المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم الإثنين 24 كانون الأول 2007

 

إنجيل القدّيس متّى .17-1:1

نَسَبُ يَسوعَ المسيح اِبنِ داودَ ابنِ إِبْراهيم: إبْراهيم وَلَدَ إِسْحق وإِسْحق وَلَدَ يَعْقوب ويَعْقوب ولَدَ يَهوذا وإِخوَتَه ويَهوذا ولَدَ فارَص وزارَح مِن تامار وفارَص ولَدَ حَصْرون وحَصْرون ولَدَ أَرام وأَرام ولَدَ عَميِّناداب وعَميِّناداب ولَدَ نَحْشون ونَحْشون ولَدَ سَلْمون وسَلْمون ولَدَ بُوعَز مِن راحاب وبُوعَز ولَدَ عُوبيد مِن راعوت وعُوبيد ولَدَ يَسَّى ويَسَّى ولَدَ المَلِكَ داود وداود ولَدَ سُلَيمانَ مِن أَرمَلةِ أُورِيَّا وسُلَيمان ولَدَ رَحَبْعام ورَحَبْعام ولَدَ أَبِيَّا وأَبِيَّا ولَدَ آسا وآسا ولَدَ يوشافاط ويوشافاط ولَدَ يورام ويورام ولَدَ عوزِيَّا وعوزِيَّا ولَدَ يُوتَام ويُوتَام ولَدَ آحاز وآحاز ولَدَ حِزْقِيَّا وحِزْقِيَّا ولَدَ مَنَسَّى ومَنَسَّى ولَدَ آمون وآمون ولَدَ يوشِيَّا ويوشِيَّا ولَدَ يَكُنْيا وإخوَتَه عِندَ الجَلاءِ إِلى بابِل وبَعدَ الجَلاءِ إِلى بابِل يَكُنْيا ولَدَ شَأَلْتَئيل وشَأَلْتَئيل ولَدَ زَرُبَّابَل وزَرُبَّابَل ولَدَ أَبيهود وأَبيهود ولَدَ أَلْياقيم وأَلْياقيم ولَدَ عازور وعازور ولَدَ صادوق وصادوق ولَدَ آخيم وآخيم ولَدَ أَلِيهود وأَلِيهود ولَدَ أَلِعازَر وأَلِعازَر ولَدَ مَتَّان ومَتَّان ولَدَ يَعْقوب ويَعْقوب ولَدَ يوسُف زَوجَ مَريمَ الَّتي وُلِدَ مِنها يسوع وهو الَّذي يُقالُ له المسيح. فمَجْموعُ الأَجيالِ مِن إِبراهيمَ إِلى داود أَربعةَ عشَرَ جيلاً، ومِن داودَ إِلى الجَلاءِ إِلى بابِل أَربعةَ عشَرَ جيلاً، ومِنَ الجَلاءِ إِلى بابِل إِلى المسيح أَربعةَ عشَرَ جيلاً.

 

السنة تنتهي بمشهد التشاؤم والخشية وللأسف أن تكون الجديدة أكثر سوءاً

الأنوار/الهام فريحه

يُصوِّر أحد المراقبين المتخصصين الوضعَ اللبناني على الشكل التالي: في قصر بعبدا الرئيس لحود أقفل باب القصر وخرج. في مجلس النواب الرئيس نبيه أقفل باب المجلس ولم يسمح لأحد بالدخول. في السرايا الحكومية، الرئيس السنيورة أقفل الباب على نفسِهِ، فمنع نفسه من الخروج ومنع غيره من الدخول. ويستخلص المراقب: هكذا، وفي سابقة تحدث للمرة الأولى في تاريخ لبنان المعاصر، تتعطَّل الرئاسات الثلاث ويتعطّل معها البلد: تعطُّل الرئاسة الأولى يجعل الدولة من دون رأس. وتعطُّل الرئاسة الثانية يُعطِّل السلطة التشريعية وتعطُّل ترميم الحكومة يجعلها في نظر كثيرين حكومة بتراء.

هذا في التشخيص، فماذا عن المعالجة?

للأسف فإن ما يجري لا يعدو كونه تأجيلاً متكرراً للأزمة، وربّما للإنفجار وليس محاولة جدية للمعالجة، فالأكثرية لديها طرحها ولا تتراجع عنه، أمّا وضع المؤسسات والشركات والناس والعباد فهذا شأن آخر لا علاقة لكلا الطرفين بمصيرهم. والمعارضة لديها طرحها ولا تتراجع عنه، وفي ظل التعادل في موازين القوى لا قدرة لأيٍّ من الفريقين على فرض طرحه على الآخر، فالفيتو المتبادل يجعل كلَّ فريق قادراً على تعطيل الفريق الآخر، وبالعكس، وطالما لا أحد قادراً على تعديل موازين القوى فإن المراوحة ستبقى سيدة الموقف، وما التأجيل المتكرِّر للجلسات سوى تعبير عن هذه المراوحة، ولكن ماذا بعدها?

إذا مرَّت السنة من دون إنتخاب رئيس جديد وبقي مجلس النواب معطَّلاً والحكومة غير معترف بها، فنحن على أبواب عدم أستقرار سياسي وإقتصادي ومعيشي بدءاً من كانون الثاني: فعلى المستوى المالي، مَن يتذكَّر أن هناك موازنة يجب أن تُقدِّمها الحكومة إلى مجلس النواب? وعلى مستوى الديون، مَن يتذكَّر أن هناك مستحقات مالية على الدولة بدءاً من شباط المقبل? وعلى المستوى السياسي، إلى متى يستطيع البلد تحمُّل هذا الإستنفار السياسي الذي لا يتوقف?

كان كل أمل اللبنانيين أن يودِّعوا سنة كانت في بعض نواحيها (ملعونة) ليستقبلوا سنة جديدة فيها الحد الأدنى من التفاؤل، لكن يبدو، ووفق كل المعطيات المجمَّعة إنهم سيترحمون على هذه السنة على رغم ما شابها من مصائب، لأن ما هو آت للأسف الشديد أكثر هولاً.

 

التوافق الصعب والنصر المستحيل

رفيق خوري

ليس في عيد الميلاد هدية يستحقها اللبنانيون الذين انتظروها، وهي رئاسة الجمهورية. فلا الدول التي تتلاعب بنا تلعب دور (بابا نويل). ولا (الهدية) التي وصلت سلفاً سوى عقاب للبنان بدأ قبل الفراغ الرئاسي واستمر معه. ولا فرق سواء جاء العقاب بالقصور الذاتي لدى القوى الداخلية المتصارعة على السلطة أو جاء بالتصميم والتخطيط على أيدي القوى الخارجية التي تستخدم الفراغ الرئاسي واللبنانيين كأسلحة في الصراع على لبنان والشرق الأوسط. ذلك أن الخيال اللبناني واسع، في الرهان، من جهة على صفقة ومن جهة أخرى على مواجهة إقليمية - دولية. فالواقع هو أن لبنان يدفع ثمن أية صفقة وثمن أية مواجهة. وآخر ما يطمئن اللبنانيين هو الاشارات التي جاءت من غير عاصمة الى أنه لا صفقة على حساب لبنان قبل اجتماع أنابوليس وخلاله وبعده، ما دامت المواجهة مفتوحة ولبنان ساحتها. فضلاً عن أن أزمة الرئاسة التي جرى ربطها بكل الأزمات في المنطقة مرشحة لأن تصبح (عملية) طويلة مثل عملية السلام في الشرق الأوسط. أي مجرد مسار تدور فيه أو تنقطع المفاوضات بلا نتيجة وتستمر الصراعات باردة أو حارة بلا نهاية.

والمفارقة أن (الراعي) الدولي المسلَّم به في عملية السلام هو طرف له مواقف حادة في (عملية الرئاسة). فمن الوهم أن تتوقع واشنطن مسارعة دمشق الى تلبية مطالبها بلا حوار تحت سقف الاعتراف بالمصالح المتبادلة، ولمجرد أن يقول الرئيس جورج بوش إن سوريا تعرف ما عليها فعله. ولا شيء يوحي أن القيادات اللبنانية ستسارع الى لعب دورها الطبيعي في تجسيد التوافق على ترشيح العماد ميشال سليمان، وهي ترى الرئاسة مثل كرة تتقاذفها القوى من فوق رؤوس اللبنانيين. صحيح أن التوافق صعب قياساً على المواقف الثابتة في الصراع على السلطة وضمان الحصص فيها قبل انتخاب الرئيس. لكن الصحيح أيضاً أن النصر مستحيل بالنسبة الى أي طرف. فالصعب ممكن في النهاية. أما التمسك بالمستحيل، فإنه بوليصة ضمان للخراب. إذ ليس في تاريخ لبنان، ولا في حاضره، ولا في طبائع نظامه، ولو كان مأزوماً، شيء إسمه انتصار طرف على آخر. فالميثاق الوطني في الاستقلال كان تسوية. وأحداث 1958 انتهت بتسوية: لا غالب ولا مغلوب. وحرب 1975 التي دامت 15 سنة انتهت بتسوية هي اتفاق الطائف. ومهما تكن قوة أي طرف الآن، فإن قدرته على تحقيق نصر والحفاظ عليه تبقى مهمة مستحيلة. حتى الذهاب المفترض الى حرب أو انفجار للخروج من الطائف لن ينتهي الا بتسوية بعد الكثير من المآسي

 

وفد من المجلس العالمي لثورة الارز زار الامم المتحدة وسلم مذكرة تطالب بوضع القرار 1559 تحت البند السابع والانتخاب بالنصف +1

وطنية - 23/12/2007 (سياسة) جاءنا من المجلس العالمي لثورة الارز، ما يلي:

"قام وفد مشترك من المجلس العالمي لثورة الأرز واللجنة اللبنانية الدولية لتنفيذ القرار 1559 بزيارة للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي الأربعاء الماضي، وضم كلا من مدير المجلس العالمي في الولايات المتحدة المحامي جون حجار، مسؤول الإعلام المهندس قبلان فارس وأمين عام اللجنة الدولية المهندس طوم حرب.

وقد زار الوفد البعثات الديبلوماسية المعتمدة لدى الأمم المتحدة للبلدان التالية: فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة، كما زار السيد تيري رود لارسن بصفته المنسق العام لمتابعة تنفيذ القرار 1559، وقد جرى عرض الوضع وآخر المستجدات على الساحة اللبنانية مع كل مع مساعد السفير البريطاني والفرنسي والسيد أليكس وولف مساعد السفير الأميركي بالاضافة إلى السيد تيري رود لارسن، كما سلم الوفد للبعثات التي زارها نسخة عن المذكرة التي رفعها إلى الأمين العام بان كي مون.

هذا وقد شدد المهندس حرب فور انتهاء الجولة على نقطتين:

الأولى: بأن على النواب الأحرار في لبنان الاسراع في عقد جلسة يتم فيها انتخاب رئيس بالأكثرية الطبيعية وبدون انتظار الرئيس بري الذي يبدو أنه يحاول تجنب هذا الانتخاب.

ثانيا: بأنه على الحكومة من جهة أولى أن تبادر فورا بارسال وفد إلى الأمم المتحدة على مستوى الوضع الراهن لمتابعة القضية. ومن جهة أخرى أن تحث الدول الصديقة وخاصة الأشقاء العرب على دفع مستلزمات المحكمة الدولية لكي لا تتعطل مسيرتها وتتوقف حركة تقدمها التي تباطأت كثيرا بسبب عدم اكتمال الموازنة حتى الآن".

نص المذكرة

ووزع المجلس نص المذكرة التي رفعها منذ أيام الى الأمين العام للأمم المتحدة، تحت عنوان "لبنان على شفير الهاوية"، وفيه:

"في الثالث والعشرين من تشرين الثاني 2007 اخفق مجلس النواب اللبناني بالانعقاد بناء على الولاية الدستورية لانتخاب رئيس جديد للجمهورية.

لاحقا وقبل سبعة أيام بالضبط في 12/12/2007 اغتيل العميد فرنسوا الحاج من الجيش اللبناني بوحشية في بعبدا - إحدى ضواحي بيروت. هذه الجريمة الوحشية تشكل منعطفا خطرا في محاولة المحور السوري-الإيراني إعادة سيطرته الكاملة على لبنان.

العميد الحاج، الذي كان مقربا من قائد الجيش العماد ميشال سليمان ومرشحا لخلافته، قتل ومرافقه في انفجار يعتبر أول عملية اغتيال لضابط كبير منذ عشرات السنين، وهو قتل لمنع تنفيذ القرار 1559، لذا فإن من مسؤولية مجلس الأمن توجيه قدراته للتحقيق بعملية القتل وجلب الإرهابيين إلى العدالة.

تواجه حكومة السنيورة التي تدعم الديمقراطية اليوم وبعد اغتيال الحاج مرة جديدة حقيقة الإرهاب واحتمال تدمير لبنان. ولكن هذه المرة استهدف العنف المؤسسة، نفسها، التي من المفترض أن تحمي الديمقراطية الوليدة، والرئيس الجديد، والمجلس النيابي، والمجتمع المدني، ألا وهي الجيش اللبناني. إن الخطوة المنطقية التالية للحكومة الحالية في لبنان والأكثرية النيابية فيه واللتان تتمتعان بقبول دولي واسع، هي الطلب من مجلس الأمن أن يصدر قرارا جديدا يطالب بالأمور الحيوية التالية:

- وضع القرار الدولي 1559 (المتعلق بالانسحاب السوري وتجريد حزب الله من سلاحه وانتخاب رئيس جديد) تحت البند السابع من ميثاق الأمم المتحدة.

- إعادة التأكيد على الحاجة الملحة لتنفيذ القرار 1680.

- الإشراف على انتخاب رئيس جديد للجمهورية تحت حماية الأمم المتحدة ووفقا لمبدأ النصف زائد واحد.

- تجهيز وتدريب ودعم الجيش اللبناني للتمكن من مواجهة العملية الإرهابية التي تستهدفه والمجتمع المدني.

إذا لم تتمكن الأكثرية النيابية من تقديم الطلب المدون أعلاه، يرى المجلس العالمي لثورة الأرز بكل وضوح أن تدخل مجلس الأمن، من طرف واحد، لحماية الجمهورية اللبنانية من خطر الانحلال، هو من صلب صلاحياته. علاوة على ذلك يطلب المجلس من سلطات الأمم المتحدة التحقيق مع الشبكات الأمنية وشبه العسكرية التي تعمل في لبنان وخارج نطاق الجيش وقوى الأمن واليونيفيل. هذه الشبكات تقع تحت سيطرة منظمة موالية لإيران وسورية تدعى "حزب الله" وتسمي نفسها "مقاومة" وتعلن عن امتلاكها آلاف الصواريخ وميليشيا كبيرة وانتحاريين وجهاز استخبارات، كل ذلك يخرج عن إشراف وسيطرة أمن الدولة اللبنانية واليونيفيل.

إن اغتيال العميد الحاج يجب أن يطلق تحقيقا مع الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله. وسوف يكون من الملائم جدا دعوة نصر الله إلى لاهاي للتحقيق معه بجرائم الحرب ما سيظهر تصميم الأمم المتحدة على محاربة الإرهاب ويشكل ضربة رمزية هائلة لمرتكبيه.

أخيرا يهم المجلس العالمي لثورة الأرز إعلام مجلس الأمن بأن مبادىء ثورة الأرز تتطلب قيادة قوية وحازمة من قبل الرئيس والمجلس النيابي والحكومة في الأمور الدقيقة التالية:

- تبديل مصطلح "العلاقات المميزة" بين لبنان وسورية الوارد باتفاق الطائف، بمصطلح "علاقات ديبلوماسية طبيعية".

- إنهاء الامتيازات المعطاة ل"حزب الله" كمقاومة.

- إلغاء "اتفاقية الأخوة والتعاون" بين سوريا ولبنان والتي كانت فرضت على البرلمان اللبناني بالقوة أثناء الاحتلال السوري.

- حل "غرفة العمليات الموحدة" بين سوريا ولبنان و"حزب الله".

- نشر الجيش اللبناني على طول الحدود السورية اللبنانية لمنع تهريب الأسلحة والعتاد والرجال، والموجهة إلى الجماعات المسلحة.

- الإعلان قبل الانتخاب بأن الرئيس والحكومة سيلتزمان بالتنفيذ الكامل للقرارين الدوليين 1559 و1701 تحت إشراف الأمم المتحدة وليس تحت تأثير وإرهاب الميليشيات الإرهابية.

- التزام الرئيس الجديد، وقبل انتخابه، العمل بشكل كامل مع الأمم المتحدة والمحكمة الدولية لتنفيذ قرارات وأحكام المحكمة ومساندة العملية القضائية لتأمين العدالة في محاكمة القتلة بدءا من الرئيس الحريري وحتى العميد الحاج.

يجب على الأمم المتحدة التصرف بسرعة وعلى الفور لمواجهة الحملة الإرهابية في لبنان قبل أن تضرب مجددا. إن مجلس الأمن قد أصدر قرارات تتعلق بهذا التهديد وعليه الدفاع عن هذه القرارات وحماية الموكل إليهم تنفيذها".

 

النائب الاحدب: مشروع "حزب الله" اقامة دولته الخاصة على انقاض الدولة

وكالات/عقد النائب مصباح الاحدب مؤتمرا صحافيا في منزله في طرابلس استهله بتهنئة اللبنانيين بحلول الاعياد، وتطرق الى مواضيع ومستجدات سياسية.

وقال: "يواجه اللبنانيون اليوم صراعا مموها لاخفاء حقيقة الهدف من اطالة عمر الازمة اللبنانية، وعلى اللبنانيين ان يعلموا ان مشروع "حزب الله" في لبنان قد دخل طورا جديدا هو طور العلنية والكشف عن الاهداف الحقيقية لمشروعهم والتي يمكن تلخيصها باقامة دولة الحزب الخاصة على انقاض الدولة اللبنانية".

اضاف: "ان قوى 8 آذار تسعى الى الهاء اللبنانيين بتفاصيل نرى ان الاتفاق المسبق عليها هو مخالفة للدستور، كالاتفاق المسبق على الحكومة والمواقع العسكرية والادارية، في وقت يتقدم فيه مشروع "حزب الله" للقبض على مفاصل الكيان اللبناني، على قاعدة سيادة الفراغ وتفكيك المؤسسات والقضاء على خصوصية لبنان ومميزاته التعددية، متسائلا هل هناك نتيجة اوضح لهذا النهج من اصرارهم على اسقاط الموقع المسيحي الاول في الدولة لاول مرة منذ الاستقلال".

وقال: "ان الشعب اللبناني يتعرض لاسوأ عملية ابتزاز تقوم على فرض تفاهم بالاكراه، وشراكة بالارهاب تحت ضغط التهديد من قوى 8 آذار في استخدام القوة لتعطيل المسار السياسي واثارة الفوضى وتهديد السلم الاهلي".

