المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

اخبار يوم الأحد 31/12/2006

وجاءَ مَدينةً يُقالُ لها النَّاصِرة فسَكنَ فيها، لِيَتِمَّ ما قيلَ على لِسانِ الأَنبِياء: إِنَّه يُدعى ناصِريّاً. (متى)

 

حضّ على الحوار وسيلة وحيدة لحلّ نزاعات المنطقة

البابا بينيديكتوس : هجرة المسيحيين تحوِّل الأرض المقدسة أماكن أثرية

أبدى البابا بينيديكتوس السادس عشر "قلقه الشديد من النزاعات الدائرة في الشرق الاوسط والدمار الذي تخلفه". ودعا "أتباع الطوائف المسيحية والاديان الاخرى الى اعتماد الحوار كوسيلة وحيدة لتخطي الخلافات وتحقيق التفاهم والوئام".

وجه البابا رسالة الى أساقفة منطقة الشرق الاوسط وكهنتها ومؤمنيها في مناسبة الاعياد الميلادية، ووزعها المركز الكاثوليكي للاعلام، ودعا فيها الى "التأمل في حضور الكلمة الالهي الذي حل بيننا. انه النور الذي يشع في الظلمة أعطانا القدرة على أن نكون أبناء الله". ووجه فكره الى "الاخوة والاخوات الكاثوليك في الشرق الاوسط وقاسمهم قلقهم حيال الاوضاع الراهنة في منطقتهم حيث يشكلون أقلية في مجتمع معظم المؤمنين فيه ينتمون الى أديان أخرى".

واذ عبّر عن قلقه الشديد "حيال النزاعات الدائرة في هذه المنطقة والدمار الذي تخلفه"، رأى ان "هذه الاوضاع غريبة عن المشاعر المسيحية، وبالتالي لا بد من مواجهتها انطلاقا من مبادىء التآخي والمحبة والتسامح وقبول الآخرين. زد الى ذلك ضرورة حضور الثقة بالآخر اذا ما شاءت الانسانية تخطي الخلافات والفروق العرقية والدينية والثقافية".

ولاحظ ان "الجماعات المسيحية في تلك المنطقة تبقى حية ونشطة، رغم الصعاب التي تواجهها وتواصل تأدية شهادة أصيلة لانتمائها المسيحي في المجتمعات التي تعيش فيها وتعمل على تحسينها وسط معاناة في بعض الاحيان. لكن الألم لدى المسيحيين يغيّر قلب الآخر وقلب العالم".

وشجع "رعاة الكنيسة المسيحية في المنطقة على السير قدما في عملهم الديني والانساني لخير الجماعات الكاثوليكية وغير الكاثوليكية والجماعات الدينية الاخرى". وقال: "يغادر مسيحيون كثيرون الشرق الاوسط مما يعني خطر تحول الاماكن المقدسة أماكن أثرية خالية من الحياة الكنسية. ولا شك في ان حالات خاصة مثل الاوضاع الجيو – سياسية الخطرة والنزاعات الثقافية والمصالح الاقتصادية والاستراتيجية، اضافة الى محاولات تبرير هذه الاوضاع من خلال تصنيفها في خانة الخلافات الدينية او الاجتماعية، تزيد صعوبة بقاء الاقليات في الشرق الاوسط مما يحمل مسيحيين كثيرين على القرار بالهجرة الى الخارج".

ودعا "أتباع الطوائف المسيحية والاديان الاخرى والذين يبحثون بصدق عن السلام والعدالة والتضامن الى اعتماد الحوار وسيلة وحيدة لتخطي الخلافات وتحقيق التفاهم والوئام بين جميع شرائح المجتمعات في منطقة الشرق الاوسط".

وأمل في ان "تساعدني العناية الربانية في زيارة الارض المقدسة للصلاة في القدس، وطن جميع أبناء ابرهيم. واني على ثقة بأن هذه المدينة قادرة على أن تكون رمز لقاء ووحدة وسلام لكل الاسرة البشرية. وفي انتظار حصول هذا الحدث، أشجعكم على المضي قدما على طريق الثقة والارادة الطيبة".

وأشار الى "المبادرات المستندة الى احترام كرامة الانسان في محاولة للتوصل الى منافذ لأوضاع خطرة ونزاعات مسلحة. فالسلام عطية عظيمة تبرر تضحيات الجميع. وكما قال البابا يوحنا بولس الثاني لا سلام من دون عدالة مما يعني ضرورة الاعتراف بحقوق الجميع". وتمنى ان "تخفف الاعياد الميلادية ألم عائلات كثيرة وتبعث الامل في احلال السلام والعدالة في العالم".

 

كيف يدمّر حزب ولاية الفقيه حلفاءه أيضاً

علي حمادة/

وحدها "عبقرية" الجنرال ميشال عون ترفض ان تلاحظ الحرب التي يشنها محور ولاية الفقيه الايراني والنظام السوري على لبنان الاستقلال، والتي يشترك هو فيها، وهي حرب الخارج المظلم والدموي على لبنان الاستقلال حيث يقتل قادته وحدهم من رفيق الحريري الى بيار الجميل مرورا بسمير قصير وجورج حاوي وجبران تويني. وحده عون يرى ان الازمة هي محض داخلية.

ما همه الجنرال وصحبه؟ ففوق رؤوسهم خيمة تحميهم شبيهة بتلك التي تظلل رأس السيد حسن نصرالله، وجماعات النظام السوري في البلد. والسؤال الى الجنرال: ألم تر بعد يد الاجرام الآتية من خلف الحدود محمولة بأذرع لبنانيين؟ والم تر بعد الدولة فوق الدولة التي يقيمها حليفك السيد نصرالله وصحبه، والمال، والسلاح، والامن المخابراتي، والثقافة المناقضة لمعنى لبنان؟ وألم تر بعد الى اين يأخذونك؟ وألم تر بعد اي درك بلغته بخياراتك السياسية التي تجافي فيها مزاج بيئتك والبيئة اللبنانية الاستقلالية الاوسع، والتخريب الكبير الذي يصيب حياة المواطنين ومستقبلهم؟

لا نقول هذا الكلام للجنرال المتحمس حتى اكثر من السيد حسن نصرالله لاقتحام السرايات وتنفيذ انقلابات، واقفال البلاد من اولها الى آخرها وحده، بل نقوله خصوصا لأهل تياره الممزقين بين ولائهم لتاريخ الجنرال من ناحية، وبين نفورهم الشديد من الطريق التي اختارها باسمهم. نقول هذا الكلام لهؤلاء الشباب الذين خاضوا بالآلاف معركة الاستقلال قبل ان يخوضها الآخرون بأعوام، وعندما وصلوا الى الفصل الاخير والاكثر سخونة في تاريخ معركة الاستقلال انحرف بهم الجنرال ليرميهم في تبعية لا يتصورها عقل بجانب "حزب ولاية الفقيه" في لبنان، وكل ايتام النظام السوري في لبنان، من السياسيين والمخابراتيين من الدرجات المتدنية. ونقول هذا الكلام لهؤلاء الساخطين على الجنرال والراضين المطمئنين الى خياراته على حد سواء، وقد صوتوا جميعا له في الانتخابات الاخيرة لنذكرهم بأنهم لم يصوتوا له لكي تتم باسمهم التغطية المنهجية والمعيبة سياسيا واعلاميا على كل جرائم القتل من سمير قصير الى بيار الجميل، او لكي يجري التعامي على من يقتلون البلاد تارة بشنهم حروبا لا يريدها احد، وطورا عبر الانخراط في انقلابات من اجل نظام بشار الاسد ومفاعل علي خامنئي النووي. ونقول هذا الكلام لنواب عون نحن العارفين ان عددا منهم بات على شفير الانفجار من جراء ما يعيشونه من ضياع بين الجنرال من ناحية وبيئتهم المتحولة والمتغيرة التي لم تعد تفهم شيئا فأعرضت عنهم، وهؤلاء النواب هم المقيمون على تماس مع مزاج الناس الحقيقي. نقولها لهم لكي يفيقوا ويقفوا مرة واحدة.

ونخلص الى القول ان انقلاب "حزب الله" كان وسيبقى انقلابا فئويا معزولا عن التنوع اللبناني. ومثلما كانت حربه في تموز حربا فئوية لم تمثل الارادة اللبنانية، فاستحالت دمارا مهولا، سيتحول انقلابه وبالاً على لبنان واللبنانيين ومن بينهم اهل بيئته وبيئة ميشال عون الذي اصابه دمار "حزب الله" ايضا.

 

تسليم جثة صدام إلى عشيرته لدفنها بالعوجة 

السبت 30 ديسمبر/ايلاف/ أسامة مهدي من لندن: سلمت الحكومة العراقية جثة الرئيس العراقي السابق صدام حسين الى عشيرته البو ناصر اليوم لدفنه في بلدة العوجة مسقط رأسه بالقرب من مدينة تكريت شمال غرب بغداد، وذلك بعد رفض شيخ العشيرة التي ينتمي اليها صدام طلبا من الحكومة لحضور دفنه في بغداد مصرا على ان يتم ذلك في بلدته بمحافظة صلاح الدين (تكريت) الغربية مسقط رأسه. وقد نقل الجثمان فعلا بطائرة هيلكوبتر بينما تم الاعلان عن ترك الرئيس السابق وصية مكتوبة ستسلم الى بناته. في حين بحث الرئيس العراقي جلال طالباني في مدينة السليمانية الشمالية مع نائبه طارق الهاشمي ورئيس جبهة التوافق السنية عدنان الدليمي التطورات السياسية والامنية.

جثمان صدّام

وقال مصدر في مجلس الوزراء العراقي في اتصال هاتفي مع "ايلاف" الليلة ان الحكومة واستجابة الى طلب عشيرته من الناحية الانسانية قد وافقت على تسليم الجثة الى عشيرته لدفنها بحسب رغبتها. خاصة وان السلطات العراقية رفضت طلبا تقدمت به ابنة صدام الكبرى رغد المقيمة في الاردن حاليا لدفنه في اليمن مؤقتا على امل نقله الى العراق فيما بعد. واكد ان عشيرة صدام استلمت الجثة فعلا وهي في طريقها بطائرة هيلكوبتر الى هناك لدفنها في مراسيم دينية وعشائرية .

وفي وقت سابق اليوم كشف محافظ صلاح الدين أن شيخ عشيرة البو ناصر التي ينتمي إليها الرئيس السابق صدام رفض عرضا من الحكومة لحضور دفن جثته في بغداد وطالب الحكومة بتسلم الجثة ليتم دفنها في قرية العوجة مسقط رأس صدام. وقال حمد حمود القيسي محافظ صلاح الدين ان "الشيخ علي الندا شيخ عشيرة البو ناصر التي ينتمي إليها صدام حسين تلقى دعوة من الحكومة العراقية لحضور دفن جثة صدام في بغداد إلا أنه رفض العرض". واشار الى ان الشيخ الندا طالب الحكومة بتسلم الجثة ليتم دفن صدام مع ولديه عدي وقصي في قرية العوجة مسقط رأسه (170 كم شمال غرب بغداد) وقد تم قتل الشقيقين على يد القوات الاميركية في مدينة الموصل الشمالية في تموز (يوليو) عام 2003. وأوضح المحافظ أنه يقوم باتصالات مع الحكومة العراقية والأميركيين لتأمين تسليم الجثة.

 وأعلنت الحكومة العراقية حظرا للتجوال في محافظة صلاح الدين لمدة أربعة أيام ابتداء من اليوم حيث يتزامن الحظر المعلن مع أيام عيد الأضحى الذي احتفل به المسلمون السنة في العراق. وتم في وقت سابق اليوم تنفيذ حكم الإعدام بحق صدام حسين فى مقر للإستخبارات العراقية السابقة قرب جسر الأئمة بمدينة الكاظمية شمال غربى بغداد.

 بيان العائلة

وقد طلبت ابنة صدام الكبرى رغد المقيمة في عمان من الرئيس اليمني علي عبد الله صالح التدخل لدى الحكومة العراقية لاستلام جثة والدها ودفنها مؤقتا في اليمن مؤقتا الى حين "تحرير" العراق واعادة الجثة الى هناك لاعادة دفنها.

وقد اعلنت عائلة صدام انها ستتلقى التهاني لمناسبة استشهاده. وجاء في بيان للعائلة وزعته اليوم: "تقيم عائلة شهيد الأمة العربية والإسلامية المجاهد صدام حسين رئيس جمهورية العراق القائد العام للقوات المسلحة العراقية المجاهدة مجلس الفاتحة على روحه الطاهرة وتتقبل التهاني باستشهاده في قاعة كنعان في العاصمة اليمنية صنعاء اعتبارا من 31/12/2006 ولمدة ثلاثة أيام".

وحول الموضوع نفسه اعلن مسؤول مقرب من رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي اليوم السبت ان جثمان الرئيس العراقي السابق صدام حسين الذي اعدم فجرا لن يغادر العراق. وقال ان "الجثة لن تغادر العراق ولا نستطيع في الوقت الحاضر تحديد مكان دفنه الا انه سيدفن".

وكان نجيب النعيمي احد محامي صدام حسين قد اعلن قبلا في تصريح لتلفزيون "سكاي نيوز" البريطاني ان جثمان الرئيس العراقي السابق يمكن ان ينقل الى خارج العراق مشيرا الى ان امر تحديد مكان دفنه يعود الى عائلته. وقال "نطالب بتسليمنا جثامينهم (صدام مع اخيه غير الشقيق برزان التكريتي وعواد البندر) لننقلها الى خارج بغداد وخارج العراق". وتم تاجيل اعدام التكريتي والبندر اليوم حيث تقرر تنفيذ الحكم ضدهما بعد عطلة عيد الاضحى الاسبوع المقبل.

 وقد عرضت قناة "بلادي" التابعة لحزب الدعوة العراقي الذي يتزعمه رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي صوراً لجثة صدام حسين وقد ظهرت ممددة على طاولة وتمت تغطيتها برداء أبيض اللون وترك رأسه مكشوفاً كما بدا عنقه وقد التوى بزاوية حادة كما ظهرت أثار للدماء عليه فيما قال مصدر عراقي في الحكومة لـ"ايلاف" ان الرقبة قد انكسرت عندما هوى صدام في حفرة الاعدام.

وصية صدام

ومن جهة اخرى قال محمد منيب احد محامي هيئة الدفاع عن الرئيس السابق ان صدام ترك وصية سيتم تسليمها الى بناته في عمان. وأضاف أن الوصية عبارة عن بعض الاوراق سلمت الى احداعضاء هيئة الدفاع في بغداد. وقال انه لا يعلم حتى الان احد بمحتوى تلك الوصية حتى الذي يحملها موضحا ان الوصية ستسلم الى بناته في عمان. وكان احد اعضاء فريق الدفاع قال اليوم ان ثلاثة من الفريق زاروا صدام حسين في سجنه قبل ثلاثة ايام وامضوا معه اكثر من ثلاث ساعات وحملهم رسائل خاصة الى اسرته. وعلى الصعيد نفسه اكد الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق إن المنظمة الدولية لا تزال تعارض عقوبة الإعدام حتى في جرائم الحرب والإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية. وأوضح أشرف قاضي في بيان أصدره اليوم كتعليق على إعدام الرئيس العراقي السابق أن "الأمم المتحدة تؤيد بقوة عدم الإفلات من العقاب، وتتفهم رغبة العديد من العراقيين في أن تأخذ العدالة مجراها". وأضاف "إلا أنه استنادا إلى مبدأ احترام الحق في الحياة فالأمم المتحدة ما تزال تعارض عقوبة الإعدام حتى في جرائم الحرب وجرائم الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية".

 طالباني يبحث الوضع الامني مع الهاشمي والدليمي

إى ذلك اجتمع الرئيس العراقي جلال طالباني في مدينة السليمانية الشمالية اليوم مع طارق الهاشمي نائب الرئيس العراقي وعدنان الدليمي رئيس جبهة التوافق السنية لبحث التطورات الامنية والسياسية في العراق.

وقد تناولت المباحثات النقاشات الجارية لتشكيل جبهة من القوى السياسية اضافة الى التطورات الامنية مع قرب تطبيق خطة امن بغداد الجديدة الخميس المقبل والتي تتحفظ الجبهة على بعض تطبيقاتها وتقول انها تستهدف المناطق السنية من العاصمة دون المناطق الشيعية.

كما تناولت المباحثات الدعوات التي اطلقها نواب في الائتلاف الشيعي في مجلس النواب العراقي للتحقيق مع الدليمي على ضوء مشاركته في مؤتمر حول نصرة الشعب العراقي عقد في مدينة اسطنبول التركية ودان العملية السياسية وهاجم ما اسماها الممارسات الطائفية للحكومة مما اثار حفيظة الائتلاف. وشارك في الاجتماع كوسرت رسول علي نائب رئيس اقليم كردستان وفؤاد معصوم رئيس كتلة التحالف الكردستاني وعمر فتاح نائب رئيس حكومة اقليم كردستان.

الموقف الكردي

وعلى صعيد الموقف الكردي من اعدام صدام حسين فقد عبرت رئاسة اقليم كردستان عن املها في ان لا تكون العملية دافعا لعدم تدوين قضية ابادة النظام السابق للاكراد والمعروفة بقضية الانفال التي تنظر فيها حاليا المحكمة الجنائية العليا والمتهم فيها صدام وستة من مساعديه العسكريين والحزبيين السابقين.

واصدرت رئاسة الاقليم بيانا بهذا الخصوص قالت فيه:

 لمناسبة تنفيذ حكم الاعدام بحق الطاغية صدام حسين على خلفية قضية الدجيل التي راح ضحيتها 148 مواطناً من البلدة المذكورة قال متحدث باسم رئاسة اقليم كوردستان:

نتمنى ان يكون اعدام صدام سبباً لفتح صفحة جديدة بين العراقيين, وانهاء مآسي المواطنين الابرياء, ومن الضروري ان لا تكون عملية الاعدام عاملاً لعدم تدوين مسألة الأنفال وحلبجة الشهيدة وثائقياً وفقدان الآلاف من الفيليين والبارزانيين.

رئاسة اقليم كوردستان

30/12/2006

ومن جانبه قال فؤاد معصوم عضو المكتب السياسي للإتحاد الوطني الكردستاني بزعامة طالباني رئيس كتلة التحالف الكردستاني في مجلس النواب العراقي "ان الدكتاتور صدام حسين استحق عقوبة الإعدام لان الجريمة التي ارتكبها ضد الشعب العراقي هي جريمة بشعة". واكد معصوم في تصريح نقله مكتب اعلام الاتحاد الوطني ان المحكمة التي حاكمت الطاغية صدام هي محكمة عادلة وقانونية وعراقية بحتة.

 

 بوش لصدام: انتهى الامر بصورة جيدة 

السبت 30 ديسمبر - وكالة الأنباء الكويتية - كونا

 الجالية العراقية في اميركا تحتفل باعدام صدام 

واشنطن: ناقش الرئيس الاميركي جورج بوش مع كبار مستشاريه اليوم ردود افعال العالم على اعدام الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين ووصفه بأنه حجر زاوية في طريق العراق نحو الديمقراطية. واصدر قادة بلدان العالم ردود افعال متباينة حيال اعدام صدام بين مرحب ومستنكر وغير ذي شأن.

وقال بوش في تصريح للصحافيين بعد الاجتماع موجها خطابه للرئيس العراقي السابق "انتهى الامر بصورة جيدة والعالم اصبح الآن افضل بدونك سيد صدام حسين". لكنه حذر من ان نهاية صدام لا يتعين قراءتها على انها نهاية للعنف في العراق مضيفا ان القوات الامريكية هناك ستواجه المزيد من التحديات قدما.

واضاف ان تطبيق العدالة على صدام حسين "لن ينهي العنف في العراق لكنه حجر اساس مهم في طريق العراق ليصبح ديمقراطية بامكانها حكم نفسها والدفاع عنها وان يكون حليفا في الحرب ضد الارهاب". واشار الى ان العراق "سيواجه العديد من التحديات والخيارات الصعبة في المستقبل القريب غير ان سلامة وامن الشعب الامريكي تتطلب الا نألو جهدا لضمان استمرار تقدم ديمقراطية العراق الشابة".

 

وزيرة الدفاع الفرنسية وصلت مساء اليوم الى بيروت

وطنية - 30/12/2006 (سياسة) وصلت الى بيروت مساء اليوم، وزيرة الدفاع الفرنسية ميشال اليوت ماري، آتية من العاصمة الفرنسية باريس على متن طائرة خاصة، في اطار زيارة للبنان تلتقي خلالها عددا من المسؤولين اللبنانيين وتمضي ليلة رأس السنة مع جنود الكتيبة الفرنسية العاملة في اطار القوات الدولية في الجنوب. وكان في استقبال الوزيرة الفرنسية والوفد الذي يرافقها، في "مطار رفيق الحريري الدولي - بيروت"، سفير فرنسا برنار ايمييه والعميد علي جابر ممثلا قائد الجيش العماد ميشال سليمان وأركان السفارة الفرنسية في بيروت.

 

البطريرك صفير واصل استقبال المهنئين بالاعياد

وطنية - 30/12/2006 (سياسة) واصل البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير استقبال المهنئين بالاعياد, فاستقبل على التوالي:

بطريرك السريان الكاثوليك اغناطيوس بطرس الثامن عبد الاحد على رأس وفد من مطارنة وكهنة وراهبات وفعاليات الكنيسة السريانية, وفد من الكنائس الانجيلية في لبنان برئاسة القس شوقي بولس, رئيس تجمع الشباب اللبناني فايز حمدان, وفد من كهنة ابرشية جبيل المارونية برئاسة راعي الابرشية المطران بشارة الراعي, وفد الحركة الثقافية في انطلياس برئاسة الاب جوزف عبد الساتر, وفد من الحركة الرسولية المريمية, حاكم مصرف لبنان الدكتور رياض سلامة, وفد من مؤسسة "اوكسيليا", في حضور النائب البطريركي العام المطران رولان ابو جودة, وفد من كهنة ابرشية جونية المارونية برئاسة راعي الابرشية المطران انطوان نبيل العنداري, وفد من الحركة اللبنانية الديموقراطية, قائد سرية جونية في قوى الامن الداخلي العقيد انطوان بستاني على رأس وفد من ضباط السرية وقد شكرهم البطريرك على ما يبذلونه في سبيل المحافظة على الامن وسلامة المواطنين, العميد المتقاعد ميشال ابو خليل وفاعليات دينية, اجتماعية, نقابية وشعبية من مختلف المناطق اللبنانية.

 

العلامة النابلسي: الفتنة خيار محرم للمسلمين واللبنانيين

وطنية- 30/12/2006 (سياسة) اعتبر رئيس هيئة علماء جبل عامل العلامة الشيخ عفيف النابلسي، في خطبة عيد الأضحى في صيدا "أننا بحاجة الى من يأخذ لبنان الى شاطىء الأمان واننا نتوق الى سلطة توافقية متوازنة والى حكام عادلين، ونتطلع كما يتطلع كل اللبنانيين الى استعادة أجواء الوحدة ومناخات الثقة".

ورأى "أن مسؤولية الفرد المسلم في لبنان أن لا ينجر الى الفتنة المذهبية تحت أي ذريعة من الذرائع، وان مسؤولية المواطن اللبناني أن لا يندفع مجددا الى الحرب الأهلية لأي سبب من الأسباب. فالمسلم لن يعبر بالفتنة الى الجنة، واللبناني لن يمر الى الدولة القادرة العادلة بالحرب الأهلية. فكما أن الفتنة خيار محرم بالنسبة الى المسلم، فان الحرب الأهلية هي أيضا خيار محرم بالنسبة الى اللبناني، ونتيجة ذلك أن المسلم لن يجد جنته الموعودة واللبناني لن يرى دولته التي يحلم بها".

وأشار الى "أن الحكم الذي لا يعترف بمسؤولية الشعب وخياره ويعيش بعقلية مسحورة هو حكم ينتحل لنفسه صفة الشرعية، لأن الشعب سيكون بركانا ينفجر جارفا في طريقه كل المشاعل التي تضيء طريقا للأمركيين الساعين الى شرق أوسط جديد عبر البوابة اللبنانية".

 

الوزير خليفة امل بانفراجات سياسية في الايام المقبلة

وطنية- 30/12/2006 (سياسة) شدد وزير الصحة العامة المستقيل الدكتور محمد جواد خليفة على "أهمية قبول اللبنانيين لبعضهم البعض كشركاء حقيقيين في هذا الوطن الذي لا يقوم ولا يقوى الا بجميع ابنائه", محذرا من "الوقوع في شرك الفتنة الطائفية والمذهبية".  الوزير خليفة وخلال استقباله وفودا مهنئة بعيد الاضحى المبارك في دارته في الصرفند (الزهراني), توجه بالتهنئة الى جميع اللبنانيين, مشيرا الى "ان لبنان في حاجة اليوم اكثر من اي وقت مضى لتضافر جهود ابنائه, ولوقفة ضمير وطنية وانسانية واخلاقية من كل القيادات السياسية وغير السياسية على ارض هذا الوطن, لانقاذه من شر الفتن الداخلية في صفوف طوائفه ومذاهبه", آملا في "ان تشهد الايام القليلة المقبلة انفراجات على المستوى السياسي الداخلي بفضل الجهود التي تبذل على غير صعيد لا سيما ما يبذله رئيس المجلس النيابي نبيه بري".

