المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

اخبار يوم السبت 16/12/2006

ما أضيق فكري ما دام لا يتسع لكل فكر (ميخائيل نعيمه)

 

رايس لسورية وإيران: لا مساومات حول لبنان و"النووي"

 واشنطن-بروكسل-الوكالات: رفضت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس توصية تقدمت بها مجموعة الدراسات حول العراق بأن تفتح ادارة الرئيس جورج بوش حوارا مع سورية وايران في اطار جهودها لاشاعة الاستقرار بالعراق . وقالت رايس لصحيفة " واشنطن بوست" ان " التعويض " المطلوب من اجل اي صفقة من هذا القبيل قد يكون باهظا جدا , مؤكدة ان الادارة الاميركية لا تريد التخلي عن السيادة اللبنانية لسورية او السماح لايران بالحصول على سلاح نووي كثمن للسلام في العراق . واوضحت انه يجب الا تحتاج سورية او ايران الى حوافز للمساعدة في تحقيق الاستقرار في العراق " اذا كانت لهما مصلحة في استقرار العراق ستفعلان ذلك بأي حال " . واكدت الوزيرة الاميركية ان الرئيس جورج بوش قد يكون "متوسعا تماما" في مراجعة السياسة حول العراق وان الخطة الجديدة ستكون "خروجا على المألوف". في تطور متصل حذر القادة الاوروبيون امس كلا من ايران وسورية من مغبة التدخل في شؤون الدول المجاورة لهما وطالبوهما بتبني مواقف "مسؤولة" اذا رغبتا في تحسين علاقاتهما مع الاتحاد الاوروبي. وقال قادة الدول والحكومات الاوروبية في بيان اصدروه في ختام قمتهم التي عقدت في بروكسل أمس الجمعة "ان مجلس اوروبا يعبر عن قلقه حول التأثير السلبي للسياسات الايرانية على استقرار وامن الشرق الاوسط".

وجاء في البيان ان "مجلس اوروبا يؤكد ان على ايران ان تلعب دورا مسؤولا في المنطقة". وفيما يتعلق بالخلاف حول برنامج ايران النووي, اعرب القادة عن اسفهم لرفض ايران مجموعة الحوافز التي قدمتها لها الدول الاوروبية مقابل وقف عملياتها لتخصيب اليورانيوم, ودعوا مجلس الامن الدولي الى التحرك. ودان القادة المؤتمر الذي عقد في طهران هذا الاسبوع برعاية الحكومة الايرانية لمناقشة المحرقة اليهودية خلال الحرب العالمية الثانية. وجاء في البيان "ان الاتحاد الاوروبي يدين اي انكار للمحرقة كحقيقة تاريخية سواء في العالم كله او في جزء منه". وفيما يتعلق بالازمة السياسية الراهنة في لبنان الذي يشهد احتجاجات مناوئة للحكومة نظمتها المعارضة اللبنانية بقيادة "حزب الله", فقد اكد الاتحاد الاوروبي على اهمية عدم تدخل الدول المجاورة للبنان في شؤونه الداخلية. وقال البيان "ان مجلس اوروبا يدعو كافة اللبنانيين والدول الفاعلة الى اظهار القيادة المسؤولة والاحترام التام للمؤسسات الديمقراطية اللبنانية". وقال البيان ان "على سورية انهاء كافة تدخلاتها في شؤون لبنان الداخلية والمشاركة الفعلية في استقرار لبنان والمنطقة. ويجب على سورية ان تقوم بذلك حتى تصبح قادرة على تطوير علاقات طبيعية مع المجتمع الدولي بما في ذلك الاتحاد الاوروبي".

 

الأسد يدعو بوش وأولمرت إلى الحوار

السنيورة طالب بوتين بالضغط على سورية لوقف انقلاب حلفائها

عواصم-الوكالات: التقى رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو في اطار زيارة تهدف الى اقناع روسيا بالضغط على سورية بشان الازمة السياسية اللبنانية التي يراها السنيورة محاولة "انقلاب" مدعومة من دمشق واكد بوتين للسنيورة لدى استقباله في الكرملين "سنقوم بكل ما في وسعنا لدعم الشعب اللبناني", واضاف ان روسيا "تابعت بقلق النزاع بين لبنان واسرائيل (الصيف الماضي)«, وهي "قلقة ايضا بشان الوضع السياسي الداخلي الصعب (في لبنان)". وقال "نأمل في ان يتمكن اصدقاؤنا اللبنانيون من حل مشاكلهم". الا ان الرئيس الروسي لم يتطرق الى الدور المثير للجدل لسورية حليفة روسيا على المستويين السياسي والاقتصادي. ونقلت وكالة انترفاكس الروسية عن السنيورة قوله "اننا مع تسوية العلاقات مع سورية. اعتقد ان روسيا تستطيع ممارسة ضغط معين في هذا الاتجاه". من جهتها, افادت وكالة ايتار-تاس الروسية ان السنيورة سيلتقي ايضا رئيس مجلس الامن الروسي ايغور ايفانوف وبرلمانيين روسا.

يشار الى ان الرئيس السوري بشار الاسد سيتوجه الى العاصمة الروسية الاثنين في زيارة تستمر ثلاثة ايام.

وقال يفغيني ساتانوفسكي رئيس معهد الشرق الاوسط بموسكو ان "السنيورة يقرع باب الدولة الوحيدة التي لديها علاقات مميزة مع ايران, خلافا للدول الغربية, وكذلك مع سورية واسرائيل" واضاف ان "روسيا هي من جديد في موقع قوة في المنطقة وتستطيع ان تؤدي دور الوسيط". وقبيل وصول السنيورة, صرح السفير اللبناني في موسكو ان زيارة رئيس الوزراء اللبناني تهدف الى اطلاع روسيا على معلومات "موثوق بها" حول الوضع في لبنان, حسبما افادت وكالة الانباء الروسيا "ريا نوفوستي".واعتبر السنيورة في مقابلة نشرتها صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية امس ان التظاهرات في الشارع التي تقوم بها المعارضة في لبنان "ليس لها مستقبل" و"لن تؤدي الى نتيجة". كما اكد لمحطة" فرانس 24" الاخبارية ان مؤيدي حكومته هم الاكثرية في لبنان مشيرا الى ان هناك خطرا على حياته بسبب حصار المتظاهرين للسرايا الحكومية في بيروت. الى ذلك دعا الرئيس السوري بشار الاسد في حديث لصحيفة "لاريبوبليكا" الايطالية نشر امس الرئيس الاميركي جورج بوش ورئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت للتفاوض مع سورية, مؤكدا في الوقت نفسه ان بلاده تتوقع هجوما لاسرائيل.

وعن معلومات لاجهزة الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية مفادها ان سورية تحشد صواريخ طويلة المدى على حدودها في اطار حملة عسكرية, رد الرئيس السوري "نتوقع ان تشن اسرائيل حربا على سورية في اي لحظة. فهي (اسرائيل) تهدد بشن حرب ضد حزب الله (اللبناني) وسورية الصيف المقبل ان ذلك ليس وهما: ان الحرب ما زالت امرا ممكنا في منطقتنا". من جانبه نأى البيت الابيض بنفسه عن زيارات نواب اميركيين الى دمشق وابلغ سورية ان عليها ان لا تعول من وراء هذه الزيارات على امكانية حصول انفتاح من جانب ادارة بوش. وقال المتحدث باسم البيت الابيض طوني سنو ان "اضفاء قدر ادنى من الشرعية لهذه الحكومة (السورية) من شأنه ان يعيق قضية الديمقراطية في المنطقة". وكان سنو يعلق على الزيارة المحرجة التي قام بها السناتور بيل نلسون وهي الاولى لنائب اميركي الى دمشق منذ يناير ,2005 وزيارة اخرى اعلن عنها زملاء لنلسون.

 

 اشترطوا وقف سورية تدخلها في لبنان وتمرير  المحكمة الدولية لإعادة دمشق إلى المجتمع الدولي

 قادة أوروبا يتهمون إيران بزعزعة استقرار الشرق الأوسط

 بروكسل- الوكالات : اتهم الاتحاد الاوروبي ايران امس بزعزعة الاستقرار في الشرق الاوسط ببرنامجها النووي وتهديداتها لاسرائيل في تشديد واضح لموقف الاتحاد تجاه طهران.وأدانت مسودة بيان شديد اللهجة تنتظر موافقة زعماء الاتحاد في قمتهم تشكيك ايران في محارق النازي التي استهدفت اليهود. وافادت مسودة البيان الختامي للقمة "المجلس الاوروبي يبدي قلقه ازاء التأثير السلبي للسياسات الايرانية على الاستقرار والامن في الشرق الاوسط". وعكس البيان خيبة أمله تجاه طهران بعد سنوات من المفاوضات غير المثمرة بين ثلاث قوى رئيسية من الاتحاد هي بريطانيا وفرنسا والمانيا وبين ايران بشأن برنامجها النووي الذي يشتبه الغرب في انه يهدف الى تطوير اسلحة نووية. وأضافت مسودة البيان "المجلس الاوروبي يستنكر عدم اتخاذ ايران الخطوات التي طلبها مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومجلس الامن الدولي ويتفق على أن ذلك ستكون له عواقب سلبية على العلاقات بين الاتحاد الاوروبي وايران".

واضافت المسودة أن الاتحاد الاوروبي "يبدي بالغ قلقه ازاء تصريحات الحكومة الايرانية في الفترة الاخيرة فيما يتعلق بالاتحاد الاوروبي ودول من أعضائه فضلا عن تهديداتها لاسرائيل واستمرار تدهور حقوق الانسان والحريات السياسية لمواطنيها". وفي اشارة الى مؤتمر دولي عقد هذا الاسبوع في طهران يشكك في محارق اليهود قالت مسودة البيان الختامي "الاتحاد الاوروبي يدين اي انكار للمحارق كحقيقة تاريخية سواء جملة أو تفصيلا لذلك فانه يرفض بشدة الاهداف الضمنية لهذا المؤتمر". وتناول القادة الاوروبيون ايران وسورية في بيان اخر حول تدهور الوضع في لبنان واذ كرروا دعمهم رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة, دعوا "جميع اللاعبين اللبنانيين والاقليميين الى اثبات حس المسؤولية واحترام المؤسسات الديمقراطية اللبنانية في شكل كامل".

واعتبروا ان على سورية خصوصا "ان تضع حدا لكل التدخلات في الشؤون الداخلية اللبنانية وتشارك بفاعلية في استقرار هذا البلد والمنطقة". واضاف القادة الاوروبيون "من الضروري ان يصب اداء سورية في تطوير علاقات طبيعية مع المجتمع الدولي بما فيه الاتحاد الاوروبي", وان تقر ب¯ "المحكمة الخاصة من اجل لبنان وتتعاون معها". واضاف البيان " سورية تحتاج الى عمل ذلك لكي تصبح في وضع يتيح لها تطوير علاقات طبيعية مع المجتمع الدولي بما في ذلك مع الاتحاد الاوروبي" . وسلط رئيس الوزراء الايطالي رومانو برودي الضوء على الخلافات بين الزعماء الاوروبيين بشأن كيفية التعامل مع الرئيس السوري بشار الاسد في تعقيب أدلى به في اليوم الثاني من القمة الاوروبية.

وقال برودي "اذا كانت اوروبا موحدة ستكون أقوى في العالم. في اوروبا نتفق مع المانيا وبريطانيا على اننا نحتاج الى الحديث مع الاسد. فرنسا ترفض بعناد بالغ أي اتصال". وحض بيان الاتحاد الاوروبي اسرائيل أيضا على وقف انتهاكات المجال الجوي اللبناني من خلال تحليق طائرات القوات الجوية الاسرائيلية وهو ما خلق توترا مع قوات حفظ السلام التابعة للامم المتحدة ومعظمها اوروبية في جنوب لبنان. كما ندد الاتحاد الاوروبي باغتيال بيار الجميل وزير الصناعة اللبناني في الشهر الماضي و "أي محاولة من جانب قوى داخلية أو خارجية لزعزعة استقرار لبنان من خلال الاغتيالات السياسية أو أعمال ارهابية اخرى ".

من جهة ثانية اعلن الممثل الاعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا ان الاتحاد لا يريد "سلاح دمار شامل في الشرق الاوسط", وذلك ردا على تصريحات رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت حول قدرات بلاده النووية. كما مدد قادة الاتحاد الاوروبي برنامج مساعدات الاتحاد للفلسطينيين الذي يبلغ عدة ملايين من الدولارات وسط تصاعد القلق إزاء الوضع الانساني في غزة والضفة الغربية

 

 أكد أن أنصار حكومته هم الاكثرية ونفى أن يكون النزاع في لبنان دينيا

 السنيورة يريد ضغوطاً روسية على سورية لإنهاء تظاهرات المعارضة "غير المجدية"

 عواصم-الوكالات : اعرب رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة في موسكو امس عن امله بأن تلعب روسيا دورا في تطبيع العلاقات بين سورية ولبنان.

وقال السنيورة في تصريح نقلته وكالة انباء (انترفاكس) بعد اجتماعه مع بطريرك عموم روسيا الكسي الثاني "اننا نريد تسوية العلاقات مع سورية وان بامكان موسكو ان تساعد في هذا الاتجاه".واضاف ان العدوان الاسرائيلي الذي استهدف لبنان اعاد الى الوراء جهود الحكومة اللبنانية لتعزيز الاستقرار في البلاد. مشيرا الى ان الناس الذين لم يكونوا في يوم من الايام من مؤيدي حزب الله تحولوا الى الراديكالية بعد ان عانوا من ويلات العدوان الاسرائيلي. ووصف السنيورة الازمة المتفاقمة في لبنان بأنها "ازمة سياسية داخلية وليست نزاعا دينيا". وفي السياق نفسه اعرب رئيس الادارة الدينية لمسلمي روسيا المفتي راويل عين الدين بعد اجتماع عقده مع السنيورة عن دعم بلاده لجهود الحكومة اللبنانية في سعيها للحفاظ على الاستقرار وضمان وحدة البلاد. ويجري رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة محادثات في موسكو لطلب دعم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حليف سورية ,وافادت وكالة ايتار-تاس الروسية ان السنيورة سيلتقي بوتين ورئيس مجلس الامن الروسي ايغور ايفانوف وبرلمانيين روس.

يشار الى ان الرئيس السوري بشار الاسد سيتوجه الى العاصمة الروسية الاثنين في زيارة تستمر ثلاثة ايام, ما جعل المراقبين يتوقعون ان يقوم بوتين بوساطة بين الاسد والسنيورة. وتسعى موسكو الى تعزيز نفوذها في الشرق الاوسط بعد ان ضعف اثر انهيار الاتحاد السوفياتي. وباعتبارها موردا للاسلحة, يرى المحللون ان روسيا تتمتع بنفوذ على سورية التي لطالما كانت حليفها الرئيسي في المنطقة. وبحسب السنيورة, فان موسكو قد تؤدي دورا اساسيا لان "روسيا لا تدعم لبنان فقط, بل جميع الشعوب العربية وهذا الامر مهم جدا بالنسبة لنا" كما اوردت انترفاكس. وذكر بالضغوط التي مارستها روسيا لانهاء الحرب بين اسرائيل وحزب الله في يوليو واغسطس وقال السنيورة ان "روسيا قدمت دعما سياسيا لبنان وقامت بكل ما في وسعها لانهاء هذه الحرب الرهيبة".

