المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم الاثنين 13/2/2006

من يعسف الفقير يعير صانعه

 

جنبلاط يكشف عن خريطة رسمية تقع فيها مزارع شبعا خارج الحدود اللبنانية 

الأحد 12 فبراير - أ. ف. ب.  بيروت: كشف الزعيم الدرزي النائب وليد جنبلاط، من قادة الاكثرية المناهضة لهمينة سوريا على لبنان، اليوم عن خريطة رسمية لبنانية تعود للعام 1962 تقع فيها مزارع شبعا خارج الحدود اللبنانية، كما كشف عن خريطة اخرى "مزورة" تسلمها عام 2001 ادخلت فيها هذه المنطقة الى الاراضي اللبنانية. وابرز جنبلاط لزواره، كما دلت مشاهد بثتها كافة محطات التلفزة اللبنانية، خريطة للجيش اللبناني يعود تاريخها الى العام 1962 تظهر منطقة مزارع شبعا خارج الحدود اللبنانية، وخريطة اخرى "نقلت فيها حدود لبنان من مكان الى آخر لكي تصبح مزارع شبعا داخلها".

واكد جنبلاط ان المسؤول السابق عن الأمن العام اللبناني اللواء الركن جميل السيد (موقوف حاليا للاشتباه بضلوعه في اغتيال رفيق الحريري) سلمه الخريطة "المزورة" عام 2001 . وقال "خرائط العام 1962 توضح حدودنا مع سوريا ونرى فيها مثلا مغر شبعا وقرى اخرى داخل سوريا. في العام 2001 تغيرت معالم الحدود وخرجت نظرية تحرير مزارع شبعا (...) وفي هذه الخريطة يعود لبنان اسيرا لنظام الوصاية (السورية) وبالتالي يكون مصير الاستقلال ولبنان مجهولين عشرات السنوات اذا لم نقل اكثر".

ويؤكد حزب الله ان الانسحاب الاسرائيلي من جنوب لبنان لم يكتمل، وبالتالي فان قرار مجلس الامن رقم 425 لم ينفذ بكامله بعد لان مزارع شبعا لا تزال تحت الاحتلال الاسرائيلي. في حين تعتبر الامم المتحدة ان اسرائيل احتلت مزارع شبعا عام 1967 لدى احتلالها هضبة الجولان السورية وتكون هذه المزارع بالتالي مشمولة بقرار مجلس الامن 242 وليس 425.

 

البطريرك الماروني ترأس قداس الاحد والتقى وزير الاشغال

وطنية - 12/2/2006 (سياسة) ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير قداس الاحد في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي, عاونه فيه امين سر البطريركية المونسينيور يوسف طوق, القيم البطريركي الاب جوزف البواري, رئيس جمعية الانماء من اجل السلام الاجتماعي الاب ايلي ماضي في حضور الامين العام للحزب الديموقراطي اللبناني زياد شويري, وفدا من جمعية القديسة صوفيا في الصفرا وحشد من المؤمنين. العظة بعد الانجيل المقدس القى البطريرك صفير عظة بعنوان "من يعسف الفقير يعير صانعه", تحدث فيها عن خطر وجود السلاح النووي وما له من وقع سلبي في العلاقات الدولية المتعلقة بالبلدان التي هي في طور النمو, وهذا نص العظة: "الاهتمام بالفقراء والمعوزين, كان دائما هم الكنيسة. والرب يسوع قال:"الفقراء معكم في كل حين". والمسيحي, الذي يعي واجبه, لا يمكنه ان يغمض عينيه عن منظر التعاسة والشقاء الذي يحيط به. وغالبا ما كان الفقر, واهمال معالجة اسبابه وعواقبه, في اساس الثورات الدامية, التي نشبت في العالم, وتركت ما تركت وراءها من قتلى وخراب وتدمير.

ولهذا السبب حرصت الكنيسة على حض جميع الناس على تمكين بعضهم بعضا من عيشة تليق بكرامتهم الانسانية. وهذا ما تطرقت اليه رسالة البابا يوحنا بولس الثاني في "الاهتمام بالشأن الاجتماعي". وقد تحدثت عن الهوة القائمة بين شمال وجنوب, وعن رؤية مشوهة للانسان, وعن واجب توظيف الطاقات في خدمة الاخوة.

1- هوة بين الشمال والجنوب 21- ويمكننا ان نلاحظ خطر وجود السلاح النووي, بما له من وقع سلبي, في العلاقات الدولية, المتعلقة بالبلدان التي هي في طور النمو. ومعروف في الواقع ان التوتر بين الشرق والغرب متأت عن تعارض, ليس بين درجتين مختلفتين من التطور, بل بالاحرى بين مفهومين لتطور الناس والشعوب غير كاملين, ويحتاج كل منهما الى اصلاح جذري. وهذا التعارض قد انتقل الى قلب هذه البلدان, وهذا ما يسهم في توسيع الهوة القائمة, على الصعيد الاقتصادي بين الشمال والجنوب, وهي نتيجة المسافة الفاصلة بين عالمين متطورين, وعالمين اقل تطورا.

وهذا هو احد الاسباب التي حدت عقيدة الكنيسة الاجتماعية على تبني موقف يندد بالرأسمالية الليبرالية, والاشتراكية الماركسية. ويمكن التساؤل عفوا, من ناحية التطور, عن اية طريقة, او الى اي مدى, يمكن هذين النظامين احداث تغيير, او تكيف من شأنهما ان يعززا, او يدفعا الى الامام, تطور الانسان والشعوب, تطورا حقيقيا وكاملا في المجتمع المعاصر. لأن هذين التغيير والتكيف ملحان, ولا بد منهما لقضية التطور المشترك بين الجميع. والبلدان الحديثة الاستقلال التي تبذل جهدها لاكتساب هوية ثقافية وسياسية, والتي تحتاج الى مساعدة فاعلة ومجردة من البلدان الاكثر غنى وتطورا, تجد ذاتها, معنية, وفي غالب الاحيان مندفعة, الى صراعات عقائدية, تولد انقسامات داخل البلد, بحيث انها تتسبب, في بعض الحالات, بحروب مدنية, راهنة. ومرد ذلك, بالاضافة الى غيره من الاسباب, الى تحويل الاموال المعدة للاستثمارات, والمساعدات المعطاة للتطور, في غالب الاحيان, عن غايتها لتوظيفها في تغذية صراعات, خارج مصلحة البلدان التي كان يجب ان تستفيد منها, او بمعزل عنها.

وهناك كثير من هذه البلدان اصبح اكثر وعيا لصيرورته ضحايا لاستعمار جديد, ويحاول التملص منه. وهذا الوعي هو ما ادى, على الرغم من الصعوبات, والترددات, والتناقضات احيانا, الى الحركة الدولية للبلدان غير المنحازة. وتريد هذه الحركة, من وجهتها الايجابية, ان تثبت حق كل شعب في هويته, واستقلاله, وامنه, ومشاركته, على قدم المساواة والتضامن, في التمتع بالخيور المعدة لكل الناس.

2- رؤية مشوهة عن الانسان 22- بعد ايراد هذه الاعتبارات, باستطاعتنا ان نرى بوضوح اللوحة التي تكونت خلال العشرين سنة الفائتة, ونفهم فهما جيدا التناقضات القائمة بين القسم الشمالي من العالم, اي الشرق والغرب, على انه السبب, وليس الاخير, في تخلف الجنوب او جموده. والبلدان التي هي في طريق التطور, بدلا من ان تهتم بتقدمها نحو المشاركة العادلة في الخيور والخدمات المعدة لكل الناس, تصبح قطع جهاز, واجزاء في آلة عملاقة. وهذا غالبا ما يتحقق في حقل الاتصالات الاجتماعية التي غالبا ما تديرها مراكز قائمة في القسم الشمالي من العالم, وهي لا تحسب دائما حسابا عادلا للاولويات والمشاكل الخاصة في هذه البلدان, ولا تحترم خصائصها الثقافية.

وليس من النادر ان تفرض, خلافا لذلك, رؤية مشوهة, عن الحياة والانسان, وهي في ذلك لا تلبي مقتضيات التطور الحق. وكل من الكتلتين تخفي في قرارة نفسها وعلى طريقتها, نزعتها الى الامبرالية, بحسب التعبير المألوف, او الى الاستبداد, او الى صيغ استعمار حديث: وهذه تجربة سهلة لا يندر ان تقع فيها, على ما يعلم التاريخ, حتى الحديث منه. وهذا الوضع الشاذ - وهو نتيجة حرب واهتمام متزايد بالامن الذاتي, يحد من انطلاقة تعاون الجميع من اجل خير البشرية العام, وذلك لضرر الشعوب المسالمة التي ترى حقها مهضوما في الوصول الى الخيور المعدة لكل الناس.

ان انقسام عالم اليوم, اذا ما نظرنا اليه من هذه الزاوية, يشكل حاجزا مباشرا يحول دون تبديل احوال التخلف في البلدان التي هي في طريق التطور, وفي البلدان الاقل تقدما تبديلا حقيقيا. واضافة الى ذلك, ان احتياجات الاقتصاد الذي تخنقه النفقات العسكرية, والادارية, وانعدام الفاعلية الذاتية, تبدو انها تشجع طرائق بامكانها ان تخفف من وطأة المعارضة, وتسهل قيام حوار مفيد, وتعاون حقيقي من اجل السلام. 3- توظيف الطاقات في خدمة الاخوة 23- ان ما اعلنه رسالة "ترقي الشعوب", التي قالت بوجوب توظيف الطاقات والاموال المعدة لانتاج الاسلحة, في التخفيف من شقاء الشعوب الفقيرة, يعجل في الدعوة الى التغلب على المواجهة بين الكتلتين. وهذه الطاقات تستخدم عمليا لتمكين كل من الكتلتين من التغلب على الكتلة المناوئة., ومن ضمان امنها الخاص. وبالنسبة الى هذه الدول, التي بامكانها من الناحية التاريخية, والاقتصادية, والسياسية ان تقوم بدور الرائد, ان مثل هذا التباين, وهو خطأ اساسي يصعب عليها القيام بدورها, وهو دور تضامن, تجاه شعوب تصبو الى التطور الشامل. ويجدر بنا هنا ان نؤكد, بعيدا عن اية مبالغة, ان دور الموجه بين الشعوب لا يمكن تبريره الا بامكانية المساهمة, مساهمة واسعة وجدية, والتصميم عليها من اجل الخير العام. والتهرب مما على هذا الموجه من مسؤوليات, يشكل تهاونا خطيرا في واجب اخلاقي محدد.

ويمكننا ان نتبين هذا الواجب بسهولة من القرائن التاريخية التي يرى فيها المؤمنون تدابير العناية الالهية التي تميل الى استخدام الشعوب الى تحقيق اغراضها, وايضا "لإبطال مشورة الامم". عندما يعطي الغرب انطباعا بانه ينساق الى صيغ عزلة متنامية, انانية, وعندما يبدو الشرق بدوره انه يتجاهل, لاسباب قابلة للجدل, دوره في مساندة الجهود للتخفيف من تعاسة الشعوب, لا نجدنا امام خيبة امل مشروع تشعر به الانسانية مع ما يستتبع ذلك من نتائج غير منتظرة, بل امام تخاذل فاضح عن واجب ادبي. من المؤسف شديد الاسف ان يكون قد حدث الاحد الفائت ما حدث في العاصمة بيروت, وهواجتياح الاشرفية, في معرض قيام تظاهرة لها دوافعها واسبابها, تعود المسؤولون عن الامن ان يعملوا ما بوسعهم لتلافي كل ما يعود منها بالاذى على الناس وممتلكاتهم, ويعطي للعالم صورة حضارية عن لبنان, البلد الصغير بمساحته, الكبير بتاريخه وانجازاته. واجمل هذه الانجازات العيش المشترك الآمن بين مسيحيين ومسلمين, في جو احترام متبادل. ولكن صورة هذه المظاهرة في بيروت, يوم الاحد الفائت, كانت في منتهى البشاعة, على ما نقلتها وسائل الاعلام على انواعها الى اصقاع الارض.

وسابقا حدثت مظاهرات كان رجال الامن, على ما يؤكد العارفون, يحتاطون لها بما يتخذون من تدابير: منها تفتيش السيارات التي تنقل المتظاهرين قبل الوصول الى المدينة واحتجاز الاسلحة وجميع ادوات التخريب والتكسير والتدمير, ومنع السيارات من دخول العاصمة, ووضع خطة دفاع لمنع التخريب تقوم على مقابلة المتظاهرين بثلاثة صفوف من رجال الامن مجهزين بالدروع والهراوات, وخراطيم المياه, حتى اذا اخترق المتظاهرون الصف الاول من رجال الامن, اصطدموا بالصف الثاني, واوقفهم الصف الثالث, ومنعهم من التخريب, وهذه الخطة كانت مفقودة, وقد سبق ان استعملت سابقا في جانب بعض الطلاب المتظاهرين. ولكننا, مهما يكن من امر, نحمد الله, على ان المواطنين كانوا على درجة عالية من الوعي مكنتهم من تلافي مجزرة, لو حصلت, لما كان احد يعي عواقبها الوخيمة, ولكان اسوأ ما فيها ايهام الرأي العام العالمي ان اللبنانيين عاجزون عن حكم ذاتهم بذاتهم, وهذا اكبر تجن يصيب بلدا في العالم. الشكر لله الذي لا يشكر على مكروه سواه".

 

النائب فرحات استقبل وفدا من الكحالة في حضور النائبين شهيب واندراوس والكلمات اكدت على وحدة الموقف والتفرغ لمواجهة الاستحقاقات الكبيرة

وطنيةـ12-2-2006 (سياسة) في اطار معالجة الاشكال الذي تعرض له عضو "اللقاء الديموقراطي" النائب الدكتور عبدالله فرحات في بلدة الكحالة الاسبوع الماضي، زاره اليوم في دارته في حمانا، وفد من بلدة الكحالة تقدمه رئيس بلديتها المهندس سهيل بجاني، مختارا البلدة انطوان ابو خليل وانور ابو خليل، كاهنا رعيتي السيدة مار الياس الاب بيار ابو عبدالله ومار انطونيوس الاب الان شرتوني وعدد من فاعليات البلدة، بحضور عضوي اللقاء النائبين اكرم شهيب وانطوان اندراوس، وكيل داخلية المتن في الحزب التقدمي الاشتراكي فاروق الاعور ومعتمدي المتن في الحزب، رئيس بلدية حمانا انطوان يمين، مختار البلدة ايلي يمين، وعدد من فاعليات وابناء البلدة والقرى المجاورة. بدايةً، تحدث فرحات، فرحب "باهلنا ابناء الكحالة في منزلهم وبلدتهم حمانا"، واشار الى ان "الحادث اصبح وراءنا وما يهمنا اليوم التنبه الى ثمة نية لضرب كل ما تم تحقيقه خلال هذا العام، وهو ليس بقليل بدءاً من الانسحاب السوري من لبنان، وصولاً الى تعطيل عمل النظام الامني وتحقيق الاستقلال الحقيقي للبنان"، واكد انه انه "لن نكون اداةً لضرب حالة استقلالية حققت الكثير من الانجازات"، وشدد على "رفض اية محاولة لاستغلال هذه الحادثة من اجل تصفية حسابات شخصية بين اهالي البلدة الواحدة"، وجدد التأكيد على ان "اهالي بلدة الكحالة هم اهلنا ونحن في خدمتهم".

وتحدث رئيس بلدية الكحالة سهيل بجاني، فاشار الى ان "فاعليات بلدة الكحالة وابناءها جميعاً يستنكرون هذا العمل اشد الاستنكار"، وشكر النائب فرحات "على استيعابه حالة الغضب العارم التي كان المعتصمون يعيشونها"، ولفت الى ان "هذا الحادث هو خطأ كبير ارتكب نتمنى عدم تكراره" وشكر "النائب فرحات الذي تفهم حالة الانفعال الشعبي". شهــيب وتحدث النائب شهيب فرأى ان "المسألة ليست مشكلة بين بلدتي الكحالة وحمانا، او بين النائب الزميل عبدالله فرحات وبعض اهالي الكحالة"، واشار الى ان "المطلوب في ذلك اليوم كان ايجاد مشكلة في الحياة السياسية العامة حدودها ابعد من حادثة في الاشرفية او في الكحالة او هنا او هناك"، ولفت الى ان "ما كان مطلوباً في ذاك اليوم هو ان الذين خرجوا من لبنان من الباب يريدون العودة اليه من كل الابواب المتاحة، وقد اختاروا باب الفتنة الداخلية والحرب الاهلية في لبنان". ورأى شهيب انه "عندما تحرق سفارتان في الشام، فهذا يعني ان السوريين يقولون لاتباعهم واعوانهم ورجالاتهم وعسسهم في لبنان: احرقوا بيروت، احرقوا رفيق الحريري، احرقوا حركة الرابع عشر من آذار، احرقوا الرابع عشر من شباط واحرقوا وحدة اللبينانيين والتقارب فيما بينهم"، وحذر من انه "كلما نجا الشعب اللبناني من مؤامرة يحيكونها ضده، سوف يوجدون له مؤامرة جديدة". وسأل شهيب: لماذا سلط الضوء على هذه الرسوم المسيئة، التي نستنكرها جميعنا اشد الاستنكار، اليوم في هذا التوقيت بالذات علماً انها ظهرت في شهر ايلول الماضي؟ ورأى ان "حرية الاديان والكلمة مشروعة ومصانة، وهذه الرسوم تستحق منا ان نستنكرها بشتى الوسائل، ولكننا لا نفهم هؤلاء الذين عبروا عن استنكارهم للرسوم بالازميل والعصا والبلطة والقنابل"، ولفت الى ان "هذه البلطات هي نفسها التي استخدمت في مرحلة معينة في منطقة طريق الجديدة والاشخاص هم انفسهم كذلك، من هنا نقول ان شيئاً لم يتغير بعد".

واضاف شهيب: ما حصل للدكتور فرحات مستنكر من الجميع، فنحن كلنا صف واحد وبيت واحد، ولا يجب ان يُنظر للحادث الا من زاوية الخطأ فاهالي الكحالة هم اهلنا، ونحن فريق واحد، رغم بعض الاختلافات والتناقضات السياسية المشروعة فيما بيننا في بعض الاحيان، من هنا علينا ان نحافظ على هذا الجبل كما هو اليوم وحدة متكاملة، حتى لو لم نكن كلنا في الموقع السياسي نفسه، لكي ننجح في الاستمرار، خصوصاً ان هذه المؤامرة سوف تدخل من الباب في حال فتحنا لها طاقة صغيرة، وهو ما لن يحصل باذن الله من خلال بوحدتنا. واردف: ... في هذه الحالة يسقط الحق الشخصي في وجه الحق العام والمصلحة الوطنية، وهذا ما حصل في الاشرفية، وهو ما ركز عليه رجال الدين والحكماء، الذين يعيشون معنا الخوف على استقلال لبنان وامنه ووحدته، من هنا نجدد القول ان معركتنا ليست في ما حصل يوم الاحد الفائت، ولا في ما نتوقع حدوثه في الانتخابات في حال حدوثها، ونجدد القول اننا لا نريد معركة انتخابية فمعركتنا ابعد من ذلك بكثير وهذه الاحداث ليست الا لتعطيل المعركة الابعد، خصوصاً ان ثمة محورا واسعا يحاول العودة الى لبنان من خلال استخدام ورقة النزاع الداخلي.

وختم شهيب: في ظل هذا الوضع الاقتصادي الصعب في ظل الخلافات المفصلية حول بعض القضايا الاساسية، لا سيما الوضع في الجنوب وسلاح المقاومة، والخلاف القائم حول اعتبار حزب الله مقاومة ام ميليشيا، نقول انها المرة الاولى التي تُكشف فيها كل الاوراق على الطاولة، ولم يعد احدٌ يخشى احداً او احد يسيطر على احدٍ، من هنا ندعو الى التفاهم حول اي لبنان نريد واي موقع نريد للبنان والى اين نحن ذاهبون، ومن هذا المنطلق نؤكد ان حادث الاعتداء على الدكتور فرحات هو اعتداء على نائب في البرلمان يمثل كافة اللبنانيين وهو مستنكر من قبل الجميع. ثم كانت كلمات اكدت على وحدة الموقف وتخطي الاشكال الى غير رجعة والتفرغ لمواجهة الاستحقاقات الكبيرة.

 

طائرتان اسرائيليتان اخترقتا الاجواء اللبنانية

وطنية - 12/2/2006 (امن) صدر عن قيادة الجيش - مديرية التوجيه البيان التالي: "اعتبارا من الساعة 10,59 من صباح اليوم اخترقت طائرتان حربيتان اسرائيليتان معاديتان الاجواء اللبنانية قادمة من فوق عيترون باتجاه الشمال وصولا الى البترون ونفذتا طيرانا دائريا بين البترون - وطى الجوز - البقاع حتى قبريخا ثم غادرتا الساعة 11,35 من فوق البحر مقابل شكا".

