المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم السبت 30/12/2006

فكروا في ما هو فوق، لا في ما هو على الأرض

 

فرنسا: مجلس الأمن هو المخول دراسةأي تعديل على النظام الأساسي للمحكمة

 المستقبل - 2006 / 12 / 29

 أكدت فرنسا، أمس، تطابق موقفها مع موقف مجلس الأمن في ما يتعلق بالمحكمة ذات الطابع الدولي المعنية بمحاكمة المتهمين بجريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، واعتبرت أن المجلس هو المخول دراسة أي تعديلات للنظام الإساسي للمحكمة مرسلة من قبل لبنان. وستقوم وزيرة الدفاع الفرنسية ميشيل اليو ماري غداً بزيارة للبنان لتؤكد دعم بلادها "التام لسيادة لبنان واستقراره" وفق ما قالت أوساطها، فيما أعلن قائد قوات "اليونيفيل" الجنرال الفرنسي الان بللغريني أن لا تاريخ محدداً رسمياً لانتهاء مهمته في منصبه.

وفي مؤتمره الصحافي اليومي أمس، قال الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية جان باتيست ماتيي: "ان موقف فرنسا في ما يتعلق بالمحكمة الخاصة للبنان هو موقف مجلس الأمن. أذكركم بأن النظام الأساسي للمحكمة تبناه المجلس قبل أن يرسل الى السلطات اللبنانية. مع ذلك، قلنا دائماً إنه إذا أرسلت مطالب بإجراء تعديلات على هذا النظام الى مجلس الأمن من قبل لبنان، فهو يدرسها".

وحول الكلام الأخير لايطاليا حول احتمال تسلمها قيادة "اليونيفيل" وتبديل قائد القوة الجنرال الان بللغريني قبل الموعد المحدد، أوضح ماتيي: "لا أريد الدخول في تفصيل مواعيد التبديل التي حددت من قبل قسم عمليات حفظ السلام التابع للأمم المتحدة والتي تستجيب للضرورات التقنية"، مشيراً الى أن "تبديل الجنرال بللغريني مسجل عملياً في التحرك المبرمج الذي يعني المسؤولين الأساسيين في قيادة اليونيفيل في لبنان وأولئك في الخلية الاستراتيجية التي أقيمت في نيويورك". وقال: "على هذه التبديلات أن تتدرج على بضعة أسابيع للسماح بانتقال الخبرات في أفضل الظروف".

في سياق متصل، أبلغ بللغريني "المستقبل" أن لا تاريخ محدداً رسمياً لانتهاء مهمته في قيادة قوات الطوارئ، علماً أن هذه المهمة تنتهي في شهر شباط (فبراير) المقبل. وقال: "علينا أن ننتظر حتى ذلك التاريخ وربما قبل حلوله بقليل".

وحول حل قضية بلدة الغجر الحدودية الذي كان متوقعاً أن يشق طريقه مع نهاية العام الجاري، أوضح بللغريني: "آمل أن تحل قريباً. والحل سيبصر النور خلال الأسبوعين أو الثلاثة أسابيع المقبلة. وعما إذا كان هذا الحل سيكون قبل مغادرته منصبه، قال: "آمل ذلك، طبعاً". وكان مصدر في "اليونيفيل" قال لـ"المستقبل" إن بللغريني سيغادر الناقورة مع نهاية شهر كانون الثاني (يناير) من العام 2007، وإنه قرر "أن يترك موقعه قبل أسبوعين من تاريخ انتهاء مهمته لارتباطات والتزامات له في فرنسا"، مضيفاً: "في كل الأحوال، كانت مغادرته متوقعة في مطلع شباط (فبراير) المقبل من العام 2007 حسب ما هو مخطط له"، ومؤكداً أنه لا يوجد أي مشكله أو أي أمر يستدعي تفسيرات وتأويلات غير مبررة، وأن كل شيء يسير حسب ما هو مرسوم له. هذا في وقت أعلن ضابط إعلامي ايطالي يعمل في إطار وحدة بلاده المنتشرة في القطاع الغربي أن روما رشحت أسماء 3 ضباط في الجيش الايطالي لتبوؤ منصب قيادة "اليونيفيل"، وأن هذه الأسماء موجودة في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، حيث سيقوم الأمين العام للأمم المتحدة باختيار اسم منهم، رافضاً تسمية هؤلاء الضباط، ولافتاً الى أن اسم قائد القوات الايطالية في الجنوب الجنرال باولو جيرميتا ليس من بين تلك الأسماء، وأن الأخير سيبقى في موقعه الحالي حتى آذار (مارس) العام 2007.

 

 قباني: الاعتصام في الشارع لاسقاط الحكومة غير دستوري واقتحام السراي ليس لعبة

 وكالات - 2006 / 12 / 29

 اكد مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني ان الاعتصام في الشارع حتى اسقاط الحكومة عمل غير دستوري ويؤدي الى الفوضى العامة في البلاد، مشيرا الى ان اقتحام السراي ليس لعبة، مشددا على ان لبنان ليس جورجيا. كلام الشيخ قباني جاء في تصريح له، حيث قال: بصفتي مفتي الجمهورية اللبنانية لن اسمح اطلاقا وجميع اللبنانيين ايضا بالمسّ لاسقاط رئاسة مجلس الوزراء والحكومة في الشارع. فاذا كان لا بد من ذلك، فإن الحكومات تسقط بسحب الثقة منها في المجلس النيابي فيلجأ المعارضون الى هذا المكان حيث لا يقال بأن هناك اعمال تمس اسس النظام اللبنانية. اضاف: ماذا لو لجأت الغالبية الى محاصرة رئاسة مجلس النواب لاسقاط رئيسه في الشارع؟ اني اقول هذا الكلام افتراضا وأحتفظ بكل تقدير وكل احترام للرئيس بري وهو يعلم ذلك. ان اقتحام السراي ليس لعبة ولبنان ليس جورجيا التي لم نشهد فيها على الرغم من كل شيء مَن يقوم بالسهرات وبشرب النرجيلة وبالتفرج على "الساتيلايت". ان هذا الوضع هو هزلي وليس جدي. اني لا اقول ذلك طعنا بأحد اطلاقا. وأكد ان المحكمة ذات الطابع الدولي اولوية ولا مساومة عليها ولا جدل بشأنها، مشيرا الى ان معارضة المحكمة امر يسير الشبهات. وابدى تخوفه من حرب اهلية غير طائفية او مذهبية، مشيرا الى ان اصرار المعارضة على حسم الامور سيذهب بلبنان الى الاخطار. ودعا الى انهاء الاعتصامات من اجل الخروج من الازمة الراهنة. على صعيد آخر، تلقى مفتي الجمهورية اللبنانية إتصالات تهنئة بعيد الأضحى المبارك من رئيس الحكومة فؤاد السنيورة، والرئيس نجيب ميقاتي، ورئيس كتلة "المستقبل" النيابية النائب سعد الحريري، وسفير إيران في لبنان محمد رضا شيباني، ووزراء ونواب حاليين وسابقين وعدد من الشخصيات.

وجه قباني برقيات تهنئة بعيد الأضحى إلى الملوك وألامراء والرؤساء في البلدان العربية والإسلامية والى وزراء الأوقاف والمفتين.

 

 ٍسلامة امل في توافق السياسيين على المواضيع الخلافية لأن الوقت عنصر مهم لن نغيّر في سياسة استقرار سعر صرف الليرة

وكالات - 2006 / 12 / 29  اعلن حاكم مصرف لبنان رياض سلامة ان الاستقرار النقدي مرتبط بالثقة التي استطاع البنك المركزي المحافظة عليها، ولفت الى ان النتيجة الاجمالية للعام 2006 هي ايجابية. واذ اكد ان مصلحة لبنان تقتضي استقرار الليرة، قال "لن نغيّر في سياستنا بالنسبة الى استقرار سعر صرف الليرة".

كلام سلامة جاء في حديث الى اذاعة "لبنان الحر" اليوم، حيث قال: ان الاستقرار يرتبط بالثقة، واستطاع البنك المركزي من خلال عمله وهندساته المالية وتدخله في الاسواق المالية على نحو يؤمن السيولة بكل العملات، المحافظة على هذه الثقة. والتجارب السابقة اظهرت انه حتى في الصعوبات نحن قادرون على المحافظة على استقرار الاسعار وخصوصا سعر صرف العملة الوطنية.

اضاف: حافظ لبنان في اواخر هذا العام على امكانات جيدة، وهو في تحسن عما كان عليه في العامين 2004 و2005. فبالنسبة الى مصرف لبنان، ان الموجودات بالعملات الاجنبية باستثناء الذهب تقارب الـ13 مليار دولار، اي بزيادة تفوق المليار ونصف المليار دولار عن العام الفائت. وهذه الامكانات هي الافضل للمحافظة على استقرار سعر صرف الليرة الذي نتمسك به ومطمئنون اليه، لأن الدولرة ارتفعت خلال العام 2006 من 72 الى 75 في المئة، لقد تمكنا من تأمين نسبة الـ3 في المئة الاضافية وامكاناتنا هي افضل مما كانت عليه في العام 2005.

وقال: اما في ما خص القطاع المصرفي فقد تحسن مستوى الودائع فيه بزيادة 7 في المئة، بما يوازي نحو مليارين ونصف مليار دولار اضافية كودائع في القطاع المصرفي ككل، لتفوق الـ63 مليار دولار، مما يؤكد وجود حركة دخول الاموال والودائع الى لبنان، على رغم وجود حركة خروج منه.

ونتيجة العام ككل هي ايجابية، وما يؤكد ذلك ايضا ما حققه ميزان المدفوعات في آخر تشرين الثاني 2006 من فائض يفوق المليارين و900 مليون دولار، ولا نملك حتى الآن ارقام كانون الاول الجاري. انما نستطيع القول ان الفائض في ميزان المدفوعات سيفوق هذا العام المليارين و500 مليون دولار، وهذا رقم مرتفع جدا وتاريخي حققه لبنان. واعتبر ان انجاح مؤتمر باريس - 3 هو لمصلحة جميع اللبنانيين وهو تعبير عن ثقة اقتصادية بلبنان. وقال: عندما عقد مؤتمر باريس - 2 كان مردوده الفوري انخفاضا مهما في قاعدة الفوائد في لبنان، مما يخدم الدولة لجهة تخفيف خدمة الدين، ويخدم ايضا القطاع الخاص كونه يشجع القطاعات على الاستثمار. اضاف: الوضع السياسي في لبنان وصل الى ذروة الانقسامات يفترض ولا خيار غيره، الوصول الى تسوية ووفاق بين الفريقين. واذ اكد ان عنصر الوقت مهم، امل سلامة في ان يتم التقارب والتوافق السياسيين على المواضيع الخلافية، في اسرع وقت ممكن. ورأى سلامة ان هناك عنصرا ايجابيا يمكن ان يساعد لبنان في خلال العام المقبل، ويكمن في توقعات الفوائد العالمية على الدولار والتي تنحو في اتجاه تراجعي.

 

 اليو ماري تمضي رأس السنة مع الجنود الفرنسيين في جنوب لبنان 

 أ ف ب - 2006 / 12 / 29

 اختارت وزيرة الدفاع الفرنسية ميشال اليو ماري ان تتوجه الى جنوب لبنان للقيام بزيارتها التقليدية الى القوات الفرنسية المنتشرة في الخارج في ليلة رأس السنة. وستحتفل اليو ماري برأس السنة مع الجنود الفرنسيين المنتشرين في جنوب لبنان في اطار القوة الدولية الموقتة التابعة للامم المتحدة في لبنان (يونيفيل). وخلال هذه الزيارة التي تستغرق 48 ساعة, ستلتقي اليو ماري عددا من اعضاء الحكومة اللبنانية بينهم نظيرها الياس المر.

وقالت مصادر قريبة من الوزيرة الفرنسية ان "زيارة رأس السنة مخصصة للقوات اولا, لكن وزيرة الدفاع تعتزم التذكير بدعم فرنسا الثابت لسيادة لبنان واستقراره". وستستضيف باريس في 25 كانون الثاني/يناير مؤتمرا جديد للدول المانحة للبنان. وتتولى فرنسا قيادة القوة الموقتة في جنوب لبنان وتحتل المرتبة الثانية بين الدول المساهمة فيها حيث يبلغ عدد جنودها 1600 عنصر. وستنتقل قيادة هذه القوة الى ايطاليا التي تنشر اكبر عدد من الجنود في هذه القوة (2300 عنصر من اصل احد عشر الف رجل), في الاسابيع المقبلة. وستلتقي اليو ماري قائد القوة الموقتة الجنرال آلان بيليغريني الذي نفى مؤخرا اي انتقال مبكر للقيادة الى الايطاليين. وكان الجنرال الفرنسي ينفي معلومات نشرتها الصحف الايطالية حول "خلافات" بينه وبين الامم المتحدة وهيئة اركانه. وستبحث اليو ماري مع محادثيها في مسألة طائرات المراقبة بدون طيار التي وضعتها فرنسا بتصرف الامم المتحدة. وتنتظر هذه الطائرات المتمركزة على الارض اللبنانية, الضوء الاخضر من الامم المتحدة لتتمكن القوة الدولية من استخدامها. وتحدثت المصادر نفسها عن "ترحيب في نيويورك" بالفكرة, لكنها اوضحت انه "ما زال يجب وضع اللمسات الاخيرة على شروط استخدامها يجب ان تعد". وكانت فرنسا اكدت مطلع كانون الاول/ديسمبر انها "مستعدة" لنشر هذه الطائرات في جنوب لبنان بعد تحليق الطيران الاسرائيلي فوق المنطقة الذي بررته الدولة العبرية بانتهاك الحظر على الاسلحة الذي ينص عليه قرار الامم المتحدة رقم 1701 . وفي حال استخدامها, يمكن ان تساهم هذه الطائرات بعمليات مراقبة محتملة لنقل اسلحة وخصوصا على الحدود اللبنانية السورية واللبنانية الاسرائيلية. والى جانب الجنود في القوة الموقتة, تتمركز فرقاطة فرنسية قبالة السواحل اللبنانية, تقوم بمراقبة الة البحرية مع القوة الموقتة البحرية التي تقودها المانيا. وكانت اليو ماري زارت سلطنة عمان العام الماضي على متن الغواصة النووية "لابيرل" والفرقاطة "كوربيه". كما امضت رأس السنة في السنوات الماضية في افغانستان وساحل العاج.

 

الشيخ حسن دعا في رسالة عيد الاضحى المبارك الى التوافق على قمة روحية وطنية اسلامية - مسيحية

 وكالات - 2006 / 12 / 29

 دعا شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن الى الاهتمام بانقاذ لبنان واتباع المحكمة والتعقل والى عقد قمة روحية وطنية اسلامية مسيحية سريعا، وتوجه بتحية تقدير الى الجيش اللبناني والقوى الامنية الساهرة على امن الوطن والمواطنين. كلام الشيخ حسن جاء في خلال رسالة عيد الاضحى المبارك التي تضمنت: "قال تعالى: سبح لله ما في السموات والارض، وهو العزيز الحكيم، له ملك السموات والارض، يحيي ويميت، وهو على كل شيء قدير. هو الاول والاخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم. والحمد لله في كل بدء وختام. في هذه المناسبة الكريمة، مناسبة عيد الاضحى المبارك ، نتوجه بالتهنئة الى جميع مشايخنا واخواننا وابنائنا في لبنان وجميع انحاء العالم مع دعاء نستمده من عنايته لنرفعه لعزته تعالى بطلب رجاحة العقول وسلامة النفوس وصحة النيات والابدان، مع التمنيات بالتوفيق لما فيه خير الدنيا والآخرة، اعاد الله هذه المناسبة على اللبنانيين عموما والمسلمين خصوصا بالخير واليمن والبركات. بفضله تعالى انطلقت مسيرة المجلس المذهبي الجديد، ومع اعتمادنا على المولى سبحانه وهمة وسعي اعضاء المجلس الكرام نتوجه الى الصفوة الافاضل في طائفتنا الكريمة ليكون عونا لنا من اجل جمع الشمل وحفظ الكيان والسعي الى الافضل في مجتمعنا التوحيدي، ولنتمسك بجوهرنا الروحي، ونجتمع حوله مهما تباينت بيننا الاراء، لان هذا الجوهر منبع الخير ومصدر النهوض في طائفتنا الى مدارج الفلاح، معتبرا نفسي مسؤولا تجاه كل فرد دون تفريق بين شخص، مرددا قول الشاعر:

وان الذي بيني وبين بني ابي وبين بني عمي لمختلف جدا

واذا اكلوا لحمي وفرت لحومهم وان هدموا مجدي بنيت لهم مجدا

يطل علينا الاضحى المبارك هذا العام ، اين منه بهجة العيد في وطن يتبع ابناؤه مسالك التفرقة حتى نكاد نقول مع الشاعر:

لقد طلع الاضحى على الناس عابسا فما ثم الا اليائس المتشائم

سلام على الاعياد في زمن خلا اذ العيش نضر والثغور بواسم

من هنا نرى التأكيد على الثوابت الاتية:

1- ان الاوضاع في لبنان وصلت الى خطورة شديدة، وتعقيدات صعبة، بات الاهتمام بانقاذ لبنان هو امر ملح، واذا كانت المصلحة الوطنية تتعارض مع تغليب فريق على الآخر فانها تفرض على كل لبناني ان يقلع عن التعصب في المواقف التي تهدد الوطن بالضياع وتقوده الى مهاوي الفتنة، لذلك ندعو الى اتباع الحكمة والتعقل، فلا خيار سوى الدولة الواحدة التي تحقق العدالة والمساواة بين جميع اللبنانيين على اختلاف مذاهبهم ومناطقهم، والحوار الصادق المتجرد هو السبيل الاوحد للخلاص، لان الشارع ليس طريقا للحل.

2- ان طائفة الموحدين الدروز لم تحمل بيارقها الخفاقة يوما الا دفاعا عن الاسلام والعروبة والعزة والكرامة والوطنية، ونحن حماة لبنان، والمضحون في سبيله وصانعو تاريخه، وفيه باقون ويدنا ممدودة للجميع، لن نقبل بانهيار الوطن امام اعيننا من دون السعي من اجل انقاذه مع المخلصين والغيارى . لذلك ندعو الى التوافق على عقد قمة روحية وطنية اسلامية مسيحية سريعا، اضافة الى الثوابت التي اعلنتها القمة الروحية الاسلامية في دارهم ودارنا، والثوابت التي تضمنها بيان المطارنة الموارنة الاخيرة لترجمتها عمليا من اجل تدارك الاخطار المحدقة بالوطن.

3- اننا نوجه التحية والتقدير للجيش اللبناني قيادة وافرادا، وكافة القوى الامنية الساهرة على امن الوطن والمواطنين ونسأل الله عز وجل ان تبقى صيانته الدرع الواقي من اي فتنة تمس كيان هذا الوطن العزيز.

كما نتوجه الى مصادر الاعلام ان يراعوا حرية الرأي والكلمة بشكل يتناسب مع وحدة الوطن والعيش المشترك.

واخيرا، انتهز هذه المناسبة لاتوجه بالشكر والتقدير لجميع الذين تفضلوا بتهنئتنا على تولينا مهام مشيخة العقل من شخصيات سياسية وامنية وقضائية ودبلوماسية ونقابية واجتماعية وغيرها، معتذرا عن عدم قبول التهانئ هذا العام لمناسبة عيد الاضحى المبارك، نظرا للظروف الراهنة".

 

فرعون رحب بمواقف بكركي ودعا الى التجــــاوب مع ثوابت الكنيسة

 وكالات - 2006 / 12 / 29

 واصل البطريرك الماروني الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير استقبال المهنئين بالاعياد فالتقى وزير الدولة لشؤون مجلس النواب ميشال فرعون الذي اشار الى ان الزيارة هي للتهنئة بعيدي الميلاد ورأس السنة، واعلن تأييده لمواقف البطريرك صفير الوطنية وقال: "في ظل غياب الدور الميثاقي الجامع والراعي لرئاسة الجمهورية والطعن للدستور ينظر اللبنانيون الى بكركي كسقف يعوّض عن فراغ الرئاسة بمقترحات وطنية جامعة، ونحن نرحب بهذه المواقف وندعو جميع الفرقاء الذين ابدوا ارتياحهم الى ثوابت الكنيسة ان يتجاوبوا مع هذه الثوابت فعلا لا قولا، لأن اي حل تحت سقف بكركي هو حل لبناني بامتياز، ويجب ان يتم ممارسة الضغط على الاطراف الخارجية التي تتدخل في الشؤون اللبنانية لقبول الحلول من الخضوع لرغباتهم التي تهدد بتفجير الاوضاع بدءا بعرقلة المحكمة الدولية

 

غانم: اتصالات الجميل - نصر الله بعلم قوى 14 آذار ومحاولة للحلحلة

 مركزية - 2006 / 12 / 29

 اعتبر النائب انطوان غانم ان عدم توقيع رئيس الجمهورية العماد اميل لحود مرسوم دعوة الهيئات الناخبة الى الانتخابات الفرعية في المتن الشمالي هو افضح واوضح خرق للدستور، لافتاً الى ان الاتصالات التي تتم بين الرئيس امين الجميل والسيد حسن نصر الله هي بعلم قوى 14 آذار.

واذ نفى ان تكون ثمة مبادرة في هذا الاطار اشار الى محاولات لحلحلة الوضع المتأزم من المأزق. وقال غانم في حديث الى "المركزية" حول الحركة الكتائبية اللافتة بعد اغتيال الوزير والنائب بيار الجميل: "قبيل اغتياله احدث الوزير الشهيد ثورة داخل الحزب اعادته الى الساحة الوطنية ليلعب دورا فاعلا في الحياة السياسية وخصوصا لناحية توحيد الحزب بعد الظروف الصعبة التي مرّ بها.  ثم بدأت عملية تعزيز القواعد الحزبية التي انسحبت على القواعد الشعبية ما انعكس ايجاباً على دور الحزب السياسي. وبعد اغتيال الوزير الجميل كان لا بد من البحث في ملء الفراع في مقعده النيابي الشاغر والمطالبة بإجراء الانتخابات الفرعية التي يبدو ان رئيس الجمهورية العماد اميل لحود عاجز عن تفهم الموضوع ويعتبر ان الحكومة ساقطة ومستقيلة علماً ان الانتخابات عمل اجرائي ويفترض ان يتم توقيع المرسوم فلو افترضنا انه تم الاطاحة بأربعة او خمسة نواب هل يترك المقاعد شاغرة؟ هذا افضح واوضح خرق للدستور اللبناني".

وعن حركة الاتصالات بين الرئيس امين الجميل والسيد حسن نصر الله قال: "انها من جملة الاتصالات التي تجري على الساحة لإيجاد مخارج للازمة فالرئيس الجميل من موقعه الحزبي والوطني بصفته رئيسا سابقا للجمهورية لديه صداقات مع الاطراف المحلية والخارجية كافة وهي لا تتعارض مع تمسكه بالثوابت الوطنية التي يؤمن بها الحزب، والاتصالات مع هذه الاطراف ترتكز حول كيفية الخروج من المأزق الوطني الذي وصل الى درجة باتت تنذر بأوخم العواقب سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وعلى صعيد هجرة اللبنانيين، فكان لا بد من تحرك اصحاب النوايا الحسنة علهم يفلحون في تخفيف الاحتقان".

وعما اذا كان الاتصال الاخير بين نصر الله والجميل يندرج في اطار مبادرة او مسعى ما بعيدا عن الاضواء اكد غانم ان كل الاتصالات والتحركات هي بعلم قوى 14 آذار، لا اعتقد ان ثمة مبادرة حتى الآن لكن ثمة محاولة لحلحلة معينة. واذ نفى ان تكون هذه الاتصالات على علاقة بقضية اغتيال الوزير الجميل اردف: "لا علم لي بهكذا امر واعتقد ان ما يتم تداوله على هذا الصعيد مجرد اشاعات". وبالنسبة الى انتخابات المتن الفرعية اكد غانم انه عند حصولها فإن الحزب رشح مبدئياً الرئيس الجميل للمقعد الشاغر مشيرا الى ان امر حصول او عدم حصول معركة يعود الى القوى السياسية الاخرى في المتن.

 

 الاحرار جدد تأييده العريضة النيابية الهادفة الى مساءلة رئيس الجمهورية

 وكالات - 2006 / 12 / 29

 دعا حزب الوطنيين الاحرار المعارضة "اذا كانت صادقة" الى القبول بصيغة 19+10+1 او الى العودة الى ممارسة دورها من خلال المؤسسات الدستورية وجدد تأييده العريضة النيابية الهادفة الى مساءلة رئيس الجمهورية. عقد المجلس الأعلى للحزب اجتماعه الأسبوعي برئاسة نائب الرئيس الاستاذ روبير الخوري وحضور الأعضاء. بعد الاجتماع صدر البيان الآتي :

1 - ندعو المعارضة، اذا كانت صادقة في المطالبة بالمشاركة، الى القبول بصيغة 19+10+1 او الى العودة الى ممارسة دورها من خلال المؤسسات الدستورية. نقول هذا ونحن ندرك تماما ان ما تسوقه من اتهامات وما تدلي به من تصريحات تهدد بالتصعيد يندرج في حسابات مطلقيها ويلبي متطلبات اقليمية حولتهم مجرد منفذين، وفي احسن الاحوال شركاء في تنفيذ مشروع لا يهم سواهم وينعكس سلبا على لبنان وثوابته. وليس ادل الى صدق ما نقول إلا السلوك الاستكباري التصاعدي من جهة، والى تعطيلهم المبادرات بالتكافل والتضامن مع المحور السوري - الايراني من جهة اخرى. ولم تعد تنفع المقولات التي يلجأون اليها، كادعاء وقوع لبنان تحت وصاية جديدة بعد خروج الجيش السوري، او الايحاء بمشاريع تستهدفه والذهاب الى اتهام افرقاء لبنانيين بالضلوع فيها. وهي لا تتعدى كونها رمادا يحاولون ذره في عيون اللبنانيين خدمة لمصالحهم المتلاقية مع مصالح حلفائهم الاقليميين.

2 - نجدد تأييد العريضة النيابية الهادفة الى مساءلة رئيس الجمهورية على خلفية رفضه توقيع مرسوم دعوة الهيئات الناخبة في المتن لانتخاب بديل من الوزير والنائب الشهيد الشيخ بيار الجميل. ومن النافل ان الدستور حاسم في تحديد الموقف بإزاء هذا الاستحقاق. ولا يجدي نفعا رد المكتب الاعلامي في رئاسة الجمهورية لأن الحكومة تتمتع بالشرعية الدستورية حيث لم تفقد ثلث اعضائها، ولم تخرق الميثاق كونها لم تستبعد ممثلين لطائفة معينة لدى تشكيلها وظروف خروجهم منها معروفة الاهداف والمرامي. هذا مع العلم انه حتى لو كنا امام حكومة تصريف اعمال فمن واجبها تنظيم الانتخابات الفرعية، وعلى رئيس الجمهورية توقيع مرسوم دعوة الهيئات الناخبة وإلا عدّ رفضه خرقا فاضحا للدستور ويجب احالته، من حيث المبدأ، على المحكمة العليا لمحاكمة الرؤساء والوزراء.

3 - نتقدم، في مناسبة الاعياد الجامعة، باحلى التهاني وأحر التمنيات من اللبنانيين مسيحيين ومسلمين. ونأمل في وضع حد للخلافات العبثية التي يتسبب بها الذين لا يزالون مراهنون على ضرب قيام المحكمة الدولية، وعلى اجهاض مكاسب ثورة الارز في السيادة والاستقلال والقرار الحر، وعلى العودة الى التبعية التي كادت تودي بالوطن من طريق استنزاف مقوماته وافراغ ثوابته من المضمون. ونهيب باللبنانيين، المتشبثين بخصوصية وطنهم ورسالته الفريدتين، تعميق وحدتهم ورص صفوفهم اكثر في العام الآتي لمواجهة المخططات المشبوهة وإفشالها.

