاوضها هي، الرئيس بري، وتكليف العماد عون مفاوضا مكانه. والنتيجة واحدة: قوى 8 آذار تمنع وصول العماد سليمان إلى رئاسة الجمهورية".

وقال: "هذا في الشكل، أما في الجوهر، فقد تقدمت قوى 14 آذار بورقة واضحة وصريحة، معلنة مباشرة عبر وسائل الإعلام وملخصها مباشر وواقعي وفوري وبسيط: تعديل الدستور، ثم انتخاب العماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية. أما قوى 8 آذار، فتطالعنا بورقة مستورة، وسرية، للتفاوض، وهو ما يدفع إلى التساؤل عن سبب السرية والتستر في مواجهة الشفافية والعلانية".

أضاف: "وما ينقله السفراء وتسربه وسائل الإعلام عن هذه الورقة، فهو محاولة إجهاض للرئاسة قبل بدئها ومحاولة نزع كل الصلاحيات عن الرئيس المسيحي قبل انتخابه. فصلاحية الرئيس المسيحي توقيع مرسوم تشكيل الحكومة وها هي 8 آذار تشترط تشكيل الحكومة وتوزيع مقاعدها قبل حتى تعديل الدستور، فما بالك عن الانتخاب".

ولفت الى أن "حق الرئيس المسيحي، خصوصا إذا كان له أن يستعيد "الحقوق الضائعة" للمسيحيين، أن يتمثل بعدد من الوزراء في كل الحكومات، وبخاصة أولى حكومات عهده، فإذا بقوى 8 آذار تشترط حكومة 17 أكثرية - 13 معارضة لا ذكر لوزراء فخامة الرئيس المسيحي فيها ولاوجود له فيها. وحق الرئيس المسيحي عرفا وممارسة اختيار قائد الجيش، فإذا بقوى 8 آذار تشترط الاتفاق على قائد الجيش حتى قبل التعديل والانتخاب".

واستطرد: "ناهيك عن أن شرط تشكيل الحكومة حتى قبل انتخاب الرئيس هو ضرب واضح وصريح للآلية الدستورية القاضية باجراء فخامة الرئيس استشارات نيابية ملزمة فور انتخابه، كما أن شرط التوافق على المجلس الدستوري قبل التعديل والانتخاب نسف للآلية الدستورية القاضية بتعيين الحكومة نصف أعضائه وانتخاب المجلس النيابي لنصفهم الآخر".

وقال: "إنني أجزم أن أي قيادي في 14 آذار، سواء كان الرئيس أمين الجميل، أو النائب سعد الحريري، أو النائب وليد جنبلاط أو الدكتور سمير جعجع على أتم الاستعداد للتفاوض مع أي مفاوض من 8 آذار على أساس الورقة الصريحة والشفافة والعلنية التي تقدمنا بها للبنانيين جميعا، وفيها بند واحد: تعديل الدستور وانتخاب العماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية. إلا أن ذلك لا يغير في الواقع والحقيقة شيئا. فلم يعد اللبنانيون بحاجة لإثبات أن هدف 8 آذار الوحيد هو منع وصول العماد ميشال سليمان إلى سدة رئاسة الجمهورية، ولا حاجة لمزيد من البهلوانيات التفاوضية والدستورية لإقناعهم بذلك". وختم بالقول: "ربما تكون الفائدة الوحيدة من نزع العماد عون شرعية تمثيل 8 آذار عن الرئيس بري هي الإعلان الصريح بما يعرفه جميع اللبنانيين: أن بري فقد أهليته كمفاوض بعدما فقد أهليته كرئيس للمجلس النيابي".

 

النائب علي الخليل رد على بيان نائب رئيس مجلس النواب: اننا امام مشهد تكرار التهرب من الالتزامات والتوافق

وطنية - 14/12/2007 (سياسة) صدر عن النائب علي حسن خليل البيان الآتي: "جعلنا كلام (نائب رئيس مجلس النواب) السيد فريد المكاري نصدق ولو للحظة من خلال بيانه، المرقوم في "قريطم" تنفيذا لاوامر السيد "الزعيم"، انه فعلا كعنوان البيان الصادر نائبا للرئيس محترما موقعه الذي سقط بعد يومين وهو يمارس على حساب كرامة الموقع والدور والطائفة صفة التابع الملحق للملحقين الاعلاميين الذين يكتبون له ولا يدري، وبعكس ما حاوله الوارث في بيانه المنسوخ على لسان الفاقد للاهلية، فان تجربة الرئيس بري وممارسته في المجلس وخارجه والتي شكلت أمان اللبنانيين في زمن ارتجال السياسات والتراجع عن الاتفاقات ورمي الكرة لدى الاخرين وتشويه الحقائق لتغطية الخلفيات التي تطرح حولها عشرات الاسئلة والاستفهامات، هذه التجربة لدى الرئيس كانت وما زالت ملك اللبنانيين ومحط آمالهم في ادارة الحلول للازمات وايجاد المخارج التي تقفل ابوابها هواة السياسة الجدد ومحترفي تلقي التعليمات وفنون المخابرات.

ان الرئيس بري، وقبل الاستفاقة الاخيرة للزعيم والحاشية وكما هو معلوم لكل اللبنانيين، أول من طرح ترشيح الجنرال ميشال سليمان رئيسا للجمهورية. وتلقينا الاجوبة يومها عبر الاعلام الخاص والعام المرافق العنترية الرافضة لهذا الخيار، مرة كرمى للدستور ومرة اخرى انتفاضة لكرامة رفض التبعية لدول اخرى كما ادعوا. ليأتي هذا الكلام اليوم خلطا للحقائق وتعتيما على ثابتة لن نتراجع عنها وهي خيار الالتزام بهذا الترشيح الذي نرى فيه ضمانة واستقرارا للبنان واللبنانيين.

مرة اخرى يضطرنا حجم التشويه الفاضح للحقائق ان نقول ما التزمنا بابقائه في امانة الجلسات، لكن الاستخدام المجتزأ للتغطية على الهروب من الالتزام لدى المفوض المفترض تجعلنا نجدد ما قلناه وما كان يجب ان يسمعك اياه شيخك الحاضر.

ان الرئيس بري كان واضحا في حرصه على الالتزام بالدستور وبحقوق المكونات السياسية والطائف

ية في اختيار رئيس الحكومة وتشكيلتها وتوزيع الحقائب، ووحده، ما أكدنا عليه والتزم به المفاوض باسمكم، هو تصحيح الخلل القائم والوفاء بالعهد والوعد الذي اطلقته كل الاصوات التي ذكرت من القادة السياسيين في 14 اذار حول حكومة الوحدة الوطنية التي توافقنا كما كنا نعتقد على ان تكون وفق نسب المثل النيابية واحجامها فاذا بنا امام مشهد تكرار التهرب من الالتزامات والتوافق. وكل المصطلحات التي وردت لتغطي حجم الانكشاف امام اللبنانيين والتهرب من صياغة التفاهم السياسي الحقيقي بين الموالاة والمعارضة الذي يحصن فخامة الرئيس الجديد ولا يستهدف او يعطل وصوله والحفاظ على صلاحياته ودوره، كلها لن تخفي حقيقة واحدة اننا اردنا التعامل مع زعيم للاكثرية فاذ بنا امام من يريد ان يعيد نفسه الى حجم امثالك".

 

بيان للسفارة السعودية ينفي معلومات أوردتها جريدة "الاخبار": المسعى السعودي في لبنان لتقريب وجهات النظر لا المشاركة في القرار

وطنية - 14/12/2007 (سياسة) صدر عن السفارة السعودية في بيروت البيان الآتي: "نشرت جريدتكم (الاخبار) في عددها الصادر يوم الجمعة 14 ديسمبر 2007 مقالا للاستاذ ابراهيم الامين بعنوان "السعودية تحسم: الحريري والسنيورة خارج الحكومة"، تضمن معلومات مغلوطة. يود المكتب الاعلامي في سفارة المملكة العربية السعودية تسجيل بعض الملاحظات حولها:

اولا: ان ثوابت السياسة السعودية تقوم على عدم التدخل في الشؤون الداخلية لأي بلد مهما بلغ شأن العلاقات بينهما.

ثانيا: ان المسعى السعودي الجاري في لبنان ينبع من حرص القيادة السعودية على امن واستقرار هذا البلد الشقيق ولا يهدف الى المشاركة بالقرار السياسي فيه بل الى تقريب وجهات النظر بين الافرقاء السياسيين ليعودوا الى الحوار ويجدوا الحلول للمشكلات العالقة في ما بينهم.

ثالثا: ان الدستور اللبناني واضح تماما في مسألة تعيين رئيس الحكومة ودور السادة النواب في هذا المجال عبر الاستشارات التي يجريها رئيس الجمهورية وليس لأحد التقليل من احترام النصوص القانونية وتجاوز الاعراف لأن في ذلك ضربا للنظام اللبناني كما ان هناك اكثرية نيابية لها ان تمارس دورها وتقرر ماذا تريد في الشؤون السياسية.

رابعا: ان المعلومات التي يعرضها المقال وينسبها الى اتصالات اقليمية ودولية ويقدمها على انها موقف حاسم تجافي الحقيقة وتجعلنا نتساءل من هي هذه المصادر التي لا نعرفها، او هل هناك جهات تزود الصحيفة بهذه المعلومات لغاية ما.

خامسا: يأمل المكتب الاعلامي من جميع وسائل الاعلام والسادة الصحافيين تقدير دقة المرحلة السياسية التي يمر بها لبنان واعتماد الموضوعية في نشر الاخبار والمعلومات لأن الحقيقة هي اكثر ما يحتاجه الرأي العام اللبناني".

 

الشيخ قاسم:لا انتخاب لرئاسة الجمهورية بمعزل عن سلة متكاملة تتضمن نقاطا نتفق عليها ومدونة على ورقة في جيب العماد عون

ننتظر أجوبة عن حصة الرئيس في الوزارة وتأثيرها على الثلث الضامن

ألم تجدوا نتائج خياراتكم غير الدستورية بالمأساة وراء الأخرى؟

يجب الاتفاق على التفاصيل وضمانات بإعلان رسمي امام الناس برعاية فرنسية

وطنية - 14/12/2007 (سياسة) تحدث نائب الأمين العام ل"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم، في لقاء سياسي في قاعة الأبرار في حارة حريك فقال: "أزمة الثقة بين المعارضة وقوى السلطة كبرت، ولم يعد مقبول أن يقول احد صدقوني، وأحلف بالله العظيم، ثم نصدقه، وأزمة الثقة لا تحل بسهولة، فهي تحتاج إلى إجراءات واتفاقات حقيقية، حتى نبدأ بالثقة مجددا لتعود اللحمة ونتفق على الأمور بطريقة موضوعية، فالخطب الرنانة لا تكفي، والكلام على المنابر أننا سنكون إن شاء الله بعد انتخابات رئاسة الجمهورية شركاء في الوطن، هذا كلام لا يصرف، فأنت تقول لي كل يوم شركاء في الوطن وتقوم بمشاكل كبيرة. الشراكة في الوطن ليست منَّة لك، أنا جزء من هذا البلد وأنت جزء من هذا البلد، شراكتنا هي شراكة من خلق الله تعالى وليست منَّة لا منك ولا من غيرك، فلا نريد مواعظ ومشاعر".

أضاف: "قلنا لهم نحن ندعو إلى رئيس توافقي من سلة متكاملة، تكون محيطة بهذا الاتفاق على الرئيس، قالوا: لا، فقط الرئيس، لماذا فقط الرئيس؟ لأن البلد الآن يحتاج إلى انتخابات رئاسية، وبعد الرئيس كل شيء يحل، إذا كان كل شيء يحل فحلوه قبل انتخابات الرئيس، والأمور المختلف عليها سهلة طالما حللنا مشكلة الرئيس، وتعالوا نتفق عليها وننجزها عندها ندخل إلى انتخابات الرئيس ضمن سلة متفق عليها فنرتاح وترتاحون ويبدأ البلد في الحل الحقيقي. نحن لا نثق أننا إذا انتخبنا الرئيس كما يريدون سيلتزمون بحكومة الوحدة الوطنية أو بأي شيء آخر، بل التجربة السابقة لسنة تقريبا في التسويف والمماطلة والخروج عن الاتفاقات والتعهدات والمراهنة على عامل الوقت كلها تثبت أنهم يختارون ما ينفعهم، ولكن لا يعملون بما يؤدي إلى الشراكة الحقيقية. لذلك نحن في حاجة إلى من يطمئننا بعد هذه التجربة المريرة من بعد العدوان الإسرائيلي بأن الحلول حلول موضوعية وقابلة للحل".

تابع "ولأكن واضحا أكثر، التوافق سلة متكاملة تتضمن رئاسة الجمهورية انتخابا، ومجموعة نقاط نريد أن نتفق عليها، قبل إجراء الانتخاب، وهذه النقاط ليست مفتوحة وإنما محددة، ومدونة على ورقة موجودة في جيب العماد ميشال عون، اذهبوا وناقشوا معه ويمكن أن نصل خلال 24 ساعة إلى حل متكامل اذا كان هناك جدية، أمَّا إذا رفضتم أصل النقاش وبقيتم مصرين على أنكم لا تقبلون بأي سلة متكاملة فهذا يعني أنكم لا تريدون الحل، لأنه لا انتخاب لرئاسة الجمهورية بمعزل عن السلة المتكاملة، فنحن مصرون على انتخاب الرئيس غدا إذا كنتم جاهزين للتوافق من أجل أن نخرج البلد لمصلحة هذا الانتخاب، هذا الامر الاول".

وقال: "اما الأمر الثاني فهو ان هذه النقاط الموجودة في السلة لها سقف اسمه المشاركة، نحن لا نريد استئثاركم ولا نقبل أن نستأثر، ونحن لا نريد الزامكم بخسائر لا تتحملونها ولكن لن نقبل أن تسببوا لنا خسائر إضافية تسبب الخسائر للوطن، أنتم أخذتم حصتكم في حكم لسنة ونصف بعد العدوان الإسرائيلي، وفشلتم فشلا ذريعا بحكومة غير دستورية وبأداء لم يحقق أي شيء من الاستقرار بل كل يوم نتراجع إلى الوراء أكثر في كل شيء، في الاقتصاد، وفي الوضع الاجتماعي، وفي الوضع الأمني والسياسي، يعني يمكنكم أن تدخلوا في صحيفة "غينيس" للأرقام القياسية بالفشل الذي تسجلونه بشكل متتابع في لبنان من خلال وجودكم، ونحن لا نريد أن تستمر هذه التجربة.

ثالثا، الحل اليوم هو الحل غدا، والحل غدا هو الحل بعد غد، والحل بعد غد هو الحل إلى ما شاء الله أن يمتد الزمن فلا تضيعوا الوقت، أمَّا أن تعملوا على عامل الوقت فعامل الوقت ليس لمصلحة أحد، ولا تراهنوا على عامل الوقت لتأخذوننا إلى حيث تريدون، لا، لأن أكثر من المصاعب التي وضعتموننا فيها ماذا يوجد، لذلك لا تضيعوا ولننهي هذا الملف في أسرع وقت ممكن ونحن ننتظر استجابتكم العملية.

رابعا: ابدأوا بالحوار، انتدبوا منكم يا قوى السلطة من ترونه مناسبا، فيتفضل ويجلس مع النائب ميشال عون ويبدأوا بنقاش النقاط حتى يقرِّبوا وجهات النظر لندخل إلى الحل، وإذا أردتم أدخلوا وسطاء يساعدون في تقريب وجهات النظر، ولكن لا يكون الحل بالتراشق الإعلامي.

خامسا: ما نتفق عليه يحتاج إلى ضمانات، والضمانات غير معقدة، وفي جلسة الحوار يتم الاتفاق على الضمانات التي قد تكون مثلا إعلانا رسميا أمام الناس برعاية مثلا فرنسية أو ما شابه بأن الأطراف المعنيين اتفقوا ووصلوا إلى نتيجة حتى يعرف الناس تماما ما اتفقنا عليه، أو أي صيغة أخرى يمكن أن يتفق فيها على الضمانات التي نتفق عليها، عندها نبدأ الحل مباشرة يتم انتخاب رئيس الجمهورية وتقر السبحة في الاتفاقات التفصيلية".

أضاف: "وإلا كيف ننتخب الرئيس من دون معرفة أفق الحل، نعطي مثالا واحدا لتبيان المشكلة: قالوا نحن حاضرون لتأخذ المعارضة 45 في المئة بحسب تمثيلها في المجلس النيابي، والموالاة 55 في المئة، أي إذا كان عدد الوزراء 30، 13 للمعارضة و17 للموالاة جيد، ولكن لم تجيبوا عن سؤال، حصة رئيس الجمهورية كم ومن أين؟ وهل تؤثر على الثلث الضامن أم لا؟ ولا نريد أن ندخل في مشكلة غير محسوبة وبعدها نقول نحن اتفقنا على 13/17 وهذا لم نكن قد أجبنا عليه ولا نريد أن يأتي الجواب بشكل يخرب كل الاتفاق، نريد أن يكون الجواب واضحا وهذا أفضل للجميع حتى لا نختلف بعد حين، ولن ندخل في التفاصيل الجزئية ولا بالشؤون التفصيلية التي تحتاج إلى قوانين ومراسيم، ولن ندخل إلى مكاسب الطوائف ولا مواقعها، كل ما نتحدث عنه هو مجلس الوزراء الذي هو بحسب الدستور مجلس يمثل كل القوى وكل الطوائف ويحكم مجتمعا فهو مجلس للبنان، وبالتالي نحن نتفق على هذا المجلس المعروف برئيسه وبالتالي لا حاجة لأن نضيِّع الجهود حول إذا كان الأمر يمس طائفة أو مذهب أو ما شابه لأنه لا يمس شيئا.

