المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم الثلاثاء 14/2/2006

بما تكيلون يكال لكم وتزادون

 

في هذه الذكرى المؤلمة تتـّحد مشاعر اللبنانيين 

بقلم/العماد ميشال عون - المستقبل  14 شباط 2006 

ليس هناك من هو مخوّل حق الكتابة عن الرجال الكبار في التاريخ سوى التاريخ نفسه. فوحده التاريخ يُنصف ولا يجحف، يعدل ولا يظلم، يصوّب ولا يجنح، وينهد دائماً الى الحقيقة التي لا خلاص للأفراد والشعوب إلاّ بها.

وإذا كانت الحقيقة أحياناً يعتريها بعض الوهن أو العثار أو الضباب فإنها سرعان ما تتخلّص من وهنها وتنهض من عثارها وتبدّد ما أحاطها من غشاوات، لتسطع مجدداً بكل ما فيها من إشراق ورواء وضياء.

والحقيقة ـ كالحق ـ متى ظهرت زهق الباطل وسقط الزيف وسطعت شمس العدالة، فتهاوت الأباطيل والأضاليل.

وأما الجريمة فهي بنت الظلام، وثمة فجر ونور بعد كل ليل، ولا صديق أو نصير للمجرم إلاّ العتمة والظلمة.

وفي هذه الذكرى المؤلمة، ذكرى مرور سنة على جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، تتوحّد مشاعر اللبنانيين جميعاً حول طلب معرفة الحقيقة، حقيقة اليد المجرمة التي طالت كبيراً من لبنان، ورجل دولة من طراز رفيع ترك بصمات راسخة في حقبة صعبة من تاريخنا المعاصر، ولم يتوانَ يوماً عن رفع راية القضايا العربية المحقّة والدفاع عنها في عواصم القرار والمحافل الدولية الفاعلة.

من هنا يصدق القول إن من اغتال الرئيس الحريري لم يستهدف فقط ضرب المسار اللبناني نحو النهوض والاستقرار، إنما سعى أيضاً الى إفقاد القضايا العربية صوتاً مدافعاً وقوة داعمة وطاقة فاعلة، ما يجعل من الفقيد الكبير فقيد لبنان والعرب على حد سواء. وأما المجرم فلا هوية له سوى الجريمة، وليس هناك من جريمة كاملة، ولا خفيّ إلا سيظهر. وحتى ذلك الحين علينا أن نتضافر جميعاً ونسمو على خلافاتنا ونوحّد أهدافنا ونرسّخ وحدتنا الوطنية في وجه الأخطار والعواصف الخارجية، وهذا أقصى ما تطمح إليه أرواح شهدائنا الأبرار. وحذار، حذار أن ننسى أن ليس كالتكاذب والتناحر وتقديم المصالح الشخصية والفئوية، خصوصاً الخارجية، على المصلحة الوطنية العليا ما يغتال الشهيد مرتين!

 

تكتل "التغيير والاصلاح": ورقة التفاهم مع "حزب الله" ليست موجهة ضد احد ومسعى عملي لاعادة القرار اللبناني الى الداخل الوطني بمعزل عن الخارج

النائب نقولا: قاعدتنا الشعبية لم تتأثر بالوثيقة ويدنا ممدودة للجميع

لن نشارك في ذكرى 14 شباط مشاركة شعبية بل بوفد رسمي منعا لأي احتكاك

وطنية - 13/2/2006 (سياسة) عقد "تكتل التغيير والاصلاح" اجتماعه الاسبوعي برئاسة النائب العماد ميشال عون، وبحث في ردود الفعل الاولية على ورقة التفاهم مع "حزب الله".

ثم أصدر التكتل بيانا تلاه النائب نبيل نقولا، أكد فيه "أن ورقة التفاهم تمثل للمرة الأولى بداية تفاهم موثق وجدي وصريح على قضايا خلافية وأساسية بين طرفين لبنانيين أساسيين، لكل منهما رؤيته ومنطلقاته الخاصة"، معتبرا انها "خطوة تؤسس لشراكة وطنية لبنانية حقيقية تمهد لاستعادة التوازن المفقود منذ عقود في النظام السياسي اللبناني، بعيدا من كل تدخل أو وصاية خارجيين. كما انها نقلت الحوار من دائرة التشنج والتصعيد الطائفي والمذهبي، خصوصا بعد أحداث تظاهرة الأحد الأسود في الأشرفية والتداعيات التي رافقتها ونجمت عنها، الى الاطار العقلاني والموضوعي الهادىء".

ولفت التكتل الى "ان ورقة التفاهم قاربت للمرة الأولى مسائل طالما تم تجاهلها ولم تطرح مرة على هذا المستوى، مؤكدة ان الهدف النهائي هو إعادة بناء الدولة الواحدة بكل مقوماتها وفق مبدأ الاستقلال والسيادة الكاملين، والرفض المطلق لعودة أي شكل من أشكال الهيمنة السورية أو غيرها على لبنان، والتأكيد على مركزية القرار الأمني للدولة ومؤسساتها ومكافحة الفساد".

وأشار الى أنها "تشكل يدا ممدودة الى كل الأطراف اللبنانيين، ومسعى عمليا جادا لإعادة القرار اللبناني الى الداخل الوطني في معزل عن كل ارتباط بالخارج أو تدخل خارجي من أي جهة أتى"، مؤكدا "أن هذه الخطوة ليست موجهة ضد أي طرف أو جهة، بل ان فائدتها تصب في المصلحة الوطنية العليا"، لافتا الى انها تشكل ايضا "مادة للحوار الذي دعا اليه رئيس المجلس النيابي نبيه بري وأيده التكتل، وسقفه الدستور واتفاق الطائف والشرعية الدولية".

وفي الذكرى السنوية الأولى لاغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري والنائب باسل فليحان ورفاقهما، جدد التكتل المطالبة ب"كشف الحقيقة وإحقاق العدالة بعيدا من أي توظيف أو استغلال سياسي"، معلنا تضامنه "الكامل مع عائلة الشهيد الكبير وعائلات الشهداء وتيار المستقبل، والشعب اللبناني"، داعيا الى "تثمير ذكرى استشهاد الرئيس الحريري ومن سبقه وتبعه من الشهداء الذين سقطوا دفاعا عن السيادة والاستقلال، في سبيل ترسيخ الوحدة الوطنية الحقيقية الكاملة".

حوار ثم رد النائب نقولا على أسئلة الصحافيين، كالاتي:

سئل: كيف تفسرون ما قلتم عن ترسيخ الوحدة الوطنية و"التيار الوطني الحر" لن يشارك في ذكرى 14 شباط؟ أجاب: "من قال اننا لن نشارك وبأي ناحية".

سئل: ميدانيا لن تكون لكم مشاركة شعبية؟ أجاب: "للمشاركة الشعبية أسبابها، و"تكتل التغيير والاصلاح" سيشارك بوفد رسمي. اما بالنسبة الى المشاركة الشعبية, فقد قلنا مرات عدة انه منعا لحصول اي احتكاك قد يولد عدم انضباط, لن تكون هناك مشاركة شعبية في هذه الذكرى التي هي بالنسبة الينا ذكرى أليمة يجب ان تكون للتأمل والحزن, ويجب الا تتحول الى إخلال بالامن".

سئل: لكن النائب سعد الحريري دعا في مؤتمره الصحافي الى مشاركة العماد عون؟ أجاب: "من قال اننا لن نشارك, سنشارك وقد طلبنا من جميع الافرقاء واعضاء التيار ممن يودون المشاركة ان يشاركوا, لكن من دون وضع شارة التيار, فما من مشكلة عندنا في المشاركة ولكن ليس ضمن نطاق مجموعات".

سئل: هل كنتم ستشاركون لو وجهت اليكم الدعوة؟ أجاب: "هذا أمر آخر".

سئل: النائب سعد الحريري جدد مطالبته باستقالة رئيس الجمهورية، واليوم أعلن النائب وليد عيدو ان قوى 14 آذار تعد آلية قانونية لاقالة الرئيس. فهل بحثتم هذا الامر؟ أجاب: "اليوم ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري وهو يوم حزين, لذا، يجب ان يكون يوم تأمل كي نفكر بلبنان الغد. الوقت ليس مناسبا لتحويل هذه المناسبة الى أي امر سياسي, انها ذكرى أليمة فلنتذكرها ومن بعدها لكل حادث حديث".

