المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم الأحد 12/2/2006

ان علمتم هذا وعملتم به، فطوبى لكم

 

المكتب الاعلامي لوزير الداخلية بالوكالة نفي ما اورته صحيفة "الليبيراسيون"الفرنسية

وطنية - 11/2/2006 (سياسة) صدر عن المكتب الاعلامي لوزير الداخلية والبلديات بالوكالة الدكتور احمد فتفت ما يلي: نشرت بعض وسائل الاعلام اللبنانية كلاما اوردته صحيفة "الليبيراسيون" الفرنسية نقلا عن وزير الداخلية والبلديات بالوكالة احمد فتفت مفاده ان هناك مراكز تدريب لتنظيم القاعدة في لبنان. يهم المكتب الاعلامي ان يؤكد ان الوزير فتفت لم يقل ان هناك مراكز تدريب لتنظيم القاعدة في اي مكان من لبنان وان ما نشر حول هذا الموضوع غير صحيح على الاطلاق.

 

لبنان يكشف عن مخططات للقاعدة ويتهم الاستخبارات السورية بتحريكها 

باريس – وكالات : 12/2/2006 

 كشف وزير الداخلية اللبناني بالوكالة أحمد فتفت عن ان تنظيم القاعدة يحاول منذ اشهر التمركز في لبنان، متهما أجهزة الاستخبارات السورية بتحريك أحد تيارات التنظيم . وقال فتفت في مقابلة مع صحيفة ليبراسيون الفرنسية نشرت السبت نعلم انه منذ أربعة إلى خمسة اشهر يحاول القاعدة التمركز في لبنان والشبكة تقوم بتمرير مقاتلين والتجنيد في المكان. الارض خصبة. وكان فتفت وزير الشباب والرياضة وقد تولى وزارة الداخلية بالوكالة اثر استقالة الوزير حسن السبع بعد أعمال الشغب التي وقعت في بيروت خلال تظاهرة احتجاج أمام القنصلية الدنماركية على نشر الرسوم الكاريكاتورية للنبي محمد في صحيفة دنماركية.

واضاف لقد فككنا في الآونة الأخيرة مجموعتين يشتبه في انتمائهما إلى هذه الشبكة (القاعدة).

واكد انه تم توقيف 13 شخصا من مختلف دول الشرق الأوسط قبل شهر كانوا يحضرون لاعتداءات في البلاد. وكانت وكالة فرانس برس قد نقلت عن مصدر قضائي في 13 كانون الثاني/يناير قوله ان الموقوفين هم سبعة سوريين وثلاثة لبنانيين وسعودي واردني وفلسطيني موضحا ان القضاء العسكري ادعى عليهم.

وقال فتفت اوقفنا لتونا ايضا خمسة اشخاص ضالعين في هجمات ضد مواقع عسكرية بدون اعطاء تفاصيل اخرى. وردا على سؤال حول اطلاق صواريخ ضد اسرائيل من جنوب لبنان في كانون الاول/ديسمبر والذي تبنته جماعة ابو مصعب الزرقاوي زعيم تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين قال فتفت حسب المعلومات التي لدينا فان القاعدة هي التي امرت به بالفعل. لكنه أضاف لدينا عناصر تفيد ان عناصر الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة هم الذين نفذوه. وردا على سؤال حول احتمال تورط سورية في هذا الهجوم قال فتفت ان الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة التي تتخذ من دمشق مقرا لها تنفذ أوامر أجهزة الأمن السورية. وتابع اعتقد ان هناك عدة تيارات داخل شبكة القاعدة قد يكون أحدها تحركه أجهزة الأمن السورية.

 

سورية .. الشرع نائبا للرئيس والمعلم وزيرا للخارجية 

دمشق – وكالات : 12/2/2006 - اصدر الرئيس السوري بشار الأسد السبت مرسوما قضى بإجراء تعديل وزاري للحكومة الحالية بعد صدور مرسوم آخر قضى بتعيين وزير الخارجية فاروق الشرع نائبا لرئيس الجمهورية مكلفا تنفيذ السياسة الخارجية والإعلامية. وبموجب التعديل الحالي بقيت الحكومة برئاسة محمد ناجي العطري في حين تسلم نائب وزير الخارجية وليد المعلم وزارة الخارجية خلفا لفاروق الشرع الذي عين نائبا لرئيس الجمهورية.

وعين اللواء بسام عبد المجيد قائد الشرطة العسكرية وزيرا للداخلية في الحكومة الجديدة مكان غازي كنعان الذي أعلن عن انتحاره في الثاني عشر من تشرين الأول/أكتوبر الماضي.

 

جنبلاط يشعل المشهد الداخلي مجددا ويصف حزب الله بالميليشيا.

 رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط اعلن عزمه على وضع ورقة للنقاش والحوار في مجلس النواب موضحا ان منطلقها الاساسي سيكون ملكية مزارع شبعا اللبنانية مع ان السيادة عليها ليست للبنان ، وكشف ان بعض الخرائط التي هي في حوزته منذ فترة تشير الى ان المزارع وتلال كفرشوبا الحقت بلبنان عام 2001 وانها لم تكون لبنانية منذ عام 1962 لا اكثر ولا اقل .

نبلاط دعا الى التحاق حزب الله بالجيش كما ينص اتفاق عام 1992 علنا لحل الميليشيات ومنها ميليشيا حزب الله .

 

الرئيس لحود شارك في القداس الاحتفالي لسيامة اساقفة جدد في بكركي

وطنية - 11/2/2006 (سياسة) شارك رئيس الجمهورية العماد اميل لحود في القداس الاحتفالي ورتبة سيامة الاساقفة الجدد: سمعان عطاالله، فرنسوا عيد، جورج ابو جودة والياس نصار، الذي ترأسه البطريرك الماروني الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير في الصرح البطريركي في بكركي.

وكان الرئيس لحود قد وصل الى الصرح البطريركي عند الثانية والنصف من بعد الظهر حيث كان في استقباله على مدخل الصرح امين سر البطريرك الاب ميشال عويط، المستشار الاعلامي لرئاسة الجمهورية رفيق شلالا، مدير المراسم في القصر الجمهوري السفير مارون حيمري، وتوجه على الفور الى صالون الصرح حيث كان في استقباله البطريرك صفير والمطارنة: بولس مطر، فرنسيس البيسري، منصور حبيقة ورئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن. وبعد تبادل التحيات والاطمئنان الى الصحة، عقدت خلوة بين الرئيس لحود والبطريرك صفير في مكتب البطريرك الخاص، تناولت التطورات الاخيرة وما حصل من احداث ومواقف وردود فعل منذ خلوة الميلاد وحتى اليوم. وبعد اللقاء الذي استمر نصف ساعة، وصف الرئيس لحود الخلوة ب"الممتازة" كالعادة وقال ردا على سؤال: "انا دائما مرتاح بلقائي مع البطريرك وليس فقط اليوم".

بعدها، توجه الرئيس لحود والبطريرك صفير الى مذبح الصرح الخارجي حيث ترأس البطريرك صفير القداس الاحتفالي وعاونه فيه لفيف من المطارنة والآباء، بمشاركة بطريرك انطاكية وسائر المشرق للروم الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام، القائم بأعمال السفارة البابوية فيسفالداس كالبوكاس ممثلا قداسة البابا بنديكتوس السادس عشر، حشد من المطارنة والرؤساء العامين والرئيسات العامات والكهنة والراهبات. وحضر القداس النائب نبيل البستاني ممثلا رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط، النائب انطوان زهرا ممثلا رئيس اللجنة التنفيذية للقوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع، النائب نعمة الله ابي نصر ممثلا النائب العماد ميشال عون، سمير مسلم ممثلا وزير المهجرين نعمة طعمة، والنواب: "انطوان الخوري، نادر سكر، روبير غانم، عبداللطيف الزين، جواد بولس، فريد الخازن، سمير عازار، ياسين جابر، السفير الايطالي فرانكو مستريتا، مدير المخابرات في الجيش اللبناني العميد الركن جورج خوري، قنصل بريطانيا رئيس رابطة آل ابوجودة وليد زرد ابوجودة، رئيس الرابطة المارونية الوزير السابق ميشال اده، الوزير السابق ناجي البستاني، الوزير السابق يوسف سلامة، وحشد من الفعاليات السياسية والدينية والديبلوماسية والعسكرية والثقافية واهالي المطارنة الجدد ووفود شعبية من مختلف الابرشيات والرعايا.

بعد الانجيل المقدس القى البطريرك صفير عظة بعنوان: "ان علمتم هذا وعملتم به، فطوبى لكم"، استهلها بالتوجه الى رئيس الجمهورية بالقول: "فخامة الرئيس، وجودكم اليوم في ما بيننا، تأكيد على انتمائكم الى الكنيسة المارونية، ومشاطرتكم اياها افراحها وأتراحها، وهي تفرح اليوم بترقيتها اربعة مطارنة جدد، سيكونون رسل خير، ومحبة وسلام في أبرشياتهم، وفي لبنان وخارجه، وهم سيشتركون مع فخامتكم ومعنا في الصلاة الى الله لينقذ لبنان مما يتخبط فيه من مشاكل، ويعيده الى سابق عهده في الاستقرار والازدهار". واضاف: "ان علمتم هذا وعملتم به فطوبى لكم"، يسرنا ان نرقي الى الدرجة الاسقفية اربعة من اخواننا الاعزاء الذين دعاهم الله بانتخاب الروح القدس، بصوت اعضاء مجمعنا البطريركي، وموافقة قداسة الحبر الاعظم البابا بنديكتوس السادس عشر، الى رعاية قسم من القطيع الذي ستوكل رعايته الى كل منهم في ابرشية دير الاحمر، وطرابلس، وصيدا في لبنان، والقاهرة في مصر والسودان ويقيننا انهم سيعملون بما عملوا ليستحقوا ما قاله السيد المسيح لتلاميذة بقوله: "ان علمتم هذا وعملتم به فطوبى لكم".

ترى ما هذا الذي علموه ليعملوا به؟ لقد اوضحه السيد المسيح في العشاء الاخير الذي تناوله مع تلاميذه على ما ورد في انجيل القديس يوحنا، وقد جاء فيه انه "قبيل الفصح، اذ كان يعلم ان ساعته (اي ساعة آلامه، وصلبه، وموته وقيامته) قد حانت ليعبر من هذا العالم وفي اثناء العشاء خلع رداءه واخذ منديلا واتزر به، ثم صب ماء في اناء التطهير، وبدأ يغسل اقدام التلاميذ وينشفها بالمنديل الذي كان متزرا به". هذا ما علمهم اياه لا بالقول، بل بالفعل. واضاف يقول لبطرس، بعد ان ابى هذا عليه فعلته، في نبرة احتجاج جانحة - "ان لم اغسلك فليس لك نصيب معي". واذا ببطرس من يندفع بعفوبته المعروفة، فيقول له: "يا رب لا تغسل قدمي فقط، بل يدي ورأسي ايضا". وبعد ان غسل اقدامهم، ولبس رداءه، وعاد واتكأ، قال لهم: "اتفهمون ما فعلت؟... ان كنت انا الرب والمعلم قد غسلت اقدامكم، فعليكم انتم ايضا ان يغسل بعضكم اقدام بعض". وخشية منه الا يكونوا قد استوعبوا ما فعل، زاد على قوله السابق: "لقد اعطيتكم مثلا، لتفعلوا انتم كما فعلت انا لكم". واوضح ما فعل لئلا يكون قد علق في ذهنهم بعض ابهام: "الحق اقول لكم:

ليس عبد اعظم من سيده ولا رسول اعظم من مرسله"، وختم قائلا: "ان علمتم هذا، وعملتم به، فطوبى لكم". هذا العمل الذي قام به الرب يسوع، كان قد اشار اليه سابقا في تعليمه بقوله: "احملوا نيري عليكم، وكونوا لي تلاميذ، لأني وديع ومتواضع القلب، فتجدوا راحة لنفوسكم". وقال في مكان آخر: "من يرفع نفسه يواضع ومن يواضع نفسه يرتفع". وكان شديد الوضوح يوم قال: "اذا فعلتم كل ما امرتم به، فقولوا: إننا عبيد لا نفع منا، فقد فعلنا ما كان يجب علينا ان نفعل". وختم اقواله هذه بما قام به في العشاء الاخير. فقرن القول بالفعل. وصفة التواضيع هي ما يرغب شعب الله في ان يراها في من يتولون رئاسته "الكبير فيكم، فليكن لكم خادما". ان بولس الرسول قد كتب الى تلميذه طيطس يقول: "على الاسقف، بوصفه وكيلا لله، ان يكون بلا لوم، غير معجب بنفسه، ولا غضوبا، وغير مدمن للخمر، ولا تسرع يده للضرب، ولا يسعى الى ربح خسيس". وزاد قائلا: "عليه ان يكون مضيافا، محبا للخير، رزينا، بارا، نقيا، عفيفا، متمسكا بالكلام الحق الموافق للتعليم، ليكون قادرا على الوعظ في التعليم الصحيح، وعلى افحام المعارضين". وتابع البطريرك صفير: "ولا شك عندنا، ايها الاخوة الاجلاء، ان كلا منكم يدرك تمام الادراك ما توجب عليه حالته الجديدة، حالة الاسقفية التي دعاكم الله اليها، من واجبات وتلزمه به من فروض. وقد سبق لكم ان شغلتم في رهبانياتكم ورعاياكم وظائف رفيعة. واثنان من بينكم كانا رئيسين عامين، وثالثكم رئيسا اقليميا، ورابعكم كاهن رعية، وتعرفون بالتالي ما يقتضيه واجب الرعاية من محبة للمرؤسين، واعطائهم خير مثل بالمسلك، والكلام والاعمال، حتى لكأن على الاسقف ان يقول لأبناء ابرشيته ما قاله بولس الرسول يوما لأهل كورنتس: "اقتدوا بي كما انا اقتدي بالمسيح". ونحن رسله الى ابنائه البشر. وما على الرسول الا إبلاغ الرسالة التي يحملها الى المرسلة اليه. ويضل ضلالا كبيرا من يبشر الناس بمزاياه، ومآثره، ومواهبه.

وبعد فهي ليست منه، بل من الله الذي خلعها عليه. والرب يسوع يقول لنا، ما قاله لرسله، على ما ورد في انجيل يوحنا: "كما ارسلني الآب ارسلكم انا ايضا". وسأكون معكم الى منتهى الدهر". لستم وحدكم، لكنه هو معكم، اذا عرفتم ان تستحضروه في صلاتكم، واقوالكم، واعمالكم. ولكل منكم ما خصه به الله من مواهب، وما حصله من علوم لاهوية، وما اكتسبه من خبرة في توجيه الناس اليه تعالى، ينبوع كل خير، ومصدر كل قوة، وما اكتسبه من خبرة في مزاولته مهامه الرهبانية، والراعوية، من ارشاد، وتوجيه، وتوزيع اسرار، ما يمكنه من القيام بما دعاه الله اليه من واجب رعاية، ذاكرا ما يقوله القديس بطرس في رسالته: "ارعوا قطيع الله الموكول اليكم واسهروا عليه، لا كرها بل طوعا، وفق مشيئة الله، ولا سعيا الى ربح خسيس بل بكل نشاط، ولا تتصرفوا كأسياد على من وضعهم الله امانة بين ايديكم، بل كونوا مثالا للقطيع، ومتى ظهر راعي الرعاة، تحرزون اكليل المجد الذي لا يذبل".

وختم: "وانا اذ نهنئكم، انتم وذويكم، وابناء ابرشياتكم الذين يوافقونكم اليوم، وكل يوم بصلواتهم، نسأل راعي الرعاة، السيد المسيح، ان يكون معكم دائما وابدا، ويبارك رسالتكم لتأتي بالثمار المرتجاة، ويسدد خطاكم الى ما فيه مجده تعالى، ونيل بركاته".

 

الرئيس السنيورة الى السعودية الاثنين المقبل للقاء الملك عبد الله رئيس مجلس الوزراء تسلم من النائب ابي نصر وباسيل "وثيقة التفاهم"

وطنية - 11/2/ 2006 (سياسة) استقبل رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة في السراي الكبير النائب نعمة الله أبي نصر والقيادي في التيار الوطني الحر جبران باسيل وعرض معهما التطورات في البلاد.

بعد اللقاء قال النائب أبي نصر:" بتكليف من العماد عون سلمنا دولة الرئيس السنيورة ورقة التفاهم المشتركة بين"حزب الله" والتيار الوطني"، وبحثنا في هذا الموضوع على مدى ساعة، وكانت هناك نقاط مشتركة كثيرة بين ما رود في هذه الوثيقة وبين البيان الوزاري وقناعات دولة الرئيس، ومنها التمثيل الديبلوماسي بيننا وبين سوريا، ومنها موضوع كشف الحقيقة والعدالة في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وغيرها من النقاط ومسالة السلاح الفلسطيني وغيرها".

من ناحيته قال باسيل:" بالطبع نحن عندما نضع هذه الوثيقة كان في ذهننا تقديم إنجاز إلى اللبنانيين وتقديم أفكار تكون موضع إجماع عندهم، ونتمنى أن تستكمل بمشاركة جميع اللبنانيين، لأنه كان في فكرنا الالتزام بالخط البياني للحكومة اللبنانية ولمصالح اللبنانيين جميعا. وكل النقاط التي وردت كانت تعالج أمورا تعني جميع اللبنانيين ولا تعني فقط "التيار الوطني" أو "حزب الله"، وفي النهاية لقد قدمنا أفكارا متقدمة جدا نتمنى انه في الحوار المنشود من الجميع والذي لم يبدأ حتى الآن، أن تكون هذه الخطوة سهلت بدء الحوار، وسرعت عملية مشاركة جميع اللبنانيين في تطوير هذه الأفكار العالقة أمامنا اليوم".

سئل:ما هو رأي الرئيس السنيورة في هذه الورقة؟ أجاب:"بالطبع لقد تمت مناقشة كل البنود وشرح بعض الأفكار، واعتقد انه لا يوجد أي لبناني يمانع التقاء اللبنانيين، وأيضا لا يوجد أي طرف خارجي يمانع التقاء اللبنانيين، إذا أردنا نحن المحافظة على لبنان وحمايته.والرئيس السنيورة رحب في الكثير من النقاط الواردة في الورقة، وتم توضيح بعض النقاط الأخرى، وكان هناك اتفاق على ضرورة استكمالها بالحوار المنتظر". كذلك استقبل الرئيس السنيورة وزير العدل شارل رزق وعرض معه شؤونا وزارية.

واستقبل وزيرة الشؤون الاجتماعية نايلة معوض في حضور السيد محمد بركات، وتناول البحث أوضاع الوزارة. وقالت الوزيرة معوض بعد اللقاء:"عرضنا واقع الوزارة الحالي والرؤية والمشاريع والخطة المستقبلية، لكي تصبح وزارة الشؤون الاجتماعية وزارة التنمية الاجتماعية، من هنا فان بعض النشاطات وبعض المبالغ التابعة للوزارة يفترض ان تنقل الى غير وزارات مثل وزارة التربية، ووزارة الصحة، اما المبالغ المعنية بالتنمية الاجتماعية فيجب ان تعود الى هذه الوزارة، وعلينا التنسيق جيدا بين وزارات الشؤون والمالية والاقتصاد والتربية حتى نستطيع تقديم رؤية لكل لبنان تتعلق بالتنمية الاجتماعية في لبنان.

وردا على سؤال عما اذا كان البحث تناول شؤونا سياسية، قالت:" الاجتماع تناول شؤونا وزارية ولكن لقد آلمنا كثيرا ما حصل الاحد الماضي ونحن في انتظار نتائج التحقيق ونعلم بوضوح القوى التي جعلت من مظاهرة سلمية مظاهرة شغب وهدف هذا الشغب خلق شرخ بين الاشرفية وبقية المناطق.

وسنطالب في مجلس الوزراء إنزال اشد العقوبات بكل جهة شاركت في هذا الشغب من تكون وايا يكن موقعها او مركزها."

وفي الاولى والنصف ترأس الرئيس السنيورة الاجتماع التنسيقي الاقتصادي الدوري وحضره وزير المال جهاد ازعور، وزير الاقتصاد سامي حداد وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة وجرى عرض للأوضاع الاقتصادية والمالية.

وكان الرئيس السنيورة استقبل مساء أمس في السراي الكبير وفدا من قطاع المهن الحرة في "تيار المستقبل" ضم نحو 300 شخص تقدمهم المنسق العام لقطاع المهن الحرة في التيار النقيب سمير ضومط. وكانت جلسة شهدت نقاشا واستعراضا لكل المواضيع الاقتصادية والاجتماعية والمهنية في البلاد. الى السعودية على صعيد اخر يغادر الرئيس السنيورة صباح الاثنين المقبل الى المملكة العربية السعودية للقاء العاهل السعودي الملك عبد الله والمسؤولين السعوديين الكبار.

 

ارسلان: تم التعاطي غرائزيا مع ما حصل في لبنان منذ سنة و"الاكثرية والاقلية" مقولة مفخخة للوضع اللبناني الداخلي

وطنية - 11/2/2006 (سياسة) جال اليوم الوزير السابق طلال ارسلان في منطقة حاصبيا، وتحدث خلالها عن الاوضاع العامة في لبنان بشكل عام، وتطرق الى لقاء رئيس "كتلة الاصلاح والتغيير" النائب العماد ميشال عون والامين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصر الله فقال: "نعول كل خير على هذا اللقاء الممتاز وما سيعكسه من ايجابيات على المستوى اللبناني العام، لاننا نعتبر ان وثيقة التعاون التي توصل اليها الجانبان هي وثيقة تعاون تخص كل اللبنانيين وهي لا تخص فريق دون الآخر، ولا حتى تخصهما على المستوى الخاص بقدر ما تخصهما على المستوى العام.

