المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

اخبار يوم الأحد 17/12/2006

غلّظ قلب هذا الشعب وثقّل اذنيه واطمس عينيه لئلا يبصر بعينيه ويسمع باذنيه ويفهم بقلبه ويرجع فيشفى.

 

المفتي قباني استقبل السفير الايراني ووفدا من جمعية متخرجي مؤسسة الحريري

شيباني: الاختلاف السياسي يجب أن يحل من قبل إرادة الشعب والقيادات اللبنانية

وطنية- 16/12/2006 (سياسة) استقبل مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني، في منزل الإفتاء، سفير الجمهورية الاسلامية الايرانية محمد رضا شيباني الذي أوضح بعد اللقاء "أن البحث تناول الأوضاع السياسية الحساسة الجارية في لبنان، كذلك الشأن الإقليمي خصوصا تجاه ما يجري في فلسطين المحتلة والأوضاع السياسية المعقدة الموجودة في الساحة الفلسطينية". وقال: "بينا الموقف الايراني الرسمي تجاه ما يجري حاليا في الساحة اللبنانية، وأكدنا لسماحته أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تدعم وتبارك وتؤيد أي تصور للحل يتوصل إليه الشعب اللبناني العزيز، وتوافق عليه القيادات السياسية اللبنانية.

وأكدنا له أنه عندما يتم الوصول إلى أفق واضح لحل الأزمة السياسية اللبنانية الراهنة فإن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تضع كل ما أوتيت من قوة وقدرة من أجل دعم هذا التصور للحل المنشود. كما أكدنا أيضا على الأهمية التي نعولها وعلى الدور الهام البناء والإيجابي الذي يمكن أن يقوم به علماء الدين الأجلاء في مجال هداية الناس وهداية التيارات السياسية لما هو الأصلح والأفضل، وكان هناك توافق تام في وجهات النظر مع سماحته أن ما يجري حاليا في الساحة اللبنانية هو عبارة عن اختلاف سياسي ينبغي أن يحل من قبل إرادة الشعب اللبناني ومن قبل إرادة القيادات السياسية اللبنانية".

أضاف: "نحن أكدنا خلال هذا اللقاء أننا نعتبر ما يجري حاليا في لبنان من ظروف سياسية دقيقة وحساسة هو عبارة عن اختلاف سياسي وليس له أية علاقة بالشؤون الدينية والطائفية والمذهبية، وإن المحاولات الآثمة التي يقوم بها البعض من أجل إعطاء الطابع الطائفي أو المذهبي لهذا الاختلاف السياسي سوف لن يكتب له النجاح. وقد أكد سماحته بدوره على هذه المقولة وعبر عن قناعته أن كل ما يجري حاليا هو عبارة عن انقسام سياسي وليس له أية علاقة بالشؤون المذهبية والطائفية".

واستقبل مفتي الجمهورية وفدا من جمعية متخرجي مؤسسة الحريري من كوادر بيروت ورؤساء لجان الجمعيات برئاسة رئيس الجمعية الدكتور بلال أحمد الذي أوضح بعد اللقاء "أن الوفد أطلع مفتي الجمهورية على النشاطات التي تقوم بها المؤسسة خصوصا على صعيد القضايا التي تهم بيروت"، وقال: "أكدنا أننا نحن نمثل ميليشيا تيار المستقبل التي أسسها الرئيس الشهيد رفيق الحريري من كل المذاهب والمناطق وهي مسلحة بسلاح أقوى من أي سلاح آخر مهما بلغت قوته وعديده وهو سلاح العلم والأخلاق". وأبدى استنكاره ل"التطاول على مقام مفتي الجمهورية وسائر المرجعيات الدينية"، معتبرا "أن الرد على هذه الحملات هو بالتجاهل التام"، ومؤكدا "أن أهل بيروت لن ينجروا إلى أية فتنة مهما حاول البعض استدراجهم إليها".

ورأى "أن مواقف المفتي قباني تعبر عن مشاعر اللبنانيين جميعا وهو على مسافة واحدة من الجميع وهو الداعي إلى الوحدة الوطنية والعيش المشترك". واعتبر "أن الأزمة الحقيقية في لبنان هي أزمة أخلاق على كل المستويات وتستخدم المنابر محل السياسة للشتم والسباب والتخوين وهي لغة سياسية لم نعهدها في لبنان وهي غريبة عن أخلاقنا ومبادئنا"

 

مسؤول إسرائيلي رفيع يزور موسكو خلال تواجد الرئيس السوري!

 بيريس يرفض دعوة الأسد إلى التفاوض ويساريون يدعون إلى انتهاز الفرصة

 القدس -صنعاء-الوكالات: رفض نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي شيمون بيريس امس دعوة الرئيس السوري بشار الاسد الى التفاوض في مقابلة مع صحيفة ايطالية الجمعة.وصرح بيريس للاذاعة العامة الاسرائيلية "اقترح على الرئيس السوري ان يفكر لنصف ساعة وان يقوم بما قام به الرئيس المصري انور السادات, عندها سيحصل على السلام". وكان يشير الى الزيارة التاريخية التي قام بها الرئيس المصري الراحل للقدس في نوفمبر 1977 والخطاب الذي القاه في الكنيست (البرلمان الاسرائيلي). واضاف بيريس "على بشار الاسد ان يقرر ما اذا كان يدعم الارهاب او يريد السلام, في حال تخلى عن الارهاب فسنتحدث اليه, ولكن لا يمكن ان يقوم المرء بنشاطات ارهابية متقدمة وان يمارس في الوقت نفسه انفتاحا على السلام عبر وسائل الاعلام".

وفي المقابل, حض نواب في الجناح اليساري لحزب العمل رئيس الوزراء ايهود اولمرت على انتهاز الفرصة, وقال النائب عوفير بينيس "يجب درس الانفتاح السوري علينا باكبر قدر من الجدية". واعتبر نائب عمالي اخر هو داني ياتوم الذي سبق ان ترأس الاستخبارات الاسرائيلية (الموساد), ان "من واجب اسرائيل ان تواجه تحدي السلام الذي اطلقته سورية لتفادي حرب غير مجدية". ودعا الاسد في حديث لصحيفة لاريبوبليكا الايطالية نشر الجمعة رئيس الوزراء الاسرائيلي للتفاوض مع سورية. واضاف "اقول لاولمرت: ليقم بمحاولة لرؤية ما اذا كنا نخدع" مستندا الى تقرير مجموعة بيكر حول العراق.

واعتبر ان هذا التقرير "يعترف بدور سورية المحوري" و"يتحدث عن ضرورة احلال سلام شامل من خلال ربطه الازمات في المنطقة بمشكلة الاحتلال في العراق وفي فلسطين والجولان". واستبعد اولمرت اي مفاوضات مع سورية منتقدا تقرير بيكر وداعيا الى الفصل بين النزاع العربي الاسرائيلي والوضع في العراق.

الى ذلك ذكرت مصادر مطلعة في العاصمة الروسية امس أن وكيل وزارة الخارجية الاسرائيلية هارون أبراموفتش سيزور موسكو في نفس توقيت زيارة الرئيس السوري بشار الاسد لها. وليس من المعروف بعد رد فعل دمشق على تلك الانباء ومدى تأثير ذلك على موعد زيارة الرئيس السوري. ووفقا للمصادر نفسها فإن زيارة المسؤول الاسرائيلي غير مرتبطة بأي حال من الاحوال بوصول الرئيس السوري والوفد المرافق له ولم يخطط لاجراء أية اتصالات سرية بين الطرفين.

ويرى مراقبون مهتمون بشؤون المنطقة أن موسكو تحرص دائما على تواجد ممثلي أطراف النزاع في الشرق الاوسط ولو على مستويات مختلفة عند قيام أحدهما بزيارة العاصمة الروسية لتأكيد أنها طرف محايد في النزاع وترتبط بعلاقات طيبة مع الجميع. ومن المتوقع أن يصل الرئيس السوري إلى موسكو الاثنين المقبل ليبدأ يوم الثلاثاء مباحثات مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين. ووصل الرئيس السوري إلى مدينة عدن الساحلية جنوبي اليمن امس في زيارة رسمية يجري خلالها مباحثات مع نظيره اليمني علي عبد الله صالح. وكان في استقبال الاسد لدى وصوله إلى مطار عدن الدولي الرئيس صالح وعدد من كبار المسؤولين اليمنيين. وعقد الزعيمان جلسة مباحثات مغلقة بالقصر الرئاسي في عدن. وتأتي زيارة الاسد بعد يومين من مباحثات بين الرئيس صالح مع مساعد وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الادنى ديفيد وولش الذي أعرب خلالها عن قلقه حول الدور"غير البناء" الذي تلعبه سورية في لبنان.

 

 إطلاق نار على منزل سليمان فرنجية ونواب زغرتا يستنكرون

 بيروت - »السياسة«:قال بيان صادر عن "تيار المردة" أمس "أن منزل رئيسه سليمان فرنجية تعرض لإطلاق رصاص حين مرت سيارة مسلحين, ونجا أحد حراس المنزل بأعجوبة بعدما استهدفه رصاص أحدهم. وقد تمكنت مخابرات الجيش من معرفة الفاعلين وهم معروفون بارتباطهم وولائهم لجهة سياسية من خارج زغرتا, مطالباً بأن يأخذ التحقيق مجراه الطبيعي وعلى ضرورة تقديم تقرير واضح وشامل. وأكد "التيار" على وحدة زغرتا-الزاوية وعلى حرص المسؤولين فيها على سلامة الجميع, وأهاب بمناصريه عدم الوقوع في فخ ما قد يكون مرسوماً لإحداث شرخ وانقسام في زغرتا". وتعليقاً على الحادث, استنكر نواب زغرتا-الزاوية: "بشدة حادثة إطلاق النار أمام دارة الرئيس الراحل سليمان فرنجية, معتبرين أن مثل هذا العمل يؤدي إلى زعزعة الأمن والاستقرار في زغرتا ويسيء في كل الحالات إلى مصلحة زغرتا العليا. وطالب نواب زغرتا الدولة باتخاذ جميع الإجراءات اللازمة للحفاظ على الأمن. مؤكدين أن كافة القيادات الزغرتاوية مهما اختلفت قناعاتها السياسية ستقف صفا واحدا في وجه أي محاولة للمساس بزغرتا وأمنها ووحدتها لأننا نعتبر أن مصلحة زغرتا فوق كل اعتبار". وفور تبليغهما بالحادث, اتصلت وزيرة الشؤون الاجتماعية نايلة معوض ونجلها ميشال رينيه معوض بالوزير فرنجية وعمه روبير مستنكرين ومؤكدين رفضهما المطلق لما حصل. وشدد الطرفان على وجوب التصدي واحتواء أي عمل يؤدي إلى زعزعة الوضع الأمني والاستقرار في زغرتا.

 

أهالي مطلقي النار على منزل فرنجية: تعرضوا لكل بيت من بيوتنا

وطنية - 16/12/2006 (سياسة) جاءنا بيان باسم "اهالي مطلقي النار على منزل عائلة رئيس تيار المرده سليمان فرنجية" موقع من: انطوان شلهوب الدويهي، سايد مرقس الدويهي ورحمة الله شلهوب الدويهي، ينص على ما يلي: "اننا نعتبر التعرض لمنزل عائلة سليمان طوني فرنجية الذي يجسد كرامة زغرتا والذي بحكمته حفظ وصان زغرتا, هو تعرض لكل بيت من بيوتنا. وان سليمان فرنجية هو اب واخ للجميع, ونحن حريصون عليه حرصنا على انفسنا وعلى عائلاتنا. واننا اذ نعلن استنكارنا لهذا العمل المدان، ندعو الى اتخاذ كل الاجراءات اللازمة, واننا نضع الموضوع بين يدي الوزير فرنجية لانه الادرى والاحرص".

 

المعارضة تواصل إطلاق النار على المبادرة العربية لإفشالها واحباط تحرك موسى

 الأكثرية: "حزب الله" يحاول جر البلد إلى خيارات سياسية وستراتيجية لا تتلاءم مع تطلعات الشعب اللبناني

 بيروت - من عمر البردان:السياسة

مع عودة رئيس الحكومة فؤاد السنيورة الى بيروت امس من زيارته الى موسكو بدعم روسي للمحكمة الدولية وسيادة لبنان واعادة بناء الاقتصاد اللبناني, يتوقع ان تستعيد الاجواء السياسية الداخلية حرارتها بشكل تصاعدي من اجل تهيئة المناخات الملائمة للامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى لمتابعة مهمته في حل الازمة السياسية بين الاكثرية والمعارضة, وقد ظهر بوضوح من خلال مواقف اركان المعارضة في الساعات الماضية ان المبادرة العربية تحتاج الى معجزة لترى طريقها الى النور بعدما باتت عرضة لاطلاق النار من جانب اكثر من طرف من حلفاء سورية في لبنان, وقد اكد رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد في هذا الاطار ان اي حل لا يعطي المعارضة الثلث الضامن الصافي هو مضيعة للوقت ولا داعي للخوض في بقية النقاط.

وبدوره لفت وزير "حزب الله" المستقيل محمد فنيش ان "الازمة اللبنانية لم تعد ذات بعد وطني فقط بسبب الاصطفافات الدولية المريبة, وهي تمثل تحريضا لفريق لبناني على اخر, خصوصا ان هذه الدول لا تعلم عما تتحدث بسبب تمايز النظام الديمقراطي في لبنان, ذلك لان المعارضة هي منتخبة ايضا اسوة بباقي اعضاء الحكومة", وتساءل "كيف يجيز هؤلاء لانفسهم التدخل في شان سياسي داخلي", مؤكدا "ان هذا ما يثبت ان المشكلة ليست داخلية فقط وانما تريد الادارة الاميركية توظيف لبنان لتصفية حسابات على مستوى المنطقة".

وقال فنيش: "مشكلتنا مع فريق الاكثرية ان منطقه اصبح هشا وهو يعتمد المنطق الاميركي في تفسير الاحداث ويهدف الى تغطية حقائق الامور, واذا كانت ايران تدعمنا من اجل تحرير ارضنا فهي اذا بلد شقيق وصديق. وهناك فرق بين من يدعم لبنان من اجل مواجهة العدوان الاسرائيلي وبين من يدعم العدو الا اذا كان البعض لم يعد يعتبر اسرائيل عدوا, هذه احدى مشكلات الانقلاب عند بعض الجهات السياسية في لبنان وهذه من تداعيات هذا الانقلاب في التوجهات السياسية".

واتهم فنيش فريق السلطة ب¯"مناقضة ما يتم الاتفاق عليه اثناء المحادثات التي تولاها الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى", وقال "ان المعارضة وافقت على اللجنة القضائية السداسية لمناقشة مشروع المحكمة الدولية بالتزامن مع تشكيل حكومة الوحدة الوطنية كي يتم اقرارها في هذه الحكومة, وهذا ما يكشف بان المعارضة ليست سلبية في نظرتها الى المحكمة". وراى "ان هذه الحكومة غير قادرة على الحكم لمجرد انها اختلفت مع فريق اساسي استقال, وغير قادرة على ترميم مشروعيتها الدستورية, واذا استمرت في رهانها على الدعم الخارجي فان هذا الامر سيزيد في تعميق حدة الازمة الداخلية".

اما حليف "حزب الله" النائب ميشال عون فواصل هجومه على الحكومة ورئيسها وقال ان من حق الشعب ان ينقلب على حكومة فقدت شرعيتها وشعبيتها, وقال ان حكومة السنيورة لم تف بالتزاماتها الاقتصادية وعزلت فريقنا المسيحي وكذلك وعدت بقانون انتخابات نيابية ما زلنا ننتظره حتى الان. واضاف عون : لقد ذكرت السنيورة مرات عدة انه اذا رفض ان يرى كل الحشود الموجودة في الشارع فسينهي الامر بان يزوره داخل السرايا, املا ان يفهم الرسالة الموجهة اليه ويفهم ايضا ان الاسلاك الشائكة لا تحميه من الشعب.

واسف عون لعدم امكان التحاور مع شخص وصفه ب¯"الوقح" كالسنيورة يتهرب ويخادع دائما بحسب تعبيره, مشددا على ان لا اتصالات مباشرة بينهما. وقال: ان فعل لن اجيب, فمطالبنا واضحة اذا قبل بها ينتهي الامر والا فسنصعد الى حين يقبل بان تنال المعارضة الوطنية الثلث الضامن.

من جهته اكد رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع ان قوى 8 اذار اوقعت نفسها في مازق كبير, مستبعدا اي تصعيد على الطريقة الاوكرانية, او على غرار ما حصل في صربيا لان الوضع في لبنان مختلف تماما. وشدد على وجوب ثبات الاكثرية وقوى 14 اذار على مواقفها لكي لا يقع البلد في اكبر ازمة من التي يشهدها حاليا.

ورأى جعجع ان الهدف المعلن لتحرك المعارضة ليس سوى اداة ووسيلة لتحقيق اهداف ستراتيجية غير معلنة, مشيرا الى ان "حزب الله" يحاول من خلال تحركه في الشارع جر لبنان الى خيارات سياسية وستراتيجية لا تتلاءم مع تطلعات اكثرية اللبنانيين.

اما عميد الكتلة الوطنية كارلوس اده فاعتبر ان هناك موقفين لا يمكن ان يلتقيا, ومن هنا فشل محاولات الحوار والمبادرات العربية, وقال: لا يوجد بلد مثل لبنان فيه دولة ضمن الدولة ويقرر حزب فيه ك¯"حزب الله" ان يشن حربا عندما يريد ذلك. من جهته رأى عضو كتلة "المستقبل" النيابية النائب عاطف مجدلاني ان "حزب الله" وحلفاءه مأمورون في تنفيذ امر عمليات 15 اب لمنع قيام المحكمة الدولية, تحت غطاء حكومة وحدة وطنية وثلث معطل لقرارات هذه الحكومة? وقال: "من يدعي انه مظلوم في حصته في الوزارة, يظلم اللبنانيين, في معيشتهم وحرية تحركهم وكرامتهم وحقهم في استقبال اعيادهم الدينية بسلام, ويعطي لنفسه حق احتلال الاملاك العامة والخاصة ويتباهى بان هذا الاحتلال مستمر ولشهور". واضاف: "لا يكتفي "حزب الله" وحلفاؤه بهذا القدر من الظلم, بل يذهب الى حد تهديد اللبنانيين بافلاس بلادهم من خلال التهديد المبطن احيانا, والمعلن احيانا اخرى, بحرمانهم من فرصة انعقاد مؤتمر "باريس 3" المخصص لتقديم مساعدات للبنان, تعوض الخسائر التي تكبدها في العدوان الاسرائيلي عليه في تموز", سائلا: "هل من المنطقي ان يتحكم فريق, كائنا من كان, بقرار السلم والحرب? ومن ثم يعترف في العلن انه لو عرف مسبقا حجم الخسائر التي سيتكبدها الوطن لما كان اقدم على تنفيذ عملية اسر الجنديين, ويسعى بعد ذلك الى الاستفادة من حجم الخسائر والاضرار المادية الجسيمة التي لحقت بمصالح الناس وبمالية الدولة, لكي يمارس التهديد والفرض عليهم".

 

 جنبلاط: المحكمة الدولية ستحاسب النظام السوري وتدفعه إلى تغيير سلوكه

 "الاشتراكية الدولية" عقدت اجتماعها  في بيروت دعما للحكومة ولقوى "14 آذار"

 بيروت - »السياسة«:في خطوة لافتة عقدت الاشتراكية الدولية اجتماعها في بيروت وهو مخصص لدعم الحزب التقدمي الاشتراكي وقوى »14 اذار« والحكومة اللبنانية برئاسة رئيس الاشتراكية الدولية جورج باباندريو.وتخلل الجلسة الافتتاحية كلمات للسكرتير العام للاشتراكية الدولية ولرئيس الاشتراكية الدولية وللنائب وليد جنبلاط والنائب سعد الحريري والرئيس امين الجميل. الذي قال "ان قدرنا مواصلة النضال من اجل تنمية الانسان وسنعيش للحق مهما كلف الثمن", واضاف: "ان اللبنانيين خطوا بدماء شهدائهم لنكون اليوم في هذا المؤتمر". من جهته قال جنبلاط: "ان قوى 14 اذار متمسكة بالمبادرة العربية, لكن ليس على حساب المحكمة الدولية التي ستحاسب النظام السوري وتدفعه الى تغيير سلوكه وكف العنف, مشيرا الى امكانية الدخول في مرحلة جديدة من الاغتيالات بسبب القوة الحاقدة".