سئل: على اثر احداث الاشرفية سمعنا من أعضاء في الحكومة انتقادا للاداء السياسي لهذه الحكومة وللقوى الامنية. فما هذا التناقض داخل الحكومة لا سيما وان العرف يقول بانتقاد المعارضة للحكومة وليس العكس؟ أجاب: "هذا ما يسمى بالبدعة اللبنانية التي تقول بوجود معارضة داخل الحكومة, ولهذا السبب نطالب برحيلها بسبب فشلها سياسيا واقتصاديا وامنيا".

سئل: انتم تمثلون قاعدة شعبية، فهل أثرت الوثيقة الموقعة بين "التيار الوطني الحر" و"حزب الله" على شعبيتكم؟ أجاب: "ابدا، انها المرة الاولى التي يجري فيها تفاهم لبناني لبناني, ولا وجود لاي جهة خارجية اجبرت على عقدها، وقد تقبلها المواطنون بدليل ان الاحصاء الذي جرى منذ ايام بين ان شعبيتنا تبلغ نسبة 77,2 في المئة بدلا 72 بالمئة".

سئل: الا تخافون من تفسير عدم مشاركتكم الشعبية بأنه طلاق بين قوى 14 آذار و"التيار الوطني الحر"؟ أجاب: "نعود الى كلمة 14 آذار, هو يوم وطني نزل فيه كل الشعب اللبناني على الارض للتعبير عن طلبه بخروج الجيش السوري. ما الذي يجمع بين قوى 14 آذار؟ هل لديهم ميثاق او ورقة عمل؟ ليس لديهم اي ارتكاز بين بعضهم البعض كي نقول قوى 14 آذار. هناك ما يسمى ب"لقاء البريستول" وما يعرف ب 14 آذار الذي لم يشارك فيه فقط السياسيون بل اناس من الشعب اللبناني لا دخل لهم بالسياسة, نزلوا الى الشارع في هذا اليوم. فلنتوقف عن الكلام عن قوى 14 اذار".

سئل: سمعنا في اليومين الاخيرين تعليقات النائب وليد جنبلاط عن المقاومة ومزارع شبعا, فيما نرى في الوثيقة شبه توافق على ان المقاومة هي مقاومة وطنية, وقد شهدنا زيارة لبعض نواب "تكتل التغيير والاصلاح" للنائب جنبلاط. فهل هناك اي مسعى لتقريب وجهات النظر بين النائب جنبلاط و"حزب الله"؟ أجاب: "أكيد, نحن كتيار وطني وكتكتل اصلاح وتغيير, يدنا ممدودة للجميع وسنحاول جمع الجميع".

 

الرئيس السنيورة عاد من الرياض بعد لقاء مع الملك عبد الله

وطنيةـ الرياض-13/2/2006(سياسة)توج رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة زيارته الى المملكة العربية السعودية بلقاء خادم الحرمين الشريفيين الملك عبد الله بن عبد العزيز ال سعود الذي استقبله في القصر الملكي في الرياض في حضور وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل ومستشارو الرئيس السنيورة الدكتور رضوان السيد والسفير محمد شطح ونبيل الجسر.

بعد الاجتماع الذي دام ساعة و 10 دقائق قال الرئيس السنيورة : كان لا بد بعد عودة خادم الحرمين الشريفين من رحلته الى عدد من بلدان الشرق الاقصى وبرفقته صاحب السمو وزير الخارجية الامير سعود الفيصل من ان يصار الى القيام بهذه الزيارة للتشاور واستعراض مجمل التطورات الجارية في لبنان والمنطقة، وقد جرى احاطة جلالة الملك وسمو الامير سعود الفيصل بما استجد من معطيات ومواقف في الفترة الاخيرة في لبنان والجهود المبذولة من قبل الحكومة لتعزيز مسيرة لبنان من اجل تعزيز استقراره وامنه والحفاظ على وحدته الوطنية وزيادة مناعته الاقتصادية والاجتماعية . وعلى صعيد المبادرة السعودية قال الرئيس السنيورة : لقد سبق ان ذكرت في تصريح لقناة العربية هذا النهار ان المملكة العربية السعودية كانت وما تزال السند الاساس، للبنان وهي التي وقفت وما تزال تقف الى جانبه من اجل معالجة شتى المسائل والتحديات التي يواجهها لبنان في المرحلة الحاضرة، كما ان لبنان كان وما يزال يرحب بكل جهد او مسعى عربي من اجل دعم استقراره، ومعالجة مجمل المسائل المعلقة بما فيها التي مع الشقيقة سوريا, بما يضمن بناء علاقات سليمة وصحيحة وقوية ومميزة مع سوريا تكون قائمة على الاحترام والندية لسيادة واستقلال لبنان وحرياته، وتعالج من خلالها جميع القضايا التي يقتضي معالجتها واحتواؤها .

اما فيما يتعلق بموضوع مسألة المبادرة اي مبادرة فانها ولا شك تأتي وتتطور من جهد لبناني وعربي مشترك

سئل : ما هي النتائج حققتها الزيارة ؟ أجاب: كانت الزيارة باعتقادنا ناجحة جدا وهي كانت مناسبة لاستعراض المجالات التي يمكن للمملكة العربية السعودية ان تساعد فيها لبنان ، وقد ابدى جلالته استعدادا طيبا جدا لدعم لبنان في كل ما يطلبه على المستويات السياسية والاقتصادية والتنموية والامنية، وعلى وجه الخصوص الاستعداد لتقديم الدعم للمناطق المحرومة في لبنان، اضافة الى استعداد المملكة لدعم القوى الامنية والعسكرية لجهة التجهيزات والتدريب وكذلك المشاركة الفعالة في مؤتمر بيروت 1 لدعم لبنان .

وكان الرئيس السنيورة استقبل بعد الظهر في مقر اقامته في قصر المؤتمرات الممثل الاعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا ومسؤول الشرق الاوسط في الاتحاد مارك اوتي.

بعد اللقاء الذي دام نحو ساعة قال سولانا : لقد تركز حديثنا على الاوضاع الراهنة في لبنان واكدنا استعدادنا للمساعدة كاتحاد اوروبي وكمجتمع دولي، والاجتماع مع الرئيس السنيورة كان مفيدا جدا وانا ارغب دائما في الاجتماع به لدراسة كل الاوضاع واحتمالات المساعدة .

والتقى الرئيس السنيورة بهاء رفيق الحريري وتداول معه في مجمل الاوضاع اللبنانية.

وفي حديث الى المحطة العربية سئل الرئيس السنيورة: قيل الكثير عن مبادرة عربية بالنسبة للاوضاع اللبنانية - السورية وقيل انك انت من احبط هذه المبادرة فهل هناك اي افق لمبادرة عربية ومحاولة تقريب وجهات النظر بين لبنان وسوريا؟ اجاب: نحن دائما نقول بان انتماءنا عربي وان سقفنا عربي ونعطي دائما اهمية كبرى للدور العربي الذي يمكن ان يقوم به اشقاؤنا العرب وفي مقدمهم المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية.

ونحن نقول دائما ان العلاقات بين سوريا ولبنان يجب ان تكون علاقات جيدة وممتازة ومميزة ولكن يجب ان تكون مبينة على مبادىء اساسية تنطلق من الاحترام المتبادل. بيننا وبين سوريا تاريخ وحضارة وعلاقات قديمة وجغرافيا فنحن جيران، وايضا مستقبل ومصالح مستقرة ينبغي ان نعززها ولا يمكن ان تتحقق هذه الامور دون ان يكون هناك علاقات جيدة بين البلدين، ولكن يجب ان يدرك الاخوة في سوريا ان لبنان بلد مستقل وانه ذا سيادة وقادر على ان يتعاون وان يكون ذا عون لسوريا اكثر بكثير من كونه بلدا تابعا، هذا الادراك يجب ان يترجم من خلال مواقف تقوم بها القيادة السورية تجاه لبنان.