 

النائب زعيتر دعا السياسيين "للعودة الى رشدهم والاقلاع عن الاتهامات"

وطنية - 30/12/2006 (سياسة) رأى عضو "كتلة التحرير والتنمية" النائب غازي زعيتر "ان التصريحات والمقابلات التي سمعناها اخيرا ما هي الا "صب الزيت على النار", وهي تخدم الاجواء السلبية التي يمر بها الوطن"، مستغربا "ان لا يأتي ذكر اسرائيل وعدوانيتها على لسان هؤلاء السياسيين, وكأنهم باتوا يرون اننا نعيش في حالة صحية وعادية مع هذا العدو".  وتحدث النائب زعيتر في لقاء صحافي في النبطية, عن تصريحات النائب وليد جنبلاط الاخيرة من دون ان يسميه, فقال: "من المؤكد مما نراه من ممارسات, ان هذه الحكومة اللادستورية تعيش في مأزق وهي رغم هذا المأزق ترفض كل المحاولات والسعي من اجل ايجاد مبادرة للخروج من هذا المأزق ونراهم اليوم يرفضون كل المبادرات التي قدمت وتقدم ان كانت عربية او داخلية، وما نسمعه اليوم من بعض المواقف في وسائل الاعلام, من بعض السياسيين اللبنانيين الذين كانوا في الحد الادنى يتمتعون بالحس الوطني والقومي تراهم اليوم ايضا كما انقلبوا ينقلبون عن أنفسهم وعلى ذاتهم من حيث تحديد مواقعهم, ان كان على صعيد المقاومة او على صعيد التعاون او على صعيد الوحدة الوطنية بين اللبنانيين".  اضاف: "ما نستطيع ان نقرأه من هذه المواقف التصعيدية التي أقل ما يقال فيها او نقول عنها اننا نأسف ونحزن لاطلاقها في مثل هذه الاوقات بغض النظر عن عدم صحتها, ولكن ايضا هي كما يقال "تصب الزيت على النار", واضافة الى انها تخدم هذه الاجواء السلبية التي يمر بها الوطن ومنها التصريحات والمقابلات الصادرة عن بعض السياسيين".  وقال: "نلاحظ كما يلاحظ كل المتابعين والمراقبين انه حتى كلمة "اسرائيل" لم تعد تطلق على لسان هؤلاء السياسيين الذين يكيلون الاتهامات ضد الداخل وكأننا نعيش في حالة صحية وعادية مع هذا العدو الاسرائيلي، ومن هنا ندعو هؤلاء لان يعودوا الى رشدهم ووعيهم وان يقلعوا عن الاتهامات الباطلة التي لا تعكس سوى حالهم المتردية".

 

الأكثرية تعتبر مبادرة بري غير قابلة للتسويق

 الحياة - 2006 / 12 / 30 - محمد شقير

فيما تتكتم أوساط قريبة من رئيس المجلس النيابي نبيه بري على العناوين الرئيسة للمبادرة التي سيطلقها بعد انتهاء عطلة الأعياد، عازية السبب الى أنه لا يزال في طور بلورتها، أكدت مصادر قيادية في قوى 14 آذار أنها أحيطت أخيراً علماً من سفراء المملكة العربية السعودية عبدالعزيز خوجة والولايات المتحدة الأميركية جيفري فيلتمان وفرنسا برنار ايمييه بأبرز النقاط التي ستتضمنها المبادرة. ولفتت المصادر ذاتها «الحياة» الى أن أبرز قيادات 14 آذار باتت على علم بفحوى مبادرة بري وقالت إنه تشاور فيها مع عدد من السفراء المعنيين بالأزمة، وتحديداً في عدد من النقاط التي ستقوم عليها ويأتي في مقدمها:

- تشكيل حكومة جديدة من عشرة وزراء، يتوزعون بين 3 للأكثرية و3 تسميهم قوى المعارضة، و4 حياديين يتم التفاهم عليهم في المفاوضات التي ستجرى بين الطرفين.

- تتولى الحكومة الجديدة وضع آلية لإنشاء المحكمة الدولية بعد تقدم المعارضة بملاحظاتها على المشروع الخاص بها تمهيداً لخلق مناخ يساعد على انجازها بين الحكومة والأمم المتحدة فور موافقة المجلس عليها.

- يكون من صلاحية هذه الحكومة تحضير الأجواء للورقة اللبنانية الى مؤتمر باريس – 3 على أن يتعهد الطرفان بالتصديق عليها.

- الموافقة على اجراء انتخابات رئاسية مبكرة على قاعدة ضرورة التوافق على اسم رئيس الجمهورية العتيد.

- تأخذ الحكومة الجديدة على عاتقها انجاز قانون انتخاب جديد ومناقشته والتصديق عليه في المجلس النيابي تمهيداً لإجراء انتخابات نيابية مبكرة.

وحول موقف الأكثرية من هذه العناوين التي رفضت اوساط الرئيس بري التعليق عليها أو الخوض فيها بذريعة أنه لا يزال في مرحلة الإعداد لها، قالت مصادر قريبة من الأولى إنها تفضل التريث وعدم تحديد موقف من مبادرة لم تتبلغها من صاحبها. لكن المصادر عينها سألت عما اذا كانت المبادرة تعني الالتفاف على ما طرحه الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى في جولتيه الأخيرتين على القيادات السياسية المعنية أو انها تشكل مخرجاً بديلاً من المخرج الذي كان طرحه». وفي السياق ذاته، سألت المصادر عن الإمكانات المتوافرة لإنجاح المبادرة الموعودة لبري لا سيما أن المشاورات التي أجراها موسى في بيروت حالت دون الاتفاق على اسم «الوزير الملك» في صيغة حكومية من 30 وزيراً موزعين بين 19 للأكثرية و 10 للمعارضة ووزير واحد يتم التفاهم عليه بين الطرفين على أن تسميه المعارضة وتوافق عليه الأكثرية. وأضافت: «ان استمرار الخلاف على اختيار «الوزير الملك» حال دون التفاهم على التركيبة العتيدة لحكومة الوحدة الوطنية، فكيف سيكون عليه الوضع السياسي اذا ما طلب من الطرفين التوافق على اختيار 4 وزراء حياديين؟ وهل يتم الاتفاق على تسميتهم بسهولة؟ ناهيك أن الأكثرية – بحسب مصادرها – تعتبر أن الصيغة الحكومية من 10 وزراء تعني في شكل أو آخر ترجيح كفة المناصفة في توزيع الوزراء بين الأكثرية والمعارضة وهذا من شأنه أن يؤدي الى شلل العمل الحكومي».

واعتبرت المصادر أن صيغة الوزراء العشرة تعني العودة الى الوراء وبالتالي التراجع عن تلك التي اقترحها موسى والتي وإن كانت لا تعطي قوى 14 آذار أكثرية الثلثين، فإنها في المقابل لا تؤمّن للمعارضة الحصول على الثلث الضامن أو المشارك أو المعطل، علماً أن صيغة الأمين العام لجامعة الدول العربية لا تجمّد عمل مجلس الوزراء ازاء اتخاذ قرارات في مواضيع لا يشترط استصدارها موافقة أكثرية الثلثين بخلاف الصيغة الجديدة المنسوبة الى الرئيس بري التي ينظر اليها البعض على أنها محاولة لرفع السقوف السياسية للتفاوض.

واعتبرت المصادر أيضاً أن الصيغة الجديدة لن تشكل محاولة لاختراق الجمود السياسي وانهاء التأزم في البلد، وقالت انها لن تؤدي سوى الى تقطيع الوقت من ناحية والى ادارة الأزمة الراهنة من ناحية ثانية، فيما تبدو بعض قوى المعارضة ماضية في قرارها اطلاق النار بالمعنى السياسي على وساطة موسى وكأنها تريد أن تقول له إن عودته الى بيروت محكومة سلفاً بالفشل وهذا ما لا يتوخاه بري.

وأكدت المصادر ذاتها أن قوى أساسية في المعارضة أخذت تتهم موسى بالانحياز الى جانب الأكثرية وأن الأخير حاول أن يستقوي عليها، تحت عنوان أن هناك قوى فاعلة اقليمياً ودولياً تدعم مبادرته وتتحرك باتجاه توفير كل الشروط لإنجاحها، مشيرة أيضاً الى ان مبادرة بري لن تكون بديلة من مبادرة موسى إنما مرادفة لها، إلا اذا كان لبعض القوى في المعارضة حسابات أخرى تتعارض ورغبة رئيس المجلس في تحفيز العامل العربي كأساس لتسوية النزاع في لبنان لكن بعد نجاح المساعي لتطبيع العلاقات العربية – العربية خصوصاً بين الرياض ودمشق.

وذكرت المصادر عينها أن الصيغة المقترحة في مبادرة بري هي لحكومة انتقالية وليس لتشكيلة قادرة على الحكم.

 

 المفتى قباني يدافع عن الحكومة اللبنانية ويهاجم المعارضة 

 أ ف ب - 2006 / 12 / 30

 دافع مفتي الجمهورية اللبنانية محمد قباني (سني) في خطبة عيد الاضحى صباح السبت عن الحكومة اللبنانية التي اكد انها "لن تسقط في الشارع" وهاجم المعارضة معتبرا انها باعتصامها المتواصل منذ نحو شهر في وسط بيروت "اغلقت نوافد الامل امام اللبنانيين". وقال المفتي في اشارة الى اعتصام المعارضة "تخلينا عن المؤسسات الدستورية التي تتولى شؤون الناس والعباد واسلمنا امرنا الى الشارع حتى بات الشارع حكما فيما بيننا وغابت المؤسسات عن القيام بدورها ولم يعد هناك رادع شرعي او قانوني او حتى اخلاقي". واضاف المفتي "اطلقنا العنان لشوارعنا وغرائزنا ولكل من امتلأ قبله حقدا وكراهية وضغينة وبتنا نبحث عن كل ما يفرقنا ويمزق صفوفنا ويباعد فيما بيننا". وتكلم عن الاعتصامات معتبرا ان "الكرامات تنحر فيها ويتبارى الخطباء على المنابر بالاتهامات والتشهير والمشهد يتكرر منذ اسابيع". واتهم المعارضة بانها عبر اعتصامها في وسط بيروت "شلت مرافق الدولة وسبل الحياة واغلقت نوافذ وابواب الامل والرجاء امام اللبنانيين بحياة افضل وبحياة كريمة وامنة". وتابع المفتي قباني المعروف بتأييده للحكومة برئاسة فؤاد السنيورة "لا لن تسقط حكومة دافعت عن امن لبنان وكرامة وحرية وحقوق شعب في وجه الغطرسة الاسرائيلية وحلفائها في الشارع لن تسقط حكومة ولا رئيس حكومة ناضل بشجاعة وايمان قل نظيرهما في مواجهة قوى دولية من اجل عزة لبنان".

وختم قائلا في اشارة الى المعارضة "كفانا معاندة وتهديدا بالتظاهر والحصار وقطع الطرقات الا يكفينا ما حل بيننا من تدمير وخراب من العدو الصهيوني".

وكانت المعارضة بقيادة حزب الله الشيعي باشرت اعتصاما مفتوحا في وسط بيروت مطالبة بتشكيل حكومة وحدة وطنية تعطيها حق الاعتراض على اي قرارات هامة قد تتخذ. وهددت المعارضة بتصعيد تحركها بعد عطلة عيدي الاضحى وراس السنة.

من جهته دعا نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان في خطبة العيد الى "وقف السجالات والاقلاع عن الخطابات المتشنجة التي تبعد بين اللبنانيين وتضر بالوطن وسمعته". واضاف "نعتبر ان قيام حكومة وحدة وطنية تضم كل الشرائح السياسية في لبنان يشكل البداية لفك الاعتصامات واطلاق النقاش حول القضايا الخلافية وفي طليعتها المحكمة ذات الطابع الدولي" المكلفة التحقيق في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري.

وتابع قبلان "هذه المحكمة هي شأن لبناني يجب ان تحظى بإجماع اللبنانيين حتى تكتسب المشروعية الوطنية وبعدها يجري التوافق مع الامم المتحدة في شأنها لذلك اقترح تشكيل لجنة قانونية تدرس بنود المحكمة الدولية بدقة وموضوعية". وشكل الخلاف حول هذه المحكمة الشرارة التي اطلقت العنان للمواجهة بين الحكومة في لبنان والمعارضة. واتهم قبلان "بعض المسؤولين اللبنانيين عن قصد او غير قصد بالمشاركة في مخطط تدمير لبنان وتقسيمه لذلك أناشد الجميع العمل لما فيه مصلحة بلدهم وعدم الانجرار وراء فتنة بغيضة لن يكون احد بمأمن منها".

 

الوزير حمادة: بعض وسائل الاعلام تحولت راجمات ولا احتاج الى شهادة في العروبة والوطنية 

وكالات- 2006 / 12 / 30

 عقد لقاء عند الثانية عشرة والنصف من بعد ظهر اليوم في دارة الوزير مروان حمادة تضامنا معه في وجه الحملة التي يتعرض لها .

شارك في اللقاء بالاضافة الى الوزير حماده, ممثلون عن قوى 14 آذار والنواب: الياس عطالله، وائل ابو فاعور، انطوان غانم، وليد عيدو، فريد حبيب وانطوان زهرا, النائبان السابقان فارس سعيد وغطاس خوري، والسيدان ميشال مكتف وادي ابي اللمع.  واجمعت الكلمات التي القيت على الاشادة بالوزير حماده وبتاريخه الوطني المشرف ونضاله للدفاع عن لبنان وديموقراطيته واستقلاله وحريته.

سعيد

اول المتحدثين كان النائب السابق فارس سعيد الذي قال:"أتينا كأصدقاء وكقوى سياسية لنعلن تضامننا الكامل مع عميد شهداء لبناني افتتح قافلة الشهداء في أيلول 2004 ، وقد ضحى المحيطون بك وعلى رأسهم النائب وليد جنبلاط عندما تكلم أمام الأمانة العامة لحزب الله وقال باننا لا نريد أن نربك أحدا من الأطراف في لبنان واننا نريد حصر التحقيق فقط في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري. ما يحصل اليوم في وسائل الاعلام اللبنانية من وضع شخصيات لبنانية لها تاريخها ونضالها في دائرة الاتهام بانها عميلة اسرائيل ، اعتقد بأن لا أحدا من القوى السياسية قادر أن يتحمل مسؤولية هذا التحريض. لبنان ربما في مكان ما هو ساحة أمنية مفتوحة، هل من يتحمل مسؤولية الناس ووضعهم في قفص الاتهام قادرا أن يتحمل الاتهام المضاد اذا حصل لا سمح الله اعتداء ضد اي شخصية تتهم انها خائنة؟ هل لديهم امكانية تحمل مسؤولية ذلك الكلام قلبا وقالبا؟ وما قاله وليد جنبلاط هو فقط للتحذير ولقطع دابر أي فتنة في لبنان".

النائب عيدو

والقى النائب عيدو كلمة جاء فيها:"اتينا باسم قوى 14 آذار نشارك الوزير الصديق مروان حماده استنكارا لعملية التخوين الدائرة على قدم وساق ممن يفترض بهم أن يقدروا مروان حماده ومن عبره الحكومة التي تحملت عبء النضال والمقاومة والقرارات الوطنية والقومية من اجل لبنان حر عربي سيد مستقل. مروان حماده رمز من رموزنا الوطنية التي نأسف أن يوجه لها مزيد من الاتهامات وتكون في دائرة التخوين، مروان حماده رمز عربي ونعتبر ما وجه اليه ليس خطأ بل خطيئة، وليس خطيئة بل عملية لا يفهمها الا من كان هو في وضع المرتهن ومن يبيع الوطن ويرهنه لمخططات خارجية. اليوم من خلال الوزير الصديق نقول للبنانيين نأمل ان تنتهي هذه المهازل وهذه العملية التخوينية التي تصدر جزافا ويعود لبنان وطنا للعقل والحريات ولاحترام الاخر ، واثبت لبنان انه قادر على الانتصار على الهزائم وعلى الخروج من الدوائر الضيقة التي وضعه فيها البعض. نقول للوزير حماده كل عام وانت بخير ،أنت عميد لهذه المرحلة التي بدأت بك وتوجت بشهادة الرئيس رفيق الحريري وبقية الشهداء من قوى 14 اذار الذين نقول لهم نحن صامدون لنحقق اهدافكم ونصل بالبلد ليكون بلد الحرية والسلام والعدل".

النائب غانم

وقال النائب انطوان غانم "حضرنا اليوم كأصدقاء وكقوى سياسية ممثلة لقوى 14 آذار، فالشهيد الحي والشهادة الحية ليسا بحاجة لمن يشهد لهما لا قولا ولا كلاما، فالذي يختزنه مروان حماده, تاريخا ونضالا في الوطنية والعروبة بقيادة الزعيم وليد جنبلاط هو وغيره من الشرفاء, ليس بحاجة ان تشهد له الكلمة، هذه الشهادة الحية بدأت معك يا عزيزي مروان لتنتهي مع أمير الكتائب وشهيد الوطن بيار الجميل مرورا بكل الشهداء رفيق الحريري، جورج حاوي، سمير قصير، جبران تويني وباسل فليحان, الى الشهداء الأحياء ، فالكلمة كما قلت لن تعطيك حقك في الوطنية والنضال اللذين زرعتهما بالدم والدموع ، فثق يا صديقي مروان أن ما قيل في حقك عبر الأثير وغير الأثير هو بمثابة أوسمة تعلق على صدرك، نحن واياك ثائرون لخدمة لبنان ليحيا لبنان".

النائب عطالله

واعتبر النائب عطالله انه "عند محاولة اغتيال الرمز مروان حماده حاولوا بالارهاب اخافة اللبنانيين ليمرروا مشروعهم, وقد اختاروا مروان حماده ليس بالصدفة، لانه بالنيل منه ينالون من كل مكوناتنا فهو فعلا يختزل ويحمل رمزية كل الحركة المنتفضة في وجه اخضاع لبنان بعد التمديد. ويعودون اليوم الى تلفيق التهم ويتابعون نفس منطق التخوين، وهذا ليس منطق المقاومة, انه تهافت المقاومة. المقاومة التي حاولوا ان يجعلوها متسامية على الوضع الداخلي يحولونها اليوم الى أسوأ وضع ، من خلال الدخول في الوضع الداخلي والتصفيات الداخلية وفي خوض المعارك الداخلية بعيدا عن اي هم في الجنوب، تركوا الجنوب الى الجنوبيين وانتقلوا الى الداخل ليخونوا".

وتابع:" يفعلون الفعل ويستكنرون ردة الفعل. أعتقد ان ردة فعل الوزير حماده ووليد بك جنبلاط هي أكثر من ضرورية لان الكلام الذي صدر عنهم هو شروع في ارتكاب الجريمة ويجب أن يعلن ذلك وتعرف الحقائق. يهربون دائما الى الامام. هربوا من 12 تموز الى رياض الصلح, والآن يتابعون الهروب الى المنطق الامني وكله بات مكشوفا، يعرفون مصالح الاخرين الذين ينتمون اليهم ولا يعرفون مصالح هذا البلد".

اضاف:"منطق التخوين لم يعد له أي فعالية وباتت المقاومة ميليشيا حين انتقلت الى هذا المستوى من التهديد والتخوين للرموز الوطنية التي ليست بحاجة لشهادتهم لا في تاريخها ولا في عروبتها وخدمتها للبنان. لن ينالوا من مروان حمادة ومن وليد جنبلاط وسمعتهما لانها أعلى بكثير من مستوى الكلام الذي يطلق".

النائب زهرا

وقال النائب انطوان زهرا:"العجيب ان يرضى القتيل وليس يرضى القاتل، جربوا تقديم اضحية جديدة عشية عيد الأضحى من رموز انتفاضة الاستقلال, وفي عود على بدء رشحوا أول الأهداف الوزير حماده ليكون في طليعة السلسلة الجديدة التي بدا أنهم ينوون تقديمها مجددا على مذبح فجورهم ومحاولة تخوينهم وتهويلهم لكل الناس".

أضاف :" نقول للوزير حماده انه أسمى بكثير ممن يحاولون النيل منه ومن الطريقة التي اتبعوها, ولن نسمح بعد اليوم للفجار أن يأكلوا مال التجار والمحكمة هدف لا تراجع عنه في أي حال من الأحوال والأشياء ستسمى باسمائها ولا مجال بعد اليوم للسكوت والمسايرة ، قافلة الشهداء يجب أن تتوقف, المؤسسات يجب أن تبنى وكرامات الناس ليست ملكا لأحد بعد اليوم".

الوزير حماده

وقال الوزير مروان حماده:"اشكر لزملائي في الاعلام حضورهم اليوم واعبر لهم وعبرهم الى اللبنانيين بكل العواطف بالأضحى المبارك والسنة الجديدة التي اتمناها سنة النهوض والانقاذ لوطننا لبنان.

أشكر لزملائي في 14 آذار هذه الالتفاتة الكريمة تجاهي وتجاه ما أمثل سياسيا واجتماعيا، وأنني لا احتاج شيئا للقول في وجه حملة بعض وسائل الإعلام التي لم تعد وسائل اعلام، انما تحولت راجمات للصواريخ موجهة الى الداحل اللبناني والى كرامات اللبنانيين والى وطنيتهم بدلا أن تكون مستمرة في التصدي الى العدو الاسرائيلي وهي نسيت شبعا والغجر وغيرها والأسرى في الطريق. اقول انني لا احتاج الى شهادتهم فالعروبة واللبنانية العريقة كانت دائما في عروقي، وفي الوقت الذي يشهرون بنا اليوم وبالخط الذي أمثل، نقول لهم انهم هم الاذناب والعملاء الذين يحطمون البلد من الداخل والخارج.

اضيف على ذلك أني فخور بتاريخي اللبناني والعربي وحاضري اللبناني والعربي، فخور بانتمائي الى ثورة الارز، هذه الثورة التي ستنتصر بكل تأكيد وانا مقتنع بذلك ومؤمن بذلك والتي لن تترك مجالا للذين ينقضون على استقلال لبنان وديموقراطيته. ونقول لهم كم كنا منذ اليوم الاول الذي تصدينا فيه للتمديد المشؤوم وبدأت السلسلة ، نقول لهم ان لا تناقض أبدا بين الديموقراطية والعروبة, العكس هو الصحيح ، التناقض بين الديموقراطية والارتهان الى أنظمة الظلامية الدينية وغيرها، ونقول لهم أننا فخورون بمستقبلنا الذي رسمنا خطوطه العريضة, بدماء شهدائنا دماء الرئيس الشهيد رفيق الحريري وباسل فليحان والذين رافقوهما في هذه الرحلة المشؤومة ، بجورج حاوي وسمير قصير، بالياس المر الذي وقف في كل جرأة واتهم من كان يجب أن يتهم، افكر بمي شدياق في هذه اللحظة وبالحبيب جبران ومن ثم اسأل نفسي وهو على الصورة هنا معنا ومع الشيخ رفيق اسأل نفسي لماذا استهدفوا بيارالجميل؟.استهدفوا بيار ليستهدفوا شباب لبنان، استهدفوا جبران ليستهدفوا شباب لبنان...وكذلك سمير والياس واستهدفوا مي ليرعبوا اعلاما حرا, واستهدفوا جورج لان جورج كان جزءا من التاريخ والضمير اللبناني المناضل, أما رفيق الحريري هذا الجبار الذي يقف ليقول بكل هدوء كلمة حق, الذي تصدى بديموقراطية كاملة ولم يؤذ يوما احدا بل وزع الخير على الطلاب والمرضى والمعوزين، واليوم يستمرون في استهدافه من خلال الشتم ومن خلال محاولة اغتياله مرة ثانية. استذكر الأحياء الذين يقودون المعركة في التحرير, الاستاذ فؤاد السنيورة أحد ابطال المرحلة الحاضرة الذي وقف يقاوم أكثر مما قاوموا، استذكر سعد الحريري, وليد جنبلاط، سمير جعجع، أمين الجميل الأب المفجوع, استذكر كل رفاقي في 14 آذار الذين حملوا الى التراب شهيدا بعد شهيد وبقوا صامدين ، وأقول أنني في الوقت الذي بقيت مع زملائي في الحكومة صامدين, نبقي على صلات التواصل عندما كان العدو الاسرائيلي يدمر كل التواصل بين اللبنانيين ونعمل ليلا نهارا لابقاء التواصل بين الناس، تأتينا اتهامات ملفقة".

وأعلن:"سألجأ كمواطن لبناني الى قضائي اللبناني اولا كشاهد اساسي في قضايا الاغتيالات والتفجيرات, وكمستهدف بها الى لجنة التحقيق الدولية. وأقول لهم باني أعرف ويعرف وليد جنبلاط لماذا يخشون التحقيق الدولي قبل المحكمة، ولولا ذلك لما كان هذا الهلع لحساب سوريا ولحسابهم الخاص امام كلمة محكمة. لا يستطيعون ان يتحملوا كلمة محكمة لان المحكمة هي العدل والعدل ينبع من الحقيقة وهم أهل الظلام واعداء الحقيقة والعدالة".

وختم:" لعل السنة المقبلة ستكون سنة انتصار للبنان الديموقراطي، انتصار الدستور اللبناني على من ينتهكه اليوم، وهم معروفون جميعا في كل مراكز السلطة, انتصار لبنان العروبة على لبنان الفرس، انتصار لبنان الحرية والديموقراطية على العودة الى عهد الوصاية والجنرالات. هذا هو لبنان الذي سينتصر ويكرس انتصاره في العام 2007".