وتابع: "ان الفراغ في رأس هرم المؤسسات يقضي على امكانيات الحوار المستقبلي في لبنان، وهو ينسف قواعد الدستور وهذا امر خطير، ونحن قبلنا بترشيح قائد الجيش العماد ميشال سليمان، وهو ليس مرشح قوى الرابع عشر من اذار، وقد قبلنا لما يتمتع به من مواصفات شخصية ولما تمثله المؤسسة العسكرية من ضمانة للبلد، وهناك جلسة في التاسع والعشرين من الحالي, فلتنزل المعارضة الى مجلس النواب لنعدل الدستور وننتخب رئيسا للجمهورية، الذي يدير لاحقا الخلافات الداخلية الحاصلة اليوم ويرعى الحوار".

وردا على سؤال قال: "لا يوجد فريق في لبنان يريد التفاهم مع سوريا وفريق آخر يرفض ذلك، ولكنني اسأل ما هي الاسس الجديدة التي وضعت لبناء علاقات جيدة مع سوريا، وما هو التغيير الذي استجد في هذا المجال، هناك من يريد ان تبقى سياسة الاملاء على اللبنانيين ويصف ذلك بالعلاقات الجيدة، ونحن نريد علاقات جيدة مع سوريا انما ان تكون علاقات ندية من دولة لدولة، تقوم على احترام سيادة واستقلال لبنان والاعتراف به، اما بالنسبة الى العلاقات الدولية فمنذ فترة وجيزة سمعنا من يقول ان سياسة وضع اليد على لبنان اصبحت مسموحة، ونحن نرفض ذلك، وانا اقول اذا كان الرئيس جورج بوش داعما لاستقلال لبنان, فانا ارحب بهذا الدعم واذا كانت الامم المتحدة داعمة لاستقلال لبنان فانا ارحب بدعمها، وانا انتمي للشرق العربي, واتمنى ان تكون علاقتي ممتازة مع هذا الشرق في انتظار القواعد الجديدة بين لبنان وسوريا".

وحول رفض الاكثرية الحوار مع النائب العماد ميشال عون وحقيقة الخلاف القائم في البلد قال: "عن ماذا سوف نتحاور مع العماد عون، هل نتحاور معه على تجاوز الدستور وتقييد رئيس الجمهورية المستقبلي، بالطبع نحن نرفض ذلك، ان العماد عون يتحدث عن زعامة مسيحية وهو قرر التحالف مع "حزب الله" وهو يلبس ثوب اللادولة، وهنا ارفض الحديث عن الشيعة والسنة, فالخلاف في لبنان هو بين من يؤمن بمؤسسات الدولة ومن يريد ضرب هذه المؤسسات، والعماد عون يتحالف اليوم مع التطرف المتمثل ب"حزب الله" وفتحي يكن، ويرفض التعاطي مع الاعتدال، فالخلاف ليس خلافا بين السنة والشيعة, انما هو خلاف بين من مع بقاء صيغة لبنان، وبين من مع فرض صيغة الشرق الاوسط الايراني الجديد".

وردا على سؤال عما اذا كان جوهر الخلاف هو الحكومة وليس رئاسة الجمهورية قال: "لقد تم التوافق على طاولة الحوار على نقاط عدة وبالاجماع، ولكن القصة هي في ضرب الصيغة اللبنانية، وانا اسأل من يشك في وطنية العماد ميشال سليمان ويتحدث عن الثلث الضامن، كيف يكون الرئيس قويا اذا اخذنا منه صلاحياته قبل وصوله الى سدة الرئاسة، وان كنتم تثقون بوطنية العماد سليمان, فلماذا تريدون ان تنزعوا منه صلاحياته، واذا اردنا الحديث عن اصلاحات مستقبلية على اتفاق الطائف فانا اوافق على ذلك، واول اصلاح يجب ان يكون في رئاسة مجلس النواب".

ورأى: "ان المناخ المسيحي اصبح رافضا اي تقويض للصيغة اللبنانية، والمطلوب ان لا نتنازل عن هذه الصيغة وعلى الجميع احترام الدستور والطائف لايصال رئيس للجمهورية", معتبرا في الوقت عينه "في حال تعذر تعديل الدستور للاتيان بالعماد سليمان فان خيار النصف زائدا واحدا هو حق دستوري لنا لا احد يستطيع اخذه منا"، مؤكدا "ان مشروعنا هو الحل وايصال العماد سليمان".

وقال ردا على سؤال: "نرفض اجراءات "حزب الله" التي تمنع دخول قوى الامن الى مناطقهم، وهنا اسأل كيف ان الامن مستتب في مناطقهم وفي باقي المناطق اللبنانية لا يوجد امن، فهم يكتشفون ما يحصل في اسرائيل فليقولوا لنا اين هي الشبكات التي تقتل وتضرب في لبنان، كما اقول لمن يطلب منا العداء مع المجتمع الدولي كيف يرضى باستعمال لبنان كساحة اقتتال، اننا نرفض هذا الكلام، واسأل لماذا احتلال وسط بيروت وما علاقة ذلك بمواجهة جورج بوش، ان اقفال وسط بيروت لا يؤثر اقتصاديا على بيروت فقط انما يؤثر على الاقتصاد اللبناني باكمله

 

اسرار الصحف الصادرة صباح اليوم الاحد 23 كانون الاول 2007

جاء في الصفحات الداخلية للصحف هذه الاسرار

البلد

وصف وزير معارض الموجات التي تاتينا من الخارج حارة وباردة بانها تعني ان حصر الاستحقاق بالداخل استخفاف بعقول الناس

شارفت التحضيرات في الامانة العامىة لمجلس الوزراء على نهايتها لتامين سلسلة من الاستحقاقات لتوقيعها من قبل الحكومة منعا لتوسيع رقعة الفراغ

وصف مسؤول قريب من مرجعية نيابية من الموالاة بانه ليس له نفوذ دولي ولا يمكنه بالتالي رسم خريطة للمنطقة في ظل هذه الازمة

النهار

اسرار الالهة : ابلغ وززير خارجية اوروبي جهات معنية ان اتصاله بقطب سياسي لاقناعه بتسهيل الانتخابات الرئاسية كان سلبيا للغاية

اعتمدت سفارة دولة كبرى اسلوبا بسيطا في انتقال موفد رئاسي مهم من مطار رفيق الحريري الى مقرها من دون استعمال الموكب المعتاد

يتوقع مرشح رئاسي احتمال ارجاء الانتخابات اشهرا لذلك لا يزال ينتظر اعتذار مرشح التوافق

المستقبل

اعتبرت "أوساط" متابعة أنّ "الرئيس التوافقي" هو الأقدر في الظروف الحاليّة على "قلب الطاولة" في وجه الابتزاز وشروطه.

أكدت مصادر ديبلوماسيّة "معنيّة" انّ ما اعتبره البعض في لبنان تناقضاً في المواقف بين أحد الرؤساء ووزير خارجيته ليس كذلك والأساس هو التشدّد ضدّ مصدر التعطيل للاستحقاق الرئاسيّ.

ذُكر انّ رئيس دولة كبرى "اعترف" أمام وفد التقاه مؤخراً بأنّ ضغوطاً إسرائيلية كبيرة مورست من أجل دعوة نظام معيّن الى اجتماع دوليّ عقد في الآونة الأخيرة.

 

البطريرك صفير ترأس قداس الاحد في بكركي والتقى شخصيات ووفودا شعبية: لكل دولة دستورها والخروج عليه سبب لاضطرابات ونأمل أن نلتزم بما سنه لنا

فنبادر الى انتخاب رئيس يتولى تسيير امور الدولة مع معاونيه قبل أن نندم

وطنية - 23/12/2007 (سياسة) ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير قداس الاحد في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي, عاونه فيه المطرانان شكرالله حرب وسمير مظلوم والقيم البطريركي الخوري جوزف البواري وحضره قنصل مولدافيا في لبنان ايلي نصار والعديد من الفعاليات والشخصيات الانسانية والاجتماعية والنقابية والحزبية.

العظة

بعد الانجيل المقدس, ألقى البطريرك صفير عظة بعنوان: "كتاب ميلاد يسوع المسيح ابن داود ابن ابراهيم" (متى 1:1), وجاء في النص: "بهذه العبارة التي استهللنا بها الكلام، بدأ الانجيلي متى انجيله. وهو يعود بالمسيح الى آبائه وأجداده البشريين، وأولهم ابراهيم الذي عاش قبل المسيح بنحو الفي سنة. وقد ضمن الانجيلي متى انجيله سبع لوحات: اول لوحة أظهر فيها أن يسوع المسيح هو ابن الوعد الالهي لابراهيم، وتحدث عن ميلاد المسيح بالجسد. وثاني لوحة وصف فيها شرعة الملكوت من عماد يوحنا المعمدان الى انتصار يسوع على التجربة في البرية، الى انتخاب رسله الاثني عشر. وثالث لوحة تشير الى رسالة الملكوت، وارشادات يسوع الى رسله. ورابع لوحة تتحدث عن سر الملكوت وفيها سبعة أمثال عنه. وخامس لوحة تتحدث عن جماعة الملكوت أي جماعة المؤمنين به معلما وفاديا. واللوحة السادسة تتحدث عن مجيء الملكوت وشروط دخوله من تبتل وفقر واقتداء بالمسيح، وبناء الكنيسة على أنقاض الملكوت اليهودي القديم. واللوحة السابعة تتحدث عن موت يسوع وآلامه وقيامته منتصرا على الموت، وبسط سلطانه على العالم، والمقيم في الكنيسة الى منتهى الدهر.

وننتقل الى متابعة الحديث عن العائلة وعن الزواج بين رجل وامرأة، والزواج الشاذ القائم على معايشة شخصين من جنس واحد معايشة زواجية، وهذا ما ترذله الكنيسة، وتقبحه كل التقبيح.

1- الزواج الشاذ خروج عن الطبيعة

نتحدث اليوم عن بعض الشواذات في ما خص العائلة وعن الخروج عن الطبيعة التي رسمها الله للانسان، وهذا ما أشار اليه بولس الرسول في رسالته الى أهل روما بقوله: "هم الذين أبدلوا حق الله بالكذب, لذلك أسلمهم الله الى أهواء العار، فان أناثهم أبدلن الفعل الطبيعي، بالفعل المخالف للطبيعة، وكذلك الذكور"[1]. وهذا ما نريد اليوم أن نشير اليه، سائلين الله أن يقوي منا الارادة لنعمل دائما بمقتضى تعاليمه ووصاياه.

ان الاعتراف بالزواج بين أناس من جنس واحد له نتائج وخيمة، منها تجاهل ماهية الزواج الحقيقية. والمعرفة تقضي بتفحص الشخص أو الشيء للتعرف الى شخصيته، وطبيعته، وموقعه، وتقليبه على كل وجوهه، لمعرفته معرفة تامة، أو تصحيح الفكرة التي نكون قد كوناها عنه.

لذلك، اذا اعترفنا للشاذين جنسيا بحق الاتحاد بالزواج، ذلك أن المشترع لم يأبه الى هوية الأشخاص، وطبيعتهم، وموقعهم كأشخاص، ولا لواقع زواجهم. والاعتراف للشاذين جنسيا بالاتحاد بالزواج يفترض أننا قبلنا بنظام أشياء جديد.

وما هو هذا النظام؟ ما من شك في أن هناك من سيقولون ان أساس هذا النظام يقوم على الواقع الاجتماعي الذي يقتضي وجوده تنظيما قانونيا. وان وجود بعض وقائع بين الأشخاص في حلقات اجتماعية ضيقة، يكفي لتنظيم بعض تصرفات تنظيما قانونيا. ولكن أن يكون هذا التنظيم مبهما الى حد أنه يستحيل التمييز بين اتحاد رجل بامرأة، واتحاد أشخاص من جنس واحد، فهذا ما ليس له مبرر. ولا مجال الى الخلط بين قران بين أشخاص من جنس مختلف، وأشخاص من جنس واحد. والنوع الأول من الاقتران هو الشائع كل الشيوع. ان التشريع الذي يعترف بما هو شواذ في الزواج لا يقره العقل السليم، ولا الحس العام.

ان للزواج الطبيعي صفات خاصة معروفة. ولا نجد أيا منها في الزواج بين الشاذين. وهذا مرده الى طبيعة الشخص البشري. ولا يمكن القبول بمساواة هذين النوعين من الزواج. ان عدم المساواة بين الرجل والمرأة من حيث التكوين الطبيعي، يجعل القران بين شخصين من جنس واحد مستحيلا. فالفوارق، وعدم المساواة، بين الرجل والمرأة لها امتدادها على العلاقات الزواجية. وهناك فرق كبير في العلاقات داخل الزواج، والعلاقات في الواقع بين شخصين من جنس واحد. والاعتراف شرعا واجتماعيا بهذا الزواج الأخير يشكل خدعة، لأن العلاقات بين شخصين من جنس واحد هي علاقات مزيفة، وهي أمر يقدم على أنه سليم، وهو ليس بسليم، ولا يمكن أن يكون سليما.

2- الاعتراف بزواج شخصين من جنس واحد خديعة

والاعتراف شرعا واجتماعيا بزواج شخصين من جنس واحد يشكل خداعا يسيء الى الشخص البشري في قدرته الجنسية، ويشكل زواجا مزيفا بين شخصين من جنس واحد، وخدعة شخصية واجتماعية بحيث ان العلاقة الجنسية هي علاقة وهمية، لا معنى لها. والاعتراف شرعا بهذه العلاقة مجحف. ان القديس توما الأكويني يقول: "ان كل شريعة يصنعها الناس، لها قوة الشريعة، بما أنها تصدر عن الشريعة الطبيعية. واذا كانت تخترق الشريعة الطبيعية في احدى النواحي، فهي تبطل أن تكون شريعة، لتصبح مفسدة للطبيعة".[2]

وهذه نتيجة طريقة عمل بعض المشترعين -عندما يرتكبون منذ البدء خطأ انسانيا كبيرا- لدى محاولتهم تنظيم الواقع الزواجي الشاذ تنظيما قانونيا. ولا يمكن استخلاص أية دوافع صحيحة للمشترعين في هذه الحالة، لأن عدم اختلاط طبيعة الرجل والمرأة جلية أمام أبسط القواعد العقلانية. وما هي عواقب هذا الاختلاط حول هوية الاتحاد الزواجي؟ انها عديدة وسننظر فيها بايجاز.

3- عواقب الزواج الشاذ

1- التنظيم المصطنع من أساسه تقريبا، -وهذا أقل ما يقال فيه- لاطار حياة عامة اجتماعيا وقانونيا، لا يتفق والطبيعة البشرية.

2- تقوية بعض السلوكيات -النادرة وحتى الشاذة- التي اذا أخذت صورة مؤسساتية، تحيا وتفرض ذاتها نهائيا على المجتمع.

3- ظهور بعض علاقات مضادة للطبيعة بين أشخاص، عندما تلقى المساندة والتشجيع لدى الشبان للاقتداء بها، وتعطى كمثل تربوي من شأنه ان يوحي بسلوك جديد مماثل.

4- طريقة تنظيم علاقات، كما لو انها علاقات تتعلق بالزواج، دون أن يكون هناك زواج، وما من رباط بين أشخاص من جنس واحد، وما من واجبات زواجية يقتضيها التشريع.

5- تضخم القانون الذي يفقد ما له من معنى، بقدر ما تخلو القوانين المفروضة من العقلانية. ومن المؤكد ان الحياة تسبق القانون، أو بالأحرى، ان الله يتبع الحياة. غير أنه اذا كان القانون ينظم الحياة تنظيما يضاد الطبيعة، فان هذه الطريقة تجعل الحياة عمليا مستحيلة. وان القانون، ان لم يكن في خدمة الحياة، هل يمكن اعتباره قانونا؟ وهذا ما يحدث، عندما، انطلاقا من القانون، نضع بعض مبادئ تساعد على تغييب، أو تخريب مؤسسة طبيعية بحد ذاتها، كالزواج. وما من أمر- حتى الضغط الاجتماعي الناشئ من كثير من هذه المباديء- يمكنه أن يقضي أو يغير السبب الحقيقي الذي يجب أن يكون في أساس كل تشريع ، ويوحي به.

6- ويداس حق الزواج لأنه يضع، على قدم المساواة، الزواج الصحيح، والزواج الشاذ الذي ليس بزواج. لا شك في أن القرار بهذه العلاقات في الزواج الشاذ هي اقرار بأمر واقع، في مجتمع ديمقراطي ومتعدد، ويجب أن ينظمه قانون عادل، بما أن الشريعة لا يمكنها أن تمنع كل ما يخالف الفضيلة، على ما يقول القديس توما الأكويني. ولكن هذه الشريعة تكون ظالمة اذا وضعت، في تطبيقها، على قدم المساواة، الاتحاد الشاذ والاتحاد الزواجي.

7- ومن الظلم مقارنة العائلة بالقران الشاذ، واذا فعلنا ذلك نكون قد حرمنا الزواج حقه، وهو تقوم عليه العائلة. وفضلا عن ذلك، ان ما يقدمه للمجتمع الزواج الشرعي بين رجل وامرأة لا يتساوى ولا يشبه من حيث الواجبات، والوظائف، والخدمات، التي يقدمها الزواج الشاذ للمجتمع. وهذا من الخطورة بحيث ان الزواج القائم على العائلة، كما هو معلوم، انما هو سابق للدولة، ولا ينبثق منها، ويذهب الى أبعد من حدودها.

8 - وهذا التمييز الكيفي للعائلة يوقع بها الضرر وبالمجتمع كله. ان مؤسسة الزواج الثابتة القائمة على رجل وامرأة واحدة، تشكل، في الواقع، أول عامل في ايجاد نسيج اجتماعي جديد، مع كل جيل. وكل ولد هو مواطن جديد، يوجد بعلاقاته مع غيره من المواطنين نسيجا جديدا ويوطد المجتمع. وكل مواطن جديد يدعم بعمله المجتمع بأكمله و"يملأ خزائن الدولة". ودون زواج، لا عائلة، ودون عائلة لا ولادات، ولا تربية أولاد. ودون أولاد، لا مجتمع. ودون مجتمع لا دولة. وان الحاق الغبن بالعائلة يسهم في تفاقم الخلل السكاني، والى تمزيق النسيج الاجتماعي الواهي، ويضع استمرار الدولة وبقاءها في صعوبة. والعواقب المنطقية لهذه السياسة هي ازدياد عدد السكان الوافدين على البلد، وما يولده من مشاكل جدية.

ان الله الذي أوجد الطبيعة وخلق ما عليها من نبات وحيوان وانسان، اوجد لها قواعد تسير عليها، وكل خروج على هذه القواعد لا بد من أن يتسبب بكوارث. وأبرز مثل على ذلك الزواج الذي رسمه الله لشخصين من جنس مختلف، واذا خرج الانسان على هذه القاعدة، جر عليه الوبال.

ولكل أمر في الدنيا قاعدة. ولكل دولة دستورها، والخروج عليه سبب لاضطرابات كثيرة، وهذا ما نراه ونلمسه كل يوم. وانا لنأمل أن نلتزم ما سنه لنا الدستور، فنبادر الى انتخاب رئيس للجمهورية، يتولى تسيير امور الدولة مع معاونيه، قبل فوات الأوان، وقبل أن نندم ولات ساعة مندم".

