المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية
أخبار يوم الخميس 21/12/2006
ان مأساة الشعوب يكمن في اسعبادهم واسر حرياتهم والسنتهم

بوش يشير لخيارات صعبة في العراق ويحذر سورية من زعزعة استقرار لبنان
واشنطن – وكالات : 21/12/2006
أعلن الرئيس الأميركي جورج بوش الأربعاء ان العام 2007 سيتطلب -خيارات صعبة وتضحيات إضافية- في العراق في وقت تقوم إدارته بالتحضير لاستراتيجية جديدة في هذا البلد.  وقال بوش في مستهل مؤتمر صحافي بواشنطن -كل ما يمكن ان أتوقعه للعام 2007 بالنسبة للعراق هو انه سيتطلب خيارات صعبة ومزيدا من التضحيات لان العدو عنيف وبلا رحمة-.  وأشار الرئيس الأميركي انه سيستمع إلى الأفكار الجديدة من جميع الأطراف قبل ان يعلن عن الاستراتيجية الجديدة في العراق مطلع كانون الثاني/يناير. وقال -أقطع عليكم الوعد التالي وهو ان إدارتي ستعمل مع الجمهوريين والديموقراطيين لاطلاق مسار جديد قابل للنجاح في العراق-. لكنه رفض الدعوات إلى إجراء مفاوضات معمقة مع سورية وإيران بشان مستقبل العراق محذرا طهران بشان برنامجها النووي ودمشق من زعزعة الوضع في لبنان.
وقال بوش ان واشنطن -تعمل جاهدة- للتوصل الى قرار في مجلس الامن الدولي يفرض عقوبات على ايران بسبب برنامجها النووي معتبرا ان الشعب الايراني يستطيع ان يختار قائدا -افضل- من الرئيس محمود احمدي نجاد.  واقر الرئيس الاميركي ان النجاح في العراق -ليس بالسرعة- التي كان يتمناها بعد ان كان اعلن في مقابلة لصحيفة واشنطن بوست للمرة الاولى ان الولايات المتحدة ليست لا تكسب حاليا الحرب في العراق.  وقال بوش في مقابلة نشرتها صحيفة -واشنطن بوست- الاربعاء -اجد ان الطريقة التي يلخص فيها الجنرال بايس الامور مثيرة للاهتمام: -نحن لا نكسب ولا نخسر--.
والجنرال بيتر بايس هو رئيس هيئة اركان الجيوش الاميركية. وتتعارض هذه التصريحات مع تلك التي ادلى بها بوش قبل هزيمة الجمهوريين في الانتخابات البرلمانية في 7 تشرين الثاني/نوفمبر حين قال -نحن نكسب الحرب- في العراق.  وردا على سؤال حول هذا التناقض قال بوش -اظن اننا سنربح- مضيفا ان -ما اردت قوله (للصحيفة) هو ان النجاح الذي نحققه لا يتم بالسرعة التي اتمناها-.
واضاف -اريد ان يفهم العدو ان هذه المهمة صعبة لكنهم لا يستطيعون اخراجنا من الشرق الاوسط ولا يمكنهم ترهيب اميركا-.
واعلن بوش انه لم يقرر بعد ما اذا كان سيزيد قريبا عدد الجنود الاميركيين في العراق. وقال -لن اقوم بافتراضات بصوت عال حول ما ساقوله للبلاد حول طريقة تحركنا قبل ان نكون جاهزين-.  وقال -لم اتخذ قرارا بعد حول زيادة عدد القوات. ما زلت استمع الى القادة العسكريين ورؤساء الاركان والمسؤولين داخل وخارج الحكومة-.
واضاف -اننا ندرس جميع الخيارات ومن بينها زيادة عدد القوات. لكن مثل هذه الزيادة يجب ان تلبي مهمة خاصة تتطلب عددا اكبر من الجنود- مشيرا الى حرصه على -مساعدة العراقيين- على تحمل مسؤولياتهم.  واشار الى انه طلب من وزير الدفاع الاميركي الجديد روبرت غيتس الذي يزور حاليا العراق دراسة الوضع على الارض.
واعتبر ان -راي الضباط العسكريين مهم جدا فهم اشخاص اذكياء وكفوئين يهمني رايهم جدا-. وفي اشارة الى التغييرات التي تطرأ حاليا على الاستراتيجية الاميركية في العراق افاد ناطق عسكري الاربعاء ان قائد القيادة الوسطى للجيش الاميركي الجنرال جون ابي زيد سيتنحى عن منصبه مطلع 2007 بعد ان رفض تمديد مهمته.
وصرح الكابتن غاري اراسن ان -خلال ربيع 2006 طلب وزير الدفاع (انذاك) دونالد رامسفلد من الجنرال ابي زيد البقاء في منصبه كقائد القيادة الوسطى للجيش الاميركي حتى مطلع سنة 2007. والجنرال لا ينوي تمديد هذه الفترة-.  واوردت صحيفة -واشنطن بوست- الثلاثاء ان القادة العسكريين يعارضون خطة البيت الابيض حول نشر ما بين 15 الف و30 الف جندي اضافي لفترة لا تقل عن ثمانية اشهر لعدم تحديد مهمة القوات بشكل واضح.  واضافت ان بعض كبار قادة البنتاغون حذروا بوش من ان زيادة عديد القوات الاميركية في العراق في الامد القريب قد يحفز جميع الفصائل المسلحة في العراق على تكثيف عملياتها بدون ان يعزز موقع القوات الاميركية او قوات الامن العراقية على المدى البعيد. ويخضع الرئيس الاميركي لضغوط متزايدة لحمله على تعديل سياسته في العراق لا سيما بعد هزيمة حزبه الجمهوري في الانتخابات الاخيرة على خلفية معارضة الراي العام الاميركي للحرب في العراق. واعلن البنتاغون في تقرير فصلي الثلاثاء ان الوضع في العراق استمر في التدهور وان اعمال العنف سجلت مستوى قياسيا بلغ معدل 959 هجوما في الاسبوع خلال الاشهر الثلاثة الاخيرة اي بزيادة 22% فيما سجلت اعمال العنف الطائفية -ارتفاعا ملحوظا-.

مصادر سياسية : موسى يركز على اتفاق مكتوب في لبنان
بيروت – وكالات : 21/12/2006
قالت مصادر سياسية ان الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى عمل مع زعماء لبنان المتنافسين الاربعاء على وضع مشروع اتفاق لإنهاء الأزمة السياسية اللبنانية لكن الفجوات لا تزال واسعة. ويقوم موسى بدور الوساطة في أزمة سياسية حافلة بالتوتر بين تحالف القوى المناهضة لسورية والتي تسيطر على الغالبية البرلمانية والحكومة وبين المعارضة بقيادة حزب الله.  ورفض رئيس الوزراء فؤاد السنيورة مرارا مطلب حزب الله المدعوم من إيران وسورية منحه تمثيلا حاسما في الحكومة.
وتنفذ المعارضة اعتصاما مفتوحا في وسط بيروت منذ أول ديسمبر/ كانون الأول وأعلنت ان الحكومة غير شرعية وصعدت مطالبها هذا الأسبوع من خلال المطالبة بانتخابات نيابية مبكرة.  وقال موسى للصحافيين بعد جولة اخرى من المحادثات المنفصلة مع كل من السنيورة ورئيس مجلس النواب نبيه بري حليف حزب الله -هناك تفاهمات في طور البناء.-  وقالت مصادر سياسية لبنانية قريبة من المباحثات ان موسى اعد ورقة عمل تغطي النقاط التي يأمل ان يوافق عليها الطرفان.
وقال احد المصادر -المسودة لا تزال في صياغتها الأولية... فيها الكثير من الثغرات وهناك نقاط خلاف عديدة.-  وقال المصدر ان موسى اجرى محادثات في بيروت يوم الثلاثاء مع مبعوث ايراني يقوم بزيارة غير معلنة للعاصمة اللبنانية.  وفي مقابلة مع قناة العربية التلفزيونية الفضائية قال وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي ان بلاده وجهت الدعوة لموسى لإجراء محادثات مع مسؤولين إيرانيين في طهران.  وأضاف متكي أن بلاده قد تجري أيضا محادثات مع السعودية بشأن سبل نزع فتيل الأزمة. وقال -ربما نجري اتصالات مع المسؤولين السعوديين في الايام القليلة القادمة.- وعقد موسى محادثات يوم الاحد في السعودية ومن المقرر ان يلتقي بالرئيس السوري بشار الاسد في دمشق يوم الخميس.
واوضح المصدر ان المسودة التي يجري العمل على صياغتها تغطي اربعة امور اساسية معقدة في صلب الصراع.  وقال ان المسودة تقترح تشكيل لجنة تضم قضاة وممثلين عن الفريقين لدراسة قانون انشاء المحكمة الدولية الخاصة بمحاكمة المشتبه بهم في قتل رئيس وزراء لبنان الاسبق رفيق الحريري في العام 2005 وهجمات سياسية اخرى وقعت خلال العامين الماضيين.  وتنص ايضا على تشكيل حكومة وحدة وطنية وتحديد موعد بدء المشاورات لانتخاب رئيس جديد للبلاد وجدول زمني لوضع قانون انتخابي جديد.  وقالت المصادر انه لم يتم التوصل الى اتفاق بعد على تشكيل حكومة الوحدة الوطنية. وكان موسى اقترح توسيع حكومة السنيورة من 24 وزيرا الى 30 وزيرا.  وتطالب المعارضة باحد عشرة وزيرا اي ثلث المقاعد الوزارية زائد واحد وهو ما يمنحها صوتا مؤثرا في الحكومة.
وتطالب المعارضة بانتخابات برلمانية مبكرة في حين ان الاغلبية تريد انتخابات رئاسية مبكرة لاحلال رئيس جديد مكان الرئيس اميل لحود المؤيد لسوريا والذي تنتهي مدة ولايته في نوفمبر تشرين الثاني المقبل.

بلير : إيران عقبة أمام عملية السلام في الشرق الأوسط
دبي – وكالات : 21/12/2006
اتهم رئيس الوزراء البريطاني توني بلير الأربعاء إيران بانها عقبة في طريق تحقيق السلام في الشرق الأوسط ودعا الدول -المعتدلة- في المنطقة الى اقامة تحالف لمواجهة دعمها للتطرف.  ووجه بلير في لقاء مع كبار رجال الاعمال البريطانيين والاماراتيين في دبي اقسى الانتقادات لطهران التي يتهمها الغرب بالسعي لامتلاك اسلحة نووية وبدعم حركة المقاومة الاسلامية (حماس) وحزب الله الشيعي اللبناني.  وقال بلير -علينا ان نقر بالتحدي الاستراتيجي الذي تمثله الحكومة الايرانية ليس الشعب الايراني وربما ليس بعض العناصر في الحكم بل اولئك الذين يتولون حاليا السياسة فيها-.  واضاف -انهم يحاولون ان يعيقوننا في لبنان وفي العراق وفي فلسطين. ردنا يجب ان يكون مواجهة ما يقومون به وانشاء تحالفات لمنعهم واعاقتهم في كافة انحاء المنطقة-.  ورد متحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية الاربعاء ان تصريحات بلير تهدف الى -تقسيم- المنطقة وتشكل عامل -توتر- و-تطرف-. ونقلت وكالة الانباء الايرانية عن محمد علي حسيني قوله ان السياسة التي يتبعها بلير والرئيس الاميركي جورج بوش -هي مصدر توتر وتطرف في المنطقة وسوف تولد الكراهية بين الشعوب- . واضاف -هذا النوع من التصريحات لا يخدم العلاقات الودية والاخوية بين بلدان المنطقة-.
وجاءت تصريحات بلير في ختام جولة اقليمة استمرت خمسة ايام وشملت تركيا ومصر والعراق واسرائيل والاراضي الفلسطينية اجرى خلالها تقييما للوضع الحالي لعملية السلام في الشرق الاوسط.  وكرر خلال محطات جولته الدعوة الى من يؤمنون بالديموقراطية والاعتدال للتحالف في مواجهة من يؤمنون بالتطرف.
ويشمل ذلك دعم التوجه المعتدل في الدول الاسلامية من اجل المساعدة على تطويق العنف والتطرف في مناطق مثل الاراضي الفلسطينية والعراق.
وفي مقاطع من كلمته وزعها مكتبه على الصحافيين مسبقا مساء الثلاثاء يصف بلير ايران بانها -تهديد استراتيجي-. ولكن حتى وصفها -بالتحدي الاستراتيجي- الاربعاء جاء في اطار لهجة مخففة.  وكان بلير اعتمد سابقا خطابا اكثر ليونة ازاء ايران وسورية مفسحا المجال امامهما لتلعبا دورا بناء داخل المجتمع الدولي الا ان هذا التوجه لم يكن حاضرا في تصريحاته الاربعاء.  ونفى المتحدث باسم بلير ان تكون تصريحاته متناقضة مع ما ورد في تقرير مجموعة الدراسات الاميركية حول العراق والذي دعا الى الانفتاح على ايران من اجل وضع حد للعنف في العراق. كما نفى ان تكون تصريحات بلير هدفها تشكيل حلف سني في مواجهة ايران الشيعية.
الا انه قال ان دعوة بلير الى -تحالف الاعتدال- سببه وعي اكبر لدى القوى الكبرى ازاء واقع التطرف والحاجة الى مواجهة الخطاب الايراني العدائي ازاء اسرائيل مثلا.
واكد المتحدث ان بلير -ذهل- بالاستعداد المتزايد لدى طرفي النزاع الفلسطيني الاسرائيلي من اجل العمل على ايجاد حل.  ودعا بلير الاربعاء الى دعم الرئيس الفلسطيني محمود عباس والى عقد لقاء قريب بين القادة الفلسطينيين والاسرائيليين اضافة الى اعادة احياء العملية السياسية باتجاه حل قوامه دولتان تعيشان جنبا الى جنب.  واعتبر بلير ان الاهداف الثلاثة جميعها -يمكن تحقيقها لكن يجب تحقيقها-.  واضافة الى القلق ازاء البرنامج النووي الايراني اعرب بلير عن قلقه من الدعم المفترض الذي تقدمه ايران لميليشيات شيعية تقاتل القوات البريطانية في جنوب العراق.

رايس: أكثر ما يحتاجه لبنان ان تتركه سوريا
المستقبل - الاربعاء 20 كانون الأول 2006 -
 رأت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس ان "اكثر ما يحتاجه لبنان ان تتركه جارته سوريا وشأنه"، حاضة الامين العام للامم المتحدة كوفي انان على ان يعمل على ترسيم الحدود "حتى يكون بالامكان حل مشكلة مزارع شبعا". واكدت ان الولايات المتحدة "ستقوم بدعم اعادة بناء وتجهيز الجيش اللبناني"، وتتطلع الى إستمرار العمل للتأكد من ان المحكمة ذات الطابع الدولي تمضي قدماً. وقالت رايس في مقابلة مع تلفزيون العربية اول من امس، "ان حكومة لبنان حكومة منتخبة ديموقراطيا. وتلقى دعم الشعب اللبناني. انها حكومة كل الاصوات ممثلة فيها. وهي حكومة عملت على إعادة بناء سلطتها في ارجاء البلاد، بعد حرب الصيف الصعبة جدا. الجيش اللبناني يتحرك في ارجاء البلاد حاليا. وواحدة من المسائل التي ستقوم بها الولايات المتحدة هي دعم اعادة بناء وتجهيز الجيش اللبناني حتى يتمكن لبنان من ان يكون محميا من اللبنانيين. انها النتيجة الافضل".
اضافت رايس: "نشارك ايضاً في اعادة اعمار لبنان وسنكون مسرورين طبعاً في الانضمام الى المؤتمر الدولي لاعادة الاعمار، مؤتمر المانحين الذي سيجري مطلع العام المقبل. ونتطلع الى استمرار العمل للتأكد من ان المحكمة التي ستحاكم اولئك المسؤولين عن اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري، تمضي قدماً". واوضحت: "الآن، اكثر ما يحتاجه لبنان ان تتركه جارته سوريا التي احتلت البلد لـ30 عاماً، وشأنه وتدع اللبنانيين يحلون هذه المسائل"، و"الا تدعم ايران حزب الله في جهوده لزعزعة الاستقرار". وقالت "هذا الصيف، تصرف حزب الله كدولة داخل الدولة وبدأ حرباً عبر الحدود الدولية من دون معرفة الحكومة اللبنانية حتى، وقد اغرق ذلك لبنان في حرب مكلفة وقاسية واللبنانيون لا يزالون يعانون نتيجة لما قام به حزب الله. لذلك من المهم حقا ان يكون اللبنانيون قادرين على ايجاد حل لاختلافاتهم".وشددت رايس على ان "رئيس الوزراء فؤاد السنيورة الذي يعتبر شخصاً قوياً وقائداً قوياً"، يحتاج "الى الدعم من قبل المجتمع الدولي. والقضية ايضاً هي انه لدى الامين العام للامم المتحدة (كوفي انان) عمل يقوم به حول ترسيم الحدود حتى يكون بالامكان حل مشكلة مزارع شبعا، ونحن نضغط على الامين العام للامم المتحدة ليمضي قدماً بهذا العمل".وردا على سؤال حول الاجراءات التي ستتخذ من قبل الامم المتحدة لحماية حكومة السنيورة من التأثير الخارجي، قالت رايس: "انها مسؤولية المجتمع الدولي برمته في ان يقول ان الامر مرفوض". واشارت الى انه كان مطلوب من سوريا من خلال القرار 1559 "ان تترك لبنان وان تخرج قواتها العسكرية وقواتها من الاستخبارات. يجب ان يحترم ذلك وان لا نسمح لسوريا بالعودة" الى لبنان.
التاريخ بالمرصاد لأصحاب المواقف الوصولية"