واقر السنيورة بان بلاده تواجه ازمة سياسية كبيرة, لكنه عبر عن امله في التوصل الى حل ونقلت وكالة "ايتار-تاس" عنه قوله "اعتقد اننا سنتمكن من تفادي الشقاق, علما ان الوضع في البلاد لا يبعث بالتفاؤل بقدر ما نتمنى". واضاف "ليس للبنانيين من خيار الا الحوار مع بعضهم البعض". وقبيل وصول السنيورة, صرح السفير اللبناني في موسكو ان زيارة رئيس الوزراء اللبناني تهدف الى اطلاع روسيا على معلومات "موثوق بها" حول الوضع في لبنان, حسبما افادت وكالة الانباء الروسية "ريا نوفوستي". و أكدت الصحف الروسية ان موسكو لا تشك في شرعية حكومة فؤاد السنيورة وترى أهمية مساندتها في هذه الظروف العصيبة.

الى ذلك اعلن رئيس الوزراء اللبناني ان "الجميع يعلم في لبنان ان داعمي الحكومة هم اكثر عددا" من المطالبين باستقالتها, في مقابلة مع قناة "فرانس 24" وقال السنيورة "لم يشك احد يوما في قدرة حزب الله وامل على حشد عدد كبير من اللبنانيين للتظاهر والتعبير عن رايهم". وقال بحسب نص المقابلة "لكنهم يعلمون والجميع يعلم في لبنان ان داعمي الحكومة هم الاكثر عددا وانه بامكانهم حشد عدد اكبر من الناس". وتابع رئيس الوزراء اللبناني "لذلك نقول انه ان كانت المسالة هي معرفة من يحشد اكبر عدد من الناس, فلا فائدة من ذلك", موضحا ان "هذه الامور لا تحل بالتظاهرات".

وردا على سؤال حول ما اذا كان يخشى على نفسه, قال السنيورة "نظرا لكل ما حدث في الآونة الاخيرة, نعم, هناك خطر (على حياتي)", مضيفا "لكنه خطر اواجهه من اجل بلادي". وقال السنيورة "انني اؤمن بما اقوم به, واؤمن بان لا احد يستطيع تغيير قدره", مشيرا الى انه "رجل مؤمن ومسلم تقي يؤدي صلواته الخمس كل يوم". واضاف "اذا كان هذا هو قدري, فلا احد يستطيع تغييره. واذا لم يكن قدري فلا احد ايضا يمكن ان يغير ذلك", موضحا انه يشعر ب"الصفاء وراحة البال".وفي مقابلة نشرتها صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية قال السنيورة ان التظاهرات في الشارع التي تقوم بها المعارضة في لبنان "ليس لها مستقبل" و"لن تؤدي الى نتيجة". واوضح السنيورة انه بقي لمدة عشرة ايام داخل السراي الحكومي, مقر الحكومة الواقع في وسط بيروت, حيث يتجمع المعتصمون منذ مطلع ديسمبر قبل ان يغادر الى موسكو. وقال السنيورة ان "هذه التظاهرات ليس لها مستقبل" مضيفا "لن تؤدي الى نتيجة, والمشكلة لا يمكن حلها بهذه الطريقة". وتساءل السنيورة "التصعيد الى اي حد?" مضيفا "انهم يعرفون المخاطر وهناك خطوط حمراء في لبنان ... لن يتمكنوا من تولي السلطة".

 

مليون دولار سرقت وهربت إلى الخارج

"حزب الله" يحقق في "عمليات نهب" أموال الإعمار  الإيرانية بعدما أفقدته الحرب 70 % من بناه الاقتصادية

 باريس - كتب حميد غريافي:السياسة

قد لا تكون دويلة »حزب الله« القائمة فعلاً إلى جانب الدولة اللبنانية عسكرياً وأمنياً وسياسياً واقتصادياً واجتماعياً, أكثر »شرعية ونظافة وطهارة« كما وصف معاون رئيس المجلس التنفيذي في الحزب بلال نعيم لوكالة »الأنباء الفرنسية« عمليات تمويلها أول من أمس, من ندها الدولة اللبنانية, إذ يبدو »أن سوس الفساد والسرقة والهدر والمحسوبيات تنخر مؤسساتها من أعلى الهرم إلى أسفله«, حسب معلومات وتقارير كشف النقاب عنها لأول مرة بعد حرب 12 تموز (يوليو) التي أعادت خلط أوراق كيانية الحزب وهيكليته ووضعت إمكانيات استعادته عافيته السابقة كاملة على المحك. ويؤكد مدير مؤسسة لبنانية للدراسات السياسية والعسكرية والاقتصادية المتعلقة »بالأحزاب والفصائل والتيارات والمجموعات في لبنان« أن عشرات الملايين التي وردت قيادات »حزب الله« من أموال »علي خامنئي, المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية« الموصوفة ب¯ »الشرعية والنظيفة والطاهرة«, جرى »تدنيسها واختلاسها والتصرف بها على أيدي جماعات وكوادر من الصفين الثاني والثالث في الحزب, وأن أكثر من ستين مليون دولار من أموال الحقائب المقفلة التي نقلها وزراء وسفراء ومسؤولون إيرانيون إلى لبنان عبر الحدود السورية فور توقف الحرب الإسرائيلية في الرابع عشر من أغسطس الماضي, استقرت في بنوك ومؤسسات أوروبية وخليجية بأسماء الأقارب والمحاسيب والأزلام المقيمين في الخارج, وأن هناك تحقيقات واسعة على نطاق سري للغاية تجري في عمليات نهب منظمة ومازالت مستمرة حتى الآن, داخل جدران الحزب«.

وقال مسؤول الدراسات اللبنانية ل¯ »السياسة« في باريس أمس الجمعة إن تلك التحقيقات »لامست هذا الأسبوع حصانة عدد قليل من قادة الصف الأول في الحزب عندما تأكدت »مؤسسة الإمداد« الاجتماعية ومؤسسات صغيرة أنشئت خصيصاً قبل بدء التظاهرات والاعتصامات في قلب العاصمة بيروت لتنظيم إمداد أكثر من 100 ألف مناوب على هذه الاعتصامات بالمأكل والمشرب وأسباب الراحة في الخيم, من أن مئات الآلاف من الدولارات المخصصة لعمليات الإمداد هذه ذهبت وتذهب إلى جيوب مجموعات حزبية متفاهمة فيما بينها على اقتسام الغنائم والأسلاب من جراء المشتريات اليومية والمخزونات الغذائية والكسائية التي أضيفت إليها ابتداء من نهاية الأسبوع الفائت مخزونات طبية تحسباً لانفجار أمني في الشارع«.

وكشف تقرير أمني لبناني جمع معلوماته من أكثر من جهاز حكومي تابع للدولة منذ نهاية حزب تموز (يوليو), النقاب عن أن »ما وصل إلى المواطنين الشيعة العاديين في الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية من بيروت الذين تضرروا من جراء القصف الإسرائيلي المدمر, لايتجاوز عددهم الثلاثين بالمئة من المنكوبين الحقيقيين, فيما حصل على السبعين في المئة من مجمل المساعدات المالية المقدرة حتى الآن ب¯ 600 مليون دولار إيراني منتسبون إلى الحزب وكوادره وقياداته حتى من يقيم منهم خارج لبنان, فيما لم يحصل مواطن شيعي متضرر من معارضي سياسة وهيمنة حزب الله على الطائفة الشيعية على قرش واحد من تلك الأموال حتى هذه الساعة«.

وقال التقرير الذي اطلعت »السياسة« على بعض محتواه أنه على الرغم من أن إسرائيل استطاعت تدمير 70 في المئة من البنى التحتية العسكرية والاقتصادية والاجتماعية لحزب الله و»الكانتون« الشيعي الممتد من حدود إسرائيل جنوباً حتى حدود سورية في أقصى شمال البقاع, إلا أن »الإيرانيين يبذلون جهوداً هائلة عبر إنشاء شركات ومؤسسات من مختلف الأحجام للحزب في سائر الأراضي اللبنانية لإعادة إعمار ما أمكن من تلك البنى, بعدما عوضوا - أول ما عوضوا - على حسن نصر الله وملاليه 80 في المئة من أسلحتهم التي خسروها في الحرب, وعلى عائلات أكثر من 650 شهيداً من عناصر حزبه قضوا في المواجهات والقصف الإسرائيلي في أنحاء الكانتون المختلفة وعائلات نحو 1450 قتيلاً من المواطنين العاديين إضافة إلى المصابين من مقاتلي الحزب الذين يقدر عددهم بأكثر من ألف مقاتل ومن المصابين المدنيين الذين تجاوز عددهم ال¯ 4500«.

واماط التقرير الامني اللبناني »استنادا الى معلومات استخبارية اقليمية وغربية« ¯ حسب قوله ¯ اللثام عما اسماه »كارثة حزب الله خلال الحرب (الأخيرة)« بالقول ان »من اهم اسباب ماتعرض له الحزب من مفاجآت تدميرية شبه شاملة لمعظم مواقعه العسكرية ومخابئ صواريخه في الجنوب وعلى امتداد سهل البقاع وصولا الى بعلبك وشمالها, ثلاثة: اولها انه فوجئ باختراق اسرائيلي كبير افقيا وعموديا لهيكله العسكري والاقتصادي والاجتماعي وبالعدد الهائل لعملاء العدو في صفوفه, والثاني انه فوجئ بردة الفعل العسكرية الاسرائيلية بهذا الحجم التدميري الهائل على خطفه الجنديين الاسرائيليين, اما السبب الثالث فكان النقمة الشعبية عليه التي بدأت منذ اليومين الثالث والرابع للحرب حيث تعرض اكثر من نصف مليون مواطن شيعي للقصف والنزوح وضياع كل ما يمتلكون«.

وقدر مسؤول الدراسات اللبنانية حجم خسائر الحزب الاقتصادية والاجتماعية من مؤسسات وتعاونيات ومستشفيات ومدارس ومراكز صحية ومواقع اعلامية بملياري دولار, »سيكون بحاجة الى مبلغ مضاعف لاعادة تأهيلها بسبب ارتفاع الأكلاف الراهنة عما كانت عليه في السنوات التي حققها فيها«.

وقال المسؤول ان سلاح الجو الاسرائيلي »تمكن من تدمير 70 في المئة من صواريخ حزب الله قصيرة ومتوسطة المدى في مخابئها وقواعد انطلاقها, ما يعني ان الحزب خسر من ترسانته المعروفة نحو سبعة آلاف صاروخ من هذه الانواع, فيما دمر نحو 30 في المئة من صواريخه القليلة بعيدة المدى التي أطلق عددا قليلا منها الى العمق الاسرائيلي«, وفيما لم يعط المسؤول التقديرات المادية لخسائر هذا الكم الكبير من الصواريخ »لانه لم يشترها بل حصل عليها من الترسانتين الايرانية والسورية«, اكد ان اعلان حسن نصرالله استعادته كل ما فقد من صواريخ (قال ان ترسانته اصبحت تضم 20 ألف صاروخ) »لم يكن دقيقا وصادقا, اذ ان نشر الجيش اللبناني على الحدود مع سورية وتكثيف المراقبات الارضية والجوية على المعابر بين البلدين لم يسمحا له في تعويض خسائره الصاروخية او زيادة عدد ما كان لديه في غضون اربعة اشهر فقط«.

 

 تويني: لبنان تحول سجنا للمواطنين والمسؤولين والطوائف

 بيروت ¯ »السياسة«: تم في مؤتمر صحافي أمس, إطلاق مسابقة " جائزة سمير قصير لحرية الصحافة" التي تمنحها للمرة الثانية بعثة المفوضية الأوروبية في لبنان بالاشتراك مع مؤسسة سمير قصير, في حضور سفير الاتحاد الأوروبي باتريك لوران, والنائب غسان تويني, ونقيب المحررين ملحم كرم, وشقيق الشهيد سمير قصير الدكتور وليد قصير, ووالدته, وكريمتيه وأصدقائه وحشد من المهتمين والصحافيين. ثم تحدث النائب غسان تويني فقال: "الصحافة هي اليوم بحالة حزن على نقد أصحاب الكلمات الحرة ولبنان تحول اليوم إلى سجن للمواطنين والمسؤولين وللطوائف ونعيش دائما ذكرى هذه المآسي, ثم شكر البعثة الأوروبية على مبادرتها.

وألقى وليد قصير كلمة للمناسبة, قال فيها "نأتي اليوم لنقول يجب أن نقوى في كلماتنا وهي سلاحنا الوحيد ونضرب بها بقوة لنعود ونعيد تعاليم البسمات المعبرة, وبكلمتنا الحرة نستطيع تغيير وجهات الشرق الأوسط", شاكرا البعثة على مبادرتها, موجها كلمة لشقيقه سمير قصير قائلا: " إننا لن ننساك وستظل منارة للكلمة الحرة للأجيال الطالعة".

 

البيت الأبيض يحذر سورية من توقع  نتائج لزيارة مشرعين أميركيين إلى دمشق

 الأسد يدعو بوش واولمرت إلى "الحوار والسلام" ويتوقع هجوما إسرائيليا في الصيف

 عواصم - الوكالات : دعا الرئيس السوري بشار الاسد في حديث لصحيفة لاريبوبليكا الايطالية نشر امس الرئيس الاميركي جورج بوش ورئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت للتفاوض مع سورية, مؤكدا في الوقت نفسه ان بلاده تتوقع هجوما لاسرائيل. وقال الاسد ان "كثيرا من الاصوات ترتفع في اسرائيل" للمطالبة بحوار مع دمشق واضاف "اقول لاولمرت: ليقم بمحاولة لرؤية ما اذا كنا نخدع" واستند كذلك الى تقرير لجنة بيكر حول العراق لدعوة واشنطن الى الحوار.

واعتبر الرئيس السوري ان هذا التقرير "يعترف بدور سورية المحوري" و"يتحدث عن ضرورة احلال سلام شامل من خلال ربطه الازمات في المنطقة بمشكلة الاحتلال في العراق وفي فلسطين والجولان". واعرب بشار الاسد ايضا عن استعداده لاجراء حوار بناء مع الولايات المتحدة في المنطقة "لكن الارادة (وحدها) لا تكفي ولا يمكننا ان نكون منفردين" داعيا "اسرائيل والعراق والامم المتحدة واوروبا وايضا الصين واليابان" الى طاولة المفاوضات.

وقال ايضا ان "ايران بلد مهم ويجب على الولايات المتحدة واوروبا التحدث مع طهران". وعندما سئل عن معلومات لاجهزة الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية مفادها ان سورية تحشد صواريخ طويلة المدى على حدودها في اطار حملة عسكرية, رد الرئيس السوري ان "حشد الصواريخ هو وصف غير صحيح".

لكنه اضاف "نتوقع ان تشن اسرائيل حربا على سورية في اي لحظة. فهي (اسرائيل) تهدد بشن حرب ضد حزب الله (اللبناني) وسورية الصيف المقبل ان ذلك ليس وهما: ان الحرب ما زالت امرا ممكنا في منطقتنا". وبخصوص شكوك حول معاودة سورية تسليح حزب الله اللبناني قال الاسد "انني لا افهم ذلك. هناك اقمار صناعية وهناك يونيفيل (القوات الدولية في جنوب لبنان) واجهزة استخبارات لبنانية. فاذا كان ذلك صحيحا لماذ لا يوقفون اعادة التسلح هذه? ان الصواريخ يبلغ طولها خمسة او ستة امتار. انها ليست حبوبا يمكن ان نخفيها في جيب". واضاف ان "اولئك الذين يسعون الى عزل سورية عزلوا بدورهم" موضحا "اقصد فرنسا فباريس فقدت بسياستها كل مصداقية".

وقال الاسد "الواقع اننا (السوريون) نعيش في هذه المنطقة ونعرفها جيدا" . وأضاف أن واشنطن " تحتاج مساعدتنا " لوضع خطة بشأن العراق.