سئل: باي طريقة ستواجهون؟

اجاب:" واجهت بالطريقة العملية التي هي القضاء اللبناني، الدعوى اقيمت امام القضاء اللبناني، وستسلم يوم الثلاثاء صباحا النسخة الى التحقيق الدولي. بدأت كما في كل مرة من القضاء اللبناني، واني اعرف في مكان ما يخشون من هذا التحقيق وقالها وليد جنبلاط بصراحة كلية منذ يومين, انا اقبل باي محكمة حتى ولو لا تنظر بقضيتي لاني أعرف ان المجرم الحقيقي والآمر بالاجرام وايا كانت البنود التي ستاتي في اتفاقية المحكمة فسيقوم اي قاض لبناني او دولي بتوجيه الاتهام وبالمحاكمة. وعبرة اليوم مع انني ضد احكام الاعدام وتنفيذها هي عبرة لديكتاتور اخر".

وردا على سؤال قال:" قال وليد جنبلاط على شاشة العربية انه حفاظا على ما كنا نعتقده قدسية المقاومة لنضع قضيتك والشبهات واين صنعت اللوحة, لنضع ذلك جانبا المرحلة مرحلة تجميع."

وتابع": نحن لم نفرق, الذين فرقوا هم من انقضوا على البلد ووحدته ودستوره وعدالته والقرارات الدولية. قادوا البلد الى مغامرات مجنونة وهم يحاولون اليوم ضرب الوحدة الوطنية في الصميم, في الشارع وعلى الشاشات التي قلت انها تحولت راجمات صواريخ".

سئل: الم يعد هناك مجالا للتلاقي؟

اجاب :" لم يقل احد بانه لا مجال للتلاقي، الذين يتهمون مباشرة يسعون الى السيطرة على الحكومة بعدما اقفلوا مجلس النواب وحنطوا رئاسة الجمهورية. في الحقيقة نحن مع الحوار وخصوصا مع المبادرة العربية. نريد أن ينتزع الملف اللبناني واذا ما امكن الملف السوري من خزائن التخلف القائم اليوم في مملكة فارس".

وردا على سؤال قال:"لم يطلب توقيف قناة المنار بل طلبت تطبيق القانون وملاحقة التلفزيون بتهمة القدح والذم والتحريض على القتل لان السيناريو الذي اتبع انذاك بالاتيان باهالي الضحايا وزج اسمي في افواههم, وقد ظهر على الشاشة كيف كان السيناريو قائما, كل ذلك يحملني للقول يا "عيب الشوم" على هكذا اعلام".

سئل ما ردك على غياب المجلس الوطني للاعلام؟

اجاب:"سأقدم نسخة عن الملف الى المجلس الوطني للاعلام ولكن بين المجلس الوطني وبين العدالة للاسف حتى الان مسافة كبيرة. اتذكر "ام تي في" ونتذكر أين اخفق المجلس الوطني للاعلام المعين في ظروف نعرفها جميعا بالقيام بواجباته مع اننا نتمنى على الزملاء في المجلس الوطني للاعلام ان يتوقفوا جميعا عند حال بعض وسائل الاعلام التي لم تعد تستأهل أن تسمى اعلاما".

وردا على سؤال حول توقيف فراس حاطوم من محطة "نيو تي في" أعلن الوزير حماده "ان هذا الموضوع امام القضاء, امام المجلس الوطني للاعلام وعليهما ان يتحملا كلا من جهته المسؤولية".

 

المفتي قباني: لن تسقُطَ حكومةٌ ولا رئيسُ حكومةٍ ناضلَ بشجاعةٍ وإيمانٍ قلَّ نظيرُهُما في مواجهةِ قُوَىً دُوَلية

 وكالات - 2006 / 12 / 30

 المفتي قباني أم المصلين في عيد الاضحى في الجامع العمري الكبير

وطنية-30/12/2006 (سياسة) أم مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني المصلين في عيد الاضحى المبارك في الجامع العمري الكبير في وسط بيروت، في حضور رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة، والوزراء: خالد قباني، احمد فتفت، حسن السبع، النائبين وليد عيدو وعمار حوري، المفتي الجعفري لصور وجبل عامل السيد علي الامين، مدير عام قوى الامن الداخلي اللواء اشرف ريفي، اعضاء المجلس الشرعي الاسلامي الاعلى، رئيس جمعية المقاصد امين الداعوق، رئيس بلدية بيروت عبد المنعم العريس، مدير مستشفى بيروت الحكومي الدكتور وسيم وزان، قضاة شرع وعلماء وحشد من الشخصيات.

وبعد ان ادى المفتي قباني الصلاة، القى خطبة عيد الاضحى. وكان ممثل رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة الوزير خالد قباني قد اصطحب مفتي الجمهورية من منزل الافتاء في موكب رسمي الى الجامع العمري، يرافقه قائد شرطة بيروت العميد نبيل مرعي. وقدمت ثلة من التشريفات في قوى الامن الداخلي التحية للمفتي قباني والوزير قباني في باحة المسجد ثم دخلا سويا لتأدية الصلاة. وبعد انتهاء الصلاة، قام رئيس الحكومة ومفتي الجمهورية والوزير قباني ومدير عام قوى الامن الداخلي وقائد شرطة بيروت بزيارة ضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري وقرأوا الفاتحة عن روحه الطاهرة ورفاقه. ثم عاد المفتي قباني وممثل رئيس الحكومة الى منزل الافتاء وقدم الوزير قباني التهاني بعيد الاضحى المبارك لمفتي الجمهورية.

والقى مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ الدكتور محمد رشيد قباني صبيحة عيد الأضحى المبارك اليوم السبت في الجامع العمري الكبير، وسط بيروت، يقول فيها الاتي:

"اللهُ أَكبَرُ، اللهُ أَكبَرُ، اللهُ أَكبَر.

اللهُ أَكبَرُ، اللهُ أَكبَرُ، اللهُ أَكبَر.

اللهُ أَكبَرُ، اللهُ أَكبَرُ، اللهُ أَكبَر.

اللهُ أكبَرُ كبيراً، والحَمدُ للهِ كثيراً، وسبحانَ اللهِ وبحَمدِهِ بُكرَةً وأَصيلاً، وأشهدُ أن لا إلَهَ إلاّ اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لَه، وأشهَدُ أنَّ سَيِّدَنا ونبيَّنا محمداً عبدُ اللهِ ورسولُه، صَلواتُ اللهِ وسلامُهُ عليهِ وعلى آلِهِ وأصحابِهِ أجمعين، ومَن تَبِعَهم بإحسانٍ إلى يومِ الدِّين.

أمّا بعدُ أيها الإخوةُ المؤمنون:

يعودُ إلينا عيدُ الأضحى هذا العام وقد أحاطَ بهِ إطارٌ كثيفٌ منَ الأحزانِ والآلام، أحزانُ اللبنانيين على رجالاتِهم الذينَ اغتالَتهُمُ الأيدي التي تُريدُ شرّاً بلُبنان، وآلاَمُ اللبنانيينَ من الحال التي وَصَلوا إليها، جرَّاءَ الخروجِ على مؤَسَّساتِهِمُ الدُستوريةِ والاحتكامِ إلى الشارع، وآلاَمُ العربِ والمسلمين والخُطوبُ تجتاح منطقَتَهم، والمخاطِرُ تَلُفُّها من كلِّ حَدَبٍ وصَوب، العراقُ ينزِفُ غزيراً، وتَتَعَمَّقُ فيه الجروح، وفلسطينُ تَتَنازَعُها الصراعات، ، ويدورُ القتالُ فيها من شارعٍ إلى شارع، والأخُ يقتُلُ أخاهُ على مَرأىً من العدُوِّ الإسرائيليّ، الذي يُغَذّي الصراعَ والاِقتِتالَ بينَ إخوَة الوَطَنِ الواحد، وفي لبنان في قلبِ بيروت يدورُ صراعٌ من نَوعٍ آخَر، تجَمُّعاتٌ واعتِصاماتٌ تُنحَرُ فيها الكرامات، ويتَبارى الخطباءُ على المنابر بالاتِّهاماتِ والتَّشهير، يأكل فيها الأَخُ لحمَ أخيهِ مَيتاً دونَ رادعٍ من خُلُقٍ أَو دينٍ أَو ضمير، والمَشهَدُ يتَكَرَّرُ مُنذُ أسابيع، ويزدادُ الخطابُ عنفاً، والنفوسُ شحناً، والقلوبُ تأَهُّباً، فما عُدنا نعرفُ بعضَنا بعضاً، ولا تُراعى مشاعِرُ ولا كرامات، وباتَ الوَطنُ ساحاتٍ متلَوِّنةً بكلِ الألوان، لا ترابُطَ بَينَها، ولا ما يَشُدُّ بعضَها إلى البعضِ الآخَر، أعطَينا ظهرَنا للعدوِّ الإسرائيليِّ بعدَ أن كُنَّا جميعاً نواجهُهُ بصدرنا صفّاً واحداً وقلباً واحداً، وَبِتنَا في مواجهة بعضِنا البَعض، ونَسينا أنَّ العدُوَّ الإسرائيليَّ لم يَزَل رابضاً فَوقَ صُدورِنا، ولم تَزَل قوّاتُهُ تَتَجَمَّعُ خلفَ صُفوفِنا، يتَهَيَّأُ الفُرَص ويَبُثُّ السُموم، ويحاول اختراقَ جدارَ الوحدةِ والتضامن الذي انتصَبَ في وجهِهِ شامخاً أثناءَ عُدوانه الآثِم، وعندما ارتدَّ خاسِراً، رَفعنا نحنُ بأيدينا معاوِلَ الهدم، وصَبَبنا جامَّ غضَبنا على ما كانَ حصناً لنا وهو وحدََتُنا الوطَنية، وأخذنا نهدمُ في هذا الجدار، مُغَمَّضي الأَعيُنِ والقلوب، حتى بِتنا مُنكَشفينَ على العَدوِّ الإسرائيليّ، وعلى كلِّ مَن يريدُ بنا شرّاً وتَمزيقاً وامتِهاناً.

تخَلَّينا عن المؤَسٍّسات الدستورية التي تَتَولَّى شئونَ الناسِ والعباد، وأَسلَمنا أَمرَنا إلى الشارع، حتى باتَ الشارعُ حكَماً فيما بينَنا، وغابَت المؤَسَّساتُ عن القيام بدَورِها، ولم يعد هناكَ من رادعٍ شرعيٍّ أو قانونيٍّ أو حتى أخلاقيّ، تخَلَّينا عن قيَم التخاطُب، واحترامِ الإنسان لأَخيهِ الإنسان، وتجاوَزنا كلَّ المُحَرَّمات، وأطلقنا العِنانَ لشوارِعنا ولِغَرائزِنا ولكلِّ من امتلأَ قلبُهُ حقداً وكراهيَةً وضَغينة، وبتنا نبحَثُ عن كلِّ ما يُفرِّقنا ويُمزِّقُ صفوفنا ويباعدُ فيما بيننا، غيرَ عابئينَ لا بمصالحِ الناس ولا بقضاياهم ولا بشئونِهِم، ولا بأحوال معيشَتِهم، ولا بما أصابَهم من مآسٍ وآلآمٍ وأضرار بسَبَبِ العدوان الإسرائيليِّ الواسِعِ على لبنان، ولا بما أحدَثَهُ من تدميرٍ وقتلٍ وتشريدٍ وتهجير، ولا بما قامَ به الشعبُ من تضحيات، وما تحمَّلَ من آلآم ومِن صَبرٍ على المَكارِه، بل لنم نَعُد نقدِّرُ قيمةَ هذا التلاحٌمِ الوَطَنيّ إبَّانَ العدوانِ الإسرائيليّ، والذي لم يشهَد لبنانُ لهُ في تاريخِهِ مثيلاً، تلاحُمُ المقاومةِ والشعبِ والحكومة، والذي حقَّقَ إرادةَ الانتصار على أكبَرِ قوَّةٍ غاشمةٍ في هذه المنطقة، بل تنَكَّرنا لهذا التلاحُمِ الوَطَنيّ ولهذا التضامُنِ الوَطَنيّ، الذي عزَّزَ وحدَتنا الوطنية، وأثارَ إعجابَ وتقديرَ وتَضَامُنَ العالَمِ مِن حَولنا، لم نُعطِ أَنفُسِنا حتى فرصةَ تَذَوُّقِ هذا الانتصار، ولا حتى فرصةَ تثميرِهِ من أجلِ إعادةِ البناءِ والإعمار، الذي بدأَتِ الدولةُ وَرشَتَهُ مستفيدةً من هذا التعاطُفِ والدعمِ العربي، والتخفيف عن كاهلِ الناس، وإطلاقِ عجَلَة الاقتصاد، وإعادةِ دَورَة الحياةِ إلى طبيعتها، ما قُمنا بهِ ما إن بدأنا باستعادة أنفاسِنا بادَرنا إلى إطلاق ما يُسَمونَهُ رصاصةَ الرّحمة، على كلِّ الإنجازاتِ وكلِّ الانتصارات، كلمات وخُطَباً واتِّهاماتٍ وتظاهُراتٍ واعتِصامات، شَلَّت مرافقَ الدولةِ وسَبُلَ الحياة، وأغلَقَت نوافِذَ وأَبوابَ الأملِ والرَّجاء أمامَ اللبنانيين، بحياةٍ أفضَل، وبحياةٍ حُرَّةٍ وكَريمَةٍ وآمِنة.

وماذا بعدُ أيها الإخوة، يسأَلُ المواطن؟ بل يتَساءَلُ مستغرباً ومألوماً؟ ماذا بعد؟ إلى أين؟ إسقاطٌ للحكومة؟ لا، لن تسقط حكومةٌ دافعَت عن أمنِ لبنان، وكرامةِ وحُريَّةِ وحقوقِ شعبٍ في وجه الغطرَسَةِ الإسرائيليَّةِ وحلفائها في الشارعِ، لن تسقُطَ حكومةٌ ولا رئيسُ حكومةٍ ناضلَ بشجاعةٍ وإيمانٍ قلَّ نظيرُهُما في مواجهةِ قُوَىً دُوَلية، من أجلِ عزَّة لبنان واستقلالِ لبنان وسيادة لبنان في الشارع، وما هكذا يكون الوفاء أيها الإخوة، ويبقى الأملُ كبيراً بعَونِ اللهِ عزَّ وجَلّ بمساعي الأمين العام لجامعة الدول العربية التي يقوم بها بدعمٍ عربيٍّ واسع، وخاصَّةً من المملكة العربية السعودية وجمهورية مصرَ العربية.

أيُها الإخوةُ الكِرام، أيها اللبنانييون:

ما من كرامةٍ لنا، وما من حياةٍ حرَّةٍ وكريمةٍ لنا، وما من مستقبلٍ لنا إلاّ إذا كُنّا موَحَّدين، وحدَتُنا الوطنيةُ هيَ الضامنَةُ لحُريَّتِنا ولكرامتِنا ولاستقلالِنا، وحدتُنا الوطَنيّةُ ووِفاقُنا الوَطَنيّ هو السياجُ الذي يحمينا، ويَدرَأُ عنّا المخاطِر، ويُمَكِّنُنا من أن نُعيدَ بناءَ الدَولة على أُسُسٍ من المساواةِ والعدالة، لم يعُد بمَقدورِ شعبنا أن يتحمّلَ أكثَرَ مِمَّا تَحَمَّل، بل ليسَ من حقِّنا أن نُحمِّلَهُ أكثَرَ مِمّا تحَمَّل، أو أن نجعلَهُ وَقوداً في صراعاتنا السياسية، من حقِّهِ علينا من حقِّ المُواطنِ علينا أن نحميَهُ وأن نصونَهُ وأن نرعَى حقوقَهُ ومصالحَهُ، بل من حقِ الناسِ والشعبِ علينا أن نتَسَلَّحَ بالحكمةِ والرّويَّة، ونقلعَ عن كلِ ما يزيدُ حالةَ الفَوضَى التي يعيشها وطَنُنا، وأن نترُكَ للمؤَسَّساتِ الدستوريةِ أن تضطَّلِعَ بدَورِها، وتَتَوَلَّى مسئوليَّاتِها، لا أن نحولَ تحطيمَها، أَو تحويلَها عن مهامِّها الأَساسية، ولم يعُد هناكَ من سبيلٍ إلى إصلاحِ أمورِنا إلاَّ بالعَودةِ إلى الحِوارِ والتَّشاوُر، لقد أفرَغَ كلٌّ منَّا ما في جُعبَتِهِ من كلامٍ ومن خُطَبٍ ومنَ اتِّهامات، أصبَحَ كلٌّ منّا في مَأزَق، بل أصبَحَ كلٌّ منّا أسيرَ قواته وكلماته، بل لَعَلَّنا وضَعنا لبنان كلُّهُ في مأزَقٍ عسير، فهل نُريدُ بعدَ ذلكَ كلِّه أن ندخلَهُ في نفقٍ مظلم يتهَدَّدُ وُجودَهُ وكَيانَهُ ومَصيرَه، وفي ظلامٍ لا نهاية له ولا مخرجَ منه، كَفانا مُعاندَةً وتهديداً بالتظاهُرِ والحصارِ وقطعِ الطُرُقات، ألا نسمَعُ صرخَةَ شعبِنا؟ ألا يكفينا ما حلَّ بنا من تدميرٍ وخراب منَ العدُوِّ الصُهيُونيّ؟ ومن تَرَدٍّ في حياةِ ومَعيشَةِ مواطنينا؟ فَلْنَرحَم شَعبَنا، ولنُصَفِّ قلوبَنا، ولنَعُد إلى جادَّةِ الصَواب، ولنبدأ حِواراً أخَوياً بنَّاءً، علَّنا نُنقِذُ وطَنَنا من أن يقَع على شَفيرِ هاويَةٍ لا قَرارَ لها.

أيها الإخوةُ المؤمنون:

إنَّ الأعياد في الإسلام تأتي بعد إنجازِ عبادةٍ للهِ وطاعةٍ لَه، فَرَحاً بإكمال تلكَ الطاعةِ والعبادة، ولذلك يأتي عيدُ الأضحى المبارك بعد إنجاز الحُجَّاج لفريضة حَجِّهم إلى بيت الله الحرام في مكَّةَ المُكَرَّمة، كما يأتي عيدُ الفِطرِ بعد إنجازِ فريضة الصَّومِ في شهرِ رمضانَ المُبارَك؛ ولذلكَ ينبغي أن نحافظَ في أعيادنا وسائرِ أيامنا على طاعةِ اللهِ في القَولِ والعمَل، والسِرِّ والعَلَن، وأن نُحسِنَ إلى بعضنا البعض بالكلمة الطيِّبة، والمعاملةِ الحَسَنة، والتعاوُنِ فيما بينَنا على فعل الخير، ولنكُن في حياتنا اليومية كما أَوصانا اللهُ تعالى في القرآنِ الكريمِ فقال: "يا أَيُّها الذينَ آمَنُوا اركَعُوا واسجُدُوا واعبُدُوا رَبَّكُم وافعَلُوا الخَيْرَ لَعَلَّكُم تُفلِحُون"، وليُسارع في صبيحة هذا العيدِ المبارك الأَخُ إلى أخيه، والقريبُ إلى قريبِهِ ، والجارُ إلى جارِه، والناسُ إلى بعضهم، يهنِّيءُ بعضُهُم بعضاً، فَيَصِلونَ أرحامَهم، وذَوي قراباتِهِم، ويُحسنونَ إلى فقيرهم وذَوي الحاجاتِ منهم، وخاصَّةً في أيامِ المِحنةِ التي يجتازُها وطَنُهُم، ويسأَلونَ اللهَ أن يجعلَ لهم ولبَلَدِهم فرجاً، ومن هَمِّهِ وهَمِّهم مخرَجاً، إنه تبارَكَ وتعالى وَلِيُّ ذلكَ والقادرُ عليه، أقولُ هذا القَولَ وأستغفرُ اللهَ العَظيمَ لي ولكم، وتوبوا إلى اللهِ جميعاً أيها المؤمنونَ لعلَّكم تفلحون".

 

 سعيد: شعار أمن المجتمع المسيحي فوق كل اعتبار سقط واصبح شعارا شيعيا 

وكالات- 2006 / 12 / 30

 أوضح النائب السابق فارس سعيد في حديث الى اذاعة "لبنان الحر" انه ليس متشائما على مستقبل لبنان والسنة المقبلة "وما حصل في لبنان كان من الطبيعي حصوله، والزلزال الذي هز البلاد عام 2005 مع خروج الجيش السوري شكل نقطة تحول في حياة لبنان واللبنانيين ولا سيما بعودة لبنان الى دائرة الاهتمام الدولي والعربي".  وقال: "عام 2006 أفسح في المجال للقوى المتضررة من خروج الجيش السوري من لبنان لاعادة ترتيب أحجامها وإعادة ترتيب ثورة مضادة لانتفاضة ثورة الارز بهدف اعادة اللبنانيين الى ما كانوا عليه قبل انتفاضة الاستقلال، اي التقابل بين الطوائف وتغليب عملية المحاصصة الطائفية على موضع الوحدة الداخلية وتخويف الطوائف من بعضها البعض".

ورأى ان "عام 2006 اتسم باهتمام اضافي من المجتمع الدولي بالوضع اللبناني وباهتراء اضافي من اللبنانيين في معالجة شؤونهم الداخلية، وقال: "لا شك في ان الطبقة السياسية خلال عام 2006 تصدعت والصورة اللماعة التي كان يتمتع بها بعض الاقطاب السياسيين مسلمين ومسيحيين قبل عام 2006 تراجعت. عندما قرر حزب الله قسرا دخوله الى الحياة السياسية الداخلية وتحويل دائرة اهتمامه من الصمود امام اسرائيل الى ترتيب وتحديد حجمه وحجم طائفته داخل عملية بناء الدولة، انعكس كل ذلك عليه سلبا".

وقال ردا على سؤال: "ليست المرة الاولى التي يتعرض فيها البطريرك صفير للانتقاد، لكنه لم يفقد شيئا من هالته ولا من بريقه، وعندما كان يحصل انسداد في الافق السياسي كانت بكركي وما زالت تطرح مبادرات انقاذية وبقيت النقطة المحورية التي تجذب الافرقاء اللبنانيين جميعا".

وتابع: "في اطار الاهتمام الدولي الكبير بلبنان، شعرنا ان مجلس الامن طوال عام 2006 يكاد لا يعمل سوى على الملف اللبناني، وعاد لبنان الى دائرة الاهتمام الدولي بعد فترة تغييب دامت ثلاثين عاما إذ كانت هناك عملية تلزيم من المجتمع الدولي للسوريين بالنسبة إلى الشأن الداخلي اللبناني".

ولفت الى ان "الهجوم على مسيحيي 14 آذار ليس جديدا، ولا نزال نعتبر ان الوحدة الداخلية هي الكفيلة بتحقيق السيادة والاستقلال"، وقال: "الدروز عادوا الى المشروع اللبناني، والسنة دخلوا في هذا المشروع، والمطلوب اليوم ان يعود الشيعة الى المشروع اللبناني من اجل ولادة هوية لبنانية جديدة".

واعتبر ان الكلام عن "التحاق المسيحيين برئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط وبقريطم فيه الكثير من المبالغة، وهذا الكلام كان يحكى قبل خروج الجيش السوري من لبنان"، وقال: "على المسيحيين ان ينتزعوا الدور بانفسهم وليس ان ينتظروا احدا لكي يعطيهم دورا أكان النائب جنبلاط او رئيس كتلة المستقبل النائب سعد الحريري او اي زعيم من الزعماء السياسيين او من الاقطاب المسلمين. الدور المسيحي اصبح معروفا، وقد أصدرت الكنيسة المارونية وثائق حددت فيها رؤيتها للدور المسيحي كما ان المجمع الاخير حدد ذلك ايضا. انا من بين الذين حسموا خيارهم في لبنان، فبين من اختار، المسيحيون اولا او لبنان اولا، انا مع لبنان اولا لانه هو فقط من يضمن المسيحيين ولا يوجد اي مشروع على قياسهم".

أضاف سعيد: "ان شعار أمن المجتمع المسيحي فوق كل اعتبار الذي رفعته القوات اللبنانية في مرحلة من المراحل سقط وبالتالي اصبح شعارا شيعيا، فالطائفة الشيعية تبرز أمن المجتمع الشيعي فوق كل اعتبار. الموارنة تحديدا والقوات اللبنانية ذهبوا في اتجاه لبننة الخطاب على عكس العماد ميشال عون الذي كان ينتظر ان يأتي بمشروع وبنظرة شمولية لبنانية، فاذا بنا نسمع ونقرأ ونتابع ان الخطر آت من السنة، "فتعالوا نتحالف مع الشيعة لنقف بوجه هذا الخطر الاسلامي الكبير". ونسمع ايضا ان آل الحريري "ابتلعوا البلد" وكان لديهم وجود في ايام الوصاية السورية وتحالفوا معها واستفادوا منها. هذا المنطق حتى ولو كان جذابا في مرحلة من المراحل ويحرك بعض الغرائز الدفينة هو غير لبناني وغير جامع. الكل يدرك انه في حال غياب اي طائفة عن مشروع الشراكة سينفجر لبنان ولن يكون المشروع جامعا لكل اللبنانيين". وقال: "لم يحصل أن اعطت الولايات المتحدة او اوروبا مرة فريقا من افرقاء 14 آذار مالا او سلاحا بل هما يدعمان فكرة الدولة اللبنانية، ولا اعتقد ان الدولة اللبنانية تزعج احدا في لبنان الا المتضرر من وجودها". وسأل: "هل هذا مشروعهم وهل المطلوب ان يتحمل لبنان وحده قضية الصراع العربي - الاسرائيلي ويكون هو البلد الوحيد المواجه لاسرائيل، وهذه المرة ليس لمصلحة العالم العربي بل لمصلحة ايران؟، واعتبر ان "هذا المشروع هدفه الغاء هوية لبنان".