 

مكاري: القادة الاساسيون مدعوون الى اعتماد ثوابت بكركي قاعدة لحل الأزمة

رفض سوريا وايران قيام المحكمة الدولية هو السبب في فشل المبادرة العربية

وطنية - 29/12/2006 (سياسة) دعا نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري "القادة السياسيين الأساسيين الى اعتماد الثوابت الوطنية الصادرة عن بكركي كقاعدة لحل الأزمة الراهنة". واعتبر ان "رفض سوريا وايران قيام المحكمة الدولية هو السبب في فشل مبادرة الجامعة العربية". ورأى انه "تم تغييب دور مجلس النواب في محطات مفصلية في الأشهر الأخيرة، إذ ان المجلس لم ينعقد على الرغم من تعرض لبنان لحرب اسرائيلية دامت أكثر من شهر وعلى الرغم من استقالة خمسة وزراء يمثلون الطائفة الشيعية ووزير ارثوذكسي، وعلى الرغم من اغتيال وزير وركن سياسي هو الشيخ بيار الجميل وعلى الرغم من نزول المعارضة الى الشارع واعتصامها المستمر". وقال: "أنا لست مقتنعا بنظرية تحييد المجلس خوفا عليه لأن دور المجلس هو في امتصاص الأزمة من الشارع وحلها في إطار المؤسسات الدستورية"، وأضاف:"أخشى ألا يكون تغييب دور المجلس النيابي وليد الخوف عليه بل وليد اقتناع لدى الرئيس نبيه بري". وتمنى "ألا يكون لأي من أبناء الكورة علاقة بجرائم التفجير لأن أهلها هم أهلي على الرغم من تباعد المواقف السياسي مع بعضهم". وردا على سؤال اعتبر ان "ايران تستثمر في لبنان من خلال "حزب الله" منذ أكثر من عشرين عاما وهي لا تتخلى عن هذا الاستثمار بسهولة". أضاف:"اذا كانوا يأخذون علينا تلقي الدعم السياسي من الاميركيين بواسطة البيانات، فإننا على استعداد لمبادلة هذا الدعم بما يحصلون عليه من أموال وأسلحة تقدمها ايران".

 

النائب الحاج حسن رد على حديث النائب جنبلاط لمحطة "العربية":

اصابته واعوانه حالة من الهلع منذ هزيمة عدوان تموز على المقاومة

هل هناك شمولية اكثر من ان يرث الانسان حزبا وزعامة طائفة عن اب وجد؟

وطنية - 29/12/2006 (سياسة) رد عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب حسين الحاج حسن، خلال احتفال في ذكرى اسبوع حسين ياسين في بلدة قليا في البقاع الغربي، على رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط في حديثه الى قناة "العربية" امس، وقال: "نحن طلاب ثقافة الشهادة، نحن نختلف معك يا وليد جنبلاط بالثقافة، فنحن لم ندع لاجتياح بلد عربي حتى لو اختلفنا معه، علما ان كثيرا من الدول العربية تهجمت علينا ودفعت اموالا ضدنا وساهمت في جرائم ضدنا، ولم ندع الى قتلهم ولم ندع مستعمرا الى احتلال بلادهم، مهما اختلفنا معهم، نعم يا وليد جنبلاط نختلف معك بالثقافة فعندما كنت تحتاج الى السوري والى حافظ الاسد تحديدا كنت مستعدا لتبيع كل شيء وعندما اصبحت بحاجة الى الاميركي بعت السوري وغير السوري، وعندما كنت في حاجة الى ايران، كنت تذهب الى ايران وتقابل السيد الخامنئي وتمدح وتلقي الخطابات والتصريحات، واليوم لم تعد في حاجة اليهم، اصبحت ضدهم لانه اصبح لديك معلم جديد ومرجع جديد، نعم نختلف معك بالثقافة ونختلف معك في اشياء كثيرة اولها اننا اوفياء وانت لا تعرف معنى للوفاء".

اضاف :" (...) امس النائب وليد جنبلاط اطلق تصريحات على شاشة "العربية" وقال انه لم يعد هناك امكان للحوار مع "حزب الله" واتهمه بجرائم الاغتيال التي جرت في لبنان، وكان برأ "حزب الله" اكثر من مرة في السابق والنائب سعد الحريري ايضا قال ذلك، فأي تصريح نريد ان نصدق وهذا جزء من اختلافنا في الثقافة، والسؤال هنا اذا كان هذا الرأي قديما فهذا يعني ان هناك امورا مبيتة، واذا كان الرأي مستجدا فالآن انكشفت الحقائق بالكامل وانكشفت الحقائق حول اسباب محاولات تهريب المحكمة الدولية من دون نقاش وطني في الحكومة او عبر لجنة ثنائية او رباعية او داخل المجلس النيابي. ان التهم جاهزة وان الاستخدام السياسي مطلوب لغايات ابعد من كشف حقيقة اغتيال الرئيس الحريري.انكشفت الحقائق عندما يطلق النائب وليد جنبلاط اتهاماته ويبدل تصريحاته حسب الطلب لانه قبل عشرة ايام، قال نحن لا نقبل بتعديل اي حرف من مشروع المحكمة عكس الذي قاله الرئيس فؤاد السنيورة والوزير (شارل) رزق منذ يومين، ومنذ يومين عندما كان يشيع مسؤوله الامني في راشيا قدم تحقيقا واتهاما واصدر حكما بالاعدام في حق الرئيس بشار الاسد".

وتابع: "نحن نطلب الحقيقة في اغتيال الرئيس رفيق الحريري والحقيقة تقررها لجنة التحقيق والمحاكمة، ولا يقررها النائب وليد جنبلاط، الحقائق كنا نلمح في الماضي الى امكانية استخدام سياسي والى ضرورة تحصين المحكمة ذات الطابع الدولي والان الحقائق لم تعد خافية على احد لجهة الاستثمار السياسي، فاذا كان خيال وليد جنبلاط سيأخذه ليكون "زبالا" في نيويورك فهو حر، لكن ان يصل خياله ليربط قصة "الكونترا" باسرائيل فلا اعرف، فالاسرائيليون لم يفعلوا ذلك، الاسرائيليون الذين اعترفوا بهزيمتهم لم يصرحوا بهذا الشكل بمعنى ان اسرائيل تسلحنا. هذا من العجب العجاب اي ان اسرائيل تسلحنا لنقاتلها ونذل جيشها ونقتل ضباطها وجنودها، فمن اين يأتي هذا المنطق السياسي، وهذا المنطق السياسي يدفع النائب وليد جنبلاط الى دعوة تركيا الى اجتياح سوريا، اين المنطق السياسي في هذا الكلام؟".

واردف:"بالامس طلع علينا مسؤول الاعلام في الحزب الاشتراكي رامي الريس ليقول ان كلام النائب جنبلاط عن الرئيس الاسد كلام مجازي وغدا ماذا سيقول لنا الريس عن كلام جنبلاط على محطة العربية كلام استعارة وماذا ستخبرنا غدا؟" لقد اصابت النائب جنبلاط واعوانه حالة من الهلع، ليس من اليوم بل منذ هزيمة عدوان تموز على المقاومة، من ذلك اليوم وحتى الان هم قلقون ان العدوان الاسرائيلي لم يستطع سحق المقاومة وان ما بعد العدوان الاسرائيلي لم يستطع سحق المقاومة، وان المقاومة استطاعت مع شركائها في المعارضة الوطنية اللبنانية التي اصابها ايضا من تصريحات النائب وليد جنبلاط الكثير بالامس استطاعت هذه المعارضة ان تجعل حكومة الرئيس فؤاد السنيورة مهتزة وضعيفة الى ابعد الحدود، وهذا ما دفعهم الى هذا المستوى من التصريحات المتوترة والتي فيها الكثير من القلق والارتباك والضياع فلم يستطع الوزير مروان حمادة بعد تحقيق محطة "المنار" الا ان يشتكي عند المحكمة الدولية على "المنار" التي نقلت الخبر من معارض سوري يحمل الجنسية الفرنسية وله مراسل في اسرائيل، فاذهب وارفع شكوى على من قال الخبر بالاساس، وهو مواطن فرنسي مثلك مثله يا حضرة الوزير مروان حماده، وبعد ذلك قدم شكوى على "المنار" ولم يستطع النائب وائل ابو فاعور الا ان يتهمني بأنني تعلمت كل شيء من فرنسا الا الصدق. وانا اقول له انني تعلمت في مدرسة الصدق، اما انت فتعلمت في مدرسة البهلوانية السياسيةالتي لا مكان فيها للصدق".

وقال: "الحقائق تنكشف يوما بعد يوم فكوندوليزا رايس تقول انها شنت الحرب على لبنان والنائب وليد جنبلاط وحلفاؤه مصرون على ان سوريا وايران قامتا بالحرب. لقد تكشفت الحقائق وقال بالامس النائب وليد جنبلاط انه يحق له الاستعانة بأي دولة ما عدا اسرائيل لمواجهة سوريا، فالذي يستعين بأميركا يا استاذ وليد لا داعي لأن يستعين باسرائيل، فاميركا هي قيادة الهجوم الاستعماري على المنطقة، وهي التي تشغل اسرائيل وغيرها في المنطقة وانت تريد ان تستعين باميركا، اميركا هي التي تستخدمك وليس انت الذي تستخدمها، فعلى من تقرأ هذا الكلام؟ وعلى من تريد ان تمرره؟ فاميركا تشغلك وتشغل من هو اكبر منك فانتم تعرفون دوركم في المشروع الاميركي الذي هزم وسوف يهزم معه كل اعوان اميركا في هذه المنطقة".

وتابع :"يتحدث النائب جنبلاط عن اللغة الخشبية وعن الشمولية وهل هناك شمولية اكثر من ان يرث الانسان حزبا وزعامة طائفة عن اب عن جد؟ فما هي الشمولية يا حضرة النائب جنبلاط ان تختزل السياسة في شخصك وزعامتك وساعة مع سوريا وساعة مع ايران وساعة مع اميركا؟". وقال:" نحن نفضل ان نعيش في بلادنا فقراء والا نصبح ملاكي قصور في باريس او نيويورك فضلا عن ان نصبح "زبالين" في شوارع نيويورك. ونحن نفضل ان ندفن في هذه الارض على ان نصبح ادوات للمشروع الاميركي الذي يفتت المنطقة ويريد ان يحدث الفتن فيها. نحن نفضل ان نستشهد بدل ان نموت في زواريب الاقتتال الداخلي كما فعل".

وختم:" مواجهتنا ليست معك ايها النائب وليد جنبلاط. مواجهتنا هي مع المشروع الاميركي - الاسرائيلي في المنطقة ومواجهتنا مع بوش ورايس واولمرت اما انتم فرغم كل ما فعلتم نسأل الله تعالى ان يلقي الضوء على عقولكم وقلوبكم لعلكم الى هدى ترجعون".

 

الأسد "مهتم جداً" بالتفاوض مع إسرائيل وأولمرت منتبه لاي "همسة سلام" من الجيران

 القدس - الوكالات : نقل عضو مجلس شيوخ اميركي رسالة الى رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت من الرئيس السوري بشار الاسد الذي التقاه الثلاثاء الماضي, يقول فيها انه "مهتم جدا" باجراء مفاوضات سلام مع الدولة العبرية, حسب ما اوردت قناة اسرائيلية .ورد الجمهوري ارلن سبيكتر على سؤال للقناة العاشرة في التلفزيون الاسرائيلي حول ما اذا كان بشار الاسد كلفه بنقل رسالة الى اولمرت بالقول "نعم, طلب مني ان انقل رسالة مفادها ان سورية مهتمة جدا باجراء مفاوضات سلام مع ا سرائيل".والتقى سبيكتر اولمرت امس في القدس بعد يومين من اجتماعه في دمشق بالرئيس السوري, على ما اعلنت رئاسة الحكومة الاسرائيلية. وكان ايهود اولمرت رفض مرات عدة دعوات الى التفاوض اطلقها الرئيس الاسد معتبرا انه لا يمكن اخذ هذا العرض على محمل الجد اذا لم توقف دمشق دعمها العسكري لحزب الله اللبناني وحركة المقاومة الاسلامية (حماس). لكن اولمرت صرح خلال حفل تخريج دفعة من العسكريين في سلاح الجو ان "اسرائيل متنبهة لاي همسة سلام تصدر عن جيرانها وكذلك لاي تصريح يشتمل على تهديد". واضاف في مدرسة سلاح الجو الاسرائيلي في "حاتسيريم" جنوب البلاد "اننا لا نستخف باي عرض. فان كان لاعدائنا رغبة صادقة في السلام, سنكون شريكا مصمما على اقامة علاقات سلام وصداقة معهم".

لكنه اوضح ان احتمال بلوغ السلام يقوم اولا على قوة الردع لدى الجيش الاسرائيلي.

والمفاوضات بين اسرائيل وسورية مجمدة منذ عام 2000. وتطالب دمشق باستعادة هضبة الجولان التي احتلتها اسرائيل عام 1967 وضمتها عام 1981 ويقيم فيها اكثر من 15 الف اسرائيلي. من جانبه قال وزير الدفاع الإسرائيلى عمير بيريتس إنه يجب عدم تجاهل الاصوات الصادرة من دمشق التي تنادى بالسلام , وفى نفس الوقت عدم تجاهل الاصوات التي تنادى بالحرب .. مشددا على أهمية استعداد إسرائيل لأى سيناريو محتمل. وكشفت صحيفة »معاريف« الاسرائيلية النقاب عن أن وزير الدفاع عمير بريتس أطلق مبادرة سياسية جديدة تهدف إلى استئناف المفاوضات بين إسرائيل وسورية. وقالت الصحيفة إن بيريتس طرح أفكاره بهذا الصدد على عدد من القادة الأوروبيين الذين زاروا اسرائيل مؤخرا بينهم رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير وذلك دون إحاطة رئيس الوزراء ايهود اولمرت علما بذلك. وعقب مصدر في ديوان ايهود أولمرت على هذا النبأ قائلا " انه إذا تم التأكد من صحته فإن ذلك ينطوي على خطورة بالغة .. إذ أن الوزير عمير بيريتس ينتهج سياسة مستقلة خارجة عن صلاحياته وبدون إذن رئيس الوزراء".

 

الأكثرية تتهم المعارضة بالتصعيد لحساب الخارج..وأوساط بري تنفي وجود مبادرة متكاملة

 "حزب الله" يرد بعنف على جنبلاط...  وتيار "المستقبل" يدافع عن حليفه

 بيروت - من عمر البردان:السياسة/ فجر الهجوم الناري غير المسبوق من جانب رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط على »حزب الله« واتهامه مباشرة وللمرة الأولى بالوقوف وراء عدد من الاغتيالات التي حصلت عاصفة سياسية كبيرة وخلط الأوراق مجدداً, دافعاً الأمور بقوة إلى دائرة الاحتقان والتأزم, الأمر الذي قد يزيد من حدة التصعيد أكثر فأكثر بعد الأعياد, ما سيقفل الأبواب أمام المبادرات الهادفة إلى حل الأزمة وإعادة الجميع إلى طاولة الحوار. وقد رد »حزب الله« بلسان مسؤوله الإعلامي حسين رحال على كلام جنبلاط, مستبعداً بقاء أي مجال للحوار مع الأكثرية, وسأل رحال: إذا كان السيد حسن نصر الله ليس لبنانياً و»حزب الله« ليس لبنانياً فمع من يريدون الحوار, سيحاورون أنفسهم, ومن اللبناني غداً جون بولتون أو شيمون بيريس, معتبراً أن ما قاله رئيس اللقاء الديمقراطي واضح وفيه انقلاب الأفق لدى الطرف الآخر الذي سيصل إلى مرحلة لا يوجد فيها إمكان للبقاء سياسياً.

أما حليف »حزب الله« النائب السابق طلال إرسلان, فأعتبر أن جنبلاط فاقد للتوازن العقلي والنفسي, ما يدل على انتصار المعارضة وفراغ مشروع السلطة, مشدداً على أنه من غير الجائز في السياسة عند الفشل تحميل دم الناس للطرف الآخر, مؤكداً أن وفاة مشروع السلطة حصل وننتظر النعي. واصفا الفريق الحاكم بالعصابة المصرة على حكم البلاد, في حين أن النائب السابق سليمان فرنجية قال أن هذا هو تصرف جنبلاط الطبيعي عندما يرى القافلة تسير.

وفي المقابل قال النائب مصطفى علوش عضو كتلة المستقبل النيابية بحسب المعلومات التي تناقلها البعض لا يمكن إلا أن يكون »حزب الله« متداخلاً بطريقة من الطرق في قضية الرئيس الحريري وفي محاولات الاغتيال الأخرى على أساس قدرته الاستخبارية العالية وتداخله مع قوى المنظومة الأمنية التي كانت قائمة في البلاد, معتبراً أن أسطورة المقاومة التي تعني »حزب الله« هي كذبة كبرى, مشيراً إلى أن »حزب الله« هو من بدأ المعركة, وقال: نحن في معركة الدفاع عن النفس.

وينتظر أن تكون لتصريحات جنبلاط تداعيات كبيرة وخطيرة على الأوضاع الداخلية في المرحلة المقبلة إذا لم يصر إلى تطويقها ومحاصرتها لتفادي حصول فتنة داخلية قد تجد أرضاً خصبة لها إذا ما استمرت الحروب الإعلامية بين قوى الأكثرية والمعارضة.

ومن بكركي أيد الوزير ميشال فرعون مواقف البطريرك نصر الله صفير الوطنية, لافتاً الى انه "في ظل غياب الدور الميثاقي الجامع والراعي لرئاسة الجمهورية والطعن بالدستور, ينظر اللبنانيون الى بكركي كسقف يعوض عن فراغ الرئاسة بمقترحات وطنية جامعة, ونحن نرحب بهذه المواقف وندعو كل الافرقاء الذين ابدوا ارتياحهم الى ثوابت الكنيسة ان يتجاوبوا مع هذه الثوابت فعلا لا قولا, لان اي حل تحت سقف بكركي هو حل لبناني بامتياز, ويجب ان تتم ممارسة الضغط على الاطراف الخارجيين الذين يتدخلون في الشؤون اللبنانية لقبول الحلول وعدم الخضوع لرغباتهم التي تهدد بتفجير الاوضاع بدءا بعرقلة المحكمة الدولية.

إلى ذلك, أكد الوزير المستقيل فوزي صلوخ أن الحل الأنسب للخروج من الأزمة الحالية هو العودة الى الدستور وما يقوله الدستور ومايقوله اتفاق الطائف. واذا كان هناك من تخوف على المحكمة ذات الطابع الدولي فجميع اللبنانيين قرروا هذا القبول بهذه المحكمة ونحن نرجو ان يتم انشاء هذه المحكمة لاننا جميعا وراء معرفة الحقيقة, حقيقة الجريمة النكراء التي اودت باستشهاد الرئيس رفيق الحريري, ويهمنا خدمة لهذه الحقيقة ان تكون المحكمة بعيدة كل البعد عن اية مآرب سياسية والا تكون عامل انقسام بين اللبنانيين لان الجميع مصر على كشف الحقيقة, وبالتالي لا يجب تصوير المحكمة وكأنها انتصار لفريق على فريق, فبقدر ما تكون المحكمة مسارا قانونبا قضائيا بحتا بقدر ما تخدم استقرار لبنان وتخدم ظهور الحقيقة, وهذا يتطلب توافقا لبنانيا على تفاصيل هذه المحكمة في اطار المبدأ الذي يجمع عليه الجميع وهو ضرورة الوصول الى الحقيقة الكاملة.

من جهته أوضح النائب علي حسن خليل أن الرئيس نبيه بري لم يطرح مبادرة متكاملة, بل كان يعطي إشارة للبنانيين بأن أبواب الحلول لم تقفل, وأنه بعد المبادرة ستكون مبادرة وبعدها مبادرة أخرى حتى نصل إلى حل, وأشار إلى أن الحد الأدنى الذي يطلبه الرئيس بري لاستئناف الحوار هو التزام الطرف الآخر بإعطاء حكومة فيها الثلث الضامن, مبدياً الاستعداد لمناقشة كل الضمانات المتعلقة بإقرار المحكمة الدولية بشكل إيجابي.

ورحب خليل بعودة الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى إلى بيروت بعد الأعياد إذا كان يحمل أي جديد لكنه نفى أي تفاهم مسبق على هذه العودة.

أما النائب علي بزي فلفت أن الرئيس بري كان يعمل على مبادرة ما حتى ما قبل مبادرة موسى, إلا أنه وضع مبادرته جانباً إفساحاً في المجال للمبادرة العربية, وبما أن هذه المبادرة لم تصل إلى خواتيمها الإيجابية, حرك الرئيس بري مبادرته كعادته في الظروف الحرجة التي يمر بها الوطن.

إلى ذلك دعا حزب الوطنيين الاحرار المعارضة "اذا كانت صادقة" إلى القبول بصيغة 19+10+1 او إلى العودة إلى ممارسة دورها من خلال المؤسسات الدستورية وجدد تأييده العريضة النيابية الهادفة إلى مساءلة رئيس الجمهورية.

وقال الأحرار: ان ما تسوقه المعارضة من اتهامات وما تدلي به من تصريحات تهدد بالتصعيد يندرج في حسابات مطلقيها ويلبي متطلبات اقليمية حولتهم مجرد منفذين, وفي احسن الاحوال شركاء في تنفيذ مشروع لا يهم سواهم وينعكس سلبا على لبنان وثوابته.

 

 توعدهم بكراهية الأجيال المقبلة ..وهاجم عجرفة الغرب

 خامنئي :الهلال الشيعي "افتراء" ابتدعه "مجرمون مرتزقة يكفرون المسلمين"!

 طهران - الوكالات : ندد المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية آية الله علي خامنئي امس بمن سماهم »مرتزقة« للاميركيين يتحدثون عن تهديد يمثله "الهلال الشيعي" .وانتقد اية الله خامنئي في رسالة سنوية بمناسبة موسم الحج خصوصا "الذين يصفون افتراء بعض مجموعات المسلمين بالكفر ويتحدثون عن هلال شيعي يشكل مصدر خطر لنيل رضاء الولايات المتحدة والصهاينة, ويقتلون الناس لزعزعة الحكومة العراقية« .

وكان العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني اول من تحدث عن "هلال شيعي" في ديسمبر 2004 عندما اتهم ايران الشيعية بالسعي الى التأثير على الناخبين العراقيين وتوسيع نفوذها حتى لبنان ويشعر العديد من دول الخليج بالقلق من التأثير المتزايد, لايران على شيعة العراق وايضا على شيعة لبنان.

وقال خامنئي, "علموا أم لم يعلموا فهم مجرمون ستتذكرهم الاجيال المقبلة بكراهية باعتبارهم مرتزقة للاعداء المخادعين".

كما انتقد المرشد الاعلى "الغرب, الذي تقوده الولايات المتحدة بتصرفاتها الترهيبية والمتعجرفة, والذي اصبح في وضع مخز في نظر العالم الاسلامي".

وقال "ان سلوكهم تجاه الشعب الفلسطيني والنظام الصهيوني المتعطش للدماء ووقوفهم وراء النظام الصهيوني الذي يعلن امتلاكه السلاح النووي وضد البرنامج الايراني النووي السلمي ودعمهم للذين يسيؤون الى الاسلام بمن فيهم البابا, في حين يرون جريمة في المؤتمر البحثي العلمي حول المحرقة, سلوك لا منطقي وانتقامي".

وأكد في رسالته ان "حركة قوية ظهرت في العالم الاسلامي, حركة ستحقق في الوقت المناسب الاستقلال والكرامة والنهضة للعالم الاسلامي".

من جانبه حض آيه الله محمد امامي كاشاني امام الجمعة الموقت في طهران اتباع المذاهب الاسلامية على توحيد صفوفهم في مواجهة ما وصفها بمؤامرات القوى الكبرى.

ونقلت وكالة "مهر"الايرانية للانباء عن كاشاني تحذيره في خطبة صلاة الجمعة التي أقيمت في باحة جامعة طهران بحضور حشد غفير من أهالي العاصمة الايرانية المسلمين من الفرقة والتشتت مؤكدا أن الاعداء يريدون تحقيق أهدافهم الشيطانية من خلال اشعال نار النزاع بين الطوائف الاسلامية المختلفة بكافة الطرق والاساليب.

ودعا الشعوب الاسلامية الى توحيد الصفوف لاسيما علماء الدين الذين يتحملون مسؤولية ضخمة في الحفاظ على وحدة الامة الاسلامية بمختلف مذاهبها مشيرا إلى الوضع الذي يعاني منه العراق حاليا.

وحذر كاشاني من مؤامرات من أسماهم بالاعداء الذين لايروق لهم وحدة المسلمين والهادفة لاثارة النعرات الطائفية لتحقيق أهدافهم الخبيثة.

وأشار إلى المخططات والمؤامرات التي تحاك في البيت الابيض ضد شعوب منطقة الشرق الاوسط مؤكدا أنه ورغم هذه المحاولات الا أن أقطاب الادارة الاميركية اضطروا للاعتراف بهزيمتهم واخفاقهم وسقوطهم في مستنقع لايستطيعون الخروج منه بسهولة.

واعتبر امامي كاشاني مناسك الحج بأنها أفضل وسيلة لتحقيق وحدة الصف في العالم الاسلامي أمام الاعداء الذين بدأوا بمخططاتهم في زرع بذور الفرقة بين المسلمين في العراق داعيا علماء الدين لليقظة والحذر لتفويت الفرصة على الذين يريدون الصيد في الماء العكر.

وأكد على حق إيران في استخدام الطاقة النووية للاغراض السلمية موضحا أن الغرب بادر بتضخيم هذا المشروع السلمي والايحاء بانه عسكري ما ادى لبث الخوف في نفوس دول المنطقة من ان ايران تريد زعزعة الامن والاستقرار فيها مؤكدا ان هذا يعد محض افتراء.

وشدد امامي كاشاني على أن البرنامج النووي الايراني سلمي بحت مؤكدا أن القرار الذي اتخذه مجلس الامن الدولي ضد بلاده مؤخرا يعد قرارا سياسيا محضا لايمت للمنطق بصلة.

على صعيد متصل هون وزير الدفاع الايراني مصطفى محمد نجار من شأن العقوبات التي فرضتها الامم المتحدة على بلاده قائلا انها مجرد "حرب نفسية " وتوقع الا تؤثر على قدرات ايران في صناعة الصواريخ.

وفرض مجلس الامن التابع للامم المتحدة حظرا يمنع ايران من استيراد او تصدير مواد وتكنولوجيا نووية حساسة بالاضافة الى أنظمة نشر الصواريخ في خطوة تهدف الى منعها من القيام بانشطة تخصيب نووية يمكن ان تستخدم في صناعة الاسلحة النووية.

وقال نجار في حديث الى التلفزيون الايراني الرسمي "ننظر الى هذه العقوبات على انها حرب نفسية لن يكون لها تأثير على ناتج الصناعات الدفاعية الايرانية ". وأضاف "ننتج العديد من عناصر الصناعات الدفاعية في مجالات عدة. كلها محلية ولا تحتاج لمساعدة من الخارج ".

ولم يشر نجار الى انتاج الصواريخ تحديدا لكنه قال ان كل ما تحتاجه القوات المسلحة الايرانية يمكن ان يصنع داخل الجمهورية الاسلامية.

وتملك ايران صواريخ يصل مداها الى 2000 كيلومتر وهو ما يدخل اسرائيل عدوتها داخل مجال صواريخها. وقال مسؤولون ايرانيون أيضا ان الاسلحة الايرانية يمكنها ان تطول منطقة الخليج كلها .

 

مناظرة دينية شيعية بين الصدريين والسلوكيين تنتهي باشتباكات واحتجاز رهائن

 بوش على وشك تحديد ستراتيجيته الجديدة في العراق بغداد - الوكالات : اعلنت الحكومة العراقية انها ستتسلم مسؤولية الامن كاملة من قوات التحالف بحلول مايو المقبل , فيما اعلن الرئيس الاميركي جورج بوش انه على وشك الانتهاء من ستراتيجيته الجديدة حول العراق.

و في ختام اجتماع ضم كبار المسؤولين الاميركيين في مزرعته في كروفورد قال بوش انه يقترب من اتخاذ قرار نهائي يتضمن ستراتيجيته الجديدة في العراق حتى لو كان من الضروري اجراء مزيد من المشاورات, واوضح "اسجل تقدما جيدا نحو خطة اعتقد انها ستساعدنا على تحقيق هدفنا.. لا نزال بحاجة الى مزيد من المشاورات" رغم الضغوط التي تمارس عليه لاعلان خطته الجديدة بشأن العراق, وتعليقا على ذلك رأى السناتور الديمقراطي كارل ليفين الذي سيتولى الشهر المقبل رئاسة لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ, ان الاميركيين ليسوا "على طريق النصر" في العراق, موضحا ان المجلس سيبدأ الشهر المقبل جلسات استماع حول الوضع في هذا البلد.

وفي هذا الشان أكد عادل الأسدى وزير الدولة لشؤون المجتمع المدنى في العراق أن رئيس الوزراء نوري المالكى كشف الخميس في اجتماع مجلس الوزراء أن الحكومة العراقية ستتسلم الملف الأمنى من القوات متعددة الجنسيات بكامله في شهر مايو المقبل, وكان المالكي قد تعهد الثلاثاء الماضى بنقل كل الملفات الامنية لعموم المحافظات العراقية من القوات متعددة الجنسيات الى السلطات العراقية خلال العام المقبل, دون أن يحدد موعدا بعينه.

