المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم الثلاثاء 20/12/2006

فالَّذي يَتَكَلَّمُ مِن عِندِ نَفْسِه يَطلُبُ المَجدَ لِنَفْسِه أَمَّا مَن يَطلُبُ المَجدَ لِلَّذي أَرسَلَه فهُو صادِقٌ لا نِفاقَ فيه.

 

"حراس الأرز" يطالب بمقاضاة عون

 خاص - »السياسة«:وجه رئيس مكتب بريطانيا لحزب »حراس الارز« امس رسالة مفتوحة إلى العماد ميشال عون جاء فيها: »عليك ايها الجنرال ان تكلف لجنة تحقيق مؤلفة من قضاة مقربين منك كي يبدأوا عملهم اولا بالتحقيق معك وبانجازاتك منذ توليت رئاسة الحكومة الانتقالية وحتى الآن«. لماذا اعلنت حرب التحرير عام 1989 وماذا حققت من خلالها وعلى اي اساس انتهت? ولماذا اعلنت حرب الالغاء وكنت حينها رئيس وزراء وقائد جيش ووزير دفاع وكان بإمرتك اكثر من نصف الجيش اللبناني? ماذا حصل للأموال التي جمعتها من »الشعب اللبناني العظيم«? ولماذا شاركت في الانتخابات الفرعية عام 2003 ومن ثم انتخابات 2005 علماً انك معارض لقانون ال¯ 2000? انك يا جنرال تعتبر ان الحكومة الحالية غير شرعية بسبب استقالة الوزراء الشيعة, فماذا تقول عن شرعية ودستورية الحكومة المشؤومة التي اعلنتها من ثلاثة وزراء من طائفة واحدة عام 1989؟ وقالت الرسالة »انك تتباهى بشهادتك امام الكونغوس الاميركي وبقانون محاسبة سورية وتدعي المساهمة بالقرار 1959 والان تتهم الاكثرية الحاكمة بالتعامل مع الادارة الاميركية ... امرك عجيب وعلى عاتق لجنتك القضائية الموقرة الكثير من التحقيقات.

 

عريضة نيابية ضد اميل لحود ل"خرقه الدستور"

 أ ف ب - 2006 / 12 / 19

 قرر نواب الغالبية النيابية المناهضة لسوريا اليوم الثلاثاء توقيع عريضة ضد الرئيس اللبناني اميل لحود القريب من دمشق ل"خرقه الدستور", بحسب ما اعلن النائب بطرس حرب للصحافيين. وقال حرب "تقررت الموافقة على المبادرة (...) بطلب اتهام رئيس الجمهورية بعلة خرق الدستور, لمخالفته احكام المادة 41 من الدستور التي تنص على وجوب اجراء انتخابات نيابية خلال شهرين بعد شغور مقعد نيابي (...) وهي الحالة القائمة اليوم", اثر اغتيال النائب والوزير بيار الجميل في 21 تشرين الثاني/نوفمبر الفائت. واضاف ان "رئيس الجمهورية رفض توقيع مرسوم دعوة الهيئات الانتخابية في المتن الشمالي لاجراء الانتخابات الفرعية لملء المركز" الذي شغر بوفاة الجميل. واوضح خبير قي القانون الدستوري انه يمكن اتهام رئيس الجمهورية بالخيانة العظمى وخرق الدستور, على ان يوقع هذه العريضة النيابية ثلثا اعضاء مجلس النواب, علما ان الغالبية تضم اليوم سبعين نائبا من اصل 128. وكانت الحكومة المنبثقة من الغالبية المناهضة لسوريا حددت بموجب مرسوم 14 كانون الثاني/يناير موعدا لاجراء انتخابات فرعية لملء المقعد المسيحي في قضاء المتن (شرق بيروت) والذي شغر اثر اغتيال الجميل. ويحتاج هذا المرسوم ليصبح نافذا توقيع رئيس الجمهورية, لكن لحود رفض توقيعه مؤكدا ان كل ما يصدر عن الحكومة "غير الشرعية" برئاسة فؤاد السنيورة "لا يستقيم ولا يصح". ويعتبر لحود ان الحكومة الحالية "فاقدة الشرعية" بسبب استقالة ستة وزراء منها, بينهم الوزراء الشيعة الخمسة.

 

الأسد يوجه رسالة لأولمرت تتعلق باستئناف المفاوضات بين الطرفين ويوافق على محكمة الحريري على ألا يمثل أمامها مسؤولون سوريون كبار

 وكالات - 2006 / 12 / 19

 وجه الرئيس السوري بشار الأسد رسالة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود اولمرت تتمحور حول استئناف مفاوضات التسوية بين الطرفين، بحسب ما كشف عنه مصادر دبلوماسية غربية لقناة العربية الثلاثاء 19-12-2006، بينما رفض اولمرت البدء فورا في مفاوضات مع دمشق. وأوضحت المصادر الدبلوماسية أن الرئيس الأسد عرض في الرسالة التي حملها لمسؤولين ألمان استئناف المفاوضات من دون شروط مسبقة أو سقف زمني محدد. ويتضمن العرض الوارد في الرسالة: موافقة سوريا على قيام المحكمة الدولية في جريمة اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري، شرط الا تتضمن صلاحيات هذه المحكمة استدعاء أو محاكمة قادة ومسؤولين كبار، والبحث في مصير الجولان المحتل دون شروط مسبقة، وأن تعمل سوريا على تحقيق الأمن على الحدود مع العراق وضبطها كما هو الحال على الحدود بينها وبين إسرائيل، والعمل مع قيادة حماس في الخارج للحد من تأثيرها على قيادات الحركة في الداخل، ومنع وصول الأسلحة إلى حزب الله عبر سوريا.

وكانت المصادر الديبلوماسية كشفت أن الإدارة الأمريكية وبعد علمها بأمر الرسالة اوفدت "ايليوت ابرامز" الى تل ابيب لاستكشاف الوضع، من دون ان تشير الى فحوى الرسالة التي يحملها. من جهته، رفض اولمرت البدء فورا في مفاوضات مع سوريا وذلك اثناء مؤتمر صحافي مع نظيره البريطاني توني بلير.

وقال اولمرت "ليس لدينا الانطباع بان الاسس لبدء مفاوضات مع سوريا متوفرة حاليا". واضاف "هناك افكار اطلقت في وسائل الاعلام لكننا نرى من جهة اخرى سلوك سوريا من مسائل حاسمة بالنسبة لاسرائيل". وندد اولمرت بـ"دعم سوريا للارهاب وبخاصة حزب الله (اللبناني) وحماس" حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية وكذلك بمساعي دمشق "لإسقاط الحكومة اللبنانية الديمقراطية". واتهم بلير سوريا بالاساءة الى حكومة فؤاد السنيورة في لبنان ودعاها الى التوقف عن تصرفاتها ان ارادت اقامة علاقات "بناءة". وقال بلير في هذا المؤتمر الصحافي "ان اختارت سوريا ان تكون بناءة من اجل السلام ودعم الحكومات الديمقراطية وعدم الاساءة لها, فنحن سنبقى منفتحين بالتأكيد (لاقامة) علاقات بناءة معها". واضاف "لكن خلافا لذلك فإن هي (سوريا) دعمت اشخاصا متورطين في الارهاب والتعديات على حكومة منتخبة ديمقراطيا, مثل حكومة السنيورة في لبنان, سيعني ذلك عندئذ خرقا للمبادىء التي ترشدنا".

 

المنسق العام ل "التيار الشيعي الحر":

نرفض ان نكون خارج مشروع الدولة والحل بالعودة الى الطائف لتطبيق كامل القرارات الدولية ولا سلاح الا سلاح الجيش اللبناني

 وكالات - 2006 / 12 / 19

 أكد المنسق العام ل"التيار الشيعي الحر" في لبنان الشيخ محمد الحاج حسن في مؤتمر صحافي عقده في منزله في النبعة، ان "الحل للازمة اللبنانية يكمن في العودة الى اتفاق الطائف خصوصا لجهة التأكيد على ارادة الشعب اللبناني". ورفض "ان تكون الطائفة الشيعية خارج مشروع الدولة". وقال الشيخ حسن: "يمر لبنان بظروف دقيقة وحساسة تستوجب وقفة رجل واحد للمدافعة عن الوطن وتاريخه وقيمه وكيانه. السياسة لا تدار بالفتاوى, وخصوصا بالفتاوى الايرانية. وهنا نسأل هؤلاء: من جعلكم ديانين على الناس وآرائهم؟".

أضاف: "من أين تأتي الشرعية للعمل السياسي, من الديمقراطية؟ اذا نعم فلا نستطيع ادارته بالفتوى لان ذلك يتناقض مع المفاهيم الديموقراطية حيث الشعب هو مصدر السلطة, والاعتماد على الفتوى في العمل السياسي هو تعطيل للديموقراطية وتشويه للفتوى. اذا فتوى العمل السياسي أتت من داخل الوطن تكون استلحاقا واستبدادا, واذا أتت من خارج الوطن كما بحال ولاية الفقيه, تضيف الاستتباع الى الاستبداد والاستلحاق, وهكذا نكون بعبارات واضحة ضربنا السيادة والديموقراطية ودفناهما في قبر واد". واعتبر "ان المدخل للحل هو اتفاق الطائف وما ورد فيه، وخصوصا التركيز على ارادة الشعب اللبناني وعلى حقه بأن يصنع سلطاته وبأن يكون سيد مصيره في وطنه", مؤكدا "الاصرار على الديموقراطية كمصدر لشرعية السلطة وعلى الارادة الوطنية".

وقال: "في واقعنا ان السلطة او جزء منها الاتي من ارادة الناس, هي حكومة الرئيس فؤاد السنيورة". لبنان ساحة صراعات وتابع: "نرفض التعبير خارج الاطر الدستورية ونرفض ان نكون خارج مشروع الدولة, وما يجري اليوم من استعراض كرنفالي في ساحة رياض الصلح هو انقلاب على كل المفاهيم الديموقراطية, وهناك فريقان اساسيان يستخدمان بعضهما لبعض وسوف يكتشفان ذلك بعد فوات الاوان، والخطابات التهديدية والتخوينية والتجريحية والتلطي خلف الشعبية الشيعية هو تصرف لااخلاقي ولامسؤول".

وأشار الى "ما اصاب الجسم الاقتصادي من خسائر فادحة انعكست على آلاف العائلات بسبب اقفال وسط بيروت بخيم الاراكيل ومراتع الرقص وحلقات الزجل الشتائمي"، معتبرا "ان التطاول على الكرامة الاسلامية والعربية". وأردف: "نحن نرفض بشدة أن نكون ساحة للصراعات الاقليمية والدولية، ونرفض أن يكون الشارع الشيعي سلعة استهلاك للمصالح الضيقة. فيا حبذا لو كان هذا الاعتصام الجماهيري الشيعي المطعم ببعض فتات المجتمع، قد انطلق احتجاجا على غيبة الامام موسى الصدر ورفيقيه، أو من أجل حرمان بعلبك - الهرمل، الذين ينال غيرهم المشاريع التربوية والانمائية والصحية والاجتماعية، وهم ينالون الصناديق التي يتلقون بها أشلاء أبنائهم. فأين هو الوعد الصادق في مجلس إنماء بعلبك - الهرمل، وأين المشاريع الزراعية والصناعية، وأين كرامة المنطقة حتى تهمش من قيادات الصف الأول؟". وقال: "نحن مع ثقافة الحياة والتقدم والازدهار والحرية، لا ثقافة الموت والقتل والارهاب والسلاح. فلا سلاح إلا سلاح الجيش اللبناني، ويجب أن تطبق كامل القرارات الدولية لا سيما التي تنهي البؤر الأمنية اللبنانية وغير اللبنانية. وأنصح الأخوة الفلسطينيين أن يحذروا من استدراجهم الى المستنقع اللبناني الداخلي، وليحفظوا قضيتهم في حق العودة الى ديارهم". ودعا الحكومة الى "ان تتحمل المسؤولية الدستورية والوطنية وان تبادر الى تعيين وزراء شيعة لاعادة الحياة الى المؤسسات الرسمية, فخروج وزراء "أمل" و"حزب الله" لا يعني ابدا خروج الشيعة من مشروع الدولة".

وعن التخوين والتجريح الذي تناوله فيه البعض, قال: "أفتخر بشيعيتي وعروبتي وانتمائي الفكري الى مدرسة امام الوطن المغيب السيد موسى الصدر. كما أفتخر بلبنانيتي وانتمائي الى بعلبك - الهرمل سياج الطائفة الشيعية وقلعة التعايش الاسلامي - المسيحي. وأدعو للتنبه لما تستعمل فيه العباءة الشيعية من مزايدة وتسعير للنعرات الطائفية والمذهبية, فالموجة الفارسية الى خلع الشيعة عن العالم العربي امعانا في تقسيمه والفت من عضده, تتوسل لذلك المزايدة في القضية الاقدس للعرب ألا وهي فلسطين".

ورأى "ان ايران لا تعمل لمصلحة الشيعة في لبنان والعالم العربي بل لمصالحها كدولة اقليمية هامة في المنطقة، ومن المؤسف ان بعض الشيعة لا يرون أهمية هذه الأهداف الايرانية التي قد ترتد سلبا على جميع العرب وبخاصة الشيعة في مرجعياتهم التاريخية".

وفي موضوع رئيس الجمهورية العماد اميل لحود، قال: "يجب ان يرحل كي يستقر الوطن وتهدأ الامور، فهو يخالف القانون والدستور ولم يعد يؤتمن عليه. ورفضه لتوقيع مرسوم دعوة الهيئات الناخبة لملء شغور مقعد الوزير بيار الجميل يتحتم احالته للمحاكمة لانه يمهد للفتنة الداخلية, وهو طرف في النزاع السياسي الداخلي. ولا بد ان يبدأ التغيير من رئاسة الجمهورية ومن ثم انتخابات حرة وفق قانون انتخابي عادل وعصري. وانني ارى ان تنتخب كل طائفة نوابها منعا لتآكل فريق بالاخر". المحكمة الدولية وفي ما يتعلق بالمحكمة الدولية، قال: "يجب أن تسلك طريقها حتى لو وضعوا كل العراقيل منعا لقيامها لأن كل من يتمنع عن تقديم التسهيلات القانونية لاقرارها هو شريك في الجريمة، وعلى الهيئة الدولية إقرارها حتى لو كان ذلك تحت البند السابع". وطالب "السلطة باستعجال إصدار قانون العفو العام الذي عطله أصحاب الوكالة الحصرية في الطائفة الشيعية".

وتوجه الى ابناء أهالي بعلبك - الهرمل بالقول: "لا تصدقوا التهويلات التكاذبية عن استهداف الشيعة، فالشيعة يستهدفون عندما يكونون عصاة على القانون، وعندما يوافقوا على سلخهم عن مفهوم ومشروع الدولة. ولا أدري كيف يفسرون لنا التحالف الشيعي مع اميركا في العراق، والخصومة والعدائية لهم في لبنان".

وردا على سؤال أكد الحاج حسن "ان هناك اتصالات مع الشيخ صبحي طفيلي". وطالب الدولة ب"إغلاق ملفه، فإما ان يبدأ او يمثل امام القضاء لمحاكمته"، لكنه شدد على "ان لا ارتباط معه في العمل السياسي". ونبه الى "وجود مشروع فارسي لضرب العالم العربي وتقسيم لبنان وزعزعة استقلاله". ورأى "ان ليس صدفة ان يختفي الامام موسى الصدر بعد فترة قصيرة من انتصار الثورة الاسلامية في ايران"، محملا "ايران وسوريا الاسد وياسر عرفات وبعض الاطراف اللبنانية مسؤولية اختفائه". وأخيرا، وجه رسالة الى رئيس كتلة "المستقبل" النيابية النائب سعد الحريري أكد فيها "ان ما يجري في الشارع لا يمثل موقف الطائفة الشيعية"، وطلب منه "ان يقول للحكام العرب ان يتنبهوا لفتنة فارسية ستقوض كل الانظمة العربية لتنفيذ المشروع الفارسي".