 "التنسيق الوطني": يخطئ من يظن أنه ممثل المسيحيين

المستقبل - الخميس 21 كانون الأول 2006 - رأى "المكتب المركزي للتنسيق الوطني" أنه "في الوقت الذي يمضي حزب الله وتوابعه القدامى والجدد، في اعتصامهم، نجد النظام السوري الذي لا يرى الحزب في ممارساته إلا شطارة ومهارة، يطرح على الاسرائيليين التفاوض، ووزير خارجية هذا النظام يصرح بأن سوريا تريد ان تخدم المصالح الاميركية في المنطقة". واعتبر أنه "يخطئ كثيرا من يظن ولا ينفك يردد انه ممثل المسيحيين والناطق باسمهم، وعليه ان يعرف ولو متأخرا انه في حاجة الى ورقة تفاهم مع ضميره والقاعدة الشعبية التي أعطته ثقتها، ويا للندم".
وسأل في بيان اصدره امس: "ألا يرى هذا الحزب في تصريحات النظام السوري وممارساته إلا شطارة ومهارة؟، في حين يكيل للحكومة الدستورية اللبنانية الصفات والنعوت المختلفة لمجرد استقبالها أحد السفراء، متغاضيا عن الجهود المضنية التي يقوم بها النظام السوري باستجدائه تارة اسرائيل وتارة الولايات المتحدة الاميركية والبلدان الاوروبية، عارضا خدماته مقابل امنية واحدة متمثلة بعودة نفوذه وسيطرته الى لبنان بعدما اقتلعته منه ثورة الارز المجيدة المظفرة".
اضاف: "يبدو أن مجموعات تابعة لحزب الله من المعتصمين في وسط بيروت، وبإيعاز من قياداتها وتمهيدا لهزيمة اميركا، قد بدأت صراعها معها بتحطيم احد المطاعم بذريعة تقديمه مشروبات روحية، محاولة فرض ارادتها وعقيدتها بالقوة ومن دون اي احترام واعتبار لرفاق لها في الاعتصام، متحدية بفعلتها المستنكرة هذه مناخ الحرية الذي ينعم به لبنان، والذي يشكل جوهر وجوده".
وأثنى على "ترحيب صاحب الغبطة (البطريرك الماروني الكاردينال نصر الله بطرس صفير) بمنع الاهالي بناتهن من المبيت في خيم الاعتصام، مما أثار لدى الرأي العام ولا يزال العديد من التساؤلات التي ليست بطبيعة الحال لمصلحة هذه الاعتصامات واستمرارها".
وتابع: "يخطئ كثيرا من يظن ولا ينفك يردد انه ممثل المسيحيين والناطق باسمهم، لأن المسيحيين أعطوا ثقتهم لمن رأوا فيه مجسدا لآمالهم وأمانيهم في عودة السيادة وقيام الدولة، ولم يخطر ببال أحد، ما تلا الانتخابات من انقلاب على المواقف وتنكر لها، توصلا الى تأييد الدويلة والمشاركة في التظاهرات والاعتصامات خدمة لأهداف إقليمية معروفة، وقد بلغ مستوى الغضب لدى المسيحيين من مواقف كهذه ما دفع الى الهرولة الى بكركي وتبني ورقة ثوابت الكنيسة المارونية، ولو شكلا، أملا بتخفيف النقمة العارمة التي اجتاحت الرأي العام، وعلى من يتبجح ويتغنى بإقامة ورقة تفاهم مع هذا الفريق ثم مع ذاك، ان يعرف ولو متأخرا انه في حاجة الى ورقة تفاهم مع ضميره ومع القاعدة الشعبية التي اعطته ثقتها، ويا للندم".
أضاف: "ما ترشيح وتزكية رئيس الجمهورية الممددة ولايته (إميل لحود) من النظام السوري خلافا للدستور والفاقد للشرعية والمطالب بالاستقالة، لمرشح معين منذ أيام إلا إشارة استحسان وترحيب لهذا المرشح ولسياسته ومواقفه المستحدثة بعد عودته الى لبنان من النظام السوري، تشجيعا له على الامعان في خدمة هذا النظام وحليفه الايراني، أملا برئاسة الجمهورية ولو على حساب مصلحة لبنان وسيادته وطموحات ابنائه ومستقبله، وسيكون حكم التاريخ بالمرصاد لهذه المواقف التي لم تعد خلفياتها الوصولية والانتهازية خافية على أحد".وحذر من "عودة انتشار غير اللبنانيين على الطرق والمفارق والساحات، وهو ما يذكرنا بفترة الاحتلال السوري السعيدة الذكر، وهؤلاء كما هو معلوم يظهرون بمظهر الباعة، إلا أنهم يقومون بمهمات أمنية ومخابراتية من شأنها أن تخل بالامن وبالسلم الاهلي، وهو ما يستدعي التصدي بجدية وفاعلية لهذه الظاهرة القديمة الجديدة تلافيا لتداعياتها المعروفة".

حزب الله": إما خيار التفرج على انهيار البلد أو خيار الضغط بالوسائل المشروعة لإنقاذه
المستقبل - الخميس 21 كانون الأول 2006 - رفع "حزب الله" من وتيرة تصعيده السياسي أمس، فأعلن "اننا اليوم امام مرحلة جديدة بحيث لم تعد المشاركة كافية ومع تمسك قوى السلطة بأغلبيتها النيابية التي حصلت عليها بسبب اتفاقات سياسية أخلت، لا بد مع سقوط هذه الاتفاقات السياسية واصرار قوى السلطة على مخالفة الدستور والعيش المشترك ان نلجأ الى الحل الاساس وهو الانتخابات المبكرة التي ترسم الخارطة الصحيحة للتمثيل الشعبي والتي تنتج عنها الحكومة العتيدة والتي يعوّل عليها لمعالجة القضايا العالقة وانقاذ لبنان". ورأى "اننا اصبحنا امام خيارين لا ثالث لهما اما التفرج على انهيار البلد او الضغط بالوسائل المشروعة لانقاذه".
قاسم
واعتبر نائب الامين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم في تصريح أمس "ان الازمة الحالية في لبنان ليست مجرد طلب زيادة في عدد الوزراء، فهي اكبر من ذلك بكثير، انها ازمة اغراق لبنان في الوصاية الاميركية، وما يجعله معبرا للشرق الاوسط الجديد، ومكانا لتوطين الفلسطينيين، ومحطة لتصفية حسابات اقليمية، وتجريدا له من استقلاله وسيادته، وبحيث لا يمكن لهذه الوصاية ان تمر الا عبر ادوات داخلية فقد قصدت قوى السلطة لتشكل الرافعة للمشروع الاميركي في لبنان مقابل مكاسب خاصة داخلية في التسلط والاستئثار والدعم الدولي لقوى السلطة على حساب اخرى".
اضاف: "بدأ ينكشف للعيان ضياعهم في تصريحاتهم ومواقفهم المتناقضة، فعندما طالبت المعارضة الوطنية اللبنانية بانتخابات مبكرة تصدى بعضهم ليقول ان المفتاح بيده حيث ان الحكومة عندهم والمجلس النيابي بيدهم، اذا اين شكواكم بأن لكم الحكومة فقط وتعانون من انعدام سلطتكم؟. ثم تأتي المبادرة العربية عبر السيد عمرو موسى ترحب بها المعارضة وتعطي اجابات مقنعة ثم يرفض رئيس الحكومة اللادستورية مبدأ مناقشة المحكمة الدولية بطريقة دستورية ولا يقدم اجابات واضحة ونهائية حول المشاركة فيخل بالتوازن الذي دعا اليه ومبدأ الحوار البناء الذي نسمع سمفونيته صباحا ومساء. وها هو احدهم يرفض مناقشة اي بند من بنود المحكمة الدولية، وهنا نسأل لماذا؟. وماذا يوجد في الكواليس؟ ولم الخوف من ان يتفق اللبنانيون على تفاصيل المحكمة بعد ان اجمعوا على المبدأ؟".
وجدد الاصرار على المشاركة، قائلا: "اصبحنا بين خيارين لا ثالث لهما: اما ان نتفرج على انهيار البلد اقتصاديا وسياسيا وامنيا بادارة فاشلة، واما ان نضغط بالوسائل المشروعة وعبر التظاهرات الاعتصامات وغيرهما لانقاذ البلد بتكاتف الايدي مع بعضها. وقد اخترنا الثاني ولا عودة عن هذا الخيار مهما كانت الصعوبات. وخير للبنان ان تتجمد الكارثة فيه لبعض الوقت بانتظار الفرج والحل، من ان تستمر بيد قوى السلطة التي جربت حظها واثبتت عدم جدارتها في الميادين كافة، ونحن واثقون ان النتيجة لمصلحة لبنان، وهي ان تأخرت فليس بسبب قوى السلطة فهم اضعف من ان يستمروا مع هذا الواقع الشعبي الرافض لهم بل بسبب اخلاقية المعارضة الوطنية التي تلتزم الاعتراض المشروع وحماية العيش المشترك والمحافظة على قواعد واسس الدستور".
وختم: "يبدو اننا اليوم امام مرحلة جديدة بحيث لم تعد المشاركة كافية ومع تمسك قوى السلطة باغلبيتها النيابية التي حصلت عليها بسبب اتفاقات سياسية اخلت، اذا لا بد مع سقوط هذه الاتفاقات السياسية واصرار قوى السلطة على مخالفة الدستور والعيش المشترك ان نلجأ الى الحل الاساس وهو الانتخابات المبكرة التي ترسم الخارطة الصحيحة للتمثيل الشعبي والتي تنتج عنها الحكومة العتيدة والتي يعول عليها لمعالجة القضايا العالقة وانقاذ لبنان"
قاووق
وقال المسؤول في "حزب الله" عن منطقة الجنوب الشيخ نبيل قاووق: "ان الفيتو الاميركي هو العقبة الاساسية امام انجاح أي مبادرة عربية وغير عربية لمعالجة الازمة".
واعلن "لسنا على خصومة مع أي طائفة وأي مذهب وأي دين. ان خصمنا الوحيد هو طائفة المشروع الاميركي التي تحوي من كل الطوائف. ما نريده هو ان نحمي انجازات المقاومة والوحدة الوطنية بعيدا عن كل مكسب فئوي وطائفي خصوصا ان بعض الادوات الاميركية الداخلية قدمت التزامات الى الادارة الاميركية في هذا الاتجاه"، معتبرا "ان حكومة السنيورة اللاشرعية هي الحكومة الاولى في تاريخ لبنان التي يمتدحها الاسرائيليون

صفير يوجه رسالة الميلاد السبت
المستقبل - الخميس 21 كانون الأول 2006 - بكركي ـ "المستقبل
يوجه البطريرك الماروني نصرالله بطرس صفير، في التاسعة قبل ظهر السبت المقبل، رسالة الميلاد الى اللبنانيين عموما والمسيحيين خصوصا.
والتقى صفير في الصرح البطريركي في بكركي امس النائب السابق طلال المرعبي الذي شدد بعد اللقاء على "الحاجة الى حلول متكاملة تنهي الازمة اللبنانية وتضع حدا للازمة الاقتصادية المالية والسياسية". ثم استقبل صفير نزار يونس الذي رأى ان الازمة القائمة "هي النتيجة الحتمية للأزمة التاريخية التي يولدها نظام المحاصصة، وما نراه اليوم على الساحة من خلال هذا النظام يؤدي الى استعانة اصحاب المواقع بالقوى الخارجية للاستقواء على الآخرين. لذلك تطرح بكركي اليوم مبادراتها لحياد لبنان كي يكون بعيدا من الصراعات الاقليمية". وشدد على "ان على المسيحيين ممارسة دورهم كإطفائيين وكحكم وكأصحاب رأي ومشروع، لان مشروعنا هو قيام الدولة للجميع يشاركون فيها جميعا وتكون قادرة على حمايتهم".
وقال: "اننا لا نستطيع الخروج من الفتنة الا بحياد لبنان وان تتحول المقاومة حرسا وطنيا يشارك فيه الجميع على غرار ما هو حاصل في سويسرا، والانتقال من نظام المحاصصة الى نظام يؤمن بشكل كامل لانتقال لبنان الى بلد ديموقراطي، وعندها سترون ان هذا الشعب قادر على تحقيق المعجزات خلال سنوات".
كما التقى وفد "اللقاء الوطني للسيادة" برئاسة حبيب الزغبي، الراعي الجديد لأبرشية دمشق المارونية المطران سمير نصار، ثم الزميلة مي شدياق التي هنأت صفير بالاعياد وشكرت له وقوفه الى جانبها في محنتها، وقدمت اليه كتابا لكليمان تنوري يتضمن صورا ومناظر لبنانية.

اسماعيل في بيروت اليوم
المستقبل - الخميس 21 كانون الأول 2006 -
يصل الى بيروت اليوم، مستشار رئيس جمهورية السودان رئيس القمة العربية مصطفى عثمان اسماعيل وموفده للمشاركة في المساعي التي يجريها الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى، ولدفع الجهود المبذولة في اطار المبادرة العربية لحل الازمة في الساحة السياسية في لبنان.

بوش يرفض التفاوض مع إيران وسوريا حول العراق
ويحذرهما بشأن البرنامج النووي وزعزعة لبنان

المستقبل - الخميس 21 كانون الأول 2006 -
جدد الرئيس الأميركي جورج بوش أمس دعمه لحكومة الرئيس فؤاد السنيورة الذي "أثبت صلابته وحزمه إزاء الضغوط الهائلة التي يمارسها كل من سوريا وحزب الله الممول من إيران"، محذراً دمشق من زعزعة الوضع في لبنان، وطهران بشأن برنامجها النووي، ورافضاً في الوقت نفسه دعوات فتح محادثات معهما. كذلك شن رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير هجوماً على إيران التي "تسعى الى تقويض حكومة منتخبة ديموقراطياً في لبنان"، داعياً الى إقامة حلف لمواجهة "التطرف" فيها، ورأى أن تحقيق السلام في المنطقة من دون مشاركة سوريا "أمر وارد".
وتقاطعت تصريحات بوش وبلير مع إعلان الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أن إسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا "ستزول كما زال الفراعنة".
وحذر بوش دمشق من زعزعة الوضع في لبنان، وقال "لقد طلبنا منها ترك لبنان الديموقراطي وشأنه".
وقال بوش في مؤتمر صحافي إنه "فخور جداً" بالرئيس السنيورة والذي "أثبت صلابته وحزمه إزاء الضغوط الهائلة التي يمارسها كل من سوريا وحزب الله الممول من إيران".ورفض الدعوات التي كانت قد أطلقتها لجنة بيكر ـ هاملتون لإجراء مفاوضات معمقة مع سوريا وإيران بشأن مستقبل العراق. وقال "نطلب منها (سوريا) الكف عن السماح لمناصري (الرئيس العراقي السابق) صدام (حسين) إرسال أموال وأسلحة الى العراق لتغذية أعمال العنف".
كما حذر طهران بشأن برنامجها النووي قائلاً إن واشنطن "تعمل جاهدة" للتوصل الى قرار في مجلس الأمن يفرض عقوبات عليها، معتبراً أن الشعب الإيراني يستطيع أن يختار قائداً "أفضل" من احمدي نجاد. وقال إن على إيران "تعليق برنامج تخصيب (اليورانيوم) تعليقاً فعلياً. وحينها سنأتي الى طاولة المفاوضات مع الترويكا الأوروبية (فرنسا وألمانيا وبريطانيا) وروسيا".
وتناول الناطق باسم وزارة الخارجية شون ماكورماك المسألة نفسها في مؤتمره الصحافي اليومي امس، وقال ردا على سؤال، ان الموفدين الى دمشق أكدوا للمسؤولين السوريين ان على بلادهم ان "تلتزم سلوكا بناء وايجابيا في المنطقة وتتوقف عن محاولة التلاعب بالعملية السياسية في لبنان ومحاولة التدخل في شأن المحكمة التابعة للامم المتحدة التي تحقق في مقتل رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري".
واضاف "لا اعتقد انكم رأيتم أخيرا زوار من العالم العربي يذهبون الى دمشق، واذا فعلوا كانوا يوجهون الرسالة نفسها الى الحكومة السورية: اوقفوا تواطؤكم مع الحكومة الايرانية في محاولة زعزعة استقرار دول اخرى في المنطقة، سواء كان لبنان او العراق".
وقال ماكورماك "يجب عليهم (السوريون) ان يفتحوا سفارة في لبنان. لماذا لم تفتح سوريا سفارة في لبنان؟ لقد طلبت الحكومة اللبنانية والشعب اللبناني منهم ذلك.. الحكومة السورية لم تتخل عن تطلعاتها للسيطرة على لبنان، سواء كان ذلك علنيا او مستترا".
كذلك وجه بلير أقسى الانتقادات لإيران واتهمها ـ في لقاء مع كبار رجال الأعمال البريطانيين والإماراتيين في دبي في ختام جولته ـ بأنها عقبة في طريق تحقيق السلام في الشرق الأوسط. وقال إن إيران "تريد توريطنا في لبنان وفي العراق وفي فلسطين.. يجب أن ندعم كل الحكومات المعتدلة والشعب اينما كان في المنطقة".
ودعا بلير الزعماء المعتدلين في المنطقة الى الانضمام الى "الصراع الهائل" بين الديموقراطية والتشدد. وقال "علينا أن نقر بالتحدي الاستراتيجي الذي تمثله الحكومة الإيرانية، ليس الشعب الإيراني وربما ليس بعض العناصر في الحكم، بل أولئك الذين يتولون حالياً السياسة فيها".
ورأى "ان حكومة إيران تدعم الإرهاب بقوة في العراق لمنع العملية الديموقراطية فيها، كما تحاول تقويض حكومة منتخبة ديموقراطياً في لبنان، وتعرقل جهود المجتمع الدولي من أجل إحلال السلام في فلسطين.. إنهم (الإيرانيون) يحاولون أن يعيقوننا في لبنان وفي العراق وفي فلسطين. ردنا يجب أن يكون مواجهة ما يقومون به وإنشاء تحالفات لمنعهم وإعاقتهم في أنحاء المنطقة كافة".
وفي حديث مع قناة "العربية" في دبي، قال بلير إن تحقيق السلام في المنطقة من دون سوريا "أمر وارد". لكنه في الوقت نفسه أشار الى "أهمية الدور المساعد الذي يمكن أن تلعبه دمشق".
وكان بلير اعتمد سابقاً خطاباً أكثر ليونة إزاء إيران وسوريا مفسحاً المجال أمامهما لتلعبا دوراً بناء داخل المجتمع الدولي، إلا أن هذا التوجه لم يكن حاضراً في تصريحاته أمس.
وردت طهران على تصريحات بلير "المفعمة بالكراهية" كما وصفها الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية محمد علي حسيني. وقال في بيان إنها تتفق مع "التدخل الهدام في الشؤون الاقليمية" من جانب بريطانيا. وأوضح أن "النهج السلبي والباعث على الشقاق من جانب بريطانيا والترويج للحرب والسياسات الاحادية من جانب بوش وبلير تسبب في إشاعة التوتر والتطرف بالمنطقة وجعل شعوبها تكره سياساتهما".
غير أنه أكد أن تصريحات بلير "لا يمكن أن تضر بالاخوة والصداقة وحسن الجوار بين دول المنطقة".
وفي كلمة ألقاها في مدينة جوان رود الغربية في إيران ونقلتها وكالات الأنباء الإيرانية، قال أحمدي نجاد إن "قوى الاستكبار ستزول فيما الشعب الإيراني سيبقى لأن أي قوة تقف الى جانب الله تستمر بينما القوى التي تبتعد عن الله تزول كما زال الفراعنة"، معتبراً أن "الولايات المتحدة وبريطانيا والنظام الصهيوني مهددة اليوم بالزوال لأنها ابتعدت عن تعاليم الله. هذا وعد إلهي". وقال "يهددوننا بالعقوبات لكن عليهم أن يعلموا أن الطاقة النووية هي إرادة الشعب برمته وهو متمسك بحقه".
في دمشق، بحث السيناتور الديموقراطي الأميركي جون كيري، المرشح السابق للانتخابات الرئاسية، والسيناتور كريستوفر دود مع الرئيس السوري بشار الأسد، مستوى العلاقات الثنائية بين سوريا والولايات المتحدة وتوصيات تقرير بيكر ـ هاملتون وسبل تفعيل عملية السلام الشامل في الشرق الأوسط.
وجدد الأسد خلال اللقاء "موقف سوريا الثابت من عملية السلام واستعدادها الدائم لتحقيقه تحت رعاية دولية نزيهة". كما جدد دعم بلاده لـ"كل ما يتفق عليه اللبنانيون بعيداً عن أي تدخلات خارجية".
وقالت السفارة الأميركية في العاصمة السورية في بيان إن عضوي لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس الأميركي التقيا أيضاً وزير الخارجية السوري وليد المعلم.
الى ذلك، رأى عضو البرلمان الأوروبي ديفيد هامرشتاين الذي التقى مسؤولين سوريين مطلع الأسبوع الجاري، أن دمشق جادة في نياتها لتحقيق السلام مع إسرائيل، وقال في حديث مع صحيفة "يديعوت احرونوت": "سوريا تخشى أن يتم فرض عزلة دولية عليها، ومن منطلق قلقها من هذا الأمر ومن أجل تجنبه تحاول نقل رسائل الى إسرائيل والغرب مفادها أنها ترغب في إنهاء العزلة الدولية المفروضة عليها والاضطلاع بدور بناء في لبنان".
كذلك أفادت "يديعوت أحرونوت" أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيبادر الى عقد مؤتمر سلام في روسيا بمشاركة الرئيس السوري ورئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود اولمرت، إضافة الى زعماء دول عربية أخرى.
لكن اولمرت اعتبر أمس خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره النروجي يانس ستولتنبرغ في القدس، أن سوريا ليست جادة بدعوتها الى السلام. وقال: "تواصل سوريا دعم الإرهاب في العراق وتتعاون مع رئيس إيران (محمود أحمدي نجاد) وتبذل جهداً لإسقاط حكومة السنيورة"، مشيراً الى أن سوريا تواصل تقديم الدعم لـ"الإرهاب المتطرف والعنيف للغاية" و"تواصل دعم (رئيس المكتب السياسي لحركة حماس) خالد مشعل".(رويترز، ا ب، ا ف ب، سانا