ورد على سؤال عما اذا كان مستعدا للعمل بشكل بناء مع واشنطن قائلا "بالتأكيد نحن على استعداد لذلك. لاننا اذا لم نحل القضايا الاقليمية -العراق ولبنان والصراع الفلسطيني الاسرائيلي- سنكون على الحدود مع الدول التي ستدفع ثمنا باهظا ". وتابع ان سورية تربطها "علاقات ممتازة " مع العديد من الفصائل في العراق ورد الاسد على سؤال عن مؤتمر رعته ايران هذا الاسبوع يشكك في محارق اليهود النازية ومقتل ستة ملايين يهودي فيها اثناء الحرب العالمية الثانية قائلا "أوروبا تعاني من عقدة بشأن المحارق نحن لا نعاني منها لاننا لم ننفذها ". من جانبه نأى البيت الابيض بنفسه عن زيارات نواب اميركيين الى دمشق وابلغ سورية ان عليها ان لا تعول من وراء هذه الزيارات على امكانية حصول انفتاح من جانب ادارة بوش.

وقال المتحدث باسم البيت الابيض طوني سنو ان "اضفاء قدر ادنى من الشرعية لهذه الحكومة (السورية) من شأنه ان يعيق قضية الديمقراطية في المنطقة".

وكان سنو يعلق على الزيارة المحرجة التي قام بها السناتور بيل نلسون وهي الاولى لنائب اميركي الى دمشق منذ يناير 2005, وزيارة اخرى اعلن عنها زملاء لنلسون. ووصف سنو هذه المبادرات بانها "قليلة الفائدة وغير ملائمة". وانتقد القائمين بها مشيرا الى انها تسيء الى "مصداقيتهم". اما السوريون, فعليهم ان يدركوا, كما قال سنو, ان "استقبالهم زائرين لا يعني ان موقف الحكومة الاميركية قد تغير". وتوجه هذه الزيارات ضربة الى حجة البيت الابيض عندما يرفض استئناف المحادثات المباشرة مع سورية لاشراكها في عملية بسط الاستقرار في العراق وعموما في القضايا الاقليمية.

ويدور نقاش سياسي حاد حول استئناف مثل هذا الحوار ليس فقط مع سورية وانما ايضا مع ايران, العدو اللدود الآخر للولايات المتحدة والجارة الاخرى للعراق, في وقت يستعد فيه الرئيس جورج بوش لاعلان ستراتيجية جديدة في العراق. وقال سنو "على السوريين ان لا ينتابهم ادنى شك في ان موقف الحكومة الاميركية ثابت: يعرفون ما يتعين عليهم القيام به. عليهم التوقف عن ايواء الارهابيين وعليهم الكف عن دعم الارهاب في العراق ولبنان وسواهما وعليهم الكف عن ان يكونوا مقرا لمنظمات ارهابية وعليهم اثبات حسن نياتهم". واضاف المتحدث ان السوريين ومن خلال زيارة نلسون "حققوا انتصارا على صعيد العلاقات العامة", موضحا ان الادارة حاولت منع هذا النائب من القيام بالزيارة ونلسون عضو في الحزب الديمقراطي. الى ذلك يصل الرئيس السورى بشار الأسد اليوم الى عدن في زيارة رسمية لليمن يجري خلالها مباحثات مع الرئيس اليمني على عبد الله صالح تتناول تطورات الأوضاع على الساحة العربية خاصة في لبنان وفلسطين والعراق .. اضافة الى استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها في كافة المجالات . وأفادت مصادر مقربة من الرئاسة اليمنية بان الملفين اللبناني والعراقي سيتصدران مباحثات الاسد وصالح .

 

 واشنطن تحذر الإمارات من عواقب عدم وقف تدفق "تكنولوجيا القنابل" إلى سورية وإيران وتهدد باتخاذ إجراءات ضدها

 واشنطن-دبي-رويترز: حذرت الولايات المتحدة دولة الامارات العربية المتحدة من انها قد تتخذ اجراءات ضدها اذا لم توقف تدفق التكنولوجيا المستخدمة في صناعة القنابل مثل تلك التي يستخدمها المسلحون في العراق الى كل من ايران وسورية.وقال كريس باديلا مساعد وزير التجارة لشؤون التصدير في كلمة أمام مجموعة من رجال الصناعة" نحن مستمرون في بحث هذه المسألة مع سلطات الامارات لكن الوقت بدأ ينفد لاتخاذ اجراء".واتهمت واشنطن سورية وايران بالسماح بتصدير معدات عسكرية الى العراق حيث يستخدم المسلحون قنابل يصنعونها بأنفسهم ضد القوات الاميركية وتعد من أكبر أسباب سقوط القتلى بين الاميركيين.

وأشار باديلا الى انشطة شركة مايرو للتجارة العامة ومقرها الامارات " كمثال واحد على الغياب المقلق للاشراف على الصادرات من جانب حكومة الامارات".

وأضاف "وجدنا في الاساس ان هؤلاء وبعض الكيانات المرتبطة بهم متورطون في شحن مكونات تستخدم بصفة خاصة في تصنيع العبوات الناسفة البدائية".

وتابع "الولايات المتحدة تشعر بقلق متزايد لتحويل بضائع الى ايران وسورية من خلال موانئ في الامارات ".

وقال باديلا ان الولايات المتحدة تعمل مع سلطات الامارات منذ سنوات للمساعدة في تطوير قانون للرقابة على الصادرات من خلال مساعي مثل المساعدات الفنية والتدريب. وأضاف " عليهم حقا أن يتخذوا اجراء وفي الاجل القريب. واذا استمرت هذه المشاكل فربما نضطر لاتخاذ خطوات تتجاوز المساعدات الفنية ولن أدخل في التفاصيل أو أتكهن بماهية هذه الخطوات".وفي دبي أعرب مسؤول بدولة الامارات العربية المتحدة امس عن الدهشة لتهديد الولايات المتحدة وقال عبد الله آل صالح المسؤول بوزارة الاقتصاد"هذا ادعاء مثير للدهشة حقيقة وأنا متأكد أنه سيثير الكثير من التحفظات. في الواقع فان تعاوننا وتنسيقنا مع عدة أجهزة حكومية أميركية في هذه المسألة وثيق وفعال جدا".وقال صالح ان بلاده ستواصل التعاون الوثيق مع واشنطن في تطبيق قيود التصدير.

 

الاتحاد الاوروبي يلوح بانتهاج خط متشدد ازاء سوريا بشان لبنان

 رويترز - 2006 / 12 / 15

 يتجه زعماء الاتحاد الاوروبي الى انتهاج خط متشدد مع سوريا بشأن لبنان يوم الجمعة وفقا لمسودة بيان القمة الاوروبية. ودعا الاتحاد المؤلف من 25 دولة الى اظهار الاحترام الكامل للمؤسسات الديمقراطية اللبنانية وقال انه "يتعين على سوريا ان تنهي كافة أشكال التدخل في الشؤون الداخلية اللبنانية وان تشارك بنشاط في اشاعة الاستقرار في لبنان والمنطقة."وقال بيان تمت صياغته بعد ان بحث وزراء الخارجية موضوع الشرق الاوسط على مأدبة عشاء القمة "سوريا تحتاج الى عمل ذلك لكي تصبح في وضع يتيح لها تطوير علاقات طبيعية مع المجتمع الدولي بما في ذلك مع الاتحاد الاوروبي." وسلط رئيس الوزراء الايطالي رومانو برودي الضوء على الخلافات بين الزعماء الاوروبيين بشأن كيفية التعامل مع الرئيس السوري بشار الاسد في تعقيب أدلى به في اليوم الثاني من القمة الاوروبية. وقال برودي "اذا كانت اوروبا موحدة ستكون أقوى في العالم. في اوروبا نتفق مع المانيا وبريطانيا على اننا نحتاج الى الحديث مع الاسد. فرنسا ترفض بعناد بالغ أي اتصال." وكان يرد على مقابلة في صحيفة لا ريبوبليكا التي تصدر في روما قال فيها الرئيس السوري انه يجب على الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي اجراء محادثات مع بلاده وايران اذا كانوا يريدون حلا شاملا للعراق والصراعات الاخرى في الشرق الاوسط. وحث بيان الاتحاد الاوروبي اسرائيل أيضا على وقف انتهاكات المجال الجوي اللبناني من خلال تحليق طائرات القوات الجوية الاسرائيلية وهو ما خلق توترا مع قوات حفظ السلام التابعة للامم المتحدة ومعظمها اوروبية في جنوب لبنان.

وشن حزب الله الشيعي اللبناني المدعوم من سوريا وايران وجماعات معارضة اخرى موالية لسوريا مظاهرات حاشدة في محاولة للاطاحة بحكومة رئيس الوزراء فؤاد السنيورة المدعومة من الغرب. وتعكس صياغة الاتحاد الاوروبي فيما يبدو تغلب الخط المتشدد الذي تنتهجه فرنسا نحو دمشق على الدول الاعضاء التي تريد تطوير علاقات أفضل مع سوريا الآن.

وطالب البيان سوريا بأن تعترف وان تتعاون مع المحكمة الخاصة بلبنان التي انشئت لمحاكمة المتهمين في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري العام الماضي. وكان الحريري صديقا مقربا من الرئيس الفرنسي جاك شيراك. واثار اغتياله احتجاجات حاشدة أدت الى انسحاب القوات السورية من لبنان تحت وطأة ضغوط من الامم المتحدة. كما ندد الاتحاد الاوروبي باغتيال بيار الجميل وزير الصناعة اللبناني في الشهر الماضي و"أي محاولة من جانب قوى داخلية أو خارجية لزعزعة استقرار لبنان من خلال الاغتيالات السياسية أو أعمال ارهابية اخرى."

 

السنيورة في روسيا للمطالبة بالضغط على سوريا على خلفية الازمة اللبنانية 

 أ ف ب - 2006 / 12 / 15

 التقى رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بموسكو في اطار زيارة تهدف الى اقناع روسيا بالضغط على سوريا بشان الازمة السياسية اللبنانية التي يراها السنيورة محاولة "انقلاب" مدعومة من دمشق. ووصل السنيورة مساء الخميس الى موسكو وسط توتر على الساحة السياسية اللبنانية بين حزب الله اللبناني وحلفائه المسيحيين من جهة وحكومة السنيورة من جهة اخرى. واكد بوتين للسنيورة لدى استقباله في الكرملين "سنقوم بكل ما في وسعنا لدعم الشعب اللبناني". واضاف ان روسيا "تابعت بقلق النزاع بين لبنان واسرائيل (الصيف الماضي) وهي "قلقة ايضا بشان الوضع السياسي الداخلي الصعب (في لبنان)".

وقال "نامل في ان يتمكن اصدقاؤنا اللبنانيون من حل مشاكلهم". الا ان الرئيس الروسي لم يتطرق الى الدور المثير للجدل لسوريا حليفة روسيا على المستويين السياسي والاقتصادي.

ونقلت وكالة انترفاكس الروسية عن السنيورة قوله مساء الخميس "اننا مع تسوية العلاقات مع سوريا. اعتقد ان روسيا تستطيع ممارسة ضغط معين في هذا الاتجاه".

من جهتها, افادت وكالة ايتار-تاس الروسية ان السنيورة سيلتقي ايضا رئيس مجلس الامن الروسي ايغور ايفانوف وبرلمانيين روس. يشار الى ان الرئيس السوري بشار الاسد سيتوجه الى العاصمة الروسية الاثنين في زيارة تستمر ثلاثة ايام, ما جعل المراقبين يتوقعون ان يقوم بوتين بوساطة بين الاسد والسنيورة.

وتسعى موسكو الى تعزيز نفوذها في الشرق الاوسط بعد ان ضعف اثر انهيار الاتحاد السوفياتي. وباعتبارها مصدرا للاسلحة, يرى المحللون ان روسيا تتمتع بنفوذ على سوريا التي كانت دائما حليفتها الرئيسية في المنطقة. ويقول يفغيني ساتانوفسكي رئيس معهد الشرق الاوسط بموسكو ان "السنيورة يقرع باب الدولة الوحيدة التي لديها علاقات مميزة مع ايران, خلافا للدول الغربية, وكذلك مع سوريا واسرائيل". ويضيف ان "روسيا هي من جديد في موقع قوة في المنطقة وتستطيع ان تؤدي دور الوسيط". وبحسب السنيورة, تستطيع موسكو ان تؤدي دورا اساسيا لان "روسيا لا تدعم لبنان فحسب, بل جميع الشعوب العربية (...) وهذا الامر مهم جدا بالنسبة لنا" كما اوردت انترفاكس. وذكر بالضغوط التي مارستها روسيا لانهاء الحرب بين اسرائيل وحزب الله في تموز/يوليو وآب/اغسطس. وقال السنيورة ان "روسيا قدمت دعما سياسيا للبنان وقامت بكل ما في وسعها لانهاء هذه الحرب الرهيبة". واقر السنيورة بان بلاده تواجه ازمة سياسية كبيرة, لكنه عبر عن امله في التوصل الى حل. ونقلت وكالة "ايتار-تاس" عنه قوله "اعتقد اننا سنتمكن من تفادي الشقاق, علما ان الوضع في البلاد لا يبعث بالتفاؤل بقدر ما نتمنى". واضاف "ليس للبنانيين خيار الا الحوار بينهم". وفي بيروت, نقلت وكالة ايتار-تاس عن النائب عاطف مجدلاني المؤيد للسنيورة ان "جميع الانظار متجهة حاليا الى روسيا" سعيا للتوصل الى حل. وقبيل وصول السنيورة, صرح السفير اللبناني في موسكو ان زيارة رئيس الوزراء اللبناني تهدف الى اطلاع روسيا على معلومات "موثوق بها" حول الوضع في لبنان, حسبما افادت وكالة الانباء الروسي "ريا نوفوستي".

وبعد ان مارست سوريا وصايتها على لبنان على مدى ثلاثة عقود, اضطرت الى سحب قواتها العام الماضي اثر توجيه اصابع الاتهام اليها في قضية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري, الامر الذي تنفيه دمشق. ويحاول حلفاء سوريا في لبنان حاليا اسقاط حكومة السنيورة مطالبين بتشكيل حكومة وحدة وطنية, الامر الذي تراه السلطة الحالية محاولة لاعادة فرض النفوذ السوري على البلاد. وتاتي زيارة السنيورة في وقت وجه القادة الاوروبيون اليوم الجمعة انتقادا شديدا لايران ل"التأثير السلبي" لسياساتها "على الاستقرار والامن في الشرق الاوسط", ودعوا سوريا الى وقف "كل تدخلاتها في الشؤون الداخلية للبنان". واعتبر السنيورة في مقابلة نشرتها صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية اليوم الجمعة ان التظاهرات في الشارع التي تقوم بها المعارضة في لبنان "ليس لها مستقبل" و"لن تؤدي الى نتيجة".

 

فتحي يكن تلميذ سيد قطب في حضن نصرالله

 الشراع - 2006 / 12 / 15

 تماماً مثلما حصل مع هاشم منقارة الذي خطفته الاستخبارات السورية من طرابلس، وأمضى في سجونها عدة سنوات فخرج وهو أحد أدواتها في عاصمة الشمال.. هكذا حصل مع فتحي يكن الذي خطفته الاستخبارات نفسها ليمضي في سجونها عدة سنوات فيخرج بعدها أحد أدواتها العاملة في لبنان.

