المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم الإثنين 18/12/2006

إضاعَةُ الوقتُ شَرٌ مِنَ المَوْتِ (مصطفى أمين)

 

البطريرك صفير ترأس قداس الاحد والتقى شخصيات سياسية وبرلمانية وأدبية

 وطنية - ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير قداس الاحد في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي عاونه فيه المطران شكرالله حرب والقيم البطريركي العام الاب جوزف البواري في حضور النائب شامل موزايا وحشد من المؤمنين. العظة وبعد الانجيل المقدس, ألقى البطريرك صفير عظة بعنوان "المولود فيها انما هو من الروح القدس" تابع فيها الحديث عن العائلة, وجاء في العظة الآتي: "ميلاد الرب يسوع بالجسد تم بأعجوبة كبرى.

رأى يوسف، خطيب مريم، وضع امرأته فعمد الى الحل الذي أملاه عليه ضميره المستقيم. فرفض في الوقت عينه أن يتبنى طفلا ليس من صلبه، وأبى أن يرشق خطيبته بأية تهمة خيانة. فسلم أمره لله ريثما تنجلي له الحقيقة التي ما لبث أن أتاه بها ملاك الرب بقوله له في الحلم: "لا تخف أن تأخذ مريم امرأتك، فالمولود فيها انما هو من الروح القدس". وحدث ذلك اتماما للنبؤة. ولما استيقظ يوسف من حلمه، فعل كما أمره ملاك الرب، وأخذ مريم امرأته، ولم يعرفها حتى ولدت ابنها, وهكذا ولد الرب يسوع من بتول. لنجدد ايماننا بالله الذي وحده بامكانه أن يخرجنا من المحنة التي نتخبط فيها.

ونتابع الحديث عن العائلة، فنرى ماهية العائلة التقليدية، والعائلة الحالية، وحاجة المجتمع الى هذه العائلة، التي بدونها لا يمكنه أن ينهض على المبادئ السليمة.

1-العائلة التقليدية ان لفظة "العائلة التقليدية" لا تخلو من ابهام. وصفة تقليدية تعود بنا الى العائلة التي لا وجود لها اليوم، وهي العائلة الكبيرة التي يجتمع فيهاعدد من الأولاد والجدان الذين يعيشون معا تحت سقف واحد، ولكل منهم دوره، وتكون المرأة فيها دور ثانوي، وللأولاد علاقات تسير على خط مستقيم في ما بينهم، ولكل منهم دور اجتماعي معروف. واذا كان صحيحا أن الاتحاد الطويل الأمد بين رجل وامرأة، المعترف به اجتماعيا، هو مظهر كوني شامل، في مجتمع بشري محدد، فان صفة "تقليدي" يمكن أن تعبر عن عنصر كياني في العائلة، وعن مبدأ ثابت لا ينال منه الزمن، ولا بد منه للحديث عن العائلة.

وبتعبير آخر، بقطع النظر عن التغيير الذي طرأ على الصيغة العائلية، في هذه السنوات الأخيرة، في ما خص بنية العائلة ووظيفتها، وبقطع النظر عن تعدد الصيغ العائلية، وهو تعدد ينادي به من يريدون تحرير المجتمع من التقاليد، فانه لا يزال من الممكن وضع مقياس للتمييز بين العائلة التقليدية وغيرها من الصيغ الجديدة. ويمكن التعبير عن هذا المقياس بما يلي: "هناك عائلة حيث يوجد زوجان مختلفا الجنس، وعلاقة بين والدين وأولاد معترف بهم اجتماعيا، أي أولاد شرعهم عهد عمومين سواء أكان دينيا أم مدنيا. وعندما يدور الكلام عن عائلة تقليدية، يجب الأخذ في الاعتبار الماضي، وما تبدل أو ما هو في أزمة، وأيضا الحاضر أو المستقبل، على أن هذه كلها أبعاد صحيحة لكل امتداد يصيب الواقع "التقليدي"، وبالتالي الحي والحيوي. والتقليد، على ما قال أحدهم، "هو ما يبقى بعد الكارثة، وليس ما كان يتوهج قبل الكارثة وانطفأ". ولا يتعلق الأمر في المحافظة على ماضي المؤسسة العائلية الذي نتوق اليه، كما أنه لا يتعلق بتهديم الماضي، كما لو ان "العائلة التقليدية" تنحصر في قالب تاريخي ابتعدنا عنه نهائيا. وفي الحالتين، نجازف عندما لا نقدر حق التقدير وجها جوهريا في كل مؤسسة عائلية تقليدية واقعية، وهو: أن يكون الرباط الذي يربط الماضي بالمستقبل حاضر، أي "الأجداد الى الأحفاد، عبرنا نحن".

ويقول أحد الكتبة المشاهير:"على الرغم مما طرأ على الصيغ العائلية من تغيير، ان المعايير لتحديد صيغ العائلة هي خاصة، اذا نظرنا اليها بالنسبة الى تلك التي تستخدم للدلالة على هوية صيغ أخرى اجتماعية أولية. وفي الواقع، ان هذه المعايير لا يمكن القول أن لا علاقة لها بالماضي، انما بطريقة مختلفة عن الماضي: 1-العائلة تبقى المكان الذي لا مجال فيه الى تبديل الأدوار المتعلقة بالجنس: (الذكر والانثى)، والأجيال أي (بين الذين يولدون والمولودين)، بما فيه العلاقة بين الأقربين. 2- العائلة هي -وتصبح هذه العلاقة الاجتماعية الخاصة، الموكول اليها دائما واجب- وهو واجب لا يمكن أن تقوم مقامه صيغ أخرى من العلاقات الاجتماعية- واجب صياغة الشخص البشري الاجتماعية عبر تطور العلاقات الاجتماعية الخاصة، وهي علاقات جوهرية بالنسبة الى نضج الولد، وبالنسبة أيضا الى نضج البالغ اذا كانت عبارة "انشاء عائلة "تعني توجيه الاتصال الى الشخص بكامله، وفق قاعدة التبادل التضامني التام".

2- العائلة الحالية ان المجتمع الذي نعيش فيه يبدو كأنه فقد أي اهتمام بالعائلة. ويبدو أحيانا أنه يريد، نوعا ما، اضعاف ما لها من وظائف بابقائه اياها في مجال خاص بها، وهو مجال المحبة العاطفية الخاصة. ونلاحظ أن نوعية العلاقات العائلية هي، أكثر منها في أي وقت مضى، حاسمة بالنسبة الى طمأنينة الفرد وسعادته، وبالنسبة الى المجتمع عينه. وكلما أصبح الفرد منطويا على نفسه في المجتمع، وأصبح المجتمع تعدديا، وحياديا أخلاقيا، تاركا للأفراد أن يقرروا وحدهم ما يريدونه "لخيرهم"، و"لسعادتهم الخاصة"، تعاظمت الحاجة الى مكان حيث تحمل العلاقات البشرية طابع المجانية، والسخاء انطلاقا من عاطفة محبة تشمل الشخص بكامله. وفي الواقع يجب ألا نستهين بواقع العيش في المجتمع، وهو واقع قامت العائلة فيه دائما بدور أساسي. والميل الى تحجيم العائلة، والنظر اليها كأنها أمر خاص، أو الى أنها خلية أولية في الحياة الفردية، وليست اجتماعية، ان هذا كله من شأنه أن يضعف دور العائلة الاجتماعي. وهذا الدور الاجتماعي كأنه قد فقد دوره التثقيفي، وبدا كأنه أصبح دور "تواصل" حيث الاعلام أهم بكثير من التعليم . ولكن عندما نتحدث عن الاستقلالية، والحرية، والمسؤولية، والسماح، والثقة، على أنها حوافز لا بد منها في مجتمع تعددي، كمجتمعنا، نعود حتما الى العائلة في دورها التثقيفي والانخراط في المجتمع.

وفي حضن العائلة يبدأ الانسان في ادراك هذه الحوافز المهمة بالنسبة الى المجتمع، ويدركها عندما تكون العائلة عائلة بكل ما للكلمة من معنى، أي مكان تبادل بين الجنسين والأجيال الذين يتحقق خيرهم الأولي بالقدرة على بناء علاقات موجهة خاصة الى خير الانسان بكامله. وبهذا المعنى يمكننا الاستمرار في الحديث عن العائلة التقليدية دون أن نقع في خطأ الذين يجعلون من العائلة أثرا تاريخيا تخطته الأحداث التي طبعت وتطبع مجتمعنا الشديد التعقيد. يقول أحد المؤرخين ان العائلة التقليدية هي العائلة التي تطورت حتى الأجيال الوسطى واستمرت حتى الخمسين سنة الأخيرة. وأبرز ما تتميز به : "الوحدة الاقتصادية". كان الناس يتزاوجون ويؤسسون عائلات لأسباب اقتصادية، دونما نظر الى الجواذب الحسية. وكانت العائلة المكان الذي لا تتساوى فيه المرأة بالرجل. وكانت المرأة تعتبر قانونا ملكا خيرا لأبيها أو زوجها. وكانت العائلة المكان الذي لا يعتبر فيه الأولاد أولادا وحسب، بل يعتبرون لما "يقومون به من نشاط اقتصادي عام في سبيل العائلة"، وكانت العلاقة الجنسية في العائلة التقليدية، ما عدا لدى بعض الأعيان، موجهة الى الايلاد.

3- حاجة المجمتع الى العائلة وبعد أن رأينا ما كانت تتميز به العائلة التقليدية، يتبين لنا بوضوح ما يفصل بينها وبين مفهوم العائلة اليوم، في بعض المجتمعات التي يفصلها عن مجتمعنا ما يتميز به هذا المجتمع من شعور وثقافة. كانت، منذ نصف القرن الفائت، نسبة النساء اللواتي يعملن ضئيلة، وكان يصعب عليهن الطلاق لما كان في ذلك من عيب وخجل. وكان الرجال والنساء متساوين أكثر من ذي قبل من حيث الممارسة والحقوق. وبطلت العائلة أن تكون كيانا اقتصاديا، وقامت فكرة الحب المتبادل مقام فكرة أن الزواج عقد اقتصادي. وأخذ هذا التغيير في الغرب منحى كبيرا، فتبدلت الأدوار بين الرجل والمرأة، فكثر عدد النساء العاملات في المجتمع، وكثر عدد الطلاق، وقلت الزواجات، وكثر عدد العازيبن والعازبات، وعدد "لقران الواقعي" ، وقل عدد الأولاد، وكثر عدد الذين يرغبون في زواجات شاذة أي الذين هم من جنس واحد، وغير ذلك من الشواذات. وان ما يثير العجب أن مثل هذه الشواذات تلقى في بعض الأوساط قبولا ورضى.

وتساوى لدى بعضهم الزواج الكنسي والمساكنة الشرعية وغير الشرعية. وعدد الصيغ الزواجية. ان البابا يوحنا بولس الثاني يقول في رسالته عن العائلة، انها في وضع له وجوه ايجابية ووجوه سلبية: منها ما هو علامة خلاص المسيح الفاعل في العالم، والباقي هو علامة رفض الانسان لمحبة الله. فنرى من جهة وعيا حيا لحرية الانسان الشخصية وانتباها أكبر لنوعية العلاقات القائمة بين الأشخاص في قلب الزواج، ولكرامة المرأة، والانجاب المسؤول، وتربية الأولاد.

ويضاف الى ذلك وعي ضرورة تطوير العلاقات بين العائلات بغية مساعدة روحية ومادية متبادلة، واكتشاف مجدد لرسالة العائلة الكنسية الخاصة بالعائلة، ومسؤوليتها في بناء مجتمع أكثر عدالة. غير أن هناك، من جهة أخرى، علامات تدهور في القيم الأخلاقية الأساسية يقلق البال: منها مفهوم خاطئ لاستقلالية الزوجين في ما بينهما، والعلاقة السلطوية بين الأهل والأولاد، والصعوبات التي غالبا ما تلقاها العائلات في نقل القيم، وتكاثر أعداد الطلاق، وجرح الاجهاض، واللجؤ المتكاثر الى التعقيم، وشيوع ذهنية منع الحمل. ويجب في هذه الحالات التمييز بين ما يساعد، وما لا يساعد، على بناء عائلة. أجل ان عائلة اليوم تختلف عن عائلة الماضي الغابر. ولكن العائلة تبقى عائلة، أي مكان تبادل بين الجنسين، وبين الأجيال، وهي هدف يجب العمل للوصول اليه يوما بعد يوم لخير الأفراد والجماعات. هذا واجب وتحد، كما يقول البابا بولس الثاني في احدى رسائله الى العائلات.

غير أن الكنيسة لا تعترف الا بالزواج الذي يقوم بين رجل وامرأة، والذي تباركه الكنيسة، لأنه يقوم على الرضى المتبادل، دون اكراه أو خداع، وله غاية واضحة، هي المساكنة والتعايش السلمي، وتربية الأولاد وتنشئتهم على مبادئ الدين، ومخافة الله، والأخلاق الفاضلة ، والوطنية الصادقة. للعائلة أهمية كبرى في بناء كل مجتمع سليم، وحيثما انفرط عقد العائلة، تفكك المجتمع، وغابت فيه القيم والأخلاق الفاضلة. ونخشى ان ينال العائلة سؤ من هذه التجمعات المختلطة، غير المنضبطة، وقد عرفنا أن فريقا من المعتصمين يمنعون بناتهم من الاستمرار في المخيمات ليلا، وهذا تدبير حكيم. وعلى كل يجب وضع حد لهذه الحالة المؤذية خصوصا لاقتصاد البلد. وهل غاب عن أذهان المسؤولين عن هذه الاعتصامات أن هناك عائلات أصبحت في وضع اقتصادي شديد الاحراج؟ وانا نصلي لكي ينجح الله مساعي سعاة الخير للعودة بلبنان الى وضع طبيعي".

 استقبالات بعد القداس استقبل البطريرك صفير المؤمنين المشاركين في الذبيحة الالهية, كما التقى النائب مصباح الاحدب يرافقه رئيس لجنة الهجرة في البرلمان الايطالي ساندرو غودزي الذي قال بعد اللقاء: "نحن نتابع في اهتمام كبير التطورات في لبنان الذي تربطنا به صداقة, ولدينا مصلحة ان يشهد هذا البلد تطورا في شكل سلمي, ومن هنا ننظر بأمل كبير ان يتم التوصل الى تسوية معقولة في الايام المقبلة تحل الازمة الداخلية اللبنانية".

وردا على سؤال قال: "تطرقنا مع البطريرك صفير الى الوضع الداخلي في لبنان, والمساوىء التي يتسبب فيها الوضع في بيروت وانعكاساتها على الوضعين الاجتماعي والاقتصادي, وهذا ما يدفعنا الى التفكير بضرورة ايجاد حل سريع, وأتطلع بأمل كبير الى زيارة عمرو موسى الى بيروت الاسبوع المقبل, والى زيارة وزير خارجية ايطاليا ماسيمو داليما القادم الى لبنان في الايام المقبلة". وإلتقى البطريرك صفير وفدا من "دار الذاكرة للدراسات والتوثيق" ضم مؤلفي كتاب "7 آب 2001 في ذاكرة النضال" وهم: طوني يوسف يزبك, طوني نبيل طراد وادغار يوسف يزبك الذين شكروا للبطريرك بركته الرسولية التي شكلت مقدمة الكتاب وتقديمه له. وألقى البطريرك صفير كلمة قال فيها: "ان هذا الكتاب يتحدث عما حدث في السابع من آب 2001, والحق يقال ان 7 آب هي محطة كبيرة في تاريخ الاحداث اللبنانية, ونأمل ان يقلع الشباب عن هذه الاحداث, وان يروق لبنان ويعود الى وضع طبيعي, بحيث ان جميع اللبنانيين يثقون بوطنهم ويعودون اليه ليتعايشوا معا في جو من الالفة والمحبة والسلام".

ومن الزوار على التوالي: النائب شامل موزايا, برنار رنو الذي قدم لغبطته لوحة تذكارية, عضو مجلس حزب "الكتلة الوطنية" نخلة ادة, المهندس جو صوما, ووفود شعبية من المناطق اللبنانية المختلفة.

 

واكيم نقل عن الشرع تأكيده "ضرورة الابتعاد عن كل ما يزيد الاضطرابات في لبنان والسعي الى الاستقرار وتعزيز الوحدة"

وطنية - دمشق - 17/12/2006 (سياسة) استقبل نائب الرئيس السوري فاروق الشرع، بعد ظهر اليوم في العاصمة السورية دمشق، وفدا من حركة الشعب برئاسة النائب السابق نجاح واكيم الذي قال بعد اللقاء "ان المحادثات تناولت الوضع المتأزم على الساحة اللبنانية". ونقل عن الشرع تأكيده "ضرورة الابتعاد عن كل ما يزيد من الاضطرابات في لبنان والسعي الى الاستقرار وتعزيز الوحدة الوطنية". وقال واكيم: "ان الولايات المتحدة وبعض القوى الأخرى هي التي تعطل الحوار السياسي في لبنان، وكل امكانية للتوصل الى حل يقبل به اللبنانيون، وتزيد من تعنت بعض الأطراف في السلطة الذين يفترض ان يكونوا بحكم موقعهم أكثر حرصا على الحوار". أضاف: "ان الشعب اللبناني بوعيه وحرصه على الوحدة الوطنية قادر على تجاوز هذه الأزمة ودفع الأمور نحو الحوار، واخراج لبنان من هذا المأزق وتفويت الفرصة على أعداء الوطن والأمة من تنفيذ مآربهم".

 

التيار الوطني: فوز لائحة المعارضة في انتخابات رابطة اساتذة الثانوي

وطنية - 17/12/2006 (تربية) أعلنت لجنة الاعلام في التيار الوطني الحر، في بيان بعد ظهر اليوم، فوز "لائحة القرار النقابي المستقل" في انتخابات رابطة اساتذة التعليم الرسمي الثانوي. وجاء في البيان: "في تأكيد جديد على الدعم الشعبي لتوجهات المعارضة، فازت اليوم لائحة "القرار النقابي المستقل" المدعومة من التيار الوطني الحر وحلفائه في المعارضة، في انتخابات رابطة اساتذة التعليم الرسمي الثانوي، بنتيجة 18 مقعدا مقابل صفر للائحة المدعومة من قوى السلطة. والفائزون هم: حنا غريب، فؤاد عبد الساتر، بهية البعلبكي، خليل سيقلي، ميشال الدويهي، ليديا كرم، عصمت القواص، عبدالحليم الدهيبي، محمد قاسم، أحمد خليفة، يوسف زلغوط، خليل بيضون، عادل سيف الدين، طنوس المعراوي، عبدو اللقيس، فؤاد بو فيصل، نزيه جباوي ورشيد عبود".