 

الوزير السابق وهاب تعليقا على بيان تجمع قوى 14 آذار

فقد مصداقيته ويصح فيه لقاء اول نيسان نتيجة النفاق السياسي

وطنية- 12/2/2006(سياسة) تعليقا على البيان الصادر عن تجمع قوى 14 اذار اصدر الوزير السابق وئام وهاب البيان الاتي: " بعد ان فقد لقاء 14 اذار مصداقيته امام اللبنانيين حتى اصبح يصح فيه لقاء اول نيسان نتيجة للكذب والنفاق السياسي الذي يمارسه هذا اللقاء منذ نشأته بعد ان انكشف كذبه على لسان حلفائه، بعدها اصدر بيانا مخابراتيا يتحدث فيه عن مخيمات التدريب في زغرتا وعكار ومناطق اخرى قدمت للبنان الكثير عندما كان بعض اركان اللقاء هاربون في عواصم الدول الغربية يتمتعون بالعيش الرغيد، بينما كان يومها اللبنانيون يخضعون لظلم بعض اعضاء اللقاء الذين كانوا يشكلون ميليشيات تهين الناس وتقتلهم وتغتصب حقوقهم". اضاف :"ان هذا اللقاء لم يكتف بالتكذيب الذي صدر عن وزير الداخلية بالوكالة، الذي تصرف مشكورا بمسؤولية وبضمير حي، كما لم يكتف ببيانات رؤساء البلديات في عكار وزغرتا، فنرى بالامس بعض حاقديه يصدرون بيانا يحملون فيه على رئيس الجمهورية ويطالبون بتقديم شكوى ضد سوريا الى مجلس الامن، فبالنسبة لنا اذا كان هناك سوريون متورطون بأعمال الشغب، نطالب الدولة بانزال اشد العقاب بهم، بشرط عدم فبركة الاتهامات، خصوصا وان ما صدر عن الجهات الرسمية يؤكد بأن عدد السوريين الذين اوقفوا لم يتجاوز ال 10، بينما كان حديث جماعة اول نيسان انهم بالمئات". وتابع :"اما بالنسبة لموضوع رئيس الجمهورية فانني استغرب كيف ان رئيس الجمهورية لم يحرك القضاء حتى اليوم لتوقيف اعضاء هذه العصابة التي تجر لبنان الى مكان خطير وتتهم الرئيس لحود، لانه لم يسمح لها باستمرار حصولها على المال العام، وباستمرار ارتكاباتها، عندما وقف في وجه السارقين واكثرهم داخل 14 اذار انقلبوا عليه ليتهموه زورا، وهنا اطالب رئيس الجمهورية بتقديم دعاوى شخصية على هؤلاء، لان السجن اصبح المكان الافضل لهم لمنع شرورهم عن لبنان واللبنانيين. "اما في موضوع سلاح المقاومة واعتباره انه لم يعد موضوع اجماع اللبنانيين، فهو طبيعي من قبلهم لانه تجاوب مع اسيادهم في تل ابيب وواشنطن الذين يأخذون عليهم تراجعهم عن تجريد لبنان من عناصر منعته وقوته. وليعلم هؤلاء ان مغامرتهم هذه ستبوء بالفشل وسيدفعون ثمنا سياسيا غاليا لانهم تعروا امام اللبنانيين بكذبهم وارتباطهم بالخارج". وختم البيان :"اذا كان البعض يعتبر انه ليس الحق لايران بأن تتدخل في الشأن اللبناني، فنسأل هذا البعض ما هي علاقته بالملف النووي الايراني الا اذا كان يريد تقديم اوراق اعتماد للكيان الصهيوني، خاصة وان كل شعوب هذه المنطقة مستضعفة ومقتنعة بأن احتلال ايران للتقنية النووية يحمي كل الشعوب العربية من الكيان الصهيوني الغاصب والمعتدي".

 

الداوود استنكر بمؤتمر صحافي ما حصل في الاشرفية الاحد الماضي

وانتقد عدم توجيه الدعوة الى غيث لضور القمة الروحية

وطنية -12/2/2006 (سياسة) عقد النائب السابق فيصل الداوود في مكتبه في راشيا، مؤتمرا صحافيا، استهله باستنكار وادانة ما تعرضت له منطقة الاشرفية الاحد الفائت من اعمال شغب وانتهاك". وحمل المسؤولية للحكومة اللبنانية التي ساهمت بطريقة او بأخرى بما حصل. واكد تضامنه مع "الابرياء الذين يساقون الى السجون من دون اي مبرر ومنهم الكثيرون الذين لم يشاركوا في التظاهر"، وطالب ب"الافراج عنهم فورا". وقال الداوود: اننا نرى من وجهة نظرنا ان مقولة الاكثرية والاقلية او الاغلبية والاقلية في لبنان لا تبني اوطانا، بل على العكس تفتت الاوطان وتفرق المجتمعات ، ولكن البناء لا يكون الا بالحوار والتفاهم واحترام الآخر، وخير نموذج على ذلك ما تم في السادس من شباط بين "حزب الله" و"التيار الوطني الحر" من ورقة تعاون واتفاق، وهذا يدل على ان نقطة الارتكاز قد بدأت باتجاه وضع لبنان الداخلي على سكة صحيحة وطريق سليم بعيدا عن كافة التدخلات واكثر من ذلك، فان هاتين القوتين تمثلان شريحة كبيرة من اللبنانيين الحريصين على السيادة والحرية والاستقلال والوحدة الوطنية". اضاف:"اما على الصعيد الاقليمي اقول "ان من له غاية شخصية او عداء ضد الشقيقة سوريا، فعليه ان لا يجر البلد الى متاهات وفتن لا تحمد عقباها، حيث نحن طالبنا ومازلنا نطالب بكشف حقيقة اغتيال دولة الرئيس الشهيد رفيق الحريري بعيدا عن الاستثمار السياسي، ولنترك لجنة التحقيق الدولية تقوم بمهامها ولا نرمي الاتهامات جزافا تجاه من اعاد السلم الاهلي للبنان وساعد على بناء المؤسسات ودعم المقاومة في تحرير الجنوب والبقاع الغربي". واكد الداوود "احترام الشرعية الدولية واحترام قراراتها، شرط ان تطبق كافة القرارات وعلى الدول كافة من دون استثناء ومن دون تمييز، ومنها القرار 1559 الذي نعتبر ان تنفيذ بقية بنوده، هو شأن لبناني، ويحل على الصعيد اللبناني الداخلي من دون اي تدخل من سفراء الولايات المتحدة او فرنسا او بريطانيا، ونحن ايضا مع اية مبادرة عربية تهدف الى خلق مناخ ايجابي وتعطي صاحب الحق حقه". وختم بتأكيد "لبنانية مزارع شبعا التي يقع تحريرها على عاتق الدولة اللبنانية والشعب اللبناني حتى تعود الى اصحابها. وعن عدم توجيه الدعوة للشيخ غيث الى حضور القمة الروحية قال الداود :"اننا نحترم ونقدر دولة الرئيس السنيورة، لكن تجاهل دعوة الشيخ غيث يعتبرانتقاصا من كرامة الطائفة الدرزية بكاملها واذا كان هذا الموقف نابع من مراعاة لاحد الجهات السياسية فهذا الامر لن نقبله على الاطلاق كونه سابقة خطيرة تهمش ليس الموقع فحسب وانما شريحة اساسية في البلد".  

 

التيار الوطني" نظم ندوة عن واقع الزراعة في دار الصداقة - الفرزل

النائب يعقوب:الواقع الزراعي ينذر بثورة اجتماعية كبرى تهدد وحدة الوطن و

طنية - 12/2/2006 (متفرقات) نظمت لجنة "التيار الوطني الحر" في الفرزل امس لقاء حواريا مع النائب حسن يعقوب عن "الزراعة واقع ومرتجى" في دار الصداقة - الفرزل، حضره النائب الدكتور كميل معلوف، ممثل وزارة الزراعة رئيس اتحاد بلديات قضاء زحلة رئيس بلدية الفرزل ابراهيم نصر الله، مدير دار الصداقة الاب عبدو رعد وحشد من المواطنين في الفرزل والجوار.

بداية، اعتبر الصحافي ميشال ابو نجم ان الزراعة، مرتكز بقاء البقاعيين، تعاني الاغفال والاهمال، وسأل عما اذا كان الواقع الزراعي هو سياسة تجويع وصولا الى وضع ينذر بالثورة والانفلات، ام هي ارادة بابقاء الوضع الزراعي على حاله يغالب المجهول، ام عجز مبدئي عن التخطيط لهذا القطاع المهم والنهوض به.

ثم كانت كلمة للنائب يعقوب، اعتبر فيها ان الواقع الزراعي اكثر من خطر ومخيف، كاشفا عن احصائية لنسبة الرهن على الملكيات الخاصة في البنوك والمسؤوليات المالية تشير الى ان اكثر من 75 % من الاراضي في البقاع مرهونة مع ما يحمله ذلك من استمرار للدين وتراكمه. ولفت الى "ان هذا الواقع الذي ينذر بثورة اجتماعية كبرى يهدد فعليا وحدة الوطن ويؤثر مباشرة على مشاكل البلد. فالفوضى والتفلت الاجتماعيان اذا ترافقا مع فوضى امنية سيجعل الوضع الزراعي مصلية سهلة لاي يد تريد العبث بنا". وعدد النائب يعقوب المشاكل الاساسية التي يعاني منها المزارعون ومنها كلفة الانتاج حيث لم تقدم الدولة اي طريقة للتخفيف من الكلفة وبدائل للطاقة مما ترك المزارع وحيدا. كما ان الري كلفته الباهظة (آبار ارتوازية، مولدات ...) يرفع من مستوى المشكلة.

واشار الى "ان هناك احتمالا لاقامة سدين في البقاع: الاول في بلدة ماسة توجد خرائطه ويتابع ملفه الضائع بين مجلس الانماء والاعمار ووزارة الموارد، والآخر في بلدة كفرزبد لم تتم دراسته حتى الآن".

ودعا النائب يعقوب الى منح سلسلة قروض جديدة الى المزارعين، مستنكرا اهمال الدولة وقال:"رئيس الحكومة فؤاد السنيورة اعتبر ان الدعم السنوي الذي يقدم الى الزراعة هو خسارة للدولة، لكن هذا الامر مرفوض لان اهل البقاع لا يستفيدون من قيمة الدعم السنوي الا بالنذر اليسير، لان ثلاثة ارباع المبلغ يذهب الى شتلة التبغ في الجنوب.

واعلن ان "تكتل الاصلاح والتغيير" سيعقد قريبا مؤتمرا دوليا مع الامم المتحدة لبحث الوضع الزراعي وستطرح ورقة عمل خاصة بالبقاع تركز على الاستثمار الزراعي في شكل اساسي، وستناقش الورقة موضوع البيئة والتلوث في المياه الجوفية. ووصف بعض المدافعين عن حقوق المزارعين بالمافيا خصوصا ان هناك احتكارات في مجال الاسمدة والبذار، داعيا الى الغاء الاحتكارات والضرائب على الاستيراد لتشجيع المنافسة وخفض الاسعار. وفي الختام، دار حوار بين النائب يعقوب والحضور الذين طرحوا هواجسهم ومطالبهم.

 

 

الرئيس القبرصي شارك في قداس عيد مار مارون في نيقوسيا

وطنية-12/2/2006 (متفرقات) احتفلت الكنيسة المارونية في قبرص يوم الاحد، بعيد شفيعها مار مارون في قداس أقيم في الكاتدرائية المارونية في نيقوسيا، ترأسه راعي الأبرشية المطران بطرس الجميل وحضره رئيس الجمهورية تاسيوس بابادولوس، وعدد من الوزراء والنواب ورؤساء الاحزاب والسفراء، وفي مقدمهم السفير اللبناني في قبرص ميشال خوري.

بعد الانجيل، ألقى المطران الجميل عظة تحدث فيها عن تاريخ الموارنة وميزاتهم وتاريخهم في قبرص ومستقبلهم فيها. وقال: "نريد ان نعود الى قرانا وارضنا وان نبقى سياسيا مرتبطين بالجمهورية القبرصية، لأننا من دون ارض ضائعون ومشتتون ونحن اليوم كذلك". وتوجه الى الرئيس القبرصي بالقول: "نأمل ان تساعدونا لنستعيد ارضنا وبيوتنا وكنائسنا ومدارسنا". وبعد القداس القى الرئيس بابادولس كلمة هنأ فيها راعي الابرشية والموارنة بالعيد واعدا بالعمل على المساعدة لما طلبه المطران الجميل. ثم اقيم حفل كوكتيل للمناسبة شارك فيه الجميع.

 

إقبلوا التحدي

كتب المحلل السياسي:الأنوار 12/2/2006

المشهدُ قاسٍ وأليم: إذا شاء رئيس أكبر تكتل نيابي في تاريخ لبنان ان يخاطب تياره في حفلٍ أو مناسبة، يخاطبهم عبر الهاتف، الأمر ذاته ينطبق على رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون، ولكن من داخل لبنان، بعدما كان يخاطبهم من الخارج. نحن إذاً في (جمهورية الهلع والرعب) بعد عام على أكبر زلزال سياسي ضرب لبنان. في هذا الجو لا اقتصاد ينمو، ولا استثمار يتحرك، ولا استقرار يتحقق والمواطن في مهب المجهول والغموض. كيف ندعو مستثمراً الى لبنان ونحن لا نجرؤ على الإقامة فيه? كيف ندعو الناس الى النزول الى الشارع ونحن في (معاقلنا)? شيءٌ ما يجب ان يتحرَّك وان يتحقق لكن لا نجد له أثراً.

المطلوب تشكيل (حكومة اقطاب) اليوم قبل الغد. انها (حكومة الإنقاذ) التي يجب ان تُنقِذ البلد. ومع احترامنا للجميع، فإن أي حكومة دون هذا المستوى، لن تكون قادرة على القيام بأي شيء، فلا الحوار ينفع، سواء أكان تحت قبة البرلمان أو تحت أي قبة أخرى، ولا الجولات الخارجية تُجدي.

فى الشعب وكفاكم مضيعة للوقت، ان الشعب يستحق منكم ان (تخاطروا) وتجلسوا الى طاولة واحدة هي طاولة (السلطة التنفيذية)، للتأكيد على انكم تريدون إنقاذ البلد. أما إذا لم تنجحوا، فعندها لا شيء ينفع، ولكن قبل استباق الأمور، إقبلوا التحدي من أجل لبنان. هكذا فقط يمكن الوفاء لدم الشهداء ولآمال الأحياء.

 

انفجار قنبلة صوتية في الحدث واشكالات امنية

الأنوار 12/2/2006: دوى انفجار منتصف ليل امس في حي الاميركان في منطقة الحدث تبين انه ناتج عن قنبلة صوتية انفجرت امام منزل، ولم تقع اصابات في الارواح. كذلك دوى صوت انفجار حوالى الساعة الحادية عشرة في منطقة البرجاوي تبين انه ناتج عن عجلة احدى الشاحنات التي كانت تعبر على اوتوستراد بشارة الخوري في منطقة رأس النبع. الى ذلك قطعت قوى الامن الداخلي الطريق بين تقاطع التباريس وكنيسة مار مارون في الجميزة، بعد معلومات عن وجود سيارة مفخخة. وبعد مسح المنطقة من قبل الخبراء العسكريين تبين ان المعلومات خاطئة. وقع اشكال امني مساء امس في محلة مار الياس في بيروت بين عدد من الشباب السكارى وعناصر امنية حاولت ضبط الوضع وتأمين الطريق، واوقف نتيجة الاشكال عدد من الشباب.

 

صحفية اسرائيلية: قرار التحرك ضد طهران يتخذ في واشنطن وليس في القدس

الأنوار 12/2/2006: حذر وزير الدفاع الروسي سيرغي ايفانوف من ان نشوب نزاع مع ايران حول الملف النووي سيكون له تداعيات (لا يمكن الرجوع عنها) وانه يجب بذل جميع الجهود لكي لا يخرج الوضع عن السيطرة. وقال (لن نقبل بأي مواجهة قد تؤدي الى نشوب نزاع)، مضيفا (آمل خيرا في المباحثات الروسية الايرانية المتوقع اجراؤها خلال الشهر الجاري مع احتمال مشاركة الصينيين). وسيتوجه وفد ايراني في 16 شباط الى موسكو لاجراء مفاوضات حول اقتراح موسكو بنقل نشاطات تخصيب اليورانيوم الايراني على الاراضي الروسية. التوصل الى اتفاق وفي برلين، عبّر وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير في برلين عن قناعته بانه سيتم التوصل الى اتفاق حول الملف النووي الايراني، واصفا الاقتراح الروسي بانه (فرصة كبيرة).

  وقال الوزير الالماني خلال لقاء مع صحافيين اجانب (لا يمكنني ان اتصور حلا آخر غير التوصل الى اتفاق حول هذا الخلاف). وردا على سؤال حول ما اذا كان الاقتراح الروسي يشكل (الفرصة الاخيرة)، قال شتاينماير (انها فرصة كبيرة). وكانت روسيا اقترحت اواخر 2005 على طهران مناقشة تسوية تقضي بانتاج اليورانيوم المخصب لحساب الايرانيين على الاراضي الروسية في اطار احتمال نقل النشاطات النووية الحساسة جدا الى الخارج بهدف تبديد مخاوف الاسرة الدولية.

المظلة النووية

وفي القدس، نقلت وكالة (رويترز) عن محللين قولهم انه (مع الاخذ في الاعتبار الجهود الاميركية لكبح خطط ايران النووية من خلال الدبلوماسية الدولية، فانه سيتعين على اسرائيل ان تعلّق اي خطط خاصة بمهام احادية تزلزل المنطقة كلها على غرار القصف الاسرائيلي المفاجئ للمفاعل الذري العراقي في اوزيراك عام 1981). وأضافوا (ودعم هذا التفكير تعهدات بوش التي اعادت الى الاذهان معاهدات الحرب الباردة مثل انشاء حلف شمال الاطلسي في اوروبا والمظلة النووية فوق اليابان التي دافعت عن حلفاء الولايات المتحدة ضد السوفيات مع الزامهم بالحصول على موافقة واشنطن بشأن اي تحركات عسكرية).

وقالت صحيفة (هاارتس) الاسرائيلية (لا توجد في الحياة السياسية وجبات غذاء مجانية.. وتصريحات بوش لها ثمن. انها تزيل امكانية معالجة اسرائيل الامور بنفسها). وأضافت (القرار الخاص بما اذا كان سيتم التحرك ضد ايران وتوقيته سيتخذ في البيت الابيض لا في المقر السري للاركان العامة للجيش الاسرائيلي). وأقر مسؤول اسرائيلي بارز طلب عدم الكشف عن اسمه بان (تعهد بوش رفع العلاقات الثنائية الى مستوى جديد، وردا على سؤال حول ما اذا كانت اسرائيل تدرس التحرك عسكريا ضد ايران، قال المسؤول (سياستنا هي اتباع القيادة الاميركية في هذا الامر).روما - ا ف ب، ر

 

نقولا عن المشاركة في 14 شباط: نحضر بصفة رسمية إذا دُعينا

النهار12/2/2006 قال عضو كتلة "الاصلاح والتغيير" النائب نبيل نقولا ان "التيار الوطني الحر" سيشارك بصفة رسمية ومن خلال ممثلين له في النشاطات التي تقام بعد غد في ذكرى مرور سنة على اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وذلك في حال تلقى دعوة رسمية. "اما بالنسبة الى المجموعات الشبابية فسيترك الخيار لها في المشاركة او عدمها. وقال في تصريح الى "الوكالة المركزية للانباء": "حتى الساعة لم توجه الينا الدعوة لا الى المشاركة في التنظيم ولا الى حضور النشاطات المقررة، وفي حال وجهت الى الحضور فسنحضر بصفة رسمية لا شعبية تلافيا لحصول احتكاك بين الشباب قد يتسبب بمشكلات شهدنا مثلها اخيرا امام كنيسة مار مارون في الجميزة، اذ قصدها النائب العماد ميشال عون الاحد الماضي فحصل احتكاك وتم رشق سيارته. فاحتراما لذكرى الرئيس الحريري ورغبة في ان تكون المناسبة لائقة بالشهيد الكبير، فضلنا الابتعاد عن كل ما يتسبب بأي خلل امني. واذا اراد شباب التيار او المناصرون المشاركة في هذا اليوم فسيفعلون حتما بصفة شخصية لا حزبية".

 

مجلة سورية تعرض "معاناة" لبنانيين يعيشون في سوريا

دمشق – "النهار12/2/2006

نشرت مجلة "المال" الشهرية السورية المستقلة التي تصدر في دمشق تحقيقاً عرضت خلاله معاناة نحو 100 ألف لبناني يعيشون في سوريا، "يعانون صعوبات مختلفة بعد تأزم العلاقة السورية – اللبنانية".

وفي تحقيق أجرته المجلة، أفادت "ان غالبية هؤلاء اللبنانيين يعيشون في سوريا منذ أعوام طويلة، ورغم ذلك اتخذت وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل إجراءات جديدة "تطفيشية" ضدهم". وأشارت المجلة الى قرار أصدرته الوزارة يقضي بأن "يقدّم صاحب العمل الذي يستخدم عمالاً غير سوريين كفالة مصرفية غير مشروطة وصادرة عن أحد المصارف السورية تغطي مبلغاً قدره 100 ألف ليرة سورية (نحو الفي دولار اميركي) عن كل عامل يرغب في تشغيله لديه". وأجرت المجلة لقاءات ولبنانيين يعيشون في حي جرمانا جنوب دمشق لم يحصلوا على جنسية سوريا رغم وجودهم فيها منذ عشرات الاعوام، وقد شكوا من القرار الاخير الذي أصدرته وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل". وتتركز العمالة والخبرات اللبنانية في سوريا في مجالات الاتصالات والسياحة.

 

موفدون لـ"عون" جالوا على سفارات لتبديد قلقها من تفاهمه مع "حزب اللـه"

دول القرار 1559 تخشى من "نتائج خاطئة غير محسوبة"  لوثيقة  6 شباط

كتب نقولا ناصيف: النهار12/2/2006  

بعدما أقر الرئيس ميشال عون والأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله في كنيسة مار مخايل في 6 شباط وثيقة تفاهم سياسي بين الطرفين، التقى موفدون لـ"عون" ديبلوماسيين أجانب، ولاسيما منهم أولئك المعنية حكوماتهم بالقرار 1559، وأطلعوهم على فحوى الوثيقة وشرحوا لهم بنودها، موضحين أن ليس فيها ما ينبغي أن يحملهم على القلق ويبرر تحفظ دولهم. فكان جواب ديبلوماسي بارز في سفارة كبرى معنية بقرار مجلس الأمن أن حكومته تتفهّم الجهود وتقدّر الوقت الذي استغرقه الحوار من  أجل التوصل الى وثيقة 6 شباط، إلا أن القلق الذي يساور حكومته هو الخشية من أن تؤدي الوثيقة الى تأجيل تنفيذ ما تبقى من القرار 1559، وتحديداً ما يتصل بتجريد "حزب الله" من سلاحه. ويستعيد هذا الديبلوماسي جانباً مما سمعه من الموفد الشخصي للعماد الذي وصف وثيقة التفاهم بأنها "إيجابية جدا كونها تحاول أن تسحب "حزب الله" من تهمة الإرهاب". ويضيف أن جوابه كان: "إن الخوف الذي يساورنا هو أن يؤدي هذا التفاهم الى نتائج خاطئة غير محسوبة، وتحديداً تأجيل غير محدود لتنفيذ القرار 1559". وكانت سفارات دول كبرى تلقت تفاهم عون - نصرالله بما يشبه الصدمة، في غمرة ضغوط كانت واشنطن وباريس ولندن تمارسها لفرض مزيد من العزلة السياسية على الحزب، وإن أبدت حكوماتها في الظاهر انفتاحها على تمديد مهلة الحوار الداخلي اللبناني سعياً الى تنفيذ القرار. إذ ما يبدو ملحاً بالنسبة اليها، يقول المصدر الديبلوماسي المعني، هو تسليم كل الأفرقاء علناً بالتزام تنفيذ القرار 1559. ويحمله ذلك على إبداء الملاحظات الآتية:

1 - ليس للدول المعنية بالقرار أن تعرقل أي حوار لبناني ومع أي فريق كان، وليست هي أيضاً مَن يقرر الإتجاه الذي ينبغي أن يقود اليه الحوار اللبناني ما دامت تريد أن يؤول في نهاية المطاف الى تنفيذ القرار 1559. وهي ستدعم كل حوار يفضي الى هذه النتيجة، لكنها ستناوىء أي مسعى يتوخى تأجيل تنفيذه.