وختم سعيد: "من خلال المبادرة الاستباقية للنائب وليد جنبلاط في اتهام حزب الله بالمشاركة بعمليات الاغتيال، أمن حماية مسبقة للوزير مروان حماده، لكونه مهدد بالقتل".

 

  لبنان... خيارات الهدنة والتسوية 

 الاتحاد الاماراتية - 2006 / 12 / 30

 غازي العريضي

شكراً لكل من ساهم في، ووافق على، هدنة الأعياد في لبنان! ولكن، لماذا الهدنة؟ ألنعطي اللبنانيين فسحة من الأمل؟ وفرصة للفرح واستذكار معنى ميلاد رسول المحبة والخير والإنسانية، ومعنى التضحية من أجل الخير والإنسانية والإيمان بالله، ومن أجل الوقوف وقفة ضمير أمام الذات والوطن والمواطنين الآخرين لتقويم أحداث عام نودعه، والاستفادة من كل دروس وعبر الماضي، وكان العام حافلاً ومليئاً بالأحداث؟ وبالتالي للإطلالة على عام جديد نؤكد فيه الشراكة الوطنية الحقيقية في معالجة الهموم والقضايا المشتركة الجامعة بين اللبنانيين، فنذهب معاً إلى كشف حقيقة مسلسل الاغتيالات والإرهاب عبر المحكمة الدولية دون أي تردد، ونذهب معاً إلى المؤسسات نجعلها سليمة ومعافاة وأساساً ومرجعاً لحل كل الخلافات، ونبني معاً الأطر التي تحمي الإنجازات، وتصون البلاد من كل العواصف والحسابات والمخططات وما أكثرها، وكلنا يحذر منها؟  للأسف. قال البعض للبنانيين: "وافقنا على هدنة أعياد. افرحوا. لكننا مصممون على التصعيد بعدها"! "سنقطع الطرق. ونقفل المطار والمرافئ ونحاصر كل شيء، ونعلن العصيان المدني. وهذه بعض الخطوات التي يمكن الإقدام عليها"! فأي فرح يمكن أن يتولـّد؟ وأي أمل يمكن انتظاره؟ وأي عيد؟ وأي راحـة بال؟ وما قيمة الهدنة؟

أليس في ذلك كله ما يشغل البال ويزرع الخوف والقلق في نفوس الناس؟ فلماذا هذا الوعيد والتهديد؟

هذا البعض كان يهدد حكومة ويتوعد فريقاً سياسياً آخر بأشكال مختلفة يقف اليوم مهدداً فرح واستقرار ومستقبل وأمن اللبنانيين، فهل في ذلك مسؤولية وطنية، وحرص على تصويب الأمــور، واستقامة في التفكير والممارسة، وسـلامة فـي الخيارات؟ أية خيارات هي تلك التي تقطع الطرقات بين اللبنانيين وتؤدي إلى قطعها على بعضهم بعضاً، فينغلقون ليس في المناطق فحسب، بل في الأحياء والزواريب والبنايات الواحدة ربما؟ فهل في ذلك تفتح طرقات الحلول ويستفاد من الهدنة؟

وأية خيارات هي تلك التي تدعو إلى إقفال المطار والمرافئ؟

وأية خيارات هي تلك التي تدعو إلى ذلك وتدعي الحرص على المقاومة، والمطار أقفله أولمرت والمرافئ حاصرها جيشه يوم كانت المقاومة تتصدى له وفرضت الحكومة والمقاومة والمجلس النيابي والشعب اللبناني فك الحصار في موقف وطني استثنائي جامع!

وهل ثمة خدمة لإسرائيل بصورة أو بأخرى أكثر من ذلك عندما تتطلع بعد أشهر من حربها المدمرة على لبنان، إلى مجتمعنا يتفكك

و"انتصارنا" يتهاوى، ومؤسساتنا وحدودنا ومعابرنا وطرقاتنا التي فتحناها بالقوة يوم أغلقتها هي، يقفلها بعضنا اليوم ويهدد بعضه الآخر ويستقوي عليه؟

إن للمعارضة حق ممارسة حريتها في اتخاذ القرارات التي تراها مناسبة، ولكنني أرى في هذه الخيارات معارضة للحرية الحقيقية، ولا أرى فيها حرية معارضة! لأن الحرية يجب أن تتوقف عندما تلامس ممارستها الخيارات الوطنية أو الثوابت الوطنية أو المصلحة الوطنية العليا. وهذا ما نحن فيه اليوم أمام توجهات بعض المعارضة، ولا أدري إذا كانت تلك التصريحات التي أطلقها بعض رموزها، وهي موضوع تعليقنا اليوم تعبر عن توجهات جماعية!

قد تكون تمنيات. وقد تكون قمة التصعيد للخروج من مأزق! وقد تكون قمة العناد والعبث عند بعض الذين لا يقيمون وزناً واعتباراً حقيقيين لمشاعر الناس ومصالحهم الحقيقية بل يقدمون مكابرتهم وغرورهم وادعاءهم وربما حقدهم على أي شيء آخر. وأنا من المقتنعين والذين يكررون دائماً أنه لا مكان للحقد والغرور والمكابرة في رسم الخيارات والسياسات الوطنية الكبرى وفي تحديد مصير الأوطان. ولا أقول هذا الكلام انطلاقاً من خوف من خطوة أو مشروع أو فكرة، بل من خوف حقيقي على البلد وعلى الحرية، وبالتالي على مبدأ المعارضة الذي هو أساس ممارسة الحرية وتكريس الديمقراطية في لبنان.

نعم. تداول السلطة يجعلك يوماً في المعارضة ويوماً في موضع ممارسة السياسة والمسؤولية من داخل مؤسسات الحكم. وبالتالي لا يجوز أن تقبل لغيرك ما لا تقبله لنفسك. أو أن ترفض لغيرك ما تعتبره حقاً لك. أو أن ترفض طرح غيرك ثم تمارسه هو نفسه عندما تكون في موقعه.

وعلى هذا الأساس ومن هذا المنطلق ينبغي التوجه إلى حل الأزمة السياسية الكبرى العاصفة بالبلاد.

الحياة عموماً، تجارب نتعلم فيها الكثير الكثير. والحياة السياسية في لبنان خصوصاً هي أم المدارس السياسية التي نتعلم فيها يومياً الكثير من الدروس والمواد. وأبرز ما فيها حتى الآن من ثوابت تعززه وقائع وظروف تكوين لبنان السياسي ومحيطه أن التسوية هي الحل الدائم الذي يحمي التنوع والصيغة الفريدة التي تميز هذا الوطن. فلتكن الهدنة باب التسوية المفتوح. ولا لتسوية الهدنة فقط! وليكن عام 2007 عام التسوية لا عام السقوط من الهدنة إلى الهاوية!

 

الرغبة الدولية في استنفاد نصرالله لهالته بالحرب الأهلية الباردة تحدّها الاستحقاقات العالمية التي ستسرّع الانتقال الى "الخطة البديلة"

سوداوية بدايات العام 2007 ليست قدراً على نهاياته

المستقبل - السبت 30 كانون الأول 2006 - فارس خشّان

رسم قارئ استراتيجي ابتسامة صفراء على ثغره، عندما سمع سياسياً لبنانياً يؤكد أن الحرب الأهلية في لبنان مستبعدة.

استغرب المحيطون بهذه الشخصية ردة الفعل الساخرة على "النبأ السعيد"، فأجاب بجدية: "اذا لم تكن الحرب الأهلية، ما نحن نعيشه، فماذا تراها تكون؟".

وقال: "لا ينقص لبنان سوى التمترس، خلف خطوط التماس التي ارتسمت في الأنفس بداية، وفي الجغرافيا لاحقاً".

وسأل: "هل يتكلم عوني مع قواتي؟ هل يستطيع وجهٌ معروف من وجوه قوى 14 آذار أن ينزل الى ساحة رياض الصلح للتحاور مع المعتصمين هناك؟ هل يتجرأ ساكن الطريق الجديدة أن يزور الضاحية الجنوبية؟ هل ثمة من يتأمّل في البُعد الاجتماعي المرتكز على عقد تاريخية، في الخطاب السياسي الشامل لـ"حزب الله"؟ هل يتم فهم التجاذب الاقليمي للصراع السياسي؟ هل يُمكن استسهال اقفال المجلس النيابي أمام معالجة الأزمات بدل تكديسها؟ هل يُعقل أن يكون الحقد قد انتشر في قلوب اللبنانيين ضد بعضهم البعض الى هذا المستوى؟".

واستنتج: "نحن نعيش الحرب الأهلية، ليس فينا من يصدّق أنه لن يستيقظ يوماً على نبأ صدام دام هنا أو هناك، لأن التجييش الشعبي تخطى كلياً قدرة الضبط المتوافرة لدى القيادات، فالاعتدال الى زوال فيما التطرف يغذّي التطرف".

وقال: "مسكين، من يحسب أن الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله لا يدري ما يقوم به. إعلامه، بكل المعايير، يخوض حرباً شاملة بطريقة يهدف منها الى تصوير قوى 14 آذار بأنها ليست سوى جيش لبنان جنوبي آخر، وحين تبطل مفاعيل التأثير الاعلامي، يطلّ نصرالله ليعطي صدقية للعدوان الاعلامي، بحيث لم تبقَ شخصية في قوى 14 آذار لا تستحق الاغتيال".

أضاف: "راقبوا فقط ما حصل في الآونة الأخيرة مع الوزير مروان حمادة. قناة المنار تنبش من أوراق الزمن رواية مفبركة، وهي محور ملاحقة قضائية، لتوحي بأن حمادة مسؤول عمّن مات بغارة اسرائيلية في مجمع الامام الحسين. ما الهدف من ذلك؟ ليس ثمة تفسير سوى التحريض ضد حمادة الذي سرعان ما ربط، وعن حق، بين التحريض وبين معلومات متوافرة سابقا لديه عن مكان تفخيخ السيارة التي كادت تقتله، لولا العناية الالهية، في الأول من تشرين الأول 2004، وما ان مارس حق الرد المقدس دفاعاً عن نفسه حتى انهالت عليه هذه المحطة التلفزيونية المرتبطة بالاعلام الحربي لحزب الله، بالشتائم والاتهامات والتخوين".

ويقول: "قبل هذا الهجوم المتعمّد على حمادة، تتولى "المنار" مدعومة من سياسيي "حزب الله" هجوماً عنيفاً على الزعيم وليد جنبلاط، دفاعاً عن الرئيس السوري بشار الأسد، وهي التي صمتت دهراً على هجوم الأسد على رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة، ومن ثم على مطاردة شخصيات لبنانية بينها جنبلاط وحمادة بمذكرات جلب سورية، وقفزت دائماً فوق الاغتيالات التي تحصد قادة سياديين. يفهم جنبلاط الرسالة، فيرد عليها بفضح بعض الأوراق التي يملكها ضد حزب الله عموماً وضد السيد حسن نصرالله خصوصاً". ويفيد أن "حزب الله يستبق هذه الحملة، باتهام كامل ضد رئيس "تيار المستقبل" النائب سعد الحريري بالتزامن مع حملة ضد رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة ورئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع".

ويستنتج ان "نصرالله يقدّس البندقية التي يحملها ولا يجد أرفع منها رمزية ليهديها الى مَنْ يعتبرهم ابطالاً في هذه الأمة، لذلك يضع القوى المناوئة له بين خيارين لا ثالث لهما، اما الاستسلام لإرادته واما مواجهة بندقيته التي، وخلافاً لما يتم ترويجه، استعملت كثيراً في الداخل. الرئيس نبيه بري يملك المعطيات الكاملة حول هذه المسألة، وكذلك مئات الضحايا الذين سقطوا بسيارات مفخخة زرعها الحزب في المناطق التي كانت تسمى شرقية، وملفات حسين طليس الذي تم تهريبه من مستشفى بحنس قبل سنوات تشهد على ذلك وعلى عمليات اغتيال عدة من بينها محاولة اغتيال الرئيس كميل شمعون".

ويتابع هذا القارئ الاستراتيجي منطقه قائلاً: "إن مَنْ يتأمل بمصلحة السيد حسن نصرالله مما يحدث يُدرك ان لبنان في وضعية حرب أهلية باردة لا يستطيع أي كان ان يتكهن باللحظة التي يمكن ان تتحول فيها إلى حرب أهلية ساخنة. فالسيد نصرالله لا يتحمل انتقاداً، وهو كان بعد حرب تموز الأخيرة، أمام حتمية نقاشه، داخل الحزب من جهة وداخل المجتمع اللبناني من جهة اخرى، حول صحة عملية الوعد الصادق وحول كلفتها، فهرب إلى الأمام بتحميل المسؤولية، عبر روايات مفبركة، إلى القوى المناوئة له. كما ان السيد نصرالله مرتبط بالنظام السوري، وتالياً فمصلحة هذا النظام هي مصلحته، ولذلك فخصومهما مشتركون والتعاطي الإلغائي معهم مشترك، الأمر الذي يحتّم منع قيام المحكمة ذات الطابع الدولي وعدم السماح لأي كان باستثمار الايجابيات الوطنية لانتشار الجيش في الجنوب، من جهة أولى، وللقرار 1701 من جهة ثانية، مع العلم ان القرار 1701 لم ينتقل بعد من مرحلته الأولى، أي وقف العمليات الحربية، إلى مرحلته الثانية، أي وقف اطلاق النار نهائياً من خلال تنفيذ اتفاقية الهدنة بين لبنان وإسرائيل".

ويستنتج: "وعلى هذا الأساس، فإن لبنان بإرادة واعية من السيد حسن نصرالله، يعيش أخطر أزماته على الإطلاق، لا بل يمكن التأكيد انه في وضعية الحرب الأهلية الباردة المؤهلة للانتقال إلى وضعية الحرب الأهلية الساخنة، في اللحظة التي يرى فيها السيد نصرالله مصلحة له في ذلك".

أمام هذه المعطيات، كيف يمكن الخروج من الأزمة؟

في اعتقاد هذا القارئ الاستراتيجي، ليس ثمة مخرج، إلا في اعتماد واحد من خيارين أولهما الاستسلام لإرادة نصرالله أي إعادة تكوين السلطة لمصلحة رؤيته المتقاطعة مع الرؤية السورية ـ الإيرانية مما يعني تحويل لبنان إلى قطاع غزة آخر، بحيث تنسحب قوات "اليونيفيل" من الجنوب، وتنقطع الثقة الاستثمارية في البلاد، ويعيش اللبنانيون حالة من الفقر المدقع بعد ان يتحول وطنهم إلى ساحة بخدمة المصالح الإقليمية. وثانيهما، وضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته لإنقاذ لبنان مما لا قدرة له على تحمله.

ويشرح الخيار الثاني قائلاً: "إن المجتمع الدولي وافق على مبدأ محاسبة مرتكبي الجرائم الممتدة من محاولة اغتيال الوزير مروان حمادة حتى اغتيال الوزير بيار الجميل، ولكن التجربة اللبنانية بيّنت ان مبدأ المساءلة سيفجّر لبنان لأنه شريك في تنفيذ التطلع الدولي، لذلك، ومن أجل حماية لبنان من مسألة تبدو أكبر من استقراره، عليه ان يسحب هذا الملف من لبنان ويتخذ القرار المناسب بشأنه في مجلس الأمن الدولي. وفي هذا السياق يمكن مراعاة نظرة بعض الدول إلى نظام المحكمة، من خلال الابقاء على التعديلات الأخيرة، كما يمكن حماية السيادة اللبنانية من خلال الابقاء على مفهوم اشتراك قضاة لبنانيين في تركيبة المحكمة الدولية".

وفي اعتقاده "ان هذا الإجراء يسحب من لبنان واحداً من الأسباب الرئيسية للتأزم الحاصل، فلا تعود محاربة فئة لبنانية لفئة أخرى، ذات فائدة".

إلا ان هذا القارئ الاستراتيجي يستبعد اقدام المجتمع الدولي على هذه الخطوة قبل شهرين على الأقل، لأن بعض الدول يستفيد من نزول السيد نصرالله إلى الشارع ويطمح إلى تكريس هذه الفائدة، ذلك ان حالة نصرالله المقاوم انعدمت في المدى الطائفي اللبناني ـ باستثناء الطائفة الشيعية التي لها اعتبارات خاصة ـ كما بدأت تنهار في العالمين العربي والإسلامي، وبات الانهيار الذي هو ظرفي حالياً بحاجة إلى تكريس من خلال بقاء نصرالله في الشارع.

وفي رأي هذا القارئ الاستراتيجي انه في اللحظة التي تنسحب فيها المحكمة الدولية إلى مجلس الأمن، يصبح الحل ممكناً، على اعتبار ان إعادة الاستقرار إلى الداخل وحدها تحمي "حزب الله"، وفق القاعدة التي تفيد بأن السيادة كفيلة وحدها بمنع استهداف المتظللين بهذه السيادة.

ويشير إلى ان ثمة مدخلاً لا يشكل هزيمة لأحد، في حال تقرر الخروج من الأزمة، وهذا المدخل هو التوافق على انتخاب رئيس جديد للجمهورية، لأنه بذهاب إميل لحود تسقط الحكومة الحالية حكماً، بحيث يصبح ممكناً تشكيل حكومة جديدة بإعطاء المعارضة الثلث المعطل، في إطار حكومة وحدة وطنية.

هل هذا ممكن؟

القسم الثاني من العام 2007 ليس محكوماً بسقف القسم الأول منه، ولذلك فالسوداوية التي تظلل الأشهر الأولى ليست قدراً سوف يسحب نفسه على الأشهر الأخيرة، لأن الفارق الزمني كفيل ليس بإعادة رجلي نصرالله إلى الأرض فحسب، بل هو ايضاً كفيل بترجمة نية المجتمع الدولي إلى الانتقال نحو "الخطة البديلة" التي ستكون حقيقة كاملة، قبل اضطرار الرئيس الفرنسي إلى الانخراط في الانتخابات الرئاسية بدءاً بنيسان المقبل، وقبل إعلان سيرج براميرتس الحقائق التي توصل إليها في ملف اغتيال الرئيس رفيق الحريري، في حزيران المقبل

 

من "وثيقة التفاهم" إلى الاعتصام المشـترك الخيارات العونية هل أخطأت أو أصابت ؟

كتبت منال شعيا:

يكاد معظم زوار الرابية ان يخرجوا بمعادلة واحدة هي تفاؤل النائب العماد ميشال عون بالمستقبل، رغم سوداوية الايام الراهنة وغموضها، فهو اخذ خياره، واختار المواجهة بهدف تشكيل قوة ضاغطة "لازالة ذهنية التصادم والهدم، واعادة تكوين السلطة". وتفاؤله هذا مرده الى ثابتة يكررها دائما، وهي انه " لا يمكن التمييز بين لبناني وآخر، ومن يخرج على الوحدة يحذف نفسه". ولعل المفارقة، ان "التيار الوطني الحر" اعتاد التنقل بين حالات مواجهة عدة. من "التحرير الى التحرر"، كما لو انه يختار دوما الطريق الاصعب، حتى لو لم تكن النتائج مضمونة، فالمهم المبدأ.  العونيون لا يغالون في القول انهم يخوضون "معركة وجود"، وعون يردد دائما: "من يقم بالخيار يفخر به، بالخسارة والربح، ولكن من يراهن يبك وراء الليرة التي راهن عليها". تساؤلات كثيرة تطرح اليوم في صفوف المؤيدين لعون، وانتقادات عدة توجه اليه والى كوادر "التيار"، ليس اقلّها، اين يأخذ الجنرال المسيحيين؟ وهل مكانه في ساحة الشهداء؟. لكن عون ومعه "التيار" يبرر بانه لطالما سلك الدرب متحدّيا العراقيل، ورافضا الموقع الوسطي والمساومة. يأخذ "التيار" خياره ويمشي او" ينزل على الارض"، متسلحا بكلام الجنرال الذي منه يستمد التفاؤل: "فلو جاء العالم كله لن يستطيع ان يظلمنا". و"الظلم" وفق اعضاء "التيار"، عرفوه جيدا هذه السنة. الشائعات كثيرة. التهم سهلة. والاصطفاف وصل الى حدّ مخيف، ورغم ذلك، عاندوا واستمروا، بحيث تجاوز عدد المنتسبين حتى الان الـ 48 الفا، بحسب اوساط " التيار".

وعندما تقلّب دفتر الـ 2006 بتواريخها المؤلمة اكثر من الفرحة، تجد ان " الروزنامة" العونية مليئة، سياسيا وداخليا، وسرعان ما يأتي التقويم من رئيس لجنة الاعلام في "التيار" انطوان نصرالله كالاتي: "كان يفترض ان تكون سنة القطاف، لكن تسارع الاحداث جعل منها سنة تعب ونكران جميل من اناس سامحناهم ولم يسامحونا لاننا سامحناهم". اللافت ان الـ2006 بدأت بتوقيع "وثيقة التفاهم" بين "التيار" و"حزب الله" وانتهت بعقد "التوجهات المشتركة" بين "التيار" والحزب الشيوعي، تكريسا لمقولة عون "لا يمكن عزل احد، ولا بد من مدّ جسور التواصل بين اللبنانيين".

لقاء وانتقادات

سياسيا، تحقق اللقاء الاول في 6 شباط 2006 بين عون والامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله في كنيسة مار مخايل- الشياح، واثمر تحت مظلة العلم اللبناني، توقيع الوثيقة. هي ورقة من عشر نقاط، سرعان ما ترجمت بين صفوف القاعدة، وخصوصا خلال العدوان الاسرائيلي في تموز. وقد جبهت الوثيقة بكثير من الانتقادات، ليس اقلها ان عون دخل المحور السوري – الايراني، فيما هو كان يردّ متحديا "الاكثرية النيابية ودول العالم ان تجد نقطة واحدة، فيها سورنة او ايرانية". واكثر ما قيل عن هذا التفاهم انه خدم "حزب الله" اكثر مما افاد عون، لكن الاخير ينظر الى ما يمكن ان يعطي التفاهم الوطن، ولطالما حرص في تفسيره للوثيقة، على الاستشهاد بالمفكر ميشال شيحا الذي قال: "من يحاول الغاء طائفة، يحاول الغاء لبنان". في المقابل، كثر اعتبروا الورقة جسر عبور بين المسيحيين والشيعة، لاسيما انها تجاوزت النص المكتوب الى التواصل الحقيقي بين قاعدتي "التيار" والحزب، فاعطت ضمانا كبيرا للمسيحيين، ويذهب هؤلاء الى حد الجزم انه لو طبقت الوثيقة لتجنبنا عدوان تموز.

هم لا يرون ان هذا التفاهم همّش دور المسيحيين او جعل منهم اتباعا، بل على العكس مثّل نوعا من التكامل بين شريكين من الوطن، قد يكون الاول تخلّى فيه عن اي دور للغرب في الشؤون اللبنانية، والثاني تنازل عن اي دور للعرب، فنسج الاثنان تفاهما وضعاه "تحت الضوء وليس مخفيا"، ولا بد انه سيدخل التاريخ، مع كل ما يحمله من انتقادات وتنويهات. في قراءة عونية سريعة لهذا التفاهم، يسأل نصرالله "هل الوثيقة تأخذ المسيحيين الى غير مكانهم الطبيعي؟ وهل تقوّي الجناح السوري في لبنان؟ بالطبع لا".

هذا التلاقي، لم يذب عون في احضان "حزب الله"، كما يظن البعض، بل بقي له دور متمايز برز بوضوح حين صوّت اعضاء "تكتل التغيير والاصلاح" في 30 ايار، على رفض مذكرة الجلب الصادرة عن القضاء العسكري السوري في حق النائب وليد جنبلاط.

واذا كان كثيرون يطلبون من "التيار" ان يسلك خطا ثالثا في موازاة فريق 8 اذار وقوى 14 اذار، فان الجو الذي عاشه انصار "التيار" بعيد اغتيال الوزير بيار الجميل في 21 تشرين الثاني جعلهم يؤدون دور الخط الثالث عبر تفادي صدامات كبيرة والحفاظ على الامتداد الطبيعي للمسيحيين، من دون التخلي عن الثوابت، ويعتقد نصرالله ان "وجود العونيين في الاعتصام يجنب السنّة والشيعة الفتنة، وهذا يضعهم ايضا في خانة الخط الثالث"، ولا يخاف من "تدن لشعبية عون عند المسيحيين"، مشيرا الى ان "ثمة استطلاعات للرأي يطلع عليها التيار باستمرار، وتحديدا في المتن وكسروان، ويبدو مرتاحا الى وضعه، خلافا لما يظن البعض". وينطلق ايضا من اخر انتخابين نقابيين، الاول لنقابة الصيادلة في 26 تشرين الثاني والتي فازت فيها اللائحة المدعومة من قوى 14 اذار، اذ انتخب، وفق " التيار": 2588 منتسب، 1062 منهم مسيحيون، و650 منهم اقترع للائحة "التيار"، اي ما معدّله مسيحيا، 61,2 في المئة.

وفي انتخابات نقابة طب الاسنان في 3 كانون الاول، فاز "التيار"، فانتخب 1550 منتسبا، 750 منهم مسيحيون، و525 منهم اقترعوا للائحة "التيار"، اي ما معدّله مسيحيا 70 في المئة.