إنه الانتقام الاستخباراتي السوري المستمر من عاصمة لبنان الثانية طرابلس، التي ظلت محرومة من كل ما يوحي انها مدينة تاريخية وعريقة، والتي ارادها ضباط استخبارات سوريا ريفاً لهم، ومرتعاً ونموذجاً لكيفية الانتقام من هذه المدينة التي كانت السباقة الى احتضان الجماعات الاسلامية منذ اكثر من نصف قرن من الزمان.. فضلاً عن القوى القومية والوطنية والتقدمية دائماً. لم تقصف مدينة في لبنان بالمدفعية الوحشية السورية كما قصفت طرابلس، لم تنتهك شوارعها وبيوتها ومساجدها على ايدي استخبارات سوريا وعملاء ايران مثلما انتهكت هذه المدينة.

والآن يكتمل العقد.. هاشم منقارة رجل ريف دمشق وزعرانه في طرابلس.. وفتحي يكن رجل ريف دمشق وزعرانه في بيروت.

لذا جاء الرد حاسماً حازماً.. مئات الآلاف احتشدوا في ملعب الشهيد رشيد كرامي في معرض طرابلس يقولون ان وجه طرابلس النضر والنظيف اسقط من العين قذى الاستخبارات السورية فهرب فتحي يكن الى حضن حسن نصرالله، وهرب هاشم منقارة الى ريف دمشق.. وللأسف الأسف فإن ابن عبدالحميد كرامي المحامي عمر لم يعد له في عاصمة الشمال إلا ذكرى منـزل كان افتتح بديلاً عنه منـزلاً في بيروت قريباً جداً من سكن رستم غزالي سابقاً في طرف العاصمة اللبنانية.

غير ان عذاب سجن فتحي يكن في مقر الاستخبارات السورية عند فرع فلسطين ورئيسه السابق العميد آصف شوكت لم يتوقف على الجسد.. بل امتد الى الفكر الذي بات الحلقة المفقودة في سلوك فتحي يكن.. فانقلب المفكر الاسلامي الى خطيب يقرأ ما لم يقتنع به، وتتوه منه الكلمات دلالة على فقدان توازن وإتـزان، ويستعيد حسب نظرية فرويد بالعقل الباطني كل أحقاده السابقة على العروبة عندما نظّـر ضدها بإسم الإسلام، ووقف دائماً ضد جمال عبدالناصر حين كان يخوض مواجهة ضد شاه ايران واسرائيل واميركا، وكان فتحي يكن السباق الى هذا الحلف الجهنمي ضد عروبة جمال عبدالناصر.. وما الفرق بين شاه ايران وملالي طهران اليوم حقداً على العروبة ولقاء مع اسرائيل واميركا ضدها؟.

فقدان التوازن والاتـزان لم يأت متأخراً بل بدأ منذ اكثر من عقد من الزمان، عندما وجدت الجماعة الاسلامية استحالة استمرار الرجل في منصبه بعد ان تشرّب من سجن الاستخبارات السورية ما يعارض عقيدتها وتوجهها السياسي، وعندما رحل الى حوار مستحيل مع مؤسس الأحباش عبدالله الهرري، فبدا ان غسيل دماغ فتحي يكن بات تقليداً او علاجاً كي يستمر في دور ارادته له هذه الاستخبارات، فشتم امام الهرري الحركة الوهابية، ودافع عن سيد قطب بعدها، ثم ذهب الى استدعاء بشار الأسد له.. وأخيراً التزم فتوى حسن نصرالله بجواز الصلاة خلفه لعناصر حزب الله التي تحتل أرض ساحة رياض الصلح.. شرط أن يقرأ النص الذي أعدته له الوحدة الثقافية في حزب الله، وهو نص فارسي أكثر منه نصاً سورياً.

هل هو أرذل العمر؟ الشيخ يكن على أبواب الرابعة والسبعين من العمر.. ربما هو الكبر، ربما هي محاولة استلحاق النَفس بالنَفَسِ الأخير، لكن أن ينتقل فتحي يكن من آصف شوكت إلى حسن نصرالله، ومنه إلى هاشم منقارة.. وأخيراً إلى بلال سعيد شعبان.. ومن يدري بعد رحلته من بشار الأسد إلى رستم غزالة أين المصير الأخير؟ فما هكذا يعاقب مفكر إسلامي – كان – جماعته بالانتقام منها لأنها عزلته وهو المؤسس، وما هكذا يعاقب رجل مستقيم – كان – عائلته لأنها لم تعد تثق بقدراته الفكرية وتوازنه فتقف ضده في كل محفل ودار ومكتبة ودائرة وترشح نفسها ضده في معركة انتخابية، وفي سجال فكري وفي نقاش سياسي، وفي جامعة ساهمت في تأسيسها وكانت مورداً لنضج الشباب والتزامه الإسلامي.

ما هذه الآخرة؟

فتحي يكن الذي كان أستاذاً لسعيد شعبان في طرابلس، يصبح مقاداً من ابنه بلال، والبعض يعتبر ان بعض التوازن يستعيده يكن فيلجأ إلى حضن نصرالله في بيروت لينصره أمام استخبارات إيران على مخبرها في الشمال ابن تلميذه السابق.. وقد كان خطابه أمام عناصر حزب الله في صلاة جمعة ملتبسة امتحاناً كبيراً يعول عليه الشيخ السابق آمالاً كبيرة.. والعبرة.. النتيجة في الدور الذي سيعطيه نصرالله غداً لتلميذ سيد قطب.

 

 الاسد: لا سلام في الشرق الاوسط بدون سوريا وايران

 رويترز - 2006 / 12 / 15

 قال الرئيس السوري بشار الاسد في حديث نشر يوم الجمعة إن الولايات المتحدة وأوروبا يتعين عليهما اجراء محادثات مع سوريا وايران اذا ارادتا حلا شاملا للصراعات في العراق والشرق الاوسط.

وأبلغ الاسد صحيفة لا ريبوبليكا التي تصدر في روما أن دمشق مستعدة للتعاون مع واشنطن على حل القضايا الاقليمية وتحدى اسرائيل ان تفتح حوارا مع سوريا. وقال أيضا ان اوروبا تعاني من "عقدة" بشأن محارق اليهود.

وقال في حديث طويل "الواقع اننا (السوريون) نعيش في هذه المنطقة ونعرفها جيدا." وأضاف أن واشنطن "تحتاج مساعدتنا" لوضع خطة بشأن العراق.

ورد على سؤال عما اذا كان مستعدا للعمل بشكل بناء مع واشنطن قائلا "بالتأكيد نحن على استعداد لذلك. لاننا اذا لم نحل القضايا الاقليمية -العراق ولبنان والصراع الفلسطيني الاسرائيلي- سنكون على الحدود مع الدول التي ستدفع ثمنا باهظا."

وتابع ان سوريا تربطها "علاقات ممتازة" مع العديد من الفصائل في العراق ويمكنها دعم مؤتمر وطني بشأن مستقبل البلاد. وقال الاسد كذلك أن الولايات المتحدة وأوروبا "يتعين عليهما اجراء محادثات مع ايران."

واوصى تقرير صدر في واشنطن الاسبوع الماضي عن لجنة تضم جمهوريين وديمقراطيين بان تتعامل الولايات المتحدة مع سوريا وايران من أجل تحقيق الاستقرار في العراق.

ويرفض البيت الابيض حتى الان مثل هذه الاتصالات وجدد الرئيس الامريكي جورج بوش انتقاداته لدمشق يوم الاربعاء الماضي متهما سوريا بانتهاك حقوق الانسان ومحاولة تقويض سيادة لبنان.

وقال الاسد ان اسرائيل يجب ان تقبل عرض سوريا بشأن اجراء محادثات. واضاف "أقول (لرئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود) اولمرت.. انتهز الفرصة واكتشف ما اذا كنا مخادعين."

وتعارض اسرائيل بشدة اجراء محادثات مع سوريا قائلة ان دمشق تحتاج أولا الى قطع صلاتها مع جماعات مناهضة لاسرائيل مثل حركة المقاومة الاسلامية (حماس) الفلسطينية وحزب الله اللبناني. وتريد سوريا اجراء محادثات لاستعادة مرتفعات الجولان التي اتحتلها اسرائيل في حرب عام 1967.

ورد الاسد على سؤال عن مؤتمر رعته ايران هذا الاسبوع يشكك في محارق اليهود النازية ومقتل ستة ملايين يهودي فيها اثناء الحرب العالمية الثانية قائلا "أوروبا تعاني من عقدة بشأن المحارق نحن لا نعاني منها لاننا لم ننفذها."

 

 رزق: رئيس المجلس اختار الشارع على الشرعية وبإمكان نائبه أو رئيس السن الدعوة الى جلسة

 المستقبل - 2006 / 12 / 15

 أكد وزير العدل السابق والنائب السابق ادمون رزق أن الدستور حدد في المادة 69 منه ست حالات، لا سابع لها، لاعتبار الحكومة مستقيلة، وهي: استقالة رئيسها، فقدان اكثر من ثلث اعضائها، وفاة رئيسها، عند بدء ولاية رئيس الجمهورية، عند بدء ولاية مجلس النواب وعند نزع الثقة بها في مجلس النواب، وبالتالي لا يمكن لرئيس الجمهورية اجراء استشارات لتكليف رئيس جديد لتأليف حكومة ما دامت الحكومة قائمة".

وقال في حديث إلى "وكالة الانباء المركزية" أول من أمس: "ان لبنان يعيش تحت تهديد الانقلاب، فالشعار المرفوع لإسقاط الحكومة لا ينطلي على أحد، لأنه لا يتضمن مشروعا، بل ينحصر في مطلب "المشاركة" المزعومة الذي يخفي صفقة فاقعة ترتكز على "التعطيل" مقابل "التوصيل". اي تعطيل المحكمة ذات الطابع الدولي، ومؤتمر باريس­3، بهدف الاستيلاء على السلطة، واقامة نظام احادي يتوهم فيه "الشريك الموقت"، انه "الحاكم"او "الوالي" في حين يصبح تابعا وملحقا، فيتم استهلاكه ثم اقصاؤه"، داعيا الى "العودة الى اتفاق الطائف، نصاً وروحاً، فعلاً لا قولاً".

ورأى رزق أن تهديد بعض خطباء اعتصام قوى 8 آذار بـ"التمدد" نحو السرايا الحكومية "كشف نية مبيتة، أو خطة مدبرة للقيام بانقلاب يطيح الجمهورية الديموقراطية، ويدخل البلاد في مغامرة جنونية". واعتبر أن انقاذ لبنان "يكون بالعودة إلى اتفاق الطائف نصا وروحا، فعلا لا قولا، فالجميع يزعمون انهم تحت سقفه، ويزايدون على اصحابه واهله، من حملوا وزره وأدوا فريضته، بينما ينقضونه هم ويخرقون الدستور ويخالون انفسهم اذكياء دهاة، في حين انهم يلحسون المبرد".

وأشار إلى أن المبادئ التي نصت عليها الفقرة "ي" من مقدمة الدستور، معطوفة على الفقرة "أ" من المادة 95روعيت في تشكيل السلطتين، كما في توزيع الرئاسات، فلا مجال على الاطلاق للاعتداد بأي من الفقرتين "ي" و"أ" لادعاء مناقضة "العيش المشترك" او "انتقاص العدالة" وتاليا اعتبار أن استقالة الوزراء الشيعة الخمسة، تجعل الحكومة مناقضة لميثاق العيش المشترك، وتفقدها الشرعية".

أضاف: "الاستقالة التلقائية تعتبر تصرفا اراديا لا قسريا، وترتب مسؤولية على مَن تقدم بها وحده، ولا تنسحب مفاعيلها على "السلطة" اي الحكومة، خصوصا ان رئيسها لم يقبل الاستقالة، والوزراء الذين تقدموا بها لا يزالون ضمن التركيبة، والخطوة التي أقدموا عليها لا تلزم سواهم، ولا يمكن ان تنشئ لهم حقا على الغير. كما يجب الاخذ في الاعتبار ان ثمة استحالة عملانية لتعيين وزراء جدد نظرا لوضع رئاسة الجمهورية، التي تمثل الانقسام والشرذمة، بدلا من ان تكون رمز الوحدة، وهي تمارس دورا انقلابيا موصوفا".

وأكد "ان الدستور لم يرهن الدولة لأي مذهب، والا لكان اشترط الاجماع، لا اكثرية الثلثين، النوعية والمختلطة، والمتعددة الطائفة (مسلمين ومسيحيين معا). وما دام ان المذاهب تمثلت في شكل عادل عند تأليف الوزارة، وطالما ان أحدا، من داخل الحكومة، لم يرغم الوزراء على الاستقالة، بل ان رئيسها رفض الاستقالة، فلا يمكن التذرع بالاستقالة لإطاحة الحكومة. ولا يحق لأي فئة افتعال وضع، لاختلاق عذر".

وعن إلحاح المعتصمين على اسقاط الحكومة، قال: " ثمة ما يبعث على الشك، توقيتاً واصراراً. ان المحكمة ذات الطابع الدولي التي يدعي الافرقاء الموافقة عليها، هي شرط أساسي لتحقيق العدالة، والتوصل الى وقف مسلسل الاغتيالات والاعمال الارهابية، التي ما برحت تتكرر منذ ثلاثة عقود، من دون ان يتوصل القضاء اللبناني الى كشف مرتكب واحد ومحاكمته، واصدار اي حكم، ما يؤكد ان الحاجة ماسة الى مساعدة الشرعية الدولية، بما تملك من الوسائل والامكانات الموضوعية، وما تقدمه من ضمانات. واليوم، مع صدور تقرير القاضي الدولي براميرتس، يجب ان يدرك المراهنون على اسقاط الشرعيتين، الدولية والوطنية، ان المحكمة ذات الطابع الدولي قيد الاستكمال، والاتهام في طريق الجهوز، والمحاكمة آتية، والحكم سيصدر وينفذ. كذلك، فإن مؤتمر" باريس ـ3" الذي يعول عليه لبنان للنهوض الاقتصادي وتخفيف عبء المديونية الباهظة، مرتبط بوجود هذه الحكومة، التي تتمتع بثقة دولية، لذلك يبدو الاصرار على اطاحتها نوعا من الاستماتة للتهرب من المحكمة ذات الطابع الدولي، ولحرمان لبنان فرصة نادرة، ربما هي الوحيدة، في المدى المنظور".

لحود وخرق الدستور

ولفت رزق إلى ان رئيس الجمهورية أميل لحود "خرق الدستور في اكثر من حالة"، وأكد استنادا إلى الدستور أنه يمكن لـ26 نائبا من أصل 128 طلب اتهامه وقال: "ثمة امكانية موضوعية، للقول بوجود خرق مشهود للدستور في اكثر من حالة، مثل طلب الرئيس تعديل الدستور من اجل التمديد لنفسه، ودعوته العلنية الى العصيان المدني، وتحريضه على قلب الحكومة، ونعتها بالساقطة، واللاشرعية، واللادستورية، الى ما هناك من افعال التشكيك بالمؤسسات، وتعطيل الدولة.. ان المسألة تحتمل الكثير من الاستنباطات، الى الاقتناع بعبثية الحوار، وعقم الدعوة الى احترام الدستور".

وحول رفض لحود توقيع مرسوم الدعوة الى انتخاب فرعي في المتن، ومرسوم احالة جريمة اغتيال النائب الشهيد بيار الجميل على المجلس العدلي، قال: "إن الامتناع عن تطبيق الاحكام المتعلقة بملء المقعد الشاغر هو مخالفة مزدوجة، للدستور وللقانون كليهما، وعلى رئيس الجمهورية ان يتبصر في ما يعرّض له نفسه من اتهام، وما يلحق بالبلاد من ضرر. اما بالنسبة لإحالة الجريمة على المجلس العدلي، فإن لمجلس الورزاء ان يؤكد قراره، فيصبح نافذا ووجب نشره من دون توقيع الرئيس.. وإنني استغرب هذا التصرف من قبل رئيس الجمهورية، فكأنه لم يقرأ الدستور الذي اقسم على احترامه، وليس حوله مرشد نصوح".

