المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم الثلاثاء 26/12/2006

لا شيءَ أعظمُ وأهمُ مِن أن نَجِدَ في ظُلمَاتِ هذه الحَيَاة وفي أضَالِيلِ هذا الكونِ حقيقةٌ نيِّرةٌ طاهرةٌ (أمين الريحاني)

 

البطريرك صفير ترأس قداس الميلاد: نسأل الله أن يوحي الى المسؤولين خير السبل لاخراج بلدنا من محنته 

 وكالات - 2006 / 12 / 25

 ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار نصر الله بطرس قداس الميلاد في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي، عاونه فيه النائب البطريركي العام المطران رولان ابو جودة، المطران شكر الله حرب، أمين سر البطريركية المونسنيور يوسف طوق، القيم البطريركي العام الخوري جوزف البواري والاب ايلي ماضي، في حضور النائبين جورج عدوان وبيار دكاش، الوزيرين السابقين خليل الهراوي ويوسف سلامة، رئيس الرابطة المارونية الوزير السابق ميشال اده، النائب السابق اميل نوفل، مدير المخابرات في الجيش العميد الركن جورج خوري، المدير العام للتجهيز المائي والكهربائي فادي قمير، قائمقام كسروان- الفتوح ريمون حتي، مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي جان فهد، المحامي العام الاستئنافي في بيروت القاضي جوزف صفير، رئيس جمعية تجار جونيه والفتوح جاك حكيم، مدير عام مستشفى البوار الحكومي الدكتور شربل عازار، رئيس مؤسسة البطريرك صفير الدكتور الياس صفير، المدير السابق للعلاقات العامة في طيران الشرق الأوسط خطار حدثي، عضو مجلس حزب الكتلة الوطنية نخله اده، المهندس جو صوما، المحامي انطوان زخيا صفير، رئيس رابطة خريجي جامعة هارفرد الدكتور حبيب الزغبي وفعاليات سياسية وحزبية وتربوية ونقابية واجتماعية وحشد من المؤمنين.

بعد الانجيل المقدس، القى البطريرك صفير عظة بعنوان "لا تخافوا" تطرق فيها الى معاني ميلاد الرب يسوع، وجاء فيها: "بهذه العبارة بشر ملاك الرب رعاة كانوا، على ما يقول القديس لوقا الانجيلي، "يقيمون في الحقول، ويسهرون في هجعات الليل على قطعانهم". ولما ظهر لهم الملاك، أشرق حولهم مجد الرب، فاعتراهم الخوف. ولكن الملاك طمأنهم بقوله لهم: "لا تخافوا! فها أنا أبشركم بفرح عظيم، يكون للشعب كله". وأضاف يقول: "لأنه ولد لكم اليوم مخلص، هو المسيح الرب، في مدينة داود" وأعطاهم علامة، وهي أنكم "تجدون طفلا، مقمطا، مضجعا في مذود".

أجل ان ابن الله الرب يسوع، المولود منذ الأزل، شاء أن يتجسد ويعاني ما يعانيه الناس على الأرض منذ الدقيقة الأولى التي أبصر فيها النور، وقد أبصره في مغارة، فلم يكن له منذ مولده منزل يؤي اليه رأسه على ما قال: "للثعالب أوجار ولطيور السماء أوكار، أما ابن الانسان فليس له موضع يسند اليه رأسه". فسار على الطريق التي يسير عليها الناس، وقطع أشواطها شوطا شوطا من الطفولة الى الرجولة، ولكنه اذا كان عرف الطفولة والمراهقة، فلم يعرف الكهولة ولا الشيخوخة، وهو قد أتم رسالته في ثلاث سنوات، وهي حياته العامة، التي أعقبت حياة الخفاء. وعرف التهجير وهو طفل عندما ارتحل هو وأبواه الى مصر خوفا من أن يفتك به هيرودس الملك الخائف منه على مملكته. وأحس بما يحس به الناس لدى تغيير الطقس من حر وبرد، فلف بأقمطة اتقاء البرد والصقيع، في مثل هذه الأيام الشديدة البرودة في هذه المنطقة من العالم، وفي مثل هذا الوقت من السنة. واضطجع في مذود كأحقر ما يولد الناس. وكان في حاجة في شؤونه الى من يؤمنها له، وهو أبوه بالتبني يوسف البار، وأم بتول ولدته، وهي لم تعرف رجلا في حياتها، لكن الروح القدس هو من حل عليها، بعد أن بشرها الملاك بما سيكون، وكان جوابها "ليكن لي كقولك".

وقد أعطانا، منذ الدقيقة الأولى لوجوده على الأرض، أمثولة لا تنتسى في كيف يجب أن نعيش بدورنا على هذه الأرض، فناخذه لنا مثالا أعلى في كل شيء، خاصة في محبة الفقر الاختياري، والزهد في الغنى الذي حذر منه بقوله لنا: "ما من أحد يمكنه أن يعبد ربين، فاما أن يبغض الواحد ويحب الآخر، أو يلازم الواحد ويرذل الآخر. لا تقدرون أن تعبدوا الله والمال". وابتعد عن "البذخ وحب سعة العيش"، كما ورد في صلاة زياح الميلاد، وعاش عيش البساطة والقناعة. وهو من قال لتلاميذه عندما أرسلهم لنشر انجيله: "لا تقتنوا ذهبا، ولا فضة، ولا نحاسا في أكياسكم، ولا زادا في الطريق، ولا ثوبين، ولا حذاء، ولا عصا، لأن الفاعل يستحق طعامه". ونتساءل أين نحن من هذه التعاليم السامية، ونرى الناس يقتتلون على شؤون الدنيا والمطمع الخسيس؟ لا بل غالبا ما نرى أن أحدهم يرتكب أبشع الجرائم، طمعا باليسير من المال، أو ازاحة لمن يزاحمه على منصب، أو وجاهة، أو ما سوى ذلك.

ترى لماذا لا تستقيم الأمورعندنا؟ أفليس لأن كلا من الطامعين يريد أن يشارك في السلطة وما تجره السلطة على أصحابها من مال، وجاه، ونفوذ، ولو كانت الطريق الى ذلك تمر بشلل البلد، ومرافقه، ومصادر انتاجه؟ وغالبا ما تغلف هذه المطامع بغلاف حب خدمة الوطن والمواطنين. وهناك طرق سلمية وديمقراطية للوصول الى المبتغى.

والوضع عندنا أصبح معروفا. وفي كل يوم تنقل وسائل الاعلام ما يدور عندنا من فواجع، وما يعاني الشعب على أرضنا من سؤ حال. وهناك تنافر، وتراشق، وتحقير، وهذه أساليب في التعاطي، بين أهل السياسة، جديدة على اللبنانيين الذين ما تعودوا أن يسمعوا مثلها ويروه، ويعانوا منه شديد المعاناة. ومعلوم أننا بلد فيه ثماني عشرة طائفة لكل منها تاريخها وماضيها وثقافتها، وتقاليدها. واذا انتفت مشاعر الاحترام التي يجب أن تسود علاقاتها، فلا يعود هناك من سبيل الى التعايش في ما بينها.

والتنشئة على الديمقراطية التي نفاخر بأننا نتشبث بمبادئها، تأبى مثل هذا التعامل الذي أشرنا اليه. وهي تعلم احترام الغير، وان خالفك في الرأي والاتجاه، وتسعى الى نشر الطمأنينة والاحترام بين المواطنين، والسلام. لكن للسلام شروطا لا بد منها لتحقيقه، وهي شروط على جميع المؤسسات الرسمية والاجتماعية أن تقوم بها: منها ما يعود الى العائلة التي عليها أن تنشئ أبناءها على احترام الغير، والى الدين الذي يأمر باحترام جميع خلائق الله ولا سيما الانسان، وان كان على غير دينك وثقافتك وتقاليدك، والى الدولة التي يجب أن ترعى جميع الناس بالمساواة وبتطبيق مبادئ العدالة، وهذه خطة ينبغي أن يطبقها كل من المؤسسات التربوية والحركات الاجتماعية والحزبية، وخاصة الاعلام الذي غالبا ما يشوه الحقائق، ويزيفها قصد تحقيق مكاسب غير مشروعة، وعلى حساب السلم الأهلي.

ولا سبيل الى اشاعة هذا السلم الأهلي وتوطيده، ان لم يكن هناك اغضاء عن الأذى، ومغفرة للاساءة، وتصحيح ما يجب تصحيحه من اشاعات لا أساس لها من الصحة. ومحبة نشر السلم الأهلي تقضي بالنظر الى ما عند الناس، وان خصوما، من حسنات لا يمكن التعامي عنها، دون الوقوف على السيئات التي يحسن التغاضي عنها حبا بالسلام الذي يتوق اليه مجتمعنا.

وبعد يجب توطيد الاعتقاد بأننا جميعا، وان اختلفنا اتجاهات، سيؤدي كل منا حسابا لديه تعالى عما نطق به لسانه، وجنته يداه. وكم نحن في حاجة الى استحضار الله في حياتنا، فلا نرى ما نراه، ونسمع ما نسمعه الا في ضوء تعاليمه تعالى، ونوره الذي يجب أن يكون ساطعا في ضمائرنا. أفلا نعلم أن ما يباعد بيننا ينعكس حتما على أخوان لنا مواطنين سيزدادون بسببنا فقرا، وخوفا، وكفرا بوطننا لبنان. وهو وطن قد لا نجد مثله وطنا يطيب العيش فيه، وتتوطد الصداقات.

وهذا ما لاحظه قداسة الحبر الأعظم البابا بنيديكتوس السادس عشر لدى تلاوته التبشير الملائكي في العاشر من هذا الشهر. وبعد أن رحب بثوابت الكنيسة المارونية، قال: "أني أطلب من اللبنانيين والمسؤولين السياسيين من بينهم أن يوجهوا اهتمامهم الى ما فيه فقط خير البلد والانسجام بين الطوائف، موحين بالتزامهم هذه الوحدة التي هي مسؤولية الجميع وكل منهم، والتي تتطلب جهودا صابرة مضطردة، وحوارا واثقا ومستمرا. واني أتمنى أيضا ان تسهم المجموعة الدولية في ايجاد حلول سلمية، متوازية، سريعة لا بد منها، للبنان والشرق الأوسط، فيما أدعو الى الصلاة في هذا الوقت العصيب".

وانا، اذ نأمل ان يستجيب كل منا الى نداء قداسته، نسأل مولود المغارة، أن يوحي الى المسؤولين من بيننا خير السبل لاخراج بلدنا من محنته، واستعادة ثقة جميع أبنائه به، وأن يعيد عليكم جميعا عديد أمثال هذا العيد، وقد طلقتم كل خوف، عملا بقول الملاك للرعاة لا تخافوا، ووطننا لبنان وجميع اللبنانيين بخير وطمأنية وسلام".

استقبالات

بعد القداس, استقبل البطريرك صفير المؤمنين المشاركين في الذبيحة الالهية لتقديم التهنئة بالاعياد. ومن المهنئين على التوالي النائب وليد خوري, الوزير السابق جوزف الهاشم, الشيخ كلوفيس الخازن, المحامي روي عيسى الخوري, النائب السابق بهاء الدين عيتاني, رئيس مجلس ادارة المدير العام لشركة كهرباء لبنان المهندس كمال حايك, الرئيس العام السابق ل"جمعية المرسلين اللبنانيين" الاب العام جورج حرب, الدكتور خير الله غانم, النائب السابق سليمان كنعان, السيدة هني ابو الحسن التي قدمت لغبطته سجادة عليها صورة السيد المسيح مؤكدة التزامها مواقفه الوطنية الجامعة من أجل خلاص لبنان وعيش اهله المشترك.

كما التقى البطريرك وفدا من تجمع اهالي بيروت الاجتماعية للاعمال الخيرية ضم الحاج وليد الخطيب, محمد جدايل, يوسف عيتاني, مصطفى دمشقي, رئيس بلدية غوسطا زياد الشلفون, وفدا من "حركة أمل" برئاسة الشيخ حسن المصري, رئيس الهيئة التنفيذية لل"قوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع وعقيلته النائب ستريدا جعجع, الوزير السابق محمد يوسف بيضون ووفود شعبية من مختلف المناطق اللبنانية.

اتصالات

كما تلقى البطريرك صفير اتصالات هاتفية للتهنئة بعيد الميلاد ابرزها من النائب السابق عصام فارس, النائب سعد الحريري, ومن رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبد الامير قبلان ومن الرئيس حسين الحسيني.

البابا يدعو إلى حماية الأطفال في قداس ليلة عيد الميلاد 

مدينة الفاتيكان - وكالات : 25/12/2006 

  استهل البابا بنديكت السادس عشر قداس منتصف ليلة عيد الميلاد الاثنين بقوله ان صورة السيد المسيح وهو طفل في مذود لابد وان تذكر الجميع بمعاناة الاطفال الفقراء والمهملين والذين يتعرضون لمعاملة سيئة في شتى انحاء العالم.

واحتفل البابا بنديكت البالغ من العمر 79 عاما في ثاني عيد ميلاد له على رأس الكنيسة الكاثوليكية بالقداس بحضور اكثر من عشرة الاف شخص في كنيسة القديس بطرس في روما.

وتابع الاف اخرين على شاشات ضخمة في الخارج البابا بالاضافة الى ملايين اخرين عبر الاذاعة والتلفزيون في شتى انحاء العالم.

وقال البابا في عظته انطفل بيت لحم يوجه انظارنا تجاه كل الاطفال ولاسيما هؤلاء الذين يعانون ويتعرضون لسوء المعاملة في العالم الذين ولدوا او لم يولدوا في اشارة الى الاجهاض .

وأضافتجاه الاطفال الذين يعملون كجنود في عالم يسوده العنف وتجاه الاطفال الذين يضطرون الى الاستجداء وتجاه الاطفال الذين يعانون من الحرمان والجوع وتجاه الاطفال الذين لا يجدون حبا. في كل هؤلاء يستصرخنا طفل بيت لحم. وقال البابا انه تماما مثلما دعا ملاك رعاة الاغنام في بيت لحم للسعي الى الطفل الراقد في المزود يتم دعوة الناس اليوم للاستماع الى رسالة المسيح الطفل. وأردف قائلافلنصلي هذه الليلة ان يشمل ضياء حب الله كل هؤلاء الاطفال. ولنطلب من الله ان يساعدنا على اداء دورنا حتى يمكن احترام كرامة الاطفال. لندعو الله ان يشعروا جميعا بنور الحب الذي يحتاجه الجنس البشري بشكل اكبر بكثير من الضروريات المادية للحياة.

 

المطران عودة ترأس قداس الميلاد في كاتدرائية مار جاورجيوس: الحوار لا بد منه فلم التأجيل ولم لا نعود لممارسة الديموقراطية؟

ما نشهده اليوم صراع على السلطة بغض النظر عن مصلحة المواطن كل يظن انه وحده على هذه الارض ولا يدري ان الانهيار يصيب الجميع

وطنية - 25/12/2006 (سياسة) ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة، صباح اليوم، قداس عيد الميلاد في كاتدرائية القديس جاورجيوس في ساحة النجمة. وبعد قراءة الانجيل المقدس ألقى العظة التالية:

"المجد لله في العلى وعلى الارض السلام وفي الناس المسرة.

عيد ميلاد الرب يسوع ليس هو عيد الخلق بل هو عيد اعادة الخلق، عيد التجديد الذي يقدس العالم كله. بتجسد الاله تكتسب الخليقة بأسرها معنى جديدا يكمن في الهدف الاساسي لوجودها وهو تجليها الاسمى. فكل الخليقة تشارك في هذا الحدث المجيد، حدث الميلاد الالهي.

حول الطفل الالهي المولود جديدا تأتي الخليقة كلها مقدمة الخدمة والتمجيد لربها وخالقها. وهذا ما تعبر عنه الكنيسة مرنمة: "ماذا نقدم لك ايها المسيح لانك ظهرت على الارض كانسان لاجلنا، كل فرد من المخلوقات التي أبدعتها يقدم لك شكرا. فالملائكة التسبيح، والسموات الكوكب، والمجوس الهدايا، والرعاة التعجب، والارض المغارة، والقفر المذود، واما نحن فأما بتولا، فيا ايها الاله الذي قبل الدهور ارحمنا".

في عظمة تنسب للقديس غريغوريوس أسقف نيصص نجد مقارنة بين ميلاد المسيح في مغارة والنور الروحي الالهي الذي يشع في ظلال الموت الذي يغلف الكون، المغارة والمذود والاقمطة انما تدل على اخلاء الرب الاله ذاته متخذا صورة العبد، صورة الانسان. وهذا ما كتبه بولس الرسول الى اهل فيليبي: "الذي اذ كان في صورة الله لم يحسب خلسة ان يكون معادلا لله، لكنه أخلى نفسه آخذا صورة عبد، صائرا في شبه الناس، واذ وجد في الهيئة كانسان وضع نفسه وأطاع حتى الموت، موت الصليب".

بميلاده أظهر السيد تنازله وتواضعه العظيم، الذي هو غير منظور في طبيعته صار منظورا في الجسد من اجلنا نحن البشر، ولد في مغارة ولف في الاقمطة وهي صورة لموته ودفنه، للقبر والاكفان.

واذا تأملنا في دور العذراء مريم والدة الاله فاننا نرى ان بها تجددت الطبيعة البشرية، انها حواء الجديدة، فكما كانت حواء الاولى أم الانسان القديم، مريم هي حواء الجديدة أم الانسان الجديد، أم البشرية المتجددة، المتألهة بتجسد ابن الله، انها الشكر الاعظم الذي يقدمه الانسان من بين كل الخلائق الى الخالق، بهذه التقدمة بشخص والدة الاله تنصاع الخليقة الساقطة للخلاص الآتي بتجسد ابن الله. "لما جاء ملء الزمان أرسل الله ابنه مولودا من امرأة، مولودا تحت الناموس، ليفتدي الذين تحت الناموس لننال التبني" يقول بولس الرسول في رسالته الى كنيسة غلاطية.

هكذا نجد، منذ ولادة يسوع، علامات تشير الى معاني التضحية والمحبة اللامتناهية. ولادته كانت بداية طريقه نحو الآلام التي ستكللها القيامة المجيدة، وآلامه كانت من اجل خلاص الانسان الذي تعاطف معه الرب يسوع طيلة حياته على الارض وأظهر له محبة فائقة الوصف.

نعيد اليوم اذا لميلاد مخلصنا، وهذا العيد مصدر فرح لنا لان به أتى الخلاص للعالم، لكنه هذه السنة يحمل غصة بسبب ما نشهد من احداث. ففيما نعيد للميلاد تنفطر قلوبنا حزنا على بلدنا الذي تتقاذفه رياح تهب عليه من الجهات المختلفة ولا احد يدري نتائجها، جميعنا قلقون على المصير ولا نعلم ماذا يخبىء لنا الغد، كل يظن انه وحده على هذه الارض ولا يدري او لا يريد ان يدري ان له شريكا فيها، ولا يدري ان الهيكل اذا انهار سينهار على رؤوس الجميع.