2 - ليس لدى الدول المعنية بالقرار روزنامة محددة تريد إلزام الحكومة والأفرقاء اللبنانيين اياها. إلا أن بعض ما ورد في الوثيقة يثير الارتياب مثل الدعم غير المحدود لـ"حزب الله" وتأكيد استمرار مقاومته ما دام ثمة تهديد اسرائيلي للبنان. اذ من شأن ذلك أن يحمل الحزب على اعتبار التهديد قائماً، وإنه سيظل كذلك ما دامت اسرائيل موجودة تبريراً لاستمرار الإحتفاظ بالسلاح.

3  - رغم أن الوثيقة رسمت خطوات مرحلية لإنهاء الوجود المسلح لـ"حزب الله" هي تحرير مزارع شبعا وإطلاق المعتقلين اللبنانيين في السجون الإسرائيلية، والضمانات الضرورية التي يتطلبها لبنان لوقف الانتهاكات الإسرائيلية لسيادته وأراضيه، فإن المزارع تبقى البند الأكثر تعقيداً.

وتبعاً لما يقوله الديبلوماسي البارز، فإن سفارته تسمع باستمرار من افرقاء لبنانيين كثيرين أن تحرير المزارع يشكّل خطوة أولى رئيسية لتجريد "حزب الله" من حجة تمسكه بالمقاومة والسلاح، في حين أن حكومته تقارب الموضوع بكثير من القلق، وترى أن الأمر ليس بالبساطة التي يعتقدها البعض لأسباب شتى: أولها "الجغرافيا الغامضة" لمنطقة المزارع والتي من شأنها حمل سوريا - إذا تحررت المزارع - على الادعاء إن الإنسحاب لم يكن كاملاً ولا يزال ثمة جزء محتل. وثانيها أن الدول المعنية بالقرار 1559 لا تتوقع من سوريا تعاوناً لحل مشكلة مزارع شبعا، على الأقل في ما يتصل برسم الحدود والذي يضع المزارع تحت السيادة اللبنانية. وثالثها أن الإدارة الأميركية ليست متحمسة في هذه المرحلة لممارسة ضغوط على اسرائيل بغية حملها على الإنسحاب من المزارع في غمرة الإنتخابات الاسرائيلية المنتظرة وبعد وصول "حماس" الى السلطة في فلسطين، ناهيك بأن أي ضغط أميركي على الدولة العبرية حالياً من شأنه أن يرتد على جهود واشنطن.

4 - ان الدعم التي تقدمه الدول المعنية بالقرار 1559 الى الحكومة اللبنانية، لا يحجب النصيحة التي أسدتها هذه الدول اليها، وهو أن عليها ألا تبالغ في تقديم دعم غير محدود الى "حزب الله" يحمله على افتعال حوادث لانتهاك "الخط الأزرق" في الجنوب وضرب الإستقرار في مزارع شبعا، وألا تبالغ كذلك في اتخاذ "موقف فاضح" يُستشم منه أنها لا تريد تنفيذ القرار 1559.

5 -إن الضمانات التي وردت في وثيقة التفاهم بين عون ونصرالله ويتذرّع بها "حزب الله" للإحتفاظ بسلاحه، قد نصّ عليها القرار 1559 عندما تحدث عن سيادة لبنان ووحدة أراضيه واستقلاله السياسي، علماً أن واشنطن - والكلام للديبلوماسي البارز - تحاول الحد من الإنتهاكات الإسرائيلية للأراضي اللبنانية بغية إضعاف تأثير سوريا و"حزب الله" في هذه المنطقة. لكن جهوداً كهذه قد تبدو لإسرائيل غير مقنعة بسبب وجود "ميليشيا مسلحة" على الجانب الآخر من الحدود مع لبنان.

ولا يتردد الديبلوماسي المذكور في إبداء ملاحظة سلبية على وثيقة 6 شباط، هي أنها شكّلت ظهيراً جديداً لرئيس الجمهورية إميل لحود للبقاء في منصبه ومواجهة الضغوط السياسية التي تحاول من خلالها قوى 14 آذار لدفعه الى التنحي، وخصوصا ان استمراره في السلطة لا يزال بدوره جزءاً من البنود غير المنفذة في القرار 1559.

 

كيف يتلبنن "حزب اللـه"؟ ومتى؟

علي حماده- النهار12/2/2006

في البيان الاخير لـ"قوى 14 آذار" اشارة قوية الى أن سلاح "حزب الله"فقد الإجماع حوله وبات قضية خلافية بين اللبنانيين. وهذه الاشارة تعكس حقيقة المناخات اللبنانية حيال هذا السلاح المتفلت من كل رقابة لبنانية والمندرج من ضمن أجندة محور طهران – دمشق. كما تكشف الموقف العام اللبناني (عدا ثنائي "حزب الله" وحركة "أمل") حيال امتلاك حزب وفئة سلاحا يضاهي سلاح الدول الاقليمية وينفرد بقرار الحرب والسلم من دون مشورة بقية اطياف الشعب اللبناني. لقد اصبح هذا السلاح عبئا على وحدة البلاد وعلى مشاعر الاطمئنان التي ينشدها ملايين اللبنانيين الى مستقبل اولادهم على هذه الرقعة من الارض.

واذا كان "حزب الله" يعمل على كسر طوق الاعتراض الذي بدأ يطفو على السطح عبر التوجه شطر "التيار الوطني الحر"، فهذا أمر جيد، ولكن يحول  دون كسر هذا الطوق الموقف الفعلي للتيار ولزعيمه ولقواعده من البندقية التي لا يمتلك سلطة  الضغط على زنادها سوى طرف من خارج الدولة يعلن جهارا تحالفه مع جهة اقليمية تتوجه كل اصابع الاتهام صوبها في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، وبقية الاغتيالات، فضلا عن المحاولات الحثيثة لتخريب السلم الاهلي في البلاد رفضا للاستقلال والحرية. ان البندقية التي يرفعها "حزب الله" هي بندقية مثيرة للخوف في لبنان، وهي موضع خلاف سوف يتعاظم يوما بعد يوم بسبب رفض الحزب اللبننة التي وحدها تجلب الاطمئنان على قاعدة "لبنان أولاً واخيراً".

لا نقول هذا من باب العداء للحزب، الذي نكن له ولقيادته الاحترام، انما من باب فتح المناقشة والحق في الاختلاف مع جهة، أياًًً تكن هذه الجهة، وأياً تكن تضحياتها عظيمة. فلبنان للجميع وليس لفئة دون اخرى. والاختلاف في النظرة الى الامور لا يقلل "وزن" الرأي الآخر، الذي يبقى أولاً وأخيراً رأياً لبنانياًًً.

إن المشكلة مع "حزب الله" هي في اصطفافه بجانب النظام السوري ودفاعه المستميت عنه. وفي الوقت الذي يتساقط  الاحرار في لبنان الواحد تلو الآخر، ترتفع وتيرة التناغم بين الحزب والنظام السوري ليصل الأمر الى حد رفض ممثليه واستتباعا ممثلي حركة "أمل" الدفاع، وإن بالكلمة، عن كرامة رئيس حكومة لبنان، ردا على قيام الرئيس السوري بشتمه علنا عبر شاشات التلفزة. وبالطبع لن نذكّر بالموقف السلبي من المحكمة الدولية، ومن توسيع التحقيق الدولي ليشمل بقية الجرائم من محاولة اغتيال مروان حماده الى اغتيال جبران تويني، وصولا اليوم الى الهجمات المستمرة على أطراف الحكومة التي يشارك فيها "حزب الله"، فيصفها السيد حسن نصرالله بـ"الميليشيات"! والسؤال هنا: اذا كان "حزب الله" يرفض الدفاع عن احرار البلاد واستقلالييها وإن بالكلمة، فكيف نأتمن سلاحه على ارواحنا ومستقبل اولادنا؟ ولو كان للحزب موقف مغاير من سلوكيات النظام السوري لتدافع اللبنانيون من فئات أخرى الى تقديم طلبات انتساب اليه!

ان اسئلة كثيرة مطروحة للمناقشة مع الاخوة الأعزاء في الحزب. ومنها السؤال  الجوهري: كيف يتلبنن "حزب الله"؟ ومتى؟

 

من الأشرفية الى البريستول مروراً بمار مخايل

أسبوع لبناني من أحداث تؤرخ لما بعدها

شكل الأسبوع الممتد من الأحد الماضي الى الأحد الحالي ملعباً صاخباً لتطورات ومواقف ووقائع "تؤرخ" لمحطات مهمة وخطرة في المسار العام لواقع لبنان السياسي ومستقبله...

"تظاهرة اسلامية" قصدت القنصلية الدنماركية في الأشرفية المسيحية حولتها مجموعات "مندسة" غزوة همجية ضد أحياء آمنة وممتلكات الناس وبعض الكنائس، كادت أن تتسبب بحريق كبير يعيد الى التباريس أجواء المتاريس لو لم يتم العمل على اطفائه سريعاً بـ"هبّة وطنية" عارمة اسلامية ــ مسيحية.

اعلان تفاهم من عشر نقاط بين "التيار الوطني الحر" المسيحي بزعامة "أب القرار 1559" العماد ميشال عون و"حزب الله" الشيعي "حليف النظام السوري" بزعامة السيد حسن نصرالله، في تطور سياسي "مرموق" وغير مسبوق في واقع الاصطفافات القائمة ويؤشر تالياً الى تحالفات من نوع جديد.

باستكمال "حزب الله" العائد الى الحكومة تموضعه المعارض من داخل "السلطة" بعد فك الاشتباك مع "تيار المستقبل" على قاعدة التعاون بديلاً من "التحالف الرباعي" الحاكم، وهو ما تجلى في كلام أمينه العام السيد حسن نصرالله في ذكرى عاشوراء حين اتهم "بعض" من يدير الدولة بوضع البلاد فوق برميل بارود والتصرف كالميليشيات.

انعقاد قمة روحية اسلامية ــ مسيحية برعاية رئيس الحكومة فؤاد السنيورة في السراي الكبير للمرة الأولى منذ العام 1993، في خطوة كان الهدف منها اظهار حجم التضامن الوطني الاسلامي ــ المسيحي في مواجهة تداعيات "الأحد الأسود" في رسالة مزدوجة الى الداخل القلق والخارج المصدوم تقول "لا عودة الى الوراء".

الاتجاه المتزايد لتفادي المواجهة المتعددة الأطراف والمكلفة في الصراع على المقعد الشاغر في بعبدا ــ عاليه مع طغيان الدعوات الى "التوافق" الذي من شأنه "انقاذ" جميع الأطراف من "منازلة" قاسية قد تكون نتائجها أكثر قسوة على المستوى السياسي نظراً لـ"التوتر العالي" في الخطاب والشارع على حد سواء.

استمرار النائب وليد جنبلاط بـ"هجومه التصاعدي" فبعدما بدا أن الأمور تتجه الى "هدنة" أملتها فترة سماح دولية جديدة لتنفيذ القرار 1559 وعملية استكشاف المستجدات الجديدة في المنطقة، باغت جنبلاط "حزب الله" بوصفه "ميليشيا" لا خيار أمامها سوى الالتحاق بالجيش واتفاق الطائف، وابقاء مزارع شبعا "الملتبسة" قيد التداول.

انعقاد "لقاء البريستول" بعد أسبوع من تظاهرة "التفكك" في صفوف "قوى 14 آذار" وعشية "الاختبار الصعب" في 4 شباط، اذ بدت هذه القوى الأكثر تضرراً من أحداث الشغب في الأشرفية وهو ما تجلى في ارتباكها الشديد في لحظة استهدافها بهجوم معاكس من خصومه السياسيين في الداخل والخارج.

هذه التطورات "الكبيرة" جاءت في غضون أيام، فاختزلت في وقائعها الكثير من المعطيات المهمة، في ايجابياتها وسلبياتها على حد سواء في لحظة اقليمية ــ دولية "حامية" انفجر معها الصراع حول الملف النووي لايران في الوقت الذي تستمر ترددات "زلزال" فوز "حماس" واستعصاء سورية على الضغوط الهادفة الى تغيير سلوكها.

ففي اشارات واضحة الى انتقال محور دمشق ــ طهران الى الهجوم جاء التعديل الحكومي في سورية، الذي تم خلاله "ترقية" وزير الخارجية فاروق الشرع، المكلف ادارة السياستين الخارجية والاعلامية الى رتبة "نائب رئيس"، واتسمت ادارة الرئيس الايراني أحمدي نجاد للملف النووي بالمزيد من تحدي مجلس الأمن مع تهديده بالانسحاب من معاهدة حظر الأسلحة النووية.

وفي ظل الواقعين المحلي والاقليمي يستمر التحقيق الدولي في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري وكأنه "الانفجار المؤجل"، فرغم الأداء "الكتوم" لرئيس لجنة التحقيق سيرج براميرتس، فان وجوده في نيويورك مع المعطيات التي تحدثت عن "نتائج دسمة" تم التوصل اليها وامكان زيارته سورية في وقت جديد، يعزز المخاوف من تطورات أكثر دراماتيكية "من المعتاد" قد يشهدها الوضع في لبنان.

وثمة سباق في الأفق بين هذا النوع من التطورات والمساعي لتلقفها وربما هو ما يحاول الرئيس السنيورة القيام به عبر أكبر قدر من "الانضباط" تحت "السقف العربي" المتمثل بالمظلة المصرية ــ السعودية.

فالذين تحدثوا عن "عملية انقلابية" من جراء التسلل الى تظاهرة "الأحد الأسود" يميلون الى الاعتراف بالتسرع في سرد وقائع ومعطيات، لكنهم يصرون على الاستنتاج السياسي الذي عكس "توقعاتهم السابقة"، فثمة اقتناع راسخ لدى قوى 14 آذار انه كلما أحرز التحقيق في اغتيال الحريري تقدماً اقترب موعد محاولة "اغتيال التحقيق" بتطورات على شكل تصفيات أو تفجيرات أو "الفوضى".

هذا الاستنتاج لا يلغي الأخطاء التي ارتكبت و"الخطايا" التي لم يتم تداركها بدلاً يقلل من أهمية الدعوة الى المحاسبة والسعي الى محو آثار "غزوة الشغب"، بقدر ما هو يسعى الى عدم "تغييب" السياق السياسي لما جرى خلف الغبار الكثيفة التي أحدثها الشغب وتداعياته والسجالات الجانبية التي انفجرت بسببه. وربما في السياق عينه نظر بعض الأطراف بـ"ريبة" لـ"وثيقة التفاهم" وتوقيتها التي تمت بين "التيار الوطني الحر" و"حزب الله" رغم الايجابيات الكثيرة التي عكستها، فـ"الملاحظات المكتومة" حيالها ربما ترتبط بـ"المدى الاقليمي" لهذا التطور الداخلي المهم.

ومعاودة جنبلاط المهادن منذ مدة للعماد عون، هجومه على سلاح "حزب الله" لم يكن في أغلب الظن، بمعزل عن هذا السياق، فكلام جنبلاط عن الميليشيا لا يشكل بالضرورة رداً على كلام نصرالله عن "الأقرب الى الميليشيات" في ذكرى عاشوراء، بقدر ما هو محاولة "اطلاق نار تذكيري" لمن يعنيهم الأمر في قراءة "وثيقة التفاهم". بهذا "الستاتيكو" يلاقي لبنان الأسابيع المقبلة، في استحقاقاتها ومفاجآتها... في 14 شباط وبعبدا عاليه والمونتيفردي وفي أمكنة أخرى كثيرة.

 

جنبلاط: 14 شباط مدخل للتغيير الرئاسي

"14 آذار": لحود "تابع" وسلاح "حزب الله" نقطة خلافية

الأحد, 12 فبراير, 2006

انطلقت الاستعدادات لإحياء ذكرى اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري يوم الثلثاء المقبل بقوة على المستويين التنظيمي والسياسي. ففي مختلف المناطق اللبنانية وفي العاصمة استعدادات للتجمع في وسط العاصمة حيث يقام احتفال في الساعة التي ارتكبت فيها الجريمة وفي المناسبة اجتماعٌ موسع لقوى "14 آذار" في البريستول يصعد سياسياً في وجه رئيس الجمهورية الذي اعتبره "في مقدمة أتباع النظام السوري" الذي "لم يسلم بعد بأن لبنان دولة سيدة حرة مستقلة ولم يظهر بعد أي استعداد للتعامل الندي الأخوي مع لبنان وشعبه، لا بل ما زال يواصل عدوانه على لبنان (...) وربط مصير شعبه بالحلف السوري ـــ الايراني وبحسابات الدفاع عن المنشآت النووية الايرانية ومصالح النظام السوري الاقليمية والدولية".

إلا ان البارز في بيان "14 آذار" اضافة الى إدانة أحداث الأشرفية التي "قامت بها مجموعة من المأجورين من قبل الأجهزة الأمنية السورية" اعلانه الاستعداد لحوار في المجلس النيابي معتبراً ان هذا الحوار ينبغي أن يستند الى اتفاق الطائف ويعالج نقاطاً "باتت اليوم موضع اختلاف بين اللبنانيين" و"منها العلاقات مع سورية" وأيضاً "مسألة سلاح حزب الله الذي فقد الاجماع الوطني حوله" اضافة الى ارسال الجيش الى الجنوب.

وشدد البيان على "تنفيذ البند الأول من القرار 1559 وانتخاب رئيس جديد للجمهورية" معتبراً ان "14 شباط هو محطة حاسمة في تاريخ وطنكم ونضالكم لاستعادة استقلالكم وبناء مستقبل وطنكم" وختم متوجهاً الى اللبنانيين "ان النجاح في تحقيق أهدافكم الوطنية رهن بوعيكم وتوحدكم كلمة واحدة وعلماً واحداً ومطلباً واحداً يعلو فوق كل المطالب: لبنان أولاً".

وفي اتصال مع "صدى البلد" قال رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط "ان إحياء مناسبة 14 شباط يجب ان يصب في سياق الدفع بمجيء رئيس جديد للجمهورية لأن التمديد لرئيس الجمهورية كان السبب الذي أدى الى اغتيال الرئيس رفيق الحريري، لذلك فإن حماية لبنان تتطلب إلغاء هذا التمديد وانتخاب رئيس جديد".

وكان رئيس الجمهورية العماد اميل لحود زار بكركي أمس وحضر سيامة مطارنة جدد وعقد خلوة مع البطريرك الماروني مار نصرالله بطرس صفير.

وقال مكتب الاعلام في القصر الجمهوري ان لحود وصفير تطرقا "الى التطورات التي حصلت يوم الأحد الماضي وأعمال الشغب التي شهدتها منطقة الأشرفية، وكان تأكيد على ضرورة مواجهة ما جرى بمزيد من الوحدة والتضامن بين اللبنانيين والتمسك بصيغة العيش المشترك (...) وتم التشديد على وجوب اتخاذ الاجراءات اللازمة لعدم تكرار ما حصل، وتطبيق القوانين بحق الذين أساؤوا الى صورة لبنان الذي يرفض أهله على اختلاف انتماءاتهم السياسية والروحية التعرض للنبي محمد وللدين الاسلامي وما يؤكد عليه من محبة وتسامح".

وعلى صعيد آخر، وفيما رفض حزب الله التعليق على تصريحات جنبلاط بشأن "ميليشيا حزب الله" أبدى عضو المكتب السياسي في الحزب غالب أبو زينب تمسكه بما أعلنه الرئيس فؤاد السنيورة بشأن "المقاومة" ويغادر السنيورة الذي استقبل أمس وفداً من "التيار الوطني الحر" سلمه بيان التيار المشترك مع حزب الله غداًَ الى المملكة العربية السعودية حيث يجتمع الى الملك عبدالله بن عبد العزيز ووزير خارجيته سعود الفيصل.

وذكرت مصادر مقربة ان زيارة السنيورة هي ترجمة لما أعلنه في القاهرة وعمان عن رغبته في تحرك عربي، ووضعت هذه الزيارة في اطار التأكيد انه ليس ضد المبادرة العربية خصوصاً السعودية ويوم الأربعاء يغادر السنيورة الى ايطاليا حيث يلتقي رئيس الوزراء سيلفيو برلسكوني في اليوم نفسه والبابا بنديكتوس يوم الخميس.

على صعيد آخر علمت "صدى البلد" ان تقرير المفتشية العامة لقوى الأمن الداخلي الذي رفع الى وزير الداخلية بالوكالة أحمد فتفت يوم الجمعة الماضي يشير بوضوح الى "غياب القرار السياسي" في التعاطي مع تظاهرة الأشرفية.ويوضح التقرير ان "المعلومات التي وصلت بالتواتر اعتباراً من ظهر السبت الماضي قالت ان مجموعات من 400 شخص وصلت منذ السبت الى بيروت ولحقها آخرون في اليوم التالي وقد أبلغ وزير الداخلية حسن السبع بها الا أن الأوامر كانت واضحة بضرورة الاكتفاء بالمراقبة وعدم المواجهة".

وذكرت معلومات أخرى أن تقريراً آخر أكثر دقة يحدد انتماءات "المندسين" سيرفع الى فتفت غداً الاثنين.