 

النائب الحاج حسن: لن يستطيع الاميركيون جرنا الى فتنة لسنا ضد المحكمة ولن نخرج من الشارع من دون حكومة وحدة

وطنية - 17/12/2006 (سياسة) أكد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسين الحاج حسن، في احتفال أقيم في عين السودا في بعلبك، "حرص "حزب الله" على العلاقات السنية - الشيعية وعلى العلاقات الاسلامية - المسيحية"، وقال: "هذا ما أكدنا عليه يوم شكلنا الحلف الرباعي وقد ظنوا يومها انهم خدعونا ونحن لم نكن كذلك. كنا نحافظ على هذه العلاقات كما اليوم، فهدفنا اكبر من ان نخدع، وهدفنا كان وما زال الحفاظ على الوحدة الوطنية". أضاف: "نحن لسنا ضد المحكمة الدولية بل ضد ان تقرر كيفما كان.

بالامس تحدث النائب وليد جنبلاط بأنه لا يسمح بتعديل، فهل يحق للدول الكبرى الا يناقش المسودة شركاء النائب جنبلاط في الوطن. نحن مع تشكيل محكمة ذات طابع دولي لمحاكمة قتلة الرئيس الشهيد رفيق الحريري والمجرمين لكن ليس بمسودة نغمض اعيننا عليها ونوقع". وتابع: "نريد مشروعا نناقشه معا ونعدله سويا. بالامس تحدث النائب جنبلاط صراحة، ونشكره على كلامه الحق لانه قال ما كنا نقوله. للاسف انهم يريدون تمرير المحكمة كما يريدها الاميريكيون. او ليس من الغريب ان يسقط نائب قبل سنة ونائب ووزير قبل شهر في نفس اليوم للمحكمة". واتهم النائب الحاج حسن اميركا وفرنسا بتعطيل اتفاق جدة الذي حصل مع رئيس كتلة المستقبل النيابية سعد الحريري. وتساءل: "لماذا يطالبون بانتخابات مبكرة في فلسطين ويرفضونها في لبنان، انهم يريدون الحكومات التي توافقهم، ورايس تريدنا ارقاما تستخدمها كيفما تشاء، وللأسف يستخدمون القضية المذهبية ضدنا. لكننا نقول هؤلاء أهلنا واخوتنا وسنتعاطى معهم باعصاب باردة وبنفس طويل سعيا لحكومة اتفاق وطني، ولن يستطيع الاميركيون جرنا الى فتنة ونربأ بأنفسنا ذلك، نحن دعاة وحدة وسوف نبقى دعاة وحدة مهما حصل ورغم الظلم والدم سنبقى نسعى لحكومة وحدة وطنية. علماؤنا علماؤهم وفقراؤنا فقراؤهم واهلنا اهلهم سنة وشيعة، ولن ننجر الى فتنة يريدها الاميركي والاسرائيلي وسنعمل بصبر وبنفس طويل.

يتصل بنا سفراء ومن الخارج لكننا لن نخرج من الشارع ولا يظن احد اننا سنخرج لاننا "زهقنا". لدينا وقت طويل ولن نخرج من دون حكومة وحدة وطنية خلال شهر او شهرين او سنة لن نخرج من دون ذلك".

 

تحليق للطيران الحربي الاسرائيلي قبل الظهر فوق منطقة جزين

وطنية- جزين- 17/12/2006 (أمن) حلق الطيران الحربي الاسرائيلي، عند الحادية عشرة والنصف من قبل ظهر اليوم، فوق منطقة جزين على علو مرتفع.

 

الشيخ قبلان استنكر الاعتداء على منزل فرنجية ورأى ان لبنان يظلمه اهله بفعل استمرار خلافاتهم

وطنية - 17/12/2006 (سياسة) استنكر نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الامام الشيخ عبد الامير قبلان حادث إطلاق النار على منزل الرئيس الراحل سليمان فرنجية داعيا القوى الأمنية إلى كشف الفاعلين وإحالتهم إلى القضاء تمهيدا لمعاقبتهم ليكونوا عبرة لغيرهم. ورأى في تصريح له اليوم" ان لبنان وطن يظلمه أهله بفعل استمرار مناكفاتهم وخلافاتهم فهم يتعاطون مع بلدهم بقسوة ويسيئون إليه ويتعاملون معه بجفاء وغلظة فيما المطلوب أن يوفروا مقومات الاستقرار ويوجدوا المناخ الطبيعي ليعود لبنان وطنا مستقرا معافا ينعم بتعاون بنيه وتفاهمهم وتشاورهم وبذاك يستعيد لبنان مكانته في مصاف الدول المتحضرة، فلا يجوز ان يحول اللبنانيون بخلافاتهم ومناكفاتهم لبنان الأخضر إلى خطوط حمراء بل عليهم ان يعالجوا هذه المشاكل والخلافات بروح المسؤولية والتنازل لمصلحة الوطن والتعاون لإنقاذه من المأزق الذي وصل اليه. وأكد الشيخ قبلان أن لبنان محكوم باتفاق بنيه وتعاونهم وانصهارهم في بوتقة الوحدة الوطنية التي تتحصن من خلال قيام حكومة الوحدة الوطنية التي تشكل المكان المناسب لحل كل الخلافات والإشكالات.

ودعا الشيخ قبلان اللبنانيين الى حفظ بلدهم بحفظهم لبعضهم وعدم السماح لإسرائيل وعملائها بالتسلل الى الداخل اللبناني وبث الفتن الطائفية والمذهبية وعليهم مواجهة مؤامراتها بتوحيد صفوفهم والتحرك متضامنين لدحر عدوانها عن أرضنا ولا سيما وانها لا تزال تنتهك باستمرار أجواءنا في عمل عدواني سافر يكشف عن استمرار خطرها على سيادة لبنان وأمنه واستقراره. واكد ان لبنان قادر بوحدة بنيه وتمسكهم بوحدتهم الوطنية على اجتياز كل الصعوبات والمشاكل وكما انتصر هذا الشعب المجاهد والمناضل على إسرائيل وأحبط عدوانها في انتصار بطولي لم يشهد له التاريخ من نظير فأن هذا الشعب قادر اليوم على النهوض من كبوته والانتصار للوطن من خلال مشاركة الجميع في العمل لمصلحة لبنان. ودعا اللبنانيين إلى استقبال الأعياد المجيدة والكريمة بالعودة إلى تعاليم الأديان السماوية والتمسك برسالة النبي محمد والنبي عيسى (ع) وتجسيد هذه الرسالة بالتعامل الحسن في ما بينهم والابتعاد عن الخطابات المتشنجة والمسيئة لأننا نريد ان يظل اللبنانيون عائلة واحدة يبذلون التضحيات لإنقاذ وطنهم حتى يبقى لبنان أنموذجا راقيا في تعاون بنيه وتعايشهم مسلمين ومسيحيين.

 

النائب هاشم:الرهان الوحيد الذي يسهم في الخروج من المأزق هو في الوحدة الداخلية والتمسك بالثوابت الوطنية الاساسية

وطنية-17/12/2006 (سياسة) أدلى النائب الدكتور قاسم هاشم اثر لقائه بعدد من فاعليات بلدة الهبارية بتصريح قال فيه:"امام ما يجري في هذه الايام نشدد على ضرورة الحفاظ على وحدة ابناء منطقة حاصبيا، فهذه المنطقة كانت وما زالت الصورة الناصعة والمرآة الحقيقية لما يجب ان يكون عليه الوطن في العيش الواحد والتنوع الاجتماعي والسياسي. فالوحدة بين ابناء هذه المنطقة ضرورة وطنية، لاننا ابناء قضية لان جزءا من اراضي منطقتنا ما زال محتلا من قبل العدو الاسرائيلي في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، وما زال هذا العدد يتربص بارضنا واهلنا، اضافة الى ادارة الظهر لحقوقنا منذ التحرير عام 2000 حتى اليوم، فالحكومات المتعاقبة كانت عاجزة عن القيام بواجباتها والايفاء بالوعود التي اطلقت منذ 25 ايار عام 2000 ما زالت بعيدة".

اضاف :"ان سياسة التعنت والاستفراد والاستقواء تزيد في حالة التأزم السياسي، وتسمح للآخرين في تحرير مشاريعهم على حساب الوطن والوحدة، فالتجارب التي مر بها الوطن، بينت ان الشراكة الكاملة الحقيقية والتوافق بين مكونات المجتمع اللبناني هو الاطار السياسي الوحيد لخلاص الوطن بعيدا عن اية ارتباطات او رهانات، فالرهان الوحيد الذي يساهم في الخروج من المأزق السياسي هو في الوحدة الداخلية والتمسك بالثوابت الوطنية الاساسية

 

المكاري:أثبتت زغرتا انها ليست المسرح الملائم لاحداث انقسامات

 وطنية-زغرتا-17/12/2006 (متفرقات) صدر عن المهندس زياد تيودور المكاري البيان الآتي: "مرة جديدة أثبتت زغرتا - الزاوية انها ليست المسرح الملائم لاحداث انقسامات وتشرذمات. وان حكمة رئيس تيار "المردة" النائب والوزير السابق سليمان فرنجية وموقفه الاستيعابي زائد موقف اهالي مطلقي النار، منعوا الاصطياد بالماء العكر. ونتمنى ان تأخذ التحقيقات مجراها لعدم تكرار ما حصل".

 

الرابطة المارونية حيت مواقف البطريرك صفير: ثوابت الكنيسة تشكل اطارا لتلاقي اللبنانيين

وطنية - 17/1206 (سياسة) وجهت الجمعية العمومية للرابطة المارونية تحية اكبار واجلال "لابينا غبطة البطريرك نيافة الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير الكلي الطوبى، لمواقفه الوطنية الجامعة التي تستوحي مصلحة لبنان العليا ووحدته وقيم العيش المشترك وتوطيد سيادة لبنان واستقلاله". واعلنت "الجمعية"تأييدها المطلق لثوابت الكنيسة المارونية الصادرة عن مجلس المطارنة الموارنة والتي حظت بمباركة وموافقة واحترام الاطراف اللبنانيين كافة، موضحة"ان هذه الثوابت تشكل اطارا للتلاقي بين اللبنانيين حول مجموعة من القواسم المشتركة التي من شانها ان تنقل لبنان الى رحاب الاستقرارالدائم، بما يؤدي الى استعادة دوره وصوغ مستقبله محصنا بالالتزام برسالة هذا الوطن كحاضن للحضارات والثقافات والاديان المتفاعلة داخل منظومة الحياة المشتركة والتعاقد الارادي على العيش معا". وكانت الجمعية العمومية للرابطة المارونية قد التأمت عند الساعة الحادية عشرة من قبل ظهر اليوم في مقرها في محلة المدور- بيروت برئاسة الوزير السابق ميشال اده يحيط به اعضاء المجلس التنفيذي الاساتذة: موريس خوام، روبير فرحات وادوار عيد، وفي حضور النواب الاساتذة: نعمة الله ابي نصر، فؤاد السعد، هنري حلو، فريد الخازن والنائب والوزير السابق مخايل الضاهر والرؤساء السابقين للرابطة، اضافة الى النقباء السابقين للمحامين. ودرست الجمعية الصيغة المعدلة للنظام الاساسي المقترح، وقد تقرر عقد اجتماع اخير للجمعية العمومية في 28/1/2007، العاشرة صباحا في مقر الرابطة لاقرار النظام بصيغته النهائية.

 

لقاء تشاوري بين يكن والسفير السعودي: اتفاق الطائف اساس لأي حل او مبادرة

وطنية - 17/12/2006 (سياسة) أعلن مكتب رئيس "جبهة العمل الاسلامي" في لبنان الداعية الدكتور فتحي يكن، في بيان اصدره اليوم، ان لقاء تشاوريا عقد بين الدكتور يكن وسفير المملكة العربية السعودية عبد العزيز خوجه. وأوضح البيان انه "جرى في اللقاء استعراض الاوضاع التي تمر بلبنان خصوصا والمنطقة عموما، وصولا الى المساعي الحميدة التي تبذلها بعض الاطراف العربية مشكورة ومنها، مسعى الامين العام لجامعة الدول العربية الاستاذ عمرو موسى، ومسعى مبعوث الرئاسة السودانية الاستاذ مصطفى عثمان للوصول الى حل من شانه اخراج لبنان من دائرة الخطر المحدق به.

وتم التأكيد على امكانية اعتبار "اتفاق الطائف" اساسا لاي حل او مبادرة يجري الاتفاق عليها لتصبح ملحقا دستوريا مرعي الاعتماد والاجراء". واكد اللقاء الدعوة الى "عدم اتخاذ خطوات تصعيدية من قبل اي فريق من الافرقاء للافساح في المجال امام المساعي القائمة الذي يضمن الوصول الى حل مأمول من شأنه كذلك منح القطاع التجاري فرصة للتحرك والانتعاش في فترة الاعياد المقبلة".

 

العجوز:آن الاوان ان يدرك اتباع المحور الايراني-السوري في لبنان ان مهمتهم باءت بالفشل وان نزولهم الى الشارع تحول الى سقوط فيه

وطنية - 17/12/2006 (سياسة) أكد رئيس مجلس قيادة "حركة الناصريين الاحرار" الدكتور زياد العجوز في خلال افتتاح مكتب الحركة, في منطقة صبرا, على "إصرار الحركة وعزمها دعم وتأييد حكومة الرئيس فؤاد السنيورة والدفاع عنها في كافة الظروف". واعتبر "انه آن الاوان ان يدرك اتباع المحور الايراني-السوري في لبنان ان مهمتهم قد باءت بالفشل وان نزولهم الى الشارع قد تحول الى سقوط فيه, وان حالة التأييد الكبيرة لحكومة الرئيس السنيورة التي شهدتها المناطق اللبنانية على اختلاف انتماءاتها الدينية تؤكد ان هذه الحكومة حكومة وطنية في امتياز ومن يؤيدها ويساندها من الشعب اللبناني, هم الاكثرية المتنوعة الحقيقية بعكس الجهة التي تحاربها ذات التوجه والانتماء واللون الطاغي الواحد". واكد "انه كما سمعنا الجملة المشهورة بعد عدوان تموز الاسرائيلي الغاشم على لبنان لامين عام "حزب الله" السيد حسن نصر الله "لو كنت اعلم "..., فاننا نرى بان هذه العبارة ستتكرر في القريب العاجل على خلفية الاخطاء التي ترتكب في حق مقام رئاسة مجلس الوزراء والحكومة وبيروت واهلها من قبل "حزب الله" وحلفائه, لانهم اخطأوا في تقدير ردات الفعل الوطنية والعروبية الحقيقية الداعمة لمسيرة الاستقلال الجديد لبناء لبنان الحر العربي السيد الديموقراطي المستقل.

وحذر العجوز من "مغبة الاستمرار في محاصرة السراي الحكومي الكبير او اي تصعيد جديد ضده"، مؤكدا ب"ان هذه الحكومة باقية صامدة مستمرة, بمحبة وتأييد الاكثرية الساحقة من الشعب اللبناني، وبان بيروت العروبة، بيروت جمال عبد الناصر ورفيق الحريري وكمال جنبلاط لن تستسلم ابدا، وكما فعلت في الماضي ستستعيد بيروت في القريب العاجل رونقها وحلتها النظيفة مهما حاول المغرضون من تشويهها". واعلن العجوز عن تشكيل الهيئة التنظيمية ل"مكتب صبرا" التي سيعلن عنها لاحقا.

 

الوزير المستقيل فنيش أكد ان "الشرعية تكتسب من الارادة الشعبية"

شبح الحرب الاهلية انتهى ولا حل الا بالعودة الى منطق الديموقراطية أبدينا كل ايجابية مع ما طرحه عمرو موسى والمشكلة عند الفريق الاخر

وطنية - 17/12/2006 (سياسة) اكد وزير الطاقة والمياه المستقيل محمد فنيش، خلال اللقاء السياسي المفتوح الذي نظمته جمعية التضامن الثقافية في مدينة صور في حضور حشد من المثقفين وفعاليات المدينة ورؤساء بلديات ومخاتير المنطقة، "ان شبح الحرب الاهلية انتهى، والذي يراهن على امكانية اشعال هذه الحرب هو الذي سيتحمل العواقب لانه سيحرق اصابعه، وسيبقى لبنان بخير"، مشددا على ان "لا حل إلا بالعودة إلى منطق الديموقراطية اللبنانية". وقال الوزير فنيش: "الحل ليس في باريس ولا في واشنطن ولا في موسكو، والشرعية لا تكتسب من الدول الخارجية إنما تكتسب أولا وأخيرا من الإرادة الشعبية ولا يمكن لأحد أن يستقوي بالدعم الخارجي ليكرس سلطة لنفسه وهو عاجز على ممارسة هذه السلطة، وهذا الذي يزيد الامر تعقيدا ويطيل الأزمة"، مشيرا الى "ان البعض من القوى المحلية، إما لافتقاره للتجربة وإما عدم قدرته على التحرر من الالتزامات أو عمى السلطة أحيانا، يجعله لا يملك صوابية التفكير وينغمس من حيث يدري أو لا يدري في استخدام هذه الوسيلة وينظر إليها كاداة لتعزيز دوره وموقعه في لبنان".

ورأى "أن الازمة في لبنان هي أزمة خيارات سياسية، وأن المعارضة اليوم ليست معارضة طائفية ولا مناطقية أو مذهبية كذلك السلطة ليست سلطة الفريق الحاكم لا مذهبي ولا طائفي ولا مناطقي". وقال: "هنا يوجد اصطفاف سياسي من كل المناطق والطوائف والمذاهب والاتجاهات السياسية وأيضا يوجد هناك اصطفاف سياسي"، مشددا على "ان هذا الحشد في بيروت أعطى دليلا واضحا على عمق تمسك اللبنانيين بوحدتهم الوطنية وسلمهم الأهلي"، مشيرا الى انه "أمام هذا الموضوع لم يعد ممكنا ترويع اللبنانيين ولا ترهيبهم ولا تهديدهم وإثارة مخاوفهم وهواجسهم من ان أي تحرك شعبي أو سياسي قد ينقلب إلى صراع داخلي أو حرب أهلية". وشدد على "اننا نتعامل مع المبادرات العربية بكل ترحيب وانفتاح وتسهيل، شرط ان تأتي من دون انحياز لفريق، بل ان تأتي من أجل ايجاد الحل والتوفيق بين اللبنانيين، كذلك تعاملنا مع افكار تم طرحها من قبل السيد عمرو موسى وابدينا كل ايجابية معها"، ورأى "ان المشكلة عند الفريق الاخر الذي عودنا على انه لا يملك الحرية في القرار"، مشيرا الى انه "وبعد التقدم الذي حققه موسى في بعض النقاط رجع الفريق الاخر والتف على هذا التقدم بطرح اشكاليات جديدة"، واكد فنيش نحن موقفنا ورؤيتنا واضحة ونبدي كل استعداد لايجاد حلول للازمة في البلد، ونرحب بالسيد عمرو موسى في جولة اولى وثانية وحتى ثالثة، وليس لدينا مشكلة او عقدة من جهد عربي طالما خطنا السياسي واضح وطرحنا منطقي وواقعي".