لذلك نحن نريد أن نتفق على التفاصيل وهذه السلة مطلوبة لأن التجربة معكم تجربة مرَّة ولن تساعد، أنتم تقولون أن عامل الزمن أساسي ومهم، ونحن نقول أيضا أن عامل الزمن أساسي ومهم، ونحن دعوناكم منذ سنة ونصف إلى حكومة وحدة وطنية، ولو تحققت حكومة الوحدة الوطنية كانت الانتخابات الرئاسية أتت بسهولة وعامل الثقة ازداد في ما بيننا والمشاكل كانت محدودة وبسيطة، وكنا حلينا جزءا كبيرا من المشاكل التي وقعت في لبنان، ولكن أنتم كنتم تقولون دائما :لا، حتى الآن أنتم لم تقولوا نعم بعد، أن تقولوا نعم للرئيس التوافقي فهذه ليست مكرمة لكم، لأننا نحن أيضا نقول نعم للرئيس التوافقي، بل نحن أول من طرح من خلال الرئيس نبيه بري مبادرة تقول بالدعوة إلى الرئيس التوافقي، وقلتم : لا لفترة من الزمن ثم وافقتم عليها، فالموضوع له علاقة بمصلحة لبنان، واعلموا أنكم إذا قدمتم كما قدمنا، وكما عندنا من استعداد لنقدم أيضا لأن الاتفاق فيه تنازلات متبادلة عندها يربح لبنان".

وقال: "نحن ندعو إلى حل سياسي سريع، وإذا كانوا مستعدين لإنجاز هذا الأمر خلال يوم أو يومين فنحن حاضرون ليل نهار من أجل إنجاز الحل وانتخاب الرئيس، الآن المسؤولية عندكم ، لا نريد مواعظ ولا خطب رنانة ولا كلام عن التوافق من دون ترجمة عملية، نريد ترجمة على الورق باتفاق واضح لنقاط محددة وليست مفتوحة. واليوم نحن في بلد فيها فراغ مزدوج، وأنتم عطلتم رئاسة الجمهورية عندما كان هناك رئيس دستوري، وحكمتم من خلال حكومة غير دستورية، وأعطيتم تجربة ونموذجا لا تشرف ولا ترضي ولا تبني الثقة، وبعد ذلك إلى أين ستصلون؟ وإذا أردتم المراهنة بالضغوط علينا، بين أن يكون هناك ضغط لمصلحة لبنان أو ضغط من أجل منافع آنية نحن نتحمل لمصلحة لبنان، ولا أحد يراهن هذه المراهنة، فلذلك لا تتعبوا أنفسكم ولا تتعبوننا معكم، فالناس منتظرة، والناس دفعت كثيرا من وضعها الاجتماعي والاقتصادي، يوجد خلل كبير في الساحة، وهذا لا يعالج إلا أن نكون معا. فالأمس حصل اغتيال لشخصية كبيرة هي شخصية مدير العمليات في الجيش اللبناني العميد فرنسوا الحاج، من يتحمل مسؤولية هذا الاغتيال سياسيا؟ على المستوى الجنائي لا بدَّ من كشف الفاعلين حتى نعرف من هي الجهة الفاعلة، ولكن ألا يوجد مسؤولية على الحكومة غير الشرعية على الذين يتابعون ويتصدون للمسألة الأمنية للبلد. كل هذه الجرائم حصلت ولا يوجد حل لها ولا يوجد أي كشف لها ولا إدانة لشخصية أو جهة، هذا يعني أننا أمام مشكلة، واليوم قتل العميد الشهيد فرنسوا الحاج هو محاولة لإيذاء المؤسسة العسكرية، ومحاولة لإرسال رسالة ضد السلم الأهلي، ومحاولة لمضايقة من كانوا إلى جانب المقاومة، هي محاولة لرفض الاستقرار إذا كان سيبنى على التوافق، فعلى الأقل يجب أن تدفعكم هذه الجريمة التي حصلت لأن تسرعوا في التوافق، والنقاط التي يجب أن نتفق عليها ليست كثيرة وهي أقل من أصابع اليدين، وبالتالي فيهما مصلحة لبنان فتعالوا لنتفق".

تابع "نحن سمعنا في اليومين الأخيرين بتهديدات غير دستورية، وكنت آمل أن نسمع تهديدات باقتحام مواقعنا للتوافق والتعاون، ألم ننتهي من العنتريات والخيارات غير الدستورية، أتريدون تخريب البلد أكثر، ألم تجدوا أمامكم نتائج الخيارات غير الدستورية التي اعتمدتموها حتى الآن وكانت مأساة وراء مأساة، إذا كان الدستور لا يساعدكم، وإذا كنتم لا تملكون قدرة شعبية أو قانونية لأن تصلوا إلى ما تريدون، اعترفوا بالحقيقة والواقع أن لكم حقا معينا تستخدموه بقدره، ولا أن تأخذوا حقكم وحق غيركم فهذا أمر غير وارد، لذلك نتمنى ألا يضيعوا الوقت بالتهديدات، ولنركز على التوافق، نحن ك"حزب الله" نصر على التوافق، حاضرون بأسرع وقت لإنجاز سلة التوافق. نعتبر أن هذا التوافق من خلال البداية المتمثلة بانتخاب الرئيس التوافقي ستفتح الطريق لحل كل الإشكالات القائمة في البلد".

 

النائب علوش:تفويض العماد عون بدلا من الرئيس بري بالحوار يعني عدم جدية واضحة ورغبة بالعودة الى نقطة الصفر

وطنية - 14/12/2007 (سياسة) أكد عضو كتلة المستقبل النائب مصطفى علوش في حديث الى اذاعة "صوت لبنان" ان "اي وطن واي دولة او بلد يخسر نخبه كأنه يخسر ذاته"، لافتا الى "ان المسألة هي حقيقة ان لبنان خسر خلال السنوات الثلاث الماضية مجموعة من خيرة النخب التي هي اساس وجود اي وطن وأساس اي تقدم ومستقبل فيه".

أضاف: "في مقابل هذه الارواح الطيبة والطاهرة التي خسرناها، هناك الآلاف من النخب الذين يتركون البلد مقابل كل استشهاد واغتيال. من الناحية العامة مع كل اغتيال وخسارة نخسر جزءا عزيزا من وطننا ونخسر جزءا عزيزا من المستقبل الذي نعول عليه. اما من ناحية اغتيال الشهيد اللواء الركن فرنسوا الحاج فانه استهداف للمؤسسة العسكرية وهي المؤسسة الاساسية التي حفظت الوطن على مدى السنوات الثلاث الماضية وحافظت على توازن جدي داخل لبنان من خلال عدم الانحياز، وفي الوقت عينه التصرف الايجابي بالمحافظة على الأمن ودفاعا عن لبنان".

ورأى انه "بعد استهداف الكثير من المؤسسات في لبنان من مجلس الوزراء الى مجلس النواب الى رئاسة الجمهورية، فعلى ما يبدو استهدفوا او ضربوا مؤسسة الجيش لتضرب معها الآمال بالمستقبل، وهذا هو السؤال بغض النظر عن الجهة التي قامت بالاغتيال، لكن استمرار الوضع متسيبا واستمرار الحدود سائبة واستمرار الثنائيات الامنية في لبنان يعني ان هناك جهات أمنية داخل لبنان تتحرك في شكل خفي، وقد يكون هناك ما يشجع الكثير من المجموعات التي تتحرك تحت اسماء مختلفة، وكل ذلك يؤدي بالتأكيد الى استمرار وتشجيع الارهاب والمجرمين على القيام بما يقومون به".

وأمل "ان يكون هناك عملية تسهيل للحوار للوصول الى المطلوب وهو عمليا ما عرضته قوى 14 آذار من تعديل للدستور وانتخاب العماد سليمان"، موضحا "ان هناك عقدة جديدة وهي تغير المحاورين والطلب بتغير المحاورين من خلال تفويض العماد عون، حتى ان هناك اقتراحا من الرئيس بري بتغيير المحاورين من الجهة المقابلة على ما بدا أمس، وهذا يعني ان هناك رغبة بعودة الحوار الى نقطة الصفر". وأشار الى ان "المسألة ليست فقط تغيير المحاور المعارض، لكن يبدو من خلال حديث الرئيس بري والذي ألمح اليه من عدم جدية، فهناك عدم جدية واضحة من قبل الرئيس بري على مدى الاشهر الماضية من خلال التسويف والموافقات المبدئية والتراجع عنها والآن البدعة الاخيرة هي تحويل الحوار منه الى العماد ميشال عون".

وردا على سؤال اذا كان تحويل الحوار الى العماد عون يعتبر تكليفا كاملا شرعيا له بالحوار واعتباره ممثلا للتحالف السوري-الايراني، أوضح ان "هناك الكثير من الامور والتعقيدات التي يحاولون الآن وضعها امام احتمال الحوار".

وحول مصير جلسة الاثنين، قال: "من خلال ما أقرأه هناك محاول لكسب كل شيء، وقد اعتبرت المعارضة ان التسهيلات التي تقدمها قوى 14 آذار عبارة عن ضعف فيما عمليا ان الخوف على الوطن هو ما يدفعنا الى القيام بذلك، وقد اعتبروا ذلك ضعفا او ان هناك امكانية للربح بشكل كامل والانتصار بحسب ما يحاولون اظهاره من خلال دفع الوطن وأخذه كرهينة الى حافة الهاوية". وأعرب عن اعتقاده بأن "هذا التصرف سوف يؤدي الى خسارة امكانية ان يكون لنا رئيس قبل فترة الاعياد".

 

"الاحرار":المسؤولية المعنوية عن هذه الجريمة تقع على الذين يزجون الوطن في الفراغ

وطنية - 14/12/2007 (سياسة) عقد المجلس الأعلى لحزب الوطنيين الأحرار اجتماعه الأسبوعي برئاسة الأستاذ دوري شمعون وحضور الأعضاء.

استهل الاجتماع بالوقوف دقيقة صمت حدادا على روح الشهيد اللواء فرنسوا الحاج ومرافقه المعاون الشهيد خيرالله هدوان. بعد الاجتماع اصدر المجتمعون بيانا جددوا فيه "التنديد بالاعتداء الارهابي الأخير الذي هدف إلى زعزعة المؤسسة العسكرية من ضمن مسلسل النيل من ركائز الدولة، بدءا بالحكومة من طريق الطعن في دستوريتها وميثاقيتها بعد الاستقالات المعروفة وغير المبررة، وإقفال مجلس النواب الذي تلاها بحجة رفض استقبال الحكومة تحت قبته".

وكرروا التأكيد "أن المسؤولية المعنوية عن هذه الجريمة الارهابية تقع في الحد الأدنى على الذين عملوا ولا يزالون يعملون لزج الوطن في الفراغ ضمانا لمصالحهم وخدمة لحلفائهم الإقليميين، وليس من قبيل الصدفة في شيء أن يتباهى نائب رئيس الجمهورية السورية فاروق الشرع، للمرة الثانية، بقوة أدوات التبعية والوصاية مسميا القيادات والمنظمات ومعددا مآثرها".

وجاء في البيان: "إننا، وبالرغم من معرفتنا الأكيدة بالنيات المبيتة التي ما فتئنا نلفت إليها ونحذر منها والتي تترجم تباعا تحت حجج وذرائع لا تخفى على أحد، ندعو إلى صحوة ووقفة تبعد شبح الفوضى الذي يحول الوطن برج بابل جديد وتتجسد بالمبادرة إلى ملء الفراغ في أسرع وقت ممكن. ونكرر اقتناعنا بضرورة التزام المبادىء التي نص عليها الدستور بلحظه طرق تعديله وهي تتم بالمشاركة المتوازنة بين رئيس الجمهورية وبين الحكومة ومجلس النواب. ولا يمكن لأي اجتهاد أن يجد حدا أدنى من الصدقية والجدية في وجود نص صارخ بصراحته ووضوحه".

وشددوا على ان "الحكومة مطالبة بوضع مشروع قانون التعديل، وكونها تتولى وكالة صلاحيات رئيس الجمهورية إحالته إلى مجلس النواب الذي عليه إقراره بأكثرية الثلثين. ومن النافل ان اشتراط هذه المشاركة العارمة التي لا تقبل أي استثناء هو دليل على أهمية الدستور واستثنائية الظروف التي تقضي بتعديله. وبالتالي فان الاعتداد باعتبارات لا سند قانونيا لها يعد تلاعبا بالدستور والتفافا عليه لغاية مكشوفة وواضحة بالغا ما بلغت الاجتهادات والادعاءات. ويبقى أن من واجب النواب تحكيم ضميرهم للحيلولة دون استمرار الفراغ، واتخاذ مبادرة تاريخية تتعدى كل الشروخ القائمة، وتلج بالوطن باب الاستقرار لتحصين الوحدة الوطنية وتعزيز المشاركة الحقيقية والوفاق الصحيح من دون التوقف أمام التهديدات والتلميحات المبطنة التي تهدف إلى إحباط الجهود الانقاذية".

وختم المجتمعون بيانهم، مقدمين التهاني للبنانيين عموما والمسلمين خصوصا بقرب حلول عيد الأضحى المبارك، آملين في أن يعقد جميع اللبنانيين العزم على منع أعداء لبنان من التضحية به. وفي مقدمة ما هو مطلوب منهم اليوم رفع الصوت عاليا لإنجاز الاستحقاق الرئاسي، على أن من المسلم به الرجوع إلى الحوار بكل الوسائل المتاحة للتصدي للاشكاليات المطروحة وحل المشكلات المعروفة مما يدخل الاطمئنان إلى قلوب الجميع ويحفزهم على النضال في كنف دولة العدل والقانون والمساواة، وفي ظل الديموقراطية الضامنة حقوق عائلات المجتمع اللبناني كافة".

 

الوزير حماده: لمسنا تصميما فرنسيا على فضح كل عملية التعطيل لانتخاب الرئيس

نستطيع بحسن نية صغيرة من المعارضة ومن رئيس المجلس ان نتمم الاستحقاق الاثنين

وطنية- 14/12/2007 (سياسة) اعتبر وزير الاتصالات مروان حماده من باريس، في حديث لإذاعة "صوت لبنان" حول جريمة اغتيال اللواء الركن فرنسوا الحاج، "ان الصدمة كبيرة جدا في اوروبا حيث وصلنا لحضور مجلس امناء الجامعة اليسوعية، وقد افسح لنا المجال للقاء والتشاور مع عدد من المسؤولين الفرنسيين وعلى رأسهم وزير الخارجية برنار كوشنير".

وقال: "شعرنا الى جانب الصدمة بالتصميم الفرنسي على مزيد من الضغوط التي ستمارسها فرنسا على المرجع الخارجي الذي تعتبره معطلا للاستحقاق الرئاسي، كما لمسنا تصميما فرنسيا على الخروج عن السكوت وربما فضح كل عملية التعطيل".

اضاف: "أظن ان موعد الانتخاب يوم الاثنين هو موعد مفصلي بمعنى انه اذا تبين، وهنا اتحدث الشعور الاوروبي وتحديدا الفرنسي، ان التعطيل المتعمد مستمر لمنع جلسة الاثنين بحجج واهية، سيكون هناك موقف علني من هذه العملية، ربما فرنسي وايضا عالمي".

وعن كيفية تعاطي قوى 14 من آذار مع تفويض المعارضة للعماد عون بقيادة الحوار، قال: "قوى 14 آذار فوضت النائب سعد الحريري منذ البداية تمثيلها في المفاوضات التي اعتقدنا منذ اسبوع انها وصلت الى نهاية جيدة بالاتفاق على آلية دستورية سريعة عبر المجلس والحكومة وعودة الى المجلس تتيح تعديل الدستور وانتخاب رئيس للجمهورية في يوم او يومين وربما ساعة او ساعتين، ولكن بعد طول انتظار يجب ان لا ننسى اننا نقترب من الاسبوع الثالث من الفراغ الرئاسي، وهذا ان دل على شيء فهو يدل على ان النية ليست من نختار رئيسا للجمهورية ولكن النية المبيتة للبنان منعه من انتخاب رئيس للجمهورية وابقاء الفراغ لأجل غير محدد، ولغاية نعرف ما هي، وبالتالي سيفاجأ الذين يستمرون في التعطيل، اكانوا داخل لبنان ام خارجه، سيفاجأون بان ردات الفعل الدولية قد تكون بمستوى ربيع 2005 يوم طرد الجيش السوري من لبنان".

وعما اذا كانت ارضية التفاوض هي على اساس انتخاب العماد سليمان رئيسا للجمهورية ام ان هناك متغيرات، اجاب: "نحن لم نشاور احدا في هذا الخيار ومصممون على هذا الخيار ومرشحنا العماد سليمان، والآلية بالنسبة اليه تلزمنا بتعديل للدستور وفق الدستور وليس خارج الدستور، وبالتالي نستطيع بحسن نية صغيرة من المعارضة ومن رئيس المجلس- الذي نتساءل كيف انتقل ملف التفاوض منه الى العماد عون- ان نتمم ذلك يوم الاثنين، انه يوم مفصلي ولن تكون الامور بعده مثلما كانت قبل لأننا الآن امام مخطط واضح بمنع لبنان من انتخاب الرئيس ومصدر هذا المخطط معروف وهو العاصمة السورية والنظام السوري الذي لا يحسب للبنان الا كم سيجني من مكاسب ديبلوماسية وميدانية على حساب دماء هذا الجيش، كل ذلك بات واضحا اليوم في الاروقة الديبلوماسية وفي العالم، وكما قلت سيفاجأ الجميع خلال الساعات والايام القليلة المقبلة التي تفصلنا عن الاثنين بردات الفعل على استمرار هذا التعطيل خصوصا بعد افشال لائحة غبطة البطريرك واختراع الحجج لمنع السير في انتخاب الرئيس".