ميدانيا قتل مفجر انتحاري عشرة اشخاص واصيب 11 اخرون قرب مسجد للشيعة عقب صلاة الجمعة في بلدة الخالص الى شمال بغداد اعلنت مصادر امنية عراقية مقتل اربعة من رجال الشرطة ومدني في هجمات متفرقة في العراق, و لقي مدنيان عراقيان مصرعهما واصيب ما لا يقل عن 19 اخرين في انفجار سيارة مفخخة في مدينة الموصل, و اعلن الجيش الاميركي مصرع احد جنوده واصابة اخر في بغداد, وتوفي جندي بريطاني متاثرا بجراح اثر انفجار قنبلة اثناء مرور دوريته قرب البصرة الخميس الماضي, وداهمت قوات عراقية "مخيم التدريب الارهابيين" في محافظة ديالى شمال شرق بغداد واعتقلت 13 منهم, وقتلت القوات المتعددة أربعة أشخاص يشتبه أنهم متشددون خلال حملة مداهمة في منطقة الثرثار بمحافظة صلاح الدين شمال بغداد, وقتل اثنان من المتشددين في هجوم على مبنى في بغداد عثر داخله على بنادق.

واحتجز مسلحون رهائن مدنيين بعد اشتباك مسلح مع ميليشيا جيش المهدي وقوات الشرطة العراقية لاكثر من اربع ساعات مساء الخميس اثناء محاولتهم اقتحام مكتب جيش المهدي في محافظة الناصرية جنوب العراق, وذكر مصدر ان العضو السابق في البرلمان العراقي علي حسين الخيون يتفاوض حاليا مع المسلحين الذين ينتمون الى ما يسمى بالمذهب (السلوكي) على امل الافراج عن الرهائن وبينهم اطفال ونساء, وقال الشهود ان الاشتباكات اندلعت على اثر خلاف نشب بين عناصر من مليشيا المهدي والسلوكيين بعد مناظرة جرت بين ممثلين من الطرفين الشيعيين.

 

البطريرك صفير إستقبل السفير الايراني والنائب قباني وبقرادوني وغطاس خوري وشخصيات ووفودا هنأوه بالأعياد

الوزير فرعون: اي حل تحت سقف بكركي هو حل لبناني بامتياز رغبات اطراف خارجيين تهدد بتفجير الاوضاع بدءا بعرقلة المحكمة

وطنية - بكركي - 29/12/2006 (سياسة) واصل البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير استقبال المهنئين بالأعياد، فالتقى، قبل ظهر اليوم في بكركي، وزير الدولة لشؤون مجلس النواب ميشال فرعون الذي اشار الى "ان الزيارة للتهنئة بعيدي الميلاد ورأس السنة". واعلن تأييده "لمواقف البطريرك صفير الوطنية"، لافتا الى انه "في ظل غياب الدور الميثاقي الجامع والراعي لرئاسة الجمهورية والطعن بالدستور، ينظر اللبنانيون الى بكركي كسقف يعوض عن فراغ الرئاسة بمقترحات وطنية جامعة، ونحن نرحب بهذه المواقف وندعو كل الافرقاء الذين ابدوا ارتياحهم الى ثوابت الكنيسة ان يتجاوبوا مع هذه الثوابت فعلا لا قولا، لان اي حل تحت سقف بكركي هو حل لبناني بامتياز، ويجب ان تتم ممارسة الضغط على الاطراف الخارجيين الذين يتدخلون في الشؤون اللبنانية لقبول الحلول وعدم الخضوع لرغباتهم التي تهدد بتفجير الاوضاع بدءا بعرقلة المحكمة الدولية".

السفير الايراني

والتقى البطريرك صفير السفير الايراني محمد رضا شيباني الذي قدم التهاني بالاعياد. وكانت مناسبة لعرض التطورات على الساحتين المحلية والاقليمية.

وفد "التيار الوطني الحر"

وكان البطريرك صفير التقى وفدا قياديا من "التيار الوطني الحر" تكلمت باسمه السيدة ريا الداعوق التي اشارت الى ان "الزيارة هي للتهنئة بالاعياد"، وقالت: "نعتبر ان غبطته هو المرجعية الوطنية لجميع اللبنانيين بكل طوائفهم، وهي الصورة التي يعكسها التيار من خلال هذا الوفد، وعبر تكوينه الوطني والذي يمارسه كفعل ايمان يومي في الاعتصام وفي العمل السياسي انطلاقا من ثوابت الكنيسة المارونية والارشاد الرسولي".

مجلس ادارة الصندوق التعاضدي

كما التقى رئيس مجلس ادارة الصندوق التعاضدي الاجتماعي الصحي الاب جورج صقر واعضاء المجلس، في حضور الرئيس الفخري للصندوق المطران رولان ابو جوده. وهنأ الوفد البطريرك بالأعياد شاكرا له "رعايته الدائمة لاعمال الصندوق وتوجيهه في سبيل تعزيز خدماته تجاه المحتاجين والعائلات المعوزة وبخاصة المقيمة في الارياف". وكان عرض "لأبرز برامج الصندوق التي سيباشرها بدءا من السنة المقبلة.

وفد حزب الكتائب

واستقبل البطريرك الماروني وفدا من المكتب السياسي لحزب الكتائب برئاسة رئيس الحزب الوزير السابق كريم بقرادوني الذي تمنى ان "تكون السنة المقبلة سنة خير على لبنان واللبنانيين".

النائب قباني وغطاس خوري

ثم استقبل النائب محمد قباني والنائب السابق الدكتور غطاس خوري الذي اكد "الدور الوطني للبطريرك صفير"، معلنا "تأييده لثوابت الكنيسة المارونية".

شخصيات

ومن المهنئين على التوالي: الامين العام لحزب الوطنيين الاحرار الدكتور الياس بو عاصي، رئيس الحركة الاجتماعية اللبنانية المهندس جون مفرج، الزميلة مي خليل التي قدمت اليه نسخة من D.C يحمل اسم "من قبة السماء" وهي انشودة صلاة كتبتها وقام الفنان نادر خوري بأدائها وتلحينها، المحامي زياد بارود، إمام مسجد الامام علي بن ابي طالب في سد البوشرية الشيخ محمد علي الحاج العاملي، وفد من دائرة الاوقاف في البطريركية المارونية، عضو قوى 14 اذار السيد ميشال معوض وعقيلته ماريال والمحامي يوسف الدويهي، وفد من "جمعية المشاريع الخيرية الاسلامية" برئاسة الدكتور عدنان طرابلسي، وفد من المديرية العامة لامن الدولة برئاسة المدير العام العميد الياس كعيكاتي، الرئيس السابق للرابطة المارونية الامير حارس شهاب، مدير مؤسسة الدراسات والابحاث اللبنانية سيمون سعادة، مسؤول العلاقات العامة في "القوات اللبنانية" المحامي جوزف نعمة، قنصل مولدافيا في لبنان ايلي نصار ووفود شعبية من مختلف المناطق اللبنانية.

 

القاضي عيد رد طلبات تخلية حاطوم ورفيقيه

وطنية - 29/12/2006 (قضاء) رد قاضي التحقيق العدلي في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري القاضي الياس عيد ، ووفقا لرأي النائب العام لدى المجلس العدلي القاضي سعيد ميرزا، اليوم طلبات تخلية كل من: مراسل محطة "تلفزيون الجديد" فراس حاطوم والمصور عبد العظيم الخياط والسائق محمد بربر والمسؤول عن البناء حيث شقة زهير الصديق نسيم المصري والحارس خليل العبدالله

 

الشيخ قبلان طالب الرئيس بري بأن "يسارع في مبادرته الوفاقية": الخطأ من الجميع والرجوع عنه فضيلة ولتتنازل الحكومة والمعارضة

تواصلوا وزوروا بعضكم لأن المشاكل تحل بالتوافق والاتصالات والتشاور

وطنية - 29/12/2006 (سياسة) ألقى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان خطبة الجمعة في مقر المجلس، استهلها بالحديث عن الحج، وقال: "عرفات جبل التوبة والتعارف واللقاء حيث يجتمع الحجاج اليوم من كل حدب وصوب من شرق الأرض وغربها فيلتقون على طاعة الله في زي واحد وتوجه واحد يدعون ربهم بالمغفرة والتوبة في خشوع وخضوع رافعين أيديهم إلى ربهم، شاخصة أبصارهم يلحون بالدعاء والله يحب العبد الملح في الدعاء والتضرع فهم يطلبون العون والعافية والسلامة في موقف يغبطون عليه لأنهم يتواصلون مع الخالق ويتمسكون بالعروة الوثقى ويطالبون بالراحة والسعادة والأمن والاستقرار. فهم يتضرعون إلى ربهم ليغنيهم عن أشرار الخلق ويرجون الله تعالى ان يغفر لهم، وعلى الناس ان يقطعوا رجاءهم من كل الناس ليكون رجاؤهم إلى الله وحده لأنه لا يرد داع ويستجيب للجميع، لذلك على الحجاج الطلب الى الله ان يحفظ المؤمنين الموحدين وان ينصر جنده في المعارك التي تفصل بين الحق والباطل.

نحن في معركة مع الباطل والجهل، فنحن نواجه المستغلين والجهلة والظلمة الذين يستبدون في خلق الله لذلك تكون المطالبة من الله والتوجه إليه وعلينا أن نلتفت الى الناس المحتاجين ونطالب أهل الثراء والغنى ان يهتموا بمن حولهم من الفقراء والمحتاجين فيخففوا عنهم ويرحموا أيتامهم ويبتعدوا عن الضغينة والبغضاء".

وتوجه الى المسؤولين بالقول: "ان الناس في حال اقتصادية سيئة. فالغلاء فاحش والاستثمار على حساب الفقراء والجميع يعمل في السياسة بدل ان يعملوا على تحسين الوضع الاقتصادي للفقراء وأصحاب الدخل المحدود، فالسياسيون يتخاطبون من فوق ولا يهتمون بالفقراء فلا يوفرون لهم عيشهم الكريم، ولا يؤمنون ثمن الدواء للمريض فهذا الواقع الأليم يؤذي الناس، لذلك نطالب المسؤولين بتأمين الدواء للمريض والكتاب للطالب المحتاج. ونسأل المسؤولين: أين معالجاتهم للازمة الاقتصادية؟ فالسياسيون في خطاباتهم يجددون التحدي والبغضاء والشتم فكأن البلد اصبح على شفير الهاوية فهذه الخطابات المتشنجة والمسيئة تحول بلادنا الى جحيم وتدخلنا في المأساة، فلماذا لا تتنازل الحكومة والمعارضة والى اين يقودون البلد فالمستقبل مجهول لا يعرفه احد. إذا أردنا ان نحافظ على لبنان فعلينا ان ندعمه ونحصنه، هناك خطأ من الجميع والرجوع عن الخطأ فضيلة".

وطالب الشيخ قبلان رئيس مجلس النواب نبيه بري "بان يسارع في مبادرته الوفاقية فيأخذ تفويضا من المعارضة والموالاة لمعالجة الامر وينطلق من الأمور المتفق عليها لمعالجة كل الامور، وتتشكل حكومة الوحدة الوطنية ثم تنسحب المعارضة من الاعتصامات بشكل تدريجي". وقال: "انا لست مقتنعا بالمبادرات العربية لانها خجولة تتحرك بحياء بدل ان تتحرك بسرعة ونقول جزى الله الخير كل ساع لحل المشكلة، ولكن اذا لم يبادر السياسيون الى بناء الثقة في ما بينهم فكيف نحل المشاكل اذا غابت الثقة؟ فلماذا لا نثق ببعضنا ونقول للمتخاصمين اعطونا شروطا موقعة لان الكلام دون كتاب كالسراب الذي يحسبه العطشان ماء. وأطالب الرئيس بري من موقع المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الذي يجسد رأي اللبنانيين عموما تحرك ايها الاخ الحبيب احمل صليبك على كتفيك واخرج الى الملأ ونادي بأعلى صوت لبنان بلد السلام والاخوة والتعاون. لا نريد لبنان المقوقع في الأزقة والزواريب. إياكم والفتنة. المسلمون امة واحدة. لا تخافوا من الشيعة فهم يخافون الله ويحبونه ويعبدونه بإخلاص ومن يخاف الله لا يخاف منه بل يخاف عليه".

أضاف الشيخ قبلان: "أطالب الجميع علماء دين مسلمين ومسيحيين أن يكونوا عقلاء طيبين طاهرين، نحن لا نريد أن نحتل بيروت ولا نريد أن نقتل سنيا ولا شيعيا ولا نريد أن نحارب مسيحيا فهذه الوساوس والأوهام شيطانية. نحن تعلمنا الأدب والتربية والأخلاق من نبينا وأهل بيته فلسنا مسيئين لأحد ولا يمكن أن نكون في موقع الإساءة فالمسلم أخ المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يخونه والإنسان أخو الإنسان أحبه أو كرهه كما قال الإمام علي(ع): الناس صنفان إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق.

فليخف اللبنانيون ربهم وليتقوه في بلاده وعباده وإياهم الانجرار الى فتنة طائفية. نحن والسنة واحد وكذلك المسيحيين إخوانكم فهم شركاء لا نريد ان يتعدى احد على احد او ان نلغي أحدا ونهمشه فهم شركاء واخوة واحبة في الوطن. لبنان ليس ملكا لأحد فهو ملك لكل اللبنانيين على السواء، فنحن شركاء في الواجب وفي الحقوق ونقول لرجال الدين فليكن الخطاب موجها لتصحيح المسار وإصلاح الشأن والدعوة الى الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

نريدكم ايها السادة في لبنان ان لا تخرجوا عن الهدوء، والغضب نوع من الجنون فاذا استمر فهو جنون مطلق واذا لم يستمر فهو جنون اني بامكان المجنون ان يتراجع عن كلامه وخطابه ومواقفه المتشنجة".

وتابع: "علينا ان نكون في موقف واحد كما كنا ابان عدوان تموز كنا جميعا على مسافة وساحة واحدة. فمنهم من قاتل ومنهم من ساعد واستقبل فكل لبنان شارك في القتال ضد اسرائيل كل بحسب قدرته وإمكانياته وطاقاته.

نسأل الحكومة ووزراءها لماذا لا تتحركون وتتواصلون وتقيمون جسورا بين الموالاة والمعارضة دون تحدي في الاعلام والمناسبات. تواصلوا وزوروا بعضكم لان المشاكل لا تحل بحرب النظارات بل تحل بالتوافق والاتصالات والتشاور. نريد لبنان بلد الحضارة بلد الاسلام والمسيحية نريده نموذجا حيا وصادقا في محيطه.اسرائيل تتربص بنا الدوائر وجزى الله المقاومة على وقوفها وصمودها ضد اسرائيل ونبارك الشعب اللبناني الذي دعم وساند واستوعب واستقبل. ونحن لا نزال ندفع ثمن قتال إسرائيل، فالفوضى نتيجة العدوان الإسرائيلي على لبنان، فليعد اللبنانيون الى أنسابهم وضمائرهم فيحفظوا هذا البلد.

لا نريد أن يكون لبنان عراقا جديدا أو افغستان أو فلسطين. نطالب العقلاء من العرب والمسلمين بأن يقفوا ويضعوا حدا للخلافات في الصومال".

 

وفد من محامي "التيار الوطني الحر" في الشمال زار الNTV متضامنا

وطنية - 29/12/2006 (سياسة) زار وفد من لجنة محامي "التيار الوطني الحر" في نقابة المحامين في الشمال، وبمشاركة عدد من منسقي هيئات أقضية الشمال في التيار، محطة "تلفزيون الجديد" NTV، "استنكارا لتوقيف الصحافي فراس حاطوم وزميليه عبد خياط ومحمد بربر، وتضامنا معهم ومع المحطة".

وتحدث باسم الوفد منسق اللجنة المحامي طوني عبود، الذي قدم الدعم الى الموقوفين، وقال إنهم "يضعون إمكاناتهم المهنية في تصرف محطة "نيو.تي.في".

 

احتفال فني ل"التيار الوطني الحر" والمرده في رأس السنة

وطنية - 29/12/2006 (متفرقات) ينظم "التيار الوطني الحر" وتيار المرده، لمناسبة رأس السنة الجديدة، احتفالا فنيا في "ساحة اعتصام المعارضة"- ساحة الشهداء، ابتداء من الساعة التاسعة مساء الاحد المقبل.

 

فرنجيه تسلم من وفد من "منبر الوحدة الوطنية" نص مبادرة الرئيس الحص: سندرسها ونرسل جوابا خطيا وهي ممتازة لكن قد يكون التوقيت غير مناسب

حيدر: هناك خندقان ومن الصعب ترميم أي شيء في غياب الحوار بين الجهتين

وطنية - 29/12/2006 (سياسة) استقبل رئيس تيار "المرده" الوزير السابق سليمان فرنجيه، ظهر اليوم في دارته في بنشعي، وفدا من "منبر الوحدة الوطنية -القوة الثالثة" ضم اعضاء امانة السر: الدكتور حيان حيدر، الدكتور انور ابو جودة، المحامي اسامة العرب والسيدة اليزابيت ربيز، وعقدوا خلوة مع فرنجيه في حضور النائب السابق فايز غصن وعضو اللجنة التأسيسية في تيار "المرده" الدكتور البير جوخدار. وقد تسلم فرنجيه من الوفد نص مبادرة الرئيس سليم الحص، واستمع الى نقاش مفصل حولها.

بعد اللقاء، صرح حيدر: "عرضنا المبادرة التي قام بها الرئيس الحص كمخرج من الازمة المستفحلة في البلاد، فكان اللقاء بترحيب كبير من هذا البيت الكبير وتداولنا الافكار المدرجة وهي مقسمة خمسة اجزاء، منها ما يتطلب معالجة الازمة الحكومية باعتبارها مستقيلة، ومنها ما يتطلب مبادرة المعارضة كي تبقى معارضة بناءة كما هي حتى الان. ومنها ما يتعلق بإعادة تنشيط المبادرة التي تهدف الى تكوين حكومة وحدة وطنية كما هو مطلوب، وكما كانت على غرار هذه الحكومة عندما شكلت أي الثلث زائدا واحدا للمعارضة على الاقل، علما ان المعارضة لها 45 في المئة من نواب المجلس النيابي والثلث زائدا واحدا يشكل 34 في المئة منه. وايضا في المبادرة ايجاد آلية لاعادة احياء المجلس الدستوري وتفعيله لاننا نشاهد الكثير من النشاطات, مشاريع القوانين والعرائض التي تنشر بشكل يطعن فيه دستوريا والمطالبة ضمن المبادرة من رئيس مجلس النواب نبيه بري بإعادة احياء طاولة الحوار بعد اعادة تكوينها وهنا بيت القصيد. اعادة تكوينها على شكل يناسب القوى السياسية الموجودة في البلاد".

أضاف: "لا يسعنا الا ان نقول ان ردة الفعل السريعة والسلبية كانت بمثابة صدمة ولكننا اعتدنا على الصدمات السلبية في شكل عام، ولذلك لم يتوان الرئيس الحص عن مقابلة الرئيس فؤاد السنيورة بالرغم من هذه الردة السلبية وكان لهما لقاء منذ يومين ولم يتكلل بالنجاح لان اهل الحكم المستأثرون بالسلطة لم يتأنوا في قراءة بنود وتسلسل النقاط التي عرضناها. هذه خيبة امل، ولكن اكرر كل يوم ان الرئيس الحص هو الذي قال "عندما تفقدوا الامل اخترعوه". هذا مجال من المجالات كي نعيد الحوار لاننا نحن نلاحظ بان هناك خندقين ومن الصعب ترميم اي شيء اذا كان ليس من حوار بين الجهتين. ولكن الامل كبير ومثلما قال الوزير فرنجيه ربما التسرع في التوقيت قد يخرب اكثر مما هو يعمر، فلا بد من ان الوقت اتى كي نضع الحلول موضع الحل وليس هناك من ازمة الا ولها نهاية".

فرنجيه

من جهته، قال فرنجيه: "أكيد ليس هناك من مبادرة تصدر عن شخص وطني مثل الرئيس الحص وخصوصا الشباب الوطنيين الموجودين هنا اليوم الا وتكون لمصلحة لبنان، وهي مبادرة منطلقة من المنطق. ولكننا نحن لسنا في زمن المنطق بل في زمن اللامنطق اليوم. لذلك، اريد ان اقول ان هذه المبادرة ممتازة ولكن قد يكون التوقيت غير مناسب، وخوفنا ان يفجرها التوقيت. لذلك هي المبادرة المنطقية لحل المشكلة الحقيقية في لبنان في التوقيت المناسب. هذا هو رأينا كنظرة اولى الى المبادرة ولكن سندرسها ونرسل جوابا خطيا لكل مفصل فيها ولكل موضوع على حدة".

وردا على سؤال عن الردود السلبية السريعة على المبادرة من بعض قوى السلطة، قال: "نحن نقرأ ثم نرد، فيما غيرنا يرد ثم يقرأ".

وقال ردا على سؤال عن خرق هدنة الاعياد بالتصعيد وكلام النائب وليد جنبلاط التحريضي الاخير ضد الرئيس الاسد: "هناك كلمة واحدة في هذا الاطار وهي ان هذا هو تصرف وليد جنبلاط الطبيعي عندما يرى ان القافلة تسير".

وعن كلام النائب سعد الحريري من ان "حزب الله" غير متورط في اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، فيما بالامس اعتبر النائب جنبلاط ان الحزب متورط، قال: "انهم يصدرون الاحكام على ذوقهم وهذا اكبر دليل على تخوفنا من استعمال المحكمة الدولية، وهذا اكبر جواب اذ السؤال اليوم ماذا تريد اميركا والغرب من المحكمة الدولية. نحن نريد معرفة من قتل الرئيس الشهيد رفيق الحريري، هم يريدون تنفيذ مشاريع ما لم تستطع ان تنفذه اسرائيل خلال حرب تموز يحاولون تنفيذه اليوم عبر المحكمة الدولية. نحن كنا ندعو الى مناقشتها من اجل ازاحة الالغام الموضوعة للبنان لانه اذا حصلت فتنة في لبنان فلن يكون هناك فريق خاسر وآخر رابح بل ان الخسارة ستطاول الجميع. كنا ندعو الى ازالة فتيل الفتنة في ما يختص بلبنان ولنعرف من اغتال الرئيس الحريري، فيما هم يقولون اما تقبلون بالمحكمة كما هي او انتم ضدها. لذلك، فان اكبر اثبات لهاجسنا وتخوفنا في هذا الموضوع هو كلام النائب جنبلاط".

وعن كلمة تضامنية مع محطة ال "نيو.تي.في"، قال: "نحن الى جانبهم ونحن معهم ونعتبر قضيتهم محقة، ونستغرب كيف لم تتم محاكمة المسؤول عن حماية هذه الشقة اذا كان هذا الدليل خطيرا بالفعل. لذلك ارى الامر انتقاما من المحطة وليس كما يتم طرح الموضوع اليوم".

 

اللواء الركن المصري تفقد وحدات الجيش في وسط بيروت

وطنية-29/12/2006 (أمن) تفقد رئيس الاركان في الجيش اللبناني اللواء الركن شوقي المصري, مساء امس وحدات الجيش المكلفة بمهمة حفظ الامن في منطقة وسط بيروت ومحيطها, حيث عاين الاجراءات الامنية المتخذة, واجتمع الى الضباط والعسكريين مهنئا اياهم لمناسبة حلول الاعياد, وناقلا اليهم توجيهات قائد الجيش العماد ميشال سليمان بوجوب البقاء على جهوزية كاملة, والسهر على امن المواطنين وسلامة المؤسسات العامة والخاصة, مشددا على ان دورهم الوطني في هذه المرحلة الدقيقة التي يمر بها الوطن يشكل الضمانة الحقيقية للحفاظ على مسيرة الامن والاستقرار, ومؤكدا ان وحدتهم الوطنية الجامعة ستبقى الاساس في عملية الانقاذ.

 

شيخ العقل دعا في رسالة الاضحى الى التوافق على قمة روحية اسلامية مسيحية سريعا: الاوضاع في لبنان وصلت الى خطورة شديدة وتعقيدات صعبة والشارع ليس طريقا للحل

وطنية- 29/12/2006 (سياسة) وجه شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز,الشيخ نعيم حسن, رسالة عيد الاضحى المبارك, من دار طائفة الموحدين الدروز في بيروت, وجاء فيها : "قال تعالى: سبح لله ما في السموات والارض, وهو العزيز الحكيم, له ملك السموات والارض, يحيي ويميت, وهو على كل شيء قدير. هو الاول والاخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم . والحمد لله في كل بدء وختام. في هذه المناسبة الكريمة، مناسبة عيد الاضحى المبارك ، نتوجه بالتهنئة الى جميع مشايخنا واخواننا وابنائنا في لبنان وجميع انحاء العالم مع دعاء نستمده من عنايته لنرفعه لعزته تعالى بطلب رجاحة العقول وسلامة النفوس وصحة النيات والابدان، مع التمنيات بالتوفيق لما فيه خير الدينا والاخرة, اعاد الله هذه المناسبة على اللبنانيين عموما والمسلمين خصوصا بالخير واليمن والبركات.

بفضله تعالى انطلقت مسيرة المجلس المذهبي الجديد, ومع اعتمادنا على المولى سبحانه وهمة وسعي اعضاء المجلس الكرام نتوجه الى الصفوة الافاضل في طائفتنا الكريمة ليكون عونا لنا من اجل جمع الشمل, وحفظ الكيان, والسعي الى الافضل في مجتمعنا التوحيدي, ولنتمسك بجوهرنا الروحي, ونجتمع حوله مهما تباينت بيننا الاراء, لان هذا الجوهر منبع الخير ومصدر النهوض في طائفتنا الى مدارج الفلاح, معتبرا نفسي مسؤولا تجاه كل فرد دون تفريق بين شخص, مرددا قول الشاعر:

وان الذي بيني وبين بني ابي وبين بني عمي لمختلف جدا واذا اكلوا لحمي وفرت لحومهم وان هدموا مجدي بنيت لهم مجدا يطل علينا الاضحى المبارك هذا العام ، اين منه بهجة العيد في وطن يتبع ابناؤه مسالك التفرقة حتى نكاد نقول مع الشاعر: لقد طلع الاضحى على الناس عابسا فما ثم الا اليائس المتشائم سلام على الاعياد في زمن خلا اذ العيش نضر والثغور بواسم من هنا نرى التأكيد على الثوابت الاتية:

1- ان الاوضاع في لبنان وصلت الى خطورة شديدة, وتعقيدات صعبة, بات الاهتمام بانقاذ لبنان امر ملحا, واذا كانت المصلحة الوطنية تتعارض مع تغليب فريق على الآخر فانها تفرض على كل لبناني ان يقلع عن التعصب في المواقف التي تهدد الوطن بالضياع وتقوده الى مهاوي الفتنة، لذلك ندعو الى اتباع الحكمة والتعقل، فلا خيار سوى الدولة الواحدة التي تحقق العدالة والمساواة بين جميع اللبنانيين على اختلاف مذاهبهم ومناطقهم, والحوار الصادق المتجرد هو السبيل الاوحد للخلاص, لان الشارع ليس طريقا للحل.

2- ان طائفة الموحدين الدروز لم تحمل بيارقها الخفاقة يوما الا دفاعا عن الاسلام والعروبة والعزة والكرامة والوطنية, ونحن حماة لبنان, والمضحون في سبيله وصانعو تاريخه, وفيه باقون ويدنا ممدودة للجميع, لن نقبل بانهيار الوطن امام اعيننا دون السعي من اجل انقاذه مع المخلصين والغيارى . لذلك ندعو الى التوافق على عقد قمة روحية وطنية اسلامية مسيحية سريعا, اضافة الى الثوابت التي اعلنتها القمة الروحية الاسلامية في دارهم ودارنا, والثوابت التي تضمنها بيان المطارنة الموارنة الاخيرة لترجمتها عمليا من اجل تدارك الاخطار المحدقة بالوطن.

3- اننا نوجه التحية والتقدير للجيش اللبناني قيادة وافرادا, وكافة القوى الامنية الساهرة على امن الوطن والمواطنين ونسأل الله عز وجل ان تبقى صيانته الدرع الواقي من اية فتنة تمس كيان هذا الوطن العزيز.

كما نتوجه الى مصادر الاعلام ان يراعوا حرية الرأي والكلمة بشكل يتناسب مع وحدة الوطن والعيش المشترك.

واخيرا, انتهز هذه المناسبة لاتوجه بالشكر والتقدير لجميع الذين تفضلوا بتهنئتنا على تولينا مهام مشيخة العقل من شخصيات سياسية وامنية وقضائية ودبلوماسية ونقابية واجتماعية وغيرها, معتذرا عن عدم قبول التهاني هذا العام لمناسبة عيد الاضحى المبارك, نظرا للظروف الراهنة".

 

الرابطة الوطنية: النائب جنبلاط اصيب بخية امل بعد هزيمة المشروع الاميركي

وطنية - 29/12/2006 (سياسة) عقدت الرابطة الوطنية اللبنانية اجتماعها الاسبوعي، ورأت في بيان اصدرته ان النائب وليد جنبلاط قد اصيب بخيبة أمل بعد هزيمة المشروع الاميركي في المنطقة الذي كان يعول عليه، وانه بهجومه على المقاومة يشن الهجوم على نفسه ويدين نفسه". ودعت الرابطة "الوزير مروان حمادة الى العودة الى العقل". واستنكرت الرابطة اعتقال فريق محطة "تلفزيون الجديد" فراس حاطوم وعبد فياض ومحمد بربر. واعتبرت "ان اعتقال هؤلاء هو تستر على كشف حقيقة اغتيال الشهيد رفيق الحريري".