وعلينا ان نثمرها جميعا لما فيه مصلحة لبنان وكرامته ووحدته وعروبته وتمسكه بهويته، لاننا نعتبر ان ما حدث منذ سنة وحتى اليوم كان غير طبيعي في لبنان، خصوصا انه تم التعاطي مع ذلك غرائزيا وليس عقلانيا. تمت فيه المصالح الخاصة على حساب المصلحة العامة، تمت فيه افساد الدولة اكثر واكثر وتعطيل المؤسسات الدستورية اكثر واكثر وغلبة المصلحة الشخصية على كل ما هو مصلحة عامة على كافة الصعد، سياسيا او اقتصاديا او اجتماعيا اوغيره، وان شاء الله لن يتكرر". اضاف: "هناك طبقتان سياسيتان احداهما طبقة فاسدة تحرق البلد لتولع سيجارة، وطبقة اخرى على غرار اللقاء الذي حصل في كنيسة مار مخايل، يهمها المصلحة العامة وسيادة لبنان وحريته ومقاومته واستقلاله وديموقراطيته بالمفهوم الوطني الذي تربينا عليه منذ ايام الامير مجيد. وبالتالي، يجب ان يعمم هذا المشهد الاخير، لان هذه الوثيقة تصلح لأن تكون وثيقة حوارية جدية بمسلمتين: شق منها يتعلق بالمسلمات الوطنية وهي طبعا غير قابلة للتفاوض، وشق آخر يتعلق بتطوير العمل السياسي في البلد، وتطوير المؤسسات الدستورية وإعادة الالتفاف حول الدولة ومؤسساتها، شرط تقوية هذه المؤسسات وليس اضعافها".

وتابع ارسلان: "وبالتالي، ما كنا نحن نطالب فيه كحزب ديموقراطي - لبناني وإن كان السيد نصر الله و"حزب الله" وكان الرئيس ميشال عون في "التيار الوطني الحر" او كان سليمان فرنجية في "المردة"، فكنا نطالب بحوار جدي لبناني داخلي لا يستثني احدا من طاولة الحوار".

ورأى أن "مقولة الاكثرية والاقلية مقولة مفخخة للوضع اللبناني الداخلي" معتبرا أن "هذه الاكثرية مزورة ومزيفة، اتت بشراء ضمائر الناس باستعمال المال العام والمال الخاص بأسوأ اساليبه، بقانون انتخابي بال لا يمثل الرأي الصحيح ولا يوصل الرأي النظيف على المجلس النيابي".

 

البيان الختامي لسينودس الروم الكاثوليك ناقش شؤونا رعوية

ووطنية: وقفة مسيحيي الأشرفية والقيادات المسيحية والاسلامية جنبت لبنان فتنة اعتبار الرسوم المسيئة الى النبي محمد مسيئة الى المسلمين والمسيحيين رفع الدعاء لاجل احلال السلام والأمان في الارض المقدسة وفي العراق الجريح وطنية - 11/2/2006 (سياسة) وزعت اليوم امانة سر السينودس للروم الملكيين الكاثوليك البيان الختامي للسينودس جاء فيه: "انعقد السينودس المقدس لكنيسة الروم الملكيين الكاثوليك في المقر البطريركي في عين تراز بين 6 و10 شباط 2006 برئاسة غبطة البطريرك غريغوريوس الثالث، بطريرك انطاكية وسائر المشرق والاسكندرية واورشليم، ومشاركة اساقفة الكنيسة الرومية الملكية الكاثوليية الوافدين من الدول العربية والولايات المتحدة الاميركية وكندا ودول اميركا الاتينية واوستراليا ونيوزيلندا. وقد اقتصر هذا السينودس على المطارنة من دون سواهم، وهم بحسب اقدمية الرسامة الاسقفية: المطران بولس انطاكي النائب البطريركي في مصر والسودان سابقا، المطران فرنسوا ابو مخ النائب البطريركي العام في دمشق سابقا، المطران بولس برخش متروبوليت بصرى وحوران وجبل العرب، المطران اندره حداد رئيس اساقفة الفرزل وزحلة وسائر البقاع، المطران جان عادل ايليا رئيس اساقفة نيوتن والولايات المتحدة الاميركية سابقا، المطران ابراهيم نعمة متروبوليت حمص وحماه ويبرود وتوابعها سابقا، المطران جورج رياشي رئيس اساقفة طرابلس وسائر الشمال، المطران يوحنا حداد متروبوليت صور وتوابعها سابقا، المطران انطوان حايك رئيس اساقفة بانياس ومرجعيون (قيصرية فيليبس) وتوابعهما، المطران بطرس المعلم رئيس اساقفة عكار وحيفا وسائر الجليل سابقا، المطران ايسيدور بطيخة النائب البطريركي في دمشق، المطران جورج المر رئيس اساقفة بترا وفيلادلفيا وسائر الاردن، المطران يوحنا جلبرت متروبوليت حلب وسلوقية وقورش وتوابعها والزائر الرسولي في اوروبا الغربية، المطران فارس معكرون رئيس اساقفة البرازيل، المطران جورج كحالة زهيراتي رئيس اساقفة فنزويللا، المطران عصام درويش رئيس اساقفة اوستراليا ونيوزيلندا، المطران بولس كلاس متروبوليت بيروت وجبيل وتوابعهما، المطران نيقولاكي صواف متروبوليت اللاذقية وطرطوس وتوابعهما، المطران سليم غزال المعاون البطريركي سابقا، المطران جوزف العيسى المعاون البطريركي، المطران جول يوسف زريعي النائب البطريركي في مصر والسودان، المطران جورج حداد المدبر الرسولي لأبرشية عكا وحيفا والناصرة وسائر الجليل، المطران ابراهيم ابراهيم رئيس اساقفة كندا، المطران الياس رحال رئيس اساقفة بعلبك وتوابعها والمطران جورج بقعوني رئيس اساقفة صور وتوابعها. تغيب عن السينودس كل من: المطران الياس الزغبي رئيس اساقفة بعلبك سابقا، المطران ايلاريون كبوجي النائب البطريركي في القدس، المطران غريغوار حداد رئيس اساقفة بيروت وجبيل وتوابعهما سابقا، المطران ميشال حكيم رئيس اساقفة كندا سابقا، المطران سبيريدون مطر رئيس اساقفة البرازيل سابقا، المطران يوحنا منصور المعاون البطريركي سابقا، المطران ميشال يتيم رئيس اساقفة اللاذقية وطرطوس وتوابعهما سابقا، المطران جورج كويتر رئيس اساقفة صيدا ودير القمر، المطران كيرلس بسترس رئيس اساقفة نيوتن والولايات المتحدة الاميركية والمطران نيقولا سمرا معاون رئيس اساقفة نيوتن سابقا.

1-افتتح غبطة البطريرك السينودس بكلمة حيا فيها آباء السينودس بعبارة "المسيح في ما بيننا، كائن وسيكون" وجاء فيها: "يسوع في المركب، في السفينة نفسها التي نحن مبحرون فيها، وهو يقول لنا، "لا تخافوا"، آراؤنا مختلفة وتختلف في كل سينودس بالنسبة الى القرارات والى انتخاب المطارنة، ولكن المهم ان تكون مداولاتنا في جو الجماعية وروحانيتها، في المناقشات وعند ابداء الملاحظات والأحكام والآراء حيال المرشحين وفي الانتخابات وفي قبول نتائج الانتخابات. من ينتخب هو منتخب من السينودس وليس فقط ممن انتخبوه. ونحن كلنا بطريرك ومطارنة علينا ان نساند في السر والعلن، امام كهنة أبرشيته وأمام جميع المؤمنين في أبرشيته وخارجها. لا بل علينا ان ننسى اننا انتخبنا فلانا او فلانا، كما علينا ان نقصي عن عقليتنا وانتخابنا وقراراتنا الاعتبارات الجانبية، من هذه الرهبانية او الجمعية او تلك. من هذه الأبرشية او من خارجها، من ذلك البلد او ذاك.

نحن كنيسة واحدة: الأبرشيات والجمعيات والرهبانيات ننظر اولا الى خير الكنيسة والأبرشية، وباقي الاعتبارات يجب ان تكون حاضرة مع الحفاظ على الخير الأكبر: انتخاب الراعي الصالح، المناسب للأبرشية وفي واقعها. هذا اقتناعي أعلنه بصدق واخلاص امامكم. واذا كنت في السابق أزعجت احدا من اخوتي المطارنة الأحباء الذي أحبهم كلهم وأقدرهم كلهم وأحرص على سمعتهم وكرامتهم، او اختلفنا بالآراء، فانني اعتذر الآن امامكم وأطلب بركة محبتكم التي هي بالنسبة الي الهدية الكبرى والعون الأكبر لتحمل مسؤوليتي كأب ورأس في بطريركيتنا وكنيستنا.

2- وعرض غبطته جدول أعمال السينودس المقدس: - انتخاب مطران لأبرشية عكا وحيفا والناصرة وسائر الجليل. - انتخاب مطران لأبرشية حمص وحماه ويبرود. - انتخاب ثلاثية لأبرشية الارجنتين. - انتخاب مطران الدائرة البطريركية. - وضع لائحة مرشحين للأسقفية. - أمور تتعلق بالانتخابات التي يقترحها السادة اعضاء السينودس.

3- وعلى الأثر تداول الآباء على مدى ايام السينودس هذا الجدول عن اوضاع ابرشياتهم، وتبين ان اعمال السينودس شبه محصورة بانتخاب مطارنة لأبرشيات الكنيسة، وفي ما يأتي اهم النتائج التي توصلوا اليها: أولا: انتخب الآباء يوم الثلاثاء 7/2/2006 الارشمندريت الياس شقور مطرانا اصيلا لأبرشية عكا وحيفا والناصرة وسائر الجليل خلفا لسيادة المطران بطرس المعلم المستقيل، مع العلم ان الأبرشية كانت منذ عام 2003 حتى تاريخه بادارة المدبر الرسولي المطران جورج حداد الذي سيسلم الأبرشية الى المطران الجديد بعد رسامته في 25 شباط الحالي.

والجدير بالذكر ان سيادة المدبر الرسولي جابه صعوبات جمة في سبيل ايجاد الحلول الناجعة لمعالجة المشاكل الاقتصادية والمقاربة المتراكمة على الأبرشية منذ عقود.

ثانيا: انتخب الآباء يوم الاربعاء 8/2/2006 سيادة المطران ايسيدور بطيخة النائب البطريركي العام لأبرشية دمشق البطريركية، مطرانا على أبرشية حمص وحماه ويبرود وتوابعها خلفا لسيادة المطران ابراهيم نعمة الذي استقال بداعي بلوغه السن القانونية، ينتقل سيادة المطران ايسيدور بطيخة الى أبرشية حمص بعدما خدم منذ عام 1992 نائبا بطريركيا عاما لأبرشية دمشق البطريركية منذ عهد المثلث الرحمة البطريرك مكسيموس الخامس حكيم بجدارة وكفاءة ونجاح، وترك بصمات واضحة المعالم في سجلات الأبرشية وقلوب ابنائها.

ثالثا: انتخب الآباء ثلاثية لأبرشية الأرجنتين بعدما استقال راعيها سيادة المطران جورج حداد، الثلاثية كناية عن انتخاب ثلاثة أسماء ترفع الى الكرسي الروماني الذي يختار واحدا منها، وهذه الثلاثية توضع لانتخاب مطران للأبرشيات الواقعة خارج رقعة البطريركية في البلاد العربية. رابعا: انتخب الآباء نائبا بطريركيا للقدس الشريف سيعلن عنه في حينه.

خامسا: وضع الآباء لائحة تضم بعض أسماء المرشحين للأسقفية، ترسل هذه اللائحة الى الكرسي الروماني لاعطاء الرأي في شأنها. سادسا: عالج الآباء بعض الامور الاخرى المتعلقة بتنظيم الدائرة البطريركية وبالمهمات الموكلة الى النواب البطريركيين في كل من دمشق والقدس والاسكندرية وبمهمات المطارنة المنتخبين للدائرة البطريركية (المطارنة المعاونين).

4- لم تغب عن فكر الآباء وصلاتهم الاوضاع المأسوية التي تتخبط فيها البلاد العربية حيث لهم رعايا فيها. وتوقفوا عند الوضع الامني غير المستقر في لبنان خصوصا في الآونة الاخيرة بعد سلسلة الاغتيالات وعلى اثر احداث الاشرفية المؤلمة، وقدروا وقفة مسيحيي الاشرفية الرائعة والقيادات المسيحية والاسلامية التي جنبت لبنان فتنة لا تعرف عواقبها. كما استنكروا بشدة في بيان خاص الرسوم الكاريكاتورية التي تسيء الى الاسلام والمسلمين واعتبرها غبطة البطريرك في بيان سابق له انها اهانة للمسلمين وللمسيحيين معا واعتبر ان راسمي الكاريكاتور لا يمثلون اي مسيحي.

ودعا المسلمين والمسيحيين الى التمسك بعرى الايمان. كما دعا الآباء الى قيام علاقات متينة بين سوريا ولبنان على اساس الثقة والاحترام المتبادلين. وهم يرفعون الدعاء لاجل احلال السلام في الارض المقدسة وفي العراق الجريح ولاجل الامن والامان والاستقرار التي هي اساس في تحسين الاحوال الاقتصادية في البلاد العربية وتوفير لقمة العيش الكريم والعمل المشرف. كما يتمنون لمؤمني كنيستهم بخاصة الشباب المنتشرين في اقطار العالم ان يبقوا امناء على تراث ايمانهم وعلى انتمائهم الى كنيستهم. 5- خاتمة: اختتم الآباء السينودس بالصلاة الى الله المحب البشر لكي تترسخ المحبة بين الجميع. وتوجه غبطته الى آباء السينودس بهذه الكلمة الروحية:"اسمحوا لي أن اقول لكم انني احبكم. وارجو الا نعتبرها مبتذلة. يسوع رددها واكد لنا انه يحبنا، لا بل لزيادة التأكيد قال:" الآب يحبكم".

واؤكد لكم ان سينودسنا نجح ليس لانه سينودس الحنكة والمقايضة والتوافقية والمناورات والتطبيقات، بل نجح بسبب محبة الله وبسبب محبة بعضنا البعض وبسبب محبتنا لكنيستنا، فالمحبة لا تسقط ابدا. وتنجح دائما، والمحبة تنفي المخافة الى الخارج.

ولذا، اختتم هذا السينودس بهذه العبارة: لنحب بعضنا بعضا لكي نعترف بنية واحدة ونخدم معا ونحب معا ونؤمن معا ونرعى ابرشيات كنيستنا معا. ونكون هكذا كنيسة قوية متماسكة. ولنذكر سيدتنا الكاملة القداسة وجميع القديسين ولنودع المسيح الاله ذواتنا وبعضنا بعضا وحياتنا كلها". واختتم الآباء السينودس بالصلاة ونشيد الدعاء لصاحب الغبطة".

 

عون وحزب الله لا يستطيعان الالتزام بترجمة وثيقة التفاهم وحادث الاشرفية يدعو الى معالجة التطرف ومحاسبة اصحاب الخطاب التحريضي

وطنية - 11/2/2006 (سياسة) رأى النائب السابق محمد عبد الحميد بيضون "ان لقاء العماد عون والسيد حسن نصر الله, يمثل خطوة متقدمة وتقليدا جديدا في السياسة اللبنانية, لانه ارتكز الى وثيقة تفاهم وخرج من عقلية المناكفات التي تستشهد بها القوى السياسية الطائفية اللبنانية, ويجب ان تكون ايجابيات هذا اللقاء ولو بالشكل مدخلا لرئيس الحزب التقدمي وليد جنبلاط لاعتماد صيغ مختلفة في مخاطبة حزب الله ولو من موقع الاختلاف الذي لا يمنع اعادة بناء الجسور بينهما, لان الطرفين محكومين بالتوافق مهما اختلفت الظروف او تقلبت الاحداث, ولان حزب الله جزء مكون من النسيج اللبناني وهو ليس مجرد اداة في لعبة اقليمية او في يد الموقع الاقليمي, بل ان موقع حزب الله الاقليمي هو نفسه موقع لبنان على الخريطة الاقليمية وهو يتحدد وفق اعتبارات وطنية لبنانية, متفق عليها داخل الحكومة خصوصا اذا كانت حكومة وحدة وطنية".

وشدد بيضون على "ان المبادرة العربية والسعودية والمصرية, اذا انطلقت الاسبوع المقبل ستكون ايضا عنصرا مساعدا للبنانيين, للاجتماع على رؤية موحدة للدور الاقليمي". كما اكد بيضون "ان اللبنانيين ينتظرون من العماد عون ونصر الله خطوات عملية لترجمة وثيقة التفاهم, حتى لا تبقى حبرا على ورق في حركة سياسية تتوصل الى احداث تغيير حقيقي, وبالاخص السعي الى تشكيل حكومة وحدة وطنية, تكون قادرة على تجاوز تحديات المرحلة بما فيها تأمين احترام لبنان لقرارات الشرعية الدولية وموجبات القانون الدولي, وبنفس الوقت احترام حق اللبنانييي في مقاومة الاحتلال والعدوان, وكذلك تنفيذ برنامج واسع للاصلاح السياسي والاقتصادي والمالي والمؤسساتي".

واعتبر بيضون "ان حزب الله لا يستطيع ان يلتزم ببيان وزاري لحكومة يشارك فيها, وان يلتزم من جهة ثانية بوثيقة تفاهم تمثل بيانا بديلا, كما ان العماد عون لا يستطيع ان يمثل المعارضة وبنفس الوقت ان يتفاهم مع جزء من الحكومة ضد الجزء الاخر. واعتبر بيضون "ان انفلات الغرائز والغوغائية التي رأيناها يوم الاحد الماضي في ما سمي غزوة التباريس, تؤكد على ضرورات الاصلاح والمعالجة لعناصر التطرف والانفلات داخل مجتمعنا, ومع ان اجتماع رجال الدين عمل ايجابي مرحب به الا انه لا يكفى لمواجهة هذه الظواهر, فالمطلوب برامج معالجة جديدة لازالة بؤر التطرف والمطلوب ايضا, ايجاد اطار قانوني ملائم للمحاسبة والمعاقبة على خطاب التحريض او خطب التحريض, مهما كان نوعها المنتشرة في مجتمعنا والتي تساهم في بناء وانتاج هذه الذهنيات".

واكد بيضون في الذكرى السنوية الاولى لاغتيال الشهيد الراحل رفيق الحريري "ان الحريري من اهم الشخصيات اللبنانية والعربية, وهو كان بنضج تجربته السياسية وعلاقاته الدولية, عاملا اساسيا في تعزيز الموقع العربي اللبناني على الخريطة الاقليمية والدولية، كما ان نجاحه الحقيقي يكمن في قدرته على تحقيق الانسجام بين مشروع المقاومة ومشروع الاعمار, رغم الصعوبات الهائلة والعراقيل الكثيرة". واكد بيضون "ان الحريري لم تغتاله يد مجرمة واحدة, بل اغتالته مرحلة لها رموزها, هي مرحلة تغييب مؤسسات الدولة وتغييب الدستور والنظام الديموقراطي واختزال البلد ككل في حفنة من الاشخاص والمصالح، من هنا فان الوفاء لرفيق الحريري والدرس الحقيقي لنا جميعا, هو العودة لحكم المؤسسات والاحتكام اليها في ظل تطبيق صحيح للميثاق الوطني اي الطائف وللدستور, وعدم الخروج على مبادىء النظام الديموقراطي بتسويات جانبية, مهما كان نوع هذه التسويات وما يقدم لها من اعذار".

 

النائب جنبلاط التقى وفودا شعبية اعلنت تأييدها مواقفه

وطنية - 11/2/2006 (سياسة) التقى رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط في قصر المختارة، في حضور النواب: فؤاد السعد واكرم شهيب وعلاء الدين ترو، عددا من الوفود الشعبية، بينها وفد كبير من عائلات واهالي بلدة المشرف، يتقدمه رئيس البلدية يوسف اسكندر عون واعضاء المجلس البلدي وكاهن رعية البلدة الاب انطوان سركيس. وتحدث عون باسم الوفد، معلنا "تأييد الاهالي للنائب جنبلاط ومواقفه".

ثم التقى وفدا من جامعة اللويزة ومدرسة مار عبدا في دير القمر برئاسة الآباء: عبده سليمان، روبير عوض، بطرس ابو ناصيف ونبيل رفول، فوفدا من عائلة آل حسن في البنيه (الشحار الغربي) ومن بلدة برجا في اقليم الخروب، شكره على "اهتمامه بشؤون البلدة وقضاياها، معلنا "الوقوف الى جانبه".

ثم استقبل وفدا من المشرفة، ومن موظفي النقل المشترك سلمه مذكرة مطلبية في شأن المستحقات. وتحدث ريمون فلفلي مشيرا الى "ان التحرك هو لتفعيل النقل المشترك والقرار الصادر في هذا الشأن من مجلس الوزراء عام 2004"، والى "المطالب الموضوعة امام مسؤولين ذات الشأن الاجتماعي، والتي تؤمن خدمة النقل لقسم كبير من المناطق، اضافة الى وجود نحو 15 في المئة من الاجراء لم يقبضوا مستحقاتهم وفروقات بدل النقل عن عشرين شهرا عدا عن التعويضات الاخرى، وموضوع الذين صرفوا عام 1996"، مؤكدا "ان الوفد سيقوم بتحرك على الفاعليات لطرح هذه المواضيع والقضايا". واستقبل النائب جنبلاط وفودا اهلية بلدية عدة.

 

الوزير فتفت في حديث إذاعي: ما حدث في الاشرفية لعنة اساءت الى الاسلام ربما أخطأنا بالسماح للتظاهرة وكان يمكن منعها حتى في الساعات الاخيرة الاجراءات الامنية تتطلب قرارا سياسيا موحدا وامكانات مالية هائلة

وطنية - 11/2/2006 (سياسة) اعتبر وزير الداخلية بالوكالة الدكتور احمد فتفت في حديث الى "اذاعة لبنان الحر" ضمن برنامج "على مسؤوليتك" اليوم "ان في الطائفة السنية منذ زمن بعيد تنظيمات اصولية ذات طابع سياسي وليس امنيا، وقد تواجدت مجموعات في تظاهرة الاحد الماضي تمثل الأقلية من العدد الضخم للمتظاهرين والذي يمثل القاعدة التي شعرت انها تنتفض لموضوع يمس مشاعرها الدينية".