وعما إذا كان يحق لرئيس مجلس النواب الامتناع عن دعوته الى الانعقاد؟، اجاب: "عندما اولى النظام رئيس المجلس النيابي حق دعوته الى الانعقاد، القى عليه مسؤولية الدعوة، لكن رئيس المجلس امعن في تعطيله، حينا بابتداع بديل منه في ما سمّي الحوار، ثم التشاور، وحينا آخر عندما اجاز لنفسه وصف الحكومة بأنها غير ميثاقية وغير دستورية، بعد ان سبق وأعلن، على اثر استقالة الوزراء الشيعة، انها دستورية، وها هو يتصرف في شكل فردي تعسفي، خلافا لمنطق المؤسسات، بينما الاجدر به ان يدعو المجلس الى الانعقاد، بدلا من ان ينزل الى الشارع مع النازلين، ويتحول الى فريق منحاز".

أضاف: "نحن لسنا مطلعين على ظروف رئيس المجلس، وما يتعرض له من ضغط شخصي او مذهبي، وما ينخرط فيه من مخططات، لكن المعروف، بداهة، انه مسؤول عن كرامة مؤسسة، وعن حسن سير العمل فيها وتفعيل دورها، ولا يحق له، لأي سبب كان، ان يغتابها ويغيبها، كما ليس له ابدا ان يخاطب رئيس الحكومة من فوق السطوح، ولا ان يواجه السلطة الاجرائية الا في حرم السلطة التشريعية. إن ممارسات رئيس المجلس تتنافى مع مبدأ فصل السلطات، وتنتهك النظام الديموقراطي، مما يسوغ لنائب الرئيس او رئيس السن، عند الاقتضاء، الاضطلاع بالمسؤولية، كما يسوغ وضع رئاسة الجمهورية المتفاقم اعتبارها خالية، وتطبيق المادة 62 من الدستور".

 

الاحرار دان رفض لحود توقيع مرسوم الهيئات الناخبة: المصلحة الوطنية والبحث عن الحلول للازمة يقضيان برحيله سريعاً

 قوى 14 آذار - 2006 / 12 / 15

 اعتبر حزب الوطنيين الاحرار ان صيغة التسوية المقترحة لحل اشكالية تمثيل المعارضين في الحكومة يجب ان تكون موضع اجماع اذا صدقت نيات اصحاب طرح المشاركة من ضمن مفهومهم للديموقراطية التوافقية. ورأى ان "قبولهم باللجنة السداسية لا يعدو كونه قبولا لفظيا ورهانا على افشال المحكمة. ودان موقف رئيس الجمهورية الرافض توقيع مرسوم دعوة الهيئات الناخبة في المتن الشمالي واعتبر ان المصلحة الوطنية والبحث عن حلول للازمة المفتعلة يقضيان برحيله سريعا".

عقد المجلس الاعلى للحزب اجتماعه الاسبوعي برئاسة رئيسه دوري شمعون وحضور الاعضاء، وصدر في نهايته البيان الآتي:

1- نرى في تقاطع مواقف رفض المحكمة ذات الطابع الدولي من قبل سوريا وحلفائها اللبنانيين محاولة مكشوفة للهرب من قبضتها، وبرهانا دامغا على المسؤولية الجرمية الواضحة لدى الرأي العام في انتظار ان تقول العدالة كلمتها. ونؤكد ان ترابط هذه المواقف لا يقتصر على هذه المسألة فقط انما يتعداها الى المواجهة القائمة بين المحور السوري - الايراني والشرعية الدولية، ويكشف تورط الاطراف اللبنانيين فيها وامعانهم في تحويل الوطن ساحة صراع وتصفية حساب، بدل ان يكون مساحة سلام وحياة وشهادة حرية وحوار وديموقراطية. ولم يعد جائزا التلطي وراء مطلب المشاركة لتغطية هذه الحقيقة، كما لا يمكن القبول بإعطاء منفذي الاملاءات الاقليمية حق التحكم بمصير الحكومة، ومن داخلها بالذات، بتوفير مستلزمات الاطباق على مفاصل الحكم بالتعاون مع حلفائهم الذين يتولون الممانعة وشل المؤسسات من مواقعهم الدستورية.

ولا يخفى اصرارهم على افشال مهمة امين عام جامعة الدول العربية، تارة بالمناورة لكسب الوقت وطورا باتهامه بالتحيز.

2- نعتبر ان صيغة التسوية المقترحة لحل اشكالية تمثيل المعارضين في الحكومة، رغم تحفظنا عن المبدأ للاعتبارات التي تقدم ذكرها، يجب ان تكون موضع اجماع، اذا صدقت نيات اصحاب طرح المشاركة من ضمن مفهومهم للديموقراطية التوافقية. وعليه لا نفهم تعاطيهم مع الطروحات والعروض في هذا الشأن، ونعتبر ان قبولهم باللجنة السداسية لا يعدو كونه قبولا لفظياً ورهاناً على افشالها بدليل تهديدات بالتصعيد لإلحاق خسائر اضافية بلبنان على كل الاصعدة. ونجدد الاشارة الى نجاحهم في هذا المجال كونهم خطفوا بهجة الاعياد، وتسببوا في مزيد من الخسائر الاقتصادية استكمالا لمفاعيل حرب الصيف المدمرة، وضربوا معنويات اللبنانيين مقيمين ومغتربين وهم على وشك النيل من مؤتمر باريس-3. ونستغرب التناقض الفاضح بين اعلان موافقتهم على ثوابت مجلس المطارنة الموارنة والمضي في استغلال الشارع واثارة العصبيات والغرائز رغم تأكيد بكركي عدم جدواه، ودعوتها الى العودة الى الحوار داخل المؤسسات وخصوصا مجلس النواب الذي يتحمل رئيسه مسؤولية تاريخية على هذا الصعيد.

3- ندين موقف رئيس الجمهورية الرافض توقيع مرسوم دعوة الهيئة الناخبة في المتن الشمالي كما تقتضيه الاصول الدستورية والقانونية. ان مثل هذا التصرف اللادستوري الذي يأتي في سياق استمرار نهج خرق الدستور وتقديم الاعتبارات السياسية ومصلحة الحلفاء المحليين والاقليميين يشكل سابقة خطرة ويسيء الى مقام الرئاسة الاولى ودورها، وتاليا يجب ان تأتي ردود الفعل عليه متناسبة مع حجم الاضرار الجسيمة التي يسببها.

على صعيد آخر يفضح تصرفه هذا فصلا آخر من فصول الخطة التي يجري تطبيقها بالتكافل والتضامن بينه وبين جماعة المحور السوري - الايراني، والتي عكستها تأكيداتهم المبكرة وفتاويهم المتكررة في عدم شرعية الحكومة بعدما سحبوا ممثلي حزب الله وحركة امل منها.

لذا نعتبر ان المصلحة الوطنية والبحث عن حلول للازمة المفتعلة يقضيان برحيله سريعا لتتأمن ظروف استعادة التوازن الوطني. ويا ليت شهدنا عنده صحوة ضمير فيتجاوب مع طلب بكركي، ولو فعل لكان خفف من تبعات اعماله ومن الاساءات والارتكابات في عهده والتي لا تزال متمادية حتى الساعة.

اخيراً ندعو المحازبين والاصدقاء وخصوصا في منطقة الشوف واقليم الخروب الى المشاركة الكثيفة في مهرجان دعم الحكومة الذي تنظمه قوى 14 آذار، وذلك نهار الاحد المقبل الحادية عشرة في دير القمر. ولتكن المناسبة عالية بمعانيها وابعادها، اذا لم يعد سرا ان سقوط الحكومة في الشارع، وفي الاجواء التي خلفتها تصرفات مستغليه وخطبهم وشعاراتهم، هو سقوط لبنان الحضاري السيد المستقل وعودة الظلامية والجاهلية السياسية والهيمنة.

 

عبده: أهم ما في تقرير براميرتس اعتباره "التهديدات" بمثابة "أدلّة"

 المستقبل - 2006 / 12 / 15

 لاحظ السفير السابق جوني عبده أن التقرير الأخير لرئيس لجنة التحقيق الدولية في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري القاضي سيرج براميرتس "يؤكد توصله الى مراحل حساسة ومهمة "في التحقيق"، لكنه استدرك انه "لن يكشف أسراره لأي طرف، داخلي أو اقليمي أو دولي، حفاظاً على ما لديه من أدلّة وشهود".

ولفت الى ثلاثة اشارات أوردها براميرتس تحمل مدلولات مهمة حول سير التحقيقات وهي: "اشارته الى التهديدات والضغوط التي تعرّض لها الرئيس الحريري، والتي تعني ان التهديدات التي وصلته تبقى بمثابة أدلّة، وإشارته الى ان التحقيق "يقترب من مرحلة حساسة ومعقدة"، وإشارته الى "التلاعب بمسرح الجريمة".

وأكد في حديث الى "المؤسسة اللبنانية للارسال" مساء أمس، ان النظام السوري "يقوم بجهود كبيرة مع جهات دولية عدة لإجراء تعديلات في نظام المحكمة"، وأشار الى "ضغوط يتعرض لها الرئيس نبيه برّي من نظام دمشق لإعاقة استكمال اقرار المحكمة"، واقترح على الأطراف التي تعلن موافقة اعلامية على مشروع المحكمة "أن ترسل رسائل خطية الى برّي تؤكد موافقتهم عليها".

وسأل: ما دام رئيس الجمهورية ورئيس المجلس يعتبران أن الحكومة غير شرعية ومشلولة، فلماذا اللجوء الى التظاهرات؟"، ورأى ان للتظاهرات الجارية "أهدافاً داخلية وخارجية تتصل بالاستراتيجية الايرانية في المنطقة وبتعطيل المحكمة الدولية"، ولفت الى أن النائب ميشال عون "لا يستطيع أخذ بعض المسيحيين الى الشيعة واتهام بعضهم الآخر بأنهم سنّة".

وأكد انه "لولا موافقة حزب الله على القرار 1701 لما كان هذا القرار ولما كانت قوات دولية في الجنوب".

وقال عبده رداً على سؤال عن تقرير براميرتس: "ان الأوضاع القائمة حالياً صعبة، لأن النظام السوري لا يريد قيام المحكمة من جهة، ولا يريد أن يعترف، من جهة ثانية، بالتقصير في لبنان، وهو ينتظر الفرصة للانقضاض على السيادة والاستقلال في لبنان".

أضاف: "البرهان على أن السلطة غير موجودة هو استقالة الوزراء الشيعة، هذه الاستقالة كانت كافية لشل عمل الحكومة، وبالتالي لا أفهم لماذا الاعتصامات الجارية، الا في سياق تعطيل المحكمة، هذه المحكمة التي تدل كل المؤشرات على أن رئيس الجمهورية ضدها، ورئيس المجلس لا يستطيع تمريرها بناء على تعليمات أو ضغوط من النظام السوري، وباعتقادي هو متضايق من هذا الوضع".

واقترح "ما دام السيد حسن نصر الله يقول "جرّبونا" في المحكمة، والعماد عون يقول انه معها، فلماذا لا يرسلون رسالة الى الرئيس برّي يعلنون هذه الموافقة وبالتالي تمرير الموضوع في المجلس النيابي". ولفت الى أن مقولة اجراء تعديلات على نظام المحكمة "غير قانونية، فالمجلس اما يردّها أو يقبلها".

ورأى أن الارتياح الذي يبديه النظام السوري تجاه تقرير براميرتس، "لا يعكس حقيقة الموقف، فهذا النظام يسعى مع غير طرف دولي، وخصوصاً الصين وروسيا، ويضغط على الداخل اللبناني لتعطيل المحكمة أو اجراء تعديلات على نظامها".

وعما اذا كان "التيار الوطني الحر" حليفاً لسوريا الآن، قال: "كانت هناك حالة مسيحية في لبنان مشاركة، والجنرال عون قضى عليها، بمعنى آخر هو ذهب مع طائفة هي الطائفة الشيعية واتّهم البقية بالذهاب الى الطائفة السنية، لا يقل لي أحد ان قرار التظاهر بيد عون".

ولاحظ أن "هناك حقداً قوياً على النائب سعد الحريري، "فالحسابات عند بعض القوى، بعدما سمّي التحالف الرباعي، كان باستحالة أن يحصد الحريري النجاح الذي حققه في شمال لبنان، وكانت الحسابات غير ذلك"..

وعن مشروع قوى 14 آذار، قال: "الأخطاء التي ارتكبتها قوى "14 آذار" والحكومة هي ان القرار 1701 لا يمكن أن يمرّ من دون "حزب الله". وبالتالي التشاطر على هذا الموضوع وكأننا نفذنا وجلبنا الانتصار عبر الـ1701، وكأن هذا الانتصار ضد "حزب الله".

أضاف: "لولا حزب الله لما كان هناك 1701 وهذا خطأ كبير. فبعد صدور هذا القرار "تنطّح" بعض الوزراء وطالبوا بنزع سلاح حزب الله، وصدر بيان البريستول تقريباً بنفس هذا النبض".

وتابع: "ان مشاركة حزب الله في القرار 1701 أقوى من مشاركة الحكومة، فكل الدول طالبت بضمانات من حزب الله لارسال قوات ضمن "يونيفيل" وليس من الحكومة اللبنانية".

وعما اذا كان يخشى من أعمال ضد "اليونيفيل"، أجاب: "اذا لم نعترف بمشاركة حقيقية لحزب الله للانتصار بالـ1701، هذا أكبر جريمة نرتكبها بحق لبنان".

واعتبر ان "ثوابت بكركي أساسية في عملية الخروج من الأزمة، وهم أعطوا الأولوية للرئاسة، والكل يعلم ان البطريرك صفير كان أرسل موفداً للرئيس لحود يطالبه بالتنحي، ومن هنا نعرف ان لبّ المشكلة تكمن في الرئاسة".

ورأى ان النظام السوري "يرى في الاعتصامات الجارية فرصة ذهبية للانقضاض على الأكثرية من خلال تعطيل طاولة الحوار وإدخال البلاد في الفراغ توصلاً إلى استدراج تسوية معه"، مشيراً إلى ان الحل "يكون "بتدخل أطراف للضغط على النظام السوري"، لكنه نبّه إلى "صعوبة ذلك نتيجة علاقة النظام السوري المتردية مع العالم العربي".