" الحوار"

دور آخر برز فيه عون حين انطلق مؤتمر الحوار في 2 اذار، فكان ان وصفه الموفد الدولي تيري رود - لارسن بـ"مهندس الحوار"، وخلال جلسات النقاش، اقترح الجنرال الذي حارب سوريا ودفع الثمن نفياً، تشكيل لجنة لمحاورتها، تماماً كما اقترح مبادرة استباقية في 22 تشرين الثاني 2004 للبحث في مرحلة ما بعد الانسحاب السوري فتابع عون مقترحا هذه المرة استصدار قرار يمنع التوطين، لانه يتخوّف من امراره على غفلة. وهذه المرة ايضا بقي الاقتراح مجمدا على طاولة الحوار.

من هنا، يقال ان لعون نظرة استباقية الى الامور، وقد برز ذلك في اكثر من مرة. احيانا، يفاجئ القاعدة العونية نفسها، لكنه في نظرها، يصيب دائما في التكتيك السياسي العام، وهذا يطمئنهم. اما الخصوم فيعتبرون ان الجنرال خرج بعد عودته من المنفى الباريسي، على مسيرته الطبيعية، وان ثمة تناقضا بين ماضيه وحاضره، وهو يرد في مجالسه ان " اقدامنا على الارض اللبنانية، وليس في الخارج، ونحن الضمان لعدم عودة الوصايات، لكننا نريد جمع الافرقاء وليس فرض الحواجز"، وربما هذا ما تجلى في الاونيسكو في 30 حزيران، حين خطب عون للمرة الاولى هناك، متحدثا عن العلمانية والمعتقد الديني، في حضور خصم الامس الرئيس سليم الحص. يومها، اكد "حزب الله" على لسان نائب امينه العام الشيخ نعيم قاسم "الايمان بنظرية واحدة هي حماية لبنان".

وبعد اقل من شهر، بدأ "الوعد الصادق" في 12 تموز، وشنّت الحرب السادسة، فهب اعضاء "التيار" والناشطون لنجدة النازحين. وهنا، تروى الحكايات عن طريقة دخول العونيين الضاحية والجنوب، وغيرها من المناطق الواقعة تحت النار الاسرائيلية، لمساعدة الاهالي وتأمين الاغذية والمياه والادوية، وكيف شكلوا لجنة طوارىء لمتابعة تطورات العدوان وذيوله. صحيح ان هذا الاندفاع اتى تلقائيا، لكن"ورقة التفاهم" عززته.

انتهت الاعمال العدائية الاسرائيلية في 14آب، ثم فك الحصار عن لبنان. وبدأ الحديث عن خسارة عون الشارع المسيحي، فأتى المهرجان البرتقالي الحاشد تحت الامطار في ضبيه في 15 تشرين الاول، والقى عون خطابا وصف "بالرئاسي"، طالب فيه بتمثيل ديبلوماسي مع سوريا واعتبر سلاح "حزب الله" موقتا.

وفي الخطاب نفسه، تخوف عون من فقدان القرار بسبب شرود، ليبدأ لاحقا معركته الثلاثية "حكومة نظيفة واقرار قانون للانتخابات واعادة انتاج السلطة". هكذا نصبت الخيم في ساحتي الشهداء ورياض الصلح منذ اول كانون الاول في تحرك احتجاجي لاسقاط الحكومة. وخلال التحرك، وفي 7 كانون الاول نسجت "التوجهات المشتركة" بين "التيار" والشيوعي، وابرز النقاط فيها، "حكومة موقتة بصلاحيات استثنائية، وادانة العصبيات وتأييد المحكمة توافقيا".

وخلال السنة، شكلت مسألة اقرار المحكمة الدولية محور الاحداث واساس التجاذبات السياسية، وكان عون يؤكد مرارا انه ليس ضد اقرارها، وانه مستعد لاعطاء ضمانات بالنسبة الى تصويت التكتل عليها في مجلس النواب.

اعتصام ومخاوف

شهر مضى على الاعتصام المفتوح في وسط بيروت، وثمة انتقادات توجه الى مسار التحرك، وخصوصا مع تعنت فريقي المواجهة وعدم وجود افق واضح للحل، بحيث تخوّف البعض من ارتدادات عكسية على فريق المعارضة، لاسباب عدة، منها ما يتعلق بالتكتيك الميداني وبالناحية الشكلية للاعتصام ومدته، ومنها بأن تكون الساحة اللبنانية مكانا لتصفية حسابات اقليمية ودولية، ويكون الاطراف اللبنانيون، اما مجرد ادوات لتنفيذ هذه الحسابات، واما ضحية الصفقات. وفي الحالتين، الخاسر الاكبر هو الوطن.

هذه المخاوف المحقة، على خطورتها، لا تحجب حسنات الاعتصام من الناحية الاجتماعية عبر التواصل الثقافي والندوات وحلقات التعارف بين الشباب، ولا تلغي ايضا ان بعض الافرقاء الاساسيين في التحرك يخوضون "معركة وجود"، الى حد القول ان العماد عون هو الوحيد الذي يحق له ان يكون في ساحة الشهداء، لانه الوحيد الذي لديه اجندة لبنانية، والوحيد الذي كان ضحية التحالف الرباعي الذي انتج السلطة المشكو منها.

داخليا، واصل "التيار" ترتيب شؤونه، وسط الحديث عن انشقاقات في صفوفه، ويفضل نصرالله ان يسميها "بالاستقالات"، ويقول: "رغم الضغوط والاغراءات خارج التيار، لا يزال هناك تيار، وشباب ملتزمون وصامدون، وهذه قوتنا"، ويكشف ان "سنة 2007 ستكون سنة الانتخابات داخل التيار على كل الصعد، لارساء النظام الداخلي"، مشيرا الى "نقطتين بارزتين ميزتا التيار هذه السنة، ففي 9 حزيران نوقش النظام الداخلي واقر بفارق اربعة اصوات فقط، من دون ان تحصل اي انشقاقات ممن صوتوا ضد النظام الحالي، مما يدل على الناحية الديموقراطية.

وفي 3 تشرين الثاني، اختلى كوادر "التيار" في زحلة، في خلوة هي الاولى من نوعها، بهدف ممارسة النقد الذاتي والعمل على تحويل الحزب مؤسسة، وفي هذا انتصار اخر للديموقراطية. اعلاميا، سلك "التيار" خطوات عدة، ففي 7 اذار، كانت انطلاقة "التيار- الغد"، وفي 26 تشرين الاول، فتح باب الاكتتاب في الـ o.t.v ، على ان يبدأ البث في آذار 2007.

سنة حافلة انتهت، والاستحقاقات المقبلة كثيرة، وكذلك التحديات التي ستبرز صوابية مواقف عون او فشلها، وما اذا كانت الظاهرة العونية تحتفظ بخصوصياتها او لا، وهل الشارع المسيحي تأثر سلبا او العكس، ومعهم افرقاء الوطن ككل، ولا سيما جميع الشباب الذين ناضلوا اعواما ويستحقون غدا افضل. يبقى ان الجنرال السبعيني اعطى هؤلاء رسالته، حين قال يوما: " ابشع شيء ان تصفق للقائد من دون اقتناع. لا تكونوا كبيت برسم الايجار ولا تنجروا الى العنف".

 

الرغبة الدولية في استنفاد نصرالله لهالته بالحرب الأهلية الباردةتحدّها الاستحقاقات العالمية التي ستسرّع الانتقال الى "الخطة البديلة"

سوداوية بدايات العام 2007 ليست قدراً على نهاياته

المستقبل - السبت 30 كانون الأول 2006 - فارس خشّان

رسم قارئ استراتيجي ابتسامة صفراء على ثغره، عندما سمع سياسياً لبنانياً يؤكد أن الحرب الأهلية في لبنان مستبعدة.

استغرب المحيطون بهذه الشخصية ردة الفعل الساخرة على "النبأ السعيد"، فأجاب بجدية: "اذا لم تكن الحرب الأهلية، ما نحن نعيشه، فماذا تراها تكون؟".

وقال: "لا ينقص لبنان سوى التمترس، خلف خطوط التماس التي ارتسمت في الأنفس بداية، وفي الجغرافيا لاحقاً".

وسأل: "هل يتكلم عوني مع قواتي؟ هل يستطيع وجهٌ معروف من وجوه قوى 14 آذار أن ينزل الى ساحة رياض الصلح للتحاور مع المعتصمين هناك؟ هل يتجرأ ساكن الطريق الجديدة أن يزور الضاحية الجنوبية؟ هل ثمة من يتأمّل في البُعد الاجتماعي المرتكز على عقد تاريخية، في الخطاب السياسي الشامل لـ"حزب الله"؟ هل يتم فهم التجاذب الاقليمي للصراع السياسي؟ هل يُمكن استسهال اقفال المجلس النيابي أمام معالجة الأزمات بدل تكديسها؟ هل يُعقل أن يكون الحقد قد انتشر في قلوب اللبنانيين ضد بعضهم البعض الى هذا المستوى؟".

واستنتج: "نحن نعيش الحرب الأهلية، ليس فينا من يصدّق أنه لن يستيقظ يوماً على نبأ صدام دام هنا أو هناك، لأن التجييش الشعبي تخطى كلياً قدرة الضبط المتوافرة لدى القيادات، فالاعتدال الى زوال فيما التطرف يغذّي التطرف".

وقال: "مسكين، من يحسب أن الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله لا يدري ما يقوم به. إعلامه، بكل المعايير، يخوض حرباً شاملة بطريقة يهدف منها الى تصوير قوى 14 آذار بأنها ليست سوى جيش لبنان جنوبي آخر، وحين تبطل مفاعيل التأثير الاعلامي، يطلّ نصرالله ليعطي صدقية للعدوان الاعلامي، بحيث لم تبقَ شخصية في قوى 14 آذار لا تستحق الاغتيال".

أضاف: "راقبوا فقط ما حصل في الآونة الأخيرة مع الوزير مروان حمادة. قناة المنار تنبش من أوراق الزمن رواية مفبركة، وهي محور ملاحقة قضائية، لتوحي بأن حمادة مسؤول عمّن مات بغارة اسرائيلية في مجمع الامام الحسين. ما الهدف من ذلك؟ ليس ثمة تفسير سوى التحريض ضد حمادة الذي سرعان ما ربط، وعن حق، بين التحريض وبين معلومات متوافرة سابقا لديه عن مكان تفخيخ السيارة التي كادت تقتله، لولا العناية الالهية، في الأول من تشرين الأول 2004، وما ان مارس حق الرد المقدس دفاعاً عن نفسه حتى انهالت عليه هذه المحطة التلفزيونية المرتبطة بالاعلام الحربي لحزب الله، بالشتائم والاتهامات والتخوين".

ويقول: "قبل هذا الهجوم المتعمّد على حمادة، تتولى "المنار" مدعومة من سياسيي "حزب الله" هجوماً عنيفاً على الزعيم وليد جنبلاط، دفاعاً عن الرئيس السوري بشار الأسد، وهي التي صمتت دهراً على هجوم الأسد على رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة، ومن ثم على مطاردة شخصيات لبنانية بينها جنبلاط وحمادة بمذكرات جلب سورية، وقفزت دائماً فوق الاغتيالات التي تحصد قادة سياديين. يفهم جنبلاط الرسالة، فيرد عليها بفضح بعض الأوراق التي يملكها ضد حزب الله عموماً وضد السيد حسن نصرالله خصوصاً". ويفيد أن "حزب الله يستبق هذه الحملة، باتهام كامل ضد رئيس "تيار المستقبل" النائب سعد الحريري بالتزامن مع حملة ضد رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة ورئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع".

ويستنتج ان "نصرالله يقدّس البندقية التي يحملها ولا يجد أرفع منها رمزية ليهديها الى مَنْ يعتبرهم ابطالاً في هذه الأمة، لذلك يضع القوى المناوئة له بين خيارين لا ثالث لهما، اما الاستسلام لإرادته واما مواجهة بندقيته التي، وخلافاً لما يتم ترويجه، استعملت كثيراً في الداخل. الرئيس نبيه بري يملك المعطيات الكاملة حول هذه المسألة، وكذلك مئات الضحايا الذين سقطوا بسيارات مفخخة زرعها الحزب في المناطق التي كانت تسمى شرقية، وملفات حسين طليس الذي تم تهريبه من مستشفى بحنس قبل سنوات تشهد على ذلك وعلى عمليات اغتيال عدة من بينها محاولة اغتيال الرئيس كميل شمعون".

ويتابع هذا القارئ الاستراتيجي منطقه قائلاً: "إن مَنْ يتأمل بمصلحة السيد حسن نصرالله مما يحدث يُدرك ان لبنان في وضعية حرب أهلية باردة لا يستطيع أي كان ان يتكهن باللحظة التي يمكن ان تتحول فيها إلى حرب أهلية ساخنة. فالسيد نصرالله لا يتحمل انتقاداً، وهو كان بعد حرب تموز الأخيرة، أمام حتمية نقاشه، داخل الحزب من جهة وداخل المجتمع اللبناني من جهة اخرى، حول صحة عملية الوعد الصادق وحول كلفتها، فهرب إلى الأمام بتحميل المسؤولية، عبر روايات مفبركة، إلى القوى المناوئة له. كما ان السيد نصرالله مرتبط بالنظام السوري، وتالياً فمصلحة هذا النظام هي مصلحته، ولذلك فخصومهما مشتركون والتعاطي الإلغائي معهم مشترك، الأمر الذي يحتّم منع قيام المحكمة ذات الطابع الدولي وعدم السماح لأي كان باستثمار الايجابيات الوطنية لانتشار الجيش في الجنوب، من جهة أولى، وللقرار 1701 من جهة ثانية، مع العلم ان القرار 1701 لم ينتقل بعد من مرحلته الأولى، أي وقف العمليات الحربية، إلى مرحلته الثانية، أي وقف اطلاق النار نهائياً من خلال تنفيذ اتفاقية الهدنة بين لبنان وإسرائيل".

ويستنتج: "وعلى هذا الأساس، فإن لبنان بإرادة واعية من السيد حسن نصرالله، يعيش أخطر أزماته على الإطلاق، لا بل يمكن التأكيد انه في وضعية الحرب الأهلية الباردة المؤهلة للانتقال إلى وضعية الحرب الأهلية الساخنة، في اللحظة التي يرى فيها السيد نصرالله مصلحة له في ذلك".

أمام هذه المعطيات، كيف يمكن الخروج من الأزمة؟

في اعتقاد هذا القارئ الاستراتيجي، ليس ثمة مخرج، إلا في اعتماد واحد من خيارين أولهما الاستسلام لإرادة نصرالله أي إعادة تكوين السلطة لمصلحة رؤيته المتقاطعة مع الرؤية السورية ـ الإيرانية مما يعني تحويل لبنان إلى قطاع غزة آخر، بحيث تنسحب قوات "اليونيفيل" من الجنوب، وتنقطع الثقة الاستثمارية في البلاد، ويعيش اللبنانيون حالة من الفقر المدقع بعد ان يتحول وطنهم إلى ساحة بخدمة المصالح الإقليمية. وثانيهما، وضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته لإنقاذ لبنان مما لا قدرة له على تحمله.

ويشرح الخيار الثاني قائلاً: "إن المجتمع الدولي وافق على مبدأ محاسبة مرتكبي الجرائم الممتدة من محاولة اغتيال الوزير مروان حمادة حتى اغتيال الوزير بيار الجميل، ولكن التجربة اللبنانية بيّنت ان مبدأ المساءلة سيفجّر لبنان لأنه شريك في تنفيذ التطلع الدولي، لذلك، ومن أجل حماية لبنان من مسألة تبدو أكبر من استقراره، عليه ان يسحب هذا الملف من لبنان ويتخذ القرار المناسب بشأنه في مجلس الأمن الدولي. وفي هذا السياق يمكن مراعاة نظرة بعض الدول إلى نظام المحكمة، من خلال الابقاء على التعديلات الأخيرة، كما يمكن حماية السيادة اللبنانية من خلال الابقاء على مفهوم اشتراك قضاة لبنانيين في تركيبة المحكمة الدولية".

وفي اعتقاده "ان هذا الإجراء يسحب من لبنان واحداً من الأسباب الرئيسية للتأزم الحاصل، فلا تعود محاربة فئة لبنانية لفئة أخرى، ذات فائدة".

إلا ان هذا القارئ الاستراتيجي يستبعد اقدام المجتمع الدولي على هذه الخطوة قبل شهرين على الأقل، لأن بعض الدول يستفيد من نزول السيد نصرالله إلى الشارع ويطمح إلى تكريس هذه الفائدة، ذلك ان حالة نصرالله المقاوم انعدمت في المدى الطائفي اللبناني ـ باستثناء الطائفة الشيعية التي لها اعتبارات خاصة ـ كما بدأت تنهار في العالمين العربي والإسلامي، وبات الانهيار الذي هو ظرفي حالياً بحاجة إلى تكريس من خلال بقاء نصرالله في الشارع.

وفي رأي هذا القارئ الاستراتيجي انه في اللحظة التي تنسحب فيها المحكمة الدولية إلى مجلس الأمن، يصبح الحل ممكناً، على اعتبار ان إعادة الاستقرار إلى الداخل وحدها تحمي "حزب الله"، وفق القاعدة التي تفيد بأن السيادة كفيلة وحدها بمنع استهداف المتظللين بهذه السيادة.

ويشير إلى ان ثمة مدخلاً لا يشكل هزيمة لأحد، في حال تقرر الخروج من الأزمة، وهذا المدخل هو التوافق على انتخاب رئيس جديد للجمهورية، لأنه بذهاب إميل لحود تسقط الحكومة الحالية حكماً، بحيث يصبح ممكناً تشكيل حكومة جديدة بإعطاء المعارضة الثلث المعطل، في إطار حكومة وحدة وطنية.

هل هذا ممكن؟

القسم الثاني من العام 2007 ليس محكوماً بسقف القسم الأول منه، ولذلك فالسوداوية التي تظلل الأشهر الأولى ليست قدراً سوف يسحب نفسه على الأشهر الأخيرة، لأن الفارق الزمني كفيل ليس بإعادة رجلي نصرالله إلى الأرض فحسب، بل هو ايضاً كفيل بترجمة نية المجتمع الدولي إلى الانتقال نحو "الخطة البديلة" التي ستكون حقيقة كاملة، قبل اضطرار الرئيس الفرنسي إلى الانخراط في الانتخابات الرئاسية بدءاً بنيسان المقبل، وقبل إعلان سيرج براميرتس الحقائق التي توصل إليها في ملف اغتيال الرئيس رفيق الحريري، في حزيران المقبل.

 

مسيحيو الجنوب يسألون عن مرجعياتهم

ثاني أكبر طائفة في المنطقة تشكو غياب المساعدات

كتب بيار عطاالله:

الاسبوع الفائت جرى توزيع كميات من المازوت والمساعدات المالية على ابناء طائفة معينة في الجنوب يعيشون جنبا الى جنب مع الفقراء والمعوزين من الطوائف الاخرى، وحرمت تاليا مئات العائلات المسيحية الكادحة التي تعتاش من الزراعة ورواتب التقاعد الحصول على حصتها من المازوت الغالي والذي تحتاج اليه العائلات بشدة لاتقاء البرد القارس وتدفئة الاطفال والمسنين. وبعد مراجعات متكررة قام بها المهتمون مع النواب والسياسيين تبين ان المساعدة كانت بناء على فرض الزكاة لأبناء الطائفة السنية وحدهم.

طبعا ما يقال عن الطائفة السنية جنوبا يصح على ابناء الطائفة الشيعية الذين لديهم قيادتهم ومرجعيتهم التي تعنى بأمورهم، ولأبناء الطائفة الدرزية ايضا مقامات ترعى شؤونهم وشجونهم الزمنية. اما المسيحيون جنوبا فلا مرجعية لهم "إلا الله" والشكوى الى غير الله مذلة، وهم متروكون لمصيرهم من دون مرجعية تهتم ولا قيادة تسأل، باستثناء عدد قليل من كهنة القرى ورؤساء البلديات الناشطين لتحصيل ما امكن او ما استطاعوا من مساعدات ومستحقات معيشية وتموينية.

ويشاهد المسيحيون في الجنوب قوافل المساعدات العينية والمادية تتجه الى قرى جيرانهم الشيعة والسنة، ولا يصل الى قراهم الا فتات المساعدات او ما تبقى منها. ناهيك بـ"الاهمال السياسي والاداري" الذي وصل خلال الاسابيع الماضية الى استثناء المسؤولين عن بلديات البلدات المسيحية من حضور اجتماعات ادارية مع كبار المسؤولين الرسميين في الجنوب، من دون الحديث عن اغفال ترميم معظم دور العبادة المسيحية التي كان يفترض ان يبدأ ترميمها أسوة بالاخرى التي بدأ ترميمها على نفقة المتبرعين العرب والاجانب.

مشكلات لا عد لها ولا حصر تختصر واقع المسيحيين في الجنوب الذين يجمعون على توجيه سؤال واحد الى كل من يلتقيهم: "من هي مرجعيتنا في الجنوب، في ظل انشغال القادة المسيحيين في بيروت كل بزعامته وهمومه؟". هؤلاء اللبنانيون الذين يشكلون الطائفة الثانية الاكبر عددا بعد الطائفة الشيعية في الجنوب، يشعرون بوطأة الاهمال والحرمان فعلا لأنهم ليسوا اقلية ضئيلة في الجنوب، بل ينتشرون في اقضية جزين وصيدا ومرجعيون وحاصبيا وصولا الى صور وبنت جبيل، وتليهم عددا وبنسبة اقل الطائفة السنية ثم الموحدون الدروز. ولكن رغم هذا الانتشار الديموغرافي الواسع يبقى مسيحيو الجنوب في حيرة حقيقية امام كل ما يجري امامهم من الاحداث والتطورات، التي وان تفاعلوا معها يظلون غير قادرين على الفعل فيها واتخاذ القرار او حتى ابداء الرأي فيها، فكيف اذا ما كانت الامور على مقاس التطورات الاخيرة التي شهدها الجنوب منذ 12 تموز الماضي؟

يتوزعون على الجنوب

يتوزع المسيحيون في الجنوب بين خط المواجهة وعمق الجنوب المتصل بالجبل، ما معناه بكلام آخر ان هناك مسيحيين في الشريط الحدودي الملاصق للخط الازرق، ممن خبروا تجارب كثيرة ومدمرة في تاريخهم الطويل. ولا يختلف الوضع في انحاء الشريط الحدودي المسيحي الاخرى، ان في القطاع الغربي او في القطاع الاوسط، والمعنية هي بلدات عين ابل ورميش ودبل والقوزح. وكذلك الحال في البلدات المسيحية في القطاع الشرقي مثل القليعة ومرجعيون وابل السقي وبرج الملوك التي اختار اهلها عدم الرحيل، في حين كان مسيحيو جبل لبنان والشمال معقل المسيحيين يهاجرون الى ديار الله الواسعة. واختلف الامر قليلا في التجمعات المسيحية الاخرى في عمق الجنوب الملاصق للجبل مثل جزين وشرق صيدا. لكن المصيبة المتمثلة في انهيار الدولة اللبنانية عام 1975 لفت الجميع من جزين الى مرجعيون وعين ابل، حين اجبر المسيحيون على التعامل مع واقع صعب بدءاً بالتنظيمات الفلسطينية المسلحة وانتهاء بالاحتلالين السوري والاسرائيلي، وما بينهما من قوى وفصائل واحزاب وتنظيمات ومتعاملين كانوا اكثر طمعا بأهل بلدهم من السوريين والاسرائيليين. واعتاد الاهالي تدريجا ومع مرور الايام وعجز السلطة اللبنانية المركزية عن حماية ابنائها التعامل مع هذه الفاعليات بعيدا عن المعايير من اجل تأمين استمرارهم في ارضهم وحفظ وجودهم.

الفرصة الضائعة

أمل مسيحيو الجنوب مع انسحاب الجيش السوري في ان يستعيدوا بعضا من دورهم السياسي وحضورهم كثاني اكبر طائفة في الجنوب، وأملوا في قيام الدولة اللبنانية التي تحفظ حقهم وتؤمن تمثيلهم الصحيح، وتعيد لهم مرجعيتهم التي ضاعت في بحر الثورات والفتن والحروب الاهلية والاجتياحات السورية والاسرائيلية، اسوة بغيرهم من المسيحيين، لكن كل امانيهم اجهضت عند باب "قانون غازي كنعان" الذي صادر تمثيلهم وغيّبه. واذا كانت مناطق كسروان وجبيل وزحلة شكلت الاستثناء في انتخاب ممثليها، الا ان محدلة "قانون كنعان" سحقت آمال مسيحيي الجنوب وامانيهم وصادرت تمثيلهم مرة جديدة تحت شعارات عدة، ليس اقلها "الدفاع عن المقاومة" وخلافه من الشعارات. وكأن قتال اسرائيل لا يستقيم الا بمصادرة تمثيل المسيحيين وفرض نوابهم عليهم. وكأن ما يصح في انحاء اقضية بعبدا وجبيل وزحلة حول صحة التمثيل لجماهير الشيعة لا يصح على المسيحيين المغلوبين على امرهم في الجنوب من زعمائهم واحزابهم اولا.

