المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم الأحد 23 كانون الأول 2007

إنجيل القدّيس يوحنّا .53-45:7

ورَجَعَ الحَرَسُ إِلى عُظَماءِ الكَهَنَةِ والفِرِّيسيِّين فقالَ لَهم هؤلاء: «لِماذا لم تَأتوا بِه؟» أَجابَ الحَرَس: «ما تَكلَّمَ إِنسانٌ قَطّ مِثلَ هذا الكَلام». فأَجابَهُمُ الفِرِّيسيُّون: « أَخُدِعْتُم أَنتُم أَيضاً؟ هل آمنَ بِه أَحَدٌ مِنَ الرُّؤَساءِ أَوِ الفِريسيِّين؟ أَمَّا هؤلاءِ الرَّعاعُ الَّذينَ لا يَعرِفونَ الشَّريعَة، فهُم مَلعونون». فقالَ لَهم نيقوديمُس وكانَ مِنهم، وهُو ذاكَ الَّذي جاءَ قَبْلاً إِلى يَسوع: «أَتَحكُمُ شَريعَتُنا على أَحَدٍ قَبلَ أَن يُستَمعَ إِلَيه ويُعرَفَ ما فَعَل؟»أَجابوه: «أَوأَنتَ أَيضاً مِنَ الجَليل؟ إِبْحَثْ تَرَ أَنَّه لا يَقومُ مِنَ الجَليلِ نَبِيّ». ثُمَّ انصَرَفَ كُلُّ مِنهُم إِلى بَيتِه.

 

وظيفة الفراغ ودور العماد عون

الهام فريحه/الأنوار

ما تبقَّى من أيام السنة بدأ يمّر سريعاً لتتلاشى معه شيئاً فشيئاً آخر الآمال بإمكانيَّة إجراء الإنتخابات الرئاسيَّة هذه السنة إلاّ إذا حصلت معجزة دستورية أو سياسية أو إقليمية - دولية، وهذا ما ليس واضحاً في الأفق لا داخلياً حيث الأكثرية والمعارضة في أعلى درجات التصادم، ولا خارجياً حيث الإتهامات المتبادَلة بالعرقلة بلغت ذروتها. اللبنانيون بدأوا يضعون أيديهم على قلوبهم ويطرحون أسئلة كبرى منها: هل ما وصل إليه البلد مخطط له ليقع في الفراغ? وما هي (الوظيفة) المطلوبة من هذا الفراغ اليوم? هل ما وصل إليه الوضع في البلد هو نتيجة سوء أداء الأكثرية الحاكمة أم المعارضة التي أخفقت في جميع أهدافها منها إسقاط الحكومة والنتيجة كانت شلّ وسط بيروت وإقفال عدد كبير من المؤسسات? أم أن الوضع أكثر تعقيداً مما نتصوَّر?

  الأجوبة غير موحَّدة، لكن ما هو أكثر تداولاً يتلخص بالتالي:

في كلّ مرّة يقع فيها الفراغ في البلد يتم ملؤه بما لم يكن فيه، عام 1988 تعثَّر إجراء الإنتخابات الرئاسيَّة فتشكّلت حكومة إنتقالية برئاسة العماد ميشال عون و(وظيفتها) التحضير لإجراء الإنتخابات، آنذاك تمَّ التحضير لكلّ شيء ولكل الإحتمالات إلاّ إحتمال إجراء الإنتخابات، والمفارقة أنه في ذلك الحين، كما اليوم، كان هناك إشتراطٌ لسلةٍ مسبقة قبل الإنتخابات لم تتحقق السلة ولم يُنجَز الإستحقاق، وعلى وقْعِ الحروب المتتالية إنعقد مؤتمر الطائف الذي أنتج وثيقة رأى فيها البعض إنتقاصاً من صلاحيات رئيس الجمهورية فيما رأى فيها البعض الآخر نقلاً لبعض الصلاحيات من رئيس الجمهورية إلى مجلس الوزراء مجتمعاً.

اليوم، يكاد التاريخ أن يُعيد نفسه:

إشتراط سلة إصلاحات قبل إجراء الإنتخابات الرئاسية، وبعد ثمانية عشر عاماً على (السابقة الأولى) وكان العماد عون آنذاك في قلب الحدث، يُخشى أن يتكرَّر الوضع في (سابقة ثانية) والعماد عون في قلب الحدث أيضا.

يطرح العماد عون أن تتحوَّل السلة إلى نصوص دستوريَّة، فكيف يتم ذلك?

وهل في الأفق (طائفٌ ثانٍ)?

يعتقد العماد عون بأن هذا (الطائف) يُفتَرَض أن يُذيل الشوائب من (الطائف الأول)، لكن قراءةً للوضع الداخلي والإقليمي والدولي، توصِل إلى إستنتاج أن أي سلوكٍ لطريق إتفاقٍ جديد محفوف بالمخاطر، آنذاك كان هناك توافقٌ عربي ودولي على التوصل إلى إتفاق، وكانت هناك اللجنة العربيَّة العليا وبدعمٍ أميركي ورضى فاتيكاني وفرنسي. اليوم هناك شرذمة داخلية وقطيعة عربية بين الدول العربية المعنيَّة بالشأن اللبناني، وإحتكاكٌ دولي - عربي، فمن أين يولد إتفاقٌ جديد بالنسبة إلى لبنان? الحالمون والمغامرون والمقامرون، عليهم بقراءة خارطة التعقيدات قبل زجّ لبنان مجدداً في المجهول.

 

 مبارزة أميركية - سورية تحت (نافذة) فرنسية

رفيق خوري

ليس غريبا، وان كان مستغرباً، ان تعود أزمة الرئاسة الى المربع الأول برغم التوافق المعلن على ترشيح العماد ميشال سليمان. فنحن ندور حول أنفسنا وحول العالم في لعبة معقدة، وان تخيلنا اننا ننتقل من فصل الى آخر. وكل ما تصورنا انه صار وراءنا لا يزال أمامنا، أليس الصراع على رئاسة لبنانية ذات طابع اقليمي ودولي يعيدنا الى الصراع على محكمة ذات طابع دولي? أليس الجدل الذي استمر عاماً كاملاً حول حكومة وحدة وطنية في غياب الأسس الحقيقية للوحدة الوطنية هو الجدل الحالي حول الحكومة قبل الرئاسة? وما الجديد في يوميات لبنان التي هي أيضا يوميات اقليمية ودولية? الجديد هو فقط في الشكل: أصحاب المبادرات والوساطات المحلية والعربية والأوروبية اكتشفوا انهم مثلنا على هامش اللعبة يلعبون في الوقت الضائع. واللاعبون الأساسيون وجدوا أنفسهم مضطرين للانتقال من الكواليس الى المسرح. الرئيس جورج بوش يرفض الحوار مع الرئيس بشار الأسد، ويعيد قوى 14 آذار الى الخيار الذي تخلّت عنه بناء على حسابات محلية وعربية وأميركية، وهو انتخاب رئيس بالنصف زائداً واحداً (يعترف به العالم). ووزير الخارجية السوري وليد المعلم يتهم واشنطن بالتعطيل ثم يضع للتوافق على انتخاب الرئيس معياراً يحدّد من خلاله توزيع الحصص في الحكومة: الثلث المعطّل للمعارضة، أقل من الثلثين للأكثرية والباقي لرئيس الجمهورية. واشنطن تقف وراء الأكثرية لكي تبقى السلطة في يدها، بصرف النظر عن مضاعفات الأزمة على لبنان. ودمشق تقف خلف المعارضة رافضة أي ضغط على حلفائها ومصرّة على تحقيق مطالبهم لمنع الأكثرية من الاستئثار بالسلطة. والنتيجة، في الحالين حتى إشعار آخر، هي استمرار الصراع بكل أبعاده المحلية والاقليمية والدولية.

  لكن القراءة الثانية في المواقف توحي ان هناك نافذة ضيّقة لم تغلق بعد. كيف? فتّش عن (اللغز) في الدور الفرنسي. فما يقال، وسط تبادل الاتهام بالتعطيل بين واشنطن ودمشق كما بين الأكثرية والمعارضة، هو التسليم بأن المبادرة الفرنسية التي تحدث الجميع عن فشلها تبدو مطلوبة من جديد. سوريا تتحدث عن تفاهم مع فرنسا عطّله موقف أميركي. وبيروت تتحدث عن (ورقة كوشنير) التي يتهم الرئيس نبيه بري والنائب سعد الحريري كلاً منهما الآخر بالتراجع عن الموافقة عليها. فهل تعاود باريس الدور أم ان اليوم، السبت، هو (الفرصة الأخيرة) في نظر الرئيس ساركوزي? الرئيس الفرنسي محبط لكنه لم يفقد الأمل نهائياً واللبنانيون لا يعرفون ان كانت المواقف الحادة تزيد الضغوط من أجل التوصل الى تسوية أو انها تكرّس الفراغ الرئاسي وتفتح الأبواب واسعة أمام المخاطر المصيرية على الجمهورية وربما على النظام.

 

اسرار الصحف الصادرة صباح اليوم السبت 22 كانون الاول 2007

ورد في الصحف هذه الاسرار

السفير

تخللت الاجتماع الأخير لرئيس كتلة نيابية في الأكثرية ومرجع حكومي "حفلة عتاب" على خلفية "تمرير" موضوع تجاوز الحكومة في التعديل، مع تأكيد الجانبين على ضرورة إجراء مراجعة لتجربة ما بعد ترشيح ميشال سليمان.

تلقى مرجع روحي جنوبي اتصالاً هو الأول منذ سنة، من شخصية في الأكثرية، تمّ خلالها التشديد على أهمية الالتزام بالثوابت والمسلمات الوطنية وفي طليعتها مواجهة العدو المشترك.

يتردد أن خلافاً صامتاً يدور في عاصمة الجنوب بين نافذين ينتمون إلى تيار سياسي بارز وذلك على خلفية قرار مستجد بتجاوز مرجعية جنوبية في التيار المذكور!

النهار

اسرار الآلهة : نقل عن ديبلوماسي عربي قوله في مجلس خاص انه يعجب من وجود زعماء لبنانيين ولاؤهم لوطنهم هو دون ولائهم لغيره، ويفضلون مصالح الآخرين على مصالحه.

من المسوؤل : اقترح نواب تكليف وفد من الرابطة المارونية برئاسة الدكتور جوزف طربيه تقريب وجهات النظر بين العماد ميشال عون وزعماء مسيحيين في قوى 14 آذار.

لماذا : يعتقد بعض السياسيين الذين التقوا مساعد وزيرة الخارجية الاميركية ديفيد ولش ان الولايات المتحدة الاميركية لا تبدو مستعجلة على اجراء انتخابات رئاسية في لبنان والا لكانت تصرفت على نحو يؤمن ذلك.

الاخبار

الحريري وشعرة معاوية مع برّي

ألغى رئيس كتلة نواب المستقبل مشروعاً كان يقضي بقضاء عطلة عيد الأضحى في المملكة العربية السعودية إلى جانب أفراد عائلته. وقد تزامن ذلك مع العودة المفاجئة لمساعد وزيرة الخارجية الأميركية دايفيد ولش إلى بيروت مرة ثانية. وأبلغ الحريري بعض أقطاب قوى 14 آذار بأن المرحلة تقضي بالبقاء في لبنان وخصوصاً أن شعرة معاوية التي انقطعت مع الرئيس نبيه بري أعاد وصلها النائب وليد جنبلاط الاثنين الماضي، وهو حريص على تمتين هذه الشعرة وحمايتها.

حرب والثلث المعطّل وطائف جديد

نقل عن النائب بطرس حرب المرشح الرسمي السابق لقوى 14 آذار، أن المشكلة الحالية لا تختصر بالسعي إلى تسهيل انتخاب رئيس جديد للجمهورية وملء الفراغ الرئاسي في قصر بعبدا بقدر ما هي مواجهة بين دعاة الحفاظ على ما نص عليه اتفاق الطائف نصاً وروحاً، وفئة أخرى تمثلها بعض المعارضة تعمل بكل قواها لتجاوز ما نص عليه الاتفاق والسعي إلى طائف جديد.

وقال إن الانتخابات الرئاسية مثّلت الفرصة المناسبة للانقضاض على هذا الاتفاق وإنهاء مفاعيله الدستورية والسياسية وتكريس واقع جديد أقله إعطاء الفيتو لأي طائفة من الطوائف اللبنانية الأساسية الثلاث لتعطيل القرار السياسي ساعة تريد.

بعض نوّاب الأكثريّة خارج السجن

فوجئت الأوساط الإعلاميّة بعدد من نواب الأكثرية لدى توجيه المعايدات لهم بمناسبة عيد الأضحى المبارك، وقد باتوا خارج لبنان. وأبلغ أحدهم أحد أصدقائه أنه ليس في وارد العودة إلى سجن النجوم الخمسة، معتبراً أن من السهل العودة إلى بيروت عند الاتفاق على انتخاب الرئيس العتيد.

موقف بوش ومفاجأة مسيحيّي الأكثريّة :

أبلغ مساعد وزيرة الخارجية الأميركية دايفيد ولش المسيحيّين من قوى الأكثرية، الذين التقاهم في منزل الرئيس أمين الجميّل يوم الأربعاء الماضي، أنّه ليس لبلاده أي مشروع واضح أو مخرج للمأزق الرئاسي في المرحلة المقبلة، وهي تكتفي اليوم بتأكيد دعمها للأكثرية على كل المستويات.

ولمّا سُئل إلى متى سيبقى ذلك؟ قال: "إن نهاية العام موعد مهم للانتقال إلى البحث في المخارج الممكنة". ولمّا سئل عن إمكان انتخاب رئيس جديد بالنصف زائداً واحداً؟ قال: "إنه خيار يحتاج إلى موافقة البطريرك نصر الله صفير بعد ترميم الصفوف التي تصدّعت في الفترة الأخيرة". ولذلك فوجئ المسيحيّون بموقف الرئيس الأميركي جورج بوش الذي تحدث أول من أمس عن دعم أميركي لهذه الخطوة، وتساءل أحدهم بالقول: هل كان لدى ولش جدولان للأعمال في لقاءاته؟

المستقبل

عُلم أن مراكز القرار في دولة كبرى تدرس أكثر الإجراءات "أذيّة" للنظام في دولة مجاورة للبنان لاقتراحها على المجتمع الدولي والسير بها.

ذُكر أن مرجعاً معنياً مباشرة بالاستحقاق الرئاسي لم يستطع أن يعِد من التقوه أخيراً بـ"شيء" مكتفياً بحديث عمومي عن إمكان إجراء الاستحقاق "في أي وقت".

لفتت أوساط متابعة الى أن "الرئيس التوافقي" يُبدي غضباً حيال الشروط التي تجعل المشهد مسيئاً إليه مباشرة.