 

العلامة الأمين: لا يجوز أن تكون العلاقة مع إيران على حساب وطننا

 بيروت - »السياسة«:قال مفتي صور وجبل عامل السيد علي الأمين أن "النزول إلى الشارع والتعبير عن الرأي هو أمر ديمقراطي, أما الهدف لا يمكن الوصول إليه من خلال الشارع لأنه يجب استخدام الوسائل التي يقرها النظام الديمقراطي في عملية التغيير", معتبراً أنه "لا يمكن إسقاط الحكومة إلا عبر الوسائل التي يقرها الدستور".وأكد العلامة الأمين في حديث لجريدة "الأنباء" الصادرة عن الحزب التقدمي الاشتراكي أن الخطاب الأخير للسيد حسن نصر الله "كان فيه الكثير من المبالغات وكان فيه لغة تعبوية", مشيراً إلى أن "منطق فرز الناس بين وطنيين وغير وطنيين لا يساعد على عملية الجمع والتآلف". وأضاف: "أعتقد أنه يجب أن نقلع عن هذه اللغات التصعيدية والتخوينية والتفخيمية لأنها لا تساعد على إيجاد الحلول". وتعليقاً على ورود المال "النظيف" إلى أطراف معينة, رأى الأمين أن "المساعدات التي تأتي إلى أحزاب للأسف هي مساعدات سياسية أكثر منها مساعدات لعموم الشعب", متمنياً لو أن "أي دولة تقدم مساعداتها إلى الشعب اللبناني عبر الدولة اللبنانية", معتبراً أن الأحزاب التي تنال تمويلاً من الخارج "ستتأثر قراراتها بقرارات تلك الدول التي تقدم لها المساعدات".

 

صفير: لا نزال نناضل ليكون لبنان حراً ومستقلاً

 بيروت ¯ »السياسة«:اعتبر البطريرك نصر الله صفير أننا لا نزال نناضل لكي يبقى لبنان سيداً حراً ومستقلاً, مشيراً إلى أن الظروف تؤثر علينا سلباً ولا يمكننا عندما تكون المنطقة مشتعلة أن نقي ذواتنا من شرها لذلك علينا أن نكون حريصين عندما نسلك طريقاً لنعرف أين يوصلنا.وقال صفير أمام وفد من سيدات وطلاب "التيار الوطني الحر" زاره في بكركي أمس: "تعيشون في لبنان وأنتم تعرفون أن هذا الوطن الصغير على الرغم من صغر رقعته وقلة عدد سكانه لا يزال في هذه المنطقة من الشرق مثالاً للحرية, هذه الحرية الثمينة التي ناضل آباؤنا وأجدادنا في سبيلها ولا نزال نناضل لكي يبقى لبنان حراً سيداً مستقلاً, ولكن الظروف والأحوال هي التي توتر سلباً علينا جميعاً" المسيحيين على وجه التحديد". وأمل صفير أن تمر هذه الأيام بسلام وأن يعود لبنان إلى سابق عهده في الاستقلال والحرية والسيادة.

 

بري يرد على الأكثرية: "ليقدموا لنا دعوة إفلاس"

المعارضة اللبنانية تنعى مبادرة موسى "سلفاً" وتصعد وتيرة ضغوطاتها على حكومة السنيورة

 بيروت - من عمر البردان:السياسة/تصعيد المعارضة اللبنانية المدعومة من سورية وإيران لمواقفها التي استبقت بها زيارة الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى إلى بيروت أمس لاستكمال مهمته لحل الأزمة اللبنانية كان إشارة واضحة كما تؤكد أوساط حكومية ونيابية في قوى »14 آذار« من قبل النظام السوري بإفشال مهمة المسؤول العربي من خلال تكليف حلفاء هذا النظام وأتباعه بإطلاق النار على المبادرة العربية, وقد ذهب رئيس اللقاء الوطني عمر كرامي إلى نعي هذه المبادرة وقال بعد اجتماع للقاء الوطني أمس أن هناك خطوات تصعيدية بعد الأعياد, لافتاً إلى قرارات ستتخذ لتصعيد الأمور ولن يبقى الوضع كما هو اليوم.

واعتبر اللقاء الوطني أن محاولة المجموعة الحاكمة لعرقلة المبادرات وآخرها مبادرة الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى باتت مكشوفة بعدما أبدت المعارضة كل إيجابية للتعاطي مع المساعي للخروج من الأزمة. أما رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون فقد أكد أن الانتخابات النيابية المبكرة آتية وكذلك قانون الانتخاب وأن هناك تصعيداً للتحرك الشعبي في حال لم تستجب الحكومة لهذا التحرك.

وقد تقاطعت مواقف المعارضة التصعيدية مع دعوة رئيس الجمهورية أميل لحود إلى إجراء انتخابات نيابية مبكرة على أساس قانون جديد للانتخابات, وذلك لحسم الجدل القائم حول الطرف الذي يملك الأكثرية الشعبية, مشدداً على أن قانون جديد لا بد أن يراعي التوازن والعدالة وصحة التمثيل. في هذا الوقت قالت مصادر الأكثرية ل¯"السياسة" أن قوى »14 آذار« قدمت كل التسهيلات الضرورية لإنجاح مساعي الأمين العام للجامعة العربية, وهي ستنتظر رد فعل المعارضة على ما يحمله موسى من اقتراحات, لكنها في الوقت نفسه لن تقف مكتوفة الأيدي أمام محاولات حلفاء سورية الانقلاب على السلطة المنتخبة بطريقة ديمقراطية وأي مغامرة من جانب الأقلية ستواجه بخطة حازمة للدفاع عن الشرعية الدستورية والقانونية.

وقالت المصادر أن الانتخابات في ملعب حلفاء سورية, بعدما سهلت الأكثرية مهمة موسى إلى أبعد الحدود, وإن أي انفراج على صعيد الأزمة التي افتعلتها قوى ريف دمشق هي بالموافقة على المحكمة الدولية على أن يصار بعدها إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية, ومن ثم الاتفاق على الانتخابات الرئاسية, فالانتخابات النيابية في مرحلة أخيرة. إلى ذلك قال رئيس مجلس النواب نبيه بري أنه ينتظر ما يحمله معه الأمين العام للجامعة العربية, مستهجناً اعتبار قوى »14 آذار« أن المعارضة أفلست بنتيجة انتقال من مطلب حكومة الوحدة الوطنية إلى مطلب الانتخابات النيابية المبكرة. وقال: "فليقدموا لنا دعوة إفلاس". وأجرى وزير العدل شارل رزق مع بري مراجعة سياسية للوضع اللبناني وما آل إليه موضوع المحكمة الدولية, ورأى أن المحكمة الدولية ليست السبب الأساسي للأزمة الراهنة ولكن قد تكون سرعت هذه الأزمة, معتبراً أن للأزمة أسباباً أوسع بكثير. وأكد رزق: "إننا بانتظار مساعي الأمين العام للجامعة العربية ونأمل أن تكون في جعبته أفكار لحل منشود.

كما التقى بري النائبة بهية الحريري التي قامت بزيارة لافتة إلى قصر "عين التينة".

من جهته رأى النائب أنطوان زهرا "أن ما أعلنته المعارضة, على أنها لم تعد ترضى بالثلث المعطل, وأنها تطالب بانتخابات نيابية مبكرة, هو رسالة الى الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى, بأن لا حاجة ليتعب نفسه بالمجيء الى بيروت" مشيرا الى"أن الحل يصنع في ساحة النجمة, أو في القصر الحكومي, حيث توجد المؤسسات الدستورية وليس في أي مكان آخر". ولفت الى "أن الخطير في التحرك الموصوف بالانقلابي لفريق 8 آذار هو أن ما تقنع قياداتهم جمهورها به يصبح من المسلمات وتنطلق الى الخطوة الثانية, وبالتالي فالخطوة الأولى المتمثلة بإسقاط الحكومة أدت غرضها بحسب رأيهم, وهم يخططون للانقضاض على المجلس النيابي في مرحلة لاحقة, والقول أنه غير شرعي استباقا لإمكان إقراره مشروع المحكمة الدولية للقول بأن القانون الصادر عنه بشأنها غير دستوري لأنه صادر عن سلطة فاقدة الشرعية, ويهددون لذلك بالمطالبة بالانتخابات المبكرة وهذا استكمال لحركاتهم الانقلابية, مؤكدا في هذا الإطار ان هذه الحكومة شرعية ودستورية وتقوم بعملها ضمن المتاح لها وبالشكل الملائم المتفق مع مصلحة اللبنانيين مدعومة بالأكثرية الشعبية والنيابية, وأيضا أن هذا المجلس يتمتع بشكل قاطع بالشرعية الدستورية, وهو مستمر الى حين انتخاب مجلس آخر على اساس قانون انتخابي جديد". وقال زهرا: "نحن مع قانون انتخاب يعكس حقيقة إرادة اللبنانيين, ولا بأس عندها ان تم بالتوافق تقريب موعد الانتخابات بشرط أن تؤمن المساواة بين جميع اللبنانيين والعدالة في خوضها ومن ذلك عدم وجود طرف مسلح يخوض الانتخابات بمواجهة آخرين عزل".

 

فراس حاطوم حاول الحصول على معلومات  أمنية منتحلاً صفة مراسل "السياسة"

 توقيف مراسل "نيو . تي . في"  بتهمة اقتحام منزل الصديق

 »السياسة« - خاص:كشفت مصادر لبنانية موثوقة ل¯ »السياسة« امس ان مراسل تلفزيون الجديد »نيو . تي. في« المدعو فراس حاطوم قام بالاتصال بأحد عناصر مفرزة استقصاء جبل لبنان المؤهل أول بسام اليوسف منتحلاً صفة مراسل جريدة »السياسة« في بيروت تحت اسم مستعار (بسام سليمان) وطلب الحصول على معلومات عن الشاهد الملك في قضية اغتيال رئيس وزراء لبنان الاسبق رفيق الحريري, الضابط السابق في المخابرات السورية محمد زهير الصديق.

وأكدت المصادر ان المدعو فراس حاطوم لم يكتف بهذا الامر بل قام يوم الجمعة الماضي باقتحام منزل الصديق في منطقة خلدة عن طريق الكسر والخلع وقام بسرقة بعض محتويات الشقة من وثائق وصور واقراص مدمجة (CD) بتعليمات من المخابرات السورية.

وكانت لجنة التحقيق الدولية في اغتيال الحريري اجرت كشفاً على شقة الصديق التي كان يشغلها مع عائلته قبل 14 فبراير 2005 وذلك بعدما دلها على موقعها حيث تم رفع البصمات واجراء فحص الحمض النووي, لذلك تم التحفظ على موجوداتها لضرورات التحقيق, واقفلت بالشمع الاحمر ولا تزال منذ تاريخ الكشف الذي حصل قبل اكثر من سنة نظراً الى اهميتها وموقعها وموجوداتها واعتبارها جزءاً من مسرح الجريمة, وتحتوي على ادلة تساعد في أعمال التحقيق, ولو كان في مرحلة التحضير والتخطيط والتنفيذ للجريمة, كما صرح الصديق للجنة التحقيق الدولية.  وعلى الفور تم توقيف حاطوم والمصور عبدالعظيم الخياط والمسؤول عن المبنى, حيث كانت شقة »الشاهد الملك«, نسيم المصري وحارس البناء خليل العبدالله والسائق محمد برير, تمهيداً لاحالتهم على القضاء المختص بناء على اشارة النائب العام التمييزي القاضي سعيد ميرزا, باعتبار ان ما قام به حاطوم يشكل جرائم جزائية ولا يمكن اعتبارها عملاً اعلامياً. في تطور متصل افادت مصادر اخرى ان فراس حاطوم وبعد فشل محاولاته المتعددة في مقابلة »الشاهد الملك« حاول الاتصال بشقيقه المدعو عماد الصديق الا ان الاخير رفض مقابلته, وقد قام فراس بفبركة شريط مصور عن شهود مزيفين لتكذيب افادات »الشاهد الملك« وذلك بالتعاون مع المخابرات السورية. وفي اتصال اجراه مع »السياسة« افاد محمد زهير الصديق من مقر اقامته في العاصمة الفرنسية باريس انه قام على الفور برفع دعوى انتهاك حرمة وسرقة ضد تلفزيون الجديد بشخص رئيس مجلس ادارته تحسين خياط وضد مراسل هذا التلفزيون فراس حاطوم عن طريق محاميه في باريس.

 

 وساطة روسية بين دمشق وبيروت.. وقف الاتهامات مقابل التراجع عن إسقاط حكومة السنيورة

 بوتين يشيد بدور سورية "المهم".. والأسد منفتح على الحوار مع واشنطن ولا يقبل "تعليمات"

 موسكو - الوكالات: اعلن الرئيس السوري بشار الاسد امس في موسكو ان بلاده "منفتحة على الحوار" مع الولايات المتحدة لكنها لن تقبل ب¯ "اي تعليمات" من واشنطن.وقال الاسد للصحافيين بمناسبة زيارة عمل لموسكو "على (الاميركيين) ان يميزوا بين التحاور واعطاء تعليمات". واضاف "اننا منفتحون على الحوار لكننا لن نتلقى تعليمات من احد. الحوار مفيد شرط درس مصالح البلدين المعنيين". وكان تقرير لجنة بيكر حول العراق الذي نشر في ديسمبر اوصى الرئيس الاميركي جورج بوش بفتح حوار مع سورية وايران. ومنذ 2003 تطلب الولايات المتحدة من دمشق تعديل سياستها الاقليمية.

بدوره أعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لنظيره السوري عن استعداد موسكو للعمل "بكامل طاقتها" من أجل تحقيق السلام في منطقة الشرق الاوسط, وتعهد ببذل ما بوسعه لانقاذ العراق من الانزلاق في أتون الحرب الاهلية. وفي الشأن العراقي, قال الرئيس الروسي خلال لقاء أجراه مع الاسد في الكرملين "الوضع هناك لا يشهد تحسنا.. يتعين علينا جميعا, بصرف النظر عن موقفنا بشأن البداية أو الاستمرار في (الصراع), أن نبذل قصارى جهدنا لتغيير الاوضاع هناك من أجل صالح البلاد" . وذكرت وكالات الانباء الروسية ان الرئيس الروسي اشاد ب¯ "الدور المهم" الذي تضطلع به سورية في الشرق الاوسط لدى استقباله في الكرملين نظيره السوري بشار الاسد. وقال الرئيس الروسي حليف دمشق التقليدي في المنطقة ان "سوريو اضطلعت وتضطلع وستضطلع بدور مهم" في الشرق الاوسط. ويتهم الغرب سورية بدعم تظاهرات المعارضة اللبنانية الموالية لها منذ مطلع الشهر الجاري في بيروت لاسقاط الحكومة اللبنانية.

وقال بوتين "نستمر في المشاركة باكثر قدر ممكن من الفاعلية, في تسوية (النزاعات) في الشرق الاوسط ونبقي خطوط الاتصال مفتوحة مع جميع القوى السياسية في فلسطين". واضاف "نظرا لتطور الاوضاع في الاراضي الفلسطينية فانني مهتم بسماع رأيكم في هذا الخصوص".