ينشط حزبا "التيار العوني" و"القوات اللبنانية" بين صفوف المسيحيين في الجنوب بجانب تشكيلة من الاحزاب العلمانية التي تقدم وجوها قيادية من صفوفها، لكن التأثير الاكبر بين المسيحيين في الجنوب هو لمؤسسات الكنيسة ولا سيما الكاثوليكية منها، التي لا تتردد في اظهار مواقف عملانية متقدمة تتجاوز انشطة الاحزاب المتزمتة التي وان كانت تملك حضورا قويا في بعض الانحاء، فإنها لم تستطع النفاذ الى عمق التركيبة المسيحية في الجنوب التي ما عادت تولي التجربة الحزبية كثيرا من الثقة. ويحصي المسيحيون بسخرية عدد الأحزاب التي افتتحت مكاتب لها في بلداتهم ثم اصبحت اثرا بعد عين لألف سبب وسبب. البحث عن المرجعية ليس دأب مسيحيي الجنوب وحدهم بل جميع المسيحيين في لبنان بعدما تحولت قياداتهم مجرد قوى تابعة لقيادات طوائف أخرى. ويروي مسيحيون في الجنوب ان مبعث تساؤلاتهم عن المرجعية التي يذهبون اليها ليس الخوف من الآخرين وطلب الحماية بل ان المسألة اعمق من ذلك بكثير وتتصل بآلية تركيب النظام التعددي في لبنان، حيث لا يمكن ان يحظى ابناء اي طائفة بحصتهم من عائدات الدولة الا من خلال مواقعهم الطائفية، وهو وضع يفترض ان يكون "نواب المسيحيين" مسؤولين عن العناية بأمورهم ومصائر احوالهم، وعدم تركهم يتحسرون على مصيرهم وحظهم الذي جعلهم يولدون من غير الطوائف التي تحظى بعناية الدولة اللبنانية ورعايتها.

 

موالون لسوريا يوزّعون أسلحة في البقاع الغربي"

فتّوح: لا لأخذ لبنان رهينة لمصلحة نظام يرفض المحكمة الدوليّة

المستقبل - السبت 30 كانون الأول 2006 - حذر عضو كتلة "المستقبل" النيابيّة النائب أحمد فتوّح من اتساع ظاهرة توزيع أسلحة حربيّة تحت جنح الظلام تقوم بها أحزاب موالية للنظام السوري في البقاع الغربي وراشيا " لأن هذا السلوك يهدّد السلم الأهلي والاستقرار الأمني ويسهم مع الحالة الانقلابيّة التي ينفّذها "حزب الله" وأعوانه في وسط بيروت في رفع حالة التوتر إلى مرحلة خطرة جداً يستفيد منها العدو الإسرائيلي وسواه من الأنظمة الاقليمية التي تتقاطع مصالحها مع مصالحه".

وقال خلال استقباله وفوداً شعبية من قرى وبلدات بقاعية أبدت تخوّفها من هذه الظاهرة: "إن مثل هذه الأعمال المخلّة بالأمن والمهدّدة للاستقرار يجب أن تتوقف فوراً، ويجب أن يعلم من يقوم بها أن أبناء منطقتنا الذين حسموا خيارهم لمصلحة لبنان أولاً، لن ينجروا إلى أعمال مماثلة، ولن يرهبهم بعض الأفراد الخارجين على القانون، لأن ولاءهم للدولة وللشرعية وللبنان الحرّ السيّد المستقلّ، وهم يناشدون الجيش اللبناني والقوى الأمنية المعنية والقضاء اللبناني اتخاذ الإجراءات القانونية المناسبة بحق هؤلاء حرصاً على السلامة العامّة".

واذ أشار إلى قيام أحد المسؤولين السابقين من الموالين للنظام السوري بإنشاء ميليشيا مسلحة فاق عددها 300 عنصر بحجّة تأمين أمنه الذاتي، ربط بين تنامي هذه الموجة الخطرة وبين تهديد "حزب الله" وأعوانه بقطع الطرقات وإقفال المطار والمرفأ "في محاولة بائسة لجرّ البلاد إلى نفق مظلم لا يعرف قرار له"، مؤكدا "إصرار اللبنانيين على مواجهة التحدّيات المفروضة من أصحاب المشروع الإيراني ـ السوري وأدواته في لبنان".

وأشاد بالرئيس فؤاد السنيورة والحكومة الشرعية "التي بذلت ولا تزال جهداً كبيراً في حماية لبنان، ومعالجة آثار العدوان الإسرائيلي في تموز لاسيما التعويض على المتضررين في الضاحية الجنوبية وغيرها، وتفعيل عمل الوزارات بالرغم من الحصار الجائر، وبالرغم من التهديدات المتواصلة من الذين يفترض بهم أن يكونوا عوناً للحكومة في مساعدة أبناء الجنوب والضاحية وكل اللبنانيين".

وأسف لكون هؤلاء "سمحوا لأنفسهم بأن يكونوا لعبة صغيرة في يد نظام لا يكن للبنان سوى الضغينة والحقد الكراهية لا بل إنه لم يعترف يوماً بلبنان كدولة في الوقت الذي يستجدي فيه التفاوض مع العدو الإسرائيلي".

وشدد "بالرغم من هذا الواقع، على أهمية الحوار بين اللبنانيين، لأنه السبيل الوحيد للخروج من الأزمة الراهنة"، قائلا: "تغليبنا للغة الحوار نابع من إيماننا بلبنان كوطن نهائي لكل بنيه، وبالتالي لا يجوز لأي طرف، أن يستمر في أخذ لبنان رهينة لمصلحة نظام عبّر أكثر من مرة عن رفضه لقيام محكمة دوليّة تحاكم مرتكبي جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وأمعن ولا يزال في نشر الفوضى في لبنان".

واكد "لجميع شركائنا بالوطن أن خيار الحوار هو الأجدى وسنبقى نصرّ على هذا الخيار حرصاً على مستقبل لبنان، وتحقيقاً للعدالة وصوناً لدماء شهداء انتفاضة الاستقلال وليس خوفاً أو ضعفاً كما يظن البعض".

 

برّي يتحدث عن تحرّك جديد ونواب من كتلته يحكون عن مبادرة بديلة من مبادرة موسى

الانقلابيّون يعدّون خطط التصعيد لما بعد عطلة الأعياد

المفتي يكرّر التحذير من المسّ بالسرايا ومكاري يرفض "نظريّة" تحييد المجلس

المستقبل - السبت 30 كانون الأول 2006 تمرّ عطلة الأعياد مسمومة ومثقلة بأجواء الاحتقان السياسي في ظلّ استمرار المحاولة الانقلابيّة التي تنفّذها قوى التحالف السوري ـ الإيراني الذي يواصل اعتصامه في وسط بيروت، في ضوء التصعيد غير المسبوق ضد حكومة الرئيس فؤاد السنيورة ورموز الأكثريّة النيابيّة وقياداتها، والتي عكستها الحملة المركّزة التي تعرّض لها رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط من قِبَل أبواق هذا التحالف وأتباعه في لبنان والتي جاءت أبرز تجلّياتها على لسان عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب حسين الحاج حسن الذي شنّ هجوماً عنيفاً على جنبلاط، في وقت كان زميله في تكتل "التغيير والإصلاح" النائب سليم سلهب يهوّل "بعملية جراحيّة شاملة إذا لم يتمّ التوصّل إلى حل وحوار بعد فترة الأعياد"، كاشفاً أنّ العريضة التي تحضِّرها قوى التحالف السوري ـ الإيراني ضدّ الرئيس السنيورة والحكومة "تدخل ضمن الخطوات التصعيديّة".

في هذه الأثناء، وفيما كان رئيس المجلس النيابي نبيه برّي يؤكّد أمام وفد من المنظمات الشبابيّة والطالبيّة التابعة للتحالف السوري ـ الإيراني أنه "في صدد التحرّك لمبادرة جديدة"، لافتاً إلى أنه ما أن بدأ اتصالاته "حتى خرج كلام يحوّل الأجواء إلى أجواء عدائيّة لها تأثيرات خطيرة"، ومتحدثاً عن مراحل دعوته إلى الحوار والتشاور، نفى عضو كتلة "التحرير والتنمية" النائب علي حسن خليل أن يكون رئيس المجلس قد أطلق مبادرة متكاملة، لافتاً إلى أن كل ما في الأمر هو "إشارة إلى أن أبواب الحل لم تقفل بعد"، ومشدداً على أن هذا "لا يعني التراجع عن مطالب المعارضة ولا عن التحرك الذي تقوم به". وفي حين أكد زميله النائب علي بزّي وجودها ونعى مبادرة الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى، مشيراً إلى أن "مبادرة رئيس المجلس كانت قبل مبادرة موسى التي لم تصل إلى خواتيمها (..)". قال النائب أيوب حميد (باسم بري) انه "مهما حاول البعض ان يوصد الأبواب للوصول إلى حلول دائمة يسعد بها اللبنانيون ويستقر بها لبنان، فسوف نصر على البقاء ساعين واعين الى فتح الكوات وتوسيعها ليبصر لبنان النور والامن والسلام"، مؤكدا "اننا لن نلجأ الى التهويل كما يلجأ البعض، ولن نلجأ إلا إلى التصعيد الايجابي الذي فيه مصلحة لبنان (..)". من جهته، أعلن رئيس المكتب السياسي في "حركة امل" جميل حايك أن بري "سيطلق مبادرته لحل الأزمة مطلع العام المقبل، بعد ان يجري الاتصالات اللازمة وبعد ان يستكمل الافكار والعناوين لذلك"، مشيرا الى ان "أي بادرة سيكون عنوانها الأساسي حكومة وحدة وطنية تضمن المشاركة والشراكة الحقيقية لجميع الفرقاء (..)".

في غضون ذلك، أعرب نائب رئيس المجلس النيابي فريد مكاري عن "عدم اقتناعه بنظرية تحييد المجلس النيابي خوفاً عليه، لأن دور المجلس هو في امتصاص الأزمة من الشارع وحلها في إطار المؤسسات الدستورية". وقال: "أخشى ألا يكون تغييب دور المجلس وليد الخوف عليه، بل وليد اقتناع لدى الرئيس نبيه بري". أضاف: "إذا كانوا يأخذون علينا تلقي الدعم السياسي من الأميركيين بواسطة البيانات، فإننا على استعداد لمبادلة هذا الدعم بما يحصلون عليه من أموال وأسلحة تقدمها إيران (..)".

وفي سياق متصل بموقف الرئيس بري المتعلق بتحييد المجلس النيابي وفي ظل الكلام عن احتمال ترؤس مكاري جلسة لإقرار مشروع المحكمة الدولية، أكد رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع "دستورية هكذا جلسة في حال انعقادها"، مشيراً إلى أنه "إذا اضطررنا إلى هذه الخطوة من أجل المحكمة الدولية أو مواضيع أخرى فسوف لن نتأخر عن اعتمادها ". وأكد "اننا لن نستسلم تجاه محاولات البعض تعطيل كل المؤسسات الدستورية، الأمر الذي يعرض المحكمة الدولية للانهيار"، لافتاً إلى أنه "لم يجرِ لغاية الوقت أي اتصال معنا من قبل الرئيس بري بخصوص مبادرته (..)".

وسط هذه الأجواء، أكد الوزير ميشال فرعون أن "أي حل تحت سقف بكركي هو حل لبناني بامتياز". وقال بعد زيارته البطريرك صفير للتهنئة بالأعياد "يجب أن تتم ممارسة الضغط على الأطراف الخارجيين الذين يتدخلون في الشؤون اللبنانية، لقبول الحلول وعدم الخضوع لرغباتهم التي تهدد بتفجير الأوضاع بدءاً بعرقلة المحكمة الدولية (..)".

قباني

مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني جدد أمس، موقفه من إسقاط الحكومة، مشدداً على أن "الاعتصام في الشارع عمل غير دستوري ويؤدي إلى الفوضى العامة في البلاد". وإذ أشار إلى أن "اقتحام السرايا ليس لعبة"، أكد أن "لبنان ليس جورجيا التي لم نشهد فيها من يقوم بالسهرات وبشرب النارجيلة والتفرج على الساتيلايت". وقال: "لن أسمح إطلاقاً وجميع اللبنانيين أيضاً، بالمس لإسقاط رئاسة مجلس الوزراء والحكومة في الشارع"، لافتاً إلى أنه "إذا كان لا بد من ذلك، فإن الحكومات تسقط بسحب الثقة منها في المجلس النيابي"، معتبراً أن "إصرار المعارضة على حسم الأمور سيذهب بلبنان إلى الأخطار"، داعياً إلى "إنهاء الاعتصامات من أجل الخروج من الأزمة الراهنة (..)".

وفي خطبة عيد الأضحى، جدد المفتي قباني التأكيد انه "لن تسقط حكومة دافعت عن امن لبنان، وكرامة وحرية وحقوق شعب في وجه الغطرسة الإسرائيلية، ولا رئيس حكومة ناضل بشجاعة وايمان قل نظيرهما في مواجهة قوى دولية". وقال: "يبقى الأمل كبيرا بمسعى الامين العام لجامعة الدول العربية الذي يقوم بها بدعم عربي واسع وخاصة من المملكة العربية السعودية ومصر"، مؤكدا ان "ما من سبيل لاصلاح امورنا إلا بالعودة الى الحوار والتشاور (..)".

شيخ العقل

من جهته، دعا شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن في رسالة عيد الأضحى إلى "التوافق على قمة روحية إسلامية ـ مسيحية سريعاً، إضافة إلى الثوابت التي أعلنتها القمة الروحية الإسلامية والثوابت التي تضمنها بيان المطارنة الموارنة الأخير، لترجمتها عملياً من أجل تدارك الأخطار المحدقة بالوطن"، معتبراً أن "الأوضاع في لبنان وصلت إلى خطورة شديدة وتعقيدات صعبة

 

حمادة يقاضي "المنار" بجرم التحريض على قتله

المستقبل - السبت 30 كانون الأول 2006 - تقدم الوزير مروان حمادة بواسطة وكيله المحامي موسى الخوري بشكوى مباشرة أمام النيابة العامة التمييزية ضد تلفزيون "المنار" وكل من يظهره التحقيق بجرم التحريض على قتله واختلاق اخبار كاذبة. وأرفق حمادة شكواه بنسخة عن نشرة أخبار محطة "المنار" التي بثّت يوم الاربعاء في 27 الجاري. وقرر النائب العام التمييزي القاضي سعيد ميرزا ضم مضمون الشكوى إلى الشكوى المباشرة التي سبق ان تقدم بها حمادة في آب الماضي ضد الإعلامية ماريا معلوف وصحافيين سوريين بجرم اختلاق ونشر اخبار كاذبة بحقه، على خلفية نشرهم معلومات تزعم ابلاغ حمادة السفير الأميركي في لبنان جيفري فيلتمان مكان وجود الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الذي أبلغ بدوره القوات الإسرائيلية ما أدى إلى قصف مبنى سكني في الضاحية.

 

حزب الأحرار دعا المعارضة إلى القبول بصيغة توافق متداولة

 دعا حزب الوطنيين الاحرار المعارضة الى القبول بصيغة 19+10+1 او العودة الى ممارسة دورها من خلال المؤسسات الدستورية.

عقد المجلس الأعلى للحزب اجتماعه الأسبوعي برئاسة نائب الرئيس روبير الخوري. وأصدر بيانا جاء فيه :

"1 - ندعو المعارضة، اذا كانت صادقة في المطالبة بالمشاركة، الى القبول بصيغة 19+10+1 او الى العودة لممارسة دورها من خلال المؤسسات الدستورية. نقول هذا ونحن ندرك تماما ان ما تسوقه من اتهامات وما تدلي به من تصريحات تهدد بالتصعيد يندرج في حسابات مطلقيها ويلبي متطلبات اقليمية حولتهم مجرد منفذين، وفي احسن الاحوال شركاء في تنفيذ مشروع لا يهم سواهم وينعكس سلبا على لبنان وثوابته. وليس ادل على صدق ما نقول إلا السلوك الاستكباري التصاعدي من جهة، وتعطيلهم المبادرات بالتكافل والتضامن مع المحور السوري - الايراني من جهة اخرى. ولم تعد تنفع المقولات التي يلجأون اليها، كادعاء وقوع لبنان تحت وصاية جديدة بعد خروج الجيش السوري، او الايحاء بمشاريع تستهدفه والذهاب الى اتهام افرقاء لبنانيين بالضلوع فيها. وهي لا تتعدى كونها رمادا يحاولون ذره في عيون اللبنانيين خدمة لمصالحهم المتلاقية مع مصالح حلفائهم الاقليميين.

2 - نجدد تأييد العريضة النيابية الهادفة الى مساءلة رئيس الجمهورية على خلفية رفضه توقيع مرسوم دعوة الهيئات الناخبة في المتن لانتخاب بديل من الوزير والنائب الشهيد الشيخ بيار الجميل. ومن النافل ان الدستور حاسم في تحديد الموقف بإزاء هذا الاستحقاق. ولا يجدي نفعا رد المكتب الاعلامي في رئاسة الجمهورية لأن الحكومة تتمتع بالشرعية الدستورية حيث لم تفقد ثلث اعضائها، ولم تخرق الميثاق لأنها لم تستبعد ممثلين لطائفة معينة لدى تشكيلها وظروف خروجهم منها معروفة الاهداف والمرامي. مع العلم انه حتى لو كنا امام حكومة تصريف اعمال فمن واجبها تنظيم الانتخابات الفرعية، وعلى رئيس الجمهورية توقيع مرسوم دعوة الهيئات الناخبة، وإلا عدّ رفضه خرقا فاضحا للدستور ويجب احالته، من حيث المبدأ، على المحكمة العليا لمحاكمة الرؤساء والوزراء.

3 - نتقدم، في مناسبة الاعياد الجامعة، بأحلى التهاني وأحر التمنيات من اللبنانيين، مسيحيين ومسلمين. ونأمل في وضع حد للخلافات العبثية التي يتسبب بها الذين لا يزالون مراهنين على ضرب قيام المحكمة الدولية، وعلى اجهاض مكاسب "ثورة الارز" في السيادة والاستقلال والقرار الحر، وعلى العودة الى التبعية التي كادت تودي بالوطن من طريق استنزاف مقوماته وافراغ ثوابته من المضمون. ونهيب باللبنانيين، المتشبثين بخصوصية وطنهم ورسالته الفريدتين، تعميق وحدتهم ورص صفوفهم اكثر في العام الآتي لمواجهة المخططات المشبوهة وإحباطها".

 

لم يربح أحد بالضربة القاضية

 الشراع - 2006 / 12 / 30

 في المباراة المستمرة بين الحكومة والمعارضة، تحولت المنافسة إلى مباراة ملاكمة وتجاوزت كل ما كان يعرف من ألعاب شد الحبال وعض الأصابع، دون أن يظهر في الأفق القريب ما يشير إلى ربح قريب بالضربة القاضية المشار إليها آنفاً. إلا انه وفقاً لقواعد مباريات الملاكمة وبعد مرور شهر على بدء اعتصام قوى المعارضة في وسط بيروت ونصب ما يزيد عن ألف خيمة للمعتصمين فإن نظام احتساب النقاط ليس في صالح المعارضة، مقابل تقدم حكومة الرئيس فؤاد السنيورة وحصدها النقاط رغم انها تواجه إشكالية البحث عن مخرج للمعارضة التي يبدو انها في الوقت الذي لا تستطيع التقدم باتجاه خطوات تصعيدية جديدة تلوح بها فإنها عاجزة عن التراجع إلى الوراء وإنهاء الاعتصام من حيث بدأ.

وفوز الحكومة بالنقاط في الجولات التي خاضتها حتى الآن يتمثل في عدة خطوات أهمها:

*ثبات الحكومة في موقعها، ونجاحها في تثبيت موقعها خصوصاً وان شعارات المعارضة بدأت تتراجع من المطالبة بإسقاط الحكومة ورئيسها مع بدء الاعتصام الى التمترس اليوم بالمطالبة بحكومة وحدة وطنية والشراكة.

وهذا الأمر ظهر بوضوح بعد فشل محاولات دفع بعض الوزراء إلى الاستقالة أو دفع رئيسها للاستقالة أو التهويل عليها بالحشود الشعبية والاعتصام المفتوح وحملات التخوين، لا سيما بعد الاحتضان الشعبي الواسع لها الذي تجسد بسلسلة من المهرجانات والتظاهرات في المناطق والتي ضمت مختلف أطياف النسيج اللبناني، إضافة إلى الالتفاف الواسع من قبل القيادات السياسية والروحية والحيوية والمؤثرة حول الحكومة، إضافة إلى الدعم العربي والدولي الواسع لها.

*تحصين الموقف من المحكمة ذات الطابع الدولي وإسقاط محاولات استهدافها من خلال المسار الدستوري الذي تسلكه لإقرارها ومن خلال التشديد على التمسك بمحاسبة قتلة الرئيس الشهيد رفيق الحريري والاغتيالات الأخرى.

*نجاح التيار السيادي والرافض للوصاية في تأكيد حضوره القوي والفاعل كمركز الثقل الأساسي في البلاد.

وفي المقابل فإن المعارضة وعلى رأسها حزب الله لم تحصد بعد شهر على بدء اعتصامها المفتوح إلا الخيبة والفشل في تحقيق أهدافها المعلنة وغير المعلنة، فيما بدأت تلوح في معسكر المعارضة بوادر تفكك وضمور تدريجي للقاعدة المسيحية المؤيدة لها. وهو ما ظهر بوضوح وفقاً لما سجلته ((الشراع)) كما يلي:

لم تكن التوقعات مطابقة لحساب البيدر اللبناني . فحزب الله في اقصى حساباته تشاؤماً، توقع ان لا تصمد حكومة الرئيس فؤاد السنيورة، طويلاً، بوجه حملته المكثفة لاسقاطها. كان التوقع بعد خطوة انسحاب الوزراء الشيعة من الحكومة ، ان تسقط الاخيرة قبل ان يضطر الحزب للنزول الى الشارع .

هذا التقويم ردده بشئ من الثقة، الكثير من قياديي الحزب في كواليسهم الخاصة ونقله عدد منهم الى قيادات معارضة لحثها على المشاركة وحسم ترددها. واغلب الظن ان هذا التقدير للموقف ، استند الى حسابات تعوزها الدقة. او حسبما يقول متابعون للحزب، تفتقر الى معرفة دقيقة بالوضع اللبناني. الرئيس نبيه بري كان نصح الحزب بعدم النـزول الى الشارع والاكتفاء بمواجهة سياسية . ولكن الاخير، لم يستطع فرض منطقه على منطق حزب بات يملك الجزء الاكبر من قاعدة حركة امل الشعبية. انصاع بري لقرار اسقاط الحكومة في الشارع، رغم قناعته بان اياً من المواقع الرئاسية الثلاثة في لبنان، لا يتم اسقاطها عبر ضغوط الطوائف الاخرى.

الرئيس اميل لحود بقي في بعبدا، لكون الموارنة لم يجمعوا لاسباب مختلفة على اسقاطه. وحتى بري ذاته جاء الى رئاسة المجلس في دورته الحالية ، لان الشيعة اصروا على ذلك بوجه رغبة داخلية ودولية عارمة، آنذاك، لاستبعاده. والرئيس عمر كرامي سقط بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري، لان كلام النائبة بهية الحريري، عبر عن ألم لبناني عام، وبضمنه ألم سني خاص.

الصحافي اللامع ميشال ابو جودة كان يقول، ان اسقاط الحكومات في لبنان، لا يتم الا اذا كان سقوطها هو تعبير عن يأس طائفة رئيس الحكومة منه، مصحوباً باحساس لبناني وروحي عام، بأن بقاء الحكومة بات يؤذي مصالح يمكن تحصيلها لو ذهبت . وواقع هذه المواصفات الآنفة، لا ينطبق في جزئها الاول على موقع السنيورة داخل الطائفة السنية .وكذا الحال بالنسبة لجزئها الثاني، حيث يبدو فؤاد السنيورة، مدججاً بمنطق سياسي متكامل، يحفز شرائح لبنانية واسعة غير سنية، للانخراط في الدفاع عن بقائه. فالدروز وأيضاً، مسيحيون، يخوضون معركة الدفاع عن الحكومة الحالية، انطلاقاً من اعتبارات غير طائفية، بل هي من منظارهم وطنية ومصلحية، وعلى صلة بالدفاع عن جوهر اتفاق الطائف. وليد جنبلاط رحب بمبادرة امين عام الجامعة العربية عمرو موسى، لانها تعبر عن الخيار العربي. وفي ذلك القول اشارة عميقة منه الى كونه يخوض صراع الخيارات المفيدة للبنان في المنطقة، بمقابل ان خصوم حكومة السنيورة يخوضون صراع الحاق لبنان بالمحور الايراني . سمير جعجع، يرى بصمود حكومة السنيورة، نقطة اعتراض استراتيجية على التحول المسيحي باتجاه ما هو غير مألوف في ثوابتهم، كما تعبر عن ذلك سياسات الجنرال ميشال عون . بكركي، تدافع عن حكومة السنيورة وكأن السراي الحكومي حديقتها الخلفية، فاذا سقطت بفعل الشارع، تواضعت قدرة بكركي على حماية خياراتها بخصوص ثوابت مشابهة قد تتعرض للتحدي غداً. والواقع ان بيان المطارنة الموارنة، بحسب متابعين، لم يكن مبادرة، بل اعلان للربط بين معارضتهم لاعتصامات الشوارع وتأكيدهم على الثوابت اللبنانية. وبهذا المعنى فان افق المتحصنين في خندق الدفاع عن حكومة السنيورة ودواعيهم، لا تبدو انها قصيرة النفس او محدودة الرؤية . وعليه فان معركة هؤلاء لديها محفزاتها لكي يخوضوها بنفس طويل . وهنا كانت نقطة المفاجأة للمعارضة التي توقعت انه بمقابل امتلاكها للنفس الطويل فان الخصم يعاني من ضيق صبر ومن انعدام وضوح في الهدف والقضية.