لقد عانى لبنان الامرين وما زال يعاني من الضغوط التي تمارس عليه وتؤدي الى اشكالات على الصعيد الامني حيث تعرض لبنان على مدى الاشهر الماضية الى العديد من محاولات الاغتيال والتفجير اضافة الى الاغتيال الاقتصادي، كما ان هناك امورا تتعلق بالوجود الفلسطيني، ايضا ينبغي ان يصار الى تمكين لبنان من معالجة قضاياه بنفسه بدلا من ان يصار الى الامعان في التدخلات في الشؤون الداخلية.

هذه القضايا والمسائل التي نأمل من الاشقاء والاخوان في سوريا ان تعاون لبنان على تحقيق هذا الامر بدلا من ان تأخذ مواقف سلبية او غير مؤاتية لتحقيق هذه الامور.

لان لبنان البلد الذي يتمنى من الاخرين ان لا يتدخلوا في شؤونه الداخلية لا يستطيع ولا يجوز ولا يمكن له ان يتدخل بشؤون الاخرين، نحن لا نريد ان نتدخل بالشؤون الداخلية السورية، نحن نريد من سوريا ان تعالج امورها الداخلية بذاتها، نحن ليس لنا اي علاقة بامور سوريا الداخلية ولا نتدخل، نحن نريد ان نعيش في لبنان ونحاول ان نعالج المشاكل التي تراكمت لدينا على مدى 30 سنة، وبالتالي عندما تساعد سوريا لبنان في هذا الشأن وعبر اي مبادرة عربية تكون هذه العتبة الحقيقية التي نقطعها لكي نحقق مزيدا من التقدم على صعيد العلاقات الصحية التي يجب ان تسود بين لبنان وسوريا. وبالنسبة لموضوع الميادرة العربية، نحن نقول دائما لا يمكن لنا ان نكون ضد اي مبادرة عربية ولا سيما اذا جاءت من المملكة العربية السعودية، نحن مع المملكة العربية السعودية لانه على مدى كل العقود الماضية لم نشهد اي عمل قامت به الملكة الا وكان ذلك حقا في مصلحة لبنان. نحن دائما مع الخطوات التي تقوم بها المملكة ولقد لمست ذلك هذا الصباح في كل ما قاله لي سمو الامير فيصل.

سئل: هل من اشارات معينة لهذه المبادرة؟ اجاب: لا اقول ان هناك مبادرة الان، ليس هناك من مبادرة الان حتى نقول ان هناك مبادرة، نحن نقول اننا مع اي خطوة يمكن ان تقوم بها المملكة، ولكن ليس هناك من مبادرة واضحة المعالم، نحن نتشاور مع القيادة في المملكة وسيكون لهذا التشاور نتائج ايجابية ان شاء الله بما يمكن لبنان من ان يخطو خطوات راسخة وواثقة على صعيد تعزيز الامن والاستقرار فيه وايضا تعزيز الجهود التي تؤدي الى تحسين العلاقات بينه وبين سوريا، وكل ذلك يبنى على خطوات تقوم بها القيادة في سوريا باتجاه لبنان الذي يعلم الجميع كم تحمل وكم حمل من اعباء ومن اشكالات على مدى ال 30 عاما الماضية. سئل: كيف تنظر الى التغيرات التي تمت مؤخرا في سوريا؟ اجاب: كما تعلم هذه امور داخلية نحن لا نتدخل بها علىالاطلاق، ليس لنا على الاطلاق من دور في هذا الشأن، انا اعتقد ان هذا كما تقولون هنا " اهل مكة ادرى بشعابها". وعند العاشرة والنصف ليلا عاد الرئيس السنيورة الى بيروت .

 

الملك عبد الله: رحيل الشهيد الحريري خسارة للأمة العربية

الرئيس شيراك: المجتمع الدولي لا يزال مصرا على معرفة الحقيقة

وطنية- 13/2/2006 (سياسة) وصف الملك الأردني عبد الله بن الحسين اغتيال الرئيس رفيق الحريري بأنه كان صدمة كبيرة لكل من كان يعرف الشهيد. وقال الملك عبد الله في حوار خص به تلفزيون المستقبل، أن رحيل الشهيد الكبير خسارة للأمة العربية والمنطقة. وأضاف:"ان الخدمات التي قدمها الشهيد رفيق الحريري لوطنه وشعبه خدمات جليلة سواء على الصعيد السياسي أو الاقتصادي، وحتى على الصعيد الاجتماعي والانساني. وقال الملك عبد الله:"لا يستطيع أحد أن ينكر أنه (الحريري) كان يمثل صوت الاعتدال والحكمة والحرص على الوحدة الوطنية. كان يمثل طموحات كل الشعب اللبناني، ولم يكن محسوبا على جهة أو طرف دون طرف آخر".

أضاف:"كان الشهيد يؤمن ايمانا راسخا بأن الوحدة الوطنية وترسيخ الأمن والاستقرار والاحتكام الى الديمقراطية والحوار هو الأساس السليم لإعادة إعمار لبنان، وتحقيق طموحات الشعب اللبناني بالحرية والاستقرار والازدهار الاقتصادي والاجتماعي. وقد عمل رحمه الله بكل تفان وإخلاص من أجل تحقيق هذه الأهداف النبيلة". وتحدث ملك الأردن عن العلاقة الشخصية مع الراحل الكبير فقال:"كانت تربطني وعائلتي بالشهيد رفيق الحريري وعائلته علاقة صداقة وأخوة، وكنا دائما على اتصال وتشاور في مختلف القضايا لمصلحة البلدين الشقيقين، ولمصلحة شعوب هذه المنطقة".

وأبدى الملك عبد الله تصوره للمرحلة المستقبلية بالقول:"المطلوب الآن من الشعب اللبناني وكل من يؤمن برسالته والأهداف العظيمة التي كان يؤمن بها الشهيد الحريري هو مواصلة مسيرته والعمل بإخلاص لتحقيق الأهداف التي قدم حياته ثمنا لتحقيقها. لا شك في أننا كلنا معنيون بمعرفة من هي الأيدي الغادرة التي امتدت وقتلت الشهيد الحريري، ومحاسبة من كانوا وراء اغتيال هذا القائد الكبير". وانتهى الى القول:"بعد مرور عام نؤكد من جديد وقوفنا الى جانب أسرة الشهيد والشعب اللبناني. كلنا ثقة بأن ابناء الشهيد وأسرته ورفاقه سيواصلون مسيرته من أجل لبنان الآمن المستقر المزدهر".

كما وجه الرئيس الفرنسي جاك شيراك تحية إكبار الى صديقه رئيس الحكومة اللبنانية الاسبق رفيق الحريري في الذكرى السنوية الاولى لإغتياله ,و الى اللشعب اللبناني مؤكدا ان التغيير الذي احدثه اغتيال الحريري تجلى ببروز ديناميكية احيت الامل باستعادة لبنان الديمقراطية والحرية والامن والسلام، وإعاد اليه موقعه والإحترام الذي يستحق داخل المجتمع الدولي .

ونفى الرئيس شيراك تراجع التصميم الدولي والضغوط من اجل معرفة الحقيقة وتحقيق استقلال لبنان بعيدا عن اي نفوذ او تدخل، فأكد في حديث خاص لتلفزيون المستقبل لمناسبة إحياء الذكرى الاولى لإغتيال الرئيس الحريري ان المجتمع الدولي لا يزال مصرا ومصمما على معرفة قتلة الحريري وإنزال العقاب بهم، وان هذا المجتمع لا يزال متمسكا بقوة، بتمكين لبنان من الامساك بكل سبل تحقيق الاستقلال الناجز، وتوفير الامن والتنعم بالحرية، مشددا على ان الالتزام الدولي في هذا المجال لا يزال على حاله من دون اي تغيير او تراجع .