استقبالات

وبعد القداس, استقبل البطريرك صفير في الصالون الكبير العديد من المؤمنين والفاعليات السياسية والقضائية والفنية، ومن ابرزهم: قنصل مولدافيا ايلي نصار، وفدا من نقابة معلمي صناعة الذهب والمجوهرات في لبنان برئاسة بوغوص كرديان، القاضي جوزف صفير، مدير المخابرات في الجيش العقيد الركن جورج خوري، الفنان وديع الصافي الذي قدم لغبطته شتلة من الارز لزرعها في الباحة الخارجية للصرح بالقرب من شتلة الزيتون التي زرعها الصافي سابقا, ثم رئيس الشباب اللبناني فايز حمدان.

 

النائب الحاج حسن:المعارضة لن تذهب الى الجلسة النيابية السبت ولن تسهل عملية الاقتراع الا في إطار اتفاق سياسي وسلة كاملة

وطنية- 23/12/2007 (سياسة) أكد عضو "كتلة الوفاء للمقاومة" النائب حسين الحاج حسن "ان المعارضة لن تذهب الى جلسة الاقتراع يوم السبت المقبل, ولن تسهل عملية الاقتراع ولن تشارك في جلسة الانتخاب الا في إطار اتفاق سياسي واضح ومتكامل في سلة كاملة وبضمانات واضحة, مع تشديدنا وتأكيدنا بالموافقة على خيار قائد الجيش العماد ميشال سليمان كرئيس توافقي، والمشكلة ليست مع العماد سليمان كمرشح توافقي، المشكلة هي مع فريق 14 شباط الذي يتبدل بمواقفه السياسية كتبدل مناخات شباط وتبعا للاملاءات الاميركية وتصريحات دايفيد ولش وغوندوليزا رايس وستيفن هادلي وجورج بوش". اضاف: "المشكلة معهم هي اننا لا نريد ان نجري انتخابات رئاسية ومن ثم نذهب الى تسمية رئيس حكومة او تشكيل حكومة وتبدأ المشكلات هناك "بالتراكم" تراكم المشاكل وتفجير المواقف". كلام النائب حسن جاء خلال احتفال تأبيني في بلدة الناصرية في زحلة، في حضور فاعليات سياسية واجتماعية. اضاف: "أقول لرئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة المستجير من الرمضاء بالنار انه لا يمكن ان يستعين باميركا ليستقوي على المعارضة اللبنانية, فأقول له مخطىء من يحاول وهو الضعيف الذي يستعين بالضعيف ليحاول الانتصار على القوي الذي انتصر على الضعيف. فحكومة الرئيس السنيورة ترى مصلحتها في اغتصاب السلطة والتسلط, وهي تهدد بانها ستصدر قوانين وقرارات من هذه الحكومة البتراء التي تكتسب شرعيتها من البيت الاسود الاميركي, فهي لن تكتسب هذه الشرعية ما لم تكن من الشعب اللبناني واللبنانيين".

 

العماد سليمان استقبل عائلة اللواء الركن الشهيد فرنسوا الحاج: شهيد الجيش وكل لبنان وستبقى مآثره ذخرا للمؤسسة ومنارة للاجيال

وطنية- 23/12/2007(سياسة) استقبل قائد الجيش العماد ميشال سليمان قبل ظهر اليوم في مكتبه في اليرزة، عائلة اللواء الركن الشهيد فرانسوا الحاج، التي شكرته على مواساتها العميقة ومشاطرتها الألم على فقدان الشهيد الكبير. وقد اعتبر العماد سليمان بان اللواء الركن فرانسوا الحاج هو شهيد الجيش وكل لبنان، ومثلما كان طوال مسيرته العسكرية قدوة تحتذى في الشجاعة والفروسية والاخلاص، ستبقى مآثره البطولية بعد استشهاده، ذخرا للمؤسسة ومنارة تهتدي بها الأجيال.

من جهته، أعرب نجل الشهيد ايلي عن تقديره العميق لكل من وقف الى جانب العائلة إزاء هذا الحادث الجلل، وقال:" باسم جميع أفراد العائلة، أقول شكرا لكل الشعب اللبناني على وقفته الأبية الى جانبنا، وأخص العائلة العسكرية الأم وعلى رأسها العماد ميشال سليمان قائد الجيش في كل ما قام به، وأخص بالشكر أيضا قداسة البابا بنديكتوس السادس عشر، وغبطة البطريرك الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير على فائق محبتهما الأبوية ورعايتهما الروحية. كما أتوجه بأسمى آيات الشكر الى كل من واسانا من المرجعيات الروحية والزمنية، ومن الرسميين اللبنانيين وغير اللبنانيين في مواقعهم كافة، ومن رؤساء وأفراد المؤسسات الأمنية، ومن كل من شاركنا حزننا على امتداد الوطن والعالم، وأقول لهم جميعا: حماكم الله من كل مكروه، وليقم الحق والعدل، وليهزم الشر، وليرقد شهداؤنا في جنة الخلد ، ويحفظ الله وطننا الحبيب لبنان".

 

النائب يعقوب: الجلسة المزمعة لمجلس الوزراء مبتورة وساقطة

يمتدحون العماد سليمان على صفات هاجموا الرئيس لحود بسببها

وطنية - 23/12/2007 (سياسة) وصف عضو الكتلة الشعبية النائب حسن يعقوب، في كلمة خلال احتفال تأبيني في بلدة الناصرية - زحلة، جلسة مجلس الوزراء التي ستعقد يوم غد ب"الجلسة المبتورة والساقطة وغير الشرعية وغير الدستورية"، وقال: "انهم في إطار تقديم تعديل للدستور سيوجهونه الى المجلس النيابي، يريدون تمرير الكثير من القرارات التي كانت مرفوضة وملتوية ومشبوهة والتي كانت متوقفة في قصر بعبدا. ونقول لهؤلاء ان هذه الامور لا يمكن ان تمر وهذا العمل ليس سوى إعلان جديد لفشل متراكم". اضاف: "يتحدثون عن معارضة تعطل وتريد ان تضع شروطا أمام الاسم الوفاقي العماد ميشال سليمان حتى لا يصل الى الرئاسة، ونحن نسأل هؤلاء عن سبب تعرض الرئيس السابق اميل لحود لكم من الشتائم لم يكن له مثيل ليس في تاريخ لبنان فحسب انما ربما في العالم، وذلك تحت أربعة عناوين هي:

اولا، انه أتى بتعديل دستوري وخرق دستوري وهذا هو أحد مضامين القرار 1559.

الثاني، انه عسكري.

الثالث ان له علاقة بسوريا.

والرابع انه حاضن ومؤيد للمقاومة.

أليست هذه المواصفات والعناوين هي نفسها التي يتحلى بها العماد ميشال سليمان الذي نحترم ونقدر، وهو يمتدح ويؤيد لآجلها؟ وهذا في رأينا استغباء للرأي العام وتضليل له ومحاولة للتذاكي، ولذلك نؤكد اننا لن نتنازل عن التفاهم السياسي الكامل حتى نؤمن شبكة الأمان والضامن لعملية الاستقرار السياسي التي يجب ان تترافق مع العهد العتيد، ولئلا يتعرض العهد والرئيس القادم وهو العماد ميشال سليمان لما تعرض له العماد اميل لحود".

وقال: "منذ فترة قصيرة حصل تقارب وتوافق على اسم العماد سليمان، مرده انكشاف وتخلي الراعي الدولي عن فريق الموالاة بعدما أمن ظروفا ايجابية وحلحلة لملفه الأكبر وهو العراق وبما يخدمه بشكل مباشر في المرحلة الانتخابية القادمة، ولكن عندما حصل بعض العراقيل هناك عاد ليسحب الأوراق المحروقة والرخيصة ومنها الورقة اللبنانية، من هنا نقرأ بعض الترهل والاحباط عند بعض أركان الموالاة وعدم قدرتهم على الاستمرار بتقبل الرهانات على هذا الراعي الدولي الذي لا تهمه الا مصلحته وليس، كما يدعي، حرصه ودعمه لثورة الأرز".

وتوجه الى "الشركاء في الوطن، بألا يستمروا بابتزاز الشعب اللبناني من خلال استمرارهم بالارتماء في أحضان الخارج، لأن هذا الخارج لديه روزنامته الخاصة ولأن الشعب اللبناني لن يرحم هؤلاء الذي يعتقدون أن قصورهم سوف تحميهم من الفقراء الذي يمعنون في إفقارهم واستغلالهم حتى يرضون بأي شيء ويتحولون الى مجموعة محرومين ومستضعفين ينتظرون صناديق الاعاشة آخر كل شهر". وختم مستشهدا بقول للامام السيد موسى الصدر "عندما وعد الاقطاعيين أصحاب القصور باستباحتها من المحرومين والفقراء".

 

النائب فضل الله: توافقنا على الرئيس وبقيت الحكومة التي تحتاج الى توافق مسبق وتشكل وفق مبدأ الشراكة

وطنية - 23/12/2007 (سياسة) رأى عضو "كتلة الوفاء للمقاومة" النائب حسن فضل الله "اننا لم نقترب بعد من تذليل العقبات التي تعترض انجاز التفاهم السياسي الذي يسمح بإتمام الاستحقاق الرئاسي المتضمن انتخاب الرئيس وتشكيل حكومة الشراكة الوطنية, لان هناك من لم يقتنع بعد بخيار التوافق ولا يزال يراهن على امكانية الاستئثار بالسلطة والتفرد بالقرار مستندا الى اوهام الدعم الخارجي, وهو لذلك يعود الى التلويح في اتخاذ قرارات او اعتماد خيارات تصعيدية تهدف الى كسب الوقت وتأزيم الامور وتوريط البلاد في مشكلات إضافية من دون ان يتمكن اصحاب هذه الخيارات من تعويم او تدعيم سلطة فاقدة للشرعية حتى لو مدها التحريض الاميركي ببعض الاوكسيجين الاصطناعي, ونصيحتنا هنا ان يخرجوا من هذه الاوهام لانها لن تكسبهم شيئا, ولن يستطيعوا ترميم ما هو رميم".

وقال في احتفال تأبيني في بلدة كيفون في حضور حشد غفير من المواطنين وفعاليات سياسية ودينية: "ان سياسة الهروب الى الامام وكسب وقت ضائع لممارسة صلاحيات او سلطات وهمية لن تساعد في معالجة المشكلة فعناوين الحل باتت معروفة, الرئيس توافقنا عليه, وبقيت عناوين اخرى اهمها الحكومة التي تحتاج الى توافق مسبق وتشكل وفق مبدأ الشراكة كما ورد في مضمون المبادرة الفرنسية, ومنطق الشراكة يفرض ان تكون حكومة وحدة وطنية فيها ضمانات دستورية لكل الافرقاء, وهي ضمانات يجب ان تكون واضحة وملزمة فلا يكون أي تفاهم مبهم وبعناوين عامة. بنود الضمانات والعناوين الاخرى في حوزة النائب العماد ميشال عون المفوض من المعارضة التفاوض مع الفريق الآخر".

وسأل: "لماذا هناك رفض للبحث المسبق بالحكومة, هل لانهم يبيتون امرا اخر غير القبول بالشراكة, وما المانع من الاتفاق على الحكومة الآن, ان ذلك يزيدنا شكوكا في النوايا المبيتة, هل هناك من يريد تمرير انتخاب الرئيس ليضعه بعد ذلك امام الامر الواقع بذريعة وجود اكثرية نيابية تلزم الرئيس بحكومة من لون واحد من دون أي شراكة مع المعارضة, بحيث تضع الرئيس المنتخب تحت ضغط الوقت او تتهمه بالعرقلة اذا لم يوافق على تفردها".

أضاف:"العملية السياسية مترابطة الرئاسة والحكومة والبنود الاخرى لا يمكن فصلها عن بعضها البعض, لذلك دعوتنا للفريق الآخر ان لا يفتش عن حلول خارج هذا الترابط او عن الارتهان للخارج كي يقدم له حلولا, الحل يجب ان يكون بين اللبنانيين, ونحن اليوم اكثر تمسكا بخيار التفاهم والتوافق في اعتباره خيارا وحيدا متاحا امام الجميع".

وقال:"ان بوش ما دخل بلدا الا وأفسده بالحروب والفتن ويحاول تعميم تجربته على لبنان من خلال الدعوة لانتهاج خيار تخريبي يفرق بين اللبنانيين وهي بمثابة دعوة لتنفيذ عدوان سياسي على استقرار لبنان ووحدته بعدما عجز عدوانه العسكري باليد الاسرائيلية عن تحقيق اهداف مشروعه, والمفارقة ان بوش الذي كان يستغيث بحلفائه كي لا يتركوا افغانستان خشية انهيار مشروعه يستقوي على اللبنانيين بتحريضهم على تخريب بلدهم ليحرف الانظار عن فشله المدوي في العراق وافغانستان, لكنه لم يدرك بعد ان الفشل هو نصيب مشروعه في لبنان ايضا من خلال رفض تحريضه ومنع الفتن والفوضى التي عممها في المنطقة من ان تصل الى بلدنا, بل نحن اليوم أكثر اصرارا على منطق التفاهم والوحدة الوطنية".

اضاف: "الا يطرح موقف بوش الذي ربط بين نفاذ صبره من سوريا والدعوة للانتخاب بالنصف زائدا واحدا, سؤالا على البعض في لبنان عن سبب هذا الربط؟ الا يعني تعطيله للتوافق لأن صبره نفذ من سوريا, انه يستخدم لبنان وبعض اللبنانيين لتصفية حسابات مع سوريا ولو أدى ذلك الى تخريب لبنان, الا يفترض ان يعيد الفريق الآخر النظر في خياراته ويقرأ بتأن وانتباه ما تخطط له ادارة بوش, فتلك الادارة تقدم للبنانيين خيار التصادم والتقاتل, وفي المقابل هناك خيار التعاون والتلاقي والوحدة الذي نطرحه على شركائنا والذين ننصحهم دائما بعدم الارتهان للخيار الاميركي".

 

الرئيس الايراني استقبل وفد بعثة "حزب الله" الى الحج: نأمل في تحقيق الانتصار الكبير على العدو الاسرائيلي

ونفخر ببطل المسلمين السيد نصرالله وب"حزب الله"

وطنية-23/12/2007 (سياسة) إستقبل الرئيس الإيراني أحمدي نجاد قبل إنتهائه من أداء مناسك الحج في مقر البعثة الإيرانية بالمشعر الحرام في منى، وفد بعثة "حزب الله" إلى الديار المقدسة في السعودية وضم شخصيات علمائية وسياسية، تقدمه عضو شورى الحزب الشيخ محمد يزبك في حضور وزير الخارجية الإيراني منو شهر متكي. تخلل اللقاء كلمة للرئيس الإيراني، قال فيها: "إن نظرة الجمهورية الإسلامية للبنان هي نظرة ملؤها العزة والكرامة، خصوصا بعد الإنتصارات الأخيرة التي تحققت على العدو الإسرائيلي"،آملا في "تحقيق الإنتصار الكبير على هذا العدو وأن يتعافى لبنان ويخرج من محنته وأزمته". وقال: "إننا نفخر ببطل المسلمين السيد حسن نصرالله وبكل فرد من أفراد "حزب الله" والمقاومة الإسلامية". من جهته شكر الشيخ محمد يزبك "الجمهورية الإسلامية لدعمها لبنان وللوحدة الوطنية فيه"، مجددا "رفض "حزب الله" انطلاقة المشروع الأميركي من لبنان"، مؤكدا "أن المقاومة قوية ولا زالت على عهدها لشعبها، وهي مستمرة لتحقيق مزيد من الكرامة للشعب اللبناني". وفي ختام الزيارة بارك الرئيس الإيراني "لأفراد بعثة "حزب الله" حجهم".

 

البطريرك لحام: لا رئاسة من دون رئيس ولن يخلص لبنان الا ابناءه

وطنية - 23/12/2007 (متفرقات) اكد بطريرك الروم الملكيين الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام، رفضه ان يكون هناك رئاسة من دون رئيس لان الكيان اللبناني يفقد هويته وفرادته والدور الفاعل والاساسي للمسيحيين اسوة باخوتهم المسلمين، مشددا على ضرورة الاسراع بانتخاب رئيس جديد للجمهورية لانه لن يخلص لبنان الا ابناءه. ودعا في حديث له الى عدم الرهان على الخارج والارتهان له، مشيرا الى ان لبنان لا يتحمل الصراعات الدولية والاقليمية وانعكاساتها عليه.

وامل البطريرك لحام ان يعود ابناء الوطن الى لبنانيتهم وينتخبوا رئيسا للجمهورية، معتبرا انه من دون رئيس لا يمكن ان تكون مسيرة الوطن ديموقراطية حقيقية.

ورأى ان جميع اللبنانيين يعيشون اليوم بضيقة على مختلف انتماءاتهم وطوائفهم، متسائلا لماذا عندما تلوح في الافق بوادر حل تظهر العقد مجددا.

واعتبر انه مهما كان هناك من ضغوطات خارجية فان تضامن اللبنانيين مع بعضهم البعض كفيل باعادة وطنهم سيدا حرا مستقلا، متسائلا: عندما يقع الخلاف حول النيابة والكراسي، كيف يمكن ان يكون لبنان ديموقراطيا وكيف يمكن للذين كانوا بالامس اسياد الحرب في لبنان ان يصنعوا السلام اليوم لانهم هم انفسهم الذين يختلفون؟. واكد البطريرك لحام ان الرئيس اللبناني سيبقى مسيحيا مهما عصفت الرياح، مشيرا الى ان كل الدول العربية تريد ذلك لان هناك شعورا عند كل العرب بوجوب ان يبقى لبنان ميزة فريدة في محيطه العربي ولا خوف من ذلك. ودعا اللبنانيين الى البقاء في وطنهم وعدم الهجرة، منوها بالدور الوطني الذي يقوم به ابناء الوطن المغتربين من اجل وطنهم.

 

لبنان 2007: شلل في المؤسسات وفراغ رئاسي ومعارك وإغتيالات

وكالات/شهد لبنان خلال سنة 2007 شبه شلل على صعيد المؤسسات وحوادث امنية هي الاولى بهذا الحجم منذ انتهاء الحرب الاهلية (1975-1990)، وشغر منصب الرئاسة منذ حوالى اربعة اسابيع، في ظل استمرار الازمة الاقتصادية والمعيشية. وللمرة الثانية خلال عشرين عاما، يجد لبنان نفسه من دون رئيس، رغم تعيين عشر جلسات نيابية لانتخاب الرئيس منذ بدء المهلة الدستورية في 25 ايلول/سبتمبر. وغادر الرئيس السابق اميل لحود القصر الجمهوري في بعبدا قرب بيروت في 24 تشرين الثاني/نوفمبر من دون ان يسلم خلفا له. ورشحت الاكثرية اخيرا قائد الجيش ميشال سليمان للرئاسة بصفته مقبولا من جميع الاطراف. ويتطلب انتخابه تعديلا دستوريا، كون الدستور يحظر انتخاب موظفي الفئة الاولى ما لم تمض سنتان على تقديم استقالاتهم.