 

صرخةُ الشعب إلى قياداته: أخرجونا من هذه الدوامة

كتب المحلل السياسي: الأنوار/الهام فريحه

من دون سابق إنذار، إزدحمت كل الأحداث والتطورات والمخاطر والإحتمالات في ما تبقى من أيام في هذه السنة والتي للأسف كانت مشؤومة أيضاً. أبت هذه السنة إلا أن تنتهي ببصمات الإرهاب الدموي والمأزق الرئاسي، والمعطيان يوصِلان إلى نتيجة محقَّقة وهي الكارثة على الناس. في المُعطى الأوَّل، أي الجريمة، هناك ما هو أقسى منها، أي إستغلالها وإستباق التحقيق ومحاولة توجيه أصابع الإتهام في إتجاهات معينة (قبل أن تُرفَع جثة الشهيد من الأرض) والمفارقة في هذا الأمر أنه حين إغتيال النائب والوزير بيار الجميل إعتُمِد السيناريو ذاته من خلال إلصاق التهمة بجهات، قبل بدء التحقيق، ليثبُت لاحقاً أن الإتهامات سياسيَّة ولا تهدف إلى جلاء الحقيقة بل لإستغلال الجريمة لمآرب سياسيَّة.

 العماد ميشال عون، وحين سئل منذ أشهر عن الجرائم والإتهامات، ذكّر بأنه كان محقِّقاً عسكرياً، وأنه لم يكن يتهم إلا بعد جلاء الحقيقة، أمس تصرف عكس ذلك فوجَّه أصابع الإتهام في إتجاهات معيَّنة وحمَّل وزارة الداخلية المسؤوليَّة، لسنا هنا في معرض الدفاع عنها، لكنه يعلم علم اليقين أن حماية العميد الحاج ليست على عاتق وزارة الداخليَّة، وأن النطاق الذي وقعت فيه الجريمة منطقة أمنية بإمتياز تحت سيطرة الجيش اللبناني، وما لم يقله العماد عون، من إيحاءات وإتهامات، تولّته وسائل إعلام محسوبة عليه أو متعاطفة معه وكلها إستندت إلى ما ورد في صحيفة الزميلة (السياسة) الكويتية منذ أحد عشر شهراً، لكن (السياسة) دأبت منذ ثلاثة أعوام على إيراد أخبار مثيرة تتعلَّق بالملفات الأمنية في لبنان، فلماذا إختير هذا الخبر بالذات ليتم الإستناد إليه?

ولماذا أُهمِلت سائر الأخبار التي أوردتها الزميلة (السياسة)?

هل لأنها لا تُناسب المسار الذي ينتهجه العماد عون?

سؤال نضعه برسم الجنرال من دون أن ندخل في سجال معه.

أما المعطى المتعلق بالإستحقاق الرئاسي، فلقد دخلنا فيه في (الفترة القاتلة)، من اليوم وحتى نهاية السنة، هناك إمكانيَّة لإنتخاب قائد الجيش العماد ميشال سليمان رئيساً للجمهورية من خلال تعديل الدستور بين مجلس النواب ومجلس الوزراء، وما لم يحدث هذا التطور، في هذه الفترة المتبقِّية، لا إمكانية لإنتخاب العماد سليمان بين الأول من كانون الثاني وبين الثلاثاء من الأسبوع الثاني من آذار، موعد بدء الدورة العادية لمجلس النواب، فهل نبقى في الفراغ إلى ذلك الحين?

ومَن يتحمَّل تَبِعات هذا الفراغ على مدى ثلاثة شهور?

إنَّ كلَّ يومٍ يمر في هذه الفترة تُقاس خسائره يومياً بملايين الدولارات على المؤسسات والشركات في كل القطاعات فمَن يقوى على التحمُّل? هذا ليس سؤالاً بل صرخةً من القلب نُطلقها بإسم ملايين اللبنانيين الذين وجدوا أنفسهم في دوامة لا يستطيعون الخروج منها، والأخطر من كل ذلك أن (قياداتهم) تُدرِك عن سابق تصوُّر وتصميم أنها في الدوامة ولا تريد الخروج منها.

 

 بوش يدعو سورية وحلفاءها الى «وقف تخويف اللبنانيين» وصفير يأسف «لتلقي فئة الأوامر من دمشق وطهران» ... لبنان: عون يُعلن تفويضه الحوار مع الأكثرية وبري يُبلغ فرنسا خمسة شروط للمعارضة

بيروت - الحياة  - 14/12/07//

فرضت تداعيات اغتيال مدير العمليات في الجيش اللبناني العميد الركن فرنسوا الحاج، وانقطاع التواصل بين الأكثرية والمعارضة من أجل الخروج من الفراغ الرئاسي الذي يُنهي اليوم أسبوعه الثالث، حالاً من الانتظار الثقيل على اللبنانيين، وسط قلق على المصير. في الوقت ذاته انضم رئيس المجلس النيابي نبيه بري الى حليفيه في المعارضة زعيم «التيار الوطني الحر» العماد ميشال عون، و «حزب الله»، في تصعيد مطالبها وشروطها للقبول بانتخاب قائد الجيش العماد ميشال سليمان رئيساً للجمهورية، رغم عون أعلن أمس ان المعارضة كلّفته بالحوار مع قوى 14 آذار، ما يعني سحبها تفويضها لبري بجهود التوصل الى مخرج من المأزق الحالي.

وتواصلت امس المواقف الخارجية المستنكرة لاغتيال العميد الحاج. وقا الرئيس جورج بوش في بيان: «اني ادين بأشد العبارات اغتيال العميد الركن في الجيش اللبناني فرانسوا الحاج واقدم تعازي الى عائلته وعائلات الابرياء الذين قتلوا معه» الاربعاء في تفجير سيارة مفخخة في بيروت. واضاف بوش «واذ يسعى لبنان لانتخاب رئيس بالطريقة الديموقراطية وبما يتماشى مع دستوره، ينبغي ان يكف تدخل النظام السوري وحلفائه والهادف الى تخويف الشعب اللبناني». وفيما يشيّع جثمان العميد الحاج اليوم، في مأتم شعبي ورسمي، الى مثواه الأخير في بلدة رميش الجنوبية، أكد البطريرك الماروني نصرالله صفير أنه لا يرى مبرراً لاستمرار الفراغ في الرئاسة في ظل الإجماع على العماد سليمان. وأعرب البطريرك في حديث أمام صحافيين فرنسيين عن أسفه «لارتهان فئة من اللبنانيين للخارج خصوصاً أنها لا تزال تتلقى الأوامر من سورية وإيران على حساب مصالح الوطن».

وتواصلت التحقيقات في اغتيال العميد الحاج، وأشارت معلومات أولية الى ان كاميرات كانت موجودة في معرض للسيارات حيث اشتُريت السيارة المفخخة التي استخدمت في الاغتيال، التقطت صوراً لثلاثة أشخاص ابتاعوها، والعمل جارٍ للتحقق من هوياتهم. وأفاد شهود للتحقيق، حسبما نقلت «الوكالة الوطنية للاعلام» الرسمية بأن السيارة المفخخة رُكنت في مكان الانفجار الذي استهدف الحاج قبل 8 دقائق من مرور سيارته، ما يعني ان أكثر من شخص تولّوا مراقبته منذ لحظة خروجه من منزله. وقال مصدر عسكري للوكالة ان ثمة قرائن تجعل التوصّل الى نتائج سريعة ممكناً، مع قطع التحقيقات شوطاً كبيراً. ويجري التثبّت مما اذا كانت كاميرات مراقبة عائدة لأحد المصارف في مسرح الجريمة قد التقطت اشكال الجناة عندما ركنوا السيارة المفخخة.

وعلى صعيد الفراغ في الرئاسة اللبنانية، تحرّك القائم بالأعمال الفرنسي في لبنان السفير أندري باران أمس في اتجاه الرئيس بري ورئيس كتلة «المستقبل» النيابية سعد الحريري لاستكشاف الأجواء بعد توقف الاتصالات بينهما، منذ الاثنين الماضي، ومدى إمكان معاودة التواصل بينهما للتوافق على مخرج لتعديل الدستور قبل انتهاء الدورة العادية للبرلمان نهاية هذه السنة، يتيح انتخاب العماد سليمان رئيساً. وعلمت «الحياة» ان بري عرض أمام باران تصوّر المعارضة للسلة السياسية الشاملة التي تربط بين انتخاب الرئيس والتوافق على الخطوط العريضة لمرحلة ما بعد انتخابه.

وتفيد المعلومات ذاتها بأن بري حدد لباران مطالب المعارضة كالآتي:

- انتخاب العماد سليمان رئيساً لولاية كاملة. ويأخذ بري على عاتقه اقناع عون بالعدول عن مطالبته بأن تكون ولايته موقتة لعامين.

- تشكيل الحكومة بـ 13 وزيراً للمعارضة و17 وزيراً لقوى 14 آذار وفق نسبة ميزان القوى في البرلمان.

- الاتفاق على اسم قائد الجيش الجديد الذي سيعينه مجلس الوزراء خلفاً للقائد الحالي سليمان.

- التفاهم المسبق على أسماء الاعضاء الخمسة في المجلس الدستوري، الذين سينتخبهم المجلس النيابي لاستكمال تشكيل المجلس بعد ان كانت حكومة الرئيس فؤاد السنيورة اختارت الخمسة الآخرين.

- اعتماد القضاء دائرة انتخابية في قانون الانتخاب الجديد.

وحمل باران هذه الافكار الى النائب الحريري الذي اكتفى بالتعليق عليها، كما تقول مصادر قيادية في 14 آذار بالقول ان «من يريد حلاً لا يضع اولاً شروطاً على انتخاب الرئيس ولا يطرح افكاراً تتجاوز صلاحيات السلطة التنفيذية وتشكل التفافاً على الآلية الدستورية المعتمدة لتشكيل الحكومة الجديدة».

ولفتت المصادر ذاتها الى ان بري لم يتطرق في اجتماعه مع باران الى آلية تعديل الدستور لانتخاب سليمان، ولا الى اسم رئيس الحكومة العتيدة، علماً ان قوى 14 آذار تؤيد اعتماد القضاء دائرة انتخابية، وأعلنت مراراً انها تقف وراء البطريرك صفير في هذا الشأن.

واعتبرت ان بري يضع شروطاً على انتخاب الرئيس بخلاف ما كان توصل اليه مع الحريري في اجتماعهما في حضور وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير. وقالت ان رئيس المجلس «تفاهم في السابق مع الحريري على ضرورة انتخاب الرئيس أولاً وأن لا مانع لديه من اصدار بيان باعلان النيات، من دون الدخول في التفاصيل».

وتابعت المصادر أن بري والحريري توافقا على مبدأ تشكيل حكومة وحدة وعلى ضرورة وضع «قانون انتخاب عادل ومنصف»، موضحة ان البند الاخير جاء بناء لاقتراح بري من دون ان يقرنه باعتماد القضاء دائرة انتخابية.

وكشفت مصادر قوى 14 آذار لـ «الحياة» ان اتصال رئيس «اللقاء النيابي الديموقراطي» وليد جنبلاط برئيس المجلس أول من أمس جاء بعد اشادة الأخير بالموقف الذي أعلنه جنبلاط فور استشهاد العميد الحاج. وقالت ان جنبلاط أراد تشجيع بري على اعادة التواصل مع النائب الحريري، باعتبار ان الحوار وحده يقود الى التوافق على مخرج لتعديل الدستور لانتخاب سليمان. ونقلت المصادر عن جنبلاط قوله لبري ان المناسبة الأليمة التي ضربت لبنان باغتيال العميد الحاج يجب ان تكون حافزاً للاسراع في انتخاب الرئيس. كما نقلت عنه قوله ان الحريري لم يقصر في الحوار وانه كان يأمل بحصول تقدم، وأن لقوى 14 آذار ملء الثقة فيه، وأنه مفوض من قبلها.

ورد بري مطالباً القوى المسيحية في الاكثرية بفتح حوار مباشر مع العماد عون، لكن جنبلاط شدد على ضرورة العودة الى التواصل مع الحريري للتوصل الى افكار متقدمة لتعديل الدستور وانتخاب سليمان في أسرع وقت.

واذ أبقت المراوحة جلسة المجلس النيابي المقررة الاثنين المقبل في مهب الريح وعرضة لتأجيل جديد، أعلن رئيس الحكومة فؤاد السنيورة في تصريح له أمس ان لا عذر لعدم انجاز الاستحقاق الرئاسي، داعياً الى احترام الدستور. وقال: «نبذل كل جهد كي تنجح جلسة الاثنين... ونتوقع دائماً من الرئيس بري ان يقوم بهذا الجهد لا سيما ان قلوب اللبنانيين تنتظر منه هذه الخطوة». واعتبر رداً على سؤال حول استقالة الحكومة كمخرج للتعديل الدستوري (لأن المعارضة تعتبرها غير شرعية) ان الاستقالة «تعني الفراغ الكام

 

بوش: تدخل سورية وحلفائها في لبنان يجب أن ينتهي

 واشنطن - ا ف ب - كونا: دان الرئيس الاميركي جورج بوش »بشدة« امس, اغتيال مدير العمليات في الجيش اللبناني العميد الركن فرانسوا الحاج مؤكدا ان على سورية ان تكف عن التدخل في لبنان. وقال بوش في بيان "اني ادين بأشد العبارات اغتيال العميد الركن في الجيش اللبناني فرانسوا الحاج وأقدم تعازي الى عائلته وعائلات الابرياء الذين قتلوا معه" في تفجير سيارة مفخخة. واضاف بوش "واذ يسعى لبنان لانتخاب رئيس بالطريقة الديمقراطية وبما يتماشى مع دستوره, ينبغي ان يكف تدخل النظام السوري وحلفائه والهادف الى تخويف الشعب اللبناني«.

من جهة اخرى, كررت فرنسا امس دعوتها جميع الاطراف اللبنانية لتسهيل انتخاب رئيس توافقي في الجلسة المقبلة لمجلس النواب اللبناني في 17 الجاري.

وقال المتحدث باسم الرئاسة الفرنسية ديفيد مارتينو, في ايجاز صحافي ان بلاده »ملتزمة اكثر من اي وقت مضى بنجاح عملية انتخاب رئيس« بعد حادثة الاغتيال الاخيرة لرئيس العمليات في الجيش اللبناني فرانسوا الحاج, الذي كان متوقعا توليه قيادة الجيش في حال انتخاب القائد الحالي ميشال سليمان رئيسا للبنان. واضاف المتحدث ان »اجماعا يبدو انه بدأ بالظهور« بين القوى اللبنانية, رغم اقراره بوجود بعض العراقيل امام عقد اجتماع ناجح لجميع القوى البرلمانية الاثنين المقبل في بيروت, مشيرا الى ان اغلبها "صعوبات فنية". وخلص المتحدث الى القول ان فرنسا "تظل على اتصال بجميع الاطراف, ونكرر دعوتنا لها لتسهيل انتخاب رئيس في 17 ديسمبر الجاري".

 

تحذير صفير من الارتهان لسورية وإيران استشعار بخطورة الوضع

تكليف المعارضة عون مفاوضة الأكثرية مؤشر تصعيدي يطيل الفراغ الرئاسي

السياسة

 بيروت -"السياسة": خلافا للدعوات التي اطلقتها قوى الاكثرية النيابية اللبنانية حول وجوب اعتبار اغتيال مدير العمليات في الجيش العميد الركن فرانسوا الحاج حافزا لتقريب وجهات النظر بين الفرقاء والذهاب مجتمعين الى مجلس النواب يوم الاثنين المقبل لانتخاب قائد الجيش العماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية, بدا واضحا امس ان جريمة الاغتيال لم تدفع المعارضة الى التخلي عن تعنتها قيد أنملة, وانما على العكس دفعت باتجاه مزيد من التصعيد في مواقف عرقلة الاستحقاق الرئاسي بدليل ما اعلنه النائب ميشال عون عقب ترؤس اجتماع تكتله النيابي من انه بات مكلفا من المعارضة للتفاوض مع الاكثرية بشأن حل سياسي للمأزق القائم.

وفي مؤشر على تصعيد الازمة السياسية فتح النائب عون »النار« على بكركي حيث انتقد البطريرك نصرالله صفير لحديثه عن ارتهان بعض الفئات اللبنانية لسورية وايران, كما لم تسلم الحكومة من تهجم عون, حيث اتهمها بالسهر على عمليات القتل ان لم تكن شريكة فيها.

وفيما اعتبرت اوساط الاكثرية ان احالة المعارضة ملف مفاوضاتها مع قوى 14 آذار من يد رئيس مجلس النواب نبيه بري ووضعه في يد عون, يشكل محاولة من 8 آذار لدفع الامور باتجاه مزيد من التأزيم, فقد رأت الاوساط في المقابل ان »انتقاد البطريرك صفير الفئة اللبنانية المرتهنة لسورية وايران« يعني ذهاب سيد بكركي الى حد تسمية الاشياد بأسمائها بعدما لمس جنوح المعارضة نحو الابقاء على الفراغ الرئاسي الذي ينذر بمخاطر كثيرة تسعى اطراف اقليمية سماها صفير الى استحضارها لتكون منفذا تستعيد من خلاله دمشق وطهران الوصاية مجددا على لبنان.

واستنادا الى العراقيل القائمة بات من المستبعد, حسب مصادر الاكثرية ان تحصل الانتخابات الرئاسية في الجلسة المقررة يوم الاثنين المقبل, واستطرادا فان الجلسة المقبلة قد لا تكون متاحة قبل العام المقبل بسبب فترة الاعياد.

وتقول المصادر ان قوى 14 آذار تدرك تماما حجم المخاطر التي يسببها الفراغ الرئاسي, وهي ستسعى بعد يوم الاثنين المقبل الى اعتماد سياسة مختلفة, حيث يمكن ان تلجأ الحكومة الى ملء المقعد الماروني الذي شغر باستشهاد وزير الصناعة بيار الجميل, وكذلك ملء فراغ المقاعد الشيعية والمسيحية التي شغرت باستقالة سبعة وزراء, وهو الرد الذي ستسعى من خلاله الأكثرية الى ترميم السلطة التنفيذية التي تقوم حاليا بسلطات رئيس الجمهورية, وتمهد بالتالي لتعديل الدستور وفتح المجال واسعا امام انتخاب العماد سليمان.