وقال: "للأسف هذه المجموعات التي اندست بين المتظاهرين استطاعت ان تجر وراءها مجموعات اخرى اندفعت بسبب اخطاء حصلت في الايام السابقة، وتحديدا في بعض التصريحات والخطب في المساجد والتي كانت تدب حماسة زائدة ومن دون توعية كافية، مما أدى الى اعطاء التظاهرة طابعا يناقض تماما ما كانت تهدف اليه"، لافتاالى "ان السنة اعتبروا ما حدث في الاشرفية لعنة اساءت الى المسلمين والى الاسلام والى النبي محمد اكثر بكثير مما اساءت اليه الرسوم الكاريكاتورية".

وحول عدم اتخاذ قرار بضبط التظاهرة تجنبا لمواجهات سنية-سنية أجاب: "بالتأكيد كلا، كما ان القادة العسكريين الذين كانوا موجودين على الارض ينتمون الى كل الطوائف". وقال: "على العكس تماما اذا اردت ان أذيع سرا فهو ان من طلب الاذن باطلاق النار كان قائد الموقع وهو من الطائفة السنية".

واضاف: "الخوف لم يكن من مواجهة سنية-سنية بل كان الموضوع اننا لا نعرف ماذا سيجري في حال قتل شخص واحد خلال اطلاق النار لتفلتت الامور بعدها أمنيا فيذهب ضحية ذلك عشرات بل مئات القتلى ما يعني ان اشكالا كبيرا كان سيحصل على صعيد كل البلد". وقال الوزير فتفت: "لنعترف انه كانت هناك أخطاء سياسية سابقة من قبل منظمي التظاهرة، فدار الافتاء لم تنظم التظاهرة بل هناك العديد من رجال الدين حول دار الافتاء وفي مجالس الأوقاف دعوا ونظموا التظاهرة كما أمنوا سيارات نقل".

ولفت الوزير فتفت الى ان "المشكلة تكمن في موقع التظاهرة ومسارها وهذا درس مؤلم تعلمناه ونجح فيه الشعب اللبناني"، مشيرا الى ان "هذا الحدث كان يجب معالجته بالسياسة مسبقا وحصل خطأ في طبيعة الدعوة وفي التنظيم، وفي الاحتواء وحتى لو وصلتنا المعلومات متأخرة ربما أخطأنا بالسماح لهذه التظاهرة وكان بالامكان منعها حتى في الساعات الاخيرة".

اضاف: "ربما طبيعة التظاهرة الدينية هي التي حالت دون منع حصولها" مشيرا الى ان "الجيد اليوم هو محاسبة مرتكبي الشغب والتحقيقات تأخذ مجراها في شكل جدي اما في السابق فلم تكن تتم محاسبة احد". وأكد الوزير فتفت ان الاجراءات الامنية تتطلب أمرين اساسيين:

 "اولا: قرار سياسي موحد وهذا ما لم يكن موجودا في البلد، واننا ضمن حكومة يعرقل رئيس الجمهورية الكثير من امورها وبالتحديد ما يتعلق بوزارة الداخلية" موضحاان "وزير الداخلية السابق حسن السبع تعرض للظلم لان غياب القرار الموحد يساعده في التعيينات التي أرادها". ونوه بدور الوزير السبع "الذي واجه مرحلة قاسية وأثبت قوته، اما ظهوره الاعلامي فتخللته انتكاسات مرتبطة بقلة خبرته الاعلامية".

ثانيا: امكانات مالية هائلة وهذا ما لم يتوفر بالاضافة الى نقص العديد والنقص الكبير في المعدات والتجهيزات". وعن الكلام حول تحويل قوى الامن الداخلي الى جهاز يخص "تيار المستقبل"، قال الوزير فتفت: "ان من يقصد بهذا الكلام هو شخص المدير العام اشرف ريفي الذي يشهد لكفاءته حتى على المستوى العالمي". واضاف:"ان اللواء ريفي حوصر في المرحلة السابقة وحيد نهائيا عن تولي اي مسؤولية"، كاشفا انه "طلب وهو وزير الداخلية منذ ثلاثة ايام خدمة من اللواء ريفي فرفض الاخير".

وعن الاجراءات المقبلة التي ستتخذها وزارة الداخلية أكد الوزير فتفت أن: "اولوية الحكومة اليوم هي الامن". وكشف عن "خطة امنية متكاملة موضوعة بعهدة الحكومة منذ شهرين لتثبيت الامن وضعها المدير العام لقوى الامن الداخلي بالاضافة الى مشاركة الامن العام وامن الدولة ومخابرات الجيش"، مشيرا الى ان "هذه الخطة تتطلب قرارا سياسيا وماليا كبيرين". واضاف: "ان اولوية الحكومة ايضا تتمثل بالقرار السياسي، فهناك مشكلة في هذا لقرار ورئيس الجمهورية يتذرع بصلاحيات دستورية ويريد البقاء في مركزه ضد كل ارادة كما يريد السيطرة على القرار السياسي لان لديه حق التوقيع في مكان ما، وهذا ما يؤدي الى ثنائية في القرار السياسي".

وعن التقارب بين "حزب الله" و"التيار الوطني الحر" قال الوزير فتفت: "انا كمواطن لبناني أرى ان اي تلاق بين قوتين سياسيتين امر ايجابي وحضاري"، داعيا الى "عدم النسيان ان "حزب الله" جزء من الحكومة".

لفت الى ان "هذا الاتفاق تضمن ثغرات تتطلب توضيحا لانه لم يذكر في ورقة العمل المشتركة اي دور للمؤسسات وهذا ما أوضحه الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله، معيدا للمؤسسات دورها، وهذه نقطة ايجابية". واضاف: "اتمنى على "التيار الوطني الحر" ان يوضح موقفه من هذه النقطة بالاضافة الى موضوع اغتيال الرئيس رفيق الحريري الذي كان يستأهل اكثر من مجرد اشارة. كما اننا نريد معرفة موقفهما من القرارات الدولية". لافتا الى "انه حتى الآن لم يجبنا أحد عن موضوع ترسيم الحدود".

وعن الكلام على محاولة سوريا الانقلاب على لبنان ومحاولة جعل لبنان عراقا آخر قال الوزير فتفت: "اعتقد انه اذا تطورت الامور ضد مصلحة النظام السوري، سيحاول ان يجعل من لبنان ساحة صراع لحماية نفسه". واضاف: "الهدف لدى النظام السوري ليس تحويل لبنان الى عراق ثان انما اعادة السيطرة، وفي حال لم يستطع السيطرة فلتكن الفوضى". ولفت الى ان "الخطأ الكبير هو ان معركة 14 آذار لم تستكمل، لانه كان يجب حينها اسقاط رئيس الجمهورية وتغيير جذري على صعيد البلد، الامر الذي كان سيدفع البلد الى الانطلاق مجددا".

 

انفجار قنبلة يدوية تحت سيارة في الاوزاعي

وطنية - 11/2/2006 (أمن) ألقى مجهول قرابة الحادية عشرة من قبل ظهر اليوم قنبلة يدوية تحت سيارة نيسان بيضاء اللون تخص المواطن السوري قاسم علي الفارس (مواليد 1969)، كانت متوقفة قرب سوبر ماركت في الاوزاعي. وأدى انفجار القنبلة الى جرح المواطنة فاطمة خلف (مواليد 1974) في قدميها ونقلت الى المستشفى للعلاج. وذكر ان صاحب السيارة المدعو "القاسم" اوقف للاستماع الى افادته في مخفر الاوزاعي، وان الخبير العسكري حضر الى المكان للكشف على السيارة وتحديد حجم الاضرار.

 

6 طائرات معادية خرقت الاجواء من الجنوب وبيروت وصولا الى الشمال وبعلبك

وطنية - 11/2/2006 (امن) صدر عن قيادة الجيش - مديرية التوجيه، البيان الآتي: "اعتبارا من الساعة 9,35 من صباح اليوم اخترقت 6 طائرات حربية اسرائيلية معادية الاجواء اللبنانية، وحلقت فوق مناطق الجنوب وبيروت وجبل لبنان وصولا الى طرابلس شمالا وبعلبك شرقا، ثم غادرت جميعها تباعا حتى الساعة 11,10 في اتجاه عرض البحر والاراضي المحتلة. وقد تصدت لها المضادات الارضية التابعة للجيش في منطقتي صيدا وصور".

 

مجلس بلدية حمانا استنكر الاعتداء على النائب فرحات في الكحالة

وطنية - 11/2/2006 (متفرقات) صدر عن مجلس بلدية وابناء حمانا بيانا استنكروا فيه الاعتداء الغاشم الذي تعرض له النائب الدكتور عبد الله فرحات وصحبه يوم الاحد الماضي في بلدة الكحالة. واشار البيان الى "ان النائب فرحات كان قد حضر الى البلدة المذكورة للوقوف الى جانب المعتصمين في استنكارهم لما حصل من اعتداءات واحداث شغب في تظاهرة بيروت، وهم يقدرون موقف ابناء الكحالة الذين شجبوا ما تعرض له النائب فرحات على ايدي اشخاص متسللين اليهم".

 

أبعد من كلام السنيورة ونصرالله

رفيق خوري-ألنوار 11/2/2006

كما في القمة الروحية بعد قداس مار مارون كذلك في عاشوراء: مناخ سماوي مناسب لكلام كبير على الأرض. شيء للرد على فعل الكبائر يوم الأحد الأسود في الأشرفية. وشيء للتذكير بالأهداف والأولويات الملحة على الطريق الى بناء الدولة. وكل شيء يتوقف على ما بعد الكلام، حيث ما يحكي هو الممارسة السياسية والانطلاق من رؤية جيوبوليتيكية لموقع لبنان. ذلك أن رئيس الحكومة فؤاد السنيورة يقول، من دون أن يقدم المعطيات التي لديه، (إن الصراع على لبنان انتهى). لكن الواقع يوحي، في حدود ما يعرفه ويراه الجميع، أن الصراع على لبنان مستمر. وهو يُدار بوسائل عدة ويدخل مرحلة تكاد تختصر الصراعات في الشرق الأوسط. كما أن الصراع في لبنان يدور بما يتجاوز الخلافات السياسية المشروعة الى الرهانات غير المشروعة. والأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله يكرر القول إن هذا بلد (لا يُحكَم بمنطق الأكثرية والأقلية) بل بالتوافق. لكنه يعرف أن لبنان ليس محكوماً، لا بالأكثرية ولا بالتوافق. ويعترف بأن (الطريقة التي يُدار بها لبنان منذ الانتخابات حتى اليوم، لا يمكن أن تنتج حكومة قادرة. ولا أن تبني مؤسسات دولة حقيقية وقادرة).

  ويعرف أيضاً أن مشكلة الأكثرية التي يراها (وهمية وغير دقيقة ونسبية) هي أمر آخر. بدايته كون الأكثرية مسربلة بالخوف ومفتقدة لبرنامج عملي تستطيع تحقيقه ومصابة ببعض التقصير وقلة التنسيق. ونهايته أنها محكومة بالتعايش مع رئيس جمهورية تطالب باستقالته، وبالشراكة مع قوى لديها رؤى مختلفة، وبضغوط الصراع الإقليمي والدولي على الوطن الصغير.

وما أكثر الصور المعبِّرة في المشهد الحالي. ولعل صورة حزب الله هي الأكثر تعبيراً. فالحزب يجلس في مقاعد الحكومة مطالباً بدور الشريك الكامل في القرار ومحتفظاً لنفسه بما تسميه الأكثرية قرار السلم والحرب. وهو يحمل بندقية المقاومة بيد، ويرفع بأخرى ورقة (التفاهم) مع التيار الوطني الحر المعارض. يحذر من التدويل ويطالب الحكومة بأن تواجه المجتمع الدولي في موضوع القرار 1559، وهو يعلن التضامن مع سوريا وايران. في حين أن الأكثرية في مشكلة مع دمشق تبدو صعبة الحل، وبين أركانها مَن يتخوف من ربط الوضع اللبناني بالتحالف السوري - الايراني. واذا كان حزب الله يؤكد بالقول والفعل أن سلاح المقاومة موجه ضد العدو المحتل ولا ولن يكون له استخدام في الداخل، فإن في صفوف الأكثرية مَن يرى في انخراط الحزب في التظاهرات والصراعات والتحالفات الداخلية نوعاً من (الاستخدام السياسي) لقوة السلاح وهيبة المقاومة.

وهذا ليس كل ما في المواضيع المطروحة للحوار الذي لا أحد يعرف متى يبدأ وكيف ينتهي. فالسيد نصرالله على حق في الإلحاح على ثلاثة: (معالجة الوضع الاقتصادي الضاغط، تحصين السلم الأهلي، وترتيب العلاقات مع سوريا). وهو ورئيس الحكومة والقيادات المدنية والدينية على حق في التحرك للتأكيد على أن ما حدث في الأشرفية هو الشذوذ، والقاعدة هي الوحدة الوطنية. لكن من واجب الجميع المسارعة الي معالجة حقيقية بالسياسة والأمن لما كشفته (غزوة الأشرفية)، وأقله أمران: أولهما الارتباك وضعف الرؤية وسوء التقدير لدى السلطة. وثانيهما خطورة تجمع المنظمات المتشددة في لبنان والجاهزة للتوظيف في الصراع.

وإذا كان ما يُراد لنا معروفاً، فمتى نعرف نحن أي لبنان نريد?

 

ديموقراطية توافقية>>أم <<ديموقراطيات>> الطوائف؟

فؤاد زعيتر  - السفير 11/2/2006

لم تكن التجربة السياسية اللبنانية في عهد لبنان الحديث، منذ المخاضات السياسية الأولى التي رافقت الاستقلال اللبناني الأول عن فرنسا، العام 1943، وسبقته ورافقته، وحتى المخاضات السياسية الأخيرة التي اعقبت الخروج <<المهين>> للجيش السوري (الذي كان <<شقيقا>>) من لبنان العام ..2005... لم تكن هذه التجربة السياسية <<الهجينة>>، باستكاناتها السياسية المحدودة، وأزماتها المديدة، المفتوحة، إلا حالة <<ملتبسة>> و<<لقيطة>>، حول هوية الكيان اللبناني الوليد: بين انتماء <<لبنان العربي>>، او <<لبنان ذي وجه عربي>>، او المغالاة في الانغلاق حول عصبية <<لبنانية>> موتورة وضيقة حدَّ العنصرية، منعزلة عن محيطها العربي، ومدّعية <<التفوقَ>> و<<التمايز>> عليه حدَّ التقوقع على ذاتها.

لم تستطع <<وثيقة الوفاق الوطني اللبناني>>، التي نتجت عن مؤتمر الطائف العام 1989، وكرست لبنان او ادّعت انها استطاعت ان تكرسه على انه <<وطن عربي>>، ان تلغي <<التباس الهوية>>. صحيح ان <<وثيقة الطائف>> حددت لبنان <<وطنا نهائيا لجميع أبنائه>>، لكنها أبقت <<التباس>> هوية هذا <<الوطن>> قائماً، حتى وإن قالت، في النص، وليس في التطبيق، ان لبنان <<وطن عربي>>. كان ثمة حرب عبثية مدمّرة قد آن أوان انتهائها. وككل حرب، كان لا بد فيها من منتصر <<أوحد>>، ومهزومون كثيرون. ومن الغريب ان من بين <<مهزومي>> هذه الحرب التي انتهت بصيغة <<لبنان وطن عربي>>، كان الذين ناضلوا طويلا من أجل تكريس <<عروبة>> هذا الكيان! ومن الغريب ايضا، ان شريكا في <<الهزيمة>> كان <<اليمين اللبناني>>، المنغلق ضمن <<قومية>> لبنانية ضيقة، ومنعزلة حدَّ الشوفينية. ومن الغريب أكثر، ان يتساوى في الهزيمة هذان الفريقان المتناقضان، والمتناصبان <<العداء>> على مر عمر هذا الكيان، حول هوية لبنان، في وقت ينتصر فيه <<شعار>> أحدهما من دون ان يجد صاحبه. لقد كان ثمة منتصر <<وحيد>>، غير مستعد لأن يشاركه أحد في قطف ثمار <<انتصاره>>، بما أوحى، وأكدته التجربة والممارسة السياسيتان منذ <<تلزيم>> <<اتفاق الطائف>> حتى اليوم، أنه كان ثمة مسعى <<متعمد>>، منذ انتهاء الحرب الأهلية، وإقرار <<وثيقة الطائف>>، على تفريغ هذه الوثيقة من مضمونها. لقد تم بداية، تحريفُ <<روح>> هذه الوثيقة، التي قامت على أساسها <<الجمهورية اللبنانية>>، وتشويهُها. لقد تم رَكن البند المتعلق بإلغاء الطائفية السياسية، جانبا، تحت بدعة انه يجب <<أولا>> <<الغاء الطائفية في النفوس قبل النصوص>>، في وقت كانت ممارسات من رست عليهم <<مناقصة>> <<اتفاق الطائف>> (أو المزايدة عليه)، من القوى الطائفية، التي صالت وجالت أثناء الحرب، تحفر عميقا بنيانها الطائفي، المنغلق هو الآخر، على نفسه، على غرار الشوفينية اللبنانية العنصرية، التي ظن الجميع، بمن فيهم المؤمنون بها، في لحظة مخادعة للنفس، او <<للآخر>>، انها لفظت نفسها الأخير. كانت الطوائف تتعاطى مع <<مزرعة>> وليس مع وطن. ولذلك كانت ممارسات من تم تلزيمهم <<اتفاق الطائف>>، كفيلة وحدها، بإفراغ هذا الاتفاق مما قام من أجله: اي، كانت الممارسات الطائفية، الشوفينية هي الأخرى، كفيلة بأن تعيد انتاج ومراكمة الاحقاد والنزعات والنزاعات والغرائز الطائفية، التي نهض <<اتفاق الطائف>> اساسا بسبب استفحالها، وخوفا على الوطن منها، وادعى، مكابرا، انه نجح في استئصالها. لقد تم تحييد فكرة اقامة <<وطن>>. وفي المقابل، كانت <<الأرض اللبنانية>> تبدو، من جديد، خصبة لإنشاء ما يمكن ان يؤسس لفدراليات الطوائف.

كان ثمة ما يعزز حضور هذه الفدراليات، ويجعلها خيارا متقدما على <<وهم>> انشاء وطن. كانت بدعة <<الديموقراطية التوافقية>> إكسيرا ضروريا لهذا الخيار، وإكسيرا ملحّاً أكثر لبقاء هيمنة الانتماء الطائفي على حساب الانتماء الى مشروع الوطن. كانت <<الديموقراطية التوافقية>> <<قنبلة موقوتة>> ضرورية، لتفجير مفهوم اي أمل في قيام ديموقراطية حقيقية، تكون نقيضا لمشروع فدرالية الطوائف. كان شرط توافق الجماعات والطوائف اللبنانية لإنهاء اقتتالها، وتحقيق <<مصالحتها الوطنية>>، هو قيام مثل هذه ال<<ديموقراطية التوافقية>>. لذلك، لم تُقلق أحدا من اللبنانيين الطوائفيين الأشاوس، صيغةٌ <<ملتبسة>>، تقول ب<<ديموقراطية توافقية>>، وتحمل مادة تفجيرها في داخلها، ما دامت تحافظ على أنصبة وحقوق <<مقدسة>> للطوائف، التي رسا عليها اتفاق الطائف.

لم تكن <<وثيقة الطائف>> إلا <<ممراً>> ملزما لإنهاء حروب الطوائف اللبنانية. صحيح أنها حسمت، على الورق (ليس إلا)، هوية لبنان العربية. لكن الطوائف المصطرعة، <<والمتذابحة>> في ما بينها، كانت بعدما أنهكتها حروبها <<العبثية>>، وكادت تُلغي بعضها، كانت ترى (مضطرة) الى <<اتفاق الطائف>> (فقط) كيف يُوقف <<موتها>> ونزعها الأخير اللذين كانت حروبُها تأخذها إليهما، وليس كيف يُنهي هذا <<الاتفاق>> <<التباس>> الهوية، الذي ظل حاضرا، في أدبياتها وسلوكها، حتى لو تم <<تأجيله>> موقتا، تحت رماد <<المصالحة>>... المخادعة.

كانت الطوائف والمجموعات اللبنانية، التي ارتضت، على مضض، ان يوقف <<اتفاق الطائف>> اقتتالها وحروبها هي، في ما بينها وليس <<نكتة>> <<حروب الآخرين على أرضها>> التي أطلقها <<الموتورون>> اللبنانيون، بعصبية بغيضة، بجناحيهم المسلم والمسيحي (تهربا من تحمل مسؤولية الجرائم البشعة التي ارتكبوها طوال سنوات الحرب القذرة، ونهضوا على جثث ضحاياها <<قديسين>>، من كلا الفريقين، بعدها، وتخفيفا لوطأتها على <<نقاء>> طوائفهم، او على <<نقاء>> لبنانيتهم <<الموتورة>>) كانت هذه الطوائف تحتاج الى <<استراحة محارب>> تعيد فيها تجميع قواها، بعدما انهكتها حروبها داخل الطائفة الواحدة، وحروبها ضد الطوائف الاخرى، تمهيدا لحروب قادمة، كانت سلوكاتها تهيئ لها ارضا خصبة. لم تكن صيغة <<لبنان وطن عربي... لجميع أبنائه>>، تُرضي طموحات هذه الطوائف والجماعات أصلاً، ولا تلبّي جموحها، إنما كان عليها ان تنافقها، وتهادنها، حتى يأتي أوان الانقضاض عليها. أولا، لم تكن أيّ من هذه الطوائف (وخصوصا الطوائف الثلاث الكبرى) تؤمن بأن لبنان يتسع لغيرها، او يحتمل وجود غيرها. وإن اضطُرت (أُرغمت) الى ان ترتضي، على مضض (بحكم تأرجح موازين القوى، وتبدلها، وعدم ثباتها) الاعتراف بإمكان ان تجتمع مع غيرها، من الطوائف، فوق أرض واحدة (وليس ضمن <<وطن>> واحد)، كانت، في ما يشبه <<الحرب الاستباقية>>، تقدس <<حقوقها>>، وتسفّه من <<حقوق>> الطوائف الأخرى، على قاعدة <<ما لنا لنا، وما لكم لنا ولكم>>. كان ثمة <<كانتون>> تقسيمي، طائفي، متخيَّل، جاهز دائما ليكون <<وطنا نقيا>>، وبديلا، خارج حدود الطوائف الاخرى... وحقوقها. كان لبنان ك<<وطن لجميع أبنائه>>، في أدبيات الطوائف اللبنانية، <<نكتة سمجة>>، و<<محطة>> اضطرارية موقتة، في <<خط سير>> الطوائف الحثيث لإقامة <<أوطانها>> الإثنية. ولذلك، كان مفهوم <<المواطنة>> امرا عصيا على <<إدراك>> الطوائف و<<وعيها>>، وحالة <<نشاز>>، شاذة عن سلوكياتها.