 

النائب شهيب: نقول لنصر الله اخرج من استراتيجية تعطيل المحكمة وتدمير لبنان

وطنية- 17/12/2006 (سياسة) أدلى عضو اللقاء الديمقراطي النائب اكرم شهيب بالتصريح التالي: "يتهمنا حزب الله بأننا حلفاء للمحور الاميركي الاسرائيلي ولا نتهمهم بل نعلم، كما يعلم الجميع أنهم يفاخرون بعلاقتهم مع سوريا وايران الدولتين المواجهتين ل"محور الشر" الغرب بشكل عام واميركا واسرائيل بشكل خاص. واعتقد أنه لنا الحق أن نتحدث عن المعلوم الذي يفصح عنه النظام السوري فكيف بالمستور الذي لا نعلم، ونعلم أن كثيرا منهم يعلمون.

فبالأمس صرح الرئيس السوري بشار الاسد لصحيفة "لا ربوبليكا" الايطالية، نختصر منها الآتي: "ان العديد من الأصوات ترتفع في اسرائيل للمطالبة بحوار مع دمشق". واضاف: "أقول اذا لأولمرت ليقم بمحاولة لرؤية ما اذا كنا نخادع" بمعنى جربونا يا أخي! ووزير خارجيته وليد المعلم يقول ل"واشنطن بوست" واصفا سوريا بأنها "شريك ضمني في استقرار الشرق الأوسط، مشيرا الى القضية النبيلة للسلام بين سوريا واسرائيل"... القضية النبيلة مع اسرائيل... ولبنان للدمار؟؟؟ ولا يضع شروطا لبدء المفاوضات وأكثر من ذلك يقول: "ان انسحابا أميركيا سريعا من العراق سيكون "خطوة غير أخلاقية". عجيب وليد المعلم يتحدث عن الاخلاق!!! ونعود لأخلاق وصدق النظام السوري الذي يتحدث عن المحكمة الدولية، فيقول الأسد لنفس الصحيفة الايطالية مدافعا عن قيام المحكمة الدولية..

"هذا غير صحيح أن التعاون مع لجنة التحقيق هو أمر يصب في مصلحتنا من أجل اكتشاف الحقيقة" وكأنه نسي ما كلف به نائب وزير خارجيته فيصل المقداد الذي قال "انه ليس لسوريا علاقة بالمحكمة الدولية ولن يمثل أمامها أي سوري". والجميع يعلم كما نعلم المحاولات المستميتة للنظام السوري لتعطيل المحكمة أو إفراغها من مضمونها على الأقل محليا عبر أصوات ومواقف حلفائهم وأزلامهم من حزب الله الى اميل لحود، أو عبر ضغوطات خارجية من الدوحة الى طهران ومن بكين الى موسكو. الم يقل السيد حسن نصر الله باحدى خطبه الأخيرة نحن مع مبدأ المحكمة أعطونا الثلث المعطل للحكومة وجربونا... متناسيا اعتكاف وزرائه في 12/12/2005 بسبب المحكمة وقرار توسيع التحقيق بعد اغتيال الشهيد جبران تويني واستقالة وزرائه في 11/11/2006 حتى لا تقر المسودة. بشار الاسد يقول لأولمرت جربونا. هذا شأنه ولم تعلقوا؟؟؟

أما نحن فنقول للسيد نصر الله اخرجوا من الاستراتيجية التي تعتمد الموافقة اللفظية والتعطيل الفعلي للمحكمة والتدمير الكلي للبنان عندها لا نكون بحاجة الى تجريب ونتحول الى شركاء، والا لنا الحق يا سيد المقاومة أن نردد ما قلته مؤخرا عنا، اننا طعناكم بالظهر بعد انتخابات بعبدا عاليه

 

كوراني: التحرك سيتواصل حتى تحقيق حكومة وحدة وطنية لترسيخ السلم الاهلي

وطنية - 17/12/2006 (متفرقات) اكد عضو الهيئة التنفيذية في حركة "امل" علي كوراني خلال لقاء مع كوادر الحركة في ارزون "ان المعارضة متمسكه بحقها الدستوري والديموقراطي المشروع في الاعتصام، وان برنامج التحرك سيتواصل حتى تحقيق الشراكة الكاملة باقامة حكومة وحدة وطنية من اجل ترسيخ السلم الاهلي وصون الوحدة الوطنية الداخلية والعيش المشترك ". واعتبر "ان المعارضة تتعاطى مع جميع المبادرات العربية بروح ايجابية ومنفتحة لكي تصل الى النتائج المرجوة التي تحفظ لبنان بعيدا عن الحساسيات السياسية"، ورأى "ان استمرار الحكومة اللبنانية على رهانات الدعم الخارجي يزيد في التأزيم ويعرقل الحل".

 

موسى يتوجه الى بيروت ودمشق بعد حصوله على تاييد الرياض لوساطته 

 أ ف ب - 2006 / 12 / 17

 اعلن الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى اليوم الاحد في الرياض انه سيعود الثلاثاء الى بيروت لاستئناف جهوده الرامية الى التوصل لاتفاق بين الحكومة اللبنانية والمعارضة وانه يعتزم زيارة دمشق ايضا. وقال موسى لوكالة فرانس برس بعد محادثات اجراها في السعودية ان موعد زيارته الى دمشق سيحدد بعد عودة الرئيس السوري بشار الاسد الى سوريا من زيارة لموسكو يبدأها غدا الاثنين. واعلن موسى في اتصال هاتفي اجري معه في القاهرة بعد عودته من الرياض انه اطلع العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز على "كل الجهود والخطوات التي بذلتها الجامعة العربية للعمل على حل الازمة اللبنانية وتحقيق الاتفاق بين الحكومة والمعارضة". وذكر انه "لمس لدى الملك عبد الله كل تاييد ودعم لمهمته في لبنان", مؤكدا ان "المملكة ستبذل مساعيها لانجاح مبادرة الجامعة العربية في لبنان".

واوضح موسى انه بحث ايضا خلال لقائه مع الملك عبد الله والذي حضره ولي العهد الامير سلطان بن عبد العزيز ووزير الخارجية الامير سعود الفيصل, الوضع في العراق وتدهور الوضع في الاراضي الفلسطينية وتطورات قضية منطقة دارفور غرب السودان. وكان دبلوماسي عربي مرافق لموسى افاد في وقت سابق لوكالة فرانس برس ان العاهل السعودي اكد للامين العام للجامعة العربية "تأييده للجهود التي يبذلها لحل الازمة بين المعارضة والحكومة في لبنان". وقال الدبلوماسي طالبا عدم كشف اسمه ان الاجتماع "ركز على بحث مستجدات الاوضاع اللبنانية ونتائج المساعي التي يقوم بها الامين العام وسبل انجاحها". وذكرت الصحف اللبنانية ان موسى تمكن من التوصل الى اتفاق بين الاطراف المعنيين بالازمة الحالية على "هدنة" لمناسبة اعياد نهاية السنة ووصفت مبادرته بانها "حققت نصف نجاح". وتؤيد السعودية حكومة فؤاد السنيورة وقدمت للبنان مساعدات ضخمة بعد الحرب الضارية التي جرت خلال الصيف بين اسرائيل وحزب الله.

 

الأكثرية: "حزب الله" يحاول جر البلد إلى خيارات سياسية وستراتيجية لا تتلاءم مع تطلعات الشعب اللبناني

 السياسة - 2006 / 12 / 17  عمر البردان

مع عودة رئيس الحكومة فؤاد السنيورة الى بيروت امس من زيارته الى موسكو بدعم روسي للمحكمة الدولية وسيادة لبنان واعادة بناء الاقتصاد اللبناني, يتوقع ان تستعيد الاجواء السياسية الداخلية حرارتها بشكل تصاعدي من اجل تهيئة المناخات الملائمة للامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى لمتابعة مهمته في حل الازمة السياسية بين الاكثرية والمعارضة, وقد ظهر بوضوح من خلال مواقف اركان المعارضة في الساعات الماضية ان المبادرة العربية تحتاج الى معجزة لترى طريقها الى النور بعدما باتت عرضة لاطلاق النار من جانب اكثر من طرف من حلفاء سورية في لبنان, وقد اكد رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد في هذا الاطار ان اي حل لا يعطي المعارضة الثلث الضامن الصافي هو مضيعة للوقت ولا داعي للخوض في بقية النقاط.

وبدوره لفت وزير "حزب الله" المستقيل محمد فنيش ان "الازمة اللبنانية لم تعد ذات بعد وطني فقط بسبب الاصطفافات الدولية المريبة, وهي تمثل تحريضا لفريق لبناني على اخر, خصوصا ان هذه الدول لا تعلم عما تتحدث بسبب تمايز النظام الديمقراطي في لبنان, ذلك لان المعارضة هي منتخبة ايضا اسوة بباقي اعضاء الحكومة", وتساءل "كيف يجيز هؤلاء لانفسهم التدخل في شان سياسي داخلي", مؤكدا "ان هذا ما يثبت ان المشكلة ليست داخلية فقط وانما تريد الادارة الاميركية توظيف لبنان لتصفية حسابات على مستوى المنطقة".

وقال فنيش: "مشكلتنا مع فريق الاكثرية ان منطقه اصبح هشا وهو يعتمد المنطق الاميركي في تفسير الاحداث ويهدف الى تغطية حقائق الامور, واذا كانت ايران تدعمنا من اجل تحرير ارضنا فهي اذا بلد شقيق وصديق. وهناك فرق بين من يدعم لبنان من اجل مواجهة العدوان الاسرائيلي وبين من يدعم العدو الا اذا كان البعض لم يعد يعتبر اسرائيل عدوا, هذه احدى مشكلات الانقلاب عند بعض الجهات السياسية في لبنان وهذه من تداعيات هذا الانقلاب في التوجهات السياسية".

واتهم فنيش فريق السلطة ب¯"مناقضة ما يتم الاتفاق عليه اثناء المحادثات التي تولاها الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى", وقال "ان المعارضة وافقت على اللجنة القضائية السداسية لمناقشة مشروع المحكمة الدولية بالتزامن مع تشكيل حكومة الوحدة الوطنية كي يتم اقرارها في هذه الحكومة, وهذا ما يكشف بان المعارضة ليست سلبية في نظرتها الى المحكمة". وراى "ان هذه الحكومة غير قادرة على الحكم لمجرد انها اختلفت مع فريق اساسي استقال, وغير قادرة على ترميم مشروعيتها الدستورية, واذا استمرت في رهانها على الدعم الخارجي فان هذا الامر سيزيد في تعميق حدة الازمة الداخلية".

اما حليف "حزب الله" النائب ميشال عون فواصل هجومه على الحكومة ورئيسها وقال ان من حق الشعب ان ينقلب على حكومة فقدت شرعيتها وشعبيتها, وقال ان حكومة السنيورة لم تف بالتزاماتها الاقتصادية وعزلت فريقنا المسيحي وكذلك وعدت بقانون انتخابات نيابية ما زلنا ننتظره حتى الان. واضاف عون : لقد ذكرت السنيورة مرات عدة انه اذا رفض ان يرى كل الحشود الموجودة في الشارع فسينهي الامر بان يزوره داخل السرايا, املا ان يفهم الرسالة الموجهة اليه ويفهم ايضا ان الاسلاك الشائكة لا تحميه من الشعب.

واسف عون لعدم امكان التحاور مع شخص وصفه ب¯"الوقح" كالسنيورة يتهرب ويخادع دائما بحسب تعبيره, مشددا على ان لا اتصالات مباشرة بينهما. وقال: ان فعل لن اجيب, فمطالبنا واضحة اذا قبل بها ينتهي الامر والا فسنصعد الى حين يقبل بان تنال المعارضة الوطنية الثلث الضامن.

من جهته اكد رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع ان قوى 8 اذار اوقعت نفسها في مازق كبير, مستبعدا اي تصعيد على الطريقة الاوكرانية, او على غرار ما حصل في صربيا لان الوضع في لبنان مختلف تماما. وشدد على وجوب ثبات الاكثرية وقوى 14 اذار على مواقفها لكي لا يقع البلد في اكبر ازمة من التي يشهدها حاليا.

ورأى جعجع ان الهدف المعلن لتحرك المعارضة ليس سوى اداة ووسيلة لتحقيق اهداف ستراتيجية غير معلنة, مشيرا الى ان "حزب الله" يحاول من خلال تحركه في الشارع جر لبنان الى خيارات سياسية وستراتيجية لا تتلاءم مع تطلعات اكثرية اللبنانيين.

اما عميد الكتلة الوطنية كارلوس اده فاعتبر ان هناك موقفين لا يمكن ان يلتقيا, ومن هنا فشل محاولات الحوار والمبادرات العربية, وقال: لا يوجد بلد مثل لبنان فيه دولة ضمن الدولة ويقرر حزب فيه ك¯"حزب الله" ان يشن حربا عندما يريد ذلك.

من جهته رأى عضو كتلة "المستقبل" النيابية النائب عاطف مجدلاني ان "حزب الله" وحلفاءه مأمورون في تنفيذ امر عمليات 15 اب لمنع قيام المحكمة الدولية, تحت غطاء حكومة وحدة وطنية وثلث معطل لقرارات هذه الحكومة? وقال: "من يدعي انه مظلوم في حصته في الوزارة, يظلم اللبنانيين, في معيشتهم وحرية تحركهم وكرامتهم وحقهم في استقبال اعيادهم الدينية بسلام, ويعطي لنفسه حق احتلال الاملاك العامة والخاصة ويتباهى بان هذا الاحتلال مستمر ولشهور". واضاف: "لا يكتفي "حزب الله" وحلفاؤه بهذا القدر من الظلم, بل يذهب الى حد تهديد اللبنانيين بافلاس بلادهم من خلال التهديد المبطن احيانا, والمعلن احيانا اخرى, بحرمانهم من فرصة انعقاد مؤتمر "باريس 3" المخصص لتقديم مساعدات للبنان, تعوض الخسائر التي تكبدها في العدوان الاسرائيلي عليه في تموز", سائلا: "هل من المنطقي ان يتحكم فريق, كائنا من كان, بقرار السلم والحرب? ومن ثم يعترف في العلن انه لو عرف مسبقا حجم الخسائر التي سيتكبدها الوطن لما كان اقدم على تنفيذ عملية اسر الجنديين, ويسعى بعد ذلك الى الاستفادة من حجم الخسائر والاضرار المادية الجسيمة التي لحقت بمصالح الناس وبمالية الدولة, لكي يمارس التهديد والفرض عليهم".

 

مهرجان شعبي في دير القمر دعما للحكومة والمحكمة الدولية

وكالات - 2006 / 12 / 17

 بدعوة من قوى 14 آذار، اقيم في ساحة بلدة دير القمر مهرجان شعبي حاشد شارك فيه عشرات الآلاف من ابناء دير القمر والشوف دعما للحكومة اللبنانية ولاقرار المحكمة الدولية, ودفاعا عن لبنان واستقلاله . تقدم الحضور النواب : جورج عدوان ، علاء الدين ترو، محمد الحجار وايلي عون، ممثل رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط امين السر العام في الحزب التقدمي الاشتراكي شريف فياض، رئيس حزب الوطنيين الاحرار دوري شمعون، النائب السابق غطاس خوري، كريم حمادة ممثلا الوزير مروان حمادة، القيادي في هيئة الانقاذ في الحزب الشيوعي اللبناني منير بركات , رئيس مؤسسة العرفان التوحيدية الشيخ علي زين الدين على رأس وفد من رجال الدين والمؤسسة ، وعدد كبير من الشخصيات والفاعليات السياسية والحزبية والاجتماعية والهيئات الاهلية، ورؤساء البلديات والمخاتير والحشود الشعبية التي رفعت صور قادة 14 آذار وشهداء انتفاضة الاستقلال والاعلام اللبنانية والحزبية .

بعد النشيد الوطني افتتاحا، القى شمعون كلمة قال فيها :" اهلا وسهلا بكم في دير القمر عاصمة الامراء، هؤلاء العظام الذين وضعوا اسس لبنان المستقل والذين ناضلوا لتعزيز استقلاله رغم كابوس الاحتلال العثماني، احتلال تلك السلطنة التي لم تكن تغيب عنها الشمس . اهلا وسهلا بكم في ساحة احد كبار شهدائنا، اخي داني وعائلته.. وكم يؤلمني ان نكون اليوم في ساحة شهيد قضى منذ سنوات والشهداء ما زالوا يتساقطون في وطننا الواحد تلو الآخر . اهلا وسهلا بكم في عرين السياديين الرافضين لكل مغامر ومتعد على الدستور، هذا ما حصل في العام 1952 عندما تعاون كمال جنبلاط وكميل شمعون، مع ابناء هذا الجبل العنيد ونخبة من حلفاء الامس، على اسقاط حكم ورئيس خالف الدستور وارادة الشعب ومدد عهده، انما الحق يقال ان الرئيس يومذاك، الشيخ بشارة الخوري, رجل الاستقلال, لم يكن عميلا لاحد .

نحن هنا اليوم، مجموعة من اللبنانيين الاحرار الذين بذلوا الكثير من اجل لبنان سيد حر مستقل، او كما اراده كميل شمعون، أزلي سرمدي . في هذا اليوم، ماذا نقول لهؤلاء الذين يعملون ضد كل ما نؤمن به، مشكلتنا الكبرى هي مع مسؤولي المعارضة الذين ادخلوا لبنان في الحروب والدمار والقتل والتهجير، والذين يلقون كل يوم العظات والخطب في المثل العليا مدعين احتكار الفهم والعلم والخبرة والسياسة والوطنية . اننا نجد انفسنا امام حائط مسدود، امام خطاب شعبوي تحريضي فارغ من كل مضمون حتى من الادب والاخلاق . واذا استطعنا ان نستنتج من خطاباتهم شيئا نجد ان هدفهم الاول هو الاستيلاء على الكراسي والسلطة، اما الثاني فهو اخراج لبنان من الاسرة الدولية وشرعيتها ، ليلقوا به في غياهب الظلامية والتخلف والهيمنة . ان التوجه اليهم اليوم ليس الا مضيعة للوقت ، في حين ان كل دقيقة تمر تزيد وتعمق مأساة الشعب اللبناني.