الى ذلك ذكرت صحيفة "كومرسانت" امس ان روسيا ستحاول خلال زيارة الاسد لموسكو التوصل الى صفقة بين لبنان وسورية تمتنع بموجبها دمشق خصوصا عن محاولة اسقاط الحكومة اللبنانية الحالية. واوضحت الصحيفة من جهة اخرى ان بوتين يسعى الى الحصول على دعم الاسد لعقد مؤتمر دولي حول الشرق الاوسط في موسكو يجمع "الاطراف المتخاصمة لبنان وسورية وايران ربما, والسلطة الفلسطينية واسرائيل".وقالت الصحيفة ان موسكو تسعى الى التوصل الى صفقة يمتنع بموجبها لبنان عن اتهام سورية بالضلوع باغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري العام 2005 في مقابل امتناع سورية عن محاولة اسقاط الحكومة اللبنانية الحالية. واضافت كومرسانت ان "دمشق بحاجة ماسة الى دعم موسكو في قضية انشاء محكمة دولية في قضية اغتيال رئيس الوزراء السابق الحريري. وموسكو تتوقع من سورية دعما لمبادرتها الاخيرة الهادفة الى رفع مستوى دور روسيا" في الشرق الاوسط. واشارت الصحيفة الى ان زيارة الاسد اتت بعد ايام قليلة على زيارة رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة لموسكو.وذكرت الصحيفة ان سورية تسعى الى شراء طائرات مقاتلة من نوع "ميغ-29 اس ام تي" من روسيا وربما غواصات "امور-1650" وطائرات "ياك-130" وانظمة دفاع جوي "بانتسير-سي1". كذلك قد يتم التطرق الى توسيع قاعدة تموين في مرفأ طرطوس السوري الذي تستخدمه البحرية الروسية لتحويلها الى قاعدة بحرية فعلية.

 

 اجتماع برئاسة السنيورة بحث التحضيرات لـ"باريس-3"

 بيروت ¯ »السياسة«:ترأس رئيس الحكومة فؤاد السنيورة في السراي الكبير أمس اجتماعاً اقتصادياً ومالياً خصص لبحث التحضيرات لعقد مؤتمر "باريس ¯3" أواخر الشهر المقبل في العاصمة الفرنسية.وحضر الاجتماع وزيرا الاقتصاد سامي حداد والمال جهاد أزعور وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة.

 

الحص: على الجميع التعاطي مع مبادرة موسى بإيجابية

 بيروت ¯ »السياسة«:دعا الرئيس سليم الحص إلى "التعاطي مع مبادرة الدكتور عمرو موسى بإيجابية كلية من جانب الجميع, فالبلد لم يعد يستطيع تحمل المزيد من حال التأزم المفتعل الذي ليس له مبرر". وقال: "إن الشعب في حال من الإحباط, والإقتصاد في حال من الشلل, والمجتمع يواجه خطر الإنقسام المذهبي, فكفى". أضاف: "نحن في زمن العجائب. الأزمة تتمحور كليا على الحكومة, والمسؤولون في الحكومة يتصرفون براحة كلية وكأن شيئا لم يكن, وهم ليسوا في عجلة من أمرهم في البحث عن مخارج من الأزمة المدمرة, وهي في واقع الحال في حضنهم". وقال الحص: "الرئيس السوري بشار الأسد يفاتح أولمرت, رئيس وزراء الكيان الصهيوني, عبر الإعلام, بإستعداده للقائه والتحدث إليه في موضوع ما يسمى سلاما. فإذا بأولمرت يرفض لقاء الرئيس الأسد والتحدث إليه. فالفضل في عدم الإنفتاح العبثي بين العدو وعدوه يعود إلى أولمرت. يا للمفارقة العجيبة". ولفت إلى أن "الساحة الفلسطينية تشتعل بالصدام بين فصيلين فلسطينيين رئيسيين هما حماس وفتح. ما كان أحرى ب"حماس" أن تعود إلى أصالتها فتستأنف نضالها المقاوم وتعزف عن التناحر على السلطة. فلا كان حكم ولا كانت سلطة إذا كان الثمن سيدفعه الشعب الفلسطيني العظيم من وحدته وصموده. كأنما قرر الفصيلان الفلسطينيان أن يوفرا على الإسرائيلي ثمن الرصاص الذي تطلقه على الشعب الفلسطيني فقررا التراشق في ما بينهما. أين الوعي وأين روح المسؤولية?".

 

الأكثرية النيابية تدعو إلى محاكمة لحود بتهمة خرق الدستور

 موسى استأنف وساطته في بيروت: تصعيد المعارضة لن يعيق مهمتي

 بيروت-»السياسة«-الوكالات: وصل الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى امس الى بيروت لاستئناف مساعيه لحل الازمة السياسية المستعصية غداة تصعيد المعارضة التي يتزعمها "حزب الله" مواقفها بجعلها الانتخابات النيابية المبكرة في اولوية مطالبها بدل حكومة الوحدة الوطنية وأوضح موسى للصحافيين قبل اجتماعه مع رئيس الوزراء فؤاد السنيورة انه عاد الى لبنان لاستئناف اتصالاته مع كافة الاطراف. وقال "هناك تقدم من الآن على بعض النقاط" التي لم يحددها, واضاف "سأزور بعد يومين دمشق".وقلل موسى من اهمية المطلب الجديد للمعارضة باجراء انتخابات نيابية مبكرة قائلا "هذا المطلب لن يعيق التقدم".

واكد الامين العام للجامعة العربية ان "جميع العرب مهتمون ومتحسبون للخطر على لبنان", واضاف انه يجري "اتصالات مع جميع الاطراف وبينها ايران لكن حاليا اركز على زيارتي الى لبنان". و كشف الأمين العام عن وجود نقاط يمكن ان تحقق تقدما على صعيد الازمة السياسية في لبنان وفقا لقاعدة "لا غالب ولا مغلوب".

وقال "اتطلع الى اللقاءات في اليومين المقبلين لاستئناف مباحثاتنا ومشاوراتنا ومازلت على رأيي ان هناك أملا وان هناك نقاطا يمكن ان نحدث فيها تقدما من منطلق شعور الجميع بالخطر على لبنان ومسؤولية الجميع بالحفاظ عليه". وذكر انه سيقوم بزيارة سورية "بعد يومين" مشيرا الى وجود اتصالات مع كل دول المنطقة بما فيها ايران.من جهته اكد رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة انفتاح حكومته على كل المبادرات لاسيما العربية منها بهدف حل الازمة السياسية القائمة في البلاد.

واعتبر السنيورة في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء النرويجي ينس ستولنبرغ ان الاعتصامات التي تنظمها المعارضة "لا تؤدي الى نتيجة بل تعقد الأمور" مفضلا العودة الى طاولة الحوار. واشار الى انه بحث مع نظيره النرويجي قضية استمرار الاحتلال الاسرائيلي لمزارع شبعا معربا عن ثقته بقدرة النرويج على ان "تلعب دورا اساسيا في نقل رسالة حقيقية للاسرائيليين حول أهمية الانسحاب من مزارع شبعا بشكل تصبح فيه تحت عهدة الامم المتحدة الى أن يبت امرها ضمن العلاقة الثنائية بين لبنان وسورية". الى ذلك بدأ نواب الغالبية النيابية المناهضة لسورية امس توقيع عريضة ضد الرئيس اللبناني ل¯ "خرقه الدستور", بحسب ما اعلن النائب بطرس حرب للصحافيين. وقال حرب "تقررت الموافقة على المبادرة ... بطلب اتهام رئيس الجمهورية بعرقلة خرق الدستور, لمخالفته احكام المادة 41 من الدستور التي تنص على وجوب اجراء انتخابات نيابية خلال شهرين بعد شغور مقعد نيابي ... وهي الحالة القائمة اليوم", اثر اغتيال النائب والوزير بيار الجميل في 21 نوفمبر الفائت.

 

سعود الفيصل يؤكد تأييده مبادرة الجامعة العربية في لبنان

 أ ف ب - 2006 / 12 / 19

 اكد وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل اليوم الثلاثاء تاييد بلاده لمبادرة الجامعة العربية التي يقودها الامين العام عمرو موسى من اجل حل الازمة السياسية في لبنان, نافيا وجود مبادرة سعودية خاصة في هذا الشان. وقال الفيصل في مؤتمر صحافي في الرياض, ردا على سؤال عن وجود مبادرة سعودية لحل الازمة السياسية "نؤيد مبادرة الجامعة العربية في لبنان والمملكة تقف الى جانب لبنان في كل الاوقات والمحن التي يواجهها". واضاف "نؤكد على جميع الاطراف في لبنان بان تعمل على احتواء الخلافات الداخلية وضبط النفس وتغليب المصلحة الوطنية واحكام الشرعية واللجوء الى العقل والحكمة وتجنب المواجهات وتبني لغة الحوار لحل المسائل الخلافية". كما دعا الى "المحافظة على لبنان ووحدته الوطنية واستقلالية قراره السياسي وعدم تمكين من يريد بلبنان وشعبه سوءا". وردا على سؤال عن المعلومات التي تحدثت عن جمود في العلاقات بين السعودية وسوريا, قال وزير الخارجية "العلاقات العربية ترى تقلبات بين حين وآخر". واضاف "اذا كان هناك جمود في العلاقات مع سوريا فهذا لا يعبر عن رغبة و ارادة المملكة" معربا عن الامل بان تزول "مسببات" هذا الجمود.

 

رئيس تحقيق الامم المتحدة في مقتل الحريري يقول انه يحقق تقدما

 رويترز - 2006 / 12 / 19

 قال سيرج براميرتز رئيس لجنة الامم المتحدة المكلفة بالتحقيق في مقتل رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري انه حقق تقدما في تحليل مسرح الجريمة في بيروت واستجواب المشتبه بهم. لكن براميرتز أبلغ مجلس الامن الدولي والصحفيين أن حوالي 20 دولة من أصل 60 دولة لم ترد على دعوته للمساعدة أو قالت ان تشريعاتها الوطنية تحظر التعاون. وقال براميرتز ان سوريا قدمت ردودا فورية على طلباته. ولم يحدد التقدم الذي حققه ورفض الكشف عن اسماء الدول التي لم تتعاون أو المشتبه بهم المحتملين مكتفيا بالقول "ما استطيع ان اؤكده هو أننا ما زلنا نعمل في كل الافتراضات المحتملة."

ويرأس براميرتز وهو بلجيكي لجنة الامم المتحدة التي تحقق في التفجير الذي أودى بحياة الحريري في فبراير شباط 2005 و15 هجوما اخر ذي دوافع سياسية فيما يبدو. وكان يطلع مجلس الامن علي تقريره الذي اذيع الاسبوع الماضي والذي لم يلق ايضا ضوءا يذكر على المدة التي سيستغرقها التحقيق أو من وقف وراء الهجمات. وبين القضايا الست عشرة التي يحقق فيها بالتعاون مع السلطات اللبنانية اغتيال وزير الصناعة اللبناني بيار الجميل في 21 نوفمبر تشرين الثاني.

والادلة التي سيتوصل اليها براميرتز ستقدم الي محكمة خاصة تحاول الحكومة اللبنانية تنظيمها. وقال براميرتز انه يخشى على الشهود وانه على اتصال مع عدة دول ربما تقبل ايوائهم. وتنفي سوريا أي تورط في جريمة قتل الحريري التي وقعت بعد ان اتهم دمشق بالتدخل في السياسات اللبنانية. ودفعت احتجاجات في شوارع لبنان بعد مقتل الحريري سوريا الي سحب قواتها من البلاد بعد وجود استمر 22 عاما. وفي رده على تقرير براميرتز أكد بشار جعفري سفير سوريا لدى الامم المتحدة ان التحقيق يظهر مدى التعاون السوري. لكنه حذر دولا لم يسمها "في منطقتنا وما وراءها" من الوصول الي "استنتاجات مسيسة" استنادا الي التقرير.

 

المعارض السوري ميشال كيلو يحاكم قريبا 

 أ ف ب - 2006 / 12 / 19

 اعلن احد محامي الدفاع عن ميشال كيلو اليوم الثلاثاء ان الكاتب والمعارض السوري سيحاكم قريبا امام محكمة جنايات بعد ان رفضت محكمة الاستئناف في دمشق الطعون التي قدمها المحامون في الاتهامات الموجهة اليه. وقال المحامي خليل معتوق "صدر اليوم (الثلاثاء) قرار عن محكمة النقض الغرفة الجنائية قضى برفض الطعن المقدم من قبل المتهم الموقوف ميشال كيلو واعادة الملف الى محكمة الجنايات الثانية بدمشق من اجل محاكمته". واضاف المحامي ان محكمة النقض رفضت ايضا طعنا قدمه المحامون عن معارض اخر هو الناشط الشيوعي محمود عيسى. وكيلو وعيسى متهمان ب"الانتماء الى جمعية ذات طابع دولي" و"اضعاف الشعور القومي" و"اثارة النعرات الطائفية والمذهبية" و"نشر اخبار كاذبة او مبالغ فيها من شانها ان تنال من هيبة الدولة او مكانتها" و"الذم والقدح بحق رئيس الدولة او المحاكم". واوقفا في دمشق في ايار/مايو 2006 مع ثمانية مثقفين وناشطين في مجال حقوق الانسان بعد توقيع "اعلان بيروت دمشق" الذي يدعو الى "تصحيح جذري للعلاقات السورية اللبنانية". وما زال ميشال كيلو ومحمود عيسى والمحامي انور البني معتقلين فيما افرج عن الموقوفين السبعة الاخرين. ودعا الرئيس الاميركي جورج بوش سوريا الاربعاء الى الافراج فورا عن "كل سجنائها السياسيين" ذاكرا بالاسم عارف دليلة وميشال كيلو وانور البني ومحمد عيسى وكمال اللبواني.

 

واشنطن: حزب الله يتلقى سنوياً مئتي مليون دولار من طهران 

 السفير - 2006 / 12 / 19

 قال مسؤولون اميركيون، أمس، إن إيران تزوّد حزب الله سنوياً بحوالى مئتي مليون دولار، عززت موقعه الداخلي وسمحت بالبدء بإعادة إعمار ما تهدّم خلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة على لبنان، فيما يواصل الحزب تعزيز ترسانته من الصواريخ وتلقي السلاح عبر سوريا. ونقلت وكالة «اسوشييتد برس» عن أولئك المسؤولين أن آخر المعطيات الاستخباراتية الاميركية تشير إلى أن حزب الله عوض الخسائر التي مُني بها خلال الحرب، بمساعدة إيران وسوريا ومانحين خاصين من العالم، ما أسهم في تعزيز موقعه في لبنان وتنظيم التظاهرات والاعتصامات ومحاولة إسقاط حكومة الرئيس فؤاد السنيورة. وقال مسؤول أميركي إن المساعدات الإيرانية السخية سمحت للحزب «بتزويد عائلات بأماكن للسكن وأثاث جديد فيما تعيد بناء منازلها. يتعين تغطية التكاليف المالية لذلك، ودفع أتعاب العمال، ولا مشكلة في الامر». وكان المندوب الاميركي في الامم المتحدة جون بولتون قد أبلغ الكونغرس الصيف الماضي ان ايران تزوّد حزب الله سنوياً «ربما ما يصل الى مئة مليون دولار». غير ان الوكالة نقلت عن مسؤولين أميركيين ان الاموال الايرانية زادت لتبلغ مئتي مليون دولار سنوياً، حتى قبل العدوان الاسرائيلي على لبنان.