 

المحامي عازوري تقدم بإخبار الى النيابة العامة حول ما ذكره النائب جنبلاط عن إختفاء شريط محاولة إغتيال حمادة من المحكمة العسكرية وظهوره لدى السيد

وطنية - 29/12/2006 (قضاء) أعلن المحامي أكرم عازوري في بيان اليوم أنه "تقدم بوكالته عن اللواء الركن جميل السيد بإخبار الى النيابة العامة التمييزية حول ما ذكره النائب وليد جنبلاط في مقابلته أمس على تلفزيون العربية من حيث قوله ان شريط السيارة المفخخة في جريمة إغتيال الوزير مروان حمادة، إختفى من المحكمة العسكرية وعاد وظهر لدى جميل السيد، طالبا التحقيق في الموضوع ومحتفظا بحق الإدعاء". وطالب "بإعتبار ما ذكره النائب جنبلاط بمثابة إخبار علني، مشيرا الى اتهمات مماثلة كان سبق للنائبين جنبلاط وحمادة أن أطلقاها منذ سنتين وحتى الأمس القريب ضد مخابرات الجيش في حينه، وتتهمها أيضا بإخفاء الشريط المذكور". وإستنكر "هذه الإفتراءات التي تضعف التحقيق العدلي الجاري حاليا، وأبدى أسفه لإقحام إسم موكله في هذه المهاترات السياسية التي لم تجد نفعا في خدمة الحقيقة بقدر ما ساهمت في تضليل التحقيق والتغطية على المجرمين".

 

النائب السابق الداوود انتقد تصريحات النائب جنبلاط

وطنية-29/12/2006(سياسة)انتقد امين عام حركة النضال اللبناني العربي النائب السابق فيصل الداوود, في بيان اليوم, التصريحات الاخيرة لرئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط , واعتبرها "اشارة لاشعال فتنة داخلية". واشار الى "ان جنبلاط يعيش هستيريا امنية من ان حياته في خطر, وان اتهامه لحزب الله بالاغتيالات دون الاستناد الى وقائع, يؤكد انه اصيب بفقدان التوازن, وقال:"ان لبنانية السيد حسن نصرالله اقوى وارسخ من كردية النائب جنبلاط التي اعترف ويعترف بها دائما".

 

درغام: عام 2007 سيكون عام الحق والحقيقة

وطنية - 29/12/2006 (سياسة) شدد رئيس هيئة الطوارىء العسكرية في حركة الناصريين المستقلين (المرابطون) محمد درغام في بيان اليوم على ضرورة "حماية الحريات ودعم دولة القانون والعدل التي كان يصبو اليها الرئيس الشهيد رفيق الحريري ومن سبقه من القادة الشهداء". واعتبر "ان العام 2007 سيكون عام الحق والحقيقة".

 

الرئيس السنيورة استقبل سفير الصين الجديد

وطنية- 29/12/2006 (سياسة) استقبل رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة صباح اليوم في السرايا الكبير سفير الصين الجديد في لبنان ليو زيمينغ في زيارة بروتوكولية لمناسبة تسلمه مهامه.

 

حزب الاتحاد: النائب جنبلاط يعمل لافشال الحلول وتشويه صورة المقاومة

وطنية - 29/12/2006 (سياسة) انتقد حزب الاتحاد في بيان اليوم "اتهام النائب وليد جنبلاط للمقاومة الاسلامية بالمشاركة في عمليات الاغتيال التي طالت عددا من الشخصيات اللبنانية"، معتبرا "ان جنبلاط يعمل لافشال الحلول السياسية المقدمة للخروج من الازمة، وتشويه صورة المقاومة

 

العلامة النابلسي: لماذا يجب أن يبقى لبنان تحت وصاية الطوائف؟

اللبناني يبحث عن هوية وطنية جامعة وقضية تحمل معنى وجوده

وطنية - 29/12/2006 (سياسة) إعتبر رئيس "هيئة علماء جبل عامل" العلامة الشيخ عفيف النابلسي في بيان اليوم أن "الإستغراق في اللحظة المباشرة للحدث السياسي على الساحة البنانية لا تحجب المتأمل عن النظر في مستوى الانحدار الذي بلغته الديموقراطية اللبنانية، والعلاقة بين رجال الحكم والمواطنين، والسياسات التي تخفي عيوب المجتمع اللبناني الغارق في الطائفية والمذهبية والفئوية المنغلقة". أضاف: "ما قيمة لبنان إذا ذهبنا به الى التعصب والعدوانية والقبائلية، وألغينا فيه حلم الانسان بأن يكون مواطنا عابرا لطائفته ومذهبه ومنطقته، يبحث عن هوية وطنية جامعة وعن قضية تحمل معنى وجوده، ولماذا يصر الحكام أن يكون الفرد في لبنان طائفيا وليس لبنانيا وطنيا؟ ولماذا يجب أن يبقى لبنان تحت وصاية الطوائف وليس أمام سلطة القانون؟ وكيف السبيل لنشر الثقافة الديموقراطية السلمية والعقلانية التي لا تستنفر العصبيات المذهبية والتعبئة الغرائزية". ختم: "للأسف الشديد فإن الحاكم اليوم يستيقن الديموقراطية في نفسه ولكنه جاحد بها ومعطل لمفاعيلها. وحين نتكلم عن الحرية والديموقراطية في الحسم والانتقال من مرحلة الى أخرى يفترض أننا نتكلم عن بلد ديموقراطي ورجال سياسة ديموقراطيون, ولكن ما نراه هو أننا أمام رجال سياسة مستأثرين، يقوضون ما تبقى من معالم للديموقراطية، ويستبيحون ما هو ناظم لإجتماعهم السياسي، أعني به الدستور".

 

نداء من الرؤساء العامين للرهبان والراهبات ل"إنقاذ الوطن":على المسؤولين التحاور لإيجاد حلول سريعة للخروج من النفق المظلم

وطنية - 29/12/2006 (سياسة) إجتمع أعضاء المكتب المشترك للرؤساء العامين والرئيسات العامات للرهبان والراهبات في لبنان، أمس في مركز الدراسات والأبحاث المشرقية - أنطلياس، وبحثوا في مواضيع تتعلق بالحياة الرهبانية وبالمؤسسات التربوية والإستشفائية والإجتماعية التابعة لهم.

ورأى المجتمعون بأن "يوجهوا نداء ملحا الى جميع المسؤولين السياسيين، حكومة ومعارضة، ليتراجعوا عن تعنتهم ويتحاوروا من أجل إيجاد حل سريع للخروج من النفق المظلم الذي أدخلوا الوطن فيه. ونصرح لهم جميعا، ومن دون إستثناء أحد، بأن الشعب الذي أولاهم ثقته قد أصبح على حافة اليأس منهم. فالأوضاع ما عادت لتتحمل المزيد من التدهور والإنزلاق نحو المجهول. إن الوطن أهم من جميع المسؤولين ومصلحة الشعب فوق مصالحهم، والإسراع في إيجاد الحل يعيد الى الشعب الثقة بالوطن وبالمسؤولين. ليس الوقت الآن لتغليب فئة على أخرى أو جبهة على جبهة بل للمصالحة وإيجاد الحلول الوسطى التي ترضي الجميع وتنقذ الوطن".

أضاف: "إننا إذ نشارك الجميع التهاني بالميلاد المجيد ورأس السنة وعيد الأضحى المبارك، نؤكد من جديد إيماننا بلبنان الرسالة، كوطن سيد حر، يتسع لجميع أبنائه، من دون تفرقة، ويؤمن للجميع النمو والإزدهار والعيش الكريم. إننا جميعا، رهبانا وراهبات، في خدمة هذا الوطن وشعبه، صامدون في الدفاع عن قيمه وتراثه وملتزمون بقضاياه. لذا ندعو جميع مواطنينا بألا يفقدوا الأمل، بل ليلتزموا معنا ويصلوا من أجل إنقاذ وطننا الحبيب".

 

العلامة فضل الله: المبادرة العربية بدأت تتعثر في الدوائر الإقليمية المسؤولون يتطلعون إلى كلمة السر من الخارج وكثيرون يخططون لمصالحهم الخاصة

النظام اللبناني قبلي والأزمة بالغة التعقيد لأنها ترتبط بالأخطبوط الخارجي

وطنية-29/12/2006(سياسة)ألقى العلامة السيد محمد حسين فضل الله خطبتي صلاة الجمعة، من على منبر مسجد الإمامين الحسنين في حارة حريك، في حضور عدد من شخصيات علمائية وسياسية واجتماعية، وحشد من المؤمنين، ومما جاء في خطبته السياسية:

"الكارثة العربية الإسلامية في الصومال، البلد الجائع المحروم، الذي تحركت الإدارة الأميركية للثأر من شعبه على هزيمتها السابقة، فكان لحليفتها أثيوبيا الدور العدواني في الهجوم عليها بمختلف الأسلحة الفتاكة، ما أدى إلى قتل وجرح وتشريد الآلاف من دون أن نجد رد فعل عربي أو إسلامي، وحتى من مجلس الأمن، لوقف إطلاق النار وإيقاف هذه المذبحة الوحشية، لأن المطلوب هو أن تحقق أميركا المهمة التي أثارت الحرب من أجلها، كما هو الحال في لبنان والعراق. وربما اتسعت هذه الحرب لتشمل القرن الإفريقي من أجل تحقيق مصالح أميركا الاستراتيجية ضد الشعوب المستضعفة".

اضاف:"ومن جهة ثانية، فإن مجلس الأمن العاجز عن إصدار قرار بوقف إطلاق النار حيال ما يجري في الصومال يصدر بالإجماع عقوبات ضد إيران، مع أن هذه العقوبات ليست لها أية قاعدة قانونية، لأن كل هذه الدول، إضافة إلى أجهزة وكالة الطاقة الذرية، لم تقدم أي دليل على أن إيران تخطط لصنع السلاح النووي، بل إنها بجميع قياداتها الدينية والسياسية تؤكد أن المشروع النووي مشروع سلمي لتوليد الطاقة، ولكن القضية هي أن هذه الدول الغربية وفي مقدمها أميركا لا تريد لإيران أن تملك الخبرة العلمية النووية، حتى على المستوى السلمي.ونحن نتساءل من الذي جعل من هذا الغرب الذي انطلق في كل تاريخه ضد العرب والمسلمين وكيلا علينا لاستصدار الأحكام والمواقف العقابية على المنطقة كلها، في الوقت الذي لا يحرك ساكنا إزاء الترسانة النووية الذرية الإسرائيلية، التي تمثل التهديد للمنطقة كلها بفعل الخطة العدوانية الصهيونية في احتلالها لفلسطين، وفي عدوانها المتكرر الوحشي على لبنان وسوريا واحتلالها لأكثر من موقع هناك وتحالفها الاستراتيجي مع أميركا ضد العراق وأهله من خلال أجهزة الموساد التي تنشط في أكثر من جانب في الساحة العراقية".

ودعا الشعب الإيراني إلى الوقوف صفا واحدا كالبنيان المرصوص مع قيادته في وحدة وطنية إسلامية ضد العقوبات الأميركية ـ الغربية.

وتحدث العلامة فضل الله عن فلسطين فقال،ان الوضع السياسي في فلسطين لا يزال خاضعا لأكثر من إرباك في الخلافات القائمة بين الحكومة والسلطة في مناخ إسرائيلي وعربي ودولي يخطط لتوسيع المشاكل في الواقع الفلسطيني، حيث يصرح رئيس وزراء العدو بأن ما يقدمه من بعض الطلبات المطلوبة من رئيس السلطة، يستهدف الإيقاع بين الفلسطينيين وتقوية عباس في وجه حماس، التي لا تزال تعارض الاعتراف بإسرائيل وتمتنع عن الموافقة على الاتفاقات المعقودة مع العدو لأنها لا تحقق مصلحة الشعب الفلسطيني".

اضاف:"إننا أمام هذا الواقع، نرى في إطلاق حركة المقاومة المجاهدة للصواريخ ضد المستوطنات الصهيونية ردا طبيعيا على ما تقوم به إسرائيل من اغتيالات واعتقالات في الضفة الغربية، في الوقت الذي تقرر حكومة العدو بناء مستوطنة جديدة في غور الأردن، تضاف إلى المستوطنات الكبرى التي اجتاحت الأرض الفلسطينية في عملية اغتصاب للشعب.

إننا ندعو الفلسطينيين، ولاسيما فصائل الانتفاضة، إلى تحريك الوحدة الجهادية بينها، لأن إسرائيل ترفض منح الشعب الفلسطيني أي حق من حقوقه الشرعية، والتي في مقدمها قيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس. وعلى الفلسطينيين أن لا يثقوا بوعود الغرب، وخصوصا أميركا، بعدما أعلن أمين عام الجامعة العربية إن قضية السلام في فلسطين ماتت، فلم يبق لها أي دور في الواقع السياسي، الأمرالذي يفرض امتداد الجهاد إلى حين التحرير".

ثم تناول الوضع في العراق فقال:"أما العراق الجريح، الذي يجتاحه الاحتلال الأميركي وحليفه البريطاني، فإنه لا يزال ينزف من خلال الضحايا التي تسقط في صباح كل يوم بين قتيل أو جريح من المدنيين الأبرياء، إلى جانب عمليات الخطف الوحشية والتشريد والتهجير الهمجي، وعمليات القتل التي يمارسها الاحتلال البريطاني والأميركي ضد العراقيين ورموزهم، في الوقت الذي نجد بعض العلماء من المسلمين يصبون الزيت على النار ويثيرون المسألة المذهبية في التباكي على فريق من العراقيين، مع أن المسألة هي أن الجميع من السنة والشيعة يتعرضون لعمليات القتل والتفجير المتحرك في أكثر من بلد في العراق، ما يجعل الواقع العراقي كله يعيش فيما يشبه الكارثة من خلال قوات الاحتلال من جهة، ودعوى التكفير المذهبي لأولئك الذين يستبيحون دماء المسلمين من جهة أخرى".

وطالب الشعب العراقي أن يقف عند وحدته الإسلامية والوطنية التي تحفظ للشعب كله أمنه وسلامته، فلا يجوز لعراقي أن يعتدي على عراقي آخر، بل يحفظ كل واحد الإنسان الآخر انطلاقا من علاقة الإسلام والمواطنة والإنسانية التي تربط بينهم، وأن يقف الجميع ضد المحتل في عملية مقاومة شريفة لا ينطلق فيها العنف إلا ضد الاحتلال.

وتناول السيد فضل الله الوضع في لبنان فقال:"أما في لبنان، فإن المبادرة العربية بدأت تتعثر في الدوائر الإقليمية من خلال التعقيدات التي أحاطت وتحيط بعلاقة هذه الدولة العربية بالدولة العربية الأخرى، ومن خلال أكثر من عقدة خاصة تتحرك هنا وهناك وتترك تأثيراتها على الشأن اللبناني بفعل بعض الحساسيات الحادة التي تمظهرت في كثير من الكلمات والمواقف السياسية، هذا إضافة إلى الخطة الأميركية التي تمتد معها الخطة الأوروبية في الدخول على خط الأزمة لتأييد فريق ضد فريق آخر، وفي ظل التدخل المباشر وغير المباشر في قضايا الحكم والحكومة، وفي حديث مخادع عن الديموقراطية التي لا تبصر أميركا ومن معها معالمها في الحشود الشعبية وفي حركة المعارضين بكل امتداداتها لأن المسألة لدى الكثيرين من هؤلاء الساسة في الخارج، هي تأكيد خطوطهم الخاصة، أما في الداخل فإن الجدل الذي يتراشق به البعض، يثير الكثير من العنف الكلامي في أساليب الوعيد والتهديد، ما يجعل الشعب كله حائرا لا يعرف من أين يبدأ أو إلى أين ينتهي، وكيف يجد في حاضره ومستقبله الحكومة الرشيدة التي يلتقي عليها اللبنانيون لدراسة القضايا السياسية والاقتصادية والأمنية، بل يجدون بدلا منها بعض المعقدين الذين يتاجرون بالمذهبية تارة، والطائفية أخرى، في عملية إثارة مستمرة".

اضاف:"إننا لا ندري كيف يمكن أن يسير البلد نحو الأمان في ظل سياسة إدارة الظهر التي تجعل من يقدم نفسه للناس كسلطة شرعية يصر على إغماض عينيه أمام المشهد الذي تهتز فيه البلاد وتصرخ فيه العباد، فيما يتطلع فيه المسؤولون إلى كلمة السر التي تأتي من الخارج".

وختم: "إن المشكلة هي أن الكثيرين يخططون لمصالحهم الخاصة، أما مصالح الشعب اللبناني فإنها تتحرك في متاهات المجهول".

حديث الى"ابو ظبي"

وفي مقابلة مع تلفزيون "أبوظبي" قال العلامة فضل الله عن تصوره للحل والجهة المسؤولية عنه:

" في تصوري أن مسألة الحل في مفرداتها، هي مسألة الشرعية، فهناك فريق يعتبر أن الشرعية هي في الحكومة، وهناك فريق آخر يعتبر أن الحكومة غير شرعية، وبالتالي فإن هذه القضية تحتاج إلى حل، وأظن أن المبادرة العربية كانت تحاول ذلك، ولا أدري إذا كانت قد أعلنت فشلها أم لا، ولكن عمق المسألة يتصل بالمحور الخارجي. وإنني من خلال متابعتي للتصريحات الصادرة عن الإدارة الأميركية، أجد أن الرئيس الأميركي بوش يتدخل في المسألة اللبنانية الداخلية بشكل مباشر، وهو يمنع أي حل قد يحقق للمعارضة ما قد يعتبر انتصارا، لأنه يريد أن يغطي في لبنان فشله في العراق، ولذا فإنني أعتقد أن المسألة بالغة التعقيد، لأنها مرتبطة بالأخطبوط الخارجي".

وردا على سؤال عن الحرب الكلامية التي يشنها أصحاب العمائم، قال :" رجال الدين هم مواطنون كبقية المواطنين، ولكن عليهم ألا يكونوا فريقا لجهة دون أخرى، بحيث يتحولون إلى موظفين لدى هذه الجهة السياسية أو تلك، بل عليهم أن يعملوا لتأكيد المحبة بين اللبنانيين، ولكن بعضهم قد انحرف عن هذا الخط المستقيم".

وحول من يحول الصراع السياسي في لبنان إلى صراع مذهبي على الطريقةالعراقية، قال:

"أنا لا أفهم كيف يمكن أن نطلق على هذا الصراع في لبنان بأنه صراع مذهبي، فالمعارضة تضم طوائف عدة، وكذلك الموالاة. في العراق إذا كانت المسألة طائفية، فهي من جهة أن هذه الطائفة أو تلك تريد أن تحصل على حقوقها من خلال الحكم، فهناك حساسية حول السلطة في العراق، أما في لبنان فليست الحكومة سنية، بل ائتلافية يرأسها سني، كما أن مجلس النواب مجلس لبناني يرأسه شيعي، وهكذا بالنسبة إلى رئاسة التي تمثل كل لبنان، وإن كان رئيسها مارونيا، ولذلك فليس هناك مشكلة بين الطائفة السنية والطائفة الشيعية في لبنان لمجرد أن يكون رئيس الحكومة سنيا. ولذلك فإن إدخال العنصر المذهبي في لبنان هو إدخال لعنصر ليس له أي مدخلية في الواقع السياسي أو في الواقع الطائفي كليا، والمعارضة لم تقف ضد الطائفة السنية، بل ضد الحكومة بمجموعها، فليست هناك دعوة لحكومة شيعية على أنقاض حكومة سنية".

وعن مقولة جبران خليل جبران: "الويل لأمة كثرت فيها طوائفها وقل فيها الدين"، قال:

"هذا صحيح، لأن الطائفية ليست دينا، بل هي عشائرية قبلية، والكثير من الطائفيين لا يؤمنون بالله ولا بالسيد المسيح ولا بمحمد. والنظام اللبناني ليس نظاما دينيا، بل هو نظام طائفي قبلي عشائري يتغذى من العناصر البشرية للطوائف لا من العناصر القيمية أو الروحية للطوائف".

وردا على سؤال حول وضع المسلمين والعرب في موسم الأعياد، قال:" إن المطلوب هو السيطرة على العالم الإسلامي وإسقاط مصالحه أمام المصالح الاستكبارية، ولذلك نريد أن نقول للمسلمين بمناسبة عيد الأضحى: إن علينا ألا نشغل أنفسنا بالمذهبيات وبالطائفيات، وبأن يحارب بعضنا الآخر ويكفر بعضنا الآخر، بل علينا أن نتوحد في مقابل التحدي الغربي الاستكباري ضد الإسلام.إن على المسلمين أن يعيشوا ذهنية الأمة ولا يعيشوا في الذهنية المحلية الضيقة، التي تستغرق في الخصوصيات المحلية الخاصة".

اضاف: "أقول للبنانيين ان عليهم أن يستوحوا من مناسبة الأعياد الإسلامية والمسيحية وتقاربها السيد المسيح والقيم الروحية التي تتحرك من أجل المحبة وأن يستوحوا النبي محمد في معنى الرحمة، لينطلق الجميع في حركة المحبة والرحمة على المستوى السياسي والإنساني لنصنع لبنان القوي بتماسك أبنائه وتلاحم طوائفه وكل فئاته وعناصره".

 

المفتي قباني تلقى اتصالات تهنئة بالاضحى من الرئيس السنيورة وشخصيات

وطنية - 29/12/2006 (سياسة) تلقى مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ الدكتور محمد رشيد قباني إتصالات تهنئة بعيد الأضحى المبارك من رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة، والرئيس نجيب ميقاتي، ورئيس كتلة "المستقبل" النيابية النائب سعد الحريري، وسفير إيران في لبنان محمد رضا شيباني، ووزراء ونواب حاليين وسابقين وعدد من الشخصيات. ووجه مفتي الجمهورية برقيات تهنئة بعيد الأضحى إلى الملوك وألامراء والرؤساء في البلدان العربية والإسلامية والى وزراء الأوقاف والمفتين.

 

الجيش: طائرتان اسرائيليتان اخترقتا الاجواء اللبنانية وحلقتا فوق الجنوب

وطنية - 29/12/2006 (أمن) صدر عن قيادة الجيش - مديرية التوجيه البيان الاتي: "عند الساعة 18,07 من يوم أمس، اخترقت طائرة استطلاع إسرائيلية معادية الأجواء اللبنانية من فوق البحر قبالة صور، ونفذت طيرانا دائريا فوق المناطق الجنوبية، ثم غادرت الأجواء عند الساعة 21,10 من فوق علما الشعب بإتجاه الأراضي المحتلة. كما اخترقت طائرة مماثلة الأجواء اللبنانية من فوق البحر قبالة البياضة، ونفذت طيرانا دائريا فوق المناطق الجنوبية، ثم غادرت الأجواء عند الساعة 1,00 بعد منتصف الليل فوق علما الشعب".

 

الوزير صلوخ: مبادرة ما قد تبرز مع مطلع العام 2007 والخروج من الازمة يكون في العودة الى الدستور والطائف

وطنية -29/12/2006 (سياسة) توقع وزير الخارجية والمغتربين المستقيل فوزي صلوخ "مبادرة ما قد تبرز مع مطلع العام 2007"، طالبا "من الاشقاء العرب الذين يحبون لبنان دعمه ومؤازرته". ورأى "ان الخروج من الازمة هو في العودة الى الدستور".

وقال الوزير صلوخ في حديث اذاعي "في طبيعة الأمر لا أحد يرضى بأن تستمر الاوضاع على ما هي عليه، وكذلك لابد من ان هناك آراء ومبادرات قيد الدرس والجميع يتوقعون مبادرة جديدة مع مطلع العام الجديد ونحن نأمل من جميع القادة السياسيين ان يعملوا على التفاهم والتشاور والتحاور بما يخدم المصلحة اللبنانية، كذلك المطلوب ايضا من القادة العرب الذين يحبون لبنان ان يشدوا أزره وان يتم التشاور والتحاور بينهم حتى ينسحب هذا التوافق والتفاهم العربي على التوافق والتفاهم اللبناني". وعن التأثير المباشر على الاقتصاد اللبناني من جراء اعتصام المعارضة اللبنانية ؟ اجاب: "لا أظن ان الوضع الاقتصادي في السوق التجاري او وسط العاصمة تأثر كثيرا طالما المطاعم ما زالت مفتوحة والمحلات التجارية ما زالت مفتوحة والمتظاهرون يتظاهرون بطريقة حبية وودية وحضارية وديموقراطية".

وحول رأيه في الحل الانسب للخروج من الازمة السياسية الحالية في لبنان؟

قال:" الحل الامثل هو العودة الى الدستور وما يقوله الدستور ومايقوله اتفاق الطائف. واذا كان هناك من تخوف على المحكمة ذات الطابع الدولي فجميع اللبنانيين قرروا هذا القبول بهذه المحكمة ونحن نرجو ان يتم انشاء هذه المحكمة لاننا جميعا وراء معرفة الحقيقة، حقيقة الجريمة النكراء التي اودت باستشهاد الرئيس الشيخ رفيق الحريري، ويهمنا خدمة لهذه الحقيقة ان تكون المحكمة بعيدة كل البعد عن اية مآرب سياسية والا تكون عامل انقسام بين اللبنانيين لان الجميع مصر على كشف الحقيقة, وبالتالي لا يجب تصوير المحكمة وكأنها انتصار لفريق على فريق, فبقدر ما تكون المحكمة مسارا قانونبا قضائيا بحتا بقدر ما تخدم استقرار لبنان وتخدم ظهور الحقيقة , وهذا يتطلب توافقا لبنانيا على تفاصيل هذه المحكمة في اطار المبدأ الذي يجمع عليه الجميع وهو ضرورة الوصول الى الحقيقة الكاملة" .

وعن تمنياته للعام الجديد، قال الوزير صلوخ :"اتقدم من اللبنانيين بخالص التمنيات بالاعياد المباركة وارجو ان يحمل العام الذي سيطل علينا الطمأنينة والامان والازدهار لوطننا الحبيب لبنان الذي عانى طويلا والذي لا يستقر الا باتفاق اهله وصونهم لوحدتهم الوطنية الغالية, ومهما كانت الخلافات فان اللبنانيين قادرون على تجاوزها اذا حسنت النوايا ووجدت الارادات الخيرة والصادقة على تلمس طريق الوفاق والوحدة" .

 

المطران مطر يحتفل بقداس رأس السنة على نية السلام في لبنان والعالم

وطنية - 29/12/2006 (متفرقات) يحتفل رئيس أساقفة بيروت للموارنة المطران بولس مطر بالقداس الإلهي على نية السلام في لبنان والعالم عند الحادية عشرة والربع من قبل ظهر الاثنين أول كانون الثاني المقبل، في كنيسة سيدة الوردية في رأس بيروت.

 

جنبلاط يشنّ هجوماً عنيفاً على "حزب الله" وأمينه العام: شركاء في "بعض" الاغتيالات وحصلوا على أسلحة من "ايران كونترا"

 المستقبل - 2006 / 12 / 29

 شنّ رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط "حزب الله" هجوما على "حزب الله" وأمينه العام السيّد حسن نصر الله، الذي أكد أنه "ليس لبنانيا وهو يتلقى أوامره من النظام السوري وجمهورية ايران"، مضيفا: "عندما يكون لبنانيا، ينضم تحت لواء الشرعية اللبنانية".

واتهم الحزب بأنه "وراء بعض" الاغتيالات إن لم أقل كلها"، وبتورطه بالحصول على أسلحة من اسرائيل مقابل اطلاق رهائن غربيين في ما يعرف بقضية "ايران كونترا". كما اتهمه بمصادرة الطائفة الشيعية "وأخذها إلى مكان آخر خارج عروبتها ولبنانيتها، ثم يهددها ويؤذيها ثقافياً وسياسياً واقتصادياً. وقال: "كنت اخالف بعض الحلفاء الرأي بالحزب، لكن الغشاوة سقطت عن عيني نهائيا يوم 12/12/2005". مشيرا الى "حلقة ترابط أمنية مخابراتية سياسية بين الحزب والنظام السوري".

وأبدى تخوفه من أن "تدفع الجهات التي تتحكم بقرار حزب الله الحزب باتجاه حرب أهلية في لبنان"، وأكد انه "أمام اصرار النظام السوري على اجهاض ثورة الاستقلال، فان المحكمة الدولية وحدها قد تعطينا توازن رعب سلميا".