ومن هنا اتوجه الى اولادنا واخواننا الذين أنجروا وراء طموحات قادتهم ان يسألوا انفسهم ولو مرة: الى اين نحن ذاهبون؟ أليس المقصود من هذه التظاهرات والاعتصامات شل البلد وتدمير الاقتصاد استكمالا لمفاعيل الحرب، والقضاء على مستقبل اللبنانيين وخصوصا الشباب الواعي والمثقف، ليتحول لبنان بأسره الى مجموعات من فاقدي الذاكرة يساقون الى المجهول ! كفى تفريطا بمصلحة لبنان وشعبه. كفى مؤامرات على استقلاله تنفيذا لسياسات الآخرين على ارضنا. كفى كفرا وتعالوا يا جماعة لنحل هذه الخلافات في ما بيننا، تعالوا نشبك الايدي لانه ليس لنا في النهاية سوى وطن واحد اسمه لبنان، وطن سيد حر تسوده الكرامة والقانون والمحبة لكي يبقى وطن الانسان، وطن يحظى باحترام العالم باسره .. عشتم وعاش لبنان ".

وتحدث المقدم فياض باسم النائب جنبلاط فحيا الحشود ونقل تحيات النائب جنبلاط اليهم وقال:" نلتقي اليوم في ساحة داني شمعون احزابا وقوى سياسية ومواطنين ناضلوا من اجل استقلال لبنان وقدموا الشهداء دفاعا عن سيادته وعزته وكرامة بنيه . نلتقي لنقول للجميع في لبنان وفي الخارج, لشركائنا في الوطن اننا لا نساوم على دم الشهداء ولا نساوم على كشف الحقيقة . ولاشقائنا العرب الذين نشكر لهم سعيهم ونثمن مبادرتهم ، اننا لا نساوم على الدولة ولا على الشرعية ولا على المؤسسات، واننا مستعدون اليوم كما كنا بالامس، لتسوية وطنية تنقذ لبنان من الازمة الراهنة ، على قاعدة المشاركة الوطنية الصحيحة وعلى قاعدة التمسك بالقرار الوطني اللبناني المستقل . انتهى عهد الوصاية الى غير رجعة ، واذا كان النظام السوري يحاول استعادة التفويض الدولي لحكم لبنان وادارته، وكان قد حصل عليه في الربع الاخير من القرن الماضي، فلن ينجح. عليه ان يختار اما ان يعيش في ذهنية القرن الماضي، واما ان ينتقل الى ذهنية المستقبل.

اما ذهنية القتل والتآمر والتسلط، وسيجدنا حينذاك ، سدا منيعا في وجهه، واما ذهنية العصر والحداثة والرقي ، فيقبل بعلاقات حسن الجوار والندية في التعاطي بين الدولتين بكل ما تحمله هذه الكلمة من معان في السياسة والادارة والامن والاقتصاد وسيجدنا اخوة واصدقاء . انتهى عهد اعتبار لبنان ساحة لتصفية حسابات الساسات الاقليمية والدولية ونحن مصممون على بناء لبنان الوطن الذين تتقدم مصالحه على كل مصلحة ، ومستقبله ومستقبل ابنائه على كل اعتبار. فلا للنظام السوري وصاية ولا لايران موطىء قدم . ايها الحفل الكريم ، نحن لا نتحاور ولا نتفاوض من على المنابر ولكننا معكم وباسمكم نعلن ثوابتنا وندعو الى التلاقي حول طاولة الحوار وفي المؤسسات الدستورية الشرعية اي الحكومة والمجلس النيابي . ونذهب الى الحوار بعقل منفتح لا هم لنا سوى مصلحة لبنان والحفاظ على مقومات وجوده واستمراره ، نعني بذلك الحفاظ على الوحدة الوطنية وعلى التنوع ضمن هذه الوحدة وعلى النظام الديموقراطي وعلى الدستور . باي حق يعرقل رئيس الجمهورية اجراء الانتخابات النيابية الفرعية في المتن الشمالي لانتخاب خلف للشهيد بيار الجميل؟

بأي حق يحرم مواطنين لبنانيين في تلك المنطقة ان يكون لهم ممثل في المجلس النيابي، ولاي سبب ولمصلحة من يخالف الدستور ؟ وقف خلف قناع آلية قانونية وجدد ولايته في يوم سبت اسود خلافا لروح القانون ولفلسفته لم تتمكن سلطة الوصاية حينها ان تغطيه بشرعية شعبية افتقدها ، وها هو اليوم يقف من جديد مكشوفا امام الناس ليحرمهم حقا يصونه الدستور. لمصلحة من كل ذلك؟ اننا نلمح بصمات المجرمين القتلة خلف كسر الدستور ومخالفة القانون. نلمح بصماتهم في تصفية قوى الرابع عشر من آذار في الوزارة وفي المجلس النيابي بعد ان تعذر اختراقهم بالاغراء والوعد وبالتهديد والوعيد .

هؤلاء القتلة لا يريدون المحكمة لانهم يخافون العدالة، لا يريدون الديموقراطية لانهم يخافون صوت الشعب، لا يريدون المشاركة بل التسلط، لا يريدون الحوار بل الاستئثار ، لا يحسنون الكلام بل يستسيغون النعال والاقدام . ولكن الشعب اللبناني في بيروت وفي الشمال، في البقاع وجبل لبنان والشعب المقموع المخطوف في الجنوب، قال كلمته واعطى ثقته لممثليه الشرعيين وحكومته الشرعية ورفض اقوال المفتنين وافعالهم وأصر على رفض الوصاية والتبعية والاستسلام للقوى الغاشمة التي تحاول الانقلاب على الدولة ومصادرة الحريات . اننا نعلن في دير القمر: - وقوقنا الى جانب الحكومة الشرعية ودعمنا للرئيس فؤاد السنيورة - اصرارنا على تشكل المحكمة ذات الطابع الدولي لكشف حقيقة مسلسل الاغتيالات والتفجيرات والاعمال الارهابية بدءا من محاولة اغتيال الوزير مروان حمادة وحتى اغتيال الوزير بيار الجميل ومعاقبة المجرمين القتلة الذين استهدفوا الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه واستهدفوا نخبة من القادة والسياسيين والمفكرين في البلاد .

- تمسكنا بالدولة ومؤسساتها ورفضنا لاية دولة داخل الدولة الواحدة الموحدة .

- تمسكنا بالجيش اللبناني وبحقه الحصري في امتلاك السلاح واستخدامه على الارض اللبنانية وان يكون الى جانب قوى الامن الداخلي حارسا للامن والاستقرار .

- تمسكنا بالشرعية الدولية واحترامنا لاتفاق الهدنة على حدودنا الجنوبية ونعتبر الدولة اللبنانية وحدها مخولة معالجة موضوع مزارع شبعا بعيدا عن المزايدة والابتزاز وبما يضمن حق الوطن في استعادة كل شبر من ارضه .

- اصرارنا على تطبيق كل البنود التي تم الاتفاق عليها في جلسات الحوار الوطني .

- تمسكنا بالنظام البرلماني الديموقراطي وبالحريات العامة وبالاحتكام الى الدستور والمؤسسات الشرعية . ونقول معكم لشركائنا في الوطن: لا تسمحوا لاحد ان يجعلكم وقودا في أتون سياسته ومصالحه ولا تسمحوا للفتنة ان تطل من فوق مناكبكم وان توجه الغوغاء خطواتكم . ان منزلق الفتنة خطير ولن تكونوا في اي حال رابحون ولن يكون الوطن برمته رابحا . ايها المواطنون, يا جماهير الرابع عشر من آذار, بسواعدكم نبني، وعلى وقع أناشيدكم نتقدم وفي ظلال راياتكم نتحصن, ارفعوا الى العلى اعلام لبنان ولوحوا بها, انتم للدولة ركنها وللشرعية قاعدتها, انكم تعيدون اليوم مشهد جيل سلف، في وقفته لحماية الدستور هنا في دير القمر، في معقل كميل وكمال وانكم لمنتصرون ".

ثم تحدث النائب السابق غطاس خوري باسم قوى 14 اذار, وقال:" من دير القمر، من ساحة الشهيد داني شمعون، يلتقي الجبل ليجدد عهد العيش المشترك، عهد كميل شمعون وكمال جنبلاط، عهد الجبل الموحد الذي نريده ان يبقى جامعا لارادة الاحرار في لبنان. من هنا وفي 17 اب 1952 انطلقت الجبهة الوطنية التي طالبت رئيس الجمهورية بالاستقالة وكان يتمتع باغلبية نيابية لكنه آثر ان يغلب شهامة الجبل ويستقيل على ان يشهد انهيار جمهورية واستقلال كان من ابرز رجالاته، ومن هنا نلتقي روح 17 اب مع روح 14 اذار ليتجدد الرهان على ارادة الاستقلال والسيادة والحرية والتغيير.

اين نحن اليوم من ذاك الرئيس ومن بقي في لبنان لم يطالب هذا الرئيس بالاستقالة, اهي الاكثرية النيابية ام قوى 14 اذار التي فاضت في ساحات الحرية والاستقلال وطالبت باستقالته, ام البطريركية المارونية التي طالبته ان يترك المنصب لغيره, ام المجتمع العربي والدولي الذي قاطع قصر بعبدا ومن يقطن في قصر بعبدا؟.

اننا امام رئيس للجمهورية يتقن فن خرق الدستور، اننا امام رئيس يقدم شهادة يومية على كيفية خرق الدستور، لقد اجاد علينا مؤخرا بخرق فاضح باعتباره حكومة الرئيس السنيورة التي تتمتع باغلبية نيابية شرعية منتخبة حكومة غير شرعية، وهو رفض التوقيع حتى على تصريف اعمال الدولة مصدرا بذلك شهادة تسمح بقتل كل نواب الاكثرية النيابية.

الى هذا الرئيس نقول: ان الحكومة هي حكومتنا، حكومة لبنان الموحد، هي الحكومة الشرعية الوطنية، ومهما تعاظمت كرنفالات ساحة رياض الصلح وتلونت بالوان زاهية, ومهما اضيفت عليها شعارات المشاركة والثلث المعطل، تبقى حقيقة ساطعة ان هذه الاكثرية التي تمثلونها انتم اليوم، لن تتبرع لك ولهم ولا لامبراطورية الفرس الزاحفة الى العالم العربي, لن تتبرع لكم بهذه الحكومة حتى يخلي جنرال بعبدا سدة الرئاسة، ويتم انتخاب رئيس وطني لبناني لا ياتمر باوامر اسياد الخارج ويؤمن بالحقيقة وبالعدالة، انتخاب رئيس من صلب 14 اذار ويمثل روح انتفاضة الاستقلال، رئيس يقول لنا من يقتل رموز لبنان وشهداء لبنان, رئيس يقول لنا من قتل رينه معوض, داني شمعون، ورفيق الحريري وباسل فليحان وسمير قصير وجورج حاوي وجبران تويني وزين الشباب بيار امين الجميل.

نريد رئيسا يساهم في التئام الجراح ولا يكون عائقا في طريق العدالة، فيسبح عكس التيار في محاولة بائسة لاطلاق سراح رموز نظامه الامني المتهاوي. الى فريق 8 اذار نسألكم اي وطن تريدون؟ وطن الشراكة الحقيقية بين جميع اللبنانيين ام الوطن المخطوف لحساب هزيمة اميركا في لبنان وانتصار المفاعل النووي في ايران. وطن الديمقراطية المنفتحة السمحة، ام القبضات المقفلة على الغرائز المرفوعة للقتال اللامتناهي بقدسية الموت؟.

يا شركائنا في الوطن نقول لكم 14 اذار تريد المشاركة ليس بالثلث المعطل انما بتعطيل عوامل الفتنة في لبنان. نريد المشاركة في بلد سيد حر مستقل، في دولة عادلة شفاقة، في نظام قضائي يعمل للمظلوم على الظالم، في انفتاح اقتصادي وحداثة حقيقية، في نظام تعليم يؤسس لبناء وطن لا اوطان، في جيش قوي يكون لكل لبنان ولا يتعايش مع جيوش متناحرة.

نعم نريد المشاركة في حمايتكم من انفسكم وكي لا تكونوا خوارج على النظام الدولي، بل مواطنين في دولة قادرة هي جزء من المنظومة الدولية تنفذ قراراتها وتتفاعل معها. نريد المشاركة في تحرير ارضنا واسرانا وان لا تستعمل ارضنا ممرا او ساحة منازلة لتحالفكم السوري الايراني. نحن 14 اذار نريد المشاركة في الوطن المستقل لا في اشلاء الوطن.

بوابة المشاركة الحقيقية هي المحكمة الدولية. لا تحاولوا الهروب الى الامام، لا تحاولوا الالتفاف على هذه المحكمة. هنا يكمن السر الحقيقي للداء، وهنا يكمن الدواء ولن تنفع مع اللبنانيين محاولات الهروب من العدالة، ومحاولة حماية النظام السوري. ايها الاخوة والاصدقاء, يا ابناء ورجال كميل شمعون وكمال جنبلاط ورفيق الحريري يا حماة الحرية وانتفاضة الاستقلال، الايام الاتية، ايام مصيرية في تاريخ لبنان، ولبنان لا يجوز ان يضيع. انتم مسؤولون عن رفض الانقلاب على الشرعية الدستورية، انتم مسؤولون عن حماية انتفاضة الارز، انتم مسؤولون عن مواجهة مخطط عودة النظام الامني. ونحن معكم سنبقى على العهد، وستبقى وصايا كميل شمعون وكمال جنبلاط، فينا حتى ينتصر لبنان.

واخيرا تحدث النائب جورج عدوان باسم "القوات اللبنانية", وقال:" يا اهل الجبل الاشم وجبل الثوار والاحرار وجبل كميل وكمال والموحدة والموحدين واصحاب العمائم البيضاء وجبل البطريرك صفير "وابو تيمور". في ساحة التلاقي في دير القمر هانحن معا في الجبل الموحد في خط السيادة, في ثورة الارز نبني معا ونحرر معا، ونصمد معا، ونرفض معا. رأوا ان ثورة الارز ذهبت بسلطة الوصاية السورية، ولذا كل ما يفعلوه الان هو العودة الى عهد الوصاية، يحاولون تعطيل الدولة من راس الهرم بوجود رئيس جمهورية بدل ان يكون حكما نراه طرفا يدافع عن سلطة الوصاية، ويحاولون تعطيل حكومة وطنية، ومجلس نواب معطل.

وفي الوقت الذي رأوا ان كل المحاولات لم تنجح، ومظاهرة 8 اذار لم تستطع اعادة السوري الى لبنان، بدأوا بالتفجيرات والاغتيالات ظنا منهم باننا شعب "هين" ونخاف و"اول ما يهزونا نقع". نحن ابناء الجبل, لا نهتز ولا نقع, اعتدنا العواصف. نحن سنديان وارز فكيف اذا كنا يدا واحدة وموحدين جميعا؟ بدأوا الاغتيالات لهز الدولة وزعزعة الاستقرار, وعندما لم ينجحوا حاولوا هز الحكومة ويحاولون الان هز الاقتصاد ليجعلوا من لبنان بلد الفقر والفقراء بعدما كان بلد الرخاء والطمأنينة والعيش الكريم. في 12 تموز ادت الحرب على لبنان الى زعزعة اقتصاده ولم نصل الى حد الارتياح من ذلك حتى جاءت الاعتصامات لايقاف الاقتصاد والمدينة والعاصمة بيروت كي يعمموا فلسفة الفقر وعدم الرخاء و"التعتير" .

انما نحن بثقافتنا وصمودنا لن نسمح لهم بالنيل من اقتصادنا ومن حكومتنا, وعندما فشلوا في الاقتصاد بدأوا في الاغتيالات التي عمرها اكثر من 30 سنة, والمجرم واحد، والقاتل واحد، والنظام واحد. اليوم تستطيعون ان تكونوا مرتاحين، فأبو وليد، والبشير وداني كلهم يتطلعون اليكم. بشير الجميل يجلس مع كمال جنبلاط ليريا توحيد الجبل, مع رنيه معوض وداني شمعون ورفيق الحريري وباسل فليحان وسمير قصير وجورج حاوي والرفيق الصديق جبران تويني وبيار الجميل، ومن هنا نقول للاخرين حضروا انفسكم على المحكمة الدولية ووقت العقاب اقترب ولا احد سيخلصكم منه, لا التفجير ولا التأجيل، العدالة اتية، اتية، اتية, ومن غير الممكن ان نبقي يد الجلاد على رؤوس الاحرار في هذا الوطن، ولن ندع يده على كل سياسي يؤمن بسيادة لبنان ومستقبله وحريته، ولا يد الاجرام تقتل كل شاب يتطلع الى المستقبل لتعيدنا الى دهاليز الماضي.

لبنان بلد الحرية والديموقراطية التوافقية والتعددية, وكل الاجرام لن يغير تاريخ لبنان. يقولون باننا لا نريد المشاركة. نقول لهم نحن ندعوكم الى ذلك ولا سيما المشاركة في قرار الحرب والسلم والمشاركة في تقرير مصير لبنان وتنفيذ مقررات الحوار في ترسيم الحدود ومزارع شبعا وفي نزع السلاح الفلسطيني خارج وداخل المخيمات. من هنا تبدأ المشاركة على طريق بناء الوطن. نريدكم ان تشاركوننا في ان لا يكون لبنان ساحة ويصبح وطنا. كفانا ان نبقى ساحة لصراع الاخرين, وجاء الوقت كي نصبح وطنا يلتقي فيه كل اللبنانيين. نحن اللبنانيون ابناء الجبل وثورة الارز نقول بان الحكومة لن تسقط الا في مجلس النواب فقط, وحكومتنا لن تسقط في الشارع وهذا هو الشارع. حكومتنا لن تسقط لانها حكومة لبنان وقرارها في لبنان وهي مثل لبنان ولن تسقط وعلى راسها فؤاد السنيورة رجل الدولة ولديه الجراة ليتحدث بسيادة لبنان وقراره الحر, فاللبنانيون يريدون العيش وهم الذين يتقنون ثقافة الحياة والحرية وليس ثقافة الموت".

 

الاقتصــــاد والديمـــاغـــوجيـــة

 النهار - 2006 / 12 / 17 - مروان اسكندر

على مشارف سنة 2007 يبدو الاقتصاد اللبناني في وضع متأزم، أبرز مطباته: ارتفاع المديونية العامة، تقلص الدخل القومي، تعليق الإنتاج خلال الحرب والاعتصام، ارتفاع نسبة الهجرة بين الشباب المتعلم، تعاظم عجز الموازنة، واشغال الحكومة بالقضايا السياسية والامنية ودفعها الى اغفال القضايا الاقتصادية.

وبعد كل ذلك، ما هي نظرة اللبنانيين الى أسباب الازمة المستحكمة ووسائل معالجتها؟.

غالبية المعتصمين تتهم حكومة السنيورة وتحملها وزر الدين العام.

وخطباء الجماهير يذهبون الى ابعد من ذلك، ويلقون التهم من دون تروٍّ ومن دون اخضاع الكلام لفحص الضمير وفحص المعرفة.

حكومة السنيورة مارست عملها بصورة شبه طبيعية قرابة السنة منذ تاريخ تأليفها في تموز 2005 حتى تاريخ اندلاع حرب تموز 2006.