ولأنها، أصلا، غير مُجمعة، ولا مجتمعة، على فكرة <<مواطنة>> واحدة، لم تكن (ولن تكون) مُجمعة، ولا مجتمعة، على توصيف <<موحد>> لمفهوم <<العدو>> ومفهوم <<الصديق>>. ولذلك، لم تكن سوريا، الجارة الأقرب الى لبنان، تاريخياً، وجغرافياً (برغم سنوات الوصاية السيئة الصيت)، <<صديقة>> في <<مفاهيم>> جميع الطوائف اللبنانية، كما أنها لم تكن، حتى للطوائف التي كانت مضطرة الى ان تهادنها، وتعتبرها <<صديقة>> في مرحلة معينة، صديقة في مراحل لاحقة، لها ظروف وحسابات وتحالفات مختلفة. وكذلك الأمر نفسه، بالنسبة الى اسرائيل. لم تكن اسرائيل (المفترض بها عدوا يجب ان يُحاكَم بتهمة <<مجرم حرب>> لما ارتكبته من احتلال وقتل وجرائم إنسانية وتدمير وارتكاب مجازر) <<عدوة>> في <<مفاهيم>> جميع الطوائف، وان اضطرت بعض الطوائف، في مراحل معينة، الى <<ادعاء>> مثل هذا التوصيف، وليس الإيمان به. ولذلك، فإن كل <<إجماع>> قيل انه انوجد، او سوف ينوجد مستقبلا، حول ان اسرائيل <<عدوة>>، او سوريا <<صديقة>> (أو العكس!!)، هو نفاق، وليس إجماعا. هو نفاق، لأنه لا يعبّر بالضرورة عن رأي الطوائف، ولأنه أيضا خارج سيرورة سلوكها وأدبياتها. وهو نفاق، لأنه على هامش هذه الطوائف، وليس في صميم مواقفها. وكذلك ايضا، فإن كل كلام (وكثير منه يقع في خانة الشعر والانشاء) قيل عن <<إجماع لبناني>> انوجد حول <<مشروعية>> مقاومة اسرائيل (المحتلة والمغتصبة، وليس اسرائيل المسالمة!!) (المقاومة الوطنية اللبنانية سابقا، والمقاومة الاسلامية حاليا... ومستقبلا!!)، او ضروري ان ينوجد حولها مستقبلا، هو <<كذب سياسي>> يتلطى خلف <<أحجية>> الاجماع الوطني (الغريب ان بعض من يمارسون هذا <<الكذب>>، في الوقت الراهن، هم أنفسهم من كانوا يمارسون <<مهنة>> التنظير في مقاومة اسرائيل في اوقات سابقة) من اجل ان يجد <<فرصته>> في <<غسل يديه>> لاحقاً، من كل موجبات وأخلاقيات مقاومة اسرائيل، واعتبارها عدوا.

 

فوز كامل للتيار العوني في كلية الآداب 2

القوات تردّ بعنف على تحالف الأجهزة والأتباع

السفير 11/11/2006: جرت انتخابات الهيئة الطلابية في كلية الآداب والعلوم الانسانية الفرع الثاني الفنار وقد جاءت النتائج، فوزاً كاملاً للائحة التيار الوطني الحر، بالمقاعد ال21 والمدعومة من حزب الطشناق والمستقلين، على لوائح تحالف القوات اللبنانية والاحرار والكتائب.

وبنتيجة الفرز فاز كل من: سنة أولى: رامي مطر (قسم الجغرافيا) 303 أصوات، نجات بو ناضر (ادب فرنسي) 301 صوت، بول محبوب (آثار وفنون) 302 صوت، كلادس يوسف (ادب انكليزي) 299 صوت، ايلي باسيل (علم نفس) 302 صوت، شرلوت كرم (ادب عربي) 306 اصوات، أول الخاسرين: 157 صوتاً.

سنة ثانية: ايليان الخوري (ادب فرنسي) 185 صوتا، بتي بيطار (ادب انكليزي) 189 صوتا، خليل حسونة (علم نفس) 183 صوتا، كرازيلا كنترجيان (جغرافيا) 180 صوتا، جيهان مكور (ادب عربي) 183 صوتا، اول الخاسرين 112 صوتا.

سنة ثالثة: جولي معلولي (فلسفة) 191 صوتا، ريتا كرم (ادب عربي) 194 صوتا، وسام خير (علم نفس) 193 صوتا، بلال أمهز (تاريخ) 193 صوتا، جانين ايوب (ادب فرنسي) 197 صوتا، أول الخاسرين 88 صوتاً.

سنة رابعة: لوريس فرحات (ادب عربي) 189 صوتا، ايلي الراعي (جغرافيا) 185 صوتا، ماجدة ابو جودة (ادب انكليزي) 186 صوتا، كوزيت شربشي (ادب فرنسي) 185 صوتا، جوزيان الحايك (علم نفس) 185 صوتا، أول الخاسرين 82 صوتاً.

وردت مصلحة طلاب القوات اللبنانية دائرة الجامعة اللبنانية ببيان عنيف على فوز التيار، وأعتبرت أنه <<مرة جديدة يسيطر تحالف الأجهزة الأمنية وأتباع النظام السوري والتيار العوني على الهيئة الطلابية في كلية الآداب، غير آبهين بالطريقة المنحطة التي وصلوا بها الى هذه الهيئة التي يظنونها جنة الفردوس فيما هم جعلوها مغارة لصوص>>.

ورأت <<أن هذه الممارسات الحقيرة لن تثبط عزيمتنا، لأننا تعودنا على الربح بشرف والخسارة بشرف>>. وأبدت القوات أسفها لتحالفات التيار <<الذي لم يعد يفوّت فرصة لتعويم مرشحي التيارات السورية التوجّه والولاء، حزب الله والقومي السوري والمردة..>>. وختم البيان بالقول <<لن نفتعل اشكالاً بيننا وبينهم حفاظاً على وحدة الموقف، فنحن لطالما اعتدنا تقديم المصلحة العليا على الخلافات الصغيرة ايمانا منا بأن في الاتحاد قوة>>.

 

استطلاع رأي: 77% من المسيحيين يرون مصلحة وطنية في لقاء عون ونصر الله

عبدو سعد  - البلد: أجرى <<مركز بيروت للأبحاث والمعلومات>> استطلاعاً جديداً للرأي من أجل قياس كيفية تفاعل الرأي العام المسيحي مع اللقاء الذي عقد بين الأمين العام ل<<حزب الله>> السيد حسن نصر الله ورئيس <<التيار الوطني الحر>> العماد ميشال عون. نُفِّذ هذا الاستطلاع في الفترة الواقعة بين 8 و10 شباط 2006، وشمل عيِّنة من 320 مستطَلعاً من المسيحيين. وقد توزَّعت هذه العينة على مدن وقرى مسيحية جرى انتقاؤها عشوائياً في المحافظات الخمس التاريخية بصورة تتناسب وحجم الكتل الانتحابية فيها.

وقد اقتصرت استمارة الاستطلاع على سؤال واحد، حول رأي المستطلعين عما إذا كان لقاء نصر الله مع العماد عون يحقق مصلحة وطنية. وأظهر الاستطلاع أن 77,2 من المستطلَعين أجابوا بأنه يحقّق مصلحة وطنية، مقابل 22,8 وجدوا أنه لا يحقّق مصلحة وطنية.

ويبيّن الاستطلاع أن الأكثرية الساحقة تؤيّد اللقاء، وقد جاءت تعليقات المستطلَعين بمعظمها لترد ذلك التأييد المرتفع إلى الحاجة للاطمئنان على الاستقرار السياسي والأمني الذي يعكسه مثل هذا اللقاء، معتبرين أن <<حزب الله>> و<<التيار الحر>> يمثلان قوتين سياسيتين أساسيتين، بالإضافة إلى نظافة سجلهما، حيث أتى التأييد عاكساً رغبة أغلبية الشارع المسيحي بأن يشجّع هذا اللقاء أطرافا أساسية أخرى على الانضمام إليه من أجل بلورة رؤية سياسية مستقبلية لبناء دولة حديثة. وبالتالي لم يأت رأي المستطلَعين على خلفية فئوية محورية. ويمكن الاستنتاج أن المستطلَعين الذين أيّدوا اللقاء ليسوا بالضرورة من أنصار العماد عون، وللتدليل على ذلك لاحظنا أنه في قضاء بشري، حيث الثقل السياسي والانتخابي لتيار <<القوات اللبنانية>>، أجاب 40% بأن لقاء نصر الله وعون <<يحقق المصلحة الوطنية>>. مدير مركز بيروت للأبحاث والمعلومات

 

تلاسن في مسجد حول أحداث الأشرفية

طرابلس <<السفير>> 11/2/2006

شكلت أحداث منطقة الأشرفية وما رافقها من تعاط سياسي وأمني، مادة أساسية لأكثرية خطباء المساجد في طرابلس وجوارها، وشهد مسجد الأبرار في زيتون طرابلس بعض الفوضى عقب صلاة الجمعة، نتيجة تلاسن حاد بين عدد من المصلين الذين انبرى بعضهم لإلقاء كلمات عبروا فيها عن استيائهم من دار الفتوى التي تخلت عن أبنائها، مطالبين المفتي الشيخ محمد رشيد قباني بتحمل المسؤولية واحتضان الشباب المسلم، خصوصاً أن كل المراجع في الطوائف الاخرى تسعى لحماية شبابها، باستثناء مراجع الطائفة السنية الذين يسارعون الى نفض أيديهم والتبرؤ من الشباب المسلم. في المقابل رد بعض المصلين في محاولة للدفاع عن المفتي ودار الفتوى، فحصل هرج ومرج تدخل على اثره عدد من المشايخ الذين عملوا على تهدئة النفوس.

 

جعجع: سنعمل للتوافق في بعبدا – عاليه

11 فبراير, 2006 أكد رئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع على الاستمرار في العمل من اجل التوصل الى مرشح توافقي للانتخابات الفرعية في بعبدا - عاليه واشار الى وجوب الجلوس على طاولة حوارية يتم خلالها التداول في جملة اسماء ويتم التوافق على اسم يرضي الجميع.

اعتبر ان الشجاعة ضرورية في السلم اكثر من الحرب ورد على المطالبين بحل اقتصادي سريع بأنه لا يمكن التفكير بحلول اقتصادية جدية خارج قيام دولة فعلية قادرة. وقال خلال لقاء موسع مع المسؤولين القواتيين في منطقة بعبدا - عاليه: ما حصل بالامس في الاشرفية لو حصل رد عليه كان حصل الاسوأ، وذلك الرد لم يكن ليدافع عن الاشرفية او عن المواطنين الذين تعرضوا للاعتداء بل كانت ستكون ردة فعل غرائزية اولية لا تؤدي الا لتنفيس الاحقاد ولكن بنفس الوقت تنقلب ضررا على سكان الاشرفية بالذات بالدرجة الاولى وعلى الوطن ككل بالدرجة الثانية، ان ضبط النفس والتحلي بالهدوء يحتاجان الى شجاعة اكبر من وضع اليد على الزناد. فكما كنا ابطالا في الحرب, اليوم نحن ابطال في السلم. وقد لاحظتم ان الموقف الذي اتخذناه في السلم ومن اجل السلم يتطلب منا شجاعة كبيرة في مجتمعنا لان البعض يتهمنا بعدم المواجهة ويقول لماذا لا نهاجم كلاميا ولا نتخذ مواقف "غضنفرية". جوابنا اننا لا نفتش "لنفش خلقنا" خصوصا على مستوى المواقف السياسية، ولا نرضى بان تكون لدينا ردود فعل اولية كما اي شخص عادي خلال مواجهة الامور ونحن كمسؤولين سياسيين اذا اردنا التصرف بشكل جدي علينا ان نتذكر كل ما نعمله ولا ندع شيئا يحيدنا عن مسارنا وعما ننوي القيام به مهما كان الحدث الذي يحصل. اضاف: نحن دائما اصحاب الخيارات الصعبة لان الوضع في لبنان صعب ومن يريد تحمل المسؤولية عليه العمل بخيارات صعبة ومن هذا المنطلق يكون موقفنا غير مفهوم في الوقت الذي يكون موقفنا مفهوماً ومعقولاً ويوصل الى نتيجة.

 

الكهرباء بعد "الغوغاء"تحرق مبنى التباريس

, 11 فبراير, 2006-صدى البلد

معاناة اللبنانيين مع الكهرباء مسلسل طويل، لا نهاية له. والتقنين متواصل في زمن الحرب والسلم، واسبابه تبدأ بالعجز عن ادارة القطاع وثم بالسرقات والهدر ولا تنتهي بمآثر الفيول. وامس كان للكهرباء فصل جديد، فبعدما أمعنت يد الغوغاء الأحد الماضي تخريباً وحرقاً في بناية التباريس التي تضم مكاتب القنصلية الدنماركية في الأشرفية، استكمل مساء أمس التيار الكهربائي مهمة التخريب من خلال الحريق الذي نشب في المبنى ونجم عن احتكاك أسلاك كانت لتؤدي الى كارثة، لولا تنبه بعض المواطنين القاطنين قرب هذا المبنى. وفي المعلومات التي وردت، ان الحريق نتج عن إهمال وسوء تقدير من قبل بعض أصحاب المكاتب المتضررة، في عملية نقل التيار الكهربائي، إذ أدى خلل في كابل موقت الى التسبب بحريق.

وقال خبير في الدفاع المدني لــ"صدى البلد" ان هناك خللاً في استخدام التيار، وأكد ان عناصر الدفاع المدني حاصرت الحريق في الطبقة الثانية ومنعته من الامتداد الى الطبقات العليا.

 

كلمة لعائلة الحريري في "14 شباط" والتحضيرات مستمرة

سعد الحريري: يجب عدم البقاء في المنازل يوم "14 شباط"

11 فبراير, 2006 –صدى البلد

 أكد رئيس كتلة "المستقبل" النيابية النائب سعد الحريري ان الحقيقة في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ستسطع في النهاية وان المجرمين سينالون عقابهم مهما علا شأنهم وأينما كانوا.

ودعا النائب الحريري الجميع الى المشاركة الكثيفة في مسيرة 14 شباط وعدم البقاء في المنازل للتأكيد على ان لبنان هو لأهله وليس لأي أحد آخر وبيروت كذلك.

كلام النائب الحريري جاء خلال كلمة وجهها مباشرة عبر الهاتف من مقر إقامته في الرياض الى المشاركين في الاحتفال الذي أقامه اتحاد جمعيات العائلات البيروتية في "البيال" مساء اليوم إحياءً للذكرى الأولى لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري ورفاقه الأبرار في حضور ممثل رئيس مجلس الوزراء وزير التربية خالد قباني وعدد من الوزراء ونواب بيروت وحشد من أبناء العائلات البيروتية.

وكان الحريري دعا اول امس اللبنانيين للمشاركة في تجمّع الرابع عشر من شباط في ساحة الشهداء تحت عنوان "يوم الوحدة الوطنية والوفاء للرئيس رفيق الحريري ورفاقه الشهداء وسائر الشهداء الذين سقطوا على طريق الحرية". واعتبر في مؤتمر صحافي عقده في باريس، أن الذين قاموا بأحداث الشغب في الأشرفية "أرادوا تشويه الصورة الحضارية المشرقة التي أعطيناها جميعاً عن وطننا وشعبنا في 14 آذار قبل أيام معدودة من ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري والنائب باسل فليحان ورفاقهما".

التحضيرات تتواصل

ومن المنتظر أن تتوّج سلسلة النشاطات التي أطلقها "تيار المستقبل" في العاصمة والمناطق في ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري منذ أيام، بـ"تجمّع الرابع عشر من شباط" في ساحة الشهداء يوم الثلثاء المقبل. وتعمل "لجنة الوفاء لـ14 شباط" التي تضمّ شخصيات من "المستقبل" وحلفائه السياسيين، مع عدد من اللجان في المناطق اللبنانية على ترتيب التحضيرات وتنظيمها، تجنباً لأي شكل من أشكال الفوضى واحتواءً لتداعيات أحداث الشغب التي حصلت في الأشرفية الأحد الماضي.

وسيبدأ توافد المشاركين في "تجمّع 14 شباط" عند التاسعة صباحاً في ساحة الشهداء، وستقام منصة أمام خيمة الحرية حيث سيلقي عدد من قيادات "قوى 14 آذار" كلمات في المناسبة. كما يرجح أن تلقي النائبة بهية الحريري كلمة العائلة وتيار المستقبل، أمام الجموع التي يتوقع المنظمون أن يفوق عددها الخمسمئة ألف مشارك. وستعلق في بيروت حوالى 350 يافطة تحمل شهادات في الشهيد الحريري، وقامت لجنة بوضع خطة سير لتنظيم دخول الحافلات من المناطق إلى العاصمة وصولاً إلى ساحة الشهداء. كما ستقوم لجنة متخصصة بتأمين النظام في المكان بالتعاون مع قوى الأمن الداخلي والجيش اللبناني.

وفي بيروت تستمرّ نشاطات الرابع عشر من شباط تحت عنوان "قضيتنا هي حريتنا"، وتشرف عليها قطاعات "المستقبل" السياسية والمهنية والاجتماعية والشبابية. وتنظم جمعية شباب المستقبل ومنظمات 14 آذار عدداً من النشاطات في بيروت تستضيفها "خيمة الحرية" والجامعات. وستنطلق في الثالث عشر من شباط مسيرة شعبية من مجلس النواب إلى موقع الجريمة في منطقة السان جورج. كما سيتمّ توزيع حوالى عشرة آلاف قنينة زيت على العائلات في بيروت تحمل شعار "زيتك لن ينضب".

خيمة الحرية

وفي خيمة الحرية ألقى نائب رئيس "حركة اليسار الديمقراطي" زياد ماجد محاضرة أمس، تناول فيها الواقع الأمني والسياسي الذي يعيشه لبنان في "ظل حرب الإرهاب التي يخوضها في وجهه النظام السوري".

وللمناسبة عينها، وتخليدا لذكرى الشهيد، تنظم جمعية شباب المستقبل رسم "شعار الحقيقة" في الثالثة عصر اليوم في الساحة المقابلة لتمثال الشهداء ووضع رداء أزرق اللون على التمثال تجسيداً لذكراه والمطالبة في كشف الحقيقة. كما دعت الى تعليق "شعار الحقيقة" المكون من قماش أزرق اللون في العاشرة والنصف صباح يوم غد على صخرة الروشة تجسيدا لذكراه وللمطالبة في كشف الحقيقة. وتقوم في الخامسة من مساء غد بجمع 35 ألف كتاب على شكل هرم قرب الضريح يوازي عدد الطلاب الذي قام الرئيس بتعليمهم.

من جهة أخرى يطلق وزير الاتصالات مروان حمادة، في الثانية عشرة ظهر الاثنين المقبل في مبنى الوزارة، أربعة طوابع تذكارية في الذكرى الأولى لاستشهاد الرئيس الحريري.

صيدا

أمّا في صيدا فتعمل "لجنة تنسيق نشاطات ذكرى 14 شباط" بالتعاون مع "الشبكة المدرسية" وعدد من الجمعيات الأهلية على تنفيذ برنامج نشاطات رياضية وثقافية وفنية في المدينة بدأ في التاسع من شباط وينتهي في التاسع عشر من آذار، يتضمّن ندوتين سياسيتين لوزير الإعلام غازي العريضي وللصحافي في جريدة النهار سركيس نعوم. وستجوب مسيرات سيارة شوارع صيدا ابتداءً من اليوم لدعوة الناس إلى المشاركة في تجمّع الرابع عشر من شباط في ساحة الشهداء في بيروت. كما ستعلق غداً أكثر من مئتي يافطة وصورة في صيدا للشهيد الحريري موقعة بأسماء روابط عائلية ومؤسسات تجارية ومدارس وجمعيات وأفراد.

وتقوم قيادات تيار المستقبل بالتعاون مع لجان الأحياء في صيدا بالتحضير لمشاركة أهل المدينة في تجمّع 14 شباط، ولهذا الغرض اتصلت بالجماعة الإسلامية التي أعلنت نيتها المشاركة في المسيرة. وسيقوم تيار المستقبل بتأمين باصات لنقل أكثر من 15 ألف شخص إلى بيروت يوم الثلثاء.

وتم تثبيت صور كبيرة للرئيس الحريري في صيدا تحمل توقيع "لقاء الوفاء 14 شباط"، وكتبت عليها عبارات "عمر، علم، حرر، واشتقنالك". وانتشرت في وسط المدينة مئات الصور واللافتات التي رفعت بالمناسبة ودعت الهيئات الاقتصادية في صيدا والجنوب الى المشاركة الفاعلة في احياء الذكرى، بالتوقف عن العمل واقفال المحال والمؤسسات الثلثاء المقبل.

وبالمناسبة ينطلق صباح اليوم "الماراتون التتابعي" لطلاب صيدا في اطار الشبكة المدرسية لصيدا والجوار، حيث يتوجه عشرات الطلاب مع أساتذتهم في مسيرات تنطلق من مدارسهم وتلتقي في باحة القصر البلدي للمدينة.