الا ان المعارضة والاكثرية تختلفان على آلية تعديل الدستور وعلى رفض الاكثرية طلب المعارضة اتفاقا سياسيا شاملا حول الحكومة والتعيينات الامنية والرئاسة. ولم يجتمع مجلس النواب حتى في جلسات تشريعية منذ اكثر من سنة، تاريخ انسحاب ستة وزراء من الحكومة بينهم خمسة شيعة. ومنذ ذلك الحين، تعتبر المعارضة الحكومة "فاقدة للشرعية" كون طائفة كاملة غير ممثلة فيها. ويقول بول سالم من مركز كارنيجي للدراسات في الشرق الاوسط "كان الجميع يتوقع ان تتغير الامور بعد رحيل اميل لحود. الا ان شيئا لم يتغير".

واضاف "اذا كانت 2006 سنة الحرب والمواجهات (الحرب بين حزب الله واسرائيل)، فان 2007 كانت سنة المراوحة والشلل في لبنان". ووسط الشلل المؤسساتي، تعرض الجيش اللبناني الذي يعتبر المؤسسة الاقوى في الدولة اللبنانية، لاعتداء في 12 كانون الاول/ديسمبر باغتيال مدير العمليات فيه اللواء فرانسوا الحاج الذي كان يتم التداول باسمه ليخلف قائد الجيش في حال انتخاب هذا الاخير رئيسا. وهي المرة الاولى التي تستهدف فيها شخصية عسكرية منذ شباط/فبراير 2005، تاريخ اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري. وقد تلى اغتيال الحريري مقتل سبع شخصيات اخرى سياسية واعلامية.

وكان الجيش خاض معارك عنيفة مع حركة فتح الاسلام المتطرفة في مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين في شمال لبنان، انتهت بسقوط المخيم في ايدي الجيش بعد مقتل اكثر من 400 شخص بينهم 168 عسكريا. فيما نزح سكان المخيم البالغ عددهم 31 الفا. وتستمر الازمة السياسية حادة بين المعارضة، وابرز اركانها حزب الله الشيعي والتيار الوطني الحر برئاسة النائب المسيحي ميشال عون، من جهة، والاكثرية النيابية والحكومية. ويتبادل الطرفان الاتهامات بالتبعية للخارج. ففيما تقول الاكثرية ان هناك "تطابقا كاملا بين الاجندة السورية حيال مصير رئاسة الجمهورية وبين اجندة المعارضة اللبنانية"، كما قال النائب سعد الحريري اخيرا، تقول المعارضة ان الاكثرية تنفذ اوامر واشنطن.

واستدعت الازمة التي آخر فصولها انتخابات الرئاسة وساطات عربية ودولية، تخللها مهمة على دفعات عدة قام بها الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، وسبع زيارات لوزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير خلال سبعة اشهر، كان آخرها في الاسبوع الاول من كانون الاول/ديسمبر. وفشلت كل الوساطات في ايجاد حل للازمة. وكانت السنة بدأت بحوادث امنية بين انصار للاكثرية النيابية والحكومية وآخرين من المعارضة في بيروت ومناطق اخرى تسببت بمقتل سبعة اشخاص على الاقل. فيما استمر اعتصام المعارضة في مخيم في وسط العاصمة قبالة مقر رئاسة الحكومة للمطالبة باستقالة الحكومة برئاسة فؤاد السنيورة. ويبقى وجود خيم الاعتصام رمزيا اكثر منه حقيقيا، فيما تسبب اقفال هذه المنطقة من وسط العاصمة باقفال مؤسسات تجارية عدة وشبه شلل في الحركة الاقتصادية.

من جهة اخرى، تعرضت قوات الطوارىء الدولية لاعتداءين في جنوب لبنان لاول مرة منذ تعزيز هذه القوة في صيف 2006 اثر الحرب بين حزب الله واسرائيل. وتسبب الاعتداءان بمقتل ستة جنود دوليين.

وتلقي الاغتيالات بظلالها على سنة 2008. فبالاضافة الى اللواء فرانسوا الحاج، اغتيل في 2007 نائبان من الاكثرية مناهضان لسوريا، هما السني وليد عيدو والماروني انطوان غانم. ودفع ذلك عددا كبيرا من نواب الاكثرية الى ملازمة منازلهم او فندق محاط بتدابير امنية مشددة، وعدم الخروج الا في حالات الضرورة. وتتهم الاكثرية دمشق بالوقوف وراء الاغتيالات، بينما تنفي سوريا ذلك. وطلبت الحكومة اللبنانية بعد كل جريمة مساعدة تقنية من لجنة التحقيق الدولية في اغتيال الحريري. وعلى صعيد المحكمة الدولية في اغتيال الحريري، فقد اقر في حزيران/يونيو تشكيلها في قرار صدر عن مجلس الامن الدولي، بعد ان حالت الخلافات السياسية في لبنان دون اقرارها في المؤسسات الدستورية اللبنانية.

في مجال آخر، سلمت اسرائيل حزب الله الشيعي معتقلا لديها ورفات عنصرين في الحزب مقابل تسلمها رفات جندي اسرائيلي ومعلومات عن الطيار الاسرائيلي المفقود رون آراد. بينما لم يعرف مصير الجنديين الاسرائيليين اللذين خطفهما حزب الله عند الحدود في تموز/يوليو 2006.

في هذا الوقت، تستمر الازمة الاقتصادية والمعيشية، في ظل تراجع عدد السياح في 2007، وتسجيل هجرة اعداد جديدة من اللبنانيين. بينما يعاني اللبنانيون من تدني المداخيل وتقنين في التيار الكهربائي بسبب نقص التمويل وقدم الشبكات والمخالفات القانونية عليها، بالاضافة الى نقص في الخدمات. وقال رئيس جمعية المصارف فرانسوا باسيل "سيكون الوضع الاقتصادي صعبا جدا، اذا ادى الفراغ الرئاسي الى زعزعة الاستقرار". وقال بول سالم من جهته "الامر الايجابي في السنة المنصرمة، هو اننا لم نذهب الى الحرب ولم نغرق في الفوضى.

 

لعبة شراء الوقت وعض الأصابع» تحكم الفراغ الرئاسي اللبناني مع تمديد المسعى الفرنسي

 حكومة السنيورة ستحوّل الى البرلمان خلال أيام مشروعاً لتعديل الدستور تتبعه عريضة نيابية

بيروت - وليد شقير - الحياة - 23/12/07//

أكد مصدر حكومي لبناني لـ«الحياة» أمس أن الحكومة ستجتمع الأسبوع المقبل لمناقشة وإقرار مشروع قانون تعديل المادة 49 من الدستور من أجل إتاحة انتخاب قائد الجيش العماد ميشال سليمان لرئاسة الجمهورية، وسترسله الى البرلمان كي يجتمع لإقراره.

وفيما لم يحدد المصدر موعد اجتماع مجلس الوزراء لهذا الغرض، رجحت مصادر واسعة الاطلاع انعقاد مجلس الوزراء غداً الاثنين، أو الأربعاء على أبعد تقدير.

وقالت مصادر وزارية لـ «الحياة» ان قرار الأكثرية إقرار مشروع تعديل الدستور وإحالته على البرلمان يأتي من ضمن عملها الذي يوجب سعيها لتأمين حصول انتخابات الرئاسة، في حال حصول الفراغ، وتأكيداً لرغبتها في ملء الفراغ الرئاسي، واستباقاً لانتهاء الدورة العادية للبرلمان آخر الشهر الجاري، بحيث يتمكن رئيسه نبيه بري من دعوته الى عقد جلسة التعديل الدستوري قبل موعد الجلسة النيابية التي دعا إليها السبت المقبل لانتخاب الرئيس.

وفيما توقعت مصادر في قوى 14 آذار أن يرفض بري تسلم مشروع قانون التعديل الدستوري الذي يتيح انتخاب العماد سليمان بحجة انه والمعارضة يعتبران حكومة الرئيس فؤاد السنيورة غير شرعية وغير دستورية، أوضحت مصادر في الأكثرية لـ «الحياة» انه سيعقب تحويل الحكومة مشروع قانون تعديل الدستور، توقيع نواب الأكثرية الـ68، عريضة هي بمثابة اقتراح قانون بتعديل الفقرة الثالثة من المادة 49 من الدستور، قبل انعقاد جلسة السبت المقبل. واعتبرت المصادر نفسها أنه لن يكون أمام الرئيس بري حجة لرفض دعوة البرلمان الى بحث هذا التعديل، حتى لو كان سيمر بالحكومة (وفق المادة 77) التي يعتبرها غير شرعية لأن هذا الأمر يفترض أن يبحث في الجلسة النيابية التي يفترض أن يُطرح عليها الأمر. وذكرت أن توقيع العريضة قبل نهاية الشهر يستبق انتهاء الدورة العادية لأن طلب التعديل بعدها يفترض أن يأتي من الحكومة لا من النواب، لكن شرط فتح دورة استثنائية للبرلمان. وهو ما ترفضه المعارضة وبري.

وقال مصدر نيابي في الأكثرية لـ «الحياة إن الهدف من خطوتي الحكومة والأكثرية الإصرار على طرح تعديل الدستور ضمن القنوات الدستورية، هو تأكيد نيتها إخراج البلاد من الفراغ الرئاسي وتصميمها على ذلك أولاً، وعلى تزخيم المطالبة بانتخاب العماد سليمان رئيساً للجمهورية ثانياً والتشديد على أن استمرار تمسكها بالخيار التوافقي الذي هو قائد الجيش، يعني أنها ما زالت على موقفها عدم اللجوء الى خيار انتخاب رئيس بالنصف + 1 الذي أعاد طرحه الرئيس الأميركي جورج بوش قبل يومين، ثالثاً. وأكد المصدر أنه إذا لم تتجاوب المعارضة مع هاتين الخطوتين، فإنها ستتحمل المسؤولية أمام الرأي العام المسيحي بأنها هي التي تضع العراقيل أمام الفراغ الرئاسي، فضلاً عن أن هذا سيبرر للحكومة اتخاذ قرارات لتسيير شؤون البلاد لكونها تتولى إضافة الى صلاحياتها صلاحيات رئيس الجمهورية «وكالة»، وفق المادة 62 من الدستور.

وذكر المصدر أن عدداً من أقطاب قوى 14 آذار كان ينوي لو لم تتأجل جلسة الأمس النيابية النزول الى البرلمان والمباشرة في توقيع العريضة النيابية لتعديل الدستور. ونفى المصدر أن يكون زعيم تيار «المستقبل» النائب سعد الحريري أو رئيس «اللقاء النيابي الديموقراطي» وليد جنبلاط طلبا من بري ليل أول من أمس تأجيل جلسة الأمس، موضحاً أن اتصاليهما به كانا للاستفسار عما ينويه بالنسبة الى الجلسة وأنه أبلغهما أنه يفكر بتأجيلها وأصدر بيان التأجيل لاحقاً.

وأكد مصدر حكومي لـ «الحياة» نية الحكومة اتخاذ جملة من القرارات الضرورية التي كان بعضها جمّد أثناء رئاسة الرئيس السابق إميل لحود نتيجة رفضه توقيعها، منها التشكيلات القضائية، وبعضها الآخر يستحق مع نهاية العام، ومنها الترقيات العسكرية التي يفترض أن تتم بدءاً من أول العام 2008.

وعلمت «الحياة» أن الحكومة ستبحث أيضاً في الترقيات العسكرية التي كان الرئيس السابق لحود جمدها العام الماضي وما إذا كان تنفيذها مع مفعول رجعي يتطلب قانوناً يصدر عن المجلس النيابي، فضلاً عن أمور أخرى معيشية واجتماعية.

وأكد المصدر الحكومي لـ «الحياة» أن الرئيس السنيورة كان أوفد وزير الخارجية بالوكالة، وزير الثقافة الدكتور طارق متري الى البطريرك الماروني نصرالله صفير لإطلاعه على حاجة الحكومة الى اتخاذ قرارات، بعد حصول الفراغ، خصوصاً أن السنيورة كان أبلغ البطريرك ان الحكومة لن تمارس صلاحيات الرئيس بعد حصول الفراغ، وعلى رغم النص الدستوري، لكي لا يستفز ذلك بعض القيادات المسيحية. وأوضح المصدر الحكومي أن صفير «تفهّم الحاجة الى إصدار مجموعة من القرارات، وبارك هذا التوجه».

وقال مصدر وزاري لـ «الحياة» إن التشكيلات القضائية ربما تتأجل الى السنة المقبلة، وأن النظر صرف عن فكرة تعيين وزير بديل من الوزير الشهيد بيار الجميل، التي كانت طُرحت في الأيام الماضية، وإن هذا الأمر «غير وارد الآن».

وحول التحركات الخارجية الهادفة الى ملء الفراغ الرئاسي في جلسة السبت المقبل، خصوصاً أن القائم بالأعمال الفرنسي واصل لقاءاته فاجتمع أمس الى السنيورة، قال المصدر الحكومي إن اقتراح باريس استضافة حوار بين زعيم «التيار الوطني الحر» العماد ميشال عون وبري والحريري وجنبلاط للتحاور حول مطالب المعارضة «وُئِد قبل أن يولد لأن العماد عون سأل عن الهدف من دعوة الرئيس بري طالما هو المفوض من المعارضة».

إلا أن المصدر أوضح لـ «الحياة» أن «ماكينة التحرك الخارجي، الفرنسي والتركي والروسي والأوروبي والدولي لن تتوقف في المرحلة المقبلة من أجل محاولة التوصل الى موقف يسهّل انهاء الفراغ الرئاسي».

وعلّق المصدر على انسداد أفق التواصل بين الولايات المتحدة الأميركية وسورية بفعل استمرار الفراغ بالقول: «كأن كل فريق (في الداخل) يسعى الى شراء الوقت في انتظار أن يحصل ما يسهّل الأمور في الخارج. وثمة لعبة عض أصابع تتحكم بالفراغ...».

وذكرت مصادر أخرى في الأكثرية ان الجانب الفرنسي على رغم إشارته على لسان الرئيس نيكولا ساركوزي الى أن السبت (أمس) الفرصة الأخيرة لانتخاب الرئيس في حديثه مع الجانب السوري، فإن باريس تنوي تمديد الجهود لإحداث اختراق جديد حتى نهاية الشهر الجاري، خصوصاً أن اتصالات الأمين العام للرئاسة الفرنسية كلود غيان مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم مستمرة. وبالتالي فإن ساركوزي لن يعلن موقفاً إزاء عدم استجابة سورية لجهوده الآن.

وكرر الرئيس بري أمس التأكيد أنه حتى لو لم يحصل تفاهم وانتخاب رئيس قبل نهاية الشهر، فإن البرلمان قادر على الاجتماع وفق المادة 74 من الدستور التي تعتبر المجلس منعقداً حكماً لانتخاب الرئيس، وأن في إمكان البرلمان أن يعقد جلسة لتفسير الدستور تؤدي الى إسقاط مهل استقالة موظفي الفئة الأولى قبل انتخابهم للرئاسة وأن باستطاعته أن يدعو البرلمان الى الانعقاد في أي لحظة، وهذا ما سيفعله ولا حاجة الى الانتظار حتى فتح الدورة العادية في شهر آذار (مارس) المقبل. وقال مصدر مقرب من بري إنه ما زال يعوّل على التحرك الفرنسي، في ظل التصعيد المتبادل السوري - الأميركي.

وكان سفير أميركا في الأمم المتحدة زلماي خليل زاد قال ليل أول من أمس: «نعتقد بأن على مجلس الأمن أن يكون مستعداً لاتخاد إجراءات إضافية من أجل حض الذين يعرقلون انتخاب رئيس على تغيير موقفهم». ودعا «الأقلية في المعارضة اللبنانية التي تعرقل الانتخاب والذين هم خارج لبنان وخصوصاً سورية التي تدعمها (المعارضة) الى وقف المطالبة بأن تجرى الانتخابات من خلال إجراءات غير دستورية».

كما دعا خليل زاد اللبنانيين الى «انتخاب رئيس جديد بسرعة بما يتوافق مع الدستور اللبناني ومن دون ضغط من أطراف خارجية من أجل اتفاق يشمل عناصر أخرى تتعلق بتشكيلة الحكومة».

وأكد المندوب الأميركي «ثقة واشنطن الكاملة» ودعم الغرب «الكامل» لحكومة رئيس الوزراء فؤاد السنيورة والقوات المسلحة اللبنانية.

من جهته، قال مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لين باسكو أن الوضع في لبنان «خطير ولا يمكن استمراره». وأكد أن «من المهم جداً «أن يسعى كل القادة اللبنانيين الى التوصل الى حل يسمح بإجراء الانتخابات الرئاسية فوراً».

وتواصلت أمس ردود الفعل على تصريحات الرئيس بوش الذي أبدى فيها الاستعداد للاعتراف برئيس ينتخب بأكثرية النصف+1 إذا قررت الأكثرية ذلك وبأن صبره نفد من النظام السوري.

وقال عضو قيادة قوى 14 آذار ووزير الشباب والرياضة أحمد فتفت أن «لا عودة الى خيار الانتخاب بالنصف+1 وخيارنا الحالي هو انتخاب العماد سليمان». كذلك فعل عدد من رموز الأكثرية.

إلا أن قيادة «حزب الله» ورموز المعارضة واصلوا انتقاد تصريحات بوش. وقال مسؤول منطقة الجنوب في الحزب الشيخ نبيل قاووق انه «لولا شعور بوش، بانهيار مشروعه شيئاً فشيئاً لما اضطر الى النزول بنفسه الى الساحة». واعتبر أن فريق 14 آذار «وصل الى حائط مسدود».