 

التوافق الصعب

الأحد, 12 فبراير, 2006 طوني فرنسيس/البلد/

سيكون صعباً تحقيق التوافق في دائرة بعبدا عاليه رغم كل الجهود والنوايا الحسنة التي يبذلها أو يُعبر عنها الأطراف المعنيون. وليس السبب استعجال "القوات اللبنانية" الاعلان ان المقعد من حقها ولا سعي العماد ميشال عون للحصول عليه باعتبار ان الانتخابات النيابية الماضية أظهرت حجم التأييد الذي نالته لائحته ومرشح "التيار" فيها المهندس حكمت ديب. فالسبب أو الأسباب تكمن في مكان آخر، وربما يمكن نسبتها الى المناخ السياسي الناشئ بعد الانتخابات الماضية وصولاً الى اعلان "وثيقة مار مخايل".

وخلاصة هذا المناخ تباعدٌ بين العماد ميشال عون و"قوى 14" آذار من جهة، وتقارب بينه وبين "حزب الله" وأركان "الخط" السابق الذين شكلوا ولا يزالون ما يُطلق عليه اسم "حلفاء سورية في لبنان"، هذا من جهة، ومن جهة ثانية وصول العلاقات بين زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط و"حزب الله" الى حال القطيعة في وقت ليست المناخات بين عون والقوات اللبنانية في أحسن حالاتها. وللمصادفة، فإن هذه القوى موجودة بقوة على أرض الدائرة الانتخابية ومع ان المقعد مخصص للموارنة فإن القوى السياسية والمذهبية والطائفية تجد نفسها ذاهبة الى خوض معركته ضمن مصالحها الخاصة وفيها الكثير من تصفية الحسابات والقليل من الايمان بحق الناس في حرية التعبير.

وتصفية الحساب ليست مسألة انتخابية داخلية فقط، فمن الخارج تأتي التعليقات المبشرة بانفراط عقد 14 آذار، وفي الداخل سيصعب على "حزب الله" عدم تجربة توجيه لكمة سياسية الى جنبلاط كما سيصعب على العماد عون عدم مسايرة حليفه الجديد في أول تجربة عملية بعد اعلان ميثاق النقاط العشر. والحصيلة ستكون معركة لن تسهم، مع الأسف، في تنمية الحس الديمقراطي والإلفة الوطنية، بل هي ستزيد الانقسام في وسطٍ مسيحي موزع العواطف بين التيار والقوات وستحمّل "حزب الله" مسؤولية فشل هذا الفريق أو نجاح ذاك مثلما حصل معه في الانتخابات الماضية...

 طوني فرنسيس

 

الاعتذار لا يكفي بل يجب إقرانه بالعدالة

المطران الراعي: السلاح غير الشرعي تهديد للبنان ونحن متمسّكون بلبنان الرسالة والعيش المشترك

 الأحد, 12 فبراير, 2006 / حمّل رئيس أساقفة جبيل المطران بشارة الراعي مسؤولية ما جرى في تظاهرة "الأحد الأسود" في الأشرفية الى وزارة الداخلية والمسؤولين في الدولة الذين تقاعسوا عن القيام بواجباتهم، وطالب بكشف المخططين، ولفت الى أن الاعتذار عما جرى لا يكفي بل يقتضي أن يكون مقروناً بالعدالة، وأكد على وجوب وضع حد لمثل هذه التجاوزات والأشخاص من البؤر الخارجة عن الشرعية اللبنانية لأن السلاح طالما ليس محصوراً بالقوى الأمنية العسكرية اللبنانية أياً "كانت الجهة التي تمتلكه سيشكل خطراً ويهدد العيش المشترك والصيغة اللبنانية التي يؤمن بها المسلم والمسيحي".

ولفت الى أن المشكلة هي في ولاء معظم الكيانات الطائفية لذاتها والى زعماء الطوائف و"نضحي بكرامة لبنان وسيادته واقتصاده في سبيل مآرب خاصة ومصالح شخصية وهذا لا يبني وطناً بل يبقي لبنان في دوامة الأحد الأسود".

جاء ذلك خلال حوار مع الراعي في دار مطرانية أبرشية جبيل في عمشيت:

ب كيف تقوم ما جرى في الأشرفية؟

ــ لا يجوز التعرض الى دين من الأديان لأن الأديان لها كرامتها وقدسيتها، لكن الطريقة التي تم فيها الاحتجاج أعتقد انها أساءت الى الاسلام أكثر مما أساءت الى تلك الصحيفة الدنماركية التي لم يسمع بها أحد من اللبنانيين. وأود أن أعبر عن أسفي من الأسلوب الذي اعتمده الأخوة المسلمون والذي أساء الى الاسلام وصنع دعاية واسعة لترويج تلك الصحيفة، فكان غلطة استراتيجية في وقت كان المطلوب طمس الشيء وليس التشهير به عبر حملات قامت هنا وهناك وهنالك بالرغم من الاعتذار الذي جرى في حينه.

بالنسبة الى ما جرى في لبنان، فانني أتوجه باللوم الى وزارة الداخلية والمسؤولين، لأنه في العادة عندما يسمح بتظاهرة من المفروض أن يتم تحديد مكانها. فما معنى أن يأتي متظاهرون من عكار وطرابلس والجنوب وبينهم سوريون وفلسطينيون ويجتازون مئات الكيلومترات الى قلب الأشرفية مروراً بالمنطقة المسيحية على طول الساحل وعرضه فلماذا هذا الاستعراض وهذا التحدي؟

ويؤسفني ثانياً أن يأتي "المندسون" من لبنانيين وسوريين وفلسطينيين، كما بدا من الموقوفين، ويعتدون بطريقة وحشية على المواطنين وممتلكاتهم وجنى عمرهم، واذا كانت الصحيفة الدنماركية أساءت واحداً في المئة فان هؤلاء أساؤوا مليون في المئة بالطريقة التي عبروا عنها. اذ جعلوا أنفسهم أدوات صماء بأيدي نافذين يحركونهم كما يشاؤون. ولا بد من التأكيد على أن التحقيق يجب أن يذهب نحو معرفة المخططين الذين ما زالوا يفتعلون الشر بوطن آمن، محب، مخلص ومنفتح على الجميع، وتكمن الخطورة اذا فقد لبنان قيمة هذا الانفتاح على الأديان والثقافات والرأي الحر فانه يفقد كل مبرر لوجوده. لكن الانفتاح لا يعني الفوضى والمسؤولية لا تعني الجلوس على الكراسي، بل تعني التفاني في سبيل تأمين الخير العام وكرامة لبنان ورسالته.

ب وماذا عن القيادات الاسلامية والمسيحية التي سجلت مواقف مشرفة ومضيئة في ذلك اليوم الأسود؟

طبعاً، لقد بردت المواقف الاسلامية والمسيحية الأجواء المحمومة، لكن الموضوع لا ينتهي هنا، ولا يكفي الاعتذار لأن الاعتذار يقتضي أن يكون مقروناً بالعدالة، لأن ما جرى هو أمر كبير وكبير جداً ويجب وضع حد له مهما كلف ذلك وعندئذ فان الاعتذار المقرون بالعدالة تكون له قيمة.

ب وماذا عن أبناء الأشرفية الذين لم ينزلقوا الى تلك الفتنة؟

نشكرهم على وعيهم، ولكن لا حول ولا قوة أيضاً لأن شعبنا المسيحي مجرد من كل وسيلة للدفاع عن النفس في حين أن اخواننا كانوا مدججين بالسلاح والفؤوس والحجارة "والفراعات".

ب ان ما جرى كاد يهدد صيغة العيش المشترك ويطعن بفكرة البابا يوحنا بولس الثاني الذي عمّد لبنان رسالة أكثر منه وطناً ونموذجاً لحوار الحضارات، كيف يمكن احتواء التداعيات والانعكاسات لمنع حصول هذه الفتن الطائفية؟

دون شك فان الشعب اللبناني متشبث بالصيغة اللبنانية، لبنان الرسالة والعيش المشترك وهذا أصبح جزءاً من حياتنا وكياننا. لكن ما معنى هذا العيش المشترك عندما نرى ما نرى أو ما رأينا يوم الأحد الفائت، فهذا يقتضي لصون ذلك العيش الذي يؤمن به كل المخلصين وضع حد لهذه التجاوزات والتخلص من البؤر الخارجة عن الشرعية اللبنانية وبالتالي وضع حد للسلاح الموجود بين أيدي الفلسطينيين والسوريين والميليشيات، وطالما ان السلاح ليس محصوراً بالقوى الشرعية الأمنية العسكرية اللبنانية أياً كانت الجهة التي تمتلكه، فهو يشكل خطراً ويهدد العيش المشترك والصيغة اللبنانية التي يؤمن بها المسلم والمسيحي، ولذلك ينبغي على الأسرة الدولية أن يساعد لبنان وأن تساعد اللبنانيون أنفسهم على لملمة كل أنواع السلاح.

ماذا يعني العيش المشترك؟ هل يعني مساومة او "تبويس" اللحى أو أن تحمي كل جماعة نفسها؟ اذا كان المسلمون والمسيحيون يقرون بالصيغة اللبنانية ورسالة هذا البلد فيجب وضع حد لهذا الفلتان وحتى لا تكون الأمور كلاماً بكلام وضحكاً على الذقون. اذ لا يجوز في أي بلد آخر ما يجوز في لبنان من مثل هذه البؤر المتفشية في بيروت وطرابلس وفي مناطق أخرى من لبنان، عبثاً نتغنى بلبنان الرسالة ونترك العناصر التي تشوش على هذه الرسالة كل يوم.

ب هل تخشى من تنامي فكرة العودة الى طرح الكيانات الطائفية الانعزالية أم أن لبنان أصبح عصياً على الفتنة؟

لا خوف على ذلك حتى ولو تمادى التعرض للمقدسات لأن الكل يعرف أن لا قيام للبنان بكيانات طائفية، لكن ينبغي أن نعرف أيضاً أن المخطط القديم يتجدد ويطال ليس فقط لبنان بل كل العالم العربي ويهدف الى شرذمته واضعافه من خلال خلق دويلات وكائنات طائفية وكانت المحاولة في لبنان ولم تنجح وما جرى حلقة من الحلقات التي تجري في العالم العربي، وعلى اللبنانيين ألا ينزلقوا على قشرة موز، بل تفهم ما يتربص بهم، وان صمودهم لا يكون بتلك "العنتريات" بل بالوعي لأهمية الكيان اللبناني بتنوعه الديني والثقافي، ففي المسيحي اللبناني يوجد جزء كبير من الثقافة الاسلامية، وفي المسلم اللبناني يوجد الكثير من الثقافة المسيحية. لقد مررنا باختبار في الماضي ولا يجوز أن نعود اليه بهذه البساطة. أنا لا أخشى العودة الى المطالبة بالكيانات الطائفية لأنها ليست من صميم اللبنانيين لكن أخشى أن يستمر الذين يعملون في سبيل هذه الكيانات في غياب تحمل المسؤولين لواجباتهم، وعلى الدولة أن تكون حازمة لكي تحمي لبنان من تلك الكيانات وتضع حداً لكل هؤلاء الذين يعملون كأدوات لقوى خارجية تريد هذه الكيانات لمصالحها والتي نرفضها من الصميم.

ب لقد ذكرت بأن اتفاق الطائف دفع بلبنان نحو المزيد من الطائفية والمذهبية، فهل تدعو بمعنى آخر الى تعديل أو تغيير هذا الاتفاق؟

كلا، في مرحلة أولى أدعو الى تطبيق هذا الاتفاق بروحه ونصه، وفي مرحلة لاحقة لا مانع من اعادة النظر عندما تقضي الحاجة الى تغيير شيء من هذا الاتفاق. اتفاق الطائف ليس منزلاً، بل هناك من جعله كذلك لأنه استغله طائفياً ودولياً ومحلياً، لكن دعنا نطبقه نصاً وروحاً واذا ظهرت خلال الممارسة ثغرات نلجأ الى تغيير ما يجب، لكن هذا كله يقتضي الولاء أولاً وثانياً وثالثاً للبنان.

 

وزارة الداخلية تنفي ما ورد في ”الديار” وفتفت يطلب اعتبار خبرها بمثابة إخبار رسمي

الأحد, 12 فبراير, 2006 / لفتت وزارة الداخلية والبلديات في بيان لها امس ان هناك نقاطا عدة في تقرير المفتشية العامة لقوى الامن الداخلي في احداث الاشرفية بحاجة الى مزيد من الايضاح والمتابعة والاستجلاء، ونفت الوزارة نفيا قاطعا لكل ما ورد من معلومات في جريدة "الديار" وطلبت من القضاء التحقيق في الخبر المنشور واعتبار هذا الطلب بمثابة اخبار رسمي.

وجاء في البيان انه "بناء على الوعد الذي قطعه وزير الداخلية والبلديات بالوكالة احمد فتفت باطلاع المواطنين على نتائج التحقيقات التي كلفت بها المفتشية العامة لقوى الامن الداخلي، لمعرفة عما اذا كان هناك تقصير ما من قبل القوى الامنية في التعامل مع الاحداث المخلة بالامن التي وقعت يوم الاحد الماضي في منطقة الاشرفية، اودع المفتش العام في قوى الامن الداخلي العميد سيمون حداد اول تقرير بهذا الخصوص الى فتفت الذي تشاور بشأنه مع رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة صباح أمس . وتبين بعد مناقشة التقرير المذكور ان هناك نقاطا عدة بحاجة الى مزيد من الايضاح والمتابعة والاستجلاء".

اضاف البيان: "وتقرر بنتيجة البحث، الطلب من المفتش العام حداد التوسع اكثر في التحقيقات الجارية والاجتماع مع الامين العام للمجلس الاعلى للدفاع اللواء سعيد عيد، لمعرفة عما اذا كان هناك من ثغرات ما في التعاون القائم بين قوى الامن الداخلي والجيش للوصول الى الخلاصة النهائية للتحقيقات الجارية في الاحداث المذكورة".  كما صدر عن الوزارة بيان آخر، جاء فيه انه "نشرت جريدة "الديار" في عددها الصادر امس خبرا مفاده ان قوات الامن اللبنانية تقوم بتوقيف سيارات سورية تحت ذريعة مخالفة مرورية وتنزل سائقها ثم تأخذ السيارة لفترة زمنية بعيدا عن السائق وتضع فيها مواد ممنوعة، ثم تقوم بتصوير السيارة والاحتفاظ بالصورة لتعلم السائق بعد ذلك عن اكتشاف الممنوعات بهدف المساومة والابتزاز وتركيب المواضيع من اجل شهادات معدة مسبقا ضد بلدهم او للحصول على معلومات محددة. لذلك ان وزارة الداخلية والبلديات تنفي نفيا قاطعا كل ما ورد من معلومات في الخبر المنشور، وهي لا تستغرب ان تعمد جريدة "الديار" الى نشر مثل هذه الاخبار الكاذبة والملفقة، وهي التي دأبت على انتهاج هذا الاسلوب المزيف على الدوام لتشويه سمعة القوى الامنية اللبنانية وتقليص صدقيتها امام الرأي العام، والسعي الدائم لاثارة الفتنة بين اللبنانيين وقلب الوقائع لمصالح غير لبنانية لم تعد تخفى على احد. يهم وزارة الداخلية والبلديات التأكيد بأن القوى الامنية اللبنانية تلتزم تطبيق القوانين في التعاطي مع جميع السيارات السورية التي تدخل الاراضي اللبنانية او غيرها من السيارات التي تحمل جنسيات الدول العربية الشقيقة الاخرى، وكل ما نشر غير ذلك ليس صحيحا على الاطلاق، وانما هو من مخيلة مروجي ومحبذي ما يجري من ممارسات وتجاوزات قانونية مفبركة في المرحلة السابقة. كذلك طلبت وزارة الداخلية والبلديات في اتصال اجراه فتفت مع مدعي عام التمييز القاضي سعيد ميرزا من القضاء، التحرك للتحقيق في الخبرالمنشور في جريدة "الديار" واعتبار هذا الطلب بمثابة اخبار رسمي لاجل معرفة كل ملابساته وخلفيات نشره واتخاذ الاجراءات القانونية المطلوبة بهذا الخصوص.

 

ما هو سرّ رنا قليلات؟

الأحد, 12 فبراير, 2006 - الديار

    السؤال الذي يتبادر إلى ذهن الجميع ويرسم أكثر من علامة استفهام, هو كيف استطاعت شابة آتية من عائلة بسيطة دخلت إلى المصرف وعملت فيه كموظفة عادية, أن تصبح بعد فترة أمينة سرّه التنفيذية وتقوم بسحب كل هذه الأموال الطائلة ؟ وهل كانت لتقوم بهذه العمليات بمفردها أم أن هناك جهات خارجية كانت تدفعها للقيام بهذا الأمر؟  أسئلة وأسئلة تطرح حول لغز “بنك المدينة”. كيف وصلت الأمور إلى هذا الحد ؟ هل يعقل أن تختلف رنا قليلات مع إبراهيم وعدنان أبو عياش؟ جميع هذه الأسئلة تبقى من دون أجوبة باستثناء “ثلاثة أشخاص وحدهم يمكنهم الإجابة عن هذا اللغز وسيأتي اليوم الذي يكشفون فيه النقاب عن الحقيقة” وفق ما قاله المحامي عبدالله الرافعي الذي كان وكيل إبراهيم أبو عياش.

بدأت بوادر أزمة “بنك المدينة” في العام 2000 بعدما أشارت لجنة الرقابة على المصارف في تقريرها إلى وجود تلاعب في حسابات المصرف. فطلبت في حينها من رئيس الإدارة إبراهيم أبو عياش إقالة بعض الموظفين ومنعهم من ممارسة المهنة” ويتابع الرافعي: “ لبّى أبو عياش هذا الأمر وبناء على اقتراح مصرف لبنان عيّن موظفين آخرين وتابع المصرف وظيفته الاعتيادية إلى أن انفجرت الازمة في العام 2003 مع ارتجاع شيكين مصرفيين من غرفة مقاصة مصرف لبنان، ما يشير إلى عدم وجود للسيولة في المصرف، في حين أن الأوراق والموازنة كانت تظهر انه يربح فيما الحقيقة عكس ذلك”.

واستمرت الأمور رمادية إلى أن اتخذ مصرف لبنان إجراءات في آذار 2003 في حق “بنك المدينة” وشقيقه” الاعتماد المتحد” وأحال الملف إلى النيابة العامة التمييزية, بعدما تلقت الأخيرة كتاباً من هيئة التحقيق الخاصة بمكافحة تبييض الأموال, حول الاشتباه بعمل المصرفين, بما في ذلك المخالفات المصرفية فيهما. ولم تمض 36 ساعة حتى سحب الملف مع بيان أعطى ثقة بالمصرفيين بلغت حدّ التعهد غير الصريح.

وفي 14 تموز 2003 باشر النائب العام التمييزي القاضي عدنان عضوم تحقيقاته في ملف تبييض الأموال بعد القرار الذي صدر عن هيئة التحقيق الخاصة والقاضي بتجميد أملاك وأرصدة مصرفية ورفع السرية عن حسابات تعود إلى أفراد وشركات مشتبه في تورطهم في قضايا اختلاس أموال من المصرفين، إلى أن تم بتاريخ 8/10/2003 تعيين

 بنت ذكية جداً

يصف الرافعي المشكلة التي أدت إلى تفاقم الازمة في المصرف بأن “ابراهيم أبو عياش الشريك الحاضر في بيروت ومستلم زمام إدارة “بنك الاعتماد” فعلياً و”بنك المدينة” شكلياً، هو الذي كان يتلقى ويتحمل كل الضربات والمسؤوليات التي كانت تقع على هذين المصرفين. من جهة أخرى, يملك عدنان الثري جداً، “بنك المدينة” فعليا وهو مساهم في “بنك الاعتماد” وله المرجعية الأخيرة في القرارات المصيرية والمهمة وإبداء الرأي والاطلاع على أمور “بنك المدينة”. وكونه موجوداً في السعودية جعل الساحة تخلو من أي مدير، غير شقيقه. أما بالنسبة إلى رنا قليلات فكانت “السكرتيرة المدللة” لدى إبراهيم أبو عياش, وهو كان له الفضل الأكبر في توظيفها في المصرف ومعاملتها معاملة خاصة, وكان يحرص على أن تعيش في مستوى لائق, خصوصا أنها أتت من بيئة متواضعة جداً. وكان يصفها ابراهيم بأنها “بنت ذكية جداً” لكنها استغلت نفوذها في المصرف ولسانها وكلامها الطري مع الزبائن حتى باتت الموظفة “رقم واحد” التي لا يرفض لها طلب إطلاقا نظراً الى اتصالها المباشر مع عدنان أبو عياش في السعودية”.

ويتابع الرافعي: “الأفظع من ذلك هو قيام رنا قليلات بالتخطيط وبشكل هادئ جداً لعملية الاستيلاء على اكبر كمية من الأموال من شخص عدنان أبو عياش وليس من “بنك المدينة”. وتفاقم الوضع لاحقا حتى وصل بها الأمر إلى حدّ التخطيط للاستيلاء على أموال المودعين والمصرف على السواء. كما استغلت رنا غياب عدنان وثقته فيها, على أساس أن شقيقه إبراهيم يعرفها جيداً وسبق أن تعاطى معها كسكرتيرة وامتحنها ووجدها قديرة وكفوءة, كي تتولى وظيفة الاتصال والربط بين الإدارة والمصرف بشكل عام”.

ويضيف: “استغلت رنا هذه الثقة مرة أخرى وبدأت تخلف الشقيقين في ما بينهما وتتبع طريقة”فرق تسد” حتى أصبح عدنان يثق فيها ثقة عمياء وينصت لها ولمشاريعها الوهمية وأفكارها ومخططاتها. وبقي ابراهيم في منأى عن هذه الأمور مهتماً بإدارة مصرفه الذي, رغم ما سمي أزمة” بنك المدينة” وبعد التحقيقات القضائية كافة التي أجريت, لم يتبين وجود مخالفات تذكر سوى مخالفتين اثنتين حصلتا من دون علمه, وإنما من فعل رنا. المخالفة الأولى تمثلت في إصدار عشرة شيكات مصدقة من دون قيود وغير مسجلة في المصرف. أما المخالفة الثانية فتمثلت في الغش في أرقام وموازنات وإيداعات في “بنك الاعتماد المتحد” التي لم يكتشفها اساساً ابراهيم ولم تكن بعلمه اطلاقاً. أما باقي الخلافات التي حصلت والتي ظهرت لاحقا، فيمكن وصفها بالشخصية, كون عدنان أبو عياش قد سلب منه ومن مصرفه مبلغ يفوق المليار دولار اميركي”.