البيرق

شكك مرجع في جدية طرح مسؤول دولي ازاء ملف حساس واعتبره لعبة بلياردو

الشرق

سياسي بارز اعطى الضوء الاخضر لمقربين منه لفتح النار على فاعليات في الاكثرية للتغطية على ما لحق به من تشوهات بعد المواقف التي تناولت المعارضة ومطالبها وشروط سورية بالنسبة الى شكل الحكومة الجديدة

دبلوماسي اوروبي وصف زيارته الاخيرة الى رئيس كتلة نيابية بانمها لاعطائه مزيدا من النصح ولاعادة النظر بمواقفه وتصرفاته

اللواء

اعتبرت شخصية كبيرة لا تزال تحظى بالتوافق الثابت ان العبرة في الممارسة والاداء هي في الحفاظ على المؤسسات الدستورية

اثر قيادي بارز في الاكثرية التزام الصمت في لقاء جمع موفد دولي مع شخصيات في الفريق الذي ينتمي اليه

على الرغم من مواظبة نائب متني بارز على حضور اجتماع كتلته فان ازمة الثقة تحكم العلاقة مع رئيس تلك الكتلة

البلد

بعد التداول في المادتين 73و74 خطفت المادة 31 الاضواء لما جاء على متنها ط من باب مطلق ومن باب ان هناك امكانية لانتخاب رئيس خارج الدورات العادية

ابلغت السلطات المختصة عشية الاعياد من الدائرة القانونية للامم المتحدة ما مفاده ان المحكمة :ان المحكمة ستدخل حيز جهوزية التشغيل في شباط في لاهاي

اثار اطلاق مواطن منطادا ليلة عيد الاضحى مضاء صيني الصنع من على جسر فوق مركز حكومي ودولي وساحة استنفارا قبل معرفة حقيقة الامر

 

البطريرك صفير التقى رؤساء الرهبانيات الكاثوليكية والبطريرك عبد الأحد وشخصيات:

نأسف شديد الاسف للفراغ الحاصل في الرئاسة ونسأل الله ان يسوي أمورنا لتستقيم

وطنية- 22/12/2007 (سياسة) أسف البطريرك الماروني الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير للفراغ الحاصل في سدة الرئاسة منذ حوالي الشهر، ودعا الى الصلاة "ليكون لنا رئيس وان تنطلق الدولة لانه ما من جماعة بامكانها ان تعيش من دون دولة وما من قبيلة الا ويكون لها رئيس يصرف امورها ويديرها".

جاء كلام البطريرك صفير خلال استقباله مجلس الرؤساء العامين والرئيسات العامات للرهبانيات الكاثوليكية، وقد ألقت باسمه الام دانيالا حروق كلمة تقدمت فيها بالتهاني لمناسبة حلول الاعياد معتبرة "ان يسوع هو هو، بالامس واليوم وللابد، وحده المجدد الحقيقي، ووحده المستقبل المشع للانسان وللعالم، وهو الرجاء الكبير والكامل والنهائي، زارنا ووهبنا الحياة وسيعود في نهاية الزمن، ان به نترجى وننتظر عودته".

ورد البطريرك بكلمة رحب فيها بالزيارة، شاكرا المعايدة، وقال: "نأمل ان يعيد الله علينا العديد من امثال هذا العيد ولبنان بخير وعافية".

اضاف: "تعيشون ما نعيشه جميعا من مآسي في هذه الايام ولا نريد ان نتطرق اليها ولكن الله لا يتركنا وهو دائما معنا وانه يسمع صلاتنا، واننا نأمل ان نعيش دائما معا ولا يجب ان نيأس وان نقنط، واذا كانت خطيئتنا وخطيئة شعبنا كبيرة في هذه الايام، فاننا نأمل ان تكثر النعمة وان يعطينا الله ما نحتاج اليه من عافية وعزاء لكي نجتاز هذه المحنة القاسية التي تمر علينا".

وتطرق البطريرك صفير الى موضوع الفراغ في سدة الرئاسة بالقول: "تعرفون ان هذه هي المرة الاولى التي تعلق فيها رئاسة الجمهورية، كانت هناك فترات من تاريخ لبنان ينتخب فيها الرئيس قبل ستة اشهر انما هذه المرة قد مضى شهر ولبنان دون رئيس".

اضاف: "نحن نأسف لهذا الشيء شديد الاسف، ولكن يجب ان نصلي لكي يكون لنا رئيس يصرف الامور ويدبرها، وان تنطلق الدولة لانه ما من جماعة بإمكانها ان تعيش من دون دولة وما من قبيلة الا ويكون لها رئيس يصرف امورها ويدبرها، ولذلك علينا ان نصلي دائما. ان الله لا يتركنا ولكن علينا ان نلح عليه بالطلب لكي تستقيم أمورنا ولكي ينطلق بلدنا في مسيرته، وانكم تعرفون ان هذا البلد هو الوحيد في هذه المنطقة الذي فيه بعض من الحرية ان لم تكن كاملة انما هي أكبر من سواها، لذلك نسأل الله ان يجود علينا دائما بهذه الحرية وان يسوي أمورنا لتستقيم وليبقى لبنان وطن المحبة والرسالة والسلام".

كما استقبل البطريرك صفير بطريرك السريان الكاثوليك مار اغناطيوس الثامن عبد الاحد على رأس وفد من نوابه ومجلس المدبرين جاء للمعايدة وتقديم التهاني بالاعياد، وكانت مناسبة للتداول في ما بينهم بالاوضاع والمستجدات على الساحة اللبنانية".

كما التقى البطريرك صفير في اطار التهنئة بالاعياد الرئيس الفخري للكشاف المسيحي مختار بلدة أدما جورج شهوان، قنصل لبنان في المانيا مروان كلاب والنائب السابق مانويل يونس، بالاضافة الى الهيئة التنفيذية للامانة العامة للمدارس الكاثوليكية برئاسة الاب مروان ثابت والعديد من الفاعليات الاجتماعية والانسانية والخدماتية والنقابية والمؤمنين.

 

جعجع: لدى 14 آذار خيارات ستدرسها في حال استمر الفراغ واذا انسحب العماد سليمان سنحث النواب على انتخاب رئيس

وطنية- 22/12/2007(سياسة) اعتبر رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع "ان لدى قوى 14 اذار خيارات ستقوم بدرسها في حال استمر الفراغ الرئاسي"، واكد مجددا "على وجود مشاكل وصعوبات مع الفريق الاخر لانتخاب العماد سليمان رئيسا للجمهورية". وردا على سؤال للمؤسسة اللبنانية للارسال حول الموقف في حال انسحب الجنرال سليمان من المعركة، اجاب:" عندها سنحث النواب للنزول الى المجلس النيابي وانتخاب رئيس". وعلق على كلام الرئيس نبيه بري قائلا "ان الرئيس بري "شاطر " بتسويق وتغليف المواقف وكلامه عن استعداده لعقد جلسات لانتخاب الرئيس في مطلع العام المقبل لن يؤدي الى انتخاب العماد سليمان لانه لن يعود هناك امكانية لتعديل الدستور بعد نهاية العام الحالي". وفيما يتعلق بكلام العماد ميشال عون واتهامه اياه انه تابع ولا يملك حرية القرار اكد" ان القوات اللبنانية بتاريخها الطويل بالنضال والتضحيات والدموع والسجن لايمكن ان تكون تابعة .ولا يمكن لاحد ان يصدق هذا الكلام". ودعا "الجنرال" الى الجلوس "كالرجال " والتباحث بكيفية الخروج من الوضع المتدهور.

واكد "ان لاتطابق بين مواقف 14اذار والمواقف الاميركية حاليا ، بل هناك تقاطع مصالح بين قرارات 14اذار والقرارات الدولية وهذا ليس حال الفريق الاخر مع سوريا ، لان سوريا لاتريد شيئا من لبنان بل تريد كل لبنان".

وردا على الكلام الصادر عن قوى 14اذار الداعم للعماد سليمان ورفض الانتخاب بالنصف واحتمال تأجيل الجلسة المقبلة وما هي الاسترتيجية لمواجهة هذا الواقع؟ ابدى جعجع تخوفه من الصعوبات التى يواجهونها مع الفريق الاخر، "بحيث ان قناعتهم باختيار العماد سليمان كانت انه لا يمكن لاي فريق الاعتراض او رفض هذا الترشيح، لان كل همنا ان نملئ الفراغ الرئاسي باسرع وقت ممكن، ولكن للاسف الفريق الاخر عطل وما زال مستمرا في التعطيل، واذا استمروا على موقفهم سنصل الى حائط مسدود ، عندها لا يمكن ان نقبل باستمرار الفراغ وسندرس كل الاحتمالات لمواجهته".

وماذا لو قرر العماد سليمان الانسحاب من معركة الرئاسة، اجاب "في هذه الحالة وهنا اتكلم عن موقفنا كقوات لبنانية، سنطلب فورا من النواب النزول الى المجلس النيابي لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، فنحن الان تحت احكام المادة 74 من الدستور والتى تقول بشكل واضح انه اذا خلت سدة الرئاسة يجتمع المجلس فورا وبحكم القانون ينتخب رئيسا للبلاد . ولا حجة لاي فريق للتلاعب تحت اي عذر كان والدليل ان الرئيس بري يستشهد حاليا بها ويعتبر اننا تحت احكامها وهي ستصبح سارية المفعول".

سئل: لكن الرئيس بري يجزم ان العماد سليمان هو رئيس مع وقف التنفيذ ولا يرى اي مانع دستوري من انتخابه في السنة المقبلة، كيف سيتم هذا الانتخاب من دون تعديل دستوري؟

اجاب:" الرئيس بري كتير "شاطر" بتسويق وتغليف المواقف ، ولكن في السنة الجديدة لا يمكن للمجلس النيابي ان يعدل الدستور، لانه لا يعود في حالة عقد عادي ، عندها كيف يمكن للنواب ان ينتخبوا العماد سليمان ؟. من هنا فان كلام الرئيس بري كلام جميل ولكن لا معنى عمليا له ولا يؤدي الى اي نتيجة ولا يؤدي الى انتخاب رئيس للجمهورية ولا يؤدي الى انتخاب العماد سليمان رئيسا للجمهورية".

سئل: رفض العماد عون دعوتكم لمناقشة الوضع المسيحي وقال انكم تابعون لمجموعة لا تملكون فيها حق القرار، ودعاكم للخروج من القفص حتى يحاوركم، عمليا من يملك حرية القرار وهل صحيح انكم موجودون حاليا في قفص ؟

اجاب:" انا كنت فعلا موجود بقفص هذاالقفص الذى كان الجنرال عون يحبس الناس فيه .ولكن خرجت منه في 26 تموز 2005 وبالحقيقة ان المشكلة مع الجنرال عون انه يطرح يوميا نظريات تحتاج لوقت وايام للرد عليها واذا لم ترد عليها فهنالك طواحين يومية من الاشاعات والاقاويل والاكاذيب والامور التى لاعلاقة لها بالواقع وهكذا يصبح الرأى العام في مكان اخر .انا فعلا اتاسف لهذا الكلام خصوصا عندما يتعلق بالقوات اللبنانية فهذه المؤسسة التى قدمت الكثير من التضحيات وقدمت الالاف والالاف من الشهداء، والدموع والعرق والدم، وسنين وسنين طويلة من النضال المستمر ، بالاضافة الى 11سنة من السجن انا والكثير من الرفاق . ياتى من يقول ان القوات اللبنانية تابعة. ولكن انا اكيد انه لا يمكن لاي احد يعرف تاريخ ونضال القوات اللبنانية ان يصدق ان القوات اللبنانية من الممكن ان تكون تابعة لاي احد على الارض ولكن لابد من التوضيح ان عالم الجنرال عون ضيق والانسان عنده اما تابع او متبوع . ولا حل اخر عنده .ولكن اذا تابعنا الصحافة منذ اسبوعين حتى اليوم وما تم فيها من تسريبات عن المناقشات الحادة التى كانت تجرى داخل14 اذار فيما يتعلق بالانتخابات الرئاسية يعرف جيدا اذا كنا تابعين ام لا .ولكن يبدو ان الجنرال لا يرى هذه الامور ولا يقرأها. وبكافة الاحوال ان التابع فعليا هو من يحمل سلة مطالب بما يتعلق برئاسة الجمهورية تتطابق تماما مع مطالب السلة التى اعلن عنها وزير خارجية سوريا وليد المعلم. واقصى تمنيات العماد عون هو ان يلتقى بسعد الحريري وقد ذهب الى باريس لهذه الغاية وهذا واضح في عناوين الجرائد، لذا اتمنى على الجنرال عون ان نضع هذا الكلام جانبا لانه لا يفيد ولنجلس سويا كالرجال حتى نتباحث بكيفية ايجاد حل للوضع المتدهور الذى نمر به في الوقت الحاضر".

سئل: اذا كان هنالك تطابق بين سياسية المعارضة وتوجهات العاصمة السورية دمشق ولكن البعض يعتبران هنالك تطابق بين مواقفكم ومواقف الرئيس بوش مؤخرا، اليس هذا تطابقا ايضا مع الموقف الاميركي ؟

اجاب:" لا ليس هنالك تطابق في الوقت الحالى مع الموقف الاميركي ، فنحن بصدد الدفع باتجاه انتخاب العماد سليمان ولكن موقف الرئيس بوش باتجاه اخر، واذا كان في بعض الاحيان تطابق بين مواقفنا ومواقف الجهات الدولية يكون ذلك من قبيل الصدفة او من قبيل تقاطع المصالح وليس من قبيل اي شئ اخر .اما فيما يتعلق بسوريا فالوضع مختلف لان لا مصالح معها . وعندما كنت أسال عن ماذا تريد سوريا من لبنان، كنت اجيب ان سوريا لا تريد شيئا من لبنان لانها تريد لبنان واستراتيجتها مازالت هي هي تجاه لبنان ولكن باساليب اخرى باعتبار ان جيشها خرج عسكريا من لبنان، ولكنها تحاول بطرق واساليب مختلفة لم نكن نتصورها ولكن هذا ما يحصل للاسف الشديد".

 

محفوض:العماد عون هو الذي يريد الفراغ في السلطة لا المحيطين به

وطنية - 22/12/2007 (سياسة) اكد المحامي ايلي محفوض في حديث الى موقع "في لبنان" الالكتروني، "ان العماد ميشال عون هو الذي ينشق عن ناسه ومؤيديه، وهو الذي يتبدل بسرعة البرق طالما ان هذا التبدل يخدم مصلحته، وهو الذي يريد الفراغ في سدة الرئاسة الاولى لا بعض المحيطين به. فاذا لم يكن هو القابض على السلطة، فانه سيعمل على الابقاء على الفراغ". اضاف: "ان (النائب) ميشال المر يمهد الطريق للانتخابات النيابية العام 2009 حيث لن تكون المشهدية نفسها، فتحالفات الوزير الياس المر وخياراته وتحالفاته لن تكون مستقبلا حكما مع العماد عون". وتوقع "ان تظهر انتخابات بعبدا - عاليه مفاجأة كبيرة، وهذه المفاجآت ستكون لدى الصوت المسيحي نتيجة وعي الناس وادراكهم ان ميشال عون لم يعمل في حياته سوى لاضعاف المسيحيين وجعلهم ينقسمون على انفسهم".

 

الرئيس السنيورة عرض الاوضاع مع القائم بالاعمال الفرنسي واتصل بالرئيس السوداني وبرئيس الاستخبارات السعودي مهنئا بالاضحى

وطنية - 22/12/2007 (سياسة) استقبل رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة، قبل ظهر اليوم في السراي الكبير، القائم بالأعمال الفرنسي اندريه باران الذي أوضح بعد اللقاء "انه أجرى جولة أفق مع رئيس الحكومة حول الوضع الحالي في لبنان". وردا على سؤال حول الانتخابات الرئاسية قال باران:"لا بد ان تحصل هذه الانتخابات ولو بعد حين". وأجرى الرئيس السنيورة اتصالا هاتفيا بالرئيس السوداني عمر حسن البشير، وآخر برئيس الاستخبارات السعودي الأمير مقرن بن عبد العزيز، للتهنئة بعيد الأضحى المبارك.

 

بيضون: المطلوب اليوم ليس تكرار محاصصات الماضي بل السهر على ابتعاد مفهوم المشاركة عن المحاصصة

وطنية - 22/12/2007 (سياسة) رأى النائب السابق محمد عبد الحميد بيضون "ان المحاصصة وتوزيع المراكز الوزارية صار اهم من انتخاب رئيس وكأن كل طرف ينظر الى حصته في الحكومة على انها ضمانة اكبر من ضمانة وجود رئيس يسهر على احترام الدستور وتطبيق التوازن الوطني".