سلام أهاب بجميع القيادات والقوى السياسية مساعدة مبادرة موسى
وكالات - 2006 / 12 / 20
أهاب النائب السابق تمام سلام بجميع القيادات والقوى السياسية "ان تساعد مبادرة الامين العام لجامعة الدول العربية ولا تضع العراقيل وتحفظ للبنانيين الحد الادنى من كرامتهم وعزتهم"، داعيا الى "الاستفادة من الاعياد الحاضنة لجميع اللبنانيين بمختلف طوائفهم للوصول الى تسوية عاجلة قبل فوات الاوان".
فقد أكد سلام في تصريح له اليوم ان "أزمة سياسية حادة ومفتوحة بدون سقف او أفق دخلتها البلاد منذ اسابيع أسوأ ما فيها ان تفاقمها انطلق بوتيرة عالية جدا وهو مستمر. ومن أبرز مفاعيله المضاعفات الطائفية والمذهبية البغيضة التي يشتد استقطابها الشعبي بتحريض يومي ومباشر من القيادات ووسائل إعلامها".
أضاف: "ان التحذير من هذا الوضع المأساوي وانعكاساته على الاوضاع العامة بابعادها السياسية والاقتصادية والاجتماعية، أمر اصبح يتردد في كل مناسبة من أصحاب الضمائر والعقول المنفتحة والقيادات والمرجعيات الحريصة على البلد وعلى أهله. واذا كان من دعوة صادقة ومخلصة في هذه الظروف الدقيقة والحرجة، فهي التوجه الى الشعب بكل فئاته وكل طوائفه ومشاربه بتحذير واضح وصريح بعدم الانجرار والانحراف وراء القوى السياسية التي تستعمله وقودا لصراعاتها واستعراضاتها وتصفية حساباتها الضيقة والذمجة والمبنية على مصالحها ونفوذها، وتفوقها على بعضها البعض في تقاسم هذه المصالح والمنافع في البلد".
وقال سلام: ان "القوى والقيادات السياسية خارج هذا الاستقطاب والتناحر والمواجهة والتي تمثل الوسطية والاعتدال والمواقف الجامعة والمؤلفة والبناءة، أضحت اليوم في موقع ثانوي ومهمش في وسط ضجيج وقرقعة التطرف وأصحابه. ولكن هذا لن يمنعنا من قول كلمة الحق ورفع الصوت عاليا في شجب واستنكار ما يحصل اليوم من تدهور قد يؤدي الى انهيار الوطن وتخبطه مجددا بمتاهات التفرقة والتشرذم والتناحر. ان المواطن أسير هذه الظروف المأساوية بحاجة الى كلمة التعقل والاتزان والتهدئة".
أضاف: "لذلك فإن السعاة والمتحركين في إطار حلحلة الامور هم عديدون ممن يتواصلون مع بعض القيادات لاياد الصيغ المقبولة بالحد الادنى للخروج من أزمة المواجهة. وفي هذا السياق كل التخمينات والآمال معلقة على المساعي الحثيثة والخيّرة التي يقودها الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى ومعاونه الموفد السوداني لعلها تصل الى رؤية انقاذية مبنية على توافق بين الفرقاء السياسيين على قاعدة ان الوفاق الوطني وصيغة لا غالب ولا مغلوب هما المدخل الطبيعي لوضع الامور في نصابها، وتقديم المصلحة الوطنية العليا على كل المصالح الفئوية العابرة".وتابع قائلا: "اننا نهيب بجميع القيادات والقوى السياسية ان تساعد مبادرة الامين العام ولا تضع العراقيل وتحفظ للبنانيين الحد الادنى من كرامتهم وعزتهم ولا تظهرهم أمام العالم على أنهم أعجز وأضعف من ان يحلّو مشكلاتهم وتبايناتهم بالوسائل العقلانية والديموقراطية المتوفرة".
وختم بالقول: "كذلك فإننا ندعو الى الاستفادة من أجواء الاعياد الحاضنة لجميع اللبنانيين بمختلف طوائفهم للوصول الى تسوية عاجلة قبل فوات الاوان".

مفتي الجمهورية اللبنانية: سقوط الحكومة سيؤدي الى "الفتنة المذهبية"
أ ف ب - 2006 / 12 / 20
حذر الشيخ محمد رشيد قباني مفتي الجمهورية اللبنانية (سني) اليوم الاربعاء اثر لقاء مع الرئيس المصري حسني مبارك في القاهرة من ان سقوط حكومة فؤاد السنيورة سيؤدي الى "الفوضى والفتنة المذهبية". وقال المفتي للصحافيين "لن تكون هناك حكومة اخرى فى لبنان وسيذهب لبنان الى الفوضى والفتنة المذهبية". واكد انه "يجب ان تأخذ المحكمة الدولية دورها فى محاكمة المتهمين باغتيال رفيق الحريرى لانها جريمة غير عادية" واعتبر ان "ما يحدث فى لبنان هو تعطيل لهذه المحكمة عن اداء دورها". وكان رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري اغتيل في 14 شباط/فبراير 2005 في حادث تفجير في بيروت. وكان مشروع انشاء محكمة ذات الطابع الدولي لمحاكمة المتهين بالتورط في هذا الاعتداء وراء الازمة السياسية التي يعشيها لبنان منذ منتصف تشرين الثاني/نوفمبر الماضي مع استقالة ستة وزراء موالين لسوريا وانكار المعارضة المدعومة من دمشق وطهران منذ ذلك الحين اي شرعية لحكومة فؤاد السنيورة المدعومة من الغرب.
واكد الشيخ قباني ان "مجلس الوزراء الحالى شرعي ولا يزال دستوريا رغم استقالة بعض الوزراء لان دستورية الحكومة تنبع من وجود اكثر من ثلثي اعضائها ومن الناحية الشرعية نجد ان مجلس النواب لم يسحب الثقة منها". ومنذ اول كانون الاول/ديسمبر الحالي تنظم المعارضة التي يقودها حزب الله الشيعي وتضم احزابا موالية لسوريا واخرى مسيحية تظاهرات واعتصامات في وسط بيروت للمطالبة باستقالة الحكومة وتشكيل حكومة وحدة وطنية.

المفتي الجوزو: لماذا يحارب "حزب الله" المحكمة وما هي أهدافه الحقيقية؟
وكالات - 2006 / 12 / 20
سأل مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو في تصريح اليوم "لماذا يخاف "حزب الله" من المحكمة ذات الطابع الدولي؟ لماذا يحاربها بقوة؟ لماذا يخترع المعارك تلو المعارك لتعطيلها؟ لماذا يغامر بمستقبل لبنان كله من أجل الثلث المعطل؟ وهل كانت حرب تموز ضمن استراتيجية نسف المحكمة؟ ما هي مخططات "حزب الله" وما هي أهدافه الحقيقية، ومن وراء كل هذه الضجة التي يفتعلها والمظاهرات التي يديرها؟".
أضاف: "أسئلة تراود أفكار الناس اليوم بعدما أعلن الأمين العام ل"حزب الله" في حديثه الى مجلة العربي المصرية، للمرة الاولى، أن جون بولتون أكد قبل رحيله بأيام لأحد وزراء الحكومة ما يلي: أعطونا الموافقة القانونية الكاملة على المحكمة الدولية نعطيكم رأس حسن نصر الله في أسبوع.. لماذا رأس نصر الله بالذات؟ وما هي المعطيات التي دفعت جون بولتون الى قول هذا الكلام الخطير للوزير اللبناني، ومن هو هذا الوزير الذي أخفى هذا السر الخطير وذكره للأمين العام ل"حزب الله"؟
كيف وصلت هذه المعلومات الى الأمين العام ل"حزب الله"، ولماذا يكتشف "حزب الله" وحده هذه المعلومات؟ ألم يكتشف أيضا أن أحد مسؤولي 14 آذار طلب من الحكومة الأميركية إعلان الحرب على "حزب الله" وإطالة مدة هذه الحرب، ألم يكتشف أيضا أن الحكومة كانت تلاحقه في أماكن إختفائه أثناء الحرب لإعطائها لأعدائه؟".
تابع "هل هذه المعلومات تستند الى براعة مخابرات "حزب الله" أم هي كشف إلهي، ووحي سماوي يتلقاه الأمين العام للحزب في شكل خاص باعتبار أن الكشف هذا يتحقق "للواصلين" ولأصحاب "العلم اللدني؟". وقال: "من حق الأمين العام ل"حزب الله" حسن نصر الله أن يتوجس خيفة من كل من حوله وأن يشك في جميع الناس، وأن يعتقد أنه محور جميع المؤامرات التي تحاك في أميركا وإسرائيل. ومن حقه أن يعيش هاجس المؤامرة وهاجس الملاحقة وهاجس الإغتيال وهاجس المحكمة الدولية، لأن الإنسان عندما يتسبب في وقوع ضحايا كثر بسبب تصرفاته يبدأ ضميره يتحرك ليشعر بعذاب الضمير في مثل هذه الهواجس التي تقض مضجعه؟ فما ذنب لبنان في ذلك، وما ذنب شعب لبنان لكي يظل فريسة الهواجس؟".

عيدو: المعارضة تريد فشل المبادرة العربية وانقاذ سوريا من مقصلة المحكمة

وكالات - 2006 / 12 / 20
اعتبر النائب وليد عيدو ان المعارضة لا تريد للمبادرة العربية ان تنجح وهي تريد انقاذ سوريا من مقصلة المحكمة الدولية وتنفيذ السياسة الايرانية في الشرق الاوسط.
وشرح عيدو في حديث الى اذاعة "صوت لبنان"، آلية سير قرار لجنة المتابعة اللبنانية لقوى 14 آذار في اتهام رئيس الجمهورية العماد اميل لحود بخرق الدستور، وقال: "وفقا لقانون محاكمة الرؤساء والوزراء، يقتضي ان يوقع على الاقل خمس عدد اعضاء النواب، اي ما يعادل ستة وعشرين نائبا، لكي تنطلق هذه الوثيقة او العريضة باتجاه المجلس النيابي. وعندما تصل العريضة الى المجلس النيابي اصولا وتسجّل في محاضر المجلس على رئيس المجلس ان يبلغ الشخص المتهم وله مدة عشرة ايام للاجابة عليها ويعين جلسة، واذا كان رئيس الجمهورية عيّن محاميا، فالمحامي يحضر الجلسة التي يتكلم فيها احد النواب المدعين اي أحد الذين وقعوا على العريضة، كما يتكلم في الجلسة ايضا محامي الجهة المدعى عليها او المتهمة اي رئيس الجمهورية.  واذا لم يكلف رئيس الجمهورية محاميا للدفاع عنه، على رئيس المجلس ان يكلف محاميا من جدول النقابة لكي يقوم بعملية الدفاع. عندها يطرح الامر على المجلس النيابي".  وتساءل: "هل تعتقدون ان رئيس الجمهورية يستأهل ان يتابع اجراءات المحاكمة ام لا؟ نصوّت على هذا الامر بموجب اغلبية تكون 51 بالمئة من عدد اعضاء المجلس اي 65 نائبا، عندها تشكل لجنة تحقيق للتحقيق مع رئيس الجمهورية تتولى مهام قاضي التحقيق كاملة، اي لها حق التوقيف وحق الملاحقة وحق الحجز الى ما هنالك من حقوق يتمتع بها قاضي التحقيق في المحاكم. وعندما تجري تحقيقاتها، يمكن بعدها اي بعد اجراء التحقيقات وعرض الامر على الهيئة العامة للمجلس، لكي يقول ان رئيس الجمهورية متهم ام لا، ولكن هذه المرة، الامر بحاجة الى ثلثي اعضاء المجلس حتى يمكن احالته على المحكمة وتوقيفه عن ممارسة مهامه. وهذا الامر قد يقتضي وقتا منذ اليوم. اذاً هذه هي الآلية التي باشرنا بها نحن بالامس واعتقد ان هناك اجماعا لبنانيا على ان رئيس الجمهورية يخرق الدستور صراحة ووضوحا اكثر من اي مرة أخرى".
وعن اعلان المعارضة امس على لسان الرئيس عمر كرامي عن القيام بأعمال تصعيدية بعد الاعياد فهل في ذلك عرقلة لمبادرة الامين العام للجامعة العربية اوضح النائب وليد عيدو ان ليس هذا ما تقوم به المعارضة فقط وقبل حضور عمرو موسى الى بيروت، بدأت المعارضة بقصف هذه المبادرة والتي ووفق ما قال الملك عبد الله السعودي بأنها جزء من مبادرة عربية وليس مبادرة عمرو موسى فقط اذا الحل العربي يطلق عليه النار ولا يراد له ان يصل الى نتيجة. واعتبر عيدو ان هذا الامر له تفسير واحد، وهو ان المعارضة لا تريد لمثل هذه المبادرات ان تنجح، لأنها لا تريد حتى بالحد الادنى للمحكمة الدولية ان تسير سيرها الطبيعي، لأن من شأن نجاح هذه المبادرات التنازل كثيرا من قبل الحكومة عندما تتحدث عن الكثير من الامور ولكنها تقبل مقابل ان تكون الامور في البلد جيدة وممتازة وخصوصا على الصعيد الاقتصادي وحالة الانهيار التي قد نصل اليها قريبا. وموضوع المحكمة ايضا الى جانب كل ما يفيد اللبنانيين لكن المعارضة في واد والحكمة والعقل والتروي ومصلحة لبنان في واد آخر. هم لا يريدون شيئا الا انقاذ سوريا من مقصلة المحكمة وتنفيذ السياسة الايرانية في عملية الشرق الاوسط وفي الموضوع النووي.
 