الشمال والبقاع

وفي عكار عقدت كتلة نواب المنطقة اجتماعاً في مكتب تيار المستقبل بحضور النواب مصطفى هاشم، رياض رحال، عزام دندشي، مصطفى حسين ومحمود مراد بالإضافة إلى ممثلي قوى 14 آذار. ودعا المجتمعون للمشاركة في تجمع 14 شباط في ساحة الشهداء في بيروت.

وفي زحلة عقد النائبان جمال الجراح وأحمد فتوح اجتماعا مع رؤساء بلديات البقاع الغربي في مقر تيار المستقبل، حيث وضعت آلية منظمة لنقل الراغبين بالمشاركة واعدادهم. ودعا النائبان البقاعيين الى "المشاركة الكثيفة في تظاهرة 14 شباط تعبيرا عن الوفاء للرئيس الحريري".

وأحيت فاعليات بعلبك بدعوة من جمعية المقاصد الاسلامية بالتعاون مع بلدية بعلبك وجمعية "نساء المستقبل" في البقاع، الذكرى السنوية الأولى في حضور قائمقام بعلبك عمر ياسين ورئيس البلدية محسن الجمال وشخصيات. ووضع إكليل من الزهر عند جذع شجرة زيتون تحمل اسم الرئيس الحريري في ساحة الططري-بعلبك.

ودعا "التكتل الطرابلسي" الذي يضم وزير الاشغال العامة والنقل محمد الصفدي والنواب محمد كبارة، موريس فاضل وقاسم عبد العزيز، أهل طرابلس والشمال الى المشاركة الكثيفة في الرابع عشر من شباط في اللقاء المركزي الذي يجمع اللبنانيين في ساحة الحرية.

 

حقيقة الاعتكاف الوزاري المسيحي

سعد الياس / 11 فبراير, 2006 – صدى البلد

الاخبار المتداولة عن توجّه بعض الوزراء المسيحيين في فريق 14 آذار الى الاعتكاف أعطيت أكثر من حجمها, واستبعدها رئيس الحكومة فؤاد السنيورة ووزير الاعلام غازي العريضي. لكن هذه الاخبار لم تنطلق من سراب بل استندت الى مداخلة لممثل "القوات اللبنانية" في الحكومة الوزير جو سركيس أكد فيها عقب التظاهرة التي شهدتها أحياء الاشرفية أن هناك "مسؤولية معينة, ولا يمكن أن نستمر في ظل وضع أمني غير مقبول", مضيفاً: "صارت حادثة كبيرة, وكلنا مسؤولون وليس فقط وزير الداخلية, ويجب أن يحصل شيء ما, وفي حال استقال وزير الداخلية فأنا اعتبر نفسي كوزير سياحة مسؤولاً ايضاً". وهنا كانت مداخلة قائد الجيش العماد ميشال سليمان الذي رأى أنه "تصرّف بالطريقة الحكيمة", وقال: "إذا كانت هذه الاجراءات شكلت ضرراً، فأنا أضع نفسي بتصرف مجلس الوزراء".

ماذا يعني موقف ممثل "القوات" الوزير جو سركيس؟

"ليس معناه أننا نستقيل "يقول الوزير سركيس لـ" صدى البلد", و"ليس موقفنا سلبياً بل هو حثّ للحكومة على تحسين الاداء, وهذا الموقف ينسجم مع موقف رئيس الهيئة التنفيذية الدكتور سمير جعجع الذي دعا الحكومة الى تحمل مسؤولياتها بالكامل واعادة نظر شاملة في طريقة عملها وتصحيح الثغرات". ويضيف سركيس: "نأمل أن يعطي التحقيق نتيجة في أقرب وقت, وأن نستمر بالاجراءات لمعاقبة المسؤولين عن حوادث الشغب, ونريد معرفة ماهية الاجراءات لمنع تكرار ما حصل ليس فقط على صعيد التظاهرة بل ايضاً حول ما سبقها من مسلسل تفجيرات واغتيالات, وأن وزير الداخلية احمد فتفت يحاول تبيان المسؤوليات".

ويشير سركيس الى "اتصالات تجرى مع الوزيرين نايلة معوض وبيار الجميّل للتنسيق في المواقف المناسبة موضحاً "أننا نريد أكل عنب لا قتل الناطور, وهذا ليس تخلياً عن مسؤولياتنا". ويؤكد المشاركة في احتفالات 14 شباط بقوله: "طبعاً نحن مشاركون, ولن نسمح بإضعاف وحدة 14 آذار ولن ندَع أحداً يضربنا, كما ستكون لنا دعوة الى قداس مركزي حاشد في كنيسة مار متر في الاشرفية يشارك فيه مناصرون من مختلف المناطق تضامناً مع الاشرفية".

ولكن ماذا لو حدث مثل هذا الاعتكاف المسيحي؟

في رأي أوساط سياسية أن خطوة مثل هذه ستكون تعبيراً عن موقف سياسي ولن تكون اعتكافاً طائفياً, ولا يصح اصلاً توصيف هذا الاعتكاف بالمسيحي لاْن الخطوة في حال حصولها ستقتصر على مسيحيي 14 آذار وهم "القوات", الكتائب و"قرنة شهوان" الذين يتمثلون بالوزراء سركيس وبيار الجميّل ونايلة معوض. وبحسب الاوساط فإن اعتكافاً جزئياً لن يكون مردوده فاعلاً إذا لم يشمل على الاقل وزراء "اللقاء الديمقراطي", مع استبعاد شموله الوزراء المسيحيين الآخرين في الحكومة الذين يتوزعون على تيارات مختلفة.

بعد عام...

طوني فرنسيس -11 فبراير, 2006

لنجاح "قوى 14 آذار" في احياء ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري شروط تتعدى حجم الحضور والمشاركة الشعبية الى تثمير المعنى العميق لاغتيال الرجل الذي يعتبر وسيكرسه التاريخ مساهماً كبيراً في اعادة بناء لبنان وتحقيق استقلاله.

بالطبع سيكون لحجم المشاركة في ساحة الشهداء صباح الثلثاء المقبل مغزاه، وستمتحن هذه المشاركة علاقة "قوى 14 آذار" بجمهورها، "تيار المستقبل" بجمهوره المنتشر في بيروت وصيدا وطرابلس وعكار والبقاع الغربي... وتيار القوات والقيادات المسيحية الأخرى بجمهورها المنتشر من الأشرفية الى بشري ومن أقاصي عكار الى زحلة وجزين...

والسبب الذي يجعل هذه القوى تخضع للامتحان ليس فقط ما جرى في الأشرفية يوم الأحد الماضي بل شعور متنام في وسطين شعبيين سني ومسيحي تحديداً يعتبر أن هناك قصوراً في ممارسة السلطة خلال الأشهر الماضية لا يمكن تبريره فقط باستمرار "التدخلات السورية" ولا بمواقف فريق "8 آذار" الذي لم يعد فريقا بل أصبح فرقاً.

يضاف الى ذلك ان صورة البلبلة والعجز السياسيين اللذين برزا خصوصاً في أعقاب أحداث الأشرفية، ليست سوى امتداد لعجز على جبهات المعالجة الأخرى من الوضع الاقتصادي والاجتماعي الى الادارة مروراً بطرح العناوين الكبرى من دون القدرة على التصدي لها ولا يخفف من ذلك "صمود" الرئيس فؤاد السنيورة وحرصه الدائم على تقديم نفسه بصورة الواثق المؤمن بحتمية النجاح.

وستنجح "قوى 14 آذار" على الأرجح في الحشد الى الذكرى، وعلى الأرجح فان اللبنانيين قد يسبقون المنظمين في تأمين كثافة الحضور الى المناسبة التي اعتبروها منذ البداية أساساً لوحدتهم وخلاصة لتضحياتهم من أجل وطن موحد ومستقل.

غير أن المشاركة الشعبية وحدها لن تكون كافية لاعطاء الذكرى الأولى لغياب الحريري بعدها الوطني الشامل ولن تحل هذه الاشكالية سوى مبادرات سياسية أكثر جرأة من جانب "قوى 14 آذار" تجاه الأطراف اللبنانية الأخرى لا تقف كثيراً عند حدود ما جرى خلال أسابيع القلق والبلبلة التي سادت اثر الجريمة.

 

 لحود: الحوار فرصة لتجديد الثقة بلبنان

11 فبراير, 2006 –صدى البلد

اعتبر رئيس الجمهورية العماد اميل لحود، ان اطلاق الحوار بين اللبنانيين من شأنه ان يخلق مناخات ايجابية تساهم في اعادة تطوير الحياة الاقتصادية داعيا الى ابقاء السياسة بعيدة عن لقمة عيش المواطنين.

واكد امام وفد غرفة التجارة والصناعة والزراعة في بيروت غازي قريطم الذي زار بعبدا امس ان الاقتصاد هو من المقومات الاساسية للاوطان، ولا طائفة له ولا مذهب.

وقال: "ان الامل كبير في ان تشكل انطلاقة الحوار الوطني فرصة لتجديد الثقة الداخلية والخارجية بلبنان، ما يزيد فرص الاستثمار فيه، ويوفر مجالات عمل جديدة وينمي القدرات الاقتصادية".

وكان قريطم قدم للحود تقريرا تضمن رؤية المجلس الجديد لرسالة غرفة التجارة والصناعة والزراعة واهدافها والاولويات والاستراتيجيات وبرمجة العمل للاشهر الستة الاولى من العام الحالي.

 

أهالي غزة طالبوا بإطلاق سراح أبنائهم: أبرياء أوقفوا في حافلة على حاجز كفرحونة

11 فبراير, 2006 - زحلة | لوسي بارسخيان – صدى البلد

لا تزال بلدة غزة في البقاع الغربي "تقضم غيظها من جراء توقيف 26 من ابنائها على خلفية اعمال الشغب امام مقر السفارة الدنماركية في بيروت"، ووفقا لتأكيدات فاعليات البلدة فإن جميع من اوقفوا في الحافلة ابرياء, وذنبهم كما قال الشيخ احمد المجذوب انهم "وصلوا متأخرين الى حاجز كفرحونة الذي اوقفهم، والمعلوم ان اجمالي عدد الموقوفين في هذه البلدة يبلغ 28, اثنان منهم فقط اوقفا عن طريق المداهمات والباقون كانوا يستقلون حافلة واحدة وتتراوح اعمارهم بين 14 و60 سنة وكان بينهم 8 نساء وطفل سمح لهم بمغادرة الحافلة قبل توقيفها.

وقد انتشرت قوات للجيش اللبناني امس على الطريق العام الذي يربط غزة بلوسي وفي ساحة البلدة العامة بشكل مكثف، وذلك بالتزامن مع المؤتمر الصحافي الذي دعت اليه البلدية ومشيخة البلدة في مسجد غزة تحسبا "لخروج الاهالي الى الشارع بعد صلاة الجمعة". امام البلدة وفاعلياتها طمأنوا الاهالي الى ان الاتصالات الجارية ستسفر عن اطلاق العدد الأكبر من الموقوفين مساءً على ان تطلق الدفعة اللاحقة خلال اليومين المقبلين. وأكد امام البلدة الشيخ ابراهيم غزاوي " انهم خرجوا بدعوة من المسجد عند التاسعة والربع صباحا, وكان عددهم نحو 200 متظاهر مسالم, وهم لم يحملوا معهم اي شيء, وعندما وصلوا وجدوا ان المنطقة فيها الكثير من المشاكسات عادوا ادراجهم الى منطقة الكحالة حيث اعادتهم الدولة للمحافظة على الامن العام واخذوا طريق الجنوب حيث احتجزوا عند حاجز كفرحونة". وقال غزاوي للدولة: "لا نريد ان يظلم احد ونطالب بكل الموقوفين الابرياء ولكن في بلدنا نعرف ماذا حصل. ونحن دفعناهم الى بيروت على اساس ان المشاركة نبيلة". وعن تبنيه دعوة اهالي غزة الى الاعتصام مع ان دار الفتوى نفت توجيه الدعوى لهذه التظاهرة قال: "دار الفتوى في البقاع شجبت التعرض للنبي واوعزت للخطباء ان يستنكروا ويشجعوا الناس على الاستنكار, وكل الذين لديهم غيرة على الدين شاركوا في التظاهرة التي كانت التوصيات بالتأكيد ان تكون شاجبة". وكانت كلمة لرئيس البلدية عبد الرزاق مجذوب الذي استنكر ما جرى من انتهاكات للحرمات, مناشدا الافراج عن موقوفي غزة.

 

أعضاء في الكونغرس الأميركي منزعجون من أعمال الشغب في بيروت

كتب خليل فليحان: النهار 11/2/2006

افادت معلومات ديبلوماسية من واشنطن ان اعمال الشغب التي افتعلها عدد من المندسين في تظاهرة الاحد الماضي امام المكتب الدانماركي التابع للسفارة في لبنان قوبلت بانزعاج كبير لدى عدد واسع من النواب والشيوخ في الكونغرس الاميركي. ولفتت الى ان المندسين عمدوا الى رشق عدد من الرموز الدينية بالحجار بهدف اثارة الفتنة وأملت ان تضع السلطات المختصة يدها على مرتكبي هذه الاعمال لان هذا النوع الجديد من الاهتزاز الأمني يلتقي مع الاهداف التي كانت وراء اغتيال عدد من الشخصيات السياسية والاعلامية.

ولاحظت ان اكثر ما يقلق النواب والشيوخ في الكونغرس هو ان لا التحقيق اللبناني ولا التحقيق الدولي تمكن الى الآن من كشف مرتكبي تلك الاغتيالات وهذا في نظرهم يعزز الانفلات الامني وانعدام الثقة بالنظام القضائي اللبناني ويشجع اصحاب مخطط اعادة الاقتتال في لبنان على المضي قدما ما دام ان احدا منهم لم يوقف ولم تثبت اي تهمة في اية جريمة ارتكبت.

وانتقدت التقصير الحاصل فقالت اذا كانت الاغتيالات التي وقعت تمت بواسطة سيارات مفخخة ولم يعثر الى الآن على مرتكبي تلك الجرائم فان مفتعلي اعمال الشغب الاحد الماضي في بعض شوارع الاشرفية كانوا يجوبون الطرقات ويحملون عدة التخريب من حجارة وسواطير ومواد حارقة ومع ذلك لم يحدد التحقيق الجاري حاليا هوية هؤلاء دون ان يعني ذلك انه استعجال بل على العكس ان اكتشاف الجهة التي كانت وراء هذا التنظيم المدروس بعناية للامعان في التخريب والتكسير ينهي التأويل واطلاق التهم جزافا وان الاسراع في كشف هوية الغوغائيين يساعد على انهاء حالة التوتر والانزعاج التي لا تزال تلقي بظلالها ليس فقط على سكان الاشرفية بل ايضا على القيادات السياسية وتساعد ايضا على التخفيف من وطأة الازمة الحكومية المستجدة نتيجة لتلك الاعمال. وذكرت معلومات ديبلوماسية وردت من دول اوروبية ان اعمال الشغب التي حصلت الاحد الماضي غير مسموح بها في وقت تدعم الاسرة الدولية وبشكل خاص الاتحاد الاوروبي حكومة الرئيس فؤاد السنيورة في شتى المجالات ولاسيما ان بعض الدول الفاعلة في الاتحاد تعتبر السنيورة بانه رجل دولة شجاع ويعول عليه والاستعداد يتزايد يوما بعد يوم من اجل توفير الدعم للبرنامج الاصلاحي والسياسي والاقتصادي والامني الذي تعده الحكومة.  ونبّهت الى خطورة تكرار ما حصل في الاشرفية من ان يحصل في احياء اخرى من العاصمة او في مناطق لبنانية اخرى قد تفتح ابواب الفتنة من جديد على مصراعيها.

ودعت الى محاسبة المقصرين وتغيير القيادات الجديدة للاجهزة الامنية في حال ثبت عدم كفاياتها بسبب دقة الوضع وخطورته في ظل معلومات تتزايد عن مخططات عديدة ترسم لضرب الاستقرار في البلاد.

 

ميقاتي يؤيد "لبننة" القرار 1559 لكنه يحذّر من خطر المحاور الاقليمية

دعا الرئيس نجيب ميقاتي الى مواجهة حوادث الشغب في الاشرفية بجدية كي تبقى البلاد خارج المحاور الجديدة في الشرق الاوسط، "لأن هذا البلد الصغير لا يمكنه أن يدخل في محاور أكبر منه". وأيد استكمال تنفيد القرار 1559 بالحوار "لان البديل هو  مزيد من عدم الاستقرار”. استضاف مركز الدراسات اللبناني في بريطانيا ميقاتي مساء اول من امس حيث القى مداخلة تناولت التطورات في الشرق الاوسط وآفاق عملية السلام والاوضاع في لبنان. ورأى ميقاتي في مداخلته التي وزعها مكتبه "ان منطقة الشرق الاوسط تعيش حاليا مرحلة جديدة شديدة الدقة والخطورة نتيجة التطورات المتلاحقة على الصعد الايرانية والسورية والفلسطينية واللبنانية. وهناك واقع جديد مختلف عن الواقع الذي كان سائدا بعد مرحلة سقوط نظام صدام حسين في العراق، بفعل نتائج الانتخابات التشريعية الفلسطينية والفوز الكاسح لحركة "حماس" وما يمثله هذا الفوز من تبدل جذري في خيارات الشعب الفلسطيني. وان النتائج المباشرة لهذه التطورات الجديدة تتمثل في عودة التوازن مجددا بين خياري عدم الاستقرار والسلم في الشرق الاوسط، بعدما كانت حظوظ السلام قد تقدمت في الفترة السابقة ما عداها نتيجة تحرك اللجنة الرباعية والانسحاب الاسرائيلي من قطاع غزة والتحرك الدولي الذي قاده رئيس السلطة الفلسطينية وتجاوب شارون المشروط، رغم التأكيد الدولي المستمر والثابت باستمرار العمل لتحقيق السلام العادل والشامل، الا ان الواقع المؤسف يتمثل في ان خيار السلام لم يعد الخيار الاوفر حظا لدى كل المعنيين (...)".

وأضاف: "أما في لبنان، لا يزال تطبيق القرار 1559 موضع جدل، والمواقف منه تتناقض وخصوصا بالنسبة إلى مستقبل سلاح المقاومة الذي يربطه البعض بتحرير مزارع شبعا، بعد تأكيد لبنانيتها وعودة الاسرى، فيما يعتبر البعض الاخر ان بقاء السلاح ضروري حتى تحقيق السلام العادل والشامل والدائم وانتفاء التهديدات الاسرائيلية للدول العربية. ويقابل المجتمع الدولي بحذر "لبننة" تطبيق القرار 1559 أي بالحوار المفترض أن يبدأ حول هذ المسألة الحساسة بين اللبنانيين، وهذه مسألة قد تطول بعض الشيء. وانني شخصيا من المؤمنين ان القرار 1559 يجب ان يستكمل تنفيذه بالحوار، ولو استغرق الامر فترة اطول لان البديل من الحوار هو مزيد من عدم الاستقرار. ازاء هذه التحديات وتقاطعها مع الوضع الفلسطيني الجديد، وغياب اي قرار اسرائيلي حقيقي وفعلي بولوج عتبة السلام المرتكز على الانسحاب من الاراضي العربية المحتلة واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، تبدو المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة من الغموض في مستقبلها مرتبط بغموض استراتيجيات دول القرار وهذا الغموض قد يترافق مع موجة جديدة من العنف المتنقل والضغط الاقتصادي الذي يدفع ثمنه الابرياء، ولا سيما  الانشغال الاميركي بالوضع في العراق، هذا الملف الحساس الذي له اولوية اميركيا".

وتخوف ميقاتي مما شهدته الساحة اللبنانية نتيجة أعمال الشغب في الاشرفية، ومن تجدد "ظاهرة الفلتان الأمني والممارسات التي أساءت إلى تعاليم الدين الاسلامي الحنيف رغم مواقف مختلف الاطراف الذين رفضوا ما حصل ومحاولات افتعال فتنة طائفية بغيضة. وإذا كان الوعي احبط فتنة أطلت برأسها من الاشرفية، فإن الخوف ألا تسلم الجرة في كل مرة، إذا ما تكررت الاخطاء على النحو الذي شاهدناه وعشناه يوم الأحد الماضي. لذلك لا بد من التعامل مع هذه المسألة الحساسة بسبب وضع لبنان الحساس، من منظار جدي يبقي لبنان خارج المحاور الجديدة لأن هذا البلد الصغير لا يمكنه أن يدخل في محاور أكبر منه. فالتيارات القوية قد تجرفه وخصوصا إذا لم يكن قد استعاد منعته وتحصن من جديد بوحدة أبنائه".

وكان ميقاتي اجرى اتصالا هاتفيا برئيس مجلس الوزراء الكويتي الشيخ ناصر المحمد الاحمد الصباح مهنئا بتعيينه، كما ابرق الى ولي العهد الكويتي الجديد الشيخ نواف الاحمد الصباح مهنئا.

 

تقويم غربي للتنظيم الممزق بين لبنانيته واقليميته كيف سيدافع "حزب اللـه" عن سوريا وايران؟ وماذا  فعل الحريري وشيراك  والسنيورة  لحمايته؟

بقلم عبد الكريم ابو النصر - النهار

"تلقت جهات لبنانية وعربية تحذيرات اميركية واوروبية من ان لبنان يواجه اخطارا كبيرة ستنعكس سلبا على الاوضاع  في المنطقة، اذا بقي قرار الحرب او السلم في ايدي "حزب الله" المحتفظ بسلاحه ولم يصبح كليا في ايدي السلطة اللبنانية، اذ ان الدور الاقليمي الذي يؤديه  هذا الحزب، بالتنسيق مع دمشق وطهران، يمكن ان يضع لبنان  في قلب اي مواجهات كبرى محتملة سورية – دولية او ايرانية – دولية، سواء بسبب التحقيق الدولي في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، او بسبب الازمة النووية  المتفاقمة بين ايران والمجتمع الدولي. لذلك فان  الالحاح الدولي المتجدد  على ضرورة تجريد "حزب الله" من سلاحه،  في وقت ملائم، والافضل ان يكون قريبا، مع اعطاء الاولوية  لتحقيق هذه الخطوة بالتفاهم  مع قيادته، ليس مجرد  مطلب مستند الى قرار مجلس الامن رقم 1559، وليس موجها  ضد الدور السياسي لهذا الحزب، بل انه مطلب  يتطابق تماما مع المصالح الحيوية والامنية للبنان واللبنانيين".