واشار مسؤول أميركي الى ان الحدود بين لبنان وسوريا، وهي بطول 375 كيلومتراً ويصعب اغلاق كل المنافذ فيها، تسمح في مناطق كثيرة بتهريب السلاح الى حزب الله. غير ان مسؤولين أميركيين آخرين اوضحوا ان واشنطن تجد صعوبة في تحديد حجم السلاح الذي يتمّ تهريبه. ورأى المسؤول الأميركي أن حزب الله يسعى في سوق الأسلحة لشراء صاروخ مضاد للسفن من طراز «سي ـ802» الذي يقول الإسرائيليون إنه أصاب بارجة لهم أمام السواحل اللبنانية خلال الحرب، وصواريخ محمولة صغيرة مضادة للطائرات تحمل اسم «مانبادس» بالإضافة الى صواريخ «اس ايه ـ 18» وأخرى مضادة للدبابات يمكن توجيهها، وقنابل يدوية الصنع. واعتبر المسؤول ان إيران تبقى مزود السلاح الموثوق الوحيد بالنسبة الى حزب الله. وقال «المسألة تتعلق بما تريد ايران ان تسد النقص فيه».(أب)

 

 موسكو تؤكد دعم المحكمة الدولية

 النهار - 2006 / 12 / 19

 اكدت روسيا دعمها لانشاء المحكمة ذات الطابع الدولي الخاصة للبنان، تزامنا مع زيارة الرئيس السوري بشار الاسد الى موسكو، كما شددت بريطانيا على انها ستحكم على السوريين وفقا لسلوكهم في لبنان. فقد اعلن الديبلوماسي الروسي المعتمد في دمشق يفغيني بوسوخوف ان بلاده تدعم تشكيل المحكمة ذات الطابع الدولي الخاصة للبنان، في سياق الحديث عن مواقف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التي سينقلها الى الرئيس السوري خلال زيارته التي بدأها ليل امس الى موسكو. وقال ان بوتين سيؤكد للأسد ان المحكمة "لن تستخدم أداة ضغط على سوريا". الى ذلك، شدد الناطق باسم رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير، الذي يزور الأراضي المحتلة، ان بريطانيا ستحكم على السوريين وفقا لسلوكهم في لبنان. ونقلت وسائل اعلام اسرائيلية عن الناطق لدى وصوله الى اسرائيل ان "على سوريا ان تقرر ما اذا كانت جزءا من المشكلة في لبنان او انها جزء من الحل هناك.. سنحكم على السوريين وفقا لسلوكهم في لبنان، وكذلك اذا كانت سوريا ستواصل منح مأوى للمنظمات الإرهابية في دمشق".

عربيا، حذر العاهل الاردني الملك عبد الله من تصعيد الموقف بين القوى السياسية في لبنان وتأثير ذلك في الشعب اللبناني. وقال في حديث مع رؤساء تحرير 5 صحف في عمان ان الحوار بين جميع الفئات اللبنانية هو الاساس لضمان وحدة لبنان، داعيا اللبنانيين الى تفويت الفرصة على من يعمل لتأجيج الوضع في لبنان خدمة لمصالح لا تخدم الشعب اللبناني، مبديا دعم الاردن الجهود التي تقوم بها الجامعة العربية لايجاد مخرج للازمة.

وفي الرياض، التقى الأمين العام لدول مجلس التعاون الخليجي عبد الرحمن بن حمد العطية مع الممثل الخاص للرئيس الفرنسي جان بيار جويه، وبحثا تنظيم مؤتمر "باريس ـ 3" لدعم لبنان المقرر عقده في باريس في 25 كانون الثاني (يناير) المقبل. واستعرض الجانبان التحضيرات التي تقوم بها فرنسا لإنجاح المؤتمر وحرصها الشديد على ان تساهم دول مجلس التعاون في بذل جهودها ليحقق المشروع الاهداف التي اقيم من اجلها، وهي المساهمة في استقرار لبنان سياسيا واقتصاديا واجتماعيا. وأكد العطية حرص دول المجلس على مساندة كل ما يخدم مصلحة لبنان ويساهم في استتباب الامن والاستقرار وتفعيل الحوار الوطني.

على خط العلاقات بين سوريا واسرائيل، ذكرت القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي ان القيادة السورية أرسلت وثيقة رسمية مكتوبة الى الحكومة الإسرائيلية بواسطة ديبلوماسي اوروبي، تؤكد فيها استعدادها الفوري لاجراء مفاوضات سلام بصورة سرية للغاية وغير رسمية، وتضمنت 4 بنود.

وجاء في البند الاول من الوثيقة التي حصلت عليها القناة من مكتب رئيس الحكومة ايهود اولمرت، ان سوريا تتعهد امام اسرائيل، بعدم شن حرب عليها في الصيف المقبل وان وجهتها الى السلام فقط. وفي البند الثاني، تؤكد الحكومة السورية انها تستطيع السيطرة على "حركة المقاومة الاسلامية" (حماس)، وتحديدا على رئيس مكتبها السياسي خالد مشعل الذي يتخذ من دمشق مقرا له، وانها قادرة على احراز تقدم في صفقة تبادل بين "حماس" وإسرائيل في ما يتعلق بالجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شليط وعلى تطويع "حزب الله" اللبناني، وانها ستزود اسرئيل بمعلومات مؤكدة حول مصير الجنديين الإسرائيليين الداد ريغف وايهود غولدفاسر لدى الحزب. البند الثالث يشير الى سوريا مستعدة لان تكون هضبة الجولان منطقة منزوعة السلاح، ولإقامة المصانع والمشاريع الاقتصادية الاخرى بمشاركة الإسرائيليين والأميركيين في المنطقة.

ويتطرق البند الرابع من الوثيقة الى مد سكة حديد من مدينة حيفا الى اسطنبول في تركيا عبر الأراضي السورية.

وافادت القناة الثانية استنادا إلى مصادر سياسية اسرائيلية وأوروبية رفيعة المستوي، بان السوريين بدأوا بإرسال رسائل السلام الي وزير الدفاع الإسرائيلي عمير بيرتس ووزيرة الخارجية تسيبي ليفني، لان القيادة في دمشق "توصلت الى اقتناع بان هاتين الشخصيتين على استعداد لدراسة الأفكار والمقترحات السورية". ولفتت الى ان اولمرت، الذي التقى مع الشخصية الأوروبية، رد على الوثيقة بالقول ان سوريا ملزمة اولا بأن تثبت لإسرائيل بالأعمال وليس بالكلام، بان وجهتها الى السلام.

في سياق متصل، أكد اولمرت في المؤتمر الصحافي مع بلير ان "اسرائيل ترغب بتحقيق السلام مع كل دولة عربية ومن ضمن ذلك بالطبع سوريا، ومن المؤكد اننا نريد تحقيق سلام معها. ونأمل ان تمكننا الشروط التي ستولد في المستقبل، من القيام بعملية تؤدي الى تحقيق سلام ايضا مع سوريا. ولكن نرى ان تصرف سوريا تجاه قضايا مصيرية تتعلق بوجود اسرائيل يتناقض مع التصريحات التي نسمعها عن السلام". وقال: "أكرر انني آمل في امكانية وجود اساس مريح لاجراء المفاوضات مع سوريا، ونحن لا نشعر في هذه الايام بالذات بوجود سلوك سوري يوفر أساسا لإمكانية قيام هذه المفاوضات".

وقال بلير: "ان اختارت سوريا ان تكون بناءة من اجل السلام ودعم الحكومات الديموقراطية وعدم الاساءة لها، فنحن سنبقى منفتحين بالتأكيد (لاقامة) علاقات بناءة معها.. لكن خلافا لذلك، فان دعمت اشخاصا متورطين في الارهاب والتعديات على حكومة منتخبة ديموقراطيا، مثل حكومة السنيورة في لبنان، سيعني ذلك عندئذ خرقا للمبادئ التي ترشدنا".وفي معلومات لا تعكس رغبة دمشق في السلام، قال رئيس الاستخبارات الإسرائيلية (الموساد) مائير دغان، امس، ان ثقة الرئيس السوري بشار الأسد بنفسه ازدادت عقب حرب لبنان، وأنه وسيرد على كل استفزاز اسرائيلي.

ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن داغان قوله خلال اجتماع لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست: "طرأ تغيير استراتيجي في سوريا، وسوف ترد على كل استفزاز إسرائيلي.. تضررت قوة الردع الإسرائيلية خلال الحرب، ولذلك ازدادت ثقة الأسد بنفسه واصبح السوريون الآن مستعدين للمخاطرة أكثر من الماضي.. لا مؤشرات الان إلى ان المواقف السورية اصبحت اكثر ليونة او ان السوريين يسعون الى السلام"، مشيرا الى ان دمشق تسلح نفسها وتسلح "حزب الله" بـ"وتيرة سريعة"، وان هناك احتمال وقوع عمليات مسلحة ضد المستوطنين في الجولان المحتل. وعن الوضع في لبنان بعد الحرب، اوضح داغان ان "حزب الله بقي في جنوب لبنان ولم ينزع سلاحه ويتفاهم مع الجيش اللبناني في ما يتعلق بوجود قواته في جنوب لبنان"، ان "ثمة مناطق في جنوب لبنان لا يمكن للجيش اللبناني أن يدخلها"، مضيفا: "يتسلح حزب الله بالصواريخ من دون عائق ووضع قسماً من أسلحته شمال نهر الليطاني ويعمل بكل قوة من أجل إلغاء القرار 1701".

 

 سركيس: "احتلال" الوسط التجاري أطاح الموسم السياحي والأعياد

 المستقبل - 2006 / 12 / 19

 أكد وزير السياحة جو سركيس ان "احتلال الوسط التجاري من قبل المجموعات التي تخيّم هناك، اطاح الموسم السياحي وعطلته في آخر السنة، كما تم تعطيله في الصيف الماضي".وقال سركيس في مقابلة مع تلفزيون "المستقبل"، "اليوم اصبح الوضع ليس فقط غير طبيعي إنما مضرّ"، مشيراً الى ان الاضرار تجاوزت عشرات الملايين من الدولارات. وأضاف أن "اصحاب المحال في الوسط يتكلمون عن خسائر راوحت بين 70 الى 80 مليون دولار في مدة اسبوعين او ثلاثة، والآن ستزيد لأنهم سيتكبدون خسائر اضافية، خصوصاً انهم كانوا ينتظرون فترة الاعياد لتحسين امورهم". ولفت سركيس الى ان القطاع السياحي تلقى ضربة قاسية بعد حرب تموز، "وحاولنا التعويض بفترة آخر السنة ولا سيما ان هناك اعيادا والحجوزات بدأت تتقاطر الى لبنان، لكن ما حصل في الوسط التجاري من اعتصام عطل الموسم بالكامل". وأشار الى ان شركات الطيران اعلنت قبل الاعتصام وجود حجوزات كثيفة في الطيران وكانت تحضر لرحلات اضافية، وكذلك كانت حجوزات الفنادق 100% في بيروت ومناطق الجبل خصوصاً مناطق التزلج، اما اليوم فهناك إلغاء حجوزات بسبب ما يحصل. وأكد سركيس ان الشارع ليس فقط لا يفيد، إنما يضرّ بالاقتصاد بشكل كبير، وقال "رأينا التحركات التي يقوم بها اصحاب المؤسسات في الوسط التجاري لطرح صرختهم، فقد ضربت بيوتهم وبيوت ناس كثر".

 

الحريري: سنرد على تعطيل البلد بالعمل لعقد مؤتمر باريس ـ 3 

المستقبل - 2006 / 12 / 19

 استقبل رئيس كتلة "المستقبل" النيابية النائب سعد الحريري في قريطم أمس، سفيرة بريطانيا في لبنان فرانسيس غاي، وعرض معها الاوضاع في لبنان والمنطقة والعلاقات الثنائية بين البلدين. والتقى الحريري مساء امس وفدا من اصحاب المؤسسات التجارية والسياحية في وسط بيروت التجاري واستمع منه الى معاناة اصحاب هذه المؤسسات والعاملين فيها من جراء استمرار اقفال الطرقات في المنطقة والخسائر المادية الجسيمة التي تلحق بهم، مما يهدد بإقفال العديد من هذه المؤسسات وصرف مئات العاملين فيها. وأبدى الحريري خلال اللقاء "تفهمه لما يتعرض له اصحاب المؤسسات في الوسط التجاري من اضرار وخسائر مما يحصل"، مؤكدا "العمل لاعادة الحياة والنشاط الى الوسط التجاري لأنه عصب لبنان وقلبه". وقال: "نحن مشروعنا الحياة والانماء والاعمار والعيش بكرامة وحرية، وسنرد على تعطيل البلد بالعمل لعقد مؤتمر باريس 3 وسنواجه تحدي محاولات خطف البلد بالاصرار على اعادة اعمار لبنان والنهوض فيه".

وتحدث طوني سلامة باسم الوفد بعد اللقاء فقال: "وضعنا النائب الحريري بأجواء التحركات التي قمنا بها لدى كافة السياسيين اللبنانيين وبما انه يمثل قسما كبيرا من اللبنانيين والاكثرية وكتلة نيابية مهمة في البلد ومستقبله، ابلغناه بأن تحركنا يهدف الى ابقاء مؤسساتنا مفتوحة في الوسط التجاري واننا نظمنا حملة اعلامية في كل البلاد العربية تقول: "بحبك بالشتي ـ لبنان 2007" حتى يأتي كل السياح العرب الى بيروت وكل اللبنانيين المقيمين في الخارج. كما بحثنا في الصعوبات التي تواجهنا في بيروت، ودعونا كل المؤسسات لتفتح ابوابها ابتداء من غد، وقد شجعنا على ذلك النائب الحريري وسيدعمنا ونحن نناشد كل اللبنانيين النزول الى الوسط التجاري لاحياء هذا المعلم الحضاري والسياحي".

 

السنيورة: إذا كان قانون العام 2000 عاطلاً وغير صحيح فمعنى ذلك أن كل مفاعيله يجب إعادة النظر فيها

 المستقبل - 2006 / 12 / 19

 أكد رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة "ان اللبناني لم يعد قادرا على الاستمرار في العيش في جمهورية الخوف، وفي جو من الانشداد الى الوراء". ورأى "ان الموضوع ليس قضية المشاركة، انما المحكمة ذات الطابع الدولي هي القضية". وأشار إلى التظاهرات "لا توصل الى نتيجة"، مؤكدا "أننا منفتحون على كل المبادرات من اجل ايجاد حلول تؤدي الى عدم التعطيل". واشار الى "ان المحكمة ذات الطابع الدولي ناقشها الجميع وكل اعضاء مجلس الامن ولا سيما المندوب الروسي الذي كان فعليا يأخذ في الاعتبار هواجس الكثيرين في المنطقة"، لافتا الى انه "اذا كان قانون الانتخاب لعام 2000 عاطلا وغير صحيح فيعني ذلك ان كل مفاعيله يجب ان يعاد النظر فيها". وقال الرئيس السنيورة أمام وفد من اصحاب المؤسسات التجارية والسياحية في وسط بيروت، زاره أمس في السرايا الحكومية، في حضور وزير الاقتصاد سامي حداد: "علينا ان ندرك جميعا حقيقة الامر ولماذا وصل الى هنا، وكيف يجب ان نتعامل معه في الفترة المقبلة. الجميع يعلم ان الموضوع ليس قضية المشاركة، فقد شاركوا 16 شهرا ولم يتخذ قرار الا بالاجماع، مع ان الأكثرية كان لها اكثر من الثلثين ولكن حرصنا على عدم اتخاذ اي قرار الا بإجماع كل أعضاء مجلس الوزراء، وعلى العكس من ذلك، عندما كان هناك قرار اتخذته الأقلية ويفترض ان يوافق عليه جميع اللبنانيين او على الاقل يوافقوا عليه في الحكومة والذي هو قرار الحرب التي شنت علينا، لم يستشر أحد من الحكومة. فالحجة التي يقولون انها في المشاركة، يتبين في الواقع انها ليست هي القضية، انما المحكمة ذات الطابع الدولي هي القضية".

المحكمة

أضاف: "لماذا أهمية هذه المحكمة؟ لبنان أكثر بلد في العالم العربي، مقارنة مع حجم سكانه ومساحته، تعرض للاغتيال السياسي، والذي لم يقتصر على رجال السياسة بل تحول الى رجال الفكر والصحافة والدين، وبالتالي المقصود ابقاء اللبنانيين تحت سيف الرعب والخوف، وإمكان قتل أي شخص يتكلم أي شيء. لذلك، فإن موضوع الحرية في البلد والديموقراطية من اهم القضايا والمسائل التي يحرص عليها اللبنانيون، فأهم سلعة عند اللبناني هي الحرية، وأهم ما يميز هذا البلد هو مقدار الحرية التي يتمتع بها".