خلال هذه الفترة استطاعت تحقيق خطوات كبيرة. فسنة 2006، على رغم بدايتها بجريمة اغتيال رفيق الحريري وسحب مبالغ تفوق الخمسة مليارات دولار من لبنان، تمكنت الحكومة منذ شهر آب 2005 من استعادة اكثر السحوبات، وتوصلت الى تحقيق فائص على حساب ميزان المدفوعات تجاوز الـ400 مليون دولار، كما تمكنت من اعادة تحفيز موجة الاستثمار في لبنان.

والاشهر الستة الاولى من 2006 أعادت الامل في امكان تحقيق نمو مستمر بعد جمود 2005، فبلغ معدل النمو السنوي ستة في المئة، وهذا معدل جيد. كما تجاوز الفائض الاولي الـ960 مليار ليرة لبنانية وذلك للمرة الاولى منذ عشر سنين، وانتهى شهر حزيران بفائض على حساب ميزان المدفوعات تجاوز الـ2,7 ملياري دولار وكان هذا الانجاز الاول من نوعه في تاريخ لبنان، وكان مستوى الاستثمارات المباشرة نحو ثلاثة مليارات دولار.

المطبات المخيمة على اكتاف الاقتصاد اللبناني والتي عددناها اعلاه هي في مجملها، باستثناء الدين العام المتراكم، حصيلة حرب تموز وقرار اطلاقها، هذا القرار الذي اتخذ بصورة انفرادية ونشر بمفاعيله على جميع اللبنانيين، وكنا ذكرنا سابقا ان قطع الارزاق من قطع الاعناق، وهذا ما حصل.

حرب تموز وآب القت على لبنان الأعباء الآتية: دمار في المنازل ومؤسسات الانتاج ومنشآت البنية التحتية والطرق ومجاري المياه وشبكات توزيع الكهرباء والمدارس، ومدارج المطار والجسور وتلوث الشواطىء ومياه الشرب والاستعمال المنزلي، الخ. مما تسبب بخسارة نحو 3,7 الى اربعة مليارات دولار.

والامر الذي يعمق تأثير هذه الخسارة ان استعادة مستويات السكن والانتاج ومواصفات البنية التحتية تستوجب بذل جهود لفترة ثلاث سنوات على الاقل كي نعود بعدها الى حيث كنا. بكلام آخر، بعد انفاق أربعة مليارات دولار على البناء التعويضي، نكون حيث كنا في 10 تموز 2006، هكذا نكون قد اضعنا ثلاث سنوات من تأخير النمو الى الفترة المنقضية خلال الحرب الاهلية.

الخسارة الثانية تتمثل في انحسار واردات الدولة، وفي زيادة اعبائها الانفاقية على تحريك قوى الجيش والامن وتوفير العنايات الطبية والغذائية بما يساوي ملياري دولار.

أخيراً، هناك الكلفة الفائتة المتمثلة في خسارة زيادة الانتاج، تقديرات دولية ان الدخل القومي سينقص بمعدل خمسة في المئة قياسا بسنة 2005، فتكون الخسارة على حساب الدخل القومي موازية لـ2,7 ملياري دولار قياسا بحجم الدخل المقدر بـ24 مليار دولار في 2005.

تأثيرات الحرب اقتصاديا، ومن دون احتساب خسارة المعارف ومخزونها لدى الشباب المهاجر والتي نقدرها باكثر من الخسارة المادية، هي بالغة ومعقدة.

هذه الخسارة التي تفوق الثمانية مليارات دولار توازي 35 في المئة من دخلنا القومي. في المقابل، ان خسارة اسرائيل وتكاليف شنها الحرب بلغت ثلاثة مليارات دولار أي ما يوازي 2,5 في المئة من دخلها القومي. خسائرنا البشرية، ما عدا الذين سقطوا من مقاتلي "حزب الله" والذين لم يعلن عددهم، تجاوز الـ1400 لبناني ولبنانية في مقابل 140 اسرائيلياً، نصفهم من عرب اسرائيل، وتالياً فان وقع تأثيرات الحرب على لبنان واقتصاده واهله كان كارثياً، في حين ان الوقع في اسرائيل كان هامشياً.

وبعد الحرب وتصاعد حدة الانتقادات للحكومة، هذه الحدة التي تلازمت مع تقرير سيرج برامرتس في حزيران الذي شدد فيه على استفادته الكبيرة من عمل ديتليف ميليس واهمية 12 مليار مخابرة هاتفية مسجلة في المنطقة، بات نشاط الحكومة في اعادة مجاري الحياة الاقتصادية معرضا لمختلف انواع المناكفات.

واستهدف المعترضون خصوصاً مؤتمر باريس 3 وكأن حصيلته ستخصص لفريق دون آخر، وكأن المساعدات ستتعثر. والواقع ان مساعدات مؤتمر باريس 2، على رغم كل المعوقات التي طرحت في وجه الرئيس رفيق الحريري، سمحت باستعادة زخم النمو عام 2004 والذي نتج منه للمرة الاولى منذ عشر سنين انخفاض في معدل الدين العام للدخل الوطني بنسبة اثنين في المئة.

الدين المتراكم هو من دون شك مسؤولية ضخمة، وهو العائق في وجه النمو في الاوقات الطبيعية. لكن هذا الدين تراكم نتيجة تناتش المنافع بين الافرقاء، وهدر الموارد ارضاء لمطالب سياسية، واخضاع قرارات حيوية للسيطرة السورية ومنها التمديد للرئيس الياس الهراوي الذي كلف لبنان في 1995 اكثر من 2,7 ملياري دولار، ومع الفوائد المتراكمة بلغت كلفة التمديد الاول اكثر من 17 في المئة من مجمل الدين العام الحالي.

وجدير بالذكر ان حكومة الرئيس الحص بين عامي 1998 و2000 راكمت الدين العام بالمعدل ذاته الذي ساد سابقا، وذلك من دون تحقيق اي نمو، بل على العكس، في 2000 تقلص حجم الدخل القومي بنسبة اثنين في المئة.

وبعد كل هذا، نجد خطباء في ساحة رياض الصلح يستعملون الفاظاً نابية في حق رئيس الوزراء وفريقه وفريق الغالبية، ويدّعون زوراً وبهتاناً انهم تسببوا بالازمة الخانقة التي لحقت بلبنان نتيجة حرب تموز وهم اصحاب القرار في توقيتها وتسعيرها.

احد النواب المتميز بصوته الجهوري ومخزون الاوصاف والنعوت المشينة، هو نفسه صاحب مؤسستين في الضاحية حصل على تعويضات في صددهما وهو لم يأبه يوما لتسجيلهما في السجل التجاري أو لدى وزارة المال أو الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، بل يكتفي انه ينتسب الى الشرفاء.

اشرف اللبنانيين هم اللاطائفيون غير الملتزمين لأي دولة اقليمية أو دولية، انهم اللبنانيون الذين احتضنوا اخوتهم ايام الحرب وهم يعانون حالياً أوزار الحرب في المقام الاول. هؤلاء اللبنانيون هم الاكثرية من دون منازع، وهم يرفضون الشتائم، ويعتبرون ان توجيه السهام في غير موضعها، مثل اتهام الحكومة بالمسؤولية عن الكارثة الاقتصادية، ممارسة منبوذة ومضرة في حق اصحابها في المقام الاول.

 

نشاطات الشباب اللبناني في اعتصام المعارضة: فرز طائفي وحزبي.. وتعطيل جزئي للسنة الدراسية

الشرق الاوسط - 2006 / 12 / 17 - كارولين عاكوم

بعد دخول الاعتصام المفتوح الذي تنظمه قوى المعارضة في ساحة رياض الصلح وقبالة ساحة الشهداء أسبوعه الثاني، لا تزال الأجواء المتشنجة تسيطر على نفوس الشعب اللبناني وشبابه. المدارس والجامعات لا تزال تفتح أبوابها مع ترقب شديد لما ستؤول اليه الأمور بين ساعة وأخرى. ارسال التلاميذ الى المدارس يتم بحذر مرده خوف الأهل على أبنائهم اذا انفجر الوضع الامني اثناء الدوام. ادارات المدارس تحاول استباق الأحداث وتنبيه التلاميذ الى أن الامتحانات الفصلية ستنجز في اليوم الأول لعودتهم في حال اضطرت الى التعطيل القصري. أما طلاب الجامعات التي تأخرت في بدء العام الدراسي بسبب الحرب الاسرائيلية على لبنان، فيتوزعون في المرحلة الحالية بين مؤيدين لتحرك المعارضة معتصمين وسط بيروت للمطالبة بسقوط الحكومة، ومعتكفين في المنازل، ولا سيما خلال المحاضرات المسائية، إما لاشمئزازهم من الأوضاع السياسية المسيطرة وعدم تأييدهم لأية جهة سياسية، او بسبب المشكلات الأمنية التي يكثر حدوثها ليلا، أو بناء على طلب قادة بعض الأحزاب ولا سيما المنضوية في الموالاة، عدم حضور الطلاب في هذه الفترة الى جامعاتهم بعد انتشار الاحتكاكات بين الشباب.

وبما أن غالبية المعتصمين وسط بيروت، بحسب المنظمين، هم من طلاب الجامعات الذين يمضون أيامهم بين الجامعة وساحة الاعتصام، يؤكد الجميع على تنظيم النشاطات المفيدة التي تساهم في تفعيل التواصل بين الشباب على اختلاف انتماءاتهم السياسية، رغم توزيعهم الطائفي الواضح بين الساحتين. ويبرر أحد المعتصمين في خيمة لحزب الله هذا الأمر قائلاً «كل شخص يرتاح بين جماعته».

وبهدف استقطاب الشباب للمشاركة في الاعتصام، لا سيما المستقلين منهم، يقول الطالب الجامعي حسني حمادة، الذي يعمل في مجموعة تطلق على نفسها «الطلاب المستقلين» رغم اعترافه بميول المجموعة لمطالب المعارضة، «نعمل بشكل دائم على تنظيم حلقات حوارية لمناقشة المواضيع السياسية بشكل عام ومطالب الاعتصام بشكل خاص. ونحاول قدر الامكان دعوة طلاب الجامعات على اختلاف انتماءاتهم السياسية للانضمام الينا، انما تبقى الفئة المستقلة هدفنا الأول». ويضيف: «تقديم موعد بعض الجامعات الخاصة موعد الامتحانات الفصلية التي كانت تجرى بعد رأس السنة في بعض الجامعات الخاصة أثر سلبا على نسبة المشاركة».

وأكد مسؤول في اللجنة التنظيمية في «التيار الوطني الحر» لـ«الشرق الأوسط» أن النشاطات التي تنظم تتم بالتنسيق الكامل بين مندوبي أحزاب المعارضة و«لا ننكر بعض الاختلافات مع القوى المشاركة في الاعتصام، انما المهم هو أن نلتقي على القواسم المشتركة الأساسية».

يبدأ برنامج النشاطات عند الرابعة من بعد الظهر ويستمر حتى منتصف الليل. ويتضمن أغاني وموسيقى وكلمات تلقيها شخصيات مؤيدة للتحرك على منصتين مخصصتين لهذه الغاية، واحدة باشراف حزب الله والثانية لـ«التيار الوطني الحر بعد التنسيق الذي تتولاه اللجنة المنظمة، اضافة الى البرامج الترفيهية التي تساهم في تسلية المعتصمين والترفيه عنهم قدر الامكان. ومن ضمن هذه النشاطات كان احياء شباب المعارضة الأسبوع الماضي مهرجانا للألوان عبر رسمهم قوس قزح من ستة ألوان يرمز الى رؤية المعارضة اللبنانية للبنان الذي يريده أبناؤه موحدا بكل أهله وبنيه ويأتي مطلب الحكومة الوطنية ضمن هذا الاطار. وفي ذكرى اغتيال النائب والصحافي اللبناني جبران تويني نظم شباب «التيار الوطني الحر» مسيرة شموع. انما ذلك لم يحل دون تحفظ بعض الشباب في التيار عن تنظيم النشاط ـ على حد قول مسؤول في التيار ـ وذلك بعد تهجم نايلة تويني ابنة الشهيد على التيار وعلى العماد ميشال عون بشكل خاص، مضيفا «موقفنا في ما يتعلق باستشهاد تويني واستنكارنا لجريمة اغتياله لم يتغير منذ اليوم الأول».

ورغم موقف التيار المعلن في هذا الموضوع وتأكيد جميع الفرقاء على التنسيق الدائم في كل نشاط ينظم، اعترضت بعض الأحزاب المشاركة على تعليق قسم جبران تويني في «حي التيار» كما سماه المسؤول، معتبرين أن تفرد كل حزب بقراره من دون احترام آراء الآخرين، وخصوصا أن الشهيد تويني قد يعتبر استفزازا للبعض، كما قال سليم خليل عضو «الحزب الديمقراطي الشعبي» الذي يتواصل وينظم نشاطاته «بحكم أننا جيران» بشكل خاص مع «التيار التوحيدي» والحزب القومي الاجتماعي والحزب الديمقراطي اللبناني. وعن سبب ضآلة أعداد من الطلاب المعتصمين في الخيم خلال ساعات المساء الأولى يقول خليل: «الأعداد تتزايد في عطلة نهاية الأسبوع، كما أننا نحاول توزيع برنامج مناوبة بحسب مواعيد المحاضرات في الجامعات». ويوافقه في الرأي المسؤول في «التيار الوطني الحر» الذي عزا سبب غياب الشباب الى «الارهاق الذي اصابهم خلال تنظيم نشاطات الأسبوع الماضي ولا سيما مظاهرة الأحد».

عضو الحزب السوري القومي الاجتماعي أدونيس نصر، الذي يعمل موظفا في دار نشر، وسمح له مديره بالتغيب عن العمل للمشاركة في الاعتصام، قال: «اتصل عدد من ممثلي الأحزاب المشاركة في الاعتصام مع ادارات الجامعات كي تتسامح قدر الامكان مع الطلاب في ما يتعلق بضرورة الحضور الى الجامعة».

أما زميله في الحزب حسين هاشم، الذي يتابع دراسته الجامعية في كلية الحقوق، فيؤكد حضوره الدائم في الجامعة في هذه المرحلة الدقيقة لأن «أهمية دوري تكمن في محاولة استقطاب طلاب من الجامعة ووضعهم في أجواء ما يحصل وتوعيتهم على أهداف تحركنا».

 

بيريتس يدعو لدراسة عرض دمشق ولايستبعد الحرب معها

أولمرت لايأخذ دعوات الأسد إلى السلام بجدية

 القدس المحتلة -دمشق- الوكالات: رفضت اسرائيل امس الدعوة التي وجهها الرئيس السوري بشار الاسد لاجراء مفاوضات مؤكدة ان هذا العرض لا يمكن ان يؤخذ على محمل الجد الا اذا توقفت دمشق عن دعم حزب الله اللبناني وحركة حماس عسكريا.وقالت ميري ايسين الناطقة باسم رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت "من الصعب اخذ تصريحات سورية على محمل الجد طالما ان هذه الدولة لا تزال تقدم دعما للارهاب عبر مساعدة حزب الله في لبنان وحماس لدى الفلسطينيين" على حد زعم المتحدثة الاسرائيلية. وكان الرئيس السوري قال في مقابلة نشرتها صحيفة "لاريبوبليكا" الايطالية الجمعة "اقول اذا لاولمرت: ليقم بمحاولة لرؤية ما اذا كنا نخدع" واستند كذلك إلى تقرير لجنة بيكر حول العراق لدعوة واشنطن إلى الحوار.

وفي مقابلة مع صحيفة "واشنطن بوست" قال وزير الخارجية السوري وليد المعلم من جهته ان بلاده لا تطلب من اسرائيل ان تلتزم اعادة الجولان كشرط مسبق لبدء مفاوضات. من جانبه دعا وزير الدفاع الإسرائيلى عمير بيريتس إلى ضرورة عدم رفض الأصوات المطالبة للسلام من العاصمة دمشق ونقل راديو"صوت إسرائيل" عن بيريتس قوله خلال جلسة مجلس الوزراء الاسبوعية إنه يجب فى الوقت نفسه دراسة استعدادات سورية لخوض أية مواجهات مع إسرائيل, مشددا على ضرورة بلورة سياسة واضحة بالنسبة للملف السوري الاسرائيلي وعدم اطلاق تصريحات متفاوتة بين عشية وضحاها. وافادت تقارير إخبارية أن عضو الكنيست الاسرائيلي ورئيس جهاز الامن العام (الشاباك) السابق عامي أيالون يرى أنه "لا ينبغي رفض دعوة سورية للحوار" ونقل عن أيالون قوله بأن "إسرائيل لا يمكنها التراجع عن موقفها القائل أنه يجب الحوار مع كل من يرغب في مفاوضات دون شروط مسبقة"وفي الوقت نفسه يرى أيالون أن سورية يتعين عليها أن "تقطع علاقتها بالارهاب وبإيران" قبل البدء في مفاوضات

وأوضح أن إسرائيل لا يمكنها أن تخلي هضبة الجولان في السنوات القريبة قائلا " نحن متخمون بالوعود وواضح تماما أننا لن نعود إلى التفاوض حسب ما كان عام 1999 و2000. من يريد الحوار يجب أن نحاوره ولكن بتنسيق مع الاميركيين" وفي الوقت نفسه حذر أيالون من انه لا يجب إسقاط إمكانية أن " نجد أنفسنا في حرب مع سورية خلال فترة قصيرة". على صعيد آخر دعت جمعية حقوق الانسان في سورية امس السلطات إلى الافراج عن قيادي شيوعي اعتقل الاربعاء وكافة المساجين السياسيين كما جاء في بيان لهذه المنظمة. وجاء في البيان ان "جمعية حقوق الانسان في سورية تطالب السلطات بالافراج عن فايق المير والمعتقلين السياسيين الاخرين والكف عن الاستدعاءات الامنية واحترام حقوق المواطن التي كفلها الدستور". واكد البيان ان "جهاز امن الدولة اعتقل الاربعاء في طرطوس (شمال غرب) العضو القيادي في حزب الشعب الديمقراطي (المحظور) فايق المير ونقله إلى دمشق ولا يزال معتقلا حتى لحظة اصدار هذا البيان".

وكان الرئيس الاميركي جورج بوش دعا الاربعاء سورية إلى الافراج فورا عن "كافة المعتقلين السياسيين". وقال بوش في بيان "على النظام السوري الافراج فورا عن كافة المعتقلين السياسيين وبينهم عارف دليلة وميشال كيلو وانور البني ومحمد عيسى وكمال اللبواني". واضاف "انني منزعج بشدة من التقارير التي تقول ان بعض المعتقلين السياسيين المرضى يحرمون من الرعاية الصحية فيما يعتقل آخرون في زنزانات مع مجرمين عنيفين".