ولفت الى أن المعارضة «أخذت الوعود من الوفود الدولية والعربية بألا يقدم فريق السنيورة المغتصب للسلطة على اتخاذ خطوات استفزازية وغير دستورية وفي حال أقدم هذا الفريق على أخذ خطوات كهذه فستكون المعارضة في موقع القوة والاقتدار وتمتلك الخيارات القوية والمرتاحة والدستورية والشرعية

 

موقف بوش يقلب لبنان رأساً على عقب

ماذا يعني تأييده إنتخاب رئيس بالنصف+1 ؟ 

إيلي الحاج - ايلاف

كان لإعلان الرئيس الأميركي جورج بوش تأييده لجوء الأكثرية النيابية في لبنان إلى انتخاب رئيس للجمهورية بنصاب النصف زائد واحد، إذا تعذر التوافق على هذا الإنتخاب مع المعارضة، وقع الصاعقة في بيروت، خصوصاً أنه حض قوى ١٤ آذار / مارس على سلوك هذا الخيار واعدا بأن العالم سيدعم رئيسا منتخبا بهذه الطريقة. أعلن الرئيس الأميركي جورج بوش ان "العالم موافق على إقدام الأكثرية النيابية في لبنان على انتخاب رئيس للجمهورية بنصاب نصف أعضاء البرلمان زائد واحدا اذا لم يتم التوصل إلى اتفاق لانتخاب رئيس ". وحض الدول على الإعتراف بالرئيس اللبناني الذي يمكن أن تنتخبه الغالبية بهذه الطريقة. وأثار الموقف الأميركي المفاجىء والصادر عن أعلى مرجع في واشنطن سيلاً من الأسئلة ، فهل هو يعني ان واشنطن تحولت الى خيار رئاسي جديد، وانها أيقنت ان انتخاب رئيس بالطرق العادية لم يعد ممكنا، وان دمشق لن تقوم بدور ايجابي ومسهل، وان خيار انتخاب قائد الجيش العماد ميشال سليمان كرئيس توافقي قد تراجع او انها لم تعد تدعم هذا الخيار بسبب شروط حلفاء سورية المسبقة للموافقة على توفير نصاب الثلثين لانتخاب رئيس؟

يشار في هذا السياق إلى أهمية ما نقلته صحيفة "الحياة" الصادرة في لندن صباح اليوم عن العماد سليمان أمام مجموعة من قادة المعارضة طالبته بإعطائها الثلث المعطل في الحكومة، قال: "ألا تثقون بي؟ لقد مضت ٩ سنوات على التعاون بيني وبين قوى رئيسة في المعارضة، خصوصا المقاومة . فلماذا يراد لي أن آتي ضعيفا الى الرئاسة مكبّل اليدين في حين يسمح اعتماد الحل الذي يجعل حصة الرئاسة في الحكومة ٦ وزراء لا يتولى أي منهم حقيبة سيادية او حقيبة خدماتية ان تكون قادرة على لعب دور توفيقي بين الأفرقاء كافة؟" الا ان قادة المعارضة أكدوا لسليمان ثقتهم به، وأشاروافي الوقت نفسه الى انهم يتطلعون إلى انطلاقة العهد الجديد على أساس اتفاق سياسي يشكل ضمانا للحل .

والسؤال الذي خيّم على المناقشات السياسية في بيروت: ما سيكون موقف العماد سليمان إذا قررت قوى الغالبية انتخابه بالنصف زائد واحد؟!هل يوافق أم يرفض انسجاما مع الموقف الثابت الذي أعلنه قبل ترشيحه الى الرئاسة وهو ان يجري اعتماده في أي حل، أكان عبر رئاسة حكومة انتقالية او ترئيسه على جمهورية بتوافق اللبنانيين واجماعهم، وانسجاما كذلك مع الموقف الذي أعلنه تكرارا بالوقوف على مسافة واحدة من الجميع، والإبتعاد بنفسه وبالمؤسسة العسكرية عن التجاذبات والصراعات السياسية؟

والسؤال الآخر ماذا يمكن أن يكون موقف البطريرك الماروني نصرالله صفير الذي لطالما رفض انتخاب رئيس بالنصف زائد واحد بعدما صار الخيار أمامه بين انتخاب كهذا واستمرار فراغ مركز الرئاسة، وبعدما ازدادت المخاوف من احتمال ضياع فرصة انتخاب العماد سليمان . والأهم من ذلك كله هل تجرؤ قوى 14 آذار / مارس وتقدم على هذه الخطوة فعلاً بعدما تبين أنها كانت تلوّح بها للتهويل لا غير لتحسين موقعها وأوراقها في خضم التجاذبات والمساومات ؟ أم ان هناك خيارات أخرى مثل "ترميم الحكومة الحالية" عبر تعبئة المركز الماروني الشاغر وتكليف الرئيس امين الجميل بالمقعد الذي كان يتولاه نجله الوزير الراحل بيار، مع ما يعنيه هذا التكليف من تثبيت وتقوية للتغطية المسيحية لحكومة الرئيس فؤاد السنيورة؟

وهل يغير رأيه رئيس" اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط بعد جرعة الدعم الأميركية للغالبية، أم يثبت على جنوحه إلى الحلول المهادنة نتيجة لاقتناعات تكونت لديه في الفترة الأخيرة، وتحد\يدا بعد زيارته الأخيرة لواشنطن حيث لم يلق تشجيعا للغالبية على السير في خيارات يمكن أن تؤدي إلى مواجهات مع قوى المعارضة ، لا سيما مع "حزب الله" المتفوق عسكرياً على الدولة اللبنانية وكل أجهزتها؟ وإذا قررت قوى ١٤ آذار العودة الى خيار النصف زائد واحد، فهل تنتخب العماد سليمان رئيساً أم تعود الى خيا رها السابق بين النائب السابق نسيب لحود والنائب بطرس حرب ، أم تتحوّل الى خيار رئاسي جديد بعدما أدت التطورات الى "حرق" كل الأسماء والخيارات التي سبقت ؟

أما من جهة المعارضة فتقول مصادرها ، ولا سيما" حزب الل"ه، انها لن تتعامل مع موضوع رئاسة الجمهورية كما تعاملت مع موضوع احكومة، وإن المناخ السائد لدى هذا الحزب من جهة، ولدى حليفه المسيحي الأبرز الجنرال ميشال عون من جهة يدفع الى رد فعل قاس على أي محاولة من جانب قوى ١٤ آذار/ مارس للسير في خيار النصف زائد واحد . وكان الحزب ترجم هذا الموقف في رسائل مباشرة سابقاً سمعها موفدون عرب وأجانب بينهم الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى ووزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير، وفحواها ان اقدام فريق الغالبية على خطوة من هذا النوع يفتح الباب جديا لا نظريا على مشكلات لبنانية داخلية سوف تقود حتما الى الفوضى وربما إلى الحرب بصرف النظر عن الخطوط الحمراء التي قامت سابقا بسبب عدم رغبة أحد في اقحام البلاد في مواجهات تأخذ طابعا طائفيا او مذهبيا .

الأجوبة حول ما تحمله الأيام المقبلة للبنان ليست بالأمر السهل، ولكن أخطر ما يحدث هو أن تندفع قوى الغالبية في مواجهة مع الفريق الآخر على أساس أنها مواجهة مع سورية وإيران، وأن تندفع قوى المعارضة ولا سيما " حزب الله" في معركة تصورها على أنها لإنزال الهزيمة بأميركا في "لبنان الساحة" على ما توعد مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران السيد علي خامنئي، في حين اللبنانيين من هذا الجانب وذاك الجانب يدفعون الثمن ... غالياً جداً على ما علمت تجربة الحرب الأهلية الطويلة كثيرين ولم تعلّم بعضهم

 

"لسوريا دور أساسي في تعطيل الانتخابات "

الراعي: عون أداة والمعارضة تستغلّه

شروطهم تعني أنهم لا يريدون انتخاباً

رأى راعي أبرشية جبيل المارونية المطران بشارة الراعي "ان لسوريا دوراً أساسياً ومعروفاً في تعطيل انتخاب رئيس جديد للجمهورية في لبنان، وكل الوساطات الدولية تجري معها"، لافتاً الى ان سوريا "ربما لا تزال تحلم وترغب في العودة إلى لبنان الذي ربحت الكثير سياسياً واقتصادياً من وجودها فيه مدى نحو 30 عاماً، وإذا طلبوا منها الآن ان تعود، لرجعت ركضاً". وفي حديث الى صحيفة "الرأي" الكويتية أُجري معه في الكويت وُنشر اليوم، انتقد الراعي  أداء رئيس مجلس النواب نبيه بري في الملف الرئاسي، وقال: "الرئيس بري هو  رئيس البرلمان، ولا يحق له قفل مجلس النواب، وهذا طعن بكرامة اللبنانيين واهانة كبيرة جداً للأمة اللبنانية وللنواب الذين يحضرون بناء على موعد ولا يصار إلى انعقاد جلسة".    وسأل: "لماذا يختزل الرئيس بري البرلمان؟"، مشيراً الى "أن  الجميع باتوا يعلمون ان قرار رئيس مجلس النواب ليس حراً بل انه يسير في الخط الشيعي، ومن قبل سوريا وإيران وتالياً لا حول ولا قوة له". واضاف ان "لا مبرر للتأخير في انتخاب رئيس، وما يحصل تسويف ولعب من أجل مصالح دولية واقليمية وشخصية، وهذا ما نرفضه".

عون مجرد أداة

ورداً على سؤال عن حقيقة ان الحل هو في جيب النائب ميشال عون كما قال "حزب الله" أم انه في مكان آخر، قال: "هم قالوا انهم سلموا عون اربع نقاط ووضعوها في جيبه، لكننا نقول ان هذه النقاط يجب ان تتم  بعد انتخاب رئيس للجمهورية وليس قبله، وهم يستغلون العماد عون لنقل الصراع السني - الشيعي إلى صراع مسيحي - مسيحي". وسأل: "لماذا يفاوض عنكم العماد عون في حين ان الخلاف سني - شيعي؟ لماذا على الماروني ان يدافع عن هذا الصراع؟ انتم المعارضة، فلماذا تضعون العماد عون في فوهة المدفع؟ ومَن يصدق ان العماد عون في امكانه ان يقرر ما يريد؟ فهو لوّح عمداً باعادة النظر في صلاحيات رئاسة الجمهورية ، وعندما لوح باعادة النظر باتفاق الطائف، علت الصرخات في المقابل. اذاً العماد عون هو مجرد اداة للاستخدام وليس في امكانه ان يقرر اي شيء، لأن الذي يملك القرار هو السيّد حسن نصرالله وليس عون".

وأكد رفْض الكنيسة الشروط المسبقة الموضوعة لانتخاب العماد ميشال سليمان رئيساً للجمهورية، معتبرا انها "ضد الدستور وضد صلاحيات رئاسة الجمهورية"، وسأل: "هل رئيس الجمهورية الذي يريدونه عليه ان يكون مأموراً ام يكون رئيساً للبلاد لديه الحكمة والمعرفة والمسؤولية؟(...)".

وتابع: "ما داموا مسنودين من إيران وسوريا، وما دام هناك سلاح بين أيدي حزب الله، فليس في امكانهم ان يفعلوا شيئاً. أي إذا قررنا الذهاب وانتخاب رئيس بالنصف زائد واحد كي نتجنب الفراغ، فاننا نصنع مشكلة أكبر من الحالية. ولسنا مع هذا الطرح، لانه سيزجنا في مشاكل كبيرة".

سئل: المعارضة تريد الثلث المعطل في حكومة العهد الأولى شرطاً لانتخاب العماد سليمان، والأكثرية تريد الصوت الوازن بيد الرئيس الجديد، فكيف تنظرون إلى هذه المسألة؟ اجاب: "طبعاً، يجب ان يكون لرئيس الجمهورية وزراء. ولماذا يجب ان يكون للموالاة وللمعارضة سنّة  وشيعة 14 وزيراً و8 وزراء؟ لماذا السنّة والشيعة يريدون ان يقرروا في البلد؟ وماذا عن المسيحيين؟ وماذا عن رئيس الجمهورية؟".

ورداً على سؤال عن "المثالثة"، قال "اننا نرفض هذا الامر رفضا كليا، فنحن لا نريد ان نتقاسم البلد كما لو كان قطعة من الجبن"(...).

 

المقاومة الإسلامية" شيّعت عنصراً في النبطية

قاووق يلوّح بـ"خيارات قوية"رداً على "الخطوات الاستفزازية"

النبطية – "النهار": اعلن المسؤول عن "حزب الله" في الجنوب الشيخ نبيل قاووق "ان لبنان وصل الى مرحلة فاصلة ومفترق طرق، وفريق 14 شباط وصل الى حائط الفشل وادرك ان الرهانات على اميركا محض خيال واوهام"، معتبرا "ان ليس امامهم الا خياران، اما الشراكة الوطنية واما الوصاية الاميركية، فاذا اختاروا الوصاية الاميركية فسيكون مصيرهم الخيبة والفشل، في حين ان الشراكة الوطنية تكون بالاستحقاق الرئاسي الذي نريده لتثبيت الشراكة الوطنية والابتعاد عن هذه الوصاية".

وقال في كلمة خلال تشييع احد عناصر "المقاومة الاسلامية" رائف انيس بشارة الذي سقط "خلال قيامه بواجبه الجهادي"، في موكب حاشد في النبطية امس: "لسنا نحن من يفرط في انجازات المقاومة التي تتعرض لاستكمال عدوان تموز، ولكن هذه المرة سياسيا من خلال المشاريع والادوات الاميركية. نحن نحمي الانجازات لأننا نريد ان نحمي الوطن وان نوقف سياسة الاستهداف الاسرائيلي. وقد نجحنا في حماية سلاح المقاومة وانجازاتها وتضحيات الشهداء، هذا النجاح دليله ان سيد البيت الابيض او البيت الاسود اضطر اخيرا للنزول الى ساحة المواجهة بنفسه ليحذر وليعطي بعض الاوامر بنفسه.

وهذا دليل انكشاف كل الاقنعة عن الادوات في لبنان، والتي تظهر ان الفريق الشباطي مجرد اداة وهذا يكشف حجم التراجع في دور الوصاية الاميركية في لبنان، وانه لولا شعور بوش بانهيار مشروعه لما اضطر الى النزول بنفسه للساحة، يحذر ويهدد، غير ان تهديداته لم تفلح في ان تخيف ظفرا من اظفار المقاومة".

ولفت الى ان المعارضة اخذت الوعود والمواثيق من الوفود الدولية والعربية بألا يقدم فريق السنيورة على اتخاذ خطوات استفزازية وغير دستورية، لأنه في حال اقدم هذا الفريق على اتخاذ هكذا خطوات، فان المعارضة في هذه الحال ستكون في موقف القوي وتمتلك الخيارات القوية والمرتاحة، الدستورية والشرعية".

وشدد على ان لبنان "لن يكون ساحة لانتصارات بوش ولا ساحة لتحقيق انتصارات وهمية لأولمرت الذي هو قلق لاحتمال تشكيل حكومة وحدة وطنية"، سائلا: "لماذا يقلق أولمرت من تحقيق حكومة وحدة وطنية، اليس هذا دليلا على تورط فريق 14 شباط بالتزامات تستهدف المقاومة؟ لذا من هنا اصرارنا على حكومة وحدة وطنية تحمي ظهر المقاومة وانجازاتها".

بعد ذلك، أمّ مفتي النبطية الشيخ عبد الحسين صادق الصلاة على الجثمان الذي ووري في جبانة المدينة.

 

ليس هناك من ضابط عوني أو 8 آذار أو 14 أذار...

(•) عميد ركن سابق، محاضر في الجامعة اللبنانية / كلية الإعلام.

محاضر زائر في معاهد جامعية مدنية وعسكرية في لبنان والخارج.

بقلم الدكتور علي عواد (•)     

ليس هناك من ضابط عوني أو 8 آذار أو 14 أذار...

... بل ضابط في الجيش اللبناني، ولكل الوطن. هذا ما قاله وزير الدفاع الياس المر عشية 13/12/2007 في مقابلة تلفزيونية بعد استشهاد اللواء الركن فرنسوا الحاج.ولأننا نخاف التاريخ سنعود إليه: حاولت إسرائيل خلال مؤتمر مدريد (1991) التشكيك في الجيش اللبناني بعد ما ركزت الحكومة اللبنانية على وجوب تطبيق القرار 425 الذي ينص على انسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضي اللبنانية فوراً ودون شروط، وأعلن وزير خارجية لبنان في حينه أنه أصبح للبنان حكومة مركزية قوية وجيش قوي يمكنه فرض السيادة. ولكن، وبغية التأثير على الرأي العام الدولي، استغلت إسرائيل عدم استقرار الأمن في الجنوب واستهدفت القرى اللبنانية الحدودية بقصف عنيف وأطلقت تصريحات عن عجز الدولة اللبنانية بلسان منسق النشاطات الإسرائيلية في حينه (أوري لوبراني) الذي شكك في قدرة الجيش اللبناني على حفظ أمن الحدود بعد الانسحاب حين قال: "لا أرى أي سبب أو إمكان في الوقت الحاضر للانسحاب من جنوب لبنان (...) إن الجيش اللبناني غير قادر، ولديَّ شكوك فعلية في قدرته، لذا علينا أن نتولّى ذلك بأنفسنا".

نفهم من هذا القول أن العدو الإسرائيلي يشكك بقدرة جيش الوطن. نفهم ذلك، أما أن يعمد أهل الوطن إلى المس بمعنويات جيشهم فهذا الانتحار بعينه. ولأننا نخاف التاريخ، سنجعله شاهداً.

في لعبة الحكم والمعارضة بين اليمين ذي الغالبية المسيحية وحلفائه، واليسار ذي الغالبية الإسلامية وحلفائه خلال حرب السنتين (1975 - 1976)، شكَّل النظام السياسي اللبناني مظهراً مهماً من مظاهر الدعاية الداخلية الهدامة التي برعت في تهديم القوات المسلحة الشرعية. كان اليمين يرى أن الجيش هو يد السلطة الشرعية، ويمكنه التدخل لحسم النزاع المسلح الداخلي، وهذا دوره الطبيعي، بينما كان اليسار يرى أن الجيش "فئوي" وسوف ينحاز إلى الطرف الأول في حال تدخله، وعليه البقاء في ثكنه لعدم حيازته الثقة الكاملة.

ويشهد التاريخ ويؤكد إن تأرجُّح الجيش بين معارض ومؤيد، وبين حملات مديح وتشكيك، كان من أسباب انقسامه وتشرذمه في بداية العام 1976. وتالياً حصول الانقسامات الداخلية اللبنانية. سياسيو الحكم والمعارضة هم من سبَّب ضرب وحدة الجيش بسبب غياب الولاء الواحد للوطن في الخطاب السياسي. ألم يكتب هنري كيسينجر مرة في رسالة وجهها إلى ريمون إده،  منتصف العام 1976: "العزيز السيد إده، كن متأكداً أنه سبق لنا ان تآمرنا في العالم العربي وكانت جهودنا تفشل. لماذا؟ لأننا جبهنا بوحدة وطنية وتلاحم داخلي. الزلزال لا يحدث إلاّ في أرض متصدعة. ولا أخفي عنك أن لبنان هو بلد نموذجي لحياكة المؤمرات"... آخ منك أيها التاريخ، كم أخافك لأنك توجعني. وسأجعلك شاهداً أيضاً.

أقَرَّ اللقاء النيابي اللبناني في مدينة الطائف بالمملكة العربية السعودية خريف العام 1989 وثيقة الوفاق الوطني. وبدأ الجيش اللبناني تنفيذ خطة محددة لحفظ الأمن في "بيروت الكبرى". عمد بعض أفرقاء النزاع المسلح الداخلي إلى وضع علامات استفهام حول بعض ألوية الجيش ووحداته والضباط: يرفض انتشار هذه الكتيبة في منطقة نفوذه السياسي ويقبل بانتشار تلك، يرفض تولي ذلك الضابط مسؤولية أمنية ويقبلها لآخر... وبدأت حملات التشكيك في قيادة الجيش وعاد الماضي يكرر نفسه... ما كان اشبه العام 1989 بالعام 1976، وحذار أن يشبه العام 2007 هذين العامين... ولكن قد تكون ، لعبة الحكم بين الموالاة والمعارضة ذاتها، لكن ضمير الجيش مختلف، هو لن يبقى في الثكن كالسابق يتفرج على الوطن يحترق وتالياً ينقسم ويتشتت.. لن ينتزع من نسيج الوطن والدولة ولن تلعب تقنية التفكيك دورها... ومن عضَّه الثعبان يخاف الحبل... والمؤمن لا يلدغ من جحرٍ مرتين...