واشار الى "ان كل يوم يمر يهدف الى تعويد اللبنانيين على الفراغ الرئاسي ويهدف الى تهميش دور الرئاسة، وتاليا دور المسيحيين اللبنانيين، وصار من الثابت ان التأجيل وراء التأجيل للجلسات هدفه تكبيل الرئيس القادم وربطه بمشاريع وسياسات لا تنبع من قناعاته الوطنية بل من مصالح وارتباطات معظمها خارجي وفئوي".

وشدد بيضون على "ان حماية الوجود المسيحي اللبناني ودوره في لبنان والمنطقة ينطلق من دور الرئاسة اللبنانية في الحرص على الموقف العربي الجامع والمتوازن وليس بارتباط هذه الرئاسة او بارتباط المسيحيين بالمحاور الاقليمية وتطلعاتها. من هنا فان الرئيس اللبناني المقبل له دور في ترتيب العلاقات بين العرب واعادة جمع صفوفهم ولا يربح لبنان اذا بقي منتظرا تسوية العلاقات السورية السعودية او غيرها لكي يكون لديه رئيس . لبنان له دور فعال في المصالحة العربية وليس مجرد غطاء للخلاف او المصالحة". واعتبر "ان حل الازمة الحالية مرتبط بانفاذ قرارات الحوار الوطني وخصوصا اعادة ترتيب العلاقات اللبنانية - السورية وصياغة دور المقاومة ضمن مرجعية الدولة اللبنانية، وهذا ما يتطلب دورا رئاسيا فاعلا. اما الاتيان برئيس مكبل بقيود سياسية ووزارية وتعهدات وارتباطات فلن يسمح بحل الازمة بل سيفقد البلد موقعا ومركزا مرجعيا يلجأ اليه جميع الاطراف لحل الازمات". وختم بيضون:"ان المشاركة الوطنية لا تعني المحاصصة ولا تعني تقاسم بعض رؤساء الكتل والسياسيين المراكز الوزارية والادارية، فتجربة المحاصصة من خلال الترويكا وغيرها كانت قاتلة للبنان ولدولته وسبب فشل كل المرحلة الماضية. اما اليوم فالمطلوب ليس تكرار محاصصات الماضي بل السهر على ابتعاد مفهوم المشاركة عن المحاصصة وهذا لا يكون الا برئيس يحفظ الدستور ويسهر على التوازن الوطني ويقدم مصلحة الدولة على مصالح الطوائف والمذاهب، لذلك فالانتخاب الفوري للرئيس هو ضمانة للحفاظ على الميثاق الوطني واتفاق الطائف. اما العكس فلن يؤدي سوى الى التصعيد وانهيار لبنان".

 

الوزير فتفت اكد ان لا عودة الى خيار الانتخاب بالنصف زائدا واحدا: الحكومة مجبرة على ممارسة صلاحيات الرئيس بعد مراجعة البطريرك صفير

ارجح عقد جلسة لمجلس الوزراء الاثنين لمناقشة قانون تعديل الدستور

وطنية - 22/12/2007 (سياسة) جزم وزير الشباب والرياضة احمد فتفت في حديث ل"صالون السبت" من صوت لبنان، "ان لا عودة الى خيار النصف زائدا واحدا في الوقت الحالي"، لكنه لفت الى "ان هذا الحق يبقى حقا قانونيا ودستوريا وهو إحتياط إستراتيجي يمكن إستعماله لمنع الفراغ النهائي في موقع الرئاسة".

ولم يستبعد "ان يكون مصير جلسة السبت المقبل كمصير جلسة اليوم، إذا ما إستمرت المعارضة على موقفها"، ورأى "ان ثمة أطرافا لديها النية لتكبيل الرئيس المقبل وتعطيل قدرته على الحكم إذا لم تتمكن من إطالة أمد الفراغ".

كما، إستبعد "وجود تباين في الموقفين الاميركي والفرنسي تجاه سوريا"، وإذ اشار الى كلام للفرنسيين في الإتصالات الخاصة أقصى من الكلام الاميركي لأنهم يعتبرون انهم خدعوا من النظام السوري"، توقع "ان نرى تطورا في السياسة الفرنسية في خلال الأيام المقبلة". وأكد "ان زيارة مساعد وزيرة الخارجية الاميركية دايفيد ولش الى بيروت مرتين في خلال فترة قصيرة كان هدفها فقط توضيح نقطة نهائية بأن لا صفقة اميركية – سورية على حساب لبنان" .

وشدد على "ان الاكثرية غير معنية بما يقوله الاميركيون والفرنسيون"، وقال: "أعتقد ان كلام الرئيس الاميركي جورج بوش عن النصف زائدا واحدا جاء من ذاكرته ردا على سؤال، وبالنسبة لنا خيارنا الحالي والمستمر هو إنتخاب العماد ميشال سليمان رئيسا بعد تعديل الدستور، اما موضوع النصف زائدا واحدا فهو إحتياط إستراتيجي نحتفظ به في الزاوية لمنع إستمرار الفراغ" .

أضاف: "هناك سيناريو واضح كلما تقدمت الاكثرية بخطوة في إتجاه المعارضة تتراجع الاخيرة الى الوراء، ونحن تقدمنا خطوات في إتجاه التسوية وللأسف الفريق الآخر يسير بالتصعيد مهما كانت الكلفة. فوجئنا، بكل الشروط الموضوعة، منها شروط لمكاسب سياسية إقليمية ومنها شروط لمكاسب سياسية داخلية ومنها تطاول وتعدي على صلاحيات الرئيس". وسأل: "هل تطرح علينا حرب داخلية لنذهب الى تعديل دستور الطائف ؟ وحذر من "يحاول لوي الاذرع للحصول على تعديل دستوري، بأنه لن يحصل على شيء إلا خراب لبنان"، مشددا على "ان مكان تعديل الدستور هو مؤتمر حوار وطني يعقد في قصر بعبدا وعندها فلتطرح كل الامور ضمن السلة المتكاملة".

وعن خطة البدائل التي تلوح بها الاكثرية في مواجهة حال الفراغ، أشار الى "ان الحكومة مجبرة على ممارسة بعض صلاحيات رئيس الجمهورية ولكن بشروط"، وقال: "بعد تعطيل إمكان تعديل الدستور، الحكومة ترى من واجبها إمكان ان تطرح تعديل الدستور. من جهة ثانية، الحكومة مكلفة وكالة صلاحيات رئيس الجمهورية وحفاظا على تسيير الامور اليومية للمواطنين لا يمكن ان يستمر الوضع على ما هو عليه، فثمة 800 موظف احيلوا على التقاعد ولا يمكن ان يقبضوا مستحقاتهم المادية إذا لم توقع الحكومة بصفتها وكيلا عن رئيس الجمهورية المراسيم الخاصة بهم، إضافة الى ترقيات عسكرية والتشكيلات القضائية التي أوقفها الرئيس السابق اميل لحود". اضاف: "الحكومة مجبرة على ان تمارس بعض صلاحيات رئيس الجمهورية لضرورة المصلحة الوطنية وبعد مراجعة المراجع الدينية وعلى رأسها البطريرك الماروني والقيادات السياسية المسيحية في الاغلبية".

وعن إحتمال تعيين وزيرين بديلين عن الشهيد بيار الجميل والوزير المستقيل يعقوب الصراف، اشار الى "ان التوجه الحالي للحكومة لا يرى ضرورة ومصلحة لتعيين وزيرين بديلين، وموضوع التعيينات لم يطرح في شكل جدي ولم يبت حتى الآن", لافتا الى "ان القرار يجب ان تأخذه الاكثرية وهو يحتاج الى تغطية من البطريرك صفير" . وإنتقد "المنطق الاستنسابي الذي يدير به الرئيس بري مجلس النواب"، وقال: "ان الرئيس بري كل همه ان يوحي انه لن يعترف بشرعية الحكومة، علما انه إعترف بها فعليا مرات عديدة ويوميا، بدءا من إعترافه بالنائبين اللذين فازا في الإنتخابات الفرعية وصولا الى مراسيم يومية توقع في وزارة الصحة تحت حجة تسيير الأمور".

أضاف: "عنجهية الرئيس بري انه يرفض الإعتراف بأمر واقع، وهو ان هذه الحكومة شاء ام أبى هي حكومة دستورية وقانونية ما زالت تتمتع بأكثرية في مجلس النواب ولا يزال لديها ثلث الوزراء وهي ميثاقية، لان الوزراء الشيعة لم يستقيلوا فعليا ووزراءه يمارسون فعليا صلاحياتهم".

وردا على سؤال، إعتبر "ان المعارضة لم تعلن رسميا عن تكليف العماد ميشال عون التفاوض بإسمها، وان الرئيس نبيبه بري لا يزال يفاوض بإسم المعارضة وان الاكثرية لا تزال تعتبر انه يمثل الطرف الآخر"، داعيا المعارضة الى "ان تجتمع وتعلن رسميا من يمثلها وتكشف عن مضمون ورقتها".

واكد "ان لا مشكلة لدى الاكثرية في محاورة العماد عون"، لكنه شدد على "ان قوى الرابع عشر من آذار ليست مستعدة للدخول في حوار حول اي ورقة فيها مس بصلاحيات رئيس الجمهورية"، معتبرا "ان عون يريد إبقاء الورقة مستورة ويتحفظ عن إعلانها لانه يريد ان يأخذ مكسبا سياسيا بالتهريب"، وقال: "واضح ان العماد عون لم يبلع ترشيح العماد سليمان وإذا أتيح له نسف هذا الامر فهو لن يقصر".

وحمل الوزير فتفت بعنف على "الخفة السياسية التي تناول بها العماد عون موضوع الإغتيالات السياسية"، وإعتبر "ان قوله بالامس انه لن يحصل في البلد اكثر من عملية إغتيال هو رسالة خطيرة بأنه إنسجم مع كل الانظمة الشمولية الموجودة في المنطقة التي طبقت سياسة تصفية الخصوم على مدى السنوات الستين الماضية".

ورد على كلام النائب ميشال عون الذي إتهم الاكثرية بأنها تعبر الاطلسي في تحالفاتها، فقال: "إن الجنرال كان أول من قطع المحيطات عندما كانت مصالحه الخاصة تنسجم مع المصالح الوطنية في وجه الوجود السوري، قطع المحيطات، ولكن عندما تضاربت المصالح الوطنية مع مصالحه الخاصة، وجد ان التسوية مع سوريا أقرب له لأن ذلك يسهل له الوصول الى قصر بعبدا". واكد "ان لا احد يملك حق الملكية في اي من المؤسسات الدستورية"، مشددا على ان " نسبة الشعبية لا تقرر من يصبح رئيسا للجمهورية بحسب الدستور اللبناني". وردا على سؤال، رجح الوزير فتفت عقد جلسة لمجلس الوزراء الاثنين المقبل لمناقشة مشروع قانون لتعديل الدستور، لافتا الى "انه وفي حال لم ياخذ مجلس النواب بهذا المشروع تصبح عندها الحكومة دستوريا امام تفعيل العمل الحكومي".

 

النائب حرب تخوف من أن يتحول لبنان إلى مادة للصراع الدولي: الحرص على انتخاب رئيس لا يقلل من ضرورة انتخابه في جو توافقي

وطنية- 22/12/2007 (سياسة) رأى النائب بطرس حرب أن "التأجيل المستمر للجلسات يعكس حال التأزم التي تعيشها البلاد وتهدد باستمرار الفراغ على مستوى رئاسة الجمهورية"، معتبرا أن "الموقف الأميركي يعبر عن بعد دولي هام وكبير ونأمل بالتالي أن يصار إلى توظيفه لا بتسعير الخلاف بين اللبنانيين، إنما بغية دفع المعنيين بالشأن اللبناني إلى التفتيش عن مخرج سريع يجنب البلاد مواجهة جديدة". وأكد في حديث إلى الموقع الإلكتروني "ليبانون فايلز" أن "الحرص على انتخاب رئيس جديد للجمهورية لا يقلل من ضرورة انتخابه في جو من التوافق السياسي وفي مناخ ديموقراطي سليم لا يشكل خطرا على وحدة البلاد ومستقبلها"، مبديا تخوفه من أن "يتحول لبنان إلى مادة للصراع الدولي وأن يعود إلى سابق عهده عندما كانت تتقاطع المصالح يصبح جائزة الترضية، وعندما كانت تختلف هذه المصالح يتحول إلى ساحة لتصفية الحسابات، وفي الحالتين كان يدفع لبنان الثمن، وهذا ما يفترض أن يكون قد استخلصه اللبنانيون من تجارب الماضي وعبره تفاديا لتكرار هذه المآسي".

وأعرب عن خشيته من "وجود قرار بعدم إجراء الانتخابات الرئاسية ولا سيما في ضوء الشروط التعجيزية التي تضعها المعارضة والمخالفة لصيغة لبنان ولأحكام الدستور والمتناقضة مع اتفاق الطائف، وكأن الهدف هو إدامة الفراغ الرئاسي بغية ألا يكون هناك سلطة لبنانية مسؤولة عن مصير لبنان، ما يعطل المؤسسات الدستورية كافة تمهيدا لتعميم الفوضى في البلاد وتسهيلا لتمرير المؤامرات على حساب لبنان، وقد يكون من بينها مشروع توطين الفلسطينيين وإعادة سيطرة الآخرين على القرار السياسي اللبناني". وأوضح النائب حرب أن "الخلاف ليس على موضوع رئاسة الجمهورية ولا على شخص الرئيس ومواصفاته، إنما من أجل وضع لبنان في حال من الشلل تفرض فتح حوار سياسي عن الأسس التي يقوم عليها نظامه السياسي في محاولة للانقلاب على اتفاق الطائف، وبالتالي استبداله باتفاق جديد، وهذا ما بات جليا من خلال الشروط التي تطرحها المعارضة"، وحذر من أن "عدم انتخاب العماد سليمان قبل نهاية العام الحالي يجعل انتخابه أكثر صعوبة بعد هذا التاريخ لأسباب دستورية". وكشف أن "قوى 14 آذار لم تتخذ قرار ترشيح العماد سليمان، وهو قرار سياسي ونحن متمسكون فيه، على سبيل المناورة السياسية، إنما بغية المساهمة في حل المشكلة السياسية العالقة وتشجيع المعارضة على القبول بحل سياسي وعلى عدم الاستمرار في حال التجاذب حول شخص الرئيس وكفاءاته ونوعيته"، وتخوف على لبنان ومستقبله "وخصوصا في حال استمرار هذا النمط من التعاطي السياسي من دون الأخذ في الاعتبار عبر الماضي ودروسه ومصلحة لبنان الواحد".

 

حركة التنمية والتجدد": تجاوز الدستور لتسمية رئيس الحكومة اسقاط للطائف

تعطيل المعارضة جلسة الانتخاب العاشرة ايحاء سوري لتعطيل دور المؤسسات

وطنية - 22/12/2007 (سياسة) رأت "حركة التنمية والتجدد" في بيان اليوم "ان محاولات المعارضة فرض رأيها على اكثرية اللبنانيين بتعطيلها الجلسة النيابية العاشرة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية بحجة اولوية التوصل لتوافق سياسي ضمن سلة متكاملة من الشروط هو في حقيقته ايحاء سوري للاستمرار بمحاولة تعطيل دور المؤسسات الدستورية ومنعها من القيام بواجباتها". واوضحت "ان المعارضة توافق بالشكل على انتخاب العماد سليمان رئيسا للجمهورية ولكنها تعارض ذلك بالفعل من خلال فرض الشروط والمطالبة بضمانات لتعديل صلاحيات رئيس الجمهورية وطريقة تشكيل الحكومة".

واشارت الى "ان تجاوز المؤسسات والاليات الدستورية لتسمية رئيس مجلس الوزراء وتشكيل الحكومة هو الغاء لدور هذه المؤسسات والاليات واسقاط لنظام الطائف"، محذرا من الاستمرار في محاولة التطاول على المواقع لالغاء دورها والصفة التمثيلية لها، ومؤكدا ان هذا الامر خط احمر لن نسمح لاحد بتجاوزه، ولن نسكت على اي مساس بمرتكزات التوازن الوطني او اي محاولة لفرض امر واقع يلغي مفهوم الشراكة التي حملها هذا الاتفاق".