هذا الوطن محتاج الى محبة عظيمة، الى المحبة المضحية المصلوبة التي علمنا اياها المسيح وقد افتدانا بها سيدنا له المجد، لبنان محتاج الى ان ينعتق بنوه من الأنا ويتجه كل منهم نحو الآخر بقلب منشرح مفتوح وعقل منفتح.

لبنان بحاجة الى ان ينسى الجميع نفوسهم ومصالحهم وغاياتهم وارتباطاتهم ويتطلعوا الى مصلحة الوطن من اجل بلوغ الغاية القصوى: مصلحة الجميع على هذه البقعة من الارض، وهذا يجب الا يتم على حساب أحد، على الجميع ان ينظروا الى لبنان على انه وليدهم ويتصرف حياله على مثال تلك المرأة التي التجأت الى سليمان الحكيم طالبة عدله وقد اختطفت امرأة اخرى طفلها وأدعت انه لها، وعندما طلب الحكيم قطع الصبي الى نصفين واعطاء كل امرأة نصفا صرخت الام الحقيقية دعه حيا ولتأخذه هي، هكذا يكون الحب الحقيق، ومن ادعى منا محبة لبنان عليه ان يعمل من اجل الحفاظ عليه لا القضاء عليه، الام الحقيقية ظهرت من أقوالها وأفعالها، أبت ان يقطع طفلها ولو تنازلت عنه الى الاخرى التي لم تهتم لقتله لانه ليس ابنها او بالاحرى لانها ليست الام الحقيقية.

ما نشهده اليوم في وطننا هو صراع على السلطة بغض النظر عن مصلحة المواطن وهمومه، هنا اسأل: ما نفع السلطة والمراكز اذا كانت على حساب الانسان؟ اذا كانت على حساب الوطن والمواطن؟ ألا نعلم ان المراكز تزول وان ما لك اليوم قد يكون لسواك غدا، اما اذا زال الوطن فكيف يستعاد؟ وهل علينا التذكير بما قالته احدى النساء الاندلسيات لابنها الحاكم: لا تبك كالنساء على ملك لم تحافظ عليه كالرجال؟

حزني الكبير ان المواطن في بلدي مطية وهو آخر من يفكرون به، قد يقول قائل ان المواطنين يشاركون في التعبير، قد يكون هذا الكلام صحيحا ولكن هل المشاركون يمثلون كل المواطنين؟ هل من يتظاهرون ويعتصمون من هذه الجهة أو تلك هي كل اللبنانيين؟ وماذا عن الفئة الصامتة المغلوبة على أمرها والتي تمثل غالبية الشعب اللبناني المقهور؟ ماذا عن حياتهم ولقمة عيشهم ومستقبل أولادهم؟ ماذا عن أعمالهم ومصالحهم؟ وهل مسموح ان تغتصب فئة ما، كائنا من كانت تمثل، رأي الشعب وتحتكر قرارهم؟ وهل حريتها تشمل التعدي على حرياتهم وقطع أرزاقهم ؟ وهل خلاص البلد يكون في قهر أبنائه أو تهجيرهم أو جعلهم يلامسون حافة اليأس؟ ان صحة الوطن من صحة بنيه والمواطن يبتغي في وطنه الامانة والاستقرار والعيش الهانىء، وان ينعم بالحرية والكرامة والعدالة في ظل نظام ارتضاه مع مواطنيه. فهل اذا كانت الغلبة لفريق على حساب آخر يحيا الوطن؟ اما من ينادون بالاصلاح والمحاسبة، ألا يحاسبون أنفسهم اذا كانوا سببا في تقهقر الوطن وضياعه؟ في هذا اليوم المبارك أناشد الجميع، باسم المواطن المقهور، العودة الى ضمائرهم والعمل على حل هذه الازمة التي طالت وطال ضررها الجميع، أناشدهم جميعا التخلي عن الاحقاد والانانيات وعن كل ما يتبع من الاهواء والخطايا السياسية وبالاخص المميتة منها، والعمل بجد من أجل الخروج من النفق المظلم وادخال بعض الامل الى نفوس المواطنين. الحوار لا بد منه فلم التأجيل؟ ثم ألم نرتض جميعنا نظاما ديموقراطيا له أصول وأحكام؟ فلم لا نعود الى ممارسة الديموقراطية بشفافية ورقي شأننا في ذلك شأن سائر الديموقراطيات الراقية،أناشدهم ان تكون نهاية هذه السنة السوداء التي شهدت أحداثا أليمة أعادتنا سنوات الى الوراء، نهاية للاحقاد والاختلافات، ولنفتح صفحة جديدة مشرقة مع بداية السنة الجديدة التي نرجو ان تكون مشرقة علينا جميعا، حاملة لنا السلام والاستقرار. وطننا بحاجة الى تضافر جهودنا من اجل انقاذه فهلا لبينا النداء؟ هلا اعطيناه ما هو واجب علينا: الامانة له والاخلاص له ومحبته قبل اي شيء سواه؟

وطننا أمانة من الخالق بين أيدينا وسوف نحاسب على هذه الوزنة الممنوحة لنا. فما عساه يكون جوابنا؟ أسأل الله ان ينعم على هذا البلد بالهدوء والسلام والاستقرار والمحبة ويبعد عن قلوبنا القلق والحزن والالم".

 

دعوات الى السلام بمناسبة عيد الميلاد في العالم 

الإثنين 25 ديسمبر - أ. ف. ب.

 عواصم:  أطلقت دعوات الى السلام والى احترام كرامة الاطفال بمناسبة عيد الميلاد وفي الرسائل التقليدية لرؤساء الدول الى مواطنيهم، من اوروبا الى آسيا مرورا بالشرق الاوسط وبيت لحم. ففي روما، دعا البابا بنديكتوس السادس عشر العالم الى احترام كرامة "جميع الاطفال" الذين ولدوا والذين سيولدون، في قداس منتصف الليل بمناسبة عيد الميلاد الذي تابع وقائعه الاف الكاثوليك المحتشدين في كاتدرائية القديس بطرس في الفاتيكان وملايين اخرين عبر محطات التلفزيون.

في باريس

وتحدث البابا عن "الاطفال الذين يقادون كجنود، الى عالم يسوده العنف"و"الاطفال الذين يضطرون للتسول والاطفال الذين يعانون البؤس والجوع، والاطفال الذين لا يعيشون اي تجربة حب".  وقال البابا في عظته "في اعماق كل واحد منهم يقيم طفل بيت لحم الذي ينادينا". وفي بيت لحم، مهد يسوع المسيح، دان بطريرك القدس للاتين المونسنيور ميشال صباح في عظة الميلاد المواجهات الاخيرة بين الفلسطينيين، ودعا المسؤولين في المنطقة الى ان يكونوا "صانعي سلام". وتحدث البطريرك صباح في عظته باللغتين العربية والفرنسية عن "ظروف صعبة زادت من خطورتها انقساماتنا الداخلية". ورحب بالرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي كان جالسا في الصف الاول قبل ان يدعو جميع المسؤولين السياسيين في المنطقة الى ان "يتعلموا كيف يكونوا صانعي سلام وليس صانعي حروب، وواهبي حياة وليس واهبي موت".

باريس

وهيمن النزاع بين اسرائيل والفلسطينيين على عظة رئيس الكنيسة الانغليكانية ليلة الميلاد.واكد اسقف كانتربري راون وليامز انه على العالم الا يتجاهل المشاكل في اسرائيل وفلسطين، موضحا ان الاسرائيليين والفلسطينيين يخشون ان يزولوا "بينما العالم مشغول في مكان آخر". وفي لبنان حيث تواصل المعارضة التي يقودها حزب الله الشيعي اعتصامها في وسط بيروت منذ 24 يوما مقابل مقر حكومة الاكثرية، احتفل المعسكران بليلة الميلاد كل على طريقته. ففي ساحة الشهداء نصب انصار حزب الله الشيعي وحلفاؤهم المسيحيون في التيار الوطني الحر شجرة ميلاد كبيرة زينت بمصابيح تحمل الوان المعارضة الاخضر والاصفر والبرتقالي. وساعد ناشطون في حزب الله حلفاءهم المسيحيين في اضاءة الشجرة.

لندن

وعلى بعد عشرات الامتار، احتفلت "قوى 14 آذار" تحالف الاحزاب المناهض لسوريا، بعيد الميلاد باحياء ذكرى "شهدائها". ووراء جامع الامين حيث دفن جثمان رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري الذي اغتيل في شباط(فبراير) 2005، وضعت صور عملاقة للصحافي والنائب جبران تويني الذي اغتيل في كانون الاول(ديسمبر) 2005 ووزير الصناعة بيار الجميل الذي قتل في وضح النهار في تشرين الثاني(نوفمبر) 2006. ويحمل عدد من اشجار العيد اسماء "شهداء ثورة الارز" الحركة الشعبية التي سرعت انسحاب القوات السورية من لبنان في نيسان(ابريل) 2005.

وفي بغداد عاصمة العراق الذي تمزقه الحرب، احتفل المسيحيون بليلة الميلاد بدون شجرة هذا العام لان المزارعين الذين كانوا يأتون من المناطق القريبة لم يجرؤوا على الوصول الى حواجز الميليشيات بينما خشي التجار هجمات الاصوليين المتطرفين. واحيا مئات من اتباع الكنيسة الكاثوليكية الكلدانية تحت مراقبة امنية مشددة قداس عيد الميلاد وصلوا من اجل "توقف العنف" وعودة العراق الذي يشكل المسيحيون فيه ثلاثة بالمئة من السكان الى "طريق السلام".

سنغفورة

وفي آسيا القارة الاولى التي احتفلت بعيد الميلاد بسبب الفارق في التوقيت، شكل السلام محور العظات. وفي تيمور الشرقية التي يشكل الكاثوليك اكثر من تسعين بالمئة من سكانها البالغ عددهم حوالى مليون نسمة، دعا اسقف ديلي البرتو ريكاردو الى المصالحة الوطنية في عظته بحضور اكثر من ثلاثة آلاف شخص تجمعوا في كنيسة العاصمة. وقال "اوقفوا سلوككم السىء وعيشوا كما اراد الله ككاثوليك حقيقيين"، بينما تشهد المستعمرة البرتغالية السابقة اعمال عنف عرقية.

وفي الفيليبين اكبر بلد يضم غالبية كاثوليكية (اكثر من 85% من السكان) شارك ملايين المسيحيين في صلاة منتصف الليل. واعلنت السلطات وقفا لاطلاق النار من جانب واحد في هذه المناسبة، لم يلق استجابة من جانب جيش الشعب الجديد.

نيويورك

وفي القارة نفسها، اتخذت اجراءات امنية مشددة في عدة دول من بينها اندونيسيا حيث نشر 18 الفا من الجنود ورجال الشرطة حول الكنائس والمساجد بعد تحذيران من استراليا والولايات المتحدة من احتمال وقوع هجمات ارهابية. وكان الارخبيل الاندونيسي هدف اعتداءات على كنائس ليلة الميلاد في العام 2000، اسفرت عن سقوط 19 قتيلا. واحتفل المسيحيون في كوريا الجنوبية حيث يشكلون ثاني جالية مسيحية في آسيا، بعيد الميلاد بهدوء مثل الاقليات المسيحية في فيتنام والصين.

وفي اوروبا وفي رسالته التقليدية التي بثتها الاذاعات والتلفزيونات، دعا ملك اسبانيا خوان كارلوس الى "الاتحاد والتلاحم" بين المؤسسات والاحزاب السياسية لانهاء ارهاب منظمة استقلال الباسك ايتا في اطار الدستور.

روسيا

وفي لندن، يفترض ان تشدد الملكة اليزابيت الثاني في رسالتها التقليدية في هذه المناسبة على اهمية العلاقات بين الاجيال وعلى ضرورة ان تدعو كل الديانات الى تشجيع وارشاد الشباب. وتقول الرسالة التي ستبث عند الساعة 15:00 بتوقيت غرينتش ووزعت مقاطع منها على الصحف ان "حكمة وتجربة الديانات الكبيرة تركز على ضرورة تشجيع وتوجيه الشباب وتدفع الى احترام الاكبر سنا". ورسالة الميلاد هذه وهي من الخطب التي لا يتحتم على الملكة مشاورة مستشاريها بشأنها، موجهة الى كل دول رابطة الكومنولث.

وفي الولايات المتحدة، اجرى الرئيس الاميركي جورج بوش اتصالات هاتفية بالعديد من افراد الجيش الاميركي المنتشرين في الخارج خصوصا في العراق وافغانستان لتهنئتهم باعياد الميلاد وشكرهم على الخدمة التي يؤدونها.

اليابان

وصرحت المتحدثة باسم البيت الابيض جانا بيرينو ان بوش "سألهم جميعا عن حالتهم وعن معنوياتهم. واشاروا جميعا الى انهم في حالة جيدة ومعنوياتهم مرتفعة". واضافت انه "ابلغهم تقديره للخدمة التي يؤدونها وعن فخره بكل واحد منهم. وطلب منهم ان يوصلوا شكره للرجال والنساء الذين يخدمون معهم وتحياته لعائلاتهم خلال عطلة عيد الميلاد". من جهته، زار رئيس الاركان الكندي قندهار جنوب افغانستان، للاحتفال بعيد الميلاد مع القوات الكندية المنتشرة في المنطقة. وفي خطاب التهنئة بمناسبة عيد الميلاد، اشاد رئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر بالجنود الكنديين المنتشرين في افغانستان.

 

 أولمرت يدعو الأسد الى العمل من أجل السلام 

الإثنين 25 ديسمبر - أ. ف. ب.

   القدس: دعا رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت اليوم الرئيس السوري بشار الاسد الى العمل من اجل السلام مع اسرائيل بدلا من الاكتفاء بالادلاء بتصريحات "مدوية".وقال اولمرت خلال اجتماع لحزب كاديما الذي يرئسه في الكنيست "اتوقع من الرئيس الاسد ان يتوقف عن الادلاء بتصريحات مدوية بدون ان تكون مدعومة بشيء، وان يفعل شيئا في اتجاه تحقيق سلام فعلي" مع اسرائيل. وكرر مطالبته الرئيس السوري بان يتوقف عن دعم "الارهاب". وقال اولمرت "آمل ان نتمكن من اجراء حوار مع سوريا شرط ان توقف دعم الارهاب وحماس" في اشارة الى حركة المقاومة الاسلامية (حماس) التي ترئس الحكومة الفلسطينية. واضاف "اذا توقفت سوريا عن دعم حماس وحزب الله وقطعت كل علاقاتها مع ايران، ليس لدي اي شك انه سيكون من الممكن اطلاق مفاوضات".

وكان اولمرت رفض اخيرا دعوات عدة لاجراء مفاوضات اطلقها الاسد، مؤكدا ان هذا العرض لا يمكن ان يؤخذ على محمل الجد الا اذا توقفت دمشق عن تقديم دعم عسكري لحزب الله الشيعي اللبناني وحماس.والمفاوضات بين اسرائيل وسوريا مجمدة منذ عام 2000. وتطالب دمشق باستعادة هضبة الجولان التي احتلتها اسرائيل عام 1967 وضمتها عام 1981 ويقيم فيها اكثر من 15 الف اسرائيلي. ولم تستبعد اسرائيل في السابق الرد بايجابية على هذه المطالب شرط ان تندرج في اطار اتفاق سلام شامل مع دمشق. وكان مسؤول رفيع في الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية اعتبر اليوم امام لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في الكنيست ان الاسد "جدي" حين يتكلم عن السلام. وقال الجنرال يوسي بيداتز رئيس دائرة الابحاث لدى الاستخبارات العسكرية كما نقل عنه عضو في اللجنة البرلمانية التي عقدت اجتماعا مغلقا ان "سوريا مهتمة باجراء مفاوضات مع اسرائيل و(بشار) الاسد جدي في تصريحاته لانه يريد التوصل الى السلام من خلال هذه المفاوضات". واضاف الجنرال بيداتز ان "سوريا لا تنوي الهجوم على اسرائيل لانها تخشى نشوب حرب بينها وبين اسرائيل"، على ما اوضح هذا النائب الذي طلب عدم كشف اسمه.

من جهة اخرى استبعد وزير الدفاع الاسرائيلي عمير بيريتس في شكل تام اليوم احتمال نشوب حرب بين اسرائيل وسوريا الصيف المقبل. وقال للصحافيين "ما من معلومات تقول ان السوريين يريدون شن حرب الصيف المقبل، وليس لدى اسرائيل اي نية للتسبب بنزاع على جبهتها الشمالية". واضاف بيريتس "ما من سبب يدعو الى القول ان الجيش الاسرائيلي يتحضر لحرب في صيف 2007".

 

اللعبة السياسية تفرض على حزب الله المشاركة باحتفالات الميلاد بلبنان

 رويترز - 2006 / 12 / 25

 على وقع قرع الاجراس وتراتيل الميلاد تجمع الآلاف من انصار المعارضة اللبنانية بقيادة حزب الله المطالبين باسقاط الحكومة المدعومة من الغرب في وسط بيروت لاحياء قداس منتصف الليل وسط انقسام حاد يهدد بانزلاق البلاد نحو الفوضى والعنف. وارخت مناسبة الميلاد على تقاليد اجتماعية بعيدة كل البعد عن التي اعتاد انصار حزب الله ممارستها فهم للمرة الاولى يتحلقون حول شجرة الميلاد ويشاركون في تنظيم الاحتفالات في حين قام تلفزيون المنار التابع للحزب ببث مقاطع تحيي العيد واصحابه على مدى ساعات ارسالها اليومية اضافة الى بث مباشر لقداديس الميلاد عند منتصف الليل. وفي كنيسة مارجرجيس في وسط بيروت قرعت اجراس الميلاد بنكهة سياسية وشاركت في القداس قوى سياسية من طوائف متعددة منها حزب الله وحركة امل الشيعيين والتيار الوطني الحر بقيادة الزعيم المسيحي المعارض ميشال عون وتيار المردة التابع للنائب والوزير الماروني السابق سليمان فرنجية ومجموعات من انصار الزعيم الدرزي طلال ارسلان وغيرهم. وداخل الكنيسة والباحة المقابلة لها طوق بعض انصار التيارات او الاحزاب اعناقهم بوشاحات تحمل اشارات او الوان حزبه وسط جو بارد في حين اضيئت مغارة الميلاد وهي مجسم لمغارة مضاءة بحجم مترين مربع اقيمت بجانب شجرة الميلاد الكبيرة وفي داخلها مجسم لمريم العذراء وهي تحمل طفلها للدلالة على موقع ولادة المسيح.