ولأننا نخاف التاريخ، سنجعله شاهداً أيضاً، وأيضاً.

في مناسبة الأول من آب 1990، أول عيد للجيش بعد حلول السلام، حلَّقت طوافة عسكرية فوق الأراضي اللبنانية ورمت مئة ألف منشور، وحمل الهواء إلى كل لبناني مضمون المنشور، قضيَّة الوحدة والسلام (بكل سذاجة أقول: نحن الآن في مرحلة حرب شرسة دون رصاص، بل بسلاح أشدَّ قذارة هو سلاح "الكلمة - الشَّاحنة". لسنا في مرحلة سلام، بل في مرحلة خطابات سياسية قاتلة، بل خطوب!!) جاء في المنشور:

الوحدة، الوحدة... ثم السلام.

أخي المواطن، رفاق السلاح، لا يمكن قهر التفتت والضياع، ولا لوطن الجدود أن يسلم

إلاّ... بتضامن كل الشعب وكل الجيش، لا يمكن... لكل المناطق أن تنهض من عمق جراحاتها، وللجنوب أن يحرَّر، وللوطن أن يوحَّد إلاّ... بوحدة أهداف كل الشعب وكل الجيش. لا يمكن توفير الفرح لأهلنا والبسمة لأطفالنا، إلاّ... بسواعد كل الشعب وكل الجيش.

يداً بيد نوحِّد الجيش، نوحِّد الوطن، ننقذ لبنان...".

وبسذاجة أيضاً أقول: هل تبقى لعبة السياسة هدفاً لحكم مبرم يقضي بأن لبنان كيان يطوي في ثناياه عوامل التحطيم الذاتي، أو الانتحار؟ وهل يحتاج أطراف الصراع السياسي لإدراك مضمون هذا المنشور إلى تحليق طوافة كل عقدٍ ونصف عقد من الزمن للنهوض من هذا التحطيم الذاتي؟...

وفاء لفرنسوا الحاج (في وفا بعد؟!)، المبتسم الهادىء الخلوق الكفي، "حاضن الأوراق المبعثرة" (كان يحب هذه التسمية)، على حملة بنادق الخطاب السياسي والكلمة الناجعة أو القاتلة أن يدركوا أنه، ليس هناك من ضابط عوني، و 8 آذار أو 14 آذار، بل ضابط في الجيش اللبناني، ولكل الوطن... خطابٍ سياسي واحد على كل مكونات النظام السياسي اللبناني في لعبة الحكم والمعارضة أن تدعم الجيش به.

الأعياد بدأت ... ولا أعياد في خطابٍ رائحته بارود ودم.. إنها أعياد ميلاد الإله وزيارة بلاد الرحمن... وبالرب الحقيقي يصحو الفجر، وبالرب الحقيقي يصحو الوطن... القدوس، الرحمن الرحيم..

 

الإصرار على الانتخاب مرده الى رفض احتمال ربطه بسلة فيها مؤثرات المحكمة والقمة

ملف الرئاسة تحت المجهر الدولي والحد الزمني رأس السنة

المستقبل - الاحد 23 كانون الأول 2007 - ثريا شاهين

تبدو جلسة المجلس النيابي المحددة في التاسع والعشرين من كانون الأول الجاري لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، حاسمة، بالنسبة إلى المجتمع الدولي، الذي لا يزال يعطي الفرصة أمام المساعي الهادفة إلى التوافق الداخلي حول هذا الانتخاب حتى رأس السنة. ويتزامن ذلك مع استئناف مواقف تصعيدية ضد دمشق بعدما اتهمها المجتمع الدولي صراحة بأنها وراء عرقلة الانتخاب، وبأنها لا تزال تتدخل في الشؤون اللبنانية الداخلية.

وتؤكد مصادر ديبلوماسية غربية واسعة الاطلاع على المشاورات الدولية الحاصلة في شأن لبنان وتطور الوضع فيه، في ضوء اللقاء الدولي الذي عقد في باريس حول الاستحقاق الرئاسي الاثنين الماضي، أن عدم التعاون السوري لتسهيل انتخاب الرئيس سيؤدي إلى تعزيز العزلة الدولية والعربية ضدها، وأن ذلك بدأ يتبلور في إطار خطة عمل تم التفاهم عليها بين الطرفين الدولي والعربي، من بين مؤشراتها الكلام الذي أدلى به الرئيس الأميركي جورج بوش بالنسبة إلى انتخاب الرئيس في لبنان قبل ثلاثة أيام، وما قاله الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في هذا الموضوع. وبالتالي، أعيد وضع الملف اللبناني برمته تحت المجهر الدولي لا سيما ملف الرئاسة، بحيث اتفق على متابعة دولية مكثّفة من الآن وحتى الحد الزمني الموضوع رأس السنة الجديدة، ومن ثم يتم النظر في تطور الموقف اللبناني، والقرار الداخلي الذي سيُتخذ حيال جلسة التاسع والعشرين من الجاري، مع الإشارة إلى أن موقف بوش من الانتخاب متصل لناحية التنفيذ بأداء الفرقاء في الداخل، وما إذا كانوا سيصلون إلى هذه المرحلة، وسبل تظهير هذا المنحى داخلياً ودولياً واكتسابه الدعم الخارجي المطلق.

رفض دولي للشروط المسبقة

وتبعاً لذلك، ستتكثف الجهود الدولية مجدداً قبيل الجلسة في محاولة حثيثة لحصول التوافق بين الفرقاء على الرئيس، وسبل الانتخاب، وسط إصرار دولي على جملة مسائل هي:

ـ ضرورة إجراء الانتخابات بأسرع وقت.

ـ الرفض الدولي للشروط المسبقة، خصوصاً وأن اسم المرشح المطروح للرئاسة هو قائد الجيش العماد ميشال سليمان اسم توافقي.

ـ إن الولايات المتحدة الأميركية، وكذلك فرنسا حمّلتا سوريا مسؤولية تعثر الانتخاب ووضع العراقيل أمام إنجازه في مرحلة ما قبل خروج الرئيس السابق اميل لحود من قصر بعبدا وانتهاء مهمته، وما بعد ذلك حتى الآن. وقد جمد المجتمع الدولي بإيعاز من البلدين نوعاً ما، الإجراءات ضد دمشق في المرحلة السابقة، لإعطاء مزيد من الفرص أمام التوافق، وأمام ممارسة دمشق نفوذها على حلفائها أركان المعارضة لتسهيل الحل، لكن ظهر للدول أنها لن تتجاوب مع المطالب الخاصة بذلك وعادت واتهمتها مباشرة بالعرقلة.

وتشير المصادر إلى أن هناك احتمالات ثلاثة لمرحلة ما بعد رأس السنة الجديدة إذا لم يحصل الانتخاب في 29 الجاري، وهي:

ـ أن يبقى الوضع اللبناني في حالة "ستاتيكو" من دون رئيس مع تفعيل لدور الحكومة بغطاء عربي ودولي على أن يتزامن الأمر مع ردّة فعل دولية حيال سوريا لا بدّ أن تكون لتصعيد الضغوط السياسية عليها وتحقيق المزيد في مسار عزلها.

ـ في ضوء حديث الرئيس بوش عن خيار النصف زائداً واحداً، فهل سيكون هذا الخيار في حال فشل التوافق قائماً وواقعياً، وإذا ما حصل، كيف يمكن أن تتطور الأمور داخلياً؟

ـ هناك احتمال بأن يؤدي الفشل في التوافق على الاستحقاق الرئاسي إلى تحرك دولي مختلف عما سبقه ويؤدي بدوره إلى إجراء الانتخاب. وحتى الآن لا يوجد تفاهم دولي محدد حول هذه المرحلة وهذا الاحتمال، إنما يمكن وضع تصور لدى الاقتضاء. من هنا، من المؤكد أن هناك ضغوطاً دولية استؤنفت بالنسبة إلى إجراء الانتخابات الرئاسية، وهذا يتم بصورة واضحة، لكن هناك عوامل عديدة تتحكم بالمدى الذي سيصل إليه هذا الضغط، لأن ليس هناك من طرف داخلي أو خارجي يملك المعطيات كافة التي تتحكم بأي منحى يتخذ.

وفي اعتقاد المصادر، أن الاحتمال الأول لمرحلة ما بعد تعذر الانتخاب يحمل في طياته مخاطر متنوعة خصوصاً إذا تم ربط هذا الاستحقاق بسلة تطورات دولية ـ اقليمية وداخلية. إذ أنه من المحتمل جداً أن يكون بدء المحاكمة في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري والجرائم الإرهابية الأخرى إحدى الفرص الدولية المنتظرة للتأثير على دمشق ومواقفها إن حيال المواضيع اللبنانية المطروحة، أو تلك الاقليمية. وليس من المستبعد دولياً أن يمثل انتظار صدور القرار الاتهامي في الجريمة والمتوقع في شهر شباط المقبل، أحد أوجه الظروف التي يمكن الاستفادة منها، في تعميق العزلة السورية ووقف المؤثرات والنفوذ السوريين لدى الداخل اللبناني، ما يساهم مع العديد من أنواع الضغوط الدولية ـ العربية في الحد من ذلك.

وتكمن عناصر هذه السلة المحتملة، في الاستحقاق، والمحاكمة، وإنجاح القمة العربية التي ستعقد في دمشق نهاية شهر آذار المقبل. فإذا فشلت الانتخابات الرئاسية، ستفشل القمة العربية حتماً أو أنها لن تحقق النجاح المتوخى منها، لا من حيث الدعم والزخم العربيين للرئاسة السورية للقمة، ولا من حيث الشكل بحيث لن تحظى القمة بحضور على مستوى القادة خصوصاً قادة الدول المحورية لا سيما السعودية ومصر والإمارات والأردن. كما أنه في حال لم تحصل الانتخابات وتعرضت لوضها لاحقاً في السلة المذكورة، فإنها ستكون أكثر عرضة للتعقيدات الدولية والعربية والقضائية ـ السياسية، الأمر الذي سيجعل حصولها صعباً للغاية، كما سيساهم الفراغ في موقع الرئاسة حتى ذلك التاريخ في الإفساح في المجال أمام مخاطر جمّة على الوضع اللبناني، في مقدمها محاولات لإحداث الخربطة والفوضى لقلب المعادلات الدولية ـ العربية على الساحة اللبنانية، وخلط الأوراق بهدف السعي لتعطيل المؤثرات الحقيقية للمحاكمة، ما ينعكس سلباً على تسهيل التوافق على الرئيس العتيد وعلى كل القرارات الداخلية في البلاد. لذلك، فإن الدول الفاعلة تفضّل الإسراع في الانتخاب وملء الفراغ في سدّة الرئاسة الأولى لتلافي وقوع الاستحقاق في إطار سلة مطالب دولية وعربية واستحقاقات داهمة.

انتهاء الفرص مبدئياً

وقد أعادت الولايات المتحدة الإمساك بزمام الملف اللبناني، بالتوافق والتنسيق مع فرنسا التي يبقى لها دور متمايز في تقديم الأفكار التوفيقية والسعي لبلورة مزيد من فرص التوافق وهذه العودة كانت بموجب الانتهاء مبدئياً من إعطاء الوقت الكافي للتوافق بحسب الأولويات الدولية التي تأخذ في الاعتبار دائماً المخاطر على الوضع الداخلي ودرئها.

 

محفوض: عون يتبدل بسرعة ويهوى الانتحار السياسي وسيعمل لإبقاء الفراغ اذا لم يقبض على السلطة

المستقبل - الاحد 23 كانون الأول 2007 - العدد 2828 - اعتبر رئيس "حركة التغيير" ايلي محفوض ان رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" ميشال عون "لم يعمل في حياته سوى لاضعاف المسيحيين وجعلهم ينقسمون على انفسهم"، منبهاً على انه "ان لم يكن هو القابض على السلطة، فسيعمل لابقاء الفراغ في سدة الرئاسة". وأشار الى "ان عون هو الذي ينشق عن مؤيديه ويتبدل طالما ان هذا التبدل يخدم مصالحه، فهو يهوى الانتحار السياسي".

وقال في حديث الى موقع "في لبنان" الالكتروني أمس: "ليس فقط المحيطين بعون او بعضهم يريد الفراغ كما قال النائب (ميشال) المر انما عون شخصيا، ان لم يكن هو القابض على السلطة فسيعمل لابقاء الفراغ. وفي كل الاحوال، كل نواب تكتل "التغيير والاصلاح" مجرد اصنام لا ينطقون بل يومئون ويوافقون ويصفقون ويبخرون للسلطان الذي أنعم عليهم فجاء بهم الى البرلمان".

وعن تفسيره لتذكير النائب المر بالانتخابات النيابية الفرعية في المتن بقوله "دفعونا الى القيام بالمعركة الانتخابية، وقمنا بها وقد اختلفنا مع الرئيس امين الجميّل بسبب هذه المعركة"، قال: "صحيح ان ميشال المر حتى اللحظة الاخيرة لم يكن ليشارك انما مورست عليه ضغوط على الاقل من الناحية المعنوية أجبرته على المشاركة على مضض الى جانب عون". ولفت الى انه "اذا بدأ المر يرسم خارطة تحالفات نجله الياس منذ اليوم خصوصا اذا لم يترشح هو شخصيا وهذا أغلب الظن فإن الوزير الياس هو الذي سيخوض الانتخابات في العام 2009 ".

وردا على سؤال من انشق عن من: عون او المر، أجاب: "يجب مراجعة تاريخ عون ليتبين ان الرجل دائم الانقلابات والتقلبات منذ ان تقرّب من الشيخ بشير الجميّل ليتمكن من استلام بعض المراكز القيادية وحتى الامس القريب. عون هو الذي ينشق عن ناسه ومؤيديه وهو الذي يتبدل بسرعة البرق طالما ان هذا التبدل يخدم مصلحته". أضاف: "على الرغم من الصوت الشيعي الذي بات يحرّكه التكليف الشرعي، وهنا اذكّر كيف رفض عون هذا التكليف في العام 2005، الا ان الصوت المسيحي الحر هو الذي سينتصر وعون سقط في المجتمع المسيحي، ومَن لم يرَ هذا السقوط فإنه لا يقرأ ولا يشاهد الحركية المسيحية في نقابة الاطباء ونقابة المحامين مثلا. وهنا لا بد من التركيز على الارقام الآتية: ميشال المر10 آلاف صوت، الارمن 10 آلاف صوت، الشيعة 2500 صوت، قومي بعثي 4500 صوت، اذا أين هي أصوات الناخب العوني في المتن؟". واشار الى ان "بعبدا ـ عاليه ستُظهر مفاجأة كبيرة وسترون هذه المفاجآت لدى الصوت المسيحي. وهذا الكلام نقوله ليس للدعاية انما نتيجة وعي الناس وادراكهم ان ميشال عون لم يعمل في حياته سوى لاضعاف المسيحيين وتشتيتهم وجعلهم ينقسمون على انفسهم. وهذا الرجل يهوى الانتحار السياسي ولكن هذه المرة لن ندعه يأخذنا معه الى هذا الانتحار سيذهب وحيدا وبعض افراد حاشيته".

 

أصول الديماغوجية

المستقبل - الاحد 23 كانون الأول 2007 - مصطفى علوش(*)

"الديماغوجي هو القائد الذي يبشّر بمبادئ، يعلم هو أنها باطلة لجموع يعلم أنها مغفلة"

هنري منكين

"أريك لودندورف"، كان من أبطال الحرب العالمية الأولى في ألمانيا، وكان من المتحمّسين للحزب النازي في أولى بداياته، ولكنه وبعد أن تعرّف على هتلر عن قُرب، وحين علم بأن الرئيس الألماني "هندنبرغ" قد عيّن زعيم الحزب النازي مستشاراً لألمانيا قال للرئيس الألماني، رفيق سلاحه السابق ما يلي:

"لقد سلمت أرض ألمانيا المقدسة إلى واحد من أكبر الديماغوجيين في التاريخ. إني أرى ألمانيا تسقط في قعر سحيق على يد هذا الشرير. إن الأجيال القادمة سوف تلعنك في قبرك لهذا القرار".

الديماغوجية هي كلمة يونانية مركّبة من "ديموس" أي الشعب و"غوجيه" أي العمل، وهي اختصار لمصطلح سياسي وهو "العمل لمصلحة الشعب". وهي اليوم تستعمل للدلالة على مجموعة من الأساليب والخطابات والمناورات التي يلجأ إليها السياسيون لإغراء الشعب بوعود خادعة للوصول إلى الحكم، يقوم الزعيم الديماغوجي عادة بتملق الطموحات والعواطف الشعبية بهدف الحصول على التأييد من الرأي العام مستنداً إلى مصداقيته. وغالباً ما يستعمل الديماغوجي الوعود البرّاقة وتشويه الحقائق مؤيّداً كلامه بشتى فنون المنطق والأحداث المجتزأة والبراهين العامة من دون إثارة تفاصيل قد تنبه السامع. ويستعمل عادة كلاماً مبسّطاً مستنبطاً من الموروث الشعبي، في إطار خطابات حماسية حبلى بالشعارات الشعبوية. ومع أن الكذب هو من الوسائل المعتمدة في كثير من الأحيان، ولكن الديماغوجي الخبير، والمدرّب قادر على تجنّب الوقوع في الكذب المفضوح، فيركز على مواضيع صحيحة في الظاهر، بحيث يبهر السامعين، ومعظمهم من الجاهلين بالمواضيع المطروحة، فيستنتجون عادة ما يقصده القائد. ويتحول هذا الاستنتاج مع الوقت إلى شكل من الايمان بغض النظر عن صحته.

وقد يلجأ "القائد" في كثير من الأحيان إلى نوبات من "الغضب المقدس" للزيادة في إبهار الجمهور، والتملص من المواقف والأسئلة المحرجة.

وسائل الديماغوجية

تنقسم الوسائل التي تستعمل في الديماغوجية إلى قسمين:

1 ـ قسم في حدود المنطق ويشمل:

ـ مقارنة الكميات من دون البحث في النوعية، كمقارنة التفاح بالبرتقال لمجرد أنها تُباع بالكيلو. أو بمقارنة واقع "المقاومة" بغض النظر عن الظروف التي نشأت فيها.

ـ استعمال أنصاف الحقائق من خلال وضع عناوين شديدة المصداقية لدى العامة، وإغفال التفاصيل الذي لا يتابعها عادة إلا المهتمون وهم قلّة. كوضع مشروع عقائدي ومذهبي تحت شعار عام اسمه "المقاومة". أو طرح عنوان "التهميش" لمشروع التقوقع المذهبي.

ـ استعمال مراجع كاذبة كقول "استشرنا أستاذاً جامعياً في قضية قانونية" من دون ذكر اختصاص هذا الأستاذ الذي قد يكون مرجعاً في الكيمياء، أو عضواً عاملاً في حزب الزعيم.