ورأت الحركة "ان المخطط لتعطيل كافة المؤسسات الشرعية ما زال مستمرا بدءا من تغييب السلطة الاشتراعية عن طريق تعطيل دور المجلس النيابي الى محاولة تعطيل دور السلطة الاجرائية بعدم انتخاب رئيس للجمهورية والتشكيك بشرعية الحكومة"، مؤكدا ان الحكومة

تستمد شرعيتها من ثقة المجلس النيابي ومن تأييد غالبية اللبنانيين، ولا من سلطة على الارض لها الحق او الامكانية لتخطي الدستور والغاء شرعيتها".

واشارت الى "ان وثيقة الطروحات المسيحية التي اطلقها العماد عون وتصريحاته المتلاحقة حول تهميش المسيحيين وحقوقهم المغيبة والمتأخرة منذ سبعة عشر عاما جاءت لتزيد من احباط اللبنانيين لطرحها المذهبي وتحريضها الطائفي وبعدها عن اولوية الالتزام الوطني والامل بوطن لجميع اللبنانيين دون تمايز في الحقوق او الواجبات ". ورفضت الحركة "المساس بدستور الطائف من قبل اي طرف كان، واذا كان هناك من تهميش في لبنان او استهداف لاي فريق فهو للمواطن اللبناني وفي كافة مناطق الوطن وبالاخص في مختلف مناطق الحرمان ومنها الكثير من مناطق الشمال واحياء مدينة طرابلس حيث البؤس والحرمان المزمن يطال معظم سكانها". واوضحت "ان تمسك الحركة بدستور الطائف كونه كان نتيجة توافق اللبنانيين وتصميمهم على انهاء الحرب الاهلية وبناء وطن يؤمن مسيرة الحاضر ويؤسس لبناء المستقبل. وهذا الدستور وان اعتمد حلولا مرحلية طائفية ومذهبية تقوم على اساس المناصفة بين المسلمين والمسيحيين وعلى اعادة توزيع الصلاحيات الدستورية وفقا لذلك، فلقد طرح ولاول مرة حلولا مستقبلية للوضع اللبناني كموضوع الانماء المتوازن وتطبيق اللامركزية الادارية الموسعة، وضرورة الغاء الطائفية السياسية لبناء وطن للمستقبل يتساوى فيه جميع ابنائه في الحقوق والواجبات، وطن حر سيد مستقل تكون فيه المواطنية قاعدة الانتماء الى الدولة لا الطائفية والمذهبية". ودعت الحركة الحكومة الى "القيام بصلاحياتها الدستورية واقرار تعديل الدستور وارساله الى المجلس النيابي ودعوة نواب الامة للمشاركة بانتخاب العماد سليمان رئيسا وفاقيا لجميع اللبنانيين".

 

النائب قاسم هاشم: ترشيح الفريق الحاكم للعماد سليمان لم يكن الا مناورة

وطنية- 22/12/2007 (سياسة) رأى عضو كتلة "التحرير والتنمية" النائب الدكتور قاسم هاشم، بعد جولة له في قرى قضاء مرجعيون ولقاء في منزل الشيخ غالب قيس في البياضة، "ان الوضع السياسي ما زال يراوح مكانه بسبب تعنت فريق السلطة ومكابرته وتنصله من الالتزامات والتفاهمات التي كان قد تم التوصل اليها حول الاستحقاق الرئاسي بشقيه التقني والسياسي، وذلك استجابة للارادة الاميركية بهدف إبقاء الوضع على حاله مع مجموعة حاكمة يرتاحون اليها ويطمئنون لتوجهاتها المتناغمة والمتطابقة مع الرؤية الاميركية في لبنان والمنطقة العربية". وقال: "آخر إبداعات الفريق الحاكم وابتكاراته التهويلية التعطيلية، النية بإعداد مشروع قانون للتعديل الدستوري في الوقت الذي يعرفون تماما وسلفا موقف قوى المعارضة الوطنية والرئيس نبيه بري من مشاريع الحكومة السابقة واشكاليتها الدستورية الميثاقية المستمرة، فهذه الخطوة أداة عرقلة وتعطيل جديد للاستحقاق الرئاسي ولتعقيد الامور بعدما كان قد تم التوصل الى تفاهم ومخرج للآلية التقنية للانتخاب وفق المادة 74 واستنادا اليها ولما قاله النائب بهيج طبارة، واذا ما تأكد ذلك فهذا يعني ان الفريق الحاكم يريد إضاعة الوقت وتمريره للحؤول دون الوصول الى رئيس جديد وان ترشيحه للعماد سليمان لم يكن الا مناورة". اضاف: "لقد اصبحت قوى المعارضة اليوم بعد هذه الاساليب الملتوية لفريق السلطة أكثر إصرارا على المبادىء والمفاهيم والطروحات التي أكدت عليها، لانها ترى ان التوصل الى تفاهم وتوافق سياسي هو الطريق الأسهل لانتخاب الرئيس العتيد وتسهيل مهمته وتحصين العهد الجديد بعد حفلة المناورة والمماطلة والتكاذب السياسي التي يتلطى فريق الحكم وجنرالاته وراءها، حيث اعتاد البعض على نهج الهيمنة والسيطرة والالغاء والتفرد على حساب الشراكة الكاملة، لان لبنان بعد التجارب لا يحكم الا بالتوافق بين كل مكوناته الاجتماعية والسياسية بعيدا عن اي ارتباط وارتهان لتمرير سياسات ومصالح ومكاسب فئوية على حساب الوطن ومصالح ابنائه".

 

الوزيرة معوض:اذا لم يتم انتخاب رئيس قبل نهاية العام فالحكومة ستتخذ التدابير اللازمة لتنشيط عمل المؤسسات

وطنية- 22/12/2007(سياسة) أوضحت وزيرة الشؤون الإجتماعية نايلة معوّض أن الحكومة لم ترغب لغاية اليوم باستعمال صلاحياتها كحكومة وكرئاسة جمهورية معاً، ولكن الحكومة ملتزمة طبعاً بالقيام بواجباتها لتسيير أمور البلد والمواطنين، أما اذا لم يتحسّن الوضع السياسي العام ولم يتمّ انتخاب رئيس جديد للجمهورية قبل نهاية العام الجاري فمن المؤكد أن الحكومة ستتخذ التدابير اللازمة لتنشيط عمل المؤسسات والإدارات، كما من الوارد أن تقوم بملء المقعد الوزاري الذي شغر باستشهاد الوزير بيار الجميل، أما بالنسبة الى الوزراء الآخرين فلا أعتقد أن مجلس الوزراء سيتطرّق الى موضوع إستقالاتهم أو استبدالهم في الوقت القريب.

واستغربت الوزيرة معوّض في حديث الى موقع www.nowlebonon.com الإلكتروني أن يتحدث الفريق الآخر عن عدم شرعية وعدم دستورية الحكومة الحالية في حين أنهم يقبضون رواتبهم شهرياً من هذه الحكومة، وفي الوقت الذي شاركوا في انتخابات المتن وبيروت الفرعية التي وقّعت مرسومها هذه الحكومة وقبلوا بنتائجها! وسألت لماذا يرسل وزير الصحة المستقيل محمد جواد خليفة كل فترة مشروع مرسوم معيّناً بحاجة الى توقيع مجلس الوزراء؟ وتابعت :أن هذا يعني صراحة وعلناً أن هذه الحكومة شرعية وقانونية وستستمر بتأمين مصالح اللبنانيين حتى يتمّ انتخاب رئيس للجمهورية يملأ الفراغ الحاصل حالياً في سدة الرئاسة.

وعن التخّوف من حصول ردات فعل سلبية تترجم على الأرض اعتصامات وتظاهرات قد تتخللها أعمال شغب في حال عززت الحكومة وضعها بقرارات وإجراءات لكي تتمكن من الإستمرار وسط الضغوط والتهويلات، اعترفت الوزيرة معوّض أن كل الإحتمالات واردة، "ولكننا لن نتراجع اليوم عما نراه مناسباً ومفيداً للبنان وضميرنا مرتاح، ولن نستسلم بعد كل التضحيات والدماء التي قدّمناها في الماضي". وعن خطاب الرئيس الأميركي الأخير، أكدت أن موقف الأكثرية واضح وحاسم ولا تراجع عنه وهو تعديل الدستور وانتخاب العماد ميشال سليمان كرئيس توافقي لأنه بالفعل "رئيس صنع في لبنان" وهذا ما نحن بحاجة إليه، أما موقف بوش "فهو مطمئن لنا وللبنانيين لجهة وحيدة إذ أظهر جلياً أن لا صفقة أميركية – سورية من تحت الطاولة على حساب لبنان".

 

صلاح الحركة دعا المسؤولين الى "الكف عن اللعب في مصير الوطن"

وطنية - 22/12/2007 (سياسة) دعا النائب السابق صلاح الحركة "المسؤولين اللبنانيين الى الكف عن اللعب في مصير الوطن، والارتقاء بادائهم السياسي الى مستوى المواطنية البعيدة عن الارتهان، والتفكير في الشأن الاقتصادي والاجتماعي والحياتي الذي بات يرهق الوطن والمواطن، انطلاقا من التأكيد بأن الوطن ليس مناصب ومكاسب وتقاسم نفوذ، بل هو ارض وشعب وكيان قبل كل شيء". وقال: "وهذه المقومات لا يمكن لها ان تستمر في ظل فراغ رئاسي مستمر يهدد السلم الاهلي في صميمه, ولا في ظل انقسامات حادة ترخي بثقلها على البلاد". اضاف: "ان استمرار الوضع على ما هو عليه من انقسام, وتمترس وراء المواقف والمبادرات الخارجية, من شأنه ان يؤسس لمزيد من الشرذمة التي كانت لتعم البلاد بصورة اخطر لولا وعي قيادة الجيش للمخاطر الداهمة". وتساءل: "لماذا لا ينهي نواب الامة الجدل القائم حول انتخاب العماد ميشال سليمان, طالما انهم يجمعون على كونه الرئيس العتيد مع وقف التنفيذ وطالما ان فريقي النزاع متمسكين به كرئيس توافقي". وأمل: "ان تحمل جلسة مجلس النواب المقررة السبت المقبل جديدا على مستوى التوافق", مشيرا "الى ضرورة اعطاء العماد سليمان كامل الصلاحيات التي تخول المؤسسة العسكرية وسائر المؤسسات من ضبط الامور في شكل كامل, وذلك عن طريق تسليمه الوزارات المختصة او اية صيغة يرتأيها مجلس الوزراء, الى حين انتخابه رئيسا عتيدا للجمهورية, طالما ان الكل يجمع على مناقبيته ومصداقيته, هو الذي اثبت فعلا لا قولا انه رجل المرحلة بشهادة الموالاة والمعارضة على حد سواء".

 

مؤسسة بشير الجميل نظمت "يوم فرح طويل" بمناسبة الميلاد

يمنى الجميل: اطفال لبنان يستحقون السلام والامل بالمستقبل

وطنية - 22/12/2007 (متفرقات) نظمت مؤسسة بشير الجميل، "يوم فرح طويل" لمناسبة عيد الميلاد، شارك فيه حوالى 400 طفل من أبناء منطقة الاشرفية وضواحيها وعدد من أطفال الدامور، تتراوح أعمارهم بين الخامسة والثانية عشرة. بدأ اليوم الترفيهي عند العاشرة صباحا بوصول الاطفال الى ملاعب مدرسة القلبين الاقدسين في منطقة السيوفي. وكانت في استقبالهم يمنى بشير الجميل وأعضاء المؤسسة، حيث وزعت قبعات العيد على الجميع. ثم انتقل الاولاد في مجموعات للمشاركة بالالعاب الرياضية والترفيهية التي أمنتها المؤسسة ووزعتها على ملاعب المدرسة، كما استمعوا الى الاناشيد الميلادية وشاركوا في غنائها.

وفي احدى زوايا الملعب المقفل، استمع الاطفال الى قصة "باشو"، "الطفل الذي أحب وطنه ونذر حياته من أجله"، وهي قصة طفولة وحياة بشير الجميل في كتاب نشرته المؤسسة وكتبته ورسمته الشاعرة والفنانة مهى الخال. وعند الظهر، تناول الاولاد طعام الغداء، ثم انتقلوا مجددا الى قاعة الاحتفالات حيث أعد لهم برنامج خاص عرضت خلاله ألعاب بهلوانية، وقام مهرج باضحاكهم. بعدها وزع نديم ويمنى الجميل الهدايا و"الكوتييون" والحلويات على جميع الاطفال بمشاركة "بابا نويل" الذي هبط بواسطة الحبال من أحد مباني المدرسة.

يمنى الجميل

وبعد اختتام الاحتفال عند الرابعة بعد الظهر، توجهت الجميل بكلمة الى الحاضرين قالت فيها: "عدنا الى أطفالنا بعد غياب قسري فرضته ظروفا قاهرة. لكننا عدنا لنكسر هذا الحاجز الذي يمنع الاطفال من الفرح والامل، وهم يستحقون كل اهتمام من قبلنا. بدأنا منذ شهرين نشاطنا بتوزيع الشنط المدرسية والقرطاسية على 500 طفل، وها نحن فرحين اليوم باعادة البسمة والامل الى هؤلاء الاطفال بمناسبة الاعياد، لأن أطفالنا يستحقون حياة السلام والأمل بالمستقبل. وأتمنى لجميع أطفال لبنان أعيادا مجيدة".

 

الوزير خليفة رد على الوزير فتفت: استقالتي لم تقبل وتسيير اعمال وزارة الصحة واجب دستوري ومهني واخلاقي

مجلس النواب لن يكون ممرا لاي سابقة تهز دعائم الكيان

وطنية - 22/12/2007 (سياسة) أصدر وزير الصحة المستقيل محمد جواد خليفة، بيانا مساء اليوم، رد فيه على وزير الشباب والرياضة أحمد فتفت، واستهله بالقول: "نرى أنه ينتهز كل فرصة ليطلق منها النار على أية مناسبة تحقق التشنج, وها هو اليوم يودع عيد الأضحى ويستقبل الميلاد ورأس السنة بجملة مغالطات لا تمت للدستور والعيش المشترك بأية صلة. وهو الذي استلم وزارة الداخلية سبعة أشهر بديلا عن حاضر، الأمر الذي لم يحصل في أية ديموقراطية في العالم. ومع ذلك يتحفنا بكلام عن تصريف الأعمال. ولمعلوماته نقول: تقدمنا بإستقالتنا من الحكومة, لكن هذه الإستقالة لم تقبل ولم تسند بمرسوم أية وزارة من الوزارات بآخرين، الأمر الذي يوجب دستوريا ومهنيا وأخلاقيا تسيير الأمور, ولا سيما في وزارة كوزارة الصحة". أضاف: "فيا معالي الوزير الذي طالما غابت عنك شؤون المواطنين, نظرا لكثرة انشغالاتك في التشريع وقراءة الدساتير يمكنك أن تسأل مستشفيات الضنية وعكار وطرابلس وحلبا, من يتواصل معهم بشكل مستمر ومن يتابع قضاياهم". وختم: "نعم في ذلك مصلحة للرئيس (رئيس مجلس النواب) نبيه بري ولي شخصيا لأننا نعتبرهم أهلنا, ولكننا لم نعلم حتى الآن ما الذي دفعك من القفز من الرياضة الى الداخلية. ونحن لا نستطيع أن نسأل حتى أهالي مرجعيون لأن ما فعله الوكيل لا يفعله الأصيل. طبعا الرئيس بري عند وعده لكل اللبنانيين بأن مجلس النواب لن يكون ممرا أو مقرا لأي سابقة تهز أبسط دعائم الكيان اللبناني".