وتتدفق الحشود الى مكان الاعتصام من دون انقطاع منذ الاول من كانون الاول ديسمبر حيث تطالب المعارضة بقيادة حزب الله بتمثيل افضل في الحكومة وتدعو ايضا الى اجراء انتخابات برلمانية مبكرة لكن رئيس الوزراء فؤاد السنيورة وحلفاءه المناهضين لسوريا يرفضون مطالبهم.

ونصبت الخيام في ساحتين رئيسيتين في وسط بيروت.. واحدة اتخذها انصار حزب الله مقرا والثانية يقطنها انصار التيار الوطني الحر. ولاظهار الوحدة بين المعسكرين تقرر صنع قطعة حلوى كبيرة تمتد لمئات الامتار تربط ساحتي الاعتصام. وتحولت ساحة الاعتصام الى ساحة عيد وفرح وكرنفال حيث عج وسط بيروت بالزينة والاضواء والمعتصمين. اطفال وشبان من كل الاعمار يرتدون زي بابا نويل بشتى الألوان كل حسب لون حزبه او تياره. وصدحت الاغاني والتراتيل الميلادية في سماء ساحة الشهداء حيث هبط بابا نويل بمظلة مستعينا برافعة من فوق جسر الى ساحة الاعتصام وهو يرتدي زيا برتقالي اللون في اشارة الى لون التيار الوطني. ونصبت شجرة الميلاد الخيام خارج الخيام التي يقيم فيها محتجون مسيحيون وعلى جنبها صور لامين عام حزب الله السيد حسن نصر الله في مشهد قد يبدو غريبا للبعض لكنه يجسد حال الانسجام بين مناصري الطرفين في وسط بيروت.

ونصب بعض المحتجين اشجارهم الصغيرة الخاصة خارج خيامهم ومعظم هذه الاشجار زينت بألعاب برتقالية اللون لترمز لشعار التيار الوطني الحر والبعض الآخر يغطي الارصفة المحيطة بالمخيمات والمتصلة مع اضاءة جميلة. وقال احد انصار حزب الله كان يرتدي زيا كتب عليه كلمة "انضباط" "شاركت في نصب اشجار الميلاد الصغيرة حول المخيمات . هو عمل جميل جدا طالما كنت اشاهده ولكن سررت كثيرا لمشاركتي في هذا العمل الذي يدل على الحياة". وتحلق الزوار من كل الطوائف حولها فيما اندفع الاطفال باتجاه بابا نويل الذي كان يمازحهم ويخرج من جيبه قطعا صغيرة من السكريات ويوزعها عليهم. وتقول ميرنا مروة (35 عاما) والتي كانت برفقة اطفالها "يكفي اننا تعرفنا على بعضنا عن كثب هنا في هذه المخيمات حتى نكون حققنا بعضا من اهدافنا. في السابق كنا لا نعرف الكثير عن المسيحيين ولكن الان نشعر اننا عائلة واحدة ونحب ان نشاركهم في اعيادهم". ورأى البعض متنفسا في الاعتصام حيث انهم كانوا يشعرون ان منطقة وسط بيروت هي للميسورين فقط ولكنها الآن تحولت الى ساحة عامة لكل الناس. وقال مانويل زخيا والذي كان يلف عنقه باللون البرتقالي "اليوم احيينا الميلاد في هذه الساحة (ساحة الشهداء) وبعد ايام سنحيي عيد الاضحى المبارك ونذبح الخراف في ساحة رياض الصلح (مقر حزب الله في الاعتصام) وهكذا نريد لبنان الحقيقي ان يكون".

وعلى مقربة من جامع محمد الامين الذي يرقد بجانبه رئيس وزراء لبنان الاسبق رفيق الحريري الذي اغتيل في فبراير شباط عام 2005 رفعت شعارات من تحالف القوى المناهضة لسوريا تطالب باقامة محكمة دولية خاصة في اغتيال الحريري وكل الاغتيالات التي شملت رموزا مناهضة لسوريا التي شهدها لبنان خلال العامين الماضيين. ويلقي الكثير من اللبنانيين باللائمة على سوريا في الاغتيالات لكن دمشق نفت مرارا تورطها. وخلص تقرير اولى لفريق تحقيق دولي الى تورط مسؤولي امن سوريين ولبنانيين في اغتيال الحريري.

 

 المفتي الجوزو: "حزب الله" تحول الى أسلوب المافيا لفرض إرادته 

وكالات - 2006 / 12 / 25

 صرح مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو بما يأتي: "أنقذوا لبنان من المافيا. انقذوا لبنان من الذين يعملون على خطف لبنان ووضعه تحت السيطرة والنفوذ الايراني - السوري. انقذوا لبنان من الذين يخدمون اميركا واسرائيل، ونشر الفوضى البناءة على ارض لبنان. منذ خطف الجنديين الاسرائيليين، ولبنان كله مخطوف لصالح القوى الايرانية - السورية التي أشاعت الخراب والدمار والانهيار الاقتصادي والضياع الاجتماعي والسياسي والاخلاقي على ارض لبنان.

النفوذ السوري يمثله رأس الدولة الذي ما زال يعطل مؤسسات الدولة كما يعطل مجلس النواب ويعمل على تعطيل الحكومة واصابتها بالشلل الكامل. أليس هذا اسلوب المافيا؟  تحت شعار الوحدة الوطنية ضربوا هذه الوحدة باستغلالها مذهبيا كما ضربوا الوحدة الاسلامية باستغلالها كشعار يغطون بها ممارستهم المذهبية. تحت شعار حكومة وحدة وطنية ضربوا الوحدة الوطنية وقسموا الشارع اللبناني ومزقوا الشعب اللبناني وأثاروا الفتنة الطائفية والمذهبية.يريدون نسف المحكمة ذات الطابع الدولي بافراغها من مضمونها القانوني والحقوقي لانقاذ بعض الرؤوس الكبيرة التي ارتكبت جريمة اغتيال الرئيس الحريري بجناحيها اللبناني والسوري.

انقذوا لبنان من المافيا. فقد تحول حزب الله الى اسلوب المافيا لفرض ارادته على الشعب اللبناني، فهو الذي كان شريكا اساسيا في الحكومة لمدة سنة ونصف السنة، والتي كانت نتيجة توافق وطني ووحدة وطنية. انقلب على هذه الحكومة وأثار مشكلة كبيرة في البلد تحت شعار حكومة وحدة وطنية جديدة.

يرفعون اليوم شعار التهديد باللجوء الى إغلاق طريق المطار وطريق الميناء والعصيان المدني، وهنا تتجاوز القضية القوانين التي تسمح بالتظاهرات الى ضرب لبنان والقيام بانقلاب ضد الدولة. وهنا لا بد من أن تكون الدولة دولة بكل معنى الكلمة وان يقوم الجيش بدوره لمنع الانقلاب الذي تدبره المافيا في لبنان".

 

حذر من أيادٍ خارجية تتحد في أهدافها مع المعارضة لتأجيج الفتن

قباني: مطلب إسقاط الحكومة سيؤدي الى انهيار الدولة

المستقبل - الاثنين 25 كانون الأول 2006 - حذر مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قبانى من "وجود أياد خارجية تتحد في أهدافها مع أهداف المعارضة في لبنان وتعمل على تأجيج نيران الفتن في لبنان وتعقيدها". ورأى "ان الوضع الراهن في لبنان متأزم ويشهد تشنجات سياسية لم يشهدها لبنان من قبل"، معربا عن "الأمل في الخروج من هذه الآزمة عبر الحوار الموضوعي الهادف ". ومشدداً على "أن الذين يريدون تغيير الحكومة اللبنانية الحالية عليهم أن يعدّوا أنفسهم للانتخابات البرلمانية المقبلة ويغيروا ما شاءوا عبر السبل الديموقراطية، لأن اسقاط الحكومة على النحو الذي تطالب به المعارضة يعني اسقاط الدولة، اذ لا يمكن في الوقت الحالي تشكيل حكومة اخرى".

وأعرب قباني في حديث الى "وكالة انباءالشرق الاوسط" أمس، في ختام زيارته الى القاهرة التي استغرقت أربعة ايام، عن تقديره وتقدير بلاده لمواقف مصر برئاسة الرئيس حسني مبارك للوقوف الى جانب كل شعب لبنان بطوائفه كافة في ظل حكومته الشرعية، وكذلك الحرص على المحافظة على سيادة الدولة اللبنانية ومؤسساتها والابتعاد عن اثارة الفتن ليعم الاستقرار والامن ربوع لبنان. وأمل في "نجاح المبادرة التي تقوم بها جامعة الدول العربية بمساندة مصرية وسعودية وعربية من أجل المحافظة على وحدة لبنان وشعبه وخروجه من أزمته بحلول سياسية مرضية"، مؤكدا "أهمية مواصلة هذه المساعي ووصولها الى نتائج إيجابية خصوصا وأنها حتى الآن، على حد قول الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، لم تحقق نجاحا ولم تحقق فشلا".

ونبه على "وجود أياد خارجية تتحد في أهدافها مع أهداف المعارضة في لبنان وتعمل على تأجيج نيران الفتن في لبنان وتعقيدها"، واصفا الوضع الراهن في لبنان بأنه "متأزم ويشهد تشنجات سياسية لم يشهدها لبنان من قبل وحتى أثناء حربه الأهلية التي استمرت 16 عاما ولا أثناء جلسات إتفاق الطائف في العام 1989". واعرب عن "الامل في الخروج من هذه الأزمة عبر الحوار الموضوعي الهادف وليس من خلال ما تقوم به المعارضة من الاعتصام في الشوارع لاسقاط الحكومة وإثارة الفتنة التي تدفع نحو الخراب والدمار".

ولفت الى "ان مطلب المعارضة بإسقاط الحكومة اللبنانية سوف يؤدي في النهاية الى إنهيار الدولة سياسيا واقتصاديا ويعطل كل المؤسسات من خلال إنفلات أمني وسعي الى الثورة أو الانقلاب على النظام في لبنان وهو ما سيؤدي الى حدوث فتنة لا يعرف أحد منتهاها أو يقدر على تحمل المسؤولية فيها".

واشار الى أن "على الذين يريدون تغيير الحكومة اللبنانية الحالية أن يعدوا أنفسهم للانتخابات البرلمانية المقبلة ويغيروا ما شاؤوا عبر السبل الديموقراطية".

وأوضح "أن اسقاط الحكومة على النحو الذي تطالب به المعارضة يعني اسقاط الدولة لانه لا يمكن في الوقت الحالي تشكيل حكومة اخرى، وذلك انما يتم باستشارات مع اعضاء المجلس النيابى وبتكليف من رئيس الجمهورية لرئاسة الحكومة"، معتبرا انه "لو أعيد تشكيل الحكومة في الوقت الراهن لعادت كما هي بالنسب نفسها التي تضمها كل فئة في البرلمان". وأعرب عن دهشته من أن المعارضين المعتصمين في الشارع يريدون أن يكون لهم أكثر من ثلث مقاعد الحكومة حتى يتمكنوا بذلك من عرقلة كل القرارات التي تصدر بغالبية ثلثي أعضاء الحكومة في الوقت الراهن.

وحذر من "خطورة ان يسفر استمرار الاعتصام فى الشارع عن احتكاك مباشر بين الطوائف المختلفة خصوصا وان لا أحد يضمن خطورة امكان دخول عناصر غير منضبطة فى صفوف المعارضة". وقال: "بالنسبة الى المناوشات التي كانت تحدث في السنوات الماضية لاثارة الفتن كان العقلاء من جميع الاطراف وقوى الامن الداخلى يتدخلون لمحاصرة هذه الاشتباكات وانهائها وضبط المشاعر". وأكد "أن استمرار اعتصام المعارضة في الشارع قد يدفع نحو تأزيم الموقف وتأجيج نيران الفتنة التي لايحمد عقباها خصوصا وان هذ الممارسات غير قانونية وغير دستورية أو ديموقراطية".وابدى دهشته من "أن يكون موضوع المحاكمة الدولية لقتلة الرئيس الشهيد رفيق الحريري موضوع أخذ ورد"، ومن "محاولات استهداف اتفاق الطائف بالتعديل او الالغاء بالرغم من علمهم بأنه كان ثمرة جهود مضنية أدت الى حل النزاعات الطويلة في لبنان".

زقزوق

وأكد وزير الاوقاف المصري محمود حمدي زقزوق "أن موقف مصر منذ اللحظات الاولى لمشكلة الشعب اللبناني يدعو الى وحدته وتغليب مصلحته على أي خلافات بين التيارات السياسية هناك".ودعا خلال استقباله أمس، المفتي قبانى والوفد المرافق، جميع التيارات والفصائل السياسية المتنازعة فى لبنان الى "تغليب مصلحة الشعب واستقراره على أي مصالح طائفية أو حسابات سياسية ضيقة من شأنها توسيع هوة الخلاف وتهديد السلام المنشود"، معربا عن أمله في "نجاح المساعي العربية المبذولة في جمع كل الاطراف على مائدة الحوار لتسوية القضايا المتنازع عليها ليصل الجميع الى حل مرض يعيد الهدوء الى أرض لبنان".

وحذر الجانبين في لبنان من "خطورة ما يحدث على وحدة الامة التي تتعرض لمخطط أكبر يستهدف اضعافها"، مؤكدا ضرورة "أن يسعى الجميع بجدية لتفويت الفرصة على أعداء الامة".

 

مفتي الجمهورية عاد من مصر بعد لقائه الرئيس مبارك ومسؤولين: لإنهاء الاعتصام لأن المؤسسات الدستورية أساس العمل الديموقراطي 

 وكالات - 2006 / 12 / 25

 عاد مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني من مصر، وأمل اثر عودته "إنهاء الاعتصام الذي لا يجوز أن يفرض الحل في الشارع فضلا عن التهديد بتصعيده، الأمر الذي يقلق من لجوء طرف آخر إلى عمل مماثل يزيد من تفاقم الأزمة اللبنانية وتعقيدها، لذلك يجب على الجميع العودة إلى المؤسسات الدستورية، المكان الطبيعي للعمل السياسي الديموقراطي كما تقرر الدساتير وأنظمة العالم كله وانتظار الانتخابات النيابية في موعدها القانوني وكلمة الشعب فيها ونتائجها التي ستكون الحكم الفصل في كل هذه النزاعات". وفور عودته، تلقى اتصالا من رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة أطلعه خلاله على نتائج زيارته لمصر ولقائه مع الرئيس محمد حسني مبارك ووزير الخارجية احمد أبو الغيط ووزير الأوقاف محمود حمدي زقزوق وشيخ الأزهر الشريف الدكتور محمد سيد طنطاوي ومفتي الديار المصرية الشيخ علي جمعة ورئيس جامعة الأزهر الدكتور احمد الطيب ووقوف مصر بجانب لبنان ووحدة شعبه وعودته إلى سابق استقراره وحياة أبنائه الطبيعية والنهوض بوطنهم.

وتلقى المفتي قباني اتصالا من رئيس "كتلة المستقبل" النائب سعد الحريري والنائبة بهية الحريري مهنئين بعودته إلى لبنان.

وكان وزير الأوقاف المصري محمود زقزوق قال اثر لقائه المفتي قباني: "نحن نراقب ما يجري في لبنان منذ اللحظات الأولى. نحن مع وحدة لبنان ومصلحته وشعبه ونأمل في أن تنجح المساعي التي يبذلها الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى لجمع مختلف الأطراف على مائدة الحوار لتسوية النزاع بينهم والوصول إلى ما يحقق المصلحة الوطنية في لبنان. نحن ندعم الشرعية اللبنانية ونطلب من جميع الأطراف ان يقفوا بجانب الشرعية حتى تتحقق مصلحة لبنان".

بدوره قال مفتي الديار المصرية الشيخ علي جمعة بعد وداع المفتي قباني: "ندعو الله أن يتجاوز لبنان المحنة التي يمر فيها وان يعود الجميع إلى المؤسسات الشرعية والدستورية والطرق النظامية القانونية لانها الضمانة الوحيدة للاستقرار والأمن ولجمع الكلمة، والعلماء عليهم مسؤولية كبيرة ومجهود كبير ندعو الله أن يعينهم وان يوفقهم، وهذه المسؤولية تتمثل في إقرار الأمن الذي هو المحض الأساسي للامان. نناشد العلماء ان يكون السعي دائما نحو الاستقرار والأمن وان يكون ذلك فوق كل توجه سياسي او حزبي او طائفي لان الأمن أمر في غاية الأهمية ومن خلاله يتم المقصود، وندعو العلماء إلى الدعوة الى الوحدة وان يكونوا ممثلين للأمة الوسط. ونرجو الله ان تمر الازمة اللبنانية وان تظهر حكمة أهل لبنان وشعبه بكل طوائفه ولا يكون هناك مثل هذه التوجسات بين الطوائف في لبنان".

 

ناشط سوري: وتيرة القمع اشتدت في 2006 

 إيلاف - 2006 / 12 / 25

 بهية مارديني من دمشق: اتهم ناشط سوري دمشق بالتدخل في شؤون دول الجوار لاظهار نفسها كلاعب اقليمي ، معتبرا ان "السلطة وبحكم تخبطها السياسي ، وتزامنا مع عزلتها ، رفعت من وتيرة القمع بحق المجتمع السوري" ، راثيا عام 2006 ، متسائلا " في نهاية السنة الكئيبة هذه , هل يمكن الحديث عن الحريات في سوريا , بمعنى هل كانت هناك أصلا حريات حتى يتم الحديث عن تراجعها , وهل هناك فهم ورؤية ايجابية لدى السلطة حتى يمكن الحديث عن تقدم في مجال الحريات العامة؟" . واكد مشعل التمو الناطق باسم تيار المستقبل الكردي في سورية في تصريح خاص لـ"ايلاف" "ان السلطة وبحكم مأزقها البنيوي , وتخبطها السياسي وعقم رؤيتها المستقبلية , وبحثها عن الخلاص والديمومة , في تحريك أوراق في ملفات إقليمية , وليس عن المصالحة مع شعبها وتامين الحد الأدنى من متطلباته الإنسانية , بل على النقيض نجد أن وتيرة القمع والعنف ضد المجتمع السوري ومجمل تعبيراته المدنية والسياسية , يشتد بالتزامن مع العزلة الدولية والإقليمية للنظام" , معتبرا ان "هذه هي العزلة التي وضع النظام نفسه فيها , كنتيجة لسياساته , الإقليمية وتدخله في الشؤون الداخلية لبلدان الجوار ومحاولة إظهار نفسه لاعب إقليمي عبر تحريك أداة هنا أو هناك , لإجبار القوى الدولية على إعادة إنتاجه , كنظام وظيفي يؤمن استقرار المصالح الدولية , في مقابل إطلاق يده في بعض الملفات الإقليمية التي يعتبرها جزء من ملكياته الخاصة" .