واستعاد الرئيس شيراك ذكريات من علاقته الطويلة مع الرئيس الحريري فأوضح ان اللقاء الاول بينهما في عام 1978 بطلب من الحريري الذي كان يريد حينها إطلاع شيراك الذي كان يتولى رئاسة بلدية باريس على مشاريعه الخاصة بإرسال 3000 تلميذ لبناني للتعلم في فرنسا طالبا تسهيلات بهذا الشأن .وأضاف شيراك ان الحريري بدا الحديث عن الاوضاع العامة في الشرق الاوسط وخصوصا بين الفلسطينيين والاسرائيليين ثم انتقل الى شرح مشاريعه لتعليم الشباب اللبناني وكان حينها انهى بناء جامعته في كفرفالوس . وتحدث الرئيس الفرنسي عن الشغف الذي كان يبديه الرئيس الحريري بمدينة بيروت فروى كيف استقبله في مطار بيروت واقله في سيارته الخاصة التي كان يقودها بنفسه الى وسط بيروت واطلعه على مشاريعه لإعادة اعمار العاصمة، وقال إن الرئيس الحريري كان معتدلا بطروحاته ولكنه شغوف بلبنان وباللبنانيين .

واعتبر ان رؤية الحريري لإعادة بناء بيروت وتنظيمها اصبحت امرا يقتدى به في مجال التنظيم المدني . وقال الرئيس شيراك ان الرئيس الحريري استطاع ان يحتل مقاما خاصا بين رؤساء دول وحكومات المجتمع الدولي وانه كان يحظى باحترام كامل، وحتى اليوم لا يزال عدد كبير من قادة العالم يثيرون عندما التقي بهم ذكرى الحريري، ويسألون عن عقيلته وعن اولاده وهذا امر نادر .

 

النائب سعد الحريري استقبل النائب جنبلاط في قريطم

وطنية-13/2/2006(سياسة) استقبل رئيس كتلة المستقبل النيابية النائب سعد الحريري مساء اليوم في قريطم رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط و تناول اللقاء اخر المستجدات على الساحة السياسية.

 

النائب عدوان التقى كارلوس اده وشددا على ضرورة التوافق لتجنيب دائرة بعبدا-عاليه معركة انتخابية

وطنية-13/2/2006(سياسة)أكد نائب رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" النائب جورج عدوان بعد لقائه مع عميد حزب الكتلة الوطنية كارلوس اده على "التطابق في وجهات النظر مع الكتلة"، مشددا على "ضرورة التوافق لتجنيب دائرة بعبدا عاليه معركة انتخابية نحن في غنى عنها".

وشرح النائب عدوان مضمون آلية التوافق التي سيطرحها الدكتور سمير جعجع، وتقتضي ان "نطرح مبادئ التوافق وهي ان لاينتمي المرشح الى كتلة من الكتل الموجودة وان يكون من التيار السيادي، وعند توفر هذين الشرطين نضع الاسماء ونرى من يتلاءم مع هذا الطرح". سئل : طالما ان الدكتور بيار دكاش هو مرشح تجمع الفرقاء على طرحه من بين الاسماء لم التأخر في الاعلان عن التوافق؟ اجاب: ليس هناك من تأخير، إنما العملية تتطلب التشاور ونحن نتقدم كثيرا والمسألة مسألة أيام .

سئل :هل تمت دعوة التيار الوطني الحر وحزب الله وحركة أمل الى المشاركة غدا؟ اجاب : السؤال دقيق لان هناك دعوة لجميع اللبنانيين الذين يحبون بلدهم ان يشاركوا لحماية استقلاله، ونحن نحث على المشاركة الكثيفة السلمية.

من جهته دعا العميد كارلوس إده الى "المشاركة الكثيفة في ذكرى استشهاد الرئيس الحريري يوم غد تعبيرا عن رفض العنف"، مطالبا "بضرورة معاقبة المجرمين"، ومشددا على "التواصل الدائم مع القوى كافة للتوصل الى مرشح محدد في الانتخابات الفرعية"، واوضح ان "الكتلة تدعم وجود التوافق وطرحت مواصفات المرشح الذي يحظى اجماع الناس حوله ولا سيما في هذه المرحلة الصعبة وانه "تم طرح اسمين بالامكان ان يكونا مرشحي توافق وهما الدكتور بيار دكاش والاستاذ صلاح حنين او اي مرشح آخر يكون في اجواء التوافق بين القوى السياسية".

 

جمعية المشاريع اكدت انها لم تشارك في تظاهرة الاشرفية والشخصان اللذان ورد اسميهما لا ينتميان الى الجمعية

وطنية- 13/2/2006 (سياسة) عقدت جمعية المشاريع الخيرية الاسلامية مؤتمرا صحافيا تلا خلاله عضو قيادة الجمعية الدكتور بدر الطبش البيان الآتي: "ورد على لسان وزير الداخلية بالوكالة الدكتور أحمد فتفت مساء أمس في مقابلة تلفزيونية كلاما قال فيه: إن أحد الموقوفين بأعمال الشغب والتخريب التي وقعت خلال تظاهرة القنصلية الدنماركية من برجا ينتمي الى الأحباش وإن هذا الشخص اجتمع ليلة التظاهرة مع مسؤول في الأحباش للتحضير لأعمال الشغب وهو متوار عن الأنظار.

وقد قام اليوم وفد من جمعية المشاريع الخيرية الاسلامية بزيارتين، إحداها لمعالي الوزير فتفت والأخرى لرئيس فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي المقدم وسام الحسن، وقد ذكر لنا اسم الموقوف من برجا واسم الشخص الذي قيل أنه مسؤول في الجمعية وهو متوار عن الأنظار وتبين ان كليهما لا ينتميان بالمرة الى جمعية المشاريع الخيرية الاسلامية، وبالنسبة الى الشخص الثاني فالصحيح انه ينتمي الى احدى الجماعات وسبق له ان افتعل مشاكل مع جمعية المشاريع.

وقد بينا هذه الحقيقة للوزير فتفت الذي كان متجاوبا وقال ان هذه المعلومات وصلت اليه قبيل المقابلة التلفزيونية، وهو لا يريد الاساءة الى جمعية المشاريع ويرفض الكيدية، وطلب منا إصدار بيان توضيحي بذلك. لذلك فإننا نعلن للرأي العام ونؤكد ان الشخصين المشار اليهما لا ينتميان أبدا الى جمعية المشاريع، وكذلك لا علاقة للجمعية بأي شخص موقوف أو محال الى القضاء العسكري في هذه القضية. وتنويرا للرأي العام الذي يريد الحقيقة وإزالة لأي التباس أو تشويش نبين النقاط التالية:

1-لقد قامت القيادات الأمنية اللبنانية بالاتصال بجمعية المشاريع قبل التظاهرة بأيام قليلة لسؤالها عما اذا كانت ستشارك في تظاهرة الأشرفية فأخبرناهم بكل وضوح أننا لن نشارك في هذه التظاهرة وأننا لسنا من الداعين اليها، وهذه القيادات تعلم علم اليقين من خلال أجهزتها ومعلوماتها الدقيقة أن الجمعية لم تشارك بالفعل في التظاهرة ولا علاقة لها بالتالي بأعمال الشغب التي وقعت فيها.

وموقفنا هذا أعلناه خلال التظاهرة نفسها في إحدى المحطات التلفزيونية، وبعد التظاهرة ببيانات واضحة لا لبس فيها، وبينا أننا نرفض ونشجب أعمال الشغب هذه معتبرين أن ما جرى مخطط فتنة وأنه أساء الى قضية الدفاع عن النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم ضد الرسوم المسيئة.

2-منذ انتهاء التظاهرة حتى اليوم لم يتصل بنا أحد من القيادات الأمنية ليقول إن هناك موقوفا أو متهما من الجمعية بأعمال الشغب، ولم تجر أية مداهمات لبيت أي مسؤول في جمعية المشاريع لا في بيروت ولا في أي منطقة لبنانية أخرى، وقد فوجئنا كما فوجىء اللبنانيون بما أطلقه الوزير فتفت تلفزيونيا وكم كنا نتمنى الاستعلام قبل الاتهام خاصة ان الوزير فتفت قال لنا انه لا يرضى بالاساءة الى سمعة جمعية المشاريع الخيرية الاسلامية. ولا بد من الاشارة الى أن جمعية المشاريع عندما تنظم أو تشارك في أي نشاط فإنها لا تخفي ذلك ولا تخجل منه ولا تخاف أن تعلنه وهي كانت وستبقى مؤسسة للرقي والحضارة والبناء ورمزا للاعتدال والوسطية والوطنية.