ولفت الى تواصل مساعي قوى التحالف السوري ـ الايراني لاجهاض مبادرة جامعة الدول العربية لحل الأزمة في لبنان بقيادة أمينها العام عمرو موسى، كاشفا أن "أولوية هؤلاء حكومة مع أقلية معطلة، أي مقررة، أما المحكمة فعلى الوعد يا كمون". واكد "القرار ليس بيد المعارضة بل في دمشق"، لكنه أشار الى ان "أي قوة، اقليمية أو دولية، لا تستطيع أخذ التزام أو وعد صادق من الرئيس السوري بشار الاسد"، الذي وصفه بـ "الكذاب الذي لا يفهم إلا بالقتل والاغتيال والسيارات المفخخة والتخريب".

كلام جنبلاط جاء في خلال حوار أجرته معه الزميلة جيزيل خوري ضمن برنامج "بالعربي" عبر قناة "العربية"، الآتي نصه:

أقل ما يقال في تصريحك قبل يومين انه ناري، وقد اعتبره السوريون تهديد مباشر بقتل الرئيس بشار الأسد؟

ـ صحيح، لكن هذه أصول اللياقة والمعاملة. يجب أن نعامل النظام السوري كما يعاملنا. هو يعاملنا بالسيارات المفخخة، بالاغتيالات والتخريب وإرسال المخرّبين، وآخرهم كان فتح الإسلام والتهديد بالقاعدة. عانينا وطبيعي ومنطقي ان نعاملهم بالمثل. عندما يشعر النظام السوري انه لا بد من فتح صفحة جديدة في علاقات طبيعية بين دولتين وبين شعبين، عندها ربما نرى. الآن لست أدري لماذا تصريحي هو تهديد، بالعكس هو معاملة بالمثل وأصول اللياقة، بما ان لياقته (الأسد) انه لا يفهم إلا بالقتل والاغتيال والسيارات المفخخة والتخريب، يجب ان نعامله بالمثل هو ونظامه.

هل يفهم من تصريحك انه إذا لم تكن هناك محكمة دولية لمحاكمتهم فانكم تريدون البدء بالقتل؟

ـ لا، ما أقوله هو ان هذا النظام في النهاية، على أي أحد عربي أو دولي أن لا ينخدع، فليس هناك من امكانية للحل مع هذا النظام.

هل أنتم قادرون على إسقاط هذا النظام، وهل يحق لكم اسقاطه؟

ـ هل يحق له أن يسقط ثورة الاستقلال في لبنان؟، وهل يحق له ان يعتدي على حريتنا وكرامتنا؟، هل يحق له من خلال أزلامه، حسن نصر الله وغيره، أن يفتح حرباً متى يشاء ويسلّح نصف البلد، ويعمل دولة ضمن دولة؟ من يحق له ذلك؟.

نصر الله ليس لبنانياً

لكن نصر الله هو زعيم لبناني؟

ـ لا هو غير لبناني، انتهينا من هذا الموضوع. ليس لبنانيا هو يتلقى أوامره من النظام السوري وجمهورية ايران. عندما يكون لبنانيا، ينضم تحت لواء الشرعية اللبنانية. السيد حسن لديه دولته وسلاحه وجمهوره وماليته واقتصاده ولديه ثقافته التي تختلف كليا عن ثقافتنا، انها ثقافة الاستشهاد التي هي في النهاية ثقافة الحزن والموت والبؤس، وليس ثقافة الحب والأمل وثقافة الحياة عندنا.

لكنه زعيم طائفة كبيرة في لبنان وهي تشارك هذا الوطن واساسية فيه؟

ـ لا أحد يتكلم عن الشيعة، أنا أتكلم عن هذا الحزب الذي صادر هذه الطائفة، أخذها إلى مكان آخر خارج عروبتها ولبنانيتها، ثم يهددها ويؤذيها ثقافياً وسياسياً واقتصادياً. ثم هل هذا حزب بالعقل، دولة ضمن دولة، ماليته مستقلة وسلاحه يأتي إلى أي مكان، هو اعترف انه في الحرب استهلك 4000 صاروخ وصار لديه (بعد الحرب) 20.000صاروخ، هل هذا زعيم عادي؟ كلنا في مرحلة معينة كنا نتمتع باستقلالية معينة في أيام الحرب الأهلية، ثم سلمنا سلاحنا للدولة، دولة الطائف.

كذبة "لو كنت أعلم"

هو كان لديه مقاومة وحقق انتصاراً في 2000؟

ـ حرر في الألفين. وبعد ذلك؟.. حررنا عام 2006 تحت شعار البيان الوزاري، "ملاّ كذبة"، البيان الوزاري الذي يقول انه يدعم المقاومة لم يقل للسيد حسن نصر الله ندعم المقاومة تحت شعار فتح حرب في أي لحظة تريد ومخالفا أصول الخط الأزرق، ليس في (مزارع) شبعا، يبدو ان السيد حسن شبع من شبعا. ثم هو اعترف بالخطأ، "لو كنت أعلم"، أكبر كذبة تاريخية "لو كنت أعلم"..، نعم "لو كنت أعلم" 800.000 مهجر، 100.000 منزل مهدم كليا أو جزئيا، 10 مليارات دولار خسارة، وطبعاً نوع من الزراعات الجديدة في الجنوب، إلى جانب الموز والليمون والتفاح، القنابل العنقودية.

لكن يمكننا القول ان هذا الانتصار رفع معنويات العرب، ويمكن أن نقول ان الاسرائيليين خافوا من الحرب في لبنان؟

ـ هذه الاسطورة انتهت في شوارع بيروت، عندما وقفنا جميعاً كلبنانيين وأشدنا بهذا الانتصار الذي كنا بغنى عنه، وكنا بغنى عن خطف هؤلاء الجنود من اجل تبادل الاسرى بهذه الكلفة، وفي النهاية كنا بغنى عن كل ذلك وكان يمكن أن نفلت الأسرى بشكل مختلف.

طفح الكيل

لكن السيد نصر الله يقول شيئا ثانيا، انتم تقولون انكم التفيتم حول المقاومة ولكن الحقيقة غير ذلك، وتلفزيون "المنار" اتهم الوزير مروان حمادة بأنه دل السفير الاميركي على المبنى الذي سقط فيه اطفال وعائلات، وفي النهاية بالنسبة اليهم أنتم خونة ومشيتم مع مشروع اميركي يريد تصفية "حزب الله" واخذ سلاحه؟

ـ أنا ماشي مع مشروع لبنان المستقل من الهيمنة السورية والهيمنة الفارسية. انا ضد ما يسمى جرّ البلد إلى أن يبقى ساحة حرب دائمة من أجل طموحات أو مآرب النظام السوري والامبريالية الفارسية. حقي كلبناني حرّ أن أستعين بكل الدول ما عدا إسرائيل من أجل تثبيت استقلالي وفي النهاية الغرب ماذا قدم لي؟ قدم لي قرارات دولية ولكن مقابل إرهاب هذه الشراذم، نحن إرهاب "المنار"، هناك عالم مختلف، يحترم حقوق الانسان وعالم ارهاب، ومروان حمادة معه حق، وأؤيده. صبرت كثيراً قبل ان أصل إلى هذه النتيجة. آنذاك كنت اختلف مع حمادة عندما أتت بعض المعلومات عن ان السيارة (التي استهدفت حمادة) فخخت في الضاحية وان شريط الذي يتضمن صور السيارة الكاميرا اختفى عند (اللواء) جميل السيّد، كنا حينها في أوج الوصاية السورية وأعوان السوريين. قلت له من أجل المقاومة انسى، لكن طفح الكيل وكلام "المنار" تهديد مجدد ومباشر، ورجعنا إلى الحلقة نفسها، لأن المخطط لديهم السوري واعوانه وعصابته.

بعد مروان حمادة قمتم بحلف رباعي؟

ـ نعم، صحيح وحضرت في بنت جبيل مهرجان عيد القدس، لكن كانت لديّ غشاوة على عيوني، لكن سقطت نهائياً والحمد لله يوم اغتيال جبران تويني في 20051212، آنذاك عندما مجدداً في يوم القدس، سيادته (نصر الله) أعلن تضامنه، مع الشعب السوري ليس لديّ مشكلة، لكن مع النظام والقيادة السورية؟ قلت كفى، اذاً هناك حلقة ترابط أمنية، مخابراتية، سياسية، نفس الحلقة والأدوات والأعمال والنتائج. ومنذ ذلك الوقت نعم اتهمهم في مكان ما انهم وراء بعض الاغتيالات إن لم أقل كلها.

هذا اتهام خطير، هل لديك وثائق من التحقيقات تقول ذلك؟

ـ لماذا إذاً حزب الله في 12/12/2005 ترك (الحكومة) واعتكف وجرّ معاه نبيه برّي، اعتكفوا 6ـ 7 اسابيع على أساس تشكيل المحكمة وتوسيع التحقيق؛ يقولون تقية، نحن موافقين على المحكمة لكن ليس مع التوسيع، إذاً أنتم في مكان ما مشتركون في الجرائم التالية التي كان آنذاك آخرها كان جبران (تويني) وقبلها سمير وجورج ومي والجميّل والياس المرّ.

صفقة "ايران كونترا"

أيضاً السوريين يقولون ان هناك طلبا بأن لا يكون هناك علاقة بكل الاغتيالات، فقط أن يكون جريمة اغتيال الرئيس الحريري خوفاً من الماضي؟

ـ خوفا من الماضي؟ آنذاك ناقشنا وقلنا لن نقبل أن ينضم لبنان إلى محكمة الجنايات الدولية كي لا تشمل تلك المحكمة المآثر الكبيرة لحزب الله ضد المارينز والفرنسيين، وهذا الموضوع جانبي، والأجانب الذين خطفوا آنذاك وبودل قسم منهم عبر سلاح أرسل من إسرائيل إلى ايران مقابل مال ايراني، هذه الكذبة التاريخية لقداسة المقاومة آنذاك.

ايران كانت تموّل هذه المقاومة يمكن أن "حزب الله" لا يعلم؟

ـ المعلم الأساسي للسيد حسن المسمى عماد مغنية، هذا الاسم يعرفونه، فلتكشف كل الحقائق، هو "الأمن"، وهو "ايران كونترا" وهو لا يزال معلمه في مكان ما.

لكنهم يقولون ان معلمكم هم السفراء الأجانب؟

ـ معلمنا نحن هو لبنان فقط، نستعين بالأميركيين والفرنسيين وكل العالم من أجل استقلال لبنان والقرار الوطني الحرّ تحت ثوابت الطائف واتفاق الهدنة، ليس مصادفة ان بشار الأسد قابل عضوان في الكونغرس وهو قال عن القرار 1701 بأنه اتفاق هش، أي أنهم لم يكونوا متوقعين هذا القرار مع كل هذه القوات الدولية التي حدّت حركتهم في الجنوب.

المحكمة الدولية

هناك مشكلة هي المحكمة الدولية وهي بحاجة لموافقة رئيس الجمهورية ومجلس النواب، وواضح ان ذلك لن يحصل، يعني البلد مقسوم اثنين أو ثلثان بثلث، إلى أين أنتم واصلين في المحكمة الدولية، هل ممكن أن نصبح في الفصل السابع هل هناك تعديلات معينة؟

ـ وكأن لنا خيار آخر إلا الاستمرار في الصمود. بالأساس نحن فريق سياسي 14 آذار حكومة السنيورة، فريق محكوم بالاعدام من قبل النظام السوري وأعوان النظام السوري في لبنان، الاعدام الجسدي، الاعدام الثقافي، لأن ثقافتهم غير ثقافتنا، الاعدام الاقتصادي لأنه بتدمير اقتصاد البلد يعني افقار البلد، يعني السيطرة على البلد، كيف بشار الأسد سيطر على سوريا شعب فقير هو معه مصاري وشوية برجوازية تختارها العائلة الحاكمة والباقي شعب فقير يفكر بالتموين آخر الشهر، شعب بدّو يموت مع جهاز الأمن، الشيء ذاته يريد أن يطبقه عندنا في لبنان، ثم إلحاق لبنان بالمحور السوري الايراني، ليس عندنا خيار، نحن محكومون بالاعدام، المحكمة قد تعطينا توازن رعب سلمي، سنطرق كل الأبواب الدولية والعربية من أجل الوصول إلى هذه المحكمة كي نردع عصابة دمشق واعوانها في لبنان.

تسوية بشروط

هل من تسوية للمحكمة بمعنى محاكمة بشروط سورية وشروط "حزب الله"؟

­ لا توجد أي ضمانة مع النظام السوري، مع أبيه الذي كان يتمتع أيضاً بدرجة عالية من الاتقان في الجريمة، لكنه كان على الأقل عند بعض كبار العرب وأولهم الملك عبدالله عندما يعطي كلمة يعطيها، هذا كذاب، هذا معروف عالمياً وعربياً انه كذاب، لا توجد ضمانة لا روسية ولا تركية ولا عربية انه على الأقل إذا وصلنا إلى الحد الأدنى بعد الحكمة طبعاً من التسوية لاحقاً يستقر الوضع في لبنان على قاعدة ان لبنان بلد ليس ساحة حرب من أجل ايران وسوريا.

انك تتكلم عن تسوية بعد المحاكمة معنى ذلك ان المبادرات لا معنى لها؟

ـ نحن مشينا على منطق إلحق الكذاب على باب الدار، من 12/12/2005 إلى 11/11/2006 كانت المشاورات العربية والدولية حول موضوع معاهدة المحكمة وجميعهم اطلعوا عليها وثم كلفوا روسيا، صديقتهم وصديقتنا، ازالوا من المحكمة بند ان جريمة الحريري جريمة ضد الإنسانية، أزالوها كي لا تطال الحصانات يعني بشار ولحود، طيّب ماذا بقي من المحكمة بقي بندان الرئيس والمرؤوس، يعني هنا بشار سيحمي آصف (شوكت) أو آصف سيحمي رستم (غزالة)، طيّب ماذا أفعل له، يعني الجريمة هذه الشاحنة من فخخها، إذا أزلنا هذا البند الثالث عدم مسؤولية الرئيس عن المرؤوس نكون نحاكم مَن؟ ثم البند الآخر ترابط الجرائم لأنه يبدو ان الجريمة الكبرى كانت فوق والجرائم التالية أو البعض منها كانت هنا، لا أريد أن أوضح أكثر، قلتها.

التنفيذ هنا لكن القرار؟

ـ كل القرار فوق (في دمشق)، لكن هناك يمكن تقنيات التنفيذ.

انهم يقولون ان هذه المحكمة أميركية، وسيفا مسلطا على رأس النظام السوري؟

ـ أميركية، شو حلو كلامهم. ليس أحلى من كلامهم بالكذب، يقول هيدا فيصل المقداد ان المحكمة أميركية لكن في نفس الوقت نحن نريد أن نفاوض إسرائيل، نفس الشيء قاله بشار لصحيفة "ريبوبليكا" فليجربنا اولمرت في السلم.. نحن ميّتين على السلم، ميتين عندما يفتحوا على أميركا، يركعون أمام أميركا فقط يدمروا لبنان.

ماذا يحصّلون من تدميرهم لبنان؟

ـ كيف تجرأ اللبناني وقال لا بعد 30 عاماً من الوصاية السورية، بعد 30 عاماً من الجزمة السورية كيف تجرأ اللبناني وقال لا، كيف تجرأنا نحن في 14 شباط و14 آذار وقبل ذلك عندما استدعى بشار الأسد رفيق الحريري، الله يرحمه، بكانون أول 2003 وآنذاك أمام ثلاث ضباط غازي كنعان الذي قتله لاحقاً ورستم غزالة وخلّوف قال له انا أقرر، يعني مش انت، ومش إذا جئت إلى الشام ورأيت عبدالحليم خدام أنت تقرر.

حكموا البلد 30 سنة ولم تكن هناك مشكلة؟

ـ لم تكن هناك مشكلة لكن تجرأنا في الـ2000 وقلنا لا، تذكري، وتجرأ الحريري في الـ2004 وقال على مضض لا، عندما استدعاه إلى الشام وقال له: "لحود أنا وإذا شيراك بدّو يشيلني من البلد ـ هذه الجملة يجب أن لا ينساها أحد ـ بدّي كسّر البلد ـ وقد كسّره ـ وجنبلاط نعرفه، مثل ماهو عنده دروز انا عندي دروز وأستطيع أن أضرب له الجبل"، لم يتغيّر شيء.. هذه الكلمة مفصلية، عندما عاد الحريري كئيباً قلت له مدّد، هؤلاء أشرار انتبه، أنا لن أمدد. كانت الرسالة الأولى مروان، ثم تبعها ان الحريري ارتاح لأنه جاء انذار أميركي ـ فرنسي إلى النظام السوري، هذا نظام قتلة، وقالوا لهم احذروا الاغتيال السياسي في لبنان، قال لي الحريري رح يطلعوا، مسكين اعدموه.

من أقوى الآن؟

ـ الموضوع ليس موضوع قوى باجرامها وهي كثيرة، هم وحلفاؤهم، اختصاصهم الاجرام، هذا نظام الحشاشين، بكلمة القول سنقول لا، في النهاية لا بد لهذا الشعب اللبناني أن ينتصر على الطغاة في الداخل وفي سوريا.

بري والمجلس مخطوفان

ان الشعب اللبناني الذي تقول ان السوريين هم الذين اجهضوا ما سمّي بثورة الأرز أو بانتفاضة الاستقلال ولكن أيضاً يقولون ان سعد الحريري ووليد جنبلاط هما اللذين اجهضا هذه الانتفاضة لأنهم عقدوا حلفا رباعيا وعادوا فانتخبوا نبيه بري رئيسا للمجلس النيابي؟

ـ غلطنا، غلطنا غلطة كبيرة، فلنترك موضوع الأستاذ نبيه برّي جانباً ولو للحظة، مع انه الآن أصبح أسيراً، خطفوه، حزب الله خطفه وخطف المجلس معه. لكن في حينه كان لدينا، انا كان عندي على الأقل، سعد الحريري لا، أنا كان عندي وهم رومانسي بما يسمى قداسة المقاومة، لا لم يعد عندي، سعد الحريري كان متحفظاً، أنا قلت له لا، قداسة المقاومة، ثم انقلبت الأمور، أصبحت عند سعد، أصبح لديه رومانسية، أنا كنت متحفظ، كنت خائاً، التقينا سوا.

لكن أخفتم ميشال عون؟

ـ موضوع آخر ميشال عون، "مش حابب احكي عنه" لأنه يفتش عن مشكلة مع سعد ومعي فقط حتى يوجد توتراً مذهبياً سني أو درزي لن أتكلم معه، فليبقى مكانه، مرتاح مكانه في احضان عماد مغنية.

مبادرة بري

الرئيس برّي يتحدث عن مبادرة اليوم، هل لديك بعض نقاطها؟

ـ ثلاثة، هذه بدعة جديدة، ثلاث وزراء للموالاة وثلاث وزراء للمعارضة، فظيعة هذه الشغلة، واربعة وزراء محايدين حكومة ثم محكمة، هذه مثل كذبة الوزارة 19+1+10 بدأنا مع عمرو موسى، بدأنا ضمان المحكمة، فتح دورة استثنائية، انتخابات رئاسة الجمهورية، يبقى الرئيس وينتخب رئيس جديد في شباط، ثم مناقشة قانون الانتخاب، انتهينا بعد ذلك ولا ألومه اخترعنا ما يسمى 19+1+10، الوزير الملك، ثم بقيت غامضة أين تكون المحكمة قبل 19+10+1 أو بعدها، طبعاً عند الخصم، حزب الله وجماعته والنظام السوري، الموضوع الأساس حكومة مع اقلية ضامنة أي معطلة أي مقررة أي لا محمكة ثم بعد ذلك وعد الكمّون، يعني المحكمة، لا شيء، لا يريدون محكمة، أحدهم قال لي اياك ان تغلط النظام السوري لايريد أن يسمع بالمحكمة، شتاينماير تكلم مع بشار، أردوغان تكلم مع بشار، وكان لطيفاً مع اردوغان وقال له البند الثالث والترابط.

لماذا كان لطيفاً؟

ـ "ما بيسترجي"، فالتركي أقوى منه، يا ليت التركي يبعث جيشا ويخلصنا منه.

هل سيحمل أردوغان مبادرة ما الى بيروت خلال زيارته بيروت بعد يومين؟

ـ مجرد مجيئه الى لبنان، واهتمامه بهذا لابلد أمر ايجابي. فتركيا دولة كبيرة، اسلامية وعلمانية وهي مرشحة ان توجد مناخاً على المدى الطويل من التوازن مع النظام السوري، فهذا النظام لا يفهم الا بـ"الجزمة"، عندما كان حافظ الأسد يحاول تخريب أمنهم من خلال (رئيس حزب العمال الكردستاني عبدالله) أوجلان هددوه بارسال الجيش وقد أرسلوه الى الحدود مع حلب.

الامبريالية الايرانية

لكن المطلوب من تركيا ايجاد توازن مع ايران وليس مع سوريا؟

­ ايران قصة أخرى، وعالم آخر. وفي النهاية اذا أردات ممارسة امبريالية معينة ضد العالم العربي، فعندها ندخل في حرب كبيرة، سياسية وغير سياسية، ولينتبهوا جيداً حينها. وهنا أتمنى أن يكون صادقاً، ولا أدري ان كان صادقاً، نصرالله في رسالته للحجاج ودعوته لهم باجتناب الفتن المذهبية احتراماً للحج. هذه الرسالة تذكّرني بآخر جلسة من مؤتمر الحوار حيث قال الرئيس السنيورة سيزورنا هذا العام مليونا سائح، فعندها قال له نصر الله: أرأيت، ان سلاحي لا يخيف. ثم ذهب الى الحرب وضرب السياحة وكل شيء.

تتخوف من النفوذ الفارسي في المنطقة، وهل مصلحة اسرائيل في نفوذ ايراني واسع ضد النفوذ العربي؟

ـ ايران تعاونت مع أميركا في ازاحة طالبان في أفغانستان، ووفقاً لكذبة "ايران كونترا" أعتقد اننا سنشهد تعاوناً في مكان ما ايراني ـ اسرائيلي حول العراق. والايرانيون حتى لو امتلكوا سلاحاً نووياً فلن يستطيعوا استخدامه، هل سيمحون كل شيء؟.

الحرب الأهلية

ماذا سيحصل في لبنان، هل من توجه لدى حزب الله نحو حرب أهلية في لبنان؟

ـ لا شيء يردع النظام السوري، هل بقي في مكان ما لشيء من الحكمة؟ لقد تخاصمنا بالمطلق وفي حديث هذه الليلة وضعنا كل الأوراق مكشوفة، ولا مجال للمجاملات مع حزب الله في السياسة، لكن هل من عقل أو حكمة عند نصرالله أو عند الذين يتحكمون به؟ لست أدري.

لكن الحرب الأهلية تخسرهم كثيراً في ايران وسوريا والحزب؟

ـ من الذي افتعل الحرب الأهلية في العراق بين السنة والشيعة الا التعاون بين الايراني والسوري؟.

الى أي مدى تستطيع المعارضة التصعيد؟

ـ المعارضة أداة عند القرار الالهي لنصر الله، ولا أدري أني هي حدود هذا القرار، لا أدري، ما نعلمه حالياً هو خسارة بقيمة 70 مليون دولار يومياً في لبنان ووسط بيروت معطّل، هم وضعوا في رؤوسهم ان كل انجازات الحريرير من مطار وطرقات ووسط بيروت يجب أن يدمر. هناك تعبئة مخيفة. هذه التعبئة لم يردعها الا قول سعد الحريري وقد فلنا معه: تمهلوا قليلاً، عندكم جمهوركم وعندنا جمهورنا، مهرجانات طرابلس والمناطق. واذا كنتم تريدون تسوية، فنريد تسوية، المحكمة أولاً. وعندما حاولوا تطويق السرايا جاء من يقول لهم: كفى من المفتي وكبار السفراء، انتبهوا انكم تلعبون بالنار.

اقتحام السرايا

يتردد سيناريو مخيف عن امكانية اقتحام السرايا والقيام بانقلاب على الحكم، فهل هذا ممكن؟

ـ لا، لأن نصرالله يكون عندها قد جُنَّ تماماً وفقدَ أعصابه، وهو عندها لن يكون كما يسمى "القائد" بل مجرد أداة في منظومة أمنية سياسية أمنية عسكرية وهو حلقة صغرى فيها.

ما رأيك بأداء الجيش اللبناني؟

ـ بدور الجيش اللبناني ممتاز ازاء ما يجري. ونسأل أين أصبحت مزارع شبعا؟، وأجمل شيء ما اشيع عن أن أهل الغجر لا يريدون الانضمام الينا، يريدون الوطن الأم.

هل يمكن أن تعطي اسرائيل مزارع شبعا للحكومة؟

ـ الرئيس السنيورة يحاول، لكنهم لن يعطوها.

ما هي الأجهزة التي بيد 14 آذار للحكم؟

ـ لا أجهزة لدينا، هناك بداية جهاز هو شعبة المعلومات، وهو عندما بدأ يتعاطى بجدية مع الأمور واكتشف بعضها كانت الرسالة بمحاولة اغتيال المقدم سمير شحادة. وعندما صادر الجيش اللبناني شاحنة تحمل طن متفجرات في بعلبك وشاحنة أخرى محملة بـ15 صاروخ من أصل 30 ألفاً بعدها لم نيسمع شيئاً، فالظاهر انهم هددوه. لكن من الجيد ان الجيش لا يزال متماسكاً. وعمل العماد سليمان مع قيادة الأركان عمل ممتاز. للأسف بدل أن يكون الجيش في الجنوب لمساعدة أهله وتقحيق الاستقرار ان ثلث الجيش في وسط بيروت، ما هذه المفارق".

هل تخشى من تطيير باريس ـ 3 وانهيار الاقتصاد؟

­ لن ينهار الاقتصاد لكن يزداد البلد فقراً، هناك خطة مدروسة للافقار، تعطيل البلد، تسكير المؤسسات والمصانع، رويداً رويداً، عندها النخبة من كل الطوائف تهاجر وتترك البلاد، وماذا يبقى، يبقى من يريد لقمة العيش فقط، والتي يؤمنها "المال الحلال" أي السيطرة المطلقة وامكانية الحكم لنصرالله، الجنوب كان مزدهراً نسبياً، الا ان حصلت العملية و"لو كنت أعلم" وكل ما أنجزه نبيه بري تدمّر، وقد أصبح مجبوراً على "لائحة الموظفين" lloR yaP في نهاية كل شهر.

لا تزال تدافع عن الرئيس بري؟

ـ هو أسير، وحتماً هو مهدد، هو كان صادقاً معي في موضوعين أساسيين، ووقت الافصاح عنهما ليس الآن، عندما زرته قبل آخر زيارة للتشاور.

ما هو مخرج المأزق القائم؟

ـ لا مخرج داخلياً، هناك مخرج اقليمي، في النهاية لا بد من القول لبشار الى أين أنت ذاهب، لكن المشكلة هو عدم الوثوق بكلامه أو وعوده. اليوم يذهب الى موسكو ويتحدث عن علاقات استراتيجية ويعود الى سوريا ليرجو أولمرت المفاوضات.

سئل عن علاقته بالدول العربية فقال: "ممتازة، مع المملكة السعودية ومصر وهما الحصنان العربيان الأساسيان، ومع كافة الدول الخليجية التي وقفت مع لبنان ومع حكومة فؤاد السنيورة، حكومة المقاومة التي يريد نصرالله اسقاطها بعد أن سحب كل عسكره من الجنوب الى وسط بيروت.

هل الكلمة الأخيرة هي للصمود؟

ـ لا مهرب من ذلك، لكن صمودنا مختلف عن صمودهم، هم لديهم مرتزقة قتل، وعندنا صمود سياسي ولا بد أن ننتصر فلسنا وحدنا في هذا العالم، هكذا قال كمال جنبلاط، و"الحياة انتصار للأقوياء في نفوسهم لا للضعفاء" وهم ضعاف.

هل تتوقع اغتيالات جديدة؟

ـ مع حاكم دمشق كل شيء ممكن، فمن تجرّأ وقتل رفيق الحريري فلن يتوانَ عن اغتيال أي كان.

 

روجيه ادّه: مقبلون على ايام صعبة في العام 2007 لكن عام 2008 سيكون عام الاستقلال الكامل والنهضة.

الحرب على ايران قيد التخطيط وموعدها الربيع المقبل وستعيد ايران 150 عاماً الى الوراء.

في 29 كانون الاول 2006

اتهم "رئيس حزب السلام اللبناني" المحامي روجيه ادّه في حديث لتلفزيون "المستقبل"  سوريا بالتحضير لعرقنة لبنان معتبراً ان لبنان يواجه اليوم ثلاثة اخطار: خطر الحرب الاهلية وخطر الحرب الاقتصادية وخطر الحرب الحضارية لكونه ملتقى الحضارات وتفاعلها. وحذر من ان سقوط لبنان سيجر الى سقوط دول اخرى في المنطقة تمهيداً لاقامة "امة المؤمنين بقيادة ولي الفقيه" مشيراً الى ان "الذي يخطط من اجل تفكيك الانظمة والدول في العالمين العربي والاسلامي لاقامة امة ولي الفقيه لا يهمه مصير الانظمة والكيانات الدول التي قامت بعد سقوط السلطنة العثمانية".