اما النائب الحريري فاكد ان لبنان لن يزدهر دون انشاء المحكمة الدولية, مشيرا الى ان قوى 14 اذار تسعى وراء العدالة وحقوق الانسان وتغليب المبادئ الاساسية وارادة الشعب اللبناني في المنطقة, مشددا على ان لا شيء سيمر على حساب ارادة الشعب من خلال حلفاء ايران وذلك للحد من حرية خيارتنا عن طريق الاغتيالات التي استهدفت رجال السياسة, مؤكدا ان قوى 14 اذار ملتزمة بالدفاع عن الدولة وعن مجلس الامن من خلال تنفيذ قراراته. بدوره اكد باباندريو دعم القرار 1701 وطلب من الاحزاب كافة دعم هذا القرار, مؤكدا دعمه لقوى 14 اذار وقال ان المساعي التي يقوم بها الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى مع لبنان هي للتوصل الى حل ليعيش لبنان بسلام, داعيا الجميع الى ايداع السلاح جانبا كي يتم ارساء المصالحة الوطنية وتعزيز الارادة الشعبية.

 

موسى في السعودية اليوم للتشاور

 القاهرة - كونا : يقوم الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى اليوم بزيارة عمل سريعة للمملكة العربية السعودية تستغرق يوما واحد بهدف التشاور مع القيادة السعودية حول تطورات الاوضاع على الساحات اللبنانية والفلسطينية والعراقية وفي دارفور. وقال المتحدث الرسمي باسم الامين العام لجامعة الدول العربية المستشار علاء رشدي في تصريح للصحافيين ان موسى سيلتقي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز ووزير الخارجية الامير سعود الفيصل. واشار الى ان موسى سيطلع خادم الحرمين الشريفين على نتائج محادثاته في بيروت مع مختلف القوى اللبنانية للخروج من الازمة السياسية الحالية وكذلك استمرار الجهود العربية في هذا الاتجاه. من ناحية اخرى افاد مصدر ديبلوماسي رفيع المستوى ان الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى سيعود الى لبنان بعد غد الثلاثاء لاستكمال مشاورته مع القوى اللبنانية خصوصا في ضوء نتائج زيارته للرياض لتثبيت الرؤى الخاصة بكيفية الخروج من الازمة الحالية فى لبنان. ولم يستبعد المصدر ان يقوم الامين العام للجامعة العربية بزيارة الى دمشق خلال الايام المقبلة للتشاور مع المسؤولين السوريين حول الوضع في لبنان. وأشار المصدر الى ان الازمة اللبنانية وكيفية الخروج منها يبدو انها في طريقها للبلورة وقرب التوصل لصيغة نهائية لشكل الوثيقة التي سيتم الاعلان عنها بين الاطراف للخروج من الازمة الحالية في لبنان.

 

محادثات بعيدة عن الأضواء قبل زيارة رئيس  الوزراء البريطاني لإسرائيل والأراضي الفلسطينية

 بلير في القاهرة للاطلاع على "تقويم مبارك الشخصي" لأوضاع الشرق الاوسط

 القاهرة - انقرة - الوكالات :بحث رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير امس في القاهرة مع الرئيس المصري حسني مبارك تطورات الاوضاع في الشرق الاوسط في اطار جولة يقوم بها بلير في المنطقة تهدف الى اعادة احياء عملية السلام بين اسرائيل والفلسطينيين, وقال المتحدث باسم بلير ان مشاوراته مع مبارك جرت عن الاضواء "لان رئيس الوزراء يريد تقويما شخصيا من الرئيس مبارك" قبل ان يتوجه الى اسرائيل والاراضي الفلسطينية. وتأتي زيارة رئيس الوزراء البريطاني في اجواء متوترة تشهدها الاراضي الفلسطينية اثر اطلاق النار الخميس على موكب رئيس الوزراء الفلسطيني اسماعيل هنية القيادي في حركة حماس واعلان الرئيس الفلسطيني محمود عباس العودة الى انتخابات رئاسية وبرلمانية مبكرة. وصرح السفير سليمان عواد المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية بأن المشاورات التي جرت بين الرئيس مبارك و بلير كانت شديدة العمق وتطرقت الى تفاصيل الوضع الراهن خاصة فيما يتعلق بالوضع في لبنان والعراق ودارفور ولكن الحديث عن اطلاق سبل عملية السلام في الشرق الاوسط أستأثر بالجانب الاكبر من هذه المشاورات.

وأشار عواد الى التصريحات التي أدلى بها طوني بلير قبل وصوله الى القاهرة وتتحدث عن ضرورة كسر جمود عملية السلام واحراز تقدم على المسار الفلسطيني الاسرائيلي. وأكد عواد ان الرئيس مبارك يرحب بهذه التصريحات خاصة وان الرئيس قد دعا الى ذلك منذ سنوات وأوضح أن القضية الفلسطينية هى جوهر الصراع في الشرق الاوسط وان احراز تقدم يخفف من معاناة الشعب الفلسطيني ويحقق تطلعه لقيام دولته المستقلة لاشك سيكون له انعكاسات ايجابية شديدة تسهل التعامل مع باقي قضايا المنطقة سواء في العراق أو خارجه. وذكرت صحيفة مصرية حكومية ان بلير الاتي من انقرة ومبارك تطرقا الى سبل اعادة تحريك عملية السلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين واخراج العراق من دوامة العنف والنزاع في دارفور غرب السودان والملف النووي الايراني والوضع في لبنان.

ويشمل جدول لقاءات بلير في القاهرة اجتماعا مع امام الازهر الشيخ محمد سيد طنطاوي.

وقبل توجهه الى القاهرة دعا رئيس الوزراء البريطاني خلال زيارة الى انقرة الى دعم عملية السلام في الشرق الاوسط وكرر دعمه لانضمام تركيا الى الاتحاد الاوروبي رغم تعليق المفاوضات جزئيا. وقال بلير خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره التركي رجب طيب اردوغان ان "الايام والاسابيع المقبلة تشكل وقتا حاسما لاتخاذ قرار حول هذه العملية بمجملها وليس هناك شيء يريده الناس اكثر (من السلام في الشرق الاوسط)".

واضاف "اذا سألتم اي مسؤول في اي دولة ما هو الامر الذي سيساعد اكثر على التقارب بشكل عام فسيقولون انه اعادة احياء عملية السلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين". واعتبر رئيس الوزراء البريطاني ان محاولات احياء عملية السلام رغم اعمال العنف في غزة تشكل "سببا للتدخل وليس سببا للبقاء جانبا".

وتابع ان اعمال العنف تثبت "لماذا من الضروري ان نحاول احراز تقدم". وقال بلير "في كل مرة أرى فيها الوضع يتدهور من الجانب الفلسطيني, اعتبر انه سبب لمضاعفة جهودنا والا فسنشهد وضعا تكون فيه هناك رغبة من قبل الجميع في حل بدولتين لكن من الصعب بلوغها". واعلن اردوغان ان القادة السياسيين يتحملون "مسؤولية اخلاقية" في دعم عملية السلام في الشرق الاوسط. وتركيا التي تعد غالبية مسلمة لكن تعتمد نظاما علمانيا تقيم علاقات جيدة مع اسرائيل والفلسطينيين في الوقت نفسه. وقال اردوغان امام الصحافيين ان مسؤولي المنطقة لا سيما قادة الدول العربية يجب ان تكون لديهم ثقة في تدخل المجموعة الدولية.

واضاف "من المهم ان يثقوا بنا, واذا وجدت هذه الثقة واذا آمنوا بنا واذا تمكنا من العمل معهم, فيمكننا المساعدة والمساهمة" في عملية السلام. من جهة اخرى جدد بلير دعمه لانضمام تركيا الى الاتحاد الاوروبي فيما صادقت الدول ال¯ 25 الاعضاء في الاتحاد الجمعة على تعليق ثمانية فصول من اصل 35 تشكل مفاوضات عملية الانضمام بسبب خلاف حول العلاقات التجارية مع قبرص. وقال بلير وهو من اشد المدافعين عن انضمام تركيا الى الاتحاد الاوروبي "آمل فعلا في ان يتمكن الاتحاد الاوروبي من ان يثبت انه رغم تجميد ثمانية فصول لا يزال هناك 27 فصلا يمكن التفاوض حولها وارغب في ان يبدأ ذلك في اسرع وقت ممكن".

واضاف ان "تركيا تقع بين الشرق الاوسط واوروبا" و"اذا كنا بحاجة لتذكير بالاهمية الستراتيجية لتركيا بالنسبة للاتحاد الاوروبي فان ما يحصل حاليا في الشرق الاوسط هو احدها". من جهة ثانية اعلن بلير اليوم ان السلطات البريطانية تدرس امكانية تسيير رحلات مباشرة بين بريطانيا و"جمهورية شمال قبرص التركية" غير المعترف بها دوليا. وقال بلير خلال مؤتمر صحافي مشترك عقده مع نظيره التركي رجب طيب اردوغان "انه امر اود القيام به. المشكلة تكمن في معرفة ما اذا يمكننا قانونا تسيير مثل هذه الرحلات بموجب الاتفاقات الدولية التي تنظم الطيران المدني

 

هنية اعتبر القرار دعوة لحرب أهلية و طلب من أنصاره النزول إلى الشارع لإثبات الأغلبية

 عباس يطيح بحكومة حماس... دعا لانتخابات تشريعية ورئاسية مبكرة ورفض التحالف مع إيران

 رام الله - غزة - القدس المحتلة - الوكالات : دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس امس الى انتخابات رئاسية وتشريعية مبكرة, رافضا تحالف حماس مع ايران, ومذكرا بخطأ تأييد الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين خلال غزوه الكويت, و قدر مسؤول في السلطة الفلسطينية اجراء الانتخابات في غضون ثلاثة شهور, فيما سارعت حركة المقاومة الاسلامية حماس والحكومة التي ترأسها الى رفض الدعوة متهمة عباس بالانقلاب على الحكومة, و اعلنت اسرائيل دعمها لقرار عباس, فيما اتهمت حركة فتح عناصر حماس بالتخطيط لاغتيال مسؤولين وقياديين فيها من بينهم محمد دحلان مهددة بالرد على ذلك.

وقال الرئيس الفلسطيني في ختام خطاب طويل قاطعته الحكومة ولم تحضره "قررت الدعوة الى انتخابات رئاسية وتشريعية مبكرة لكي لا نبقى ندور في حلقة مفرغة وحياتنا تتراجع كل يوم.. ليعلم الجميع انني لا اذهب لهذا الخيار من باب الترف" و حمل عباس حركة حماس مسؤولية "التردد والتراجع" في مواقفها ازاء تشكيل حكومة وحدة وطنية, وقال "وقعت على مرسوم تشكيل الحكومة ويمكن ان اوقع على مرسوم لاقالتها وهذا من حقي الدستوري", متهما حماس "بقلب الحقائق" وبانها "تتنكر للاصل القانوني للوضع الدستوري الذي نشأ من اتفاق اوسلو".

واضاف عباس "نحن الان في حالة صعبة, وتحولنا من مناضلين الى متسولين والمكاسب التي حققناها تراجعت كثيرا, واصبح لدينا انهيار في القيم الاجتماعية.. لدينا ثوابتنا التي نناضل من اجلها, والمتمثلة في دولة مستقلة في حدود العام ,1967 تعيش الى جانب دولة اسرائيل, وعاصمتها القدس, وكل الاستيطان الاسرائيلي غير شرعي", واعلن عباس رفضه لاي تحالفات فلسطينية اقليمية في اشارة الى ايران, مذكرا "ما زلنا نعاني من موقفنا من اجتياح الكويت, لذلك نحن نرفض مثل هذه التحالفات, والقضية الفلسطينية هي قضية مقدسة ويجب ان تحظى بتاييد الجميع", واكد في الوقت نفسه "لن نسمح بالانجرار لحرب اهلية".

من جانبه اوضح عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه ان الانتخابات المبكرة "ستجرى في غضون ثلاثة اشهر, واي طعونات قانونية مستعدون لها", و اعلنت كتائب شهداء الاقصى الجناح العسكري لحركة فتح انها ستعمل على حماية قرار عباس, ودعت الى عدم اللجوء لفرض المعادلة بالقوة لما في هذا الاسلوب من تحد خطير سينقل المنطقة الى المجهول.

وعلى الفور رفضت حركة حماس دعوة الرئيس الفلسطيني لاجراء انتخابات مبكرة, معتبرة انها "انقلاب على الشرعية" و"تتعارض مع القانون الاساسي الفلسطيني", واعلن مستشار لرئيس الوزراء الفلسطيني اسماعيل هنية ان قرار الرئيس الفلسطيني محمود عباس يشكل "دعوة الى حرب اهلية" مضيفا ان حركته ستحاول "تجنبها", مؤكدا ان حماس دعت الفلسطينيين للنزول الى الشارع احتجاجا على الدعوة لانتخابات مبكرة وقال احمد يوسف "سننظم تظاهرات عدة للاثبات للرئيس ان حماس تملك الاكثرية وللقول ان هذه الدعوة الى انتخابات مبكرة لا يقبلها الشعب الفلسطيني", وقال اسماعيل رضوان الناطق باسم حماس "سنرفض اي اجراء غير قانوني تتخذه الرئاسة (الفلسطينية) او اي جهة لانه يمثل انقلابا على الشرعية وانقلابا على الديموقراطية", وقالت الحكومة في بيان لها ان " دعوة ابو مازن مرفوضة لأنها تشكل مخالفة دستورية وتمثل انقلابا على ارادة الشعب الفلسطيني", كما استنكر وزير الزراعة محمد رمضان الاغا امس اقتحام عناصر مسلحة من أمن الرئاسة الفلسطينية مقر وزارة الزراعة في منطقة الرمال الجنوبي القريب من منزل الرئيس محمود عباس في منطقة تل الهواء جنوب غرب مدينة غزة, وتساءل عن مبررات ذلك الاقتحام مشيرا الى "ان عناصر الرئاسة ما زالوا متمركزين على سطح المبنى الامر الذي اعتبره مقدمة لاعمال ربما تحملها الساعات القليلة المقبلة".

وفي هذا الشأن قالت ميري ايسين المتحدثة باسم الحكومة الاسرائيلية ان "الحكومة الاسرائيلية تدعم الفلسطينيين المعتدلين الذين يحاولون الوصول الى اجراء مفاوضات مع اسرائيل بدون اللجوء الى العنف. وابو مازن (محمود عباس) هو رئيس من هذا النوع".

من جهة ثانية هدد الناطق باسم كتائب شهداء الاقصى الجناح العسكري لحركة فتح جون مصلح باستهداف قادة حماس وعدم استثناء احد, وقال في مؤتمر صحافي أمام منزل دحلان "لدى حركة فتح وكتائب شهداء الاقصى معلومات أكيدة عن اتفاق بين قادة حركة حماس وما قال عنه المجلس العسكري للحركة يقضي الاتفاق بالتعرض لحياة دحلان وسبعة من قادة فتح", ونقلت صحيفة معاريف الاسرائيلية عن مصدر مسؤول في السلطة الفلسطينية ان "حماس تخطط لاغتيال سبعة من مسؤولي فتح انتقاما لما تقول عنه محاولة لاغتيال هنية", واشارت الى ان السبعة هم عضو المجلس التشريعي محمد دحلان ووزير الخارجية السابق نبيل شعث وأبو علي شاهين عضو المجلس الثوري لفتح, وماهر مقداد الناطق الرسمي باسم فتح وتوفيق أبو خوصة مفوض الاعلام في فتح وعبد الحكيم عوض الناطق باسم فتح في قطاع غزة وسمير المشهراوي مسؤول العلاقات الدولية في فتح, وكان رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل قال الجمعة ان الحركة "لن تنجر الى حرب اهلية", ودعا كل عناصر الحركة الى ان "يضبطوا انفسهم بالحرص على الدم الفلسطيني وان لا ينساقوا للاستدراج للفعل ورد الفعل.. لان معركتنا هي مع الاحتلال الاسرائيلي". وفي رد الفعل الدولي على الاحداث الاخيرة في الاراضي الفلسطينية و قالت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس مساء الجمعة انها ستطلب من الكونغرس عشرات الملايين من الدولارات لدعم قوات الامن الخاصة بالرئيس الفلسطيني محمود عباس, الا ان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف دعا الى مساعدة الفلسطينيين وعدم وضع مزيد من العراقيل في طريقهم.

 

تزخيم الاتصالات على رئيس توافقي وملامح شخصيته تبدأ بالظهور

البلاد في حال ترقب وانتظـار عودة موسى ونتائج زيارة السنيورة والاسد لموسكو واستبعاد بدء تنفيذ الخطوات قبل الاعياد

وكالات - 2006 / 12 / 16  يبدو واضحا ان الوضع القائم راهناً بات يحمل عنوان هدنة الاعياد حيث ستبقى الامور السياسية والميدانية على ما هي عليه وان الباب لا يزال مفتوحاً امام الاتصالات والمعالجات التي ستحمل العنوان الاساس لاتصالات الاسبوع المقبل وتحركاته والذي ينتهي بليلة الميلاد المجيد.

وفي وقت ينتظر ان يعود الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى والموفد السوداني مصطفى عثمان اسماعيل الى بيروت الاسبوع المقبل، ورجحت المصادر ان يكون الاربعاء، يتابع المعنيون والمواكبون استقراء نتائج الاتصالات المحلية والخارجية المتعلقة بالشأن اللبناني والتي تبدو موسكو محورها في هذه المرحلة، على خلفية زيارة رئيس الحكومة فؤاد السنيورة لها على رأس وفد وزاري والزيارة المرتقبة للرئيس السوري بشار الاسد لها والمحادثات التي سيجريها مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين. وقالت مصادر مقربة من رئيس المجلس النيابي نبيه بري اليوم ان الساحة اللبنانية في حال ترقب وانتظار لما قد يكون عاد به اولا الرئيس السنيورة من زيارته لموسكو والتي لا بد من ان تظهر نتائجها في خلال اليومين المقبلين. وثانيا لما قد تنتجه زيارة الاسد لموسكو على اعتبار انها تشكل محطة اساسية في الازمة اللبنانية لأنها ستتناول الكثير من القضايا والملفات العالقة وفي مقدمها مشروع المحكمة الدولية ونظامها، اضافة الى العلاقات مع كل من سوريا وايران وانعكاس كل هذه الملفات على الساحة اللبنانية.

وفي حين وصفت مصادر سياسية مطلعة الوضع القائم بـ "مكانك راوح" مستبعدة بدء تنفيذ اي خطوة من خطوات الحل في حال تم التوصل اليه مع عودة موسى الى بيروت، فإنها اشارت في الوقت نفسه الى ان باب الامل لا يزال مفتوحا ولو نصف فتحة على الاقل راهنا امام امكان تجاوز بعض العقبات، لافتة الى ان موسى يتابع بعد عودته من حيث ترك عندما غادر، وان هناك تزخيما مرتقبا لحركة الاتصالات التوافقية حيث بات معروفا ومؤكدا ان موسى يعمل على سلة حل شاملة ولكن تنفيذ بنودها هو على مراحل كما كان اقترح في مسعاه الاخير في بحر هذا الاسبوع.