ماسيمو داليما: شجعت خلال لقاءاتي مع الرئيسين بري والسنيورة على ضرورة اتفاق الأطراف حول المحكمة الدولية
وزير الخارجية الايطالي: نؤكد دعمنا للجهود التي يقوم بها أمين عام جامعة الدول العربية للوصول الى اتفاق بين مختلف الأطراف السياسية في لبنان
وكالات - 2006 / 12 / 20 انهى وزير الخارجية الايطالي ماسيمو داليما اليوم زيارته الى لبنان، والتي استمرت بضعة ساعات, التقى خلالها رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري ورئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة, وقام بزيارة الى الجنوب حيث تفقد القوات الايطالية العاملة في اطار "اليونيفيل", وقبيل مغادرته بيروت الى الاراضي الفلسطينية المحتلة، وعقد الوزير داليما مؤتمرا صحافيا في صالون الشرف في مطار "رفيق الحريري الدولي" قال فيه .: "نحن هنا اليوم، لنعبر عن تضامن الدولة الايطالية نحو لبنان حكومة وشعبا, ولتأكيد تعهد ايطاليا للاستقرار والسلام واعادة بناء لبنان ولتثبيت مبدأ الديموقراطية, ومن الناحية العسكرية لاحظنا اليوم سواء من السلطات اللبنانية او الكتيبة الايطالية الموجودة في جنوب الليطاني،ان مهمة قوات حفظ السلام قد تمت بنجاح".  اضاف: "اننا قلقون جدا بشأن الازمة السياسية التي يمر بها لبنان, ونحن هنا لنؤكد دعمنا للجهود التي يقوم بها الامين العام لجامعة الدول العربية السيد عمرو موسى للوصول الى اتفاق يسمح بالتعاون بين مختلف الاطراف على الساحة اللبنانية"، مشيرا الى انه خلال اجتماعاته مع الرئيسين بري والسنيورة قد اكد وشجع على "ضرورة الاتفاق بين مختلف الاطراف, خصوصا في ما يتعلق بموضوع المحكمة الدولية من اجل الوصول الى الحقيقة في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري".  وشدد على "ضرورة تفادي اي خطر لاحتمالات مواجهة في الشارع، وان يكون الحوار سياسيا وهو ما تدعي اليه السلطات الدينية في البلد". ردا على سؤال عن احتمال تعثر مبادرة الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، قال: "نرجوا الا يحصل ذلك" مشيرا الى "ان المبادرة لا تزال تلعب دورها", مضيفا "ان ايطاليا ودول الاتحاد الاوروبي يدعمون ويحمون كل مبادرة من شانها الوصول الى اتفاق بين الاطراف اللبنانية", مشددا على "ضرورة ان يكون الحل في بيروت وان تحترم دول الجوار هدوء ونقاوة لبنان، وهذا ما يجب على الامين العام للجامعة العربية ان يبحثه ويناقشه مع دول الجوار".
وعن احتمال قيام مفاوضات بين دمشق واسرائيل في ما يتعلق بالمسألة الفلسطينية، قال: "ان ايطاليا تؤيد اي حل او حتى البحث عن حل شامل، يؤدي الى السلام وحل مسألة الجولان. وفي ما يتعلق بالمطالب التي توجهها الاسرة الدولية الى سوريا فهي تتلخص بثلاثة مطالب، اولا، التعاون من اجل احلال الاستقرار في العراق لانها قد استقبلت الاف المهاجرين من العراق، ثانيا، المساهمة في البحث عن اتفاق في فلسطين من اجل انشاء حكومة وحدة وطنية، اما النقطة الثالثة فهي احترام سيادة لبنان والتعاون في ما يتعلق بأنشاء المحكمة الدولية في جريمة اغتيال الرئيس الحريري". وعن وجود خوف لدى القوات الايطالية في الجنوب اللبناني حيث الناس هناك "معارضة" للحكومة الحالية, قال: "ان قوات "اليونيفيل" الموجودة في الجنوب، هي لحفظ الامن والحفاظ على سلامة واستقرار مناطق الخط الازرق, وقد قوبلنا بالشكر من قبل الناس هناك ومن قبل الحكومة ايضا".
وحول زيارته الى الارضي الفلسطينية المحتلة, اشار الى "ان هذه الزيارة تندرج في اطار رسالة تضامن مع الشعب الفلسطيني", مشددا على "ضرورة ان تتفادى السلطة الفلسطينية اي حرب اهلية", مضيفا "ان اوروبا تتطلع الى ضرورة قيام حكومة وطنية في فلسطين", معتبرا "ان الانتخابات في الاراضي الفلسطينية المحتلة ليست انقلابا على الحكم بل هي تأتي من الشعب الفلسطيني ليعبر عن رأيه". بعد ذلك غادر داليما والوفد المرافق مطار "رفيق الحريري الدولي" متوجها الى الاراضي الفلسطينية المحتلة، حيث كان في وداعه سفير ايطاليا في لبنان غابريللي ككيا ونائب مدير المراسم في وزارة الخارجية السيدة ميرا ضاهر.

كارلوس اده يسأل "حزب الله" عن موقفه من الرسالة السورية الى اسرائيل
المستقبل - 2006 / 12 / 21
سأل عميد "حزب الكتلة الوطنية" كارلوس اده، حلفاء سوريا وفي طليعتهم "حزب الله" عن الخبر الذي نشرته صحيفة "يديعوت احرونوت" عن رسالة سورية إلى إسرائيل حول إجراء مفاوضات من دون شروط مسبقة، وماذا سيكون موقفه لو أن طرفاً لبنانياً قام بذلك، هل سيلتزم الصمت المطبق كما يفعل الآن؟".
وقال في تصريح أمس: "طالعتنا الصحف منذ يومين بخبر منقول عن صحيفة يديعوت احرونوت الإسرائيلية مفاده ان الرئيس السوري بشار الأسد قد بعث برسالة سرّية إلى الحكومة الإسرائيلية يقترح عليها فيها بدء مفاوضات سلام بدون شروط مسبقة معلناً انه سيسعى إلى احتواء حركة حماس في فلسطين إنما ليس له سيطرة على حزب الله في لبنان، إن ما فهمناه من هذا الخبر هو ان الرئيس السوري يقترح على إسرائيل معاهدة سلام على أن يترك لبنان كحديقة خلفية للنظام الحاكم في دمشق".
واعتبر "ان هذا الموقف السوري ليس جديداً وقد مارسته سوريا وإسرائيل فعلياً طوال سنوات عديدة على الأرض اللبنانية من خلال الاتفاقات السرّية التي قضت بتقاسم وتقاطع النفوذ لكل من العدو الصهيوني والنظام السوري في لبنان، إلا ان الخبر المنشور في الصحافة الإسرائيلية جاء يظهر للعلن هذا الاتفاق ونيّة سوريا لجعله اتفاقاً رسمياً بينها وبين الدولة العبرية".وسأل حلفاء سوريا وتحديداً "حزب الله" عن موقفه من الخبر؟ وماذا لو كان مرسل الرسالة إلى إسرائيل هو طرف لبناني وليس النظام السوري؟.أضاف: "ستطل علينا أصوات تكذب الخبر وأن هدفه الإضرار بسوريا وقد يكون ذلك صحيحاً لكننا نسأل أيضاً: ماذا لو تناول هذا الخبر الكاذب أحد الأطراف السياسية في لبنان؟ فهل كان قوبل بهذا الصمت المطبق من حلفاء دمشق؟".وختم: "إن هذا السؤال مطروح برسم شركائنا في الوطن وفي طليعتهم حزب الله".

حرب يدعو الموافقين على "ثوابت بكركي" لترجمتها إلى مواقف: قرار تدمير البلد ليس بيد أحد ومواقف لحود تنصر فريقاً على آخر

المستقبل - 2006 / 12 / 21
أكد النائب بطرس حرب انه "لا يمكن لاحد ان يتغلب على احد في لبنان، وان قرار تدمير البلد ليس في يد احد". وقال: "يحزننا تسجيل اتهام لرئيس الجمهوريّة بخرق الدستور في تاريخ لبنان الديموقراطي، وهو الساهر على احترام أحكام الدستور، أو هكذا يفترض"، معتبرا ان "اللجوء إلى العريضة التي أطلقها نواب 14 آذار جاء لأن آخر العلاج الكيّ". وذكر بمواقف رئيس الجمهورية اميل لحود "التي تخالف أحكام الدستور وتنصر فريقاً على فريق من اللبنانيين، خصوصاً حينما كان يقول بأن الأكثريّة هي وهميّة ويصف الأقلية بأنها الأكثريّة الحقيقيّة"، لافتا الى ان "هذا الموقف يتناقض مع دور رئيس الجمهوريّة المفترض به أن يرعى الحياة السياسية في لبنان وأن يكون حَكماً في اللعبة السياسيّة لا فريقاً مع جهة ضد أخرى". ودعا الأطراف التي أعلنت موافقتها على وثيقة "ثوابت بكركي" الى "المبادرة والمشاركة لتحويلها إلى أفعال للتطبيق"، مشددا على انه "لا يمكن لأحد أن يغلب أحداً في لبنان"، ومجدداً "رفضه مطلب الثلث المعطل الذي تطالب به قوى المعارضة".
وقال في حديث إلى برنامج "في السياسة" من محطة "اي.ان.بي" امس: "نحن ترددنا في التعامل مع رئيس الجمهورية على هذا الأساس، ولفتنا النظر الى عدم جواز ذلك التصرّف، لأن ذلك يعرّض رئيس الجمهورية على الصعيدين الدستوري والسياسي لأضرار كبيرة تتجاوز شخصه إلى مركز الرئاسة ودور المسيحيين في لبنان ولعملية التوازن السياسي والاجتماعي والحياة الديموقراطية في لبنان". وذكر "بموقف نواب الأكثرية من التمديد غير الدستوري للحود وصولاً إلى انتخابات المتن الفرعيّة"، مشدداً على "وجوب احترام الرئيس لهذا الاستحقاق صونا لحقوق الناس بأن يكون لهم أربعة مقاعد نيابية للموارنة في المتن".
أضاف: "إذا سكتنا عن هذا يكون سكوتنا تواطؤا على خرق الدستور لا يجوز القبول به، وكذلك عن إسقاط عدد النواب من 128 إلى 127 وهو أمر يضرب قاعدة التوازن". ورأى ان "لحود يتصرّف حيال هذا الموضوع من منطلق سياسي ينسجم مع توجهه في مواجهة الأكثريّة، ومع نظرته للأمور بحيث يعتبر الحكومة فاقدة الشرعية الدستوريّة، ونحن، وإن سلمنا جدلاً معه بأن هذا الأمر صحيح، وهو في الواقع غير صحيح، واعتبر الحكومة مستقيلة، فيجب ألا ننسى أنها تبقى حكومة تصريف أعمال بانتظار تشكيل أخرى، ولها دستورياً أن تجتمع لظروف طارئة وثمة سوابق في هذا المجال". واكد "لسنا مسرورين بتوجيه الاتهام الى رئيس الجمهوريّة، لكن بين عاطفتنا ورغبتنا في حماية موقع الرئاسة وبين الدستور وأحكامه لا مجال للخيار، نحن نترك عاطفتنا جانباً ونتصرّف على أساس المبادئ، وإذا وقّع رئيس الجمهوريّة مرسوم الانتخابات الفرعية فنحن سنتراجع عن العريضة".
مشكلة بكركي
وحول الحملة على بكركي وسيدها، قال: "مشكلة بكركي انه عندما يضطر بعض اللبنانيين إليها، يعتبرها مرجعية وطنيّة، وعندما تتخذ بكركي موقفاً وطنياً لإعادة الناس إلى المبادئ الأساسية التي يقوم عليها لبنان، لا يعجب هذا الموقف البعض ويعمد إلى مهاجمة بكركي ودورها". ورأى انه "لا يمكن نزع بكركي من تاريخ لبنان ولا لبنان من بكركي، فلولا دور البطريرك الماروني الياس الحويك سنة 1920 لما أعلنت دولة لبنان التي نعرفها ولما كانت الأراضي التي سلخت عن لبنان أيام السلطنة العثمانية قد عادت إليه، ولولا دور بكركي في موضوع الطائف لما كان اتفاق الطائف ولما وضع حد للحرب".اضاف: "بكركي هي مرجعيتنا الوطنية، وقد رحبت جهات عديدة أخرى مسيحية وغير مسيحية بموقف بكركي، إنما، بين الترحيب والالتزام فرق كبير". وتوجه إلى "سيد بكركي وإلى القوى السياسية التي أعلنت ترحيبها أو التزامها بهذه الوثيقة للالتزام بوضع آلية لترجمة الالتزام بها عملياً". وقال: "أنا من موقعي مع ما ومَن أمثل، أعلن اننا على استعداد للتفاعل الإيجابي مع هذا الطرح ونضع أنفسنا بتصرف بكركي لكي تتحول هذه الوثيقة التاريخية المكتوبة على ورق إلى أفعال حقيقية فلا يكفي إعلان المبادئ بلا ترجمة واقعية وفعلية".
وانتقد الخطاب السياسي "الذي يتواصل بعد إعلان ثوابت بكركي"، واصفاً إياه بأنه "حاد ويتضمن عبارات غير لائقة بالقيادات السياسية"، داعياً إلى العودة إلى الأصول ووقف التشنج.
واعتبر انه "لا يمكن لأحد في لبنان أن يتغلب على أحد، لأن ذلك يعني سقوط التوازن وسقوط صيغة لبنان. ولكن في عملية التجاذب السياسي، يعمد الأطراف إلى رفع سقف مطالبهم ولكن سرعان ما يعودون عن هذا السقف ويتراجعون عنه حين التوصل إلى تفاهم".
اضاف: "نحن مثلاً، لم نقل اننا متمسكون بهذه الحكومة إنما قلنا إننا نرفض إسقاطها في الشارع ونحن منفتحون على البحث في مشروع حكومة تشارك فيها المعارضة بصورة فاعلة، ولا تفرض فيها الأكثرية على المعارضة قرارات لا توافق عليها المعارضة. ونحن لا نرفض الحوار. فنحن نرى ان المعارضة ترفض المشاركة غير الفاعلة كما ترفض ان تفرض الأكثرية قراراتها عليها، ولذا تريد المعارضة المشاركة الفاعلة وتحدثت عن الثلث الضامن، ونحن نوافق على مطلب المعارضة هذا. فنحن نوافق على مشاركة المعارضة معنا بثلث الحكومة في ظل حكومة وفاق وطني، ومعناها الوفاق على عمل مشترك لمواجهة الأزمة، انما ترفض المعارضة التوافق معنا والحوار معنا قبل تشكيل الحكومة، وتطالب هذه المعارضة بتشكيل الحكومة تاركة التوافق إلى مجلس الوزراء". وعبّر عن "استيائه من خطاب المعارضة الذي يبدو وكأنه طرح غير منطقي وغير عقلاني وغير دستوري، وهو يبدو محاولة إنقلابية لا تتم إلا بالقوة،". وقال: "إذا قررت المعارضة اللجوء إلى القوة فستتحمل المسؤولية ووقتذاك تترتب عليها مسؤوليات، والشعب اللبناني لا ينقاد بصورة عمياء فهو شعب يفكر ويعي ويحسم، وقرار تدمير البلد ليس بيد أحد، هناك حدود للمناورة وكل تجاوز لهذه الحدود يؤدي إلى تدمير البلاد".

تنازلات الأسد غير المسبوقة لأولمرت
السياسة - 2006 / 12 / 21
كشفت مصادر صحافية عدة عن أهم بنود الرسالة التي بعث بها الرئيس السوري بشار الأسد إلى رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت عبر وسيط ألماني.
وتضمنت الرسالة سلسلة تنازلات سورية غير مسبوقة تنسف ثوابت نظام دمشق...وفي ما يلي النقاط الاساسية التي تضمنتها رسالة الأسد: الدعوة إلى مفاوضات بين سورية وإسرائيل, من دون شروط مسبقة!الموافقة على المحكمة الدولية بشأن اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري, بشرط ان لا تستدعي المحكمة شخصيات بارزة سياسية وعسكرية من النظام السوري. التباحث في مصير الجولان, من دون شروط مسبقة, أي من دون الالتزام الاسرائيلي سلفا باعادة كل الجولان, الى الوطن الأم سورية.
سورية ستعمل على ضبط الحدود السورية-العراقية والمحافظة على الأمن, كما هي الحال على الحدود بين اسرائيل وسورية! العمل مع قيادة »حماس« في الخارج للحد من تأثيرها على الحركة في الداخل. منع وصول الأسلحة عبر الحدود السورية إلى »حزب الله« في لبنان. يشار إلى ان أولمرت رفض »التنازلات السورية« وشكك في صدقية ونوايا الأسد.