3-ان الجهات التي ينتمي اليها عدد كبير من الموقوفين الذين زاد عددهم عن أربعمائة موقوف والذين تم الادعاء على نحو نصفهم واحالتهم الى القضاء العسكري هي جهات معروفة تداولت أسماءها وسائل الاعلام وتعرفها القيادات السياسية والأمنية، وليس منها جمعية المشاريع وبالتالي فإنه من الظلم اتهام الجمعية التي هي بريئة كل البراءة مما جرى. وفي حال كان هناك إصرار على تلفيق التهمة بدعوى ان بعض الموقوفين اعترفوا بانتمائهم الى الجمعية فنحن سنقوم بما يلزم من إجراءات لإثبات أن هذه الاعترافات غير صحيحة على الاطلاق وان هذه التهم باطلة بطلانا تاما. كما ان جمعية المشاريع ستلجأ الى القضاء اللبناني للادعاء على كل متورط في أعمال الشغب هذه يزعم كذبا انه ينتمي الى الجمعية.

4-إن اي تقصير وقع في ضبط تظاهرة الأشرفية لا تتم معالجته إلا بالتزام الحقيقة كما هي وكشفها ومصارحة اللبنانيين والعمل على تقوية الأجهزة الأمنية التي نتمنى لها كل النجاح ف يخدمة مسيرة الأمن والاستقرار. وبالخلاصة نقول بكل وضوح إننا نتبع الحق والحق يعلو ولا يعلى عليه، والمطلوب مصارحة الشعب اللبناني وإطلاعه على الحقيقة وعدم إضاعة الفرص لكشف الحقائق وبناء وطننا الحبيب لبنان. وأخيرا، ان اللبنانيين عموما، وأهالي الأشرفية خصوصا، ما زالوا بانتظار معرفة الحقيقة وليس اتهامات لا أساس لها من الصحة حتى يرتدع المشاغبون ويرتاح المواطنون ولا يقع اللبنانيون في التجربة المرة مرة أخرى".

 

سفراء الاتحاد الاوروبي وضعوا اكليلا من الزهر على ضريح الرئيس الحريري

وطنية - 13/2/2006 (سياسة) قام سفراء الاتحاد الاوروبي والبلدين الذين سينضمان قريبا بلغاريا ورومانيا والبلد المرشح للانضمام تركيا، بزيارة ضريح رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري عشية الذكرى السنوية الاولى لاغتياله مع رفاقه. وبهذه المناسبة، كرر السفراء الاوروبيون دعوة الاتحاد لالقاء الضوء على المسؤوليات في موضوع اغتيال الرئيس الحريري والاغتيالات والجرائم الاخرى التي حصلت في هذا الاطار منذ تشرين الاول 2004، وذكروا بدعمهم للجنة التحقيق الدولية ولرئيسها الجديد سيرج برامرتز, وبحاجة الجميع للتعاون الكامل وغير المشروط مع اللجنة الدولية.

 

وكيل اللواء السيد رد على النائب جنبلاط حول خريطة مزارع شبعا: آخر اتفاق مبدئي عقد عام 1966 حدد وجودها ضمن الملكية اللبنانية

وطنية - 13/2/2006 (سياسة) جاءنا من وكيل اللواء الركن جميل السيد المحامي اكرم عازوري، البيان التالي: "بالوكالة عن اللواء الركن جميل السيد وبطلب منه ارجو منكم نشر الرد التالي على تصريح النائب وليد جنبلاط نهار امس حول قيام اللواء الركن جميل السيد بتسليمه خريطة يعتبرها مزورة بحيث تضم مزارع شبعا الى حدود الجمهورية اللبنانية المعترف بها دوليا، اوضح وكيل اللواء الركن جميل السيد المحامي اكرم عازوري بطلب من موكله ان آخر اتفاق مبدئي عقد عام 1966 وهو مثبت في محضر جلسة رسمية وموقع بين محافظ البقاع عن الجانب اللبناني ومحافظ محافظة ريف دمشق عن الجانب السوري حدد وجود المزارع ضمن حدود الملكية العقارية اللبنانية. وعلى اساس هذا الاتفاق الرسمي المعقود بين ممثلي الدولة اللبنانية والدولة السورية تم تظهير مضمونه على الخريطة التي ارتكز اليها في مفاوضات ترسيم الحدود الحاصلة عند الانسحاب الاسرائيلي من جنوب لبنان الامر الذي ادى الى اعتبار ان الممتلكات اللبنانية تصل الى وادي العسل. وعليه وخلافا لما ادلى به النائب وليد جنبلاط لم يكن هنالك اي تزوير في الخرائط، ويمكن توجيه السؤال الى المالكين اللبنانيين لهذه العقارات للتأكد من هذا الموضوع".

 

بيان للسفير فيلتمان في الذكرى السنوية الاولى لاغتيال الرئيس الشهيد الحريري

وطنية - 13/2/2006 (سياسة) وزعت السفارة الاميركية في بيروت، بيانا للسفير الاميركي جيفري فيلتمان لمناسبة الذكرى السنوية الاولى لاغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، جاء فيه: "يمثل يوم غد ذكرى سنوية ذات مغزى هام جدا للبنان واللبنانيين، منذ نحو السنة في 14 شباط، قضى هجوم مخطط بدقة ومنفذ بقسوة على حياة رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري. بالإضافة إلى ذلك، قضى هذا الانفجار الضخم على حياة سبعة من حرسه المخلصين و على13 بريئا من المارة، كما وأنه سرق عضو البرلمان اللبناني باسل فليحان. 14 شباط 2005 كان يوما خسر فيه لبنان الكثير، ولكنه كان اليوم الذي عرف فيه اللبنانيون قوة صوتهم، الصرخة المصممة على السيادة، الحرية، والاستقلال التي علت من رماد الجريمة الشنعاء وشدت انتباه العالم بأسره. كما أن المجتمع الدولي الذي شدد على دعمه لديموقراطية لبنان عبر قرار مجلس الأمم المتحدة 1559، وعد اللبنانيين بأن يعرفواالحقيقة حول اغتيال رفيق الحريري، وعبر قرار مجلس الأمن رقم 1644، عرض المجتمع الدولي يد المساعدة للبنان للحد من الهجمات الإرهابية التي حدثت طوال ال 18 شهرا الماضية والتي هدفت، و لكن فشلت في تقسيم الشعب اللبناني. في 364 يوما منذ 14 شباط، تقدم الشعب اللبناني بشجاعة وثبات نحو تحقيق رؤيته للبنان موحد مزدهر وآمن، أما بالنسبة للتجدد والإصلاح، تصدراللبنانيون عملية لتعزيز الشفافية والمحاسبة في الحكومة. إن سير الأحداث التي أطلق العنان لها مقتل رئيس الوزراء رفيق الحريري تضمنت عودة زعيم سياسي من المنفى والإفراج عن آخر بعد السجن لمدة طويلة.أظهرالشعب اللبناني على اختلاف وغنى خلفياته وطوائفه الدينية أنه قادر على أن يقرر بنفسه من يجب أن يكون رؤساؤه والطريقة المثلى لإدارة شؤونه الداخلية.