هذا ما كشفته لنا مصادر ديبلوماسية غربية وثيقة الاطلاع في باريس، واوضحت ان هذا التحرك الاميركي – الاوروبي يهدف الى دفع عدد من الدول العربية الى تقديم  دعم فعلي للجهود الدولية المبذولة  لمعالجة "مشكلة سلاح حزب الله" بحيث  يكون الحزب "عاملا من عوامل  تعزيز  اللحمة الوطنية  اللبنانية وليس عامل تفرقة وتناحر". ولاحظت  هذه الجهات الدولية انه ليست هناك دولة عربية اخرى، بما فيها سوريا، تقبل بأن يمتلك حزب او تنظيم فيها كميات هائلة من الاسلحة ويحتفظ بها  خارج سيطرة السلطات الشرعية، وبان يقرر وحده  طريقة التعاطي مع اسرائيل حربا وسلما. وفي تقدير هذه المصادر ان معاودة وزراء "حزب الله" و"امل"  حضور جلسات مجلس الوزراء  لم تتضمن  اي تفاهم  في شأن مصير سلاح المقاومة.

الحريري وشيراك والسنيورة

ويتفق الديبلوماسيون  الاوروبيون  المهتمون  بملف "حزب الله" على ان ثلاثة رجال دولة ادوا دورا اساسياً  في تأمين حماية لبنانية – دولية لهذا الحزب تسهيلا لمعالجة مشكلة تسلحه بالوسائل السلمية وليس بالقوة  من طريق المواجهة معه. الاول هو الرئيس الشهيد رفيق الحريري الذي مثّل دور المحامي المدافع في الساحة الدولية عن الحزب، وقد ابلغ الرئيس الفرنسي جاك شيراك  مرارا، قبل صدور القرار 1559 وبعده،  انه لن يأمر شخصيا باستخدام القوة العسكرية لتجريد "حزب الله" من اسلحته ، كما لن يدخل في مواجهة عسكرية معه "ايا تكن الظروف"، لأنه ليست  هناك مصلحة لبنانية في ذلك. واكدت  لنا مصادر ديبلوماسية في باريس ان الحريري شدد مرارا خلال لقاءاته مع شيراك  ومع زعماء اوروبيين  وغربيين آخرين،  على ان من الانسب لبنانيا واقليميا معالجة مشكلة سلاح الحزب  في اطار  تفاهم سياسي داخلي مدعوم  اقليميا ودوليا، وعلى ان  اعادة مزارع شبعا وما تبقى من الاراضي المحتلة الى السيادة اللبنانية سيكون عاملا اساسيا مساعدا في هذا المجال. وهو تمنى على الرئيس الفرنسي العمل على عدم ادراج "حزب الله" في قائمة  الاتحاد الاوروبي للمنظمات الارهابية، فكان له ما اراد.

الثاني هو الرئيس شيراك نفسه الذي اضطلع بدور  مؤثر مهم في الساحة الدولية لمنع ممارسة اي ضغوط دولية على السلطات اللبنانية وتحديد جدول زمني لها لتجريد  "حزب الله" من اسلحته،  وبالقوة  اذا لزم الامر. بل انه الزعيم الغربي الوحيد الذي نجح  في اقناع الرئيس بوش بتغيير موقفه المتشدد واعطاء "الفرصة  الكاملة والوقت الكافي" للحكومة اللبنانية  لمعالجة  هذه  القضية وحسمها حيال سلاح "حزب الله"   "في اطار حوار داخلي على ان ترافق ذلك  تسوية القضايا المرتبطة بهذا السلاح وفي مقدمها  تأمين الانسحاب الاسرائيلي من مزارع شبعا وما تبقى من الاراضي المحتلة بعد تثبيت  لبنانية المزارع رسميا في الامم المتحدة. وقد طوى  شيراك صفحة  المواجهة التي حصلت بين "حزب الله" وفرنسا في  الثمانينات. وهو اول زعيم  فرنسي بل أوروبي يتعامل مع الحزب على اساس انه "احد المكونات  المهمة للمجتمع اللبناني".

الثالث هو رئيس الحكومة  فؤاد السنيورة  الذي سار على خطى الرئيس  الشهيد رفيق الحريري فحرص وعمل على التوفيق بين مصلحة لبنان الحيوية والقاضية بعدم الدخول في مواجهة مع الشرعية الدولية  ومع الامم المتحدة برفضه القرار 1559 الذي يطالب، فعليا، بتجريد "حزب الله" من اسلحته، وبين المحافظة على السلم الاهلي باصراره على معالجة  مشكلة سلاح المقاومة في اطار حوار داخلي وعلى اسس واضحة مرتبطة فقط بتحرير مزارع شبعا وتلال كفرشوبا واطلاق الاسرى اللبنانيين من السجون الاسرائيلية، وليست مرتبطة  بالتسوية  الشاملة  للنزاع العربي – الاسرائيلي التي تتطلب  سنوات طويلة لتحقيقها. وموقف السنيورة هذا  حظي بدعم عربي ودولي، وأمّن اجماعا لبنانيا  واسعا على ضرورة تجنب  انتزاع سلاح "حزب الله" بالقوة وضرورة حماية المقاومة  الى ان يتم التوصل الى تسوية  لكل المشاكل المرتبطة بها، فينتهي حينذاك الدور العسكري  والقتالي للحزب،  وتعود الى الدولة وليس الى هذا الحزب، مسؤولية حماية الوطن وابنائه من اي اعتداءات اسرائيلية. واقتناع السنيورة  ان من مصلحة  المقاومة ان يتبناها اللبنانيون  بمختلف فئاتهم وليس ان تتبناها فقط طائفة واحدة. وقد اتخذ الحريري وشيراك والسنيورة هذا الموقف المشترك من "حزب الله" لمساعدته  على الانخراط اكثر فأكثر في الحياة السياسية اللبنانية، وتقليص  دوره الخارجي  المرتبط خصوصا بحسابات  سوريا وايران اللبنانية والاقليمية  والدولية،  وفقا لما قاله لنا مصدر ديبلوماسي اوروبي مطلع.

بين الهوية اللبنانية والدور الاقليمي

ويرى ديبلوماسي اوروبي أعد الكثير من التقارير  عن "حزب الله": ان هذا الحزب "ممزق بين هويته اللبنانية وطموحاته  وخططه الاقليمية. وهو حرص باستمرار  على اعطاء الاولوية  لدوره الاقليمي  ولعلاقاته مع دمشق وطهران، لأنه يرى ان ذلك يدعم مواقفه في الساحة اللبنانية ويجعله اكثر قدرة على مواجهة الضغوط المختلفة عليه". ونقل تقرير اصدرته "مجموعة النزاع الدولي" عن "حزب الله" قول مسؤول بارز في هذا الحزب: "هناك عشرة اسباب تجعل الحزب يتمسك بسلاحه وبدوره كحركة مقاومة ذات امتدادات عربية واسلامية. وابرز هذه الاسباب: ضرورة تحرير مزارع شبعا وما تبقى من الاراضي اللبنانية المحتلة، مصير الاسرى اللبنانيين في السجون الاسرائيلية، مصير اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، مشكلة المياه بين لبنان واسرائيل، ضرورة حماية لبنان من الاعتداءات الاسرائيلية المستمرة . واذا لم يكن "حزب الله" موجوداً فيجب انشاء مثل هذا الحزب".

وفي هذا الاطار كشفت لنا مصادر ديبلوماسية غربية وثيقة الاطلاع امراً مهما هو ان "حزب الله" سعى، وبالتفاهم مع دمشق وانما بطلب منها، الى تشجيع القيادات الشيعية العراقية السياسية والدينية  على اعلان "الجهاد" والحرب ضد القوات الاميركية والاجنبية في العراق، لكن هذه المساعي باءت بالفشل وقد اصطدمت خصوصاً برفض المرجع الشيعي الاعلى آية الله علي السيستاني اعلان الجهاد ضد الاميركيين مشدداً على ضرورة تأمين "مصالح وحقوق" الشيعة العراقيين بالوسائل السلمية. وادى هذا الرفض الى حدوث توتر في علاقات الحزب  مع السيستاني وكذلك مع قيادات سياسية شيعية عراقية بارزة، مما دفع بعض مسؤولي "حزب الله" الى اطلاق لقب "المجاهدين الاميركيين" على هذه القيادات.

"سلاح احتياطي" لسوريا

وقد اطلعنا على تقرير اعده ديبلوماسيون وخبراء في دولة اوروبية بارزة عن "حزب الله" ودوره يتضمن تقويماً غربياً لمسار هذا الحزب واهدافه. وجاء في هذا التقرير ان "حزب الله " وافق اساساً على المشاركة في حكومة السنيورة "بالتفاهم التام مع دمشق وطهران". وذلك محاولة  منه لتحقيق ثلاثة اهداف رئيسية هي: العمل على تجميد تطبيق القرار 1559 فعلياً وخصوصاً في ما يتعلق بتجريد المقاومة من اسلحتها، تأمين حماية داخلية لبنانية للنظام السوري في وجه الضغوط الدولية المختلفة التي يتعرض لها وبذل كل الجهود لمنع احالة ملف جريمة اغتيال الحريري على محكمة دولية، وتأمين حماية رسمية ووطنية للحزب في مواجهة الضغوط الدولية عليه والسعي الى التأثير على مختلف القرارات الداخلية والخارجية التي تتخذها هذه الحكومة.  وكشف هذا التقرير الاوروبي ان مشاركة "حزب الله" في حكومة السنيورة "تصبح غير مجدية وغير ملائمة للحزب" اذا حدثت التطورات الرئيسية الآتية:

اولاً  : اذا ما تزايدت الضغوط الدولية على نظام الرئيس بشار الاسد نتيجة التحقيق الدولي في جريمة اغتيال الحريري وواجه هذا النظام تهديدات جدية. فحينذاك يمكن ان يفجر الحزب ازمة حكومية لبنانية. فقيادته، وفقاً لهذا التقرير، تتصرف فعلياً وبصورة غير معلنة على اساس ان الحزب هو "سلاح احتياطي" لسوريا وعلى اساس انه لا يزال جزءاً من الاستراتيجية السورية في المنطقة على الرغم من الانسحاب السوري من لبنان. لذلك يريد هذا الحزب الاحتفاظ بحرية الحركة والمناورة، وان يظل لاعباً له خصوصيته داخل حكومة السنيورة، وكذلك الاحتفاظ بكل قدراته وعدم السماح للسلطات اللبنانية بتجريده من اسلحته، لكي يكون قادراً على الوقوف بجانب سوريا اذا ما شعر النظام بأنه في خطر او انه يواجه مأزقاً كبيراً.

والاولوية عند الحزب ليس ان يبقى في الحكومة،  بل ان يكون حليفاً فاعلاً نشطاً لسوريا فـ"حزب الله"، وفقاً لهذا التقرير، هو آخر مظاهر تلازم المسارين اللبناني والسوري ، وهو تلازم يربط مصير الوضع اللبناني بمصير الجولان المحتل وليس فقط بمصير الاراضي اللبنانية المحتلة.

ثانياً: ان "حزب الله" حريص على علاقاته المتعددة الجانب مع ايران، الا أنه اكثر من اي وقت مضى، وخصوصاً بعد الانسحاب السوري من لبنان  ووفقاً لهذا التقرير، فإن فوز محمود احمدي نجاد بالرئاسة الايرانية دعّم الروابط الاستراتيجية بين طهران و"حزب الله" وخصوصاً ان احمدي نجاد يريد تنشيط "الدور الثوري" لايران في المنطقة، وما يساعد على ذلك ان وزير الدفاع الايراني الجديد مصطفى محمد نجار اشرف على علاقات ايران مع "حزب الله" حين كان مسؤولاً في الحرس الثوري، وعلى هذا الاساس يريد الحزب  الاحتفاظ بأسلحته وقدراته الحربية كاملة لاستخدامها في حال تعرضت المنشآت النووية الايرانية لهجمات اميركية او اسرائيلية. وسينسحب الحزب من الحكومة اذا كان وجوده فيها يعرقل مثل هذا التوجه.

ثالثاً: اذا ما تبنت الدول الكبرى رسمياً وفعلياً وجهة نظر تيري رود – لارسن المبعوث الدولي المكلف تنفيذ القرار 1559 والقائل  ان المقاومة المسلحة فقدت شرعيتها نتيجة الانسحاب الاسرائيلي من الاراضي اللبنانية عام 2000، واذا ما اتفقت الدول الكبرى، لاسباب مرتبطة بمسار علاقاتها مع ايران او مع سوريا، على ضرورة وضع آلية محددة او برنامج زمني واضح وملزم لتجريد الحزب من اسلحته، فإن الحزب سيرفض بالطبع مثل هذا القرار وينسحب من الحكومة. وذكرت مصادر ديبلوماسية غربية ان بعض مسؤولي الحزب  يرددون في مجالسهم "ان لبنان سيدفع ثمن اي مواجهة بين الحزب والسلطات وسيغرق البلد في الفوضى، وان الجيش اللبناني يمكن ان يتعرض للانقسام اذا ما جرت مساع لنزع سلاح المقاومة بالقوة".

وفي تقدير ديبلوماسي بريطاني خبير في شؤون المنطقة "فإن العوامل الخارجية ومتطلبات التحالف مع دمشق وطهران هي التي توجّه فعلياً مسار "حزب الله" اكثر من العوامل اللبنانية الداخلية. وهذا معاكس ومختلف تماماً لما تفعله حركات مقاومة عربية كبرى كحركتي "فتح" و"حماس" اللتين تعطيان الاولوية الكاملة للقضية الفلسطينية وللسعي الى تحقيق اهداف الشعب الفلسطيني وتأمين مطالبه العادلة".

 

انتهت قضية تطويع المسيحية وبدأت قضية تطويع الاسلام! 

السبت 11 فبراير - الحياة اللندنية

بين حرية التعبير وحرية الإهانة...

بقلم/ سليم نصار 

منتصف سنة 1989 أصدر الكاتب سلمان رشدي قصة خيالية بعنوان «آيات شيطانية»، انتقدها المسلمون بشدة لأنها في نظرهم، تسيء الى سيرة النبي محمد (ص).

وأصدر آية الله الخميني في حينه فتوى أجاز فيها إعدام المؤلف لأنه تجرأ على تشويه آيات القرآن الكريم بطريقة اعتبرها الأئمة إلحاداً وكفراً. وأثارت تلك الفتوى ضجة في بريطانيا والدول الغربية لأنها تناقض مبادئ حرية الرأي وحرية المعتقد، علماً ان ما تضمنه الكتاب لا يزيد عن كونه رؤيا خيالية. ولكن هذا التفسير لم يشفع للكاتب الهندي الأصل الذي توارى عن الأنظار واختبأ في مكان مجهول لمدة تزيد على العشر سنوات. ومع انه ينتمي الى اسرة مسلمة، إلا ان اعترافه بهذا الانتماء لم يخفف عنه ضغوط الحملة الاعلامية التي شُنت ضده في غالبية الصحف العربية والاسلامية. ولقد ربط أمين عام «حزب الله» السيد حسن نصرالله بين كتاب رشدي وبين صدور الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للاسلام، مذكراً بأن النظرتين تخدمان هدفاً واحداً.

خلال حملة الدفاع عن فتوى الخميني، انبرى عدد من الكتاب العرب الى تأييد موقفه بحجة ان تغاضي المسيحيين عن الاساءات التي لحقت بسيرة السيد المسيح انتهت الى تجريد المسيحية من طقوسها الدينية المقدسة.

ورأى هؤلاء الكتاب ان حرية الرأي المطبقة في المجتمعات الغربية، استغلت من أجل تمرير مشروع مريب يقضي بتفتيت الديانة المسيحية وتحويلها الى كنائس مختلفة. ولقد نجح الفكر اليهودي في اختراق المسيحية بصورة تدريجية بعد سنة 1490، اي بعد تعرضهم للمذابح الجماعية في روسيا والمانيا ورومانيا وبولندا واسبانيا والبرتغال. وفي مرحلة ثانية، أعانتهم حرب الإبادة التي شنتها النازية ضدهم على استغلال الهولوكوست من أجل ازالة الخطيئة التاريخية الممثلة بصلب المسيح. ومع أن النازية لم ترحم أعداءها في أوروبا، إلا أن الصهيونية احتكرت دور الضحية بحيث صورت الإبادة النازية بأنها موجهة ضد الشعب اليهودي وحده. ومن هذا المنطلق ترفض اليهودية السياسية كل المحاولات التي تطالب بمقارنة ما حدث لأبنائها على ايدي الهتلريين بما حدث للبولنديين أو الغجر، أو بما يحدث للفلسطينيين بواسطة القوات الإسرائيلية المحتلة.

يقول المؤلف توم سيغيف في كتابه «أيام التهديم» إن يهود أوروبا كانوا أبرز أهداف هتلر بسبب نظريته العرقية حول تفوق العرق الآري، وبسبب مقارنة مطامع اليهود بمطامع الشيوعية التي كان الزعيم النازي يعتبرها العدو الأول. ولكن اليهود لم يكونوا الوحيدين الذين عانوا من السيطرة الهتلرية، كما تحاول أن تشيعه الصهيونية عن طريق بناء متاحف الهولوكوست في برلين والمدن الأميركية وتل أبيب. ذلك أن الحرب العالمية الثانية التي افتعلها هتلر كلفت البشرية أكثر من خمسين مليون قتيل منهم 17 مليون سوفياتي و9 ملايين الماني، إضافة الى ملايين القتلى من جانب الدول الأوروبية وجنود آسيا وافريقيا وكندا والولايات المتحدة. ولكن إسرائيل استطاعت أن تجعل من التشكيك بحدوث الهولوكوست وإبادة 6 ملايين يهودي، جريمة تعاقب عليها المحاكم الأوروبية، في حين تسمح حرية الرأي أو حرية المعتقد بانكار وجود الله أو حتى باهانة رموز الديانات الأخرى.

وكان من الطبيعي أن تركز الصهيونية على محو اسطورة السيد المسيح والتشكيك بالأناجيل، الأمر الذي دفعها الى تشويه صورته وتقديمه على المسرح وفي السينما كـ «سوبر ستار» يرقص ويغني ويشرب. ولقد أعانهم على تحقيق هذا العمل الاستفزازي سكوت الفاتيكان والشعوب الأوروبية عن الممارسات النازية بحقهم. ثم تطورت حملة تشويه سيرة المسيح بحيث صدرت عنه مئات الكتب وأُخرجت عشرات الأفلام. وكان آخر هذه الأعمال كتاب «جينفنشي كود» الذي يتحدث مؤلفه عن غرام يسوع بمريم المجدلية. وتقوم إحدى شركات السينما حالياً بنقل هذه القصة الخيالية الى الشاشة بقصد تغيير الصورة النمطية التي علقت في أذهان ملايين المسيحيين عن سيرة السيد المسيح.

وتبرر طهران فتوى الخميني سنة 1989 ضد سلمان رشدي بأنها كانت بمثابة الانذار للذين يستغلون حرية الرأي لتشويه صورة النبي محمد (ص)، خصوصاً بعد الإعلان على أن دار النشر التي أصدرت كتاب «آيات شيطانية» مملوكة من يهود، وأن دوراً أخرى رفضت طبعه وتوزيعه. ومن هذه القناعة يمكن تفسير التظاهرات التي عمت عواصم الدول العربية والإسلامية احتجاجاً على نشر صحف دنماركية وأوروبية رسوماً مسيئة الى النبي محمد (ص). وفي ذكرى عاشوراء يوم الخميس الماضي تساءل السيد محمد حسين فضل الله في كلمته قائلاً: «لماذا لا يقبل الغرب مجرد التشكيك بأرقام المحرقة في ما يتصل باليهود ويعتبر الاساءة الى الإسلام مقبولة ويضعها في دائرة حرية التعبير». واعتبر السيد فضل الله أن المرحلة الحالية هي مرحلة الهجوم على الإسلام، بعد الانتهاء من مرحلة التهجم على المسيحية.

وفي هذا السياق ترى الكنائس الشرقية أن حملة التهجم حققت أهدافها سنة 1988 عندما عقد المؤتمر المسيحي - الصهيوني برعاية رئيس وزراء إسرائيل اسحاق شامير. ولقد ألقى شامير في حينه كلمة شدد فيها على علاقة إسرائيل الخاصة بالله كشعب مختار... وعلى فكرة عودة اليهود الى فلسطين وتأسيس الدولة التي تعجّل بالمجيء الثاني للمسيح. وفي كتابه «الأسس الاسطورية للسياسة الإسرائيلية» كتب روجيه غارودي يقول: «كل الشعوب تملك تقاليد مستندة الى حوادث واقعية مغلفة بمبررات اسطورية حول اصولها وممارساتها الثقافية. أما اليهود المتصهينون فهم يدخلون في هذا الإطار من حيث جعلهم الدين أداة سياسية لتحقيق حلم دولتهم. لذلك اخترعوا أساطير تبرر عودتهم الى إسرائيل وطردهم للشعب الفلسطيني واسترجاعهم أرض التوراة».

ويخلص غارودي الى الاستنتاج بأن قصر المهمات الالهية على شعب واحد يمنع الحوار المؤدي الى السلام. والسبب أنه من الصعب محاورة شارون أو أولمرت أو نتانياهو لأن تفوقهم العرقي أو تحالفهم مع الله (يهوه) لا يترك لهم أي مجال لانتظار أي أمر يأتيهم من الآخر (أي من الطرف الفلسطيني) لاقتناعهم بأنه مختلف عنهم ديناً وثقافة وفكراً.

في موازاة العمل الدؤوب لتحقيق حلم بناء دولة إسرائيل، قامت المنظمات اليهودية في الولايات المتحدة بإحداث عملية اختراق على صعيد الكنائس أدت الى خلق تيار الاصوليين المسيحيين المتجددين الذي ينتمي اليه الرئيس جورج بوش، أي التيار الذي ضمن فوزه في انتخابات التمديد. ويعتقد هذا التيار الذي يفسر التوراة تفسيراً حرفياً، ان قيام إسرائيل ما هو إلا تحقيق لنبوءات العهد القديم، وان الاعتراض على وجود إسرائيل يعتبر تحدياً لإرادة الله.