رزق: تواصل واستمرارية بين ميليس وبراميرتـس
وكالات - 2006 / 12 / 20
أكد وزير العدل الدكتور شارل رزق "أن المحكمة الدولية ليست هي السبب الرئيسي للأزمة، فهي أزمة إقليمية دولية انفجرت في لبنان ، وهي مرتبطة بالصراع الإيراني الأميركي، معتبرا أن ما يحصل يعكس نظرة سيئة عن لبنان في الخارج، ومشيرا إلى أن بقاء لبنان على هذا الحال يعيد البلد إلى الوراء. ورأى رزق في حديث الى برنامج "بكل جرأة" من المؤسسة اللبنانية للارسال من تقديم الزميلة مي شدياق ان نزول مئات الاف المتظاهرين إلى الشارع سببه استقالة المؤسسات من مهامها ما دفع بالمشكلة إلى الشارع بدل أن تعالج في المؤسسات الدستورية، ولفت إلى أن هذه التظاهرات الضخمة لو كانت في بلد آخر لكان انهار كليا، وهذا يعني أن لبنان بلد قادر على هضم هذه الخضات، مشددا على ضرورة حل الأزمة اللبنانية كسلة واحدة من خلال الاتفاق على حكومة وحدة وطنية وانتخابات رئاسية مع بقاء الرئيس لحود إلى نهاية ولايته وداعيا إلى تطوير النظام السياسي اللبناني.  وردا على سؤال حول نظام المحكمة ذات الطابع الدولي في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري والمطالبة بإدخال تعديلات لبنانية عليه قال الوزير رزق: "صحيح إن النص الحالي الذي أقره مجلس الأمن الدولي ليس منزلا، وإذا كان ثمة آراء مقنعة يمكن مناقشتها، لكن هناك صعوبة كبيرة في إقناع الأمم المتحدة ومجلس الأمن بإدخال تعديلات على المشروع، ومن المستبعد أن يقبل مجلس الأمن بكل ما يقترحه لبنان ، خصوصا إذا كانت هذه المقترحات تمس بجوهر ما أقره المجلس، مثنيا على الدور الروسي في إنجاز هذا المشروع من خلال إزالة البند المتعلق برفع الحصانة عن رؤساء الدول، ولولا هذا الدور لكان المشروع عطل عبر فيتو روسي أو غيره.
ووصف الوزير رزق زيارة رئيس الحكومة والوفد المرافق إلى موسكو بالمفصلية وقال: "لقد شعرت باهتمام كبير بلبنان في هذه العاصمة الكبرى وكم أن الرئيس بوتين وكبار معاونيه مدركون لتفاصيل الوضع السياسي اللبناني وظروفه". وتوقف الوزير رزق عند الإنجازات التي حققها رئيس لجنة التحقيق الدولية سيرج براميرتز، مشيرا إلى أن القاضي البلجيكي ما زال يحتاج إلى وقت لإنهاء مهمته، مؤكدا وجود تواصل واستمرارية بينه وبين سلفه القاضي الألماني ديتليف ميليس، وإن كان الأول يسلك نهجا غير نهج الثاني.
وأمل وزير العدل أن تزول معوقات إبرام اتفاقية المحكمة أمام المجلس النيابي اللبناني في أقرب وقت، لأنه بعد إقرار الاتفاقية فإن تأليف المحكمة واختيار مقرها وقضاتها يحتاج إلى أشهر. وأكد الوزير رزق تمسك لبنان بالتوصل إلى الحقيقة في كشف قتلة الرئيس رفيق الحريري والاغتيالات الأخرى، مشيرا إلى أن أحدا في لبنان لا يحاول محاكمة أنظمة ، بل نريد إحقاق الحق والقبض على المجرمين والبحث عن العدالة. وفي الشأن الإقليمي والدولي، اعتبر الوزير رزق أن تغيير السياسة الأميركية في المنطقة سيكون له نتائجه على سوريا وإيران ولبنان أيضا، خصوصا بعد اعتراف وزير الدفاع الأميركي الجديد باستحالة أن تربح الولايات المتحدة حربها العسكرية في العراق، وبأن الحالة الأميركية هناك وصلت إلى حائط مسدود متوقعا تطوير وتغيير الموقف الأميركي الاستراتيجي في المنطقة .

توجيه تهمة "النيل من هيبة الدولة" الى مسؤول في حزب محظور في سوريا
أ ف ب - 2006 / 12 / 20
اعلنت المنظمة الوطنية لحقوق الانسان في سوريا ان النيابة العامة وجهت تهمتي "النيل من هيبة الدولة" و"اضعاف الشعور القومي" الى القيادي في حزب الشعب الديموقراطي السوري (محظور) فائق المير. وقال عمار قربي رئيس المنظمة الوطنية لحقوق الانسان في سوريا في بيان انه وجهت ايضا الى فائق المير الذي اوقف الاسبوع الماضي تهم "زعزعة الامن والاستقرار" و"اثارة الفتنة" و"دس الدسائس لدى دولة معادية".  وقال قربي انه "يعتقد ان هذه التهم وجهت للمير على خلفية زيارته الى لبنان للتعزية في المغدور جورج حاوي" الامين العام السابق للحزب الشيوعي اللبناني الذي اغتيل في 21 حزيران/يونيو 2005 في تفجير سيارته في بيروت. والمير عي معارض) وهو احد احزاب التجمع الوطني الديموقراطي. واوقف الاربعاء الماضي في مدينة طرطوس (شمال غرب) ثم نقل الثلاثاء الى سجن عدرا قرب دمشق. وجاء في البيان "اننا في المنظمة الوطنية لحقوق الانسان في سوريا نعتبر ان التهم الموجهة لفائق المير مبالغ فيها ولا تستند الى ارضية قانونية. ونطالب قاضي التحقيق بعدم اقرار تلك التهم واخلاء سبيل المير فورا". ودعا الرئيس الاميركي جورج بوش الاربعاء الماضي سوريا الى الافراج فورا عن جميع السجناء السياسيين. وقال الرئيس بوش في بيان "على النظام السوري الافراج فورا عن كافة المعتقلين السياسيين وبينهم عارف دليلة وميشال كيلو وانور البني ومحمد عيسى وكمال اللبواني".

سلام أهاب بجميع القيادات والقوى السياسية مساعدة مبادرة موسى
وكالات - 2006 / 12 / 20
أهاب النائب السابق تمام سلام بجميع القيادات والقوى السياسية "ان تساعد مبادرة الامين العام لجامعة الدول العربية ولا تضع العراقيل وتحفظ للبنانيين الحد الادنى من كرامتهم وعزتهم"، داعيا الى "الاستفادة من الاعياد الحاضنة لجميع اللبنانيين بمختلف طوائفهم للوصول الى تسوية عاجلة قبل فوات الاوان".
فقد أكد سلام في تصريح له اليوم ان "أزمة سياسية حادة ومفتوحة بدون سقف او أفق دخلتها البلاد منذ اسابيع أسوأ ما فيها ان تفاقمها انطلق بوتيرة عالية جدا وهو مستمر. ومن أبرز مفاعيله المضاعفات الطائفية والمذهبية البغيضة التي يشتد استقطابها الشعبي بتحريض يومي ومباشر من القيادات ووسائل إعلامها".أضاف: "ان التحذير من هذا الوضع المأساوي وانعكاساته على الاوضاع العامة بابعادها السياسية والاقتصادية والاجتماعية، أمر اصبح يتردد في كل مناسبة من أصحاب الضمائر والعقول المنفتحة والقيادات والمرجعيات الحريصة على البلد وعلى أهله. واذا كان من دعوة صادقة ومخلصة في هذه الظروف الدقيقة والحرجة، فهي التوجه الى الشعب بكل فئاته وكل طوائفه ومشاربه بتحذير واضح وصريح بعدم الانجرار والانحراف وراء القوى السياسية التي تستعمله وقودا لصراعاتها واستعراضاتها وتصفية حساباتها الضيقة والذمجة والمبنية على مصالحها ونفوذها، وتفوقها على بعضها البعض في تقاسم هذه المصالح والمنافع في البلد".
وقال سلام: ان "القوى والقيادات السياسية خارج هذا الاستقطاب والتناحر والمواجهة والتي تمثل الوسطية والاعتدال والمواقف الجامعة والمؤلفة والبناءة، أضحت اليوم في موقع ثانوي ومهمش في وسط ضجيج وقرقعة التطرف وأصحابه. ولكن هذا لن يمنعنا من قول كلمة الحق ورفع الصوت عاليا في شجب واستنكار ما يحصل اليوم من تدهور قد يؤدي الى انهيار الوطن وتخبطه مجددا بمتاهات التفرقة والتشرذم والتناحر. ان المواطن أسير هذه الظروف المأساوية بحاجة الى كلمة التعقل والاتزان والتهدئة".
أضاف: "لذلك فإن السعاة والمتحركين في إطار حلحلة الامور هم عديدون ممن يتواصلون مع بعض القيادات لاياد الصيغ المقبولة بالحد الادنى للخروج من أزمة المواجهة. وفي هذا السياق كل التخمينات والآمال معلقة على المساعي الحثيثة والخيّرة التي يقودها الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى ومعاونه الموفد السوداني لعلها تصل الى رؤية انقاذية مبنية على توافق بين الفرقاء السياسيين على قاعدة ان الوفاق الوطني وصيغة لا غالب ولا مغلوب هما المدخل الطبيعي لوضع الامور في نصابها، وتقديم المصلحة الوطنية العليا على كل المصالح الفئوية العابرة".وتابع قائلا: "اننا نهيب بجميع القيادات والقوى السياسية ان تساعد مبادرة الامين العام ولا تضع العراقيل وتحفظ للبنانيين الحد الادنى من كرامتهم وعزتهم ولا تظهرهم أمام العالم على أنهم أعجز وأضعف من ان يحلّو مشكلاتهم وتبايناتهم بالوسائل العقلانية والديموقراطية المتوفرة".
وختم بالقول: "كذلك فإننا ندعو الى الاستفادة من أجواء الاعياد الحاضنة لجميع اللبنانيين بمختلف طوائفهم للوصول الى تسوية عاجلة قبل فوات الاوان".

جنبلاط : الوزير المحايد بدعة والمحور السوري ـ الفارسي مسؤول عن الاغتيالات
شبه المعارضة بـ «اتحاد القبائل» الصومالية... وحمّلها مسؤولية «التقسيم»

الشرق الاوسط - 2006 / 12 / 21 ثائر عباس
اتهم رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط المعارضة اللبنانية بأنها تسعى الى تحويل لبنان الى «غزة» ثانية، مشبها اياها بـ«اتحاد القبائل» في الصومال.
وابدى جنبلاط الذي الغى مؤتمراً صحافياً كان مقرراً امس لعدم «استغلاله من قبل القوى الظلامية الفارسية» في حديث الى «الشرق الاوسط» امس رفضه لصيغة «الوزير الملك» المحايد، واصفاً هذا الطرح بأنه «بدعة»، معتبراً ان اساس المشكلة هو المحكمة الدولية لان المعارضة تريد حماية «سمعة (الرئيس السوري بشار) الاسد و(اللبناني اميل) لحود. وقال ان المحور «السوري ـ الفارسي» متورط في عمليات القتل التي جرت في لبنان، ملمحاً الى تهديدات تلقاها رئيس البرلمان نبيه بري اذا مرر قانون المحكمة في البرلمان.
وقال جنبلاط رداً على سؤال حول امكان نجاح مسعى الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى في ايجاد حل للازمة: «الحل يبدأ بتسهيل امر المحكمة الدولية، لان المحور السوري ـ الفارسي لا يريد محكمة بينما المحور العربي يريدها. هذا هو التوازن القائم في الوقت الحاضر. فالمحور السوري ـ الفارسي متورط، بدرجات متفاوتة، في جرائم القتل. المحور العربي يريد الحقيقة، لكن هذه موازين قوى. والسؤال هو كيف يمكن ان نتوصل الى التصويت على المحكمة وفق الاطر الدستورية، ثم نعالج موضوع الرئاسة الذي، كما طرح عمرو موسى، يأتي من خلال حكومة وحدة وطنية وقانون انتخاب. لاحقا وافق الرئيس السنيورة على لجنة تدرس مشروع المحكمة، لكن لا تعدله، للاطلاع فقط، لان الفريق الاخر قال انه لم يطلع على المشروع وهذا كذب، لأنهم اخذوا كامل وقتهم في الاطلاع وماطلوا ما استطاعوا، ثم استقالوا. هم مطلعون على كل التفاصيل.
البند الاساس في نظام المحكمة هو الفقرة الثالثة التي تنص على حماية الرئيس اذا كان المرؤوس تجاهل، او عمل دون امر رئيسه في ارتكاب الجرائم. يريدون حتى حذف هذا البند لحماية سمعة بشار الاسد واميل لحود. علما ان القانون الجزائي اللبناني يحمل الرئيس المسؤولية اذا علم بشكل مباشر او غير مباشر. هذا هو بيت القصيد.
* هل هناك امكان للخروج من الازمة بحل على طريقة لا غالب ولا مغلوب؟
ـ لا يكون الامر ابداً على حساب الحقيقة. المحكمة اولا، ثم لاحقا يأخذ التحقيق مجراه ـ والتحقيق طويل ـ وتأخذ العدالة مجراها. ونحن نعلم ان هذا الامر طويل، كما الحال في المحاكمة التي جرت لمجرمي صربيا. لكن بعد اقرار مبدأ المحكمة، يرى المعنيون في الامر من مروان حمادة الى (الرئيس السابق) امين الجميل (والد النائب بيار الجميل اخر الذين تعرضوا للاغتيال) كيفية التحرك.
* تحدثت عن «القنوات الدستورية»، هل تعني بذلك قبولا باعادة الامر الى رئيس الجمهورية؟
ـ كلا ابدا. انهم لا يعترفون بشرعية هذه الحكومة. يريدون ان ترسل هذه الحكومة القانون الى رئيس الجمهورية الذي لا يعترف بشرعيتها، ثم يريدون تشكيل حكومة ما يسمى اتحاد وطني على قاعدة 19 (وزيراً للاكثرية) + 1 (محايد) + 10 (للمعارضة). ليس هناك شيء محايد في العالم، هذا الامر غير موجود، انها بدعة. يريدون ارجاء موضوع اقرار المحكمة الى ما بعد نصب الفخ الحكومي. وهذا يذكرني بمعركة صفين عندما رفعت المصاحف واحدهم خان.
* وما الحل اذا؟
ـ ننتظر، الصبر مفتاح الفرج.
* المعارضة تهدد بالنزول الى الشارع وتلوح بإعلان حكومة انتقالية كما تردد؟
ـ اذا كانت المعارضة تريد تقسيم البلاد فهي تتحمل المسؤولية. اذا كانت تريد ان توصل البلاد الى حالة مشابهة للصومال، وتكون المعارضة هي اتحاد المحاكم او القبائل وهم فعلا اشبه باتحاد القبائل... مع الاسف، المعارضة تريد ان تحول هذا البلد الجميل المزدهر المتنوع الى الصومال، وهذا ليس ازدراء بالصومال، لكننا نريد للصومال مصيراً افضل. المعارضة تريد تحويل لبنان المحرر من الاحتلال الاسرائيلي والوصاية السورية الى قطاع غزة، هذا هو مشروع المعارضة.
* ماذا لو اعلنوا حكومة انتقالية؟
ـ كيف؟ ما زلنا نمتلك حتى الان الاكثرية البرلمانية. الا اذا قتلوا عشرة نواب اضافيين. على كل حال ان امتناع الرئيس لحود عن توقيع مرسوم لانتخاب خلف للوزير الراحل بيار الجميل هو في حد ذاته تشريع لعمليات القتل.
* الكلام السائد الان هو عن صراع بين محورين اميركي وإيراني. ما مدى دقة هذا الكلام؟
ـ سأتحدث عن محور عربي ومحور فارسي. عمرو موسى يمثل مصر والعرب والقوى العربية الاساسية اليوم في السعودية ومصر، ونتمنى ان تلتحق بنا الجزائر والمغرب، مقابل فارس اي سورية وإيران، فسورية اصبحت ملحقة بإيران.
* تقول ان العامل الايراني يتغلب على العامل السوري في الازمة؟
ـ هكذا تبدو الصورة، حاكم دمشق رهن مصيره وباع عروبته من اجل وجوده.
* بالأمس وجهت رسالة الى السوريين تطالبهم فيها بعدم التدخل في لبنان ووقف ارسال الارهابيين والسلاح؟
ـ هذا لا يتحقق الا بوجود مراقبين دوليين للامم المتحدة على الحدود بين لبنان وسورية. ولذلك عندما استطاع الجيش اللبناني في شهر اغسطس (اب) بعد انتهاء الحرب ان يضبط شاحنة فيها الف كيلو من المتفجرات قامت قيامة «حزب الله» والجهاز الامني. وعندما صادر الجيش 15 صاروخاً كانت على الطريق من جنوب الليطاني الى شماله، ايضاً بدأت الشكوك حول دور الجيش. ومنذ تلك اللحظة اتت التهديدات الى قيادة الجيش وحتى الى الحكومة بان لا يتم التصريح الى الامم المتحدة حول تهريب السلاح عبر الحدود السورية وفي داخل لبنان.
* هل لديكم معطيات محددة؟
ـ لدينا معطيات غير رسمية. الجهات الرسمية لا تجرؤ على اعطاء افادة بشكل رسمي، وآخر معطى لنا هو الشاحنتان وما تبقى هو افادات لمواطنين او محازبين من هنا وهناك. على اية حال (الامين العام لـ «حزب الله» السيد حسن) نصر الله قال انه كان يملك 12 الف صاروخ واطلق 4 آلاف وهو الان يملك 20 الفاً. 12 ناقص 4 تساوي 20 الفاً! انه يعترف بأن الامداد متواصل.