 

أبو العينين: "حماس" قتلت 40 من كوادر "فتح" منذ تسلمت السلطة

 بيروت- القدس المحتلة- الوكالات: شارك نحو ثمانية الاف فلسطيني امس في تظاهرة تاييد للرئيس الفلسطيني محمود عباس ومساندة لدعوته إلى انتخابات مبكرة بسبب فشل حركة »حماس« في تسيير امور السلطة. وتلبية لدعوة حركة »فتح« تدفق الاف الفلسطينيين إلى مخيم البرج الشمالي في ضاحية مدينة صور الساحلية في جنوب لبنان وهم يحملون لافتات منها "سنحمي منظمة التحرير الفلسطينية باجسادنا" واخرى تؤكد "نرفض جر البندقية الفلسطينية إلى الصراعات اللبنانية الداخلية", وفي كلمة القاها امام المتظاهرين قال مسؤول »فتح« في لبنان سلطان ابو العينين "ندعو إلى انتخابات جديدة بعد ان فشلت »حماس« في تسيير امور السلطة حيث اصبحت حكومتها صندوقا للتبرعات ورهنت قرارها ببعض الدول العربية فيما الشعب الفلسطيني يئن تحت الفقر", واتهم ابو العينين الحركة "باغتيال اكثر من 40 كادرا من حركة »فتح« في فلسطين منذ ان تسلمت »حماس« الحكومة الفلسطينية". الى ذلك أعربت حركة »فتح« امس عن اعتقادها بأن إسرائيل تملك مفتاح حل الازمة الراهنة مع حركة »حماس« عن طريق إمكانية طرح مبادرة دبلوماسية تدفع لصالح الحركة الوطنية. ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الاسرائيلية عن بعض المسؤولين في الحركة من دون الكشف عن هوياتهم, اعتقادهم بأنه سيكون من الاسهل لفتح الانتصار في المنافسة مع »حماس« إذا خففت إسرائيل حصارها وقيودها المفروضة على الفلسطينيين في قطاع غزة, وأطلقت سراح السجناء, إضافة إلى قيام رئيس الوزراء الاسرائيلي إيهود أولمرت بإطلاق إشارات لاستئناف العملية الديبلوماسية المؤدية للسلام,وأضاف مسؤولو »فتح« في تصريحاتهم للصحيفة أنه: "دون حل ديبلوماسي للنزاع الاسرائيلي الفلسطيني فإن »فتح« لن تنجح في الصراع مع »حماس« التي ترفض الاعتراف بشرعية إسرائيل.

 

خدام: أزمة العلاقات السورية . السعودية ليست شخصية .. والأسد ناكر للجميل

 الرياض ¯ يو بي اي: قال نائب الرئيس السوري السابق عبدالحليم خدام ان الازمة بين النظام السوري والمملكة مسؤولية نظام بشار الاسد, وهي عكس ما سعى نائب الرئيس السوري فاروق الشرع »لتصويره على انه مسألة شخصية«. واضاف خدام في حوار مع صحيفة »الوطن« السعودية نشرته امس ان السعودية قدمت ل¯ »(الرئيس السوري) بشار الاسد نصائح خاصة في الموضوع اللبناني« لان المملكة »تعلم والكل يعلم ان بشار الاسد متورط في لبنان وان استمرار هذا التورط سينعكس على سورية كبلد«. وحسب خدام فان النظام السوري متورط في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري, وهو ما سيلحق اضرارا كبيرة ليس بالنظام السوري بل وايضا بالشعب السوري وبمستقبل سورية. ورأى ان سورية لا تستطيع ان تبقى منعزلة عن الدولة العربية ووصف القيادة السورية بأنها »قيادة جاهلة, ومغامرة وعاجزة عن التمييز بين ما يفيد سورية وما يؤذيها وعاجزة عن القيام بقراءة صحيحة للتاريخ والواقع, سواء أكان هذا الواقع سوريا او عربيا او دوليا«.

واضاف »القيادة سببت معاناة شديدة للشعب السوري وارتكبت بحقه اخطاء كبرى افقرت البلاد, وزادت ازماتها الاقتصادية ووصل السوريون بغالبيتهم العظمى الى تحت خط القفز لقد انخفض مستوى معيشتهم وانتشرت البطالة بين ابناء الشعب السوري بحيث بات 6 ملايين سوري عاطلين عن العمل«.

وقال خدام ان »اخطاء النظام السوري هي التمديد للحود (الرئيس اللبناني) واغتيال الحريري (رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري) واستخدام حزب الله وعملاء المخابرات السورية لتأجيج الوضع في لبنان وايصاله الى مرحلة الانفجار املا في تعطيل ملف التحقيق الدولي« مشيرا الى ان »الخطيئة الكبرى التي ارتكبها النظام السوري هي التحالف مع ايران«.

وردا على سؤال عن لماذا سحبت المملكة غطاءها عن بشار الاسد الان بعد ان غطته طويلا قال خدام ان »المملكة راهنت على الحوار مع الاسد لم تسحب الغطاء عنه في البداية. النظام السوري يتحمل مسؤولية التوتر في لبنان والحملة التي تركزت بشكل خاص على المملكة العربية السعودية ومصر فيها نوع من نكران الجميل وفيها نوع من الاساءة لسورية نفسها«. وتوقع خدام ان لا يكون هناك تقارب اميركي سوري خصوصا بعد تقرير بيكر هاملتون حول العراق وقال اذا حللنا السياسة الاميركية بعمق نجد انه ليس هناك عوامل للتقارب فتقرير بيكر درس كل المشكلات التي لا تؤدي الى حل مشكلة الاميركيين في العراق الهدف من التقرير ان يقول الاميركيون لقد قمنا ودرسنا وحللنا ونصحنا .. الخ. وقال القائد في جبهة الخلاص الوطني ان غربته لن تطول وقال »بإذن الله الغربة لن تطول وانا واثق ان هذا النظام (السوري) اصبح في مرحلته الاخيرة فليس هناك اي سبب لاستمراره. الوضع الداخلي متأزم, هناك فقر, وجوع لم يعرفه السوريون حتى خلال الحرب العالمية الاولى. هناك قمع لم يعرفوه في اي عهد من العهود منذ مئات السنين فساد في العهد الانكشاري لم يكن معروفا فمن الطبيعي ان يشكل هذا بيئة خصبة للتغيير ونحن نعمل على توظيف هذه البيئة لتحقيق النصر«. يذكر ان جبهة الخلاص الوطني في سورية اعلن عن تأسيسها في العاصمة البلجيكية بروكسل في 17 مارس 2006 وذلك في ختام يومين من المشاورات بين بعض قوى المعارضة وشخصياتها. وعقد اللقاء التشاوري الذي نتج عنه اعلان جبهة الخلاص الوطني يومي الخميس والجمعة 16 و 17 مارس 2006 بدعوة من عبدالحليم خدام (نائب الرئيس السوري السابق) وعلي صدر الدين البيانوني (المراقب العام لجماعة الاخوان المسلمين في سورية) والى جانبهما شارك ممثلون عن مختلف التيارات الليبرالية والكردية والقومية المقيمة في الخارج.

 

الأسد يبدأ اليوم زيارة إلى روسيا سعيا إلى ضمانات حول محكمة قتلة الحريري

 قمة إماراتية . سورية في أبوظبي لبحث مستجدات المنطقة

 عواصم - الوكالات: بحث الرئيس السوري بشار الاسد في ابوظبي امس مع رئيس دولة الامارات الشيخ خليفة بن زايد ال نهيان العلاقات الثنائية بين بلديهما واخر المستجدات على الساحتين الاقليمية والدولية. وقالت وكالة انباء الامارات الرسمية (وام) ان الرئيس السوري اعرب عن سعادته بزيارة دولة الامارات ولقائه الشيخ خليفة بن زايد مشيرا إلى ان زيارته الحالية تأتي في اطار الحرص على تعزيز اواصر العلاقات الثنائية بين البلدين بما يسهم في فتح افاق التعاون والتنسيق المشترك في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية. من جانبه نوه الشيخ خليفة بن زايد بزيارة الرئيس السوري وبمساهمتها فى توطيد العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين في مختلف المجالات. واكد رئيس دولة الامارات لنظيرة السوري حرصه على تفعيل اواصر التعاون المشترك بين البلدين خاصة في المجالات الاقتصادية والاستثمارية بما يعود بالخير والمنفعة على الشعبين الشقيقين وعلى ضرورة تفعيل العمل العربي المشترك والتشاور والتنسيق في كل ما يهم الامة العربية وشعوب المنطقة. وكان الرئيس السوري قد وصل إلى العاصمة الاماراتية في زيارة رسمية في اطار جولة له لعدد من الدول العربية بدأها من اليمن حيث دعا مع نظيره اليمني علي عبد الله صالح الفلسطينيين إلى المحافظة على وحدتهم واللبنانيين إلى تجاوز خلافاتهم, اما بشأن العراق, فقد اكد الرئيسان انهما "سيعملان من اجل وجود جهد عربي مشترك لمساعدة العراقيين على الخروج من محنتهم والوصول إلى مصالحة وطنية".

ويقوم الرئيس السوري اعتبارا من اليوم بزيارة عمل إلى موسكو يجري خلالها مباحثات مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين تتمحور حول الوضع في لبنان والعراق والاراضي الفلسطينية. وبحسب يفغيني بوسوخوف وهو ديبلوماسي روسي معتمد في دمشق, فان الاسد الذي يقوم بزيارته الثانية إلى دمشق منذ العام ,2005 سيبحث مع نظيره الروسي في "الوضع الصعب" السائد في الشرق الاوسط وفي "وسائل حل الازمات" في هذه المنطقة.

وقال الديبلوماسي الروسي ان الرئيسين الاسد وبوتين سيتطرقان إلى "مشروع انشاء محكمة" ذات طابع دولي لمحاكمة المشتبهين باغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري. وتابع الديبلوماسي قائلا ان بوتين سيؤكد للاسد رغبة موسكو في استمرار التحقيق وتشكيل المحكمة, "انما من دون ان يستخدم ذلك كأداة ضغط على سورية". وقال بوسوخوف انه "سيتم التطرق" إلى العلاقات بين دمشق وحركة المقاومة الاسلامية حماس الذي يقيم رئيس مكتبها السياسي خالد مشعل في المنفى بسورية, معتبرا ان هذه الزيارة ستكون "سياسية اكثر مما هي اقتصادية". وجاء في تعليقات الصحف الروسية ان "روسيا تسعى بكل الوسائل إلى استعادة دور اللاعب الاساسي في الشرق الاوسط", من خلال المساهمة في ايجاد حلول لمشكلات المنطقة. واعتبرت الصحف ان "سورية هي بلد اساسي في المنطقة, وهذا الواقع تقر به ليس فقط روسيا بل ايضا الولايات المتحدة التي تعتبر انه من غير الممكن حل الوضع في العراق من دون الاتصال بدمشق". وكتب فيدور لوكيانوف رئيس تحرير مجلة "روسيا في السياسة العالمية" ان روسيا "تريد ان تمارس وحدها دور المحاور الاساسي مع بشار الاسد". ويسعى البلدان إلى زيادة تبادلهم التجاري إلى 600 مليون دولار مقابل 30 مليون حاليا, بحسب الديبلوماسي الروسي في دمشق. وفي يناير ,2005 قام الاسد الذي كانت بلاده الحليف الاساسي للاتحاد السوفياتي سابقا في الشرق الاوسط, بأول زيارة رسمية له إلى روسيا, ما اعاد اطلاق التعاون الثنائي. ولا تزال سورية تشتري معظم اسلحتها من روسيا.

 

أمان الولاء للطائفة.. صعوبة الولاء للوطن!! 

2006 الأحد 17 ديسمبر - النهار اللبنانية

منى فيـّاض

في لبنان عندما تلتقي احداً لمرة أولى ويعجز عن موضعتك من مجرد معرفة اسمك، يبدأ بسؤالك: من اين انت؟ وعندما تجيب بشكل عام، من بيروت مثلاً، يبدأ بسؤالك هل فلان او علاّن يقرب لك؟ ويكون يحمل اسم العائلة نفسه لكنه يعرف من هو ويموضعه.

ماذا تضمرهذه الأسئلة؟ إنها تريد أن تعرف: من اي منطقة أنت؟ من اي عائلة أو عشيرة؟ من أي دين؟ وباختصار من اي طائفة؟

هذه هي الأسئلة التي تحوم في رأس محدثك ولا يجروء على سؤالك إياها مباشرة. وهو لا يفعل هذا بالضرورة بنوع من التحيز او العنصرية أو النبذ، ربما هو ببساطة "لا يريد أن يغلط معك"! وما هو هذا الغلط الذي قد يحدث؟ أن يتناول طائفتك اومذهبك بسوء من دون قصد، أو بنوع من التمييز المتبادل وغير المعلن بين مكونات الشعب اللبناني. لذا محدثك لن يشعر بالاطمئنان لمحادثتك إلا إذا عرف نفسه "مع من يتكلم" ليأخذ حذره او حريته. لأن ما هو عميق ومكثف في الحضور، هو تماما ما هو مسكوت عنه، أي انتماؤنا الديني والطائفي.

ماذا يعني الانتماء الطائفي والولاء الوطني؟

لا بد في البداية من طرح اطار لموضوعنا عبر الاشارة الى ضرورة التمييز بين فكرتي الانتماء والولاء وتحديدهما.

يكتب الدكتور انطوان مسرة(1): "يطرح موضوع الولاء الطائفي بشمولية وغموض واطلاقية وكأنه حقيقة ثابتة ومستمرة وغير متغيرة زمانا ومكانا، ويجري تحليل الواقع انطلاقا من هذه المسلمة وتستخلص النتائج في المعالجة انطلاقا منها". وهو يجد أن كل واحد منا ينتمي الى طائفة قسرا حسب قوانين الاحوال الشخصية. ويندرج الانتماء الى طائفة في اطار تعدد انتماءات الفرد الى عائلة ومولد ومسكن ومجال دراسي ورفاق عمر وجمعيات طوعية ونقابة وتيارات فكرية واجتماعية ووطن ومحور اقليمي وبالنهاية الى الطبيعة الانسانية على المستوى الكوني.

ولفهم خصوصية مستويات الانتماء المتعددة المذكورة يجب ان نفرق معه بين الانتماء appartenance والولاء allegeance الذي "ينقلنا الى ما يتخطى الانتماءات الاجتماعية كافة ويدخلها في سياق ارتباط وطني وتابعية وحماية". ولقد كانت هذه الكلمة تستخدم تاريخيا (بحسب قاموس روبير) من اجل التزام الخضوع التام للاقطاعي او الراعي، الا ان الاستخدام تغير في زمن الدولة الحديثة دولة المواطنية والحقوق من الخضوع للفرد، ومهما كان مقامه، الى الخضوع والاخلاص للوطن نفسه فقط، وللجنسية التي يحملها المواطن. والخضوع هنا يتم بشكل ارادي وواعٍ كما نخضع للقانون؛ الامر الذي يختلف تمام الاختلاف عن الخضوع لشخص ما سواء اكان اقطاعيا او زعيما او قائدا.

ولمزيد من فهم الفرق بين الأمرين، سنعتمد مفهوم "الانتماء" بحسب المعنى الذي يستخدمه تونيس، الذي يفرق بين معنيين: معنى الانتماء العضواني ومعنى الانتماء الميكانيكي. فالانتماء الى الطائفة او العائلة هو نوع من المشاركة الوجدانية على مستوى الحياة الواقعية والعضوانية وهذا ما يشكل جوهر الحياة في الجماعة – الطائفة (سوف نستخدمها كبديل من communauté التي تجمع بالنسبة لنا بين confession وgroupe) أي جوهر الانتماء العضواني. اما الانتماء الى المجتمع فيمكن ان نعده كتمثل افتراضي وارادي بمعنى ما، اي انه يفترض منا الجهد ولذا يسميه تونيس الانتماء الميكانيكي.

اذن بحسب تونيس كل ما هو حميم وواثق ومتعايش بديهيا يعبر عن الحياة في جماعة- طائفة وهو عضواني لانه المنبع المشترك للحياة النباتية التي تبدأ مع الولادة.

اما المجتمع فكل ما هو عام public، انه العالم الذي نجد انفسنا فيه، يعني على عكس الجماعة التي تحيط بنا منذ ولادتنا ونرتبط بها في الخير وفي الشر؛ ففي المجتمع ندخل كما الى ارض غريبة فنحذر المراهق من المجتمع السيء لكن لن نحذره من الجماعة -الطائفة السيئة (اي جماعته) ففي ذلك تناقض جذري في المعنى وخُلف، لانه ينتمي اليها من دون تساؤل او امكان خيار. ذلك ان المجتمع الانساني هو عبارة عن تجاور اشخاص مستقلين واحدهم عن الآخر؛ فهو انتماء ميكانيكي يتطلب من الفرد دورا فاعلا واختيارا واعيا وتحدده العقود والقوانين. المجتمع عابر وظاهري. اما الجماعة- الطائفة فهي الحياة المشتركة الحقيقية والدائمة. الجماعة - الطائفة قديمة بينما المجتمع جديد.

ولتوضيح فكرتنا سوف نفرق بين فكرتي الانتماء البديهي والعاطفي والعضواني لجماعة- طائفة عن الانتماء الميكانيكي الى المجتمع؛ فنحتفظ بكلمة "انتماء" لتعني الانتماء العضواني للطائفة او الجماعة. وبدلا من استخدام "انتماء ميكانيكي" التي يشكل الانتماء الى الوطن جزءا منها سوف نحتفظ بكلمة الولاء بمعناها ووظيفتها – أي الخضوع الارادي والاختياري الملزم- لكي تعني وتستخدم وتمارس حصريا تجاه الوطن. انه الولاء او الخضوع القائم على مفهوم عقلاني لتنظيم العلاقات بين البشر والتي يحددها عقد اجتماعي ينظم علاقات الافراد ويضبطها عبر القوانين.

ميزة تعدد الانتماء: المزيد من الاعتدال

ان الولاء الجوهري والأهم للمواطن تجاه بلده هو اساساً، الولاء السياسي. وفي مجتمع متعدد يمكن هذا الولاء السياسي ان يتعايش مع انواع أخرى من الولاءات، ولنفرقها عن الولاء للوطن سوف نطلق عليها كلمة انتماء كما سبق واشرنا؛ اذن يمكن ان ينتمي المواطن الى العائلة، المسجد او الكنيسة او المجموعات الخاصة والتنظيمات او المثالات السياسية والاجتماعية وحتى الانتماء لمؤسسات سياسية أو تنظيمات عالمية او بديلة أخرى. وقد تقود كل واحدة من هذه الانتماءات الى النزاع مع الولاء الوطني، ولكن ذلك لن يحصل بالضرورة عندما تعطى الاولوية للولاء للوطن حصرياً. وكلنا نعلم ان الخيانة العظمى ليست سوى خيانة الوطن.