ويرى المحامي الرافعي أن”مصرف لبنان وتحديداً الحاكم رياض سلامة لعب دوراً حكيماً في الحفاظ على أموال المودعين واستردادها ودفعها لهم من دون التسبب بأي أزمة اجتماعية".

ويضيف: “بعدما تنبه كل من إبراهيم وعدنان الى ما حصل وأصبحا يكتشفان كل يوم فظاعة ما حدث .من قبل رنا وفريقها ، قررا عندئذ القيام بالإجراءات اللازمة ضمانا لحقوقهما الشخصية, بعدما اطمأنا الى أن حقوق المودعين مؤمنة من قبل مصرف لبنان من خلال العقارات التي تم تسييلها. عندها باشرا في الدعاوى ضد مجموعة من الأشخاص الذين كانوا يظهرون في مظهر الأوفياء للمصرف والعاملين لمصلحته، إلا انه تبين أنهم كانوا اصل البلاء. فقام الشقيقان أبو عياش بالادعاء عليهم بجرائم مختلفة أمام القضاء. إلا انه تبين أن رنا قليلات قد تصرفت بشيكات كثيرة باسم آل أبو عياش وسلمتها إلى الكثير من الأشخاص ممن توجبت لهم أموال في ذمة المصرف أو في ذمتها شخصياً. فما كان منها إلا أن وزعت في السوق اللبنانية مجموعة من الشيكات غير المليئة, على كل من كان دائنا لها, أو على أشخاص ليست لهم أي علاقة مالية مع “بنك المدينة”، إنما كانوا من المقربين منها وأرادت إثراءهم على حساب آل أبو عياش”.

ويشير الرافعي إلى انه “ كان في حوزة رنا عدد هائل من الشيكات الموقعة من عدنان أبو عياش, والتي استطاعت الاستيلاء عليها منه بحجة تحويل قيمتها كاملة من حسابها الذي تملكه في سويسرا. وعلى هذا الأساس قام بتسليمها هذه المبالغ".

 دعاوى متعددة

أكثر من 50 دعوى جزائية أقامها آل أبو عياش في حق رنا قليلات وموظفين في المصرف بجرم احتيال وتزوير, إضافة إلى عشر دعاوى مدنية. ومنعت المحاكمة في ثماني دعاوى بحقها لعدم كفاية الادلة. بدورها ادّعت رنا على عدنان أبو عياش. المرة الأولى أوقفت لمدة أسبوع فقط, وذلك على اثر الدعوى التي أقامتها رولا سويد عليها بجرم الاحتيال. أما المرة الثانية فكانت بجرم تزوير توقيع حاكم مصرف لبنان وتزوير سويفتات, فدخلت على أثرها إلى السجن لمدة سنة وشهرين, إلى أن اخلي سبيلها لقاء كفالة مالية. ورغم منعها من السفر وحجز جوازها إلا أنها تمكنت من مغادرة الأراضي اللبنانية وتضاربت الأقاويل حول كيفية هروبها, حيث يعتقد انها هربت من لبنان إلى سورية بجواز سفر لبناني باسم فخرية مهنا, ومنها سافرت بشكل رسمي إلى تركيا فمصر.والبعض يعتقد انه تمت تصفيتها من قبل النظام السوري والبعض الآخر يشير إلى امتلاكها جوازاً بريطانياً يسهّل عليها عملية التنقل بين البلدان. اما ابراهيم ابو عياش الذي غادر لبنان مع عائلته، فأوقف في تاريخ 5/11/2003 بجرم اعطاء شيكات من دون رصيد ليخرج في 23/4/2004 لقاء كفالة مالية. كما صدرت في حق عدنان ابو عياش مذكرات توقيف متعددة ومذكرة استرداد الاّ انه لم ينفذ منها شيء بسبب اقامته في الخارج في شكل شبه دائم.

مصادر قانونية متابعة لهذا الملف تستغرب وصول الأمور إلى هذا الحد بين رنا وعدنان, خصوصا انهما كانا مثل “السمن على العسل”. حتى انه بعدما قدمت استقالتها من المصرف سنة 2002 أي قبل انفجار أزمة”بنك المدينة” حصلت ليس على براءة ذمة واحدة فقط, بل “براءات” من آل عياش. وتضيف هذه المصادر انه” كان في استطاعة رنا مغادرة الأراضي اللبنانية بكل سهولة في حينها وبالتالي عدم الدخول إلى السجن. خصوصاً أن” يدها طايلة”, إلا أنها آثرت البقاء في لبنان وهي التي تملك أموالاًً لا تحصى ولا تعد، ما يدل على وجود” قطبة مخفية” لا تزال سر الأسرار.

 

سعد الحريري في بيروت

الأحد, 12 فبراير, 2006

وصل النائب سعد الحريري الى بيروت قبل منتصف ليل أمس. وقالت مصادر مقرّبة من الحريري لـ "صدى البلد" أن عودته تأتي في لحظة بالغة الأهمية على المستويين السياسي والأمني. وأكّدت أن الحريري يحرص أن يكون الحاضر الأول في الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد والده, وهو يعود ليقول للجميع أن "الأمر لي" وليؤكد على وحدة 14 آذار.

 

انتقد مواقف (المستقبل) و(القوات) وتصريحات بيار الجميّل

النائب نبيل نقولا عن المشاركة في 14 شباط: نحضر بصفة رسمية إذا دُعينا 

الأنوار  12 شباط 2006 

أجرى الحوار: أنطوان فرح ـ أنطوانيت قاعي

لأسباب تقنية، جاء لقاء الأسبوع هذه المرة آحاديا، وتحوّل الحوار المفترض بين كتلة الاصلاح والتغيير وكتلة المستقبل، الى حوار بين (الأنوار) والنائب نبيل نقولا، عضو الاصلاح والتغيير. الحوار، وان افتقد الى الثنائية، انما جاء ساخناً على اعتبار ان الأسئلة كانت مباشرة وهدفت الى ملء الفراغ بسبب عدم وجود طرفين سياسيين حول الطاولة المستديرة. النائب نقولا كان بدوره واضحاً واعتمد صيغة الاجابات المباشرة، وكان من البديهي ان تخطف مفاعيل اتفاق التعاون بين حزب الله والتيار الوطني الحر، الجانب الأكبر من الكلام. وقد دافع نقولا عن اتفاق التعاون بما أوتي من حجج ووسائل اقناع.

 ولم يتردّد نقولا في توزيع الانتقادات على بعض الأطراف. وشمل بعنايته وزير الصناعة الشيخ بيار الجميّل، معتبرا انه غير ناضج سياسيا، ومن الأفضل أن يُفسح المجال أمام والده الرئيس أمين الجميّل لاطلاق المواقف.

وكشف نائب المتن ان التيار الوطني الحر لن يشارك على مستوى التعبئة الشعبية في ذكرى 14 شباط، لكنه سيشارك عبر وفد اذا وجّهت الدعوة اليه للمشاركة، (لكن حتى الآن لم يوجّهوا الينا مثل هذه الدعوة))...

اتفاق التعاون بين كتلة الاصلاح والتغيير وحزب الله طاله الكثير من الانتقادات، وقابلتها اشادات فأين الافادة منه، وما المقصود من توقيته?

- كلما اجتمع طرفان لبنانيان معا هناك افادة والمهم في الموضوع انها المرة الأولى في لبنان بعد الاستقلال استطاع فريقان لبنانيان لديهم تمثيلهم ان يخلقوا نواة اتفاق من داخل لبنان اذ عادة كل الاتفاقات في لبنان تحصل في الخارج وتفرض علينا لنقبل بها. هذه المرة الأولى التي نصل فيها كلبنانيين الى اتفاق مشترك حيث وضع كل طرف ما لديه على الطاولة معتبرا ان ما لديه يمكن استكماله مع الطرف الآخر الذي أتحاور معه وهذا هو الحوار الحقيقي، كون الحوار لا يحصل بين طرفين متّفقين انما بين طرفين يملك كل منهما مشروعه السياسي ليتوصلوا الى النقاط  الايجابية الموجودة وترك الملفات التي تحمل خلافات مطروحة وصولا الى حوار حولها. هذا عنوان عريض ولكن الدخول في التفاصيل يقود الى الهاجس الأساسي الذي يتحكّم بالموضوع وهو سلاح حزب الله حيث يرى البعض ان الاتفاق رسّخ وضعاً قائماً كان الحزب يدعو اليه?

- طرح حزب الله كان متمسكا بالسلاح بعد تحرير مزارع شبعا وصولا الى القدس أما اليوم فحزب الله عاد الى لبنان ليعود حزبا لبنانيا وطنيا. لكن الطرح المتداول من قبل حزب الله كان لحماية لبنان ولكن حماية لبنان تحمل التباسا كونه موضوع فضفاض فكيف سنصل الى اتفاق لحماية لبنان?

- الحوار مع حزب الله كان قد بدأ منذ فترة طويلة كما ان كلمة مقاومة ليست محدودة لهذه الدرجة ففي سويسرا لا تزال المقاومة موجودة حتى اليوم حيث هناك أشخاص حاضرون لردّ أي هجوم عليها لكن تحت قيادة الجيش وهذا ما توصلنا اليه مع حزب الله. وثمة أمر أساسي، اذ لا يمكن بناء سياسة عسكرية على صفحات الجرائد، وفي العادة أي سياسة دفاعية في أي بلد في العالم تبحث بواسطة لجان مختصة بعيدا عن الاعلام، اليوم حزب الله على لسان السيد حسن نصرالله طالب بمعرفة ما يريدون من خلال الجلوس على طاولة مستديرة وبحث المواضيع بعيدا عن صفحات الجرائد دون ان يكون ذلك تنفيذا لاتفاقات دولية من خارج لبنان لها علاقة بمصالح دول أخرى، ان ما حصل بين التيار الوطني وحزب الله هو اتفاق على ان نجتمع كلبنانيين لنقرر أي سياسة دفاعية نريدها للبنان ونوعها وأين موقع الجيش فيها وكذلك الشعب اللبناني ومن خلال هذا نخلق سياسة دفاعية تنفي كل المخاوف حول حماية لبنان. وهنا أضيف ان ما حصل في الأشرفية يدفع حزب الله الى التمسّك بسلاحه أكثر كون ذلك يفتح المجال لأطراف أخرى للحديث عن أمن ذاتي. فحزب الله لديه هواجسه ومخاوفه انطلاقا من عدم وجود سياسة دفاعية في لبنان، والسؤال على من سيتّكل في حال سلّم سلاحه، لهذا السبب يجب ان نسحب قضية سلاح حزب الله من التداول الدولي ونضعها على طاولة مفاوضات بين اللبنانيين وهذا ما اتفقنا عليه مع حزب الله وبالتالي يجب ألاّ نعطيه حجما آخر.

ترسيم الحدود

في ما يتعلق بمزارع شبعا التي تحتاج الى ترسيم الحدود مع سوريا، فقد شملها الاتفاق فيما بينكم ولكن (ضمن المناخ المؤاتي) وهذه جملة مطّاطة وتحتمل أكثر من اجتهاد?

- اذا كنت تملك قطعة أرض ودخلت مع جارك في نزاع على الحدود، أول ما تقوم به هو طلب افادة عقارية وترسيم الحدود بعد ان يقدّم كل منكما صكّ الملكية والخريطة وعلى هذا الأساس يحل النزاع، وفي لبنان أتساءل لماذا حتى هذه الساعة لم تقدّم الدولة اللبنانية أي مستند لاثبات هذه الملكية.

أليس هذا الطرح هو الطرح السوري?

- ليس طرحا سوريا على الاطلاق ولكنه طرح منطقي ففي لبنان ثمة وثائق تعود الى عامي 1956 و1960 عندما بدأ ترسيم الحدود بين لبنان وسوريا فلماذا لا نقدّمها الى مجلس الأمن وعندها على سوريا ان تقدّم ما لديها من وثائق لاجراء رسم الحدود وفقا لهذه الوثائق.

ما المقصود بعبارة المناخ المؤاتي ومن يحدّد المناخ المؤاتي لترسيم الحدود?

- المناخ المؤاتي هو ألاّ نقول فقط على سوريا ان تقدم فيما نحن أصحاب الحق نقف جانبا. فسوريا دولة عدوة ولا تريد ان تقدّم اثباتات فهل ننتظر الى أجل غير مسمّى. وأنا أقول ان هذا يثبت ان حزب الله يريد الاسراع برسم الحدود ولكن على الدولة اللبنانية ان تقدم ما لديها من أوراق ثبوتية.

معركة بعبدا ـ عاليه

العماد عون وضع معركة بعبدا ـ عاليه في اطار المواجهة مع سعد الحريري لمنع وصوله الى رئاسة الجمهورية وفتح النار على تيار المستقبل، ألا تعتبرون أنكم دخلتم في لعبة المحاور بتعاونكم مع الطرف الشيعي ومهاجمة الطرف السنّي?

- أنا لا أفهم لماذا عندما نتكلم عن انتخابات وديمقراطية يضعوننا موقع الهجوم، لقد قلنا ان سعد الحريري هو الذي يخوض معركة بعبدا ـ عاليه، والذي يحصل على الأرض لا يمكن الهروب منه فهو الذي رشّح مي شدياق وكان قد سبق ذلك حملة على العماد عون بعد مضي ساعات على وفاة النائب ادمون نعيم، وقد سئل العماد عون على الـLBC عن موقفه في ما خصّ الانتخابات فأجاب: نحن أساسا لدينا طعون في المنطقة ولا زلنا في المعركة الانتخابية وعلى الفور اجتزأ حديثه وقيل ان العماد عون فتح المعركة الانتخابية وبعدها فوجئنا، بعد دفن النائب نعيم نشرت جريدة السفير ان سعد الحريري رشح مي شدياق، التكذيب حصل ووقفت الأمور بعد ان ردّت الجريدة على التكذيب، فاذا قلت ان سعد الحريري هو رئيس الأكثرية فهل أكون قد شتمته ولماذا عليّ ان أقول بأن المعركة في بعبدا ـ عاليه مسيحية ـ مسيحية وهي ليست كذلك انما هي معركة وطنية وهي تحتوي كل الفئات سنّة، شيعة، دروز... فلماذا نعتبرها مسيحية رغم ان المسيحية فيها تشكّل أكثرية اذ تبلغ 52% ورغم ان المقعد ماروني لكنه ينتخب من قبل الكل، وبما انهم يقولون انها معركة 14 آذار فمن هو رئيس تكتل 14 آذار أليس سعد الحريري? اذاً نحن نعتبر هذه المعركة هي معركة الحريري بوجه قواتي فأين الخطأ.

ألم تربطوا الانتخابات بمعركة رئاسة الجمهورية?

- نحن لم نربطها برئاسة الجمهورية انما قلنا ان الحق يعود الى أصحابه فما حصل في المعركة الماضية كان بهدف اقصائنا.

ألم يقول العماد عون ان الهدف هو اثبات ان العماد عون لا يتمتع بأكثرية في الشارع المسيحي? لمنع وصوله الى رئاسة الجمهورية?

- هذا ما قاله الرئيس الجميّل وسمير جعجع ايضا الذي اعتبر ان الأمور تغيّرت كونه خارج السجن، انما العماد عون قال انه اذا كان المقصود من هذا معرفة ما اذا كنت أمثّل أم لا فسأسير بالموضوع، المشكلة انها عملية تحد ونحن نقبل التحدي مثلما حصل في ترشيح العماد عون الى الرئاسة فنحن الذين رشحناه ووصلت اليهم بأنه هو من رشح نفسه، القصة تبدأ بتحد وعندما نقبل به نصبح على خطأ ويتم اجتزاء الأمور، علما انهم بدأوا اذ اعتبروا ان المعطيات تغيّرت وروّجوا ان المقعد للقوات اللبنانية ووصل الأمر الى حد ان الدكتور جعجع أراد اعطاءنا دروسا بالأدبيات السياسية، اذاً كان ثمة عملية مصادرة للشعب اللبناني وتحديدا للمواطن في بعبدا ـ عاليه ومصادرة لقراراته وكأننا في عصر اقطاعي، وهذا التحدّي قبله العماد عون.

فرص التوافق

الى أي مدى ثمة فرصة للتوافق في بعبدا ـ عاليه خاصة بعد لقاء النائب عدوان بالعماد ميشال عون?

- في هذا الاطار ثمة خبث في السياسة، فالدكتور بيار دكاش أعلن نفسه مرشحا توافقيا وقد وافق العماد عون عليه رغم ان لدى التيار عناصر لديها الكفاءة لتقوم بهذه المعركة.

لكنه خاض المعركة الانتخابية على لائحتكم?

- الموضوع اليوم مختلف فالدكتور دكاش خاض المعركة على لائحتنا ضمن تحالف انتخابي في ظرف معيّن وبعد ان انتهت الانتخابات عاد دكاش الى شخصيته السياسية.

لو فاز دكاش في الانتخابات هل كان ليعمل خارج اطار كتلة التغيير والاصلاح?

- في الانتخابات الأخيرة كان ثمة ظرف تحالفي معيّن أما اليوم فثمة أمور جديدة، فالدكتور بيار دكاش أعلن عن نفسه كمرشح توافقي لماذا لا نؤيّده.

مي شدياق بدورها أعلنت انها مرشحة مستقلة?

- ثمة فرق، فتاريخ دكاش السياسي معروف كونه كان في الكتلة الوطنية وفي فترة من الفترات كان مع كميل شمعون وهو بالتالي يتمتع بشخصية مستقلة عن التيار الوطني وليس مناضلا أو منتميا الى التيار ورغم انه خاض الانتخابات معنا إلاّ انه اليوم أعلن انه مستقل ووفقا لما يتمتع به من استقلالية وافقنا عليه كمرشح توافقي، أما في ما خص مي شدياق فلا تاريخها السياسي، ولا ممارستها على الأرض تدلّ على انها محايدة فهي بالقوات اللبنانية وترشيحها شبيه بترشيح حكمت ديب أو غاريوس أو أي شخص آخر في التيار.

الى أي مدى لديكم استعداد للتوافق خارج اطار المرشح دكاش?

- هل من مرشح آخر توافقي لنبحث بالموضوع?

هل هناك تمسّك بدكاش أم ان مبدأ التوافق مفتوح?

- دكاش رشح نفسه وزار الجميع معلنا انه مرشح توافقي فاذا انتفت الصفة التوافقية عنه فلدينا الاستعداد للبحث بالأسماء ولكن هو أعلن نفسه ونحن أيّدناه وبالتالي لا يسعنا ان نتركه في منتصف الطريق فذلك ليس من أخلاقياتنا أو آدابنا وعندما يعلن دكاش انه غير قادر على الاستمرار كتوافقي، يتغيّر الموضوع.

أحداث الأشرفية

لننتقل الى تظاهرة الأشرفية التي خلقت ردود فعل، والمآخذ على التيار انه في هكذا أحداث يتجه نحو الحكومة دون البحث عن الطرف المسؤول?

- في لبنان، أما لدينا حكومة مركزية وكل مطالبنا محصورة بهذه الحكومة او ان نكون فئات لكل منها دولة، وكلما حصل أمر أتهم جهة معيّنة به وهذا وضع غير مقبول، اليوم ثمة حكومة مسؤولة عن أمن المواطن وكل ما يحصل يتجه نحوها. وهنا أسأل، حتى هذه اللحظة هل صدر بيان من الحكومة يتهم سوريا فاذا هي لم تبادر هل عليّ كمواطن ان اتهم سوريا، هذا يعيدنا الى منطق الدويلات والفئات حيث كل يغني على هواه علما ان كل شيء يجب ان يمر من خلال الحكومة وهنا يأتي دورنا كمعارضة ان نفعّل دور الحكومة وألاّ تكون مغيّبة ضمن التجاذبات الموجودة على الساحة، في الواقع من خلال تفعيلنا لها ندعوها الى تحمّل مسؤولياتها والتهمة يجب ان تصدر عنها ونحن كشعب لبناني سندعمها.

الى أي حدّ خلقت أحداث الأشرفية خوفا لديكم وهل هذا دليل على صعوبة التفاهم الاسلامي ـ المسيحي?

- الأحداث أظهرت وجود تفاهم اسلامي ـ مسيحي ولكن ما حصل ان المظاهرة هي حدث منظّم وهنا أتهم الحكومة اذ ثمة قانون يرعى المظاهرات فلماذا لم يطبّق، وأسأل الحكومة اذا اعتبرنا ان كل الدول المجاورة لنا أعداء فمن عليه ان يحمينا منها، اليوم ثمة مظاهرة وقد علمت الحكومة ممن تتشكّل هذه المظاهرة ووفقا للقانون رقم 17 الحصول على رخصة يفرض تحديد عدد المتظاهرين على ان يكون 5% من الموجودين انضباط للمظاهرة اضافة الى خريطة لسير المظاهرة، اضافة الى كل هذا، اذا وجدت الحكومة ان المظاهرة قد تشكّل خللا أمنيا فيحق لوزارة الداخلية ألا تسمح لهم أو ان تحوّلها الى منطقة أخرى، فما الذي طبّق من هذه النقاط لماذا لا يعرض وزير الداخلية الاجراءات التي اتخذها.

في البداية اعتبروها مظاهرة صديقة لكنها خرجت عن سيطرتهم?

- لا يمكن القول ان الحكومة بريئة انما على الحكومة ان تأخذ الاحتياطات ففي حال كانت سلمية يجب ألاّ توجّه الى أحد واذا كانت غير سلمية يجب أخذ كل الاحتياطات. لذلك فاما هناك تقصير أو نيّة مبيتة، وبالتالي استقالة وزير الداخلية لا تكفي فالمطلوب ان ترحل الحكومة كونها فشلت على الصعيد الاقتصادي والأمني...

ألا يخلق هذا فراغا حكوميا?

- هم أكثرية فليؤلفوا حكومة من أكثرية. السيد حسن نصرالله اعلن ان الحلف الرباعي انتهى.

هل المقصود تشكيل حكومة من دون حزب الله وأمل ومن دونكم?