السنيورة : الحكومة استحقت بجدارة تسمية "حكومة الاستقلال الثاني"
السراي - 2006 / 12 / 20
اصدرت رئاسة مجلس الوزراء تقريرا بأبرز الانجازات والخطوات التي قامت بها الحكومة من 28 تموز 2005 تاريخ تشكيلها الى 30 حزيران 2006 بعنوان "سنة على حكومة الاصلاح والنهوض"، وأرفقته بتقرير دوري حول نشاطات اعادة التأهيل والاعمار ما بعد عدوان تموز 2006.
وشمل التقرير الاول ابرز الانجازات في السياسة الخارجية والسياسة الداخلية والاصلاح الاداري، وابرز الانجازات على المستوى الاقتصادي، اضافة الى اعتماد سياسة مالية جديدة. وتضمن التقرير في بدايته كلمة لرئيس الحكومة فؤاد السنيورة قال فيها: ان الحكومة عادت واستحقت بجدارة تسمية "حكومة الاستقلال الثاني" نظرا الى الدور الذي لعبته على اكثر من صعيد، داخلي وخارجي، سياسي ومؤسساتي، والذي يدعم هذه التسمية الجديدة.
ورأى ان تطورات كثيرة عرفها لبنان خلال هذه الفترة، ايجابية وسلبية على حد سواء، وخلالها، وبالرغم من جميع الصعوبات والعوائق، عملت الحكومة بجد واندفاع كبيرين وتمكنت من تحقيق انجازات عديدة لا يستهان بها في شتى المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والخدماتية والاصلاحية، وأخيرا في مجال النهوض واعادة الاعمار اثر العدوان الاسرائيلي الاخير على لبنان.
وقال: لما كانت الحكومة قد وعدت في بيانها الوزاري بالعمل بكل شفافية ووضوح، ومن اجل اشراككم في التعرف على اهم النشاطات التي قامت بها الحكومة خلال السنة الاولى من عمرها، كنا قد بدأنا التحضير لتقرير يعرض لابرز الانجازات المحققة وقد كان من المتوقع صدوره في نهاية شهر تموز الماضي. وانما تأخر صدوره بسبب العدوان الاسرائيلي على لبنان في بادئ الامر، وبسبب انشغال الحكومة بكل وزاراتها ومؤسساتها وإداراتها بأعمال اعادة النهوض والاعمار في الفترة التي تلت العدوان، والتي كنا قد عرضنا لأبرز انجازاتها عبر تقرير مفصل خلال مؤتمر "مسيرة المئة يوم.. اعادة اعمار لبنان معا" الذي عقد في 21 تشرين الثاني الماضي.
وختم بالقول: اليوم يسرنا ان نعود ونصدر هذا التقرير الشامل والمهم حول ابرز الانجازات والتطورات التي قامت بها الحكومة خلال السنة الاولى من استلام مهامها، والتي تبرز الخطوات الجادة التي خطتها في مجالات الاصلاح والنهوض وترسيخ الاستقلال الحقيقي ومبادئ الديموقراطية، وكذلك مدى التزامها بتطبيق مبادئ بيانها الوزاري وبالعمل في خدمة لبنان وشعبه بكل تفانٍ واخلاص، وستثابر الحكومة على اصدار التقارير الدورية بوتيرة اسرع لتكون في متناول المواطنين والمهتمين في الداخل والخارج.

التلفزيون الإسرائيلي: لقاء في واشنطن بين السفير السوري وصديق لأولمرت
المستقبل - الخميس 21 كانون الأول 2006 - كشفت القناة العاشرة التلفزيونية الإسرائيلية في نشرتها المسائية أمس، أن وساطة سرية بين إسرائيل وسوريا جرت أخيراً بواسطة صديق حميم لرئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت. وقالت القناة الإسرائيلية إن أكثر من لقاء تم بين رجل الأعمال اليهودي دانيال إبراهام الذي وصفته بأنه صديق مقرب من أولمرت والسفير السوري في واشنطن عماد مصطفى قبل أسابيع عدة في العاصمة الأميركية وجوارها، وأن مصادر مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي لم تنفِ حدوث اللقاء. ونقلت عن مصدر إسرائيلي التقى بإبراهام بعد اجتماعه مع السفير السوري، أن رجل الأعمال اليهودي تولد لديه انطباع ايجابي من لقائه بمصطفى وكذلك من التصريحات السورية المتعلقة باستعداد دمشق خوض مفاوضات سلام مع إسرائيل. وكان إبراهام زار إسرائيل قبل أسابيع قليلة واجتمع بأولمرت، ولا يعرف ما إذا كان نقل هذا الانطباع إلى رئيس الحكومة الإسرائيلية، وفق المحطة التلفزيونية الإسرائيلية. وفيما اعترف ناطق باسم اولمرت بحدوث اللقاء بينه وبين إبراهام، إلا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي "لا يذكر أي كلمة مما قاله (إبراهام) خلال اللقاء، كما لا يذكر أن إبراهام تحدث عن رسائل من سوريا". وقالت القناة العاشرة، إن مكتب أولمرت كرر أنه "لا وجود لتغيير في سياسة رئيس الحكومة تجاه سوريا حالياً، وهو لا يتجه صوب سوريا الآن". وكان أولمرت تطرق أمس الى التصريحات السورية حول المفاوضات مع إسرائيل، مبدياً شكوكه بشأنها. وقال "من الصعب لنا التطرق الى تصريحات عامة عن السلام في حين أن الواقع الذي تديره سوريا وتتعامل من خلاله، يناقض ذلك، فالسلام نريده، لكن التظاهر بالسلام أمر آخر"، بحسب القناة التلفزيونية الإسرائيلية.

قمة الملفات المعلقة
المستقبل - الخميس 21 كانون الأول 2006 - ناصيف حتي
أن تُعقدَ قِمة أوروبية نصف سنوية في 14كانون الأول (ديسمبر) و15 منه، فهذا أمر طبيعي ولو انها كانت قِمة نهاية العام التي تجري فيها عادة مراجعة تقويمية، ولو جانبية، للملفات الأساسية التي تهم أوروبا، مع ان هذه القِمة تعقد عشية تولي المانيا رئاسة الاتحاد الأوروبي ويفترض ذلك أن يعطي هذا الأخير زخما كبيراً، وذلك لِثقل الرئاسة الجديدة ولموقعها ودورها التقليدي في دفع التعاون الأوروبي خصوصا وفي عملية البناء الأوروبي عموما.
خمسة ملفات أساسية حكمت فعلاً القمة الأوروبية وشكلت الجدول الفعلي للقمة والهاجس الأساسي لدولها.
أولى هذه الملفات عملية البناء الأوروبي بعدما توقفت هذه العملية منذ سنة ونصف سنة مع التصويت السلبي الفرنسي على مشروع الدستور وما تبعه من تراجعات وانهيارات وفقدان زخم في هذه العملية.
ورأى بعضهم انها كرست نهاية الحلُم الأوروبي بعد 50 عاماً تقريباً من عملية البناء المشترك، وان من ابرز مظاهر هذا التفكك انتشار "الوطنية الاقتصادية" التي تهدد البناء الاقتصادي المشترك. وبعضهم يرى أنها قد تهدد استمرار منطقة اليورو. انها في حقيقة الأمر مخاوف من العولمة تختلف درجتها بين بلد أوروبي وآخر، خوف من ذلك المجهول بنتائجه الاقتصادية أساساً ثم الاجتماعية يعبر عنه بالتحفظ من مزيد البناء الأوروبي.
ثانياً، عملية توسيع الاتحاد الأوروبي التي ستتوقف مع دخول رومانيا وبلغاريا في مطلع العام المقبل لفترة يجدها بعضهم وجيزة ولكنها مفتوحة في الزمان لعدم قدرة المؤسسات الاتحادية على "هضم" واستيعاب الاعضاء الجدد وخصوصاً أولئك الذين دخلوا في عملية التوسع الأوسع مطلع أيار (مايو) 2004. ويقول رئيس البرلمان الأوروبي الاشتراكي الاسباني جوزيف بوريل ان المنزل في حاجة لأساسات صلبة قبل إضافة طبقة أخرى، دلالةً على أولوية العودة لتعميق الاندماج الأوروبي وتعزيز وتقوية المؤسسات القائمة قبل الانطلاق مجدداً في موجة توسيع أخرى. يعزز هذا التوجه القوي احصاءات تدل إلى وصول نسبة معارضة التوسع الان الى نحو 46 في المئة من الرأي العام الأوروبي، ولكن هذا التوجه يعزز كثيرا واقع التخبط الاقتصادي بتداعياته الاجتماعية والسياسية التي تعانيه دول أوروبا الوسطى والشرقية التي انضمت الى الاتحاد الأوروبي قبل سنتين ونصف سنة والتي من خلال عملية تعجيل الإصلاح الهيكلي للحاق بالآخرين تعاني بروز موجات سياسية شعبوية تحمل مشاعر وطنية حادة وسيادية متشدّدة وتهدّد بالعودة للدور الاجتماعي الواسع للدولة. هذه الظاهرة بسماتها المختلفة طرحت بقوة مخاطر التوسيع السريع ومتطلبات التحولات الهيكلية التي يفرضها والضغوط المكلفة التي ينشئها.
ثالثاً، موضوع تركيا وتجميد التفاوض معها بشأن الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي. وللتذكير فإن الانضمام التركي الموعود له خاصية تختلف عن مشاكل انضمام الدول الأوروبية كلها، إذ يحمل بعداً ثقافياً حضارياً. ويطرح هذا البعد الانتمائي لتركيا في الاتحاد الأوروبي أسئلة من نوع هل أوروبا نادٍ مسيحيّ ولا يمكن تاليا إدخال تركيا إليه أم أن الدخول التركي سيؤكد ويعزّز واقع التنوع الثقافي والحضاري لأوروبا أياً كانت الشروط والمبررات "التقنية" من اقتصادية وسياسية وتنموية حول نجاح تركيا أم عدمه في الانضمام السريع إلى الاتحاد الأوروبي. لكن في ظل تصاعد الاسلاموفوبيا في أوروبا وفي ظل الأوضاع الدولية التي نشأت بعد 11 أيلول (سبتمبر) يظل الاختلاط قائماً بقوة في ذهن الكثيرين بين الأتراك المسلمين والأصولية وهو خلط سرعان ما يتحول خلطا بين الأصولية والإرهاب تعزّزه أحداث وحوادث متفرقة ومتزايدة. وإذا كان هناك انقسام على مستوى الحكومات الأوروبية بشأن تعجيل الانضمام التركي إلى الاتحاد الأوروبي فإن هناك تزايدا في النظرة السلبية على مستوى المجتمعات الأوروبية في شأن هذا الانضمام وهذا يثير توتراً في العلاقات التركية ـ الأوروبية ومرارة مشروعة عند الأتراك لا تكفي "ديبلوماسية رئيس الوزراء البريطاني توني بلير ومحاولته طمأنة تركيا حول العمل للتغلب على مصاعب الانضمام، في إزالة هذه المرارة. فانضمام تركيا يطرح بقوة طبيعة الهُوية الأوروبية وآفاق هذه الهوية كما يتصورها أعضاء الاتحاد الأوروبي.
رابعاً، مشكلة الهجرة وتحديداً الهجرة غير الشرعية الوافدة عبر المغرب العربي من افريقيا السوداء والتي إلى جانب تداعياتها المباشرة من منظور أوروبي، وبرغم الطبيعة الانسانية لهذه المشكلة إلا أنها تذكر بقوة بمشاكل الاندماج التي ولو اختلفت بين دولة وأخرى بطبيعتها وحدتها إلا انها تبقى هي هي على الأقل بتداعياتها على الصعيد الأوروبي. ويحاول الأوروبيون وهم في بداية هذه المحاولة عبر سياسة الجوار الأوروبي وعبر أفكار ما زالت تنقصها البرامج والالتزامات ولو انها حاملة لوعود، بمعالجة بعض مسببات الهجرة في الدول المصدرة لها انها قضية لا يمكن حلها أوروبياً ولكن يمكن النجاح في احتوائها بإيجاد ما يعرف بفضاءات تضامن وتنمية مشتركة أوروبية إفريقية.
خامساً، القضايا الخارجية، والمفارقة، انه في ظل الحراك الكبير الحامل لمخاطر وتحديات عديدة في المجال الجغرافي الأقرب لأوروبا وهو الشرق الأوسط حيث تتخبط السياسة الأميركية في "الوحول" العراقية وحيث تبدو أعراض تراجع الأحادية الأميركية الحادة تبرز ضرورات دور أوروبي ناشط يساهم في ملء الفراغات الحاصلة في ظل ذلك كله يبرز الغياب الأوروبي المستمر والساطع وتسقط رسمياً المبادرة الثلاثية، الأسبانية الفرنسية ـ الإيطالية التي تبلورت هذا الخريف والتي كان يفترض أن تصبح مبادرة أوروبية، تسقط كما كان متوقعاً كأوراق الخريف، ويبقى الموقف الأوروبي هو هو داعياً الى شحذ دور الرباعية والى ضرورة العودة الى عملية السلام من دون بلورة سياسات معينة وتوظيف قدرات وامكانات وتحديد أوليات فعلية وعملية في هذا المجال. انه غياب بامتياز عن السياسات الدولية وتكريس لاستمرار سياسات إعلان المواقف والتمنيات. خلاصة الأمر أن أوروبا تعيش أزمة بنيوية مليئة بالتحديات ولكنها أيضاً مليئة بالفرص. أزمة ذات أوجه داخلية وخارجية مترابطة ومتعددة لكن القدرات والامكانات الأوروبية ونجاحات عملية البناء طيلة نصف قرن ولو انها تباطأت هنا وتعطلت هناك وتحديات البيئة الخارجية المباشرة والبعيدة كلها تفرض على أوروبا أهمية إعادة تموضعها الدولي وبلورة سياسات الحد الأدنى الممكن تجاه محيطها المباشر وفي علاقتها بالشريك الاستراتيجي، الولايات المتحدة، في ظل تمخضات دولية تهدد مصالحها مباشرة وبطريقة غير مباشرة اذا لم تنجح في بلورة هذا التحدي.
ناصيف حتي