واشار الى أن "وتيرة القمع اشتدت في السنة 2006 , وحملة الاعتقالات العنفية والعشوائية استمرت , ونظام الطوارئ بات يأخذ شكلا مختلفا, عبر تسخير القضاء العادي بالقيام بنفس المهام الطوارئية" , وقال التمو"لعل المراقب يلحظ إضافة إلى كل حملات العنف والقمع والاعتقال , حملة الفلتان الأمني , وضياع العمل المؤسساتي , وغياب كل الوظائف , التي من المفترض أن يقوم بها النظام تجاه المجتمع , حتى وظيفة القمع والضبط المطلوبة لديمومة ثقافة الرعب والخوف , باتت في حدها الأدنى بالنسبة للجرائم العادية وارتفاع منسوبها , ومتوترة ومرتبكة بالنسبة لحملات العسف وقمع الرأي الأخر وطمس حرية التعبير ".

ورأى ان "كان عام 2006 عام الارتكاس والارتباك سواء في القرار السياسي أو في نمط التعامل مع المجتمع , حيث وجدنا , جهة أمنية تفرج عن الباحث ميشيل كيلو ومعتقلي إعلان بيروت- دمشق , بينما جهة أخرى تعيد اعتقالهم ؟ والكثير من هذه الأمثلة التي باتت عنوانا للامركزية ومزاجية العمل الأمني تجاه المجتمع , وذلك عبر الإفادة من التعاميم المتشددة التي تركز على ضرورة قمع أي حراك مدني والمنع بالقوة لأي نشاط مجتمعي.

وحول الجانب الكوردي , الذي اعتَبره يمتاز ويمتلك خصوصية محددة , في قدرة التحشيد وارادة المواجهة , قال "واجهت السلطة الحالة الكوردية بالمزيد من العنف والقمع والاعتقال , من دون أن تفكر بان العنف سيولد سلبا اكبر ومواجهة أكثر , طالما بقيت مسالة الديمقراطية مغيبة وحقوق الإنسان مهدورة والحق القومي الكوردي غير معترف به" , وتابع "اعتقد بان النظام الأمني وبهذه العقلية المرتبكة وفي هذه الظروف الدولية والإقليمية يقود المجتمع السوري إلى مجهول ونتائج كارثية , وفي هذا السياق أجد بان وعي النخب السورية المتنوعة ومن كل الطوائف والقوميات والمكونات , هو الضمانة الوحيدة التي يمكن عبرها مواجهة فعل السلطة المؤسس لبؤر انفجارية , وعبر التكاتف الاجتماعي هذا , اعتقد بأننا يمكن إنقاذ وطننا وصيانة تعايش أبناءه" .

وشدد التمو"اعتقد بان الحديث عن الحريات العامة, حديث بدون معنى في ظل نظام امني يفترس الحريات ويزرع الشقاق ويؤطر الفرقة والانقسام في مجتمع سوري تكمن مصلحة أبناءه في الحفاظ عليه , والنظام يتعامل مع المجتمع وفق عقلية الرهينة , يقايض بقاءه باستقرار المجتمع, وهي مقايضة من يعتبر المجتمع السوري مزرعة وليس وطنا , وبالتالي لا أجد معنى لحديث عن الحريات لرعايا وعبيد, تعتبرهم السلطة مجرد قطيع , وحتى رفة العين باتت خرقا لقانون القطيع وبقاءه حيا, بمعنى بات هم المواطن البقاء حيا , وليس البحث عن حريات عامة وخاصة"  ورأى الناشط السوري ان "ما وصل إليه المجتمع السوري, كارثي بكل المقاييس, والاستمرار بهذا الانحدار العسفي , يولد بؤر مدمرة , لا مصلحة للمجتمع بها, وهي فقط تفيد النظام الأمني وديمومته وديمومة نهبه واحتكاره للدولة والثروة والمجتمع".

 

المطران بو جودة ترأس قداس الميلاد في كاتدرائية مار مارون في طرابلس

ليت المسؤولون يتذكرون انهم مدعوون لخدمة الشعب وتأمين مصالحه وليس تفقيره 

 وكالات - 2006 / 12 / 25

 ترأس راعي ابرشية طرابلس المارونية المطران جورج بو جودة قداس الميلاد منتصف ليل أمس، في كاتدرائية مار مارون في مدينة طرابلس، عاونه فيه المونسنيوران يوسف سويف، وموسى يوسف، والخوري يوسف المختفي، في حضور رئيس اتحاد بلديات الفيحاء رئيس بلدية طرابلس المهندس رشيد الجمالي، قائد سرية درك طرابلس العقيد بسام الايوبي، وحشد من المؤمنيين.

بعد تلاوة الانجيل المقدس القى المطران بو جودة كلمة قال فيها:

"...مولد المسيح، أيها الأحباء، ليس مجرد ذكرى عابرة نحتفل بها مرة في السنة ثم نطوي الصفحة لنعود فنفتحها بعد إثني عشر شهرا. مولد المسيح هو حدث دائم، حصل بالجسد في بيت لحم منذ أكثر من ألفي سنة، لكنه ما زال يحدث كل يوم بصورة سرية، إن من خلال كنيسته، جسده السري، أو من خلال القربان المقدس الذي هو جسده ودمه، كما قال لنا هو بذاته في العشاء السري: "خذوا فكلوا هذا هو جسدي، خذوا فإشربوا هذا هو دمي، وإصنعوا هذا لذكري".

عيد الميلاد هو عيد التجسد الإلهي، إنه نوع من خلق جديد للبشرية التي ابتعدت عن الرب ورفضته بعد أن قرر أبوانا الأولان، آدم وحواء، أن يستسلما لإرادة الشيطان المجرب، ويأكلا من ثمرة معرفة الخير والشر، معتقدين أنهما هكذا سيصبحان آلهة لأنفسهما بدون الله وضده. هذا الموقف والقرار أوصلهما إلى عكس ما كانا يبتغيان. فقد إكتشفا عريهما ومحدوديتهما وإنهما من التراب وإلى التراب يعودان. لقد حكما على نفسهما بالهلاك فطردا من الفردوس.

لكن الله الذي هو محبة، والذي خلق الإنسان بفعل محبة لا محدودة منه، لم يرد أن يتركهما فريسة للشيطان، فقرر أن يرسل إليهما مخلصا يكون من نسل المرأة ويسحق رأس الشيطان.

هذا المخلص الذي نحتفل بعيد ميلاده اليوم، هو المسيح يسوع الذي تكلم عنه الأنبياء منذ القديم، وحضروا له الطريق. إنه آدم الثاني الذي يعتبر رأسا للخليقة الجديدة المفتداة.

وهو قد ولد من إمرأة عندما تم ملء الزمن، كما يقول بولس الرسول، وهذه المرأة هي مريم، التي لقبها آباء الكنيسة بحواء الثانية."

اضاف المطران بو جوده:" الميلاد إذن هو حدث لاهوتي وخلاصي، وليس مجرد إستذكار. إنه عودة اللحمة بين الإنسان والله، وعودة المصالحة، والتعبير الأوضح على ذلك هو ما تعلمه الكنيسة المقدسة عن المسيح يسوع بأنه جمع في أقنومه الواحد الطبيعتين الإلهية والإنسانية. إنه إله مولود من الآب قبل كل الدهور، مولود غير مخلوق، ومساو للآب في الجوهر. على ما يقول هو بذاته في الإنجيل بحسب القديس يوحنا، حين يرد على سؤال فيليبوس الذي يقول له: "يا سيد أرنا الآب وحسبنا"، فيقول: "يا فيليبوس من رآني فقد رأى الآب، لأني أنا والآب واحد". ولد المسيح في مغارة حقيرة دون شك، لأن مريم ويوسف لم يجدا مكانا في المدينة ليسكنا فيه، فلجآ إلى مغارة في ضواحي بيت لحم حيث المغاور كثيرة وتصلح للسكن، وهناك ولد المسيح. لكن وللتأكيد على أهمية هذا الطفل المولود، ولو في مغارة فقد أعلن عن البشارة، ملائكة من السماء، فأخذوا ينشدون: "المجد لله في العلى، وعلى الأرض السلام، والرجاء الصالح لبني البشر". المسيح يسوع المولود من مريم البتول هو الذي جاء ليصالح الإنسان مع الله، ويضع السلام على الأرض، لأنه إله السلام، معه أصبح السلام ممكنا، إذا ما قبل الإنسان أن يتجاوب مع نداء الله.

وإذا كان السلام لم يستتب بعد على الأرض، فلأن الإنسان ما زال يتصرف على مثال آدم الأول وحواء الأولى، ويريد أن يجعل من نفسه إلها لنفسه، وكل المواقف التي يتخذها اليوم، مستندا إلى تقدمه في المعرفة والعلم والتقنية والإختراعات والإكتشافات، هي مواقف رافضة لله ولتعاليمه ووصاياه. فالقوانين تسن والشرائع توضع اليوم في الكثير من البلدان، لسوء الحظ خاصة في البلدان التي كانت بلدانا ذات حضارة مسيحية، وكأن الله غير موجود، لا بل أكثر من ذلك، فإن بعض النظريات الفلسفية السائدة تقول أنه، ولو كان الله موجودا فلكي يحقق الإنسان ذاته، عليه أن يقتل الله. فلننظر إلى المواقف التي تتخذها البشرية اليوم، أليس السماح بقتل الأجنة بواسطة الإجهاض أو برميهم في سلة المهملات بعد تخصيبهم في المختبرات، متناقضا مع الحق الأول للانسان، وهو الحق في الحياة؟ أليس السماح وتشريع زواج مثليي الجنس متناقضا ليس فقط مع الشريعة بل أيضا مع الطبيعة البشرية... أليس التساكن الحر دون أي رباط لا مدني ولا ديني، عودة الإنسان إلى الحياة البدائية التي لا تعرف لا شريعة ولا قانون؟ ". وختم المطران بو جوده عظته:" ليت المسؤولون السياسيون عندنا، إلى أية فئة أو جماعة انتموا، يتذكرون انهم مدعوون لخدمة الشعب وتأمين مصالحه الحيوية، وليس لإستعباده وتفقيره وإيصاله إلى شفير الهاوية، بفعل أنانيتهم وحبهم المفرط للذات وسعيهم الدؤوب لتأمين مصالحهم الشخصية وليس مصالح الشعب، وليتهم لا يستسلمون لإرادة الشيطان المجرب ويصنعون إرادته، لأنهم في النهاية سوف يكتشفون عريهم ومحدوديتهم وعقم تصرفاتهم، فيوصلون البلاد إلى الهلاك.

 

 النائب جنبلاط: هل بات البعض يقتدي باساليب العدو في التعامل مع وطننا ومؤسساتنا؟

وكالات - 2006 / 12 / 25

 شيع الحزب التقدمي الاشتراكي ومنطقة راشيا الوادي مسؤول جهاز الامن الخاص برئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط الذي رافقه على مدى ثلاثين سنة سلمان سيور، بمأتم رسمي وشعبي حاشد، حضره اضافة الى النائب جنبلاط، النائب ناصر نصر الله ممثلا رئيس مجلس النواب نبيه بري، النائب فتوح ممثلا رئيس تيار المستقبل النائب سعد الحريري، العميد الركن غريب ممثلا قيادة الجيش اللبناني، القاضي شريف ابو حمدان ممثلا سماحة عقل الموحدين الدروز نعيم حسن، مفوضو ووكلاء الداخلية في الحزب التقدمي الاشتراكي في لبنان، نائبا رئيس الحزب دريد ياغي وبلال عبد الله، ايلي لحود ممثلا رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع، منير بركات عن حركة الانقاذ في الحزب الشيوعي اللبناني، وفد من تيار المستقبل والكتائب اللبنانية، المدير العام لوزارة المهجرين احمد محمود وفاعليات دينية من مختلف الطوائف ووفود شعبية عن قرى وبلدات الشوف وعاليه وحاصبيا والبقاع وبيروت والجنوب والشمال.

وخلال الحفل التأبيني، تحدث شادي ابو مالك والشيخ طاهر حمد، فكلمة اهالي راشيا القاها فارس فايق الذي عدد مزايا سيور ومناقبه وتضحياته. ثم تحدث حافظ ابو لطيف باسم وكالة داخلية البقاع الجنوبي في الحزب التقدمي الاشتراكي مجددا العهد على السير في طريق سلمان سيور وحماية وليد جنبلاط باهداب العيون ونبض القلوب. والقى عصام الحلبي كلمة رثاء باسم النائب جنبلاط جاء فيها: "يا رفيق الدرب لهفي عليك حبي باسمنا كل شهداء منطقتك وواديها الازلي، وبلغ ارواحهم الطاهرة، ان فريقك ثابت على حفظ لبنان وصونه من كل تهجن او استيلاب فان لن ينفع الحوار فالظلم لا يرهبه ولا طاغوته والكثرة والعدد كم وكم خابت لعبتها وان استعراض الكثرة في محال الافق شبهه الرسول بغثاء السيل". من جهته، قال النائب ابو فاعور:" نودعك في زمن وبئس الزمن الذي بتنا فيه نسأل عن عروبتنا ونمتحن في وطنيتنا من الذين استعصى عليهم تقديم الاجابات الوطنية على مواقفهم ومواقعهم الملتبسة فالتجأوا الى ثقافة التخوين ومن يخونون".

أضاف: "يرفضون المحكمة الدولة ويرفضون القرارات الدولية، هل باتت تجربة اسرائيل كدولة مارقة وخارجة على الشرعية الدولية تستهوي البعض لدينا، وهل بات البعض يقتدي بل يهتدي باساليب العدو في التعامل مع وطننا ومؤسساتنا". ثم كانت كلمة النائب جنبلاط قال فيها: "لم ألق الكلمات الكافية لاودعك، فكلفت الرفيق عصام الحلبي والرفيق وائل ابو فاعور، لكن لا بد من كلمة، في زمن الغدر أتيت وحميتني وحميت لاحقا اهلي وعائلتي وابنائي من الغدر، واليوم أودعك في أوج زمن الغدر، شاءت الظروف، شاء القدر ان تتركني في أوج زمن الغدر، من كمال جنبلاط الى رفيق الحريري الى بيار الجميل بالامس عنوان الغدر واحد، طاغية الشام ، طاغية النظام في الشام، ليس هناك من غدر الا هذا، هو وعصاباته من اهل الكهف وغير اهل الكهف لكن سنصمد ونصمد ونستمر في مسيرة الاستقلال، مسيرة العروبة الحقيقية، مسيرة العروبة الانسانية مهما طال الزمن .. ونقول لهم هذا "الولد" يتحكم برقاب العباد في دمشق ويقتل الاحرار في لبنان، لا بد ان يخرج من بيروت من الضاحية، من الاقليم من الجبل، من جبل الشيخ من البقاع، لا بد ان يخرج ايضا من دمشق، من جبل العرب، من حلب لا بد ان يخرج في يوم ما " نواف" ( في اشارة الى نواف غزالة الذي قتل الرئيس السوري اديب الشيشكلي)، واذا تعقدت المحكمة ولن تجدي فكلنا نواف وكلنا سلمان سيور وكلنا جمال صعب، مهما طال الزمن سيخرج منا من ينتقم للشهداء للاحرار بدءا من كمال جنبلاط الى بيار الجميل الذي اتمنى ان يكون الاخير. باسمي وباسم عائلتي وزوجتي ووالدتي أتقدم من عائلة آل سيور وهذه المنطقة الوطنية بأحر التعازي وداعا سلمان وسأفتقدك". وبعد الصلاة على الجنازة، حمل النائب جنبلاط بنعش الفقيد الذي ووري الثرى في مدافن العائلة في راشيا .

 

الأكثرية تدرس طمأنة «حزب الله» من نظام المحكمة! وقيادته وبري منزعجان من تلويح معارضين بالتصعيد؟

 الحياة - 2006 / 12 / 25  وليد شقير

هل يفتح أسبوع الأعياد الباب امام تجديد التواصل بين الزعماء اللبنانيين، فيلتقطون المناسبة من أجل إحياء خطوط الاتصال بين بعضهم بعضاً لتجديد البحث في مخارج من الأزمة السياسية المعلّقة، فيلبون بذلك طلب الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى قبل مغادرته بيروت ان يعيدوا الاتصالات المقطوعة بينهم، كي يشجعوه على العودة الى لبنان لمواصلة مساعيه، بعدما وصلت الى طريق شبه مسدود؟ بعد تحذير موسى الجميع في مؤتمره الصحافي الذي اختتم به جولته الثانية من الاتصالات التي أجراها مع الموفد السوداني مصطفى عثمان اسماعيل، من التصعيد الذي لوّحت به أطراف المعارضة في شكل أزعج موسى، عادت الأوساط القريبة من فريقي الصراع في لبنان الى تقويم أولي لحصيلة ما انتهت إليه المفاوضات المكوكية التي أنجزتها المبادرة العربية والظروف المعقدة المحيطة بالتأزم في لبنان. واعتبرت ان عليها إعطاء فرصة جديدة لإمكان تفاهم القيادات اللبنانية ولو بالواسطة، على تجنب انفلات التأزم من عقاله، في شكل يزيد صعوبة العودة عن المواقف المتصلبة.

ووفق اتصالات «الحياة» مع فريقي الأكثرية الحاكمة والحكومة من جهة وبعض القوى الرئيسة والفاعلة من المعارضة من جهة ثانية، فإن مراجعة سريعة من قيادات في الجانبين أفضت الى اقتناع بوجوب إبقاء أبواب المخارج مفتوحة على رغم إدراك جميع الأفرقاء - أقروا بذلك أم لم يقروا - بالصعوبات ذات البعد الإقليمي، وأن ما يسميه موسى «الطابق الإقليمي» من الأزمة يشكل عنصراً اساسياً يحول دون تقدم التفاهم على ورقة الخطوات المطلوبة على 3 مراحل والتي صاغها في اكثر من 4 مسودات، وصولاً الى إخراج الأزمة من الشارع وإنهاء اعتصام المعارضة فيه، علماً انه دخل يومه الخامس والعشرين.

وكان موسى غادر لبنان، وفق بعض الشخصيات التي التقته، لتقويم الحصيلة التي توصل إليها، مقتنعاً بأن بعض أسباب عدم انتهائه الى إعلان التفاهم على ورقته لا يتعلق بالخلاف على كيفية سحب مرسوم مشروع قانون المحكمة الخاصة لمحاكمة المتهمين في جريمة اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري، من الجريدة الرسمية، بعد ان نشرته فيها حكومة السنيورة، ورده الى رئيس الجمهورية أو إعادة إحالته على البرلمان مباشرة أو عبر الحكومة المقبلة، وانه ليس هذا النوع من التفاصيل هو ما اعاق مهمته.