وأكد "ان اللبناني لم يعد قادرا على الاستمرار في العيش في جمهورية الخوف، وفي جو من الانشداد الى الوراء. البلد يريد ان يعيش ويريد التقدم الى الامام ويريد معالجة مشاكله التي تراكمت على مدى 30 عاما، وبالتالي من المهم المحافظة على الحرية والانفتاح والديموقراطية والعيش المشترك بين اللبنانيين، وان نقوم بعمل لردع الذين يفكرون في القيام بهذه الأعمال، لانها لم تنته، وهناك من يفكر بأنها الطريقة للعودة بالبلد الى ما كانت عليه، فلبنان لا يمكن ان يعود كما كان عليه في السابق".

قانون 2000

وقال: "المحكمة ذات الطابع الدولي ناقشها الجميع وكل اعضاء مجلس الامن ولا سيما المندوب الروسي الذي كان فعليا يأخذ في الاعتبار هواجس الكثيرين في المنطقة. يقولون ان هناك اكثرية وهمية، ونحن نقول ان هذه الأكثرية أتت بواسطة انتخابات وبرلمان ولا يستطيع اي شخص بشحطة قلم ان يقوم بانقلاب. نحن نسجل اعرافا للمستقبل، يكفي ان هذا البلد هو الوحيد خارج دول النفط الذي لم يعش انقلابات. يقولون ان انتخابات سنة 2005 ليست صحيحة، ونحن نسأل لماذا غير صحيحة؟ مع العلم انه عندما تمت الانتخابات لم تبق مؤسسة في العالم الا وجاءت وشاركت في عملية مراقبة الانتخابات، ولم يتحدث أحد. نحن نسأل لماذا هذه الانتخابات غير صحيحة؟ فيقولون بسبب قانون الانتخابات، فهل القانون عاطل وهو الذي طبقناه عام 2000؟ فاذا كان غير صحيح يعني ذلك ان كل مفاعيل عام 2000 يجب ان يعاد النظر فيها. اذا، هذا القانون الذي على اساسه تم الانتخاب عام 2000 وتم التمديد لرئيس الجمهورية، اصبح موضع بحث. علينا ان نتروى، هذا المجلس موجود وعلينا ان نعترف به، وحسب النظام الديموقراطي يتم التعبير في مجلس النواب، فانزلوا الى المجلس، فيقولون لا. اما بالنسبة الى حق حرية التعبير والنزول الى المظاهرات فهذا حق وواجب الحكومة ان تحمي حق كل مواطن بالتعبير، لكن حق التعبير ينتهي عندما يبدأ حق الآخرين، اي لا تستطيع التعدي على حق الآخرين وتقفل طرقات.

مميزات لبنان

أضاف: "الناس تأتي الى لبنان لانه واحة حرية واذا بدأنا اللعب بهذه المميزات فلا أحد يأتي عندنا، علينا المحافظة على مميزاتنا لنبقى مقصدا لكل الناس، وبالتالي فالمظاهرات لا توصل الى نتيجة، واذا اردتم الاستمرار فيها فهذا حقكم لكن يجب الا تتعدوا على الآخرين. نحن منفتحون على كل المبادرات من اجل ايجاد حلول تؤدي الى عدم التعطيل، هم بيدهم رئيس الجمهورية وايضا رئاسة مجلس النواب، ويطالبون ان يمسكوا بالحكومة، ويقولون الامساك بالحكومة لكي يشاركوا، ونحن نقول ان الممارسة في الحكومة على مدى 16 شهرا كانت تتم بالتوافق، فقرار تركيب الكاميرات امتنع عن اقراره حتى يصار الى إجماع كل الوزراء. لم نأخذ قرارا واحدا الا وكان بموافقة الجميع باستثناء موضوع المحكمة الدولية. يقولون انهم يريدون الثلث المعطل، وبهذا لا تنعقد جلسة لمجلس الوزراء اذا لم يحضر الثلث زائد واحد، واذا استقالوا تسقط الحكومة. ويقول الشاعر: رُبّ يوم بكيت منه فلما صرت في غيره بكيت عليه.

مبادرة موسى

وتابع: "نحن طرحنا اقتراحا لا يؤخذ بموجبه أي قرار من دون مشاركة المعارضة فيه وهو 19 و9 و2. وجاء الامين العام لجامعة الدول العربية وطرح 19 و10 و1 وقلنا لا بأس ما يجعل الاكثرية لا تستطيع اخذ أي قرار من دون موافقة الاقلية، والأقلية لا تستطيع تعطيل انعقاد مجلس الوزراء او اسقاط الحكومة. وذلك يجعل الاكثرية والاقلية محكومين بالتقارب في كل المشاريع. ايضا هناك مبادرة مجلس المطارنة وقلنا شيئا جيدا. ونحن نقول ان المشاكل لا تحل بالشارع، اضافة الى ان اللبنانيين لا يريدون ان يكون بلدهم ساحة تقاتل، ولا قرارات تصدر من هنا او هناك وتقول نريد ان نهزم البلد الفلاني، ونحن لا مانع لدينا ان يهزموا هذا البلد او ذاك، فهم باستطاعتهم ان يهزموا اميركا فليهزموها ولكن ليس في لبنان".

وختم: "أنا لم أسع الى السلطة ولا ترف عيني اذا كنت رئيسا للحكومة ام لا، لكن طالما انا رئيس للحكومة فسأدافع عن المبادىء التي يريدها اللبنانيون وهي الحرية والديموقراطية، ولن أتخلى عن ذلك ولن آخذ البلد الى المجهول بل الى المعلوم. ان الحكومة مستندة الى شرعية تمثيلها في مجلس النواب وشرعية تمثيلها لدى الاكثرية من اللبنانيين، اضافة الى انها مستندة الى دعم عربي ودولي".

ورأس السنيورة في السرايا الكبيرة مساء أمس اجتماعا وزاريا تشاوريا.

 

السنيورة يبحث قضية مزارع شعبا مع نظيره النروجي

 أ ف ب - 2006 / 12 / 19

 اعلن رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة اليوم الثلاثاء ان النروج يمكن ان تؤدي "دورا اساسيا" في دفع اسرائيل الى الانسحاب من منطقة مزارع شبعا الحدودية, وذلك اثر محادثات مع نظيره النروجي يينس ستولنبرغ. وقال السنيورة "اعتقد ان (النروج) يمكن ان تلعب دورا اساسيا في نقل رسالة حقيقية للاسرائيليين حول اهمية الانسحاب من مزارع شبعا, والقيام بخطوة حقيقية باتجاه عملية السلام الحقيقية التي يمكن ان تمهد لانسحاب اسرائيلي من كل الأراضي المحتلة في مرتفعات الجولان والضفة الشرقية".

من جهته, قال ستولنبرغ الذي وصل في وقت سابق اليوم الى بيروت انه سيتوجه الاربعاء الى اسرائيل لمناقشة مسألة مزارع شبعا, في اطار الجهود السلمية الهادفة الى "وضع حد للعنف والحرب في الشرق الاوسط". وتقع مزارع شبعا البالغة مساحتها 25 كلم مربع في المثلث الحدودي بين اسرائيل وسوريا ولبنان وقد احتلتها اسرائيل عام 1967 لدى احتلالها هضبة الجولان السورية فيما يطالب بها لبنان مؤكدا انها جزء من اراضيه.

واعلن ستولنبرغ ايضا ان بلاده ستفتح قريبا سفارة لها في بيروت, علما ان السفارة النروجية الحالية التي يعتمدها لبنان موجودة في دمشق. وكانت النروج التزمت تقديم مساعدة الى لبنان قيمتها 30 مليون دولار في اطار اعادة بناء هذا البلد اثر النزاع العسكري بين حزب الله الشيعي واسرائيل في الصيف الفائت. وتشارك اوسلو ايضا في قوة الامم المتحدة البحرية المكلفة منع نقل السلاح الى حزب الله تنفيذا للقرار الدولي 1701.

 

نصر الله: المحكمة الدوليّة سبب نزولنا إلى الشارع

المستقبل - 2006 / 12 / 19

 أعلن الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله أن "المعركة الدائرة في لبنان هي استكمال سياسي" لحرب تموز، وأن المطلوب "تأكيد سياسية المعركة وتوضيح أن الحكومة الحالية ليست كما يدعي الفريق الحاكم بل هي أميركية بحتة". وكرر مقولته بأن "الصراع بالأساس كان ولايزال بين قوى تآمرت وتعاملت مع العدو وقوى قاومته ولا تزال". وأكد أن النزول إلى الشارع "يفيد المقاومة ولا يشوهها". واعتبر أن "الفريق الحاكم قد أفلس وبدأ يتفكك، ولولا الدعم الرسمي لبعض الدول العربية ولواشنطن وتل أبيب لما بقي يوما واحدا"، لافتا إلى أن "المعارضة ستبقى في الشارع ولن تتراجع حتى تتحقق مطالبها".

وقال في حديث إلى صحيفة "العربي" الصادرة عن "الحزب العربي الديموقراطي الناصري" في القاهرة: "إن المعارضة حاولت عبر الحوار الشاق تحصين قرار المحكمة ذات الطابع الدولي بضوابط وطنية لا تسمح باستغلاله لكنها فشلت وأمام ذلك وأمام غيره من ممارسات الحكومة اضطرت المعارضة للنزول الى الشارع والى فرض مطالبها عبر الوسائل الديموقراطية".

وأوضح أن الخطاب الذي ألقاه أمام المعتصمين في ساحة رياض الصلح ومتفرعاتها "كان يريد من خلاله أن يؤكد للأمة كافة وليس للشعب اللبناني وحده أن المعركة الدائرة الآن في لبنان هي استكمال سياسي للمعركة العسكرية التي شنت على لبنان وأنها فى جوهرها معركة وطنية وقومية بامتياز وليست معركة مذهبية".

ورأى أن "الحرب بالأساس هي بين مشروعين مشروع أميركي ـ اسرائيلي يريد الثأر من هزيمته فى حرب تموز واستكمال بناء مشروعه المتعثر في المنطقة مشروع الشرق الأوسط الجديد في مواجهة مشروع المقاومة والديموقراطية الحقيقية".

وقال ان "المعارضة لديها معلومات قاطعة أن ثمة تعميما أميركيا لدى قوى 14 شباط كي يمارسوا هذا التشويه لصورة الأمين العام لحزب الله خاصة، ولتحركات المعارضة بالإجمال". وتحدث عن "محاولة البعض في لبنان اشاعة الخلاف والصراع الطائفي والمذهبي ووصفهم التحركات الشعبية الواسعة بأن منطلقها مذهبي".

واعتبر أن "اللجوء إلى هذا الاسلوب لخلط وتزييف طبيعة الصراع والمعركة الراهنة يستدعي تأكيد سياسية المعركة وبقوة في الخطاب وتوضيح أن الحكومة الحالية ليست كما يدعي الفريق الحاكم بل هي أميركية بحتة".

أضاف: "إن هروب الفريق الحاكم إلى المذهبية في مجال الصراع السياسي هو افلاس لأنه لا يملك الاستقلالية في اتخاذ القرار بل يسير بوحي أميركي ـ اسرائيلي. وسياسة المعركة الحالية تتطلب توضيح جملة من الحقائق عن عدوان تموز والدور المشبوه الذى لعبته قوة نافذة في الفريق الحاكم سواء بالطلب من الرئيس الأميركي جورج بوش أن يشن الحرب أو الاتصال بإيهود أولمرت رئيس وزراء اسرائيل لاستمرارها أو التجسس على قادة "حزب الله" والمقاومة لاغتيالهم أو قطع المعونات العسكرية عن المقاومين".

ولفت إلى أنه "أراد إظهار هذه الحقائق" أمام الرأي العام اللبناني والعربي "كي يؤكد أن الصراع بالأساس كان ولايزال بين قوى تآمرت وتعاملت مع العدو وقوى قاومته ولا تزال. ولم يكن في هذا الأمر لا مذهبية ولا طائفية ولأن كل لبناني شريف يعلم جيدا أن هذا هو الفرز الحقيقي اليوم لقوى ترعاها الهيمنة الأميركية والاسرائيلية وقوى تقاوم هذه الهيمنة وترفضها".

وعن موضوع المحكمة ذات الطابع الدولي قال: "كنا أول من وافق عليها من حيث المبدأ وما زلنا نوافق عليها لكن طالبنا بوضع ضمانات وضوابط حتى لا تتحول الى سيف مسلط على رقاب اللبنانيين وأداة ابتزاز وحصار للمقاومة. ضمانات للبحث الفعلي عن الحقيقة في جريمة اغتيال رئيس مجلس الوزراء الأسبق رفيق الحريري والتي تهمنا وتهم كل الشرفاء في لبنان والمنطقة ربما قبل أن تهم أغلب فريق 14 شباط الذين تاجروا ولايزالون يتاجرون بدم الرجل".

واستنكر "وصف الفريق الحاكم لاعتصام المعارضة السلمي بأنه انقلاب"، معتبرا أن "النزول إلى الشارع وبهذا الشكل الديموقراطي الحضاري المنضبط يفيد المقاومة ولا يشوهها، أما من لديه غرض أو قرار مسبق بتشويه المقاومة وأمينها العام فهو سوف يشوهها سواء كانت حضارية وديموقراطية في مطالبها وممارستها أم لم تكن".

ورأى أن "الشارع اللبناني مدرك وواع لطبيعة القوى ولمن يحركها وهو على ثقة أنه في النهاية لن يصح إلا الصحيح وهذه المقاومة وحزبها اليوم في أقوى وأمنع حالة ومساحة القوى الحاضنة لها تزداد يوميا في لبنان والعالم خاصة وان المؤامرة الأميركية ـ الإسرائيلية بدأت تتضح يوما إثر يوم ومع كل صمود للمعارضة وإصرار وتوسع في عملها يزداد القلق الأميركي ـ الإسرائيلي اليوم على حكومة السنيورة والخوف عليها من السقوط".

وأعرب عن ثقته الكاملة بأن "المعارضة ستصل إلى هدفها الذي قد يتجاوز حكومة وحدة وطنية مع المجموعة الراهنة إلى إجراء انتخابات مبكرة وتشكيل حكومة وحدة وطنية حقيقية من غير هؤلاء يقودها شرفاء لا يتآمرون مع الأميركي أو الإسرائيلي"، معتبرا أن "الفريق الحاكم قد أفلس وبدأ يتفكك ولولا الدعم الرسمي لبعض الدول العربية ولواشنطن وتل أبيب لما بقي يوما واحدا وأن المعارضة ستبقى في الشارع ولن تتراجع حتى تتحقق مطالبها".

 

مطالبة المعارضة بانتخابات نيابية مبكرة تستهدف مبادرة عمرو موسى

 أ ف ب - 2006 / 12 / 19

 اعتبرت صحف لبنانية موالية اليوم الثلاثاء ان مطالبة المعارضة باولوية انتخابات نيابية مبكرة عشية وصول امين عام جامعة الدول العربية عمرو موسى الى بيروت يشكل "تصعيدا" يستهدف المبادرة العربية لحل الازمة. وكتبت صحيفة "النهار" الواسعة الانتشار "عشية عودة موسى صعدت قوى المعارضة شروطها معلنة ان اولوياتها الجديدة ترتكز اولا على اقرار قانون جديد للانتخابات واجراء انتخابات نيابية مبكرة ودرس خطوات عملية لتحقيق هذه الاهداف". ورات الصحيفة "في هذا التصعيد المفاجىء استباقا للجولة الجديدة من وساطة موسى" وبمثابة "اطلاق رصاص القنص عليها". يذكر بان المعارضة وضعت الاثنين اولويات جديدة لتحركها الهادف الى اسقاط حكومة فؤاد السنيورة المدعومة من الغرب ومن الدول العربية المعتدلة فطالبت باقرار قانون جديد للانتخابات واجراء انتخابات نيابية مبكرة.

وكانت المعارضة التي تضم اضافة الى حزب الله وحركة امل الشيعيين التيار الوطني الحر بزعامة النائب المسيحي ميشال عون واحزاب وشخصيات مقربة من سوريا تتمسك حتى الان باولوية تشكيل حكومة وحدة وطنية توفر لها "الثلث المعطل" الذي يسمح لها بالتحكم بالقرارات الهامة وبمصير الحكومة.