 

 تظاهرة ضد الانقلابيين بالتعاون مع "الحركة اللبنانية الحرة" في القبة ـ طرابلس

المستقبل/تأييداً لرئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة ودعماً لحكومة لبنان الشرعية والدستورية في مواجهة الدعوات لاسقاطها من قبل الانقلابيين الجدد وحلفائهم من أدوات النظام السوري البائد، نظم أبناء وأهالي شارع الأرز في القبة بطرابلس وبالتعاون مع "الحركة اللبنانية الحرة" تجمعاً تحول الى تظاهرة شعبية ـ سياسية رفع خلالها المشاركون الاعلام اللبنانية والشعارات المطالبة باقرار المحكمة الدولية وتحقيق العدالة في حق قتلة الرئيس الشهيد رفيق الحريري وشهداء ثورة الأرز.
بعد النشيد الوطني والوقوف دقيقة صمت لأرواح شهداء انتفاضة الاستقلال كانت كلمة لعضو جمعية شباب المستقبل فتحي عثمان ثم أبيات شعرية بالمناسبة من الشاعرين عبد الله خويلد وتوفيق حامد.
آغا
والقى آغا رئيس "الحركة اللبنانية الحرة" بسام خضر آغا كلمة قال فيها: يا شعب 14 آذار العظيم يا ثوار الأرز، يا حماة الوطن، انتم أبناء لبنان الحقيقيون، كونوا مستعدين لتدافعوا وتحموا حكومتكم واستقلالكم من المتآمرين على الوطن. حافظوا على ثورة الأرز، لا تتركوا دم الشهداء يذهب هدراً، حافظوا على امانة من كانت بسببهم عودة الاستقلال.وقال: يا أبناء الشهيد رفيق الحريري ويا أخوة الشيخ سعد الحريري. تستطيع الحقيقة ولا شك أن تقف على قدم واحدة، لكن بقدمين لا بد أنها ستمشي وتشق طريقها الى اللانهاية.. أنتم الحقيقة.. حقيقة واحدة لا تنفصل.. نكونُ أو لا نكون.. ونقول لكم لن يستطيعوا قتل الحقيقة.
وأضاف: عندما سمعت صوت السيد حسن نصر الله يعلو اعتقدت أن الزحف الالهي قد أصبح على أبواب قلاعنا وحول اسوار مدننا.. نقول إن الصوت العالي لن يرهبنا لأننا نحن كوطنيين حقيقيين نؤمن بالولاء للوطن أولاً وأخيراً.. إن خطابهم ذكرنا بقول نابليون: "إن انساناً مثلي لا يحفل بحياة مليون انسان".. المقاومة تكون على الأرض المحتلة وليس على أرض محررة وليس أمام السرايا الحكومية ولا في شوارع بيروت، نحن نرفض منطق الدويلة ضمن الدولة.. نحن نرفض ولن نقبل بعد الآن بأقل من تسليم السلاح غير الشرعي الى الشرعية المتمثلة بالحكومة اللبنانية والتي يرأسها المقاوم الأول الرئيس فؤاد السنيورة.. لأنها حكومة المقاومة وحكومة التحرير.. وحكومة لم تدمر لبنان باسم التحرير والمقاومة.. انها حكومة الأكثرية الشعبية والنيابية التي تمثلت برفع العلم اللبناني على شُرَف منازل كل اللبنانيين: نعم نريد تسليم السلاح لأنه لم يعد له مكان في الجنوب.
وتابع آغا: إن معركتنا القادمة هي معركة تحرير لبنان والمجتمع من رواسب تلك الأيديولوجيات القديمة العقيمة البالية.. انها معركة رفض الافكار المستوردة من ايران وغيرها التي ليس لها أي اتصال بالعمق الوطني اللبناني.. نحن نرفض الفتنة ولكننا ايضاً نرفض التهديد ونرفض السكوت عن كل ما يمس كرامتنا.. حكومتنا كرامتنا ولن نقبل ان تتهمونا بالعمالة" هذه الشعارات الجوفاء التي عرفناها منذ ربع قرن، فانتم من يتعامل مع العملاء وحلفاؤكم اليوم، انتم كنتم اتهمتموهم بالعمالة عندما قلتم وبلسان السيد حسن نصر الله في حسينية الرمل في برج البراجنة خلال حفل تأبين: "إن ميشال عون حالة اسرائيلية صدامية تدميرية".
وختم آغا: كيف تتهمونه وكيف تثقون به... لكنكم تستعملونه رأس فتنة.
علوش
ثم تحدث النائب مصطفى علوش فتساءل بداية عن اهداف القائمين بالحركة الانقلابية وحلفائهم الذين يحاولون حماية المجرمين القتلة في دمشق.. وقال: نحن ما تعلمنا من الرئيس الشهيد رفيق الحريري الا أن نكون وطنيين ولم نفكر لمرة في الطائفية أو المذهبية، من هنا نحن نتوجه لاخوتنا الذين يسميهم السيد حسن نصر الله بأشرف الناس... نعم صحيح انتم أشرف الناس لكن بشرط أن لا تحموا الفاسدين وان لا يقف على منابركم أكثر الناس إفساداً في العالم فمن على ذات المنبر الذي تحدث منه السيد حسن بعمامته أتعرفون من تحدث أيضاً؟ إنه وئام وهاب، من هنا يمكن أن نتكهن بأن يؤم المصلين يوم الجمعة ناصر قنديل أيضاً... على كل الأحوال الشريف لا يمكن أن يكون شريفاً في مكان وان يكون مفسداً في مكان آخر وأم المفاسد هي الكذب وما تمارسه وقيادات حزب الله الآن كذب بكذب وفي كل يوم يعتلي قيادي منه المنابر لاختراع القصص.. مرة يقولون بأن الرئيس فؤاد السنيورة كان يساومهم لتسليم سلاحهم أو منعه عنهم وبالصدفة وياللأسف إن القيادي الأول لدى من تسمى "معارضة انقلابية" وقف ليقول هذا الحديث أمام الآلاف من الناس. لكن قيادة الجيش نفسها ترد عليه بان هذا الحديث غير صحيح.. ومنذ يومين يخرج علينا أحد الملتحين من مجلس الشورى ليقول بأن سعد الحريري ابن الرئيس الشهيد رفيق الحريري بعث برسالة خلال الحرب يطلب فيها وعداً بتسليم سلاحهم. وتابع علوش: أولاً أن الرسالة التي أبرزها حسن خليل صاحب "الوجه الأصفر" التابع لحزب الله والتي لا تحمل أي توقيع.. قد يعني ربما ان سكرتير خليل قام بطبعها في مكتبه.. لكن على كل الأحوال نحن نؤكد هنا اننا نريد وعداً بل شرطاً بان لا يكون هناك بعد الآن أي سلاح غير سلاح الشرعية فوق الأرض اللبنانية، وغير صحيح أن السلاح الذي ينتقل لتهديد اهل البلد يبقى سلاح مقاومة... وليس صحيحا أن الانتقال من ساحات القتال في الجنوب لنعسكر في الوسط التجاري نكون ما زلنا مقاومة.. وبالتأكيد ليس من الصحيح أيضاً عندما نجمع حولنا بقايا المخابرات السورية والمخابرات الايرانية ونتجمع في حلقات دبكة وشواء في قلب الوسط التجاري: نكون ما زلنا نمارس المقاومة.
وقال علوش: ان المقاومة التي كان يتكلم عنها حزب الله كل اللبنانيين كانوا جزءاً منها وهم حموها بدمهم وبمعاناتهم الاقتصادية والاجتماعية خلال السنوات الماضية... أما الآن فالمقاومة التي يتحدث عنها حزب الله انتقلت ضد اللبنانيين أنفسهم وهم انتقلوا الى الوسط التجاري... من هنا المعادلة انتم فرضتموها من خلال ما اثبتم يوم الأحد الماضي عندما اجتمع أبناء وأهالي طرابلس والشمال الوفي في ساحة أكبر من "ساحة رياض الصلح" لتذكروهم بأن حكومة فؤاد السنيورة باقية.. باقية.. باقية.
وختم علوش: "رئاسة الحكومة هي لكل اللبنانيين ونحن عندما نؤيد رجلاً وطنياً ورجل دولة كالرئيس فؤاد السنيورة فنحن لا نؤيده فقط لأنه سني بل نؤيده لانه رجل دولة من الطراز الأول..
ولأنه كما تذكرون كان هناك حكومة في فترة ماضية، نحن بالذات قمنا بإسقاطها، لأنها كانت حكومة تجمع العملاء.. وبكل الأحوال نحن سنبقى مجتمعين على هذا الخط لأن اللبنانيين سوف ينتصرون وحكومة الرئيس السنيورة باقية.. باقية.. باقية".
جلول
وفي الختام استمع المشاركون في التجمع لكلمة عبر الهاتف من النائب غنوة جلول حيت في مستهلها ابناء وأهالي طرابلس والشمال الوفي لخط ومسيرة الشهيد الرئيس رفيق الحريري وقالت: انتم تقفون اليوم ليس فقط الى جانب حكومة الرئيس فؤاد السنيورة بل الى جانب لبنان الحر والسيد والمستقل ولحماية الاستقلال الذي تحقق ولحماية الحرية والحقيقة.. الحقيقة التي يحاولون اضاعتها وتشتيتها بشائعات كاذبة كل يوم، فكل يوم ينشرون الشائعات في محاولة لغش الناس ولغش جمهور انا اعتبره بريئا وهو جمهور مضلل.. ان وقفتكم وصمودكم هي من سترد الوعي لكل اللبنانيين ليكون لدينا جميعاً الموقف الواحد لتحقيق العدالة في بلدنا.. فالعدالة يجب أن تتحقق والحقيقة يجب أن تظهر كي يتوقف المجرم عن اجرامه.. وكل من يحاول أن يحمي المجرم هو مجرم مثله ومتواطئ معه... نريد ان نوقف الاجرام في هذا البلد لحمايته، نريد أن نحمي البلد بالحقيقة ونريد أن نحمي البلد بحماية الحكومة ورئيسها فؤاد السنيورة وبالوفاء للرئيس الشهيد رفيق الحريري الذي دفع دمه فداء للوطن.
وختمت جلول قائله: ادعوكم للصمود والوعي صفاً واحداً فهم يحاولون افتعال المشاكل الجانبية بين الناس، و يجب ألا نسمح لهم بذلك ويجب أن نكون حُرصاء على الوحدة الوطنية في مواجهة محاولاتهم افتعال حرب أهلية أو فتنة داخلية...
نحن عرب وسنبقى عربا ونحن لبنانيون وسيبقى لبنان موحداً وسينتصر لبنان الحرّ السيد المستقل.

 

التداعيات الاقتصادية للاعتصام المفتوح: شلل وإقفال مؤسسات وبطالة وخسائر بالمليارات

 الشراع - 2006 / 12 / 15

 لم يعد خافياً على أحد نتائج المشكلة الاقتصادية التي يعاني منها لبنان منذ النصف الثاني لهذا العام أي منذ حرب إسرائيل على لبنان في تموز/يوليو، والمستمرة إلى الآن في ظل الشلل الاقتصادي الذي أصاب كل المؤسسات بعد الاعتصام الشعبي في وسط بيروت التجاري، خصوصاً بعد ان تكشفت الأرقام عن حقيقة مذهلة لحجم الخسائر في كل القطاعات، دفعت بوزير المالية جهاد أزعور إلى القول بأن حجم الخسائر كل يوم تعطيل هو 70 مليون دولار أميركي.. ولا يبرّىء البعض هذه الأزمة، من أن المقصود منها هو ضرب مستقبل لبنان الاقتصادي وما سببته هذه الأزمة من مشاكل اجتماعية، بعد ان بات مصير مؤسسات كثيرة مهددة بالإقفال وصرف أعداد كبيرة من العاملين فيها، سينضمون إلى 11 ألف عامل أصبحوا بلا عمل بعد حرب إسرائيل على لبنان الصيف الماضي.. فأي مؤسسة تتعرض للخسارة أول عنصر تفكر في التخلص منه هو العامل أو الموظف فهناك الآلاف من الموظفين الذين يتعرضون إلى ضغط إما الصرف من العمل أو القبول بنصف الراتب أو الحرمان من التعويضات..

وتظهر المأساة أكبر إذا علمنا ان لبنان كان ينتظر ان يستقبل هذا الموسم مليون وسبعمئة ألف سائح، وكان من المفترض ان يضخوا للسوق اللبناني أربعة مليارات دولار أميركي، فصناعة السياحة تمثل عنصراً أساسياً في الاقتصاد الوطني، ولأن السياحة تحتاج إلى استقرار أمني وسياسي، فإن سوء الأحوال على كافة الصعد جعلت نقيب أصحاب الفنادق بيار أشقر يصرّح بأن السياحة في لبنان انتحرت. خصوصاً وان الجميع كان ينتظر شهر كانون الأول/ديسمبر شهر الأعياد ليعوض بعض ما خسره في موسم الصيف، فهذا الشهر من أهم أشهر السنة لأنه يحقق أكثر من 30 بالمئة من مجموع ما يحققه القطاع السياحي والاقتصادي وحتى التجاري طوال العام.

ولأن المعتصمين اختاروا وسط بيروت التجاري وساحاته، بحجة نقل مطالبهم إلى الحكومة، فإن الشلل أصاب كل هذه الأماكن، التي خلت مطاعمها ومقاهيها من روادها وأقفلت محالها التجارية ومؤسساتها أبوابها، وأمام الخسائر الفادحة التي يتكبدها اخوان المعتصمين في الوطن، من أصحاب مؤسسات وعمال وموظفين، فإن البعض اعتبر ان هذه الأزمة، هي أزمة اجتماعية وضعت الفقراء في مواجهة مع الأغنياء، جعلت الكاتب الصحافي ساطع نورالدين في مقاله المنشور في جريدة ((السفير)) في 6/12/2006، يعتبر هذه اللغة مشبوهة وهي ((تمهيد وتصريح لخراب يصيب البلد كله وليس فقط محلاته التجارية ومطاعمه ومقاهيه الواقعة في تلك البقعة الحساسة)).

فوسط بيروت لا يضم فقط المحلات التجارية والمقاهي بل هو العاصمة السياسية للوطن، فهو يضم مجلسي النواب والوزراء ووزارة المالية والاتصالات وبورصة بيروت وشارع المصارف فهو وسط رسمي وسياسي – اقتصادي – سياحي. فأي خضة تصيب البلد بالشلل.

تلك البقعة هي قلب العاصمة الفعلي والتي كان يشار إليها في الماضي بوصفها ((البلد))، يتدفق الخير من دكاكينه وأسواقه، حولته الحرب الأهلية إلى مكان مهجور، وحقل ألغام، يضج بالميليشيات والكلاب الشاردة، وبعد عشر سنوات من التعمير طوى البلد صفحة سوداء وانتقل إلى صفحة جديدة ولينهض ((البلد)) من وسط الدمار ويصبح مكاناً مميزاً بهندسته وحفاظه على الطابع التراثي حتى بات ثروة سياحية وتجارية للعاصمة، وعاد لبنان وطناً للحياة. وبعد استشهاد الرئيس رفيق الحريري والحداد العام الذي ساد الشارع اللبناني، ولإبقاء الحلم على قيد الحياة، وكي لا يُغتال سيد الحلم مرتين عاد الجميع إلى قلب البلد لإعادة النبض إليه.

تدمير الأحلام

.. حتى جاءت الحرب الإسرائيلية المدمرة ومن بعدها الاعتصام لتتغير المعادلات والأحلام.. وليطال الخراب البلد كله وليس وسطه فقط.. وللإطلاع أكثر على خسائر هذا القطاع التي ستبدو لكل من يقرأها مذهلة، تحدثنا إلى نقيب أصحاب المطاعم والمقاهي والملاهي بول عريس الذي وصف الوضع الحالي بأنه كارثة حقيقية، وقال:

- بدأت الأزمة في العام 2005 أي منذ استشهاد الرئيس رفيق الحريري، ومع مجيء العام 2006، كانت البشائر تحمل إلينا بوادر موسم سياحي جيد جداً، إلا ان حرب تموز/يوليو، ضربت كل آمالنا وانعدمت مواردنا بطريقة عجيبة. فالمؤسسات ((المطعمية)) في لبنان مثقلة بالديون، وتلك التي كانت قد بدأت بمشاريع جديدة، توقفت والبعض بالكاد يستمر، فالمصارف لم تعد توفر القروض الجديدة طويلة الأمد، فالوضع ميؤوس منه مع العلم ان هذا القطاع يقوم بتشجيع الاستثمارات السياحية وزيادة حجمها وخلق فرص عمل لآلاف الشباب والشابات، وله مساهمة فعالة في التنمية المناطقية وفتح أسواق كبيرة للصناعات الغذائية والاستلاف من المصارف ودفع كافة الرسوم والضرائب الخاصة بالقطاع والاشتراك في الصندوق الوطني للضمان ودفع فواتير ضخمة للكهرباء والماء والضرائب البلدية.