 

فرنجية في احتفال تسليم الدفعة الأولى من بطاقات الانتساب الى تيار المردة: إذا لم نعط الثلث الضامن لا أحد يمون على المعارضة لانتخاب رئيس للجمهورية

العماد سليمان مرشحي ومرشح المردة منذ سنوات ومرشح المعارضة التوافقي الاول ولكن هذا لا يعني اننا نمشي من دون تبادل الآراء ومعرفة تصوره عن حكم البلاد

وطنية - 22/12/2007 (سياسة) أقام "تيار المردة" احتفالا في مقره في بنشعي، لمناسبة تسليم الدفعة الأولى من بطاقات الانتساب اليه. وقد تسلم رئيسه الوزير السابق سليمان فرنجية بطاقته التي حملت الرقم 131. بدأ الاحتفال بكلمة للمنسق العام في التيار الدكتور فؤاد خليفة رحب فيها بالحضور، مشيرا الى انها المرحلة الاولى من تسليم البطاقات "وستليها مراحل متلاحقة"، وأعلن "ان باب الانتساب الى التيار مفتوح أمام جميع من يرغب ومن يؤمن بفكر المردة".

ثم ألقى فرنجية كلمة أشار في مستهلها الى ان "الانتماء الرسمي للتيار انطلق بعد الانتماء المترسخ والمتجذر منذ القدم في القلوب والنفوس". ودعا الى الانتساب الى التيار "خصوصا الذين يسيرون مع المردة في الخط والتوجه نفسيهما بعدما أثبت المردة وجودهم على مر العهود من خلال مواقفهم الوطنية".

وعن الوضع الراهن، قال فرنجية: "كلكم تعرفون اليوم ما هو حاصل في البلد، ولماذا هذا الجو السائد حيث يصورون المعارضة ساعة مع العماد ميشال سليمان وساعة ضده، وحينا يقولون ان مرشح المعارضة العماد ميشال عون، واليوم المرشح الاوحد كما يصورون عند الموالاة هو العماد ميشال سليمان فيما كانت هذه الموالاة تقول بضرورة زج العماد سليمان في الحبس واليوم هو مرشحها. وما اريد ان اقوله ان اللعبة اكبر من لبنان واكبر من المنطقة ونحن رددنا سابقا اننا لا نستطيع ان نلعب دور الساعي، يمكن ان تكون خارج اللعبة او داخلها، وأكثر شيء يمكن ان نكون اللاعبين، والذي يترجم اليوم اكثر واكثر هو تبيان كيف ان لبنان هو مسرح للصراعات الاقليمية والدولية". أضاف: "الذي يطرح حاليا نرى انهم حينا يريدون في البلد ديموقراطية وحرية وسيادة واستقلال، وحينا آخر يريدون تنفيذ القرارات الدولية والا نكون ضد الحرية والسيادة والاستقلال. اتفق الاميركيون مع الفرنسيين وما علينا نحن الا التنفيذ واذا لم ننفذ فنكون اصبحنا ضد السيادة والحرية والاستقلال. في هذا البلد الذي يحصل هو ان العماد ميشال سليمان هو مرشحي انا كسليمان فرنجية وكتيار مردة منذ سنوات وليس منذ شهر او شهرين، ومرشح المعارضة التوافقي الاول، ولكن هذا لا يعني اننا نمشي من دون ان نتطلع خلفنا، ولا يعني ايضا اننا نمشي دون ان نعطي رأينا او نأخذ رأي الاخرين او نأخذ تصور هذا الرئيس حول مفهومه لحكم البلاد خلال ست سنوات".

وتابع: "عندما انتخب الرئيس (الراحل سليمان) فرنجية رئيسا للجمهورية في العام 1970، كل العالم باعتراف الحضور والاصدقاء اقر ان تلك الانتخابات كانت الاكثر ديموقراطية في لبنان، ويومها قال (مؤسس الحزب التقدمي الاشتراكي الراحل) كمال جنبلاط "اريد ان اعمل فحصا لسليمان فرنجية"، وبعد الاجتماع مع الرئيس فرنجية قال جنبلاط "لقد نجح بالفحص". واليوم هذه الكتل النيابية المعارضة الموجودة في المجلس: 20 نائبا للعماد عون وكتلة نواب حزب الله وكتلة نواب حركة امل، ممنوع عليهم ان يسألوا الرئيس ما هو برنامجه، واذا اتفقوا معه على البرنامج يصوتون له والا عندهم حق ديموقراطي بالامتناع عن التصويت، وكذلك هذا حق ايضا للكتل النيابية الاخرى، ولكن لا اعرف اذا كان باستطاعتهم ممارسة هذا الحق او انهم يسيرون وفق تعليمات دولية".

وأردف: "حلفاؤنا الموجودون في مجلس النواب عندهم حق ان يناقشوا وان يسألوا، وجلسوا مع العماد ميشال سليمان، واتفقنا حول أمور ولم نتفق على أخرى، ولذلك فان الامور الاساسية العالقة هي الشرط الاساسي للمعارضة وهو ان يكون للمعارضة الثلث الضامن وهذا الشرط لن نتخلى عنه ولا نكون نعرقل المسيرة اذا طالبنا بالثلث الضامن لا بالنصف ولا بالاكثرية. إذن الثلث الضامن شرط لم يكن سرا على احد، والمشكلة التي طرأت ان الجواب جاء ان التمثيل سيكون وفق الكتل النيابية وهذا عرض اعتبره ممتازا والعماد ميشال عون هو الذي سأل وكذلك حركة امل وحزب الله سألوا اين حصة رئيس الجمهورية في هذا الطرح؟ الجواب جاء "ممنوع ان تدقوا بحصة رئيس الجمهورية"، وجاءنا جواب ان حصة رئيس الجمهورية ستكون الثلث فاذا كانت حصة رئيس الجمهورية الثلث فان حصة المعارضة ستكون اقل من الثلث واذا كانت كذلك فاننا نكون عدنا الى المكان الذي كنا فيه".

وقال: "نحن نثق بالعماد ميشال سليمان، ولكن نثق به بقدر ما كنا نثق بالعماد اميل لحود ولا زلنا نثق بالرئيس اميل لحود ولا نشك بنوايا العماد سليمان، ولكن خياراته قد تكون كما العماد اميل لحود وكما تعلمون لدى الطرف الاخر مغريات كثيرة وقادر على سحب ممثليه في الحكومة الواحد تلو الاخر ويأخذونهم الى جانبهم لذلك شرطنا الاساسي اننا لن ننزل ابدا تحت الثلث وهذا الشرط وضعته المعارضة ولا يمكن ان يقال انه ضد العماد سليمان. لقد وضعت المعارضة هذا الشرط قبل ان يكون العماد سليمان مطروحا كمرشح توافقي، وضعته منذ نحو سنة ولا تزال".

وختم: "إذا أعطينا الثلث الضامن غدا تكون انتخابات رئاسة الجمهورية، واذا لم نعط ذلك، فلا احد يستطيع ان يمون على المعارضة، لا أميركا ولا سوريا، لكي تذهب لانتخاب رئيس للجمهورية. ينتخبون بالنصف زائدا واحدا فليتحملوا المسؤولية، مسؤولية خراب البلد، والمعارضة لن تقف مكتوفة الايدي وردة فعلها ستكون اكبر وابعد بكثير مما يتصوره البعض، لذلك فان مسؤولية خراب البلد يتحملها الطرف الآخر، والتوافق معناه المشاركة من جميع الاطراف الموجودين في البلد كل واحد حسب ما يمثل وهذا هو مفهومنا للتوافق. ونحن ضد الغاء احد ان كان معارضة او موالاة".

 

الملاح: نأمل ان يكون انتخاب العماد سليمان عيدية للشعب الذي يعاني الامرين

وطنية - 22/12/2007 (سياسة) أعرب عضو الامانة العامة لمنبر الوحدة الوطنية "القوة الثالثة" محمد نديم الملاح، في تصريح بعد ظهر اليوم، عن امله في "التوصل الى حل بين الموالاة والمعارضة قبل نهاية العام في انتحاب العماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية، بهدف اعادة أسس بناء الدولة اللبنانية القائمة على المشاركة وعلى صيغة لا غالب ولا مغلوب, وان يكون انتخابه عيدية للبنانيين, وهذا ما يريده اغلبية المواطنين حيث تكون الموالاة والمعارضة قدمت اكبر هدية للشعب الذي يعاني الامرين". ورأى الملاح ان العماد سليمان "رجل وطني بامتياز يعرف بمناقبيته وحكمته واخلاقه وتفانيه في العمل من اجل مصلحة ووحدة البلد, وفي حمايته ادارة ومؤسسات الدولة وامن واستقرار المواطنين, وهذا ما بدا جليا في قيادته للمؤسسة العسكرية حيث كان على مسافة واحدة من الجميع, وهذا ما اثبتته المؤسسة العسكرية بقيادته انه القادر والمقتدر على قيادة سفينة الانقاذ, التي يأملها اللبنانيون للخروج من النفق المظلم الذي يهدد كيان الوطن, ونحن نتوق كما سائر اللبنانيين لانقاذ وطننا من حالة الغيبوبة التي يعانيها".

 

الشيخ الغريب استقبل رئيس الحزب الديموقراطي اللبناني في كفرمتى: نتمنى الاتفاق على تمرير الاستحقاق الرئاسي وتأليف حكومة وحدة وطنية

أرسلان: اول خطوة انقاذية للوضع القائم هي التحرر من المداخلات الاجنبية

نحن طلاب سيادة حقيقية ومن يريد المطالبة بالاستقلال عليه ان يكون سياديا

وطنية - 22/12/2007 (سياسة) زار رئيس "الحزب الديموقراطي اللبناني" النائب السابق طلال ارسلان, الشيخ نصر الدين الغريب في كفر متى - عاليه، مهنئا بالاعياد. وأمام وفد من مكتب الطلاب في الحزب ألقيت كلمات استهلها رئيس المكتب محمد المهتار. ثم تحدث الشيخ الغريب، فرحب بأرسلان "في بلدة احتضنت المآسي يوما، واليوم تحتضن الافراح والبهجة والمسرات". وخاطبه قائلا: "انت الضمانة في المسيرة العربية لهذا الجبل، أنت الضمانة لتاريخ هذه الطائفة المشرفة، لقد سلكت طريق آباءك وأجدادك، ولا غرو في ذلك في الدفاع عن الوطن وعن حقوق الامة العربية جمعاء".

وقال: "يشرفنا ان نكون جميعا في هذه المسيرة القيمة التي اعتاد عليها سلفنا في تاريخه المجيد من النضال والكفاح في سبيل سيادة لبنان وحفظ ابنائه وكرامته والحفاظ على الحقوق العربية". أضاف: "في هذا الوقت الصعب نتمنى على المعنيين الاتفاق على تمرير الاستحقاق الرئاسي وتأليف حكومة وحدة وطنية ترعى حقوق المواطنين, وان نخلص لبنان من هذه المصاعب التي يعيشها، ولكننا نأسف عندما نسمع كلاما من وراء البحار يحرض على الفتنة وإطالة المشاكل، هذه الدولة العظمى التي حريا بها ان تكون راعية للسلام وللعدل والنصفة في كل أقطار العالم, لانها تمتلك القوة والمال والسلطة وتفعل عكس ذلك، عندما يسمعون كلمة من دمشق يردون، نفذ صبرهم ولم يستطيعوا بعد الاحتمال، فكيف بنا ومن سبع سنين خلت، نحتمل ونصبر على عدوانية هذا النظام وهذه الدولة بالاتفاق مع اسرائيل في كل اقطار الامة العربية ولم نمل بعد, ونحن نكافح ونجاهد من اجل السيادة والحرية والاستقلال. اننا ندعو الى الله تعالى ان يلهم ذلك الرجل لما فيه الخير".

ارسلان

من جهته قال ارسلان: "اننا اليوم في الصرح الذي يمثل بالنسبة الينا جميعا المرجع الروحي لطائفة الموحدين الدروز، وبالنسبة لنا حددنا خياراتنا الروحية وخياراتنا الزمنية، خيارنا الروحي الذي يمثله شيخ العقل الشيخ نصر الدين الغريب، وخيارنا الزمني الذي يمثله كل حليف صادق في هذا الوطن الذي يريد عروبة وسيادة واستقلال وحرية هذا الوطن بالفعل وليس بالقول".

وتابع: "لا بد في هذه المناسبة ان نؤكد انه لا مجال إطلاقا لانتخابات رئاسية في هذا الوطن من دون اتفاق مسبق شامل على كل التفاصيل، مع الانتخاب الرئاسي، صحيح انه تم الاتفاق على قائد الجيش العماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية، ونحن في المعارضة أيدنا ووافقنا على الطرح لما يمثله العماد سليمان من مناقبية عسكرية اخلاقية ووطنية، انما الشيطان يسكن في التفاصيل نتيجة التجارب التي مررنا بها في السنتين الاخيرتين. ان التدخل الاميركي السافر في شؤون لبنان الداخلية علمنا دروسا كثيرة، من هذه الدروس التي تعلمناها ان لا نثق بهم على الاطلاق لانهم ليسوا اهلا للثقة، لا هم ولا من يمثلهم على المستوى الاقليمي وعلى المستوى الدولي، نحن طلاب سيادة حقيقية، نحن طلاب استقلال حقيقي، نحن طلاب قرار حر حقيقي, وفي التالي الذي يريد ان يطالب بالسيادة وبالاستقلال وبالقرار الحر، عليه اولا ان يكون هو بنفسه مستقلا وسياديا وقراره حر، الفرمان الذي يصدر وهو شبه اسبوعي عن هذه الادارة الاميركية المتحالفة تحالف جدي وجذري مع اسرائيل، ونسأل من اين أتت هذه المحبة لدى هذه الادارة في بيروت؟".

 

أضاف: "ان السفير الاميركي في لبنان يتصرف كمفوض سام او كوال عثماني، نحن "بنو معروف" ثرنا في الماضي على الوالي العثماني وثرنا على المفوض السامي، واليوم نثور على كل من يحاول التدخل في شؤون لبنان الداخلية".

وأردف: "ان أفضل وأهم وأعدل خطوة تم أخذها من قبل المعارضة هي تفويض العماد ميشال عون للتفاوض عنا جميعا, لما يمثله هذا الرجل من ثقة ومن نزعة وطنية حقيقية ومن انتماء صادق للبنان وليس عنده إنتماء سوى للبنان، وهذا ما نقدر بهذا الرجل وبهذا الزعيم والحليف، حالفناه لما يمثل من قناعة ونستمر في التحالف معه لما يمثل هو وما نمثل نحن من مصداقية في العمل الوطني والسياسي العام على مستوى البلد.

نحن مرتاحون لتفويض العماد ميشال عون للتفاوض عن المعارضة الوطنية اللبنانية، نحن نؤيد هذا التفويض وندعمه، ونعتبر ان الثوابت التي أطلقها العماد ميشال عون تحت سقف الثوابت المسيحية، نحن نقرأها بانها ثوابت وطنية، وفي التالي فان هذا البلد هو بلد أقليات ونحن جميعا في العدد أقليات، نحن جميعا في حاجة الى ضمانات وبحاجة الى شريك في الوطن صادق على أقل تعديل وليس مراوغا، ولا نريد شراكة في هذا الوطن على قاعدة التحالف الاسرائيلي والتحالف الاميركي".

وقال: "نحن في لبنان نرى بأن لبنان عانى ما عاناه من سياسة التدويل (...). وان اول خطوة انقاذية للوضع القائم هي ان نتحرر من المداخلات الاجنبية، وان نصنع رئيسا لبنانيا بامتياز، وان نصنع دولة وطنية بامتياز، ومجلسا نيابيا نظيفا بامتياز وليس مجلسا نيابيا قائما على التزوير وعلى المال الحرام الذي صرف من كيس ابناء الشعب اللبناني".