وبالرغم من ان خطوة ترميم الحكومة لا تبدو محور اجماع لدى فريق الاكثرية, اقله في الايام القليلة المقبلة, بدليل ما قاله رئيس الحكومة فؤاد السنيورة من ان لا نية حاليا لملء المقعد الوزاري الذي شغر باستشهاد الجميل, ومبرر السنيورة في ذلك ان الحكومة تعتبر في حكم المستقيلة عندما ينتخب رئيس الجمهورية, ولا مبرر لاتخاذ اجراء يتبين منه ان الحكومة تواقة الى استمرار الفراغ الرئاسي, غير ان معارضة قوى 8 اذار لتعديل الدستور من شأنه ان يعيد الحسابات لاتخاذ اجراءات قد تكون مغايرة لتجاوز الازمة الراهنة وتأمين الانتخابات الرئاسية.

وعلى وقع هذا التجاذب السياسي الذي تراجع نسبيا بسبب جريمة الاغتيال التي استهدفت القائد المرتقب للجيش اللبناني, توقعت اوساط متابعة ان يعود هذا التجاذب الى وتيرته المرتفعة بعد انتهاء مراسم دفن العميد الحاج اليوم, لاسيما وان البعض حاول ان يستغل اغتيال الحاج في السجال الداخلي من خلال توجيه اتهامات متبادلة بالمسؤولية عن الاغتيال الذي تواصلت امس التحقيقات فيه واجريت الاستقصاءات اللازمة توصلا الى معرفة الاشخاص الذين ارتكبوا الجريمة.

وقد سطر قاضي التحقيق العسكري الاول رشيد مزهر استنابات قضائية الى الاجهزة الامنية المختصة لاجراء الاستقصاءات اللازمة, في الوقت الذي تحدثت فيه مصادر عسكرية ان التحقيقات تعتمد اكثر من فرضية, ومنها فرضية الاستهداف من جانب جهات اصولية ارهابية بسبب وقائع معينة منها نوعية العبوة ومقارنتها بعبوات استهدفت شخصيات سياسية سابقا والعبوات التي استهدفت قوات »اليونيفيل«.

وفيما اعلنت المصادر العسكرية انه تم توقيف ثلاثة اشخاص على ذمة التحقيق, وذلك على خلفية العثور على لوحة السيارة المفخخة في مكان الانفجار وهي مسجلة سابقا بأسماء الاشخاص الموقوفين, فقد نفى القاضي مزهر وجود موقوفين مشتبه بهم, وهو الامر الذي يعني ان جريمة الاغتيال تشكل احجية جديدة تضاف الى مسلسل الاغتيالات التي لم يكشف النقاب عن مرتكبيها, لاسيما وان هذا المسلسل طال حتى الان اكثر من 12 شخصية سياسية وامنية وقضائية, وسط اجماع عام على التحذير من الانفلات الامني الذي يقود الى مزيد من الاغتيالات والقتل.

 

الدكتور جعجع اعلن اسباب التي تم من اجلها الغاء

الحلقة التي كانت مقررة على "تلفزيون الجديد"

وطنية 13/12/2007(سياسة)صدر عن المكتب الاعلامي لرئيس الهيئة التنفذية للقوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع ما يلي : حرصا منا على احترام الوسائل الاعلامية وخصوصا محطة"الجديد "التى نكن لاصحابها وللعاملين فيها كل الاحترام والتقدير،وحرصا منا ايضا على ان تكون الحقيقة واضحة لكافة الوسائل الاعلامية وللاعلاميين، واحتراما للرأى العام ،و منعا لاي تأويل او سوء فهم يمكن ان يفسر الامور على غير ماهي عليه، في هذه المرحلة الحساسة، كان لابد من تحديد الاسباب التى تم من اجلها الغاء الحلقة التى كانت مقررة مساء اليوم الخميس على شاشة "تلفزيون الجديد" مع الاعلامي جورج صليبي، واحتراما وتقديرا للقيميين على محطة الجديد جاء التوضيح على لسان رئيس الهيئة التنفيذية الذى قال :بالحقيقة يهمنى ان اؤكد مرة اخرى ان الغاء الحلقة الماضية تم لاسباب تقنية بحتة ،وانا اعرف تمام المعرفة ان هنالك البعض لا يريد تصديق ذلك لالف سبب وسبب.

أما اليوم : فأنا من بادر بالاتصال بادارة المحطة ، وتباحثت معهم اذا كان بالامكان الغاء الحلقة ، فكانوا على قدر كبير من اللطافة ان على مستوى رئيسة التحرير اوعلى مستوى اصحاب المحطة الذين تفهموا ووافقوا على طلبي ، في حين كان بإمكانهم الاصرارعلى اجرائها مهما كانت الاسباب وهذا من حقهم.

وسأتكلم بكل صراحة عن الاسباب التى من اجلها تمنيت الغاء الحلقة:

اولا: على المستوى الشخصي لا رغبة لي في الكلام ، واحساسي ايضا ان اغلبية الناس ايضا لا يريدون الاستماع ، خصوصا بعد الحادثة الاليمة التى حصلت البارحة ، بالاضافة الى الجو العام في البلد. ماذا باستطاعتي ان اقول؟ فلقد تعبت من تقديم التعزية بالشهداء الواحد تلو الاخر. فكل ما نفعله هو تقديم العزاء بالشهداء.وما يفعلونه هو الاغتيال والاغتيال من جديد, ومن جهة اخرى موضوع ملف انتخابات رئاسة الجمهورية، انتهت المهلة الدستورية ولم يكن هناك اي سبب لعدم اجرائها ،فلدينا مجلس نيابي اعضاؤه مكتملين وليس هنالك مقعد شاغر سوى مقعد النائب الشهيد انطوان غانم ولم تحصل . فذهبنا معهم الى ابعد الحدود ورشحنا العماد سليمان على الرغم من صعوبة القرار الذى اتخذناه في موضوع تعديل الدستور وبالرغم من كل هذه الجهود افشلوا وعطلواالانتخابات الرئاسية . فمجموع هذه الاسباب والاوضاع جعلتني افضل عدم الكلام هذا المساء، اضف الى ذلك فغداستقام مراسم جنازة الشهيد فرنسوا الحاج ، وعشية هذا الحدث لا يمكن لنالا ان نحلل ولا ان نطلق المواقف . ففضلت تأجيل هذا القاء الى موعد اخر تكون فيه ظروف لبنان افضل وربما يكون هنالك ايضا شئ جديد للحديث عنه، لان الناس سئمت المواقف المتكررة بين هذا الفريق والفريق الاخروالتى لم تؤد عمليا الى اي حل .

وبهذه المناسبة لا بد ان اطلب الرحمة لروح الشهيد فرنسوا الحاج ،

كما اتقدم بأحر التعازي لوالديه وزوجته واولاده , كما اتقدم بالتعازي

لعائلته الكبيرة واعني بها قائد الجيش وضباط القيادة وكل عناصرالجيش

وكل الشعب اللبناني . كما انني اعاهد الجميع باننا سنعمل ونضع كل جهدنا حتى يصل لبنان وشعبه الى برالامان.طبعا ان الناس قد سمعت هذا الكلام مرارا وتكرارا ولكن على الاقل اؤكد لهم انني شخصيااعني كل كلمة اقولها واي جهد ممكن ان اضعه انا والقوات اللبنانية، او14 اذار لم ولن نتأخر عنه للوصول الى اهدافنا ولكن في بعض الاحيان" تجري الرياح بما لا تشته السفن " ولكن لا بد ان تجري الرياح بما تشته السفن

 

النائب عطاالله: المطلوب من الجميع التعديل الدستوري الذي لا يسمح بالطعن

مصرون على ترشيح العماد سليمان ولوقت مفتوح لاننا نرى فيه الحل للبنان

وطنية-13/12/2007(سياسة) اكد النائب الياس عطا الله ان المطلوب من الجميع التعديل الدستوري الحقيقي الذي لا يسمح بالطعن وهو بحاجة الى مؤسستين دستوريتين وهما مجلس النواب والحكومة, لافتا الى انه بعد انتخاب العماد سليمان هناك الكثير من المشاكل بحاجة الى حلحلة بما يخدم المصلحة الوطنية.

مواقف النائب عطاالله جاءت في حديث الى تلفزيون لبنان سئل في مستهله : كان لافتا بالأمس التقارب الذي حصل بين النائب وليد جنبلاط والرئيس نبيه بري، هذا التقارب كيف سيترجم، كيف سينعكس ايجابا لجهة تعديل الدستور لانتخاب العماد ميشال سليمان رئيسا للبلاد؟

أجاب: النائب جنبلاط ولغة الرئيس بري ولغة 14آذار من الأساس تنطلق من تفضيل المصلحة الوطنية، والسؤال ماذا ينفعنا جميعا لو تمسك كل واحد بنظرته الضيقة وخسرنا البلد، خصوصا بعد مأساة خسارة العميد فرنسوا الحاج الذي هو استهداف جديد بعد أن وجدنا بالعماد سليمان حلا للمأزق السياسي وللمأزق في سدة الرئاسة، فأتت يد الارهاب الدقيقة للتوجه مباشرة نحو مؤسسة الجيش ولمحاولة النيل من معنوياتها، والسبب لأننا اقترحنا أن تكون هي الحل السياسي، إضافة الى انها هي الضامنة لأمن الوطن وثالثا لتاريخها من نهر البارد الى الداخل الى الجنوب. أمام هذه الوقائع ولا سيما بعد كلام الشرع ان سوريا أقوى بواسطة جماعتها في لبنان هي أقوى على من؟ أنا أقول اننا نريد أكل العنب، ليس هناك مفر من نقطة إملاء الفراغ الرئاسي، الجميع مجمع عليها، ماذا ينفعنا أي شيء إذا خسرنا لبنان؟ لذلك قلنا ان العماد سليمان شخصية وفاقية تؤمن الحل وكل مواصفات حضور الدور المسيحي لبعض المتباكين عليه وتؤمن البحث في كل القضايا في النهاية هناك ممر الزامي، الطائف هو الصيغة الضامنة للبنان والمبالغة بالاستهانة به هو تهديد للصيغة اللبنانية. فالعماد عون لا يرى نفسه بنظرة مستقبلية.

سئل: هل كان هناك اتصال بالعماد ميشال عون بعد عملية الاغتيال؟

أجاب: لا أعلم، لكننا ذهبنا الى العماد سليمان واجتمعت القوى المسيحية ل14آذار وعبرت عن موقفها لاستهداف الجيش واستنكارها للجريمة، هذا استهداف لدور الجيش. من هنا على الجميع أن يخطو خطوات صغيرة كما خطينا نحن، ومن دون بعض التنازل لا يستطيع أحد التصرف وتحقيق رغباته على حساب الوطن كي نعطي اللبنانيين الأمل المطلوب، كفى ترك الوطن والمواطنين بمهب الريح من هنا اطلق النائب وليد جنبلاط في لهجة ايجابية مع الرئيس بري فليكن المجلس النيابي مكان الاجتهاد الدستوري لايجاد المخرج المناسب فحتى الرئيس حسين الحسيني قال حتى تعليق المادة يجب ان يمر بالحكومة نحن نطالب بانتخاب رئيس انقاذي للبلاد باقصى سرعة ممكنة من خلال التئام المجلس النيابي لايقاف هذه العصفورية الدستورية كذلك هو المعني بشرعية الحكومة ودستوريتها وهو المعني بايجاد المخارج.

سئل: ما هم النداء الذي توجهه الى الرئيس بري في هذه اللحظة؟

اجاب: اريد توجيه نداء للمعارضة هناك مسافة بين الدور كرئيس مجلس وبين الدور كرئيس لتيار سياسي. كذلك هناك مسافة بين المصلحة الفئوية وهذا كلام للجميع لان الخطر سيطال الجميع والسؤال ماذا ينفع الآخرين ان ربحوا وخسروا انفسهم. ابن الضاحية ما مكسبه ابن بيروت وكسروان ما مكسبه؟

سئل: هل تعتبر ان المشكلة عند العماد عون او هناك قوى اقليمية ربما؟.

اجاب: اذا كانت القوى الاقليمية لديها مصالح وهذا طبيعي لكن لماذا يقدم احدهم نفسه ستارا؟ ما نقوله ان موضوع المحكمة الدولية بيننا وبين النظام السوري ما عدا ذلك فقد وضعت اسس العلاقة الطبيعية بين الدولة اللبنانية والدولة السورية على طاولة الحوار نطالب باعادة تفعيل قرارات الحوار انا لا انكر التدخل الخارجي لكن علينا وضع الحدود له عندما يتناقض مع مصالحنا الوطنية. نحن لم ننطلق من العماد سليمان الا من منطلق لبناني هو تقديم مصلحة الوطن على اعتبارات خاصة وفئوية هل سيستطيع الطرف الاخر اخذ مسافة بين مصالحه الفئوية والعناد الشكلي وبين محاولة الكسب.

قيل له : وفي حال لم تلاقيكم المعارضة الى منتضف الطريق؟

اجاب: لبنان لا يبنى الا على الشراكة ولهذا نقول حكومة اتحاد وطني ننتخب رئيس جمهورية وبعدها استشارات نيابية.

سئل: الن تذهبوا الى النصف زائد واحد في حال لم تلاقيكم المعارضة؟

اجاب: نحن مصرون على ترشيح العماد سليمان ولوقت مفتوح لاننا نرى فيه الحل للبنان والكل سيخضع لنتائج الاستشارات النيابية ما يختاره النواب سوف يخضع لارادة الاكثرية

سئل: هل هناك جلسة الاثنين في ظل هذه الاجواء؟

اجاب: انا اتأمل ذلك لكنني لا ارى مقدمات اذا استخدمونا ورقة مساومة من سيلتفت الينا في مصائبنا نحن نلعب دور لبنان المأساوي الذي خسر ابطالا مثل العميد الحج الذي استشهد يوم استشهاد جبران وانضم الى قافلة الشهداء اما اذا البعض قد اتخذ قرار نهائي بالتضحية بالمصلحة الوطنية على مزبح مصالح الخارج انا اقول بصراحة بعدم الشراكة في لبنان وسيتضرر الوضع الوطني.

سئل: انتم متهمون بالانتماء الى المحور الاميركي؟

اجاب: لا احد يستطيع اقناع الاخر بأن ترشيحنا للعماد سليمان نابع من المصالح الاميركية احيانا يقولون مناورة واخرى يقولون لعبة فليكشفون هذه المناورة ولنبدأ بالعماد سليمان رئيسا للجمهورية وهنا النقطة المحورية. العماد سليمان هو انتاج المصلحة الوطنية اللبنانية ومطلوب من الجميع التعديل الدستوري الحقيقي الذي لا يسمح بالطعن وهو بحاجة الى مؤسستين دستوريتين وهما مجلس النواب والحكومة فبعد انتخاب العماد سليمان هناك الكثير من المشاكل بحاجة الى حلحلة بما يخدم المصلحة الوطنية المعارضة اليوم امام مسؤولية تاريخية وهي ان تكبر عن قضايا الخاصة في مصلحة الوطن وهذا ليس ضعفا بل انتصار فالدستور والطائف هما ضمانة لبنان كفانا هرطقة ادعو المعارضة وباسرع وقت ممكن الى تشكيل المثال الذي قدمناه نحن والمضي بأتجاه المنحى الدستوري ومعالجة القضايا بهدوء.

 

"المجلس الوطني لثورة الأرز" دان جريمة اغتيال العميد الركن الحاج:

عمل منظم هدفه شرذمة القوى الأمنية بعد تعطيل المؤسسات السياسية

وطنية - 13/12/2007 (سياسة) عقدت "الهيئة المركزية للمجلس الوطني لثورة الأرز" اجتماعا طارئا إثر اغتيال العميد الركن فرنسوا الحاج ورفيقه خير الله هدوان، وأصدر بيانا رأى فيه ان الاغتيال "عمل منظم يهدف الى ضرب أحد أهم أركان الجيش وخصوصا أولئك الذين لا يساومون ازدواجية السلاح وكرامة الجيش المدافع عن الوطن". واعتبر المجلس "ان استهداف المؤسسة العسكرية هدفه شرذمة القوى الأمنية بعد الامعان بشرذمة وتعطيل المؤسسات السياسية"، مؤكدا "أن استشهاد أحد أهم القادة سيكون حافزا لترابط المؤسسة في وجه كل أعداء الوطن، كما حدث في نهر البارد ولاكمال مهمتها الوطنية السيادية بجانب جميع اللبنانيين في مشروع بناء هذا الوطن". ودعا كل أطياف الشعب اللبناني إلى "الالتفاف حول المؤسسة العسكرية وردع كل التدخلات الخارجية في شؤونها"، مطالبا الجيش ب"مواصلة مهمته في ضبط الأمن بيد من حديد،ونعده بأننا سنكون الى جانبه، قيادة وأفراد، لدعمه ولتأمين كل حاجاته".

كما ناشد المجتمع الدولي ومجلس الأمن "التدخل فورا وتنفيذ كل قراراته والتزاماته تجاه شعب لبنان، بدءا بتأمين هذا الانتخاب، وذلك إزاء عدم تمكن القوى السياسية وخصوصا ممثلي الشعب في مجلس النواب من القيام بواجبهم بانتخاب رئيس جديد للجمهورية يقوم بمهامه على رأس المؤسسات". وفي الختام، تقدم من أهل الشهيد وقيادة الجيش وجميع أبناء الوطن، وخصوصا أبناء بلدته رميش بأحر التعازي، وعاهدهم أن دماء الشهيدين العميد الحاج ورفيقه هدوان "الذكية التي روت أرض هذا الوطن ستكون خميرة وحافزا لنا لاكمال المسيرة والوصول بلبنان الى شاطىء الأمان".