ورداً على سؤال حول قدرة قوى الاكثرية على الصمود امام مشروع ولي الفقيه والانقلاب الايراني – السوري، ذكّر روجيه ادّه بما سبق ان اعلنه في مداخلة له بعد مرور 3 ايام على حرب تموز 2006 من ان الحرب المفتوحة المعلنة على لبنان ستستمر 18 شهراً متوقعاً ان يكون العام 2007 عام معارك كرّ وفرّ في حرب الامّة. لكنه اعرب عن تفاؤله بمصير لبنان مؤكداً ان عام 2008 سيكون عام الاستقلال الكامل والنهضة. وتمنى على "الحكومة واصحاب القرار في القطاع الاقتصادي واصحاب الرساميل اللبنانية والعربية المهتمة بلبنان ان يحافظوا على ثقتهم ويعضّوا على الجرح حتى لا يخسروا الحرب الاقتصادية التي تُشن على لبنان.

 

وحول الاغتيالات التي تطال قيادات في قوى 14 آذار وما كشفه النائب وليد جنبلاط من انه طلب من الوزراء الانتباه جيداً لانهم مستهدفون، قال روجيه ادّه ان "الشخصيات التي استهدفت والمناطق التي استهدفت تشكل عملاً ارهابياً منظماً وهناك نواب ووزراء وقيادات سياسية من قوى 14 آذار مهدّدة ولبنان كله مهدّد" لافتاً الى ان الهدف من كل هذه الاغتيالات هو احداث فراغ دستوري في المرحلة التي تفصلنا عن الانتخابات الرئاسية المقبلة بحيث يفسّر كل فريق عندئذ الدستور على ذوقه.

وحذّر من ان العرائض المتبادلة بين قوى الاكثرية والمعارضة والتي تتهم رئيسي الجمهورية والحكومة بخرق الدستور، "تشكّل دعوة مباشرة الى النظام الدولي والى الامم المتحدة كي تتحمل مسؤولياتها وتعتبر ان في لبنان ازمة حكم ودولة معطّلة فتتخذ قرارها بشكل منفرد سواء أكان تحت الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة او غيره" مؤكداً "ان المحكمة الدولية لا مفرّ منها لان الشرعية الدولية والنظام الدولي يفرضان على الامم المتحدة دوراً اساسياً في ضبط وحماية الضعفاء الآمنين من الاقوياء الشرسين".

وحول احتمالات التصعيد بعد الاعياد وتهديد المعارضة بالعصيان المدني واقفال الطرقات والمطار والمرفأ وتشكيل حكومة انتقالية اعتبر روجيه ادّه ان "كل شيء ممكن وان مثل هذا التصعيد سيشكل انزلاقاً نحو الهاوية وان الذي سيحاسب ليس الفاعل على الارض اللبنانية بالواقع وانما المسؤول عن هذه القرارات والموجود خارج لبنان".

ورداً على سؤال عن احتمال ان يكون رئيس الوزراء التركي، الذي زار ايران وسوريا ويستعد لزيارة لبنان في الثالث من الشهر المقبل، يحمل معه مبادرة ما لحل الازمة اللبنانية، اكد رئيس حزب السلام ان رئيس الوزراء التركي لا يحمل معه اي مبادرة وادرج جولته في سياق تذكير "من يهمه الامر في المحور الايراني – السوري بان تركيا، بأقوى جيش للحلف الاطلسي على ارض الشرق الاوسط، مستعدة للتحرك في حال تفجر لبنان بدءاً من سقوط بيروت في الحرب الاهلية".

وعن العقوبات التي قررها مجلس الامن الدولي ضد ايران على خلفية ملفها النووي وتأثيرها عليها، اعرب روجيه ادّه عن اعتقاده بان ايران لن تتأثر بهذه العقوبات او بسواها وان النظام الدولي يعرف ذلك معتبراً ان "العقوبات ليست سوى قرارات تصعيدية تفسح في المجال لاوروبا وروسيا والصين لكي تقول "حاولنا وفاوضنا وصبرنا ولم ننجح ولم يعد من دواء الاّ الكي".

وكشف انه لمس، من خلال جولته مؤخراً على اوروبا واجتماعه مع مسؤولين  في الحكومة الاوروبية ومع عدة شخصيات دولية في باريس، ان الاتجاه العام لدى المستشارين وصانعي القرار الدوليين هو ان الحرب على ايران اصبحت شبه محتمة وان موعدها الربيع المقبل وقال: ان الحرب على ايران اصبحت قيد التخطيط وبدء التنفيذ وان ما ستتعرض له ايران سيكون شبيهاً بما تعرض له لبنان خلال حرب تموز، اي اقفال الاجواء وحصار بحري وضرب منشآت واهداف نووية وغير نووية مما سيعيد ايران 150 عاماً الى الوراء. ولم يستبعد احتمال تورط اسرائيل في هذه الحرب في حال تمّ فتح جبهتي الجنوب والجولان.

 

مسيحيو الجنوب يسألون عن مرجعياتهم

ثاني أكبر طائفة في المنطقة تشكو غياب المساعدات

كتب بيار عطاالله:

الاسبوع الفائت جرى توزيع كميات من المازوت والمساعدات المالية على ابناء طائفة معينة في الجنوب يعيشون جنبا الى جنب مع الفقراء والمعوزين من الطوائف الاخرى، وحرمت تاليا مئات العائلات المسيحية الكادحة التي تعتاش من الزراعة ورواتب التقاعد الحصول على حصتها من المازوت الغالي والذي تحتاج اليه العائلات بشدة لاتقاء البرد القارس وتدفئة الاطفال والمسنين. وبعد مراجعات متكررة قام بها المهتمون مع النواب والسياسيين تبين ان المساعدة كانت بناء على فرض الزكاة لأبناء الطائفة السنية وحدهم.

طبعا ما يقال عن الطائفة السنية جنوبا يصح على ابناء الطائفة الشيعية الذين لديهم قيادتهم ومرجعيتهم التي تعنى بأمورهم، ولأبناء الطائفة الدرزية ايضا مقامات ترعى شؤونهم وشجونهم الزمنية. اما المسيحيون جنوبا فلا مرجعية لهم "إلا الله" والشكوى الى غير الله مذلة، وهم متروكون لمصيرهم من دون مرجعية تهتم ولا قيادة تسأل، باستثناء عدد قليل من كهنة القرى ورؤساء البلديات الناشطين لتحصيل ما امكن او ما استطاعوا من مساعدات ومستحقات معيشية وتموينية.

ويشاهد المسيحيون في الجنوب قوافل المساعدات العينية والمادية تتجه الى قرى جيرانهم الشيعة والسنة، ولا يصل الى قراهم الا فتات المساعدات او ما تبقى منها. ناهيك بـ"الاهمال السياسي والاداري" الذي وصل خلال الاسابيع الماضية الى استثناء المسؤولين عن بلديات البلدات المسيحية من حضور اجتماعات ادارية مع كبار المسؤولين الرسميين في الجنوب، من دون الحديث عن اغفال ترميم معظم دور العبادة المسيحية التي كان يفترض ان يبدأ ترميمها أسوة بالاخرى التي بدأ ترميمها على نفقة المتبرعين العرب والاجانب.

مشكلات لا عد لها ولا حصر تختصر واقع المسيحيين في الجنوب الذين يجمعون على توجيه سؤال واحد الى كل من يلتقيهم: "من هي مرجعيتنا في الجنوب، في ظل انشغال القادة المسيحيين في بيروت كل بزعامته وهمومه؟". هؤلاء اللبنانيون الذين يشكلون الطائفة الثانية الاكبر عددا بعد الطائفة الشيعية في الجنوب، يشعرون بوطأة الاهمال والحرمان فعلا لأنهم ليسوا اقلية ضئيلة في الجنوب، بل ينتشرون في اقضية جزين وصيدا ومرجعيون وحاصبيا وصولا الى صور وبنت جبيل، وتليهم عددا وبنسبة اقل الطائفة السنية ثم الموحدون الدروز. ولكن رغم هذا الانتشار الديموغرافي الواسع يبقى مسيحيو الجنوب في حيرة حقيقية امام كل ما يجري امامهم من الاحداث والتطورات، التي وان تفاعلوا معها يظلون غير قادرين على الفعل فيها واتخاذ القرار او حتى ابداء الرأي فيها، فكيف اذا ما كانت الامور على مقاس التطورات الاخيرة التي شهدها الجنوب منذ 12 تموز الماضي؟

يتوزعون على الجنوب

يتوزع المسيحيون في الجنوب بين خط المواجهة وعمق الجنوب المتصل بالجبل، ما معناه بكلام آخر ان هناك مسيحيين في الشريط الحدودي الملاصق للخط الازرق، ممن خبروا تجارب كثيرة ومدمرة في تاريخهم الطويل. ولا يختلف الوضع في انحاء الشريط الحدودي المسيحي الاخرى، ان في القطاع الغربي او في القطاع الاوسط، والمعنية هي بلدات عين ابل ورميش ودبل والقوزح. وكذلك الحال في البلدات المسيحية في القطاع الشرقي مثل القليعة ومرجعيون وابل السقي وبرج الملوك التي اختار اهلها عدم الرحيل، في حين كان مسيحيو جبل لبنان والشمال معقل المسيحيين يهاجرون الى ديار الله الواسعة. واختلف الامر قليلا في التجمعات المسيحية الاخرى في عمق الجنوب الملاصق للجبل مثل جزين وشرق صيدا. لكن المصيبة المتمثلة في انهيار الدولة اللبنانية عام 1975 لفت الجميع من جزين الى مرجعيون وعين ابل، حين اجبر المسيحيون على التعامل مع واقع صعب بدءاً بالتنظيمات الفلسطينية المسلحة وانتهاء بالاحتلالين السوري والاسرائيلي، وما بينهما من قوى وفصائل واحزاب وتنظيمات ومتعاملين كانوا اكثر طمعا بأهل بلدهم من السوريين والاسرائيليين. واعتاد الاهالي تدريجا ومع مرور الايام وعجز السلطة اللبنانية المركزية عن حماية ابنائها التعامل مع هذه الفاعليات بعيدا عن المعايير من اجل تأمين استمرارهم في ارضهم وحفظ وجودهم.

الفرصة الضائعة

أمل مسيحيو الجنوب مع انسحاب الجيش السوري في ان يستعيدوا بعضا من دورهم السياسي وحضورهم كثاني اكبر طائفة في الجنوب، وأملوا في قيام الدولة اللبنانية التي تحفظ حقهم وتؤمن تمثيلهم الصحيح، وتعيد لهم مرجعيتهم التي ضاعت في بحر الثورات والفتن والحروب الاهلية والاجتياحات السورية والاسرائيلية، اسوة بغيرهم من المسيحيين، لكن كل امانيهم اجهضت عند باب "قانون غازي كنعان" الذي صادر تمثيلهم وغيّبه. واذا كانت مناطق كسروان وجبيل وزحلة شكلت الاستثناء في انتخاب ممثليها، الا ان محدلة "قانون كنعان" سحقت آمال مسيحيي الجنوب وامانيهم وصادرت تمثيلهم مرة جديدة تحت شعارات عدة، ليس اقلها "الدفاع عن المقاومة" وخلافه من الشعارات. وكأن قتال اسرائيل لا يستقيم الا بمصادرة تمثيل المسيحيين وفرض نوابهم عليهم. وكأن ما يصح في انحاء اقضية بعبدا وجبيل وزحلة حول صحة التمثيل لجماهير الشيعة لا يصح على المسيحيين المغلوبين على امرهم في الجنوب من زعمائهم واحزابهم اولا.

ينشط حزبا "التيار العوني" و"القوات اللبنانية" بين صفوف المسيحيين في الجنوب بجانب تشكيلة من الاحزاب العلمانية التي تقدم وجوها قيادية من صفوفها، لكن التأثير الاكبر بين المسيحيين في الجنوب هو لمؤسسات الكنيسة ولا سيما الكاثوليكية منها، التي لا تتردد في اظهار مواقف عملانية متقدمة تتجاوز انشطة الاحزاب المتزمتة التي وان كانت تملك حضورا قويا في بعض الانحاء، فإنها لم تستطع النفاذ الى عمق التركيبة المسيحية في الجنوب التي ما عادت تولي التجربة الحزبية كثيرا من الثقة. ويحصي المسيحيون بسخرية عدد الأحزاب التي افتتحت مكاتب لها في بلداتهم ثم اصبحت اثرا بعد عين لألف سبب وسبب. البحث عن المرجعية ليس دأب مسيحيي الجنوب وحدهم بل جميع المسيحيين في لبنان بعدما تحولت قياداتهم مجرد قوى تابعة لقيادات طوائف أخرى. ويروي مسيحيون في الجنوب ان مبعث تساؤلاتهم عن المرجعية التي يذهبون اليها ليس الخوف من الآخرين وطلب الحماية بل ان المسألة اعمق من ذلك بكثير وتتصل بآلية تركيب النظام التعددي في لبنان، حيث لا يمكن ان يحظى ابناء اي طائفة بحصتهم من عائدات الدولة الا من خلال مواقعهم الطائفية، وهو وضع يفترض ان يكون "نواب المسيحيين" مسؤولين عن العناية بأمورهم ومصائر احوالهم، وعدم تركهم يتحسرون على مصيرهم وحظهم الذي جعلهم يولدون من غير الطوائف التي تحظى بعناية الدولة اللبنانية ورعايتها.

 

التصعيد يحتاج الى أجنحة !

راجح الخوري

يوم الثلثاء الماضي قال عمرو موسى في تصريح نشرته جريدة "السفير"، انه لن تكون هناك عودة الى بيروت اذا كنا سنبدأ من النقطة التي انتهينا عندها. واكد انه لا يرغب في استئناف التحرك لإنجاح مبادرته العربية، الا اذا تلقى اشارات ملموسة ومشجعة من فريقي الاكثرية والمعارضة.

امس قال في مؤتمر صحافي انه سيستأنف اتصالاته مع الافرقاء اللبنانيين بعد الاعياد في محاولة جديدة لحل الازمة. وهذا ما دعا الى التساؤل عما اذا كان قد تلقى فعلاً تلك "الاشارات الملموسة والمشجعة" التي تدفعه الى استئناف وساطته الاسبوع المقبل.

باستثناء الحديث عن "الطبة" التي ينام عليها الرئيس نبيه بري الآن، اي المبادرة التي يمكن وصفها بـ"عيدية ما بعد الاعياد" هذه المرة (!) ليس هناك ما يوحي بتغيّر الاحوال، اذ لا شيء يوازي صقيع العاصفة الثلجية الا صقيع الازمة السياسية. حيث يمكن القول ان الامور وصلت الى طريق مسدود تماماً بسبب الشروط التعجيزية التي وضعتها المعارضة.

فليس من الممكن هزيمة "حزب الله" وحلفائه والقول عودوا من حيث بدأتم، ولا من الممكن هزيمة الاكثرية لاسباب منطقية ودستورية باتت واضحة ومعروفة. ولكن ليس من السهل ايجاد المخارج، وان كان الذين يتحدثون عن التصعيد بعد الاعياد، يحتاجون عملياً الى اجنحة للتحليق بعدما وصلوا الى قمة السلم وتوقفوا عندها وبالاحرى يحتاجون الى اجنحة تقيهم من السقوط.

اما حديث موسى امس عن "انعدام الثقة بين الاطراف السياسية" الذي يهدد باغراق العراق في صراعات عرقية ومذهبية وطائفية تهدد بتقسيم البلاد وغرقها في الفوضى، فيمكن استعماله عن لبنان ايضاً وبلا تردد، ربما لان اللبننة تتجه الى استنساخ نفسها لتتقدم على العرقنة، برغم الاجماع على ان "اللبننة" مثل "العرقنة" حمرنة بامتياز دموي أحمر!

 

من حقيبة "النهار" الديبلوماسية خفايا مهمة عمرو موسى: احباط الانقلاب

استياء سوري من الوساطة العربية وقلق عربي من "حزب الله"

بقلم عبد الكريم أبو النصر

"تتعامل الدول العربية البارزة والمؤثرة مع الصراع الحاد في لبنان ليس على اساس انه ناتج من أزمة سياسية داخلية معقدة تعني اللبنانيين وحدهم، بل على أساس انه جزء لا يتجزأ من الصراع على مستقبل المنطقة العربية وموازين القوى فيها وان انعكاسات هذا الصراع تمس بالأمن القومي العربي. لذلك طلبت من الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى ان يواصل مساعيه على نحو مستمر وأياً تكن العقبات، مع الموفد الرئاسي السوداني مصطفى عثمان اسماعيل، لمحاولة انقاذ لبنان من الفتنة العميقة والانفجار الكبير، وحماية هذا البلد من أي محاولة انقلابية، والمحافظة على المؤسسات الشرعية اللبنانية وصون السلم الاهلي ومنع سقوط حكومة فؤاد السنيورة الشرعية بالقوة وعبر الشارع والحيلولة دون انتصار طرف على آخر وتشجيع الافرقاء اللبنانيين على التحاور من أجل التفاهم على صيغة حل شامل لا حل جزئي يؤمّن المطالب المشروعة العادلة للغالبية وللمعارضة معاً، وتشجيع اللبنانيين على اعطاء الاولوية لمصالح بلدهم وليس لأي جهة اقليمية أو دولية".

هذا ما أكده لنا مسؤول عربي بارز متتبع لتطورات هذه القضية. وأوضح ان لبنان يمر حالياً "بأخطر أزمة عرفها منذ نشوب الحرب عام 1975" وان الخطورة ناتجة من عاملين رئيسيين وجوهريين:

☐ العامل الاول، هو ان لبنان يجد ذاته في قلب صراع حقيقي على مستقبل المنطقة بين المحور السوري - الايراني وغالبية الدول العربية المعتدلة. فالمحور السوري - الايراني يريد، في وقت واحد، الامساك بالورقة الفلسطينية من طريق تعزيز نفوذ حماس والعمل على اضعاف السلطة الفلسطينية ولو أدى ذلك الى اسقاطها، ويريد الامساك بلبنان من طريق دفع "حزب الله" وحلفائه الى الهيمنة على السلطة بوسائل مختلفة، ويريد ان يكون له دور مؤثّر، سلباً أو ايجاباً، في العراق، وذلك كله من أجل اضعاف نفوذ الانظمة العربية المعتدلة المتعاونة مع الدول الغربية، ومن أجل التأثير على مسار النزاع العربي - الاسرائيلي لمصلحة دمشق وطهران، ومن اجل تقوية الموقف التفاوضي الايراني والسوري في التعامل مع الدول الكبرى وتعزيز دور هذا المحور وتأثيره في المنطقة عموماً.

☐ العامل الثاني هو ان معركة لبنان مصيرية بالنسبة الى ثلاثة اطراف اساسيين: فهي، أولاً، معركة مصيرية بالنسبة الى نظام الرئيس بشار الاسد الشديد القلق من الملاحقة والمحاسبة الدوليتين بسبب جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه وجرائم سياسية أخرى، والشديد الانزعاج من فقدانه نفوذه الكبير في لبنان وانعكاسات ذلك سلباً على دوره الاقليمي. وهي، ثانياً، معركة مصيرية بالنسبة الى النظام الايراني المصمم على ان يمد نفوذه الى حدود اسرائيل من خلال تقوية دور "حزب الله" وابقاء لبنان ساحة مفتوحة امام كل الاحتمالات والخيارات وعلى أساس ان ايران تستطيع التأثير بواسطة حلفائها اللبنانيين على الدولة العبرية أكثر مما تستطيع ان تفعله بواسطة فلسطين وحلفائها الفلسطينيين. وهي، ثالثاً، معركة مصيرية بالنسبة الى اللبنانيين ومستقبل بلدهم. فالمعركة الحالية ليست معركة تقليدية بين الحكومة والمعارضة، بل ان لبنان يتأرجح فعلاً بين خيار تثبيت وتكريس استقلاله وسيادته مدعوماً ومحمياً من المجموعة العربية والمجتمع الدولي والشرعية الدولية وهو ما تدافع عنه الحكومة والغالبية النيابية والشعبية، وخيار الارتباط بقوة بالمحور السوري - الايراني ومخططاته وحساباته ومصالحه مع كل ما ستكون لهذا الخيار، الذي يتبناه "حزب الله" وحلفاؤه، من انعكاسات سلبية ومدمرة على البلد وعلى ابنائه.

وذكر هذا المسؤول العربي ان سوريا وايران هما اللتان عملتا وتعملان على ان تكون معركة لبنان وفلسطين والعراق واحدة وهما اللتان تستخدمان كل نفوذهما وطاقاتهما من أجل منع فك الارتباط بين الازمة اللبنانية والصراع على مستقبل المنطقة العربية.

 

"حزب الله" وتهديد النظام العربي

 

وضمن هذا الاطار، أفادت مصادر ديبلوماسية اوروبية وثيقة الاطلاع ان هناك "توافقا غير معلن بين الدول الغربية المعنية بمسار الاوضاع في لبنان والدول العربية البارزة والمؤثرة على ان الاستراتيجيا الهجومية لـ"حزب الله" على الحكومة اللبنانية وعلى الغالبية تشكل، بنتائجها وأبعادها، تهديدا للنظام السياسي والامني العربي، من جهة لأن هذه الاستراتيجيا جزء أساسي من العملية السورية – الايرانية المستمرة لتعزيز نفوذ القوى المتشددة في المنطقة ولاضعاف الحكومات العربية المعتدلة والقوى الراغبة في تحقيق الامن والاستقرار ومعالجة النزاعات والخلافات بالوسائل السلمية، ومن جهة ثانية لأن هذه الاستراتيجيا تزيد التوتر والتفرقة بين السنّة والشيعة في لبنان والمنطقة. ومن هذا المنطلق يهدد انهيار الاوضاع في لبنان الامن القومي العربي جديا وفعلا لأنه سيحول هذا البلد، ضد ارادة غالبية بنيه، ساحة مواجهة مفتوحة مع اسرائيل ومع الدول الغربية الكبرى ومع دول عربية عدة، تستغلها وتحركها سوريا وايران من اجل الدخول في عملية مساومة ومقايضة مع الدول الكبرى تتناول مختلف القضايا العالقة بينها".

واكدت المصادر استنادا الى معلومات تلقتها من سفارات دولها في بيروت ودمشق وطهران، ان "التفاهم السري" بين القيادتين السورية والايرانية وبين قيادة "حزب الله" يقضي بأن يركز الحزب جهوده، مع حلفائه، على انهاء دور الغالبية النيابية او تقليصه، واسقاط حكومة السنيورة من طريق العمل على تحقيق احد هدفين: اما استسلام الحكومة والغالبية له ولمطالبه مما يجعله حاكم لبنان الفعلي، واما دفع الدول العربية والاجنبية المعنية الى التفاوض على مصير لبنان مع القيادتين السورية والايرانية من اجل التوصل الى تفاهمات معهما على مستقبل الاوضاع اللبنانية بما يمكنه من ان يحقق مطالب السوريين والايرانيين ومصالحهم الاساسية سواء تعلق الامر بعودة النفوذ السوري الواسع الى لبنان وتعطيل مشروع المحكمة الدولية المكلفة النظر في جريمة اغتيال الرئيس الحريري وفي جرائم سياسية اخرى، ام بتأمين مكاسب لايران على صعيد برنامجها النووي.

وقالت ان هذا التفاهم السوري- الايراني مع "حزب الله" هو الذي منع، فعلا عمرو موسى من ان يتوصل حتى الآن الى حل لبناني – لبناني للأزمة ذلك ان الامين العام للجامعة بذل كل جهده لاقناع الافرقاء اللبنانيين باتخاذ القرارات الاساسية بأنفسهم وباعطاء الاولوية للتوصل الى تفاهم في ما بينهم على صيغة حل شامل للخروج من المأزق الخطر وعلى اساس لا غالب ولا مغلوب بحيث يخرج الجميع منتصرين. لكن "حزب الله" وحلفاءه اعطوا ويعطون الاولوية للتوصل الى تفاهم مع دمشق وطهران قبل الموافقة على اي مشروع حل. وهذا ما جعل عمرو موسى يبدو غاضبا بشدة على المعارضة اللبنانية، من غير ان يسميها، خلال مؤتمره الصحافي الاخير في بيروت، اذ حذر مرارا من اخطار اللجوء الى التصعيد والاحتكام الى الشارع لمعالجة الخلافات، وهو ما يفعله "حزب الله" وحلفاؤه.

وفي هذا السياق، اكدت مصادر سياسية عربية مطلعة ان شخصيات عربية مستقلة وذات توجهات وطنية معروفة حذرت قيادة "حزب الله" من ان "ما يقوم به الحزب حاليا من اعمال ضد الحكومة ومن تحريض على العصيان والتمرد والعنف مما يهدد السلم الاهلي ويعرض لبنان لفتنة مذهبية خطرة، ان هذا كله ألحق اساءة كبيرة برصيده وسمعته بل برصيد امينه العام السيد حسن نصرالله وسمعته في العالم العربي وفي صفوف المسلمين عموما. ذلك ان نصرالله لم يعد، بأعماله هذه، يتصرف على اساس انه زعيم المقاومة الوطنية ضد اسرائيل، بل انه يريد توظيف نضاله ونضال المقاومة لفرض شروطه ومطالبه على طوائف وقوى اساسية في لبنان مما يهدد بتفجير حرب اهلية جديدة".

 

استياء سوري من موسى

 

وفي هذا المجال اكدت لنا مصادر ديبلوماسية عربية وثيقة الاطلاع ان القيادة السورية "مستاءة جدا" من مهمة عمرو موسى، ولو لم تصرح بذلك علنا، وان هذا الاستياء ناتج من امرين اساسيين:

- الاول ان الامين العام للجامعة لم يبدأ مساعيه بزيارة دمشق للتفاهم مع الرئيس بشار الاسد على مختلف المسائل والنقاط المرتبطة بالازمة اللبنانية وبحيث "يفرض" هذا التفاهم "فرضا" على الافرقاء اللبنانيين كما كان يجري في عهد الهيمنة السورية على لبنان. بل ان عمرو موسى تعامل مع لبنان على اساس انه دولة مستقلة ذات سيادة وليس على اساس انه "جزء من الدولة السورية".

- الثاني ان القيادة السورية عملت وادركت ان هناك ثلاث مسائل رئيسية يتمسك بها موسى وتتمسك بها المجموعة العربية ككل وليس ممكنا التخلي عن أي منها، وهذه المسائل هي: ضرورة تشكيل محكمة دولية لمحاسبة قتلة الرئيس الحريري ورفاقه وقتلة شخصيات وطنية لبنانية أخرى ومعاقبتهم، ضرورة منع المعارضة من فرض شروطها ومطالبها بالقوة على الحكومة والغالبية لان ذلك يضعف الشرعية ومؤسسات الدولة اللبنانية، ضرورة ايجاد حل شامل للازمة يمنع انتصار فريق على آخر ويؤمن مصالح مختلف الافرقاء اللبنانيين وليس مصالح "حزب الله" وحلفائه وحدهم.

وقد أبلغت الينا شخصية سياسية عربية زارت دمشق اخيراً "ان الهدف الحقيقي للقيادة السورية ليس انقاذ لبنان من مأزقه بل على العكس استغلال هذا المأزق الخطر لانقاذ نفسها من المحكمة الدولية سواء من طريق تعطيل مشروع تشكيل هذه المحكمة واحباطه، وهو أمر صعب للغاية، أم من طريق التوصل الى تفاهم ما مع الدول العربية والاجنبية المهتمة بالوضع اللبناني لتأمين الحماية لنظام الاسد من هذه المحكمة ومن نتائج التحقيق الدولي. وعلى هذا الاساس، لن تقدم القيادة السورية أي مساعدة الى عمرو موسى لمعالجة المشاكل العالقة في لبنان، ما لم تتمكن من عقد الصفقة المنشودة الملائمة لها في شأن المحكمة الدولية والتحقيق الدولي". واضافت "ان المشكلة بالنسبة الى نظام الاسد ان هذه الصفقة التي يسعى اليها ليست واردة في حساب أي مسؤول عربي أو أجنبي معني مباشرة بالملف اللبناني".

وفي هذا الاطار لاحظت جهات اوروبية ان ثمة تشدداً عربياً متزايداً في التعامل مع "الهجمة" السورية - الايرانية على لبنان، إذ ان قيادياً عربياً حذّر مسؤولاً غربياً زار بلده أخيراً "من محاولات ايران استخدام حزب الله لدفع الشيعة اللبنانيين، تدريجاً، الى حرب مع السنّة وطوائف اخرى من أجل الاتيان بسلطة جديدة خاضعة لنفوذ هذا الحزب ومن يدعمه". وأكد هذا القيادي العربي ان حصول ذلك "سيشكل سابقة خطرة قد تتكرر في دول عربية اخرى مما يمهد لنزاعات مذهبية وفتن بين السنّة والشيعة في المنطقة تهدد الأمن والاستقرار والسلام في الشرق الاوسط".