ظل اللبنانيون على اندفاعهم ولم يتعثر حوارهم بالرغم من الاستفزاز المقصود والهجمات القاسية. في الوقت الذي ندرك فيه ما قد تحقق في السنة الماضية، نتذكر أيضا، وضمن ذلك مظاهرات الأحد الماضي العنيفة، أن العديد من المشكلات ما زالت موجودة، ولكن على اللبنانيين أن يعلموا أنهم ليسوا وحيدين في هذا الصراع، فالولايات المتحدة الأمريكية والمجتمع الدولي حازمان في دعمهما ومساعدتهما للبنان. بصفتي سفير الولايات المتحدة في لبنان،أنا ملتزم ببناء شراكة ناجحة لدعم المبادرات اللبنانية لتعزيز الديموقراطية، وتوسيع الفرص الاقتصادية وضمان العدالة والاستقرار. ولتكريم هؤلاء الذين خسروا حياتهم في الصراع لسيادة لبنان، ستواصل الولايات المتحدة العمل مع الشعب اللبناني لتحقيق رؤية رفيق الحريري للبنان متجدد، ولإدراك أحلام باسل فليحان من ازدهار وفرص اقتصادية لجميع فئات المجتمع اللبناني. تقف الولايات المتحدة مع الشعب اللبناني في سعيه نحو تأكيد الاستقلال وتعزيز الديموقراطية، إن التزامنا بدعم نداء لبنان للكرامة الوطنية والحقيقة والعدالة ثابت وغير قابل للنقاش. تقف الولايات المتحدة والأمريكيون مع لبنان وشعبه اليوم وغدا وفي المستقبل لبناء ودعم لبنان آمن، سيد، ديموقراطي، مزدهر وموحد".

 

الوزير العريضي عاد الى بيروت آتيا من قطر

وطنية - 13/2/2006 (سياسة) عاد وزير الاعلام الاستاذ غازي العريضي الى بيروت، ليل امس، من دولة قطر، عن طريق الامارات. وكان الوزير العريضي التقى في الدوحة امير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني،

 والنائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الطاقة والصناعة السيد عبد الله بن حمد العطية

 

القاضي فهد أحال 6 موقوفين الى القاضي مزهر

وطنية - 13/2/2006 (قضاء) ادعى مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي جان فهد، على ستة موقوفين، تبعا للادعاء الاساسي، وأحالهم الى قاضي التحقيق العسكري الاول رشيد مزهر طالبا اصدار مذكرات وجاهية بتوقيفهم.

 

الرئيس لحود في رسالة الى اللبنانيين عشية ذكرى استشهاد الرئيس الحريري

لبنان مصمم حتى النهاية على معرفة الحقيقة وتقديم المرتكبين الى العدالة ليس أمامنا الا الوحدة لمواجهة مخطط آثم كان وراء استشهاد الرئيس - الرمز

وطنية - 13/2/2006 (سياسة) أكد رئيس الجمهورية العماد اميل لحود، "ان لبنان، رئيسا وحكومة وشعبا ما زال مصمما حتى النهاية على معرفة الحقيقة في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري والنائب الشهيد باسل فليحان ورفاقهما وتقديم المخططين والمرتكبين والمتواطئين الى العدالة، أيا كانوا". واعتبر انه "ليس امام اللبنانيين الا بذل المزيد من الجهود في سبيل وحدتهم والتعالي عن جميع الصغائر السياسية الآنية لمواجهة المخطط الآثم الذي كان وراء استشهاد الرئيس - الرمز".

موقف الرئيس لحود، جاء خلال رسالة وجهها الى اللبنانيين عشية الذكرى الاولى لاستشهاد الرئيس الحريري والنائب فليحان ورفاقهما. وهنا نص الرسالة: "ايها اللبنانيون، انقضت سنة على الجريمة - الزلزال التي ضربت الوطن ومشاعر أبنائه، وطالت شظاياها احلامهم وطموحاتهم وحسهم بالامان والطمأنينة. هذه السنة الحزينة في تاريخ لبنان ومسيرته صوب الازدهار والرقي والعودة بقوة الى الساحتين الاقليمية والدولية، لم تنطوِ كغيرها من السني.0

بل ان لبنان، رئيسا وحكومة ومسؤولين وشعبا، ما زال مصمما حتى النهاية على معرفة الحقيقة في اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري والنائب الشهيد باسل فليحان ورفاقهما وتقديم المخططين والمرتكبين والمتواطئين الى العدالة، ايا من كانوا! ايها اللبنانيون، في هذه الذكرى المؤلمة، لا يسعني الا ان استذكر البصمات العميقة التي خلفها الرئيس الشهيد في تاريخ وطن احبه حتى الاستشهاد، وسعى في كل لحظة من حياته الى نفض آثار الحرب عن وجهه، واعادة اعماره بأرقى المشاريع واكثرها تطورا وحيوية، وجمع كل ابنائه تحت مظلة الوحدة، ومصلحة لبنان، وحرية الارض والنفوس. من اجل هذه الرؤية العزيزة على قلب الرئيس الحريري في حياته، والغالية قطعا على روحه، ليس امام اللبنانيين اليوم الا بذل المزيد من الجهود في سبيل وحدتهم العميقة، والتعالي عن جميع الصغائر السياسية الآنية، لمواجهة المخطط الآثم الذي كان وراء استشهاد الرئيس - الرمز، الذي جسد في شخصه معالم نهوض الوطن، واجتماع طوائفه وفئاته المختلفة في نظام سياسي ارتضوه ارضية صالحة لعيشهم المشترك بكرامة واحترام مبتادل.

ايها اللبنانيون، أغلى ما يمكن ان نعد به روح الرئيس الشهيد رفيق الحريري اليوم، هو ان جريمة اغتياله لن تكون بلا عقاب، واننا سنظل حزمة واحدة لنبرهن اننا شعب يستحق وطنه، واننا دولة متجذرة في التاريخ وتعيش للمستقبل، ولن ترضى بان يكون حاضرها رهينة في يد الخوف والتهديد والموت والاجرام. عشتم وعاش لبنان".

 

قيادة الجيش: الذخائر العائدة للمقاومة والمخزونة في الاراضي اللبنانية يرعى نقلها الى الجنوب البيان الوزاري لحكومة الاصلاح والنهوض الحالية

 وطنية -13/2/2006 (سياسة) صدر عن قيادة الجيش - مديرية التوجيه البيان الاتي: دأبت قيادة الجيش على اقفال المعابر الحدودية غير الشرعية ومراقبة الشواطىء لمنع اعمال التهريب، وقد تمكنت من ضبط العديد منها، والسيطرة على معظم المعابر البرية والبحرية، وهي لا تزال تتابع هذه الاجرءات ضمن الامكانات المتوافرة. اما الذخائر العائدة للمقاومة، والمخزونة داخل الاراضي اللبنانية، فان عملية نقلها الى الجنوب يرعاها البيان الوزاري لحكومة الاصلاح والنهوض الحالية، التي نالت ثقة المجلس النيابي المطلقة، وقد تضمن البيان ما حرفيته: "تعتبر الحكومة ان المقاومة اللبنانية هي تعبير صادق وطبيعي عن الحق الوطني للشعب اللبناني في تحرير ارضه، والدفاع عن كرامته في مواجهة الاعتداءات والتهديدات والاطماع الاسرائيلية، والعمل على استكمال تحرير الارض اللبنانية، والاستمرار في رفض التوطين الذي يخل بالحق العربي الفلسطيني، ويتناقض مع وثيقة الوفاق الوطني".

 

البطريرك صفير تسلم رسالة وتلقى اتصالا من النائب سعد الحريري

خوري: اللبنانيون موحدون في الدفاع عن الحرية والسيادة والاستقلال

وطنية - 13/2/2006 (سياسة) استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير، النائب السابق الدكتور غطاس خوري الذي نقل له رسالة من النائب سعد الحريري الذي اجرى ايضا اتصالا بالبطريرك صفير.

وقال خوري بعد اللقاء: "لقد حملت رسالة من النائب الحريري لغبطته مفادها اننا في ذكرى 14 شباط سيكون كل اللبنانيين موحدين في الدفاع عن حرية واستقلال وسيادة لبنان، واريد ان أكرر انه في مثل هذا اليوم من السنة الماضية كان الرئيس الشهيد رفيق الحريري يخطط مع حلفائنا من اجل الفوز بالانتخابات النيابية واحداث تغيير يحرر البلد ويعيد استقلاله، ولكن يد الغدر والاجرام قتلته في 14 شباط وكان رد الشعب اللبناني في 14 آذار بأننا توحدنا مسلمين ومسيحيين وقمنا بتحرير البلد، اليوم هناك محاولة للعودة بالانقسام في البلد ومحاولة اثارة الفتنة بين المسيحيين والمسلمين, والرد سيكون غدا في 14 شباط عندما نجتمع جميعا من اجل تأكيد سيادة واستقلال البلد ومن اجل ان نحرر ما تبقى من مواقع محتلة ومن اجل ان ينهض الشعب اللبناني بالاعباء الملقاة على عاتقه وان يزدهر وتعمر فيه الديموقراطية".