 

محاولات جديدة لتحميل النواب المسيحيين مسؤوليتهم حيال الفراغ

صفير منزعج من المواقف التي تغطّي التعطيل

روزانا بومنصف      

رد رئيس مجلس النواب نبيه بري على دعوة مسيحيي قوى 14 آذار الى فتح ابواب مجلس النواب من اجل انتخاب العماد ميشال سليمان بتقديم النصح اليهم بأن يحاوروا النائب العماد ميشال عون، في اشارة نقل عبرها مجدداً تعقيدات مسألة الانتخاب من الاطار الدستوري الذي لم ينجح في تسويقه بتجاوز الحكومة في التعديل الدستوري الى الاطار السياسي. وهو ما بدا بالنسبة الى المعنيين بمثابة اظهار مشكلة انتخاب الرئيس العتيد انها مسيحية داخلية من جهة، ومحاولة لتقطيع الوقت من جهة اخرى حيال العجز عن مواجهة اغتيال مدير العمليات في الجيش العميد الركن فرنسوا الحاج بالذهاب فوراً الى انتخاب الرئيس، وذلك منعاً لاستغلال المتضررين الفراغ الرئاسي وامتداداته. كما يندرج موقف بري في اطار محاولة اثارة غبار حول المتحاورين معه ومطالبته بمحاورين جدد. فالاعتراض السوري على الانتخابات وفق ما عبّر عنه نائب الرئيس فاروق الشرع بقوله ان عدم اجراء الانتخابات ليس نهاية العالم، هو تارة اعتراض دستوري في مجلس النواب وطورا اعتراض سياسي بالاختباء وراء المطالب التي يرفعها العماد عون، وخصوصاً مع تكرار الشرع عبارة كان قالها الجنرال عون عن الفراغ بما يضعه هو في واجهة عملية التعطيل ازاء الداخل والخارج معاً. ويتردد في الصالونات السياسية للمعارضة، كما يردد زوار العاصمة السورية، ان اركان المعارضة يؤيدون وصول العماد سليمان الى الرئاسة، لكن "القصة" عند الجنرال عون، وانهم لا يودون خسارة التحالف مع عون باعتباره الاهم بالنسبة اليهم في هذه المرحلة بما يتجاوز الاهمية التي يشكلها وصول رئيس جديد للجمهورية، حتى لو كان الرئيس العتيد وفاقياً مثل العماد سليمان.

ولا يخفي قريبون من المعارضة اللعبة السياسية التي تمارسها في هذا الاطار، باعتبار انه لو كانت اللعبة داخلية لكان تأمن انتخاب سليمان الاسبوع الماضي، ليس بناء على وعود الرئيس بري الجمعة الماضي في شأن الانتخاب بل ايضاً بناء على تمايز نواب في كتلة العماد عون عن موقفه. والجميع يذكر الموقف الذي أعلنه النائب ميشال المر حول استعداده مع نواب آخرين في التكتل للسير في انتخاب العماد سليمان.

وينقل متصلون بالبطريرك الماروني مار نصرالله بطرس صفير عنه انزعاجه الشديد من "المواقف المسيحية التي تغطي تعطيل انتخاب رئيس جديد للجمهورية"، كما يبدي انزعاجه من "الاخلال بالالتزامات التي قطعها أركان في المعارضة" له للموافقة على أسماء مرشحين معينين ادرج أسماءهم في اللائحة نتيجة اجماع عليها تبلغه صفير ثم تراجع هؤلاء الاركان عن التزامهم وفقاً لما عبر عنه في بيانه قبل عشرة ايام. ثم ان كلام الشرع قبل يومين وفرَّ للجميع معرفة حقيقة الموقف السوري الذي اثيرت التباسات في شأنه بعد الوعود التي تلقاها المتصلون الغربيون بدمشق. وهو امر لم يكن خافياً على السياسيين اللبنانيين او الديبلوماسيين الاجانب في لبنان، لكنه اعطى صدقية كبيرة لما يعتبره كثيرون اتهامات يسوقها اركان في الاكثرية من دون اثبات، خصوصاً ان سوريا التزمت الصمت مدة غير قصيرة في شأن الوضع الداخلي في لبنان واقتصر التعبير عنه في تصرفات الحلفاء والاصدقاء الذين سماهم الشرع واحدا واحدا.

والانطباعات الاولية التي شكلتها دعوة بري لدى مسيحيي 14 آذار هي انها توحي ان التعطيل الرئاسي مشكلة مسيحية في الدرجة الاولى، ولان هذه الدعوة تعني في نظرهم ان بري لا يملك حتى الآن الضوء الاخضر السوري للسير بالتعديل الدستوري، فيذهب الى اقتراحات اخرى، علما ان بعضهم يسأل عما اذا كان يجب محاورته الى جانب محاورة عون. انما ما يرد لدى هؤلاء هو احتمال الدعوة الى لقاء لجميع النواب المسيحيين في بكركي، بمن فيهم نواب كتلة العماد عون، على قاعدة ان مصلحة هؤلاء جميعا تقضي في ضوء المواقف المعلنة للبعض والمخاوف من استمرار الفراغ في الرئاسة الاولى الى امد غير معروف مع ما يمكن ان يجر ذلك على لبنان من اخطار امنية وعلى المسيحيين من تشرذم وانعكاسات سلبية، بأن يتحملوا مسؤولياتهم ويجروا حساباتهم الراهنة والمستقبلية على هذا الاساس. وهذا الاقتراح ورد الاسبوع الماضي وكان مرشحاً للتنفيذ لولا ان الامور كانت متجهة الجمعة الماضي الى انتخابات محتملة تعطلت في ضوء المواقف التي استجدت في جدول اعمال المعارضة.

وثمة من يستمر في العمل على هذا الموضوع من اجل انتخاب العماد سليمان في اقرب وقت في ظل سؤال كبير حول كيفية تفسير المعارضة اتهاماتها السابقة للاكثرية بأنها تنفذ تعليمات الاميركيين الذين يرغبون في ابقاء حكومة الرئيس فؤاد السنيورة بأي ثمن، وهذا ما يؤكده اركان في المعارضة حتى الآن، في حين ان هذه تسعى من خلال تعطيل انتخاب سليمان الى ابقاء الحكومة محققة بدورها الرغبة الاميركية بدلا من تعطيل هذه الرغبة بالذهاب الى انتخاب رئيس جديد للجمهورية يأتي بحكومة جديدة.

 

ممنـــــــوع...

زيان

لقد شبع الناس كلاماً وثرثرة وسجالات وزجليّات وقرّاديَّات لا تسمن ولا تغني من جوع، ولا تنهي أزمة الاستحقاق الرئاسي، ولا تملأ فراغاً في الحكم، ولا تعيد دورة الحياة الى شرايين البلد المشلول والمعطَّل والمجمَّد منذ ما يقارب الثلاث السنوات. المطلوب اليوم قبل غد لا مزيد من الكلام الذي يزيد الطين بلَّة ويصبُّ زيتاً فوق النار، بل قليل من الأفعال التي تبعد شبح الانقسامات والحروب، وتقرِّب المسافات بين الموالاة والمعارضة، وتردم الهوَّة بين المختلفين على جنس الملائكة لا جنس الرئيس الجديد، ولا طريقة تعديل الدستور، ولا كيف تتمُّ عمليَّة التعديل ثم انتخاب الرئيس. وللمرة الثانية والثالثة والعاشرة بعد المئة والألف، يقول الناس للرئيس نبيه برِّي وللعماد ميشال عون ان العقدة الرئاسيَّة ليست قانونيَّة ولا علاقة لها بـ"كيفية" تمرير تعديل الفقرة الأخيرة من المادة 49.

إنما هي بكل وضوح وصراحة عقدة سياسيَّة. وعقدة نيّات مبيَّتة، ورضوخ لرغبة في عدم السماح للاستحقاق الرئاسي بالمرور بسلام. ولأسباب ودوافع ذات أبعاد وامتدادات إقليميَّة، ما من لبناني بَلَغ الفطام الا ويعرفها جيّداً. وبكل تفاصيلها. فعَلامَ كل هذا الهرج والمرج والضجيج، وإلامَ كل هذا التهويل وتهبيط الحيطان، في الوقت الذي يسأل اللبنانيون أركان المعارضة بصورة خاصة ما الذي جعلهم يتراجعون عن تأييد العماد ميشال سليمان كمرشَّح توافقي، ثم تعطيل الجلسات الانتخابيَّة للحؤول دون وصوله الى قصر بعبدا؟ لا أحد في لبنان أو خارجه مقتنع بكلمة واحدة مما قيل عن الأسباب التي تمنع رئيس المجلس من تمرير عريضة تعديل "فقرة الانقاذ" عَبْر الحكومة الحالية، وهو الفاخوري الذي يركِّب إذن الجرة حيث يشاء. وذاع صيته في هذه الحرفة.

بل هو مَنْ هو في اختراع الحلول والمخارج التي يقف دالوز حيالها مبدياً كل التقدير والأعجاب، حتى ان كانت من خارج الفقه القانوني والدستوري، وغريبة عن الأعراف والتقاليد التشريعيَّة.

إذن، في الأمر "إنّ". وثمة امور وأشياء لا تمت بصلة قربى الى "الحرص" على عدم التعامل مع حكومة قد تكون قبل الظهر دستورية وشرعيَّة، وبعده أو في صباح اليوم التالي لا شرعيَّة ولا دستورية؟

كل ما في الأمر انه ممنوع عليهم تيسير امور الاستحقاق الرئاسي في الوقت الحاضر. القاصي يعرف الأسباب ومن يقف خلف الباب، والداني يروي قصصاً في هذا الموضوع تشيب من هوْلها رؤوس ذوي الألباب مرة ثانية. فاذا كان خير البر عاجله، فمن أضعف الايمان ان يكون اكتمال نصاب جلسة الاثنين وانتخاب الرئيس الجديد هو كل ما ينتظره اللبنانيّون في هذه المرحلة. ومن المعارضين قبل الموالين. وما عدا ذلك كلام بكلام، يشبه اولئك الذين يحاولون بيع الماء في حارة السقَّايين...

 

لبنان والشرق الأوسط في الصحافة الاسرائيلية

"هآرتس": الاغتيال رسالة الى قائد الجيش

"أوماديا": سوريا نجحت في تعقيد الوضع اللبناني

رندى حيدر- النهار 

رأى متابع الشؤون العربية في "هآرتس" تسفي برئيل  امس ان اغتيال العميد فرنسوا الحاج رسالة موجهة الى قائد الجيش المرشح لرئاسة الجمهورية العماد ميشال سليمان لرفضه القبول بالشروط المسبقة، وكتب: "بعد مرور يوم واحد على الجلسة التي كان يفترض أن يعقدها مجلس النواب اللبناني لإنتخاب قائد الجيش ميشال سليمان رئيساً للجمهورية، بعث المخربون رسالة واضحة الى الجيش تقول: لا حصانة في لبنان حتى للمؤسسة الأكثر نظافة من الناحية السياسية. الذي دفع الثمن هو العميد فرنسوا الحاج مدير العمليات في الجيش الذي أشرف مباشرة على العمليات الناجحة في مخيم نهر البارد.

من المحتمل ان يكون الاغتيال عملية انتقام من جانب التنظيم الاسلامي المتشدد ضد الجيش الذي قاتلها، لكن اللبنانيين بعد اغتيالات السنتين الماضيتين لا يصدقون ذلك. من هنا توجهت أصابع الاتهام في كل اتجاه الى اسرائيل وسوريا وأطراف في المعارضة اللبنانية. ولكن اذا كان الانتماء السياسي للضحية في الاغتيالات السابقة يدل على الجهة المنفذة، فان تحديد الجهة التي تقف وراء اغتيال العميد الحاج أكثر صعوبة، لأنها المرة الأولى تُغتال فيها شخصية عسكرية رفيعة وتحديداً بعد الاجماع الذي حظي به ترشيح العماد سليمان من جميع الاطراف بمن فيهم سوريا. ناهيك بأنه لم تكن للعميد الحاج مواقف معادية لسوريا. من بين التقديرات التي ظهرت امس ان الاغتيال هو رسالة واضحة الى العماد سليمان الذي أعلن رفضه القبول بالشروط المسبقة لإنتخابه رئيساً للجمهورية. لقد اراد منفذو الاغتيال ان يثبتوا أنهم قادرون على الوصول الى كل الناس في لبنان: الى الصحافيين والسياسيين والآن الى الجيش. لكن هذا الكلام لا يفسر لماذا جرى اختيار الحاج وليس ميشال سليمان مباشرة (...)".

وفي موقع "اوماديا" الإلكتروني، اتهم يوحاي سيلع سوريا بالاغتيال، وكتب: "اذا كانت عائلة الأسد قامت بتصفية شخصيات سياسية معارضة لتدخلها في لبنان، فإن اغتيال فرنسوا الحاج (الماروني) يظهر الى اي حد يمكن سوريا ان تذهب من اجل التحضير لمجيء شخصيات عسكرية لبنانية ملائمة لها عسكرياً وسياسياً. فما الذي دفع سوريا الى اغتيال شخصية عسكرية كبيرة يحترمها اللبنانيون؟ تعتبر سوريا الشخصيات العسكرية المستقلة من نوع العميد الحاج عقبة يجب التخلص منها. لذا، في الوقت الذي كانت المشاروات تتواصل من اجل الاتفاق على ترشيح ميشال سليمان وعلى شكل الحكومة الجديدة، سارعت سوريا الى اعطاء اوامرها باغتيال الحاج، بحيث يجري تعيين قائد جديد للجيش أكثر خضوعاً لنفوذها. قد يحوّل الاغتيال سليمان  خصماً لها على رغم العلاقات الوثيقة التي تربطه بها طوال سنين، ولكن التجربة اللبنانية تدل على ان الخوف من سوريا سيتغلب على اي اعتبار آخر. لقد نجحت سوريا في تعقيد الوضع اللبناني بمساعدة جهات غربية كثيرة او بصمتها وتحاول مجدداً مسايرة الأطراف الراديكاليين على حساب المعتدلين".

 

اغتيال الحريري: التحقيق يعرف الحقيقة وإعلانها بات قريباً

بقلم عبد الكريم أبو النصر

النهار/المتورطون في الجريمة عددهم كبير والشهود بالعشرات

"المعركة الاستقلالية الاخرى الكبرى التي تخوضها الدول الداعمة للبنان هي حماية التحقيق الدولي في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه وفي جرائم سياسية وارهابية اخرى وتأمين انطلاق عمل المحكمة الدولية في اقرب وقت ممكن، وذلك من خلال احاطة كل ما يتعلق بهذه القضية بالسرية التامة الى ان تبدأ عملية محاسبة ومعاقبة الذين اعتمدوا سياسة الاغتيالات والاعمال الارهابية لزعزعة امن هذا البلد واستقراره وتهديد مصيره. لكن الواقع ان التحقيق الدولي يقترب من لحظة اعلان الحقيقة، اذ ان لجنة التحقيق انهت اكثر من 80 في المئة من اعمالها واصبحت تملك من الادلة والمعلومات والقرائن والشهادات والاعترافات ما يكفي لجعلها تعرف من خطط لاغتيال الحريري، وطريقة تنفيذ الجريمة، وهويات المتورطين فيها وخصوصا المسؤولين الكبار منهم، وهو ما يساعد المحكمة الدولية على بدء عملها في الاشهر الاولى من سنة 2008. وهذا الاختراق الكبير في التحقيق الدولي يعني انه لم يعد ممكنا التراجع واغلاق ملف هذه القضية لأي سبب كان وخصوصا ان سائر الدول العربية والاجنبية المعنية بمصير لبنان تريد الذهاب حتى النهاية ومحاسبة المتورطين في هذه الجريمة الكبرى".

هذا ما اكدته لنا مصادر ديبلوماسية غربية في باريس وثيقة الاطلاع على التحقيق الدولي لكنها ليست جزءا منه، واوضحت ان سيرج برامرتس رئيس لجنة التحقيق "مطمئن كليا الى مسار هذا التحقيق واكثر ثقة من اي وقت مضى بنجاحه ووصوله الى النتائج الحاسمة المرجوة منه".

وكشفت هذه المصادر ان برامرتس "يعرف شخصيا هويات المتورطين في هذه الجريمة او الغالبية الكبرى منهم وانه توصل الى الاقتناعات ذاتها التي توصل اليها سلفه ديتليف ميليس وهي ان مسؤولين امنيين سوريين ولبنانيين رفيعي المستوى هم الذين قاموا بالدور المحوري في جريمة اغتيال الحريري، لكنه يرفض كشف اي شيء او تحديد موعد معين لانتهاء التحقيق لانه ليس راغبا في التأثير على مسار التحقيق، ويريد تجنب اثارة الاضطرابات والمشاكل في لبنان، كما انه يريد دعم مهمة خلفه القاضي الكندي دانيال بلمار واعداد ملف كامل يساعد المدعي العام للمحكمة على توجيه الاتهامات الى المتورطين في الجريمة والمطالبة بتسليمهم الى العدالة الدولية. وذكرت هذه المصادر ان هناك "العشرات من الشهود" اللبنانيين وغير اللبنانيين التزموا تقديم ما لديهم من معلومات عن هذه الجريمة الى المحكمة الدولية، وان عدد المتورطين فيها "كبير"، وان هؤلاء يتوزعون بين من اصدر الامر باغتيال الحريري، ومن اعد خطة تنفيذ الجريمة، ومن قام بتنفيذها، ومن ساعد على التنفيذ، ومن أقدم على تحميل الشاحنة بالمتفجرات، ومن اخفى هذه الشاحنة، ومن راقب نشاطات الحريري وموكبه، ومن حرّض على اغتياله، ومن قام بتأمين الحماية للمنفذين واعوانهم، ومن كان على علم مسبق بهذه الجريمة.