- نعم ليشكّلوا لوحدهم الحكومة.

ليس هذا بمثابة تعقيد للأمور?

- يمكنهم ان يشكّلوا حكومة اتحاد وطني بالمعنى الصحيح وليس حكومة غير معروف انها أكثرية أو أقلية أو اتحاد وطني بمعنى لا لون لها ولا طعم، فاذا كانوا أكثرية ويدعون بأنهم قادرون فليطبقوا النظام الأكثري ويؤلفوا حكومة من الأكثرية النيابية الموجودة عندها نوافقهم اذا نجحوا وننتقدهم اذا فشلوا وهذا من ضمن العمل الديمقراطي حيث على المعارضة ان تصحح أداء الحكومة.

قانون الانتخابات

هل ما زلتم تدعمون اجراء انتخابات نيابية مبكرة?

- ندعم الفكرة على أساس وضع قانون انتخابي جديد مختلف عن الذي أوجد هذه الأكثرية.

في الوثيقة مع حزب الله لم تضعوا رؤية لقانون الانتخابات اذ قلتم قد تكون (النسبية)?

- هذا يعني ان ثمة مجال للوفاق مع الآخرين وهم لا يفهمون ذلك فالوثيقة هي ورقة عمل وليست انجيل أو قرآن ومن خلال جلوسنا مع الآخرين يمكن ان نعدّلها، ونحن كتيار مع النسبية وحزب الله يؤيدها.

تنازلات

ما هي التنازلات التي قدمها حزب الله في الوثيقة?

انا لا ارى وجود تنازل، انما ثمة وفاق حصل.

أين بدل حزب الله بمواقفه?

- حزب الله وصل الى نقطة تكلم فيها عن حماية لبنان فقط في وقت كانوا يتهمونه بارتباطات مع ايران وسوريا. هذا اضافة الى قبوله بعلاقات دبلوماسية بين لبنان وسوريا فهنا اقفل الطريق على كل من يتهمه بالارتباطات الخارجية اذا لن تعود هناك علاقة بين حزب الله وسوريا او ايران.

لكن العلاقات الدبلوماسية لا تضع حداً للتحالفات?

-نفهم التحالفات بين دولة واخرى ولكن ليس بين فريق في دولة ودولة اخرى.

هل العلاقات الدبلوماسية تمنع قيام تحالفات بين افرقاء?

- العلاقات الدبلوماسية لا تجعل من لبنان امتداداً خارجياً لأي دولة اخرى اذ تنحصر العلاقات بين الدولتين من ضمن الحكومة المركزية.

كيف تقرأ الموقف الأميركي من الاتفاق بين عون وحزب الله والذي عبر عنه والش?

- فليسمح لنا الأميركيون فحيناً يتهموننا بأننا لا نجلس على الطاولة لنتحاور وفي وقت جلس فيه فريقان لبنانيان ليصلوا الى الحوار ينتقدون الحوار. والأميركي يقول ان حزب الله ارهابي لأنه قتل اميركيين ولكن الفلسطينيين بدورهم قتلوا اميركيين وما زالوا يستقبلون ابو مازن حتى اليوم فلماذا يحق لغيرنا ما لا يحق لنا. في الواقع لا يمكن بناء العلاقات على الأحقاد فمن الممكن ان تكون الأعمال الارهابية قد حصلت فبين المانيا وفرنسا قتل الملايين وهذا لم يمنعهم من التعاون. برأيي من حقنا كلبنانيين ان يكون الاتفاق على مستوى لبناني - لبناني للمرّة الاولى ونطلب من الخارج ان يؤيدنا.

كيف يفسر موقف العماد عون من وصف الرهائن الغربيين بجواسيس?

- هو لم يقل ذلك وهنا ايضاً تدخل لعبة الإعلام الخاطئ اذ قال (قد يكونوا) ففي لبنان كان السوريون الآمر والناهي. فمن الذي اطلق يدهم? الأميركيون. ولماذا يحملوننا اموراً سبق ان وافقوا عليها? ولماذا ما كان صالحا لمدة 15 سنة يعترضون عليه اليوم. فليسمحوا لنا في الاستنساب بين ما يخدم مصالحنا او لا يخدمها. نريد ان نضع حداً لهذا ونرى كلبنانيين اين تكمن مصالحنا والا نكون اداة لمصالح الآخرين على ارضنا.

ذكرى 14 شباط

بعد ايام ذكرى 14 شباط فهل لدى التيار قرار بالمشاركة?

- اولاً حتى الساعة لم تتم دعوتنا.

هل تحتاجون الى دعوة?

- لماذا تمت دعوة قوى اخرى?

وفي حال تم توجيه الدعوة?

- في حال توجيه دعوة نحن ككتلة سنشارك وخاصة كتيار وطني. ولكن بالنسبة للتعبئة الشعبية نعتبر ان هذه المناسبة هي للذكرى ونريدها ان تمر بذهن كل لبناني كذكرى أليمة وآمل للمستقبل ولا نريد ان تحدث امور في هذا اليوم تدفع الناس الى اعتبارها مناسبة انشقاق. فالممارسات التي تحصل على الأرض منذ استشهاد النائب تونيي حتى الساعة لا تشجع لندعو الشباب للنزول الى ساحة الحرية بسبب الاحتكاكات التي تحصل بين عناصر غير منضبطة كما يصفونها الا انها السبب في وقوع مشاكل كون القيادة لا تسعى الى ضبط القاعدة. علما ان هناك حرية لمن يريد ان يشارك بصفة شخصية فنحن لا نريد احتكاكات وقد رأينا ما حصل عندما استشهد النائب التويني حتى عندما وقعت احداث الأشرفية تعرّضت سيارة مرافقي العماد عون امام كنيسة مار مارون للاعتداء من قبل أناس يحملون اعلاماً للقوات والكتائب، لقد حطموا سيارة المرافقين ولولا حكمة العماد عون ودعوته للانسحاب لوقع مشكل. ونحن لا نريد ان تكون هذه ذكرى اختلاف انما ذكرى للبنان أجمع ولكن نعتبر اننا قلبياً مشاركين ورسمياً في حال دعينا. وفي ما خصّ اتهامات 14 آذار لنا فأنا ادعوهم كذلك كما شارل ديغول في ليلة تحرير فرنسا يوم انقلب المتعاملون الى حلفاء فأطلق عليهم تسمية (مقاومة الساعة 11 ليلاً). و14 آذار اشبههم بمقاومة الساعة 11 ليلاً بينما نحن طيلة 15 سنة كنا فوق السقف السوري وكان ممنوع على احد ان يقترب منا، فحتى بعد القرار 1559 كلهم تكلموا عن انسحاب الجيش السوري الى البقاع وإعادة تمركز ونحن وحدنا طالبنا بالخروج السوري الكامل اليوم سمعت حديثاً للنائب بيار الجميل وكنت أتمنى لو لم يتكلم اذ ان الخبرة السياسية لا تزال تنقصه، ومن الأفضل ان يفسح المجال لوالده لكي يتحدث ويتخذ المواقف. اذ قال ان العماد عون بلقائه مع حزب الله يطلب رئاسة الجمهورية فليعلم هو و14 آذار ان العماد عون لن يطلب رئاسة الجمهورية الا من الشعب اللبناني وليس من 14 آذار وهو يريد الجمهورية وليس رئاسة الجمهورية.

وفي احدى حواراتي مع المستقبل لمست انهم يرفضون العماد عون كرئيس للجمهورية لأن شخصيته اقوى من الدستور حسب قولهم. فأجابتهم هل ان رجلاً يطالب بفصل السلطات وبدولة القانون التي تحمي المواطن كيف يمكنه ان يتعدى على الدستور. هذا الموضوع مهم جداً وقد طالبنا المستقبل بوضع ورقة مطالب لما يريدونه فجاء جوابهم بأن العماد عون (صرّح كذا بالأمس...). المشكلة انهم لا يريدون ان يفعلوا شيئاً، اذ يعتبرون انفسهم الأكثرية ويضعون بعض المسيحيين في الواجهة كموظفين لديهم. عندما يبدأون بوضع حد للتفكير بالأكثرية والأقلية تحل الأمور ففي لبنان كل طائفة بحد ذاتها اقلية وعندما يجتمع اثنان يصبحان اكثرية. كلنا اقليات وهذا ما لا يفهمونه.

 

في حوارات غير منشورة كانت تنتظر استكمالها وموافقته على التوقيت (2) ... رفيق الحريري: رفض جنبلاط وصول لحود وغادر من دون تناول العشاء ... أُنفق 150 مليون دولار سنوياً ولا يهمني موقعي في نادي الأغنياء

حاوره غسان شربل     الحياة     - 12/02/06//

الوزير مروان حماده يتوسط الحريري وشقيقته بهية في احدى الجلسات النيابية. 

غداة انتخاب العماد اميل لحود رئيساً للجمهورية في 15 تشرين الاول (اكتوبر) 1998 ذهبت للقاء الرئيس رفيق الحريري في السراي الكبير. كانت احدى محطات التلفزة تعيد وقائع جلسة الانتخاب والحريري يتابع المشاهد كأنه يتفرس في صور نواب اضطروا الى تأييد «الرئيس الجديد» على غرار ما فعل. وبدا لي كأنه يحاول عبر الصور قراءة معنى وصول لحود لبنانياً وسورياً. كان الحريري يعرف ان سورية هي «الناخب الأول والكبير» في رئاسة الجمهورية اللبنانية، لكنه كان يحلم ان يكون شريكها اللبناني في بلورة اختيار الرئيس. لم يتمكن وكانت الرئاسة من نصيب الرجل الذي كان يأمل في استبعاده.

كان الحريري رجل دولة، وكان يطالب عقله بترويض مشاعره. حاولت استفزازه قائلاً: «دولة الرئيس الى أي فترة زمنية يحتاجون للاستغناء عن خدماتك؟». ابتسم ورفع اصبعين. وسألته إن كان يقصد حاجتهم الى سنتين، فرد: «يحتاجون الى ولايتين رئاستين إذا كان هاجسهم مصلحة البلد. مصلحتي في الخروج ومصلحة البلد في بقائي. قررت تقديم مصلحة البلد».

اعتذر الحريري عن تشكيل الحكومة الأولى في عهد لحود بعد خلاف بينهما حول مسألة تجيير أصوات النواب الذين تركوا للرئيس الحرية في تسمية رئيس الحكومة المكلف. والحقيقة ان بعض أصدقائه نصحوه بمغادرة الحكم وكان بينهم نائب الرئيس السوري آنذاك عبدالحليم خدام. قال له خدام ان لحود ينطلق في عهده بسيارة «بويك» جاءت طازجة من الشركة، وأنت ستنطلق بسيارة «أوبل» استهلكتها ممارسة الحكم. لماذا لا تتركه يستهلك بعض قوة سيارته ثم لكل حادث حديث. وهذا ما حصل حين عاد الحريري الى الحكم في العام 2000 بعد فوز لافت لم يزعج بعض الأطراف السورية التي لم تكن متحمسة أصلاً لوصول لحود.

في صيف 1999 ذهبت الى الحريري في سردينيا. بدا الرجل منشغلاً ببيروت عن سحر المكان الذي يرسو فيه يخته. وخلال الحوار الذي دام معظم ساعات النهار كان الحريري يستفيد من الاستراحات ليجري اتصالات بمعاونيه أو أصدقائه من الصحافيين سائلاً عن أحوال البلد والمستجدات. وهنا نص الحلقة الثانية:

> متى صار لديك مليار دولار؟

- ذهبت بعيداً في الاسئلة.

> متى صار لديك مئة مليون دولار؟

- في الثالثة والثلاثين. كانت مرحلة الطفرة والاشغال كالمطر.

> في 1982 كنت صرت مليارديراً؟

- في 1982 أو 1983.

> «فوربس» قدرت ثروتك بأربعة مليارات دولار هل هذا قريب من الحقيقة؟

- الحقيقة أنني لا أعرف بدقة. لتقدير الثروة علاقة بأسعار الاسهم والأراضي والشركات وهذه تختلف. أنا أقول الحمد لله.

> هل هذا الرقم قريب؟

- ليس بعيداً. نحن عملنا مستمر.

> قبل أربعة أعوام قلت لي ان لديك 25 ألف موظف؟

- نعم وما زالوا.

> لم تتراجع أشغالك؟

- لا، زادت سنة 1998 كان «التيرن أوفر» في السعودية أعلى من اي سنة أخرى في الشغل حتى أثناء وجودي هناك 2.2 مليار دولار.

> تهتمون بالصيانة؟

- صيانة كل المشاريع التي ننفذها. نصون مطارات ومنشآت.

> أعمالك في السعودية يديرها نجلك سعد؟

- نعم ومعه مجلس ادارة.

> وماذا بعد عن الثروة؟

- أؤكد مجدداً انني لست مصاباً بهاجس دخول النوادي التي يتحدث عنها الاعلام كنادي أغنى 500 رجل في العالم أو اغنى مئة رجل في العالم. لا أهتم بهذا الموضوع.

> ماذا بقي لديك من مطالب. صرت مليارديراً وتوليت رئاسة الحكومة. ماذا تريد؟

- لا شيء. لا أريد شيئاً. لهذا السبب لا يقدر أحد على ابتزازي.

> لك علاقة قوية مع الملك فهد بن عبدالعزيز، مع من لك علاقة قوية ايضاً عربياً؟

> متى التقيته للمرة الأولى؟

- في أواخر 1982 أو أوائل 1983 على ما أذكر. كنت مع الأمير بندر بن سلطان وكان الغرض وقف النار في لبنان. واستمرت العلاقة. لا أعتقد ان أحداً من خارج سورية عقد هذا القدر من اللقاءات مع الرئيس الأسد وأمضى معه هذا الوقت. العلاقة مستمرة منذ 17 عاماً والتقيته نحو خمسين مرة.

> ماذا يميز الرئيس الأسد؟

- عقله استراتيجي ويهتم في الوقت نفسه بالتفاصيل. السياسيون يمتلكون عادة واحدة من هاتين الصفتين، لكن الرئيس الاسد يجمع بينهما. استراتيجي ويهتم بأدق التفاصيل. هذا إضافة الى مواصفات الوفاء وبعد النظر. جعل الرئيس الأسد لسورية مكانة في العالم. راقب الآن كل الأنظار متجهة الى سورية في موضوع السلام إذ لا أمل من دونها.

> متى بحثت دمشق معك موضوع رئاسة الحكومة؟

- في 1992.

> معقول؟

- كما قلت لك. لم يبحث الموضوع قبل ذلك معي. ربما بحث مع آخرين.

> يقولون ان الرئيس الياس الهراوي طرح اسمك فور انتخابه؟

- هذا صحيح.

> وقيل له بعد بكير؟

- نعم بعد بكير.

> لماذا صار مناسباً في 1992 ما كان مبكراً قبل قليل؟

 اعتقد ان الظروف تغيرت. بعد الانتخابات النيابية في لبنان. مرحلة جديدة وتوجه جديد. رئيس جديد لمجلس النواب.

> قبل التكليف التقيت الرئيس الأسد، حول ماذا كان التفاهم؟

- تفاهم على التحالف بين لبنان وسورية. أعتقد اننا من جهتنا طبقنا ما اتفقنا عليه وانهم طبقوا من جهتهم. دعم الرئيس الأسد العلاقة بين سورية ولبنان وانا عملت كل شيء خلال وجودي في رئاسة الوزراء لتوثيق هذه العلاقة. واعتقد ان العلاقة انتقلت من وضع الى آخر. لا شك ان الرئيس الهراوي لعب دوراً أساسياً والرئيس بري كذلك. في لبنان ليس هناك شيء اسمه الرئيس الأوحد. كل يساهم من موقعه.

> هل حاولت في تلك الجلسة الحصول على تفويض واسع لتشكيل الحكومة؟

- الرئيس الأسد شخصية تتمتع بجاذبية خاصة. لم يحدث ان بحثنا مع الرئيس الاسد في اسماء الوزراء.

 

> هل لعبت السعودية دوراً مباشراً في وصولك الى رئاسة الحكومة.

- لا.

> قيل إنك سألت الملك فهد بن عبدالعزيز وتردد في تأييدك؟

- سألت الملك فهد وقال لي: «وفقك الله ونحن تهمنا مصلحة لبنان». كان الملك فهد يخاف عليّ من حوادث أمنية.

> هل تعرضت لأي محاولة اغتيال؟

- لا.

> هل تلقيت معلومات عن خطط لاغتيالك؟

- باستمرار ترد تقارير.

> من يتولى أمنك؟

- قوى الأمن الداخلي.

> هل استهدفتك المافيات مثلاً؟

- تردد كلام كثير. أنا لم أسمح لسلوكي ان يتأثر بهذه التقارير. في البداية كنت أكثر حذراً وكذلك الذين يتولون مسألة أمني. أنا انسان مؤمن ولا أعيش هاجس الاغتيال.

> هل أيد والداك دخولك المعترك السياسي؟

- لا، كانا دائماً ضد هذا الخيار.

> لماذا؟

- أولاً لست من بيت سياسي، أي ليس هناك تقليد من هذا النوع. كان والدي يردد دائماً: «السياسة ليس لها دين» بمعنى انها بلا دين. وكان يقول لي: «الله رزقك وأعطاك. تريد ان تساعد العالم ساعدهم، إذا كنت تريد تعاطي السياسة لمساعدة بلدك هناك طريقة أخرى غير السياسة».

> هل الخوف على ثروتك بين الأسباب؟

- لا، لم تكن لديهم هذه المشكلة.

> ووالدتك؟

- كان لها الموقف نفسه وهو ان المساعدة ممكنة من دون دخول المعترك السياسي. لم يكن أحد في بيتنا يريدني أن أخوض في العمل السياسي. زوجتي لم تكن مؤيدة لهذا الموضوع. شقيقتي أنا أدخلتها الى السياسة.

> هل تريدني أن أصدق ان زوجتك فرحت بخروجك من الحكم؟

- أقاموا احتفالاً يشبه العيد.

> عادة تفضل المرأة ان يكون زوجها في السلطة، ربما تعتقد زوجتك انك ستبقى تحت الأضواء؟

- إذا كنت تريد التأكد اسألها. هي الآن تخشى ان أعود الى الحكم.

> متى بدأت علاقتك مع الرئيس الياس الهراوي؟

- في 1982.

> تم التعارف بمبادرة من جوني عبده والتقيتم في بيت الهراوي وانكسر بك السرير؟

- صحيح.

> لعبت دوراً في وصول الهراوي؟

- نعم.

> يحكى انك لم تكن مؤيداً لوصول رينيه معوض؟

- هذا غير صحيح.

> ماذا تذكر من الجانب الرئاسي بعد الطائف؟

- حتى قبل الطائف كان هناك تفاهم بين سورية والسعودية على وصول رينيه معوض.

> من ساهم في ترتيب هذا التفاهم؟

- كثيرون ساهموا وشخصيته كانت مساعدة. كان معروفاً من كل الأطراف.

> متى أيدت سورية معوض؟

- قبل الطائف. لم يكن الكلام نهائياً تماماً لكنه كان موجوداً. بعد الطائف ترجم هذا الكلام.

> ما قصة رحلته السرية الى سورية بعد الطائف ولقائه مع الرئيس الأسد؟

 جاء النواب الى باريس. ذات يوم قيل ان معوض غائب. في ذلك اليوم كان في سورية، ذهب بطائرتي والتقى الرئيس الأسد ثم صارت الانتخابات.

> مرشحك الأول كان الياس الهراوي؟

- كنت أعرفه أكثر وأعرف انه «طحيش» مبادر. واعتبرت ان المرحلة تحتاج الى مواصفات من هذا النوع. واثبتت الأيام انني على حق.

> ألم يبحث معك معوض في إسناد منصب اليك؟

- لا.

> ماذا حدث بعد اغتيال معوض؟

- زرت عائلته في البيت في باريس وسئلت ما العمل فأجبت انتخابات. اتصلنا بنواب كانوا في باريس.

> عندما طرح الهراوي من طرح غيره؟

- كان جورج سعادة رحمه الله.

> هل طرح جان عبيد والتقى الرئيس الأسد؟

- حصل لقاء بينه وبين عبدالحليم خدام وحكمت الشهابي. هذا حصل بعد استشهاد الرئيس معوض.

> يقولون ان الرئاسة عرضت على بيار حلو؟

- هناك كلام لكنني لست متأكداً منه. قيل ان الرئيس حسين الحسيني نقل العرض وان حلو أجاب ان موضوع ميشال عون لن يحل بغير استخدام القوة وأنا لست مستعداً.

> وجان عبيد؟

الحريري متابعاً ورشة اعمار بيروت.

- قال ان الرئيس فرنجية مطروح وأنا لا أتقدم على الرئيس فرنجية. موقف فيه وفاء للرئيس فرنجية.

> رجحت كفة الهراوي عند سورية؟

- كنت من الذين عملوا لدى سورية ولدى السعودية ايضاً.

> ماذا كان يريد الاميركيون؟

- انتخاب رئيس للجمهورية.

> هل التقى الهراوي الأسد قبل الانتخابات على غرار ما فعل معوض؟

- اعتقد ان شيئاً من ذلك قد حدث.

منذ اليوم الأول

> هل قال لك الهراوي بعد انتخابه انه سيطرح اسمك لرئاسة الحكومة؟

- نعم كان الموضوع حاضراً في ذهنه منذ اليوم الأول.

> اختلفت معه بعد توليك رئاسة الحكومة؟

- اختلفنا كثيراً واتفقنا أكثر. هنا سأقول لك شيئاً. لدى كل واحد منا ضعف شخصي تجاه الآخر. حتى حين كنا نختلف وهو بارع في المناورات والتركيبات لم استطع ان أكرهه ولم يستطع ان يكرهني. الحقيقة ان لدي نقطة ضعف. أنا أحب الظرفاء والرئيس الهراوي إضافة الى صفاته الأخرى ظريف، أنا لا أحب الثقلاء ثم انني لست حقوداً. مثلاً أنا أحب نبيه بري على رغم كل الخلافات. كنت أحياناً أغضب من مناوراته وأتوقف عن التحدث اليه واكتشف انني زعلت أكثر مما زعل. في حياتي لم استطع ان أبني علاقة قوية مع شخص ثقيل الدم مهما كانت لي معه مصلحة مالية أو سياسية. هذا طبعي. يمكن ان نلتقي لكنني اشعر بأنني أقوم مرغماً بذلك. احيانا يأتيني الضرر من صاحب دم خفيف ومع ذلك لا استطيع منع نفسي من الاعجاب به.