ويتابع النقيب عريس:

- ان إحصاءات وزارة السياحة تشير إلى ان عدد المؤسسات المطعمية المرخصة يناهز عددها الأربعة آلاف مؤسسة، ويقدر عدد المؤسسات غير المرخصة والمنتشرة في كافة المناطق اللبنانية بألف وخمسمئة معطم، معظمها، يعمل في موسم الصيف. وتضم مدينة بيروت 35% من عدد المطاعم، وجبل لبنان 45%، في الجنوب 5%، وفي الشمال 10% والبقاع 5%.

فالاستثمار في قطاع المطاعم لم يعد حكراً على بعض العائلات يتوارثونها كمنهة أباً عن جد، بل باتت ومنذ أوائل التسعينيات من القرن الماضي تستقطب العديد من الشباب وأيضاً شركات عربية ودولية كبرى انشأت شبكات مطاعم معروفة عربياً وعالمياً، وبلغت كلفة هذه المؤسسات عام 1992، وبالليرة اللبنانية (1.500.000.000.000) بينما يبلغ عدد العاملين في هذه المؤسسات (5500 عامل)، وتجدر الإشارة إلى ان أكثر من 80% من هذا العدد هم من شباب وشابات لا يزيد معدل أعمارهم عن خمسة وعشرين سنة، وهم حائزون على شهادات جامعية ومهنية.

ولأن الأضرار التي تلحق بهذا القطاع تؤثر على قطاعات أخرى يكفي أن نقرأ الأرقام التالية كي تتبلور أمامنا هذه الفكرة، فمساهمة هذا القطاع في الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي تبلغ وبالليرة اللبنانية 4 مليارات. كما ان قطاع المطاعم هو من أهم زبائن شركة الكهرباء اللبنانية فمعدل الفاتورة السنوية لهذه المؤسسات تبلغ 55 مليار ليرة، والضريبة على القيمة المضافة (TVA) تبلغ سنوياً عن 1500 مؤسسة خاضعة لهذه الضريبة 90 مليار ليرة أما الضرائب عن المشروبات الروحية فتبلغ عن عدد المؤسسات الخاضعة لهذه الضريبة 1500مطعم، حوالى 750 مليون ليرة أما عن الضريبة البلدية فلا توجد أرقام دقيقة، إلا ان البلديات تعترف بأن المدخول من المؤسسات المطعمية العاملة في نطاقها تمثل أهم دخل لها.

ويتحدث النقيب بول عريس عن نتائج حرب تموز/يوليو على قطاع المطاعم، بالقول، ان الحركة انعدمت تماماً أيام هذه الحرب وهرب السياح في أوائل موسم الصيف ولحقت الخسائر بكافة شرائح المجتمع اللبناني التي لا تقوى قدرتها الشرائية على ارتياد المطاعم. أما الانخفاض المرتقب في حجم أعمال العام 2006 فتقدر بـ615 مليون دولار أميركي، وقد تصل نسبة الانخفاض إلى 100% في مطاعم ومؤسسات وسط بيروت ومحيطها، أما الأرباح غير المحققة فتبلغ 74 مليون دولار. كما تعرضت مؤسسات عديدة للقصف مما أدى إلى تدميرها تدميراً جزئياً أو كلياً وبلغت قيمة الأضرار في الضاحية الجنوبية لبيروت والجنوب وبعلبك – الهرمل 15 مليون وأربعمئة ألف دولار.

وكانت وزارة السياحة قامت بإجراء مسح شامل لتقدير الخسائر المباشرة وغير المباشرة التي تعرض لها القطاع السياحي، وهي بصدد تحضير التقرير النهائي. وريثما يصدر هذا التقرير، قدرت نقابة المطاعم والمقاهي.. هذه الخسائر من مواد أولية ومصاريف تشغيلية عن معظم المؤسسات 5500 مؤسسة، بما يعادل 137 مليوناً وخمسمئة ألف دولار أميركي.

أما الديون المترتبة على هذه المؤسسات للمصارف، فإن إحصاءات مؤسسة ((كفالات)) تشير إلى ان 408 مؤسسات مطعمية مديونة لدى المصارف اللبنانية بحجم ديون إجمالي وهو واحد وخمسين مليار ومئة وتسعة وخمسين مليون ليرة لبنانية. وهناك ما يزيد عن 800 مؤسسة مجبرة على تسديد ديونها مع فوائدها إلى المصارف، لكن انعدام مخزونها المالي وتوقفها عن العمل خلال فترة الحرب وفي الأشهر المقبلة، سيحول دون احترامها استحقاقاتها. كما ان أمام هذه المؤسسات إيجارات باهظة لا سيما في بيروت، لذا سيتعذر على أصحاب المؤسسات دفع الاستحقاقات لأصحاب العقارات.

وبحكم الأوضاع المالية المتدنية الناتجة عن حجم أعمال محدود خلال سنة 2005 والنصف الأول من العام 2006، كانت المطاعم تعتمد على مبيعاتها الشهرية لتأمين أجور موظفيها وعمالها. فإذا بها تصطدم بانهيار حركة أعمالها من جراء الحرب. وقد اعتمدت بعض المؤسسات دفع نصف الأجور لعمالها وموظفيها، ولما كان العديد من هؤلاء ملتزماً بتسديد القروض شهرياً. ذهب معظمهم للبحث عن عمل في البلاد العربية التي تشهد نمواً سياحياً باهراً وهي بحاجة ماسة للتقنية اللبنانية في هذا المجال، وهكذا فقدت هذه المؤسسات العنصر البشري الذي يمثل عصب نموها. إضافة إلى ان بعض المؤسسات عمد إلى تدريب أفراد طواقمه لخلق إطار عمل مميز. وهكذا بدأ لبنان يخسر شبابه وجيلاً كاملاً من الاخصائيين والتعويض عنهم سيتطلب سنوات عديدة وتكاليف باهظة.

ويضع النقيب عريس مخططاً لإنقاذ هذا القطاع، باقتراح إلغاء بعض الضرائب عن أشهر التعطيل بسبب الحرب وبرمجة دفع الإيجارات، ومطالبة الحكومة بمنح المؤسسات المقترضة من المصارف مدة سماح سنة كاملة غير خاضعة لأي فوائد ومصاريف وإعادة برمجة مستحقات المصارف على سنة 2008 و2009 بدون فوائد إضافية. والإلحاح لدى المصارف بعدم اتخاذ إجراءات تفليسية بحق أي مقترض إلا إذا ارتكب مخالفات قانونية فادحة. وتخصيص الدولة لمبلغ خمسين مليون دولار أميركي من أصل الهبات العربية والدولية يكون بإدارة مؤسسة ((كفالات)) التي ستكون مفوضة بمنح قروض طويلة الأمد بدون أي فائدة وأي ضمانة لكل مؤسسة مطعمية بحاجة لتمويل خاص لدفع أجور عمالها وموظفيها كي تؤمن استمراريتها.

كما ناشد النقيب عريس الدولة باعتبار القطاع السياحي، قطاعاً منكوباً بامتياز، ومد يد العون والتعاون إلى أصحاب المؤسسات للتوصل إلى ترسيخ الصناعة السياحية كعنصر اقتصادي أساسي في لبنان ولكي تصمد وتستمر.

إلغاء حجوزات

ولأن هذه الأزمة لم تطل قطاع المطاعم فقط، فقد امتدت سحابتها السوداء إلى قطاع الفنادق حيث كانت هناك إشارات إيجابية وحجوزات لأعياد الميلاد ورأس السنة والأضحى والتي جاءت هذا العام مترافقة وممتدة حوالى عشرة أيام، وصلت نسبة هذه الحجوزات إلى 85%، إلا ان المؤشرات بدأت تتراجع نتيجة اغتيال الوزير بيار الجميل ليهبط مؤشر الحجوزات دفعة واحدة، تاركاً وراءه غرفاً فارغة وقاعات باردة تنتظر الفرج الذي بات أمنية صعبة المنال.

ومن فندق البريستول، تحدثنا إلى مدير أعمال التنمية أديب مخيبر الذي أفادنا بأن حفلات كثيرة ألغيت – وولائم عشاء.. وحتى الأعراس ألغيت أيضاً – بمعظمها، أما عن حفلة رأس السنة فيقول مخيبر، ان إدارة الفندق ابقت على هذه الحفلة لانها تعاقدت مع فريق (Beatels) لاحيائها، ففي حالة الالغاء فإن الفندق سيتكبد خسائر اضافية، كما الغيت كل حفلات البرنامج الشرقي.

اما حجوزات الغرف فيقول مخيبر انها وصلت الى 70% ومنذ الاول من كانون الاول/ديسمبر انخفضت هذه النسبة لتصل الى 30%، ويقسم مخيبر زبائن الفندق الى خليجيين وأردنيين وهؤلاء اقامتهم تطول في الفندق ووجودهم ينشّط حركة اقتصادية لا تتعلق فقط بالفندق بل في كل القطاعات،ء لأن السائح يأتي كي يجول في المناطق اللبنانية ويصرف اموالاً، وهذه النوعية من الزبائن هي التي الغت معظم حجوزاتها بينما قسم منهم لم يؤكدها بعد. واذا استمر الحال على ما هو عليه اليوم فإن الجميع سينصرف عن لبنان ويمضي اجازته في أي بلد آخر، والجميع كان يتوقع عملاً مزدهراً كما حصل في ايام عيد الفطر..

ويقول مخيبر ان الفندق كان يستضيف طاقم المستشفى السعودي والمؤلف ما بين 100 الى 150 شخصاً، وقد خسر الفندق ايضاً بذهابهم، وتركهم للبنان، اما زبائن الفندق الحاليين فمعظمهم وفود صحافية تغطي حدثاً معيناً لمدة يومين وتغادر، حتى ان المرشحة للرئاسة الفرنسية سيغولين رويال كان لها لقاء مع الشباب عقدته هنا في الفندق، وقد استضفنا الصحافيين الذين كانوا يرافقونها لمدة يومين.

ومن أجل إعادة الامل الى النفوس عمدت ادارة الفندق الى إضفاء اجواء العيد بالزينة وبمعرض عيد الميلاد.. ويتمنى مخيبر ان تهدأ احوال البلد كي يعود الاخوان العرب ((فهم لا يتركوننا)) عندما تهدأ الاحوال سيرجعون حتماً..

المهم.. المطار

قطاع آخر تأثر بالازمة السياسية، بشكل يحتلف من شركة الى اخرى، ففي حين اعلن نقيب اصحاب شركات السفريات جان عبود ان الحركة تراجعت 25 بالمئة، فإن صاحب شركة (V.I.P) كمال قطناني افادنا انه الى الآن لا توجد خسائر كبيرة في هذا القطاع، فطالما ان المطار في حالة عمل ولم يقفل، فإن العمل يسير بوتيرته العادية، الا ان الايام المقبلة قد تحمل مفاجآت غير مرغوبة اذا بقيت التظاهرات والاعتصامات في الشارع، وتغيرت بوصلة السياح العرب وامتنع اللبنانيون المغتربون عن الحضور خوفاً من اقفال المطار او أي تطورات اخرى، فإن الحالة حتماً ستتأثر فالكل كان يتمنى ان يعوض خسارته التي لحقت به ايام الصيف، بالعمل لمواسم الاعياد، ونحن ننتظر حتى الأسبوع المقبل كي تتبلور الامور ونحدد الخسائر.

تأجير السيارات

ويلخص صاحب احدى شركات تأجير السيارات السياحية الوضع بكلمة واحدة ((زفت))، وقال ان خسارة شركته بلغت الى الآن حوالى 576 الف دولار، بينما بلغت خسارة شركة اخرى يمتلكها اصدقاء له اكثر من مليون دولار، فما يشهده هذا القطاع في لبنان هو كارثة حقيقية.

وتابع قائلاً: بعد استشهاد الرئيس رفيق الحريري، بلغت خسارة الشركة 130 الف دولار، اما بالنسبة لهذا العام فقد انطلقنا اول السنة انطلاقة غريبة، اذ ارتفعت نسبة العمل عن حجم العمل في أي سنة عادية ما بين 60 و70 بالمئة وبدأ الامل يتسرب الينا بأن أي خسارة قد نعوضها هذا العام، وبعد حرب تموز/يوليو، وهدوء الاحوال الامنية، عاد الامل الينا بأن موسم الأعياد الذي صادف انه جمع معظم الاعياد في فترة واحدة تمتد من آخر السنة وحتى الشهر الاول من السنة المقبلة، سيكون مناسبة لأن نستعيد جزءاً من خسارتنا، لكن حساباتنا لم تطابق حسابات اهل السياسة.

الى 120 شركة، من بينها عشر شركات فقط من الشركات الكبيرة و110 شركات ما بين متوسطة وصغيرة، وهذه الشركات امامها مستحقات مالية وسندات يجب ان تسددها.

وفي التفاصيل حول الخسائر اليومية التي يتكبدها هذا القطاع يخبرنا صاحب هذه الشركة بأنهم يمتلكون 233 سيارة وقد تم تجديد هذه السيارات مع بداية العام، وهناك اكثر من 62 موظفاً يعملون في الشركة أي ان هناك 62 عائلة تعتاش من هذه الشركة، وكل سيارة في حال تم تأجيرها ام لا تخسر 25% من ثمنها، وهناك سيارات يبلغ ثمنها 100 الف دولار اضافة الى بواليص التأمين على هذه السيارات والميكانيك ورسوم ايجار محلات ومستودعات ورواتب موظفين أي ان التكاليف تبلغ حوالى 4 مليون دولار، ولو لم تكن هذه الشركة التي تبلغ من العمر 15 عاماً قوية، لما تحملت هذه الخسارة كما افادنا صاحبها، فما بالك بالشركات الصغيرة والمتوسطة والتي عمدت الى بيع سيارات من التي تمتلكها كي تسدد السندات والمستحقات المالية.

ويتابع: الخوف ان تمتد هذه الازمة السياسية وتزداد الخسائر، فالبعض يخاف ان يعلن افلاسه علماً انه افلس ضمنياً، لكننا جميعاً نعيش على امل ان تنتهي الازمة، لأن اللبناني قادر على ان يعود من تحت الانقاض والنيران ليبني ما تهدم، الشرط الوحيد ان يتركوا لنا فرصة للسلام والاستقرار، لأننا فعلاً بدأنا التفكير بطريقة جدية ان نفتح عملاً لنا في دولة اخرى نحن عشنا في لبنان تحت الخطر في ظل الاجتياح الاسرائيلي والحروب الاخرى وحرب تموز/يوليو ولم نفكر في ان ننقل عملنا الى الخارج، اما الآن فنحن نفكر جدياً بالسفر لأننا لم نعد نثق بحال البلد، فلا يجوز ان نبقى في حروب مستمرة، وان نعيد كل بضع سنوات بناء ما اكلته نيران الحرب من تعبنا ومن عرقنا، فنحن ايضاً اموالنا حلال، ونتعب بالقرش كي نجنيه.

وبالنسبة الى موقف وزير السياحة جو سركيس، فهو اعلن اكثر من مرة تعاطفه مع اصحاب هذه الشركات لادراكه مدى الضغط الذي يقع على اصحابها، لذلك حاول ان يعفي هذه الشركات من رسوم الميكانيك تحساً منه بأوضاعها وامام هذه الشركات مهلة حتى نهاية العام لتسديد اموال الميكانيك، الا ان اعتكاف الوزراء، وعدم عقد جلسات مجلس الوزراء اخّر صدور هذا الاعفاء مع العلم ان فاتورة الشركات الكبرى كرسوم ميكانيك تصل الى حوالى 100 الف دولار او اكثر.