الدور السوري

وكشفت المصادر ذاتها ان جهات غربية معنية بالامر اجرت دراسة دقيقة للتقرير الاخير الذي قدمه برامرتس الى مجلس الامن، وهو اكثر تقاريره اهمية، وركزت في دراستها هذه على الامور الاساسية الآتية:

أولاً، حرص برامرتس على التأكيد، وللمرة الاولى بهذا الوضوح، ان لجنة التحقيق تلقت "تهديدات محددة" تتعلق بعملها مما يعني انها احرزت تقدما ملموسا كبيرا في مهمتها، وهو ما دفعه ايضا الى القول ان اللجنة بدأت تضع برنامجا شاملا لحماية الشهود الذين سيمثلون امام المحكمة الدولية، وانها تستعد لتسليم المدعي العام للمحكمة نتائج تحقيقاتها.

ثانياً، كشف تقرير برامرتس ان اللجنة اصبحت تملك "ادراكا شاملا" لطريقة تنفيذ عملية تفجير موكب الحريري و"لنوع المتفجرات وكميتها ولنوع اداة التفجير"، واستبعدت نتيجة ذلك احتمال حدوث "قصف جوي" للموكب، مما يعني ان العملية كلها اعدت على الارض وان القائمين بها يملكون القدرة والامكانات والحماية الملائمة لاعدادها وتنفيذها في ظل السيطرة الكاملة على الوضع في لبنان آنذاك للاجهزة الامنية والاستخباراتية السورية واللبنانية المرتبطة بها. وهذا مؤشر مهم.

ثالثاً، وفقا لما جاء في التقرير فقد اصبحت اللجنة الدولية تملك معلومات كافية عن الشاحنة المستخدمة في الهجوم وعن الرجلين اللذين اشترياها وعن بائع هذه الشاحنة، كما اصبحت تملك معلومات اكثر دقة عن الانتحاري منفذ الهجوم وهو ليس احمد ابو عدس، الذي حاول المتورطون في الجريمة اقناع الرأي العام بأنه مفجر الشاحنة. وهذا يساعد على كشف هوية مخططي الجريمة والذين حاولوا تضليل التحقيق.

رابعاً، كشف تقرير برامرتس، وللمرة الاولى، ان اللجنة الدولية اصبحت تملك "لائحة شاملة بأسماء الافراد الذين كانوا على علم بحركة موكب الحريري يوم الاغتيال"، مما يشكل تطورا مهما اذ ان من بين هؤلاء اشخاصا متورطين مباشرة في الجريمة. كما حصلت اللجنة على معلومات عن الاشخاص المكلفين مراقبة الحريري والمشاركين بالتالي في جريمة اغتياله، وهؤلاء يعرفون من طلب منهم مراقبة رئيس الوزراء الراحل.

خامساً، كشف تقرير برامرتس، وللمرة الاولى بهذا الوضوح، ان لجنة التحقيق اصبحت على اقتناع بأن الدوافع السياسية هي وراء اغتيال الحريري. واورد التقرير ابرز هذه الدوافع وهي: "الدور الممكن والمتصور الذي أداه الحريري في صدور قرار مجلس الامن رقم 1559 في ايلول 2004 والذي طالب بانسحاب القوات السورية من لبنان، تمديد ولاية الرئيس اميل لحود، الوضع السياسي للحريري عشية الانتخابات النيابية عام 2005. وهذه الدوافع السياسية المحددة تشير بوضوح الى دور سوري في عملية الاغتيال اذ ان المسؤولين السوريين كانوا غاضبين جدا من صدور القرار 1559 الهادف الى انهاء هيمنتهم على لبنان واتهموا الحريري بالوقوف وراءه، كما انهم مارسوا ضغوطا هائلة على الحريري وعدد كبير من النواب لتمديد ولاية لحود، كما كانوا منزعجين جدا من احتمال حصول الحريري وحلفائه على غالبية المقاعد في مجلس النواب في انتخابات 2005. وشدد التقرير على ان اللجنة اصبحت تملك معلومات كافية عن "التهديدات والتحذيرات والتطمينات" التي تلقاها الحريري في الاشهر التي سبقت اغتياله. واكدت المصادر الغربية المطلعة ان اللجنة تملك شهادات لعدد كبير من الشخصيات اللبنانية وغير اللبنانية التي تتفق جميعها على القول ان الحريري تلقى في الفترة التي سبقت اغتياله تهديدات مباشرة من مسؤولين سوريين بارزين، وانه اطلع هو شخصيا جهات عدة داخلية وخارجية عليها.

شبكة السيارات المفخخة

سادساً، كشف تقرير برامرتس الاخير، وللمرة الاولى، ان اللجنة الدولية ركزت جهودها على معرفة وتحديد طبيعة ومستوى "التعاون الذي كان قائما بين الاجهزة الامنية السورية واللبنانية" في مرحلة الاعداد لاغتيال الحريري. وهذه مسألة غاية في الاهمية، اذ ان التحقيق يتركز منذ البداية على "الدور المحوري" الذي قامت به الاجهزة الامنية السورية واللبنانية في عملية اغتيال الحريري. واكدت المصادر الغربية المطلعة ان برامرتس ابدى ايضا اهتماما كبيرا بجمع معلومات دقيقة عن "طريقة اتخاذ القرار الامني في سوريا"، وهو حصل على معلومات مهمة في هذا الشأن من مسؤولين سوريين بارزين حاليين وسابقين وذلك بهدف تحديد هويات الذين اتخذوا قرار اغتيال الحريري وامروا بتنفيذه.

سابعاً، لمّح برامرتس في تقريره الاخير الى امتلاك اللجنة الدولية "معلومات مقنعة" عن الروابط بين اغتيال الحريري والاعتداءات الـ18 الاخرى التي شهدها لبنان منذ صدور القرار 1559 الى ايلول الماضي والتي شملت خصوصا اغتيال جبران تويني وسمير قصير وجورج حاوي وبيار الجميل ووليد عيدو وانطوان غانم ومحاولة اغتيال مروان حماده والياس المر ومي شدياق. وسيتم تسليم هذه "المعلومات المقنعة" الى مدعي عام المحكمة الدولية وهو ما يعني، وفقا للمصادر الغربية، ان التحقيق الدولي احرز تقدما ملموسا في ايجاد هذه الروابط، مما يعزز الاقتناع السائد بوجود "مخطط سياسي كبير" يستهدف تحديدا اضعاف الاستقلاليين والمعارضين للهيمنة السورية على لبنان سواء عبر الاغتيالات او عبر وسائل اخرى.

ثامناً، كشف تقرير برامرتس الاخير، وللمرة الاولى، ان لجنة التحقيق شارفت الانتهاء من مهمتها، اذ اكد في الفقرة 97 "ان اللجنة بدأت التحضير للانجاز العملي لتفويضها وسدل الستارة على نشاطاتها في لبنان"، وفي الفقرة 98 ان اللجنة "بدأت تعمل مع دوائر الامم المتحدة لتأمين نجاح عملية الانتقال الى المحكمة الدولية". واكد التقرير ايضا ان لجنة التحقيق "تستعد لتسليم المدعي العام للمحكمة الدولية نتائج تحقيقها عندما تبدأ المحكمة عملها" أي في الاشهر الثلاثة الاولى من سنة 2008. ووصول لجنة التحقيق الى هذه المرحلة المتقدمة جدا هو ما يجعلها تشعر بوجود اخطار عليها، وهذا ما حذر منه برامرتس في تقريره الاخير وما دفعه الى المطالبة باحاطة نتائج التحقيق بالسرية التامة الى حين بدء عمل المحكمة الدولية والاكتفاء "بكشف معلومات محددة فقط" للرأي العام. وقد طلب برامرتس اعتماد السرية التامة ايضا بهدف حماية موظفي اللجنة الدولية والمتعاونين معها والشهود وكذلك "المتورطين المحتملين" في هذه الجريمة قبل بدء محاكمتهم. ولو لم تكن اللجنة الدولية حققت تقدما كبيرا وملموسا في اعمالها لما كان برامرتس اورد هذه المطالب في تقريره.

تاسعاً، كشف برامرتس في تقريره الاخير، وللمرة الاولى ايضا، أمراً بالغ الخطورة هو وجود شبكة منظمة في لبنان لتنفيذ الاغتيالات السياسية وعمليات التفجير وتتمتع بالحماية الملائمة وهي تنشط منذ خريف 2004 الى اليوم ولا تزال تملك القدرة على الحركة وعلى تنفيذ الجرائم. فقد ذكر التقرير بوضوح ان مرتكبي جريمة اغتيال الحريري وبعض الجرائم السياسية الاخرى "تمتعوا وما زالوا يتمتعون بقدرات عملانية متطورة مكثفة متوافرة في بيروت، وهم يعتمدون على خبرات ومعدات وموارد محددة". كما كشف التقرير ان هؤلاء قادرون على تجهيز "عدد من السيارات المفخخة مسبقا وفي اماكن متعددة" لتنفيذ جريمة ما، كما حدث لدى اغتيال النائب انطوان غانم في 19 ايلول الماضي. وتركيز تقرير برامرتس على وجود هذه الشبكة المنظمة يدل على ان اللجنة الدولية تملك معلومات وادلة محددة عنها وعن المشاركين فيها وعن القادرين على اعداد سيارات مفخخة بكل اطمئنان في الساحة اللبنانية من اجل استخدامها "في الوقت الملائم" ضد بعض الشخصيات الوطنية الاستقلالية.

وخلصت هذه الدراسة الغربية الى التأكيد ان "برامرتس قال في تقريره الاخير ما لم يقله في سائر تقاريره السابقة، وكان، بالنسبة الى المطلعين على ملف التحقيق، واضحا اكثر من اي وقت مضى لانه اصبح على ثقة بأنه يعرف تماما ماذا جرى، ومن هم المسؤولون والمتورطون في هذه الجريمة، كما اصبح على ثقة بأن اللجنة الدولية تملك ملفا ضخما صلبا حافلا بالادلة والمعلومات والقرائن والشهادات والاعترافات تستطيع المحكمة الدولية الاعتماد عليه لمجابهة ومعاقبة قتلة الحريري ورفاقه وربما قتلة شخصيات وطنية اخرى. وترفض سائر الدول المعنية استباق عمل المدعي العام والمحكمة وتسريب معلومات محددة عن التحقيق الدولي لانها تريد ان تصدر الاتهامات عن هيئة دولية مستقلة تعمل باشراف مجلس الامن الدولي منعا لاي استغلال سياسي لهذه القضية الكبرى وتطويقا لردود فعل الجهات المتورطة في هذه الجريمة الارهابية".

 

السيد فضل الله: كيف يمكن أن تحترم أي حكومة نفسها عندما تحاصر شعبها

على كل لبناني ان يكون خفيرا لان قدر هذا الشعب أن يقلع شوكه بأظافره

وطنية - 14/12/2007 (سياسة) ألقى العلامة السيد محمد حسين فضل الله خطبتي صلاة الجمعة، من على منبر مسجد الإمامين الحسنين (ع) في حارة حريك، في حضور عدد من الشخصيات العلمائية والسياسية والاجتماعية، وحشد من المؤمنين، ومما جاء في خطبته:

" في الحركة الأميركية في المنطقة، تقوم الإدارة الأميركية بمزيد من التنسيق الأمني والسياسي والعسكري مع إسرائيل، بهدف التخفيف عن كيان العدو بعد الإحراج الذي تسبب به التقرير الأخير للاستخبارات المركزية الأميركية حول الملف النووي الإيراني، والذي يؤكد طابعه السلمي وعدم وجود أي خطة إيرانية لصنع القنبلة النووية في المدى المنظور.

ولعل زيارة رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة إلى كيان العدو كانت من أجل تطمين قادته إلى أن الإدارة الأميركية لن تتخلى عن تفوق إسرائيل النوعي على كل دول المنطقة، لأن هناك استراتيجية في التعاون وصلت إلى مستوى التكامل والتداخل بين إسرائيل وأميركا، وتمثلت في تنسيق خطة احتلال العراق ما أدى إلى اهتزاز استقرار المنطقة كلها، فضلا عن العراق نفسه الذي تحول إلى ساحة فوضى وقتل ومجازر متنقلة، إضافة إلى الدعم القوي المتحرك الذي قدمته أميركا لإسرائيل في عدوانها على لبنان العام الماضي".

اضاف:" إننا نجد أن مشكلة المنطقة ليست في إيران، بل هي في إسرائيل التي تملك أكبر ترسانة نووية تهدد بها المنطقة، وأعتى أنواع الأسلحة التي تحركها في عدوانها المتنقل، والمشكلة في أميركا التي تنشر أساطيلها في البحر للتهديد بالحرب ضد إيران، وتشجع الدول العربية على تعقيد علاقاتها الأمنية والاقتصادية والسياسية معها، في الوقت الذي نرى الجمهورية الإسلامية الإيرانية تتقدم إلى العرب في المنطقة كلها من أجل إيجاد تعاون اقتصادي أمني يحمي الواقع العربي، وخصوصا الخليجي".

ورأى السيد فضل الله ان "المشكلة هي هذا التزاوج العدواني بين الدولة العبرية وأميركا، الأمر الذي جعل الإدارة الأميركية تتحرك في خداع سياسي في الواقع الفلسطيني، حتى أن الحديث عن الدولة الفلسطينية أصبح حديثا استهلاكيا لا ينفتح على أي خطة للتنفيذ بالرغم من مرور السنين على تكراره. من الناحية الأخرى يشكل الحديث الأميركي عن إسرائيل كوطن قومي لليهود، غطاء يمكن أن يؤدي إلى تهجير البقية الباقية من الشعب الفلسطيني، وإلى التنكر لحق العودة للمبعدين من أرضهم بغير حق، وإلى تشجيع اليهود للقدوم إلى فلسطين من سائر أنحاء العالم".

وقال:" ومع كل ذلك، يتحرك الغطاء الدولي ليمنح الجيش الإسرائيلي مزيدا من حرية القصف والقتل والتدمير للمدنيين في غزة، والاجتياح والاعتقال للشباب الفلسطيني في الضفة الغربية، إضافة إلى استمرار الحصار الاقتصادي غير الإنساني للمستضعفين في غزة، والتوسع في تهويد القدس ببناء المستوطنات في مناطقها القديمة، من دون أن نجد أي رد فعل عربي أو أوروبي أو أي ضغط أميركي، بل مجرد تصريحات أميركية على لسان وزيرة الخارجية الأميركية لا تتخطى الحديث عن أن ذلك يؤدي إلى انعدام الثقة التي حاول مؤتمر أنابوليس أن يبنيها".

وتابع:" إننا نشعر أن صمت العالمين العربي والإسلامي أمام نزيف الدم الفلسطيني اليومي، وعدم القيام بأي مبادرة لوقف التدهور الحاصل في العلاقات الفلسطينية ـ الفلسطينية الذي انعكس دمارا سياسيا واقتصاديا ومعيشيا، يمثل جريمة كبيرة في حق الشعب الفلسطيني كله والقضية كلها.

أما لبنان، فإن شعبه يعاني في كثير من مناطقه من البرد الشديد الذي يفتك بالجميع، بعد الغلاء الذي يزداد يوما بعد يوم، ولا سيما في المحروقات، ما تعجز عنه الطبقة المتوسطة فضلا عن الفقيرة. هذا، إلى جانب التقنين في الكهرباء الذي وصل إلى الحد الذي جعل وجود الكهرباء كعدمها، الأمر الذي أساء لكل الأوضاع المدنية في حاجات الناس، وفي أوضاعهم الغذائية وفي أمورهم الحياتية.

ولا ندري كيف يمكن أن تحترم أي حكومة، دستورية أو غير دستورية، نفسها عندما تحاصر شعبها بمثل هذا الوضع الذي يدمر الحياة كلها في القضايا الحيوية التي تتحول إلى صراخ إنساني لا يملك معها الإنسان أي استقرار".

وفي المسألة السياسية، قال السيد فضل الله:" لا تزال الدوامة الداخلية تفرض نفسها من خلال استمرار الجدل الدستوري والتجاذب السياسي في ظل انعدام الثقة بين الفرقاء اللبنانيين. ويبقى الشعب حائرا يحدق في هذا النزاع الذي يسبح في التجريد، بعيدا من الواقعية والقيم. وقد أثبتت الطبقة السياسية، مع بعض الاستثناءات، أنها فاشلة في الرؤية الاستراتيجية، وناجحة في تكرار الآراء الجامدة والمناورات التكتيكية من دون الاهتمام بواقع الشعب ومستقبل البلد".

واكد ان "عودة التعقيدات الداخلية إلى ذروتها، مع تجدد التفجيرات التي أعادت اللبنانيين إلى حال الخوف والحذر من تردي الأوضاع الأمنية التي قد تفتح آفاق الاغتيالات لإرباك الواقع اللبناني السياسي والأمني".

وناشد الجميع "أن يرحموا هذا البلد الصغير الذي لا يزال يعيش المعاناة الصعبة على الصعيد المحلي، أو في حركة التدخلات الدولية والإقليمية التي تمنعه من الاستقرار، وتزيد في مشاكله الحياتية والأمنية والسياسية، ونؤكد على أن يكون كل لبناني خفيرا يراقب كل الحركات المشبوهة التي قد تخفي حالات الإجرام، لأنه يبدو أن قدر هذا الشعب أن يقلع شوكه بأظافره".

 

الرئيس السنيورة التقى نائب وزير الخارجية اليوناني ووفدا من الاتحاد الأوروبي

وطنية- 14/12/2007 (سياسة) استقبل رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة صباح اليوم في السراي الكبير، نائب وزير الخارجية اليوناني للشؤون الاغترابية تيودوروس كاسيميس، في حضور سفير اليونان يانوس كالوجيروبولوس والوفد المرافق.

بعد اللقاء قال كاسيميس: "التقيت دولة الرئيس السنيورة وبحثنا الوضع في لبنان والعلاقات الثنائية، وقدمنا له التعزية باستشهاد اللواء فرنسوا الحاج، وأكدنا له ان الحكومة اليونانية تدعم الحلول الدستورية والتوافقية والديمقراطية، وطلب مني دولته نقل الشكر الكبير للحكومة اليونانية ولرئيس الحكومة على الدعم المستمر للشعب اللبناني. كما أكدت له دعم الحكومة اليونانية المستمر للحكومة اللبنانية ودعم الاتحاد الأوروبي، وبحثنا العلاقات الثنائية والسبل التي يمكن ان تدعم هذه العلاقات وتقويها، لا سيما في المجالات الثقافية والتجارية".