وفي موازاة ذلك كشفت مصادر واسعة الاطلاع ان كواليس القياديين والمعنيين بدأت تشهد حركة تزخيم اتصالات في شأن رئيس توافقي للجمهورية على اعتبار ان مثل هذه المحطة تشكل واحدا من مفاتيح الحل في لبنان، مشيرة الى ان ملامح اساسية اصبحت بارزة في هذه المشاورات وبدأت تؤشر الى مواصفات عديدة تدل الى شخصية الرئيس العتيد الذي بدأ بعض كواليس السياسيين يتداوله. وفي موازاة ذلك وتحت عنوان "هدنة الاعياد" بدا واضحا تخفيف ضغوط المعتصمين في الطرقات وحصر الاعتصام في الساحات في موازاة تدابير تخفيفيـة اتخذتها قيادة الجيش لفتح الطرقات ما ساهم في اعادة فتح المحال في وسط بيروت تحسساً من القيادة بأوضاع اصحاب المحال والمساهمة في الوقت نفسه بإيجاد اجواء مريحة للجميع لتمضية فترة الاعياد المجيدة في انتظار انهاء المشكلة السياسية التي تعكس نفسها ايجابا في حال التفاهم على الواقع الارض وتبدأ مسيرة الاستقرار السياسي.

وعلى خط مقابل يتواصل التحضير لمؤتمر باريس - 3 واعداد ورقة لبنانية للاصلاحات المطلوبة من الدول المانحة للبنان كي يستطيع الحصول على المساعدات والهبات والقروض الميسرة وانه في حال لم تكن الحكومة قامت بهذه الاصلاحات قبل موعد انعقاد المؤتمر المذكور او حتى لم تستطع الحكومة الراهنة حتى في حال توسيعها وتحويلها الى حكومة وحدة وطنية تطبيق الاصلاحات، فإن مجرد اقرارها في مجلس الوزراء يقابله اقرار من الدول المانحة بالمساعدات التي يبدأ تقديمها فور بدء الحكومة اللبنانية وضع الخطة الاصلاحية المطلوبة موضع التنفيذ.

 

 مجلس الأمن ينظر في تقرير براميرتس الإثنين وانتظار أميركي ـ فرنسي إلى ما بعد الأعياد لحسم المحكمة

 المستقبل - 2006 / 12 / 16  ثريا شاهين

يستمع مجلس الأمن الدولي بعد غدٍ الإثنين، إلى شرح يقدمه رئيس لجنة التحقيق الدولية المستقلة في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري القاضي سيرج براميرتس حول تقريره المرحلي في مجريات التحقيق، الذي كان قدمه الإثنين الماضي إلى الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان وأحاله بدوره على رئاسة المجلس التي وزعته على الدول الـ15 الأعضاء لدرسه، ومراجعة حكوماتها قبل جلسة المجلس المخصصة للنظر فيه.

وستقسم جلسة الإثنين إلى جزءين، الأول علني، يقدم خلاله براميرتس تقريره ويرد على أي سؤال قد يطرح عليه، ومن ثَم تتحدث مندوبة لبنان لدى الأمم المتحدة كارولين زيادة، التي تلقي كلمة لبنان، وتشدّد فيها على شكر الحكومة للجهود التي تقوم بها الأمم المتحدة ومجلس الأمن، في التوصل إلى حقيقة المتورطين في اغتيال الحريري والجرائم الاخرى، ومقاضاتهم دولياً. كما ستتناول الكلمة الآمال اللبنانية المعلقة على ما سيوفره إنشاء المحكمة من ظروف تؤدي إلى الاستقرار والأمن والسلم الداخلي، وتعزيز مسار السيادة والاستقلال والديموقراطية.

ثم تتحول الجلسة في جزئها الثاني إلى مغلقة، يشرح فيها ممثل كل دولة موقف حكومته من مضمون التقرير، مع إبداء الموافقة الشاملة على طلب براميرتس التمديد له مدة ستة أشهر جديدة، لاستكمال مهمته في رئاسة لجنة التحقيق. ومن المقرر ان تتناول المناقشة تقويماً للتطورات اللبنانية في ما خص جهوزية لبنان لإكمال إبرام مسوّدة اتفاقية المحكمة، والمدى الزمني الذي سيتم إعطاؤه انتظاراً للمساعي حول الحلول الداخلية، بحيث يشكل هذا الموضوع حيزاً مهماً من سلة المقترحات المطروحة. وثمة احتمالان أمام المجلس في شأن رد الفعل المنتظر نتيجة النظر في تقرير براميرتس، الأول استصدار بيان صحافي على سبيل العلم والخبر بتبلغ المجلس التقرير، وضرورة استكمال التحقيق حتى النهاية، وتعاون المعنيين في ذلك. أو ان يدلي رئيس المجلس مندوب قطر بكلمة حول هذا الموقف. إلا ان أي قرار جديد أو بيان رئاسي لن يصدر، لعدم وجود عناصر تستدعي اللجوء إلى هذا الموقف.

وبناء لذلك، سيطلب أنان في رسالة خاصة إلى المجلس الموافقة على التمديد لبراميرتس ستة أشهر. وسيوجه المجلس إليه رسالة تتضمن هذه الموافقة، على ان يبلغ أنان براميرتس والحكومة اللبنانية التمديد له حتى منتصف تموز المقبل. وأوضحت مصادر ديبلوماسية غربية ان الخطوات الدولية في شأن الإصرار على إنشاء المحكمة ذات الطابع الدولي لمقاضاة المجرمين تسير من دون أي تلكؤ. وكشفت، انه بناء لذلك، تقوم روسيا الاتحادية بتحرك خاص بين لبنان وسوريا من أجل إيجاد صيغة توفيقية في موضوع إقرار المحكمة نهائياً في المؤسسات اللبنانية، وإبرامها في مجلس النواب، لتجنب اللجوء إلى تشكيل محكمة دولية بحتة في ضوء إنجاز الولايات المتحدة وفرنسا مسوّدة مشروع قرار تحت الفصل السابع.

لكن مندوب أي دولة منهما في المجلس، لن يقدم على خطوة طرحها للمناقشة، إلا بعد استنفاد المساعي الدولية مع سوريا للتعاون الايجابي، في الثوابت اللبنانية الداخلية وضمنها إقرار المحكمة، حتى النهاية. وأكدت المصادر ان مرحلة استنفاد هذه المساعي حددت حتى انتهاء الأعياد، بحيث تكون مبادرة الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، قد تكشفت من حيث جدية التنفيذ وعدم العرقلة، وتكون ايضاً المساعي الروسية مع سوريا قد ظهرت نتائجها. وبالتالي سيكون النصف الأول من شهر كانون الثاني المقبل محطة حاسمة أمام التحرك الدولي، إما للمضي قدُماً في المشروع الأميركي ـ الفرنسي الذي بات جاهزاً لكنه في مرحلة انتظار، أو للعدول عنه إذا ما أقرت المسوّدة لبنانياً وأبرمت من دون تعقيدات. ولفتت المصادر إلى ان حيثيات السير دولياً بالمشروع الجديد تتضمن رفض لبنان تطبيق القرارات الدولية التي من شأنها حماية الأمن والسلم الدوليين والعدالة الدولية، وبالتالي يحق للمجلس اتخاذ إجراءات رادعة بما فيها استخدام القوة لتطبيق قراراته في هذا الشأن، فضلاً عن حقه بفرض عقوبات متنوعة اقتصادية وديبلوماسية على أي جهة تخالف التعاون وقراراته. من هنا، تجرى محاولات روسية حثيثة لدرء مخاطر التوصل إلى هذا الإجراء، خصوصاً وان روسيا الاتحادية التي لديها مصالحها الدولية، والتي لن تعوّق تنفيذ القرارات الدولية المتخذة لا سيما القرار 1595 والقرارات المنبثقة عنه، لن تقوم باستعمال حق النقض "اليتو" لخدمة مصالح أي دولة إقليمية. كما ان الصين، ستحذو حذو روسيا، خصوصاً ان هناك ضغوطاً أميركية ـ فرنسية غير مسبوقة لعدم إضاعة الوقت في موضوع تشكيل المحكمة.

 

حزب الله خارج السياق اللبناني

motasemahmad@gmail.com

* كاتب سوري ¯ السعودية  معتصم الأحمد* 

تتميز معظم الاحزاب في لبنان بنكهة لبنانية تضيف الى العراك السياسي والفكري طابعا خاصا قل نظيره في كثير من بلاد العرب. فحتى لو كان الحزب او التيار وطنيا او قوميا او علمانيا او اسلاميا او يمينيا او يساريا وحتى لو كان للحزب او التيار ذا علاقة بتلك الدولة او تلك فان الطابع اللبناني و الصيغة اللبنانية تبقى في صلبه لا تفارقه و هناك ما يشبه الاجماع على تكريس قيم الحريات الفردية والجماعية و حرية التعبير عن الرأي والحرية الاقتصادية والتأكيد على العيش المشترك واحترام مؤسسات الدولة وعلى رأسها الجيش اللبناني عدا حزبا واحدا نشأ خارج السياق اللبناني و يمارس الحياة خارج السياق اللبناني بل انه حتى شكل نمطا من الحياة خارج السياق اللبناني .

لو عدنا لنشأة ذلك الحزب لوجدت ان تأسيسه كان على يد غير لبنانية وهو يتفرد بذلك عن بقية الاحزاب اللبنانية فقد اسسه السفير الايراني في دمشق علي اكبر محتشمي بور بعد ان قاد انشقاقا عن حركة امل وبايع الخميني في اول بيان له اماما عاما على المسلمين ريثما يظهر المهدي المنتظر فيكون بذلك اولى منتجات تصدير الثورة التي تؤمن بولاية الفقيه و زودته بذراع عسكري مدرب مسلح بالاضافة الى دعم مجموعة من المؤسسات التي تشابه في بنيتها بنية مؤسسات الدولة اللبنانية مما ادى الى نشوء دويلات في الضاحية و البقاع و بعلبك والجنوب (الذي انضم الى دولة حزب الله بعد العام 2000 ) تسير على نظام الولي الفقيه و تمنع مؤسسات الدولة من التواجد ولعل احد مظاهر هزيمة اذناب الولي الفقيه هي انتشار الجيش الوطني اللبناني في محمية حزب الله الجنوبية وتخريب الترتيب الايراني التخريبي في لبنان.

ادخل حزب الله تقاليد واعرافا في اللباس ما انزل الله بها من سلطان , فوزراؤه ونوابه ومسؤولوه يرفضون ارتداء ربطة العنق في تقليد واضح للمسؤولين في جمهورية الولي الفقيه و هذا التقليد يمثل ردة الى الوراء في رمزيته, فلبنان اسس على قيم ليبيرالية لا ينفك عنها و يفقد معنى وجوده من دونها ويتجلى ذلك في احتضان قيم غربية اصيلة لا تنتمي الى شرقنا البائس و منها حرية التعبير والتجمع و احتضان الحداثة و رفض الغرب ليس قيمة لبنانية ابدا و حزب الله يقلد ايران فيما يخالف بقية ما يسير عليه اللبنانيون . كما ان ادخال الشادور كاسلوب في الحجاب هو بدعة جديدة لم تعهدها المحجبات اللبنانيات الشيعيات قبل بدعة نشوء حزب الله و لا ترى "المشودرات" _ لابسات الشادور باللبناني _ الا في الكانتونات الطائفية التي كرسها الحزب في الضاحية الجنوبية و البقاع والجنوب وهي بدعة تدل على احتذاء النموذج الايراني الفاشل حتى في اللباس والذي بدات الكثيرات من الايرانيات بالتضجر منه!

فرض حزب الله نمطا جديدا من التعليم في مؤسساته التعليمية وهي ادخال اللغة الفارسية و انشأ لها العديد من المراكز في البقاع و الجنوب ولا نستطيع ان نقول ان تعلم الفارسية يشبه تعلم الانكليزية او الفرنسية لان الفارسية ليست لغة العلم و تكنولوجيا المعلومات وليست لغة رسمية في الامم المتحدة و ليست لغة رسمية سوى ل¯ 1 في المئة من سكان الكرة الارضية . وعلى الرغم ان ذلك يجب ان يكون من مهام الملحقية الثقافية الايرانية الا ان حزب الله اخذ على عاتقه مهمة تعليم اللغة الفارسية لابنائه من اجل الاستعداد لمرحلة قد يكون فيها لبنان او جزء منه على الاقل اقليما في الجمهورية الايرانية الموسعة فلا تكون هناك صعوبة في التواصل بين ابناء الوطن الجديد الواحد!

ارتضت جميع الطوائف والاحزاب اللبنانية بما فيها حركة امل الدولة اللبنانية حامية وحيدة لها وسلمت اسلحتها الى الجيش اللبناني الشرعي وعلى الرغم من الانسحاب الاسرائيلي في العام الفين وسقوط حجة حمل السلاح بعد ذلك الوقت الا ان حزب الله ظل حاملا للسلاح وبدل مقايضة السلاح دوليا بالاسرى اللبنانيين و ما تبقى من مزارع شبعا مع بعض المكاسب الاقتصادية و الدبلوماسية ظل الحزب محتفظا بسلاحه دون سبب يستحق ذلك سوى ان امر هذا السلاح ليس بيد حزب الله وانما بيد رعاته الاقليميين الذين يستخدمون سلاحه ورقة يقوون بها موقهم التفاوضي.

اقدم ما يسمى ب"سيد المقاومة" في خطبته العصماء الاخيرة على تقويض اهم رمز للسيادة اللبنانية وهو الجيش اللبناني, فقد اتهم الجيش باحتجاز شاحنة تحمل معدات عسكرية لما يسمى ب"المقاومة" ابان العدوان الاسرائيلي البشع على لبنان بامر من حكومة السنيورة فعاد الجيش ونفى (وانا اصدق الجيش الوطني) ثم طلع حزب الله ببيان عرمرمي يكذب فيه الجيش وهو بذلك يهز صورة الجيش امام عيون اللبنانيين فتفقد الدولة اللبنانية هيبتها ومن يدري لعل هذا الخطاب مقدمة لاحداث انشقاق في الجيش في حال سنحت الفرصة لاستيلاء حزب الله على كل لبنان?

ابتكر حزب الله منظومة اعلامية على طريقة الدولة الشمولية فهو لا يرى في لبنان احدا غيره ولا يستضيف احدا من غيره حلفائه الانهزاميين ويكيل التهم للاخرين بالجملة والقطاعي فقد وصف من دون استحياء تيار المستقبل بميليشيات المستقبل -على الرغم من احتكاره للظاهرة الميليشيوية في لبنان_ولو نظرت الى بقية التلفزيونات اللبنانية من LBC الى NEW TV الى المستقبل لوجدت انهم يستضيفون اشخاصا مختلفين في توجهانهم السياسية عن اصحاب تلك الوسائل الاعلامية حتى في ظل القلاقل السياسية التي يعيشها لبنان هذه الايام, اما المنار فانها قناة الفكر الواحد واللون الواحد والعقيدة الواحدة و لو نظرت الى بقية الجوقة الاعلامية للحزب كصحيفة الانتقاد وغيرها لوجدت صحافة على الطريقة السورية او الايرانية من دون اثر للطعم اللبناني المتنوع فلا تستضيف الا حلفاءها واتباعها.

حزب الله حزب ايراني بشخوص لبنانية يؤمن بولاية الفقيه وهي فكرة تتناقص وكينونة لبنان, كما انه يعيش خارج السياق اللبناني العام فهل يعود الى لبنان و يتحول حزبا لبنانيا خالصا خاليا من الارتهان لمشاريع فارس ? اشك في ذلك!

  

السنيورة يختتم زيارته لروسيا ويتوجه غدا الى باريس: الزيارة كانت مناسبة لأن نسمع مباشرة من الرئيس بوتين تأكيدا دقيقا حول تمسكه بسيادة لبنان واستقلاله ودعمه للسلطة الشرعية وجهود الحكومة

 موسكو - 2006 / 12 / 15

 اختتم رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة زيارته إلى العاصمة الروسية موسكو، ومن المقرر ان يغادر غدا الى العاصمة الفرنسية باريس للقاء المسؤولين الفرنسيين على ان يعود الى بيروت ظهر الاحد .

وعقد مؤتمرا صفحيا لخص فيه نتائج الزيارة واستهله بالقول: "لقد حضرنا إلى موسكو مساء البارحة بدعوة كريمة نثمنها من الرئيس بوتين وروسيا وقد كانت لنا هذا النهار اجتماعات متعددة منذ الصباح توجت هذا المساء بلقاء مع الرئيس بوتين والسيد إيفانوف. وقد تطرقنا في هذه الاجتماعات إلى أمور متعددة تتعلق بالعلاقات الثنائية بين لبنان والاتحاد الروسي في شتى الجوانب السياسية والاقتصادية كما تطرقنا إلى الأمور المتعلقة بالظروف التي تسود في الشرق الأوسط وخاصة فيما يتعلق بالظروف التي سادت في لبنان خلال النصف الثاني من هذا العام والتي كان بنتيجتها اجتياح إسرائيل للبنان على مدى 33 يوما في اجتياح قاس وظالم حيث دمرت جزءا كبيرا من بنيته التحتية ومنازله واقتصاده نقلته سنوات إلى الوراء وأتبعته بعد ذلك بحصار دام قرابة الشهر مما أدى أيضا إلى نتائج سلبية على شتى الصعد السياسية والاقتصادية اللبنانية.

وقد كانت مناسبة لأن نسمع مباشرة من الرئيس بوتين تأكيدا دقيقا وهاما حول تمسكه بسيادة لبنان وحريته واستقلاله ودعمه للسلطة الشرعية والجهود التي تبذلها الحكومة في الانفتاح وحل المشاكل التي تؤدي إلى معالجة القضايا التي ترتبت بسبب ظروف الاحتلال والاجتياح الإسرائيلي. وقد أبدى الرئيس بوتين تأييدا لما جرى القيام به على صعيد تأليف المحكمة ذات الطابع الدولي وذلك لمعالجة قضايا الاغتيالات التي عانى منها لبنان على مدى سنوات طويلة وذلك تأكيدا لقدرة اللبنانيين على ممارسة حقهم في الحرية والعيش الكريم داخل لبنان وقد كان هناك موقف واحد لجهة أن لبنان والحكومة اللبنانية لا تريد من هذه المحكمة ذات الطابع الدولي إلا معرفة الحقيقة وليس استعمالها لأي غرض على الإطلاق، هذا كان موقفنا وما زال هو الموقف الذي تتمسك به الحكومة اللبنانية ولبنان من أجل معرفة الحقيقة ولا شيء غير الحقيقة. وقد لمست من الرئيس بوتين والسيد إيفانوف بعد ذلك حرصا على الوقوف إلى جانب لبنان في كل المعاناة التي يعاني منها والوقوف إلى جانبه فيما خص الأراضي التي ما زالت تحتلها إسرائيل في منطقة مزارع شبعا وفي بذل كل جهد ممكن لتعزيز الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي في لبنان. وإني إذ أنهي هذا اليوم الطويل من اللقاءات، فإنني أعود إن شاء الله غدا إلى لبنان وأنا مرتاح إلى مقدار الدعم الذي توليه القيادة الروسية للبنان والرغبة بالاستقرار في المنطقة والتوصل إلى حلول دائمة تكفل تحقيق السلام الشامل والعادل في المنطقة.

سئل: لقد ذكرت أن زيارتكم جاءت تلبية لدعوة الرئيس بوتين فهل تلقيت هذه الدعوة مسبقا أو وسط التطورات العاصفة الجارية في الوقت الحاضر؟

أجاب: الدعوة تم الحديث عنها قبل عدة أشهر واستقر الرأي على عدم الإعلان عنها إلا قبل أسبوع أو عشرة أيام.