 

سكرتير وزارة الدفاع البرتغالية تفقد كتيبة بلاده في شمع

صور – "النهار": تفقد السكرتير الاول لوزارة الدفاع البرتغالية جوان ميرغوس امس، كتيبة بلاده العاملة في اطار "اليونيفيل" في مقر قيادتها بلدة شمع جنوب شرق صور، يرافقه وفد من الوزارة والسفارة البرتغالية. وبعد استقباله بمراسم عسكرية ادتها ثلة من افراد الكتيبة، عقد اجتماعا مع قائدها وجال في ارجاء المقر وضباطها الكبار، واستمع منهم الى ما قامت به الكتيبة منذ وصولها الى الجنوب. واقام قائد الكتيبة احتفالا في المناسبة، حضره رئيس بلدية شمع عبد القادر صفي الدين وفاعليات البلدة وبلدات مجاورة. وشاهد المدعون شريطا مصورا حول ما قامت به الكتيبة من اعمال عسكرية وانمائية في شمع وقرى عدة. والقى ميرغوس كلمة اشاد فيها بجهود ضباط الكتيبة وجنودها واجازاتهم وتقديماتهم في مدة لا تتعدى سنة من حضورهم الى الجنوب، شاكرا بلدية شمع والاهالي على "ما وفروه" من العلاقات الأخوية والانسانية مع افراد الكتيبة". واشاد صفي الدين بـ"العلاقات الاخوية والمميزة والودية بين الاهالي والقوات البرتغالية وجميع الكتائب الدولية العاملة في الجنوب". ولمناسبة الاعياد اضاء ميرغوس شجرة الميلاد وقطع قالب حلوى، وقدم دروعا تقديرية الى ضباط الكتيبة ورئيس بلدية شمع.

 

الصوتُ لـ "المعلم" والصدى لـ8 آذار!

المستقبل - السبت 22 كانون الأول 2007 - بول شاوول

كنّا نظن أن بين جماعة 8 آذار مراتب وَرُتَباً، بين صغير وكبير وضابط ونفر وجنرال وزعيم وشبه زعيم، وقائد وشبه قائد، بين من يتخذ قراراً مستقلاً أو ربع قرار... كنّا نظن أن بين جماعة آذار من يتميّز عن سواه في العلاقة مع الشقيقتين، ولكن تأكد أخيراً أن حرافيش "8 آذار" متساوون كأسنان المشط، في تبعيتهم الخارجية. وكان يكفي أن يُعلن المعلّم ما سبق أن أعلنه جنرال العمالة ميشال عون وبعض "الرموز" (غير المرمزة) من المراجع "النيابية" وبعض صغار المخربين، حتى يتبيّن لنا أن "السلة" التي يريدون أن يقدموها كشرط (معرقل) من شروط انتخاب العماد ميشال سليمان، ليست موجودة لا في أيديهم ولا على أكتافهم ولا على ظهورهم. إنها كلها في أحضان الشقيقتين: المعلّم أراح رئيس مجلس النواب وبعض نواب حزب الله، وجنرال الخراب عون... من مهمة إعلانهم العرقلة هذه المرة... هو تلا الأجندة المتكاملة، وهكذا سبق الصوت الأصلي هذه المرة الأصداء.. التي تلاشت في الحناجر ولو لحين!وهذا لم يكن مفاجئاً: فمتتبع "سيرة" بتوع 8 آذار على الأرض (وفي السماء أيضاً)، وعلى امتداد السنتين الماضيتين أي بعد خروج النظام الأمني المشترك، وصولاً الى كلام المعلّم، ومروراً بالمحاولات الإنقلابية المتعددة: كانون الثاني الماضي، وحركة العبسيين (الأشقاء) في البارد، واحتلال وسط العاصمة باعتباره إرثاً من آبائهم وأمهاتهم، فمتتبع سيرة هؤلاء يعرف أنهم، فعلاً، بلا سيرة ذاتية: سيرهم من سير الوصايتين. ويعرف أن كل هذه التحركات التي فرضوها على الأرض من إملاءات الخارج، ويعرف أن "تسكير" مجلس النواب بيد رئيسه المفدى هو قرار خارجي، ثم يعرف أن كل العراقيل التي وضعت وتوضع، لإحداث الفراغ، تمهيداً للسطو على النظام والسلطة، والحكم بالقوة والابتزاز والإرهاب، هي من لدن "ملائكة" الوصايتين!

ونظن أن الجولة العاشرة المفترض أنها ستتم اليوم في البرلمان، ستلقى مصير سابقاتها: هذا ما بشّرنا به الوزير المعلّم، وهذا ما سبق أن ردّده ببغاءات 8 آذار من دنيويين وإلهيين وآدميين وغير آدميين. وهنا نتساءل: أي قيمة بقيت لما يمكن أن يردده أي "رمز" من رموز 8 آذار بعد كلام المسؤول الديبلوماسي السوري: لا شيء! الكلام من هناك! والصدى عندنا من هنا! ومن سيُصغي غداً لما يجعر به هذا الحليف برتبة قائد أو ذلك العميل برتبة مخبر: من سيصدق كلمة واحدة من كلماتهم؟ ونظن أن الوزير المعلّم كأنه يقول: ما عاد ينفع أن تحاوروا "حلفاءنا"، فهذه مضيعة للوقت. حاوِرونا نحن: فحلفاؤنا غير موجودين إلاّ لتأدية الأدوار التي نسندها إليهم. ويقصد بالأدوار هنا: الكومبارس. وكأنه أراد أن يقول: هل تصدقون أن هذا الزعيم "الإلهي" وذلك الجنرال اللوناتيكي، وذلك القائد التاريخي، هم موجودون فعلاً؟ نحن موجودون بقراراتنا، واستراتيجيتنا، وأسلحتنا وما هؤلاء سوى جنود صغار في جيوشنا!

بل كأنه يقول: لا تصدّقوا لحظة أن صوتاً واحداً ينطق من جماعتنا الآذارية من دون علمنا! أو أن قراراً واحداً يصدر عنهم وهو ليس قرارنا!

هذه الأمور لم تفاجئ. ولطالما تردد ما نورده اليوم. وهذا يعني أن عملاء 8 آذار، كأدوات وأشباح، وأخيلة ظل، سينفذون كل ما تطلبه منهم "الشقيقتان" (عنوان ميلودرامي يصلح لفيلم هندي!).

ونظن أن ما يريدونه من وراء محاولات تعطيلهم الحلول التوافقية مصادرة إرادة أكثرية الشعب اللبناني. وما الخطوات الإنقلابية التي تمت سوى محطات في مسلسل متكامل: يبدأ بتعطيل الاستحقاق الرئاسي، ويكمل بإحداث الفراغ. والفراغ هنا مرحلة أيضاً من مراحل إحداث الفوضى، وتفريغ البلد من مكوّناته ومقوّماته الدستورية والسياسية والاجتماعية والأمنية، لفرض "حلول" تؤدي الى تحويل النظام برمته، وتجويفه، وكسر المعادلات المتفق عليها في "الطائف"، ومن ثم الهيمنة الاستبدادية لتسريب الوصايتين الى كل مفاصل السلطة.

هذا ما تريده الوصايتان. من أجل العودة المظفرة الى لبنان، وتحويله خرقة في جيوب هؤلاء، أو منصة لحروبهم، أو ساحة لمطامعهم وفسادهم أو أرضاً سائبة ملحقة بحدودهم. وهكذا يرجع لبنان ساحة حروب بديلة: فبدلاً من مواجهة العدو الصهيوني في الجولان يواجهون اللبنانيين في لبنان. وبدلاً من مواجهة الأميركيين في إيران، يواجهونهم في الجنوب اللبناني عبر إسرائيل! أما لماذا لا تحارب إيرانُ إسرائيلَ من إيران وهي تمتلك ما تمتلك من صواريخ قادرة على ضرب عمق إسرائيل، فهذا سؤال غريب. أما لماذا ترسل الأسلحة الى لبنان لمحاربة إسرائيل من لدن الشقيقة، ولا تحارب الشقيقة إسرائيل في الجولان، فهذا سؤال غريب أيضاً يصل الى حدود الخيانة، والعمالة: أنكون عملاء إذا قلنا إن العدو موجود في الجولان وليس في بيروت. أنكون عملاء إذا قلنا لهم: إسترجعوا أرضكم من المحتل الصهيوني! إذاً: حروب البدائل ما زالت قائمة، وآخرها كانت حرب تموز الأخيرة. بمعنى آخر: يريدون أن يفاوضوا سلمياً إسرائيل وعلى لبنان أن يحاربها عسكرياً باسمهم ولمصلحتهم! بمعنى آخر أيضاً: يريدون أن يزجّوا باللبنانيين كوقود في حروبهم وصراعاتهم، ويُحيِّدوا بلدانهم! والغريب: أن بعض اللبنانيين، من وكلاء وسفهاء وعملاء، يقبل هذا الدور البديل، ويخوّن كل من يطالب بعكسه: أي استقلال القرار الوطني في اتخاذ خيارات الحرب والسلم (تأملوا أن هذه الخيارات يمسكها حزب "لبناني" يأتمر بالإخراج: أي أن لا سلمنا بأيدينا، ولا حروبنا بأيدينا! براو!).

لكن الأمور لن تستوي لهؤلاء "البدائل" والاستعارات (الخارجية)، ولن ينجحوا حيث فشلوا على امتداد سنتي السيادة والاستقلال. فالمواقف قد انكشفت كلها اليوم. وما عاد يجدي لا اللعب على الكلمات، ولا على الوقت، ولا على الأعصاب، ولا على الغرائز. فالمعلّم قالها وسبق أن قالها افشل وزير خارجية عرفته سوريا أي فاروق الشرع. قالوها للجميع علناً. لكن المضحك أن تسمع "خرتيتاً " كميشال عون يصرح بملء "خواته": حاوروني أنا! أنا أو لا أحد. السلة معلقة في كتفي. سلة الشروط. والعقد والحلول: "ألا يخجل ميشال عون بعد تصريحات المعلّم والشرع من ادعاء دور له في الوقت الذي فتحت السلة فاذا فيها شروط الوصايتين!

والمضحك: ان بتوع 8 آذار (والله !عتاق! وحرابيق) فوضوا جنرال الخوات ان يفاوض باسمهم. طبعاً من خلال الشروط السورية ـ الايرانية. وابو الميش صدق انه مكلف التفاوض "باسمهم" وصدق ان معه "سلة"، وصدق انه "موجود" ! وما ينطبق على ميشال عو... ينطبق على من فوضه: اذ أوكل لهؤلاء، ومن أجل عرقلة التوافق ان يفوضوا عوناً، بالشروط المرسلة اليهم بالسلال السورية، واذا صدق عون انه مكلف، فهؤلاء صدقوا ايضاً انهم فوضوه!

لعبة مرايا! لعبة دمى! لعبة ظلال! ولكن لعبة الخطر ايضاَ: ماذا ينتظر هؤلاء المستظلون "خيم" الوصايتين: ان تستسلم الأكثرية وتعطيهم ما يريدون؟ ان تقبل مجيء رئيس جمهورية (كإميل لحاحيد) بلا حول ولا قوة، اضافة دمية تشبههم! أو ان تُقدم الأكثرية على انتخاب رئيس بالأكثرية المطلقة: فلربما تكون ذريعة لهم (كما تخطط الوصايتان) للاقدام على مغامرات جديدة لا تختلف كثيراً عن مغامراتهم الدموية السابقة، واذاً ستكون النتيجة: تدمير البلد وضرب الاقتصاد ومزيداً من الخراب على الجميع، ومع هذا لن تغير مجازفاتهم المحتملة شيئاً: وكما أفشلت جموع 14 آذار منقلباتهم العديدة وَصَدَّتْ اعتداءاتهم، وقاومت تخريبهم، وردتهم على أعقابهم الى حيث "كلفوا" فستعاود الجموع حماية الإنجازات السيادية والاستقلالية والديموقراطية والمقررات الدولية (المحكمة: بيت القصيد) وأكثر: سيزداد التعاطف العربي والدولي على لبنان، وسيزداد تمسك المجتمع الدولي بمقرراته.

واذا أرادوا (بتوع 8 آذار أو عبابسة الداخل)، اللجوء الى السلاح. فلن تكون الحصيلة بافضل مما كانت مع احراق الدواليب وتكسير السيارات والاعتداء على الممتلكات العامة والاغتيالات التي يتبنونها بحرف الانظار عن القتلة الحقيقيين. ولا يظنن ان "نصراً" الهياً أو ميدانياً.... سينتظرهم. بل ما ستنتظرهم لعنة التاريخ، والدين والعالم والوطن.

ما العمل اذاً: الوصاية السورية تقدمت الى المنصة كطرف مباشر باعلام مباشر، وبشروط مباشرة، وحلفاؤها يصطفّون وراءها يرددون كجوقة حسب الله أناشيدها "القومية" المظفرة.

فالمواجهة لم تعد مداورة بين 8 آذار و14 آذار وانما صارت مباشرة بين 14 آذار والوصايتين! خُلعت الاقنعة وبانت النواجذ. وظهر أن "سلال" بتوع 8 آذار فاضية، لا أثر حتى لبصماتهم عليها، وان السلال المليئة بالافاعي والعقارب. موجودة لدى الوصايتين. بل وبدا أكثر فأكثر أن "زعماء" 8 آذار "تَنَحّوا" الى الخلف، وكأنما ما عادت الوصاية تحتاج الى من ينطق باسمها، ويعرقل باسمها، بل تحتاج الى من يضرب بذراعها، ويحرق بنيرانها، ويحارب بسلاحها، وينقلب بحسب خططها المعلنة. ولهذا بات من غير المجدي حتى ملامة 8 آذار أو حتى باعتباره طرفاً مقابلاً: فقد تخلوا عن دورهم الوطني كلبنانيين، وذابوا في الادوار الثانوية الخارجية، فَلِمَ التفاوض معهم اذا كان المفاوض الاصيل في مكان آخر. ولماذا تصديق مواقفهم ومبادراتهم اذا كانت المواقف والمبادرات في أمكنة اخرى: أيعمد 14 آذار اذاً الى محاورة الاصيل لا البديل: أم تعمد الى عدم التمييز (جدلاً) بين الاثنين، وعندها عليها ان تستنفر كل ما تمتلكه من علاقات وطاقات وناس لصد الوصايتين عبر 8 آذار وصد 8 آذار عبر الوصايتين.، ونظن ان المواجهة لن تنتهي لا بانتهاء الاستحقاق الرئاسي ولا حتى بتأليف الحكومة... ولا حتى بتعيين قائد جيش... وانما ستكمل المواجهة لأن الوصايتين عبر وكلائهما الالهيين والقومجيين، لا تريدان هذه المرة المشاركة في القرار، بل القرار كله، ولا تريد ترميماً للنظام، بل تدمير النظام، ولا انقلاباً محدوداً على الحكم، بل الحكم كله، وهذا كثير عليهم لأن أكثرية الشعب اللبناني وبرغم معاناتها خراب عبابسة الداخل، قادرة علي حماية نفسها وكيانها وجمهوريتها وديموقراطيتها ودستورها ووجودها!والحكومة التي تمثل لبنان "المقاوم" المدني والجمهوري والدستوري والديموقراطي مطلوب منها وبقدر تخلّيها عن "الخطاب الاعتذاري" ان تتنكب ما يمليه عليها الواجب، ومسؤوليات الحكم وادارة البلاد لكي تُفَوِّت على اهل "السلال" الفارغة فرضهم الفراغ... والفوضى والتخريب لاحداث خلل عضوي في هيكلية الدولة.