لكن تعدد الانتماءات في لبنان يشكل ميزة اساسية وايجابية. لماذ؟ نكمل مع مسرّة: "يساعد تعدد الانتماءات في المجتمع اللبناني على الاعتدال والتسوية والتواصل. فالماروني (واضيف او المسلم) الذي يقطن في بعبدا وهو متزوج من ارمنية وفي نقابة وجمعية ينحو بفعل هذه الانتماءات المتداخلة الى التوفيق بينها، وتاليا الى الاعتدال اذا تعارضت هذه الانتماءات". وعلى العكس من ذلك "حالة شخص ينتمي الى طائفة دينية ويقطن في حي جماعته ويدرس في مدرسة جماعته ويتزوج من ابنة جماعته ويعمل في مؤسسة تابعة لجماعته وهو عضو في حزب أكثرية ساحقة من ابناء طائفة واحدة... قد يكون هذا الشخص اقل انفتاحا واعتدالا في الموقف او في اقصى الحالات منغلقا كما في بعض القبائل"(2).

وهذا الوصف ينطبق على فئات من جميع الطوائف اللبنانية. ونوافق مع مسرة "أن ما يميز المجتمع اللبناني بشكل عام درجة عالية من العضويات المتداخلة المتزاحمة...". لكن ذلك كان ينطبق على لبنان ما قبل الحرب الاهلية حيث كان المجتمع اكثر اختلاطا وانفتاحا. لكن من الملاحظ بشكل خاص في لبنان – والعالم العربي عامة - ان هناك عودة إلى البنى العائلية التقليدية والعلاقات العضوانية بحسب تعبير تونيس والتعصب الذي يرافقها.

بدلاً من علاقات المجتمع "الزائلة والظاهرية" والمسببة للاحباط، لم يعد الفرد يرضى بالوجود المتجاور المنفصل على رغم كل ارتباط، بل احتاج بسبب الحرب إلى العلاقة الحميمة التي تؤمنها له "جماعته المطمئنة". احتاج إلى الارتباط العضوي بها، واحتاج إلى الثقة والأمن اللذين يتوفران في حضنها، كما في حضن الأم والأسرة.

الانتماء حاجة اساسية

واذا كان الانتماء الى حضن حام وجالب للامن من الحاجات الاساسية لدى الانسان كالحاجة الى الطعام او التناسل، وهو لذلك حاجة يتقاسمها كل البشر فإن الفرد لا يستطيع ان يعيش منعزلا بحسب تعابير فروم(3)، والذي لا يمكنه الافلات من هذا الشعور بالانفصال الا عبر الاتحاد بطريقة او باخرى بالناس لكي يفلت من تجربته المخيفة للوحدة بمعنى العزلة؛ فبحسبه، فقدت الكائنات البشرية توحدها الأصلي مع الطبيعة لذا نجد انها تبحث عن اتحاد جديد مع اقران لها هربا من الشعور المخيف بالعزلة التامة الدافع الى الجنون.

لذا يعد التوحد مع الجماعة الطريقة الفضلى للتغلب على هذا الشعور بالانفصال. ان طبيعة الانسان الاجتماعية وحاجته الطبيعية تدفعه لاقامة علاقات اجتماعية متعددة ومن هنا انتماؤه الشعوري واللاشعوري الى الاسرة والجماعة والعشيرة والقوم. يصبح كالطفل الخائف الذي وجد اخيرا الطمأنينة في حضن الام. لقد دفعت الحرب الاهلية والمعاناة الطويلة من الاحتلال الاسرائيلي الى بحث الفرد عن الوجود المتجاور وعن العلافة الحميمة المطمئنة التي تؤمنها له الجماعة، إحتاج إلى الإرتباط العضوي بها في وقت اضطراب العلاقات الاجتماعية والمؤسسية وانهيار الدولة. فاحتاج الى حضن الجماعة كما يحتاج الى حضن الام، وكأنه تحول الى قاصر اوعاجز عن حماية نفسه بنفسه فاحتاج الى من يحميه مثل الطفل.

دور الفساد وتدهور دور الدولة في تدعيم الولاء الطائفي

في لبنان الستينات كان هناك بدايات اتجاه يسمح ببلورة حياة خاصة للافراد، بما هم أفراد، تسمح لهم بهامش من الاستقلالية، في معزل عن الأطر التقليدية للأسرة والطائفة والجماعة. ساعدت الشهابية على ذلك عبر بدايات ترسخ دولة قوية، في محاولة لأن تكون عصرية تعطي الفرد بعض حماية (مؤسسات مثل الضمان الاجتماعي – مجلس الخدمة المدنية الخ...). لكن الحرب الاهلية اعادت الأمور إلى وضعية سابقة شبه أثرية وساعد اختلال السّلم الاجتماعي وتدهور النظام العام وانتفاء العدالة إلى تدهور سلطة الدولة وكما يكتب آرييس: "عندما تكون الدولة ضعيفة ورمزية تتعلق حماية الفرد بالتضامن الاجتماعي وبالقيادة Cheferies التي تلعب دور الحماية – فلا يعود للفرد اي وجود شخصي، اي ملكية حتى ولا للجسد، الذي يشعر نفسه مهدداً وتصبح حياته معلقة برابطة التعبئة. اذن عاد الفرد في لبنان إلى أطره التقليدية مرغماً لحماية نفسه وفي ظل فلتان طاول اوجه الحياة ونواحيها، عاد إلى الزعيم والطائفة والعائلة، واستعادت البنى التقليدية حيويتها (وهي التي لم تكن قد فقدتها فعلاً لكنها استمدت زخماً جديداً).

لكن يجب الاعتراف، بأن الدولة في لبنان غالبا ما كانت غير عادلة فعلاً ولم تتوجه إلى "مواطن" بشكل حقيقي، الدولة حتى في أوج قوتها كدولة لم تكف عن استتباع الولاءات من طريق توزيع الخدمات والثروات والمراتب. ان قانون الغنيمة هو السائد في تقسيم ما تحصّله الدولة واعادة توزيعه على جماعاتها كل حسب قربه منها اوحاجتها اليه او من أجل شراء سكوته.

لكن أثناء الحرب وبسببها برزت هذه الصفات بشكل فاحش، تحوّل أهل الدولة الى أمراء حروب وإلى تجار وجباة ضرائب، إنها دولة جباية؛ فيدفع المواطن غاليا ثمنا لخدمة سيئة وغير كافية الامر الذي يشعره بالظلم. وصار المواطن يشعر أن الدولة تسرقه ولا تقدم له الامن والحماية المطلوبين، فكيف يتصرف هو بالمقابل؟

كما ان أي خدمة يطلبها من أي مؤسسة حكومية يجب ان يتسلح طالبها بمعرفة شخصية وخاصةً بالموظف. على الموظف ان يعرف المواطن شخصياً اوان يذكر له مرجعاً يعرفه، يعني ان يكون "من جماعته". اذن إما الواسطة وإما الرشوة. يساعد على ذلك نظام الولاء – بمعنى الاستتباع- الذي يغذيه الانتماء الشخصي ويحرص كل زعيم وكل متنفذ على تدعيمه. يغضب الزعيم احياناً عندما يقوم احد ازلامه باسداء خدمة مباشرة إلى مواطن دون معرفته أو دون حضوره المعنوي أو الشخصي. يمركز كل الاشياء بيده، وذلك يساهم في تدعيم الاستتباع وتدعيم جعل امور الدولة وشؤون المواطن كلها جزءاً من قطاع خاص من نوع خاص، يجعل العام متعلقا بمفاتيح ومداخل وزعامات ومناطق وطوائف. وفي هذه الظروف هناك خلط بين العام والخاص، وهو احد اهم مسببات الفساد.

ونظام الواسطة هذا هو احدى الاواليات المستخدمة للحفاظ على الولاء - بمعنى الخضوع – بدل الانتماء المتحدث عنه والمقبول به. وموضوع هذا الولاء العائلة، العشيرة أو المذهب أو الطائفة. "ففكرة الوطن أو المجتمع فكرة مستجدة في بلادنا لا معنى لها الا بارتباطها بالنماذج الاولية للقرابة والدين(4) التي اعادت الحرب من تشديد روابطها.

ويشكل هذا ربما احد اهم اسباب اختلاط مفهومي الانتماء بالولاء ويتشكل بينهما نوع من الرابط العضوي ويتراجع بهذا المعنى الشعور بالمواطنية واولوية الولاء للوطن اي الخضوع له وتفضيل مصلحته – العامة – على المصلحة الذاتية والمختلطة بالانتماء الطائفي الذي يتحول الى ولاء مطلق للطائفة - الجماعة. وهكذا يخف الشعور المواطني ويستبدل الولاء للوطن بالولاء للانتماءات العضوية والاهلية.

كيف يتحول الانتماء الى ولاء ومن ثم الى تعصب ولماذا؟

شكل الاحتلال الاسرائيلي، ويشكل، جرحا نرجسيا يطاول كل عربي في عمق وجوده الواقعي والرمزي ويعوّق تطلعه الى حياة كريمة تؤمن له كرامتيه: الوطنية والانسانية. لقد اضعفت الاحداث والحروب المستمرة منذ ما يقرب الستين عاما من دينامية الفرد العربي ونشاطه ومطالبه في الحياة الكريمة، ومن قدرته على التطور بما يتلاءم مع متطلبات العصر، فوقع عاجزا بين مطرقة اسرائيل وسندان الانظمة العربية العاجزة والمستبدة في الوقت نفسه والتي تتمتع بنسبة عالية من الفساد. ولقد تسبب تضافر الاحتلال والفساد والعجز والاستبداد بغرق المنطقة في هوّة من التأخر على جميع الصعد: فتأخرت التنمية وتراجع التطور وعمت البطالة والامية الشعوب العربية التي تكابد العجز على صعيد التحرر الوطني، وعلى صعيد التنمية البشرية والتطور الاقتصادي، بالرغم من كل الثروات الطبيعية التي تمتلكها والتي تتحول الى مجرد ثروات فردية وتبذر على الاستهلاك من دون القدرة على الانخراط الجاد في سياق التنافس العالمي وعلى مختلف الصعد: اي المساهمة في عملية التطوير الاجتماعي او الانتاج الاقتصادي او الفكري او اي مستوى آخر.

ان هذا العجز المستحكم صعّد اواليات القلق والعجز والاحباط عند الفرد العربي الذي لم يحظ بأي نصيب من الامن او الاستقرار او النمو. من هنا لجوء الفرد الى البحث عن حماية او عن سند يرتكز اليه في وجه اعداء حقيقيين ووهميين. ومن هنا تشكل الجماعة – الطائفة ملاذا مطمئنا وتقوم بوظيفة دفاعية بامتياز. كما انها تساهم في تدعيم هويته عبر اعتراف الاخرين بها. والانسان يحتاج الى مركز تدور حوله جهوده ويدعم قيمه الجوهرية ويحفز طاقاته الكامنة لاشباع حاجاته ويعطي لحياته معنى. والجماعة تمثّل هذا الإطار الجامع الذي يدعم الفرد في سبيل تحقيق غاياته.

والفرد يبحث ايضا عن القوة، لانه يشعر نفسه مهددا، ويغذي هذا الشعور بالقوة من خلال الانضمام الى جماعة تبدو له قوية ويحصل تالياً على "الشعور بالقدرة الكلية". ان الفرد يطمئن نفسه عبر الالتحام بهذه الجماعة مستمدا قوته منها. فلدى العرب تصور ذهني بأن القوة تكمن في الجماعة والتجمع- وليس في القوانين والمؤسسات- وباعتماده على هذه الجماعة، يصبح قادراً أن يقوم بأفعال "يقر بعجزه عن القيام بها منفرداً". ان تجربة الحياة الجماعية تولد فكرة القوة.

وهذا ربما احد اسباب لجوء هذا الفرد الى البطل او القائد الذي يمثل هذه الجماعة ويجسد قوتها. انه يبحث عن هذا البطل من اجل الانتماء اليه وتوكيله امره بنوع من الشعور المترافق بالايمان بقدرته الكلية على حل مشاكله. ويلعب الانتماء الى الجماعة - الطائفة دوره في تضميد جراحه وتهدئة قلقه، ولكي يحمي نرجسيته عبر انتمائه الكامل لهذه الجماعة المصطفاة والقادرة (عملية 11 أيلول التي تحمست لها الجماهير العربية والاسلامية وعُدّت انتقاما لكرامة المسلمين المهدورة وصار بطلها بن لادن بطلا قوميا ومثالا يحتذى للشبيبة الصغار، وصدام أيضا بطل قومي لا تزال تبكيه الجماهير بسبب صاروخين سقطا على تل ابيب).

وبما ان الفرد يجد الامن ويطمئن في حضن هذه المنظومة يتعصب لها وتدعم هي توظيف تعصبه هذا في اعادة انتاج ركائزها الاعتقادية الثابتة وبثها الحياة والحيوية. ان فكرة الاتحاد مع شخص كامل القوة، تجتمع حوله الجماعة، يعطيهم الامن المفتقد والثقة الغائبة.

ويجد المواطن العادي ان هذا الاصطفاف خلف جماعة مصطفاة ادعى للامان من اللجوء الى المنظومة الفكرية العلمية او النقدية والرافضة للامتثال والانقياد لانها تتمتع بالشك والتعددية فهذا خيار اكثر صعوبة واقل اثارة للانفعال واقل تأثيرا ويتطلب وقتا اطول مقابل الاجابات السريعة التي يعطيها يقين الجماعة والانتماء اليها. ان الاصطفاف خلف الجماعة يشبه لجوء الطفل الخائف الى رجل قوي يتماهى معه ليحمي نفسه من الاعداء المفترضين. ومن يمتلك هذه الرموز السلطوية يعمد الى تعطيل التفكير الواقعي الامر الذي يدفع بالرعايا الى الاعتقاد حتى بالاوهام والاساطير.

هذا الانتماء العضواني يدافع من جهة عن الذات ومن جهة اخرى يقود الى الهيمنة على الآخرين، ويصبح الفرد متماهيا مع الجماعة ومتعصبا لها حتى اذا ادى الامر الى الدمار، وهذا هو المثال المتكامل المتعصب للغاية. ورغم هذا التعصب يشعرالفرد براحة الضمير بسبب انتفاء مسؤوليته الشخصية برميها على الآخر الكامل القوة فهو لا يقرر عن نفسه بل جماعته من يفعل ذلك عنه، متأملا ان ذلك سوف يؤدي الى تحول سريع لظروف حياته. ان المسؤولية الفردية تتلخص في الاحساس الداخلي بالذنب الذي يحصن الفرد عند قيامه بعمل ما والذي يجعل منه شخصاً واعياً ومسؤولاً. اما الانقياد الأعمى خلف جماعة ما، فيؤدي الى التخلص من حس المسؤولية برميها بين يدي قائد الجماعة فيسقط في الاتكالية والتبعية المفرطة. فهل بإمكان أمثال هؤلاء بناء وطن طالما ان قيادات الجماعات المتنافسة على السلطة هي التي تحركهم؟

كما ان الانتماء الى الجماعة يساعد في الحصول على هوية داخل الجماعة وهذا يعني انه لم يكن مجرد تخلٍ عن الحرية من اجل الحماية انما من اجل اثبات الذات ولكن في شكله الجماعي اي اثبات هوية الجماعة - الطائفة. وفي هذه الحالة يذوب كيان الفرد وتختفي معالم شخصيته لمصلحة اندماجه في الجماعة، ويصبح المدافع الاول عن مصالحها والرافض لأي رأي قد ينتقدها. وفي ظل هذا التنافس الذي تخوضه الجماعات، لا يعود من الممكن – على اي حال - ايجاد مكان فعال للفرد الحر المستقل، كما تدهور العصبيات مفهوم الوطن تدريجا ما دام الوجود يظل للجماعة - الطائفة او التيار العقائدي.

ان الشيء المعروف والمتفق عليه من قبل كل علماء النفس ان الفرد ما ان ينخرط في جمهور محدد حتى يتخذ سمات خاصة ما كانت موجودة فيه سابقا ولو كانت موجودة ما كان يجرؤ على التعبير عنها بهذه الصراحة والقوة. فالحشد كائن آني يتكون من عناصر متباينة تلتحم في لحظات معينة كما يفعل الجسم الحي المكون من خلايا تشكل عند تجمعها جسما حيا جديدا مختلفا عن كل مكوناته السابقة. وتكون الحشود الجماهيرية نزوية، متحركة وسريعة التأثر ولا تتحمل أي تأجيل لرغباتها المحمولة الى اقصى الاحتمالات. وهكذا تخضع الجماهير لسلطة القائد الكلي القدرة والمتحكم بها. ومن هنا مخاطر نزول مثل هذه الجماعات الى الشارع.

ان الموضوع المشترك الذي يزيد لحمة افراد الجماهير المتعصبة يقود الى اخصاء العقل وتصلب الفكر وسيادة الانفعال بالضرورة. فمن خصائص الفرد المنخرط في الجمهور تلاشي الشخصية الواعية وهيمنة الشخصية اللاواعية واتباع الجماعة بشكل اعمى بواسطة التحريض وتغذية الاوهام، وغالبا ما تنعدم الروح النقدية والرأي الشخصي لدى الفرد وينزلق الى المبالغة في المشاعر. والانخراط في الحشود الجماهيرية وفي الجماعات المتعصبة يكتسب اهمية اضافية لدى الشخص الجاهل ذلك أن الاندماج في مجموعة يحرره من الاحساس بالدونية وعدم الكفاءة والعجز ويصبح مشحوناً بقوة هائلة.

دور القائد

وهنا يبرز تأثير اشخاص معينين تعتبرهم الجماهير مثالاً وقدوة وتعترف انهم قادة لها، وتنطلق خلف آرائهم بشكل اعمى ودون سؤال. فالقائد يسعى للقضاء على كل من يعترضه متسلحاً بخطاباته الايحائية، وقدرته الساحرة على الاقناع، واسلوبه الجذاب باستخدام نبرات الصوت والتعابير التي تعبر عن رغبات الجمهور الدفينة، والجمل ذات الكثافة التعبيرية والعبارات البسيطة وتكرارها؛ الأمر الذي يقنع الفرد العاجز بقدرته على تحقيق المعجزات.

وبالنسبة للجمهور، أي اولئك الافراد الذين يعيشون بعض الحرمان او العجز عن تنفيد احلامهم الصغيرة او الذين يعانون من القلق من المستقبل يعيشون من الآن فصاعدا بانتظار حل سحري ينبثق فجأة على يدي الزعيم الذي يعد الناس بايجاد مخرج لكل المآزق مقابل عدم معارضته والانقياد الاعمى له.