سئل: هل بحثتم مع الرئيس بوتين مسألة المساعدة الروسية في إعادة تحسين العلاقات بين لبنان وسوريا؟

أجاب: أود هنا أن أوضح أن لبنان يرغب ويرى أن هناك مصلحة حقيقية له ولسوريا واستنادا إلى تلك العلاقة التاريخية التي تربط هذين البلدين الجارين والشقيقين على مدى آلاف من السنين، هناك مصلحة حالية ومستقبلية ومصالح مستقرة في أن تكون هناك علاقات جيدة بين البلدين مبنية على الاحترام المتبادل، وبالتالي فإننا نرى أن كل جهد يبذل في هذا الخصوص هو جهد مفيد ونحن لن نترك سانحة إلا ونسهم في الاتجاه الموصل إلى إيجاد علاقات دائمة طيبة مبنية على أسس تحترم بها الدولتين بعضهما بعضا، وبحيث يحلان المسائل التي عادة ما تكون بين بلدين جارين بطريقة منفتحة مبنية على الرغبة في تعزيز الثقة والمعالجة الدائمة لهذه المسائل وليس المعالجة السطحية فهناك عدد من المسائل التي تراكمت على عدد من السنوات ونعتقد أنه ما من طريقة إلا مقاربتها بطريقة منفتحة وراغبة في التوصل إلى الحل ونعتقد أن كل جهد يبذل من الأشقاء أو من الدول الصديقة وفي مقدمها روسيا هو جهد بناء يصب في هذا الغرض.

سئل: ما هي حدود تأييد الرئيس الروسي للمحكمة؟ وما ردكم حول العلاقة اللبنانية مع سوريا وإيران؟

أجاب: بداية في موضوع المحكمة فإن الكل يعلم أن نظام المحكمة واتفاقيتها قد أقرت في مجلس الأمن وصوتت على ذلك أيضا روسيا ولروسيا موقف مبدئي في ذلك ضد ارتكاب مثل هذه الجرائم ولذلك كان موقفها إيجابي في هذا الشأن ومنسجما مع ما اتخذته من موقف في مجلس الأمن، علما أنه جرت دارسة مطولة معمقة لكل كلمة وفاصلة في هذا الاتفاق والنظام الداخلي للمحكمة من قبل جميع الأعضاء وفي مقدمهم روسيا. ونظام المحكمة والاتفاق مبني على اساس تطبيق القانون اللبناني بما يضمن عدالة وعدم انحياز على الإطلاق لأي فريق من المتقاضين، ولسنا مع إطلاق التهم بشكل جزافي على الإطلاق فهذا شأن المحكمة وليس شأن تصريحات من هنا أو هناك. ونشير هنا إلى أننا لا نقبل على الإطلاق أن يكون هناك قضاة إسرائيليين، وهذا الكلام أعقتد أنه تجري إشاعته من أجل ذر الرماد في العيون وإطلاق جملة من الشكوك حول تأليف المحكمة ودورها.

أما بالنسبة إلى ما يتعلق بالعلاقة مع سوريا وإيران فإننا نريد علاقات ممتازة ولكننا لا نريد أحدا يتدخل في شؤون لبنان الداخلية ولا أن يستعمل لبنان كساحة للصراعات مع من لهم خلافات معهم في العالم، فلبنان وطن وليس ساحة للتقاتل. وقد لمسنا من الرئيس بوتين والسيد إيفانوف كل التأييد في هذا الموقف الذي يؤدي من جهة إلى عدم إقحام مشاكل ومسائل عديدة في قضايا لبنان الداخلية وفي حماية الاستقلال والحريات والسيادة اللبنانية.

سئل: الاتحاد الأوروبي دعا خلال اجتماعاته اليوم سوريا إلى عدم التدخل في شؤون لبنان الداخلية، فما ردك؟

أجاب: نحن نشكر كل الأشقاء والأصدقاء الذين يقفون إلى جانب لبنان ونعقتد أن ذلك مفيد لهذا البلد الذي عانى الأمرين على مدى 30 عاما من الحروب الداخلية والاجتياحات والاحتلالات والوصاية التي كانت تمارس عليه، ونحن نسمع بين حين وآخر تصريحات من هنا وهنا من بعض المسؤولين ومن غيرهم ومن الصحافة تشير كلها إلى أجواء تخلق لتؤدي إلى تدخلات في شؤون لبنان الداخلية، كما أن هناك تأثيرات تمارس على عدد من الأشخاص الذين يحاولون أن يؤدوا أدوارا كانت موجودة في لبنان قبل الانسحاب السوري منه. لذلك فإننا نؤكد من جديد على أهمية أن يصار إلى الإقرار بأن لبنان المستقل والسيد والحر هو القادر على أن يخدم نفسه ويخدم سوريا والقضايا العربية بشكل أكبر بكثير من لبنان التابع. واللبنانيون مصممون على التأكيد على حرياتهم واستقلالهم وعلى القاعدة التي لطالما حلموا أن تطبق في لبنان وهي أن لبنان لا يحكم ضد سوريا ولا يحكم من سوريا. ونحن في المحصلة لا نريد أن نعيد عقارب الساعة إلى الوراء بل ننطلق إلى فضاء واسع ورحب من العلاقات الثنائية بيننا وبين سوريا المبنية على هذا الاحترام المتبادل.

سئل: ترددت معلومات قبل وصولكم إلى موسكو بأنكم ستطلبون من روسيا مساعدة دفاعية جوية، فهل تم ذلك وما هي آفاق التعاون بين لبنان وروسيا في هذا المجال؟

أجاب: نحن لم نتطرق على الإطلاق للبحث في تفاصيل وسائل دفاعية في الجو وكنت قد أرسلت رسالة سابقة للرئيس بوتين تتعلق بدعم إعادة تجهيز الجيش اللبناني خصوصا وأن الجيش اللبناني نشر الآن أكثر من 15 ألف جندي في جنوب الليطاني وقرابة العشرة آلاف جندي في المنطقة على الحدود الشرقية والشمالية وهو يحتاج إلى تجهيزات هامة وأساسية ونحن لجأنا إلى الصديقة روسيا من أجل الدعم والمساعدة كما لجأنا إلى دول شقيقة وصديقة اخرى ولقد لمسنا موقفا إيجابيا من روسيا بشأن الدعم بشكل مدروس لحاجات الجيش اللبناني.

سئل: كيف ترى إمكانية بناء علاقات جيدة مع سوريا وإيران؟

أجاب: ليس لدينا في العالم كله عداوات مع أحد إلا مع إسرائيل ولبنان ساع من أجل تعزيز علاقاته مع كل الدول الشقيقة والصديقة ولسنا نحن في أي منظومة أحلاف هنا وهناك مع أي فريق أو مجموعة من الدول في العالم. وكل دولة تكون مع لبنان أكثر من غيرها نكون نحن معها أكثر. نحن حتما مع الجلوس مع الأخوة في سوريا واللقاء مع الأخوة في إيران وسيظل موقفنا ثابت وهو مصلحة لبنان واستقلاله وحريته وسيادته وانفتاحه على العالم واعتداله وقبوله الآخر ونظامه الاقتصادي والسياسي ودوره في العالم. من يسعى معنا من أجل تحرير مزارع شبعا فنحن معه وكذلك من أجل تعزيز الاستقرار في لبنان وإقامة المؤتمر الدولي لدعم لبنان في باريس من أجل إقالة عثرة الاقتصاد اللبناني الذي دمر على مدى 30 عاما. لا أريد ان أبسط الأمور ولكننا مع كل من هو معنا.

سئل: أي تقدم تحقق في مبادرة أمين عام جامعة الدول العربية عمرو موسى؟

أجاب: نحن نرحب بالمبادرات العربية التي يحملها السيد عمرو موسى الموفد الرئاسي السوداني وقد جرى بعض التقدم على مسارات عدة وهو سيتابع يوم الثلاثاء القادم مساعيه مع الموفد السوداني للتقدم أكثر على تلك المسارات الموصلة إلى نتائج إيجابية. وكانت قد طرحت في تلك الفترة صيغ عدة حول حكومة الوحدة الوطنية بما فيها صيغة 19+9+2 أو 19+10+1، وهناك تسميات عدة للوزير الذي منهم من يسميه الملك أو عدم الانحياز ولكن الهدف الأساس يستند إلى الدستور اللبناني.

 

 العريضي: روسيا أكدت انها تقف عند التزاماتها تجاه

المجتمع الدولي وتعتبر ان موضوع المحكمة دولي ولا عودة عنه ولا بد من انشائها

 وكالات - 2006 / 12 / 16

 أعلن وزير الاعلام غازي العريضي، في حديث الى تلفزيون لبنان بعد عودته من روسيا "ان الزيارة الى موسكو، خصوصا في هذه الفترة بالذات امام التطورات التي تجري في بيروت وامتدادا في المنطقة كما قال المسؤولون الروس، هي تأكيد على أهمية الدور الذي تقوم به الحكومة اللبنانية وفي الوقت ذاته تعبير عن قناعة من قبل لبنان على الدور الكبير الذي تقوم به روسيا في المنطقة وما قدمته ايضا من مساعدات للبنان وموقف اثناء فترة الحرب الاسرائيلية ضد لبنان، اضافة الى القرارات الدولية التي صدرت وتتعلق بلبنان وكانت مؤيدة في كل المحطات لهذه القرارات وهي تسعى الى تنفيذها خصوصا في هذا المجال ما يدور من نقاش حول المحكمة الدولية وتشكيلها، وبالتالي تأكيد من قبل الروس في هذه المرحلة بالذات ان روسيا تقف عند التزاماتها تجاه المجتمع الدولي وهي تعتبر ان موضوع المحكمة هو قرار دولي لا عودة عنه ولا بد من انشاء هذه المحكمة لانهم ضد الاغتيال السياسي، ضد الارهاب وبالتالي مع معاقبة ومحاسبة المسؤولين عن تسلسل الجرائم في لبنان".

وردا على سؤال عن مشاركة قضاة اسرائيليين في المحكمة الدولية وهل ان هذا من باب التعطيل لاطلاق عملها، قال الوزير العريضي: "هذا من باب الشائعات التي تطلق في لبنان وقد سمعناها منذ بداية الحديث عن المحكمة الدولية عندما بدأ الحديث يأخذ منحى جديا، وقد اطلق بعض الذين لا يريدون المحكمة في الاساس اسئلة او مواقف حول هذه النقطة في محاولة لاشاعة مناخ سياسي في البلد كانوا يعتقدون انه سيقطع الطريق على قيام المحكمة. هذا امر سخيف لسبب بسيط ان ليس ثمة احد في لبنان يقبل بذلك، ثم ان القانون الذي اعتمد للمحكمة كما بات معلوما هو القانون اللبناني وكل الامور نوقشت بالتفصيل على طاولة مجلس الوزراء، وكان تأكيد حول هذه الامور كلها على طاولة مجلس الوزراء، وكل الخطوات التي اتخذت كانت بالاجماع والمعلومات التي تم تداولها كانت على طاولة مجلس الوزراء امام جميع الزملاء الوزراء، لذلك انا لا اقيم اعتبارا لهذه المسألة خارج اطار محاولة "الحرتقة" على موضوع المحكمة واعتقد انها اصبحت وراءنا".

سئل: يقال ان هناك محامية يهودية وضعت مشروع المحكمة الدولية؟ اجاب: "هناك عدد كبير من اليهود موجودين في العالم وفي مؤسسات دولية كبرى في الامم المتحدة وخارج الامم المتحدة وبالتالي يشاركون في كثير من الامور. هل يمكن اعتبار كل ما يقومون به جميعا دون استثناء هو تهمة او ادانة او ما شابه، اذا كان الامر كذلك يجب ان يوجه السؤال الى الرئيس الايراني كيف عقد هذا المؤتمر تحت عنوان المحرقة وشارك فيه كبار الحاخامات اليهود وكانوا الى جانبه وتعانقوا معهم . اذا يمكننا ان نقول ان ايران تلعب لعبة مشبوهة ومتصهينة وفق هذا المعيار، فهناك يهود في سوريا وهناك يهود في ايران وهناك يهود في عدد كبير من كل دول العالم، هل كل ما يقوم به اليهود كيهود او المواطنون اليهود يعني انه مشبوه، وبالتالي ان الدول او القوى التي تتعاطى معهم قوى متآمرة، فاذا كان الامر كذلك وفق هذا المعيار فهو ينطبق على ايران وعلى سوريا وعلى كل الدول وعلى كل اليهود في العالم وكل الشركات وكل المؤسسات وكل الناس الذين يتعاطون معهم. ايضا هذا الموضوع سخيف ويأتي من باب التحريض ليس الا، أما لو فكر اصحابه بما اقول اعتقد لكانوا تراجعوا عن هذه المسألة".

سئل: بالنسبة للمبادرة العربية في اطار تحرك عمرو موسى وعودته الثلاثاء المقبل الى بيروت، هل سيصار الى حلحلة للامور؟ اجاب: "نحن نتمنى ذلك ونحن فتحنا كل الابواب وانا لا اريد ان أدخل في سجالات اعلامية مع احد. اطمئن واعرف تماما ماذا في جعبة الامين العام للجامعة العربية من طروحات من مختلف الاطراف. بما يعنيني اعتقد بكل وضوح وكل امانة وكل صدق انه غادر لبنان وابوابنا مفتوحة للحل معه وقد تفاعلنا مع كل المقترحات التي تقدم بها واستطيع ان اقول انه كان مرتاحا للقاءاته معنا، لانه شعر باننا فعلا نريد حلا لا نريد استئثارا ولا نريد تفردا ولا نريد تسلطا، نحن نريد حلا وتسوية لهذه الازمة . لا اريد ان اتحدث بالنيابة عنه أترك هذا الموضوع له لكن ما قيل في لبنان على المنابر وما اعلن من مواقف كان واضحا من سوريا ومن لبنان ومن أمكنة اخرى، الموضوع الاساسي ليس موضوع مشاركة وليس موضوع حكومة، الموضوع هو موضوع محكمة وموضوع حكم. الذي يخاف المحكمة يخاف الحكم فهذا شأنه ومن يشعر انه بريء لا يخشى محكمة ولا يخشى حكما".

 

اده: حكومة الوحدة الوطنية تعني اشراك الجميع في القضايا الجوهرية وحزب الله يريد الاحتفاظ بقرار الحرب والسلم

وكالات - 2006 / 12 / 16

 لفت عميد حزب الكتلة الوطنية كارلوس اده الى ان حكومة الوحدة الوطنية تعني اشراك الجميع في القرار والقضايا الجوهرية خصوصا في قرار الحرب والسلم وهو ما لا يريده حزب الله الذي يريد الاحتفاظ بالسلاح لنفسه. وإعتبر في حديث الى اذاعة لبنان الحر ضمن برنامج على مسؤوليتك ان هناك موقفين لا يمكن ان يلتقيا ومن هنا فشل محاولات الحوار والمبادرات العربية، مشيرا الى ان الاكثرية او الخط السيادي تطالب بأن يكون لبنان بلدا سيدا بعد استقلاله مع الخروج السوري منه، مشيرا الى الفرق بين الدولة السيدة والمستقلة.

وقال: "السيادة تعني ان تسيطر حكومة أي بلد على القضايا الاساسية او القضايا كلها ومن ضمنها القضايا الامنية والسياسة وفي مقدمها الخارجية والدفاعية".

أضاف: "لا يوجد بلد مثل لبنان فيه دولة ضمن الدولة ويقرر حزب فيه كحزب الله ان يشن حربا عندما يريد ذلك".

وردا على سؤال حول وجود مأخذ لدى المعارضة على الاكثرية لجهة عدم تغيير شيء من الناحية الامنية قال: هذا يعود الى استمرار وجود الجذور الامنية في لبنان، بالاضافة الى انه في حال وقوف سوريا وراء الاغتيالات، يمكن ان يختبئ الجناة في سوريا بسهولة نظرا لتجاور البلدين، كما ان هناك مسؤولين أمنيين عينوا في أثناء الوجود السوري لا يعملون على تسهيل اكتشاف الحقيقة.

وقال: "من هنا أهمية المحكمة الدولية التي تحتم الوصول الى الحقيقة لمعرفة من هم وراء عمليات الاغتيال ومن لهم تأثير على السياسة الداخلية اللبنانية. مشيرا الى ان الشعب اللناني فقط لديه حق التدخل في السياسة الداخلية اللبنانية من خلال الانتخابات".

ولفت الى ان المحكمة الدولية تشكل نقطة مصيرية بالنسبة الى النظام السوري، فكما يعتقد البعض ان هناك مسؤولية مباشرة او غير مباشرة في عمليات الاغتيال فإن هذه المسؤولية ربما تؤدي الى سقوط النظام السوري، وقال: "من هنا استعمال كل هذه الوسائل من أجل تعطيل قيام المحكمة الدولية. وإعتبر ان مطالبة الاقلية بحكومة وحدة وطنية، تعني انه ينبغي ان يتوحد الجميع حول القضايا الجوهرية والسيادية مثل سلاح حزب الله وقرار الحرب والسلم، لكن الواقع انهم لا يريدون البحث في هذه القضايا".

وسأل اذا كانت هواجسهم غير هواجسنا هل علينا ان نتجاوب مع هواجسهم وهم الاقلية ولا يريدون في المقابل التجاوب مع هواجسنا؟ السبب في عدم التجاوب هو عدم وجود تقارب في وجهات النظر، كلما اتتنا في كل محاولات الحوار كنا على استعداد للاخذ والرد، لكنهم كانوا يأتون دوما بهواجسهم لتعطيل الحكومة، وما قاموا به من تظاهرات وخطاب متشنج هدفه تعطيل المحكمة الدولية والبحث في القضايا السيادية كقرار الحرب والسلم والسلاح.

وإعتبر اده ان الاقلية تطالب بالمشاركة في الحكومة وهذه وسيلة لسياسة معينة وليست هدفا. وسأل لماذا هذا الخوف من الحقيقة ومن المحكمة الدولية؟ علما انه يحتم على الجميع ان يكونوا تحت القانون ويحترمون القضاء ويحاربون الجريمة؟

وقال في ما خص العماد عون انا لم أكن عنيفا بموقفي ضده بل أنا عنيف بدفاعي عن لبنان ومفهوم السيادة والحياة الديموقراطية، ان العماد عون ومنذ ان عاد الى لبنان تغيرت مواقفه كليا، فحزب الله قبل ثورة الارز وبعدها لم يتغيّر في مواقفه، كذلك القوميون السوريون والبعث وتيار المردة، وبعد إغتيال الرئيس الحريري لم تتغير القوات اللبنانية وتيار المستقبل والكتلة الوطنية والحزب الاشتراكي مواقفهم تجاه سوريا، اما الوحيد الذي تغير خطابه من المعارضة المتشددة لسوريا الى الخطاب المتطرف في جبهة 8 آذار هو العماد عون، فبعدما كان الاب والام لقانون محاسبة سوريا والقرار 1559 ونزع سلاح حزب الله نسي اليوم موضوع السلاح والمعتقلين في السجون السورية ومحاكمة النظام السوري. ولفت الى ان الاهداف التي تعمل عليها سوريا إظهار ان لبنان لا يمكن ان يحكم الا بقوة خارجية

 

مؤتمر الاشتراكية الدولية في البريستول دعماً للحكومة وكلمات للجميل، جنبلاط والحريري

وكالات - 2006 / 12 / 16

 شكل مؤتمر الاشتراكية الدولية الذي عقد في بيروت دعما للحكومة وقوى 14 آذار محطة لإطلاق سلسلة مواقف لأركان هذه القوى التي شددت على التمسك بالمحكمة الدولية والمبادرة العربية واكدت استمرار النضال في سبيل لبنان الحق والحرية والعدالة.

ولفت اركان هذه القوى الى وجوب مجابهة الهجوم الايراني السوري وحذروا من موجة جديدة من الاغتيالات.

عقدت الاشتراكية الدولية اجتماعها في فندق البريستول في بيروت وخصص لدعم الحزب التقدمي الاشتراكي وقوى 14 آذار والحكومة اللبنانية، برئاسة رئيس الاشتراكية الدولية جورج بابندريو وفي حضور الامين العام لويس ايالا والرئيس امين الجميل، رئيس كتلة المستقبل النائب سعد الحريري، رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط، نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري وعدد من وزراء ونواب وشخصيات قوى 14 آذار وسياسيين واعلاميين.