وعلى اساس ذلك كله اكدت المصادر الديبلوماسية الاوروبية المطلعة ان هناك اقتناعاً قوياً لدى الدول العربية والاجنبية المعنية بأن "حماية لبنان من اخطار الفتنة الكبرى والحرب الاهلية والانهيار لن تتحقق بالرضوخ لمطالب دمشق وطهران وعقد صفقة معهما تؤمّن مصالحهما على حساب مصالح اللبنانيين، بل تتحقق بدعم الاستقلال اللبناني وبالتمسك بالمحكمة الدولية والشرعية الدولية، وبتحذير المسؤولين السوريين والايرانيين من انهم سيتحملون عواقب تدخلاتهم المدمرة في الشؤون اللبنانية، وان سائر الدول العربية والاجنبية المعنية لن تقف مكتوفة ولن تترك لبنان يسقط ويتفكك تحت ضربات حلفائهم اللبنانيين".

 

 

 

النظام السوريّ يخسر دولياً وعربياً والتحالف التابع له في لبنان بلا أفق..

لكنّ الصراع طويل وتصعيد الأسد متوقّع

 

"اتحاد المحاكم الصوماليّة".. "اتحاد القبائل والشبكات السوريّة"

 

المستقبل - الجمعة 29 كانون الأول 2006 - العدد 2489 - شؤون لبنانية - صفحة 2

 

 

 

نصير الأسعد

 

خلال الأيّام المقبلة بعد رأس السنة، يمكن أن تتّضح معالم المرحلة الاقليميّة الجديدة، في ضوء الاستراتيجيّة التي أعدّتها الإدارة الأميركيّة وقرّرت إعلانها في الفترة القريبة المقبلة.

بيدَ انّ انتظار الاستراتيجيّة الأميركيّة الجديدة، لا يمنع منذ الآن قراءة عدد مهمّ من المؤشّرات الاقليميّة ـ الدوليّة الهامّة التي تفيد في رسم الإطار الخارجيّ "حول" لبنان.

المؤشّر الأوّل: إجماع مجلس الأمن حول إيران

المؤشّر الأوّل، يعكسه القرار الذي صدر بالإجماع عن مجلس الأمن الأسبوع الماضي بفرض عقوبات على ايران، انطلاقاً من تحدّيها للمجتمع الدوليّ بشأن ملفّها النوويّ. ولا يمكن التعاطي مع هذا القرار الدوليّ إلاّ بوصفه محطّة "أولى" في المواجهة الأميركيّة ـ الإيرانيّة أو المواجهة الدوليّة ـ الإيرانيّة. غير انّ القرار نفسه حدّد مهلة ستّين يوماً لإيران كي تراجع موقفها وحساباتها، وكي تقرأ جيداً مضمون الموقف الدوليّ، ما يعني انّ ثمّة "وقفة" جديدة للمنظمة الدوليّة أمام "المسألة الإيرانيّة" في النصف الثاني من شباط المقبل.

كثيرون يعتقدون، تأسيساً على الموقف الإيرانيّ "الفوريّ" من القرار، انّ ايران لن تتراجع، وانّ مجلس الأمن سينتقل تالياً في شباط المقبل إلى محطّة ثانية من المواجهة مع الجمهوريّة الإسلاميّة. لكنّ كثيرين أيضاً في المقابل، إذ يعتبرون الاستنتاج السابق منطقياً من ضمن المعطيات القائمة الآن، لا يستبعدون بالمطلق خطوة إيرانية إلى الوراء، تسمح بها تركيبة النظام الإيراني نفسه. ذلك انّ النظام في إيران يملك القدرة "الهيكليّة" على إنتاج مخرج عبر "تقديم" جناح منه على جناح آخر، وعلى إنتاج مخرج "مشرّف"، متى شعر انّ قدرته على المناورة تأسيساً على "تناقضات" دوليّة معيّنة، باتت معدومة في ظلّ الإجماع الدوليّ.

المؤشّر الثاني: واشنطن تقطع طريق إسرائيل أمام الأسد

وإذا كانَ المؤشّر الأوّل يفيد انّ الأوضاع يمكن أن تذهب نحو محطّة أخرى من المواجهة الدوليّة ـ الإيرانيّة، وإن كان احتمال المخرج من جانب إيران، غير مغلق بالمطلق، فإنّ المؤشّر الثاني يتعلّق بسوريّا وبنظام الأسد.

وفي هذا المجال، يبدو واضحاً انّ "التسوية" الدوليّة الوحيدة المقبولة مع النظام السوريّ هي التي يخضع بموجبها للشرعيّة الدوليّة وقراراتها، بدليل ما تبلّغه رئيس النظام بشّار الأسد في موسكو بشأن لبنان، وبدليل ما أوصت به لجنة بيكر ـ هاميلتون التي اقترحت على الإدارة البحث مع دمشق، لكن على أساس دفتر شروط واضح على صعيد الملفّات الاقليميّة، لاسيّما الملفّ اللبنانيّ.

غير انّ الإشارة اللافتة أكثر من سواها، تمثّلت في اعتراض واشنطن لمناورة نظام الأسد حيال إسرائيل، أي لمحاولته فتح القنوات مع الدولة العبريّة. وهذا الأمر يُفيد انّ الموقف الأميركيّ من نظام الأسد المتفلّت من الشرعيّة الدوليّة لا يزال هو نفسه، وانّ الإدارة تعتبر انّ الأسد في القفص ويجب عدم تمكينه من الخروج منه. والأهمّ هنا، هو انّ القرار في ما يتعلّق بالنظام السوريّ، أميركيّ أساساً.

صحيحٌ انّ الولايات المتحدة والمجتمع الدوليّ لا يضغطان بـ"قوّة" على النظام في دمشق، لكنّهما يخضعانه لسلسلة من القرارات الدوليّة، أهمّها القرار المتعلّق بالمحكمة الدوليّة التي لا مهرب منها.وبالإضافة إلى ذلك فهو في عزلة عربيّة "خانقة"، يرجّح المتابعون معها عدم انعقاد القمّة العربيّة المقبلة في دمشق.

المؤشّر الثالث: روسيّا والتكامل الدوليّ

أمّا المؤشّر الثالث، فيتعلّق بحركة التموضع الدوليّ الراهنة. فخلال الأسابيع الأخيرة، تمّ التأكّد من انّ روسيّا "تتكامل" مع الجهات الأخرى في المجتمع الدوليّ. تختلف مع الولايات المتحدة لكنّها لا تتصادم معها. واندراج روسيّا في الإجماع حول قرار العقوبات على إيران، بالغ الدلالة في هذا السياق. ولعلّ الزيارة التي يزمُع الرئيس الروسيّ فلاديمير بوتين القيام بها إلى المملكة العربيّة السعوديّة في شباط المقبل، تكتسب معنى استثنائياً في هذه المرحلة، ليس فقط بسبب تزامن هذه الزيارة مع المحطّة الثانية في مجلس الأمن حول إيران، بل لكونِها تشكّل تطويراً في استراتيجيّة العلاقة الروسيّة بمنطقة الشرق الأوسط، لجهة عدم الموافقة الروسيّة على منحى العلاقة الإيرانيّة ـ والسوريّة ـ بدول الاعتدال العربيّ وبالصراع العربيّ ـ الإسرائيليّ.

المؤشّر الرابع: الحدث الصومالي

والمؤشّر الرابع برز في الأيام القليلة الماضية، وجاءَ من القرن الافريقي. ففي ما يمكن تسميته "الوقت الضائع" إقليمياً ودولياً، تقدّمت أثيوبيا بتأييد أميركيّ أكيد داخل الصومال، دعماً للحكومة الصوماليّة الانتقاليّة التي تمثّل في نظر الشرعيّتين العربيّة والدوليّة، الشرعيّة في هذا البلد العربيّ ـ الافريقيّ.

ثمّة دلالتان لهذا الحدث الصومالي. الأولى هي انّ "النظام" الذي يجري إسقاطه في مقديشو، نظام ما يسمّى "اتحاد المحاكم الإسلاميّة"، هو نظامٌ "طالبانيّ" شبيه نظام "طالبان" السابق في أفغانستان. وليس سرّاً انّ النشأة الأولى أو الحالة التأسيسيّة لتنظيم "القاعدة" كانت في الصومال في التسعينات من القرن الماضي، وانّ إسقاط نظام "طالبانيّ ـ قاعديّ" في هذا البلد، يعني ضربةً استراتيجيّة لهذه المجموعات، وللأنظمة المتحالفة معها موضوعياً أو ذاتياً. والدلالة الثانية، هي دلالة الدفاع الدوليّ عن حكومة شرعيّة في بلد معيّن.

سيقولُ أتباع النظام السوريّ في لبنان انّ الإشارة إلى ما يجري في الصومال، تدخُل في دائرة تفكير قوى 14 آذار، وانّ قوى هذه الحركة الاستقلاليّة تراهن على التدخّل الخارجيّ. لكن، إذا كان صحيحاً التشبيه بين "اتحاد المحاكم الإسلاميّة" في الصومال وبين "اتحاد القبائل والشبكات السوريّة" في لبنان، خاصةً متى جرى تذكّر اعتراف بشّار الأسد بإدخال "القاعدة" إلى لبنان، فإنّ ما رمت إليه هذه الإشارة، هو القول ان "الحدث الصومالي" مغطّى بموقف دوليّ واحد من جهة وانّ الاستراتيجيّة الأميركيّة في المنطقة قد تخضع لتعديلات لكنّها ستحافظ على ملامحها العامّة من جهة ثانية. وهذا القول يأتي في وقت لا يتردّد أنصار النظام السوريّ في "التبشير" بتقارب أميركيّ ـ سوريّ آتٍ، وهو "تبشير" لم تمنع محطّة "المنار" نفسها من اللجوء إليه في محاولة تفسير بعض المواقف المحلّية.

قدرة نظام الأسد على التصعيد مرتبطة بطهران

من هذه المقدّمات وما حملَته من مؤشّرات، يمكنُ استنتاج انّ قدرة النظام السوريّ على التصعيد، في لبنان خصوصاً، ترتبط بقرار ايرانيّ بالتصعيد، أي انّه ما لم يكن ثمّة قرار ايراني بالتصعيد، ستكون قدرة نظام الأسد على ذلك أضعف. ذلك ان "الأفق" الوحيد المفتوح أمام نظام الأسد هو إيران، في ظلّ إنسداد الأفق العربي من ناحية والمعطيات الدوليّة القائمة التي تجعل من رهان هذا النظام على غطاء روسيّ للتخريب على الوضع في لبنان وفي المنطقة، وعلى الشرعيّة الدوليّة، رهاناً خاسراً من ناحية أخرى.

كلّ ما سبق ذكرَه يندرجُ في خانة الاستنتاجات المنطقيّة. غير انّ "المنطق" لا يصحّ ـ تكراراً ـ كوحدة قياس في حالة النظام السوريّ.

"قد" يصحّ "المنطق" على النظام الإيرانيّ، بمعنى انّه على افتراض انّ هذا النظام يستخدم "الساحة" في لبنان لمنع العقوبات عنه، فإنّه "قد" يغيّر بعدَ العقوبات، وثمّة إمكانيّة لديه للتغيير ما لم يكن قد أصبح أسير الحلم الامبراطوري "المستحيل" بشكل نهائي.

طبعاً، لا يعني ذلك انّ التعامل الإيرانيّ مع لبنان سيتغيّر حكماً، خاصة في وقت لا يُعطي "المركز" الإيرانيّ في طهران ولا "الملحق" اللبنانيّ أيّ إشارات في هذا الاتجاه.

.. ولكن تصعيده متوقّع بصيغ شتّى

لكنّ المؤكّد انّ أداء النظام السوريّ، المُستنِد إلى بنيته وتركيبته، هو أداء يتوقّع منه التصعيد. ربّما الفارق بينه وبينَ النظام الإيرانيّ هو انّ نظام الأسد يخوض ما يعتبره "معركة وجود" بينما لم يصل الثاني إلى هذا "الحدّ". وكلّما اشتدّت الصعوبات من حول نظام الأسد، ازداد مقامرةً وتوحّشاً.

لذلك، فإنّ "الصورة" حول لبنان تبدو كالآتي: أفق مسدود عربيّاً ودوليّاً أمام النظام السوريّ وأمام "جماعته" في لبنان تالياً، فيما الدعم العربيّ والدوليّ مفتوح أمام الحكومة وفريق 14 آذار. لكنّ ذلك سبب لتوقّع التصعيد من جانب نظام الأسد، والذي يمكن أن يتّخذ كلّ الأشكال والصيغ، من الاغتيالات، إلى الفوضى، إلى الدفع باتجاه الانشقاق عن الدولة والتشجيع على الصدامات الأهليّة.

أمّا في الداخل، فتبدو "الصورة" كالآتي: فريق التحالف السوريّ ـ الإيرانيّ في مأزق، لأنّ الشارع بات عبئاً عليه، ولأنّ الأفق السياسيّ الدستوريّ مغلق، ولأنّه يرفض المخرج السياسيّ الدستوريّ المقدَّم له. وفي المقابل، لا شكّ انّ فريق 14 آذار أمام مشكلة عامّة وفي وضع يخسر البلد فيه، لكنّه لا يزال يملك القدرة على "الكلام السياسيّ المنطقي"، وعلى البحث عن حلول.

طبعاً، لا يمكنُ تبشير اللبنانيين، بأنّ مطلع السنة الجديدة يحمل معه "الخير"، في ظلّ المعطيات التي جرى استعراضُها. فلو كانت هذه المعطيات أمام "عاقل" ما لاستنتَج ضرورة التوجّه إلى تسوية تحفظ للجميع "مصالحه" و"حقوقه".

وفي هذا الاطار، ثمّة سؤالٌ يُطرح في العديد من المجالس. هل انّ التحالف السوريّ ـ الإيرانيّ وعلى رأسه "حزب الله" في موقفه السلبيّ من المحكمة الدوليّة يدافع عن النظام السوري فقط أم ماذا؟

غنيّ عن القول انّ ثمّة جانباً يتعلّق بالدفاع عن النظام السوريّ. لكنّ المسعى الروسيّ في فترة من الفترات، كان توصّل إلى نوع من "التسوية" في ما يتعلّق بهذا النظام، وهو المسعى الذي أدّى إلى الإبقاء على ما يسمّى الحصانات الرئاسيّة. لكنّ من الواضح انّ النظام السوريّ رفض هذه "التسوية" من أساسها، على اعتبار انّ محاكمة مرؤوس تقود إلى محاكمة رئيسه فرئيس هذا الرئيس..

بيدَ انّ ما تواترَ عن اعتراض التحالف السوريّ ـ الإيرانيّ على "الترابط" بينَ جرائم ومحاولات الاغتيال الأخرى، دفع إلى التساؤل لماذا؟ فإذا كانَ "الترابط" يكشف آلة القتل السوريّة، فلماذا يبدي "التحالف" حماساً زائداً في الاعتراض من جهته؟

هذا المثال، هو للقول انّ لا شيء من "العقل" يدفع أحداً إلى الاعتقاد انّ الدفاع عن النظام السوريّ يمكن أن يذهَب إلى هذا المدى، ولو على حساب خراب البلد، ما لم يكن في الأمر "إنّ".

دربُ النضال طويل

بين "الصورة" كما ترتسم داخلَ لبنان وحولَه، وبين توقّع التصعيد من جانب النظام السوريّ، يبدو انّ "الصراع" طويل. ثمّة مَنْ يقول انّ شباط المقبل قد يشهد معطيات جديدة، لكنّها قد تكون معطيات مواجهة في ضوء المسألة الإيرانيّة. وثمّة مَنْ يقول انّ حزيران المقبل هو المحطّة المقبلة على أساس التقرير الأخير للمحقق الدوليّ سيرج براميرتس. لكن ثمّة مَنْ يقول أيضاً انّ هناك حرباً اقليميّة على أبواب الصيف.

ما يمكن قولُه هو انّ المعطيات الدوليّة ـ الاقليميّة واحتمالات تطوّرها تعاكسُ التحالف السوريّ ـ الإيرانيّ. لكن، إلى أن يصل هذا "التحالف" بقدَميه إلى الجدار المسدود، سيكون "الكباش" طويلاً واحتمالات مخاطره كثيرة.. وإلاّ لكان هذا "التحالف" وافق قبل الآن على البحث في "المخارج". والله أعلم!.

 

بيان صادر عن التيّار الشيعي الحرّ/لبنــان

بسم الله الرحمن الرحيم

29 كانون الأول 2006

عقدت المنسقيّة العامة للتيّار الشيعي الحرّ إجتماعها الأخير للعام 2006 برئاسة المنسّق العام الشيخ محمد الحاج حسن وصدر البيان التالي:

نبارك لجميع اللبنانيين مسلمين ومسيحيين بالأعياد المجيدة والأضحى المبارك سائلين الله تعالى أن يعيده عليهم بالخير والسلامة والسلام وعلى الوطن بالإزدهار والتقدّم ، وإن كان البعض في لبنان أصرّ على إطفاء شمعة الولادة الميمونة لروح الله عيسى بن مريم ولبهجة معاني التضحية تيمنا" بعيد الأضحى ومفاهيمه من خلال احتلالهم لساحات بيروت وضرب الإقتصاد الّذي انعكس سلبا" على أصحاب المحلات والفنادق والوضع السياحي والتجاري وعمّرو خيم السهر والهرج والمرج متوسطين منبرا" شتائميا" يرتقيه البعض ممن لا يملكون إلاّ ثقافة الرذيلة والتعدي على كرامات الناس، وأضاف البيان :

أتحفتنا جريدة الأخبار بعددها الصادر بتاريخ الجمعة 29 / 12/2006 بمساحة واسعة من الأخبار الكاذبة وحلقة من حلقات الحملة التشهيرية التي يقودها وينظمها حزب الله بحق شخص الشيخ محمد الحاج حسن (سواء عبر بعض نوابه أو أحد النواب السابقين الّذي نسي ملف شهادته المزورة ) الّذي شكّل بمواقفه الصادقة والهادفة خطرا" على كشف حقيقة ممارسات حزب الله في المجتمع الشيعي والتخطيط الإيراني لاستخدام الساحة الشيعية في لبنان منطلقا" لضرب الأنظمة العربية ومجتمعاتهم ، ليس لدينا ما نردّ به في هذه اللغة ، إذ أننا لا نفهم مفرداتها ولا قواعدها ، ونحن لم نخاصم أحدا" إنما نتتطلع للتعبير عما نراه مناسبا" ونعمل وفق قناعاتنا ومرشدنا في ذلك ضميرنا وحقنا كمواطنين لبنانيين لا غير .

وقد شطح صاحب المقال المأجور بحفنة من الدولارات الفارسية بأكاذيبه التي أملاها عليه  حزب الله الّذين تركوا ساحة الصراع مع العدو الإسرائيلي والدفاع عن المقدسات وانبروا إلى الداخل تارة للإعتداء على كرامة السنة واللبنانيين من خلال جمهرتهم في ساحة رياض الصلح وتارة من خلال أبواقهم الشتامة والكذابة والمنافقة، وبات صاحب المقال المدعو وفيق قانصوه مضطربا" في تفاصيل كتابته حيث لا ترابط صادق ولا واقعية للأوهام التي أثارها، فالشيخ الحاج حسن لم يدخل في حياته إلى مخيم عين الحلوة ولم يفتح يوما" مكتبا" للتأشيرات والسفريات ولم يغادر إلى قبرص، وأن الدعوة التي أوقف فيها فهو لم يتنكّر لها يوما" وهو فخور بأنّه سجن بمؤامرة دبرها بعض مسؤولي حزب الله وفي الوقت المناسب سنكشف عن كلّ هذه التفاصيل لفضح ممارسات هذا الحزب الّذي فقد كل القيم الأخلاقية والشرعية، وأمّا عن عمله مع مخابرات الجيش اللبناني فهذا لو صحّ مع أنّه عار عن الصحة أفضل بكثير من العمل لمصلحة المخابرات الإيرانية والسورية التي بنت إمبراطورية قيادة حزب الله على بحر من أطنان الدم الشيعي الشريف من أجل إسقاط النظام اللبناني وقيام نظام فارسي يألّب الشارع العربي تمهيدا" لثورات شعبية ضد أنظمتهم ، وإن كان الأمر للتشهير والتجريح ظنا" من هؤلاء الضعفاء المفلسين أنهم سيحطمون معنوياتنا أو يمنعوا الإلتفاف الوطني حول حركيتنا فكل ما نشره مقال جريدة الأخبار المخابراتية أشرف وأفضل من العمائم المنغمسة بالدم الشيعي واللبناني ، ولم ولن ننسى دماء أهلنا في إقليم التفاح وبعلبك كيف أريقت من أجل الحفاظ على المواقع الشخصية والسياسية ، ويكفي الشيخ الحاج حسن فخرا" أنّه لم يقتل النفس التي حرّم الله قتلها باسم التكليف الشرعي وأكذوبة ولاية الفقيه الهادفة إلى الإستئثار بالقرار الشيعي الّذي تسعى إيران لفرضه على شيعة المنطقة العربية ، ويا ليت كاتب المقال كان غيورا" على كشف الحقائق عندما هاجمت مجموعة ميليشياوية تابعة لحزب الله بتاريخ 15/7/2005 منزل الحاج حسن في برج البراجنة، ويا ليته سخّر وقته لكشف قتلة الشهيد الشيخ خضر طليس الّذي سقط برصاص الميليشياويين ، ويا ليته انهمك بالبحث عن تفاصيل دويلة حزب الله التي حاول بناءها طيلة السنوات الماضية ليفرضها على الواقع اللبناني ، وذاكرة اللبنانيين لن تنسى سجون الضاحية والميليشاوية الأمنية التي تحتل المخافر ومراكز الدولة في مناطقها لتمنع قيام الدولة وإخراج المجتمع الشيعي من مفهوم ومنطق الدولة .

إنّ الشيخ محمد الحاج حسن وعائلته يتخذون لأنفسهم صفة الإدعاء الشخصي على جريدة الأخبار وكاتب المقال وفيق قانصوه ومن يظهره التحقيق لنشرهم وقائع كاذبة ولمشاركتهم بحملة التشهير والتضليل والمساس بالكرامات التي يفتقدون إليها والتي يغطيها حزب الله بتكليف شرعي جديد ربما يلحقه تكليف شرعي بتصفية الشيخ الحاج حسن بعد أن سقط وهزم في ثنيه عن التحرك في خدمة المشروع الوطني والعربي ، ومجدّدا" نحمّل حزب الله وقيادته مسؤولية أي أذى جسدي أو معنوي يتعرّض له الشيخ الحاج حسن.

وتبقى المشكلة مع نظام سفياني الشام الّذي يحاول عرقلة قيام المحكمة الدولية خوفا" من معاقبة المجرمين الإرهابيين وهو أبرزهم وكشف حقيقة الإغتيالات التي اختتمها النظام المجرم بقتل الشهيد الوزير بيار الجميل ، ولن تنجح محاولات ما يسمى بالمعارضة من تفريغ القرار 1701 من مضمونه ولا بضرب مشروع المحكمة.

دعم الحكومة اللبنانية الوطنية العربية الشرعية التي يترأسها الأستاذ فؤاد السنيورة وضرورة بقائها واعتبار استمرارية حصار السراي اعتداء على الكرامة الوطنية والعربية والإسلامية وينبغي التحرّك العربي السريع لوضع حدٍ للمؤامرة الإيرانية – السورية والهادفة إلى تحقيق انقلاب يقوده حزب الله متمترسا" بقاعدته الشعبية المغلوب على أمرها.

إنّ قضية الأسرى المعتقلين في سجون النظام البعثي السوري لن تقلّ أهمية عن قضية الأسرى في السجون الإسرائيلية ومن تأخذه الحمية على ثلاثة أسرى نحترمهم ونقدر نضالهم عليه التحرّك لكشف مصير من يقبع في سجون النظام البعثي الحاقد والمجرم وإلاّ فمن يتقاعس أو يتهاون في ذلك فهو شريك في جريمة الأسر والإخفاء القسري.

المسارعة بضبط الحدود وترسيمها بين لبنان وسوريا ونشر قوات دولية تمنع تسلّل الإرهابيين وإدخال السلاح إلى جهات لبنانية وغير لبنانية ما زالت تشكّل بؤرا" أمنية تنقص من سيادة لبنان وتستهدف استقراره.

إننا شيعة لبنانيون عرب ولا تستطيع أية مؤامرة أن تخلعنا من محيطنا العربي أو تلبسنا ثوب الإلتحاق بمفاهيم لم يسبق أن قرأناها في ثقافتنا الشيعية والإسلامية ، ولن نكون في يوم من الأيام شيعةً فرس مأمورين.

إننا نرفض أن نكون خارج منطق الدولة وتفريغ المؤسسات من مضامينها الوطنية ، ونؤمن بالشراكة الحقيقية المنطقية لا التكاذبية التي ينتهجها البعض من الأطراف المأمورة ، ولغة الشرعية والحوار أقوى من لغة الشوارعية والسلاح الّذي لا بدّ ان يكون في الدولة سلاح واحد شرعي.

إنّ الإعتداء المنظم على قوى الأمن الداخلي هو نابع من ثقافة التمرد على الدولة ومؤسساتها التي يسعى البعض المغامر من فرض واقع كسر هيبة الدولة وعلى القوى الأمنية أن تكون حازمة فيما تتخحذه من قرارات لحفظ الأمن وقمع المخالفات.

وأخيرا"، وفي وقت قريب وقريب سيعقد الشيخ محمد الحاج حسن مؤتمرا" صحفيا" يفنّد فيه فضائح الفبركات التي يقودها حزب الله وأزلامه  الّذي أصيب بهستيريا ولم يعد يدرك ما يفعل من أجل اسكات صوته، وليكيدوا كيدهم فلن يفلحوا وإمبراطوريتهم إلى الإنهيار .

المكتب الإعلامي

**ما نشر في جريدة الأخبار بتاريخ 29/12/2006

محمد الحاج حسن: سباحة مع «التيار»

وفيق قانصوه –الأخبار 29/12/2006

محمد الحاج حسن اسم سطع في سماء «الأكثرية» أخيراً. إطلالاته الاعلامية تتلاحق، ونشاطاته السياسية تُسوّق الى درجة بات يصعب رصدها تحت اسم «التيار الشيعي الحر» الذي يتردد أن اعلانه جاء بعد تنسيق مع ثلاثة نواب، أحدهم سابق، من أركان 14 آذار اندلعت «ثورة الأرز» اثر استشهاد الرئيس رفيق الحريري في 14 شباط 2005. توحد اللبنانيون، ونزلوا الى الساحات مطالبين بانهاء عهد الوصاية، مبشرين بفجر جديد، حاملين معهم كل «عدّة الشغل» التقليدية للتعبير عن الوحدة الوطنية، من ثنائيتي الصليب والهلال والانجيل والقرآن الى قسم الشهيد جبران تويني (مسلمين ومسيحيين...). لكن العرس الوطني لم يكتمل. نغّص فرحته انسلاخ طائفة بأمها وأبيها. وجّهت اليها الدعوات من منابر «ساحة الحرية» للالتحاق بـ «الحفلة»، من دون جدوى. حاولوا، مراراً، اغراء امها بترك أبيها فما نجحوا.

كان ينقص قوى 14 آذار «لفّة» شيعية لتكتمل صورة الموزاييك اللبناني الطائفي المغرم بالثنائيات الوطنية، فـ «ظهر» الشيخ محمد الحاج حسن «مخلّصاً» و«مبشراً» بـ «تسونامي شيعي لبناني وجهته لبنان الحرية والسيادة والاستقلال وقبول الآخر والتعايش».

www10452lccc.com/hassan.html آل الحاج حسن من كبريات العائلات في بلاد بعلبك – الهرمل، تتوزع على أكثر من قرية، ويصل عدد نفوسها الى نحو عشرة آلاف، وتتفرع الى مئات «الأجباب». ولد «شيخنا» في 18\1\1976 وترعرع في شمسطار، وهو ينتسب الى «جب» حسين علي فارس الحاج حسن، من الجباب المعروفة بانتماء أبنائها الى الأحزاب الوطنية والاسلامية. والده يوسف يملك مكتباً لتخليص المعاملات قرب دائرة النفوس في البلدة. وهو أصغر أخوته الأربعة: أنطون (يعرف بعماد) وديانا وسعدى. يقول مقربون من العائلة ان محمد ولد في ظروف صعبة، وسط خلافات بين والده الذي سجن عام 1976 لأسباب غير معروفة (تردد انه حكم في تهريب مخدرات)، ووالدته زينب الدلباني التي طلبت الطلاق، قبل أن يقترن الوالد بسيدة أخرى أنجب منها ولدين هما حسن وعلي.