ويرى الذين التقوا موسى قبيل مغادرته ان بعض العراقيل اللبنانية التي صادفها في الشكل، وأوقفت التفاهم على الورقة التي أعدها متصلة بالقضية الجوهرية التي تحركت المبادرة من أجلها، وهي إيجاد مخرج لإقرار المحكمة ذات الطابع الدولي، وإنجاز اتفاق لبنان مع الأمم المتحدة عليها في الدرجة الأولى، مقابل توسيع الحكومة الحالية بحيث يتعزز اشتراك المعارضة فيها، وأن المعلومات التي تجمعت لديه في هذا الصدد هي ان اعتراضات دمشق على نظام المحكمة ما زالت جدية من جهة، وأن حلفاءها في لبنان مضطرون لمراعاة هذه الاعتراضات، وأن الجانب السوري ينتظر تفاهماً عربياً مباشراً معه، خصوصاً من جانب المملكة العربية السعودية ومصر على الأزمة اللبنانية قبل حلحلة الموقف.

أما مصادر الأكثرية فتقول ان قادتها الأساسيين يتفهمون موقف القوى الرئيسة في المعارضة، لا سيما رئيس المجلس النيابي نبيه بري و «حزب الله»، على رغم التنازلات الكثيرة التي قدمتها قوى 14 آذار في ورقة موسى، بدءاً من التخلي عن أكثرية الثلثين في صيغة الحكومة الموسعة من 19-10-1 كما وافقت على بقاء الرئيس إميل لحود إلى آخر ولايته وعلى انتخاب رئيس توافقي لا يكون من قوى 14 آذار، وعلى تشكيل اللجنة السداسية من الفريقين لبحث الملاحظات على المحكمة ذات الطابع الدولي، فضلاً عن ان قادة الأكثرية أكدوا بالنسبة الى المحكمة انهم يريدون ان تأخذ مجراها و «نحن مستعدون لأن نصفح بعد ذلك». كما ان بعض قادة الأكثرية أبدى استعداداً لدرس صيغة معقولة لتخفيف المادة المتعلقة بالربط بين الجرائم الأخرى وبين جريمة اغتيال الرئيس الحريري (تم جمع عدد من القضاة من اجل درس الصيغة التخفيفية في لقاء بعيد من الأضواء أول من أمس، من قبل أحد المراجع) ولم يمانع بعض المعنيين، بمن فيهم زعيم تيار «المستقبل» النائب سعد الحريري في ذلك، من اجل طمأنة «حزب الله» الى ان الربط لن يمس الحزب مخافة حصول ضغوط دولية لاستهدافه بحوادث سابقة وقديمة».

وتضيف مصادر الأكثرية: «الكثير مما أبدينا من مرونة، يساعد في إعطاء نصر للمعارضة ويمكن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله من الانسحاب من الشارع فضلاً عن اننا، عن اقتناع، لم نتطرق الى موضوع سلاح الحزب لتفهمنا هواجسه في هذا المجال. ومن يقول ذلك يستخدم هذا الأمر ذريعة».

وترى مصادر الأكثرية ان هناك «مؤشرات الى انهم يريدون أكثر من ذلك، وصولاً الى إزاحة الرئيس السنيورة كلياً عن رئاسة الحكومة كما قال البعض من المعارضة الذين رشحوا الرئيس سليم الحص، وكما أفصح عن ذلك العماد ميشال عون، والبعض الآخر عبّر عن موقف واضح من المحكمة ذات الطابع الدولي حين ساوى بينها وبين حذائه. فعلى رغم عدم فاعلية من يقول هذا الكلام فإنه يعبّر عن اجواء بعض المعارضين ومن يقف وراءهم». وتقول هذه المصادر انه على رغم انزعاج بري من عريضة نواب الأكثرية بالدعوة الى جلسة نيابية فإن الهدف لم يكن إحراجه، خصوصاً انه أُعلم بالأمر، بل التمهيد لطلب فتح الدورة الاستثنائية قبل ايام من فتح الدورة العادية، ضماناً لبحث المحكمة في البرلمان بدل تأجيلها اشهراً أخرى، وان من يكون هذا هدفه لا ينوي مخاصمة الرئيس بري الذي ندرك حساسية موقفه بين رئاسته المجلس ورئاسته حركة «أمل».

وتشترك أوساط المعارضة مع مصادر الأكثرية في الإصرار على استمرار المبادرة العربية وعودة موسى الى بيروت بعد الأعياد. ومقابل إلحاح النائب الحريري على موسى العودة بعد الأعياد في تصريحه العلني، تؤكد مصادر المعارضة ان ما نقله اسماعيل عن نصرالله بالإصرار على ان يكون الحل عربياً، يجب أخذه بجدية وأن الأمين العام للحزب لا يمالئ في هذا المجال بل هو مقتنع بالعمق بهذا الموقف. كما ان مصادر بري تشدد على ان ما تضمنته رسالته الى اللبنانيين أول من امس من ان مطلع السنة لا بد ان يحمل الأمل بعد الألم هو تمنٍّ جدي ينطلق من نيات تسهيل المخارج. كما ان بري دعا محيطه الى التعاطي الإيجابي مع رسالة السنيورة التي أكد فيها ان اليد ممدودة.

وأكدت مصادر المعارضة لـ «الحياة» ان بري و «حزب الله» ابدياً انزعاجاً من التصريحات عن خطوات تصعيدية للمعارضة، أدلى بها النائب السابق سليمان فرنجية وغيره من الشخصيات القريبة من دمشق. وقالت المصادر ان هذه التصريحات غير ملزمة للمعارضة ككل وهي ستجتمع بعد الأعياد وتدرس الوضع والخيارات المطروحة أمامها للإصرار على مطالبها، وأن بري من الذين ينصحون بعدم الذهاب الى النهاية في التحرك المقبل، ويوافق موسى على تأكيده صيغة اللاغالب ولا مغلوب، وانه ليس مع خطوات تجعل فريقاً منتصراً وآخر منكسراً. كما ان «حزب الله» رأى في ذهاب بعض المواقف الى التصعيد توقيتاً خاطئاً وعشوائياً.

مجلس الوزراء

من جهة ثانية، توقعت مصادر وزارية ان يعقد مجلس الوزراء جلسة قبل نهاية السنة من أجل البحث في 3 قضايا ملحة هي صرف مكافأة شهر للقوى الأمنية والعسكرية نظراً الى الاستنفار المتواصل في صفوفها بسبب الأوضاع الأمنية، ومناقشة ورقة الحكومة الى مؤتمر «باريس- 3» وتعيين رئيس الهيئة الناظمة للاتصالات وأعضائها.

 

 حوري: الحديث عن العصيان يؤكد المساعي الانقلابية

 المستقبل - 2006 / 12 / 25

 رأى عضو كتلة "المستقبل" النيابية النائب عمار حوري "ان الحديث عن العصيان المدني يؤكد أنهم يسعون الى الانقلاب"، مشدداً على "ان إغلاق الطرقات سيقابله إغلاق طرقات من الفريق الآخر لأن البادئ أظلم". وأكد في حديث أمس، الى موقع الأخبار أن "الأمور تحتاج ببساطة الى وضع النقاط على الحروف ونحن لسنا بعيدين عن التفاهم إذا حسنت النوايا". وقال: "من الواضح أن الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى قد حمّل المسؤولية للمعارضة وإن لم يقلها بشكل مباشر وهو قد حذر من التصعيد والمعروف من هو الذي يصعد خصوصاً عندما يتعلق الموضوع بالمحكمة الدولية". واعتبر أنه "إذا ذهب البعض كما يلوح الى التصعيد فمن المؤكد أن كل الأمور تقود الى الوراء وسنكون نراوح مكاننا". أضاف: "أما القول إنهم لن يحاصروا السرايا الحكومية فنرد عليهم ونقول أن للسرايا رمزيتها كما أن للمطار رمزيته وللمرفأ ولكل مصالح الناس رمزية لن نسمح بتجاوزها وهم سيتحملون ما سينتج عن التصعيد".

 

 عمرو موسى ينتظر ضوءاً أخضر من إيران وسوريا ليعود إلى بيروت

 النهار - 2006 / 12 / 25  خليل فليحان

أطلق الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى قنبلة من السرايا للمرة الأولى منذ بدء وساطته في الثالث من الشهر الحالي، وفي ختام جولته الثالثة وسافر الى القاهرة وذلك باعترافه بأن مبادرة الجامعة لم تنجح إلا "فيفتي فيفتي"، كما قالها بالانكليزية أي بنسبة 50 في المئة، مع انه توصل الى "مائدة للتفاهم على مختلف الموضوعات الرئيسية التي تشكل أسباب الأزمة"، مشيراً الى تراجع أكثر من فريق عما سبق ان وافق عليه بالنسبة الى البدائل التي تتضمنها المبادرة، اضافة الى اخفاقه في جمع عدد من الزعماء المتخاصمين، أقله الرئيسين نبيه بري وفؤاد السنيورة وفي اقناع المعارضة بعدم اللجوء الى التصعيد الذي سيؤدي الى عرقلة وساطته. ووجّه موسى رسائل تحذيرية قاسية إلى كل من يعرقل مهمته سواء من الموالاة أو المعارضة تمحورت على طلبه الى الجميع الابتعاد عن التصعيد، مكرراً ذلك 4 مرات، نظراً الى النتائج السلبية التي ستنجم عن التصعيد، وحرص على تسمية المعارضة بالاسم وتحذيرها من خطوات تصعيدية بعد انتهاء فترة الاعياد في ضوء ما سمعه من الوزير السابق سليمان فرنجيه الذي لوح بقطع مزيد من الطرق واقفال المطار ومرفأ بيروت ثم العصيان المدني. ودعم هذا الانطباع رسمياً ما كشفه الممثل الشخصي للرئيس السوداني مصطفى عثمان اسماعيل خلال المؤتمر الصحافي الذي عقداه في مقر رئاسة الحكومة قبل ساعة من مغادرتهما بيروت بقوله ان الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله أكد له ليل الجمعة الماضية خلال اجتماعهما ان "المعارضة ستصعّد بعد هدنة العيد، لان الرئيس السنيورة لا يتجاوب مع مطالبها".

وأشارت انه في ضوء هذه المعطيات، ونتيجة لعدم التنازل واصرار كل طرف على موقفه دون أخذ بالبدائل الوسطية للجامعة، قرّر موسى، وفقاً لعضو بارز في الطاقم المساعد له، "فرملة" مساعيه في الوقت الحاضر في بيروت، وهو ليس أكيداً انه سيعود اليها، مبرراً موقفه بالقول ان جولاته "لم تعد مجدية، بل باتت تدور في حلقة مفرغة، وهو أبلغ القادة الرئيسيين والمعنيين الذين التقاهم في يوم طويل امتد حتى فجر السبت اما في منازلهم او مكاتبهم او في الفندق الذي كان ينزل فيه ان الوضع خطر جداً، ويجب ان يتجاوب الطرفان المتنازعان مع المقترحات التي طرحها في اطار الاجندة التي اعدها، لكن التصلب استمر. وعندما ألح خلال اجتماعه بالرئيس نبيه بري على القبول بأفكار معينة في شأن ملفي المحكمة وحكومة الوحدة الوطنية، ردّ عليه بالقول: "هذا كل ما في وسعي ان أقدمه".

ولاحظت انعكاس خيبة موسى من الواقع الناشئ على اطلالته على اللبنانيين في مؤتمره الصحافي الاخير بعد اجتماعه مع الرئيس السنيورة، اذ بدا مقطب الوجه، مبالغاً في الرصانة، وخلا المؤتمر من روح الدعابة والمزاح التي تتخلل لقاءاته ومؤتمراته الصحافية عادة، وذلك بسبب تهيبه خطورة الموقف وما صادفه من تصلب لدى الموالاة والمعارضة، واعتباره ان الطرفين غير مدركين خطورة المرحلة المقبلة في حال استمر عنادهما، خصوصاً انه حدّد "الأجندة" التي تضمنت النقاط الخلافية، من المحكمة الخاصة وحكومة الوحدة الوطنية ومؤتمر باريس – 3، وتزامن التنفيذ لكل منها. وأكدت ان عودة موسى الى بيروت بأجوبة طلبها من طرفي المعارضة والموالاة، مع ادراكه ان ضوءاً أخضر من سوريا وايران ضروري من أجل التعامل الايجابي مع النقاط العالقة. وأشار عضو طاقمه المساعد الى ان موسى سيضاعف اتصالاته العربية والايرانية والاميركية والاوروبية من القاهرة للمساعدة في تجاوز العقبات، تمهيداً للرجوع في سرعة الى بيروت لاستكمال مبادرته.

 

 الرئيس ميقاتي هنأ المتروبوليت قربان والمطران بو جودة بالميلاد

وطنية - 25/12/2006 (سياسة) زار الرئيس نجيب ميقاتي راعي ابرشية طرابلس الكورة وتوابعهما للروم الاورثوذكس المتروبوليت الياس قربان، ورئيس اساقفة طرابلس المارونية المطران جورج بو جودة، مقدما التهاني بعيد الميلاد المجيد

 

جريحان في انفجار قنبلة عنقودية في قعقعية الجسر

وطنية - 25/12/2006 (أمن) انفجرت الرابعة من بعد ظهر اليوم قنبلة عنقودية في محيط المدرسة الرسمية في بلدة قعقعية الجسر, ما أدى الى جرح الولدين شادي فؤاد مهدي (12 سنة) واحمد حسن مكي (13 سنة) ونقلا الى مستشفيات النبطية.

 

تشييع مسؤول جهاز الامن الخاص برئيس اللقاء الديموقراطي

النائب جنبلاط: مهما طال الزمن سيخرج منا من ينتقم للشهداء للاحرار سنصمد ونصمد ونستمر في مسيرة الاستقلال مسيرة العروبة الحقيقية

هل بات البعض يقتدي باساليب العدو في التعامل مع وطننا ومؤسساتنا

وطنية - 25/12/2006 (سياسة) شيع الحزب التقدمي الاشتراكي ومنطقة راشيا الوادي مسؤول جهاز الامن الخاص برئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط الذي رافقه على مدى ثلاثين سنة سلمان سيور، بمأتم رسمي وشعبي حاشد، حضره اضافة الى النائب جنبلاط، النائب ناصر نصر الله ممثلا رئيس مجلس النواب نبيه بري، النائب فتوح ممثلا رئيس تيار المستقبل النائب سعد الحريري، العميد الركن غريب ممثلا قيادة الجيش اللبناني، القاضي شريف ابو حمدان ممثلا سماحة عقل الموحدين الدروز نعيم حسن، مفوضو ووكلاء الداخلية في الحزب التقدمي الاشتراكي في لبنان، نائبا رئيس الحزب دريد ياغي وبلال عبد الله، ايلي لحود ممثلا رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع، منير بركات عن حركة الانقاذ في الحزب الشيوعي اللبناني، وفد من تيار المستقبل والكتائب اللبنانية، المدير العام لوزارة المهجرين احمد محمود وفاعليات دينية من مختلف الطوائف ووفود شعبية عن قرى وبلدات الشوف وعاليه وحاصبيا والبقاع وبيروت والجنوب والشمال. وخلال الحفل التأبيني، تحدث شادي ابو مالك والشيخ طاهر حمد، فكلمة اهالي راشيا القاها فارس فايق الذي عدد مزايا سيور ومناقبه وتضحياته. ثم تحدث حافظ ابو لطيف باسم وكالة داخلية البقاع الجنوبي في الحزب التقدمي الاشتراكي مجددا العهد على السير في طريق سلمان سيور وحماية وليد جنبلاط باهداب العيون ونبض القلوب. والقى عصام الحلبي كلمة رثاء باسم النائب جنبلاط جاء فيها: "يا رفيق الدرب لهفي عليك حبي باسمنا كل شهداء منطقتك وواديها الازلي، وبلغ ارواحهم الطاهرة، ان فريقك ثابت على حفظ لبنان وصونه من كل تهجن او استيلاب فان لن ينفع الحوار فالظلم لا يرهبه ولا طاغوته والكثرة والعدد كم وكم خابت لعبتها وان استعراض الكثرة في محال الافق شبهه الرسول بغثاء السيل".

النائب ابو فاعور

من جهته، قال النائب ابو فاعور:" نودعك في زمن وبئس الزمن الذي بتنا فيه نسأل عن عروبتنا ونمتحن في وطنيتنا من الذين استعصى عليهم تقديم الاجابات الوطنية على مواقفهم ومواقعهم الملتبسة فالتجأوا الى ثقافة التخوين ومن يخونون". أضاف: "يرفضون المحكمة الدولة ويرفضون القرارات الدولية، هل باتت تجربة اسرائيل كدولة مارقة وخارجة على الشرعية الدولية تستهوي البعض لدينا، وهل بات البعض يقتدي بل يهتدي باساليب العدو في التعامل مع وطننا ومؤسساتنا".

النائب جنبلاط

ثم كانت كلمة النائب جنبلاط قال فيها: "لم ألق الكلمات الكافية لاودعك، فكلفت الرفيق عصام الحلبي والرفيق وائل ابو فاعور، لكن لا بد من كلمة، في زمن الغدر أتيت وحميتني وحميت لاحقا اهلي وعائلتي وابنائي من الغدر، واليوم أودعك في أوج زمن الغدر، شاءت الظروف، شاء القدر ان تتركني في أوج زمن الغدر، من كمال جنبلاط الى رفيق الحريري الى بيار الجميل بالامس عنوان الغدر واحد، طاغية الشام ، طاغية النظام في الشام، ليس هناك من غدر الا هذا، هو وعصاباته من اهل الكهف وغير اهل الكهف لكن سنصمد ونصمد ونستمر في مسيرة الاستقلال، مسيرة العروبة الحقيقية، مسيرة العروبة الانسانية مهما طال الزمن .. ونقول لهم هذا "الولد" يتحكم برقاب العباد في دمشق ويقتل الاحرار في لبنان، لا بد ان يخرج من بيروت من الضاحية، من الاقليم من الجبل، من جبل الشيخ من البقاع، لا بد ان يخرج ايضا من دمشق، من جبل العرب، من حلب لا بد ان يخرج في يوم ما " نواف" ( في اشارة الى نواف غزالة الذي قتل الرئيس السوري اديب الشيشكلي)، واذا تعقدت المحكمة ولن تجدي فكلنا نواف وكلنا سلمان سيور وكلنا جمال صعب، مهما طال الزمن سيخرج منا من ينتقم للشهداء للاحرار بدءا من كمال جنبلاط الى بيار الجميل الذي اتمنى ان يكون الاخير. باسمي وباسم عائلتي وزوجتي ووالدتي أتقدم من عائلة آل سيور وهذه المنطقة الوطنية بأحر التعازي وداعا سلمان وسأفتقدك". وبعد الصلاة على الجنازة، حمل النائب جنبلاط بنعش الفقيد الذي ووري الثرى في مدافن العائلة في راشيا .