لا ((وقت ضائع))

كان رهان حزب الله، الآخر والاساس ، لكسب جولة سريعة ضد حكومة السنيورة، تقوم على تقدير استراتيجي آخر مفاده ان لبنان يمر في هذه المرحلة في ((وقت اميركي ضائع)). فنتائج انتخابات الكونغرس، تؤشر الى ان الرئيس الاميركي جورج بوش يسير نحو وضع حجر سياسي عليه من قبل الحزب الديموقراطي . واميركا تدرس سبل اعادة النظر في سياستها في المنطقة انطلاقاً من مأزقها في العراق. وايران وسوريا تستعدان لربح رهانهما الاقليمي. وضمن هكذا بيئة موضوعية، توقع حزب الله ان تكون حملته الداخلية سهلة ومتزامنة مع توقيت دولي واقليمي مناسب. وقد يكون مغالاة الحزب بتوجهه النافر لتوسل لحظة اقليمية صعبة على النظام العربي الرسمي ، وعلى المجتمع الدولي، هو الذي جعل هاتين الجهتين الاخيرتين ( حسب دبلوماسي عربي)، تقرران الرد بحزم على سعيه للافادة من وهن دولي واقليمي، لتحقيق مكسب داخلي بغض النظر عما سيلحقه من ضرر يضاف لتعقيدات الساحة الاقليمية.

وبمثلما فوجىء حزب الله بالدعم الذي ابداه العرب لحكومة السنيورة ، فان العرب فوجئوا بان الحزب ادار ظهره للمصالح العربية عندما قرر تعريض الساحة اللبنانية، بغض النظر عن شرعية مطالبه ام لا، لمخاطر انتقال الفتنة العراقية اليها،وهو امر يعمل النظام العربي بجهد من اجل حصر تشظياته وانقاذ الامن العربي من خطر تعميمه.

وبالاجمال في هذا المجال يمكن القول ان حزب الله واجه خيبة توقع على مستوى تقديره بان حكومة السنيورة لن تصمد طويلاً امام حركته الاحتجاجية. فنظرية الوقت الضائع الاميركي والدولي والعربي في لبنان، بدت غير صائبة، وبدلاً منها ظهر ان لبنان جر اليه زخماً عربياً ودولياً مؤيداً للحكومة. ونظرية سقوط الحكومة بمجرد التهديد بالنـزول الى الشارع، لكون القوى السياسية المساندة لها هي اطراف هشة، لم تثبت صحتها، بدليل وجود غير هدف حيوي يجمع بين هذه القوى في هذه المعركة، بالاضافة لدخول قوى فاعلة اخرى علىالخط لم يكن تم احتسابها من قبل الحزب عند تحديد خارطة خصومه.

على ان نزول حزب الله الى الشارع لم تكن اعتباراته فقط على صلة بهدف اسقاط الحكومة . فالفكرة بالاساس ارادت الاجابة عن اسئلة اعمق لها علاقة بما يخبئه حزب الله حتى الان من استنتاجات قاسية استخلصها، لنتائج حرب تموز .

تداعيات حرب تموز

ونقطة البداية في هذا السياق تنطلق من مقولة سادت كواليس الحزب طيلة الآونة الاخيرة تفيد، انه اذا كانت النتيجة الموضوعية لحرب تموز هي عدم الحاق الهزيمة العسكرية به، فان هذه النتيجة يمكن ان تصبح نصراً سياسياً في حال بني عليها هدف داخلي.. وهنا كانت معادلة التفكير في حزب الله، مركبة، وفيها متسعات للشعور بالهواجس والضيق واخرى تحثه على تحقيق كسب داخلي معين.

ويستعصي في الواقع فهم قرار حزب الله بالتوجه نحو انقلاب داخلي، وبضمنها خطوة النزول الى الشارع، من دون تفنيد تفاصيل مراجعته لوضعه بعد حرب تموز. وجوهر هذه المراجعة تركز على فكرة ان نتائج حرب تموز طرحت على الحزب اسئلة عن واقعية مشروعه المقبل، وطرحت على امينه العام اسئلة عن نوعية دوره المقبل؟؟.

.. فانتشار اليونيفيل فوق ارض الجنوب، بهذه الكثافة، اوحت للحزب بأنه لم يدخل فقط مرحلة الاكتفاء بتخزين السلاح تحت الارض، بل ايضاً مرحلة العمل السياسي تحت الارض. وما طرأ من ظهور صعوبة بوجه ظهور السيد نصر الله في اللقاءات المفتوحة خوفاً من استهدافه، لم تتم قراءاتها داخل الحزب بوصفها، فقط، نوعاً من الاحتياط الامني الذاتي ، بل بوصفها سلوكاً امنياً وسياسياً يتحتم التقيد به، استتبعت فرضه النتائج الصامتة لحرب تموز. وبموجب هذه النتائج الصامتة، ولكنها المدوية في آذان مسؤولي الحزب، تم تظهير طريقة امنية وسياسية دولية للتعامل بها مع السيد نصر الله بعد الحرب. وهي طريقة اوحت بأنها قطعة من الفصل السابع من نظام مجلس الامن، رغم ان انتشار قوات اليونفيل في الجنوب وبنود القرار 1701 اتخذت وفق الفصل السادس.

وفي ((خطاب النصر)) حاول نصر الله تحدي هذه الصورة، واثبات ان حياته ودوره السياسي، يندرجان ضمن الفصل السادس، ولكنه لاحقاً عاد وتخلى عن المجازفة مجدداً بالظهور العلني، مبدياً اعترافاً ضمنياً بأن النتائج التي اصابته من جراء الحرب توحي بأنها مندرجة في الفصل السابع .

رئيس مجلس النواب نبيه بري كان اول من تخوف من ان يكون القرار 1701 ينتمي للفصل ((ست ونصف)) من قانون مجلس الامن. واحد المقربين من حزب الله، علق ان نصر الله يريد الاشتباك مع علامة النصف هذه ، لاظهار ان نتائج حرب تموز على موقعه الداخلي، على الاقل، لا تتعدى مفاعيل الفصل السادس.

ويبدو ايعاز حزب الله لقاعدته الشعبية للخروج الى الشارع في اعتصام طويل الاجل في ساحتي رياض الصلح والشهداء، يستبطن ميله للتعويض عن عدم قدرة امينه العام على الخروج للهواء الطلق، ولو بحدود احياء مناسبات شعبية لها قيمة رمزية لمشروع الحزب. وهي بمعنى معين، تمثل رسالة تحاول وضع الحكومة اللبنانية في سراي الاحتجاز، بمقابل احتجاز سلاح المقاومة تحت الارض، واضطرار نصر الله للاحتجاب عن الظهور العلني بما يوحي وكأن مفاعيل الحرب ضده مستمرة.

وخلال تدارسه لقرار النزول الىالشارع، كان حزب الله يحتسب نتائج الحرب من زاوية هواجس استتباعاتها عليه، انطلاقاً من الواقع الجديد الذي فرضته في الجنوب ومن الاسئلة حول مستقبل نصر الله ودوره المقبل. وفي كل هذه الحسابات ، اراد الحزب ان يؤكد قدرته على ممارسة سياسة علنية، وعلى سعة الغطاء الشعبي القادر على حماية دينامية مشروعه العسكري والسياسي المهدد بالاحتباس تحت الارض، وايضاً على قدرته السياسية في مجال تعطيل بعض مفاعيل المحكمة الدولية التي يخشى الحزب ان يفاد منها في استكمال مشروع تحويل امينه العام من رمز الى شخصية امنية مطاردة او مضطرة للاختباء .

انسداد افق الضغط عبر الشارع

في المرة الاولى التي نزل فيها حزب الله الى الشارع ليبدأ اعتصامه المفتوح، برزت عدة مشاكل واجهت نوعية تحركه . اهمها، ضمور الحضور المسيحي . ورد ذلك عون في كواليس تشاوره مع حزب الله، الى ان شارعه يعيش لحظة احراج عابرة نتيجة التأثيرات المباشرة لاغتيال الوزير بيار الجميل . وتقول المعلومات ان جبران باسيل صهر الجنرال عون في لقائه مع قياديي حزب الله غداة بدء الاعتصام، ابدى تبرماً من امكانية ان تستنزف طول مدة الاعتصام، قاعدة التيار الوطني الحر، ذلك ان الشريحة المؤدية للجنرال حسب تعبيره، هي قاعدة نخبوية وتتشكل بمعظمها من بورجوازية صغيرة ومتوسطة، وعليه فانها قصيرة النفس، وتريد رؤية اهدافها تتحقق بقليل من النضال وليس بشق النفس. وخلص ذاك الاجتماع الى نتيجة تفيد، بضرورة ان تحصل تظاهرة ثانية بعد اسبوع، يقوم فيها التيار العوني ببذل جهد مكلف مادياً ويضع فيه عون ثقله الشخصي من اجل اقناع اكبر كم من انصاره بالمشاركة فيها. ويقال ان عون دفع اكثر من خمسة ملايين دولار لتغطية نفقات نقل محازبيه الى ساحتي رياض الصلح والشهداء خلال التظاهرة الثانية في 10 كانون الاول/ديسمبر. وكان عون اشترط في تواصله مع حزب الله ان تكون هذه التظاهرة هي الاخيرة، واكثر من ذلك، فقد اقترح ان يتم خلالها اجتياح السراي الحكومي لانهاء هذه القضية، وتجاوز اخطار ان يؤدي طول وقت التحرك الشعبي الى تعاظم انفضاض انصار التيار من حوله . ولكن نصر الله، رفض هذه الفكرة، بعد جدل شارك فيه جماعة الامن داخل حزب الله. ويشيع ان الاخيرين كانوا ميالين لرأي عون بضرورة استخدام الشارع لطرد الوزراء من السراي ، على ان يتصاحب ذلك مع قيام مجموعات كبيرة من المتظاهرين التابعين لتنظيم التعبئة في حزب الله، وهؤلاء شرائح شبه عسكرية، بمحاصرة منازل النواب والوزراء التابعين لقوى 14 آذار.

ولقد وصل مضمون هذه الطروحات الى رئيس الحكومة السابق عمر كرامي الذي كان يفترض حسب برنامج نشاط التظاهرة الثانية، ان يكون ابرز خطبائها. ولكن كرامي تخلف عن الحضور الى ساحتي التظاهرة، من دون حتى ان يعتذر عن ذلك . وعندما تم الاستفسار عن سبب غيابه من قبل مساعد الامين العام لحزب الله حسين خليل، ابلغ ان كرامي غير مستعد لتغطية خطوة اقتحام السراي الحكومي لان ذلك سيظهره خائناً لطائفته. وثمة في الواقع سبب آخر جعل كرامي يغيب عن التظاهرة الثانية، يتعلق بانزعاجه من طريقة التعاطي معه من قبل افرقاء المعارضة الاساسيين، حيث لم يتم استشارته في كل المفاوضات التي جرت من اجل تسوية الازمة .

وقد تدخل بري شخصياً من اجل تطييب خاطر كرامي. بإرسال موفده علي حسن خليل الى طرابلس الذي رتب لقاء مصالحة بين الرئيسين بري وكرامي. وظهر لفترة غير قصيرة من عمر تحالف المعارضة، ان الداعية فتحي يكن ايضاً لديه الشعور نفسه بالعتب على شركائه المعارضين، كما انه يعارض من موقعه السني اي تفكير باجتياح السراي الحكومي.

احباط

ورغم ان التظاهرة الثانية كانت مرضية من حيث احجام الحشود الشعبية التي شاركت بها، وبضمنها الحشد العوني، الا انها تركت في اثرها نوعاً من الاحباط الذي اوجده سؤال طرح نفسه بعد انفكاك الحشود، وهو : وماذا بعد ؟؟

لقد تبين للمعارضة، بعد هذه التظاهرة ان الحشود لا تغير من واقع الازمة السياسية، ولن تقود حكومة السنيورة الى الاستقالة. وبرز تحليل عميق بين النخب العونية يفيد، بان المسيحيين لا يستطيعون مجاراة خطة سياسية لاسقاط الحكومة، تشبه بانشطتها و بنتائجها ومردودها الاقتصادي، الحرب الفعلية وليس الازمة السياسية. ورأى هؤلاء ان مسار الازمة يحمل اخطاراً اقتصادية كبيرة، ويضع السلم الاهلي العام، وبضمنه السلم الاهلي المسيحي، على حافة خطر الانزلاق الى فتنة عسكرية. واكثر ما اثار تحفظ هذه النخب العونية، هو ان خطة المعارضة لحسم الازمة، بدت انها غير عملية ولا تؤدي لتحقيق ((النصر )). وشاع ان عون دعا العشرات من هؤلاء النخب الى جلسة خاصة معه، وقال لهم ان الازمة ستنتهي في النصف الثاني من الشهر الذي سيلي الاعياد. ووعدهم بأن المعارضة ستراعي في خطواتها المصالح الاقتصادية للبلد، ومن هنا جاءت فكرة ((هدنة الاعياد)) التي طرحتها المعارضة لاحقاً.

والواقع ان عون حقق نصف نجاح في اقناع نخب التيار الاقتصادية والاجتماعية خلال اجتماعه الآنف بهم . ولكن نار تململهم ما تزال راكدة تحت رماد هواجسهم . واكثر ما اقلق عون في الاونة الاخيرة هو بروز اقتراح داخل محافل البيئة المسيحية الفاعلة، وبضمنها شرائح نخبوية عونية، يوصي بضرورة ان يشق المسيحيون طريقاً ثالثاً لحل الازمة وانقاذ البلد والمجتمع المسيحي من التشرذم الراهن. ومفاد هذا الحل يتمثل بنقل مركز الحوار من عين التينة التي اصبحت طرفاً في الصراع الى بكركي . وفي التفاصيل : يبادر البطريرك صفير الى الدعوة لحوار مسيحي - مسيحي في البداية، ومن ثم مسيحي - اسلامي وطني عام، كخطوة تالية من اجل حل الازمة واستئناف الحوار اللبناني .

لقد مهدت بكركي طريقها نحو البدء بهذه المبادرة، ببيان المطارنة الذي اشتمل على الثوابت الوطنية للحل . وكان يفترض ان يتم الاعلان عن الخطوة الثانية الخاصة بدعوة الافرقاء المسيحيين للاجتماع تحت عباءة صفير، ولكن عون التف على هذا الامر، عن طريق دفع الوزير السابق سليمان فرنجية الى التصريح بعبارات تسيء للبطريرك، ما دفع الاخير لتجميد مبادرته ومن ثم الغائها.

ويصف احد المراجع المسيحية،وضع قاعدة عون في المرحلة الراهنة، بأنها تعيش حالة من القلق نتيجة تعاظم شكوكها بحصافة الخيار السياسي الذي انتهجته بخصوص الوضع الداخلي والوضع في المنطقة. وهي تخشى ان يكون لتحالفها مع تيار داخلي مرتبط بسوريا وايران، اثماناً باهظة على مصالح المسيحيين في البلد. وكان صفير لمح في مجالسه الخاصة الى هذا المعنى، عبر القول ان سياسة عون تغطي سياسات ليست مسيحية وليست لبنانية . وفي حال ربحت هذه السياسة فان ثمارها لن تكون لصالح المسيحيين بكل الاحوال، وفي حال فشلت فان عواقبها ستكون على المسيحيين بالدرجة الاولى.

الطرف السني في المعارضة

قبل اندلاع الازمة بوقت قصير التقى الداعية الاسلامي فتحي يكن بشكل علني بالرئيس بشار الاسد. وقد حصل جدل داخل بيت الجماعة الاسلامية بفرعيها اللبناني والتنظيم الدولي حول تقويم هذا اللقاء. ويقال ان يكن برر لقائه بأنه لا يؤيد بحال قمع النظام السوري للاخوان المسلمين السوريين، بل هو يصب في خانة ابرام تسوية بين النظام وفرع الاخوان في سوريا، وقال يكن انه يجب الوصول الى وضع يحتل فيه الاخوان المسلمون في سوريا الوضع نفسه الذي يحتله الاخوان في مصر . اي هدنة ساخنة مع نظام الاسد، يستغلها الاخوان للتواصل بشكل يومي مع القاعدة الشعبية في سوريا بدل الانقطاع عنها .

ولم يكن تبرير يكن الآنف، مقنعاً لكافة تيارات الجماعة الاسلامية في لبنان. فداخل الجماعة برز في بداية اندلاع الازمة بين المعارضة والحكومة ، تباين في الموقف بين مجموعة الشيخ ابراهيم المصري والشيخ فيصل مولوي . لقد تقدم المصري بخطوات عن الاخير في موضوع تأييده للمعارضة . ولكن النقاشات التالية داخل الجماعة توصلت في نهاية المطاف الى قرار جامع مفاده، ان الجماعة تؤيد حزب الله حصراً في موضوع المقاومة، ولكن في ازمته الاخيرة مع الحكومة ، فهي تدعم استمرار الاخيرة وترفض اسقاطها في الشارع .

.. وبهذا الموقف للجماعة الاسلامية ، خسرت المعارضة رهانها على يكن ليكون رأس حربة في جذب القوى الاسلامية السنية الى جانب المعارضة . واصبح يكن في موقفه المؤيد للمعارضة وحيداً داخل صف الاسلاميين السنة في لبنان، عدا قلة من شيوخ السنة امثال الشيخ عبد الناصر جبري وآخرين. وبات موقف يكن عبئاً عليه، وايضاً عبئاً علىالمعارضة التي وجدت نفسها معنية بمراعاة وضع موقف يكن الحرج داخل الشارع السني، في كل مرة تريد اتخاذ خطوات تصعيدية في الشارع.

وكل الوقائع الآنفة التي تدل على حالة من سياق التفكك المتدرج لقوى المعارضة، تطرح على اطرافها، سؤالاً عن افاق هذا المشروع وقدراته العملية . وبالاساس فان سؤال ((الى اين)) المستمر ، يبلور في كل يوم، مع غياب امكانية صياغة اجابة مقنعة عليه، نوعا جديداً من الاحباط داخل المعارضة، ومزيداً من الاستغراق في المأزق .

وتهدد المعارضة برزنامة تحرك بعد الاعياد. والواقع انه داخل المعارضة لا يوجد حتى الآن اجماع على ماهية هذا التحرك . فعون يريد خلاصاً سريعاً، بغض النظر عن المخاطر التي قد تسفر عنه . وحزب الله مقسوم بين جماعة الامن القريبين لوجهة نظر عون وامينه العام الذي ما يزال يصر على النفس السلمي الطويل بوصفه ضمانة لعدم حصول حرب اهلية . وفي ظل هذا الانقسام حول ما يجب فعله، فان الخشية في المعارضة بدأت تكبر من ان يؤدي عدم امكانية تحقيق الهدف الى نوع من التآكل التدريجي لوحدتها ولمجمل مشروعها .

احمد خالد

 

سقوط الجولان كاتب.. ونظام

 الشراع - 2006 / 12 / 30

 هذا الكتاب كلف صاحبه فقدان حريته عشرات السنين داخل زنزانات نظام حافظ وبشار الأسد..

لم يكن أحد يعلم عنه أمراً ان كان ما زال حياً أو مات كحال عشرات آلاف سجناء الرأي أو اختلاف الرأي من أبناء سوريا ولبنان وفلسطين والأردن والعراق وكل من دخل سجون عائلة الأسد الأب والابن والشقيق والصهر.. تحت التعذيب.. أو القهر أو المرض أو الكبر..

ضابط استخبارات الجولان السوري المحتل منذ عام 1967 خليل مصطفى، وضع كتاب ((سقوط الجولان)) كاشفاً عبر يوميات موثقة أضاف إليها الكثير من آرائه بحرقة وطنية عالية الصوت والأنين والحسرة.. كيف سلم نظام البعث هذه البقعة الغالية من أرض الوطن للعدو الصهيوني خلال عدوان 1967، من أجل حماية النظام.. وهو المفرد السياسي الذي ما زال طاغياً في سلوك هذا النظام منذ ان كان وزير دفاعه الآمر الناهي فيه حافظ الأسد إلى ان أورثه لابنه بشار عام 2000.. النظام أهم من الوطن.. ومن أجل بقاء النظام فليذهب الوطن وأي بقعة فيه إلى الجحيم، وهل هناك جحيم أفظع من الاحتلال، خاصة إذا كان صهيونياً؟

كشف خليل مصطفى حقيقة تسليم حافظ الأسد الجولان لإسرائيل ساحباً كوزير للدفاع قطعاته العسكرية من أرض المعركة، معلناً سقوط القنيطرة قبل سقوطها فعلاً لإبعاد الجيش من أرض المعركة خوفاً من سقوط النظام، فيسقط الجولان بأكمله.. وما همّ.. المهم أن يبقى النظام.

يعتقل حافظ الأسد الضابط الوطني خليل مصطفى ويختفي هذا الضابط في غياهب سجونه لا يعلم أحد مصيره حتى عام 2005.

في هذا العام خرج مواطن لبناني من سجون سوريا حيث اعتقله نظام الأسد ضمن آلاف اللبنانيين والعرب الآخرين ظلماً وعدواناً.. استضافته قناة ((الجديد)) (N.T.V) اللبنانية شارحاً لها معاناته في سجون الأسد الأب والابن.. وتحدث عن رفاقه في أحد السجون فيكشف اسم الضابط خليل مصطفى.. صاحب كتاب ((سقوط الجولان)) الذي كان مضى على اعتقاله أكثر من 30 سنة اعتقد أهله وأصحابه وزملاؤه في الجيش انه قتل بسبب معلوماته الموثقة في هذا الكتاب.

خليل مصطفى ما زال حياً في سجون بشار الأسد فهو لم يخضع لأية محاكمة.. مثله مثل آلاف السوريين والعرب الآخرين.. وبعضهم يصادفه الحظ السعيد إذا عرف أهله انه معتقل بعد عشر أو عشرين سنة، وبعضهم من أصحاب الحظوظ السوداء يتسلم أهله جثته بعد سنين من البُعد والاختفاء، فيموت مريضاً أو تحت التعذيب أو الخرف المبكر..

خليل مصطفى ما زال حياً. كانت هذه بشرى سعيدة لأهله وزملائه.. أما الأهم فإن كتاب ((سقوط الجولان)).. ما زال شاهداً على سلوك نظام استبقاه العدو حياً ليمارس مهمته التي أوجد من أجلها وهي حماية إسرائيل من جبهة الجولان.. سلمها إياها عام 1967، وعقد صفقة معها عام 1974 يتم بموجبها إبقاء الجولان تحت امرة إسرائيل مقابل السماح له بالانقضاض على لبنان وفلسطين.

ومن ما زال في صدره شك في هذا الدور نقدم له هذا الكتاب ليقرأه على حلقات.. وهذه هي الحلقة الأولى:

((الشراع)) تنشر فصولاً من كتاب

((سقوط الجولان)) الذي تسبب بسجن

مؤلفه منذ العام 1967 وحتى الآن:

هكذا سلم

حافظ الاسد الجولان للعدو

*اول القادة الفارين من المعركة عزت جديد ورئيف علواني ورفعت الأسد

*وحدات تابعة لرفعت الأسد انسحبت من القنيطرة الى دمشق لحماية النظام

*وقائع من انسحاب القوات السورية والخسائر التي لحقت بها والعار الذي وصمها

*لم تصدر الاوامر للحرب وانسحب الجميع الى القنيطرة التي سقطت دون قتال

*قائد الجبهة طلب الاتصال بوزير الدفاع ولما اتصل به الضباط اكتفى بأخذ العلم

*قصة دبابة رفض آمرها الانسحاب وألحق خسائر فادحة بالاسرائيليين

سير الحوادث

ان الذي حصل.. يكاد يكون كالخيال.. فالذين يتصورون ان قتالاً ناجحاً قد نفذ. وان معركة نموذجية قد أديرت.. فالحقائق التالية ستخيب ظنونهم.. وتريهم ان مجال دراساتهم التاريخية العسكرية، ليس هنا.. فلم يدر قتال صحيح على أي مستوى كان.

ولكن الذي حصل.. هو مجال جيد لدارسي تاريخ المؤامرات والباحثين عن اسباب انهزام الامم وانهيارها، ويشكل معيناً قد لا ينضب، لكاتبي قصص التجسس، والمولعين بالكشف عن خفايا اعمال الخيانة الكبرى في تاريخ الشعوب.

وما لنا وللتعليق الطويل – ها هي الاحداث كما حصلت:

(أ‌) منذ الساعات الاولى لبدء اسرائيل القتال.. اخذت القوات السورية وضع الترقب دونما تحريك لساكن على الجبهة.. بل اكتفت بالبلاغات (كاذبها او صادقها.. الله يعلم) ودامت الحال هكذا طيلة يوم 5 حزيران 1967.

(ب‌) ومنذ صباح 6 حزيران قامت المدفعية السورية بقصف مركز منبك استمر ايام 6 و7 و8 حزيران، وأنـزلت خلال هذا القصف آلاف الاطنان من القذائف من كل عيار وكل نوع.. حتى بدا للناظرين ان شريط المستعمرات المقابل للجبهة السورية قد غطيت ارضه بالقنابل.. لكل ذراع قنبلة، وقد شوهدت الحرائق تتصاعد مدة خمسة ايام.

(ج‌) تم حشد ألوية الاحتياط للقيام بالهجوم من قطاع – بانياس – البطيحة – وذلك على الشكل التالي:

1- اللواء 123 احتياط، اعطي اوامر الهجوم، وحددت له منطقة تجمع في منطقة عين الحمراء، وعينت له قاعدة الانطلاق، على الخط: (جليبينة – الدريجات الجمرك – اشرف حمدي) وبذلك بلغ عرض جبهة هجوم هذا اللواء 5 – 6 كيلومترات.