> لنتحدث عن بعض طرائف الرئيس الهراوي؟

- أعوذ بالله. انه استاذ في تركيب المقالب وخفة الدم. وحين تضبطه يركب مقلباً يضحك.

> هل حدثت طرافات في مجلس الوزراء؟

- دائماً. قصة الزواج المدني أليست طرفة. وزع النص على الوزراء وقال للعلم ثم قام بتطبيقهم من وراء ظهري وطرحه على التصويت.

> وكان بينكما عتاب؟

- دائماً. عتاب شديد وعتاب خفيف وعتاب متوسط لكن المحبة كانت حاضرة.

> هل بقيت العلاقة الشخصية مع الرئيس الهراوي بعد خروجه من القصر؟

- نعم.

> هل تلعب النساء دوراً في تسميم العلاقات؟

- نعم، تلعب دوراً في التسميم وفي الترطيب.

> زوجتك من أي نوع؟

- نازك لا تتدخل.

> ليست لديها حساسيات تجاه سياسيين معينين؟

- لا.

> والسيدة منى زوجة الرئيس الهراوي؟

- أقدرها لكن شخصيتها مختلفة.

> ماذا كان الرئيس الهراوي يقول عن جولاتك في الخارج؟

- لا شيء، كان يأخذها بنكتة. فبعد زيارة في الخارج كان يقول لي: اكيد ستقول لي انهم يسلمون عليك ومشتاقون اليك.

> لماذا لم يكن يذهب؟

- لا يحب.

> وكنت تقترح عليه؟

- كنت اقترح عليه ان أذهب بمعيته. لم يكن يحب. هناك انتقادات كثيرة لعهد الرئيس الهراوي لكن يجب القول انه ابن النظام وديموقراطي. كان متضايقاً من بعض بنود الدستور لكنه لم يخالفها بل سعى الى تعديلها بالوسائل الديموقراطية. هذه نقطة تحسب له. أنا كنت متضايقاً من بعض البنود لكن لم أخالفها.

> في الخلافات كنتم تحتكمون الى سورية ألم يكن باستطاعتكما الجلوس في بعبدا؟

- كنا نجلس في بعبدا ولم نكن نحتكم الى سورية في كل شيء. نحن كنا عرضة لحملة مركزة. من كانوا ضدي ليسوا قلائل.

> هل صحيح انك قبل تشكيل حكومتك الأولى فكرت بتشكيل حكومة كالتي شكلت في عهد الرئيس لحود؟

- نعم. كان بودي ان تكون الحكومة على الشكل الآتي. أنا كنت مع حكومة الـ30 وزيراً وما زلت. والتجربة دلت على صحة ذلك. السياسة في لبنان قصة كبيرة لا بد من اعطاء مواقع للسياسيين من جهة والمجيء بمجموعة من التكنوقراط للعمل من جهة أخرى. حكومة على سلامتهم أو حكومة طبوشين لا تنفع ولا تمشي.

> في أول حكومة ماذا طرحت؟

- كان بودي ان تحافظ كل الحكومات التي شكلتها على الخط الوطني العام، لكن ان يمثل هذا الخط بأصحاب سمعة نظيفة لا تشوبها شائبة. هذا الأمر لم نوفق فيه لأسباب عدة. هناك نقطة يلوموننا عليها. ماذا يجري في ايرلندا؟ محاولات للمجيء بالمحاربين واشراكهم بالسلطة ثم تغليب منطق الدولة. انهاء الحرب في لبنان أو فلنقل إنهاء الميليشيات شهد محاولتين. هناك طريقة اتبعها ميشال عون. طرح انهاء «القوات اللبنانية» بالقوة. استخدم المدفع فماذا كانت النتيجة؟ دمرت المنطقة الشرقية ودمر الجيش وبقيت الميليشيا. الياس الهراوي قدم طرحاً آخر. قال للميليشيات الدولة تتسع للجميع. سلموا اسلحتكم للدولة وشاركوا. هذا بدأ في 1990 ولا أريد ان أنسب الفضل لنفسي، فقد بدأ قبل ان اتولى رئاسة الوزراء. أسالك أين هي الميليشيات اليوم؟ ذابت الميليشيات. تجربة ميشال عون كانت مدمرة بغض النظر عن أهدافه. الهراوي أنهى الحرب الأهلية بطريقة أخرى. الآن الدولة هي الأقوى.

 

> لماذا أيدت التمديد للرئيس الهراوي؟

- كان الوضع الاقليمي يفرض بقاء الأمور على ما هي عليه. جرى تشاور مع الجميع في الداخل والخارج وتوصلنا الى توافق. تم التمديد للرئيس الهراوي. لاقى الأمر معارضة شديدة من قوى عدة واستمرت هذه المعارضة حتى نهاية العهد.

> هل كان الهراوي الممدد له ضعيفاً؟

- أنا أعتقد اننا جميعاً كان باستطاعتنا ان نفعل افضل مما فعلناه خلال فترة التمديد. ربما كان أفضل للرئيس الهراوي الخروج في ختام السنوات الست، لكن ذلك حصل ولا نستطيع إعادة عقارب الساعة الى الوراء.

> هل صحيح انك طرحت التمديد للهراوي لقطع الطريق على وصول العماد اميل لحود؟

- لا، لو لم يحصل التمديد لجاء شخص آخر.

> هل طرحت اسماء آنذاك؟

- كانت هناك اسماء مطروحة بينها جان عبيد.

> لماذا جان عبيد؟

- لأنه موثوق.

> متى تعرفت الى جاك شيراك؟

- قبل عشرين عاماً. كان رئيساً لبلدية باريس وكنت أنا هناك. نشأت صداقة مبنية على الثقة وتحولت علاقة عائلية.

> يبدو انك تحب اقتناء البيوت الجميلة. اين تملك بيوتاً؟

- نعم. لدي في ماربيا وفي بالما وفي كان ومونت كارلو وسان ماكسيم وفي باريس وخارجها وفي نيويورك وواشنطن وفي سويسرا وفي الرياض وجدة وعمان ودمشق وفي لبنان، في بيروت وصيدا وفقرا.

> ما هو أحب بيت اليك؟

- كلهم. بيت الرياض له معنى خاص لدي. عشت فيه فترة طويلة وولد فيه أولادي.

> من يتولى صيانة هذه البيوت؟

- فرع الصيانة في شركتنا.

> كم تنفق في الشهر، خمسة ملايين دولار؟

- كمصروف شخصي لا. القسم الأكبر من مصروفي هو للمساعدات الاجتماعية.

> كم تنفق في السنة؟

- فوق الـ150 مليون دولار بين المصروف الشخصي والمساعدات.

> الشخصي حوالي 30 مليون دولار سنوياً؟

- ممكن.

> تملك يختين ما اسمهما؟

- «نارا» و «نارانا».

> وكم طائرة؟

- أربع طائرات. اثنتان «بوينغ 727» وواحدة «جي 3» والرابعة لم تصل بعد.

> متى اشتريت الطائرة الأولى؟

- اعتقد في 1978 أو 1979 وهي من طراز «سابر لاينر».

> في تلك السنة أهديت الرئيس سليم الحص طائرة؟

- نعم، وهي في تصرف الدولة اللبنانية.

> ومتى اشتريت اليخت «نارا»؟

- في 1982، أما الثاني فجديد.

> كانت لك لقاءات مع سمير جعجع، القائد السابق لـ «القوات اللبنانية» المحظورة، داخل لبنان وخارجه؟

- خلال فترة الحرب ونهايتها كنت التقي الجميع.

> متى بدأت العلاقة مع وليد جنبلاط؟

- في أواخر 1982. معظم هذه العلاقات بدأت بعد الاجتياح الإسرائيلي. الحقيقة أن العلاقة السياسية مع مختلف الأطراف بدأت بعد 1982. قبل ذلك التاريخ لم أخض في التفاصيل السياسية.

> علاقتك مع وليد إما غرام وإما انتقام؟

- أعرف وليد قبل 1982 وتوثقت علاقتي معه بعد ذلك التاريخ. لم يصل الأمر الى الانتقام. ينتكس الغرام لكنه لا ينتكس الى حد الانتقام.

> هل وحدتكما المعارضة الحالية؟

- لا، قبل ذلك. قبل الانتخابات الرئاسية زارني في فقرا لتناول العشاء. تحدثنا ولم نتفق وغادر من دون تناول العشاء. كان معارضاً بشدة لوصول العماد لحود. قال رأيه بصراحة.

> هل التدخل السوري هو الذي جعلك تؤيد وصول العماد لحود الى الرئاسة؟

- هذا العنصر مضاف الى الجو العام. نظمت حملة تسويق ذكية لضمان وصول العماد لحود، وكان واضحاً أن عدم وصوله سيؤدي الى احباط في البلد. حصل هجوم واسع على الطبقة السياسية التي سهلت الهجوم عليها بسبب حروبها بين أطرافها وتحول وصول لحود مطلباً وهو ما كانت ترمي اليه الخطة.

> على ماذا تفاهمت مع العماد لحود قبل انتخابه؟

- على كل شيء.

> تشكيل أول حكومة؟

- لم يبقَ أمر لم نبحثه وكان التفاهم كاملاً.

يوم الدخول ويوم الخروج

> يومان مهمان، الأول كلفت به تشكيل حكومتك الأولى، والثاني غادرت القصر في عهد آخر معتذراً. ماذا تتذكر من اليوم الأول؟

- في اليوم الأول كان هناك قدر من التهيب والحذر في كل كلمة. كل كلماتي كانت مكتوبة. قلت في خطاب لن يأتي الربيع إلا وتكون الورشة قد بدأت. أمسكها السياسيون وسموها «الوعود الربيعية». أنا كنت أقصد اننا نحتاج الى 10 سنوات. حوروها وأوحوا انني قلت ان كل شيء ينتهي في الربيع. السياسيون شاطرون عندنا. لا شك أن المرء يتعلم ويكتسب خبرة.

> ماذا قالت لك زوجتك يوم توليت رئاسة الحكومة للمرة الأولى؟

- لم تكن مبسوطة.

> مخاوفها أمنية؟

- مجموعة أشياء. حياتنا تغيرت. لم يعد هناك وقت كاف للأولاد. كانت نازك إذا عاشت معي في بيروت قلبها على الأولاد في باريس، وإذا عاشت مع الأولاد قلبها على زوجها. فترة صعبة عائلياً ولعلها الأصعب في حياتي.

> هل خفت أن يتعرقل تشكيل حكومتك الأولى؟

- لا.

> ونهار الاعتذار، هل صحيح أنك حملت معك ورقتين واحدة للقبول وأخرى للاعتذار؟

- لا، صعدت ومعي ورقة قبول، لكنني فوجئت بقصة تجيير أصوات النواب. كنت قلت للرئيس انني سأضطر الى الاعتذار في حال حصول ذلك، وقال لي إن الأمر لن يحصل. سألته لماذا حدث ذلك، فأجاب: اجبرني النواب. واعتذرت.

> ماذا كان رد فعله؟

- سألني كيف، فقلت له اعتذر كما قلت لك.

> هل صحيح أنك انتظرت اتصالاً سورياً ولم يأت؟

- هذا غير صحيح. وأنا لم اتصل.

> متى تعرفت على السيد عبدالحليم خدام؟

- في 1982.

> وتوطدت العلاقات منذ ذلك التاريخ؟

- نعم. كنت على تنسيق دائم مع سورية وهو نائب الرئيس والمسؤول عن الملف اللبناني مع حكمت الشهابي وغازي كنعان.

> يشكو السياسيون في لبنان من أسلوب خدام؟

- مثل أبو جمال مرحلة أساسية في تاريخ سورية، خصوصاً في لبنان.

> هل تخاف من السلام على المنطقة؟

- لا أخاف، من الضروري أن نكون واقعيين. أنا اعتبر أن السلام ضروري للمنطقة ومهم إذا كان سلاماً شاملاً. لكنني اعتقد أنه لا يحل كل مشاكل المنطقة. يحل نوعاً من المشاكل ويخلق تحديات جديدة. اعطاء الانطباع ان السلام سيحل كل مشاكلنا غير صحيح. لا أشعر أن هناك في لبنان من يحاول تقدير هذه التحديات أو درس انعكاساتها على البلد. هناك كلام من كبار المسؤولين في البلد مفاده أن كل المشاكل ستحل بعد توقيع السلام. اعتقد أن هذا الكلام يشكل خطأ كبيراً. هناك مشاكل عدة: مشاكل مخيمات، مشاكل «حزب الله»، مشاكل تطبيع ومشاكل اقتصادية وتحديات وطنية وثقافية. السلام ليس نزهة، وتبسيط المشاكل يرمي الى تفادي البحث عن حلول.

> هل تخاف أن ينجب السلام إرهاباً؟

- في الجانبين هناك من يعارض عملية السلام. لدى الإسرائيليين ولدى العرب هذه القوى ستعبر عن نفسها بوسائل متعددة. أتمنى أن لا يكون العنف بين هذه الوسائل.

> هل أنت مراقب الآن؟

- نعم.

> هل كنت تشتهي الوجود في السلطة في هذه المرحلة؟

- (يضحك)، لا.

 

14 آذار» تندد بـ«عدوان» سورية وتعتبر قضية خلافية سلاح «حزب الله»

بيروت   الحياة  - 12/02/06//

شنت «قوى 14 آذار» التي تتشكل منها الأكثرية في البرلمان اللبناني ومجلس الوزراء هجوماً جديداً على النظام السوري أمس متهمة اياه «بمواصلة عدوانه على لبنان»، ودعت الحكومة الى تقديم شكوى الى مجلس الأمن في هذا الصدد، وأخذت موقفاً جديداً حيال سلاح «حزب الله» ينتظر ان يصعد الخلاف معه، بإعلانها ان هذا السلاح «بات قضية خلافية وفقد الاجماع الوطني حوله».

وأصدرت قوى 14 آذار أمس بياناً بعد اجتماعها لمناسبة حلول الذكرى الأولى لاغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري دعت فيه الى حشد شعبي وفاء له صباح بعد غد الثلثاء قرب ضريحه في ساحة الشهداء.

وجاء بيان قوى 14 آذار هذا بعد هجوم شنته على «بعض» منها صحيفة «تشرين» السورية.

اعتبرت قوى 14 آذار ان «معركة الحرية والاستقلال لم تنجز بعد لأن النظام السوري، وعبر بعض أتباعه وفي مقدمهم رئيس الجمهورية اميل لحود الممدد له خلافاً للدستور، لم يسلم بعد ان لبنان دولة سيدة حرة ومستقلة ولم يظهر بعد أي استعداد للتعامل الندي مع لبنان».

واتهم بيان 14 آذار النظام السوري بأنه «يواصل عدوانه على لبنان لاعادة عقارب الساعة الى الوراء عبر الاغتيالات التي طاولت رموز الحركة الاستقلالية وأبطالها والتفجيرات الارهابية في المناطق الآمنة والاختراقات الأمنية وتسريب المسلحين والأسلحة والذخائر والتهديد بزعزعة استقرار لبنان وربط مصير شعبه بالملف السوري – الايراني وبحسابات الدفاع عن المنشآت النووية ومصالح النظام السوري الاقليمية والدولية. وتحدثت قوى 14 آذار عن «تآمر من النظام السوري وقوى داخلية مرتبطة به لتحويل تظاهرة سلمية ذات أهداف سامية الى مشروع فتنة يستهدف المسيحيين والمسلمين على حد سواء (يقصد تظاهرة الأشرفية يوم الأحد الماضي)».

وأكد الوزير مروان حمادة الذي أذاع مقررات الاجتماع ان المجتمعين «أجمعوا على ادانة الاعتداءات على الأشرفية... والتي قامت بها مجموعة من المأجورين من قبل الأجهزة الأمنية السورية لضرب مسيرة الاستقلال والسيادة وحرف التظاهرة عن مسارها السلمي الذي قصده الكثيرون ممن شاركوا فيها». وتمسك البيان بالتحقيق الدولي «لكشف مرتكبي جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وسائر شهداء الحرية وتشكيل محكمة ذات طابع دولي لانزال عقاب العدالة بهم».

وأكدت قوى 14 آذار «التصميم على إزالة العوائق التي تعترض آلة الحكم الديموقراطي في البلاد عبر تنفيذ البند الأول من القرار الدولي الرقم 1559 وانتخاب رئيس جديد للجمهورية». ودعا البيان الحكومة اللبنانية مجدداً الى «رفع شكوى عاجلة الى مجلس الأمن حول مواصلة النظام السوري اعتداءاته وتدخلاته ضد لبنان خلافاً لأبسط قواعد النظام الدولي».

وأضاف: «من هذه النقاط أيضاً مسألة سلاح حزب الله الذي فقد الاجماع الوطني حوله وبات قضية خلافية بين اللبنانيين، اضافة الى ارسال الجيش الى الجنوب تطبيقاً لاتفاق الطائف الذي ينص على الالتزام باتفاق الهدنة، كذلك موضوع كل سلاح آخر خارج اطار السلطة اللبنانية الشرعية».

 

النائب الحريري دعا إلى المشاركة بكثافة في 14 شباط ووصف دعوة الرئيس بري إلى الحوار بالخطوة المباركة:

وطنية - 12/2/2006 (سياسة) أكد رئيس كتلة "المستقبل" النيابية النائب سعد الحريري "أن الوحدة الوطنية هي فوق كل اعتبار"، لافتا إلى "أن قوى "14 آذار" ستبقى موحدة وتمثل إرادة اللبنانيين في الدفاع عن هذه الوحدة". وقال: "إن إطلاق الخطابات السياسية ذات السقف العالي لا ينفع، وبهذه الطريقة لا يمكن أن نبني بلدا"، مشددا على "ضرورة أن يتقدم شعار لبنان أولا على ما عداه من شعارات أخرى، وإذا فكرنا كلبنانيين باستطاعتنا أن نجد الحلول للمشاكل التي نعانيها".

وأشار إلى "أن هناك وجوها تعرفون أنها أقنعة تعرض عضلاتها من جديد، تهدد وتتوعد اللبنانيين بإسقاط 14 آذار، وبعودة رموز النظام الأمني السابق الذي اغتال رفيق الحريري وكل الشهداء الأحرار لأجل اغتيال لبنان". أضاف: "يريدون إسقاط 14 آذار من ذاكرة التاريخ، كما يحاولون إسقاط 14 آذار من ضمير اللبنانيين، ولكننا لن نسمح بأن يعطوا الفتنة بطاقة مرور إلى أي منطقة لبنانية، ولن نسمح للقتلة والمجرمين بأن يعودوا إلى الساحة".

ودعا إلى "المشاركة بكثافة في 14 شباط، وقال: "في هذا اليوم، سيعود لبنان إلى ساحة الحرية، وسنرفع علم لبنان الذي لن ترتفع فوقه أي أعلام أخرى، وسيكون يوما وطنيا كبيرا لتجديد الإيمان بالوحدة". ووصف النائب الحريري دعوة رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري للحوار بأنها "خطوة مباركة"، مؤكدا أنه سيشارك فيه، معتبرا "أن إسقاط رئيس الجمهورية واجب على كل الشعب اللبناني، وبدل أن يستقيل من منصبه بسبب ما حصل من أحداث طوال العام الماضي فهو يطالب اليوم باستقالة الحكومة". كلام النائب الحريري جاء خلال مؤتمر صحافي عقده، في الواحدة والنصف بعد ظهر اليوم، في قريطم، في حضور حشد من رجال الإعلام والصحافة المحلية والعربية والغربية. استهل النائب الحريري مؤتمره الصحافي بتلاوة البيان التالي:"إنها ساعة غالية على قلبي، أن أكون في لبنان. الوطن الذي قدم رفيق الحريري دمه فداء له. أن أكون في بيروت، المدينة التي أحبها رفيق الحريري، المدينة التي أحبت رفيق الحريري. إنها ساعة غالية على قلبي جدا جدا، أن أتوجه إلى اللبنانيين، كل اللبنانيين من هذه المدينة العظيمة.

وأن أخاطب منها، كل المدن اللبنانية الحبيبة، وكل المناطق التي كانت دائما وستبقى، بإذن الله، الجهات الطيبة التي نرسم منها وحدة لبنان وكرامته وسيادته وعروبته الحقيقية". وقال: "من قريطم، من قلب بيروت، عرين رفيق الحريري، أتحدث إليكم باسم روح رفيق الحريري وأرواح الشهداء الذين سقطوا على طريق الحرية، لأقول لجميع اللبنانيين: إننا هنا، لا لنبكي رفيق الحريري وكل شهداء انتفاضة الاستقلال.

إننا هنا، لنمنع اغتيال رفيق الحريري مرة ثانية. ولنمنع موت لبنان، على أيدي المجرمين الذين لم يتوقفوا عن العبث باستقرار لبنان ووحدته، ونظامه الديموقراطي. إننا هنا، لنجدد العهد، على مواجهة الإرهاب الذي بدأ بمحاولة اغتيال مروان حمادة، وأودى برفيق الحريري وباسل فليحان ورفاقهما، وأودى بسمير قصير، وجورج حاوي، وجبران تويني، وأصاب مي شدياق، والياس المر، والعشرات العشرات من المواطنين اللبنانيين الذين تضرروا بأرواحهم ومنازلهم ومؤسساتهم".

أضاف: "ظنوا أن مخالب النظام الأمني يمكن أن تظهر من جديد، سنقول لهم أن اللبنانيين لن يسمحوا للقتلة والمجرمين أن يعودوا إلى الساحة. وأن ساحة الحرية، ستبقى، ساحة الذين صنعوا الاستقلال والسيادة والوحدة الوطنية. ظنوا، أنهم إذا هجموا على الأشرفية وخربوا فيها يستطيعون أن يضربوا مسلمي ساحة الحرية بمسيحيي ساحة الحرية. سنقول لهم، أن في ساحة الحرية، ليس هناك مسلمين ولا مسيحيين. في ساحة الحرية لبنانيون فقط يصرخون لكل العالم: لبنان أولا. لبنان أولا".