النمو السلبي

الخبير الاقتصادي ومدير التحرير الاقتصادي في صحيفة ((السفير)) عدنان الحاج، يفيدنا بأن لبنان لم يحقق نمواً اقتصادياً في هذه الفترة كما كان متوقعاً، بل حقق نمواً سلبياً بنسبة 6% بسبب حرب اسرائيل في تموز/يوليو، ونتائجها والانعكاسات السياسية والخلافات المستمرة الى اليوم، ويرى الحاج ان كلام الوزير ازعور عن خسارة لبنان 70 مليون دولار يومياً يختلف في طريقة احتسابه النشاط الاقتصادي اليومي ما بين ايرادات ومصاريف، ويرى ان الرقم الاقرب الى الواقع هو 45 مليون دولار يومياً، اذ احتسبنا ان هناك 300 يوم عمل، فنحن لا نعرف حجم الرساميل او الايرادات اليومية.

ويحدد الحاج ان الاقتصاد اللبناني قائم على ثلاثة عناصر، العنصر الاول يكمن في اموال المهاجرين والمغتربين التي تصل الى لبنان وتبلغ 7 مليارات دولار، خمسة مليارات دولار تذهب الى اهاليهم، وملياران يدخلان المصارف اللبنانية كودائع مصرفية، هذه الاموال جنبت اللبنانيين الوقوع في الازمات الاجتماعية.

اما العنصر الثاني فيكمن في الحركة السياحية للسياح العرب، والاجانب وبعض اللبنانيين المغتربين، فحركة السياحة تعزز ميزان المدفوعات في لبنان خصوصاً ان هؤلاء يصرفون بالعملة الاجنبية.. وأمام أي مشكلة نخسر هذا العنصر لأنه يحتاج الى استقرار امني وسياسي.

العنصر الثالث هو عنصر الصادرات، هذا العنصر كان يسير بوتيرة عالية لغاية قيام حرب اسرائيل اذ وصل النمو الى نسبة 49 بالمئة، ولأول مرة تتخطى صادراتنا 1700 مليون دولار في النصف الاول من سنة 2006 وزادت عن العام 2005 بنسبة 49%، وزادت بالتفصيل في شهر كانون الثاني/يناير بنسبة 15% وفي شباط/فبراير 39%، وفي آذار/مارس 29%، وفي نيسان/ابريل 40%، وفي ايار/مايو 103%، وفي حزيران/يونيو 14%، وكانت في السابق صادراتنا 140 مليون دولار في الشهر ارتفعت في النصف الاول من هذه السنة الى 285 مليون دولار شهرياً، وأهم هذه الصادرات المشغولات والمصنوعات الذهبية التي تصنع في لبنان ويعاد تصديرها، اضافة الى صناعة الالبسة والكيماويات والبلاط والاسمنت.. فهناك مصانع في لبنان كيّفت منتوجاتها حسب طلبات الاسواق العربية في العراق وسوريا ودول الخليج.

# والنصف الثاني من السنة؟

- النصف الثاني حمل صورة مغايرة تماماً، فالنسبة التي صادفناها في النصف الاول من السنة تراجعت في شهري تموز/يوليو وآب/اغسطس الى 20% وفي ايلول/سبتمبر 6% وفي تشرين الاول/اكتوبر بلغت 1%، وكل الطلبيات التي كان متفقاً عليها الغيت وبدأت الطلبيات تخف نسبتها خوفاً من ان يحصل أي تفجير يمنع هذه الطلبيات من تصديرها في مواعيدها.

# أي أصبح لبنان سيىء السمعة؟

- صار هناك انعدام ثقة، وهذه يجب ان نحارب لأجل استعادتها، وألا نفقد تعامل الآخرين معنا، فالمبدأ الاقتصادي يقول لا استثمار بدون استقرار.

القطاع المحيّد

ويشير الحاج الى ان القطاع المصرفي هو الوحيد الذي بقي على حياد الأزمة لعدة اعتبارات، فهذا القطاع استمر في تلبية احتياجات زبائنه حتى في اشد الازمات الامنية، مثلاً الحرب الاسرائيلية الاخيرة على لبنان، وبما ان المصارف تستفيد من الفوائد العالية على الليرة اللبنانية والاستقرار النقدي، عمد حاكم مصرف لبنان بسياسته وآليات عمله الى تثبيت سعر صرف الليرة من اجل استقرار الوضع الاجتماعي، والذي ثبتها ايضاً الحفاظ على احتياط مصرف لبنان، وحجم الودائع وثبات سعر الفائدة وثبات المودعين على ترك ودائعهم بالليرة اللبنانية، وفي السابق كان صندوق النقد الدولي يطلب ان يصار الى تقلبات حادة بسعر صرف الليرة وتعويم العملة، وكان من مصلحة لبنان ان يرتفع سعر الدولار من 1500 ليرة الى 2000 ليرة كي تنخفض قيمة الدين بالليرة اللبنانية بالنسبة لسعر الدولار، لكن لم يكن من مصلحة الدولة انهيار الليرة لأنه سيقابله ارتفاع بالاسعار وانخفاض في قيمة الاجور ما يسبب صرفاً للعمال وتوليداً للبطالة، وهذا يضر بالاستقرار الاجتماعي، لأن البطالة قد تولد تصرفات غير مشروعة لتأمين المعيشة.

وعن تأثير الحرب والاعتصامات التي تجري في الشارع اليوم على القطاع المصرفي، يقول الحاج، ان أي خفة في الشارع مترافقة مع ازمة سياسية هي مضرة جداً للاقتصاد بشكل عام، فلبنان هو المتضرر الوحيد وكل دول الجوار لا تتأثر رساميلها واستثماراتها وودائعها، بل على العكس فإن أي نشاط سياحي سينتقل اليهم كما حصل في الصيف عندما انتشر السياح العرب الذين غادروا لبنان في سوريا وقبرص وتركيا ومصر.. وهنا ينطبق علينا المثل القائل ((مصائب قوم عند قوم فوائد))..

ويضيف الحاج، ان المصارف اللبنانية اعتمدت على فتح فروع لها في الخارج ما سهل خروج الودائع من لبنان الى فرع آخر للمصرف نفسه ونحن نرى المصارف وقد افتتحت فروعاً لها في سوريا والاردن ومصر ودول الخليج وقبرص وبعضها انطلق نحو اوروبا، هذا الاستقرار المصرفي دفع الكثير من المواطنين الى الابقاء على اموالهم بالليرة اللبنانية بعد ان كنا نراهم يسارعون امام أي ازمة الى تحويل العملة الوطنية الى الدولار الاميركي، وللعلم فان الدولة عليها دين للمصارف بقيمة عشرين مليار دولار والقطاعات الاقتصادية مدينة للمصارف بخمسة عشر مليار دولار، والمصارف لديها سيولة جاهزة بقيمة عشرين مليار دولار، ويوجه الحاج نصيحة الى كل الذين يتناولون القطاع المصرفي بالكلام في الاعلام والتصريحات ان يبتعدوا عن سياسة الهجوم على القطاع المصرفي باعتباره القطاع الوحيد الصامد في البلد فكل القطاعات الاخرى مضروبة، لذلك من يريد التحدث بالموضوع المالي عليه ان يكون ملماً بالانعكاسات التي ستصيبه لأنه بذلك يهدد اموال الناس.

وعن حقيقة اذا كانت الاستثمارات الخليجية في وسط بيروت هي المقصودة بالتحركات والاعتصامات والمجيء باستثمارات بديلة يقول الحاج، ان الاستثمارات لم تخرج من لبنان، وأي استثمار هو مستهدف في لبنان، اما عن المجيء باستثمارات بديلة فيؤكد الحاج ان من يقوم بهذه الاعمال من تظاهرات واعتصامات وتعطيل لا يأتي باستثمارات.

ويؤكد الحاج أن من الواضح ان هناك محاولات للتضييق على الاستثمارات وتخويفها، كي تترك البلاد، ولسوء الحظ فإن هذه التحركات بدأت تعطي نتائجها من حيث تأخير المشاريع التي كان ينتظر انطلاقتها كالمشاريع السياحية ومنها وسط بيروت، المدينة السياحية والمدينة السكنية ومشاريع الفنادق الكبرى وفندق ((الفورسيزون)) كل هذه المشاريع اجلت افتتاحها، ومن حسن الحظ ان هناك العقارات والتي يستثمرها مستثمرون من الخليج ابلغوا شركاءهم من المستثمرين اللبنانيين انهم لم يلغوا هذه المشاريع بل اجلوها لفترة، وانها ما زالت قائمة، والشركة الكويتية التي كانت تنوي اقامة المدينة النموذجية في وسط بيروت ابلغت المستثمرين اللبنانيين ان من يريد ان يسترد مساهمته فليفعل لكن هي باقية ومشروعها قائم، وهم هنا يطبقون المثل الاميركي القائل: ((يشتري على ضرب المدفع ويبيع على ضرب الطبل))، أي الشراء خلال التوتر الامني والبيع خلال فترات السلام وتحسن الاسعار.

ويتابع الحاج ان شركة ((سوليدير)) حققت في الفصل الاول من السنة مبيعات عقارات مليار و300 مليون دولار، والى الآن لم يتم الغاء أي بيع لأي عقار، كما ان ارباح ((سوليدير)) في الفصل الاول بلغت 84 مليون دولار أي ضعف السنة الماضية.

باريس – 3

هل لبنان بحاجة الى ((باريس – 3))؟

يجيب الحاج:

- بعد الحرب الاسرائيلية المدمرة على لبنان، وفي ظل هذا الاجماع الدولي والعربي لمساعدة لبنان.. نعم، لا بد من مؤتمر ((باريس – 3))، شرط التركيز على الهبات والمساعدات وليس على القروض، فنحن بحاجة من هذا المؤتمر لمبلغ 3.2 مليار دولار، لإعمار ما دمرته الحرب والهبات افضل لان المساعدات والهبات لا تحتاج الى فوائد، ونحن بحاجة الى 5 مليارات دولار كديون طويلة الاجل، وبفوائد اقل، فإذا حصلنا على هذه القروض من فرنسا مثلاً، بفائدة تبلغ 4.5 بالمئة، هكذا نوفر على انفسنا 4% فوائد، لان فوائد المصارف 8%، وبما ان الدين العام يبلغ 41 مليار دولار، فان توفير حتى ولو كان واحد بالمئة فهذا يوفر علينا 410 ملايين دولار، فإذاً اين الضرر من ((باريس – 3)) ؟؟!.

وبرأيي اذا لم ينعقد ((باريس – 3)) ولم يحصل لبنان على مساعدات فإن الدولة اللبنانية ستواجه معضلة الحصول على مصادر تمويل احتياجاتها للعام 2007، ولن نجد المصارف التي تسلفها.

# لماذا؟

- علينا استحقاقات في العام 2007، بمبلغ 9 مليارات دولار، وعجز الموازنة يبلغ 3 مليارات، من اين تأتي الدولة اللبنانية بـ 12 مليار دولار، في ظل ان المصارف لن تسلفها مبالغ جديدة، اذن نحن بحاجة الى تمويل فمن اين نأتي به، اذا لم نتلق المساعدات والهبات من المجتمع الدولي والعربي في ((باريس – 3)) او غيرها، فهناك خطورة في ان تعجز الدولة حتى عن دفع رواتب موظفيها.. وليتهم يخففون الكلام في السياسة بتناولهم هذا الموضوع، واذا ارادت الدولة الحصول على ايرادات، فهل المواطن اللبناني قادر على تحمل ضرائب جديدة على فاتورة الكهرباء والتلفون والماء..

# ما هو الحل الآخر؟

- ان يطبع مصرف لبنان اموالاً جديدة وهذا يعني التضخم، والتضخم يعني عجز الدولة عن تأمين ايراداتها، وعجز المؤسسات عن الايفاء بالتـزاماتها تجاه الدولة، ولذلك تبرز اهمية مساهمة القطاع الخاص بلبنان وتشجيعه على القيام بدوره الاقتصادي الكامل، ونحن بحاجة الى الاستقرار كي يقوم القطاع الخاص اللبناني بمساهمته وتنشيطه للحركة وللدورة الاقتصادية، وتوسيع مؤسساته لزيادة ايرادات الدولة، ولخلق فرص العمل والحد من عملية البطالة ومنع تحميل المجتمع اللبناني فوق طاقته وتحميله نتائج الاصلاح المالي والاقتصادي، لذلك كان ضرورياً ان ترتفع صوت الهيئات الاقتصادية، وان ترتفع اصوات اصحاب المؤسسات التجارية و((المطعمية)) في وسط بيروت، لأن لغة الشارع تزيد من فقدان الثقة بالوضع الاقتصادي اللبناني ومن هروب الرساميل من لبنان، فنحن بحاجة لجهود مضاعفة كي نقنع من ترك لبنان ان يعود ثانية.

# كيف سندخل الى العام 2007 اقتصادياً؟

- لا يجوز ان يبقى لبنان من دون موازنة للعام الثالث على التوالي، وإنجاز الموازنة يجب ان يتوافر له الحد الادنى من التوافق السياسي، وان نقدم برنامجنا لمؤتمر ((باريس – 3))، لان العام 2007 مع ((باريس –3)) تختلف بدونها، وسنواجه اياماً صعبة على الصعيد الاقتصادي، هناك بطالة، وهجرة اكثر واستثمارات اقل اذا لم نقدم تسهيلات واستقراراً..

فلبنان ما زال واحة يستطيع ان يؤدي دوراً مالياً اساسياً، وهو اقدر على التكيف من كل الانظمة المحيطة وقادر على خلق فرص استثمارات لتحقيق الربح، ولبنان يضم مناطق، اذا احسن استغلالها تقدم ايرادات حقيقية، كقطاع الزراعة والصناعة والسياحة والخدمات والتجارة، ولا بد من تنفيذ الخصخصة في قطاعات اساسية، لا سيما الهاتف والكهرباء، لان خصخصة الكهرباء ترفع عن كاهل الدولة عجزاً سنوياً يقدر بقيمة 800 مليون دولار، واذا تم بيع رخص الخلوي وطرحناها بشفافية ومنافسة يمكن ان تحقق مبالغ محترمة ونخفف من اساس الدين العام.

اذن لا بد من الاستقرار اولاً، والتفاهم حول القضايا الاساسية وعلى حكومة موحدة، فمن شأن ذلك ان يعمل دورة اقتصادية للوصول الى نمو، ليس كما توقع صندوق النقد الدولي 3 او 4%، بل 7%، اذا وفرنا الحد الادنى من الاستقرار السياسي وأزلنا المظاهر من الشوارع، وقمنا بإحياء المجلس الاقتصادي – الاجتماعي للوصول إلى صيغة المحافظة على الاستقرار الاجتماعي للعمال واستمرارية العمل، وإيجاد نظام تقاعدي وحماية اجتماعية للعمال وتعديل تشريعات الضمان الاجتماعي، وتعميم المساعدات والقروض للمجمعات الصغيرة واطلاق ما يسمى بالقروض المجهرية (مايكرو ايكونوميك) بمعنى القروض الصغيرة في المناطق النائية والمحرومة كي يبقى كل مواطن في ارضه، وهذه القروض ضرورية فهكذا نشأت الثورة الصناعية في ايطاليا، أي انشاء مجمعات صغيرة تنتج نوعيات جيدة..

تحقيق: ماجدة صبرا