وتخلل الجلسة الافتتاحية كلمات لعدد من اركان 14 آذار ورئيس الاشتراكية الدولية جورج باباندريو الذي اكد دعم القرار 1701، مطالباً كل الاحزاب بدعمه. كما اكد دعم قوى 14 آذار، مشيرا الى ان مساعي الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى هي للتوصل الى حل ليعيش لبنان بسلام. ودعا الجميع الى ايداع السلاح جانبا ليتم ارساء المصالحة الوطنية وتعزيز الارادة الشعبية.

ودعا دول المنطقة الى المساعدة على ارساء العدالة. وأكد ان وجودهم في لبنان هو من اجل دعم هذه الحركة الاستقلالية ودعم الحكومة.

وقال: ان العنف لا يمكن ان يكون حلا للاستقرار.

الجميل: وقال الرئيس امين الجميل في كلمة القاها في المؤتمر: قدرنا مواصلة النضال من اجل تنمية الانسان. وسنعيش للحق مهما كلف الثمن.

اضاف: نجتمع اليوم لنشهد مرة جديدة على عزمنا في متابعة نضالنا لتحيا هذه القيَم وتبقى الديموقراطية والحرية وحقوق الانسان بالنسبة الينا ليس مجرد شعارات، بل مثل حي نعيشه يوميا بايماننا وعزمنا لأنه خارج هذه المبادئ فلا قيمة للعالم.

جنبلاط: بدوره القى النائب وليد جنبلاط الكلمة الآتية: حضرة رئيس الاشتراكية الدولية الرفيق جورج باباندريو، حضرة الامين العام للاشتراكية الدولية الرفيق لويس آيالا، الرفاق في الاشتراكية الدولية،

اسمحوا لي ان ارحب بكم باسمي وباسم ثورة الارز، ثورة 14 اذار السلمية في لبنان التي دعمتموها وشاركتم فيها من اجل لبنان حر مستقل ديموقراطي فريد في تنوعه وفي صيغة التعايش في هذه المنطقة المضطربة من الشرق الاوسط.

اسمحوا لي ان اشكركم على مساعدتكم في اخراج لبنان من الوصاية السورية كي لا اقول الاحتلال. بدعمكم للبنان الحر، غادروا بعد ان مهدت الطريق لذلك دماء الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه.

ماذا عساي اقول لكم اكثر؟ الجنوب اللبناني تحرر بالكامل سنة 2000. في العام 2006، كان باستطاعتنا تفادي الاعتداء الاسرائيلي الذي ادى الى قتل المئات من المدنيين وخسائر اقتصادية فادحة، لولا سوء تقدير الحسابات من قبل حزب الله، او العمل المقصود من قبلهم لتفادي المسائل الضاغطة التي تم بحثها في مؤتمر الحوار قبل الحرب ومن بينها القضية الاساسية وهي المحكمة الدولية.

هذه المحكمة التي يفترض بها ان تأتي بالمجرمين الى العدالة، والتي يفترض بها ان تدفع بعض الانظمة وتحديدا النظام السوري لتغيير سلوكه والتوقف عن ممارسة العنف بحق اللبنانيين الاحرار وانتهاك السيادة اللبنانية من خلال ارسال الاسلحة والارهابيين، هذه المحكمة التي يفترض بها ان تضع حدا للعنف. بيار الجميّل كان آخر الضحايا ولكن يبدو انه لن يكون الاخير.

هذه هي القضية الاساسية، فإما ان ننجح في تثبيت المحكمة او نفشل فننحدر عميقا الى القعر، الى عالم القتلة والمجرمين. يا لها من مفارقة انه في القرن الحادي والعشرين يحاصر لبنان، البلد الوحيد في الشرق الاوسط المؤهل للانضمام الى العالم الحر، من قبل قوى الظلام والكراهية، فهم حتى يكرهون مدينتهم بيروت، قوى تنتمي الى ثقافة الموت، هم يسمونها شهادة، انا اسميها ثقافة القتل.

يا لها من مفارقة، انه في القرن الحادي والعشرين وفي الشرق الاوسط يجر لبنان الى القرن الحادي عشر، القرن الذي عاش فيه حسن الصباح في فارس، والى مملكة القتلة في علموت. للاسف، التاريخ يعيد نفسه.

القتلة هم الذين ينكرون المحرقة، القتلة هم الذين يعترفون بامتلاك الترسانة النووية بزلة لسان ثم ينكرونها في محاولة لتبرير اهداف القتلة الآخرون لامتلاك قنبلتهم.

القتلة هم الذين يحاولون اشعال الحرب الاهلية في فلسطين لتأخير الحل النهائي بقيام دولتين.

القتلة هم الذين يريدون منا تأخير ارسال نظام المحكمة التي تم التوافق عليها في مجلس الامن وينتظر التصديق من المجلس النيابي اللبناني الذي انتخب ومنح الثقة للحكومة اللبنانية الشرعية والمحاصرة.

ودعوني اكون دقيقا في مسألة رئيسية. نعم، وافقنا مع عمرو موسى على تشكيل لجنة لقراءة مشتركة لنظام المحكمة، ولكن لن نقبل بأي شكل من الاشكال تغيير نظام المحكمة لارضاء قوى الظلام، سوريا وحلفائها في لبنان، والعودة مجددا على موافقة اخرى من مجلس الامن مع كل تعقيداتها وصعوباتها.

اخيرا، القتلة هم الذين يريدون تدمير النهوض الاقتصادي في لبنان، بأي ثمن لإفقار لبنان بدفع نخبه نحو الهجرة ولفرض شروط التوتاليتارية والبؤس والعبودية.

لهذا حضوركم اليوم في بيروت، بيروت المحاصرة، له اهمية وقيمة كبيرة، لأنكم تدعموننا مددا في ثقافة الحياة والحرية والعدالة والحب والسلام.

الحريري: وفي ما يأتي نص الكلمة التي القاها النائب سعد الحريري في اللقاء: "تجتمعون في بيروت اليوم، دعما لحركة 14 آذار، والغالبية النيابية التي حققتها في أول انتخابات حرة يشهدها لبنان خلال أكثر من 30 عاما.

إن وجودكم هنا هو أيضا فعل تضامن مع الحكومة التي انتخبت ديمقراطيا بتصويت عارم للثقة فيها في المجلس النيابي الذي يمثل بحسب دستورنا التعبير الأعلى عن إرادة الشعب اللبناني.

إن حركة 14 آذار، التي يجتمع معظم قياداتها معكم هنا اليوم، هي في الحقيقة تحالف متنوع لكل القوى السياسية التي تبنت جماهيرها قيم الحرية والاستقلال والسيادة في لبنان.

وهي نشأت، وسميت، على إسم ذاك اليوم التاريخي، 14 آذار 2005، بعد شهر تماما على اغتيال والدي الرئيس الشهيد رفيق الحريري، عندما تظاهر الشعب اللبناني في ساحة الحرية، مطالبا بانسحاب القوات السورية وتفكيك النظام الأمني وإقامة المحكمة الدولية لمحاكمة القتلة.

ليس من قبيل الصدفة أن الهجوم الحالي من قبل سوريا وإيران وأتباعهما المحليين في لبنان على الحكومة المنتخبة ديمقراطيا وعلى حركة 14 آذار الاستقلالية، هو هجوم يهدف تحديدا لإجهاض قيام هذه المحكمة الدولية.

وبالفعل، فإن إرادة الشعب اللبناني تم تحويرها وإفسادها خلال الأعوام الثلاثين الأخيرة، ليس فقط بواسطة الوجود العسكري المباشر لسوريا وأتباع إيران، ولكن أيضا وبشكل أهم، بفعل الاغتيالات السياسية المستمرة، الهادفة لإخضاع إرادة اللبنانيين الحرة للإبتزاز والترهيب على يد قوى إقليمية.

وقد استهدفت هذه الاغتيالات رجال الدولة والدين والقلم وقادة الرأي، طوال الأعوام الثلاثين الأخيرة. ويجمع بين كل ضحاياها شيء واحد: كانوا جميعا معارضين للوصاية السورية، وعملوا من أجل وحدة كل اللبنانيين للوصول إلى دولة حرة ديمقراطية ومستقلة. ويجمع بين كل الجرائم شيء واحد: غياب المحاسبة. كان المجرمون يقتلون قادة لبنان بوحشية ثم يتجولون بحرية ليتمتعوا بالثمار السياسية والمادية والإجرامية لأعمالهم الشريرة، وما من سؤال يسأل.

إن المحكمة الدولية التي تنشأ اليوم تحت عيونهم، بقرار من مجلس الأمن الدولي، هي التعبير الأول لإرادة المجتمع العربي والدولي لإخضاع مرتكبي هذه الجرائم السياسية الإجرامية إلى شكل من أشكال العدالة.

قد يبدو الأمر عاديا في معظم البلدان التي تمثلونها. لكنه يشكل شرطا حيويا وأساسيا لا بد منه كي يكون للديمقراطية ولبقائها على قيد الحياة أي أمل في لبنان وفي هذه المنطقة من العالم.

لأنه إذا تمكنت دكتاتورية وحشية أن تقتل في وضح النهار شخصية نهضوية ديمقراطية تاريخية في لبنان، ثم أن تصفي قادة الحركة الاستقلالية الديمقراطية فيه، بما فيهم خمسة نواب منتخبين بإرادة الشعب الحرة، ثم أن تحاول إطاحة حكومة لبنان، في حركة تنقلها شاشات التلفزة مباشرة عبر الأقمار الصناعية إلى داخل كل منزل في العالم العربي، إذا تمكنت من كل ذلك من دون الخضوع لأي محاسبة، فإن الرسالة ستكون واضحة: لن تزهر الديمقراطية أبدا، ولن تنمو، في هذه المنطقة.

وفي هذا المجال، في وقت تجدون بيننا هنا، مجموعة حزينة من آباء الشهداء وأبنائهم وإخوانهم وأخواتهم وأراملهم، إنه لأمر بالغ الأهمية أن تفهموا، وأن تفهم شعوبكم بواسطتكم، أن الأمر لا يتعلق بالثأر الشخصي. بل يتعلق بالعدالة والديمقراطية وبمثل الحرية وحقوق الإنسان والاعتدال والحداثة التي تجمع بين تياراتنا، من السواحل الشرقية للبحر المتوسط، حيث ولدت الديمقراطية، إلى أبعد سواحل المعمورة، حيث ازدهرت.

وهذه ليست المثل الوحيدة التي تجمع حركة 14 آذار بكم. نحن متمسكون وملتزمون بالدفاع عن دولة الرعاية الحديثة والشفافية وحسن الإدارة والإصلاح الاقتصادي والقضاء المستقل والشرعية الدولية عبر التطبيق الكامل لكل مقررات الأمم المتحدة وعن عالم يتحرر من الإرهاب.

لكننا نعلم أن مكافحة الإرهاب تبدأ بمعالجة أسبابه العميقة والأرضية التي يتغذى منها. في بعض المجتمعات، هذه الأسباب اقتصادية واجتماعية.

وفي منطقتنا من العالم، إن هذه الأسباب ترتبط مباشرة بالظلم التاريخي الذي يعاني منه الشعب الفلسطيني. ونحن مؤمنون أن السبيل الفعال الوحيد لمعالجة هذه المشكلة هي عبر التطبيق الكامل لمبادرة السلام العربية التي أطلقت في قمة بيروت في العام 2002.

إذا كان هناك شيء واحد أتمنى أن تعودوا به إلى أوطانكم من بيروت، فهو الفهم الواضح والواعي أن هذا المكان يختصر ما يمكن للعالم أن يكون عليه، بحسب نتيجة الهزة التي تشهدها منطقتنا اليوم.

ابنان هو مكان لقاء الحضارات والديانات والأفكار والأحلام والطموحات. واللبنانيون يريدون لهذا اللقاء أن يكون لقاء حوار وتعاون واعتدال وإبداع واختراع كي تنتصر مثل السلام والديمقراطية والازدهار. لكن إرادة اللبنانيين الحرة هذه، يحاصرها من يريدون أن يكون ذلك لقاء صدام وعنف وتطرف وإقصاء وتقهقر. وما يحصل هنا اليوم سيحدد ما قد تشهدونه غدا عبر العالم.

ونحن في لبنان، وفي حركة 14 آذار الاستقلالية الديمقراطية واثقون أنكم تفهمون هذا الواقع والمخاطر والمسؤوليات المتعلقة به".

 

مجدلاني يسأل كيف يسمح طـرف سياسي لنفسه بحرمان الناس من تمضية الاعياد المجيدة بفرح وسلام

وكالات - 2006 / 12 / 16

 سأل النائب الدكتور عاطف مجدلاني كيف يسمح طرف سياسي لنفسه بحرمان الناس من تمضية فترة الاعياد المجيدة بفرح وسلام؟ وهل المطلوب ان يستقبل المسيحيون ميلاد يسوع، في هذه الاجواء الضاغطة؟ وهل كتب على اللبنانيين عموما، وأهالي بيروت خصوصا، ان يتحملوا كل انواع الظلم والضيقة لان حزب الله وحلفاءه مأمورين تنفيذ أمر عمليات 15 آب لمنع قيام المحكمة الدولية، تحت غطاء حكومة وحدة وطنية وثلث معطل لقرارات هذه الحكومة؟

وقال مجدلاني في تصريح له: "من يدعي انه مظلوم في حصته في الوزارة، يظلم اللبنانيين، في معيشتهم وحرية تحركهم وكرامتهم وحقهم في استقبال اعيادهم الدينية بسلام، ويعطي لنفسه حق احتلال الاملاك العامة والخاصة، ويتباهى بأن هذا الاحتلال مستمر ولشهور.

أضاف: ان حزب الله وحلفاءه لا يكتفون بهذا القدر من الظلم، بل يذهبون الى حد تهديد اللبنانيين بافلاس بلادهم من خلال التهديد المبطن أحيانا، والمعلن أحيانا اخرى، بحرمانهم من فرصة انعقاد مؤتمر "باريس 3" المخصص لتقديم مساعدات للبنان، تعوض الخسائر التي تكبدها في العدوان الاسرائيلي عليه في تموز. فهل من المنطقي ان يتحكم فريق، كائنا من كان، بقرار السلم والحرب؟ ومن ثم يعترف في العلن انه لو عرف مسبقا حجم الخسائر التي سيتكبدها الوطن لما كان أقدم على تنفيذ عملية أسر الجنديين. ويسعى بعد ذلك الى الاستفادة من حجم الخسائر والاضرار المادية الجسيمة التي لحقت مصالح الناس وبمالية الدولة، لكي يمارس التهديد والفرض عليهم.

وسأل ايضا: الا يخشى حزب الله وحلفاءه ان تضيق بيوت وشوارع وصدور الشرفاء والاحرار بهذا القدر الكبير من الظلم والقهر، فنقع عندها لا سمح الله، بالمحظور؟ وقال لهم: "ارحموا الناس، ارحموا بيروت، ارحموا لبنان".

 

حان الوقت ليخرج "حزب الله" من زواريب بيروت

علي حماده/النهار

وصل "حزب الله" الى مفترق طريق خطير.

هذا ما قلناه قبل اكثر من اسبوع، لان الحزب ما برح يرتكب الخطأ تلو الخطأ منذ ان اعتقد واهما في 8 آذار 2005 ان في إمكانه احلال هيمنته ووصايته على لبنان واللبنانيين مكان هيمنة النظام السوري ووصايته اللتين اخرجتهما انتفاضة الاستقلال. ولانه ظن ان السلاح، والحملات الدعائية في العالمين العربي والاسلامي، والاموال الايرانية التي لا تنقطع، من شأنها ان تسقط لبنان بأسره اسير سيطرة فئوية على غرار ما حصل في بيئة "حزب الله" لألف سبب وسبب، ولان قادته اصابتهم نشوة عامرة، شبّه لهم ان التهويل والتهديد والوعيد والتخوين واختلاق التهم وفبركة الروايات التي لا تدخل عقلا، فضلا عن استغلال الشارع الواقع تحت تأثير التحريض البدائي، من شأنها ان تدخل الرعب في قلوب بقية الفئات اللبنانية، ولا سيما البيئة الغالبة وهي استقلالية بامتياز.

أخطأ "حزب الله" وأخطأ أمينه العام السيد حسن نصرالله عندما توهما ان الصورة التي كانا يحظيان بها سابقا هي بمثابة "شيك" على بياض يمكنهما التصرف به كما يشاءان، واستخدامه في زواريب بيروت والمدن والقرى اللبنانية في سياق عملية وضع اليد المبرمجة على لبنان من غير ان تتضرر صورتهما او تصاب بخدوش. ويقيننا أنها اصيبت بأكثر من مجرد خدوش: لقد تحطمت تلك الصورة القديمة لـ"حزب الله"، وخصوصا في البيئات الاسلامية والعربية المتنوعة التي كانت حتى الامس القريب ترفع صور السيد حسن نصرالله كصلاح الدين الايوبي المعاصر. نعم انتهت تلك الصورة، وزالت، ويمكن قادة "حزب الله" وعمقهم الايراني ان يتلمسوا هذا الانهيار السريع والمتواصل لـ"مكانة" جرى بناؤها حجرا حجرا، سنة بعد سنة. كما جرى الاستثمار فيها بزخم قل نظيره في تاريخ المنطقة، حتى كادت المسألة ان تنطلي على مئات الملايين من العرب والمسلمين. ولكن لبنان التنوع والحرية والاستقلال المستهدف من "حزب النصر الالهي" انزل هذه الصورة من مخيلة كثيرين داخل لبنان وخارجه.

كنا في الشهور المنصرمة، ولا سيما في حرب تموز الكارثية، نواجه بالشتائم من المحيط الى الخليج، عندما نجرؤ على انتقاد مغامرة "حزب الله"، او حتى طرح بعض الاسئلة التي يشتمّ منها اننا لا نوافق هذا الحزب على خياراته. كانوا جزائريين ومغاربة وتونسيين، ومصريين وحتى سعوديين في عداد المدافعين عن السيد نصرالله وصحبه، منطلقين من حمية عربية واسلامية اصيلتين. اما اليوم، فلا يتوقف سيل الانتقادات في العالمين العربي والاسلامي في حق حزب يشاهدونه غارقا في تنفيذ أجندة ايرانية لم تعد تخفى على احد. والحق ان مشهد خطابات الامين العام للحزب الاخيرة ومضمونها الغريب، ونمط احتجاجات جمهوره في العاصمة اللبنانية التي تكاد ان تنسى ان هناك شيئا في الدنيا اسمه اسرائيل، او مزارع شبعا، كل ذلك امعن في تفكيك "عصمة" أريد ان تلصق بـ"حزب الله" وبرموزه الاساسيين. لقد صرنا نسمع كلاما كثيرا اقل ما يقال فيه انه يعكس خيبة واستهجانا كبيرين في اوساط شعبية ونخبوية عربية متنوعة كانت حتى الامس القريب اسيرة هالة قداسة اسبغتها ماكينة بروباغاندا متعددة "حزب الهية" وعربية، فتحررت منها اليوم.

حان الوقت لأن يعيد "حزب الله" التفكير مليا في أجندته وخياراته الداخلية في لبنان. حان الوقت لان يصبح حزبا لبنانيا صرفا. وحان الوقت لان يفيق قادته من وهم ان في إمكانهم ان يمتلكوا حياة اللبنانيين ومستقبلهم، وان يغيروا نظام قيمهم، ومعنى وطنهم من دون عواقب خطيرة.

حان الوقت لأن يخرج "حزب الله" من زواريب بيروت فيعيدها الى اهلها، قبل ان تذهب البقية الباقية من مكانة كانت له هنا ذات يوم.