 

ترعرع محمد في حضن جدته لوالده، وعرف منذ صغره بكثرة تقلبه وتمرده، فكان يغادر المنزل لفترات طويلة ثم يعود، ما عرّضه لتأنيب أعمامه الذين كانوا يعاملونه بقسوة.

في سن الـ 15 وضعه والده في مدرسة داخلية في مشغرة في البقاع الغربي، ومع بلوغه الـ17 التحق بالحوزة العلمية في عين بورضاي (بعلبك)، وانخرط في «حزب الله»، لكن سلوكه الشخصي أدى الى ابعاده من الحوزة والحزب معاً، فغادر الى سوريا حيث التحق بحوزة علمية تابعة للمرجع الشيعي السيد علي السيستاني. لكنه ما لبث أن ترك الحوزة وغادر سوريا لأسباب غير معلومة، وقفل عائداً الى بيروت.

تزوج من عائدة احمد من بلدة عين التينة في البقاع الغربي، وهي تحمل الجنسية الاميركية. عام 2003 رزق بفتاة سماها زينب. أقام في منطقة الرمل العالي قبل أن ينتقل أخيراً الى منطقة النبعة، زاعماً تعرضه لمضايقات.

لم يعرف عن الحاج حسن ممارسته مهنة ما الا ما تردد عن افتتاحه مكتباً للسفريات في منطقة الليلكي منتصف التسعينيات لـ «تدبير» تأشيرات للهجرة، فقبض أموالاً من عدد من الراغبين في السفر قبل أن يقفل المكتب ويتوارى.

وتفيد مصادر قضائية ان مخابرات الجيش جندته عام 1994 بعد ورود معلومات عن علاقة لوالده بشبكة تجسس اسرائيلية. أوقف الوالد الذي تبين انه غير متورط في الشبكة، الا أن له علاقات اجتماعية ببعض أفرادها الـ11.

في منتصف التسعينيات أقام علاقة عمل مع و. ح.، وهو صاحب مكتب اتصالات وتجارة عامة على جسر سليم سلام. مرّ الأخير بأزمة مالية انتهت بـ «انتقال» ايجار المكتب من اسمه الى اسم الحاج حسن. غادر لبنان عام 1996 الى الخارج وعاد بعد ثلاثة أيام معتمراً العمامة، وأشاع انه كان في ايران حيث عُمّم على أيدي المرجع السيستاني (الذي لم يغادر العراق يوماً!).

وترددت معلومات غير موثقة أن أ. ح.، وهو صاحب محل للاتصالات الهاتفية في صور، اتهمه بالاحتيال والاستيلاء على ما قيمته 24 ألف دولار، كما وجّه اليه الفلسطيني أ. ط. (صاحب محل اتصالات في حارة حريك) وف. ع. (صاحبة محل لبيع الهواتف في عين المريسة) وشخص من آل الفقيه (صاحب مكتب لتأجير السيارات) تهماً مماثلة، الا أن أحداً لم يدّع عليه، ربما خشية من عمله مع المخابرات.

عام 1998 صدر بحقه حكم وجاهي بالسجن ثلاث سنوات بتهمة شراء أجهزة خليوية من شركة «سل وان» بأسماء أشخاص استحصل على اخراجات قيودهم وتزوير تواقيعهم ثم بيعها نقداً والاستيلاء على المال». (أنظر النص المرفق). اقتيد الحاج حسن مخفوراً الى القاضي المنفرد الجزائي في بيروت، بعمامته وجبّته بعدما رفض خلعهما. يومها صدر تعميم بعدم مثول رجال الدين أمام القضاة بزيهم الديني. بعد سجنه أصر على ارتداء الزي الديني داخل السجن، ما أدى الى تدخل حزب الله الذي تولى دفع نحو 13 ألف دولار بموجب تسوية مع المدعين «لمنع إهانة العمامة باعتمارها خلف القضبان»، بعدما أخذ تعهداً منه بخلعها عقب خروجه من السجن.

واللافت أن السجل العدلي للحاج حسن يتضمن «لا حكم عليه»، وهو ما سمح له بالحصول على ترخيص لـ«تياره». واذا كان ممكناً ازالة الحكم عن السجل العدلي بعد خمس سنوات على انقضاء الحكم، بعد تقديم «طلب اعادة اعتبار» مرفقاً بافادة حسن سلوك من المختار وصورة عن الحكم، فإن ما ليس ممكناً ازالة الحكم نهائياً عن «البيان العدلي الرقم 2» الذي يعرف بالسجل «الأصفر»، ويبقى محفوظاً لدى دوائر الدولة مهما طال الزمن. الا أن المثير ان الأحكام شطبت حتى عن السجل «الأصفر»!

بعد خروجه من السجن شب حريق في منزله في الليلكي لأسباب غير معلومة، وتحدثت المعلومات عن توقيفه فترة قصيرة لدى قوى الأمن مباشرة بعد ذلك. وتردد انه غادر لبنان الى قبرص (2001-2002) في زيارة لم يعرف الهدف منها. كما لوحظ تردده على مخيم عين الحلوة في 2003 وأشيع انه كان يشتري أسلحة للاتجار بها.

«التيار الشيعي الحر»

أسس الشيخ الشاب، على عجل، تياره «الشيعي الحر»، فاحتفي أيما احتفاء بهذا الطائر الذي اكتشف مغرداً خارج سربه، وأبحر بتياره، منسقاً، الى قصور قيادات الصف الأول لقوى «14 آذار» في قريطم والمختارة وبزمار، في نشاط «مفاجئ». فهو خلال أيام معدودة جال على النائبين سعد الحريري ووليد جنبلاط ورئيس الهيئة التنفيذية في «القوات اللبنانية» سمير جعجع والمفتي محمد رشيد قباني والبطريرك نصر الله صفير والمطران الياس عودة وشيخ العقل نعيم حسن، وزار السفير البابوي لويجي غاتي وسلمه رسالة الى البابا، وتلقى اتصالين من الرئيس الأعلى لحزب الكتائب أمين الجميل ومن «دولة الرئيس فريد مكاري بحثا خلاله الأوضاع العامة»، كما أجرى اتصالات شملت النائبين فيصل الصايغ والياس عطاالله ومفتيي عكار الشيخ أسامة الرفاعي والبقاع الشيخ خليل الميس ومفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو الّذي «حيّا وقفة الشيخ الحاج حسن الجريئة والوطنيةّ»، وتلقى اتصالاً من مفتي صور وجبل عامل السيّد علي الأمين أكّد له «الدعم المطلق»، ورأى في إعلان «التيار» «اتساعاً في مساحة الرأي الآخر في الطائفة الشيعية». (راجع موقع www.chi3a.jeeran.com وكان آخر نشاطاته أمس لقاء المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي.

في الوقت نفسه رتبت له، منذ بداية الشهر الجاري (في تزامن «مصادف» مع بدء اعتصام المعارضة)، لقاءات صحافية وإطلالات اعلامية، الى درجة أن «تجمع مقاتلي القوات اللبنانية السابقين في بلاد الإغتراب» وضع في صدر موقعه الالكتروني النص الكامل لمؤتمر صحافي عقده الرجل في 19 الشهر الجاري في منزله في النبعة تحت عنوان «صوت حر من لبنان»، وتسجيلاً مدته 41 دقيقة لمقابلة أجرتها معه «المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية» (؟) في صفحة واحدة الى جانب نص مقابلة أجرتها وكالة الصحافة الفرنسية مع وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس! وفيما احتلت مقابلة أجرتها معه صحيفة «المستقبل» (1 كانون الأول 2006) حذر فيها من «مشروع فارسي لضرب العالم العربي» صدر الموقع الرسمي لـ «القوات اللبنانية» التي لم يعرف عنها غرام بالعرب والعروبة والعروبيين، أجرت صحيفة «السياسة» الكويتية مقابلة مطولة معه (4/12/2006)، واستضافه تلفزيون «المستقبل» الأسبوع الماضي نحو ساعتين.

والمتابع لحركة الرجل يدهشه «توارد الخواطر» بين ما ينادي به وبين أدبيات أركان «14 آذار»، فهو يعتبر أن «حزب الله» «نجح في تحويل الشيعة من حالة فكرية الى حالة عبادة صنمية»، وهذا في معنى من المعاني «الشمولية» بعينها التي اتهم وليد جنبلاط الحزب بممارستها على جمهوره، أما تساؤله: «كيف يطالبون بالشراكة ولا يحق للبنانيين مشاركتهم في قرار الحرب والسلم؟» فهو ما ورد بحرفيته على لسان رئيس الهيئة التنفيذية لـ «القوات اللبنانية» النائب جورج عدوان في مهرجان دعم الحكومة الذي نظّم في دير القمر الشهر الجاري، فيما ورد تأكيده بأن «المعارضين لو بقوا معتصمين عشر سنوات لن نصل الى حل إلا بالحوار» على لسان رئيس الحكومة فؤاد السنيورة عشرات المرات، ناهيك عن اتهامات الارتباط بـ «المحور السوري – الايراني» و«الهلال الشيعي» و«الفرسنة» و«تدمير لبنان من أجل استرجاع ثلاثة أسرى» (راجع خطابات المفتي الجوزو).

إلا أن ما يدهش أكثر أن صاحبنا الذي اعتبر انتصار «حزب الله» «بدعة وأكذوبة كبيرة»، وأن الحزب «خرب البلد وقتل الآلاف من أبناء الطائفة الشيعية ودمر 77 جسراً» (السياسة)، هو نفسه، من أصدر في 13 تموز الماضي، مع بداية العدوان الاسرائيلي، نداء الى سكان الضاحية الجنوبية تحت عنوان «نداء صارخ من رئيس التكتّل الطلابي الإسلامي المسيحي (؟) سماحة الشيخ محمد الحاج حسن»، يدعوهم فيه إلى «الصمود والتحدي» جاء فيه: «ها هي إسرائيل الشرّ والإجرام تعبث بأمن بلدنا، فتقتل الأبرياء وتدمر بيوتهم وقراهم، وتهتك حرمة الوطن. وها هو العدو الذي يرزح تحت ضربات المجاهدين ينهزم أمام صمودكم فلا تخافوا وأنتم الأحرار والثوار، لا تهابوا وأنتم الفرسان الأبطال (...) وحدكم حصن قادة المقاومة، فلا تخافوا ولا تحزنوا وأنتم الّذين بذلتم الدم والمال والأنفس على مذبح الكرامة والعزّة. كونوا الحصن الواقي لسيّد المقاومة وقادتها (...) لن نسمح لاستغلال خلافاتنا السياسية من أجل التآمر على المقاومة وسيدها. وكلّ الخلافات تسقط أمام الإقتراب من حرمة ما نؤمن به. دماء الشهداء المدنيين ستكون الدفع المعنوي للإصرار والعزيمة والمضي في المواجهة. قولوا للسيد عباس الموسوي وللشيخ راغب حرب: لن نتخلى عن الأمانة التي عهدتموها إلينا، وهي المقاومة، ما دام هناك عدو إسرائيلي»،

وهو نداء لربما كان الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله فكّر كثيراً، على ما نزعم، لو أراد توجيهه في أول أيام العدوان!

صورة من الحكم بالسجن

نص الحكم الصادر على الحاج حسن

حكم باسم الشعب اللبناني

إن القاضي المنفرد الجزائي في بيروت لدى الاطلاع، تبين أن النيابة العامة الاستئنافية في بيروت، أحالت بتاريخ 8 ــ 5 ــ 1998 وبموجب القرار الظني الصادر عن قاضي التحقيق، المدعى عليه: محمد يوسف الحاج حسن ــ والدته زينب، مواليد 1976، سجل 140 شمسطار ــ أوقف وجاهياً في 24/2/1998، ليحاكم سنداً للمواد: 471 و471/454 و463 و463/454 و4655. وبنتيجة المحاكمة العلنية وبعد الاطلاع على كافة أوراق الملف وتلاوته علناً، تبين ما يأتي:

أولاً: في الوقائع

تبين أن المدعى عليه ارتبط بعلاقة مع جهاز مخابرات الجيش وكان على علاقة مع (...) بهدف تأمين معلومات للجهاز المذكور، إلا أنه استغل هذه العلاقة وكونه يقيم مع (...) في منزل واحد لارتكاب أعمال احتيال وتزوير بهدف الحصول على المال. فأقدم على التعامل مع الشركة المدعية: شركة «سل وان» وأخذ يشتري الأجهزة الخلوية بأسماء أشخاص بعد أن يستحصل على إخراجات قيد لهم ويزور تواقيعهم ثم يقوم ببيعها نقداً ويستولي على المال.

ثانياً: في الأدلة:

تأيدت هذه الوقائع بالأدلة التالية:

1 ــ بالادعاء.

2 ــ بالتحقيقات الأولية والاستنطاقية.

3 ــ بإقرار المدعى عليه أمام المحكمة.

4 ــ بكافة أوراق الملف.

ثالثاً: في القانون: حيث إن فعل المدعى عليه بإقدامه على الاستحصال على إخراجات قيد استعملها باسم أشخاص آخرين وتزوير تواقيعهم واستعمال هذه المستندات يشكل الجنحتين المنصوص عنهما في المادتين 471 و463 معطوفتين على المادة 454 ع.

وحيث إن فعله لجهة المناورات الاحتيالية للاستيلاء على أموال الغير يشكل الجنحة المنصوص عنها في المادة 655ع، لذلك تحكم:

أولاً: بحبس المدعى عليه: محمد يوسف الحاج حسن لمدة سنة وتغريمه بمبلغ خمسماية الف ل. ل. سنداً للمادة 471ع. معطوفة على المادة 454ع. وعلى أن يحبس يوماً إضافياً عن كل عشرة آلاف ل.ل. إذا تمنع عن الدفع.

ثانياً: يحبس المدعى عليه: لمدة سنتين سنداً للمادة 463 معطوفة على المادة 454 ع.

ثالثاً: حبس المدعى عليه لمدة سنتين وتغريمه بمبلغ مليون ل. ل. سنداً للمادة 54.

رابعاً: جمع العقوبات سنداً للمادة /205/ ع بحيث لا يزيد مجموع العقوبات على أقصى العقوبة المعينة للجريمة الأشد إلا بقدر نصفها. وبذلك تصبح العقوبة الواجبة التطبيق ثلاث سنوات حبساً ومليون ل. ل. كغرامة وعلى أن تحسب له مدة توقيفه.

خامساً: إلزامه بأن يدفع للشركة المدعية مبلغ /36510 / د. أ. ستة وثلاثون ألفاً وخمسمئة وعشرة دولارات أميركية، ومبلغ خمسة ملايين ل.ل. كعطل وضرر، وأن يدفع للمدعي مازن محمد نقاش مبلغ مليوني ل. ل. كعطل وضرر.

سادساً: اعفاؤه من عقوبة الحبس المتبقية اذا اقدم على تنفيذ البند خامساً من هذا الحكم سنداً للمادتين 169د و170 ع.

سابعاً: تدريكه كافة الرسوم والنفقات حكماً وجاهياً قابلاً للاستئناف جديداً علناً بتاريخ صدوره الواقع في 9/7/1998.

عدد الجمعة ٢٩ كانون الأول

 

استياء سوري من الوساطة العربية وقلق عربي من "حزب الله" 

 النهار - 2006 / 12 / 29

 بقلم عبد الكريم أبو النصر

"تتعامل الدول العربية البارزة والمؤثرة مع الصراع الحاد في لبنان ليس على اساس انه ناتج من أزمة سياسية داخلية معقدة تعني اللبنانيين وحدهم، بل على أساس انه جزء لا يتجزأ من الصراع على مستقبل المنطقة العربية وموازين القوى فيها وان انعكاسات هذا الصراع تمس بالأمن القومي العربي. لذلك طلبت من الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى ان يواصل مساعيه على نحو مستمر وأياً تكن العقبات، مع الموفد الرئاسي السوداني مصطفى عثمان اسماعيل، لمحاولة انقاذ لبنان من الفتنة العميقة والانفجار الكبير، وحماية هذا البلد من أي محاولة انقلابية، والمحافظة على المؤسسات الشرعية اللبنانية وصون السلم الاهلي ومنع سقوط حكومة فؤاد السنيورة الشرعية بالقوة وعبر الشارع والحيلولة دون انتصار طرف على آخر وتشجيع الافرقاء اللبنانيين على التحاور من أجل التفاهم على صيغة حل شامل لا حل جزئي يؤمّن المطالب المشروعة العادلة للغالبية وللمعارضة معاً، وتشجيع اللبنانيين على اعطاء الاولوية لمصالح بلدهم وليس لأي جهة اقليمية أو دولية".

هذا ما أكده لنا مسؤول عربي بارز متتبع لتطورات هذه القضية. وأوضح ان لبنان يمر حالياً "بأخطر أزمة عرفها منذ نشوب الحرب عام 1975" وان الخطورة ناتجة من عاملين رئيسيين وجوهريين:

☐ العامل الاول، هو ان لبنان يجد ذاته في قلب صراع حقيقي على مستقبل المنطقة بين المحور السوري - الايراني وغالبية الدول العربية المعتدلة. فالمحور السوري - الايراني يريد، في وقت واحد، الامساك بالورقة الفلسطينية من طريق تعزيز نفوذ حماس والعمل على اضعاف السلطة الفلسطينية ولو أدى ذلك الى اسقاطها، ويريد الامساك بلبنان من طريق دفع "حزب الله" وحلفائه الى الهيمنة على السلطة بوسائل مختلفة، ويريد ان يكون له دور مؤثّر، سلباً أو ايجاباً، في العراق، وذلك كله من أجل اضعاف نفوذ الانظمة العربية المعتدلة المتعاونة مع الدول الغربية، ومن أجل التأثير على مسار النزاع العربي - الاسرائيلي لمصلحة دمشق وطهران، ومن اجل تقوية الموقف التفاوضي الايراني والسوري في التعامل مع الدول الكبرى وتعزيز دور هذا المحور وتأثيره في المنطقة عموماً.

☐ العامل الثاني هو ان معركة لبنان مصيرية بالنسبة الى ثلاثة اطراف اساسيين: فهي، أولاً، معركة مصيرية بالنسبة الى نظام الرئيس بشار الاسد الشديد القلق من الملاحقة والمحاسبة الدوليتين بسبب جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه وجرائم سياسية أخرى، والشديد الانزعاج من فقدانه نفوذه الكبير في لبنان وانعكاسات ذلك سلباً على دوره الاقليمي. وهي، ثانياً، معركة مصيرية بالنسبة الى النظام الايراني المصمم على ان يمد نفوذه الى حدود اسرائيل من خلال تقوية دور "حزب الله" وابقاء لبنان ساحة مفتوحة امام كل الاحتمالات والخيارات وعلى أساس ان ايران تستطيع التأثير بواسطة حلفائها اللبنانيين على الدولة العبرية أكثر مما تستطيع ان تفعله بواسطة فلسطين وحلفائها الفلسطينيين. وهي، ثالثاً، معركة مصيرية بالنسبة الى اللبنانيين ومستقبل بلدهم. فالمعركة الحالية ليست معركة تقليدية بين الحكومة والمعارضة، بل ان لبنان يتأرجح فعلاً بين خيار تثبيت وتكريس استقلاله وسيادته مدعوماً ومحمياً من المجموعة العربية والمجتمع الدولي والشرعية الدولية وهو ما تدافع عنه الحكومة والغالبية النيابية والشعبية، وخيار الارتباط بقوة بالمحور السوري - الايراني ومخططاته وحساباته ومصالحه مع كل ما ستكون لهذا الخيار، الذي يتبناه "حزب الله" وحلفاؤه، من انعكاسات سلبية ومدمرة على البلد وعلى ابنائه.

وذكر هذا المسؤول العربي ان سوريا وايران هما اللتان عملتا وتعملان على ان تكون معركة لبنان وفلسطين والعراق واحدة وهما اللتان تستخدمان كل نفوذهما وطاقاتهما من أجل منع فك الارتباط بين الازمة اللبنانية والصراع على مستقبل المنطقة العربية.

"حزب الله" وتهديد النظام العربي

وضمن هذا الاطار، أفادت مصادر ديبلوماسية اوروبية وثيقة الاطلاع ان هناك "توافقا غير معلن بين الدول الغربية المعنية بمسار الاوضاع في لبنان والدول العربية البارزة والمؤثرة على ان الاستراتيجيا الهجومية لـ"حزب الله" على الحكومة اللبنانية وعلى الغالبية تشكل، بنتائجها وأبعادها، تهديدا للنظام السياسي والامني العربي، من جهة لأن هذه الاستراتيجيا جزء أساسي من العملية السورية – الايرانية المستمرة لتعزيز نفوذ القوى المتشددة في المنطقة ولاضعاف الحكومات العربية المعتدلة والقوى الراغبة في تحقيق الامن والاستقرار ومعالجة النزاعات والخلافات بالوسائل السلمية، ومن جهة ثانية لأن هذه الاستراتيجيا تزيد التوتر والتفرقة بين السنّة والشيعة في لبنان والمنطقة. ومن هذا المنطلق يهدد انهيار الاوضاع في لبنان الامن القومي العربي جديا وفعلا لأنه سيحول هذا البلد، ضد ارادة غالبية بنيه، ساحة مواجهة مفتوحة مع اسرائيل ومع الدول الغربية الكبرى ومع دول عربية عدة، تستغلها وتحركها سوريا وايران من اجل الدخول في عملية مساومة ومقايضة مع الدول الكبرى تتناول مختلف القضايا العالقة بينها".

واكدت المصادر استنادا الى معلومات تلقتها من سفارات دولها في بيروت ودمشق وطهران، ان "التفاهم السري" بين القيادتين السورية والايرانية وبين قيادة "حزب الله" يقضي بأن يركز الحزب جهوده، مع حلفائه، على انهاء دور الغالبية النيابية او تقليصه، واسقاط حكومة السنيورة من طريق العمل على تحقيق احد هدفين: اما استسلام الحكومة والغالبية له ولمطالبه مما يجعله حاكم لبنان الفعلي، واما دفع الدول العربية والاجنبية المعنية الى التفاوض على مصير لبنان مع القيادتين السورية والايرانية من اجل التوصل الى تفاهمات معهما على مستقبل الاوضاع اللبنانية بما يمكنه من ان يحقق مطالب السوريين والايرانيين ومصالحهم الاساسية سواء تعلق الامر بعودة النفوذ السوري الواسع الى لبنان وتعطيل مشروع المحكمة الدولية المكلفة النظر في جريمة اغتيال الرئيس الحريري وفي جرائم سياسية اخرى، ام بتأمين مكاسب لايران على صعيد برنامجها النووي.

وقالت ان هذا التفاهم السوري- الايراني مع "حزب الله" هو الذي منع، فعلا عمرو موسى من ان يتوصل حتى الآن الى حل لبناني – لبناني للأزمة ذلك ان الامين العام للجامعة بذل كل جهده لاقناع الافرقاء اللبنانيين باتخاذ القرارات الاساسية بأنفسهم وباعطاء الاولوية للتوصل الى تفاهم في ما بينهم على صيغة حل شامل للخروج من المأزق الخطر وعلى اساس لا غالب ولا مغلوب بحيث يخرج الجميع منتصرين. لكن "حزب الله" وحلفاءه اعطوا ويعطون الاولوية للتوصل الى تفاهم مع دمشق وطهران قبل الموافقة على اي مشروع حل. وهذا ما جعل عمرو موسى يبدو غاضبا بشدة على المعارضة اللبنانية، من غير ان يسميها، خلال مؤتمره الصحافي الاخير في بيروت، اذ حذر مرارا من اخطار اللجوء الى التصعيد والاحتكام الى الشارع لمعالجة الخلافات، وهو ما يفعله "حزب الله" وحلفاؤه.

وفي هذا السياق، اكدت مصادر سياسية عربية مطلعة ان شخصيات عربية مستقلة وذات توجهات وطنية معروفة حذرت قيادة "حزب الله" من ان "ما يقوم به الحزب حاليا من اعمال ضد الحكومة ومن تحريض على العصيان والتمرد والعنف مما يهدد السلم الاهلي ويعرض لبنان لفتنة مذهبية خطرة، ان هذا كله ألحق اساءة كبيرة برصيده وسمعته بل برصيد امينه العام السيد حسن نصرالله وسمعته في العالم العربي وفي صفوف المسلمين عموما. ذلك ان نصرالله لم يعد، بأعماله هذه، يتصرف على اساس انه زعيم المقاومة الوطنية ضد اسرائيل، بل انه يريد توظيف نضاله ونضال المقاومة لفرض شروطه ومطالبه على طوائف وقوى اساسية في لبنان مما يهدد بتفجير حرب اهلية جديدة".

استياء سوري من موسى

وفي هذا المجال اكدت لنا مصادر ديبلوماسية عربية وثيقة الاطلاع ان القيادة السورية "مستاءة جدا" من مهمة عمرو موسى، ولو لم تصرح بذلك علنا، وان هذا الاستياء ناتج من امرين اساسيين:

- الاول ان الامين العام للجامعة لم يبدأ مساعيه بزيارة دمشق للتفاهم مع الرئيس بشار الاسد على مختلف المسائل والنقاط المرتبطة بالازمة اللبنانية وبحيث "يفرض" هذا التفاهم "فرضا" على الافرقاء اللبنانيين كما كان يجري في عهد الهيمنة السورية على لبنان. بل ان عمرو موسى تعامل مع لبنان على اساس انه دولة مستقلة ذات سيادة وليس على اساس انه "جزء من الدولة السورية".

- الثاني ان القيادة السورية عملت وادركت ان هناك ثلاث مسائل رئيسية يتمسك بها موسى وتتمسك بها المجموعة العربية ككل وليس ممكنا التخلي عن أي منها، وهذه المسائل هي: ضرورة تشكيل محكمة دولية لمحاسبة قتلة الرئيس الحريري ورفاقه وقتلة شخصيات وطنية لبنانية أخرى ومعاقبتهم، ضرورة منع المعارضة من فرض شروطها ومطالبها بالقوة على الحكومة والغالبية لان ذلك يضعف الشرعية ومؤسسات الدولة اللبنانية، ضرورة ايجاد حل شامل للازمة يمنع انتصار فريق على آخر ويؤمن مصالح مختلف الافرقاء اللبنانيين وليس مصالح "حزب الله" وحلفائه وحدهم.

وقد أبلغت الينا شخصية سياسية عربية زارت دمشق اخيراً "ان الهدف الحقيقي للقيادة السورية ليس انقاذ لبنان من مأزقه بل على العكس استغلال هذا المأزق الخطر لانقاذ نفسها من المحكمة الدولية سواء من طريق تعطيل مشروع تشكيل هذه المحكمة واحباطه، وهو أمر صعب للغاية، أم من طريق التوصل الى تفاهم ما مع الدول العربية والاجنبية المهتمة بالوضع اللبناني لتأمين الحماية لنظام الاسد من هذه المحكمة ومن نتائج التحقيق الدولي. وعلى هذا الاساس، لن تقدم القيادة السورية أي مساعدة الى عمرو موسى لمعالجة المشاكل العالقة في لبنان، ما لم تتمكن من عقد الصفقة المنشودة الملائمة لها في شأن المحكمة الدولية والتحقيق الدولي". واضافت "ان المشكلة بالنسبة الى نظام الاسد ان هذه الصفقة التي يسعى اليها ليست واردة في حساب أي مسؤول عربي أو أجنبي معني مباشرة بالملف اللبناني".

وفي هذا الاطار لاحظت جهات اوروبية ان ثمة تشدداً عربياً متزايداً في التعامل مع "الهجمة" السورية - الايرانية على لبنان، إذ ان قيادياً عربياً حذّر مسؤولاً غربياً زار بلده أخيراً "من محاولات ايران استخدام حزب الله لدفع الشيعة اللبنانيين، تدريجاً، الى حرب مع السنّة وطوائف اخرى من أجل الاتيان بسلطة جديدة خاضعة لنفوذ هذا الحزب ومن يدعمه". وأكد هذا القيادي العربي ان حصول ذلك "سيشكل سابقة خطرة قد تتكرر في دول عربية اخرى مما يمهد لنزاعات مذهبية وفتن بين السنّة والشيعة في المنطقة تهدد الأمن والاستقرار والسلام في الشرق الاوسط".

وعلى اساس ذلك كله اكدت المصادر الديبلوماسية الاوروبية المطلعة ان هناك اقتناعاً قوياً لدى الدول العربية والاجنبية المعنية بأن "حماية لبنان من اخطار الفتنة الكبرى والحرب الاهلية والانهيار لن تتحقق بالرضوخ لمطالب دمشق وطهران وعقد صفقة معهما تؤمّن مصالحهما على حساب مصالح اللبنانيين، بل تتحقق بدعم الاستقلال اللبناني وبالتمسك بالمحكمة الدولية والشرعية الدولية، وبتحذير المسؤولين السوريين والايرانيين من انهم سيتحملون عواقب تدخلاتهم المدمرة في الشؤون اللبنانية، وان سائر الدول العربية والاجنبية المعنية لن تقف مكتوفة ولن تترك لبنان يسقط ويتفكك تحت ضربات حلفائهم اللبنانيين".