2 ـ قسم يتجاوز المنطق ويشمل:

ـ حصر الخيارات في إثنين متضادين، كالقول إما وطني أو عميل، إما مع سوريا أو مع إسرائيل، إما مع مشروع الممانعة أو مع الفوضى البنّاءة، إما معنا أو ضدنا، مع إغفال كل الخيارات المنطقية الأخرى خارج التصنيف الذي وضعه الزعيم.

ـ تصوير الطرف الآخر بأنه العدو المطلق ووضع كل الصفات الشيطانية فيه ونسبة كل المشاكل إليه، كالقول إن كل مشاكل العرب هي من الصهيونية.

ـ تشويه صورة الخصم الشخصية والعامة واتهامه بنفس الوقت بتشويه الصور. "كالاتهام بتعطيل انتخاب رئيس الجمهورية في حين يتم منع إكمال النصاب".

ـ طرح الأسئلة الملغومة لوضع الخصم في موقع الدفاع عن تهمة فرضية كالقول "يقولون بأنهم أعداء لإسرائيل، فإذا كانوا كذلك فهل يكون غريب أن نتهم إسرائيل بجرائم الاغتيال".

ـ فورات عاطفية خارج السياق: "كلهم يتآمرون عليّ" أو "كلهم كذابون"...

خاتمة:

ما على القارئ إلا أن يقارن ليعلم على مَن تنطبق هذه التوصيفات في لبنان؟!

* نائب لبناني وعضو كتلة "المستقبل"

 

الراعي لـ"الراي": سوريا تعطل الانتخابات وحلم عودة وصايتها لا يزال يراودها وعون أداة والمعارضة تستغلّه والقرار بيد نصر الله

 الرأي الكويتية

أعلن راعي أبرشية جبيل المارونية المطران بشارة الراعي ان لسوريا دوراً أساسياً ومعروفاً في تعطيل انتخاب رئيس جديد للجمهورية في لبنان، وكل الوساطات الدولية تجري معها، لافتاً الى ان سوريا ربما لا تزال تحلم وترغب بالعودة إلى لبنان الذي ربحت الكثير سياسياً واقتصادياً من وجودها فيه على مدى نحو 30 عاماً، مشيراً "الى انهم إذا طلبوا منها الآن ان تعود إلى لبنان، لرجعت ركضاً".

وانتقد الراعي في حديث الى صحيفة "الراي" الكويتية يُنشر غداً، أداء رئيس مجلس النواب نبيه بري في الملف الرئاسي، وقال: "الرئيس بري هو رئيس البرلمان، ولا يحق له قفل مجلس النواب، وهذا طعن بكرامة اللبنانيين واهانة كبيرة جداً للأمة اللبنانية وللنواب الذين يحضرون بناء على موعد ولا يصار إلى انعقاد جلسة".

وسأل: "لماذا يختزل الرئيس بري البرلمان؟"، مشيراً الى "أن الجميع باتوا يعلمون ان قرار رئيس مجلس النواب ليس حراً بل انه يسير في الخط الشيعي، ومن قبل سوريا وإيران وتالياً لا حول ولا قوة له"، مشدداً على "انه لا يوجد أي مبرر للتأخير في انتخاب رئيس، وما يحصل تسويف ولعب من أجل مصالح دولية واقليمية وشخصية، وهذا ما نرفضه".

ورداً على سؤال حول حقيقة ان الحل هو في جيب العماد ميشال عون كما قال "حزب الله" أم انه في مكان آخر، اجاب المطران الراعي: "هم قالوا انهم سلموا عون 4 نقاط ووضعوها في جيبه، ولكننا نقول ان هذه النقاط يجب ان تتم  بعد انتخاب رئيس للجمهورية وليس قبل، وهم يستغلون العماد عون لنقل الصراع السني - الشيعي إلى صراع مسيحي - مسيحي".

وسأل: "لماذا يفاوض عنكم العماد عون في حين ان الخلاف سني - شيعي؟ لماذا على الماروني ان يدافع عن هذا الصراع؟ انتم المعارضة فلماذا تضعون العماد عون في فوهة المدفع؟ ومَن يصدق ان العماد عون بامكانه ان يقرر ماذا يريد؟ فهو عمدا لوّح باعادة النظر بصلاحيات رئاسة الجمهورية، وعندما لوح باعادة النظر باتفاق الطائف، وعلت الصرخات في المقابل. اذاً العماد عون هو مجرد اداة للاستخدام وليس بامكانه ان يقرر أي شيء، لأن الذي يملك القرار هو السيّد حسن نصرالله وليس عون".

وأكد الراعي رفْض الكنيسة الشروط المسبقة الموضوعة لانتخاب العماد ميشال سليمان رئيساً للجمهورية وهي "من يكون رئيس الحكومة العتيدة، ومن يكون الوزراء وقائد الجيش"، وقال: "هذه الشروط مجتمعة ضد الدستور وضد صلاحيات رئاسة الجمهورية. فهل بامكان رئيس الجمهورية ان يقرر من يريد رئيساً للوزراء، أم هذا الأمر يتم من خلال الاستشارات النيابية؟ وهل يستطيع رئيس الجمهورية تقرير التعيينات في الوزارات وإلى من يسند الحقائب الوزارية، ام ان الأمر يتم من خلال الاستشارات مع رئيس الحكومة؟ وهل بإمكان رئيس الجمهورية تقرير من يكون قائد الجيش من دون استشارات رئيس مجلس النواب ورئيس الحكومة؟ وهل رئيس الجمهورية الذي يريدونه عليه ان يكون مأموراً ام يكون رئيساً للبلاد لديه الحكمة والمعرفة والمسؤولية؟".

اضاف: "اذاً، نحن والعالم اجمع ضد هذه الشروط التعجيزية التي تعني وضع العربة امام الخيل، والتي تقول بكلام آخر: لا نريد انتخاب رئيس".

واذ اعلن "ان الفراغ مشكلة والانتخاب بـ"النصف زائدا واحدا" مشكلة"، قال: "الفراغ مسيرة ضد الدستور والعرف والتقليد الذي مشينا عليه في لبنان. واذا اتينا وقلنا ان بدل الفراغ، يجب الانتخاب بالنصف زائدا واحدا، فمَن بامكانه ان يهدىء المعارضة؟ وهل بامكان احد ازالة الاعتصام في الاسواق التجارية (وسط بيروت)؟"، مضيفاً: "لقد خربوا السياحة وافلسوا الناس وخربوا الاقتصاد في الوسط التجاري، هل بإمكان احد ان يفعل شيئاً معهم؟ هل بإمكان احد ان يعيد الوزراء الشيعة إلى الحكومة؟ هل بامكان احد فتح باب مجلس النواب؟".

وتابع: "ما داموا مسنودين من إيران وسوريا وما دام هناك سلاح بين أيدي "حزب الله"، فليس بامكانهم ان يفعلوا شيئاً. أي إذا قررنا الذهاب وانتخاب رئيس بـ "النصف + 1" كي نتجنب الفراغ، فاننا نصنع مشكلة أكبر من الحالية. ولسنا مع هذا الطرح، لانه سيزجنا في مشاكل كبيرة".

وعما اذا كانت المعارضة تريد الثلث المعطل في حكومة العهد الأولى كشروط لانتخاب العماد سليمان، والأكثرية تريد الصوت الوازن بيد الرئيس الجديد، كيف تنظرون إلى هذه المسألة؟ اجاب: "طبعاً، يجب ان يكون لدى رئيس الجمهورية وزراء؟ ولماذا يجب ان يكون للموالاة وللمعارضة سنّة وشيعة 14 وزيراً و8 وزراء؟ لماذا السنّة والشيعة يريدون ان يقرروا في البلد؟ وماذا عن المسيحيين؟ وماذا عن رئيس الجمهورية؟".

ورداً على سؤال آخر، قال: "البعض في لبنان مؤتمَر اقليمياً ودولياً، فالخط السني لا يزال يؤثر على السنّة والخط الشيعي لا يزال يؤثر على الشيعة، لذلك تراهم يقولون ان القرار بين السعودية وسوريا، والبعض لا يستحي بقول ذلك على الملأ، وهذا مؤسف. نريد افضل العلاقات مع السعودية ومع سوريا ولكن في المقابل أريد سيادة ومسؤولية عن وطني. وسيادة لبنان ليست ضد سوريا او السعودية ولبنان لا مصلحة له الا في بناء علاقات طيبة مع كل الدول، وهم يمنعوننا في بناء علاقات طيبة مع كل الدول".

ورداً على سؤال حول "المثالثة"، اكد "اننا نرفض هذا الامر رفضا كليا، فنحن لا نريد ان نتقاسم البلد كما وانه قطعة من الجبن"، وقال: "العملية تجري بالمناصفة بين المسيحيين والمسلمين. ولكن ان نأتي اليوم ونقول "المثالثة"، أي ثلث سنّة وثلث شيعة وثلث مسيحي وبعدها، الله أعلم ماذا سيحصل،

ونحن ضد هذا الطرح، لأنه انتهاك وتدمير للهوية اللبنانية وللرسالة اللبنانية وللنموذج اللبناني ونكون من حيث لا ندري انزلقنا إلى حرب وصراعات".

وعن أداء الحكومة في مرحلة ما بعد الفراغ، قال: "هذه الحكومة تتصرف بحكمة وبفطنة، بمعنى، انه رغم كل شيء، هي لا تستعمل السلطات المعطاة لهم بغياب رئيس الجمهورية، وهذا أمر يشكرون عليه، لعدم خلق حساسيات".

وحول اغتيال مدير العمليات في الجيش اللبناني اللواء الركن فرنسوا الحاج، قال: "أعتبرها خسارة كبيرة جدا للبنان ولجيشه. وهذا الاعتداء يأتي في سياق تعطيل لجميع القوى الممتازة في لبنان. وإذا استعرضنا الذين تم اغتيالهم، لوجدنا انهم من خيرة شعبنا ونوابنا ووزرائنا وقادتنا"، مضيفا: "هؤلاء الذين يشكلون للشعب اللبناني أملاً ورجاء هم الذين يقتلون مثل العصافير وذلك لاستمرار تعطيل البلد"، وسألأ: "تعطيل رئاسة الجمهورية ألا يعتبر اغتيالاً للبلد والدولة؟".

 

خلافات حادة تعصف بقوى المعارضة اللبنانية

"حزب الله" بين قاسم ونصرالله ووهاب يسطو على أنصار أرسلان

 "السياسة" - خاص:

يبدو التباين في وجهات النظر بين قيادات »حزب الله« آخذاً بالتمدد ضمن كوادر هذا الحزب بين جناحيه السوري والإيراني, والذي بدأت معالمه تظهر بوضوح بين أمينه العام حسن نصر الله المتمسك بمبدأ ولاية الفقيه ونائبه الشيخ نعيم قاسم الذي بدأ اسمه يأخذ حيزاً هاماً من اهتمامات النظام السوري الساعي إلى بسط سيطرته على كل حلفائه وبشتى الطرق, تمهيداً لإحكام السيطرة على حلفائه لاستخدامهم كما يشاء عندما تدعو الحاجة لذلك, وقد بدأت تظهر للعلن أخبار الخلافات والتصدعات داخل »حزب الله« وتاليا بين صفوف المعارضة ولم يعد هناك ما يبرر الصمت عنها, سيما وأن الأكثرية التي تعمدت عن قصد عدم الرد على تصريحات قادة »حزب الله« كي لا تساهم هذه الردود بإعادة لملمة أجنحة هذا الحزب المتعددة والمنتشرة في الجنوب ومنطقة بعلبك الهرمل والضاحية الجنوبية, فإن المعلومات التي تلقتها »السياسة« في هذا الخصوص, تشير إلى أن الحزب تحول مع مرور الوقت إلى عدة أجنحة لا رابط بينها سوى الرابط المتمثل بالتصعيد السياسي واتخاذ المواقف السلبية ضد ما يمكن أن يؤدي إلى التوافق في موضوع الانتخابات الرئاسية, لأن »حزب الله« قطع وعداً لحليفيه سورية وإيران, بأنه لن يتصرف إلا وفق مصالح هاتين الدولتين, وما عدا ذلك يخضع لأوامر المتنفذين في هذا الحزب وما أكثرهم.

وفيما أبدت مصادر قيادية في »حزب الله« مقربة من طهران استياءها من تصريح وزير الخارجية السوري وليد المعلم الذي تحدث عن خطة سورية - فرنسية للحل في لبنان, واعتبرته محاولة سورية للتفرد بالحل بعيدا عن التنسيق مع ايران, برز امس قيام وفد قيادي من »حزب الله« من التيار الموالي لدمشق بزيارة العاصمة السورية للقاء المسؤولين فيها والبحث معهم في آخر التطورات المتعلقة بالاستحقاق الرئاسي وتنسيق المواقف حول سبل عرقلته ومنع حصوله, لاسيما وان الحزب يمسك حتى الآن بالموقف الاساسي لقوى المعارضة, واثبت حتى الساعة انه صاحب القرار والتقرير في هذا المجال, وان كانت الواجهة الراهنة مودعة لدى النائب ميشال عون.

وفي جانب آخر يتعلق بالخلافات بين صفوف قوى المعارضة أفادت المعلومات الخاصة ب¯»السياسة«, أن خلافاً حاداً قائماً منذ عدة أشهر بين رئيس »الحزب الديمقراطي اللبناني« طلال أرسلان ورئيس »حركة التوحيد« وئام وهاب, وأن أرسلان يتهم وهاب الذي لا يملك قاعدة شعبية من الأساس وكان يعمل مستشاراً إعلامياً عنده بالسطو على جماعته مقابل إغراءات مادية تتراوح ما بين 400 إلى 600 دولار للعنصر الواحد, بعد أن أغدق عليه »حزب الله« أموالاً طائلة بحجة وقوفه في وجه النائب وليد جنبلاط, وبما أن وهاب لا يستطيع استمالة أنصار جنبلاط لجأ إلى جماعة أرسلان على أساس أن الاثنين حلفاء لخط سياسي واحد. وهذا ما أزعج أرسلان الذي بدأ يفقد السيطرة على أنصاره الذين انحازوا بغالبيتهم إلى وهاب باستثناء بعض العائلات المرتبطة تاريخياً بالزعامة الأرسلانية.

وقد حصلت إشكالات عدة بين الطرفين عمقت التباعد بينهما ولم تفلح الوساطة التي قام بها النائب السابق فيصل الداوود وعدد من رجالات الدين المؤيدين لأرسلان لرأب الصدع بينهما, وقد تمكن وهاب المقرب جداً من رستم غزالي من إبعاد اسم أرسلان من لائحة حلفاء سورية الذين أشار إليهم نائب الرئيس السوري فاروق الشرع في تصريحه الأخير, ما أغضب النائب السابق طلال أرسلان, الذي حاول بدوره إيضاح ما يجري للقيادة السورية من خلال بعض الوسطاء. ولكن حتى الساعة لم يتبدل الموقف السوري من أرسلان, ولم ينجح الوسطاء بإيقاف الحرب الكلامية التي يسوقها وهاب ضد »المير طلال« في مجالسه الخاصة, ما يؤكد أن الشرخ أصبح كبيراً بين الطرفين, ولقد حاول بعض القياديين في »الحزب القومي« الدخول على خط المصالحة ولكن من دون أي نتيجة

 

غضب" بوش ناجم عن تراجع الأسد عن 3 وعود تتعلق بلبنان والعراق وفلسطين

واشنطن تعد لخيارات "مؤلمة" ضد سورية بينها "تشريع" دولي لانتخاب سليمان

لندن - كتب حميد غريافي: السياسة

عزت أوساط بارزة في اللوبي اللبناني بواشنطن امس »غضب« الرئيس الاميركي جورج بوش »شديد المرارة« على الرئيس السوري بشار الأسد ببلوغه حد القول ان »صبره نفد منه منذ زمن بعيد« الى »ثلاثة وعود جديدة قطعها« الأخير للولايات المتحدة عبر الحكومتين الفرنسية والقطرية بتسهيل اجراء الانتخابات الرئاسية في لبنان وبضبط اكبر لحدوده مع العراق (للتخفيف من تدفق المقاتلين السلفيين والبعثيين), وبالضغط على حركتي »حماس« و»الجهاد الاسلامي« الفلسطينيتين في قطاع غزة للتوقف عن اطلاق الصواريخ على المستوطنات الاسرائيلية الجنوبية, وذلك مقابل افراج ادارة بوش عن قرار السماح له بحضور مؤتمر انابوليس في اميركا لتعزيز المسار السلمي للحل في الشرق الاوسط.

ونقلت اوساط اللوبي اللبناني ل¯ »السياسة« عن احد مستشاري نائب الرئيس الاميركي ديك تشيني قوله ان »بشار الاسد حنث بوعوده الثلاثة هذه, رغم انه كان ابلغ بأن قضية المفاوضات الثنائية بين سورية واسرائيل حول الجولان المحتل لن تطرح في هذا المؤتمر, بل سيجري التمهيد لها جديا خلال الاشهر الثلاثة اللاحقة, وبالفعل جرى تحديد عقدها في موسكو قبل ان تعود واشنطن فتضغط على رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت لالغائها بعدما فشلت الوساطتان الفرنسية والقطرية في حمل الاسد على الالتزام بوعوده هذه«.

وعلمت الاوساط تلك من مستشارية الامن القومي في البيت الابيض ان »هناك نقطة جوهرية اخرى دفعت بادارة بوش وحليفتها الحكومة الاسرائيلية الى السماح لبشار الاسد بحضور مؤتمر انابوليس, هي انه سيأتي الى المؤتمر خفيض الرأس بعد الاهانة التي تلقاها قبل نحو شهرين بعدم رده على الغارة الجوية الاسرائيلية على ما قيل انها منشأة نووية سورية في محافظة دير الزور الشرقية - الشمالية, بعدما كان هو ومعاونوه (فاروق الشرع ووليد المعلم) ووسائل اعلامه هددوا وتوعدوا ووعدوا بالرد عليها في الوقت المناسب«.

وقال احد موظفي تلك المستشارية في واشنطن وانه لمجرد توسط دمشق لحضور مؤتمر »انابوليس« بعد تلك الغارة تأكد للحكومتين الاميركية والاسرائيلية هشاشة الوضعين السياسي والعسكري المزريين للنظام السوري, كما تأكدت لهما صحة المعلومات الاستخبارية للبلدين ان تلك التهديدات التي اطلقها النظام السوري خلال الاشهر الستة الماضية لاسرائيل عبر حشد قواته على حدود الجولان ونصب بطاريات صواريخ دفاعية حديثة وهجومية باتجاه المستوطنات والمدن العبرية كانت تهديدات كاذبة بمجملها«.

وكشفت اوساط اللوبي اللبناني ل¯ »السياسة« النقاب عن ان الوسيط القطري »نقل الى الادارة الاميركية قبل مؤتمر انابوليس عن الرئيس السوري قوله انه مستعد لاعادة النظر في تحالفه القومي (الستراتيجي) مع ايران اذا كان هناك حل جدي لمسألة احتلال الجولان, كما انه جاهز للتفاوض مع اسرائيل دون شروط مسبقة والتخلي عن شروط والده الرئيس الراحل حافظ الاسد بوجوب استرجاع سورية الضفة الشمالية لبحيرة طبريا التي كان قال للرئيس الاميركي السابق بيل كلينتون خلال اخر لقاء لهما في جنيف: انه كان يسبح في مياهها«.