 

مشكلة سوريا مع "الرئيس" ميشال سليمان مواجهة دولية مع نظام الأسد لمنعه من استعادة لبنان

بقلم عبد الكريم أبو النصر     

"لن تربح القيادة السورية معركة استعادة لبنان سواء عبر تعطيل انتخابات الرئاسة، او عبر دفع البلد نحو الفوضى والاقتتال الداخلي، او عبر استخدام اساليب ترهيبية مختلفة، ولن تفلت من المحاسبة والعقاب الدوليين. فمجموعة الدول الغربية والعربية الداعمة لبنان المستقل، وعلى رأسها اميركا وفرنسا، مصممة على احباط هذا المخطط السوري الخطر على لبنان والمنطقة والدخول في مواجهة مع نظام الرئيس بشار الأسد تتركز على ثلاثة محاور:

أولاً فضح الدور السوري السلبي والتعطيلي في الساحة اللبنانية، والشاهد الاكبر على ذلك الرئيس نيكولا ساركوزي الذي يمتلك مع مساعديه معلومات مفصلة عما يفعله السوريون وحلفاؤهم لعرقلة انتخاب العماد ميشال سليمان كرئيس للجمهورية.

ثانيا، اتهام النظام السوري بانتهاك القانون الدولي وقرارات مجلس الامن ذات الصلة التي تلزم كل الدول باحترام استقلال لبنان وسيادته وبعدم التدخل في شؤونه الداخلية، وتدعو الى اجراء انتخابات رئاسية حرة وفقا للدستور، مع ما يمكن ان ينتج من ذلك من عواقب.

ثالثا، اتخاذ اجراءات وعقوبات متنوعة عربية ودولية يجري التشاور في شأنها حاليا ضد النظام السوري تضعه في موقع صعب للغاية داخليا وخارجيا".

هذا ما اكدته لنا مصادر ديبلوماسية اوروبية وعربية وثيقة الاطلاع في باريس، واوضحت ان النظام السوري يريد تمكين حلفائه من شل قدرة الاستقلاليين على الحكم وايصال العماد ميشال سليمان الى الرئاسة مقيدا بشروط والتزامات تحددها دمشق، وهذا ما يرفضه سليمان نفسه وما ترفضه الغالبية وسائر الدول الداعمة لبنان.

وكشفت المصادر ان مجموعة عوامل دفعت القيادة السورية الى وضع عقبات امام انتخاب سليمان ابرزها:

اولا، هناك انزعاج سوري حقيقي من الرعاية العربية والدولية للعماد سليمان، ومن الدعم الواسع لترشيحه، ومن الاتصالات العربية والدولية التي اجريت معه في الفترة الاخيرة، ووفقا لما قاله ديبلوماسي اوروبي مطلع: "ان اطمئنان الجهات العربية والدولية الداعمة لبنان الى ترشيح قائد الجيش للرئاسة يعني بالنسبة الى نظام الاسد ان سليمان لن يكون رجل سوريا في لبنان، ولن ينفذ بالتالي سياساتها ومطالبها كما كان يفعل الرئيس اميل لحود، ولن يساعدها على تحقيق اهدافها القاضية بالهيمنة مجددا على هذا البلد، وتعطيل المحكمة الدولية، وعرقلة تطبيق قرارات مجلس الامن التي تؤمن الحماية للبنان المستقل وتحاسب السوريين على اعمالهم وتدخلاتهم في شؤون هذا البلد".

ثانيا، ما عزز هذا الانزعاج السوري هو انه لم يتم التوصل الى اي تفاهمات سرية بين ميشال سليمان والقيادة السورية حول ادارة شؤون لبنان في المرحلة المقبلة بما يتلاءم ومصالح دمشق وحلفائها. وقد رافق ذلك رفض سليمان اتخاذ اي موقف معاد لحكومة فؤاد السنيورة واي قرار في معزل عن هذه الحكومة، كما رافق ذلك تصميم قيادة الجيش على احباط أي اعمال عنف يمكن ان تقوم بها المعارضة لزعزعة استقرار البلد وفي محاولة منها للسيطرة على السلطة بوسائل غير شرعية وغير ديموقراطية.

ثالثا، استغلت القيادة السورية انفتاح باريس عليها وعلى حلفائها لمحاولة تقليص الدعم الفرنسي للغالبية النيابية ودفع الحكم الفرنسي الى تبني مواقف النظام السوري والمعارضة اللبنانية. ووفقا لما اكده لنا ديبلوماسي اوروبي معني بالملف اللبناني: "لقد لجأ المسؤولون السوريون الى اساليب عدة لتحقيق هدفهم هذا. فهم طلبوا، اولا، من قطر تشجيع الحكم الفرنسي على الانفتاح على نظام الاسد وتكثيف الاتصالات معه على اساس ان ذلك سيساعد على تسوية الازمة اللبنانية وسيؤمن انتصارا ديبلوماسيا للرئيس نيكولا ساركوزي، ثم طلب السوريون، ثانيا، من قياديين في المعارضة اعتماد اسلوب التهويل والتخويف في محادثاتهم مع الفرنسيين وتحذيرهم باستمرار من خط سقوط لبنان في حال من الفوضى الواسعة والاقتتال الداخلي ومن خطر تعرض قوة اليونيفيل لعمليات ارهابية في حال لم يتم انتخاب رئيس تطمئن اليه دمشق فعلا. واعتمد السوريون، ثالثا، على شريكهم و"صديقهم" المسيحي العماد ميشال عون زعيم "التيار الوطني الحر" الطامح بأي ثمن للوصول الى الرئاسة، لمنع مجيء اي رئيس في معزل عن ارادة دمشق، وذلك من خلال طرح شروط تعجيزية ومتعارضة مع الدستور واطالة امد الفراغ في موقع الرئاسة". لكن هذه المحاولة السورية باءت بالفشل اذ ان فرنسا متمسكة الى اقصى حد بدعم القوى الاستقلالية ومنع سقوط لبنان مجددا في ايدي السوريين. وقد اصر المسؤولون الفرنسيون باستمرار خلال اتصالاتهم مع السوريين على ان انفتاحهم على نظام الاسد مشروط بتأمين انتخاب رئيس توافقي يلتف حوله اللبنانيون فعلا ومشروط ايضا بوقف الاغتيالات واعمال العنف وبحدوث تغيير جوهري في سياسات سوريا حيال لبنان بما يساهم في تعزيز استقلال هذا البلد واستقراره وامنه وتسهيل عمل المحكمة الدولية. وهذا ما اثار استياء دمشق.

السيناريو السوري لترشيح سليمان

رابعا، راهنت القيادة السورية على ان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي سيقوم بدور الوساطة بينها وبين الادارة الاميركية لانه مقرب من الرئيس جورج بوش ولان ذلك سيساعد على تحقيق تقارب بين واشنطن ودمشق. وتوقعت القيادة السورية ان تشكل مشاركة وفدها في مؤتمر انابوليس الخطوة الاولى في اتجاه تحسين العلاقات مع واشنطن مما يعزز موقعها في لبنان. لكن الادارة الاميركية رفضت وترفض احداث اي تغيير في سياستها الحازمة حيال نظام الاسد وتعارض اي تقارب معه وانفتاح عليه قبل ان يثبت هذا النظام فعليا وباجراءات محددة انه تخلى عن زعزعة الاوضاع في لبنان وعن محاولة الهيمنة مجددا عليه، وانه مستعد فعلا لدعم الاستقرار والامن فيه من خلال المساعدة على تطبيق قرارات مجلس الامن ذات الصلة.

وهذا الموقف الاميركي المتشدد حيال نظام الاسد دفع السوريين ايضا الى عرقلة انتخاب سليمان كرئيس للجمهورية.

وفي هذا الاطار كشفت المصادر الاوروبية والعربية المطلعة ان المسؤولين السوريين كانوا يرغبون في ان تتم عملية ترشيح سليمان للرئاسة على مرحلتين:

المرحلة الاولى تقضي بالتوصل الى اتفاق فرنسي – سوري مسبق على ترشيح سليمان للرئاسة قبل صدور اي اعلان في هذا الشأن ويرافق ذلك التفاهم على مجموعة مسائل اساسية تتعلق باختيار رئيس الحكومة الجديدة وبتوزيع الحصص والحقائب في هذه الحكومة وبقيادة الجيش وبامور اخرى مهمة بالنسبة الى السوريين.

المرحلة الثانية تقضي بان يتم الاعلان رسميا عن ترشيح سليمان للرئاسة، بعد هذا التفاهم الفرنسي – السوري، في بيان مشترك يصدر اثر اجتماع يعقده زعيم كتلة "المستقبل" النائب سعد الحريري مع رئيس مجلس النواب نبيه بري وبحيث يبدو واضحا ان المعارضة قامت بدور اساسي في دعم وصول قائد الجيش الى الرئاسة.

واوضحت المصادر ان ما كانت تريده القيادة السورية فعلا هو ان تثبت للافرقاء اللبنانيين ولمختلف الجهات المعنية انها هي التي سهلت اجراء انتخابات الرئاسة وانها لا تزال صاحبة قرار في ما يتعلق بقضايا اساسية في لبنان، وهو ما يمكن ان يحقق مكاسب للسوريين ولحلفائهم.

لكن ما حدث ونسف هذا "السيناريو" السوري هو ان المسؤولين الفرنسيين، وفقا للمصادر المطلعة ذاتها، رفضوا هذا الاقتراح الذي قدمته دمشق لانه يكرس وجود تدخل سوري مباشر في اختيار الرئيس اللبناني وفي تشكيل السلطة الجديدة، ولانه يعطي الانطباع بوجود تواطؤ فرنسي – سوري على حساب القرار اللبناني الحر والمستقل. وما حدث ايضا هو ان قيادات بارزة في الغالبية توصلت الى اقتناع منذ فترة، في ضوء ما تملكه من معلومات، بان ميشال سليمان جدير فعلا بان يتولى منصب رئيس الجمهورية وانه لن يسلم لبنان مجددا الى سوريا. لكن الغالبية اعطت الاولوية لمحاولة تأمين انتخاب رئيس من صفوفها بالتوافق مع المعارضة وبدعم من فرنسا ومن جهات عربية ودولية اخرى. وحين وصلت المساعي الفرنسية في هذا الشأن الى طريق مسدود نتيجة رفض المعارضة لها اتخذت القيادات البارزة في الغالبية، وبمبادرة من الحريري، قرار دعم ترشيح سليمان للرئاسة بسرعة واعلان هذا الترشيح من طرفها ومن دون التفاهم مسبقا مع الرئيس نبيه بري ادراكا منها انه يصعب على المعارضة رفض هذا الترشيح وتجنبا للدخول في عملية مساومة حول ترشيحه وطريقة انتخابه وحول متطلبات المرحلة المقبلة. واكدت المصادر المطلعة ان مسار الامور في هذا الشكل اثار استياء السوريين وهو ما انعكس على الموقف الحقيقي للمعارضة من ترشيح سليمان للرئاسة.

أين فشلت المعارضة؟

والواقع، وفقا لديبلوماسي اوروبي معني بالملف اللبناني، "ان المعارضة تتصرف فعليا، وبقطع النظر عن تصريحاتها العلنية، على اساس انها ليست مطمئنة الى اقدام الغالبية على ترشيح سليمان للرئاسة وانها ليست واثقة من توجهات قائد الجيش وسياساته، ولذلك تماطل وتضع العقبات وتطرح الشروط التعجيزية لتأمين انتخابه، وتحاول خصوصا ان تفرض عليه وعلى الغالبية مجموعة تفاهمات قبل اجراء الانتخابات ابرزها التفاهم على رئيس حكومة مقبول منها ومن دمشق، وعلى امتلاكها الثلث المعطل في الحكومة الجديدة، وعلى توزيع الحقائب الاساسية، وعلى التعيينات في الجيش وقوى الامن وعلى مسائل اخرى، وهي امور تنتهك الدستور وصيغة الطائف وتنتقص من دور رئيس الجمهورية الجديد ومن صلاحياته وتضعفه قبل ان يتولى مهماته. ولو كانت المعارضة واثقة تماما من ميشال سليمان، كما كانت تثق بالرئيس السابق اميل لحود وتريد فعلا تأمين فرص النجاح له، لما تصرفت بهذا الشكل ولما وضعت كل هذه الشروط الصعبة والتعجيزية".

وأكد هذا الديبلوماسي الاوروبي العائد اخيرا من بيروت "ان المعارضة تحاول بتصرفاتها ومواقفها هذه تعويض فشلها في تحقيق مجموعة اهداف سعت الى تحقيقها ابرزها الآتية: فقد فشلت في تأمين انتخاب رئيس ضعيف تحركه كما تشاء وتدفعه الى تنفيذ سياساتها وفشلت ثانيا في تأمين انتخاب رئيس مرتبط سلفا بتفاهمات سرية مع القيادة السورية. وفشلت ثالثا في تبني وطرح اسم مرشح رئاسي توافقي جديد كميشال سليمان اذ ان الغالبية انتزعت المبادرة منها.

وفشلت رابعا في دفع قيادة الجيش الى التحرر من سلطة الحكومة. وفشلت خامسا في اضعاف سلطة حكومة السنيورة عبر تشكيل حكومة ثانية في نهاية عهد لحود. وفشلت سادسا في وضع الدول العربية والاجنبية المعنية بالامر الى عقد صفقة حقيقية مع نظام الاسد تؤدي الى اضعاف الاستقلاليين وفشلت سابعا في منع تشكيل المحكمة الدولية وفي عرقلة التحقيق الدولي في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري وفي جرائم سياسية وارهابية اخرى. وتحاول المعارضة الآن تعويض فشل خططها ورهاناتها بوضع عقبات امام وصول سليمان الى الرئاسة او بتقييده بالتزامات مسبقة خلافا للدستور.

لكن المعارضة لن تستطيع تحقيق مطالبها هذه لانها مرفوضة من سليمان ومن قيادة الجيش ومن الكنيسة المارونية ومن الغالبية الواسعة من اللبنانيين ومن سائر الدول الداعمة لبنان". وشدد هذا الديبلوماسي الاوروبي على ان "لبنان دخل مرحلة الصراع الخطر المباشر بين  الارادة الاستقلالية التي تمثلها الغالبية والارادة السورية التي تمثلها المعارضة والدول الداعمة لبنان لا تزال في مرحلة تحذير النظام السوري من عواقب تعطيل انتخابات الرئاسة ودفع البلد نحو الفوضى العامة والاقتتال الداخلي. ولكن اذا رفض نظام الاسد استجابة المطالب الدولية والعربية المقدمة اليه واصر على محاولة إلحاق الهزيمة بالاستقلاليين وبلبنان المستقل، فسيجد نفسه في حال مواجهة مع الدول العربية والغربية البارزة والمؤثرة والمصممة بوسائل مختلفة على حماية هذا البلد واستقراره وامنه وعلى اعادة الحياة الى مؤسساته الشرعية والدستورية بما يعزز دور الدولة والوحدة الوطنية والسلم الاهلي.

 

"صبر سليمان بدأ ينفد من منطق البازارات المعتمد وخصوصات من المعارضة"

هاولز لـ"النهار": دمشق تستميت للاعتراف بها لاعبا كبيراً ويجب عدم مكافأتها بل تقويم سجلها في العامين الاخيرين

بعد انقطاع عن لبنان في المدة الاخيرة، ابرزه اكثر الحضور الكثيف لدول اوروبية اخرى، اطلت الديبلوماسية البريطانية مجددا على بيروت، عبر رسائل عدة نقلها وزير الدولة لشؤون الشرق الاوسط كيم هاولز الذي زار بلاد الارز الثلثاء والاربعاء الماضيين. واطلق هاولز، المعروف بصراحته، مواقف واضحة من الوضع السياسي الحالي في لبنان، وذلك في حديث الى "النهار" في ختام زيارته، التي شملت لقاءات مع بعض السياسيين ومع قائد الجيش العماد ميشال سليمان.

واذا اعتبر ان "ما يجب ان نفعله هو اقناع اطراف مثل سوريا وايران، عبر إجراءات معينة وعبر تصرفنا الدولي، بعدم التدخل في شؤون لبنان".