واجتمع الرئيس السنيورة مع وفد من الاتحاد الأوروبي في حضور المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء اشرف ريفي، الأمين العام للمجلس الأعلى للدفاع اللواء سعيد عيد والعقيد في الجيش اللبناني حميد اسكندر، وتركز البحث على المشروع الذي تساهم فيه دول من الاتحاد الأوروبي لمساعدة القوى الأمنية اللبنانية لضبط الحدود البرية وجميع المنافذ الشمالية ومراقبتها، تمهيدا لضبط كل منافذ الحدود اللبنانية.

 

النائب خريس:لا بد من اتفاق سياسي يلجم الحوادث الامنية

وصيغة توافقية نستطيع من خلالها انتخاب رئيس الاثنين

وطنية - صور - 14/12/2007 (سياسة) أحيت حركة "أمل" في بلدة برج رحال ذكرى المواجهات الشعبية في وجه العدو الاسرائيلي عام 1984 باحتفال في النادي الحسيني للبلدة، حضره النائب علي خريس ورئيس بلدية البلدة حسن حمود وجمع من فاعليات البلدة والجوار.

بعد النشيدين الوطني والحركة، وتقديم من حسين قعفراني، ألقى النائب خريس كلمة اعتبر فيها ان "المواجهات البطولية التي خاضتها قرى وبلدات المنطقة شكلت محطة تاريخية للمقاومة من خلال تصديها لأعتى آلات هذا العدو وأفشلت مشروعه الهادف الى وقف شعلة المقاومة".

وتقدم بأحر التعازي لاستشهاد اللواء فرنسوا الحاج من المؤسسة العسكرية كاملة، مشيرا الى ان "الجريمة النكراء تهدف الى ضرب المؤسسة الحامية للوطن والتي تصدت للعدو الاسرائيلي ووقفت في وجه المجموعات الارهابية، مؤكدا الدفاع عن المؤسسة العسكرية بكل ما أوتينا من قوة". ووضع الجريمة "برسم كل من يعنيهم الامر"، داعيا الى "صيغة توافقية نستطيع من خلالها انتخاب رئيس للجمهورية نهار الاثنين المقبل"، ومتخوفا في حال استمرار الفراغ من حصول أحداث أمنية". واعتبر انه "لا بد من اتفاق سياسي يلجم ويمنع الحوادث الامنية كافة، ويجمع الجميع على مصلحة لبنان الكبرى والعمل لمصلحته فقط بعيدا عن اي حسابات ضيقة".

 

الوزير المستقيل صلوخ التقى نائب وزيرة الخارجية اليونانية: ندعم القرار 1701 ونفذنا المطلوب من لبنان وعلى اسرائيل تنفيذه

كاسيميس: الحلول المناسبة تسير وفقا لما ينص عليه الدستور

وطنية - 14/12/2007 (سياسة) استقبل وزير الخارجية والمغتربين المستقيل فوزي صلوخ قبل ظهر اليوم في مكتبه في الوزارة، نائب وزيرة الخارجية اليونانية تيودوروس كاسيميس والوفد المرافق، في حضور القائم بأعمال سفارة اليونان في بيروت بانوس كالوغيروبولس والامين العام للوزارة بالوكالة السفير بسام نعماني، مدير المراسم السفير جورج سيام ومدير مكتب صلوخ المستشار رامي مرتضى. بعد الاجتماع، تحدث صلوخ فقال: "يسرني ان استقبل نائب وزير خارجية اليونان، وبحثنا مواضيع مختلفة تتعلق بالعلاقات الثنائية بين اليونان ولبنان، وهذه العلاقات علاقات الود والصداقة القائمة بين البلدين تعود الى زمن طويل قد يعد بآلاف السنين فلبنان واليونان بلدان تاريخيان يؤمنان بالقيم والتعاون والتضامن والتكاتف من اجل زرع بذور المحبة والسلام في منطقة البحر الابيض المتوسط". أضاف: "تناولنا في المحادثات الوضع السياسي الداخلي في لبنان وتوطيد العلاقات السياسية والتجارية والثقافية بين البلدين، وقلنا ان زيارة وفد الاعمال اللبناني الى اليونان مؤخرا هي خطوة الى الامام من اجل توطيد العلاقات التجارية بين البلدين كي تتماشى وتتواكب مع العلاقات السياسية الوطيدة بين لبنان واليونان".

تابع "شكرت اليونان لما قدمته للبنان ولدعمها لليونيفيل وللقرار 1701، وأطلعت السيد كاسيميس اننا متشبثون وداعمون للقرار 1701، ونفذنا كل ما هو مطلوب من لبنان في هذا القرار، والآن على اسرائيل ان تنفذ ما هو مطلوب منها لأنها حتى الآن لا تزال تخرق الاجواء اللبنانية يوميا، وتسيء الى سيادة واستقلال لبنان بخروقاتها الجوية والبحرية والبرية كما انها لم تتعاون تعاونا مثمرا مع رسام الخرائط الذي عينه الامين العام للامم المتحدة من اجل تحديد مزارع شبعا ولا تزال تحتل هذه المزارع وبلدة الغجر اللبنانية حتى الآن، وكذلك لم تسلمنا خرائط الالغام التي زرعتها منذ سنوات عدة، وكذلك مواقع القنابل العنقودية التي قصفت بها لبنان وزرعتها في مساحات كبيرة من جنوبه".

وقال: "تناول البحث ايضا القضية القبرصية التي نأمل ان يتم حلها في اطار الحوار والتعاون بين مختلف الاطراف المعنية لما فيه خير واستقرار قبرص والمنطقة بشكل عام، ويستمر التعاون وتبادل الآراء بين البلدين ودعم كل بلد للآخر في المحافل الدولية، واذا ما ترشح لبنان الى اي منصب كان فاليونان بجانبه، وكذلك الامر بالنسبة لليونان، وهذا يدل على التعاون بين البلدين. ولبنان دائما يرحب بزيارات يقوم بها مسؤولون يونانيون".

كاسيميس

من جهته تحدث كاسيميس فقال: "لقد شرح الوزير صلوخ طبيعة العلاقات الجيدة بين البلدين الصديقين وشكرت له على الدعم السابق للحكومة اللبنانية في ما يتعلق بالموضوع القبرصي وعلى دعم قرارات الامم المتحدة المتعلقة بقبرص". أضاف: "تحدثنا عن المشاكل الراهنة في منطقة الشرق الاوسط وتحديدا في لبنان كما تطرقنا الى سبل تعزيز العلاقات بين البلدين، وشرحت للوزير صلوخ ان الحلول المناسبة للبنان هي التي تسير وفقا لما ينص عليه الدستور اللبناني لمصلحة الشعب اللبناني، وان العلاقات الجيدة بين البلدين سوف تكون على افضل ما يرام، وان التطرف من اي جهة أتى غير مناسب لأي كان، وأكرر شكري للحكومة اللبنانية في ما يتعلق بالقضايا القبرصية وعلى الاتفاقية التي تم توقيعها مؤخرا بين البلدين على الصعيد التجاري، نعتبر ان لبنان جزءا منا ومن التاريخ اليوناني الاصيل".

سئل: قلتم ان زيارتكم تأتي ضمن اطار تفقد الجالية اليونانية هنا هل تخافون على الجالية في هذا الوقت بالذات؟

أجاب: "ليس هناك خوف على الجالية اليونانية في لبنان، وانا متأكد انها سوف تبقى وتستمر في وجودها في لبنان، الا ان زيارتي تهدف الى تقوية العلاقات الثقافية بين البلدين والعلاقة التي تربط الوطن الام اليونان مع الجالية اليونانية في لبنان التي هي الجسر الذي من خلاله تمر العلاقات بين البلدين". وأوضح ان "توقيت زيارته جاء تنفيذا لوعد سابق بالعودة الى لبنان قد قطعه في تموز من العام 2006 خلال العدوان الاسرائيلي على لبنان".

 

خطباء صلاة الجمعة في الاقليم شجبوا جريمة اغتيال اللواء الحاج

وطنية - اقليم الخروب - 14/12/2007 (سياسة) ركز خطباء صلاة الجمعة في معظم مساجد قرى وبلدات اقليم الخروب على شجب واستنكار عملية الاغتيال التي استهدغت ابرز رموز قيادة الجيش اللواء الركن الشهيد فرنسوا الحاج. ورأى الخطباء "ان عملية الاغتيال التي نفذها الجناة المجرمون انما تستهدف الشعب اللبناني بأسره، وتستهدف مسيرة السلم الاهلي التي يعتبر الجيش ضامنها وحاميها". وناشد الخطباء "السياسيين ان يكون استشهاد اللواء الحاج فرصة وطنية جامعة للخروج من الازمة والسير قدما في عملية انتخاب العماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية".

 

الشيخ قبلان: سقط الشهيدان ليبقى وطننا سيدا مستقلا وما جرى في البارد رفع رأس لبنان بفضل شجاعة الجيش

وطنية- 14/12/2007 (سياسة) رأى رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان في خطبة الجمعة أن "لبنان يودع ضابطا بطلا من الجنوب قاتل الإرهاب والعدو الإسرائيلي"، وقال: "نحن نعزي أهله وان كنا نحن أهله، ونعزي كذلك أهلنا في حزين بالشهيد خير الله هدوان، فهما استشهدا معا على مذبح الحرية فداء عن الوطن ورحلا ليظل لبنان محصنا موحدا ينعم بالأمن والاستقرار. الجنوب يستقبل الشهيد الحاج كما يستقبل البقاع الشهيد هدوان، وهما سقطا ليبقى لبنان سيدا مستقلا لان ما جرى في نهر البارد رفع رأس لبنان عاليا بفضل شجاعة قيادة الجيش. من هنا نطالبكم بأن تتعاونوا مع الجيش وتحفظوه وتدعموه لأنه خشبة خلاص الوطن".

وتوجه إلى السياسيين بالقول: "لبنان في حاجة إلى حملة انقاذ فلتتنازلوا عن مصالحكم الخاصة ولتتفقوا كما قال الرئيس بري على أن تشكلوا لجنة من الموالاة والمعارضة ليتم الاتفاق على انتخاب العماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية وليتم الاتفاق على كل الامور الأخرى. نحن في حاجة الى سرعة لا الى تسرع وإلى عمل جاد يخلص البلاد فلنعمل ونخلص جميعا لإنقاذ لبنان من الشرذمة. ايها السياسيون كونوا عصبة واحدة، لا فرق بين مسلم ومسيحي، فإذا كنا جميعا في خدمة الوطن فعلينا ان نتعاون لما فيه خير ومصلحة الوطن. فلبنان كبير بمواطنيه وهو جدير بالاحترام والتقدير لان فيه عقلاء وهو يستحق الاحترام والتقدير، وخشبة خلاصنا بوحدتنا ودعمنا للجيش والمقاومة التي اظهرت للملأ وللشعوب العربية مقدرتها وعنفوانها فدحرت العدو الإسرائيلي الذي كان ولا يزال عدو لبنان وهي انتصرت عليه بفضل التفاف اللبنانيين حولها وتعاون الجيش اللبناني معها ليبقى لبنان شوكة في عيون أعداء لبنان واولهم إسرائيل التي لا تزال تتربص الشر بلبنان".

أضاف الشيخ قبلان: "نريد ان يتواضع السياسيون لإخوانهم ويبتعدوا عن الخطابات المتشنجة ويقلعوا عن الإساءات لبعضعم البعض، فالخطابات المتشنجة والمسيئة تفرق بينهم، لذلك ندعوهم ليتعاونوا على البر والتقوى وان يكونوا يدا واحدة لان يد الله مع الجماعة فاحفظوا ايها السياسيون هذا الوطن ليحفظكم الله".

وعن ايام الحج قال: "في هذه الايام تهفو قلوبنا الى مكة البلد المقدس والمدينة الحرام حيث الأمن والأمان والتوحيد لنعيش في رحابها حيث التوحيد والذكريات الحميدة، وحيث المجد والرفعة وحيث كلمة لا اله الا الله تصدح في أرجاء الكون ملبية متعاونة مجتمعة، فهنيئا لكم يا حجاج بيت الله الحرام في سعيكم وتلبيتكم وعبادتكم، ان قلوبنا معكم ونطالبكم ان تدعوا الله عز وجل ان يحفظ امة محمد (ص) ويرفع عزها ومقامها ويصلح حالها وشأنها وان تنتصر على الأنانية والحقد والبغضاء، وادعوا لكل خلق الله ان يهديهم سبل النجاة ويوفقهم لما هو أفضل، فهذه الأيام المباركة التي ترتفع فيها الأصوات ملبية مصلية داعية، وتطوف الأجساد حول الكعبة التي تخلصت من عقد الشرك والإلحاد على يد رسول الأمة ونبيها محمد (ص) حيث حطم أصنامها على أمير المؤمنين يعسوب الدين علي ابن ابي طالب (ع) لتعود الكعبة طاهرة من الالحاد والشرك والصنمية".

وخاطب الحجاج وقال: "توجهوا الى الكعبة والى كل ركن فيها ومنسك فيها توجهوا الى كل مكان مقدس حيث ارتفع منه الحق وادعوا الله من هناك ان يحفظ جموع المسلمين ويؤيدهم بنصره ويعزهم ويبعد عنهم الشطط والكذب والنفاق، ونحن على مقربة من الصعود على عرفة نطالبكم بان تدعو لأهلكم المتعبين في فلسطين والعراق وأفغانستان ولبنان ، واطلبوا من الله ان يرفع كابوس الظلم والاعتداء عن هؤلاء الذين ابتلوا بالظلم والطغيان".

وعن موعد عيد الأضحى المبارك قال: "نحن سنعيد يوم الجمعة بناء لرأي مراجع الدين في النجف الاشرف وقم المقدسة وعلى فتوى المرجع السيد علي السيستاني، فعلى حجاج بيت الله ان يجتمعوا مع إخوانهم في عرفة فيقيموا المناسك في نفس الوقت مع إخوانهم المسلمين ويقدموا هديهم ويعيدوا يوم الأربعاء مع إخوانهم في الحج، اما نحن في لبنان فسنقيم صلاة عيد الأضحى المبارك يوم الجمعة المقبل في مقر المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى ولا يوجد أي شيء يسيء ويعكر علاقتنا مع اخواننا المسلمين لاننا أخوة وسنظل كذلك مع إخواننا الآخرين".

 

النائب كنعان: موافقة قوى السلطة على ترشيح قائد الجيش نوع من المناورة

وطنية - 14/12/2007 (سياسة) اعتبر عضو كتلة "التغيير والإصلاح" النائب ابراهيم كنعان "أن موافقة قوى السلطة على ترشيح قائد الجيش العماد ميشال سليمان لرئاسة الجمهورية هو نوع من المناورة"، لافتا الى "ان هذا الفريق يحاول اليوم ان يتلطى من خلال ترشيح قائد الجيش كما تلطى سابقا خلف مواقع كبيرة في هذا البلد وحاول استغلالها".

وجدد النائب كنعان في تصريح الى "اذاعة النور" موقف "التيار الوطني الحر" المؤيد لترشيح قائد الجيش العماد ميشال سليمان، وقال:"ان ترشيح قائد الجيش كان ايجابيا بالنسبة للتيار الذي ايد هذا الترشيح، ولكن هناك عملية سياسية يجب ان تكتمل"، رافضا "تكبيل الرئيس الجديد بأثقال كبيرة تجعله غير قادر على الخروج من الازمة وتحوله بعد بضعة اشهر الى رئيس يدير الازمة".

وتعليقا على ما صدر عن الاكثرية من انها لم تتبلغ بشكل رسمي تفويض العماد ميشال عون بالتفاوض معها، تساءل النائب كنعان:" هل نحن بمعرض دعاوى قضائية فيما بيننا او نحن نعمل في السياسة"، مشيرا الى انه "عندما يتحدث العماد عون عن تفويضه من قبل المعارضة ويؤكد الرئيس بري والمعارضة هذا الأمر فماذا يريدون اكثر"، متسائلا:" هل نحن في مرحلة التعجيز من حيث الشكل في ظل كل المخاطر التي نمر بها".

ولفت الى "ان حل الازمة لا يكون من دون التعاطي السياسي ومن دون المقاربة السياسية الجدية لكل المشاكل المطروحة"، مشيرا إلى أن "هناك امكانية للتوصل الى تفاهم والتلاقي على مبادىء مشتركة، ولكن هذا الامر يتوقف على ارادة الموالاة اذا كانت تريد فعلا التوصل الى تفاهم وطني"، لافتا الى "ان هناك شعورا بان قوى الموالاة تتغير مواقفها بسحر ساحر"، متسائلا "ماذا حصل حتى تغيرت كل هذه المواقف واصبحنا اليوم نغالي بعملية الاسراع في التعديل"، معتبرا "ان منطق السلطة المستمر منذ سنتين لم يستطع تحقيق أي نتيجة ايجابية باتجاه تحقيق توافق ما حول قضية واحدة ولو ثانوية ".

 

لبنان قدم طلبا رسميا الى الامم المتحدة للمساعدة في التحقيق الجاري في الجريمة

نهارنت/أعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، في رسالة وجهها إلى مجلس الأمن الدولي انه تلقى رسالة رسمية من رئيس الحكومة فؤاد السنيورة يطلب فيها "ساعدة تقنية"في التحقيق باغتيال اللواء فرنسوا الحاج. وقال "إن الحكومة اللبنانية طلبت أن تبقى لجنة التحقيق الدولية المستقلة في اغتيال الرئيس رفيق الحريري على تواصل مع السلطات اللبنانية لهذا الهدف".

 

المر اشار الى خيوط جدية متقدمة في التحقيقات

نهارنت/أعلن وزير الدفاع الياس المر انه تمت ترقية العميد الركن الشهيد فرنسوا الحاج الى رتبة لواء عبر مرسوم عادي تم رفعه من قائد الجيش العماد ميشال سليمان الى مجلس الوزراء.