 وتابع: "14 شباط بعد يومين. بعد يومين 14 شباط. يريدون منكم إسقاط هذا اليوم من ذاكرة التاريخ، تماما كما يحاولون إسقاط 14 آذار من ضمير اللبنانيين. هذا ما يفعلونه يوميا، هنا، وخارج الحدود. هذا ما يصرحون به، ويكتبونه، ويحرضون عليه. عادت الوجوه التي تعرفون أنها أقنعة، عادت تعرض عضلاتها من جديد. وهي تهدد وتتوعد. تتوعد اللبنانيين بإسقاط حلم 14 آذار. وتتوعد لبنان بعودة رموز النظام الأمني الذي اغتال رفيق الحريري، ورفاقه وكل الشهداء الأحرار، لاغتيال لبنان. إنهم يحلمون بلبنان مقبرة، ونحن مع كل اللبنانيين، نعمل للبنان، سيد، حر، عربي، مستقل. نعمل للبنان الطائف.

الطائف! لبنان الدستور، لبنان الدولة الحديثة، لبنان الديموقراطي المزدهر. وهذا حلم سيتحقق، بإذن الله. إنهم يضعون لبنان أمام خيارين: الذهاب إلى الفوضى أو العودة إلى النظام الأمني، نظام الوصاية والتسلط. نقول لهم، مع كل اللبنانيين: هذه أوهام". وقال: "الأشرفية قالت لهم: لن أسمح بمرور الفتنة، ونحن نقول لهم: لن نسمح بأن يعطوا الفتنة بطاقة مرور إلى أي منطقة لبنانية. في 14 شباط، سيعود لبنان إلى ساحة الحرية، وسنرفع علم لبنان، الذي لن ترتفع فوقه، أي أعلام أخرى. سنذهب معا إلى ساحة الحرية، ساحة الشهداء، ساحة الاستقلال، ساحة رفيق الحريري. 14 شباط يوم لتجديد الإيمان، بوحدة لبنان. إنه يوم وطني كبير، والمشاركة فيه، واجب وطني كبير". وتوجه النائب سعد إلى "كل اللبنانيين الشرفاء، ليقفوا في هذا اليوم، وقفة تاريخية واحدة، نؤكد فيها أن وحدتنا الوطنية هي فوق كل اعتبار.

وأن قوى 14 آذار ستبقى موحدة، وتمثل إرادة اللبنانيين في الدفاع عن هذه الوحدة. معا سنكون في 14 شباط. مع بيروت بكل أحيائها، من الطريق الجديدة، إلى الأشرفية. مع طرابلس، مدينة الوفاء، مع عكار، والضنية والمنية والقلمون وبشري وزغرتا والكورة والبترون، وكل مناطق الوفاء في الشمال. سنكون معا، مع جبل لبنان، كل جبل لبنان. من كسروان وجبيل إلى المتن وعاليه وبعبدا. من الشوف، شوف الشهيد كمال جنبلاط. إلى إقليم الخروب، والحبيبة صيدا. صيدون رفيق الحريري، إلى الجنوب، جنوب المقاومة والتحرير. سنكون معا، من البقاع. من بعلبك وعرسال والفاكهة. من كل قرى البقاع الأوسط، ومن كل قرية وبلدة في البقاع الغربي، أحبها رفيق الحريري، فوجد فيها حقولا للوفاء.

إنه ليس نداء سعد الحريري. إنه نداء رفيق الحريري لكل اللبنانيين. روح رفيق الحريري تناديكم. أرواح باسل فليحان ورفاق رفيق الحريري تناديكم. أرواح سمير قصير وجورج حاوي وجبران تويني تناديكم". أضاف: "لا تسمحوا لهم بقتل الحقيقة. إنزلوا إلى ساحة الحرية و"فرجوهن الحقيقة" من جديد.

وقولوا لكل العالم أن لبنان لأهله، "مش لحدا تاني"، وأن قضية شهداء الحرية لن تموت، وأن مسلسل الاغتيال والإرهاب، ورشق الحجارة على البيوت والكنائس لن يهز وحدتنا الوطنية. هذا ما جئت إلى هنا أقوله لكم.

هذا ما سنقوله جميعا في 14 شباط". حوار سئل: هناك تطورات سياسية داخلية كثيرة في لبنان واصطفافات جديدة مختلفة عن 14 شباط الماضي، لا سيما عن 14 آذار الماضي، وكذلك هناك ورقة عمل مشتركة بين "حزب الله" والتيار الوطني الحر، ووصف النائب وليد جنبلاط المقاومة بالمليشيا.

أين سيكون موقع تيار "المستقبل" والنائب سعد الحريري؟ وهل ستكون صلة وصل بين الجانبين أم ستبقى إلى جانب حلفائك في 14 آذار؟ أجاب: "إنني مع وحدة لبنان، ولكل التيارات السياسية الحق في التحالف والتعاون مع كل الأحزاب.

وبالنسبة إلى سلاح المقاومة كلامي واضح، وقلته من واشنطن من دون أي منة لأحد. لا أحب تسمية الاصطفافات لأننا نريد جميعا العمل لمصلحة لبنان، وبالنسبة إلي فلبنان أولا، وهو أهم اصطفاف شعبي، ويفترض على كل الأحزاب السياسية ان تقف عنده. إذا عملت الأحزاب على بناء دولة حديثة ومستقلة وعربية مبنية على الطائف فعلى كل الأحزاب ان تكون مع بعضها لنبني هذا البلد سويا".

 سئل: هل عودتك نهائية؟ وهل أنت مطمئن لها نهائيا؟ أجاب: "في الأساس، هل إن مغادرتي لبنان كانت نهائية؟ سأكون خلال هذه الفترة بين لبنان والخارج. وفي هذه الأثناء، ستكون لي لقاءات هنا، وسأقيم لفترة. عندما كنت خارج لبنان، قمت بزيارة دول عدة أسبوعيا، وكنت أعمل لمصلحة لبنان .

العودة بالنسبة إلي ضرورية خصوصا في ذكرى 14 شباط، اليوم الأسود حيث ارتكبوا جريمة العصر، جريمة من القرون الوسطى ارتكبت في حق رجل عربي أحب لبنان وشعبه، و لا أظن أن أحدا أحب لبنان وشعبه كرفيق الحريري الذي عمل من قلبه لتوحيد لبنان، وإن شاء الله، نكمل هذه المسيرة".

سئل: وصف السيد حسن نصر الله في خطاب عاشوراء الأكثرية بأنها أكثرية وهمية، وفي أحسن الأحوال هي أكثرية نسبية. كما وصف الحكومة التي يشارك فيها "حزب الله" بأنها تتصرف كأنها ميليشيا فهل توافقه على هذا الرأي؟ أجاب: "كيف أوافقه على هذا الرأي! سمعنا في الآونة الأخيرة خطابات كثيرة سقفها عال من كل الجهات. أكن للسيد نصر الله كل محبة واحترام. واليوم، نحن أمام 14 شباط، وعلينا في هذا اليوم أن نفكر بالبلد، وبما حصل منذ عام لغاية اليوم.

أين كنا وأين أصبحنا. هل هناك احد يسيرنا أو نسير أنفسنا كلبنانيين. يجب ان نجلس على طاولة حوار كما اقترح الرئيس نبيه بري، ونتحاور بكل جدية حول كل الأمور التي تتعلق بالبلد وإطلاق الخطابات السياسية ذات السقف العالي لا ينفع، وعلينا وضعها جانبا، والجلوس الى طاولة الحوار. على كل اللبنانيين في 14 شباط أن يفكروا أين كنا، وأين أصبحنا، ولماذا وصلنا إلى هنا؟ وإذا فكرنا سنجد كل الحلول.

لا أظن أن أحدا أشطر من اللبنانيين، أينما تذهب تجد لبنانيين. لنحل أمورنا في بلدنا، ونتوقف عن إطلاق هذه الخطابات". سئل: ما تعليقك على مواقف النائب جنبلاط التي تتدرج صعودا، وآخرها وصفه المقاومة بأنها ميليشيا، وهو حليفكم وحليف أساسي لقوى 14 آذار؟

و ما هو تعليقك على مواقف الدكتور سمير جعجع الذي لوح بالاستقالة من الحكومة، و قال: أن هناك أداء غير سليم داخل الحكومة من فريق "المستقبل"؟ أجاب: "أنا اتهمت من قبل بأنني رستم غزالي، وأيضا هناك وثيقة تم توقيعها. لا أريد ان أتوقف عند كل كلمة تقال، لدينا خطاب أساسي، وهو أن لبنان أولا، وإذا توقفت لأرى ما قاله وليد بك و"حزب الله" وغيرهما فبرأيي ليس بهذه الطريقة نبني بلدا. البلد يبنى بالنظرة الى لبنان أولا، وأنا كتيار "المستقبل" عبرت عن قناعاتي، وقلتها بوضوح وخونوني، وقالوا إنني أسعى الى التدويل وغيره، لا أريد ان ادخل هذه المتاهات. أريد لبنان ولا شيئا آخر.

أريد أن "يحل عنا" من يتدخل في الشؤون اللبنانية. نحن كلبنانيين لا نريد ان يتدخل احد في شؤونا، وكلبنانيين وأحزاب لبنانية نستطيع ان نحل مشاكلنا، وإذا فكرنا كأحزاب لبنانية وكلبنانيين للبنان، فلن تكون لدينا أي مشكلة حينها، إذا علينا ان نفكر كلبنانيين لنضع حدا لذلك. أما بالنسبة إلى موقف "القوات اللبنانية" فوزراؤها موجودون في الحكومة ويعملون".

سئل: برأيك ما الذي تغير منذ عودتك، وفي الظروف الأمنية والسياسية لتعود الى لبنان؟ وهل تتوقع خلال زيارة الرئيس فؤاد السنيورة غدا للرياض أن تستأنف المبادرة العربية لتحسين الأجواء بين لبنان وسوريا؟ أجاب: "عدت إلى لبنان لأن ذكرى استشهاد والدي في 14 شباط، وهذا أقل ما يمكن أن أقوم به، ولأكون كذلك مع اللبنانيين في هذا اليوم الأسود الذي مر علينا منذ عام. هذا سبب عودتي، أما في شأن الخطر فلا يزال على حاله، ورأينا ما جرى الأحد الماضي وما حاولوا القيام به، وهو أمر مشابه للتفجيرات التي حصلت وتحصل. سابقا، كانوا يفجرون سياسيين، واليوم يعمدون الى تفجير مواقف سياسية، وهذا هو الفرق، التفجير مستمر بأسلوب مختلف. اما بالنسبة إلى زيارة الرئيس السنيورة للملكة العربية السعودية فسألتقيه اليوم. فإن المملكة تصدر دائما الخير مهما يأتي منها تأكدوا جيدا انه يحمل خيرا، على العكس مما يأتينا من دول أخرى حيث لا نرى الخير منها كثيرا".

سئل: حصل تعديل في الحكومة السورية، وكان أبرزه التعديل الذي طال وزارة الخارجية، فما هو رأيك بهذا الأمر؟ أجاب: "هذا شأن داخلي سوري، لقد عينوا وزيرا للخارجية، وأتوا بنائب للرئيس، فهذا امر داخلي سوري لا نتدخل فيه، والتشكيلات داخل سوريا من وزراء خارجية الى رؤساء ونواب رؤساء أمور لا نحب ان نتدخل فيها". سئل: برأيك ما كانت ابرز الإنجازات التي حققها لبنان خلال هذا العام، وعلى ماذا تأسف؟ أجاب: "أعتقد أن ما أنجزه الشعب اللبناني هو استعادته حريته وسيادته. الآن، نحاول ان نحافظ على هذه الحرية والسيادة. لدينا العديد من التحديات لان هناك الكثير من التدخلات في السياسة اللبنانية، والعديد من الأعمال الإرهابية التي حصلت في لبنان. نحاول ان نبني قوانا الأمنية في شكل نحمي من خلالها الشعب اللبناني من الأعمال الإرهابية. آسف لخسارة أشخاص طيبين جدا، أصدقاء وإخوة، كانوا معنا خلال العام الماضي، عندما دفعنا القوات السورية الى الخروج من لبنان. تم الاعتداء علينا مرات عدة، والشعب اللبناني عانى كثيرا، وخلال ثلاثين عاما عشنا في وضع سياسي مهترئٍ وطريقة مهترئة. أما الآن فنحاول ان نبني امة وشعبا يتطلع الى المستقبل، ويرى لبنان حرا، وسيبقى حرا و سنقوم بكل ما في استطاعتنا ليظل حرا". سئل: ما هو موقفك عما يدور من نصائح عربية سعودية ومصرية تتعلق بفصل مسألة التحقيق الدولي عن العلاقات اللبنانية - السورية؟ أجاب: "عندما تسلم الرئيس السنيورة رئاسة الحكومة زار دمشق ومفتي الجمهورية وعدد من الوزراء زاروا الشام أيضا. نحن دائما سعينا، وفي كل خطاباتي، أشرت الى علاقات مميزة مع الشام. نحن لسنا ضد وجود علاقات مميزة معها، و لكن لنرى بما قوبلنا. قوبلنا بوابل من الشتائم في الصحف السورية وانتقادات وتخوين يمينا ويسارا، وعبد مأمور لعبد مأمور، ونحن حاولنا، ولا مشكلة لدينا في إقامة علاقات مميزة، ونريد إقامة هذه العلاقات، و لكن ليس على قاعدة ان نعطي و لا نأخذ شيئا. أما في ما يتعلق بالتحقيق، فلو قال كل الناس في لبنان وسوريا أنهم لا يريدون التحقيق فهناك مجتمع دولي وقرار لمجلس الأمن، وهذا القرار سينفذ وسيجري تحقيق دولي.

من المؤكد أن العلاقات اللبنانية - السورية يجب ان تكون مميزة والتحقيق سيستمر، وبرأيي انه علينا في لبنان ان نتابع المسيرة الاقتصادية وتنظيم القوى الأمنية والبيت الداخلي لنسير بالبلد قدما. التحقيق مستمر والحقيقة سنصل اليها، ومن ارتكب هذه الجريمة سيدفع الثمن ويلقى العقاب، ولكن المشكلة أننا نحن أيضا نتلقى العقاب بسبب التحقيق".

سئل: هل تتوقع أن يصل رئيس لجنة التحقيق الدولية القاضي سيرج براميرتس الى الحقيقة قريبا، ويتوصل الى كشف القتلة؟ وهل الجو الدولي سيساعده على ذلك؟

وهل ستشارك في الحوار الذي دعا إليه الرئيس بري، وما هو موقفك مما هو مطروح منه حتى الآن؟ أجاب: "بالتأكيد سأشارك في الحوار الذي طرحه الرئيس بري، وهذه خطوة مباركة. وبالنسبة إلى القاضي براميرتس، لم ألتقي به أصلا، ومنذ بداية الطريق، قلنا اننا نقبل بكل النتائج التي ستصدر عن لجنة التحقيق، وليست لدي اي توقعات، لأنني لا امتلك أي معلومات. لا أتدخل في موضوع التحقيق، ولا رغبة لدي في التدخل لأنني لا أريد أن يقول احد يوما ان سعد الحريري تدخل رغم كل التهم التي تلقى يمينا ويسارا بأنني دفعت الى فلان وقمت بأمور وما شابه. مع العلم معروف من الذي دفع وحرض وأرسل".

سئل: في العام الماضي بعد اغتيال الرئيس الحريري كان المطلب الأساسي لتيار "المستقبل" إسقاط الرئاسة الأولى، اليوم كيف تنظرون الى هذا الموقع؟ وما ردكم على من يتهمكم بأنكم تعملون وفق أجندة اميركية لتطبيق القرار 1559؟ أجاب: "أولا، إن إسقاط رئيس الجمهورية واجب على كل الشعب اللبناني. وقعت أحداث الأشرفية ووضع في أعقابها وزير الداخلية استقالته بتصرف رئيس الحكومة، ولننظر منذ عام ولغاية اليوم ما حصل من أحداث وما قام به رئيس الجمهورية، فهو لا يزال متمسكا بكرسي الرئاسة، ويطالب أيضا باستقالة الحكومة، فبدل ان يقدم هو استقالته يريد من الحكومة ان تستقيل، همه الكرسي. ه

ذا موقف لم يتغير بالنسبة إلينا، وبالنسبة إلى الاتهامات بأننا نعمل وفقا لأجندة اميركية، فأنا أقول بان اجندتنا هي لبنان أولا و غيرنا لديه اجندات غير لبنان. لدينا الحدود اللبنانية وهي حدودنا، ولا نريد ان يتدخل احد في شؤوننا، ولا نريد ان نتدخل في شؤون أحد".

سئل: هل تشعرون بأن الخناق اشتد على المتهم الرئيسي باغتيال الرئيس الحريري، وهي سوريا التي لا تأبه بالتحقيق الدولي او بالضغوط الدولية ام انه خف؟ أجاب: "أعتقد انه في ما يتعلق بالتحقيقات فهناك تغيير برئاسة اللجنة، وأن هذا التحقيق سيصل الى الحقيقة، وقد يتطلب الأمر بعض الوقت. و لكننا نحن كلبنانيين نريد ان تسير الأمور وفي شكل سريع، لأننا ندفع كل يوم ثمنا ليس فقط بسبب مطالبتنا بان نكون أحرارا، و لكن بسبب مطالبتنا بمعرفة الحقيقة التي نريد معرفتها في أسرع وقت ممكن لان فيها حماية للبنان. لا يمكن ان تغتال شخصية كبيرة مثل رفيق الحريري في قلب بيروت، ولا يدفع احد ثمن هذا الاغتيال. اعتقد ان الرئيس الجديد للجنة مختلف بوسائله، ولكنني اعتقد انه تلقى مساعدة كبيرة من سلفه القاضي ديتليف ميليس، وهو سيتابع بالطريقة نفسها، ولكن بأسلوب مختلف.

نريد ان ينتهي الأمر في أسرع وقت ممكن". سئل: بعد إحداث الأشرفية في الأسبوع الماضي تبين انه بغض النظر عن الثغرات الأمنية هناك نقص في المعدات، فكيف ستتم معالجة هذا الأمر في ظل الحديث عن وجود جماعات مسلحة تدخل لبنان مدفوعة للقيام بأعمال شغب؟ أجاب: "استنكرنا ما جرى في الأشرفية منذ اللحظة الأولى. كان يفترض ان تكون مظاهرة سلمية لاستنكار ما نشر في بعض الصحف، وتم خلاله التهكم على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وقد دخل عليها بعض الأشخاص، وكما قلت سابقا وكذلك فعل رئيس الحكومة ووزير الداخلية، ان كل من رمى حجرا على سيارة او منزل او كنيسة او حتى على سفارة سيدفع الثمن غاليا. لن نحمي أحدا، وهذا ليس من مهماتنا ان نحمي فلانا او آخر. إذا كان مرتكبا فسيدفع الثمن، واذا لم يكن مرتكبا سنقول له اننا حققنا معك، وإننا آسفون، وكان من واجبنا ان نحقق لان هناك مصلحة لبنانية في ذلك. هناك من حاول تخريب السلم الأهلي، وسيدفعون ثمن ما قاموا به. نقول لأهل الأشرفية "ان دماءنا لأهل الأشرفية وللاشرفية، ونحن مستعدون لبذل دمائنا لكل لبنان".

ومن اول الطريق، نحن نسعى الى تطوير الأجهزة الأمنية، وعندما زرت الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا وكل الدول الأوروبية والعربية، سعيت الى العمل على تجهيز القوى الأمنية بالمعدات اللازمة لتستطيع مواجهة الشغب والإجرام والإرهاب الذي يحصل ضد اللبنانيين. وكما تعلمون فإننا منذ ستة اشهر لم يكن لدينا مختبر جنائي فكنا في حاجة الى إرسال المواد المتفجرة الى فرنسا او قبرص مثلا، او الى أي مكان آخر لمعرفة نوعها، ونطلب مساعدات من الأف. بي. أي. او مصر او غيرهما. كان هناك جهاز امني مخابراتي في هذا البلد يعمل لتفكيك لبنان، وقد استطاعوا القيام بذلك، و نحن الآن نعاود بناء هذه الأجهزة من نقطة الصفر".

سئل: عقدت قوى "14 آذار" أمس اجتماعا في فندق "البريستول"، أعلنت بعده أن المقاومة أصبحت خارج الإجماع الوطني، فما تعليقك؟ أجاب: "موقفي من هذا الموضوع واضح. أما السؤال اذا كان هناك خلاف فالجواب انه نعم، هناك خلاف والسيد حسن نصرالله دعا الى الحوار، ويجب ان نكون شجعان في هذا الحوار وعلينا ان نتحاور على نقاط الخلاف. لم يكن في ودي ان يحصل ما حصل، وحذرت مرات عدة من هذا الموضوع، لكن لا حياة لمن تنادي، ووصلنا الى ما وصلنا إليه. الحوار هو الوسيلة الوحيدة لحل الخلافات. الحوار المفتوح الجدي والشجاع لمصلحة لبنان وأهم شيء هو مصلحة لبنان، ولا يوجد أي حزب أهم من لبنان".

سئل: الى أي مدى سيؤثر غياب التيار الوطني الحر عن ساحة الشهداء الثلاثاء المقبل، وعلى المشهد الشعبي في الرابع عشر من آذار؟ أجاب: "لماذا تقول كلاما عن الجنرال عون لم يقله؟ و من قال لك انه سيغيب، لم يصرح بذلك. أظن أن 14 شباط ليس لسعد الحريري ولا لتيار المستقبل ولا ملك التيار الوطني الحر أو أي حزب من الأحزاب، هذا اليوم هو لجميع اللبنانيين، وهذا الرجل وحد لبنان بمماته فدعونا نضع خلافاتنا جانبا، ونتذكر انه من غير هؤلاء الشهداء ومن غير رفيق الحريري لم يكن لدينا اليوم لبنان حر مستقل عربي نعيش فيه الآن. أفاجأ أحيانا بالكلام الذي يسأل عما قامت به الحكومة منذ استشهاد الرئيس الحريري حتى اليوم، يكفي فقط انه لا يوجد هناك جهاز امني يتدخل في تشكيل حكومة، وهذا لوحده يكفي. كان بعض الصحف لا يكتب إلا من قبل جهاز امني، أما الآن فليجرؤ أي جهاز امني على التدخل بأي وزارة او حكومة".