ورات صحيفة "المستقبل" التي تملكها عائلة الحريري "ان المجموعة الانقلابية (المعارضة) نفذت الاثنين هروبا الى الامام مطالبة بانتخابات مبكرة (...) في ظل حكومة حيادية". وعنونت صحيفة "اللواء" "المعارضة ترفع متراس الانتخابات المبكرة بوجه مهمة موسى". وكتبت "عشية عودة موسى رفعت المعارضة من سقف مطالبها فقفزت من المطالبة بحكومة الوحدة الوطنية الى انتخبات نيابية مبكرة" معربة عن خشيتها من ان تكون هذه الخطوة "مرتبطة بعملية تبادل الرسائل في لعبة الاشتباك الاقليمي-الدولي" في اشارة الى المحور الغربي والدول العربية العربية المعتدلة من جهة والى المحور الايراني السوري من جهة اخرى.

بالمقابل اقرت صحف معارضة بان تقديم مسالة الانتخابات المبكرة الى اولوية المطالب الخلافية يشكل "تصعيدا". وعنونت صحيفة "السفير" "المعارضة ترفع سقف مطالبها: انتخابات نيابية مبكرة". وكتبت "رفعت المعارضة سقف تحركها السياسي بالتوجه مباشرة نحو مطلب انتخابات نيابية مبكرة وهو شعار سيجد ترجمته المباشرة بعد انتهاء هدنة الاعياد". ولفتت الصحيفة الى ان فريق الاكثرية المناهض لسوريا "صرف الموقف غير المحسوب للمعارضة في خانة الرسالة السلبية او محاولة قطع الطريق على المبارة العربية". ويصل موسى بعيد ظهر الثلاثاء الى بيروت في الجولة الثالثة من المحادثات التي يجريها مع الفرقاء لحل الازمة فيما تواصل المعارضة لليوم التاسع عشر على التوالي اعتصاما مفتوحا في وسط بيروت لاسقاط الحكومة. وكان موسى قد تحدث في ختام جولته الثانية عن "تقدم" في المحادثات الهادفة الى ايجاد مخرج للازمة.

 

نحضّر لتصعيد شعبي كبير بعد العيد

عون الحل الجذري انتخابات مبكرة نحن الضمان لعدم عودة الوصايات

رأى النائب العماد ميشال عون ان الخطوة التالية هي الانتخابات النيابية المبكرة، وان الحكومة فاشلة في السياسة والاقتصاد والامن، وتحاول تعظيم الازمة وادخال الدول الى لبنان واعطاءها نفوذاً، الا اننا لا نريد اي تدخل عربي، لاننا في المعارضة نشكّل الضمان ضد عودة الوصايات.

وعشية عودة الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى الى لبنان، رأى ان هناك تعطيلاً للمبادرة، والحل الجذري لكل المشاكل يكون بالانتخابات.

ترأس عون امس اجتماع تكتل التغيير والاصلاح في الرابية، وقال نسمع نغمة الدولة الشيعية الدينية، وعندما تأكدوا ان الناس لا يصدقون هذا الكلام، انتقلوا الى نغمة اخرى، فبدأ الحديث عن فتنة شيعية - سنية. والحمد لله، هناك احتواء لهذه المسألة. ثم سمعنا ان الدور المسيحي يتقلّص. الا ان هذا الدور مقلّص منذ 1990، ونحن نسعى الى استرداده، والمسيحيون لم يتمثلوا في السلطة الا عبر شواهد، سواء في الموقع الرئاسي او الوزاري.

وسأل المسيحيين لماذا قام الحلف الرباعي؟ هذا الحلف هو القوة الانتخابية الكبيرة التي تقسم المسيحيين الى اربعة اقسام قسم مع حزب الله، وآخر مع حركة امل، وثالث مع تيار المستقبل، ورابع مع (النائب وليد) جنبلاط، فيصبح هناك تكتل درزي وتكتلان شيعيان وتكتل سني، والعوض بسلامة الفريق المسيحي. ولكن عودتي التي كانت غير مستحبة، وحاربها فرنسيون وسياسيون لبنانيون، انشأت تكتل التغيير والاصلاح الذي عطل الخطة الداخلية وخلق معادلة جديدة، بعدما كانت معادلة العزل تواكبنا. اذ لم يكن هناك قرار في مشاركتنا في الحكومة، بحيث اصبحت مخلوقاً زائداً، لا دور لي في الاكثرية، ويجب الا اتفاهم مع اي فريق حتى احقق نوعا من التوازن. هكذا، ممنوع ان اتفاهم مع حزب الله، الذي يجب ان يبقى معزولا، وان تتفرد الاكثرية في القرار. من هنا، كانت الانتخابات تأخذ شكل ستة افرقاء ضد فريق. حينها، كان الجميع من الكتائب والقوات اللبنانية وحركة امل وحزب الله والمستقبل وفريق (النائب وليد) جنبلاط في كتلة واحدة ضد التيار الوطني الحر وحلفائه، وكان يمكن ان يحقق التيار مقاعد اكثر لو ان الانتخابات تمت على قواعد صحيحة، ولو لم يستعمل المال والحجارة (...).

وتابع بعد الحرب الاسرائيلية الاخيرة، اتهموني بأني ايراني او سوري، ولكن فليتذكر المسيحيون ان من يتهموني اليوم، كانوا من اكثر المتعاونين مع فريق خارجي ضد طرف لبناني، فيما سجل التيار هو الوحيد الخالي من العمولة والعمالة والدم، لذا كل صراعنا كان لاعادة الدور المسيحي الى ما كان عليه، وليس لالغاء السني ولا لدعم الشيعي بل لاعادة التوازن والمشاركة في القرار. ويا للاسف فان التضليل الاعلامي يسيء الى كل هذه الامور، وخصوصا ان الحديث بدأ اخيرا عن تهديد للهوية اللبنانية والكيان، فهل يعقل انه اذا اضيفت مقاعد مسيحية الى الوزارة، يتهدّد الكيان ويعاد ادخال ايران الى لبنان، او اعطاء مفتاح بيروت لسوريا؟.

تعظيم الازمة

وذكّر المسيحيين بأنهم لا يزالون منذ 15 عاما يبكون بالخطب والصلاة، ثم يقولون اياكم والشارع. وهنا نسأل كيف سنتحرك؟ الحكومة فاسدة لانها تحتضن الفساد في بنية الدولة منذ تألفت، بسبب السياسة المالية المعتمدة. وهي فاشلة في السياسة والاقتصاد والامن، وتحاول تعظيم الازمة وادخال الدول الى لبنان واعطاءها نفوذاً، الا اننا نرفض هذا النفوذ الناشىء من ازمة المشاركة، ولا نريد اي تدخل عربي، سوري او ايراني، فمشكلة المشاركة عولجت عبر الطائف، وليعودوا الى الدستور ويحترموا مسألة الديموقراطية التوافقية، ونحن في المعارضة نشكل الضمان ضد عودة الوصايات، سواء اتت من المياه الاقليمية او من خارج الحدود الشرقية، ونسعى الى ان نكون في الحكومة حتى نساهم في القرارات وتكون متوافقة لجميع تركيبة المجتمع اللبناني. ان الوصاية تعيدها حكومة الرئيس فؤاد السنيورة التي تستنجد بموسكو للوصول الى سوريا، وهي تريد الذهاب الى سوريا عبر موسكو، فيما كنا من اوائل المطالبين بالذهاب الى سوريا للتفاهم، وهذا ما طرحناه على طاولة الحوار، ولكن من دون جدوى.

واذ اشار الى ان الانتخابات لم تكن صالحة على مستوى التمثيل، لفت الى انه بعد توقيف الحوار، قدمت الاستقالات من الحكومة، لكنهم ضربوا بها عرض الحائط، فاتينا الى الاعتصام، وبادرونا بالقول انه لا يفيد، فماذا نفعل هل نقيم حلقات صلاة؟ او هل نعود الى التمني؟ بالطبع لا، لانه في الانظمة الديموقراطية لا طريق مسدوداً. هناك مشاكل في الرئاسة وفي مجلس النواب وفي الحكومة، لان كل المؤسسات الدستورية التي انطلقت خطأ في 2005 معطلة. اليوم، وصلنا الى هذه الازمة، لذا فان الخطوة التالية هي الانتخابات النيابية المبكرة، لان الشعب هو السيد وهو من يعطي الوكالة، وقد كانت الوكالة الاولى فاسدة، ولا بد من اعادة وكالة ثانية.

واوضح ان كثيرين منزعجون من حركتنا الممانعة السلمية، رغم ان البعض خاف منها وقال مسبقا انها ستكون دامية، الا انها اتت منضبطة وبأساليب حضارية وراقية، وقد حولناها عيدا شعبيا، ولا يستطيع احد النيل منها لانها حركة وطنية سليمة، ونحاول مع قوى الامن التخفيف لمساعدة التجار في وسط بيروت، وهكذا كانت شجرة العيد هذه السنة في ساحة الشهداء، وان شاء الله، سنصلّي في كاتدرائية مار جرجس، وبعد العيد لكل حادث حديث، والهدف ليس الوصول الى ثلث الحكومة، وحتى لو كنا نتطلع ايجابيا الى مبادرة موسى، الا اننا نشعر بتعطيل لها. لذا، نحضر للقاء مهم جداً بعد العيد، يتخلله تصعيد شعبي كبير، فحجمنا اكبر بكثير مما تصوره البعض قبل ثمانية ايام، وستكون السنة الجديدة حاملة الحل، رغم ان السيد (رئيس الحكومة فؤاد) السنيورة يحاول تدويل الازمة او تعريبها، لكننا نقول ان الحل في الرابية وفي عين التينة وفي الضاحية، وفي اي مكان في لبنان، وهو سيكون صنع في لبنان.

وردا على سؤال، قال عون انه لم يعدل عن فكرة حكومة انتقالية، لان الانتخابات النيابية المبكرة تتطلب حكومة انتقالية، وشدد على ان الحل الجذري لكل المشاكل هو العودة الى الشعب، فلتأت الانتخابات كي تعيد القوى الى احجامها الطبيعية، ومن يربح يدر شؤون البلاد، وهناك وسائل ضغط كثيرة ومشروعة.

وعلّق على تمنع رئيس الجمهورية عن توقيع مرسوم دعوة الهيئات الناخبة في المتن الشمالي بدأ التعطيل من الحكومة التي عطلت المجلس الدستوري وحرضت على مقاطعة رئيس الجمهورية، فعلى الاقل كان عليها الحفاظ على الناحية البروتوكولية، ونسأل لماذا التحريض مع السفارات ضد الرئيس؟ انا اصلا ضد التمديد، ولكن كيف كان التمديد للرئيس الياس الهراوي شرعيا حينها؟ المشكلة انهم يركبون المشكلة على قياس سياستهم، ولا بد من حل المشكلة ككل، وعلى الهيئات الاقتصادية عدم تحميلنا مسؤولية التدهور، لان سببه تراكم الازمات. وختم لست مسؤولا عما يصدر عن ايران او سوريا، او حتى حزب الله، لان مشكلتي واضحة وهي في اعادة التوازن الى الحكم. وكان عون استقبل القائم بالاعمال الفنلندي امسي كولبيرج.

 

في تحد سافر لسيادة وحدود دول "الخليجي" إيران تستعرض عضلاتها العدوانية وتخترق أجواء ومياه قطر الإقليمية

 دعا تجمع »خليجيون من أجل خليج خال من اسلحة الدمار الشامل« دولة قطر الى التصويت بالموافقة على القرار المرتقب من مجلس الامن الدولي بفرض عقوبات على ايران بعد ان تجرأت الاخيرة على »استعراض عضلاتها العدوانية« وقامت سفنها وطائراتها الحربية خلال الاسابيع القليلة الماضية باختراق المياه الاقليمية والمجال الجوي القطري في تحد سافر لسيادة احدى دول مجلس التعاون الخليجي. واكد التجمع في بيان امس تلقت »السياسة« نسخة منه »ان الزحف الايراني تجاه دول مجلس التعاون الخليجي واستهدافها لأمن وسلامة دوله لم ولن يتوقف ما لم يتم ردع ايران, والفرصة سانحة الآن لدولة قطر باعتبارها عضوا في مجلس الامن للمساهمة بشكل فعال في درء الخطر النووي الايراني وحماية منطقة الخليج من آثار المنشآت النووية, ومن مخاطر حرب رابعة لا تبقي ولا تذر, وستجلب لدول المنطقة بأسرها دماراً ومآسي وكوارث تفوق بكثير ما احدثته الحروب السابقة«, مهيباً في الوقت ذاته بالدول الخليجية »الانتقال من لغة الكلام إلى لغة الفعل حتى يتسنى لها تلقين طهران درساً لا تنساه كي تحترم أجواء ومياه وحدود دولهم«.

 

 نجاد يحذر أوروبا من العبث مع بلاده...وروسيا  تحبط آمال طهران في إيقاف العقوبات الدولية

 حاملات طائرات أميركية إلى الخليج لإنهاء محاولات إيران "تصدير ثورتها الفارسية" إلى المنطقة بالقوة

 عواصم-الوكالات : كشفت مصادر دفاعية اميركية عن مخطط ان وزارة الدفاع الاميركية "البنتاغون" تخطط لنشر قوة كبيرة اضافية في مياه الخليج العربي بينها حاملة طائرات في مسعى لوقف ما وصف بمحاولات ايرانية لتصدير "ثورثها الفارسية "الى المنطقة عن طريق القوة ودعم الميليشيات الشيعية في العراق, في الوقت الذي حذر فيه الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الدول الاوروبية الثلاث الكبرى من "العبث" مع بلاده فيما وجهت روسيا لطمة الى حليفتها الاسلامية عندما قررت ان صيغة قرار معاقبة طهران تلبي مطالبها . و كشفت شبكة تلفزيون "سي.بي.اس نيوز" الاميركية ان "البنتاغون" تخطط لتعزيز كبير للقوات البحرية الاميركية في منطقة الخليج كتحذير الى ايران. وقال مسؤول كبير في "البنتاغون " ان التقرير غير واقعي و يستخلص "استنتاجات من افتراضات". لكنه لم يستطع نفي او تأكيد وجود خطط لتغيير مهم في انتشار القوات البحرية الاميركية . ووصف مسؤول اخر في "البنتاغون" أيضا التقرير بانه "ينزع الى التكهن" فيما امتنعت متحدثة باسم وزارة الدفاع عن الادلاء بتعقيب.

وذكرت "سي.بي.اس" نقلا عن ضباط عسكريين لم تكشف عن هويتهم ان الخطة تتضمن نشر حاملة طائرات اميركية اخرى للانضمام الى الحاملة الموجودة بالفعل في المنطقة. واضافت الشبكة التلفزيونية ان تعزيز القوات الذي قد يبدأ في يناير لا يهدف الى شن هجوم على ايران بل اثنائها عما يعتبره مسؤولون اميركيون تصرفات استفزازية وقالت ان وزارة الدفاع تنظم "عملية نشر كبيرة للقوات البحرية في وحول الخليج" ردا على ما تصفه الولايات المتحدة بانه "اعمال تحريض متزايد". واضافت ان التدريبات البحرية الايرانية ودعم طهران للميليشيات الشيعية في العراق وبرنامجها النووي المثير للجدل تشكل مواضيع قلق للاميركيين.

واوضحت "سي بي اس نيوز" مع ذلك ان الولايات المتحدة لا تنوي مهاجمة ايران ولكنها تريد بالاحرى "حمل قادتها على الحد من تصدير ثورتهم الشيعية".