الا ان كل هذه الوعود - حسب الموظف الاميركي - »ذهبت ادراج الرياح داخل مؤتمر انابوليس, حيث تبين للاميركيين والاسرائيليين استحالة تحسن سلوك دمشق وتخفيف حدة ارهابيتها في العراق ولبنان وفلسطين وابتعادها شبرا واحدا عن ايران ما دفع بمستشار الامن القومي هادلي الى القول بعد المؤتمر: »لا نعرف كيف بامكان سورية ان تدخل العملية السلمية وهي دولة لن تتخلى عن دعم الارهاب والارهابيين بمن فيهم »حزب الله« وحركة »حماس«, كما ان سياسة هذا النظام السوري لا يمكن احتواؤها كما تبين لنا في انابوليس«.

ودعا هادلي في محاضرة ألقاها في جامعة جون هوبكنز للدراسات العليا في واشنطن الى وضع »الخيارات الاخرى« التي يجب اتخاذها ضد نظام الاسد موضع التنفيذ »لان لا امل للمجتمع الدولي باستعادته من رحلته الارهابية التي لا حدود لها مع ايران وسواها من المجموعات الارهابية السلفية«, وهو - حسب موظف الامن القومي - »ما عبر عنه الرئيس بوش اول من امس بصراحة عندما قال ان صبره نفد من هذا النظام منذ زمن طويل« .

واماطت اوساط اللوبي اللبناني في واشنطن اللثام عن ان بلوغ جورج بوش في »غضبه« من بشار الاسد وعملائه في لبنان حدود دعوة قادة 14 آذار ولاول مرة منذ نشوب ازمة رئاسة الجمهورية الى الذهاب الى الانتخابات بخيار النصف زائد واحد يخفي في طياته في مقابل ذلك تصميمه على تجاوز قريب لمبدأ العقوبات المطروحة على سورية الى الذهاب مجددا الى مجلس الامن لاستصدار قرار يحدد الخيارات الدولية الجديدة ضدها اذا لم توقف تدخلها في لبنان, وهذه المرة - حسب مستشار تشيني - »ستكون تلك الخيارات الدولية قاسية جدا عليها وذات انياب تنفيذية مازال الاسد يعتقد انها لن تتخذ ضده في اي وقت من الاوقات«.

واعربت الاوساط عن اعتقادها ان تكون اولى الخطوات في تلك الخيارات قرارا من مجلس الامن »بتشريع مرسوم حكومي لبناني قد يصدر في مطلع الاسبوع المقبل بتعديل الدستور لانتخاب العماد ميشال سليمان لرئاسة الجمهورية ويرسل الى مجلس النواب الذي ستمنعه سورية من الانعقاد لاقراره بالاعلان رسميا في قرار مجلس الامن دعمه الكامل حينئذ لعقد جلسة لمجلس النواب خارج مقره وبرئاسة نائبه يجري فيها انتخاب سليمان بمن حضر والاعتراف بهذا الانتخاب من كل الدول

 

واشنطن تدعو مجلس الأمن للضغط على معرقلي الانتخابات

بيروت - "السياسة": دعت الولايات المتحدة الأميركية عبر سفيرها في الأمم المتحدة زلماي خليل زاد مجلس الأمن الدولي, إلى ممارسة ضغوط على الذين يعرقلون الانتخابات الرئاسية في لبنان. وقال في جلسة مغلقة لمشاورات في مجلس الأمن: "نعتقد أنه على المجلس أن يكون مستعداً لاتخاذ إجراءات إضافية من أجل حث الذين يعرقلون انتخاب رئيس في لبنان على تغيير موقفهم". وأضاف خليل زاد: "ندعو الأقلية في المعارضة اللبنانية التي تعرقل الانتخاب والذين هم خارج لبنان, وخصوصاً سورية, إلى وقف المطالبة بأن تجرى الانتخابات من خلال إجراءات غير دستورية, مؤكداً ثقة واشنطن الكاملة ودعم الغرب الكامل لحكومة رئيس الوزراء فؤاد السنيورة والقوات المسلحة اللبنانية". من جهته قال مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لمجلس الأمن الدولي ان الوضع في لبنان خطير ولا يمكن استمراره, مؤكداً أنه من المهم جداً بالنسبة إلى الدولة اللبنانية أن يسعى كل القادة اللبنانيين إلى التوصل إلى حل يسمح بإجراء الانتخابات الرئاسية فوراً

 

ظنّ البعض ان الجهوزية الدولية انكفأت فحاولوا استكمال انقلابهم على الدولة"

سعيد: هذه هي الخطوط العريضة للتحرك المقبل لقوى 14 آذار 

http://www.nowlebanon.com/Arabic/NewsArticleDetails.aspx?ID=24265&MID=61&PID=46

جاكلين سعد ، الجمعة 21 ديسمبر 2007/لبنان الآن/

"الجهوزية الدولية التي عكستها المواقف العالية النبرة للاميركيين والفرنسيين في اليومين الاخيرين، والموقف السوري الواضح للوزير وليد المعلم حول شرط  السلة المتكاملة لتسهيل عملية الانتخاب، كلّها تؤكد أن على اللبنانيين ان يستعيدوا المبادرة، لاطلاق دينامية جديدة تؤدي الى انتخاب العماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية".

بهذه الكلمات قارب النائب السابق فارس سعيد مسألة ارتفاع وتيرة المواقف الاقليمية والدولية حيال لبنان. وأكد سعيد في حديث لموقع" لبنان الآن" أن قوى الرابع عشر من آذار ستُبلور خطة عمل للمرحلة المقبلة، تقوم على شبكة أمان عمادها التنسيق مع قيادة الجيش اللبناني والبطريركية المارونية:

سجّل الموقفان الأخيران للولايات المتحدة وفرنسا حيال لبنان نبرة عالية غير مسبوقة ،الى أين يمكن ان تصل هذه الاندفاعة الدولية الجديدة نحو لبنان؟

تتسم هذه المرحلة بوضوح المواقف الاقليمية والدولية حيال الاستحقاق الرئاسي في لبنان، فمن جهة قدّم وليد المعلم هدية بالغة الاهمية لفريق 14 اذار، عندما تقدم بوضوح وكأنه الرئيس الفعلي لما يسمى المعارضة اللبنانية، وطرح من دون اي تمايز برنامج الجمهورية العربية السورية،  الذي هو مطابق او ملاصق لما يسمى ببرنامج المعارضة. ولم تبلغ وقاحة السوريين هذا الحد ، حتى عندما كان الجيش السوري يحتل لبنان. يومها حتى عندما كان السوريون  يتكلمون عن قانون انتخاب، كانوا يحاولون الباس الاجراءات الداخلية لاطراف داخلية، اما اليوم فيقول الوزير المعلّم بالفم الملآن ان لا انتخاب رئيس الا من خلال سلة تعطي المعارضة اللبنانية الثلث المعطل، وتتفق معها على قانون الانتخاب، وتؤمن التعيينات.

وبالتالي أعطى المعلّم كل الحق للبطريركية المارونية عندما أكدت قبل اسبوعين أن تعطيل عملية انتخاب رئيس يعود الى الجانب السوري والايراني. وبالتالي ان كل ما يقال في الداخل من ان ثمة عقدة دستورية لدى الرئيس نبيه  بري او سياسية لدى العماد ميشال عون قد اصبح باطلاّ. كما تبيّن أن عون يدافع عن جدول أعمال سوريا في لبنان وليس عن مصالح المسيحيين، كما يدّعي.

ولكن ما الذي ستقدمه فعليا هذه المواقف الدولية المتقدمة لحل المعضلة اللبنانية؟

أكدت الولايات المتحدة وفرنسا وقوفهما الى جانب الشعب اللبناني في انتخاب رئيس جديد للبلاد، وهذا الموقف شبيه بما صدر من مواقف تعكس الجهوزية الدولية لمساعدة لبنان في صيف 2004، اي اسابيع قبل التمديد للرئيس اميل لحود. وبالتالي على اللبنانيين بعد أن اتضّح الموقف الاقليمي السوري والموقف الدولي ان يستعيدوا المبادرة، وان تُطلق قوى 14 آذار على مستوى الحكومة والكتلة النيابية التابعة لها، والشخصيات السياسية المنضوية تحت لواء هذه القوى، أن تطلق دينامية سياسية اعلامية شعبية، من اجل الاسراع في انتخاب رئيس جديد للبلاد، وهذا الرئيس بات اسمه معروفا وهو العماد ميشال سليمان، ولا نعرف لماذا، رغم  معرفة الجميع بحياد سليمان، وحتى بقربه يوم كان قائدا للجيش من مراكز النفوذ الاقليمية، تريد سوريا توجيه صفعة للجيش اللبناني ولقائده رغم كلامها أنها تدعم ميشال سليمان.

لبنانياً كيف ترى انه ستتم ترجمة هذه الاندفاعة أوالدينامية  الدولية الجديدة حيال لبنان؟

ثمة مستويات عدة للعمل أولها حكومي، اذ على الحكومة اللبنانية برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة  أن ترسل مشروع قانون لتعديل المادة 49 باسرع وقت الى مجلس النواب. ثانيا أن تُستكمل هذه الخطوة باستنهاض الكتلة النيابية لـ14 آذار التي يجب أن تقوم بدينامية سياسية شبيهة بتلك التي خلقتها خلال مرحلة المحكمة الدولية، أي مطالبة رئاسة مجلس النواب باصرار ، ومن خلال وسائل الاعلام والكتب والبيانات، بعقد جلسة لتعديل الدستور وبالتالي انتخاب  العماد سليمان رئيساً. ثالثاً تحفيز دينامية  شعبية سياسية في المناطق واستنهاض الاغتراب الللبناني لدعم هذا التوجه. هذا باختصار ما يجب أن نقوم به.

هل هذا يعني أن الأمور  ستذهب حتماً نحو  انتخاب العماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية بالنصف زائدا واحدا، وهل يوافق قائد الجيش على هذا الطرح؟

ان فلسفة طرح اسم العماد سليمان هي من اجل خلق شبكة ضمان داخلية ترتكز على الجيش اللبناني والكنيسة وقوى 14 آذار، وعلى اي خطوة ان تكون منسقّة بين هذه الاطراف الثلاثة.

الا يخشى ان تؤدي هذه الاندفاعة الكبيرة  في المواقف الدولية الى رد فعل مرتبك اكثر لدى فريق المعارضة وبالتالي الى مزيد من التعقيدات وربما التوترات؟

التعقيدات موجودة أكانت ثمة  جهوزية دولية أم لا. وعندما ظنّ البعض أن هذه الجهوزية خفّت أو انكفأت على الأقل، اعتبروا انهم قادرون على استكمال عملية الانقلاب على الدستور وعلى الشرعية اللبنانية بشكل كامل، وكان الكلام : لقد تنازلت قوى 14 آذار فعلينا ان نرفع الصوت حتى تخضع لشروطنا. وعندما عادت هذه الجهوزية، ها هم يقولون ان هذه الجهوزية تنذر بمشاكل في لبنان.الحقيقة أن ثمة طرفاً لا يريد قيام الدولة في لبنان، وهو يترأس دولة غير شرعية  في لبنان تتنافس مع الدولة الشرعية. نحن نريد دولة شرعية برئاسة العماد ميشال سليمان، تأخذ على عاتقها من خلال الحوار بسط سيادة الدولة اللبنانية على كامل التراب اللبناني، ولا مجال "لمساكنة" الدولة الشرعية مع الدولة غير الشرعية.

هل تعتقدون أن العماد سليمان سيقبل بأن يُنتخب بالنصف زائدا واحدا اذا طلبت منه بكركي ذلك، وهل ستوضع هذه المهمة على عاتق البطريرك صفير؟

لا أعرف ولكني اقول ان ثمة شبكة امان قد اصبحت اليوم موجودة في هذا الشأن، أو على الأقل بدأت معالمها تتضّح .

هل بدأت أي اتصالات بهذا المعنى؟

ليس بعد...

متى ستتظّهر اذن ملامح الاندفاعة الأخيرة نحو لبنان و ماذا  تتوقعون بالنسبة الى جلسة السبت؟

التطورّات قد تتسارع من ساعة الى ساعة، وبخصوص الجلسة، لا أتوقع بعد كلام الوزير وليد المعلم أن تكون ثمة امكانية لأن تتحرك القوى التي تدور في فلك سوريا لتسهيل مرور الانتخاب. لقد اصبح واضحاً أن القوى اللبنانية الحليفة لسوريا  والنظام السوري تحديدا، هي من تسعى الى عرقلة انتخاب العماد سليمان رئيسا للجمهورية.

ألمحت شخصيات في الرابع عشر من آذار الى أكثر من خطة عمل للمرحلة المقبلة، هل تمّت بلورتها؟

ليس بعد ولكني رسمتُ لكم خطوطها العريضة.

 

النائب بزي: بإمكان رئيس المجلس دعوة المجلس للانعقاد بأي وقت طالما الفراغ الئاسي ما زال حاصلا.

وطنية- 23/12/2007 (سياسة)اكد عضو كتلة التحرير والتنمية النيابية عضو المكتب السياسي لحركة امل النائب علي بزي ان المجلس النيابي لن يستلم شيء من هذه الحكومة التي تعتبر حسب الدستور والميثاق الوطني انها حكومة غير دستورية وغير شرعية وغير ميثاقية.معتبرا ان الممر الالزامي والمعبر السليم والصحيح لأنهاء الازمة في لبنان بقيام حكومة وحدة وطنية على قاعدة التمثيل النسبي الصحيح للكتل النيابية داخل المجلس النيابي اي معادلة 17-13.

النائب بزي الذي كان يلقي كلمة حركة امل في بلدة القصيبة قضاء النبطية اشار الى ان المادة 74 من الدستور هي التي تحكم عمل المجلس النيابي في مسألة الاستحقاق الرئاسي. وان المجلس ليس بحاجة الى عقد عادي او استثنائي طالما ان سدة الرئاسة قد خلت لأي سبب من الاسباب, ولفت بزي الى انه بإمكان رئيس المجلس دعوة المجلس النيابي للانعقاد في اي وقت طالما الفراغ الرئاسي ما زال حاصلا, وملىء هذا الفراغ يتيسر بضرورة التوصل الى تفاهم سياسي بعدما تحقق الاجماع حول شخص العماد ميشال سليمان كرئيس توافقي. معتبرا ان مطلب التفاهم السياسي هو من اجل تحصين الوضع اغلداخلي واعطاء قوة دفع للعهد المقبل من خلال التوصل الى التوافق السياسي حول العناوين المطروحة. وختم بزي كلمته معتبرا ان بعض قوى الموالاة منطقها يهدف الى تمديد الفراغ من خلال تمديد عمر هذه الحكومة غير الشرعية وغير الدستورية

 

التيار الحر يستنكر اعتقال ناشطين له في ضبيه

وطنية - 23/12/2007 (سياسة) اعلنت لجنة الاعلام في التيار الوطني الحر ان عناصر من قوى الامن الداخلي اقدموا على اقتحام منزلي الناشطين في التيار الوطني الحر كميل عبود ومارسلينو ابو خليل وتفتيشهما, واعتقال الاخير من دون مذكرة تفتيش او توقيف. وقال بيان اللجنة أن هذه الخطوة أتت بعد اشكال افتعله عناصر مسلحة من القوات اللبنانية خلال احتفال ميلادي للتيار الوطني الحر في منطقة ضبية. واللافت ان مرافقي عضو كتلة القوات اللبنانية النائب فريد حبيب شاركوا في الاشكال بعدما اعتدوا الاثنين الماضي على الناشط في التيار الموقوف مارسلينو ابو خليل الذي لم يشارك اليوم في نشاط التيار على عكس ما اتهمته القوة التي اوقفته, فهل بات توزيع هدايا العيد وزرع البسمة على وجه الاطفال ممنوعا.

وتابع: "ان التيار الوطني الحر اذ يحذر قوى السلطة وعناصر الميليشيات التابعين لها من مغبة الاستمرار في هذا النهج التصادمي لما له من انعكاسات سلبية, يدعو ناشطيه الى التزام ضبط النفس, ويطالب المراجع القضائية المعنية بالتحرك فورا للتحقيق من الحوادث المتتالية حفاظا على امن المواطنين وصونا للسلم الاهلي, نظرا الى ان السلطة المكلفة حماية مواطنيها باتت تعتدي عليهم".

 

النائب حميد: املاءات بوش تصب في خانة الاغراءات المشبوهة

وطنية - 23/12/2007 (سياسة) اكد عضو كتلة التحرير والتنمية النائب الدكتور ايوب حميد "ان ما حقنا المشاركة في صوغ سياسة وطننا وحياتنا الداخلية على كل المستويات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والمشاركة على مستوى القرار وهذا حق لنا وليس منة من احد ولا يمكن لعجلة الامور ان تعود الى الوراء بعد التضحيات والعبر والدماء في تاريخنا الحافل. واضاف النائب حميد خلال القائه كلمة حركة امل في اسبوع في بلدة الصوانة:" ما سمعناه من الفقيه الدستوري الرئيس الاميركي من الاملاءات في المرحلة الاخيرة انما يصب في خانة الاغراءات المشبوهة لبعض الذين توهموا بأن الادارة الاميركية ستمنحهم الرعاية والامكانات وضمن نفسه بأنه كامل الاوصاف عندها على مستوى رئاسة مجلس الوزراء وخفي عليه بأنها تعمل على ما تتطلبه مصالحها لا كما يطلب فأوعز في النية وتجاوز كل الحدود الشراكة وصيفة العيش المشترك والميثاق والدستور والقانون وبات يصف نفسه قادرا على الاستمرار في هذه الطريقة وهذا الاسلوب".

اما البعض الآخر حيث تبين له أنه لا يمكن الاطمئنان للسياسة الاميركية فكانت سياسته الجديدة واقعية ونشهد له ونرحب بها ونشجع على المضي للامتثال للواقع والمعطيات على المستوى الوطني الداخلي". واتهم النائب حميد الادارة الاميركية بأنها وراء تعطيل مصالحه الوطنية الداخلية في لبنان وتعطيل جميع المبادرات التي كانت بشخص الرئيس بري ولسان المعارضة جمعاء وتعطيل مبادرة البطريرك صفير لجهة اخيار رئيس جديد للبلاد ومنع المسعى الفرنسي من ان يصل الى الخواتيم الايجابية حيث شجعنا فيها كل فرصة لكي يكون لفرنسا دور متميز يختلف عن الدور الاميركي المنحاز على مستوى لبنان وعلى مستوى المنطقة.

وكان العمل في المرحلة الاخيرة في صيغة توافق متكاملة تقوم على اساس اختيار قائد الجيش رئيسا للجمهورية وحكومة يكون التمثيل فيها على اساس تمثيل الكتل النيابية.