 

الشيخ قبلان: عناد الحكومة سيوصلنا إلى كوارث نحن بالغنى عنها

نحن شركاء في هذا الوطن ولا نريد ان نلغي احدا ولا نكون محل احد

وطنية- 25/12/2006 (سياسة) رأى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبد الأمير قبلان، في ذكرى مرور أسبوع على وفاة الدكتور محمد مهنا التي أقيمت في بلدة الخيام، "ان لبنان يمر بظروف صعبة وعلينا كلبنانيين ان نكون صامدين متفقين متعاونين لان الخارج عن السرب يكون للصياد والخارج عن القطيع يكون للذئب، فكونوا ايها اللبنانيون عصبة واحدة ويدا واحدة وتماسكوا وتعاونوا وتحابوا وانزعوا الغل من صدور الآخرين بنزعه من صدوركم، افتحوا صفحة بيضاء جديدة وتعلموا واتعظوا من الماضي ليكون عبرة لكم، ان عناد الحكومة سيوصلنا إلى كوارث نحن بالغنى عنها، لذلك علينا أن نحفظ هذه البلاد بوحدتنا وتعاوننا وتماسكنا لان وحدتنا صمام امان للبنان و للمنطقة، فالبلد في خطر شديد فعلينا ان نحفظ أنفسنا وبلادنا ووطننا، نحن لا نخرج عن ولائنا للبنان، لبنان نواليه وندافع عنه ونحبه ونبقى في خط الاعتدال الوطني، فنحن ضد التطرف مهما كان التطرف لمصلحة الأشخاص أو لمصلحة الفئات، فالوضع خطير جدا وعلينا ان نسلك طريق الاعتدال ونتحاور ونتشاور، لا نريد ظلم احد او إلغاء احد ولا نريد الابتعاد عن الاعتدال".

وقال: "نحن شركاء في هذا الوطن ولا نريد ان نلغي احدا ولا نكون محل احد، نحن نعتبر ان لبنان من شماله الى جنوبه شركاء في الحزن والفرح والوطنية. نطالب الموالاة التنازل عن عنادها وعن تشبثها بمطالبها، عندما نطالب بحكومة وحدة وطنية عند ذلك لا نريد ان نستأثر بالحكومة بل نريد المشاركة في الحكومة نريد للجميع المشاركة في الحكومة نريد من كل اللبنانيين ان يدعموا هذا الوطن، وعندما نطالب بحكومة وحدة وطنية ليس معنى ذلك نريد استغلالها او تعطيلها او البعد عنها، اما المحكمة ذات الطابع الدولي، اذا طالبنا بدراسة هذا الموضوع والتحقيق من قبل قانونيين وعلماء بالقانون ليس معنى هذا أننا ضد المحكمة الدولية، نحن مع المحكمة الدولية بشرط ان تدرس من أهل العلم والقانون في لبنان. وعندما نطالب بالمشاركة ليس معنى هذا اننا نريد ان نلغي احدا او ان تكون البلد ملكا لفريق دون فريق، وعندما نطالب ان تكون الدولة ممثلة بكل فئات الشعب معنى ذلك إننا نريد ان ننصف الناس ولا نحرمهم ولا نريد لهم الا الخير".

أضاف: "لبنان يمر في مرحلة صعبة، ولقد جاء امين عام جامعة الدول العربية عمرو موسى الى لبنان في مبادرة لا نقول انه فشل بل نقول لم ينجح، لم ينجح لان الفريق الموالي متشبث برأيه ومواقفه، ونحن في أيام الأعياد عيد مولد السيد المسيح وعيد رأس السنة وبعد مدة عيد الأضحى المبارك. لماذا لا نتقارب ونتفاهم ونتحاور؟ لذلك نحن لا نريد للبنان الا الخير والسعادة والاستقرار والامن والسلام في هذه الأعياد علينا ان نتواصل نتعاون ونتقارب لا لبنان لا يكون بالعنف ولا بالمشاكسة بل يكون لبنان بالوحدة والتآخي والالفة لبنان هذا الواحد".

تحدث عن مزايا الفقيد ومناقبه وعلاقته القديمة معه، وعن أهل بلدة الخيام "بلد المجد والعزة التي نقدرها بكل أهلها، فهذه البلد الصامدة التي تتحدى الأعاصير واخرها موقفها الثابت والشامخ في وجه الاعتداءات الإسرائيلية، فلقد تربى أهلها على حب الخير والفضيلة فهم أصحاب بيوت مفتوحة والكرم عندهم موروث فهم أبناء الأمة العربية والإسلامية التي سيعود مجدها بثبات شبابنا وجهادهم وبقدراتهم لان الحق هو الذي يقوي أنصاره ويدعمه. فالخيام يجب ان تعزز وتكرم وتحفظ كما غيرها من القرى المقاومة لتبقى صمام أمان لأهلنا في الجنوب لان حفظها حفظ للقيم والنخوة والشجاعة". من جهة ثانية، اجرى الشيخ قبلان سلسلة اتصالات هاتفية للتهنئة بعيد الميلاد المجيد بكل من: رئيس الجمهورية العماد أميل لحود، الكاردينال البطريرك مار نصر الله بطرس صفير، العماد ميشال عون، قائد الجيش العماد ميشال سليمان، المطران الياس عودة، المطران سليم غزال والمطران بولس مطر.

 

احتفالات وقداديس في مختلف المناطق لمناسبة عيد الميلاد

عظات دعت الى الوحدة والمحبة ونبذ التعصب وارساء السلام

المطران مطر: لماذا لا ندعو الى هدنة بين الاهل فتعقد طاولة الحوار اذا خسرنا لبنان الحقيقة ماذا ينفعنا نظام مثالي نحكم به لبنان الذكرى

المطران كلاس: اصبح الوطن مشلع الاوصال والقادة يتناتفون اشلاء الحكم

وطنية - 25/12/2006 (سياسة) عمت الاحتفالات والقداديس في مختلف المناطق اللبنانية لمناسبة عيد الميلاد ، وألقيت عظات دعت الى الوحدة وصون الوطن وتقبل الآخر والتسامح ونبذ كل أشكال التعصب، وتمنت ان يعم الامن والسلام في لبنان.

بيروت

احتفل رئيس أساقفة بيروت للموارنة المطران بولس مطر بقداس الميلاد، في كاتدرائية مار جرجس المارونية في وسط العاصمة يحيط به النائب العام للأبرشية المونسنيور جوزف مرهج والقيم العام الخوري عصام ابي خليل والخوري دومينيك لبكي وأمين سر المطرانية الخوري دانيال الخوري.

وقد شارك في الذبيحة الالهية رئيس الرابطة المارونية الوزير السابق الاستاذ ميشال اده، رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق الشيخ وديع الخازن، نقيب المحامين الاسبق الاستاذ انطوان قليموس، عميد المجلس العام الماروني المهندس ريمون روفايل، عضو مجلس بلدية بيروت الاستاذ رشيد الجلخ، الامين العام السابق للرابطة المارونية الدكتور خليل كرم والاستاذ حبيب الزغبي وحشد من المؤمنين.

المطران مطر

بعد تلاوة الانجيل المقدس، ألقى المطران مطر عظة الميلاد، قال فيها: "هذه هي نعمة الميلاد تنسكب على الارض وعدا الهيا بالسلام ورجاء لبني البشر. فهل تنسكب هذه النعمة علينا ايضا كلبنانيين. انها الصلاة التي نصعدها معكم ومع جميع مواطنينا في هذا العيد، ليرحمنا الرب ويرحم بلادنا ويهدينا من اجلها سواء السبيل".

أضاف: "ان لبنان ايها الاخوة قد تكرس في ضمير العالم حاجة انسانية بفضل تفاعل الاديان فيه وتناغم الحضارات. وصار العيش المشترك الذي خبره أبناؤه رسالة الى الشرق والغرب معا كما قال البابا الراحل يوحنا بولس الثاني ومثلا تتطلع اليه البلدان السائرة في هذا المنحى وتتوخى نجاحه. ولقد تسلمنا الوطن نحن جيل الحاضر بفضل تضحيات الآباء ودماء الشهداء على مئات السنين. وارتضيناه نهائيا لنا جميعا وصوبنا الاخطاء الماضية بحقه ورحنا نستعد لمرحلة المستقبل بأمل كبير ورجاء وطيد".

وتابع: "فهلا ذكرنا اليوم في وسط هذه المحنة الجديدة ان لبنان هو بيتنا الجامع وأننا فيه أخوة وسنبقى؟ فباسم هذه الاخوة نعالج كل أمورنا. واذا ما طرحنا موضوع المشاركة الحقيقية في حكم لبنان فاننا نرى في هذه المشاركة جزءا لا يتجزأ من حقيقة لبنان ومن كيان لبنان. ان مطلب المشاركة ليس مطلبا ظرفيا ولا فئويا، بل هو مطلب جوهري يستجاب له باسم لبنان ومن اجل لبنان، على ان المشاركة في الحكم هي ايضا مشاركة في هم الوطن وفي صون حقوقه وتأمين مصيره. وباسم هذه المشاركة تكون حقوق اللبنانيين عزيزة على جميع اللبنانيين ودماء اللبنانيين غالية على جميع اللبنانيين فتترسخ الاخوة في جميع القلوب ويسلم الوطن ويبقى لبنان".

وقال المطران مطر: "والآن وبعد ان عبر اللبنانيون بكل فئاتهم عن آرائهم وعن هواجسهم تعبيرا واضحا أمام الملأ، فلماذا لا ندعو الى هدنة بين الاهل (وهي هدنة يعرف حتى الغرباء مثيلات لها) فتعقد طاولة الحوار من جديد في ضوء من العقل والقلب معا وفي جو من الصراحة الكاملة وتحت شعار الاخوة الوطنية الحقة ونصل الى الحلول التي ترسخ منعة لبنان وتضمن مصالح لبنان وتنشر ألوية المصالحة والسلام فوق ربوع لبنان؟

ولا ننس ان الحكم وسيلة فيما لبنان وشعبه غاية. فاذا ما خسرنا لبنان الحقيقة لا سمح الله ماذا يعود ينفعنا نظام مثالي نحكم به لبنان الذكرى؟ أما الأصدقاء والأقرباء من حولنا، فانهم يساعدوننا مشكورين ولكنهم لن يأخذوا أبدا مكاننا في قيام بيتنا ولا حتى في حمايته".

وختم بالقول: "هذه نوايانا صادقة نرفعها الى صاحب العيد لكي يباركها ويبعد كوابيس الفرقة عن صفوفنا. ولينزل سلامه الى قلوبنا فتستنير العقول وتصلح الارادات ونجد الحلول الناجعة لأمورنا بروح من الاخوة والمحبة التي تبقى هي الاقوى على الدوام. وعلى هذا الرجاء المبارك نتمنى ان تحل ثمار العيد على أبناء الوطن الغالي لبنان وعلى المنطقة المتعثرة بغياب الحق فيها وسواد المظالم على بلدان العالم أجمع. وليسكب الله عليكم في أيامه الآتية فيضا من نعمه وبركاته. آمين".

وصباح اليوم، ترأس المطران مطر قداس الميلاد في كنيسة مار جاورجيوس يعاونها المونسنيور جوزف مرهج ولفيف من الكهنة، في حضور رئيس الرابطة المارونية الوزير السابق ميشال ادة، الوزير السابق وديع الخازن، رئيس المجلس الماروني ريمون روفايل، عميد المجلس العام الماروني ميشال متى، عضو هيئة الاشغال في المجلس نقيب المحامين السابق انطوان قلموس، رئيس اللقاء الوطني للسيادة حبيب الزغبي والمحامي رشيد خلج.

بعد تلاوة الانجيل المقدس، القى المطران مطر عظة تناول فيها معاني المناسبة.

قداس منتصف الليل

وكان المطران مطر احتفل بقداس منتصف الليل في كاتدرائية مار جرجس محاطا بالمونسنيور منصور لبكي ورئيس كهنة الكاتدرائية الخوري اغناطيوس الاسمر والابوين شربل بشعلاني ودانيال الخوري، وفي حضور النواب: علي حسن خليل (عن حركة "أمل")، أمين شري (عن حزب الله) والدكتور سليم سلهب ممثلا رئيس كتلة الاصلاح والتغيير ميشال عون، الوزير السابق ميشال سماحة، وشخصيات حزبية واجتماعية وحشد كبير من المؤمنين.

المطران كلاس

وترأس متروبوليت بيروت وجبيل وتوابعهما للروم الملكيين الكاثوليك المطران يوسف كلاس قداس الميلاد، في كنيسة يوحنا فم الذهب في بيروت، عاونه فيه النائب الاسقفي الارشمندريت سليمان سمور والاب اندريه فرح, وخدمت القداس جوقة الكنيسة في حضور حشد كبير من المؤمنين من ابناء الرعية وخارجها.

العظة

وبعد الانجيل المقدس, ألقى المطران كلاس عظة اعتبر فيها "اننا ان كنا نعيد لميلاد المسيح، فنحن لا نعيد لحدث قديم، نتفاخر به تجاه سائر الشعوب لكونه كان رجل المعجزات، بل نعيد لميلاده اليوم في كنيستنا وفي رعيتنا وفي سلوكنا. وبه نجترح المعجزات، من اجل خير المجتمع الذي نحن فيه".

وقال: "المسيحيون في لبنان مسؤولون، مع اخوتنا من جميع الطوائف، على الحالة القذرة التي بلغناها في لبنان. منذ خمسين سنة لم نشاهد في بلدنا الا تقهقرا وتراجعا مدنيا. كنا، في الماضي نجوب لبنان من اقصاه الى اقصاه، ولا اضطراب ولا تعدي، بل قرى مضيافة وارض تعمر، واناس يجاهدون، وظل للدولة يحمي جميع بنيها. اما اليوم فلا ندري ما يحدث. والدولة والحكومة متصارعتان. وقد اصبحنا اضحوكة للشعوب في الخارج والداخل. أيعقل ان تسير بلاد نحو العافية، والسلطة ضائعة بين رئيس يقاطع الحكومة، وحكومة لا تقوى على تسيير مصالح الناس، ومجلس نيابي معطل وقضاء غائب، واعتصام يشل الحركة الاقتصادية، ويلغي الخدمات تباعا، فيما عامة الشعب, اما ألعوبة واما عاجزة عن المبادرة. هنا وهناك زعامات عصية على الادارة وعلى السلطة القضائية. هنا وهناك مناطق مفروزة ومحميات لا تخترق. وقد اصبح الوطن مشلع الاوصال، فاقد الارادة، مصابا بانفصام الشخصية معرضا للصرع والصرع. فيما لا يساءل متآمر على مؤامرة، ولا مجرم على جريمة، المسؤولون الامنيون قادرون وغير قادرين. ومطلوب منهم ان ينحازوا الى هذا الزعيم الطائفي او الحزبي او ذاك. والا لا ينالون ترفيعا وقد لا يجدون وظيفة يعيشون منها.

منذ ستين سنة عرف عن لبنان ان طبقته الوسطى بلغت نسبة 65% من السكان. ونرانا اليوم في فقر مدقع، لا يعيش فيه الالوف من عائلاتنا الا "باعاشات"، يحصلون عليها بذل احيانا، وفي ايام لا شح فيها ولا مجاعة ولا أوبئة، وخزينة الدولة رازحة تحت الديون. والقادة يتناتفون اشلاء الحكم، ويعطلون الخدمات بالاعتصامات والاستقالات والاعتكافات والاصرار على الشروط والمواقف المتباعدة. والمؤلم والداعي الى القنوط السياسي، هو ان جزءا كبيرا من الاعلام قد توزع اعلامات. يهمه اولا الدفاع عن المواقف، وليس ارشاد الناس الى الحقيقة. ما يلزمنا في هذه الحالة الصعبة، هو ان نحدد اولويات لكل الشعب. الفقير والغني، الجاهل والحكيم، القادر والضعيف، كلهم عندهم اولويات ترشد سلوكهم من اجل حياة كريمة" وبعد القداس مباشرة تقبل المطران كلاس والآباء تهاني العيد في صالون الكنيسة بحضور ابناء الرعية وبحضور عدد من الشخصيات .

طرابلس

وفي طرابلس، ترأس راعي ابرشية طرابلس المارونية المطران جورج بو جودة قداس الميلاد منتصف ليل أمس، في كاتدرائية مار مارون، عاونه فيه المونسنيوران يوسف سويف، وموسى يوسف، والخوري يوسف المختفي، في حضور رئيس اتحاد بلديات الفيحاء رئيس بلدية طرابلس المهندس رشيد الجمالي، قائد سرية درك طرابلس العقيد بسام الايوبي، وحشد من المؤمنيين.

المطران بو جودة

بعد تلاوة الانجيل المقدس القى المطران بو جودة كلمة قال فيها:

"...مولد المسيح، أيها الأحباء، ليس مجرد ذكرى عابرة نحتفل بها مرة في السنة ثم نطوي الصفحة لنعود فنفتحها بعد إثني عشر شهرا. مولد المسيح هو حدث دائم، حصل بالجسد في بيت لحم منذ أكثر من ألفي سنة، لكنه ما زال يحدث كل يوم بصورة سرية، إن من خلال كنيسته، جسده السري، أو من خلال القربان المقدس الذي هو جسده ودمه، كما قال لنا هو بذاته في العشاء السري: "خذوا فكلوا هذا هو جسدي، خذوا فإشربوا هذا هو دمي، وإصنعوا هذا لذكري".

اضاف:" الميلاد إذن هو حدث لاهوتي وخلاصي، وليس مجرد إستذكار. إنه عودة اللحمة بين الإنسان والله، وعودة المصالحة...المسيح يسوع المولود من مريم البتول هو الذي جاء ليصالح الإنسان مع الله، ويضع السلام على الأرض، لأنه إله السلام، معه أصبح السلام ممكنا، إذا ما قبل الإنسان أن يتجاوب مع نداء الله.