في المقابل حذر الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد امس دول الترويكا الاوروبية بريطانيا وفرنسا وألمانيا من "العبث" مع بلاده حول قضية برنامجها النووي, وقال أحمدي نجاد في خطاب بمدينة كيرمان شاه بغرب إيران إنه "يتعين أن تعرف تلك البلدان الاوروبية الثلاثة أنها إذا أصرت على حرمان إيران من حقوقها (النووية) فإن شعبنا سيعتبر ذلك عداء وسيغير موقفه طبقا لذلك" وذكر الرئيس في خطاب جرى بثه تلفزيونيا "لا تعبثوا مع إيران حيث أن الصداقة مع إيران ستكون لصالحكم في المستقبل". وأكد أحمدي نجاد مجددا أن بلاده ستلتزم ببرامجها النووية وأن أي تهديدات "ستعرقل الخطوات الحاسمة التي تتخذها البلاد في هذا الصدد" .

وقال الرئيس الايراني "يقولون "سنفرض عليكم عقوبات لمنع انتاج الطاقة النووية والصواريخ البالستية". واوضح "لكن تأكدوا من ان امة تمكنت بمفردها من السيطرة على دورة انتاج الوقود النووي ستنجح ايضا في الوصول الى قمم" التطور في التكنولوجيا النووية. وفي ابريل اعلنت ايران انها قامت باول عملية لتخصيب اليورانيوم مما يسمح ايضا بانتاج الوقود لتشغيل محطة نووية وبالحصول على المواد الاولية لانتاج قنبلة ذرية الا ان عددا من الخبراء شكك حتى الان في سيطرة ايران فعليا على دورة انتاج الوقود النووي.

وفي لطمة جديدة لطهران قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف امس ان مسودة قرار الامم المتحدة بشأن ايران تعالج جانبا كبيرا من النقاط المثيرة للقلق بالنسبة لموسكو وقد تصبح الاساس لقرار يحظى بتوافق الاراء. وأضاف في مقابلة مع وكالة انترفاكس للانباء "القرار الجديد الذي أعده ثلاثي الاتحاد الاوروبي والذي يناقش الان في مجلس الامن وضع اراءنا في الاعتبار الى حد كبير". وتابع بقوله "نحن نعول على... التمكن من الوصول الى قرار يحظى بتوافق الاراء في مجلس الامن الدولي على نحو يشجع الايرانيين على الجلوس لمائدة المفاوضات وابداء تعاون نشط وتام مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية فيما يتعلق بكل القضايا الباقية المتصلة بالنشاط النووي الايراني".

وصرح وزير الخارجية الروسي ان التوافق لا يزال ممكنا قبل نهاية السنة في حال انتهج المفاوضون "مقاربة واقعية". واضاف ان "المشروع (القرار) يشدد على كل جوانب النشاط النووي التي تثير قلق الوكالة الدولية للطاقة الذرية من تخصيب اليورانيوم ومعالجة (الوقود المستخدم) وبرامج المفاعلات بالمياه الثقيلة فضلا عن الحد من حصول ايران على معدات وتقنيات متعلقة بصناعة اسلحة نووية". وكان لافروف تباحث مع نظيرته الاميركية كوندوليزا رايس الاراء حول مشروع قرار دولي خاص بايران . وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان ان لافروف اجرى اتصالا هاتفيا مع رايس تبادلا خلاله الاراء حول مشروع قرار خاص بايران طرح على بساط البحث في مجلس الامن الدولي. ولم يعط البيان الروسي مزيدا من التفاصيل مكتفيا بالاشارة الى ان الجانبين ناقشا كذلك بعض جوانب العلاقات الروسية الاميركية.

 

إدانة دولية واسعة النطاق للحكم الوحشي ومطالبة أوروبية بالعفو عنهن

محكمة بنغازي تحكم للمرة الثانية بإعدام الممرضات البلغاريات في قضية الايدز

 عواصم - الوكالات: أصدرت محكمة جنايات بنغازى الليبية الدائرة العاشرة حكما نهائيا بإعدام خمس ممرضات بلغاريات وطبيب فلسطيني بعد إدانتهم بتهمة تعمد حقن 426 طفلا ليبيا بفيروس الايدز في مستشفى بنغازي اواخر التسعينات وتم النطق بالحكم بحضور المتهمين الستة وسفراء دول الاتحاد الاوروبي.وأجهش المتهمون الستة بالبكاء عند النطق بالحكم فيما تعالت زغاريد أهالي الاطفال الضحايا خارج قاعة المحكمة برئاسة المستشار محمود رحومة هويسة. وقال صبحي عبد الله الذي توفيت ابنته منى "سبعة أعوام" متأثرة بفيروس الايدز الذي أصيبت به في المستشفى في بنغازي حيث كانت الممرضات والطبيب يعملون "لقد تحققت العدالة. نحن سعداء."وتابع "يجب أن يعدموا سريعا." وفي بلغاريا قالت بولينا ديميتروفا ابنة الممرضة المدانة سينزهانا ديميتروفا "لا أصدق مثل هذا الظلم"وتوفي 50 طفلا من بين الاطفال الذين أصيبوا بالفيروس. يذكر أن حكما بالاعدام صدر بحق المتهمين في مايو عام 2004 إلا أن المتهمين استأنفوا الحكم أمام المحكمة العليا الليبية التي أمرت في 25 ديسمبر من العام الماضي بإعادة محاكمتهم وقال محامي الدفاع عثمان بيزنطي ان المتهمين سيستأنفون الحكم.

وأضاف "سنستأنف الحكم أمام المحكمة العليا."وتابع "سندرس الحكم وسنرى ما اذا كانت هناك أخطاء أو سوء فهم للحقائق." حيث نفت الممرضات والطبيب الفلسطيني التهم المنسوبة اليهم.

من جانبه قال وزير العدل الليبي علي عمر الحسناوي ان الممرضات البلغاريات الخمس والطبيب الفلسطيني ستتاح لهم فرصة استئناف الاحكام الصادرة عليهم بالاعدام بعد ادانتهم بحقن أطفال بفيروس الايدز أمام المحكمة العليا الليبية. واحتشدت منظمات لحقوق الانسان في جميع انحاء العالم للدفاع عن الممرضات والطبيب لمنع ما يصفونه باجهاض العدالة. وقال الطبيب الفرنسي لوك مونتانييه الذي كان أول من رصد الفيروس ان الوباء ظهر لاول مرة في المستشفى في بنغازي عام 1997 أي قبل عام من وصول الممرضات البلغاريات والطبيب الفلسطيني. ولكن محللين يقولون ان الافراج عن المتهمين سيحول التركيز على الاهمال وعدم توافر الظروف الصحية الملائمة في المستشفيات الليبية وهي الامور التي يقول علماء غربيون انها الجاني الحقيقي في القضية.

واثار الحكم ردود فعل عالمية منددة واسعة النطاق وخصوصاً في بلغاريا واوربا فقد نددت صوفيا بأحكام الاعدام و اعلن الرئيس البلغاري ورئيس الوزراء في بيان مشترك انهما "يرفضان قطعا" حكم الاعدام الذي اصدره القضاء الليبي معبرين عن "استهجانهما الشديد". كما وصف وزير الخارجية البلغاري ايفاليو كالفين الحكم بأنه "مخيب للامال بشدة". وحض البرلمان البلغاري المجتمع الدولي على رفض الاحكام وممارسة الضغط على ليبيا لاطلاق سراح الممرضات.وقال رئيس البرلمان جورجي بيرينسكي "ندين الاحكام بالاعدام ادانة تامة."وفي بروكسل دعا المفوض الاوروبي للعدل فرانكو فراتيني ليبيا الى العودة عن حكم الاعدام الجديد معتبرا انه يشكل "عقبة على طريق التعاون" مع الاتحاد الاوروبي.

وقال فراتيني لدى خروجه من جلسة استماع في البرلمان الاوروبي في بروكسل "هذا القرار صدمني. انه خيبة امل كبرى".

وتابع "آمل بقوة ان تعود السلطات الليبية عن هذا القرار" الذي وصفه بانه "اشارة خطيرة" و"عقبة على طريق التعاون مع الاتحاد الاوروبي", مذكرا بان بلغاريا ستنضم الى الاتحاد الاوروبي في الاول من يناير.كما أدانت المفوضية الاوروبية الحكم ووصفته بأنه غير مقبول وقال متحدث باسم المفوضية للصحافيين إن رئيس المفوضية خوسيه مانويل باروسو وفريقه "أصيبوا بصدمة من هذا الحكم وأن الرئيس باروسو والمفوضية يدينانه والمفوضية لا يمكن ببساطة أن تقبل هذا الحكم"

واضاف ان الاتحاد الاوروبي سيعيد النظر في منحة قيمتها 500 مليون يورو خصصتها المفوضية الاسبوع الماضي لمساعدة ليبيا في حربها ضد فيروس (إتش.آي.في) المسبب للايدز  وفي باريس اعلن وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي انه "صدم" باحكام الاعدام ودعا القضاء الليبي الى "الرأفة".

وقال دوست بلازي للصحافيين "شعرت بالصدمة لصدور هذا الحكم".وشدد دوست بلازي على ان فرنسا والاتحاد الاوروبي "يعارضان بشكل جوهري" عقوبة الاعدام. وقال محللون ان علاقة ليبيا بالولايات المتحدة قد تتحسن اذا أفرجت ليبيا عن المتهمين مشيرين الى انه من المرجح العفو عن الستة في نهاية الامر واعادتهم لوطنهم.

 

 أين ستكون نهاية الشارع اللبناني ?!

د.نصر حسن *  alfida2@hotmail.com

* كاتب سوري ¯ كندا 

تجتاح شوارع بيروت فوضى عارمة مبهمة وخارجية الملامح تبحث عن فتحة للتسلل إلى الوضع الداخلي اللبناني لتنشر فيه الفتنة المحمولة على شعارات تفرق اللبنانيين في وقت هم بأمس الحاجة إلى الوحدة, وتضللهم أيضا ً وهم في أمس الحاجة لمعرفة الحقيقة ,وتدفعهم للسير نحو المجهول الذي يصر بعض أطراف المعادلة اللبنانية على فرض قراءته ونبوءته على الجميع. وضمن حالة التردي العام وغير المسبوقة التي تشهدها المنطقة حيث لم يعد للعمل السياسي معيار ولا لنظام الحكم مسؤولية ولا للإنسان دور ولا للشعب قيمة, ولا للصدق اعتبار والكل فقد توازنه وأصبح الطيش وخلط الأوراق وصراع المصالح الذاتية والصياح والنعيق هو الأولوية وهو البرنامج ,كنظم حكم وكأحزاب وكحركات سياسية وكشعوب بلغت حد الإعياء من كثرة القمع والتشويه ونفاق الحكام وخيبتهم وفشلهم في تحقيق أدنى متطلبات الحياة الإنسانية ناهيك بتحقيق الأهداف الكبرى التي رفعتها وضللت الشعب فيها كمتاهة مجهولة النهاية وأضاعت فيها الخيط والعصفور,ووجدت نفسها في إعصارالأحداث الذي يهزالمنطقة خائرة العزم وخاوية الرأس وتائهة الاتجاه.

ويلعب النظام السوري دورعراب الفوضى في سورية ولبنان والمنطقة وعلى المكشوف هذه المرة وبتواتر متناقض سريع فرضته طبيعته ودوره وسرعة المتغيرات السائبة في المنطقة, والخطير في هذه الفوضى هو تكسير الأسس الوطنية واستبدال المرتكزات القومية وحرف مجريات الأحداث وتحويلها إلى صراعات بينية داخلية على مستوى سورية ولبنان والمنطقة.

ومن أخطرمظاهر دور النظام السوري هو الابتعاد عن الصراع الأساسي في المنطقة وافتعال أزمات أخرى وجر سورية ولبنان وشعوب المنطقة لها,وإخراج سورية من محيطها العربي وربطها بالستراتيجية الإيرانية يعني فيما يعنيه دخول إيران على خط تفتيت المنطقة لأن شكل الدور الإيراني على الأرض هو سلبي في العراق وسورية ولبنان وفلسطين .

وفي سابقة خطيرة يدفع النظام السوري لبنان إلى الحرب الأهلية, الحرب التي يخطط أن تكون أدواتها داخلية وأهدافها خارجية, داخلية من أطراف تجلس على خزان من الصواريخ والبارود ولم يعد لها من برنامج سوى النزول إلى شوارع بيروت والصياح الذي له أول وليس له آخر, له جلبة وليس له غلبة, له صوت وليس له معنى سوى تعطيل لبنان سياسيا ً واقتصاديا ً وتمزيقه اجتماعيا ً بعد أن عطلته دستوريا ً وبات لبنان يتدحرج إلى المجهول من دون رأس هذه المرة .

والنظام السوري المدعوم إيرانيا ً والذي أعاد غرامه مع الجنرال عون بعد معركة تكسير الرؤوس التي انتهت بالماضي إلى هرب الجنرال إلى باريس والاستجمام هناك عند منابع الحرية والديموقراطية ومعاييرالقيم السياسية ,عاد ليغير اتجاهه السياسي وليخرج عن الاجماع المسيحي أولا والوطني ثانيا ًوالديموقراطية ثالثا ً والتوافق رابعا ًً والدستوري خامسا ًوالفكري سادسا, وكأن سنواته الخمسة عشر تلك أجهضت أفكار الجنرال وحرفت مفاهيمه السياسية وطلقت نزعاته الديموقراطية فعاد ديكتاتورا ً أصوليا ً بامتياز. وحزب الله الذي أوجدته المعادلة السورية الإسرائيلية أثناء الحرب الأهلية السابقة واجتياح لبنان, ظهرمقاوما ً ومحاربا ً وفي حرب يوليو منتصرا ً عاد أدراجه إلى شوارع بيروت مدججا ً بالسلاح والفتنة على غير مايجب أن يكون, وبدأ بحرق تاريخه على محرقة النظام السوري الإيراني التي علا دخان نارها في أكثر من مكان ولعل السؤال الأول الذي يجيب عليه حزب الله بالعصبية والتخوين والصياح في شوارع بيروت هو : ماالذي دفعه إلى هذا التسرع وإجهاض النصر " الإلهي " وضرب أسس الحياة الديمقراطية في لبنان وإعلان حالة العصيان السياسي والتعطيل الاقتصادي وتعويم الفلتان الأمني الذي يفرز التصادم الأهلي في لبنان الخارج من حرب مدمرة لم تجف دماؤها بعد?.

ولعل السؤال الثاني الخطير والمختصر هو : هل لشارع حزب الله نهاية ? وما هذه النهاية?.

سؤال معلق على مجهول حزب الله, وعلى فردية حزب الله, وعلى حق حزب الله " الإلهي" في جر لبنان إلى المجهول, ومعلق قبل كل هذا وذاك على عبث النظامين السوري والإيراني في لبنان وإصرارهم مع آخرين على وقف المسيرة الديمقراطية فيه وتحويله إلى أداة لتنفيذ الستراتيجية الإيرانية في منطقة غاب عنها حراسها.

يبقى السؤال معلقا ً على المحكمة الدولية أولا ً وأخيرا ً وهذا هو بيت القصيد وكل ماعدا ذلك رتوش وكل لافتات الحكومة الوطنية وكسور نسب الإشتراك في الحكم والصياح في شوارع بيروت, هو كسور أزمة أرقامها الصحيحة هي الديموقراطية والمحكمة الدولية وكشف مرتكبي جريمة اغتيال المرحوم رفيق الحريري وبقية رموز الحرية في لبنان, وفي سباق ماراثون النظام السوري و حزب الله مع إجراءات تشكيل المحكمة الدولية يكمن كل أهداف المتسابقين .

وأخيرا ًفي زحمة الصياح وتراشق التهم من العيار الثقيل والوفود والزيارات من كل المستويات, الكثير من الخوف والكثير من ذر الرماد في العيون, والكثير من التوفيق بل التلفيق, والكثير من الضحك على الذقون, كل ذلك فيه الكثير من الفشل والخوف والقليل من عوامل الاطمئنان والأمان, الانتظار ليس في مصلحة أهل الحل والربط "وخزان البارود" كما وصفه خادم الحرمين الشريفين يفرض على وجه السرعة نزع فتيل الانفجار!.