روسيّا منزعجة من إيران ومتماشية مع محصّلة الموقف الدولي..وعزلة النظام السوري تشتدّ والتصعيد في لبنان يوازي "الهذيان"
موسكو و"المحاولة الأخيرة" مع نظام الأسد
المستقبل - الخميس 21 كانون الأول 2006 - نصير الأسعد
أنجز رئيس النظام السوري بشار الأسد في اليومين الماضيين زيارته الى موسكو، على تقاطع "تطوّر" ملموس في الموقف الروسي حيال العديد من الملفات الإقليمية، الأمر الذي من شأنه ليس فقط أن يضع هذه الزيارة في سياق معيّن، بل أن يساعد في قراءتها وفي حساب نتائجها.
منذ فترة، يبدو واضحاً أن الموقف الروسي من إيران "يتحوّل" سلباً. فإذا كانت روسيا سعت الى حلول ديبلوماسية في ما يتعلّق بالملف النووي الإيراني، على الرغم من عدم ارتياحها الى سياسة كسب الوقت التي تنتهجها طهران والتي "تحرق" المساعي الروسية تباعاً، فإن موسكو تنظر بـ"قلق" و"حذر" شديدين الى التمدد الإيراني في الشرق الأوسط.
موسكو وأخطار المشروع الإيراني الإقليمي
وفي هذا المجال، تؤكد الديبلوماسية الروسية التي يتابعها الرئيس فلاديمير بوتين عن قرب، أن التمدّد والنفوذ الإيرانيين في منطقة المتوسط غير مرحّب بهما من جانبها. واستطراداً، ترى العاصمة الروسية أن تغيير النظام السياسي في لبنان بطلب أو بضغط أو بتأثير من إيران، غير مقبول، وأن قيام "جمهورية إسلامية" ما في لبنان على شاطئ المتوسط، مرفوض في جميع الأحوال.
كذلك، تعتبر روسيا على ما يُنقل عن ديبلوماسيّتها، أن التدخل الإيراني في المسألة الفلسطينية أعطى نتائج سلبية جداً على صعيد القضية الفلسطينية من جهة وعلى صعيد الوضع العربي ككل من جهة ثانية، وبالنسبة الى مجمل المسار الشرق أوسطي من جهة ثالثة.
حاولت روسيا مداراة الجار الإيراني. لكن لعبه في "الحديقة الخلفيّة" الشرق أوسطية يهدّد المصالح الروسية ولا يمكن التمادي في المداراة. فروسيا، الدولة الكبرى، والدولة الدائمة العضوية في مجلس الأمن، لا يمكنها "اللعب" بـ"أوراق محروقة". وإذا كان طبيعياً أن تكون معنيّة بالتوازن الإقليمي، الأمر الذي يضعها في "كباش" مع الولايات المتحدة والغرب، فالطبيعي أيضاً أن تحاول باستمرار "حجز" مكان لدورها وموقعها، الأمر الذي لا ييسّره الصدام المستمر من جانب إيران مع المجتمع الدولي.
ثمة قناعة روسية "متراكمة" إذاً بأن المشروع الإيراني الإقليمي يمثّل خطراً على الدور والموقع الإقليميين لروسيا، إذ يهدّدهما بالفعل.
روسيا ومحاولات حماية النظام السوري:
المحكمة الدولية نموذجاً
على الجانب السوري من "الصورة"، ليس خافياً على أحد أن روسيا سعت خلال السنوات الماضية الى "حماية" النظام السوري. لكن روسيا لم تشأ أن تكون هذه "الحماية" على حساب علاقتها هي بالأسرة الدولية أو على حساب "القانون" الدولي، أو على حساب علاقاتها العربية الأخرى، لا سيما العلاقة بالقضية الفلسطينية.
تمثّلت محاولة موسكو حماية النظام السوري في مواقف عدة: تمكين سوريا من القدرة الدفاعية إزاء إسرائيل، عدم إسقاط سوريا من الحسابات الدولية لمستقبل المنطقة، والتدخّل في "اللحظة المناسبة" من أجل "تهدئة" أي اندفاعة دولية "هجوميّة" حيال النظام في دمشق. بيدَ أن المسعى الأساسي الذي قامت به روسيا حماية لهذا النظام، كان في مجال المحكمة الدولية في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وسائر جرائم الاغتيال الأخرى. وتجلّى ذلك في ما سمّي الملاحظات الروسية على مسوّدة النظام الأساسي للمحكمة والتي ركّزت على الحؤول دون إسقاط الحصانات الرئاسية. وعلى ما يبدو، فإن روسيا تعتبر أن من شأن ذلك حفظ "رأس" النظام السوري حتى لو كان متورطاً في جرائم الاغتيال، وأن ذلك هو "الخدمة القصوى" التي يمكن تقديمها.
.. بالتوازي مع دعم استقلال لبنان وسيادته
غير أن النظام في سوريا حاول من جانبه "أخذ" ما تقدّمه روسيا، والاستمرار في تحدّي المجتمع الدولي بما في ذلك مصالح روسيا نفسها في الوقت ذاته.
بكلام آخر، إذا كانت روسيا عملت على حماية النظام في دمشق أي "رأسه"، فإنها فعلت ذلك من منطلق قراءة معيّنة للتوازن الإقليمي ولمصالحها فيه، لكنها لم تكن ولا مرّة واحدة خارج محصّلة الموقف الدولي، خصوصاً عندما تعلّق الأمر بلبنان، وهذا بدليل القرارات الدولية كافة حول لبنان منذ أكثر من عامين. وبهذا المعنى، فإن محاولة حماية رأس النظام السوري جرت بالتوازي مع محاولة "مصالحة" هذا النظام مع الشرعية الدولية أي تأمين احترامه للقرارات، لا سيما المتعلقة باستقلال لبنان وسيادته.
صحيح أن الدور الروسي في ما يتّصل بحماية النظام السوري أثار التباسات عدة، في لبنان خصوصاً في فترة من الفترات. لكن هذا الدور حصل في مرحلة كانت محصّلة الموقف العربي الرسمي ترفض إسقاط هذا النظام من منطلق عدم تعريض الاستقرار الإقليمي في المنطقة للخطر، وفي مرحلة كان الموقف الدولي، الأميركي خصوصاً، يتبنى نظرية تغيير سلوك نظام الأسد وليس إسقاطه.
غير ان نظام الأسد قابل هذه المحاولات الروسية بالامعان في التخريب لبنانياً وفلسطينياً، وبـ"التشكل" مع إيران ضمن محور اقليمي يحاول "توظيف" روسيا.
إذاً، تمت زيارة بشار الأسد الى موسكو في اليومين الماضيين، في ظل انزعاج روسي واضح من ايران من جهة ومن سلوك النظام السوري من جهة ثانية.
زيارة السنيورة وما تبلغه من القيادة الروسية
وفي هذا الإطار أيضاً، كانت زيارة الرئيس فؤاد السنيورة الى موسكو الأسبوع الماضي. وقد سمع الوفد اللبناني من القيادة الروسية وعلى رأسها بوتين انزعاجاً من ايران ودورها في المنطقة. لكنه سمع أن لا تراجع روسياً عن المحكمة الدولية كما أقرت في مجلس الأمن، وان هذا الموقف سيبلغ الى الأسد. وسمع أن لا التزامات روسية مع سوريا، لا على حساب لبنان ولا على حساب الشرعية الدولية. وسمع أخيراً ان روسيا التي تحترم مصالح الدول الكبرى في المنطقة، تتماشى مع الموقف الدولي. على خلفية ما تقدم، أي في ضوء المواقف الروسية المبلّغة الى الرئيس السنيورة، وفي ضوء تلك المبلّغة عبر قنوات ديبلوماسية، وفي ضوء القراءة التحليلية لهذه المواقف جميعاً، من المنطقي التوصل الى عدد من الاستنتاجات الرئيسية.
زيارة الأسد: إنذار ما قبل العاصفة؟
الاستنتاج الأول في هذا المجال، هو أن الموقف الروسي "يستكمل" الموقف الدولي الإجمالي حول العناوين الاقليمية الأساسية.
والاسنتاج الثاني، هو أن "الحصار" الدولي يشتد حول دمشق وطهران، بحيث يبدو المجتمع الدولي على مشارف "قرار كبير" في ما يتعلق بالعاصمتين السورية والايرانية.
والاسنتاج الثالث، هو أن زيارة الأسد الى موسكو، كانت والحالة هذه أشبه بعملية "تبليغ" أو "إنذار" ما قبل "العاصفة".
صحيح أن الرؤية ستتضح أكثر في الأيام والأسابيع القليلة المقبلة. غير أن رئيس النظام السوري أعطى في الآونة الأخيرة، بما في ذلك أثناء وجوده في العاصمة الروسية، إشارات واضحة.
في موسكو قال الأسد انه يريد العلاقات مع الولايات المتحدة لكن ليس الإملاءات. وهذا يعني أن الأمور مع واشنطن مغلقة، وأن العزلة الدولية خانقة.
وقبل ذهابه الى موسكو، حاول الأسد فتح ثغرة في الجدار مع اسرائيل، وقال ما قاله حول الاختبار الذي لا يمانع أن تقوم به اسرائيل معه لكن الجواب الاسرائيلي أتى بالرفض، وأهم ما فيه أن التفاوض الاسرائيلي مع سوريا يتعلق بأميركا.
وفي جميع الأحوال، يبدو أيضاً أن ثمة موقفاً عربياً حازماً ضد التدخل السوري ـ الايراني في لبنان وفي فلسطين.
إذاً، ثمة حصار دولي ـ عربي للنظام السوري، يبدو معه كأن الاستقبال الروسي لبشار الأسد بمثابة "المحاولة الأخيرة".
ومن الواضح أن أي "مبادرة" روسية سواء بين لبنان وسوريا أو بين سوريا والمجتمع الدولي، تتوقف على قبول الأسد بالمحكمة الدولية وفق الصيغة التي أقرها مجلس الأمن بمساهمة روسيا. ولذلك، علم ان القيادة الروسية سألت الرئيس السنيورة خلال زيارته، أسئلة محددة عما يمكنها عمله فيما لو أعطى الأسد موافقته على المحكمة الدولية، وأسئلة محددة أخرى حول مستقبل العلاقات اللبنانية ـ الروسية. لكن، في انتظار معرفة "الجواب" السوري في موسكو، فإن كل المؤشرات تدل على أنه من المستبعد ان يكون الأسد وافق وقد هاجم زيارة السنيورة بصلافة.
مبادرة عمرو موسى
مع عدم موافقة الأسد على المحكمة الدولية
لذلك، يمكن ومن هنا الاطلالة على اللحظة اللبنانية الراهنة.
ليس خافياً ان مصير المسعى العربي الذي يقوده الأمين العام للجامعة عمرو موسى، يتوقف على ما أبلغه الأسد الى بوتين بالنسبة الى المحكمة الدولية، على اعتبار ان المحكمة هي المدخل الأساسي الى الحل. كما أنه ليس خافياً ان زيارة موسى الى لبنان في اليومين الأخيرين، حاولت استبقاء نوع من التهدئة في انتظار الجواب السوري الذي يفترض أن يتبلغه موسى في دمشق اليوم.
التصعيد من جانب التحالف
السوري ـ الإيراني: المأزق والهذيان
في هذه الأثناء، من المهمّ ملاحظة التصعيد الذي يقوم به التحالف السوري ـ الإيراني في لبنان.
لقد تزامن هذا التصعيد مع زيارة الرئيس السنيورة إلى موسكو. لم يكن في وسع الإنقلابيين الاعتراض على موسكو كمحطة، لكنهم هاجموا الزيارة التي يبدو السنيورة من خلالها غير مبالٍ بالمسار الإنقلابي، وشملوا العاصمة الروسية في انتقادهم المواقف الدولية الداعمة للحكومة الشرعية.
وعشيّة زيارة الأسد إلى موسكو، المتزامنة هي نفسها مع عودة عمرو موسى إلى بيروت، أطلق التحالف السوري ـ الإيراني النار على المبادرة العربية، وأعلن ان الانتخابات النيابية المبكّرة تمثّل مطلبه المباشر.
يعكس هذا التصعيد أزمة نظام الأسد، أي ان "التعليمة" بالتصعيد أتت من نظام محاصر عربياً ودولياً، يشعر وكأن ثمّة قراراً كبيراً في الأفق. وبهذا المعنى، فإن هذا التصعيد الذي يترجم حالة الأزمة، هو أقرب إلى "الهذيان" بحيث يتخبّط التحالف السوري ـ الإيراني وينتقل من شعار إلى شعار، من عنوان إلى عنوان.
لذلك، يبدو ان تسوية متوازنة تقدّمها المبادرة العربية، لا تزال مستحيلة في وقت يغلق النظام السوري أمام المحكمة الدولية وينغلق النظام الإيراني من أجل مواجهة قرار دولي بعقوبات معيّنة عليه.
سيعرفُ عمرو موسى الجواب اليوم. وقد "تتجمّد" المبادرة. بيد ان ما هو مؤكد ان معركة فريق الاستقلال اللبناني، هي اليوم وأكثر من أي يوم مضى، معركة أكثرية لبنانية شعبية وسياسية، ومعركة عربية في ظل توافق دولي

الاعتصام استنفد أغراضه وعمرو موسى و14 مسؤولاً دولياً يعملون لخروج لبنان من الأزمة
الحل يربح بالنقاط وليس بالضربة القاضية
المستقبل - الخميس 21 كانون الأول 2006 - أسعد حيدر
ممنوع على الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى "أن يفقد الأمل" لأنه "متى فقد الأمل بطل العمل" وانتهت مهمته الحالية، علماً أنه محكوم بالاستمرار في جولاته المكوكية داخل بيروت من جهة وبين العواصم العربية. ويبدو أن لدى موسى من الصبر الكثير هذه المرة، لكي يحقق بعض النجاح على طريق نزع صاعق الأزمة، حتى لا تنفجر وتقع كارثة عربية، خصوصاً وأن امكانية تحولها الى أزمة اقليمية شاملة دخلت في الحسابات العربية والدولية المعلنة.
والأمين العام عمرو موسى، يعرف من مسار جولاته ومحادثاته ان نجاحه ليس مستحيلاً، لكن بالتأكيد لن يكون بالضربة القاضية وانما بالنقاط، ولذلك تعمّد أن يرفع رصيده من خمسين بالمئة الى واحد وخمسين، وأن يضيف الى قاموس الواقعية السياسية تعبيراً جديداً يقع ضمن اطار موقفه هذا، فأشار الى انه انتقل من التشاؤل الى التفاؤم أي الميل أكثر باتجاه التفاؤل وذلك على أمل الانتقال نهائياً الى ضفة التفاؤل والحل.
الواقعية السياسية
وفي اطار هذه الواقعية السياسية التي دفعت موسى الى زيارة الرياض، فإنه انتقل الى دمشق للتباحث مع الرئيس السوري بشار الاسد العائد من موسكو ولقائه بـ"القيصر" بوتين، الذي قدم له "النصائح" الكاملة من اجل استقرار المنطقة. ومن الطبيعي ان يطلب موسى الحل للازمة في لبنان، لان دمشق التي خرجت بقواتها وأمنها اخذت معها "مفتاح" الاستقرار على امل حدوث متغيرات تسمح لها بالعودة الى دائرة القرار اللبناني الداخلي، حتى ولو بدون عنجر مصنعاً لهذا القرار.
واذا كان لبنان محكوماً بالبقاء "بيتاً بعدة منازل" طبقاً لنظامه الطائفي المعقد، فان موسى أعاد توصيف الصيغة اللبنانية انطلاقاً من تجربته ومن اقامته في رئاسة جامعة الدول العربية، فقد جعل لبنان "بناية من طوابق عدة.. منها طبقة لبنانية محلية واخرى عربية وثالثة اقليمية ورابعة دولية". ومن الطبيعي ان كل طابق محكوم بجيرانه الآخرين لا يمكن سوى التفاهم معهم او مع بعضهم طالما ان "العروس" المطلوب يدها هي دائماً في الطابق الاول. والمهم في هذا التنافس، الا يأتي وقت تسقط فيه "العروس" ضحية للتنافس، فتقع الخسارة على الجميع مهما بالغ جار او اكثر بأن الامر لا يعنيه الا من باب التحكم بباقي الابنية!.
وطالما ان "البيض" اللبناني حالياً في "سلة" موسى، فان الدعم العربي مطلوب بقوة حتى ينجح، ودائماً في الكلام من دائرة التقدير وليس التأكيد فان موسى ما كان ليتحرك لو كان قد تسلم قبل قيامه بهذه المهمة "شيكاً عربياً بلا رصيد". ولكن موسى مضطر اكثر فاكثر الى التعامل بحذر شديد مع هذا "الرصيد" بحيث لا يصرفه في غير وقته، ولا يتصرف فيه وكأنه "شيك على بياض"، فيأتي في مرحلة معينة ليجد نفسه يتكلم من رصيده الشخصي، الذي مهما كان غنياً وقوياً، فانه لا يكفي، فهو لا يملك في "البناية اللبنانية" اكثر من عنوان سكن في احد الطوابق الاربعة.
احترام كل الاستحقاقات
وأمام هذه القاعدة التي لا تسمح كثيراً بالمناورة فان الكلام عن استكمال الرئيس اميل لحود لاستحقاقه الرئاسي يبقى ناقصاً لو لم يتحدث موسى عن ضرورة احترام باقي الاستحقاقات والتي يجب ان يكون استحقاق مجلس النواب قد مرّ في تفكيره، بحيث ان مطالبة المعارضة بانتخابات مبكرة من دون انتخاب رئيس جديد ليس الا وضع العربة امام الحصان.
وحقيقة المشكلة، ان الوفاق مطلوب لاختيار رئيس للجمهورية، وهذا يعني ضمناً توافق الطوابق الاربعة اذا امكن او على الاقل ثلاثة طوابق من الاربعة. وما تريده المعارضة الآن من تسريع انتخاب مجلس نواب جديد يعود الى ثقتها التي لم تؤكدها الوقائع الميدانية بانها قادرة على قلب المعادلة والتحول من اقلية الى اكثرية وبالتالي انتخاب رئيس جمهورية جديد يعود لحلفائها اي السوري والايراني معاً حق الغلبة في اختياره بنسبة كبيرة. في حين اذا جرت الانتخابات الرئاسية حالياً، فان الرئيس الجديد سيكون في تكوينه المستقل ميالاً اكثر الى تلاوين 14 آذار. والواقع ان تعلق الرئيس اميل لحود الذي دائماً لا يريد شيئاً، بكرسي الرئاسة ولو على حساب الطائفة المارونية كلها قبل كل اللبنانيين لا يمنع انتخاب رئيس جديد. وقد برز هذا التوجه في صلب اعلان موسى عن استمرار لحود حتى نهاية ولايته عندما اشار الى امكانية التوافق على اسم الرئيس الجديد مع استمرار لحود في منصبه.
ما يؤشر الى احتمال موسى النجاح في مهمته الآن أو غداً بعد الأعياد، ان لبنان في قلب حاضنة دولية تعمل بقوة على ابعاده عن الانزلاق نحو النهاية في حرب أهلية لا ترحم، علماً أن لبنان ومعه كل اللبنانيين يجري قطع الأوكسجين عنهم يومياً ليفقدوا الأمل وليموتوا بالاختناق مثلما يحصل في القرى الباردة، عندما لا يبقى من النار سوى الفحم القاتل.
أعياد بلا هدايا
المعارضة تعرف أكثر من غيرها ان الاعتصام في وسط المدينة قد استنفذ أغراضه، وانها كما يعترف البعض منها وصلت الى حالة تجد نفسها فيها "مرغمة على الاستمرار في موقفها". فلا هي قادرة على الانسحاب من دون اسقاط الحكومة، ولا الحكومة ستقدم "رأسها" هدية لها بمناسبة الأعياد التي تنكرت لها أصلاً وساهمت في إفقار آلاف العائلات عن سابق تصور وتصميم وسوء تقدير لخياراتها المفتوحة على المجهول.
وحتى لو أخذ بمقولة الحاضنة الشعبية للمعارضة التي وإن اختلفت الاعداد المحشودة، فان للأكثرية حضورها الواسع كما ظهر في 14 آذار وفي تشييع النائب الشهيد بيار الجميل. ومما يؤكد دقة هذا التوازن، الحضور العربي المتكامل دولياً حيث زار لبنان خلال اسبوعين 14 موفداً أجنبياً بعضهم من أعلى المستويات في بلادهم.
هذا التوازن القائم يفرض من جديد تنفيذ معادلة "لا غالب ولا مغلوب"، والمسألة ان بعض المعارضة يرى في هذه القاعدة فشلاً له، وأن لعواصم أخرى وخاصة دمشق حسابات أخرى تقوم على أن "المحكمة الدولية لا تعنيها" فيما هي "أم القضايا" واقرارها بوابة الحلول للأغلبية المطلقة للبنانيين، والذي تجسد في استفتاء تبثه وسائل اعلامية للمعارضة نفسها.
مرة أخرى لن تحمل الأعياد للبنان واللبنانيين ولو "هدية" الاستقرار، ولذلك أمام لبنان مسار طويل يجب عبوره حتى يخرج من الأزمة الحالية. المهم أن تبقى الأزمة تحت السقف الحالي أي مظاهرات وحشود وشعارات من دون صدامات تضرب السلم الأهلي البارد وتحول الشارع الى شوارع.