سئل: النائب وليد جنبلاط ايد بالامس العماد عون لرئاسة الجمهورية بعد التشاور مع غبطته. هل تؤيدون ايضا كتيار مستقبل العماد عون؟ أجاب: "نحن طرحنا عدة امور متعلقة بهذا الموضوع مع العماد عون في السابق، ونؤكد انه ليس المهم من يكون رئيسا للجمهورية بل نريد ان نعرف ماذا يريد ان يطبق وما هو البرنامج الذي يريد ان يطبقه, كيف سينهض بالبلاد وما هو البرنامج المحدد المتعلق بالمشاكل المطروحة، لا سيما وان هناك مشاكل عدة مطروحة وعلى رأسها العلاقات اللبنانية - السورية وكيفية التعامل مع القرارات الدولية ومن ضمنها ال 1559". واضاف ردا على سؤال: "كل المواضيع مطروحة للحوار لكن الاساس هي نظرة اي مرشح رئاسي لهذه الامور وكيف يرى الحلول لهذه الامور، هل هي حلول احادية او جامعة تنطلق من ارادة اللبنانيين جميعا".

سئل: الا تعتبر ورقة الحوار التي تمت بين العماد عون والسيد نصر الله صالحة لهذا الحوار الذي تتكلم عنه؟ أجاب: "اعتقد انه في هذه الورقة هنالك عدة نقاط غامضة ومنها ما هو الموقف من اتفاق اطلائف الذي على اساسه تأسست الجمهورية الحالية والدستور الحالي في لبنان، وايضا هنالك موقف غير واضح بما يتعلق بالتحقيق الدولي وآخر حول موضوع سلاح المقاومة، فاذا كانت هذه النقاط الاساسية غير واضحة فلا يمكن الاتفاق على اتفاق غير واضح".

سئل: هل ستشمل الاتصالات التي سيقوم بها النائب سعد الحريري البطريرك صفير والعماد عون والسيد نصرالله؟ أجاب: "اعتقد اننا نتصل بجميع القوى واليوم النائب الحريري اتصل بغبطته هاتفيا واننا منفتحون على جميع القوى السياسية، وفي النهاية فان الشعار الذي طرحه النائب سعد الحريري هو لبنان اولا، فاذا كان لبنان اولا فان كل القوى اللبنانية مدعوة للمشاركة في تحقيق شعار لبنان اولا".

سئل: ما هي اجواء البطريرك صفير؟ أجاب: "ان غبطته منفتح على كل الشعارات والطروحات التي تؤدي الى وحدة اللبنانيين وهو مع وحدة اللبنانيين التي تجلت في 14 آذار وان شاء الله ستتجلى في 14 شباط". سئل: هل تتخوفون من دخول بعض المندسين يوم غد بين المتظاهرين وهل من اجراءات للحؤول دون ذلك؟ أجاب: "أنا لست في موقع المسؤولية للاجابة عن هذا السؤال، انما اقول ان ارادة اللبنانيين أقوى".

سئل: البعض متخوف من عودة النظام السوري الى لبنان كما حصل في العام 1987 وما العمل لمواجهة ذلك؟ أجاب: "14 شباط القادم ومن ثم 14 آذار القادم, هذه هي الرسالة ووحدة اللنانيين هي الكفيلة بعدم تكرار ما حصل وعلينا ان نذكر دائما بأننا مستعدون للدفاع عن حرية لبنان".

وردا على سؤال, قال: "القوى السياسية في لبنان تأخذ بعين الاعتبار ارادة الناس وانا اؤكد انه لا قوى سياسية دون ارادة الناس, والشعب اللبناني الذي شارك في 14 آذار لم يكن فقط محركا من القوى السياسية، جزء منه كان محركا من قبل القوى السياسية ولكن الجزء الاكبر كانت ارادة اللبنانيين في التعبير عن حريتهم واستقلالهم".

سئل: هل هناك خوف من عودة الاوضاع كما كانت عليه قبل 14 شباط الماضي؟ أجاب: "هنالك محاولات للعودة الى الوراء، لكن ايضا هنالك ارادة تقدمية للأمام وهي سوف تكون الأقوى".

بعدها استقبل البطريرك صفير المحامي جورج نعيم الذي قال بعد اللقاء: "تشرفت بزيارة هذا الصرح الوطني الكريم، الذي هو منزل لجميع اللبنانيين على حد سواء، وكان لي عظيم الشرف بلقاء صاحب الغبطة تاركا بين يديه أمر ترشحي للانتخابات النيابية الفرعية عن دائرة بعبدا-عاليه".

اضاف: "كوني لست حزبيا، ولا انتمي الى اي من التيارات السياسية سوى تيار لبنان الواحد السيد الحر المستقل دائما وابدا، وكوني لم أكن مرشحا في الانتخابات النيابية العامة, التي جرت منذ سبعة أشهر، تلك رسالة ، ملؤها المحبة والثقة بلبنان الواحد السيد الحر المستقبل، مع الانفتاح على جميع الدول القريبة منا والبعيدة عنا، بالطرق القانونية، وعبر القنوات الديبلوماسية، أتوجه بها الى جميع الفرقاء اللبنانيين و لهم حرية اتخاذ القرار بالتضامن في ما بينهم، لما يرون فيه مصلحة لبنان واللبنانيين اولا وآخرا. وبموجب هذه الرسالة، اذا ما تم التوافق على شخصي، اعتبر حينها مرشحا توافقيا، اما في حال وصولي الى الندوة النيابية، فسوف أكون نائبا توفيقيا".

ثم استقبل البطريرك صفير وفدا من جمعية نساء المستقبل برئاسة رئيسة الجمعية السيدة عايدة الشريف واعضاء الهيئة الادارية بحضور الدكتور داوود الصايغ. ونقل الوفد للبطريرك صفير تحيات السيدة نازك الحريري قرينة الرئيس الشهيد رفيق الحريري وسلمه رسالة منها وقدم له هدية رمزية هي عبارة عن ايقونة للسيدة العذراء. وأشارت الشريف بعد اللقاء: "الى ان الوفد قدم استنكاره باسم السيدة الحريري للاحداث التي حصلت في الاشرفية"، وشددت على "احترام الموقف الوطني السليم الذي اتخذه ابناء الاشرفية"، معتبرة "اننا سنستمر معهم يدا واحدة في طريق الحرية التي استشهد من اجلها الرئيس الحريري"، ومؤكدة "ان ما حصل ليس من شيم اي دين او خلق, ونحن سنتعالى على جميع هذه الامور عبر الوحدة والتضامن".

والتقى البطريرك صفير على التوالي: رئيس جمعية المصارف الدكتور فرنسوا باسيل وعرض معه للاوضاع العامة والمالية، رئيس اتحاد بلديات قضاء جبيل المحامي فادي مارتينوس، وفدا سياحيا بريطانيا، الامير عادل ارسلان، وفدا اميركيا من كنيسة يسوع المسيح برئاسة بروس هيفين. ورافق الوفد مدير المركز الكاثوليكي للاعلام الاب عبدو ابو كسم.

 

العثور على منشورات اسرائيلية في صور تحمل على "حزب الله"

وطنية - صور 13/2/2006 (متفرقات) افاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" في مدينة صور، انه عثر صباح اليوم في الآثار البرية المحاذية لمخيم البص - صور على كمية من المنشورات، على غرار المنشورات التي القاها الطيران الحربي الاسرائيلي المعادي منذ ثلاثة اشهر على طول المنطقة الساحلية الممتدة من صور وصولا الى العاصمة بيروت والضاحية الجنوبية. وتضاربت المعلومات في ما اذا كانت هذه المنشورات القتها طائرات العدو مجددا، ام انها من مخلفات المرة السابقة كونها تحمل المضمون ذاته ونوعية الورق ذاتها. وتحمل للمرة الثالثة "حزب الله" مسؤولية ما يجري في الجنوب.