  

لبنان : الكوميديا السوداء!

شاكر النابلسي * 

 معنى لبنان لغوياً الأبيض. وهذا البياض اكتسبه من صخوره البيضاء الكلسية, ومن منظر جباله البيضاء المكسوة بالثلوج شتاءً. رغم هذا البياض في طبيعة لبنان, إلا أن قدر لبنان السياسي منذ اعلان كيان لبنان الكبير عام 1920, واعلان قيام الجمهورية اللبنانية 1926, واعلان الاستقلال عام 1943, أن يبقى المضحك المبكي سياسياً, والكوميديا السوداء سياسياً كذلك.

الولادة القيصرية العسيرة

والسبب في الكوميديا السوداء التي تتلبس لبنان منذ عام 1920 إلى الآن, أن ولادة لبنان ككيان سياسي مستقل كانت ولادة قيصرية وعسيرة. فهو نُزع نزعاً من سورية الطبيعية رغبة في أن يجد المسيحيون ضالتهم في دولة مستقلة في هذا الشرق, وضد رغبة المسلمين الذين رأوا في الكيان الجديد ضعفاً لهم وقوتهم لمنافسيهم من المسيحيين. فسكنت في الصدور والقلوب والرؤوس المسيحية والإسلامية هذه الهواجس السياسية. ومن هنا ظل رجال الدين من مسلمين ومسيحيين منذ عام 1920 إلى الآن, هم البوصلة السياسية المؤشرة والمؤثرة في الكيان اللبناني. وهم الذين يديرون دفة السياسة بواسطة عمال لهم هنا وهناك يطلق عليهم "سياسيون" و "زعماء أحزاب". فانظر إلى ما يفعله الآن حسن نصر الله رجل الدين الشيعي, ومن حوله نعيم قاسم وباقي المؤسسة الدينية الشيعية. وانظر ما يفعله مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني ومن هم حوله من المؤسسة الدينية السنية. وانظر اخيراً إلى الدور السياسي الكبير الذي يلعبه الكاردينال نصر الله صفير والبطريرك إلياس عودة بطرك الأورثوذكس ومن هم حوله من مجلس المطارنة الموارنة, ورجال الدين الأرثوذكس. فالصراع الديني الخفي في لبنان هو لب الصراع السياسي. فالنزعات السياسية حلها سهل وسريع, وهي لا تدوم طويلاً. أما النزاعات الدينية فأمدها طويل جداً, إن لم تكن خالدة, ما لم يفنِ دينٌ ديناً آخراً, وذلك هو المستحيل. وبالتالي فالصراع الديني باقٍ. وانظروا ماذا جرى لنا نتيجة الحروب الصليبية التي نستذكرها حتى الآن, ونثأر لها حتى الآن. وانظروا ماذا يجري في العراق من صراع بين السُنة والشيعة, وهو صراع مدفون في الصدور والقلوب منذ 14 قرناً; أي منذ معركة الجمل بين السيدة عائشة وبين الخليفة علي بن ابي طالب.

لا جديد في المشهد السياسي

لا جديد اليوم في المشهد السياسي اللبناني. فليست المرة الاولى في تاريخ لبنان تعمُّ الفوضى, ويتدهور الاقتصاد, وتحتقن السياسة إلى هذا الحد في لبنان. فالصراع في لبنان كان هو القاعدة. الحرب هي القاعدة والسلام هو الاستثناء, في هذا الكيان المُقتطع جغرافياً وسكانياً وتاريخياً من سورية الكبرى. منذ القرن الثامن عشر, وقبل اعلان دولة لبنان الكبير عام 1920, وبعد اعلان قيام الجمهورية اللبنانية عام 1926, وبعد اعلان الاستقلال اللبناني عام 1943 .

فالمشهد السياسي اللبناني الحالي يذكرنا بالمشهد السياسي اللبناني الذي كان قائماً مثلاً في عام 1926 , بعد اعلان قيام الجمهورية اللبنانية, ووضع الدستور اللبناني. فبعد هاتين الخطوتين بثلاثة أشهر, وفي عهد المفوض السامي الفرنسي هنري بونسو الذي كان قد عين لتوه بدلاً من المفوض السامي السابق هنري دي جوفنيل, كانت الفوضى تعم لبنان كما هي الآن. فالأمان منعدم, والاقتصاد في ركود, والإضرابات متنوعة ومتعددة, وبعض السياسيين كانوا يطالبون بالانضمام إلى سورية الأم, كما هم الآن ينادون بعودة وصاية سورية الأم. وكان يقابل هؤلاء من يطالب بالحفاظ على الاستقلال, وعدم العودة إلى الوحدة السورية كما هو الحال اليوم مع "تيار المستقبل" ومجموعة من الأحزاب المسيحية والدرزية. ولكن الفرق بين المشهد السياسي الماضي والمشهد السياسي الحاضر, أنه في عام 1926 كان هناك المفوض السامي الفرنسي هنري بونسو الذي استطاع تعديل الدستور وانتخاب مجلسين نيابيين. وعندما اضطرته الاضطرابات والمنازعات المذهبية بين الروم الأرثوذكس المتنازعين لاختيار بطريرك كنيستهم, والمنازعات الدموية بين الأحزاب الأرمنية, عطل الدستور, وفرض الأحكام العرفية. فأين هو اليوم المفوض السامي هنري بونسو? لقد ترك المفوضون الساميون الفرنسيون لبنان بعد عام 1943. واستُبدل هؤلاء بمفوضين ساميين من العرب تابعين لمصر عبد الناصر حيناً, ولسورية أحياناً كثيرة, واليوم لسورية وإيران معاً. وهذا دليل سياسي - للأسف الشديد بأن لبنان, منذ أكثر من ثمانين عاماً, ومنذ اعلان لبنان الكبير عام 1920, لم ينل استقلاله الحقيقي الكامل بعد. وظل طوال هذه السنوات يدار بواسطة المفوض السامي الفرنسي حيناً, والعربي في معظم الأحيان.

رجال دين يوجهون سياسيين عَلمانيين!

من مشاهد الكوميديا السوداء في لبنان, أن لبنان رغم دستوره العَلماني, وبنائه السياسي العَلماني, ورغم أن رئيس الجمهورية لا يلبس عِمة, أو جُبة, ولا زي رجال الدين المسيحي, إلا أنه متلبس سياسياً برجال الدين, ويخضع لإرادتهم وتعاليمهم, ويطلب رضاهم وبركاتهم دائماً. ولعل رغبة المسلمين في البقاء ضمن الوحدة السورية التي كانت قائمة قبل 1920 ومناداتهم بالبقاء ضمن هذه الوحدة بعد هذا التاريخ وإلى الآن, وخاصة الشيعة منهم, وجزء كبير من السُنة, وحرص المسيحيين والدروز على الانفصال عن سورية وتكوين الكيان اللبناني المستقل, هو الذي أنشأ من لبنان ذلك الكيان السياسي العلماني المتلبس برجال الدين, وليس بتعاليم الدين. فمن يحكم لبنان منذ 1920 إلى الآن لم تكن تعاليم الدين الإسلامي أو المسيحي, بقدر ما كان يحكمه من وراء ستار رجال الدين المسيحي أو الإسلامي. فمنذ قيام الجمهورية اللبنانية رسمياً عام 1926 وإلى الآن, كان السياسيون اللبنانيون عبارة عن دُمى سياسية, موجَهين ومنقادين بواسطة رجال الدين المسيحي والإسلامي على السواء. وكذلك الحال مع السياسيين الدروز الذين ينقادون لشيخ عقل الدروز بالدرجة الأولى, ولا يخرجون عن طوعه, مهما بلغوا حداً من العَلمانية, كما كان الحال مع الزعيم كمال جنبلاط السياسي العَلماني المعروف.

ففي عام 1936 مثلاً, عقد زعماء المسلمين اللبنانيين "مؤتمر الساحل", ونادوا فيه بضرورة اعادة ضم لبنان المسلم إلى سورية. وفي الفترة نفسها أنشأ البطريرك عويضة بطريرك الموارنة حزباً سياسياً أطلق عليه "حزب الوحدة اللبنانية" وينادي بالانفصال التام عن سورية, والحفاظ على الكيان اللبناني الجديد. ورد الزعماء المسلمون على هذا الحزب بتشكيل "المجلس القومي الإسلامي" الداعم للانضمام للوحدة السورية. وظل هذا التجاذب الديني المسيحي - الإسلامي قائماً إلى يومنا هذا.

نبيه بري الخصم والحكم

ولعل أزمة لبنان السياسية الحالية دليل كبير على مدى قوة هذا التجاذب بين المسلمين سُنَّة وشيعة من جهة, وبين السُنة وقسم كبير من المسيحيين والدروز وبين الشيعة وقسم آخر من المسيحيين والدروز من جهة أخرى. فيما يرى بعض المحللين بأن الصراع السياسي القائم الآن ليس دينياً طائفياً بدليل أن الجهتين المتصارعين تشمل مسلمين (يمثلون 59 % حسب آخر تقرير) ومسيحيين (36 %) ودروز (6 %). ولكن هؤلاء المحللين أغفلوا بأن الشيعة جميعاً وهم الأغلبية الإسلامية اللبنانية (30 %) قد اصطفوا إلى جانب المعارضة المسيحية الدرزية الآن, مقابل الأغلبية السُنية الإسلامية (29 %) المتحالفين مع قسم كبير من المسيحيين والدروز. ولو كان رئيس الوزراء شيعياً لما تحالف الشيعة ضده. بل إن نبيه بري الزعيم الشيعي تحالف مع حزب الله الشيعي ضد الحكومة الدستورية السُنية, وهو المفروض أن يكون على الحياد كحكم وكرئيس لمجلس الأمة. فهو هنا في موقع الحكم وليس في موقع الخصم. ولكنه جعل من نفسه ومن موقعه الآن الخصم والحكم في آن واحد. وهو مشهد آخر للكوميديا السوداء في لبنان. ولو كان رئيس مجلس النواب سُنياً لما سحب وزراءه من الحكومة كما فعل حزب الله. ولكن التشيع للطائفة, الذي ينمُّ عن صراع طائفي ديني باطني ومضمر, هو الذي يُحرك دولاب السياسية اللبنانية منذ عهود طويلة وإلى الآن. وأن الديمقراطية التوافقية التي يتحدون عنها الآن هي الاستثناء, أما القاعدة فهي الحرب التوافقية كما نرى الآن ورأينا في السابق, وهو باب من أبواب المضحك المبكي في لبنان, ووجه من وجوه الكوميديا السوداء كذلك.

الكوميديا السوداء في السياسيين اللبنانيين

الوجه الأبرز للكوميديا السوداء السياسية اللبنانية, هذه الزُمر من السياسيين اللبنانيين المكتنزين بالمال والجاه. فرغم أن لبنان هو أكثر البلدان العربية تطبيقاً لبعض آليات الديمقراطية الغربية, إلا أنه في الوقت نفسه من أكثر البلدان العربية تمسكاً بالطائفية والقبلية الدينية والسياسية. فالدستور اللبناني المتقدم سياسياً ليس عربياً. فقد كتبه ووضعه المفوض السامي الفرنسي "دي جوفنيل" عام 1926. وآليات الديمقراطية اللبنانية ليست آليات عربية, وإنما هي آليات فرنسية بحتة, وهذا هو سرُّ قوتها وتفردها بين الديمقراطيات العربية المزيفة الأخرى. فأول من أجرى انتخابات نيابية في لبنان, ونظمها تنظيماً دقيقاً هو المفوض السامي الفرنسي "ساراي" ع¯ام 1925. وأول من أناط بمجلس النواب اللبناني انتخاب أول رئيس للجمهورية (شارل دباس 1926-1932) كان المفوض السامي الفرنسي "دي جوفنيل" عام 1926. ورغم هذه الحداثة السياسية الكبيرة في الدستور وآلية الانتخابات التشريعية والرئاسية اللبنانية والتي هي صورة مصغرة من الحداثة السياسية الفرنسية, إلا أن لبنان السياسي في عمقه البعيد, ظل قبلياً طائفياً رغم هذه القشرة العَلمانية الحداثية السياسية الرقيقة. فما زال الابن يرث أباه في الزعامة العائلية والسياسية, كما كان عليه الحال منذ عشرات السنين, دون أي تغيير. وما زال الناخب ينتخب ليس الأفضل والأصلح والأنفع والأنظف, ولكنه ينتخب ابن البيك المُعلم, حتى ولو كان أكثر المرشحين فساداً وتخلفاً وجهلاً ولصوصية, كما كان عليه الحال منذ عشرات السنين من دون أي تغيير. وما زالت الأصوات الانتخابية تُشترى بالمال المكشوف, ولها بورصة معروفة ايام الانتخابات. وهي مناسبة كبيرة للثراء وملء جيوب المحاسيب والمناصرين. وما زالت البيوتات السياسية اللبنانية القديمة والمعروفة هي المسيطرة على الحياة السياسية, كما كان شيوخ الصحراء يسيطرون على مناطق الماء والكلأ في قديم الزمان. وتلك أحد مشاهد الكوميديا السوداء اللبنانية.

مساهمة الزعامات الدينية

وكما كان كانت الزعامات الدينية في الماضي هي التي تحرك دواليب السياسة اللبنانية, وهي التي لعبت دوراً سياسياً كبيراً في كينونة لبنان السياسية رفضاً أو قبولاً, فكذلك هو شأنها اليوم. فنرى من الزعامات الدينية كالزعامات الشيعية بقيادة الشيخ عبد الأمير قبلان نائب رئيس المجلس الشيعي الأعلى, والمرجع الديني الشيخ محمد حسين فضل الله »الأب الروحي لحزب الله« ترمي بثقلها في السلة السورية - الإيرانية, وتود أن ترى سورية الأم مرة أخرى في لبنان, بعد أن خرجت منه قسراً وجبراً عام 2005. في حين ترى الزعامات الدينية السُنية وعلى رأسها الشيخ محمد رشيد القباني مفتي لبنان والشيخ محمد علي الجوزو مفتي جبل لبنان وغالبية المسيحيين وعلى رأسهم الكاردينال نصر الله بطرس صفير ومطران الروم الارثوذكس الياس عودة وغالبية الدروز بقيادة شيخ عقل الدروز الجديد نعيم حسن وغيرهم من الزعماء الدينيين, أن لا عودة لسورية إلى لبنان. ومن الملاحظ أن المذهب الشيعي في لبنان يلعب دوراً كبيراً في تشكيل السياسة الخارجية والداخلية اللبنانية منذ السبعينات, وبدء تكوين حركة أمل (أفواج المقاومة اللبنانية) الشيعية عام 1975 التي أسسها الإمام الصدر, والتي بدأت حركة تدافع عن حقوق المحرومين من كل اللبنانيين, ثم حركة مقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي, وانتهت حركة سياسية لعبت دوراً كبيراً, في حرب المخيمات الفلسطينية, وفي صراعها الدامي مع الفلسطينيين وحزب الله ومع الأحزاب المسيحية الأخرى.

مشاهد الكوميديا السوداء في لبنان, لا تُعد ولا تحصى. فالزعماء السفاحون الذين قتلوا المئات من الأبرياء في الحرب الأهلية اللبنانية 1975-1990 أصبحوا اليوم في أعلى قائمة الزعماء الوطنيين. والزعماء السياسيون الذين سرقوا البنوك اللبنانية, ووقفوا "قبضايات" أمام المؤسسات التجارية اللبنانية يحصِّلون "الأتاوات", والزعماء السياسيون الذين كانوا يعتاشون على اعطيات السفارات العربية والأجنبية, هم اليوم الذين يقودون أكبر الحركات السياسية الوطنية اللبنانية.

فأية كوميديا سوداء يعيش هذا اللبنان الأخضر الجميل اليوم وبالأمس?

السلام عليكم.

* كاتب أردني 

 شاكر النابلسي *