بعد انتصار بوش في حملة التمديد نظمت جماعة «المسيحيون الصهاينة» تظاهرة كبرى تضامناً مع إسرائيل، خارج مبنى الكونغرس في واشنطن. وعرضت السفارة الإسرائيلية حافلة نقلت من تل أبيب دمرتها التفجيرات الفلسطينية. ووزع بيان باسم «منظمة المسيحيين من أجل إسرائيل» يدعو الى صلاة عامة من أجل القضاء على «الإرهاب». وقال البيان أيضاً إن «مهمتنا تقضي بحث الدعم لإسرائيل والشعب اليهودي عن طريق الصلوات والعمل الجاد وفق مشيئة الرب. كل هذا من أجل أن يتفهم الآخرون قلب الرب وأغراضه من أجل فهم الأصول اليهودية للعقيدة المسيحية».

ويستدل من فحوى هذا البيان أن الصهيونية نجحت في اختراق المسيحية في الولايات المتحدة بحيث أعادت رسالة المسيح الى أصول يهودية، علماً أن رسالة المسيح كانت مناقضة لرسالة اليهودية. وفي آخر محاولة جرت الشهر الماضي في الفاتيكان، حاولت الصهيونية تبرئة ساحة يهوذا الاسخريوطي من عملية بيع المسيح الى جنود الرومان بثلاثين من الفضة. ولقد قدم مدير حملة التبرئة المونسنيور والتر براندمولر، رئيس لجنة العلوم التاريخية في الفاتيكان، مذكرة الى البابا يطلب فيها ازالة التهمة عن يهوذا، لأنه حاول انقاذ معلمه عن طريق رشوة جنود بيلاطس. ويدعي الكاتب الكاثوليكي المعروف فيتوريو ميسوري، أن تبرئة الاسخريوطي من تهمة تسليم المسيح تعني الكثير بالنسبة الى اليهود الذين أزعجهم دوره المريب. والمعروف أن الشاعر دانتي عاقب يهوذا في «جحيمه» عندما صوره في أدنى الطبقات الملتهبة وقد هاجمته الشياطين. كما صوره المخرج سيسل دي ميل في فيلم «ملك الملوك» بأنه متيّم بمريم المجدلية وان حسده من المسيح دفعه الى تسليمه. أما المسرحية الموسيقية «يسوع سوبر ستار» فقد أظهره المخرج تيم رايس، بشكل انسان غاضب وبائس. كل هذا سيصار الى إلغائه من تاريخ المسيحية لأن اليهود يكتبون تاريخها على طريقتهم وبأسلوب يحقق طموحاتهم السياسية.

في هذا السياق ظهرت حرية التعبير في الدنمارك كسلعة مطلوبة لاظهار خوف الأوروبيين من الإسلام، تماماً كما ظهرت قضية درايفوس في فرنسا كمعارضة لتهويد البلاد. وهكذا اختلطت حرية التعبير بحرية التحريض، خصوصاً أن الرسوم الكاريكاتورية لم تستطع حجب الهدف الديني عن طريق الفكاهة.

ولقد انتقد الكاتب الألماني الكبير غونتر غراس (حائز على جائزة نوبل للآداب) نشر الرسوم، لأنها في اعتقاده تهدف الى الاستفزاز. وقال أيضاً إن الصحيفة اليمينية المعادية للأجانب كانت تعرف جيداً أن تصوير النبي محمد هو عمل مسيء للإسلام.

ويبدو أن الصحف الأميركية أرادت أن تشارك في الحملة الإعلامية ضد الإسلام بدليل أن جريدة «واشنطن تايمز» نشرت إطاراً فارغاً للتدليل على رفضها تقييد حرية الرأي. كما استقال رؤساء تحرير أسبوعية «نيويورك برس» احتجاجاً على قرار عدم نشر الرسوم. وهذا يعني أن قضية نشر الرسوم الكاريكاتورية في صحيفة مجهولة في الدنمارك ستتحول الى نقاش واسع حول حدود حرية التعبير وحدود حرية الاهانة. والمؤسف أن المتظاهرين في بيروت أخطأوا الهدف عندما هاجموا كنيسة «مار مارون» في الأشرفية للإعراب عن سخطهم وغضبهم ضد سفارة الدنمارك، تماماً مثلما أحرق المقاتلون في العراق سبع كنائس لأن الأقليات في المنطقة ستدفع ثمن الصراعات الدولية والاقليمية، ولأن اهمال الدولة اللبنانية وعجزها الفاضح سيقودان في المرة المقبلة الى تحقيق ما عجز المندسون عن تحقيقه!

كاتب وصحافي لبناني.

 

بشار الأسد .. هجوم متشدد إلى الخلف 

السبت 11 فبراير - ايلاف

  كتب نصر المجالي: رأت مصادر غربية في رد فعل سريع على تشكيل الحكومة السورية وتعيين نائب رئيس جديد له هو فاروق الشرع  ووزير داخلية مغمور ودبلوماسي لا معنى له سوى أن الرئيس السوري بشار الأسد يختط سياسة جديدة خاصة به تعتمد التشدد في مواجهة كل الضغوطات التي يواجهها حكمه الذي ابتدأ العام 1999 خلفا لوالده الراحل حافظ الأسد، واعتبرت ان التغيير السوري المفاجىء عشية الاحتفال بذكرى استشهاد رئيس الوزراء اللبناني الراحل رفيق الحريري الذي تتهم دمشق بالتورط به، لا يعدو كونه "هجوما إلى الخلف".وبترقية وزير الخارجية فاروق الشرع وهو سني من منطقة حوران الشمالية السورية الى منصب نائب الرئيس، وكلك إجراء تعديل على وزارة ناجي عطري طال تعيين وزير دبلوماسي اساسا لحقيبة الاعلام ووزيرا مغمورا للداخلية لا تعرف هويته من قبل، وتعيين الدبلوماسي المخضرم وليد المعلم وزيرا للخارجية، فإن الرئيس بشار الأسد يمارس دورا غير مسبوق في اتخاذ قرارات فردية في دائرة القرار الضيق المحكوم اساسا لأجهزة الاستخبارات التي يديرها صهره آصف شوكت عن قرب ومن جه أخرى شقيقه ورئيس الحرس الجمهوري ماهر الأسد ولا الرجلين تحوم حولهما شبهات، حيث استدعي شوكت للتحقيق امام اللجنة الدولية المكلفة التحقيق في اغتيال الرئيس الحريري.وكانت اللجنة الدولية برئاسة القاضي الالماني السابق ديتليف ميليتس اتهمت في تقريرها الأول الذي درسه مجلس الأمن قبل أربعة أشهر اتهم وزير الخارجية السابق ونائب الرئيس الجديد بالكذب في بعض ما كان صرح به أمامها من معطيات حول تداعيات اغتيال الحريري.

من بعد ذلك الاتهام العلني، غاب الشرع عن الأضواء ليتولى مهمة وزارة الخارجية الرجل الموصوف بالديناميكية الدبلوماسية وليد المعلم المعروف على نطاق عالمي ، حيث كان مندوبا لسورية لدى الامم المتحدة وليد المعلم الذي اصبح في التعديل الجديد وزيرا للخارجية، وهو منصب كان مرشحا له منذ شهور.

وما لفت انتباه المراقبين هو أن المرسوم الرئاسي الخاص بتعيين الشرع في منصب الرجل الثاني، هو أنه عهدت إليه من بعد نحو 22 عاما قضاها وزيرا للخارجية مهمة متابعة تنفيذ السياسة الخارجية والإعلامية السورية في إطار توجيهات رئيس الجمهورية.

ومراسيم تعديل حكومة ناجي عطري ايضا جاءت بسفير سورية لدى اسبانيا الدكتور محسن بلال وزيرا للاعلام خلفا للدكتور مهدي خلف الله وزير الاعلام الذي كان محسوبا على التيار الانفتاحي حيث هو خريج الجامعات الاميركية "ويبدو ان يدا كبلتا من دون التقدم اماما في تجسير العلاقات بين دمشق مع عواصم غربية تتصادم معها".

ولكن مصادر المراقبين والمتابعين للشأن السوري توقفت كثيرا عند اسم اللواء بسام عبد المجيد وزير الداخلية ليخلف بذلك الرجل القوي الساابق اللواء غازي كنعان الذي انتحر في ظروف غامضة في اكتوبر 2005 ، قيل ان لها صلة باغتيال رئيس وزراء لبنان السابق رفيق الحريري. ففيما قالت مصادر انه نُحر من جانب النظام، فإن هذا الأخير قال أنه انتحر. وقدم تبريرات صحية وقانونية لا تزال مثار أسئلة كثيرة.

كما عين الرئيس السوري في نفس المرسوم المهندس محمد ناجي عطري رئيسا لمجلس الوزراء، وعبد الله دردري نائبا لرئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية، والدكتور محمد الحسين وزيرا للمالية، والعماد حسن توركماني وزيرا للدفاع، وثلاثة وزراء دولة، ومن ضمن التعيينات الوزارية التي شملها المرسوم تعيين: عامر حسنى لطفى وزيرا للاقتصاد والتجارة. والدكتور محمد ماهر الحسامي وزيرا للصحة. ومحمد الغفري وزيرا للعدل. والدكتور زياد الدين الأيوبي وزيرا للأوقاف. المهندس سفيان علاو وزيرا للنفط والثروة المعدنية. الدكتور رياض نعسان آغا وزيرا للثقافة. وكان هذا الأخير سفيرا لدى دولة الامارات العربية المتحدة. لدكتور غياث بركات وزيرا للتعليم العالي. والدكتور سعد الله آغا القلعة وزيرا للسياحة. والدكتورة بثينة شعبان وزيرة للمغتربين. والدكتور علي سعد وزيرا للتربية.

يشار إلى أن هناك نائبا آخر لرئيس الجمهورية في سورية، وهو زهير مشارقة الذي تم تعيينه في عهد الرئيس السوري الراحل حافظ الاسد. ويبلغ الشرع ثمانية وستين سنة من العمر وهو يتولى منصب وزير الخارجية في سورية منذ عام 1984.

ولم يتضح إن كان تعيين الشرع في منصبه الجديد له علاقة بانشقاق النائب السابق للرئيس عبد الحليم خدام الذي كان يصنف ضمن ما يعرف بـ"الحرس القديم" في سورية.

وكان خدام الذي تولى منصب نائب الرئيس مدة ثلاثين سنة منذ عهد الرئيس الراحل حافظ الأسد قد ترك منصبه قبل عام وأعلن مؤخرا عن انشقاقه عن النظام، واتهمه بالضلوع في اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري، واتهم الرئيس بشار الأسد بالاستئثار السلطة.

وبسبب ذلك عقد مجلس الشعب السوري جلسة خاصة لمناقشة وضع خدام وأوصى بإقالته من منصبه في حزب البعث السوري الحاكم ونزع حصانته عنه ومصادرة ممتلكاته في سورية ومحاكمته بتهمة الخيانة العظمى.

 

حوارات غير منشورة كانت تنتظر استكمالها والاتفاق على التوقيت... رفيق الحريري: استبعد محاولة لاغتيالي فهذا القرار كبير وخطير ومكلف

لندن - غسان شربل-الحياة  - 11/02/06//

على رغم محاولة اغتيال الوزير مروان حماده لم يكن الرئيس رفيق الحريري يتوقع أن يكون الهدف المقبل «لأن أي قرار باغتيالي هو قرار كبير وخطير ومكلف لا يمكن أن يتخذه شخص عاقل». وقال: «أما محاولات اغتيالي سياسياً فلم تتوقف ولن تتوقف وهي تستهدف ابقاء البلد مريضاً الى ما لا نهاية. لا مصلحة لهم في موت المريض ولا يقبلون بشفائه». وسألته «الحياة» ان كانت الموافقة على التمديد للرئيس اميل لحود تشبه تجرع كأس السم، فرد سائلاً: «من تجرع السم أنا أم البلد؟».

ما تنشره «الحياة» بدءاً من اليوم وعشية الذكرى الأولى لاستشهاد الحريري هو حصيلة لقاءات متباعدة 

معه بدأت في سردينيا في صيف 1999 وكان آخرها في بيروت قبل أسابيع من اغتياله. وتقضي الأمانة الاشارة الى أن الحريري كان اشترط استكمال هذه الحوارات في خلوة في قصره الجبلي في فقرا وموافقته المسبقة على توقيت النشر. شاءت الأقدار أو يد الجريمة أن يغيب الحريري قبل استكمال الحوارات التي ننشرها بدءاً من اليوم في الذكرى الأولى لاستشهاده.

في اللقاء الأخير كان الحريري حاسماً في التعبير عن قرار اتخذه: «لن أكون رئيساً للحكومة في عهد لحود... كلام نهائي ولا عودة عنه. سأقول لك كلاماً أوضح. لا في عهد لحود ولا في أي عهد يشبه عهد لحود... أي عهد يأتي بالطريقة نفسها وبالهدف نفسه وبالحسابات نفسها».

ورداً على سؤال ان كان يمكن الاستنتاج انه لن يكون بعد اليوم رئيساً للحكومة، قال: «لا أعرف ان كان استنتاجك دقيقاً ولأي فترة من الوقت». نفى الحريري أن تكون له أي بصمات على قرار مجلس الأمن الرقم 1559، معتبراً أنه كان يمكن تفادي القرار حتى آخر لحظة. وسئل ان كانت الدول الغربية اتخذت قراراً بتغيير النظام في سورية، فرد أن الأمر يتوقف على سلوك النظام. وقال إنه لم يستطع التفاهم مع الرئيس لحود «لأن مشروع لحود، ومنذ البداية، كان موجهاً ضد البرنامج الذي على أساسه توليت رئاسة الوزراء». وأكد أن اللقاء الأخير بينه وبين لحود «كان لطيفاً للغاية».تحدث الحريري في هذه الحوارات عن علاقته بلحود والعلاقات مع سورية. كما تحدث عن علاقته بالرئيس الراحل حافظ الأسد، مشيراً الى أنه التقاه أكثر من خمسين مرة. وحكى عن علاقته بالملك الراحل فهد بن عبدالعزيز وبعض الذكريات في مجلسه.

روى الحريري أيضاً قصة نشأته وطريقه الى النجاح والثروة والمبادئ التي انطلق منها في عمله السياسي. وقال: «أحياناً أكاد لا أصدق أن رفيق الحريري الذي انطلق من الصفر تمكن من الوصول الى ما يتخطى أحلامه».

هل يحق للصحافي نشر حوارات كان المتحدث فيها اشترط عدم نشرها إلا بعد الحصول على موافقته «لأن التوقيت مهم في السياسة»؟ طرحت هذا السؤال على نفسي بعد ساعات من تلقي خبر استشهاد الرئيس رفيق الحريري. كانت الصدمة واسعة والمناخ عاطفياً وتخوفت ان يؤدي التهاب المشاعر الى تحميل بعض الكلام ما لم يرده المتحدث اصلاً فصرفت النظر عن النشر. وقبل ايام من الذكرى الأولى لزلزال 14 شباط (فبراير) وجدت نفسي أمام السؤال نفسه، لكنني قررت هذه المرة نشر معظم ما جاء في هذه الحوارات لاعتقادي انها يمكن ان تشكل تحية للرئيس الراحل ولعلها تفيد القارئ الباحث عن تفاصيل مسيرة شخصية استثنائية.

من حق القارئ ان يعرف قصة هذه الحوارات التي جاءت حصيلة لقاءات متباعدة عقدت في سردينيا وباريس وبيروت. في 1994 اتصلت بالرئيس الحريري طالباً منه المشاركة في سلسلة «يتذكر» التي كانت تنشرها «الوسط». تردد طويلاً ثم وافق فذهبت اليه في مونت كارلو في 26 كانون الأول (ديسمبر) وامضيت معه يومين اثمرا ثلاث حلقات نشرت في «الوسط» ابتداء من 27/2/1995. قال لي يومها: اعتبر هذا الحديث مجرد بداية فوضعي السياسي ومسؤولياتي الرسمية يمنعانني من الخوض في كثير من التفاصيل. وأضاف: أعدك ان نجري جولة اخرى من الحوار لاحقاً.

في صيف 1999 عاودت الاتصال. كان الحريري خارج الحكم. وافق وذهبت الى سردينيا مع آلة التسجيل الصغيرة وكانت جلسات عدة على يخته حيث كان يقيم. في ختام اليوم الثاني صارحني قائلاً: «لم يحن بعد وقت البوح بما هو أهم. ما رأيك ألا تنشر هذا الحديث الآن على ان نمضي يومين لاحقاً في فقرا. أقطع الاتصالات الهاتفية واتفرغ لاستجماع الذكريات وستكتشف انني كنت حاضراً بشكل أو آخر في كل محطة بعد 1982». واضاف: «وبانتظار ذلك الموعد تستطيع ان تسألني عما تريد كلما التقينا في لبنان أو خارجه وتستطيع تسجيل اجوبتي حتى ولو كنا نتحدث هاتفياً. شرطي الوحيد ان لا ينشر شيء قبل موافقتي فأنا لا أريد ان يضر الاعلام بالسياسة فهل تعدني بذلك؟».

وعدته وصرت أسرق جزءاً من حوار كلما التقينا. للأسف كانت اللقاءات متباعدة فقد عاد الحريري الى الحكم في لبنان في العام 2000. الغريب ان الحريري كان يذكرني بوعده بخلوة صحافية في قصره الجبلي في فقرا لكنني حين رأيته في المرة الأخيرة في قريطم قبل اسابيع من اغتياله لم يكن الجو يسمح باقتناص فرصة من هذا النوع، فقد شعرت بقدر من التوتر في حديثه وكأنه كان يقلب الانعكاسات المحتملة لفوز المعارضة في الانتخابات المقتربة. 

لا غرابة ان تستوقف شخصية رفيق الحريري اي صحافي يتابع حاضر لبنان ويسأل عن مستقبله. وحين كنت أحاول في سلسلة «يتذكر» جمع روايات الحرب ومحاولات الخروج منها خصوصاً في عقد الثمانينات كان اسم الحريري يتكرر على رغم حرصه في تلك الأيام على ابقاء دوره بعيداً عن الأضواء واخفاء حجمه الفعلي تفادياً لإثارة العداوات. كانت لرفيق الحريري بصمات في كل المحطات. من إلغاء اتفاق 17 ايار (مايو) اللبناني - الاسرائيلي الى «الاتفاق الثلاثي» بين الميليشيات الكبرى وصولاً الى مؤتمري جنيف ولوزان وعهد الحكومتين ثم اتفاق الطائف.

كان السؤال الذي يشغلني في التسعينات كيف نجح رفيق الحريري في التحول قطباً في مرحلة كان يفترض ان لا تسمح بوجود أقطاب في لبنان. طرحت السؤال على الحريري فسألني عن الجواب. قلت: «قوتك المالية الضاربة تعادل قوة ميليشيا يفوق حجمها احجام الميليشيات الموجودة».

رد: «أعوذ بالله من هذا التشبيه. لا أنكر ان المال إذا أحسنت استخدامه يمكن ان يعطيك فرصة، لكن دعني أقول لك: تستطيع بمالك شراء قصر كبير لكنك لا تستطيع بالمال وحده شراء محبة عامل في حديقة القصر. هناك الثقة والمتابعة والقدرة على اثارة الأمل لدى الناس».

وأضاف: «لم يتركوا وسيلة لتهشيم صورتي إلا ولجأوا إليها. قالوا للشيعة انني جئت لتحجيم دورهم. أنا لن أرد أنت تعرف السيد حسن نصرالله والرئيس نبيه بري لماذا لا تسألهما؟ قالوا للمسيحيين انني جئت لأسلمة البلد. لماذا لا تسأل البطريرك الماروني (مار نصرالله بطرس صفير) عن رأيه. هل تصدق انني اشعر بالحزن حين أقرأ عن ارتفاع معدلات الهجرة، خصوصاً في أوساط المسيحيين؟ سأقول لك أكثر من ذلك. غياب الموارنة من لبنان يفقده ميزاته وربما مبررات وجوده. انني أعني ما أقول. هذا لا يلغي عتبي على بعض السياسيين الموارنة الذين لا يعرفون اهمية دور طائفتهم في لبنان واهميتها في دور لبنان في المنطقة والعالم. أنا لا مانع لدي في إبقاء الرئاسة للموارنة إذا كان ذلك يطمئنهم. ولا مانع لدي في إرجاء إلغاء الطائفية السياسية عقوداً لأنني لمست بالتجربة ان كل الطوائف ليست جاهزة بعد للبحث في هذا الموضوع خارج الحسابات الطائفية». كان الحريري يحلم بعد اعادة اعمار بيروت بإعادة اعمار المعادلة اللبنانية انطلاقاً من اتفاق الطائف. أغلب الظن انه كان ينتظر رئيساً آخر في بعبدا ليستأنف مسيرة الاعمار. لم يتوقع ان يكون على لائحة الاغتيال لأن «هذا القرار كبير وخطير ومكلف». هذه المرة اخطأ الحريري. وهنا نص الحلقة الأولى: 

> كيفك دولة الرئيس؟

- ممتاز.

> هل يمكن ان تشرح؟

- (يضحك) لماذا تستغرب ان يكون وضعي ممتازاً؟ هل ممنوع ان يكون المرء مرتاحاً؟

> لا، لكنني اعتقد ان الاقامة خارج السلطة غير ممتعة لسياسي بحجم رفيق الحريري؟

- غير ممتعة لرفيق الحريري أم للبلد؟

> أنا لدي اسئلة لا إجابات.

- إذا نظرت إلي ألا تشعر بأنني مرتاح؟

> أشعر بأنك واثق.

- مشكلة خصومي انهم يخافون الناس والاحتكام اليهم. أنا أقبل بما تقوله صناديق الاقتراع.

> ماذا ستقول؟

- أعتقد ان الناس ستقترع لمصلحة البلد.