2- اللواء 80 احتياط، تم حشده في منطقة تجمع في (وادي حواء قرب الفاخورة – السنابر)، وحددت له قاعدة الانطلاق على الخط: (علمين – تل المشنوق – مخافر المخيمات حتى الدكة – تل الاعور) وبذلك بلغ عرض جبهة هجوم اللواء (9 – 10 كم)، أي ان هذا اللواء كلف الهجوم على جبهة واسعة، وبذلك يكون قد حدد في اوامر الهجوم هذه ان قطاع الخرق الرئيسي هو قطاع (جليبينة – اشرف حمدي)، ويقابله في الارض المحتلة قطاع بستان الخوري – طوبا، وان محور الهجوم الرئيسي هو محور: قنيطرة، عليقة، جسر بنات يعقوب، روشبينا – صفد.

3- هذان اللواءان يشكلان النسق الاول لمجموعة ألوية، يفترض فيها ان تضم لواء ثالثاً من المشاة مع لواء مدرع، ولواء مدفعية وكتيبة هندسة، وكتيبة اشارة وأكثر من كتيبة مدفعية م – ط وكــتيبة مدفعية م – د مع باقي الوحدات المساعدة كسرايا الكيمياء وسرايا الشرطة العسكرية، وكتائب النقل والشؤون الادارية.. الخ.

هذه الوحدات والقطعات الاخرى، لم يعرف حتى الآن ان كانت قد حشدت ضمن نطاق مجموعة الالوية – المفترضة هذه – ام لا.. وان كل ما استطعنا الوقوف عليه، هو حشد لواءي المشاة الاحتياط المذكورين في المناطق التي ذكرت واعطيت واجب اليوم، احتلال مدينة صفد.

(د) قامت وحدات الهندسة ليل 5 – 6 حزيران بتركيب الجسور العسكرية فوق نهر الاردن وعلى المخاضات بالذات، وكان عملاً – من الناحية الفنية البحتة – ممتازاً، وقد كانت ابرز المخاضات التي ركبت الجسور عليها: (مخاضة قصر عطرة، مخاضة الغوراني، مخاضة السمردل، مخاضة الدكة، مخاضة الشمالنة.. الخ).

(هـ) تم احتلال كتائب الهجوم لقاعدة الانطلاق، في الساعة السادسة من صباح الثلاثاء 6 حزيران، ما ادى الى ان يقوم الطيران المعادي بالقصف المنهك على هذه القوات – وهي في العراء – مدة اربع عشرة ساعة، فكان من نتائج ذلك القصف فشل الهجوم على صفد قبل بدئه، وتحولت مهمة هذه القوات الى الدفاع، بعد إلغاء خطة الهجوم الكاذبة.

(و) صباح الثلاثاء 6 حزيران، نفذت مجموعة – تركيبة (تشمل سريـتي حرس وطني وسرية دبابات، كـ(فصيلة) التصوير للتلفزيون، هجوماً تمثيلياً، انطلق من (هضبة المغاوير – تل العزيزيات)، واستهدف مستعمرة شرياشوف، وحين وصلت هذه المجموعة – التركيبة – الى الهدف السخيف، وجدته قاعاً صفصفاً، وقد أخلي من السكان، وأحرق تماماً بسبب القصف المدفعي الهائل – مع باقي المستعمرات.

(ز) بغية - تسهيل مهمة ألوية (الهجوم) اعطيت الاوامر للقوات المتمركزة سابقاً في المواقع التي شملتها قاعدة الانطلاق، بالانسحاب على الشكل التالي:

1- القوات الموجودة في منطقة السنابر، والقادرية، امرت بالانسحاب من الخط الموازي لجبهة المواجهة مع العدو الى واسط.

2- القوات المتمركزة في جليبينة وتل 62، والبطيحة قوات حرس وطني (امرت بالانسحاب من الخط العمودي على خط المواجهة مع العدو لتتجمع في نقاط تجمع خلفية بعيداً عن مجال تحرك الألوية المهاجمة.

هذان التحركان، اللذان نفذا اصلاً لتسهيل حركة ومهمة القوات المكلفة ((تنفيذ الهجوم)) شكلا اكبر عقبة في وجه هذه القوات، فاختلط الحابل بالنابل، وعجت الطرق بالآليات والقوات والاسلحة المقطورة، وكان ذلك كله هدفاً (لقطة)، للطيران الاسرائيلي، فأخذ يتسلى بضرب هذه القوات، بالرشاشات، والقنابل وصواريخ النابالم،.. وكانت كارثة حطمت ((الهجوم))، افرغت المواقع الدفاعية من حماتها.. وتركت الارض عراء امام العدو.. تغطيها الجثث وهياكل الآليات، وحطام الاسلحة، بدلاً من ان تغطيها النيران، لتدفع عنها شره، وترده خائباً يجر الخزي والانكسار.

(ح‌) عملت المدفعية المضادة للطائرات – بعياراتها المختلفة – عملاً رائعاً، ونموذجياً، وساهمت الى حد كبير في اسقاط او إعطاب عدد من طائرات العدو، والتخفيف من وطأتها على القوات الصديقة.

(ط) الطيران السوري – لم يظهر في سماء المعركة ابداً، وكل ما قام به هو طلعات متفرقة نفذتها مجموعات تتألف كل منها من اربع الى ست طائرات اتجهت نحو فلسطين المحتلة يوم 5 حزيران، وأذاعت إذاعة دمشق، انها قامت بضرب اهداف في داخل الارض المحتلة.

وبعد هذا.. وطيلة ايام الحرب المسرحية، اختفى اسم الطيران، ولم يظهر الا بعد انتهاء الحرب.

(ي) الانسحاب – او الهروب – الكبير:

منذ مساء الخميس 8 حزيران: بدأت الاشاعات تسري سريان النار في الهشيم، عن اوامر صدرت بالانسحاب.

وبدلاً من ان يملك القادة امرهم، ويضبطوا اعصابهم، ويبقوا في اماكنهم ينفذون واجبهم – الذي على امل ان يؤدوه احتمل الشعب اساءاتهم التي لا تحصى – بدأ قسم من الضباط – وحتى القادة -، الانسحاب، ولكي تشيع الجريمة، ساهموا بنشر تلك الاشاعات عن اوامر صدرت من القيادة العامة، تنص على الانسحاب – كيفياً.

ويا لهول ذاك الذي حدث..

1- فقائد الجيش.. (اللواء) احمد سويداني.. انهـزم عن طريق (نوى) الى دمشق تاركاً وحدات الجبهة ووحدات احتياط الجيش دون قيادة واقعة في حيرة من امرها، وقادتها لا يدرون ماذا يفعلون.

2- وقائد الجبهة.. العقيد (أ. ح) احمد المير .. غادر الجبهة فاراً على ظهر حمار لأنه لم يجرؤ على الفرار بواسطة آلية عسكرية، فالطيران المعادي كان يقضي على كل آلية يراها مهما صغر شأنها.. ولكن الحمار عجز عن متابعة رحلة الهروب فتخلى عنه احمد المير وأكمل الرحلة الى دمشق على قدميه فلم يصلها الا وقد تورمت قدماه وخارت قواه، وألقى بنفسه بين يدي اول صاحب مروءة لينقذه من حاله التي هو عليها.. وكان في حالة الزراية يثير الضحك حقاً.

3- اتصل عدد من الضباط بقائد الجبهة قبل فراره فرفض التصرف، وقال لهم بالحرف الواحد: ((انا لست قائد جبهة، اتصلوا بوزير الدفاع)) فأقيم الاتصال مع وزير الدفاع بواسطة الاجهزة اللاسلكية، وجرت الاتصالات بين ((قمر 1 وقمر 2)) (1) فأجاب وزير الدفاع: ((انه قد اخذ علماً بالوضع وأنه قد اتخذ الاجراءات اللازمة).

4- لجأ بعض الضباط من وحدات اللواء (80) احتياط الى قيادة موقع القنيطرة بعد فقدانهم الاتصال بقائد اللواء وأي مسؤول في قيادة اللواء، فوجدوا المقدم (وجيه بدر) ماكثاً في القنيطرة يترقب الاخبار، ولما حاولوا ان يفهموا منه صورة حقيقية عن الوضع، تبين انه لا يفقه شيئاً، وحاول الجميع الاتصال بقيادة الجبهة، فوجدوها خلواً من أي مسؤول.. عندها دب الفزع في قلوب عدد كبير منهم، واتخذوا وجهتهم نحو دمشق، طالبين النجاة بأرواحهم، تاركين جنودهم كتلاً لحمية تتدافع على الطرقات، يدوس القوي منها على الضعيف، وأنين الجرحى والمشوهين، يملأ سهول القنيطرة، وترجع أصداءه سفوح التلال المتباعدة المتناثرة هنا وهناك، لا يشوه هذا الأصداء. إلا أزيز الطائرات المعادية.. وأصوات المكبرات المنبعثة من طائرات الهليكوبتر.. ينادي بواسطتها الإسرائيليون جنودنا الفارين.. ان ألقوا سلاحكم، تنجوا بأرواحكم.. فيستجيب الفارون للنداء ويتخلصون من هذا السلاح، الذي أصبح اليوم مبعث تهديد لهم بالموت.. بدل أن يكون مستقراً للطمأنينة. ومبعثاً للثقة بالنفس. وعاملاً مشجعاً على الوقوف برجولة في وجه العدو الغازي.

5- عند فقدان كل الاتصالات، وانفراط عقد السيطرة القيادية الذي كان ينظم الوحدات كلها. أخذ كل من القادة الصغار يتصرف حسب هواه. أو حسب بداهته.

فالكثيرون هربوا.. نعم هربوا.. وأعطوا الأوامر لجنودهم بالهروب.. والقلائل جداً – وهم من غير البعثيين – صمدوا.. وقاتلوا.. وظهرت بطولات فردية. سنتكلم عنها بعد قليل..

المهم.. ان الهرب من القتال، وتولية الدبر للعدو. قد بدأ منذ مساء الخميس 8 حزيران.. وبدأ يستشري ويتسع ويمتد حتى بلغ ذروة تفاقمه يوم السبت، 10 حزيران. بعد إذاعة البيان الفاجر، الذي أعلن سقوط القنيطرة.. ولم يكن جند العدو قد رأوها بأعينهم بعد – بل أن تكون أقدامهم وطئت أرضها.

ومنذ صباح الجمعة، وحتى صباح الأحد 11 حزيران شهدت أرض الجولان وما حولها من أراضٍ وطرقات مؤدية إلى دمشق أو إلى الأراضي اللبنانية أو إلى منطقة حوران، أو إلى منطقة اربد.. شهدت هذه المناطق، منظراً، لو أتيح لعدسة تصوير أو ريشة رسام ان تحيط به كله مرة واحدة، لكانت لقطة من أندر ما عرف في تاريخ التصوير أو الرسم، ولبقيت صورة حية ناطقة شاهدة على ما أصاب هذه الأمة من عار وخزي.. ولكانت أقوى حجة أمام محكمة التاريخ، تقودها إلى إدانة الحزب بالجريمة الكبرى، التي لم يعرف لها تاريخ المنطقة مثيلاً في العمق والدقة والإحكام.. والفجور.

هذه الصورة المحزنة.. التي أقل ما يمكن أن يقال عنها، انها تقطع نياط القلوب، وتجرح كل كريم من هذه الأمة بجرح ينـز دماً وألماً وحسرة.. كيف يمكن للوصف أن يحيط بها، حتى يعطي للقارىء وللأجيال المقبلة.. فكرة واضحة عن الذي حدث.. وعن درجة الانهيار التي بلغتها هذه الأمة.. في أسوأ طور من أطوار تخلفها وانحطاطها؟

إننا لو حاولنا أن نتصور الطرق المعبدة (المفروشة بالاسفلت)، لرأيناها تغص بالحفر التي أحدثتها قنابل الطائرات المعادية.. وقد نقشت أمامها أو خلفها وعلى جوانبها، بقع صغيرة من البياض الموسخ أحدثتها رشات الرشاشات المنبعثة من طائرات العدو.. خلال انقضاضاتها المتتابعة المتكاثرة، على الارتال والآليات الفرادى..

إن تلك الطرق.. قد أصبحت تشبه عقداً مشوهاً طويلاً متلوياً، تتابعت حباته بغير نظام، وهي آليات محروقة، أو حفر مسودة بتأثير النابالم أو عربات انقلبت خلال محاولتها الفرار من الطائرات المنقضة.. والجثث المحترقة قد تناثرت هنا وهناك.. والأسلحة تلمع في أشعة الشمس بعد ان أفلتت من أيدي حملتها وهم يهربون، أو بعد مقتلهم أو جرحهم.. والإطارات قد تناثرت، وترى هنا وهناك، بقعاً من الزيت.. مشعلاً أو مدخناً..

وأكواماً من الحديد.. هي كل ما تبقى من العربات بعد احتراقها.. وأبراجاً حديدية مزقتها القنابل، هي الدبابات والآليات المصفحة، بعد ان هجرها سدنتها للهروب، أو لتفادي الإصابات بنيران الطائرات..

هذه المناظر.. كنت تراها على الطرق المعبدة.. أو الممهدة.. أما الأراضي الأخرى خارج الطرقات.. في السهول والمنحنيات والأماكن التي ظن سالكوها انها تغني عنهم شيئاً من غضب الطائرات المغيرة.. فلقد كانت الصورة فيها أوسع وأكثر شمولاً وأبلغ تعبيراً عن المأساة الفاجعة.

فلقد غصت الأرض بأسراب الجراد البشري الزاحف (عسكريين ومدنيين).. يتحركون جميعاً كل إلى مأمنه لا يلوون على شيء.. الضعيف يسقط وما من قوي يحمله أو يعينه على معاودة النهوض.. وستشهد الأرض أمام باريها.. عن هول ما قاسى الكثيرون من الناس (وخاصة المدنيين) من جوع وعطش، حتى اضطر الكثيرون – وخاصة الجنود – إلى الاقتيات بالأعشاب (أخضرها وجافها) أو السطو على ما يصادفون من مزروعات.. تفادياً للموت في تلك المخمصة.

والدواب.. حملت ما خف من المتاع، وفوق كل كومة من ذاك المتاع.. كنت ترى طفلاً أو أكثر، أو امرأة أو شيخاً.. وافراد العائلة الآخرون يمشون متهالكين خلف الدواب.. والعيون قد تسمرت نحو هدف واحد. هو الوصول إلى دمشق أو إربد، أو إحدى القرى اللبنانية – أو درعا -.

إن الهول الذي صادفه ((المنسحبون)) الفارون، من كثرة الرؤى الفاجعة وأصوات الأنين والاستغاثة والتنادي وعويل الثكالى والفاقدات أهلهن أو بكاء الأطفال الذين شردوا.. وهاموا في الأرض لا أب يحنو، ولا أم تضم إلى صدرها ابنها ذا أو ذاك.. والموج البشري يتتابع وأرتال الجراد الزاحف تتلوى مع كل انحناءة أرض، أو نحو أي مصدر للطعام أو الماء.. لتعب منه ثم تغذ السير.. حتى تصل إلى حيث تعتقد انها نجت من الخطر.

إن هذا الهول الذي صادفه المنسحبون ((الفارون)) قد أنساهم هول القصف الذي أنزلته على رؤوسهم طائرات العدو حين كانوا في مواقعهم.. وودوا لو يعودون إليها.. يحتمون بها ويردون عن الأرض أعداءها ولكن قد فات الأوان.. ولم يبق أمامهم إلا الانسياح بين أمواج الفارين.. ((حط رأسك بين الرؤوس وقل يا قطاع الرؤوس(1))).

نعم.. هكذا كان الانسحاب الذي نصر على تسميته بالهروب الكبير – أما الانسحاب المنظم، ((تحرفاً للقتال.. أو تحيزاً إلى فئة)) وكما تعلمناه وعلمناه للكثيرين من جنودنا وضباط الصف.. الانسحاب الذي نفهمه وتعلمناه على أنه حالة من حالات القتال.. لها أسسها وأساليبها وطرق حمايتها بالنيران والمناورة..

الانسحاب الذي نعلمه قتالاً منظماً مدروساً متتابعاً يتم بضراوة وعنف يعرض لقوات العدو المتقدمة، ويحاول تأخيرها أو صدها عن متابعة التقدم. وينـزل بها الخسائر كلما سنحت الفرصة بذلك.. الانسحاب الذي نعلمه.. أسلوباً من أساليب المناورة والخداع.. بغاية استعادة القوى وإعادة تجميعها والقذف بها مجدداً في وجه العدو المهاجم..

الانسحاب الذي سبق أن مارسته جيوش محترمة ونفذه قادة هم عباقرة الحرب.. أمثال خالد بن الوليد في تاريخنا القديم.. وأمثال رومل في تاريخ العالم الحديث..

الانسحاب المشرف الشجاع.. الذي تمارسه القوات وهي في حالة معنوية ممتازة لا تقل عنها وهي مهاجمة أو مدافعة على خطوط الدفاع..

هذا الانسحاب.. لم تعرفه القوات السورية يوم عار حزيران.. ولم تشهده الأرض السورية يوم مسرحية العار.. بل كان الهروب الكبير والهزيمة الذليلة.. والفرار الجبان.. الذي دونه قرار الأرانب.. كنت ترى خلاله موجات متلاحقة من الجند والسكان.. تميل يمنة ويسرة.. من جوع ونصب ورعب.. حتى ليخيل إليك ان هؤلاء الناس ما هم إلا سكارى.. وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد..

6- ولقد كان القادة أول الفارين.. وأول من تبعهم وحدات الدبابات (وخاصة اللواء السبعين بقيادة العقيد عزت جديد) والكتائب التي يقودها كل من المقدم رئيف علواني والنقيب رفعت أسد(1) التي تركت ساحة القتال وعادت إلى دمشق (لتحمي الثورة) والضباط الحزبيون على اختلاف رتبهم.. (الذين تركوا قواتهم وفروا.. إلى القيادة لحضور اجتماع حزبي هام) ثم.. انفرطت المسبحة على الشكل الذي بيناه.

(ك) ثم.. صدر البلاغ الفاجر من إذاعة حزب البعث في دمشق.. (يوم السبت 10 حزيران الساعة التاسعة والنصف صباحاً) يعلن سقوط القنيطرة بيد قوات العدو. ويحمل توقيع وزير الدفاع – اللواء حافظ الأسد – ويحمل الرقم 66.. وكان هذا البيان هو طلقة الخلاص سددتها يد مجرم إلى رأس كل مقاومة استمرت في وجه العدو رغم كل تلك المخازي.. فانهارت القوى واستسلمت المقاومات الفردية المعزولة أو استشهد رجالنا.. وعلم الجميع ان لا أمل في متابعة القتال.. لأن القيادة البعثية قد أنهت كل شيء.. وسلمت للعدو الإسرائيلي.. مفاتيح أحصن وأمنع قطعة من أرض العرب.. بل وتكاد تكون من أكثرها غنى ووفرة بالكنوز الدفينة.. من آثار ومعادن.. وخصب تراب.. ووفرة مياه.

(1) مثل عامي معروف في دمشق يستعمل للتعبير عن الحالات التي تعم فيها البلوى. فيستسلم المرء لها وهو يواسي نفسه انه ليس الوحيد الذي نزلت المصيبة به.

(1) المقدم رئيف علواني، هو من أبرز الضباط البعثيين الذين ساهموا (بأيديهم) في أعمال القتل – التي سموها إعداماً – عقب محاولة انقلاب 18 تموز التي قام بها الناصريون في عام 1963، وأحبطها اللواء السبعون بالاشتراك مع وحدات المغاوير بقيادة النقيبين سليم حاطوم وسليمان العلي.

والنقيب رفعت الأسد هو شقيق (الفريق) حافظ الأسد، وقد كلف هذا الضابط منذ تخرجه من الكلية الحربية – وحتى اليوم – بحماية مطاري (المزة والضمير) العسكريين اللذين هما مرتكز شقيقه (الفريق) حافظ الأسد.

 

وفد من حزب العمالي النروجي التقى مسؤولي "حزب الله" في صور

وطنية - 30/12/2006 (سياسة) زار وفد من حزب العمال النروجي برئاسة فيدار بركلان، مكتب العلاقات السياسية ل"حزب الله" في مدينة صور حيث التقى قيادة الحزب في المدينة. وأفاد بيان للحزب انه "جرى خلال اللقاء استعراض الحرب الاسرائيلية الاخيرة على لبنان، وما تخللها من ارتكابات ومجازر اسرائيلية بحق الشعب اللبناني ومن تدمير ممنهج للبنى التحتية والمرافق اللبنانية". ولفت البيان الى ان قيادة الحزب عرضت للوفد النروجي "ما اقدمت عليه القوات الاسرائيلية من تغطية مناطق واسعة من الجنوب بالقنابل العنقودية، وما تشكله هذه القنابل من مصائد موت متنقلة تصطاد الجنوبيين في قراهم وحقولهم". وأمل مسؤول العلاقات السياسية "ان تقدم دولة النروج مساعدتها لازالة هذه القنابل، خصوصا وان النروج قدمت في السابق مساعدات هامة للجنوبيين". وقد رافق الوفد النروجي رئيس جمعية بيت اطفال الصمود في مخيم برج الشمالي ابو وسيم.

 

الرئيس السنيورة اتصل بمسؤولين لبنانيين وعرب مهنئا بالاعياد

وطنية - 30/12/2006 (سياسة) اجرى رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة، اليوم، سلسلة اتصالات في اطار التهنئة بالاعياد المباركة. وشملت اتصالاته كلا من رئيس مجلس النواب نبيه بري، الرئيس حسين الحسيني، الرئيس رشيد الصلح، الرئيس امين الحافظ، الرئيس عمر كرامي، والرئيس نجيب ميقاتي.

واجرى الرئيس السنيورة ايضا اتصالات بمسؤولين عرب منهم: ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، الرئيس الفلسطيني محمود عباس، رئيس دولة الامارات العربية المتحدة الشيخ خليفة بن زايد ال نهيان، امين عام الجامعة العربية عمرو موسى، رئيس وزراء البحرين الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة وولي عهد البحرين الشيخ سلمان بن حمد ال خليفة، رئيس وزراء اليمن عبد القادر باجمال، رئيس وزراء المغرب ادريس جطو، رئيس وزراء الكويت الشيخ ناصر المحمد الاحمد الصباح، وزير خارجية مصر احمد ابو الغيط، ولي عهد الكويت نواف الاحمد الجابر الصباح، رئيس وزراء دولة الامارات العربية نائب رئيس الدولة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، ونائب رئيس الوزراء في دولة الامارات العربية المتحدة الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، وزير خارجية الامارات العربية المتحدة الشيخ عبدالله بن زايد ال نهيان، وزير شؤون الرئاسة في دولة الامارات العربية المتحدة الشيخ منصور بن زايد آل نهيان. وكان خلال هذه الاتصالات تداول في اوضاع لبنان والمنطقة.

هدى السنيورة/ كذلك اجرت عقيلة الرئيس السنيورة السيدة هدى اتصالات تهنئة بالاعياد المباركة بكل من السيدة سوزان مبارك عقيلة الرئيس المصري وبالملكة رانية العبد الله ملكة الاردن.

 

معتقلون سوريون يأملون أن "يتعظ" منتهكو حقوق الإنسان في المنطقة من إعدام صدام

 دمشق-رويترز: قال معتقل سياسي سوري بارز امس ان معتقلي الرأي في سورية يأملون أن يكون في اعدام الرئيس العراقي السابق صدام حسين "عبرة" لمنتهكي حقوق الانسان في العالم العربي.

واضاف المحامي أنور البني المعتقل مع سياسيين سوريين اخرين بسجن عدرا شمالي دمشق منذ ثمانية أشهر في اتصال هاتفي مع وكالة رويترز "نتمنى ان يكون الاعدام عبرة لكل مرتكبي جرائم بحق شعوبهم وانتهاكات لحقوق الانسان في المنطقة وانه يدركوا بأن لا أحد فوق الحساب وان يرتدعوا عن أفعالهم".

وقال البني "نتمنى ان يكون اعدام الرئيس العراقي السابق صدام حسين هو بادرة لاغلاق الماضي الاسود والدموي في العراق الذي نتمنى أن يصبح منارة للديمقراطية والحضارة في المنطقة".

ولم يسم البني الذي اعتقل بسبب توقيعه اعلانا يدعو الى تغيير السياسة السورية نحو لبنان من يتهمهم بانتهاك حقوق الانسان في المنطقة.

وكان المعتقلون قد تحفظوا في وقت سابق على الحكم باعدام صدام مع تأكيدهم بشكل عام على انه خطوة ايجابية نحو محاسبة المسؤولين العرب.

ولم يصدر حتى الان رد فعل رسمي في سورية على اعدام صدام فيما تباينت آراء رجل الشارع بين مؤيد ومعارض.

ومن جانب اخر اتخذ الكثيرون من العراقيين المقيمين في سوريا موقفا معارضا لاعدام صدام الذي وصفه بعضهم بأنه "أشجع رجل في كل العرب".

وقال مشعان الجبوري عضو البرلمان العراقي والمقيم في سورية إن صدام " سيصبح شهيدا وإعدامه بهذه الطريقة سيعمق الخلاف الطائفي في العراق واذا كان العراقيون لا يزالون يتباكون على الحسين بعد 1400 سنة فأعتقد ان هذا الشيء سيحدث على صدام حسين.

واضاف قائلا "اعتقد بأن هذا اليوم اسود في تاريخ العراق وهو يوم ابتهاج للايرانيين وعملائهم. واعتقد بأن فرص المصالحة الوطنية فرص صعبة "