شدد على "ان الوقت حان لنقوم سجل التصرف السوري في العامين الأخيرين، ولا سيما من خلال الناطقين باسمه في لبنان الذين يمنعون الديموقراطية اللبنانية من سلوك الطريق التي يجب ان تسلكها".واشار الى ان "سوريا تستميت للاعتراف بها لاعبا كبيرا في السياسة العالمية، وتريد ان تستقبل وفودا وزارية كبيرة رفيعة المستوى. واذا لم تحسن التصرف، فيجب الا تنعم بهذا الامتياز، ولا يجب مكافأتها لتصرفها السيئ".

واشاد كثيرا بالعماد سليمان، "الرجل الصالح والحكيم والشجاع والوطني"، مسرّا بأن سليمان "يشعر بالخيبة وبدأ صبره ينفد من منطق الصفقات والبازارات المعتمد من بعض اللاعبين السياسيين وخصوصا المعارضة". واذ اوضح ان تعديل الدستور لانتخاب سليمان "يمكن تحقيقه خلال ساعات"، اكد ان منصب الرئاسة "يجب الا يكون منصبا فخريا، بل ان يكون الرئيس لاعبا اساسيا في تحديد مستقبل لبنان. وهذا ما يريده سليمان. وانا مقتنع بانه لن يسمح بأن تديره قوى خارجية او افرقاء سياسيون".

وفي ما يأتي نص اللقاء:

• ما هي الغاية من زيارتك اليوم، بعدما بدت بريطانيا غائبة بعض الشيء عن لبنان في المرحلة الاخيرة، بعكس دول اوروبية اخرى مثل فرنسا واسبانيا وايطاليا؟ هل هي لاثبات الوجود؟

- الهدف الاول من الزيارة الاطلاع على ما يحصل على الأرض، وهذا يعني التحدث الى اللاعبين السياسيين الرئيسيين، والتحدث الى العماد سليمان. واردت ايضا ان ارى بنفسي نتائج المواجهات في مخيم نهر البارد مع "الجهاديين" الذين تسببوا بأضرار كبيرة. واردت ان افهم لماذا لم يتم انتخاب الرئيس بعد ولماذا المسيرة السياسية معطلة، في بلد لديه سجل قياسي ومنقطع النظير في الديموقراطية في الشرق الاوسط.

•وهل وجدت اجوبة عن هذه الأسئلة؟

- لدي بعض الأجوبة. اعتقد ان الجواب الأوسع هو ان ثمة قوى خارجية لا تزال تتدخل في شؤون لبنان، في حين يجب ان يقرر اللبنانيون وحدهم مستقبلهم، وليس اي طرف آخر.

• عن اي قوى بالتحديد تتحدث؟

- لبنان مسرح لصراع بالنيابة عن قوى وجيوش خارجية منذ وقت طويل. ونعلم ان ثمة روابط بين سوريا وايران وبعض المجموعات المسلحة في لبنان. كما نعلم ان اللبنانيين تعبوا جدا من هذه التدخلات ويريدون مبادرة سياسية تتيح لهم ان يتمتعوا بالحياة كما تفعل اي ديموقراطية اخرى. وهناك طريق ممتاز لانجاز ذلك، وهو ان يدعو رئيس مجلس النواب نبيه بري البرلمان الى الاجتماع واتخاذ القرارات المطلوبة حيال الدستور، وانتخاب رئيس، فيصبح هذا الرئيس لاعبا فاعلا على الساحة السياسية اللبنانية. ويبدو لي ان كل شيء جاهز لذلك. والصعوبة بالنسبة الي هي فهم لماذا ترجأ دوما تأجيل هذه الجلسة؟

• مساعد وزيرة الخارجية الاميركية ديفيد ولش، الذي تزامنت زيارته لبيروت مع زيارتك، اتهم بوضوح المعارضة اللبنانية بتعطيل عملية الانتخاب. فما هو موقف بريطانيا؟

- الواضح ان ثمة اطرافا في المعارضة لا يريدون مستقبلا سياسيا يتخذ فيه لبنان قرارات مستقلة. لديهم اجندة خاصة بهم، بعضهم مثلا لا يريد ان يبدو مناهضاً لسوريا، وبعضهم الآخر مقتنع بأن على سوريا ان تؤدي دورا بارزا جدا في تقرير مستقبل لبنان. وهذا خطأ من هؤلاء الاطراف في المعارضة. فقد يبدو مناسباً على الامد القريب، وقد يشعرون بالاطمئنان لانهم مدعومون من نظام خارجي، لكن الأمر ليس جيدا للبنان وللديموقراطية اللبنانية.

هناك مرشح للرئاسة يبدو ان الجميع يدعمه. انا اعرفه واعتبره رجلا صالحا جدا، وحكيما، شجاعا ووطنيا. وقد نجح في توحيد الجيش للمرة الأولى منذ زمن طويل. وهذا الجيش منتشر من الحدود الشمالية مع سوريا الى الحدود الجنوبية مع اسرائيل. وهذه المرة الاولى منذ 40 عاما ينتشر الجيش في الجنوب. وهذه احدى نقاط القوة في الوضع الجديد في لبنان. فعلى الناس ان يتحلوا بالمرونة والخيال، وان يفكروا بمصلحة لبنان وليس بمصلحتهم الخاصة.

 

 

اجتماع باريس

 

•شاركتَ قبل ايام في اجتماع باريس المخصص للوضع اللبناني، والذي صدر عنه بيان بدا خجولا في رأي بعض المراقبين لأنه لم يسمِ الأشياء بأسمائها. فماذا جرى خلال هذا الاجتماع وهل كانت الأراء متقاربة؟

- شاركتُ في تلك المناقشة وكانت هناك اراء عدة حول طبيعة البيان الذي يجب ان يصدر. والبيان الذي صدر نال الاجماع، وكان هدفه تشجيع الجميع في لبنان على ادراك ان العالم يراقب لبنان بتنبه، وان العالم يهتم بلبنان، وهو ليس منطقة نزاع منسية بل دولة سيادية تتمتع بتاريخ طويل ويحق لأبنائها ان يعيشوا حياة افضل بكثير من التي يعيشونها. ويحق للبنان، الواقع جغرافيا على الضفاف الشرقية للبحر المتوسط، في احد اكثر الاسواق النابضة بالحركة، ان ينعم بازدهار كبير وبالرفاهية. لكنه، في واقع الحال نقيض ذلك اليوم، فهو ضحية تدخلات سياسية خارجية، وخاض حربا مع اسرائيل، وثمة اطراف خارجيون عدة يتدخلون في شؤونه، واخيرا اضطر الى خوض معركة شرسة ضد "جهاديين" في الشمال، لا يعترفون بسيادة اي دولة ديموقراطية ولا يؤمنون بالديموقراطية.

فالجوار صعب، وعاش لبنان اوضاعا صعبة نتيجة ذلك. فأردنا ايصال هذه الرسالة، والتأكيد اننا ندرك هذه الصعوبات. وقد شاركت في الاجتماع دول كثيرة منها السعودية ومصر والاردن، الى جانب الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا. وهذا مقياس لنظرة هذه الدول الى لبنان.

ولست متأكدا ان البيانات القاسية والمهددة مفيدة، لأن ما يجب ان نفعله هو اقناع اطراف مثل سوريا وايران بعدم التدخل في شؤون لبنان. وهذا امر يجب ان يتم عبر اجراءات محددة. يجب ان نقنعهم عبر تصرفنا الدولي.

•في هذا المجال، حصل الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي على وعود من الرئيس السوري بأن الانتخابات الرئاسية ستحصل، ولم تحصل حتى الآن. ويعتقد بعضهم في تحالف 14 اذار ان سياسة "الجزرة" المستخدمة مع سوريا اقل افادة بكثير من سياسة "العصا". ويستشهد بالقرار 1559 الذي كان "عصا" وأدى الى انسحاب السوريين من لبنان. اما الجزرات الاخرى، فلم تعط اي نتيجة. ما رأيك؟

- نعم، اوافق على الانتقادات الموجهة الى السياسة الفرنسية. واعتقد...

•هذه سياسة معتمدة من الفرنسيين ومن كثر آخرين.

- ذكرتِ الفرنسيين كمثل. واعلم ان ثمة دولا اخرى ترسل وزراءها الى دمشق في محاولة لاقناع ذاك النظام بعدم التدخل في شؤون لبنان. وما تقولينه صحيح. فقط بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري، على مقربة من هنا، استاء المجتمع الدولي الى درجة انه ضغط كفاية على النظام السوري لدفعه الى القيام بعمل ما، مما ادى الى انسحاب القوات السورية من لبنان.

واعتقد ان الوقت حان لنقوّم سجل التصرف السوري في العامين الأخيرين. وكان سجلاً لافتا، ولا سيما من خلال الناطقين باسمه في لبنان ايا يكونوا، في المعارضة السياسية ام لا، الذين يمنعون الديموقراطية اللبنانية من سلوك الطريق التي يجب ان تسلكها. وهي ان تُتخذ القرارات في بيروت، وليس في دمشق او طهران او اي مكان آخر.

عدم مكافأة دمشق

•اذا استمر الفراغ على رأس الدولة اللبنانية، ماذا سيكون موقف بريطانيا والمجتمع الدولي؟

- سنواصل الضغط بقوة لانتخاب رئيس، وسنواصل كشف الازدواجية، كلما سنراها، المعتمدة لدى هؤلاء الذين يريدون تدمير الديموقراطية اللبنانية. فلسنا في اطار تأييد اعمال مسلحة او ما يشابه. بل ما نتحدث عنه هو محاولة اقناع بعض الدول، عبر المحاججة، بأن عليها احترام سيادة لبنان. هذا كل ما علينا ان نفعله، ايا تكن الدول المعنية، وقد تكون اسرائيل. لكن الفئات المذنبة التي نراها الآن هي في طهران ودمشق.

•اذن يمكن توقع تصرف جديد حيالهما؟

- اعتقد ان سوريا تستميت للاعتراف بها لاعباً كبيراً في السياسة العالمية، وتريد ان تستقبل وفودا وزارية كبيرة رفيعة المستوى في دمشق. واذا لم تحسن التصرف، فيجب الا تنعم بهذا الامتياز. فلا يجب مكافأتها لتصرفها السييء.

• هل تقول ان التصرف حيالها قد يتغير؟

- آمل في ان يتغير. فنحن لم نوفد اي وزير الى دمشق.

•علما ان بريطانيا كانت من اولى الدول التي خرقت المقاطعة الاوروبية لدمشق عبر زيارة نايجل شاينوولد مستشار رئيس الوزراء السابق طوني بلير.

- لم يكن وزيرا. وثمة دول كثيرة تحدثت الى السوريين قبلنا. واعتقد ان طريقة عمل الحكومة البريطانية تختلط على البعض. فشاينوولد موظف حكومي رفيع المستوى، لكنه ليس نائبا منتخَبا وليس وزيرا. ونحن حذرون جدا حيال هذه الامور صدقيني.

سلسلة جرائم مثيرة للاشمئزاز

• كيف تقرأ اغتيال مدير العمليات في الجيش اللبناني اللواء الركن فرنسوا الحاج؟ هل تعتقد انه مرتبط بالانتخابات الرئاسية؟

- من الصعب النظر الى هذا الاغتيال كأنه ليس مرتبطا بالانتخابات. فهو يندرج في سلسلة جرائم قتل مثيرة للاشمئزاز. ولا يجب تسميتها اغتيالات بل جرائم قتل. ومن قتلوا اللواء الركن الحاج هم مجرمون، سواء دفعتهم الى ذلك حكومات اخرى ام نفذوا العمل نتيجة اقتناعات سياسية. انهم مجرمون وقتلة، ويجب ان يمثلوا امام القضاء. ولهذا السبب نشجع، مع دول اخرى كثيرة، قيام المحكمة في ملف اغتيال الرئيس الحريري.

واكثر امر ضارّ اليوم في لبنان هو الشعور بأن هذه الجرائم ستبقى من دون عقاب. وهذا مستحيل.

• هل تعتقد ان المحكمة الدولية ستقوم قريبا وتضع حد لهذا الافلات من العقاب؟

- نعم. وتعهدت دول عدة منها السعودية، تقديم مبالغ كبيرة، لكشف القتلة ومعاقبتهم.

•انت واثق اذن ان المحكمة لا يمكن ان تذهب ضحية تفاهمات او مساومات؟

- عندما تُرتكب جرائم شنيعة كهذه، فهي تضرب في قلب الديموقراطية، ليس الديموقراطية اللبنانية وحدها بل كل الديموقراطيات. واذا كنا نؤمن بالعدالة الدولية وبعدم تمكين الناس من الافلات من العقاب، او من الاختباء خلف الحدود، فعلينا دعم هذه المحكمة.

نهر البارد

•في ملف الارهاب ايضا، زرتَ مخيم نهر البارد، الذي كان ضحية الارهاب. ما كان انطباعك؟

- كان المشهد فظيعا. لبنان يستضيف اكثر من 400 الف لاجىء فلسطيني منذ وقت طويل، وكان من الدول الاولى التي استقبلتهم. وعلاقته بهذه المخيمات فريدة في مجالات عدة. فهي كانت دائما في وضع غير مرض، الا انها كانت دائما تنعم بالحكم الذاتي. وهذه العصابة دخلت المخيم لهدف محدد. لا اعلم من دفع لهم او ارسلهم واين ذهب من هرب من هناك. لكنهم اشخاص خطيرون جدا، قتلوا 27 جنديا لبنانيا وهم نيام. وهذا عمل جبان جدا. ومن هذه المعركة القاسية خرج تضامن جديد ضمن الجيش اللبناني. وعندما دخل الجيش المخيم، كان لديه سلاح قليل جدا ولم يكن مجهزا لقتال عصابة مجهزة جدا. واريد ان اعرف كيف دخل كل هذا السلاح المخيم اساسا.

وزرت اليوم (الاربعاء) ايضا المشروع الالماني لمراقبة الحدود. وأعجبت كثيرا بما رأيته. علما ان عملا كثير ما زال مطلوبا، لأن المنطقة صعبة جدا، وستتطلب مراقبة هذه الحدود جهدا كبيرا. وهذا المشروع مهم جدا، ونحن فخورون للمشاركة فيه. وهو يعكس حرص المجتمع الدولي على ألا يكون لبنان هدفا لمهربي السلاح الذين يريدون اطاحة الحكومة.

سليمان يشعر بالخيبة

•التقيتَ قائد الجيش العماد ميشال سليمان، الذي رشحته الاكثرية مرشحا توافقيا لرئاسة الجمهورية. كيف كان اللقاء؟ وهل تعتقد ان التأخير المتكرر في انتخابه قد يؤثر سلبا على صورته وعلى صورة الجيش؟

- لا اعتقد ان التأخير سيؤثر سلبا على موقعه. اعتقد انه يشعر بالخيبة وبدأ صبره ينفد من "منطق الصفقات والبازارات" the wheeling and dealin

الذي يعتمده بعض اللاعبين السياسيين خصوصا المعارضة التي يبدو انها تريد تخريب كل جهد يُبذل لانتخاب رئيس. وهذا غريب لأن كل الذين تحدثت اليهم قالوا ان العماد سليمان هو المرشح المثالي لهذا المنصب.

هو قائد الجيش ويجب تعديل الدستور، لكن هذا امر يمكن تحقيقه خلال ساعات. واذا كان هو الشخص المناسب، واذا كان اللبنانيون مقتنعين بذلك، فعليه ان يتولى هذا المنصب. وهذا المنصب يجب الا يكون منصبا فخريا، بل يجب ان يكون الرئيس لاعبا اساسيا في تحديد مستقبل لبنان. وهذا ما يريده. وكان حديثنا طويلا. وانا مقتنع بانه لن يسمح بأن تديره قوى خارجية او افرقاء سياسيون. وهو مصمم على ان يكون رئيس الشعب اللبناني، اي رئيس الجميع.

رلى بيضون