 

صفير يتمنى أمام قضاة المحكمة الروحية المارونية أن تحمل السنة الجديدة الأمن والاستقرار والسلام

المستقبل - السبت 16 كانون الأول 2006 - بكركي ـ "المستقبل"

حض البطريرك الماروني نصر الله بطرس صفير "العائلات المسيحية على بذل جهد أكبر لتتمكن من المحافظة على القيَم المسيحية من قناعة وحشمة وخفر وتقوى حقيقية وممارسة دينية صادقة استجابة لداعٍ ضميري وليس للتظاهر واكتساب صيت تقوى"، متمنياً أن "تحمل السنة الجديدة ما نصبو اليه جميعاً في بلدنا من أمن واستقرار وسلام". استقبل صفير في بكركي أمس، قضاة المحكمة الروحية المارونية الابتدائية والاستئنافية في زيارتهم السنوية مع بدء العام القضائي لأخذ البركة، في حضور المطارنة رولان ابو جودة، منصور حبيقة، شكر الله حرب وبشارة الراعي.

وألقى الأب جورج قزي كلمة قال فيها: "إن تطبيق العدالة يتطلب دائماً الركون الى القانون الذي يفرض الواجبات ويضمن الحقوق. ولا تقوم عدالة من دون الارتكاز على الضمير".

أضاف: "المشكلة في أيامنا يا صاحب الغبطة، ويا للأسف الشديد، تكمن في أن الضمير أصبح ميتاً لدى أكثرية الناس في عصرنا هذا الملتوي، لأن المادة طغت على الروح بدل ان تسمو الروح دائماً على المادة، ولأن القاعدة أصبحت تعتبر شواذاً، وما هو شاذ حل محل القاعدة. هذه إحدى المشكلات التي تشهدها اليوم محكمتنا. وقد لجأ بعض المتقاضين الى طلب عدالة المحكمة بناء على أسباب ملفقة وغير واقعية طمعاً بحكم عادل وإن كان مستنداً الى أسباب غير صحيحة، ومثل هذا التصرف الذي يهدف الى غش المحكمة وخداعها لا يمكنه أن يريح ضمير صاحبه. غير أن هذا الأخير لا يطرح على نفسه أي سؤال حول قيمة خياراته الأدبية ويحمل المسؤولية للقاضي لأنه لم يستطع أن يكتشف غشه وخداعه".

وتابع: "إن كنيستنا المارونية في السنوات الأخيرة أنجزت عملاً ضخماً في عالمنا المعاصر وهو المجمع البطريركي الماروني الذي بتوجيهات غبطتكم وعمل الأساقفة الأجلاء وجهود الخبراء والاختصاصيين وصل الى موضع التنفيذ، ونحن آلينا على نفوسنا أن نبدأ بتطبيق ما يتعلق بنا وبمحاكمنا لكي يطال التجدد ليس أبناء الكنيسة المارونية فحسب بل مؤسساتها كذلك وفي طليعتها المحكمة التي اوليتموها يا صاحب الغبطة اهتمامكم الأول. ولطالما شجعتمونا على مساعدة الزوجين في محاولة مصالحتهما قبل البدء بأي عمل قانوني. والمصالحة كما سبق وقلتم في رسالتكم سنة 2002 ضرورية مع الله أولاً ومع الذات، ومع الناس ومع الدولة".

رد صفير

ورد صفير بكلمة قال فيها: "إننا نحييكم تحية التقدير، للعمل الذي تقومون به بمثابرة وإخلاص. وهو توزيع العدالة في الكنيسة المارونية. ونشكر مَن تكلم باسمكم، حضرة القاضي الخوري جورج قزي المحترم، الذي أشار الى ما في رسالتكم من صعوبة في هذه الأيام، وهي تحقيق العدالة في العائلة. وهي رسالة تفترض في مَن يقوم بها التشبع من القوانين الكنسية، والاطلاع الوافي على القضايا المطروحة، وسماع صوت الضمير في ما يقدم عليه من أحكام. وهذه أمور لا يمكنه أن يتمها على أحسن وجه إلا مَن رسخت في نفسه مخافة الله. وأشار المتكلم باسمكم، في ما أشار اليه، الى أن صوت الضمير أصبحت تخنقه المطامع المادية، والى أن هناك قيماً مسيحية في العائلة أصبحت مفقودة لدى بعض العائلات، وساد الخداع، وطغت المصلحة الخاصة، وتناقص الإعداد الوافي لاقتبال سر الزواج. وهو كسائر أسرار الكنيسة، لا بل ربما أكثر من باقي الأسرار، يقتضي له إعداد، وصلاة، واستعداد لتحمل مسؤولية كبيرة، هي مسؤولية شريك أو شريكة الحياة أحدهما تجاه الآخر، ومسؤولية كلا الزوجين تجاه البنين الذين هم ثمرة هذا الزواج. وقد عرفنا أن عدد الدعاوى الزوجية آخذ في الانحسار، وهذا أمر محمود ومشكور. وإن من أفضى الينا بهذا القول يعزوه الى الزواجات التي كانت قد عقدت في ظل الأحوال الأمنية المضطربة في السنوات الثلاثين الأخيرة، دونما تروٍّ وبسرعة قياسية، ومن دون أي استعداد كنسي، قد مضى زمنها بنعمة الله. ونحمده تعالى على أن أصحاب السيادة المطارنة وكهنة الرعايا قد تنبهوا لهذا الأمر ووجهوا اليه اهتمامهم، وانقاد الشبان والشابات لتوجيهات آبائهم بالروح، وتابعوا ما يلقى عليهم من نصائح ودروس وتوجيهات، قبل اقتبالهم هذا السر الذي دعاه بولس الرسول بالسر العظيم. وكان لهذا الإعداد نتيجته الملموسة".

أضاف: "غير أننا نعرف في الوقت نفسه، أننا، على الرغم من هذا التحسن الملحوظ العائد الى الاستعداد الواجب لقبول سر الزواج، لا نزال نجد مَن يعبثون بهذا السر، ويعملون ما بوسعهم للتخلص من قيوده، وبدلاً من اللجوء الى المحاكم المارونية، نراهم يتوجهون الى رؤساء مذاهب مسيحية أخرى وحتى غير مسيحية، فيجدون طرقاً ملتوية للتخلص من قيد تعهدهم الزواجي الكاثوليكي، ليطلّقوا لدى مذهب آخر، ويعقدوا زواجاً جديداً، غير آبهين لما يلزمهم به ضميرهم تجاه شريك أو شريكة حياتهم، وأولادهم من واجب ضميري. وهذا كله دليل الى تناقص الشعور الديني المسيحي، ورغبة جامحة في الانسياق وراء اهوائهم المنحرفة، ولو أشقوا أعز الناس اليهم، وهم أولادهم الذين تشدهم اليهم أقدس رابطة هي رابطة اللحم والدم، وهم مسؤولون عنهم أمام الله والناس".

ورأى "ان الأيام التي نعيشها، وما يحيط بها من ضيق معيشي، قد تساعد على تمزق العائلة، خصوصاً إذا قضت الظروف على الزواج بالابتعاد عن مسكنه الزوجي والسفر الى بلد بعيد ليجد عملاً يستطيع معه تأمين تكاليف الحياة العائلية، وهذا سبب آخر من أسباب دخول الظنون الى حرم العائلة المقدس. أجل إن الزواج المسيحي هو مقدس، يقول بولس الرسول. وليعرف كل منكم كيف يصون جسده بالقداسة والكرامة. وهذا ما شدد عليه المثلث الرحمة البابا يوحنا بولس الثاني في إحدى خطبه التي افتتح بها محكمة الروتا الرومانية فقال: أريد أن ألفت انتباهكم الى العلاقة الخاصة التي يوثقها زواج المعمدين بسر الله، وهي علاقة ترتدي كرامة سر في العهد الجديد النهائي في المسيح. والبعد الطبيعي والعلاقة مع الله ليسا وجهين متقابلين: على العكس من ذلك، إنهما مترابطان ترابطاً وثيقاً هو ترابط حقيقة الإنسان وحقيقة الله. وهذا موضوع عزيز على قلبي خصوصاً، يقول قداسته. وأعود اليه في هذا الإطار، لأن نظرة دخول الإنسان في شراكة مع الله، هي كثيرة الفائدة خصوصاً في هذه الأيام، وضرورة لنشاط القضاة، والمحامين، وجميع العاملين في القضاء الكنسي".

ولفت الى "أن هناك صيغاً متعددة للزواج يروّج لها الغرب وبعض البلدان التي ابتعدت عن كل ما يرتفع بها فوق الأرض، وهي بعيدة كل البعد عن الزواج المسيحي وقدسيته، ومنها اقتران المثل بالمثل، والاقتران لمدة محدودة، الى ما سوى ذلك مما لا يستأهل الذكر، أو هو يقبح ذكره".

وأشار الى أن "الحياة والتفكير المسيحي يجدان في هذه الحقيقة ينبوع نور لا ينضب. وفي الواقع، إن طابع الزواج المقدس، يشكل طريقاً خصيباً للدخول في سر العلاقات بين الطبيعة البشرية والنعمة. والواقع أن زواج البداية قد أصبح، في العهد الجديد، علامة نعمة المسيح وأداتها، وهو يظهر سمو كل ما يتعلق بكيان الشخص البشري، وخصوصاً بالعلاقات الطبيعية بحسب التمايز بين الرجل والمرأة والتكامل بينهما وما هو بشري وما هو إلهي يمتزجان امتزاجاً عجيباً".

وأوضح "ان هذه النظرة الى الحياة الزوجية وما لها من طابع قداسة واحترام، قد تبدلت لدى بعض المسيحيين، تحت تأثير المدنية الحديثة، وما تحمله من مظاهر إباحية. لعل الإطار الحياتي الذي نعيش فيه أصبح يتطلب من العائلات المسيحية جهداً أكبر لتتمكن من المحافظة على القيم المسيحية من قناعة، وحشمة، وخفر، وتقوى حقيقية، وممارسة دينية صادقة استجابة لداعٍ ضميري، وليس للتظاهر واكتساب صيت تقوى. وهذه التقوى تطلب من كل منا قبل أن تطلب من عامة المؤمنين تصرفاً يبعد كل البعد عن كل ما يلطخ سمعتنا الكهنوتية".

زوار

بعد ذلك، التقى صفير راعي ابرشية قبرص المارونية المطران بطرس الجميّل الذي قدم اليه عشية سفره الى قبرص نسخة عن كتاب صلاة المؤمن في طبعته الثانية، ثم رئيس "كاريتاس لبنان" الأب لويس سماحة يرافقه وفد من "كاريتاس فرنسا" أطلعه على أبرز البرامج التي تنفذها في منطقة الجنوب بالتعاون مع كاريتاس ـ لبنان.

رحمة

كما التقى رئيس "حزب التضامن" اميل رحمة الذي دعا الى "أخذ المسلمات وثوابت بكركي كما هي والسير بها معارضة وموالاة من أجل انقاذ الوطن. فليتفق الفريقان على أن نحمل هذه الثوابت كما وردت وألا نلعب بها، بل نفتح كوة عريضة في جدار الأزمة ونذهب الى حل".

واعتبر أن "الخيم الموجودة في ساحة رياض الصلح هي للاعتراض بعد استنفاد كل الحلول التي تتعلق بخطابنا السياسي. فخطابنا السياسي كمسيحيين لم يعرب يوماً عن ثوابت الديموقراطية التوافقية، والشراكة العادلة، فالشراكة بالأمس واليوم لم تكن عادلة وإن الأكثرية ليست أكثرية تستطيع أن تأتي الى حكومة بأكثر من الثلثين، إن الأقلية ليست مسحوقة والأكثرية ليست ساحقة، أما بخصوص النزول الى الشارع فلا أحد يريد النزول الى الشارع، والهدف منه الضغط مثلما استقال الرئيس (عمر) كرامي في حينها، وهم في حينها علمونا واليوم أردنا تقليدهم".

سئل ألم تتعلموا من خطة 14 آذار أن إسقاط رئيس الجمهورية في الشارع لا ينفع وتالياً فإن اسقاط الحكومة لا ينفع ايضاً؟، فأجاب: "أرفض هذا التشبيه الدائم ليس لأن رئيس الجمهورية ماروني، إن رئاسة الجمهورية تختلف، وكنت أتمنى لو صعدوا لإسقاطه".

أضاف: "ليس صحيحاً أن رئيس الجمهورية فاقد للشرعية، وقد لامسوا الدستور في التمديد ولم يكن يجب أن يحصل هذا التمديد. وضع رئيس الجمهورية اليوم مختلف تماماً عن وضع الحكومة المستقيل منها طائفة بأكملها، ولا تستطيع الحكومة أن تعود دستورية إلا بعد تعيين خمسة وزراء شيعة".

واستغرب وجود خيمة باسمه في وسط المعتصمين، قائلا: "سأزورها".

وأشار الى أن الترابط الوحيد بين الزيارات التي يقوم بها "هو الثوابت، ولا أحد يريد الشارع إنما الحل. أنا لست من هواة الشارع، والذي يريد الشارع يقول إن شاء الله لا تحل الأمور كي يبقى بالشارع، وأنا كنت أريد أن تحل الأمور منذ مطلع الشهر الراهن".

محفوض

واستقبل صفير أيضاً رئيس "حركة التغيير" ايلي محفوض يرافقه بسام آغا.

وقال محفوض بعد اللقاء: "تناولنا موضوع الساعة وهو الاعتصامات والتظاهرات التي عطلت الحياة الاقتصادية وأيضاً السياسية. إن حرب تموز دمرت وقتلت وأسقطت شهداء وقد تم التعويض بعدها على طائفة واحدة، فالسؤال مَن يعوض على اللبنانيين والمسيحيين المتضررين من هذه الحرب، فالأضرار ليست بدمار المنازل فحسب بل تعدت ذلك الى هجرة الأدمغة المسيحية وكذلك تعطيل أشغال المؤسسات المسيحية". واعتبر "ان حرب تموز لم تتوقف في شهر آب ولا أيلول، إنما هي مستمرة عبر هذا الاعتصام القائم، والفولكلور الجاري في وسط بيروت هو استكمال لما جرى في تموز".

ومن زوار البطريرك على التوالي: الوزير كرم كرم، رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن، وفد من أمناء "مؤسسة البطريرك صفير" ضم صاحب ومؤسس دار الهندسة "شاعر ومشاركوه" كمال الشاعر والوزير السابق ادمون رزق ورئيس "مؤسسة البطريرك صفير" الياس سعيد صفير، وقد استبقاهم البطريرك الى مائدة بكركي.

 

التقيّة وأزمة "حزب الله"

المستقبل - السبت 16 كانون الأول 2006 - مصطفى علّوش (*)

"النزول الى الشارع والتظاهر يحتاج لفتوى من الوليّ الفقيه"السيد حسن نصرالله (جريدة السفير 1997)

لا بد للمراقب الذي شاهد وسمع خطاب أمين عام "حزب الله" الأخير، أن يُلاحظ القدر العظيم من التوتر والعدائية التي طغت على لهجته وعلى محتوى حديثه الذي أعلن فيه البرنامج الانقلابي على الشرعية اللبنانية، منصباً نفسه آمراً ناهياً على شؤون البلاد والعباد، يعطي مواعيد لانتخابات ويُنصّب ويعزل ويصنّف الناس ويلقي التُهم ذات اليمين وذات اليسار، وهو المعصوم والمُلهم.

لا شك ان السيد حسن نصرالله يستشعر بالخطر الذي يحدق بالمشروع الأساسي الذي أنشئ من أجله حزبه انطلاقاً من بيانه التأسيسي الذي يربط تصرفات الحزب بولاية الفقيه.

لذلك فإن هذا التصعيد الأخير كان منطقياً ومنتظراً بناءً على الخلفيات العقائدية والتاريخية لـ"حزب الله".

في ما يلي محاولة لتحليل هذا الواقع المأزوم لـ"حزب الله".

العلاقة بالنظام السوري

على الرغم من الحلف الذي بُني خلال حياة الامام الخميني مع الرئيس حافظ الأسد، خلال الحرب العراقية الايرانية، فإن هذا الحلف لم تتم ترجمته بشكل كامل في العلاقة بين النظام السوري وبين حزب الله، خاصة خلال السنوات الأولى من عمر الحزب. لقد دعم النظام السوري وقتها حركة أمل، المنافس الطبيعي لحزب الله واستعملها لتنفيذ سياسته، في حين ان حزب الله العقائدي والمرتبط بشكل كامل مع ولاية الفقيه، لم يكن بأية حال اداة طيّعة في يد مخابرات هذا النظام. كما ان هذه العلاقة لم تخلو من صدامات دموية بين الطرفين (مجزرة ثكنة فتح الله)، وتحديات بعضها معلن وأخرى ظلّت في الخفاء.

ولكن هذه العلاقة بدأت تجد طريقها الثابت في بداية التسعينيات، بحيث مكّنت المخابرات السورية الحزب من بناء شبكة أمان معقدة داخل الجيش اللبناني وداخل مفاصل السلطة في لبنان ولكن دائماً من خلال وساطة المخابرات السورية، بحيث تصبح تحركات حزب الله مرصودة ومقيدة نسبياً، ولكن بشكل "أخوي".

خلال هذه الفترة، خاض الحزب تجاربه البرلمانية ولكنه رفض، او أقنع بالابتعاد عن مواقع السلطة التنفيذية والتخلي عن حصته فيها للشريك اللدود رئيس حركة أمل الرئيس نبيه برّي. ولكن المساهمة الأهم لسلطة الوصاية كانت في اقصاء عملي لكل القوى السياسية الأخرى عن المساهمة أو المشاركة في العمليات العسكرية ضد الاحتلال الاسرائيلي، خاصة بعد ان فقدت معظم القوى الأخرى قواعدها الشعبية داخل منطقة الجنوب.

المساهمة الثانية للنظام السوري كانت في فتح مجال حيوي غير محدود لأنشطة واتصالات وامدادات حزب الله العسكرية والمالية بحيث ان معظمها كان يمر عبر المطارات السورية، وينقل براً الى لبنان عبر المعابر الرسمية وعبر عشرات المعابر الغير رسمية. كما ان هذه الحدود كانت الممر الذي انتقل عبره الآلاف ممن توجهوا الى ايران للتدريب العسكري أو العقائدي.

والمساهمة الثالثة كانت في تسهيل تسرب البضائع والأسلحة والأموال من خلال المرافئ والمطار في لبنان والموجهة بشكل مباشر لحزب الله.

وهذا ما أسس الى نوع من زواج تقاطع مصالح بين "حزب الله" والنظام السوري. فعلى الرغم من المعاهدات والأحلاف المعقودة بين ايران وسوريا، فإن النظام السوري كان يعلم ان "حزب الله" هو امتداد للنظام الايراني بناء على مبدأ ولاية الفقيه، مما يعني ان ولاء هذا الحزب لن يكون في اي حال من الأحوال للنظام السوري.

ولكن هذا النظام كان يحتاج الى مجموعة قادرة على تولي مسألة تحريك الجبهة على الحدود مع اسرائيل بالنيابة عنها، حتى تتمكن من المساومة على هذه الورقة في التنافس الاقليمي.

وقد شكلت النجاحات العسكرية النسبية لحزب الله والتي توجت بالانسحاب الاسرائيلي سنة 2000، مجالاً رحباً للنظام السوري للدعاية لنفسه على حساب الآلاف من الشهداء اللبنانيين وعلى حساب الدمار الواسع التي كانت المواجهات قد تسببت به على مدى سنوات الصراع.

أما "حزب الله"، فعلى الرغم من الحذر والشك الدائم اللذين يعتريان قيادته من النظام السوري، وتوجس الحزب الدائم من احتمال قيام هذا النظام بصفقة ما على حساب ما سُمي بمواقف "الممانعة"، فإن شراكة "حزب الله" مع النظام السوري هي شراكة الضرورة، لحاجة الحزب الى مدى حيوي، وحدود مفتوحة للمد، خاصة لأن ايران بعيدة نسبياً، وهي النظام الوحيد الذي يمكن للحزب الركون بشكل كامل الى توجهاته.