وإذا كان السلام لم يستتب بعد على الأرض، فلأن الإنسان ما زال يتصرف على مثال آدم الأول وحواء الأولى، ويريد أن يجعل من نفسه إلها لنفسه، وكل المواقف التي يتخذها اليوم، مستندا إلى تقدمه في المعرفة والعلم والتقنية والإختراعات والإكتشافات، هي مواقف رافضة لله ولتعاليمه ووصاياه. فالقوانين تسن والشرائع توضع اليوم في الكثير من البلدان، لسوء الحظ خاصة في البلدان التي كانت بلدانا ذات حضارة مسيحية، وكأن الله غير موجود، لا بل أكثر من ذلك، فإن بعض النظريات الفلسفية السائدة تقول أنه، ولو كان الله موجودا فلكي يحقق الإنسان ذاته، عليه أن يقتل الله. فلننظر إلى المواقف التي تتخذها البشرية اليوم، أليس السماح بقتل الأجنة بواسطة الإجهاض أو برميهم في سلة المهملات بعد تخصيبهم في المختبرات، متناقضا مع الحق الأول للانسان، وهو الحق في الحياة؟ أليس السماح وتشريع زواج مثليي الجنس متناقضا ليس فقط مع الشريعة بل أيضا مع الطبيعة البشرية... أليس التساكن الحر دون أي رباط لا مدني ولا ديني، عودة الإنسان إلى الحياة البدائية التي لا تعرف لا شريعة ولا قانون؟ ".

وختم المطران بو جوده عظته:" ليت المسؤولون السياسيون عندنا، إلى أية فئة أو جماعة انتموا، يتذكرون انهم مدعوون لخدمة الشعب وتأمين مصالحه الحيوية، وليس لإستعباده وتفقيره وإيصاله إلى شفير الهاوية، بفعل أنانيتهم وحبهم المفرط للذات وسعيهم الدؤوب لتأمين مصالحهم الشخصية وليس مصالح الشعب، وليتهم لا يستسلمون لإرادة الشيطان المجرب ويصنعون إرادته، لأنهم في النهاية سوف يكتشفون عريهم ومحدوديتهم وعقم تصرفاتهم، فيوصلون البلاد إلى الهلاك.

صلاتنا نرفعها إلى المسيح إله السلام كي يضع سلامه في عقولنا وقلوبنا جميعا، ويغرس محبته فينا وروح المسامحة والغفران".

كذلك ترأس المطران بو جوده قداسا لمناسبة الميلاد صبيحة العيد في كاتدرائية الملاك ميخائيل في منطقة الزاهرية في طرابلس، في حضور حشد من المؤمنيين.

صيدا

وفي صيدا، اقيم قداس في كنيسة مار الياس ترأسه مطران صيدا ودير القمر للموارنة الياس نصار، وحضره نواب وشخصيات وحشد من أبناء المنطقة.

والقى المطران نصار خلال القداس عظة اعتبر فيها "ان المناسبة طيبة وتفرح القلب لما تحمل من حقيقة أزلية ومعان سامية". واذ استحضر قول الملاك للرعاة "لا تخافوا"، أكد "أنه لا بد لنا من أن نزيل الخوف من حياتنا، وأن نرتدي ثوب الرجاء والفرح لأننا عرفنا المسيح ورأينا نوره وقبلنا نعمته. فهو يسهر علينا ويحمينا ويغنينا بفيض نعمه".

صور

وأحيت صور ومنطقتها مناسبة الميلاد المجيد فعمت الاحتفالات والقداديس كنائس المدينة ومنطقتها. ففي كنيسة الروم الكاثوليك في صور، ترأس النائب البطريركي العام لطائفة الروم الكاثوليك المطران يوحنا حداد القداس الصباحي في حضور حشد من المصلين، والقى عظة تمنى فيها ان يعم الامن والسلام ربوع لبنان كما ربوع مختلف منطقة الشرق الاوسط. وكان المطران جورج بقعوني ترأس في الكنيسة عينها قداس منتصف الليل والقى عظة اشار فيها الى ان السيد المسيح جاء رغم الظلم الذي كان ايامه ورغم الاوضاع الاقتصادية والسياسية والانقسامات المذهبية والطائفية، والخلافات الدينية اتى حاملا رسالة سلام، متمنيا لكل اللبنانيين السعادة والسلام . وقال:" كل من يسعى الى السلام والوفاق فهذا عمل من الله وغير ذلك ليس من عند الله لان الهنا اله سلام، ليس اله عراك وخناق ويشدد على حماية البريء والبار وعدم قتله، الرأفة بالشعب والوطن .

وفي مطرانية صور المارونية ترأس المطران شكر الله الحاج قداس الميلاد أعقبه بعظة دعا فيها الى عدم القاء التهم على بعضنا البعض.

وقال:" كفانا التشكيك بالآخر ، كفانا تحطيم الثقة بذواتنا وبالآخرين وبلبنان، اذا أردنا فعلا ان نحافظ على رسالة الميلاد فعلينا الا نفكر الا بالخير للآخر، ونسعى معه لتضييق الانقسام ، واذا " شطار" فلنتشاطر لنرسي السلام والخير والصلاح في هذا الوطن، هذا هو التحدي الحقيقي امام الجميع موالاة ومعارضة وكل شرائح المجتمع ومؤسساته وهيئاته الروحية والزمنية .

اضاف:" السلام يتحدانا جميعا والسماء اشارت علينا بكيفية بلوغ السلام فهل قبلنا التحدي".

وفي كنيسة الروم الارثوذكس ترأس المطران ارسانيوس حانونيك قداس العيد وألقى عظة امل فيها الخير والسلام للبنان ، وان تسود المحبة والوفاق بين جميع بنيه .

الى ذلك، تقاطرت الى كنائس المدينة الوفود المباركة بالعيد وكان أبرزها: مفتي صور وجبل عامل السيد علي الامين، وفد حركة "امل" و"حزب الله" والفصائل الفلسطينية، وفد من منظمة التحرير الفلسطينية، رئيس اتحاد بلديات قضاء صور وفاعليات روحية وحشود شعبية جسدت العيش الواحد والالفة والمحبة بين ابناء الوطن الواحد.

الشوف

وعمت الاحتفالات والقداديس الدينية مختلف قرى وبلدات منطقة الشوف وقرعت اجراس الكنائس ورفعت الصلوات وألقيت العظات التي شددت على معنى المناسبة وعلى المحبة والتعايش. وفي كنيسة سيدة التلة في بلدة دير القمر, ترأس الاباتي مارسيل ابي خليل قداس العيد وعاونه الاب انطونيو فغالي في حضور لفيف من رجال الدين والكهنة وحشد من الاهالي. والقى الاباتي ابي خليل عظة شدد فيها على "على العيش المشترك والتعايش بين كل اللبنانيين", متمنيا "ان يتجاوز لبنان محنته بسلام ويعود الى سابق عهده". ولمناسبة العيد ومرور 50 سنة على السيامة الكهنوتية للاباتي ابي خليل, اقيم احتفال في قاعة الكنيسة شارك فيه الرئيس العام للرهبنة المارونية المريمية الاباتي سمعان ابو عيد ولفيف في الكهنة والاهالي, وشارك السيد ناصر زيدان ممثلا النائب وليد جنبلاط والذي قدم التهاني بعيد الميلاد ولمناسبة اليوبيل الذهبي. وألقى الاباتي ابي عيد كلمة تحدث فيها عن "حياة الاباتي ابي خليل وخدماته تجاه الرهبانية والوطن, وبنوع خاص دوره في ارساء التعايش والمحبة في منطقة الشوف". وفي دير مار الياس للروم الكاثوليك في دير القمر, أقيم قداس احتفالي بالعيد ترأسه الخوري انطوان سمعان وعاونه لفيف من الكهنة.

وفي كاتدرائية مار مارون في بيت الدين ترأس الاب هنري كرم قداس العيد وعاونه الخوري ابي كيوان. وأقيمت قداديس في قرى منطقة الحرف وفي الودايا والمناطق وقرى وبلدات اقليم الخروب.

اقليم الخروب

وعمت منطقة اقليم الخروب القداديس الاحتفالية بعيد الميلاد المجيد، فترأس الرئيس العام للرهبانية المخلصية الارشمندريت سليمان ابو زيد، في كنيسة دير المخلص في جون، قداس الميلاد والقى عظة بالمناسبة تناول فيها "السلام الذي اتى به السيد المسيح الذي قال: "ان السلام الحقيقي ينبع من الداخل ولا يقدر احد ان ينتزعه". وامل "ان يعم السلام في الوطن الحبيب لبنان عبر وحدة بنيه وتعاليهم عن انقساماتهم وتغاضيهم عن الاختلافات القائمة بينهم"، معتبرا "ان الانقسام هو خطر على الجميع"، ومتمنيا "ان يعم السلام ايضا في ارض فلسطين والعراق".

وفي جدرا، ترأس القداس كاهن رعية مار يوسف المارونية الخوري جوزف القزي، في كنيسة البلدة، والقى عظة شدد فيها على "التمسك بتعاليم السيد المسيح التي تدعو الى المحية والسلام والايمان"، مؤكدا على "اهمية الحفاظ على العيش المشترك في لبنان بين مختلف عائلاته الروحية لان لبنان هو لجميع بنيه دون استثناء"، وأمل "ان يخرج لبنان في القريب العاجل من محنته وينهض ويعود الى دوره الريادي". كذلك اقيمت قداديس في بلدات الرميلة والجية والدامور والدبية والشميس وعين الحور والمطلة ومزرعة الضهر وبكيفا ومزمورة والجليلية وعلمان والمغيرية والجميلية ومجدلونة والمعنية.

رياق

واقيم في دير مار روكز (الانطونية)- حوش حالا- رياق قداس بمناسبة عيد الميلاد، ترأسه رئيس الدير مدير الجامعة الانطونية- فرع زحلة والبقاع الاب نجيب بعقليني، وعاونه فيه كاهن الرعية الاب كليم كرم. والقى الاب بعقليني عظة شدد فيها على "روحانية الميلاد ومفهومه الالهي والانساني، وما يحمل من خلاص ورجاء وسلام ومحبة للبشرية المتألمة والمجروحة، لا سيما لابناء لبنان المتخبط بامراضه وآلامه بسبب السياسات الضيقة المبنية على الانانية وحب السلطة والظهور والتحكم بالآخرين". واكد على "العودة الى ينبوع حدث الميلاد ورسالته واستخلاص العبر والقيم الالهية والانسانية وممارسة تلك القيم في الحياة اليومية، لا سيما في ظروف لبنان واوضاعه السياسية الحالكة والاقتصادية المتردية والاجتماعية الخطرة". وطلب من الطفل الالهي "ان يمنح لبنان والمنطقة السلام الحقيقي المبني على العدل والمساواة واحترام حقوق الآخرين"، وطلب من الله "ان يلهم جميع المسؤولين والمعنيين في قضية لبنان المتأزمة والخطرة، العمل على توطيد الامن والطمأنينة والمستقبل وتأمين وسائل العيش الكريمة وتحطيم الحواجز التي تبعد الناس عن بعضها البعض". وحث المؤمنين "العمل على التغيير، قدر المستطاع، والتغلب على الاجواء المتلبدة في البلاد بالصلاة الحقيقية والرجاء والتعاون والتعاضد من اجل اعادة الوطن "المخطوف" الى مكانته الطبيعية، ألا وهي احترام التعددية والاختلاف والتنوع والعيش ببحبوحة وكرامة وسيادة".

بشري

وعمت الاحتفالات الميلادية قرى قضاء بشري وبلداته وأقيمت القداديس ورفعت الصلوات في الكنائس والأديرة.

ففي كنيسة مار سابا-بشري ترأس النائب البطريركي المطران فرنسيس البيسري قداس منتصف الليل بمعاونة الخوري شربل مخلوف والخوري جورج رحمة وحضور حشد من أبناء البلدة والجوار. بعد الإنجيل ألقى المطران البيسري عظة عن روحية معاني الميلاد، داعيا إلى تعميم ثقافة السلام وقال: "السلام يعني ويفترض المحبة، والبغض هو الذي يسود. السلام يعني ويفترض العدل والظلم يعم. السلام يعني ويفترض الحق ويا ليتهم يعرفون من هو الحق لساروا وراء من هو الطريق ووجدوا الحياة بدلا من الموت: "أنا هو الطرق والحق والحياة". يا ليت المسؤولين في لبنان يعرفون الله، لكانوا وفروا على أبنائه الكثير من المصائب، فاللبنانيون هم طلاب سلام وأبناء الحياة، ويكرهون الحرب والموت. لقد قل عدد من عرف ويلات الحرب العالمية الأولى، ولكن كثرة منا سمع عنها الكثير الكثير، وعديدون درسوا في كتب التاريخ كم حصدت من نفوس وكم أجاعت وشردت. وما لبث الأمر حتى أتتنا الحرب العالمية الثانية ثم الثورة ثم الحرب القذرة التي عشناها في أكثريتنا الساحقة. أما وقد طالت أيامها وقست فكنا نردد ونقول هنيئا لمن يخرج منها سالما. ارتحنا قليلا، ووعدنا بالمن والسلوى في هذا الصيف الذي مضى، وإذا بالقنابل تنهال على وطننا فتقتل من تقتل وتشرد من تشرد وتقطع أوصال الوطن من جسور وطرقات وتهدم مناطق بكاملها وتزرع الرعب في القلوب والنفوس وتهجر أبناءه إلى بلدان غريبة بل خيرة شبابه الذي ينشد السلام والأمان والعمل". وكان المطران البيسري رعى ريسيتال الميلاد السنوي الذي احيته جوقة رعية مار يوحنا مارون في الديمان. وفي وادي قنوبين أحيا خادم الرعية الخوري حبيب صعب قداس الميلاد في كنيسة السيدة وألقى عظة شدد فيها على معاني التجدد التي يحملها الميلاد. أما في حصرون فترأس المونسنيور عبدالله السمعاني يعاونه الخوري أنطونيوس جبارة قداس الميلاد في كنيسة السيدة في حضور حشد من المؤمنين. وللمناسبة أقيمت القداديس في دير مار شربل في بقاعكفرا ونظمت مسيرات صلاة تقدمها خادم الرعية الخوري ميلاد مخلوف وعناصر الحركات الرسولية.

النبطية ومرجعيون

كما عمت القداديس مختلف الكنائس في منطقتي مرجعيون والنبطية، لمناسبة عيد الميلاد المجيد.

المطران حداد

وفي هذا الاطار، ألقى رئيس اساقفة بانياس ومرجعيون للروم الملكيين الكاثوليك المتروبوليت جاورجيوس حداد عظة العيد، في كنيسة مار جرجس وبطرس في مرجعيون، أكد فيها "ان وطننا لبنان متعطش لأن يكون في سلام دائم بعيدا عن النزاعات والخلافات والخصام والتناحر"، سائلا "مولود بيت لحم ان يزرع سلامه في قلوبنا أجمعين وان يبعد عن هذا البلد الطيب ويلات الحروب اذ لا ينتج عنها سوى الدمار والمآسي لأبنائه".

وقال: "نسأل أن يكون نشيد الملائكة الداعين للسلام والمسرة دعوة حقيقية الى الرجاء والفرح الروحي والأمل بمستقبل افضل في هذا الوطن الجريح والمعذب، في هذه الايام الصعاب، مستقبل مبني على العدالة والسلام واحترام حقوق الانسان". وتمنى المطران حداد "ان تعود المواسم الميلادية المباركة علينا جميعا وعلى وطننا الحبيب لبنان بالخير واليمن والبركات". وقد زار وفد من "حزب الله" في منطقة الخيام المطران حداد وقدم له التهاني بمناسبة الاعياد. بدوره رحب المطران حداد بالوفد وتمنى "ان يكون هذا العيد عيد خير وبركة على جميع اللبنانيين وعلى جميع ابناء هذه المنطقة، لا سيما منطقة مرجعيون وحاصبيا التي هي نموذج للعيش المشترك والتآخي واحترام الآخرين بعضهم لبعض مهما اختفلت المعتقدات". ودعا المسؤولين الى "ان يعوا انه من حق هذا الشعب ان يعيش ويتقدم وان يكفوا عن الخلافات والخصام وان يكونوا يدا واحدة لبناء هذا الوطن على اساس المحبة والسلام"، لافتا الى انه "من دون سلام ومحبة لا يمكن بناء هذا البلد".

المطران كفوري

من جهته، قال مطران صور وصيدا ومرجعيون للروم الارثوذكس المطران الياس كفوري: "ان الميلاد يدعونا الى الوحدة لأننا أبناء وطن واحد وشعب واحد، ولكن هذه الوحدة لن تتحقق الا بازالة النعرات الطائفية والمناطقية والعائلية المذهبية"، داعيا الى "الوحدة الحقيقية التي تقوم على المحبة وبذل الذات في سبيل الوطن".

أضاف: "ان لبنان أمانة في أعناقنا يجب الحفاظ عليه، وما نراه حولنا اليوم لا يخدم هذا الهدف وهذه الامانة التي نحافظ عليها بمحبتنا واحترامنا الآخر. وللاسف ما نسمعه ونراه اليوم لا ينم عن محبة واحترام للآخر كما يجب".

وشدد المطران كفوري على "ان لبنان قائم على العيش المشترك بين المسيحيين والمسلمين ولا يمكن ان يستمر كوطن بدونه، والعناية الالهية شاءت ان تبارك هذا العيش فجعلت من عيد الميلاد وعيد الاضحى عيدا واحدا، فهما يحملان معنى التضحية والعطاء وبذل الذات".

الاب مغامس

وفي دير مار انطونيوس في النبطية، ترأس رئيس الدير الاب الدكتور جان مارون مغامس قداسا، قال فيه: "نحن اسلام ومسيحيون ودروز يجب ان نكون على طاولة الحوار والتشاور والتوافق لأننا مؤمنون بالله، وكفى الشعب اللبناني دمارا وتفككا، انه شعب حي يحب التلاقي والانفتاح والسلام عكس ما يفكر البعض، فالعالم كله مع لبنان واستقلاله وحريته، ونطلب من المسيح ومحمد ان تكون السنة المقبلة سنة سلام على لبنان وان لا يكون تخوف البعض من تفجير للوضع في محله، بل ان يسود الاستقرار هذا الوطن المعذب"، داعيا الى وحدة العيش بأمان وسلام وحرية ومحبة في اطار الحياة المشتركة والعيش المشترك من دون عنف وازعاج، وان يتقبل واحدنا الآخر في حوار ونقاش وعقلانية وعلم وايمان لأن الاديان السماوية تعمل للسلام، والانسان هو خليقة الله".

وفي كنيسة النجدة في الكفور، ترأس الاب حبيب جبر قداسا، كما ترأس الاب روبير سمعان قداسا في كنيسة السيدة في النبطية، وألقى كلمة دعا فيها المواطنين الى "الالفة والمحبة والعيش المشترك بين جميع اللبنانيين".