موسى يسعى في دمشق إلى موقف داعم لمبادرته وإلى إعادة إحياء التشاور السوري ـ السعودي ـ المصري
المستقبل - الخميس 21 كانون الأول 2006 - ثريا شاهين
اعتبرت مصادر ديبلوماسية عربية واسعة الإطلاع، أن زيارة الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى اليوم إلى دمشق تكتسب أهمية بالغة، ليس بالنسبة إلى توقيتها فحسب، بعد القمة الروسية ـ السورية، إنما أيضاً بالنسبة إلى المرحلة الدقيقة التي بلغتها مبادرة موسى حول الوضع اللبناني، التي تتطلب تعاوناً سورياً ومن ثم إيرانياً على حدّ سواء. وأوضحت المصادر أن مباحثات موسى في دمشق ستتركز على مسألتين أساسيتين هما: أولاً: ما يمكن أن تقدمه سوريا من مواقف إيجابية، عبر الإيحاء إلى حلفائها في لبنان والذين يتمثلون بالمعارضة، بالعودة عن التحرك لتعطيل حركة المؤسسات الدستورية اللبنانية والحركة السياسية في لبنان، والدور الذي يمكن أن تؤديه في مجال تعزيز الاستقرار السياسي والأمني. وسيعرض موسى للمسؤولين في دمشق، المراحل التي قطعتها مبادرته المتكاملة حتى الآن، وأهمية ذلك في تنفيس الاحتقان وضرورة مواصلة السعي إلى تحقيق كل عناصر المبادرة.
وسيعبّر موسى عن الدعم العربي الكامل لتحركه، وضرورة أن تأخذ دمشق بالاعتبار وحدة الموقف العربي حيال الملف اللبناني وتداعياته، وحيال الثوابت العربية، والعلاقات العربية ـ العربية خصوصاً التي كانت سائدة ما قبل حرب تموز الماضي، وأثناء المراحل الأساسية من التحقيق الدولي في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري. وفي هذا الإطار، يسعى موسى إلى موقف داعم لمبادرته وإلى العودة إلى التهدئة بين لبنان وسوريا وإيجاد تفاهم، حول تمرير المرحلة الجديدة التي تتمثل بتشكيل المحكمة ذات الطابع الدولي في الجريمة. بحيث لا عودة دولية إلى الوراء في هذه المسألة، وأن هناك إجماعاً عربياً ـ روسياً على أن عدم التعاون الإيجابي السوري في الملف اللبناني، وخصوصاً في شأن العلاقة بين مواقف المعارضة والمحكمة، سيتسبب بأزمات دولية لسوريا. وعلم، أن روسيا أبلغت سوريا جملة ملاحظات باللغة الديبلوماسية الخاصة، بأن الاستقرار في لبنان، وإنشاء المحكمة موضوعان لا رجوع عنهما، وأن هناك التزاماً روسياً بما هو متفق عليه، وأنه بمجرد صدور القرار 1595، يتجسد هذا الإجماع بمضمونه وبالقرارات المتصلة به. إذ لن تحصل مفاوضات دولية حول التعاطي الدولي مع موضوع الجريمة مرة أخرى، وأن هناك دولاً كبرى مثل الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، لم تتفق على قضية بهذا الشكل كما هو موقفها من جريمة الحريري.
وبالتالي، فإن المشاورات الدولية حول الجريمة تمت في ربيع 2005، واتفق على الثوابت في هذا الشأن، بأن المجرم سينال عقابه.
أما المسألة الأخرى، التي سيناقشها موسى في دمشق، فهي سبل إعادة إحياء المحور التشاوري العربي المثلث: المملكة العربية السعودية ـ مصر ـ سوريا، بحيث أن هذا المحور شهد في الفترة التي سبقت اغتيال الحريري، ثم في الفترة التي سبقت حرب تموز تحديداً، تعزيزاً وفاعلية في دوره العربي وضامناً لأي تحديات تواجهها الأمة العربية في وجه أي موجات إقليمية، أو حضارية متنوعة، أو في وجه أي امتدادات غريبة عن روح العروبة، وأهدافها الحقيقية. ومن المفيد، بحسب ما سيسعى إليه تحرك موسى، أن تعود سوريا إلى الحظيرة العربية، وأن تقوم بأداء عربي ودولي فاعل يؤدي في ما بعد إلى إزالة عزلتها، وإلى استفادتها من الظروف الدولية المؤاتية، إن لإعادة أراضيها المحتلة، أو للتنمية الاقتصادية.
وكذلك، وبسبب عمق العلاقات السورية ـ الإيرانية، فإن موسى يأمل في دور سوري مع إيران حول الملف اللبناني، في وقت يعد فيه لزيارة طهران، انطلاقاً من أن نجاح مبادرته لا يمكن أن يتحقق، من دون التفاهم مع البلدين حول وقف ضغوطهما على الساحة اللبنانية.
كما سيناقش موسى في العاصمة السورية ضرورة التهدئة في الملف اللبناني، تمهيداً لعقد مؤتمر "باريس ـ3" الذي يحظى بدعم دولي غير مسبوق. وعلم أن هذا الدعم لن يتراجع، وأن المؤتمر سيُعقد في موعده في 25 كانون الثاني المقبل، وأن هناك استياء دولياً من محاولة أطراف لبنانية إدراج هذا المؤتمر، والذي هدفه دعم لبنان وكل اللبنانيين في كل المناطق من دون استثناء، في سلة المواضيع التي قد تُطرح للمفاوضة داخلياً، بسبب التعامل معه كأي موضوع خلافي، بدل أن يكون موضع إجماع وطني.

المذهبي للدروز" يدعو السياسيين للعودة الى الحوار وإنجاح المبادرات
المستقبل - الخميس 21 كانون الأول 2006 - عمار زين الدين
تمنى المجلس المذهبي لطائفة الموحدين الدروز على المجلس النيابي والحكومة "تحمل المسؤولية الكاملة في القيام بدورهما الوطني". ودعا القيادات السياسية الى "العودة الى الحوار والمساعدة على إنجاح المبادرات التوفيقية لتخفيف الاحتقان في الشارع". عقد مجلس إدارة المجلس المذهبي لطائفة الموحدين الدروز جلسته الأولى في مقر المجلس في دار الطائفة في بيروت أمس، برئاسة رئيسه شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز نعيم حسن، وأقر نقاطاً متعلقة بانطلاقة عمل مجلس الإدارة واللجان المختلفة بعد إقرار النظام الداخلي للمجلس الأسبوع الفائت، وتوقف المجلس عند الوضع العام في البلاد ومناسبات الأعياد الدينية التي يتحضر اللبنانيون والمسلمون والمسيحيون لاستقبالها. ودعا "المسؤولين وجميع القيادات السياسية للعودة الى الحوار والتفاهم والمساعدة على إنجاح المبادرات التوفيقية لتخفيق الاحتقان في الشارع وبالتالي العودة الى لغة المحبة والأخوة والى منطق التلاقي والوحدة الوطنية والعيش المشترك الذي لا بديل عنه في لبنان". وتمنى "من الحكومة والمجلس النيابي تحمل المسؤولية الكاملة في القيام بدورهما الوطني والتأكيد على الانسجام والتناغم بين مؤسسات الدولة والاحترام المتبادل لدور كل منهما ضمن إطار القانون والشرعية".
وشدد على "أهمية توثيق أواصر المحبة والأخوة بين أبناء البيت التوحيدي الواحد، والعمل على نبذ كل الخلافات المؤدية الى الفتنة والتفرقة، والدعوة الى التمسك بالقيم التوحيدية الشريفة التي زرعها فينا الأجداد". وهنأ اللبنانيين جميعاً بـ"عيدي الميلاد المجيد والأضحى المبارك وبحلول السنة الجديدة، مع الرجاء والدعاء لكي تكون مناسبة التقاء الأعياد الإسلامية والمسيحية معاً في هذا العام فرصة للخير ودافعاً للجميع لتجديد وتاكيد الإيمان بالخالق سبحانه وتعالى وبقيمة الإنسان الذي هو أشرف مخلوقاته وأرقاها وبلبنان الوطن الموحد الذي هو مسؤولية أبنائه قبل سواهم، ليكون وطن السلام والرسالة الإنسانية والدينية السمحاء".

قوى "14 آذار" تضيء شموع العيد على "أشجار الشهداء"
حمادة ومجدلاني وعدوان: لبنان أقوى من "الانقلاب"
المستقبل - الخميس 21 كانون الأول 2006 - لمياء حمود
باتت ذكرى عيد الميلاد المجيد ترمز الى تذكر التضحيات الجسيمة التي قدمها رجال الاستقلال الثاني. لذلك لا يمكن أن تمر هذه المناسبة من دون أن تحييها قوى "14 آذار" على طريقتها الخاصة، لا سيما أن ثقافة الموت والغدر آخذة بالتوسع لتضيف أسماء جديدة على لائحة شهداء الاستقلال. فقد أضاءت أمس قوى 14 آذار شموع العيد على أشجار الميلاد التي ترمز الى شهداء الاستقلال الثاني، في الشارع الممتد من بيت الكتائب في الصيفي حتى مبنى جريدة "النهار".
وحضر وزير الاتصالات مروان حمادة والنواب عاطف مجدلاني وجورج عدوان ووائل أبو فاعور وغسان تويني وصولانج الجميل، ورئيس حزب الوطنيين الأحرار دوري شمعون والسيدة نورا جنبلاط وأهالي شهداء الاستقلال الثاني.
واتسم الاحتفال بالسكون التام، دلالة على احترام قدسية الشهادة والخشوع لتضحيات وعطاءات الشهداء.
في البداية، قام المشاركون بإضاءة الشموع تحت الأشجار الـ12 التي حملت أسماء الشهداء، وما لبث أن علا التصفيق عند إنارة هذه الشجرات التي تؤكد خلودهم في أذهان كل اللبنانيين الذين وعدوهم بإكمال المسيرة لإنجاز استقلال لبنان.
حمادة
وألقى الوزير حمادة كلمة قال فيها "نتوجه اليكم كرموز للقيامة. قيامتكم من بين الأموات وقيامة لبنان من بين الركام، عشية عيد الميلاد.
الانتصار على الموت وعلى القتلة يكون بالميلاد الذي نحتفل فيه أمام شجرات حياتكم المستمرة أبداً. الاموات لستم انتم يا رؤساءنا الشهداء، لست أنت يا صاحب السماحة، لستم أنتم يازملائي في الصحافة والنيابة والوزارة، وليس كل الشهداء الذين سقطوا في انتفاضة الاستقلال حتى الشهيد بيار الجميل آخر العنقود وعريس الشهداء، والشهداء كمال جنبلاط والمفتي حسن خالد، والرئيس رينيه معوض ورمزي عيراني وبشير الجميل وداني شمعون".
أضاف، وبين صورة بيار وصورة جبران وعلى مقربة من مدفن الرئيس الشهيد رفيق الحريري، نقول للذين يدنسون هذه الساحات، ساحة الحرية، وساحة الشهداء وساحة رياض الصلح، الشهيد الأول على أيديهم هم، بشعارات القرون الوسطى، ان لبنان منتصر لأن جذوره مثل جذور شهدائه، مثل جذور أشجار الأرز، أقوى من الرياح الآتية من الفرس، وأقوى من العقائد النابعة من الجهل البعثي".
وشدد على أن "لبنان باق ومستمر، ليس بحكوماته ومجالسه وموالاته ومعارضته، وليس طبعاً برئاسته البالية المنهارة. لبنان باق بكم وبحركته الاستقلالية، وبثورة أرزه، وبربيع عاصمته ومناطقه.
أما هذا الرئيس القابع في قصر بات يرمز الى الفناء والهلاك والانحطاط الكامل، نقول له، ان الدستور اللبناني سيلحق به وسيقبض عليه ويحاكمه أمام الله والوطن والتاريخ".
مجدلاني
أما النائب مجدلاني فقال: "الوطن في خطر، إنه يواجه محاولة انقلابية مفضوحة، واجهتها ثلث معطل، ومضمونها تنفيذ أمر عمليات 15 آب بتعطيل المحكمة الدولية مهما كان الثمن، والثمن يدفعه المواطن من لقمة عيشه، من أمنه وتعليم أبنائه، من صحته ومستوى حياته".
وتابع يقول: "يضللون البعض بأن التحرّك الشعبي هدفه الوحدة الوطنية، أي وحدة وطنية يريدون وهم يخوّنون حكومة المقاومة السياسية ويحتلون ويشلّون قلب بيروت، أي وحدة وطنية يريدون وهم يضربون موسم الأعياد، ويحرمون اللبنانيين من تمضيته بفرح ومحبة وسلام؟".
وسأل مجدلاني عن "المعيار الوطني الذي يعتمده حزب الله وحلفاؤه لاتخاذ قراراتهم بعد ان رفضوا البحث بجدية في مبادرة بكركي في وقت كانت موافقتنا عليها كاملة ودون أي تحفظ، وقد عرض رئيس كتلة "المستقبل" النائب سعد الحريري الذهاب إلى بكركي للتفاهم على بنودها، اعترافاً منه بوطنية وحكمة ورؤية سيد بكركي البطريرك مار نصرالله بطرس صفير".
ولفت إلى كلام الأمين العام لحزب الله الذي يعبّر عن رفضه للمحكمة الدولية الذي يعد الدافع لمحاولة الانقلاب التي نشهدها، وليس الثلث المعطل أو المشارك أو الضامن، وطبعاً ليس الحرص على الوحدة الوطنية.
وتابع مجدلاني قائلاً: "ها هو قاطن القصر وخبير الحفريات غير الدستوري وغير الشرعي، والمرفوض من طائفته، يجاهر بتأييد فريق من اللبنانيين ضد فريق آخر، وهو المؤتمن على الدستور وعلى رعاية اللبنانيين جميعاً وحماية وحدتهم الوطنية، وها هو يتمادى في غيّه ومخالفته للدستور، مرة اثر أخرى، توّجها أخيراً برفضه اجراء الانتخابات الفرعية في المتن لملء المركز الشاغر باستشهاد الشيخ بيار أمين الجميّل. له نقول: إن المحكمة أصبحت قريبة وقريبة جداً والحكم باسم الشعب سيصدر قبل حكم التاريخ".
وفي ما يتعلق بحزب الله وحلفائه أكد مجدلاني ان "يدنا ممدودة دائماً لانقاذ الوطن، سوية، بالحوار والحوار فقط، ولكن إذا ما أصرّوا على الانقلاب على النظام الديموقراطي والحريات والسيادة والاستقلال، نقول لهم "اطمئنوا، لن تنجحوا لأن بيننا أرواح شهداء رجال، وشهداء أحياء أبطال، ولأننا على استعداد لتقديم المزيد من التضحيات لاستكمال معركة الاستقلال الثاني التي بدأناها مع الرئيس الشهيد رفيق الحريري قبل استشهاده".
عدوان
وقال النائب عدوان "عندما تريد قتل مستقبل شعب، عليك أن تلغي ذاكرته، ونلتقي اليوم (أمس) لمناسبة الأعياد في ظل الاستقلال الثاني، لنقول لكل مَن جرّب ان يعرقل طريق الاستقلال الثاني منذ 30 سنة، يرى اليوم ان الوطن الذي يؤكد استعداده في كل المراحل لتقديم شهداء من أجل استقلاله لا يموت".
وأضاف "اعتقدوا انهم من خلال محاولة تفرقة الطوائف خلال الأعوام الثلاثين الماضية ومنعهم من الاجتماع سوياً، يتمكنون من منعنا من أخذ استقلالنا، ان اهمية المناسبة تكمن في جمع اللبنانيين بمختلف طوائفهم على الشهادة من أجل لبنان، والاستمرار بالحياة من أجل لبنان، وطالما يوجد أشخاص مستعدون لدفع ضريبة الدم ليبقى لبنان، لا خوف على لبنان".
وشدد على اهمية موقف السيدة نورا جنبلاط التي دعت إلى عدم نسيان الشهداء المسيحيين الذين ماتوا في الجبل في ذلك اليوم الأسود، وذلك عند التحضير لغرس شجرة الشهيد كمال جنبلاط، ما يؤكد ان اللبنانيين باتوا متعلقين ببعضهم ومدركين ان أي محاولة لتفريقهم عن بعضهم هي محاولة لضرب الاستقلال.
ووجه رساله إلى اللبنانيين "لبنان لا يموت والحياة أقوى من الموت وهي فعل إرادة، خاصة إذا كانت المناسبة هي الأعياد، ان الشهداء لم يموتوا، وهم أحياء بيننا ومستمرون معنا، وهم الذين يعطونا القوة لإكمال نضالنا، ومن أجلهم ستستمر المسيرة والحياة".
جيزيل خوري
وأكدت جيزيل خوري انهم سيكملون المسيرة مهما كان الثمن، وأن دماء الشهداء الذين سقطوا ستروّي شجرة الأمل بوطن حرّ وسيّد، ولبنان ديموقراطي وحديث، وبيروت ربيع العرب التي تنظر دوماً إلى جهة الشمس المشرقة.وقال الطفل ايليو اندريه مراد، نجل الشهيد اندريه مراد الذي سقط مع الشهيد جبران تويني، حرام تحرموا أطفال لبنان من بيوتهم ومن البسمة ومن الأعياد ومن الأحلام ومن آبائهم، نريد وطناً يعيش وأن يكون المستقبل لنا.

3 إصابات بقنابل عنقودية في الجنوب
المستقبل - الخميس 21 كانون الأول 2006 -
أصيب المواطن وسام محمد طباجة (35 عاما) من بلدة كفرتبنيت بجروح من جراء انفجار قنبلة عنقودية في منطقة مرجعيون. ونقل الى مستشفى الشيخ راغب حرب في النبطية.كما نقل الى المستشفى الجريحان محمد علي ياسين (من كفرتبنيت مواليد 1969) ومعروف حسين وهبي (من حاروف مواليد 1970)، وقد اصيبا في انفجار قنبلة عنقودية من مخلفات عدوان تموز في وادي بلاط ـ قضاء مرجعيون.
طيران إسرائيلي
وحلقت طائرة إستطلاع إسرائيلية من دون طيار فوق حاصبيا والعرقوب ومرجعيون وصولا الى أجواء البقاع الغربي. وحلقت طائرة استطلاع إسرائيلية من نوع "أم.ك" عند الثامنة صباح امس وعلى علو متوسط في اجواء بلدات انصار، الدوير، الشرقية، جبشيت وحاروف.
وتزامن هذا التحليق مع حركة عسكرية كثيفة للقوات الإسرائيلية قبالة الأراضي اللبنانية في القطاع الشرقي من الجنوب، وتحرك بين مواقع: تلة رياق، الحماري، الغجر، والضهيرة، وصولا الى مزارع شبعا المحتلة.