وأشار المر الى ان ثمة خيوطا جدية مهمة ومتقدمة "لا يمكنني الافصاح عنها وقد حولت الى المجلس العدلي"، لكنه اشار الى انها جدية اكثر بكثير من مثيلاتها المتصلة بالجرائم السابقة التي حصلت. وحول المتورطين قال المر "انها شبكات ارهابية متشددة لكن المهم من هو المقرر والذي يصدر الاوامر"، مشيرا الى انها ليست غريبة عن الرأي العام الذي بات يعرف عنها، على حد قوله. وقال المر انه لا يحصر جريمة اغتيال العميد فرنسوا الحاج بـ"الارهابيين المجرمين في نهر البارد"، مشيرا الى ان استهدافه "هو استهداف لمؤسسة الجيش اللبناني والوطن والسلم الاهلي وحفظ الامن والنظام". 

 

الرئيس ميقاتي:لبنان يعيش ظروفا هي الأصعب والأدق في تاريخه مما يضعنا جميعا أمام مسؤولياتنا والعمل للحفاظ على حضورنا

وطنية - 14/12/2007 (سياسة) أكد الرئيس نجيب ميقاتي "ان لبنان يعيش ظروفا هي الأصعب والأدق في تاريخه، مما يضعنا جميعا أمام مسؤولياتنا الكبرى وهي العمل للحفاظ على حضورنا وأسباب قوتنا", لافتا الى "أننا أحوج ما نكون الى احياء الثقة بالأمل والتطلع إلى المستقبل الأفضل". وكان الرئيس ميقاتي افتتح عصر اليوم مقرا جديدا ل"مركز حرفنا" التابع ل"جمعية العزم والسعادة الاجتماعية", في منطقة باب الرمل في طرابلس, في حضور رئيس بلدية طرابلس رشيد جمالي ونائبه احمد قمر الدين، رئيس بلدية المينا عبد القادر علم الدين, عقيلة المدير العام لقوى الامن الداخلي السيدة سليمى ريفي، السيدة زينة احمد كرامي، السيدة ماريان اسطفان الدويهي، ممثلات عن "جمعيات العمل النسائي" في طرابلس والشمال وممثلي الجان الاهلية وشخصيات. وبعد جولة في ارجاء المركز الجديد تحدث الرئيس ميقاتي فقال: "ان لبنان يعيش ظروفا هي الأصعب والأدق في تاريخه، مما يضعنا جميعا أمام مسؤولياتنا الكبرى وهي العمل للحفاظ على حضورنا وأسباب قوتنا، ولعلنا أحوج ما نكون في لبنان إلى تكريس مبدأ العمل الدائم للبناء، بناء البشر والحجر، وإعادة بناء ما تهدم في النفوس وتصحيح النصوص، وإحياء الثقة بالأمل والتطلع إلى المستقبل الأفضل. واذا كنا في حاجة إلى شيء اليوم، فأولا إلى الأمل الكبير كمدخل فسيح إلى البناء والإنماء وتطوير الانسان".

وقال: "ان تمسك "جمعية العزم والسعادة" بتنمية الحرف اليدوية واحيائها نابع من ايماننا الراسخ باهمية التعلق بالتراث والأصالة ونقلهما الى الأجيال اللاحقة ليبقى لبنان، هذا البلد المميز بكل عاداته وتقاليده، وكذلك فان هذا الامر نابع من ايماننا الكبير بدور الفرد في بناء المجتمع وتعزيز انتمائه الى منطقته وتاريخه.

وإنني أرى، في هذا المقر الذي نفتتحه اليوم عنوانا جديدا من العناوين الانمائية التي وضعناها نصب أعيننا في طرابلس ونسعى لتحقيقها بالتعاون مع كل الطاقات الخيرة التي تزخر بها مدينتنا. كما إن إحياء التراث الحرفي يساهم في عودة طرابلس الى لعب دورها المميز".

وختم: "ولا يسعني في هذه المناسبة إلا أن أوجه تحية الى كل العاملات في المركز متمنيا لهن النجاح في رسالتهن وأن تبقين رائدات في النشاطات التي تحافظ على صورة لبنان وأصالته".

 

الوزير متري عرض التعاون مع وفد من الاتحاد الاوروبي

وطنية - 14/12/2007 (سياسة) استقبل وزير الثقافة الدكتور طارق متري، اليوم في مكتبه في السراي الحكومي، وفدا من الاتحاد الاوروبي عرض معه العلاقات الثنائية، لا سيما التعاون القائم بين الاتحاد ووزارة الثقافة في عدد من المشاريع ذات الاهتمام المشترك.

 

شاب قضى انتحارا في عمشيت

وطنية - جبيل- 14/12/2007 (امن) عثر على الشاب انطوان مخايل شلهوب، مواليد 1971 دير عشاش، جثة في غرفة نومه في منزله بعمشيت، مصابة بطلقة واحدة في رأسه من مسدس حربي عيار 6 ملم. حضرت الادلة الجنائية ورفعت البصمات، كما حضر الطبيب الشرعي وحيد صليبا الذي افاد بان شلهوب مصاب برصاصة في رأسه لجهة اليمين من مسافة ملاصقة والمسدس الى جانبه وعلى اصابعه رذاذ الدم وتبين انه قضى انتحارا

     

النائب مصطفى هاشم رد على النائب علي حسن خليل: لم يوضح لماذا عزل الرئيس بري ونزعت عنه صفة المفاوض

وطنية - 14/12/2007 (سياسة) ادلى النائب مصطفى هاشم بالتصريح الآتي:

اتحفنا النائب علي حسن خليل في معرض رده على طروحات دولة الرئيس فريد مكاري بجملة من الشتائم والسباب والافتراءات على زعامات يشهد لها الوطن بصدقها ووطنيتها. لقد كنا نتوقع ردا سياسيا على طرح سياسي متكامل ولكن الرد جاء بهذا الشكل من احد ألسنة الرئيس بري الذي يتحرك من اذنيه ولم يوضح لنا النائب المذكور لماذا عزل الرئيس بري ونزعت عنه صفة المفاوض. على كل حال لن نسمح لانفسنا بالدخول في المهاترات "فكل اناء ينضح بما فيه".

 

جعجع استقبل وفدا من LAU اثر فوزهم بانتخابات الهيئات الطلابية: الهدف من جريمة اغتيال اللواء الحاج منع وتعطيل قيام دولة فعلية

انها الخطوة الاولى على طريق تدمير وشل احدى اهم واقوى مؤسساتنا/مصممون على قيام الدولة واجراء الانتخابات الرئاسية بأسرع وقت/قرارنا المواجهة لاننا مدركون لكل ما يحصل ونعرف ماذا يخططون/لن نتركهم ونسمح لهم مرة جديدة بأن يسيطروا على لبنان/وطنيةـ14/12/2007(سياسة)استقبل رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع وفدا طلابيا من جامعتي LAU جبيل وبيروت على اثر فوزهم في انتخابات الهيئات الطلابية.

وفي مستهل اللقاء وقف الجميع دقيقة صمت حدادا على روح الشهيد اللواء فرنسوا الحاج ومن ثم هنأهم على الفوز في الانتخابات، وقال:" انتخابات هذا الزمن تختلف كثيرا عما كانت عليه في السابق ففي السابق كانت تحصل بين فريق سياسي يميني وآخر يساري ولم تكن الاطراف المتخاصمة في الستينات والسبعينات تحمل الانتخابات الطلابية اكثر من حجمها بالرغم من حدة الخلاف السياسي في وجهات النظر. لا اذكر يوما ان اي طرف سياسي كان يستعمل الانتصارات هذه في خطاباته هنا او هناك او يدعي بسببها انه يمثل اغلبية الاصوات او يمثل 70% منها. كل ما اذكره ان السياسيين وبعد الانتخابات النيابية كانوا يعلنون تمثيلهم لكتل نيابية من 10 او 20 صوتا الخ. ولا اذكرمطلقا اي خطاب لزعيم سياسي كان قائما على نسبة الاصوات التى نالها، وان كل منطقه السياسي قائم على ذلك.

من هنا حتم علينا في كل مناسبة انتخابية طلابية اوغير ذلك ان نرد على هؤلاء الذين يدعون انهم يمثلون 70 او 80% فاليوم لم يعودوا حتى باستطاعتهم ان يدعوا انهم يمثلون 50 %.

ويستحضرني اليوم بيت شعر يقول:" على قدر اهل العزم تأتي العزائم، وعلى قدر اهل الكرام تأتي المكارم. وتكبر في عين الصغير كبارها، وتكبر في عين الصغير الصغائر" فاذا كان المرء صغيرا يعتبر ان اي شيء يقوم به عظيم. اما الكبير فحتى لو حقق شيئا عظيما يعتبره عاديا. فلم اتصور نفسي يوما انني سأحتفل معكم بفوزكم هذا امام كل الناس وامام الرأي العام، ولكن للاسف بعدما وصل العمل السياسي في لبنان الى ما وصل اليه اصبحنا مضطرين الى ان نطلع الرأي العام على ابسط فوز لنا في انتخابات طلابية هنا او هناك والا فنحن في مواجهة طواحين اشاعات وتلفيقات ودعايات تدور ليلا ونهارا وتحتاج الى جهد كبير للحاق بها.واذا اردنا اللحاق بها علينا ان نتوقف كلنا عن العمل.

وسأل جعجع: "من قتل فرنسوا الحاج؟ والكل يسأل معي هذا السؤال. حتى الآن لا ادلة بالمعنى القضائي والقانوني وليس هناك اي مؤشرات ثابتة ولم يتم القاء القبض على اي شخص من المحتمل ان يكون قد قام بتنفيذ العملية .

ولكن في الاطار السياسي الاكبر لدي عدة ملاحظات سأطرحها لان هذه الجريمة ليست جريمة عادية كالتي تحصل في ازقة نيويورك او لوس انجلس. والهدف من ورائها هو هدف سياسي بامتياز، وعنوانها واضح "منع وتعطيل قيام دولة لبنانية فعلية ". بداية عطلوا المؤسسات الدستورية واقفلوا مجلس النواب منذ سنة ويا ليتهم وضعوا المفتاح في جيبهم بل وضعوه في جيب رستم غزالي. والمؤسف انهم احتفلوا منذ بضعة ايام باحتلالهم لوسط المدينة وخراب بيوت ومصالح مئات العائلات وقد انعكس احتلالهم هذا على المستوى الاقتصادي في البلد. ثم طوقوا الحكومة الحالية ومنذ سنة وهم يحاولون شل عملها فاغتالوا الوزير الشهيد بيار الجميل فاخذ على اثرها الوزراء احتياطاتهم الامنية والا كانواهم ربما ايضا في عداد الشهداء . وبالمعنى الجغرافي والسياسي والاعلامي للكلمة لقد طوقوا الحكومة .

ثم كان لدينا شهران لانتخاب رئيس قبل انتهاء ولاية الرئيس لحود، فقاموا بكل شيء لتعطيلها تحت حجة عدم قبول مرشح منا ولو كنا الاكثرية لانهم يريدون مرشحا توافقيا وعرضوا لائحة بأسماء على رأسها العماد ميشال سليمان . فقلنا لهم لا مشكلة شخصية مع العماد سليمان، ولكن يجب ان يكون لدينا انتظام سياسي فلا يجوز في كل مرة نريد اجراء انتخابات رئاسية علينا اللجوء الى تعديل الدستور. وبعد انتهاء المهلة الدستورية ولم تتم الانتخابات ووصلنا الى الفراغ في الموقع الرئاسي،كان لا بدان نتشاور كفرقاء سياسيين في ما بيننا لمعرفة ماذا باستطاعتنا ان نفعل لملء هذا الفراغ. لأننا شعرنا ان هنالك مؤامرة كبيرة على البلد. طبعا كان لدينا خيار الانتخاب بالنصاب القانوني الذي يسميه البعض بالنصف زائد واحد. ولم ننتخب بهذا الخيار حرصا منا على البلد الذي يعيش منذ سنة في خضات مستمرة، ولكي نعطي الناس فرصة لكي تستريح تحت عنوان "استراحة المحارب" من باب حرصنا على تحقيق المكاسب تدريجيا. فتخلينا عن خيار النصاب القانوني وذهبنا الى الخيار التوافقي بامتياز معتقدين ان الطرف الآخر سيكون موافقا عليه وهو اسم العماد سليمان على الرغم من صعوبة القرار بقبولنا تعديل الدستور. وتفاجأنا انهم رفضوا ايضا الانتخابات. وهذا واضح لانهم لا يريدون رئاسة جمهورية. واليوم بتكليفهم العلني للعماد ميشال عون بالتفاوض معنا كأكثرية اصبح واضحا لدينا اكثر فأكثر انهم لا يريدون لا مفاوضات ولا كلام ولا انتخابات بأي شكل من الاشكال. وهكذا عطلوا كل المؤسسات الدستورية بدءا من المجلس النيابي ورئاسة الجمهورية، ويمعنون اليوم بشتى الوسائل في تعطيل الحكومة وعملها.

وبعد انتهائهم من المؤسسات الدستورية، تأتي المرحلة الثانية : فاغتيال اللواء الشهيد فرنسوا الحاج هو مؤشر واضح انهم بدأوا خطة تدمير ادارات الدولة وفي طليعتها واهمها واكثرها حساسية في هذه المرحلة بالذات مؤسسة الجيش اللبناني.

واعتبر جعجع ان اغتيال اللواء الحاج هو الخطوة الاولى على طريق تدمير وشل احدى اهم واقوى مؤسساتنا. وهذا الاغتيال يحمل رسالة واضحة الى العماد سليمان تحذره بشكل ولو غير مباشر ان يبقى قائدا للجيش وينسى التفكير في دخول اللعبة السياسية. من هنا فإن قرارنا واضح وبسيط وهو المواجهة، لاننا مدركون لكل ما يحصل ونعرف ماذا يخططون؟ فلن نتركهم ونسمح لهم مرة جديدة بأن يسيطروا على لبنان، لأننا نعرف جيدا مآثر حكمهم وما سببه من ويلات على لبنان. هذا البلد الذي ولد ليكون بلد حرية وسيادة واستقلال ولا يمكن ان يتحقق ذلك الا بقيام دولة فعلية. ونحن مصممون على قيام هذه الدولة على رغم كل مايحصل، واجراء الانتخابات الرئاسية بأسرع وقت ممكن هو اول خطوة في عملية قيام هذه الدولة. واذا اصروا على منعنا من ذلك، فاياهم ان يعتقدوا ان ليس لدينا خيارات اخرى ولكن سنلجأ اليها عندما نستنفد كل المساعي. فنحن لن نسمح ان يعود بلدنا ليكون تحت نفوذهم من جديد، واذا اعتقدوا ان الشعب اللبناني قد تعب فهم مخطئون.

ووجه جعجع كلمة الى الشعب اللبناني مشددا على ان السنوات الثلاث التي مرت كانت متعبة ومتعبة جدا، ولكن في نهاية المطاف هذا وطننا ولن نسمح لهم بالسيطرة عليه مجددا، والهدف من كل الاغتيالات التي تحصل هي ان نيأس كشعب لبناني. وكل الضغوطات والاغتيالات التي يقومون بها ان من الخارج او من خلال تصريحات ازلامهم في الداخل تصب في هذا الاتجاه، ولكن سنواجههم كما واجهناهم منذ ثلاثين سنة، كل فريق على حدة ولكن الفرق اليوم اننا سنواجههم جميعا كلبنانيين، وهناك من يقول ان موازين القوى الاقليمية والدولية قد تغيرت فهذا الكلام غير صحيح، وما يجري هو محاولة حل المشاكل على مستوى المنطقة والعالم بشكل هادىء ونحن مع هذه المقاربة، فكل اصدقاء لبنان لا يزالون على موقفهم المؤيد لقيام الدولة في لبنان، وعلينا نحن ان نتحمل مسؤولياتنا، وتحمل المسؤولية صعب في هذه المرحلة ولكن نحن لها.

ووجه جعجع كلمة لأصدقاء لبنان العرب كالمملكة العربية السعودية ودولة الكويت وجمهورية مصرالعربية والامارات والاردن وبقية الدول العربية التي وقفت بجانب لبنان بكل ما للكلمة من معنى منذ 3 سنوات وقال:"نحن اليوم ايضا بحاجة الى جهودهم اكثر من اي وقت مضى لوقف "غول القتل والاغتيال عنا" . فنحن صمدنا وسنصمد وعليهم دعمنا لاجتياز هذه المرحلة الصعبة، ولن نترك لبنان يسقط في ايدي المجرمين مجددا مهما كان الثمن."

اضاف"اريد ان اوجه دعوة الى اصدقاء لبنان في الغرب من اوروبا الى اميركا الى مجلس الامن وكل دول العالم لاقول لهم : "اننا بأمس الحاجة لهم لأن آلة القتل عادت لتتحرك من جديد".

وختم جعجع بكلمة للشعب اللبناني: "بقدرما كان فرنسوا الحاج مهددا ومستهدفا فان كل واحد منا مستهدف بمنزله و معنوياته واخلاقه وعزمه وشجاعته. فلا تدعوهم ينالون منا بأي شكل من الاشكال، فكلما كان صمودنا قويا بعد كل عملية اغتيال سيأتي الوقت الذي ييأسون فيه ولن يصلوا الى مبتغاهم .ولكن اذا يئسنا واستسلمنا فسيستمرون باغتيالنا لتحقيق اهدافهم وهناك البكاء وصريف الاسنان. وطبعا لن يصلوا الى هذا الهدف".

وكان جعجع قد التقى القائم بأعمال السفارة الاميركية في لبنان بيل غرانت ترافقه منسقة الشؤون السياسية في السفارة اليسا تيش بحضور مسؤول العلاقات الخارجية في القوات اللبنانية جوزف نعمة ومستشار العلاقات الخارجية ايلي خوري.