تحديات ما بعد الانسحاب الاسرائيلي

شكل الانسحاب الاسرائيلي في أيار 2000 وضعاً جديداً، وضع مبدأ استمرار المقاومة المسلحة موضع جدل عميق، بعد ان كان موضوعها معصوماً عن المساءلة قبل سنة 2000. وقد وضع هذا الواقع النظام السوري في حرج كبير، فمن ناحية فقدت دمشق ورقة مهمة في مساوماتها المستمرة، ومن ناحية اخرى فالجولان ما زال محتلاً دون أن يتجرأ النظام السوري على الأخذ بالمثل اللبناني والمبادرة الى تحريك الجبهة العامة منذ 1974.

ولكن، مع ذلك، فقد شارك هذا النظام حزب الله في غنيمة الاحتفالات بالنصر، ولم يمانع حزب الله في هذه المشاركة حتى يستمر دعم هذا النظام ورعايته لخيار "المقاومة".

ولكن جدلاً حاداً، وان محدوداً، بدأ يظهر داخل أروقة السياسة في لبنان لناحية اسباب استمرار حزب الله في تفرّده بحمل السلاح، بعد أكثر من عشر سنوات من نزع سلاح جميع الميليشيات في لبنان. وقد جاء الجواب بسرعة من خلال بناء قضية مزارع شبعا المعروفة خاصة بعد حلحلة مسألة تبادل الأسرى مع اسرائيل. وبقيت هذه القضية المسوغ الأساسي لاستمرار انفراد "حزب الله" في حمل السلاح ولاستقلاله بشكل كامل عن سلطة الدولة ولبنائه مؤسسات ومصادر تمويل خارجة كلياً عن الرقابة القانونية. وقد أضيفت لاحقاً مسألة "النيات العدوانية" للعدو الصهيوني كاحتياطي في مواجهة احتمال حل مسألة مزارع شبعا بالطرق الديبلوماسية.

ولكن الجدل السياسي بقي محصوراً أو محاصراً في ظل الوجود الضاغط والرعاية التي وفّرها النظام الأمني اللبناني السوري المشترك لحزب الله.

القرار 1559 والتمديد

بعد بروز توجه سوري واضح للتمديد للرئيس اميل لحود على الرغم من اعتراض معظم القوى اللبنانية، صدر القرار 1559، والمستمد بشكل عام من روحية اتفاق الطائف الذي اصبح أساس الدستور اللبناني. وقد ركز القرار على نزع سلاح الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية وطالب القوات السورية بأن تغادر الاراضي اللبنانية.

وقد استشعر "حزب الله" بأن هذا القرار موجّه بشكل مباشر للمشروع الذي وضع نفسه في خط المواجهة لاتمامه، والذي يرتكز على ابقاء جبهة المواجهة مفتوحة في لبنان، واستمراره بحمل السلاح بانتظار "المعركة التاريخية الكبرى".

وقد استدعى صدور هذا القرار مبادرات دفاعية من قبل "حزب الله" تمثلت بتصليب تحالفه مع ما سمي بالنظام الامني السوري ـ اللبناني بشكل اكبر سياسياً وامنياً.

ما بعد 14 شباط 2005

لقد شكل اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، واتهام النظام الامني، حليف حزب الله، حرجاً كبيراً لهذا الحزب من الناحية السياسية على المستويين المحلي والدولي. وقد كان اهم النتائج المباشرة لهذه الجريمة الدعوة الى خروج القوات السورية والتي استدعت قيادة حزب الله لتحرك 8 آذار في محاولة لإلغاء مفاعيل القرار الدولي بسحب هذه القوات. ولكن رد 14 آذار كان مدوياً لدرجة احبطت هذه المحاولة وادت عملياً الى خروج الراعي السوري وبروز واقع سياسي جديد تمثل في نتائج الانتخابات النيابية الاخيرة والاصطفافات السياسية التي تلتها مما وضع "حزب الله" امام تحدّ جديد.

لقد كان النظام الامني عملياً عين "حزب الله" في السلطة في زمن الوصاية، ولكن بعد انهيار هذا النظام، وبروز اكثرية جديدة في البلاد لها توجهات وطنية مخالفة لتوجهات الحزب، قرر "حزب الله" الدخول الى السلطة من خلال الحكومة التي تشكلت على اثر الانتخابات النيابية الاخيرة وذلك لأول مرة في تاريخه. وربما كان الهدف من ذلك هو التعويض عن اختلال الموازين التي كانت سائدة سابقاً.

ولكن هذا الواقع كان شديد الهشاشة، فسرعان ما تبين ان حجم الخلاف السياسي بين قوى "14 آذار" و"حزب الله" كبير لدرجة التصادم، وهذا ما دفع الحزب الى توسيع مروحة تحالفاته الى المعارضة المتمثلة بالتيار العوني، والى حلفاء النظام السوري الذين همشتهم تداعيات ما بعد 14 آذار 2005.

وقد تمكن من خلال هذه التحالفات ان يمارس دوراً مزدوجاً في السلطة وخارجها، وشكل بهذا المنهاج غطاء سياسياً واقليمياً وربما مالياً لقوى المعارضة في لبنان.

لقد شكل هذا الوضع غطاء لحلف اقليمي يشمل كما هو معروف سوريا وايران، مع غلبة واضحة للقرار الايراني لاسباب موضوعية متعددة.

لذلك، فان "حزب الله" عملياً لم يلتزم بشكل كامل برغبات النظام السوري بالمواجهة الكاملة مع قوى "14 آذار" وبقي يمارس نوعاً من التقية، بنصائح ايرانية، حتى لا تؤدي هذه المواجهة، ان حصلت، الى تعطيل ورقة ساحة لبنان التي يحاول النظام الايراني التفرّد بامساكها لدعم طموحاتها الايديولوجية والسياسية.

حرب الوعد الصادق

الخيارات الصعبة

دخل حزب الله حلقة الحوار الوطنية التي تم التفاهم فيها على بنود لا ترضي النظام السوري ومن ضمنها مسألة المحكمة الدولية والقضايا الحدودية والديبلوماسية المختلفة، بالاضافة الى معالجة مسألة السلاح الفلسطيني خارج المخيمات. وبقيت معضلة سلاح المقاومة، او الاستراتيجية الدفاعية، والتي كانت عملياً متوجهة الى نقاش جدّي وصريح ضمن حلقة الحوار. لقد كان اللبنانيون في ذلك الوقت مطمئنين الى هدوء سياسي نسبي رافقته وعود بنمو اقتصادي مهم بدأت تباشيره في النصف الاول من سنة 2006. في ظل كل ذلك حصلت حرب تموز وآب التي انطلقت اثر عملية "الوعد الصادق" التي نفذها "حزب الله" عبر الخط الازرق. ولن ندخل هنا في نقاش اصبح مردداً حول اسباب تحول عملية، خطط لها لأن تكون محدودة، الى حرب مدمرة، ولكن النتائج السياسية والعسكرية لهذه الحرب ادت الى تغيير جذري في قواعد اللعبة في لبنان، وربما في المنطقة، وهذا الواقع وضع "حزب الله" امام خيارات صعبة وحساسة.

النتائج المباشرة للحرب

1 ـ نجاح واضح لمقاتلي "حزب الله" في المواجهات الارضية من خلال درايتهم العميقة لطبيعة الارض، ولعلو مستوى تدريبهم وتحضيرهم العقائدي والنفسي.

2 ـ تأييد عربي شعبي لـ"حزب الله" جعل من امينه العام الشخصية الشعبية الاولى.

3 ـ حصيلة ثقيلة في الخسائر على المستوى اللبناني تمثلت في 1500 شهيد وعدة آلاف من الجرحى والمعوقين بالإضافة إلى خسارة فادحة في الممتلكات العامة والخاصة أدت إلى نزوح لا سابق له وإلى بقاء عشرات الألوف من العائلات دون مأوى حتى بعد عودتهم إلى مناطقهم. كما أن الحرب أدت إلى اغتيال للفرص الاقتصادية المتاحة أمام لبنان من خلال الخسائر المباشرة والغير مباشرة.

4 ـ تركزت الخسائر المباشرة للحرب، بشكل كبير بين جمهور "حزب الله".

5 ـ سقوط نظريتي استقلال المقاومة عن الدولة وتوازن الرعب اللتين سوّق لهما "حزب الله" لفشلهما في حماية وتحييد اللبنانيين وبناهم التحتية عن تداعيات المقاومة.

6 ـ القرار 1701 والذي أدى إلى انتشار الجيش اللبناني في منطقة عمليات "حزب الله" معززاً بأعداد غير مسبوقة من القوات الأوروبية مما قد يؤدي عملياً إلى الحد من حرية الحزب في المبادرات العسكرية.

7 ـ دمار كبير لحق بالمؤسسات التابعة للحزب والتي هي الداعم الأساسي لوجوده ضمن جمهوره، ومصدر تمويل كبير لأنشطته.

8 ـ وقوع الحدود البحرية كلياً والبرية بشكل واسع تحت الرقابة الدولية.

9 ـ دعم متجدّد من المجتمع الدولي للحكومة اللبنانية على مختلف المستويات.

10 ـ بداية حراك دولي لحلحلة قضايا المنطقة وإخراجها من أيدي التجاذبات الإقليمية.

11 ـ تحرك دولي للتضييق المستمر على "حزب الله" لتجفيف مصادر إمداده وبالأخص المدى الحيوي السوري ومصادر التحويل العالمية المتعددة الأوجه.

المأزق وازدياد العدائية

لقد شكلت الحرب الأخيرة وتداعياتها ونتائجها مدخلاً لتغيير جذري في الخطاب والسلوك السياسيين لحزب الله. وقد جاء التحول على خلفية أزمة وجودية يعيشها هذا الحزب وصلت إلى مستوى الخوف على المشروع الأساسي الذي وجد من أجله والمرتبط بمسألة ولاية الفقيه.

وهو إن مارس نوعاً من التقية في تعامله مع الواقع اللبناني الداخلي من خلال الإصرار على أن قوته ليست لتغيير المعادلة اللبنانية، ولكن نتائج الحرب على قاعدته وابتعاد الحزب عن الجبهة، واقتراب موعد المحكمة الدولية والتي تستهدف بشكل مباشر مداه الحيوي في سوريا (النظام السوري)، بالإضافة إلى العديد من الأسئلة المطروحة التي أدت عملياً إلى انحسار جزئي لهالة القداسة عن الحزب، دفعت الحزب بالنتيجة إلى نقل المعركة إلى الداخل من خلال طرح التغيير الحكومي واتهام الأكثرية النيابية "بالخيانة العظمى" وسعيه إلى القبض بشكل كامل على مفاصل الدولة والاهم هو طمأنة النظام السوري على مستقبله من خلال تأخير إنشاء المحكمة الدولية. فإن هذا النظام الذي لم يتوقف عن السعي لإنجاز صفقة مع المجتمع الدولي على حساب "حزب الله" قد تجنبه جزئياً تداعيات المحكمة الدولية، لا يزال يعول على حلفائه في لبنان لتأخير أو إلغاء هذه المحكمة بأية طريقة ممكنة. وعكس ذلك بالنسبة لحزب الله سوف يؤدي إلى خسارة مداه الحيوي ـ النظام السوري الحالي ـ وبالنتيجة إلى انحسار دوره الثوري وحصره بالعمل السياسي.

الانكفاء إلى داخل الطائفة

على الرغم من السمعة الشعبية المميزة التي كسبها "حزب الله" خارج نطاقه الطائفي وخارج حدود لبنان، فإن المفارقة أتت في تركيزه مؤخراً على استخدام تعابير مثل "جمهور حزب الله" للتعبير الملطف عن الطائفة الشيعية، وهذا ما لم يكن شائعاً قبل حرب "الوعد الصادق". كما أن التركيز على زمن الحرمان في الجنوب والبقاع والهرمل والضاحية الجنوبية عاد ليحتل صدارة الحوارات السياسية لمسؤولي الحزب. وقد أتى ذلك على خلفية استشعاره بالحاجة إلى التمترس داخل الطائفة من خلال ربط مستقبل ورفاه هذه الطائفة بمشروع الحزب وضمان استمراره من خلال الأفضلية التي يمنحها له تفرده بحمل السلاح. مع العلم أن وجود "حزب الله" قد أمّن من خلال المؤسسات الرديفة فوائد وقيماً مادية مضافة شكلت سنداً كبيراً لهذا "الجمهور"، مما يعني أن فقدان مشروع الحزب اندفاعه سيؤدي عملياً إلى خسارة هذه القيم المضافة.

الهجوم على السلطة

لقد بنى "حزب الله" جزءاً من أسطورته في توجهه الثابت لمواجهة إسرائيل، والزهد بمسألة السلطة، والابتعاد عن الانغماس في التناحرات التقليدية اللبنانية.

ولكن، بعد الحرب الأخيرة، أضاف أمينه العام بنداً شرطياً جديداً على لائحة الشروط المؤسسة لتخلي "حزب الله" عن سلاحه من خلال قوله "إننا لن نسلم سلاحنا إلا للدولة القوية العادلة". يعني أنه حتى إذا حُلّت كل البنود الاخرى المتعلقة بالصراع مع إسرائيل، فإن الحزب سوف يستعمل موضوع سلاحه في تغيير المعادلة الداخلية من خلال فرض رؤيته الخاصة "للدولة القوية العادلة". ولا شك أن هذا الشرط قد أضيف في عملية استباقية لاحتمال انتهاء الجهود الديبلوماسية للحكومة إلى تحقيق الشروط السابقة التي وضعت لمسألة السلاح الخارج عن شرعية الدولة.

أما المفارقة الاخرى، فهي رغبته "بحصّة" أكبر في الحكم من خلال المطالبة العنيفة بحكومة اتحاد وطني. وهذا السعي يعكس أزمة احتمال شح الموارد الخارجية ودمار المؤسسات في الداخل، مما يعني الحاجة إلى تغطية النقص من خلال الاستيلاء على مقدرات الدولة، والتصرف بالمساعدات المنتظرة حسب هواه. كل هذا بالإضافة إلى البنود السياسية الأخرى المرتبطة بالتغيير الحكومي ومن ضمنها تعطيل تنفيذ القرار 1701 ووضع مسألة إنشاء المحكمة الدولية تحت سيطرته، وبالأخص السيطرة على انتخابات رئيس الجمهورية القادم.

الخلاصة

"حزب الله" اكتسب شهرته من خلال مروحة من المعطيات المتعددة الأوجه، منها الدينية ومنها الاجتماعية ومنها الوطنية ومنها القومية، ولكنه مثل جميع القوى التي تنطلق من ايديولوجية ثابتة، والأهم مقدسة، تجد أزمتها في صلب العقيدة المؤسسة لوجودها، خاصة في حال أدت الظروف الموضوعية إلى إعاقة، أو حتى إفشال إمكانية الوصول إلى هدفها "اليوتوبي".

والأمثلة في التاريخ متعددة على هذه التجربة التي تتكرر بشكل مأسوي حيث "الغاية السامية" تبرر أبشع الوسائل في سبيل بلوغها.

(*) نائب لبناني

 

تنتقد "أخطاء" 14 آذار ولا توافق عون"نحو الحرية" حركة شابة مستقلة بكركي منارتها وتدعو الى قبول الآخر

كتب بيار عطاالله:النهار

"نعيش معا كإخوة او نهلك معا كأغبياء" لافتة رفعت في شكل بارز عند جسور عديدة وتقاطعات طرق ومؤسسات وكنائس، واستقطبت انتباه العابرين، مع عشرات اللافتات الاخرى التي تحض على الوحدة والابتعاد عن العنف والاعتراف بالاخر والاتعاظ بتجارب الماضي، وحملت جميعا توقيع "نحو الحرية".

الاسم يوحي انها احدى هيئات المجتمع المدني او الجمعيات الخيرية العاملة من اجل حقوق الانسان والسلم الاهلي، وفي ابسط الاحوال انها مجرد اسم وهمي. لكن "نحو الحرية" تنظيم او حركة سياسية ناشئة تنشط انطلاقا من مبدأ "اننا نرفض ان نكون من حراس الماضي البغيض بل من صناع المستقبل".

يقدم مؤسسو الحركة انفسهم على انهم اول من تجاوبوا مع "ثورة الارز" وبادروا الى المشاركة في "مخيم الحرية" في ساحة الشهداء، انطلاقا من التزامهم عناوين الحرية والسيادة والاستقلال. ويذكّرون بأنهم رفضوا ازالة خيمهم بعدما رحل الجميع معتبرين ان اهداف المخيم لم تتحقق بعد، وفي مقدمها: وضع قانون انتخابات يضمن صحة التمثيل بواسطة الدائرة الصغيرة، الافراج عن المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية والكشف عن مصيرهم، عودة العماد ميشال عون وتحرير الدكتور سمير جعجع. ونقلا عن ناشطي الحركة كان الاتفاق على الاستمرار في الاعتصام حتى تحقيق المطالب، خصوصا مع "التيار العوني"، لكن عودة العماد عون ادت الى انسحاب انصاره على حين غرة في حين استمر مناصرو "نحو الحرية" منفردين الى حين اطلاق الدكتور جعجع. قيل انذاك ان المعتصمين هم من "القوات" وهي صفة لا يرفضها ناشطو "نحو الحرية" الذين يفصلون بين انتماء معظمهم السابق والفاعل في "القوات اللبنانية" وخياراتهم الجديدة، التي يعتبرون انها تعمدت ورسخت بفعل ما تعرضوا له من اعتقالات ومطاردات واعمال قمع على ايدي النظام الامني السوري - اللبناني المشترك خلال اعوام الهيمنة السورية الطويلة والتي بلغت حد منعهم من إحياء القداس السنوي لـ "شهداء المقاومة المسيحية" في كنيسة سيدة ايليج في جرود جبيل.

وفي رأي احد المسؤولين في "نحو الحرية" ان احدا لم يتعظ من تجارب الماضي الاسود في لبنان وخصوصا لدى المسيحيين، وقال: "هل يعقل بعد كل ما تعرضت له هذه المجموعة من تعذيب وقمع وحشي خلال 15 عاما ان ينتهي بها الامر الى هذه الدرجة من الاحتقان السياسي الذي يجد ترجمته في اعمال عنف وصدامات في الاحياء والجامعات". واضاف، "لا نقف بجانب اي فريق ولا نعطي اي طرف صك براءة، لكننا لا نريد قليعات جديدة ولا حربا اهلية بين الاخوة وندعو الجميع الى العودة الى ضميرهم وان يبتعدوا في خلافاتهم ومناحراتهم عن كل اطر العنف وسفك الدماء، وما جرى من صراع قديما يجب الا يتكرر ابدا وايا تكن الاسباب".

ويصر الرجل الذي خبر ويلات الحروب جيدا وتمرس في القتال وتعرض لقمع شديد تمثّل باعتقاله مع رفاق له عشرات المرات، على ان تفكك المسيحيين وشرذمتهم مرتبطان بابتعادهم عن قيادة الصرح البطريركي في بكركي، لأنها صمام الامان للشعب اللبناني. وهو يدعو المتنافسين اليوم الى العودة بالذكرى الى "ايام البطش السوري، عندما كنا نذهب الى بكركي للبكاء ورفع الشكوى وكان سيدها يحمي الجميع بعباءته بعيدا عن المصالح الضيقة والفئوية". وهو يصر على "ان رؤيا البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير انقذت لبنان سابقا من الكثير من المحن ومنها تصديه لمحاولة اسقاط رئيس الجمهورية اميل لحود في الشارع للحؤول دون سفك الدم وترك المجال للحلول السياسية، فكيف يريدون منه ان يدعم اسقاط رئيس الحكومة في الشارع؟".

ويصر ناشطو "نحو الحرية" على مواقف مبدئية يرون ان حركة 14 آذار كان يجب ان تلتزمها من اجل بناء لبنان على اسس متينة، ويعتبرون ان هذه الحركة فرّطت بآمال شعب "ثورة الارز" واغرقت اماني اللبنانيين في مصالح فئوية ضيقة لحسابات شخصية ومذهبية. ويوضحون ان سلسلة الاخطاء الاستراتيجية المميتة بدأت مع موافقة "قوى 14 اذار" على "قانون غازي كنعان"، اضافة الى "التحالف الرباعي" وانتخاب رئيس حركة "امل" نبيه بري رئيسا لمجلس النواب وانتهاء بادخال "حزب الله" الحكومة وتغطية سلاحه شرعياً، فضلاً عن عدم اعادة النظر في كل النتائج التي ترتبت على الهيمنة السورية على لبنان.