تبنين

وفي تبنين، عمت الاحتفالات والقداديس وقرعت الاجراس لمناسبة عيد الميلاد، وألقيت العظات التي دعت الى الالفه والمحبة والتسامح ونبذ كل أشكال التعصب والى الوحدة والعيش المشترك وصون الوطن وحفظه. ففي كنيسة التجلي في رميش - بنت جبيل اقيم قداس حاشد حضرته فاعليات وقيادات من الكتائب وترأسه الأب نجيب العميل الذي ألقى عظة تحدث فيها عن شهادة الوزير بيار الجميل ودور المسيحية في لبنان، داعيا المسيحيين إلى التمسك بتعاليم السيد المسيح التي تدعو الى المحبة والالفة وتمنى ان يعم السلام ارض لبنان. وفي كنيسة مار الياس عين ابل، القى الاب الياس صليبا عظة بعد القداس عن حياة السيد المسيح، وأقيم قداس مماثل في كنيسة مار جاورجيوس في يارون. وفي كنيسة السيدة في برعشيت، اقام القداس الاب فرنسوا كتورا وعاونه الاب فادي زياده، واقام الاب عطا الله بطرس قداس الميلاد في كنيسة القديس يوسف في قانا. وفي كنيسة جاورجيوس في تبنين، اقامت الكتيبة البلجيكية العاملة في اطار اليونيفيل في تبنين قداس منتصف الليل وقداس الصباح أقامهما الاب موريس خوري في حضور حشد من المؤمنين والقوة الدولية. وفي كنيسة القديس جاورجيوس المظفر في دير دغيا، اقام الاب وليم نحله قداس منتصف الليل والصباح في حضور حشد من الاهالي والفاعليات.

بنت جبيل

وفي بنت جبيل، نظمت "حركة أمل" و"كشافة الرسالة الاسلامية" احتفالا حاشدا في بلدة قلاويه - قضاء بنت جبيل لمناسبة ولادة السيد المسيح, حاضر فيه الشيخ محمد بزي عن المعاني والحقائق القدسية التي ذكرتها الآيات القرآنية في حق العذراء مريم والنبي عيسى الذي حمل منظومة قيم اخلاقية وبعث محمد ليتمم مكارمها.

وأشار الشيخ بزي "الى "مشروع الامام الصدر" "الذي يمثل مشروع النبيين والمرسلين, بدعوته الى الانفتاح بالعقل النير والقلب الكبير على جميع الناس, وأطلق مشروع "كلمة سواء" وحمى بعمامته مسيحيي دير الاحمر حتى كان من حواري النبي عيسى ومن اتباع النبي محمد, وأكد أن لبنان لا يكون الا وطن للجميع وهم فيه شركاء, ولا يجوز لاحد أن يلغي احدا والجميع عليهم واجب البناء". ثم ألقى الاب وليم نخلة كلمة اكد فيها "انه لا فرق بين المسيحيين والمسلمين طالما الهدف الاساسي عبادة الله الواحد والتآخي والعيش الواحد في طهر وقداسة". وقال: "تقرع اجراس الميلاد الى عيسى بن مريم المتكلم الوحيد من بين البشر قائلا: "سلام علي يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا " وهذا السلام عينه. ما زلنا واياكم نلقيه على بعضنا بصفة المتكلم "السلام عليكم", وما أحوجنا اليوم الى سلام المسيح والى ميلاد مصالحة الانسان مع الله ومع ذاته ومع اخيه الانسان الذي ينقذ الانسانية من مفاهيم وممارسات خاطئة ويدعو الى بناء حضارة المحبة تجاه هيكليات الظلم الاسرائيلي والاميركي".

اضاف: "إن السيد المسيح لم يولد ولم يمت لاجل المسيحيين بل لاجل كل البشر وكل الاديان, وهذا ما جعل البشرية تتكلم عنه وتحديدا الانجيل والقرآن, وفي الميلاد لا نقبل لهذه الامة ان تكون على غير ما جاءت لاجله.انها أمة ذات كرامة وشرف وأصالة وانتماء ودين وسلام ومحبة, ونحن ابناء هذه الارض ارض جبل عامل, القداسة ارض الامام السيد موسى الصدر, نؤمن بالمقاومة التي شرفت كل انسان وحافظت بالدم على هذا الجنوب وأبقته حرا شامخا, ليبقى لبنان العربي القومي والوحدة الوطنية التي نريدها هي الالتفاف حول المقاومة فيها تكون الحرية والكرامة والسيادة". وختم: "اذا كانت اميركا تريد فعلا السلام للبنان ووطنا لابنائه, وتريد الحل, فلتتركنا بسلام وتبعد عنا فمشروعها الفتنة, اما مشروعنا فهو جمع الناس. واقول لبعض المسيحيين الشاردين في اهواء الغرب في لبنان وغيره عودوا الى ضمائركم وكتبكم المقدسة, لانكم سائرون وراء الشيطان وهذا غير مقبول عند الله حيث بعد ذلك لا ينفع الندم".

 

"تقدم كبير على صعيد ترسيم الحدود في المزارع"

حمادة: موسى حصل من دمشق على كلام عمومي والتعميم الصادر الى الحلفاء كان مختلفاً

المستقبل - الاثنين 25 كانون الأول 2006 - حمّل وزير الاتصالات مروان حمادة "السوريين وعددا من حلفائهم في الداخل مسؤولية عرقلة المبادرة العربية"، مؤكدا ان "الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى، حصل من دمشق على كلام عمومي حول دعم المبادرة، بينما التعميم الخاص الذي صدر الى الحلفاء في بيروت كان مختلفا". ورأى ان "أطر التفاهم أكبر بكثير من احتمالات التصعيد"، لافتا الى ان "القدرة على التصعيد ضئيلة جدا". وكشف ان "الامم المتحدة بدأت بالتعاون مع لبنان بعيدا عن الانظار بحصر وترسيم الحدود في مزارع شبعا المحتلة". وقال حمادة في حديث الى إذاعة "صوت لبنان" أمس: "ان النبرة العالية التي تكلم بها الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى، في ختام الجولة الثالة من مساعيه لحل الازمة في لبنان، هدفت الى رمي الكرة في وجه المسؤولين اللبنانيين لدفعهم عشية الاعياد الى القيام بمراجعة وجدانية وضميرية تثير لديهم بعض المشاعر التي قد تساعده على تذليل بعض العقبات الباقية".

وكشف عن "تقدم كبير على صعيد حصر وترسيم الحدود في مزارع شبعا"، مشيرا الى انه "بعدما رفضت سوريا ترسيم الحدود في منطقة المزارع، بدأت الامم المتحدة تقوم بذلك بالتعاون مع لبنان بعيدا عن الانظار، بحيث أرسلت خبراء الى إسرائيل لاستخراج الخرائط وتحديد حدود هذه المزارع"، آملا في ان "تشهد الاسابيع والاشهر المقبلة ضغطا اساسيا لاعادة هذه المزارع الى لبنان".  ورأى أن "الشرط الرابع غير المعلن الذي تسعى اليه المعارضة هو الاطاحة بالحكومة ككل، فالسوريون وعدد من حلفائهم يريدون رأس الرئيس فؤاد السنيورة الذي أثبت من موقعه انه وقف ضد ارادة الاذعان لمن يقيم في دمشق". وقال: "هم يريدون اخذ مفتاح السرايا ووضعه في جيبهم عبر عقدة الوزير الملك، فهم يملكون مفتاح بعبدا كما انهم يسكرون على عين التينة وساحة النجمة".

وميز في فريق الثامن من آذار بين اربع حالات، معتبرا انه "الى جانب حالتي "حزب الله" وحركة "امل" وظاهرة العماد ميشال عون التي لها علاقة بها حسب الرئاسة، هناك حالة رابعة تمثل أيتام رستم غزالة الذين ذاقوا طعم المواقع الحكومية وهم الأكثر تمسكا بالتصعيد".

وقرأ في قرار مجلس الامن فرض عقوبات بالاجماع على ايران "رسالة لطيفة وجهها المجتمع الدولي الى القريبين منا والبعيدين، ومفادها ان النظام الدولي قد يضطر الى حماية لبنان وتمرير المحكمة الدولية بطريقة من الطرق سواء رضي هؤلاء أم لم يرضوا بذلك".

وجدد التأكيد على "اليد الممدودة للحلول"، لافتا الى "سعي الاكثرية لعقد لقاء بين قادة الرابع عشر من آذار وكل من الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله والرئيس نبيه بري".

وقال: "لا اعتقد ان الرئيس (نبيه) بري سيبقى منغلقا على الحوار مع الكتل النيابية ونتمنى ان تشكل الاتصالات الهاتفية للمعايدة بداية للحلحلة"، معتبرا ان "تلويح المعارضة بالاستقالة من مجلس النواب هي خطوة غير واردة". واعتبر انه "بالرغم من الصخب الذي يحيط بالبرلمان، هناك تفاهم على ألا يقضى على هذا الموقع الدستوري الذي يجب ان يبقى خارج التهديم المبرمج".  أضاف: "لا أرى ان هناك أحدا سيستقيل فاذا استقالوا سيذهبون الى انتخابات فرعية، ولا أعتقد ان الرئيس بري هو في جو ان يسحب البساط من تحت قدميه". وعن تلويح بعض المعارضين بالتصعيد بعد الاعياد، اكد ان "التصعيد سيكون على حساب من يصعد"، لافتا الى ان "طرقات الشمال والجنوب هي للجميع ومن يقفل الطرق على غيره يغلقها على نفسه".   وقال: "هذا الكلام الدونكيشوتي لن يوصل الى اي نتيجة لان من يتفوه به لا قدرة لديه على التنفيذ في حين ان القوى الاساسية القادرة على ذلك لم تتخذ هذا القرار بعد".

 

حارس لمركز "القومي" في الشويفات  يطلق النار إرهاباً على شابين

المستقبل - الاثنين 25 كانون الأول 2006 - أقدم أحد حراس مركز الحزب السوري القومي في حارة القبة في الشويفات فجر أمس، على إطلاق النار إرهاباً على كل من رامي الحسينية وماهر الصيفي بعد محاولتهما ركن سيارتهما بالقرب من المركز. وعلى الاثر حضرت القوى الأمنية وأوقفت الشابين والحارس وهو فلسطيني ويدعى حسن محمد فاعور ويحمل بطاقة انتماء الى الحزب، التحقيق جار.

 

هل بدأ العرب يستوعبون خطورة ما يشهده لبنان؟ 

الأحد 24 ديسمبر - خيرالله خيرالله

 هل الوضع اللبناني ميؤوس منه؟ الجواب أنّه يمكن أن يكون هناك ميل ألى ذلك لدى عرض الطريقة التي يتصرّف بها "حزب الله" المصر على أسقاط الحكومة اللبنانية وتعطيل الحياة السياسية الطبيعية في البلد. ما ينفذه "حزب الله" في الوقت الراهن عملية واضحة المعالم تصبّ في نهاية المطاف في أخضاع لبنان وأفقاره وأعادته ألى الوصاية السورية من جهة ومنعه من الأستفادة من الفورة النفطية الجديدة في المنطقة. هل صدفة أن اغتيال رفيق الحريري جاء بعد سنة من الفورة النفطية الثانية حين بدأ سعر برميل النفط يتجاوز الخمسين دولاراً؟ هل صدفة أن حرب 1975 بدأت بعد الفورة الأولى التي تلت حرب تشرين – أكتوبر 1973 ؟ لم تنته حرب لبنان وقتذاك ألاّ بعدما تأكّد النظام السوري من أنّه نفّذ أنقلاباً ناجحاً على أتفاق الطائف بتسهيل من مهرّج برتبة "جنرال"، أتاح للقوات السورية دخول قصر بعبدا ووزارة الدفاع اللبنانية في الثالث عشر من تشرين الأوّل أكتوبر 1990. يعيد التاريخ هذه المرّة نفسه ولكن مع فارق أن "حزب الله" الممول من أيران والمسلّح منها يلعب الدور الذي لعبته المنظمات الفلسطينية، خصوصاً تلك الي كانت مدعومة من النظام السوري، في تأمين أستمرار الحرب التي أندلعت في الثالث عشر من نيسان- أبريل 1975.

 كلّما مرّ يوم، يتبيّن كم أن المؤامرة على لبنان خطيرة وكم أن هذه المؤامرة تتجاوز لبنان وكم أنّها في واقع الحال مؤامرة على العرب وعلى مستقبلهم. أن السعي ألى أفقار لبنان وتهديم مؤسساته لا يصب هذه المرّة في مصلحة العرب. على العكس من ذلك، يشير تطوّر الأحداث، في غياب حدث دراماتيكي على الصعيد الأقليمي، ألى أن الهجوم الذي يشنه "حزب الله" بدعم سوري كامل وواضح وبغطاء أيراني على مؤسسات الدولة اللبنانية جزء من عملية ذات طابع أقليمي. الهدف واضح كلّ الوضوح ويتمثّل في تكريس وجود دولة ضمن الدولة في لبنان. دولة تمتلك جيشها الذي هو أقوى من الجيش اللبناني، دولة تمتلك قرار الحرب والسلام مع أسرائيل، دولة قادرة على تعطيل عمل الدولة اللبنانية ونشاطها أكان ذلك في ما يتعلّق بأنشاء المحكمة ذات الطابع الدولي التي ستنظر في قضية أغتيال الرئيس الحريري أو في ما يتعلّق بمتابعة تنفيذ القرار الرقم 1701 الذي صدر عن مجلس الأمن بعد الحرب الأسرائيلية الأخيرة التي تسبب بها "حزب الله". لو لم يكن الأمر كذلك، لماذا أذاً كلّ هذا الأصرار على  ألغاء المؤسسة الأخيرة القادرة على أتخاذ قرار لبناني مستقل وهي مؤسسة مجلس الوزراء عن طريق التمسّك بالثلث المعطّل؟ هل هناك بلد في العالم تتمثل فيه المعارضة في الحكومة بالنسبة التي تقرّرها المعارضة؟ هل من هدف آخر ل"حزب الله" سوى تعطيل القرار اللبناني وأيجاد فراغ في السلطة يستغلّه رئيس لا يشكّل سوى دمية في يد النظام السوري؟

لا شكّ أن الوضع خطير في لبنان، خصوصاً أن "حزب الله" الذي أقدم على مغامرة أسمها "غزوة بيروت"، حصر خياراته بالتصعيد ولا شيء غير التصعيد. لكن لا شيء يحول دون النظر ألى الأمور من زاوية أخرى أقلّ تشاؤماً بالنسبة ألى لبنان. يعود هذا التفاؤل النسبي ألى أن العرب، معظم العرب، بدأوا يدركون مدى خطورة وجود حزب مذهبي مسلّح مثل "حزب الله" في لبنان. ألى ما قبل أسابيع، كانت الجماهير المصرية تمجّد "حزب الله" بصفة كونه حزباً مقاوماً لأسرائيل. لم يكن هناك من يريد أن يتساءل كيف يمكن أن يستفيد لبنان من وجود حزب من هذا النوع في أراضيه، حزب أقام جزراً أمنية في البلد؟ أخيراً، بدأ المصري العادي، يطرح تساؤلات في شأن الأحزاب ذات الطابع العسكري. كان المواطن المصري في حاجة ألى ظهور ميليشيا تابعة لجماعة الأخوان المسلمين في حرم جامعة الأزهر، وهو ما حصل قبل أيّام، كي يكتشف مخاطر هذا النوع من  الأحزاب ليس على الأمن الوطني المصري فحسب، بل على البلد ككل أيضاً وحتى على منظومة الأمن العربيّة. وطرح نقاش صريح أستضافه التلفزيون الرسمي مساء الأربعاء الماضي( برنامج "حالة حوار" للدكتور عمرو عبدالسميع) تساؤلات في العمق تتناول الظاهرة وأبعادها. وتطرّق المشاركون فيه على نحو مباشر ألى العلاقة بين الميليشيات الحزبية المختلفة أكان ذلك في لبنان أو فلسطين أو مصر ذاتها مع تركيز خاص على أن التجربة اللبنانية  في أساس أنتشار الظاهرة...

أخيراً بدأ يتكوّن وعي عربي لخطورة السلاح الذي في يدٍ غير يد الدولة. كما الحال في لبنان. هل يستفيد لبنان من هذا التحوّل العربي الذي لا يزال خجولاً، أم أن القرار الأيراني- السوري بتدمير بيروت على أهلها سينفّذ ما دام هناك أصرار على المحكمة ذات الطابع الدولي وعلى تنفيذ القرار الرقم 1701   الصادر عن مجلس الأمن الذي يغلق جبهة جنوب لبنان، على غرار الحال السائدة في الجولان المحتل.

الواضح أن  لبنان يشهد حالياً صراعاً بين مشروعين. الأول أيراني- سوري يصرّ على "لبنان- الساحة" والآخر عربي ألى حد كبير يخشى أنتقال العدوى اللبنانية ألى بلدان أخرى في وقت هناك غليان في العراق وفلسطين. أي مشروع سينتصر؟ ربّما كانت للبنان هذه المرة فرص أفضل من تلك التي كانت متوافرة عشية أندلاع الحرب  في العام 1975 . ذلك ليس عائداً ألى بداية أستيعاب العرب لأبعاد المعركة التي يخوضها البلد الصغير فحسب، بل لأنّ  هناك أيضاً أكثرية لبنانية تضم مسلمين ومسيحيين ملتفة حول فكرة لبنان العربي الحضاري المزدهر المتطور الذي على تماس مع العالم وليس لبنان المحاصر على طريقة حكومة "حماس"... نعم ثمة أمل للبنان بعد أكتشاف معظم اللبنانيين وبدء أكتشاف العرب أن الشعارات شيء والوطنية الحقيقية، بل العروبة الصادقة البعيدة عن المزايدات الرخيصة، العروبة التي مارسها الملك الحسين، رحمه الله، وحاول تعميمها، شيء آخر. ما بدأ اللبنانيون أكتشافه أن شعار مقاومة أسرائيل لم يكن سوى تغطية لأنشاء ميليشيا مذهبية ممولة من الخارج تسعى ألى تكريس لبنان "ساحة" للصراعات الأقليمية لا أكثر ولا أقل. وما بدأ يكتشفه العرب بعد ظهور ميليشيا أسلامية في جامعة الأزهر أن هناك من يريد تعميم تجربة لبنان على دول أخرى في المنطقة. وكان لا بدّ من اجراءات سريعة لمعالجة العدوى اللبنانية التي  لم تعد محصورة بلبنان في حال أخذنا في الأعتبار ما يشهده العراق والأراضي الفلسطينية. أن يعي العرب خطورة هذه الظاهرة التي كان الأردن أوّل من نبه لها ظاهرة صحّية حتى لو جاء ذلك متأخراً. في النهاية هناك مثل فرنسي يقول: أن تأتي الأمور متأخّرة أفضل من ألاّ تأتي أبداً!