وعلى رأي ايزايا برلين عندما ارغب في ان اكون سيد مملكتي انسحب الى الداخل وانطوي على نفسي. وهذا ما يحققه الافراد الملتحقون بالجماعة بحركتهم التعصبية؛ ذلك أن أكثر ما يخيفهم ويعذبهم افق التغيير الممكن ولا سيما التحول السريع في حياتهم سواء اكان على الصعيد الديني او القومي او الاجتماعي. فكيف الامر لو اجتمعت هذه جميعها؟ وهذا ما حصل على مستوى الطوائف اللبنانية وان بدرجات وحقب مختلفة. ففترة الاحتلال الطويلة للجنوب وما رافقها، والاضطهاد الذي مارسته الهيمنة السورية على فئات اخرى شكلت كلها ضغوطاً وتسببت بالتحدي نفسه ايضا موجدة وضعية يصعب تحملها. في مثل هذه الحالات تنكفئ الجماعات الى حصونها الداخلية متخلصة من الصعوبات والمعوقات؛ ومما يزيد من تماسك الجماعة اعتراف الآخرين بمثل هذا الانتماء وهذا يشكل هدية اخلاقية واجتماعية تزيد من تماسك هذا النسيج الاجتماعي، واذا كان في الانتماء الى جماعة نوع من تخلٍ عن قدر من الحرية فان ذلك يعوض عنه باثبات الذات في شكلها الجماعي أي اثبات الهوية الجماعية لهذا الانتماء والتعصب له...

 

ويتميز التعصب في الاعتقاد وفي التعلق الغامض بافكار لا يمكن اثباتها او نفيها. فالمتعصبون سلموا امرهم لزعيم يمتلك القوة بدلا منهم في عملية يختلط فيها الروحي بالديني. ومثل هذه الاقتناعات موظفة نرجسيا بحيث ان اي تعرض لها يعتبر مسا ينال من الشخص نفسه بالكامل. فهو لا يبحث عن توظيف ذاتي بل يكرس نفسه لمثال مفروض من الخارج ومقبول منه كأمر مفروغ منه وككتلة واحدة، فهو يقبل هذا المثال كجزء من تاريخه ومثله الشخصية يرتبط بها بالف خيط وخيط بروابط عاطفية كما هي رمزية ومعرفية وفكرية. ويصبح التعصب اقوى كلما ارتبط بالوعد بتحقيق رغبات دفينة مكبوتة.

ومن هنا وهم اكتساب القدرة الكلية التي يلجأ الانسان اليها بدل مواجهة متطلبات الواقع؛ ان نزوات الانسان العدائية ليست هي من كلفت التاريخ الحديث اغلى الاثمان وانما التفاني والتبعية المفرطة المندمجة في قابلية الايحاء لبعث الاوهام القديمة. ومنها مشاعر الاضطهاد او الاحباط التي تنفجر على شكل عدائية مسقطة على عدو خارجي، وهذه العدائية تصهر الوحدة في مواجهة عدو معين وهذا يحتاج الى الاعتقاد بمبادئ مطلقة، فالاطلاقية وحدها تجعلهم ابرياء واطهار.

وهذا ما يساعد المتعصبين على الانقياد الاعمى، فقسمة العالم الى قسمين، الجيد والرديء، الخير والشرير هي في صميم الفكر المتعصب. فالمتعصب نفسه هو "الجيد"، بينما يجري اضفاء صفة الشر على الآخر، العدو الذي يرغم على خوض معركة دفاعية ثابتة لكي يصون نفسه.

وبحسب الدراسات الاتنوسيكولوجية ستكون المعركة حادة بقدر ما سيضع فيها الآخر الاجزاء الرديئة وغير المرغوب فيها من شخصيته بالذات، ومن هنا ان من يندد بخطايا الجسد يناضل في النهاية ضد اهوائه الخاصة وشهواته التي يشعر انه من غير الممكن قبولها. وهذا يؤدي الى حلقة مفرغة ففي الواقع يزيد عدم الاشباع من حدة التوترات وهذه التوترات تجعل مما هو مسقط على الخارج اكثر ضغطا فتزداد العدوانية. لا يحدث تنفيس التوترات الا باكتشاف الواقع من جديد، الواقع الذي لديه جوانب سيئة واخرى جيدة، بينما المتعصبون يعيشون في عالم لا واقعي منقسم الى قسمين حصريين وخاضع لهوامات مرعبة، وبالتالي تصبح العدوانية المثارة ضد الآخر الشرير اكبر واعمق، الى جانب تضخيم للذات مرضي، ويسبغ على هذه الذات المزيد من القدرة الكلية والعلم الكلي، فيعاد اكتشاف الشيطان وتحضر نهاية العالم.

حول المسؤولية والحرية الفردية

يعتبر ايزايا برلين(5) ان ما يجعل الناس احرارا ليس السلوك بموجب طرق معينة لاصلاح الذات، طرق يلزم نفسه باتباعها، انما يتم الاصلاح من طريق ادراك السبب الذي يحتم عليه ان يسلك مثل هذا السبيل او غيره ومعرفته انه لا يمكن لاحد القيام به نيابة عنه. يعني ان عليه ان يختار بوعي وحرية. اذن الفرد هو هنا كينونة فاعله وله دور ايجابي وهو لا يقبل فكرة انه ولد لينقاد، وانه بمجرد اتباعه الآخر سيصل الى التغيير. على الفرد ان يستخدم عقله وفكره وان لا يسمح لاحد بالسيطرة على اغلى ما يملك الا وهو حرية الفكر. لذا يدعو فروم الى اعتبار النضج الكامل للفرد والجماعة الهدف الاسمى لان تطوير المجتمع بحاجة الى تطوير الفرد وليس من يحكمه. ومن هنا اهمية ان يكون الفرد حرا والجماعة غير متعصبة لان الافراد العاجزين يولدون الجماهير العاجزة.

دور المواطنية

وحدها ممارسة المواطنية بما هي علاقة بين الفرد والدولة، تكفل كامل العضوية السياسية للفرد في هذه الدولة وتتطلب ولاءه التام لها. لكن الفرد يمكن ان يكون تابعاً لسلطة الدولة دون ان يحظى بالحقوق والواجبات والمسؤوليات والامتيازات نفسها التي للمواطن. لذا لا يمكننا الحديث عن المواطنية من دون الاشارة الى الديموقراطية التي هـي أسلوب حكم، وطريقة حياة، وهدف، ومثال وآلية، وهي قبل هذا وذاك فلسفة سياسية. والصفة الرئيسية في النظام الديموقراطي هي مسؤولية الحكام عن أفعالهم أمام مواطنيهم، الذين يمارسون بدورهم الرقابة ويساهمون بالتشريع بطريقة غير مباشرة، من خلال تنافس ممثليهم المنتخبين وتعاونهم مع السلطة التنفيذية لمصلحة مجموع الشعب.

المشكلة في لبنان ليست في تعدد الانتماءات او الولاءات، فهذا أمر مقبول في الديموقراطيات الحديثة لكن المشكلة تكمن في الصراع الذي قد ينشأ بينها في ظل ديموقراطية غير مكتملة وفي ظل نظام حكم كان يحاول استغلال هذه التناقضات واظهارها على انها غير قابلة للحل او للتعايش.

ربما حان الوقت لانجاز التطور المطلوب من القدرة على المواءمة بين الانتماء للاشكال التقليدية العشائرية او العائلية او الدينية والمذهبية او العرقية الى الشكل الجديد للانتماء للوطن باعتباره المكان الملائم لتحقيق آمال مواطنيه بشكل عادل ومتساوٍ.

وهذا ما حاوله ميشال شيحا باكرا حين دعا الى الاقرار بوجود جماعات ثانوية وسيطة بين الدولة والمواطنين، والتي لولاها لما امكننا الكلام على التعدد. اهمية هذا القول انه يشير بوضوح الى اعتبار الطوائف مؤسسات اجتماعية بالمعنى الذي صاغه ماكس فيبر، اي انها شكل من اشكال التنظيم الاجتماعي الحديث. يمكن اذن اعتبار الانتماء الى طائفة او امتلاك هويات خاصة أمراً ممكناً اذا ظل تحت حدود المواطنية، اي عدم طغيان هذا الانتماء وخلطه او تناقضه مع الولاء للوطن والدولة.

اما ما يحصل الآن فهو تعصب وانتماءات عضوية غالبة وولاء للطائفة وليس للوطن. وينتج عن هذا كله تعبئة وشحن مذهبيان يؤسسان لتنشئة جيل بكامله يتعايش مع هذا الجو الموبوء الذي سوف ينعكس على مستقبلنا لسنوات عديدة.

الهوامش

(1) انطوان مسرة: النظرية العامة في النظام الدستوري اللبناني، المكتبة الشرقية، بيروت، 2005، ص 161.

(2) مسرة: المرجع نفسه.

(3) اريك فروم: الانسان بين الجوهر والمظهر، عالم المعرفة، عدد 140، الكويت.

(4) هشام شرابي: النظام الابوي واشكالية تخلف المجتمع العربي – مركز دراسات الوحدة العربية – بيروت 1992.

(5) حدود الحرية: ايزايا برلين، دار الساقي، 1992، بيروت. Isaiah Berlin: Tow concepts of liberty, Oxford University Press, Oxford

أستاذة في الجامعة اللبنانية

 

أسئلة إلى المعارضة 

2006 الأحد 17 ديسمبر - الرياض السعودية

 غازي العريضي

يحاول بعض قادة المعارضة في لبنان تكرار نغمة أطلقها رموز من حزب الله يتهمون فيها الحكومة بأنها حكومة السفير الأمريكي وأنها تلتزم المشروع الصهيوني - الأمريكي، وبعض هؤلاء شن هجوماً على النائب سعد الحريري لأنه قال فقط: "إننا نتعاون مع أمريكا من أجل مصلحة لبنان". ولم يذكروا الشق الآخر من الكلام: "لا نريد وصاية أمريكية أو غربية أو سورية أو إيرانية على لبنان"!! وهاجم هؤلاء النائب وليد جنبلاط لأنه يؤكد التمسك بالقرارات الدولية، ولأنه زار واشنطن ودعا فيها إلى رفض التدخل الخارجي في لبنان، والمقصود هنا سوريا وإيران وغيرهما. ولم يذكروا ما قاله علناً من نقد للسياسة الأمريكية في المنطقة، في العراق وفي فلسطين ومؤكداً ضرورة احترام خيارات وقرارات الشعوب الناجمة عن ممارسة حقوقها الديموقراطية سواءً في لبنان أو فلسطين داعياً إلى عدم مقاطعة حكومة حماس وإلى التعاون معها وليترك أمر محاسبتها إلى الشعب الفلسطيني.

أصحاب هذه المواقف يعلنون في الوقت ذاته دفاعهم عن السياستين الإيرانية والسورية ويؤكدون تحالفهم مع القيادتين والنظامين في كل من إيران وسوريا.

ولا بد هنا من طرح أسئلة حول التعاطي مع أمريكا وسياساتها وتقييم مواقف الجميع استناداً إلى المعيار الذي حدد من قبل قادة المعارضة في لبنان. وأنا أطرح هذه الأسئلة أؤكد مجدداً أنني ضد السياسة الأمريكية، واعتبرها المسؤولة عن الكوارث والمشاكل في كثير من الدول في العالم وخصوصاً في منطقتنا. وقد أعلنت ذلك مراراً وكتبت الكثير من المقالات والدراسات حول هذا الأمر.

وانطلاقاً من هنا أعود دائماً إلى عدم اعتماد الازدواجية في المواقف والمعايير. وبالتالي إلى الذين يتهمون الحكومة في لبنان بأنها عميلة لأمريكا وإسرائيل وهي ليست كذلك بالتأكيد، أو يتهمون بعض القيادات بالتعاون مع أمريكا، أتوجه بالأسئلة التالية:

- تقولون إنه من المعيب "التعاون مع أمريكا وهي التي قصفت إسرائيل بسلاحها المدنيين في لبنان وكل المناطق اللبنانية". نعم، ما جرى في لبنان كان حرباً إسرائيلية مدعومة من أمريكا. وأمريكا تحمي كل الممارسات الإرهابية الإسرائيلية وهذا سبب من أسباب معارضتنا ورفضنا لسياساتها. ولكن هل نسي قادة المعارضة أن القوات الأمريكية دمرت العراق مباشرة بكل أسلحتها ولم تكلف أحداً للقيام بهذا الدور نيابة عنها. وقد استفادت إيران وسوريا من هذا الأمر، وكل الفصائل العراقية الموالية لإيران وسوريا كانت من الأدوات الحليفة لأمريكا التي استخدمت في الداخل، ولا نسمع كلمة من قادة المعارضة حلفاء سوريا وإيران وبعض الفصائل المذكورة في العراق؟ فهل عمل هؤلاء وتعاونهم لإطاحة نظام كنا ضده، هو عمل مؤمنين مسالمين وطنيين مسلمين شرفاء، أما عمل غيرهم وبحدود أقل بكثير هو إدانة؟

- ألم نر منذ أيام السيد عبدالعزيز الحكيم في أمريكا عند الرئيس بوش؟ ألم نره لاحقاً عند رئيس الحكومة البريطانية توني بلير؟ ألا يقود فيلقاً - بعد أن ورث أخاه الذي كان يتنقل بين بريطانيا وأمريكا - كل قواته كانت في إيران وكل تمويله من إيران؟ فهل تعاون حلفاء إيران أو أدوات إيران مع أمريكا وبريطانيا "العدوتين" عمل شريف ونظيف أما تعاون غيرهم في إطار احترام المجتمع الدولي أو التعاطي معه إدانة وخيانة؟

- ماذا جرى في أفغانستان؟ ألم تسقط القوات الأمريكية بسلاحها نظام طالبان - ونحن كنا ضده وضد الاحتلال الأمريكي في الوقت ذاته - باتفاق تام مع إيران التي اصبحت شريكة فعلية لأمريكا في ضبط الوضع وتحديد المسارات والخيارات في تلك البلاد؟ فهل هذا أيضاً عمل وطني وإنساني وشرعي؟ أم أن قادة إيران هم عملاء وخونة أيضاً ونحن لم نسمع رأياً أو كلمة من قادة المعارضة حلفاء إيران عن هذه السياسات؟

- لماذا اتهام قادة لبنانيين يدعون إلى احترام قرارات دولية صدرت عن مجلس الأمن بالإجماع، أي بموافقة دول مثل روسيا وقطر على الأقل، تقيم علاقات جيدة مع إيران وسوريا، وحملت مطالبهما أكثر من مرة إلى مجلس الأمن ولعبت دوراً مهماً في تعديل بعض القرارات من أجل مصلحة هاتين الدولتين، وأكدت أنها تلتزم بعد ذلك بما أصبح قراراً دولياً، فلماذا اتهام أصحاب الشأن اللبناني أبناء البلد المعني بتلك القرارات؟ لماذا لا يكون اللبنانيون مثل حلفائهم أو أصدقائهم على الأقل في احترام القرارات الدولية؟ على كل حال، ثمة سؤالان يطرحان في هذا المجال:

الأول يتعلق بإيران. فإذا كان البعض في لبنان يقود مشروعاً استلهم أفكاره ومبادئه وقيمه من ثورة الجمهورية الإسلامية في إيران، ويتلقى السلاح من قادتها والمال بالحقائب والأكياس منها، فلماذا لا يتذكر هذا البعض قائد هذه الثورة وملهم نضال الجميع الإمام الخميني الذي قبل قراراً دولياً بوقف الحرب مع العراق والتزم بتنفيذه ولم يكن يراه عادلاً ولذلك قال: "إنني كمن يتجرع كأس السم"!! فهل كان ملهمهم وقائدهم ومرجعهم خائناً أو عميلاً أو متنكراً لمبادئه وقيمه؟ ولماذا انتقادهم إخوانهم وشركاءهم في الوطن؟ لمصلحة آخرين؟

والأمر الثاني يتعلق بسوريا. ألم تشارك القوات السورية في تحالف قادته الولايات المتحدة الأمريكية لتحرير الكويت وإخراج الجيش العراقي المحتل منها؟ ألم تكن القوات السورية مع القوات الأمريكية جنباً إلى جنب؟ ألم تدمر القوات الأمريكية بسلاحها المباشر الجيش العراقي ومواقع عراقية كثيرة؟ فهل كان التعاون السوري هذا مع الجيش الأمريكي، عملاً وطنياً أخلاقياً إنسانياً والتزاماً حضارياً خلاقاً بالقرارات الدولية أما إذا التزم اللبنانيون بالقرارات الدولية التي وافق عليها الجميع فيكون ذلك عملاً خيانياً وتهمة؟

وبطبيعة الحال، أعود للتأكيد مهما كانت المواقف والمبررات فإنني كنت ولا أزال ضد الحرب الإسرائيلية وضد الدعم الأمريكي المفتوح لإسرائيل سواءً في لبنان أو فلسطين. لكنني فقط أتساءل: لماذا لا نسمع نقداً من قادة المعارضة للمواقف التي ذكرت وفق المعيار الذي التزموا به لتخوين مواطنيهم وأشقائهم في الوطن الواحد؟

لقد وصلت الأمور إلى حدود خطيرة. فاستمرار مسلسل التخوين والاتهام المبني على معلومات خاطئة خصوصاً عندما يتم التطرق إلى ما كان يجري في مجلس الوزراء وكل المداولات مسجلة صوتياً وكتابة، وثمة عدد كبير من الشهود عليها، واستخدام الإعلام لتعميمها وبالتالي تعميم أضاليل والبناء عليها لاتهام أشقاء لبنانيين ومسؤولين وطنيين شرفاء، مما يؤدي إلى تعميق الانقسام، والأحقاد في النفوس، فلا يعود ثمة أمل بلقاء أو مصالحة أو اتفاق أو تسوية. هل في ذلك مصلحة للبنان واللبنانيين؟ ألا يستطيع الفريق الآخر أن يمارس الأسلوب ذاته؟ فإلى أين سنصل كلبنانيين في مثل هذه الحالة؟ نتهم بعضنا في الداخل وندافع عن غيرنا في الخارج ونجعل هذا الخارج يحقق مصالحه ومكاسبه على حساب دمائنا ووحدتنا وإنجازاتنا؟ وما يؤلمني في هذا المجال أن التجربة العربية والإسلامية الفريدة عنيت المقاومة التي حققت إنجازات كبيرة وتاريخية في تحرير الأرض من الاحتلال الإسرائيلي والتي كانت قيادتها موضع إجماع وثقة واحترام، قد عرضت نفسها وتجربتها لانتقاد أي كان فاهتزت صورتها وهيبتها وهالتها وقامتها، واهتز معها الوضع في لبنان، فعرضت لبنان لمخاطر كثيرة وهذا أمر لا يحمي الإنجاز ولا يحمي لبنان ومستقبله ولا ينتج ضماناً لأحد.

بناءً على كل ذلك، أجدد التأكيد أن لا حل إلا التسوية بين اللبنانيين المتساوين في المواطنية والوطنية والقائم على الثقة.