> تبدو متأكداً من نتائج معركة بيروت؟

- لماذا تحصر المسألة ببيروت. هناك انتخابات على مستوى البلد، وأنا معني بكل المناطق.

> هل افهم أنك ستخوض الانتخابات على كل الأراضي اللبنانية؟

- ليس بهذا الشكل. للمناطق خصوصيات احترمها. لكن لنا أصدقاء أو حلفاء. هناك أناس نلتقي معهم.

> هل استطيع ان أقول إنك ستكون زعيم المعارضة في الانتخابات؟

- (يضحك) تعرف ان المعارضة معارضات. لم يقبلوني في الموالاة.

> من هم؟

- أنت تعرفهم.

> هل ستحاول تكرار تجربة العام ألفين، اي ان تفرض نفسك مجدداً رئيساً للحكومة؟

- ما دام هذا الكلام لن ينشر إلا في الوقت المناسب سأقول لك الصراحة. لن أكون رئيساً للحكومة في عهد لحود.

> هذا الكلام نهائي وبغض النظر عن نتائج الانتخابات؟

- كلام نهائي ولا عودة عنه. سأقول لك كلاماً أوضح: لا في عهد لحود ولا في أي عهد يشبه عهد لحود.

> عهد من مثلاً؟

- أي عهد يأتي بالطريقة نفسها وبالهدف نفسه وبالحسابات نفسها.

> هذا يعني انك لن تكون رئيساً للحكومة؟

- لا أعرف ان كان استنتاجك دقيقاً ولأي فترة من الوقت.

> هل افهم ان اختصار ولاية لحود وارد في حال فوز المعارضة بأغلبية المقاعد في مجلس النواب؟

- لا أعرف. مشكلة الرئيس لحود الداخلية هي مجرد جانب من مشكلته.

> هل تقصد الإشارة الى القرار 1559 لمجلس الأمن؟

- القرار وغيره. يخطئ من يراوح مكانه في عالم يتغير.

القرار والبصمات

> يحكون عن بصماتك وراء القرار؟

- ثمة من يريد تحميلي نتيجة أخطاء ارتكبها. أنا اسألك هل يستطيع سياسي في العالم وهو من دولة صغيرة استدراج مجلس الأمن والدول الكبرى فيه خصوصاً الى قرار من هذا النوع. حتى الدولة الكبرى لا تستطيع تمرير هذا القرار إذا لم تكن هناك جملة ظروف ومعطيات وأخطاء ولقاء مصالح.

> قيل ان الرئيس جاك شيراك لعب دوراً كبيراً؟

- بيني وبين الرئيس شيراك صداقة قديمة وعميقة أفدت منها دائماً لاستجلاب دعم سياسي أو مادي للبنان ووظفتها ايضاً لمساعدة سورية. المسؤولون السوريون يعرفون هذا الأمر. استفدت من العلاقة مع الرئيس شيراك لدعم اتفاق الطائف وفكرة إعادة الإعمار وحق المقاومة في جنوب لبنان. فعلت ما هو أكثر من ذلك. سعيت الى موقف فرنسي يتفهم ظروف لبنان الخاصة بما في ذلك انتشار قوات سورية على أرضه. ساهمت في تحسين العلاقة بين باريس ودمشق لكن كل ما انجزته في هذا المجال ضاع بسبب الأخطاء. أسباب اللقاء بين فرنسا والولايات المتحدة حول الوضع في لبنان، بعد خلافهما حول العراق، قصة طويلة تتناول ملفات عدة.

> ماذا طلبت في مقابل الموافقة على التمديد؟

- لا شيء. مجرد الخروج من الحكم.

> ولماذا ودعت اللبنانيين بتلك اللهجة المأسوية يوم خروجك؟

- للسبب الذي كشفته لك وهو قراري بأن لا أتولى رئاسة الحكومة في عهد لحود أو في أي عهد يشبهه. وقراري هذا أقلقني لأنهم يستطيعون دفع الحريري الى الخروج من الحكم لكنهم لا يستطيعون دفع البلد خطوة الى الأمام لا بل انهم لا يستطيعون وقف التدهور.

> هذا يعني انك ربطت البلد بشخصك؟

- لا. هذا يعني انهم لا يملكون برنامجاً. برنامجهم الوحيد هو السيطرة وسياستهم الوحيدة هي عرقلة ما يفعله الحريري.

> من تقصد بهم؟

- الرئيس لحود ومن يدعمه.

> وماذا لو خسرت الانتخابات؟

- اذا خسرت في انتخابات حرة أنحني أمام إرادة الناس. لنضع التواضع جانباً. أنا استطيع الفوز في أصعب دائرة في بيروت. استطيع الفوز في دوائر أخرى. ربما تحول اقامتك في الخارج دون احتكاكك بالناس خارج بيروت. هل تعتقد انني ضعيف في طرابلس والشمال أم في البقاع الغربي واقليم الخروب وغيرها.

> ولماذا لن تعود الى رئاسة الحكومة؟

- أنا ضحيت كثيراً وتنازلت كثيراً. كنت أفعل ذلك من أجل البلد لا من أجل رفيق الحريري. في ظروف عدة كانت مصلحتي كسياسي ان أغادر الحكم. الوجود في الحكم وأمام هذا الحجم من العرقلة يأكل من شعبية السياسي. ومع ذلك كنت استمر لشعوري ان خراب كل ما بنيناه لا يشكل لديهم مصدر قلق. تصرفت كسياسي مسؤول أمام ضميره وناخبيه وشعبه وكمؤمن مسؤول امام ربه. هذه المرة المسألة مسألة كرامة. اذا كان الثمن عدم تولي رئاسة الوزراء (...) وإذا كان الثمن كتلة نيابية أصغر (...) لا حلول على حساب كرامتي بعد اليوم.

> لنعد الى القرار 1559؟

- لهذا القرار علاقة بتطورات كثيرة تبدأ من هجمات 11 أيلول (سبتمبر) الى الحرب في العراق والموقف منها ومواجهة الأميركيين هناك وصولاً الى الموضوع الفلسطيني ثم ما يجري في لبنان وكيف يوظف النفوذ في لبنان في الملفات الأخرى. ثم ان هذا القرار كان يمكن ارجاؤه أو تفاديه حتى اللحظة الأخيرة. هل يستحق قرار التمديد للحود مثل هذا الثمن؟

دور التقارير

> هل كنت مؤيداً لوصول شخص آخر للرئاسة من أصدقاء سورية؟

- كل الأسماء التي كانت متداولة تندرج في هذا الباب. كان من المستحيل وصول رئيس معاد لسورية وعلى خصومة معها. لا يستطيع رئيس من هذا النوع أن يحكم. لا يمكن أصلاً ان ينتخب.

> لماذا حصل التمديد اذا؟

- لم أفهم هذه المسألة. التقارير لعبت دوراً حاسماً.

> من أين جاءت التقارير؟

- تقارير لبنانية وسورية. تصوّر ان أحد التقارير، على حد ما قيل لي، يزعم انني أهيئ عبر الانتخابات انقلاباً على سورية وانني حمّلت الرئيس جاك شيراك اسم النائب نسيب لحود الى القمة التي جمعته في البحر الأسود مع الرئيس (فلاديمير) بوتين والمستشار (غيرهارد) شرودر. (يضحك). نسيب لحود شخص محترم بلا أدنى شك. اعتقد انه اذا تولى الرئاسة يفكر في شخص آخر لرئاسة الحكومة. المسألة بسيطة. اسأل نسيب لحود نفسه.

> هل تعتقد ان الدول الغربية الكبرى اتخذت قراراً بتغيير النظام في سورية؟

- لا اعتقد بوجود قرار من هذا النوع. ان الوصول الى قرار من هذا النوع يتوقف على سلوك السلطات السورية في المرحلة المقبلة وطريقة تعاطيها مع هذا القرار. نحن كلبنانيين لا مصلحة لنا لا في زعزعة استقرار سورية ولا في اطاحة النظام فيها. لنا مصلحة في سورية مستقرة ومزدهرة، سورية ترى في الاستقرار اللبناني والازدهار اللبناني مصلحة للبلدين.

> لماذا لم تستطع التفاهم مع الرئيس لحود؟

- لأن مشروع لحود ومنذ البداية كان موجهاً ضد البرنامج الذي على أساسه توليت رئاسة الوزراء. جوهر هذا المشروع كان أمنياً ويقوم على التطابق الكامل ولا يفسح أي مجال لشراكة لبنانية، ولو متواضعة، مع سورية في ادارة الشأن اللبناني.

> هل بسبب خوفك من هذا الشعور عملت للتمديد للرئيس الياس الهراوي في 1995؟

- نعم.

> أيدت التمديد لرئيس يناسبك وعارضت التمديد لرئيس لا يناسبك؟

- عارضت التمديد لأنه لا يناسب البلد. وعلى رغم قناعتي لم أرد الصدام مع سورية أو ان أكون السبب في تفجير أزمة لا يمكن معرفة حدودها.

> هل كان مستحيلاً التوصل الى تفاهم دائم مع لحود في ماراثون اللقاءات الثنائية التي كانت تجري بينكما؟

- الحقيقة لم تكن هذه اللقاءات ثنائية يوماً. دائماً كان هناك ظل أو ظلال في الجلسة بيننا.

> ظلال من؟

- جميل السيد ورستم غزالي وغيرهما.

> يقال ان اللقاء الأخير بينك وبين الرئيس لحود كان لطيفاً للغاية؟

- هذا صحيح. قال لي أنت شخص وطني وكل منا يخدم البلد على طريقته. صارحته. قلت له ان خروجي من رئاسة الحكومة لا يعني انني سأعرقل. علاقتي بالحكم ستحكمها علاقته بي وأتمنى ان لا تكون هناك عودة الى الممارسات التي استهدفتني في بداية العهد. انفعل الرئيس وقال انه سيتصدى شخصياً لأي مضايقات أو عمليات استهداف. أبلغته ايضاً انني سأخوض الانتخابات وان لا مشكلة لدي في بيروت مهما كان شكل الدوائر.

> هل اقفل الباب بينك وبين دمشق نهائياً؟

- أنا لم اقفل الباب. ثم لا مطلب لدي. لست في موقع رسمي يستدعي التنسيق.

> هل تتجه الى الدخول في اختبار قوة مع سورية عبر الانتخابات؟

- لا أريد مثل هذا الاختبار ولا أسعى اليه ولا يفيد البلد. أنا وافقت على التمديد كي لا أعطي انطباعاً من هذا النوع.

> ثمة من شبه وضعك آنذاك بوضع الامام الخميني حين تحدث عن تجرع السم لدى موافقته على وقف اطلاق النار مع العراق؟

- هل أنا الذي تجرعت السم أم البلد؟

> لماذا لم تسهّل وصول شخص آخر؟

- كنت منفتحاً على أي اسم آخر. لم يكن سراً ان قرار التمديد غير شعبي في لبنان لكنه اتخذ. لم أرد ان أكون سبباً في أزمة كبرى في البلد. ضغطت على نفسي وتخطيت مشاعري الشخصية. أنا كنت أعرف ان سورية صاحبة الكلمة الأخيرة في هذا الموضوع ولأسباب كثيرة لكنني كنت أتوقع ان تراعى مشاعر اللبنانيين. لم أطالب أن يكون الحريري شريكاً، كنت أتمنى ان يعترف للبنان بحق أن يكون شريكاً في شأن هو لبناني أصلاً.

> ما الذي يؤلمك في هذه التجربة؟

- يؤلمني وجود فريق، يضم مسؤولين مدنيين وأمنيين وسياسيين وحزبيين، يعتاش فقط من عرقلة برنامج النهوض بالبلد. لا يعنيهم مشروع الدولة ولا الإعمار ولا الازدهار ولا خبز الناس. مصلحتهم الفعلية أن يبقى البلد مريضاً وممسوكاً بواسطة الأجهزة. ليس بسيطاً ما فعلوه في القضاء وغيره.

> هل تتمنى لو انك ولدت في بلد آخر؟

- لماذا؟

> لأن تركيبة لبنان ترسم حدوداً للزعامة. الوجود العسكري السوري يرسم حدوداً إضافية. في بلدان أخرى يأمر الحاكم وتنفذ إرادته؟

- تريد الصراحة. يؤلمني أن كثيرين من اللبنانيين لا يعرفون أهمية لبنان. بلدنا مهم شرط أن نتعاطى الشؤون الوطنية والسياسية بروح المسؤولية. كم هو عدد الذين تستطيع ن تسألهم عما فعلوا للبلد ويستطيعون تعداد انجازات؟ لا يبنى المستقبل بالبيانات والعنتريات وتكرار الكلام الممل عن الحرص على المؤسسات.

العلاقة مع دمشق

> ما هو جوهر المشكلة مع سورية؟

- في السبعينات نشأ وضع في لبنان تشكلت فيه قناعة اقليمية ودولية أنه لا يمكن إنهاء الحرب في لبنان من دون تدخل عسكري سوري. وكان ذلك صحيحاً. وكانت العوامل متشابكة وتداخلت العناصر اللبنانية والفلسطينية والإسرائيلية والدولية. بعد الدخول السوري شهدت المنطقة أحداثاً كبرى كالسلام المصري - الإسرائيلي والغزو الإسرائيلي للبنان من دون أن ننسى الثورة الإيرانية والحرب العراقية - الإيرانية. ومن دون الخوض في التفاصيل، نشأت في دمشق قناعة بأن دور سورية الاقليمي بات مرتبطاً بوجودها في لبنان، وان هذا الوجود يشكل خط الدفاع الأول عن الدور والنظام.

كان الغرض من اتفاق الطائف مزدوجاً: إبرام تسوية بين اللبنانيين تسمح بقيام دولة لبنانية وابرام علاقة استراتيجية مع سورية تطمئنها وتغنيها عن إدارة الشأن اللبناني. طرأت تطورات اقليمية كبرى وبينها غزو الكويت، فاعتبرت القيادة السورية أن التفويض الذي منح لها سابقاً تم تجديده وبات مفتوحاً.

تصاب الدول أحياناً بما يصاب به الأفراد. إنه الادمان. أدمنت سورية على إدارة الشأن اللبناني. وهنا ملاحظة لا بد منها، كانت سورية في عهد الرئيس حافظ الأسد تمسك بلبنان لكنها كانت تلتفت غالباً الى توازنات لا بد من مراعاتها بين الطوائف أو داخل الطوائف. في التسعينات ظهر ميل الى كسر التوازنات ترجم عملياً مع وصول لحود الى الرئاسة في 1998 وراح يتعمق.

انطلاقاً من اعترافي وتقديري للدور الذي لعبته سورية في انهاء الحرب كنت أتمنى لو أنها اغتنمت فرصة اتفاق الطائف للخروج من التفاصيل اليومية اللبنانية والاكتفاء بعلاقات استراتيجية تطمئنها في مجالات الأمن والموقف من النزاع العربي - الإسرائيلي. للأسف البرنامج الذي أعد لعهد لحود وطبق بعد وصوله يدعم الخروج على اتفاق الطائف ولم يأخذ في الاعتبار التوازنات الداخلية والحساسيات ولم يتوقف أيضاً عند التغييرات التي حصلت في العالم.

> هل كانت علاقتك بعبد الحليم خدام النائب السابق للرئيس السوري من أسباب تراجع علاقتك مع العهد الحالي في سورية؟

- هذه العلاقة بدأت بطلب من الرئيس حافظ الأسد وتحولت في شق منها الى علاقة شخصية. بعد تولي الرئيس بشار الأسد السلطة تحدثنا في هذا الموضوع ولم يكن يعارض أن أمر على أبي جمال لدى زيارتي دمشق. كنت أعرف طبعاً أن الملف اللبناني صار في عهدة آخرين وكانت علاقتي معه شخصية. كنت أعرف من هو صاحب القرار. أنا لا اخطئ في قراءة هذه المسائل.

> هل كان يعارض التمديد للحود؟

- كان يعرف خطورته.

 

> هل كان بين من نصحوك في بداية عهد لحود بالخروج من رئاسة الوزراء لترك الرئيس يستنزف اندفاعته ثم تعود بعد الانتخابات؟

- هذه المواضيع تحتاج الى حديث تفصيلي ودقيق نتركه للمستقبل.

> هل صحيح أن وزراء في حكوماتك المتعاقبة كانوا يدبجون التقارير وينقلون أسرار مجلس الوزراء وحتى لقاءاتهم الشخصية معك؟

- صحيح. تقارير خطية وشفوية. (يضحك) بينهم من تحسن خطه من كثرة ما كتب. وزراء ونواب وأمنيون.

الحقيقة كانت هناك دائماً وجهتا نظر. الأولى تقول بإبعاد الحريري عن الحكم لكنها تخشى المضاعفات، والثانية تقول بإشراك الحريري في الحكم واستنزافه فيه عبر تفخيخ الحكومات والبرلمان والأحزاب والنقابات. هنا يجب أن أقول لك انهم لو عرفوا منذ البداية ان مشروع إعمار بيروت سيعيد لبنان الى الخريطة الاقليمية والدولية لما وافقوا عليه. مؤشرات النجاح دفعتهم الى إعداد مشروع مضاد هو مشروع لحود.

> من هندس هذا المشروع؟

- صاحب الدور الأكبر (اللواء) جميل السيد. طبعاً السيد جزء من تركيبة. تصوّر أن لحود نفسه لم يستطع زحزحة مدير الأمن العام من مكانه.

> لكنك في انتخابات العام 2000 نجحت في ضرب عهد لحود وعدت الى السلطة على حصان أبيض وثمة من يقول إن اللواء غازي كنعان (رئيس جهاز الأمن والاستطلاع للقوات السورية في لبنان سابقاً) وجميل السيد ساعداك. هل كان للأمر علاقة بحسابات سورية داخلية؟

- أنا لم أكن يوماً جزءاً من أي حساب سوري داخلي. رفضت باستمرار حتى مجرد الحديث في هذا الموضوع. العلاقات التي أقمتها مع المسؤولين السوريين في الثمانينات والتسعينات أقمتها بمعرفة الرئيس حافظ الأسد. لم تكن هذه العلاقات لا سرية ولا غامضة. هذا يصدق على علاقتي مع عبد الحليم خدام وحكمت الشهابي وغازي كنعان وغيرهم.

> لكن علاقاتك لم تكن مستقرة في السنوات الماضية؟

- فعلت كل ما في استطاعتي. ربما يتعلق الأمر بحسابات الآخرين وربما لعبت الكيمياء دورها.

> ماذا ستكون صفتك بعد الانتخابات النيابية؟

- رئيس كتلة نيابية. لماذا لا تصدّق؟

> لأنني أشعر انك رممت السرايا لتقيم فيها؟

- أعيد وأكرر لن أكون رئيساً للحكومة مع اميل لحود أو مع من يشبهه.

> هل كانت محاولة اغتيال الوزير مروان حمادة رسالة؟

- كانت جريمة فظيعة قبل أن تكون محملة بالرسائل.

> هل تشعر بالخوف على حياتك؟

- أولاً أنا مؤمن. ثانياً أنا لا قطرة دم على يدي. ثالثاً أنا ضميري مرتاح. رابعاً اعتقد أن لدي اجراءات أمنية جيدة. وخامساً لدي قناعة بأن أي قرار باغتيالي هو قرار كبير وخطير ومكلف لا يمكن أن يتخذه شخص عاقل. لذلك استبعد محاولة اغتيالي جسدياً. أما محاولات اغتيالي سياسياً فلم تتوقف ولن تتوقف وهي تستهدف ابقاء البلد مريضاً الى ما لا نهاية. لا مصلحة لهم في موت المريض ولا يقبلون بشفائه.

> ألم يكن باستطاعتك التفاهم مع الرئيس لحود على حد أدنى؟

- هو لم يكن قادراً على التفاهم معي. ببساطة أقول لك انني خدمت المقاومة في جنوب لبنان أضعاف ما قدمه لحود لها. وخدمت سورية أضعاف ما خدمها لحود. لكنني أخدم سورية من موقعي كلبناني وعربي وبما أعتقد أنه يخدم مصلحة لبنان وسورية في المدى البعيد.

الطائرة المخطوفة

> ثمة من يقول انك قدمت تنازلات كثيرة؟

- هذا صحيح. قدمت تنازلات في الداخل لأنني كنت اعتبر أن العلاقات بين الطوائف والقوى السياسية اللبنانية يجب أن تكون طبيعية ولو استلزم الأمر تنازلات متبادلة أو تنازلات من طرف. هذا الاسلوب لم يكن مريحاً لبعض الناس. لا يريدون أن تكون علاقتي مع المسيحيين طبيعية أو قوية. الأمر نفسه بالنسبة الى العلاقات مع الشيعة.

قدمت تنازلات أيضاً في العلاقات مع سورية. كنت أحلم بأن يجيء وقت يحصن فيه الاستقرار اللبناني الاستقرار السوري، والازدهار اللبناني الازدهار السوري لتقوم علاقة طبيعية بين دولتين تربطهما روابط كثيرة. علاقة لا يعتبر فيها القرار اللبناني مشروع تهديد للعلاقة مع سورية أو مصدر قلق لها.

> أعود الى القرار 1559، هل كان لك دور في انضاج ظروف صدوره؟

- لا. وكان يمكن تفاديه.

> هل كنت على علم مسبق به؟

- لا، لكن لم يكن سراً أن لبنان كان موضع تشاور بين باريس وواشنطن. اعتقد أن الديبلوماسية السورية أخطأت حين اعتبرت أن لبنان ليس مهماً، وأنه يكفي ابداء مرونة في العراق ليبقى الوضع في لبنان على حاله. خيار التمديد اعتبر خيار مواجهة.

> ماذا تتوقع في المرحلة المقبلة؟

- إنها مرحلة تستلزم من الجميع الحكمة والصبر والتصبر. مرحلة صعبة. دعني اختصر لك موضوع التنازلات في تشبيه لا أعرف ان كان دقيقاً. أنت أمام طائرة مدنية مخطوفة ولا تستطيع تحرير الركاب بالقوة فماذا تفعل؟ جوابي هو أن الأولوية لسلامة الركاب وانقاذهم، فمجرد انقاذ بيروت ولبنان يشكل عقاباً للخاطفين.