لكن مآخذهم على " قوى 14 اذار" لا يعني انهم يعتبرون مسار "التيار الوطني الحر" افضل، ففي رأيهم ان "ما يقوم به النائب العماد ميشال عون يناقض كل المبادئ والقيم التي ناضل من اجلها في السيادة والحرية والاستقلال وخصوصا في مناصرته "حزب الله" والذوبان في حركته الى درجة التبعية السياسية".

نشط اعضاء كثر في الحركة سرا خلال سني الهيمنة السورية الطويلة واستمروا كذلك الى فترة قريبة جدا، لكن "تأزم" الامور واندفاع القوى الرئيسية، في البيئة المسيحية خصوصاً، في الخلافات، حفز "نحو الحرية" الى العمل علنا فرفعت بداية 20 لافتة تحض على المحبة والاعتراف بالاخر، وأتبعتها بـ 70 لافتة اخرى للغرض نفسه، وعندما اشتدت حمى الفتن والخلافات طبعت 60 الف نسخة من بيان عنوانه "احبوا بعضكم بعضا كما انا احببتكم" يدعو الى تعلم العيش معا، ويرجو "الزعماء والفاعليات والمحازبين المسيحيين الا تتحول خلافاتهم السياسية مشاريع عداوة واقتتال بين الاخوة (...)". واذا كانت شعبية الحركات السياسية ورواج افكارها تقاس بعدد حشودها، فقد نجحت الحركة في نشر المئات من اعضائها على امتداد المناطق لتوزيع بيانها السياسي الاول الذي كان اعلان حرب على الحرب. وكانت المفاجأة ان عددا من الجامعات وكثيرا من المدارس طلب من ناشطي الحركة نسخا عن البيان لتوزيعها على الطلاب للحد من "فورة دمائهم واقناعهم بالاعتراف بالاخر والتحاور

 

المفتي الرفاعي: الحكيم ينظر الى مآلات الأمور لا الى بداياتها ونناشد ان يعود الجميع الى رشدهم وان يسحبوا الأمر من الشارع

وطنية - 16/12/2006 (سياسة) أقام رجل الأعمال علي طليس، حفلا تكريميا على شرف مفتي عكار القاضي الشيخ أسامة الرفاعي، في مطعم الشاطىء الفضي في مدينة الميناء، في حضور أحمد الصفدي ممثلا وزير الأشغال العامة والنقل محمد الصفدي، غازي فتفت ممثلا وزير الشباب والرياضة أحمد فتفت، النواب: سمير الجسر، هاشم علم الدين، مصطفى هاشم، قاسم عبد العزيز، هادي حبيش، محمود المراد، بدر ونوس وممثلين عن النائبين عبد الله حنا ورياض رحال، قائد سرية درك طرابلس العميد بسام الايوبي ممثلا المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي، رئيس بلدية طرابلس رشيد جمالي، رئيس اتحاد بلديات المنية مصطفى عقل، المدير الاقليمي لمديرية أمن الدولة في الشمال العقيد طارق عويدات، ورؤساء بلديات ومخاتير ورجال دين وفاعليات سياسية واجتماعية. بعد تقديم من الزميل وسام صيادي، ألقى طليس كلمة حيا فيها رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة الذي وصفه ب"أيوب هذا العصر", مشيدا بإدارته "الواعية والصابرة والحكيمة التي يدير بها البلاد دون أن يعمل على إيقاظ الفتنة الطائفية"، وطالب برحيل من أسماه "والي ريف بعبدا وعهده المشؤوم المليء بالدم والنار والخوف"، وقال: "ان مقر رئاسة الحكومة أكبر من أن يناله أحد، والسراي الحكومي ليست مكسر عصا.

وان الاقتراب الانقلابي نحوها يؤسس لفتنة نعلم أين تبدأ ولا نعلم أين وكيف تنتهي". المفتي الرفاعي ثم ألقى المفتي الرفاعي كلمة قال فيها: "ان تشابك المعلومات مع الأحداث يجعل فرزها صعبا، أو ترتيب أولوياتها، لكنني سأحاول أن أضع باختصار صورة يمكن أن تقال أو أن ترسم في هذه الساعة. التكريم في العادة يكون لفعل قام به الانسان تميزا به عن غيره. ولا أزعم أبدا أنني قد فعلت فعلا يمكن أن يتميز به هذا الانسان عن الغير إلا أن أكون صادقا في خدمة ديني ووطني وإخواني". أضاف: "نحن في خضم هذا التكريم، نتذكر الأحداث التي تحيط بنا من كل جانب، ونتساءل كيف يمكن أن نتفاعل مع حدث نعتبره حدثا مهما في تحميله المسؤولية وفي عقد الآمال عليه، محاسبة، سواء كانت سلبية أو ايجابية.

لذلك يرى الانسان نفسه بعيدا إلا إذا أعانه الله وقواه، وأمده واخوانه بصادق النصح والتشاور والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، أو التف حوله الصادقون، ففتحوا قلوبهم وعقولهم، فإن الحق مهما كان عظيما إن لم يكن له رجال يحمونه ويحملونه ويزودون عنه، فلربما ضيق عليه، ولكن في الحالتين قد يمرض الحق لكنه لا يموت". وتابع: "أمام أحداثنا الأليمة التي تحيط بنا من كل جانب، حتى ذهل الانسان عن بعض عمله، أو متابعة أولاده، لأنه يرى أن هذا الحدث إذا كانت نتائجه ايجابية فالايجابية لكل الوطن، ولكل العالم، لأن لبنان هو محور العالم في التحرك، وهو أقرب ما يكون الى مركزية انطلاق في قضية العالم كله وهي فلسطين. أما إذا كانت سلبية، فنخشى أن نضطر الى أن نخرج من هدأة بيوتنا، وبالتوازن لباسنا، ومن هدوء تصرفاتنا، الى موقع يرى الانسان نفسه مجبورا عليه، ولكن إذا كان لا بد من الموت فمن العار أن تموت جبانا".

وقال:"نتحدث ونحن الحريصون الخائفون على الوطن، ونحن الذين ننظر بعين الشريعة الى انها دعت الى تحقيق مقاصدها العليا في حفظ الدين والنفس والعقل والمال والعرض ووضعت أسبابا لحماية هذه المقاصد الكلية العليا، ووضعت أيضا حدودا وعقوبات تجعل الانسان الذي يريد التجرؤ على انتهاكها أو على تقليل معناها، أو الانتقاص من هيبتها، أن تجعل من العقوبات رادعة له، فإنه كما يكافأ المحسن يعاقب المسيء".

وأضاف: "ينظر الانسان فيرى هذا الجمع الذي يتستر بإسم الحرية والديمقراطية ليقتل حرية ارادتها الشعوب، وليعتدي على ديموقراطية اختارتها الشعوب. وليرى أن هذا الحصار الذي يضرب على رمزية معينة تمت الينا بكل الصلة، وتجعل قلوبنا معلقة بذاك المكان، وبشخص الرجل القائم على مهام هذه الحكومة، تجعل قلوبنا معلقة بمصير ما ستؤول اليه الأمور، إما خيرا، إما شرا. والعجب أن تكون الأيام أيام حرمة، وأن نكون في أشهر محرمة جعلها الله عز وجل حراما. ففي هذه الأشهر يشتد معنى التحريم في قتل النفس، والاساءة الى الغير، ويشد الناس رحالهم الى بيت الله العتيق ليضربوا خيامهم حول الكعبة المعظمة، وفي منى وعرفات ومزدلفة، ثم ليعودوا مسلمين على صاحب الخلق العظيم، سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم".

وتابع: "نتذكر مع هذا الحصار وجوب الوقوف الى جانب الحق، ولسنا بحاجة الى من يعلمنا كيف يكون الحق، ولسنا قاصرين من أجل أن يقف ولي جبري أو وصي منصوب مختار أو غير مختار، ليعلمنا كيف تكون معاملة القاصر أو غير القاصر، ومن يعطي شهادة إثبات رشد أو وطنية عروبة أو حرص على هذا الوطن، فنحن فوق كل ذلك بلغنا الرشد والأشد، فمن رام تقويمنا فإننا مقومون، ومن رام تعويجنا فإننا مؤججون". وأردف: "أتذكر مع هذا الحصار كيف حاصر السلف من غير أهل الطريقة السوية الخليفة الحق عثمان بن عفان ورفعوا شعار الاصلاح وطي ملفات الفساد واتهموه بأنه قرب أناسا لا يستحقون أن يكونوا مقربين، وفعلوا معه ما فعلوا، وهو الامام الحق، ليقول له القائل: "يا عثمان ان قمصك الله قميصا فأرادوك على خلعه فلا تخلعه".

والسر في ذلك حتى لا يكون خلع قميص الخلافة وقميص الولاية المسؤولية سنة بعد ذلك يتلاعب الرعاع بالخليفة ساعة يشاؤون، وإنما مطالب بالثبات على الحق فإن للبيت رب يحميه. ولذلك بقي ثابتا، وسجل لنا التاريخ ان هذا الثابت دون تاريخه بأحرف من نور، أما الذين خرجوا عليه فقد طواهم التاريخ بأن ذكرهم بكل أوصاف القبح والاساءة لأن الانسان هو يكتب تاريخه بنفسه". وقال: "عجيب أن يكون هذا الحليم الذي يرعى هذا السراي الذي يصبر، والذي يتسع صدره لكل مناقشة، أن يكون في موقعه، يظن به أنه يضعف إذا سمع نقيقا من هنا وهناك، أو ضجيجا من هنا وهناك، أو رأى أرتالا من هنا وهناك، هي جموع، ولكن كل جمع مؤنث". أضاف: "نطالب رئيس حكومتنا أن يكون ثابتا، وصامدا ومتمسكا، لا في حقه فقط، فهو مؤتمن على الطائفة كلها، ومؤتمن على الوطن كله، لا نرضى أن يكون إسقاط الحكومة سنة في الشوارع، فإن الشرائع تمنع ذلك.

وإننا كما ندعو الى منع ذلك، نؤكد على وجوب الحوار، وعلى مد الأيدي للمصافحة وللمعانقة، ونرى حرمة دماء اللبنانيين جميعا، وحرمة أموالهم، وأغراضهم، فما الفرق بين ما فعلته اسرائيل في هدم بنيتنا وتهديد أمننا، وقتل شبابنا ونسائنا وأطفالنا، وإفلاس دولتنا، وتراكم الديون علينا، ما الفرق بين هذه الصورة وبين من يخيف الآمنين ويزرع الرعب في قلوب الآمنين، ويؤسس لفتنة لا يعلم نهايتها إلا الله، ويمنع الناس من أرزاقهم، ومن تنقلاتهم، ويقطع عليهم السبيل والطريق، والاسلام حرم إخافة المسلم، وإخافة الآمن، فالمسلم من سلم الناس من لسانه ويده، والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه ورسوله. فما الفرق بين هذه النتيجة وتلك النتيجة، وما السر في هذه الكميات من ضخ المعلومات الكاذبة التي تحرض على القتل وعلى الاستبداد وعلى إهدار الدماء.

وما هذا الاتهام بالخيانة، وانها حكومة القتلة، وما هذا التجييش في الشارع، وهل اذا بدأت شرارة أولى على صغرها يمكن أن يخمد الحريق بعد ذلك؟". وتابع: "ان الحكيم هو الذي ينظر الى مآلات الأمور ولا ينظر الى بداياتها. ينظر الى ما ينتج عنها، لا ينظر الى مطالبها الآنية. ان الحكيم والعاقل والراشد والحر والذي لم يعد عليه وصي، ولا يستقي معلوماته من هنا ولا من هناك، هو الذي ينظر الى أن جلب المصلحة وان كانت ضرورة شرعية، فإن درء المفسدة مقدم عليها، وان تدافع المفاسد يمكن أن يرتكب معها الأخف لدفع الأعلى والأعظم والأعم". وقال: "طوى التاريخ أحداثا قديمة وبقي من بقي على الحق, ونحن نقول أن صالحينا على الحق, وأن أولئك على الباطل, ولن نقول إلا ما قاله السابقون, انهم إخواننا بغوا علينا, وبقي الإمام عثمان والإمام علي, في وصفهم لهم إنهم الخوارج والبغاة, وأنهم الذين قصدهم الحديث الشريف "إنما تقاتلهم أولى الجهتين بالحق".

وأضاف: "إننا نناشد أن يعود الجميع الى رشدهم وأن يسحبوا الأمر من الشارع, وأن لا يجعلوه بأيدي الرعاع أو المتحمسين, وأن يوضع الشيء في نصابه الدستوري, وأن يكون في المؤسسات الرسمية التي تعالج القضايا بحكمة, أما أن نهيج الشارع وأن نبذر بذرة الفتن هنا وهناك, وأن نبث المعلومات الخاطئة. عندما تسمى الحكومة أنها حكومة قتلة أو حكومة السفير الأميركي, أو هي حكومة الخونة, أو أنها تآمرت على المقاومة أو أنها أرادت كذا وكذا, إنها فتوى شرعية لهؤلاء الشباب المتحمسين, بأن يدمر وأن يتحرك كالحطمة من أجل أن يأخذ كل شيء في طريقه". وتابع: "يقولون أن الحكومة خط أحمر, نرجو أن لا تصبح خطا برتقاليا في يوم من الأيام. يقولون هي خط أحمر نقول لهم نعم, وبكل هدوء, ولكنه هدوء أكيد المفعول, هي خط أحمر لحماية دماء اللبنانيين, وكي لا تنطلق الفتنة من عقالها, وحتى لا يصبح هناك اقتتال داخلي, ولكل من في رأسه ذرة عقل لينزع فتيل الفتنة, وخط أحمر لأن من طبيعة النار في بدايتها أن تكون حمراء, ثم ترقى لتصبح بيضاء وسوداء, فمن أرادنا بخير أردناه, ومن أرادنا بسوء فلا يلومن إلا نفسه".

وقال: "كما أننا لا نهدد الغير, كذلك لا نقبل أن يهددنا الغير, كما يطالبنا الغير بالتغيير, نطالبه بالحكمة والعودة الى المؤسسات, وكما يفتح الغير سجلات, فكل الناس لديهم سجلات, الخاسر الوحيد هو الوطن والمواطن ومستقبلنا وشبابنا وأولادنا, وهذا البلد ينظر إليه الناس بنظرة حسد أو ربما نظروا إليه بطريقة الغدر والخيانة, ليكون جزءا متكاملا مع جبهة صمود ورفض صدأت أسلحتها وأغلقت جبهاتها". وختم بالقول: "من هنا نقول لكل الشرفاء: العقل العقل, الهدوء الهدوء, الحكمة الحكمة, فلإن أردتم قتال إسرائيل فنحن لها, إفتحوا كل الجبهات العربية لنقول مقاتلين, أما أن تقولوا أن عروبتنا مشكوك فيها إلا إذا جعلنا لبنان ساحة للقتال فهذا ظلم وظلم وظلم أن تحملوننا ما لا نطيق لوحدنا. أما إذا أردتم أن نكون سواسية فافتحوا كل الجبهات, وعندها تبرز الحقيقة, ويسقط القناع, لنرى من يحمي ذاك الكيان الغاصب, ومن يتحمل من أجل حماية الأوطان والأعراض"

 

بيضون طالب بلجنة مشتركة لترجمة مبادرة بكركي الى حل والعودة للحوار

 وطنية- 16/12/2006 (سياسة) سأل النائب السابق محمد عبد الحميد بيضون في بيان اليوم "ما دام جميع الأطراف اعترفوا بمبدأ لا غالب ولا مغلوب، لماذا الاستمرار بلغة الشارع وبتعبئة مذهبية قد تقضي على لبنان ومستقبل ابنائه، ولماذا يتم تحويل الاعلام الى عسكريتاريا تساهم في ايقاظ الغرائز والكراهية والتحريض بين الاطراف". وقال: "من المؤسف ان المسؤولين المنتخبين الذين كانوا حلفاء الامس وشركاء الامس صاروا اليوم ولأسباب غير مقبولة يتصرفون على اساس تخوين بعضهم واعتبار كل طرف منهم رأس حربة لمشروع خارجي، فسادت لغة التطرف والتعبئة ذات الطابع العسكري وانتهت مهمة السياسة لتحل محلها المواجهات في الساحات، وطبعا يرفض هؤلاء الحوار المباشر او الجلوس سويا للبحث في الامور ويتركون للديبلوماسية العربية والدولية ان تقوم بما يتوجب عليهم القيام به".

ورأى ان "الوضع لا يعبر سوى عن قصور وانانيات وطموحات لا يحتملها لبنان بعد كل ما مر به من حروب وتمزق وانتكاسات، لذلك اذا رأت هذه القيادات ان الازمة اكبر منها وانها غير قادرة على المعالجة فعلى الاقل اللجوء الى هدنة تمهد للعودة الى المؤسسات او تنتظر نتائج الحوار الاقليمي والدولي"، واعتبر ان "ما يحصل اليوم هو اشعال وامعان في الفتنة الداخلية وجر البلاد الى انهيار اقتصادي سيؤدي الى انهيار الدولة، وربما يمثل مؤتمر باريس -3 فرصة اخيرة للانقاذ الاقتصادي، ولكن يتصرف البعض على اساس ان نجاح هذا المؤتمر هو فشل لسياساتهم او هزيمة لمواقعهم وهذا هو اخطر ما في الازمة، اي تقديم كل طرف مصلحته السياسية المحضة على مصلحة لبنان والمواطنين".

واكد بيضون "اهمية مبادرة بكركي التي اجمع عليها المسؤولون، على الاقل لفظا، إذ يجب تحويل هذه المبادرة الى حل داخل المؤسسات، وكما اتفق المعنيون على تشكيل لجنة مشتركة للنظر في نصوص مشروع المحكمة الدولية يمكن تشكيل لجنة مشتركة لترجمة مبادرة بكركي الى حل ولعودة الحوار الجدي بين الاطراف انطلاقا من مبدأ ان الدولة ليست للتقاسم على اساس الحصص بل الدولة تحتاج الى مشروع متكامل لبنائها وتحديثها يتجاوز طموحات البعض الى السلطة والتسلط وتسرع البعض الآخر إلى وضع اليد على سلطة ولو ثمنها انهيار الدولة والاقتصاد".

 

انطلاق الصحيفة الالكترونية العربية "آرام"

وطنية-16/12/2006(متفرقات) صدرت من لندن الخميس صحيفة "آرام" الالكترونية العربية com.aaramnews اثر اشهر من التحضيرات المكثفة. وحرص الناشر ورئيس التحرير نصر المجالي على تقديمها كصحيفة مميزة تعبر عن مدى التطور الذي بلغه الاعلام العربي الالكتروني شكلا ومضمونا. وقال المجالي في كلمة الافتتاح "نحن صحيفة حرة, مستقلة, سيدة في قراراتها وتوجهاتها, وهكذا فان شعارها جاء كالآتي: العالم حبة رمل وحقيقة. حيث ستدافع آرام عن الحقيقة واهلها والحق واهله, ولن تكون معبرة عن توجهات اي نظام او منظمة او تنظيم او حزب. لن تلتفت الى الوراء مهما كبرت الصعاب والتحديات". وبحسب المجالي فان "آرام" ستواكب التطورات في البلدان العربية والاجنبية عبر شبكة من المراسلين. وقد خرج العدد الاول وهو يحمل عشرات المواد والتقارير والاخبار عن التطورات السياسية والاقتصادية في المنطقة, اضافة الى تقارير عن الفن والثقافة والشباب وتكنولوجيا المعلومات وقضايا المرأة, ومقالات لنخبة من الاعلاميين والمثقفين العرب.