كما ترددت رواية ثانية، وهي ان مظلة من مخلفات الطائرات الاسرائيلية عثر عليها بعض الصبية في "جب قصب" محاذ لمنطقة الآثار تحتوي على هذه المنشورات قاموا باتلافها وبعثرة المنشورات التي في داخله". وافاد بعض المواطنين انهم استفاقوا فجر اليوم على سماع دوي انفجار، رجح انه ناتج عن المظلة التي القيت.

 

مركز الخيام: الجيش اوقف خمسة اشخاص لتوزيعهم بيانات تنتقد الحكومة

وطنية - 13/2/2006 (سياسة) اعلن مركز الخيام لتأهيل ضحايا التعذيب، في بيان اصدره اليوم، ان الجيش اللبناني اوقف خمسة عناصر من "اتحاد الشباب الديموقراطي" بسبب توزيعهم بيانات تنتقد سياسة الحكومة. وقال المركز "ان هذه الممارسات اعتداء على الحريات العامة التي يكفلها الدستور وعودة الى الممارسات اللاديموقراطية نفسها التي كانت تنفذها الاجهزة الامنية السابقة. ولفت الى "ان مثل هذه الاعتقالات قد تكررت في الاشهر الماضية بحيث طالت هيئات اجتماعية وسياسية معارضة للحكومة، مما يتطلب ادانة هذه الممارسات، ودعوة هيئات المجتمع المدني الى رفع الصوت عاليا ضد الاعتداء على حرية الرأي والتعبير". وطالب الحكومة والاجهزة المعنية ب"الاقلاع عن التمادي في انتهاكات حقوق الانسان والافراج عن الشبان الموقوفين".

 

السنيورة يلتقي سعود الفيصل في الرياض 

الإثنين 13 فبراير - أ. ف. ب. الرياض: اجتمع رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة اليوم فور وصوله الى السعودية مع وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل في مقر إقامته بالرياض.

وقال لمصدر مطلع ان "الاجتماع تناول تطورات الاوضاع المحيطة بلبنان والمنطقة" وان السنيورة "عرض رؤيته ووجهة نظر الحكومة اللبنانية تجاه هذه الاوضاع ودقة الوضع الذي يمر به لبنان في هذه المرحلة".

واكد المصدر ان رئيس الحكومة اللبناني الذي تستغرق زيارته للملكة يوما واحدا، "سيلتقي في وقت لاحق اليوم الاثنين بالعاهل السعودي عبدالله بن عبد العزيز وبالممثل الاعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا الذي يزور الرياض". من جهته، اكد وزير الخارجية السعودي في تصريح للصحافيين في اعقاب الاجتماع الذي استمر ساعة ونصف الساعة، "استمرار دعم ومساندة السعودية للبنان في كل ما فيه خير للاشقاء في لبنان" مشيرا الى ان السنيورة كان "مستفيضا في شرح الاوضاع في لبنان".وتاتي زيارة السنيورة الى السعودية عشية الذكرى الاولى لاغتيال رئيس الحكومة اللبناني السابق رفيق الحريري الذي ينتمي السنيورة الى تياره، "تيار المستقبل" الذي بات يقوده سعد نجل رفيق الحريري.

 

 «حزب الله» عن جنبلاط: منافق وخائن

اعلن نائب رئيس المجلس السياسي في «حزب الله» محمود قماطي «اننا مع التوافق وان يتوصل الجميع الى وفاق في الانتخابات الفرعية في دائرة بعبدا ـ عاليه»، لافتاً الى «اننا وعلى عكس غيرنا مع الوفاق من موقع القوة ومن الموقع الذي يستطيع ان يغير المعادلة وينتصر في الانتخابات، بينما الآخرون يفتشون اليوم عن التوافق لانهم يعلمون انهم خاسرون في المعركة ان خاضوها». وقال خلال مسيرة حاشدة نظمها «حزب الله» في بلدة الزرارية في الجنوب، لمناسبة الثالث عشر من محرم: «اذا حصلت الانتخابات فلن نكون مع الذين خانوا وكذبوا ونافقوا ومع الذين اتخذوا خيارات ورهانات التواطؤ مع الخارج على حساب وطنهم وحريته وقوته وسلامته»، في اشارة غير مباشرة الى الزعيم الدرزي النائب وليد جنبلاط.

 

العماد عون شرح للسفير الأميركي "عبارات في ورقة التفاهم كي لا تفهم خطأ":

التفاهم له ابعاده الايجابية ووضعناه في نطاقه لئلا يفسر مزاجيا

بيار دكاش يتمتع بالصفات اللازمة والتمثيلية ليكون مرشحا توافقيا

وطنية 13 شباط 2006

استقبل النائب العماد ميشال عون، صباح اليوم في الرابية، السفير الاميركي جيفري فيلتمان الذي لم يشأ التصريح بعد اللقاء. وقال العماد عون: "بعدما صدرت ورقة التفاهم مع "حزب الله"، هذا اول لقاء مع السفير فيلتمان، ولقد سمعنا تعليقات خارجة عن ورقة التفاهم.

وقد اردنا ان نضع هذا التفاهم ضمن نطاقه الصحيح، ضمن النصوص الموضوع فيها، كي لا يفسره كل على ذوقه ويعطيه ابعادا ليست فيها. التفاهم فيه ابعاده الايجابية والصحيحة، وقد وضعناه ضمن هذا الاطار والذي يريد الاستفسار فنحن نعطيه التفسير في العمق؟

سئل: ديفيد ولش انتقد اللقاء بينكم وبين "حزب الله"، فهل يأتي اللقاء مع السفير الاميركي ضمن هذا الانتقاد، وهل كانت هناك انتقادات سلبية؟ اجاب: "لم يكن هناك من انتقادات سلبية بل طلب لشرح العبارات لكي لا تفهم في شكل خاطىء".

سئل: هل وصلتك رسالة من الادارة الاميركية ؟ اجاب: "الذي اريد ان اقوله قلته".

سئل: ما هي المعطيات لانتخابات بعبدا- عاليه؟ اجاب:"حتى الآن لم تصلني اي معلومات. المرشح التوافقي يجب ان تكون لديه الصفات اللازمة وصفة تمثيلية ليكون توافقيا. ومن نعنيه هو المرشح بيار دكاش".

سئل: هل اعطيت وقتا معينا؟ اجاب: "كلا".

سئل: النائب جورج عدوان قال انه لم يدخل باسماء معك ولكن تباحثتم في المبادىء والشروط التي يجب تتوافر في المرشح؟ اجاب:" من اجل صدقيتنا ايدنا الدكتور بيار دكاش لانه يتمتع بالصفات".

سئل: يقول النائب عدوان ان المرشح التوافقي يجب الا ينتمي الى كتلة سياسية؟ اجاب:" لقد اعطيناه حرية الانتماء، منذ ان ترشح فهو حر كي يجلس اينما اراد ولديه الاستقلالية في القرار".

سئل: هناك معلومات تقول ان سوريا ستفرج عن 40 او اكثر من المعتقلين اللبنانيين في سجونها، ما هو تعليقك، وهل القرار نتيجة ورقة التفاهم مع "حزب الله" او هل هي مبادرة فردية؟ اجاب:" لماذا بعد 30 عاما صدر مثل هذا القرار؟ لماذا صدر بعد ورقة التفاهم ؟

سئل: لماذا لا تتحدثون عن الامور الايجابية جنرال؟ اجاب:" نحن نريد ان يتعود الشعب ان ينظر الى الامور الايجابية وان يكون له روح نقدية على ما يحكى في التلفزة وعلى التعليقات السلبية. فعلى مر العمر كله، نرى الاشخاص يكتبون ليشددوا على الروح الخلافية والسجالات ولا احد ينظر بالشكل الايجابي. نحن نترك للناس ان ترى الاعمال. ولا نريد ان نعلق لكي لا نؤول. لقد عقدنا تفاهما مع "حزب الله" على مواضيع ضمن الحدود اللبنانية، وقد انتقدونا وربطونا بايران ودمشق وتحدثوا عن كل السلبيات غير الموجودة".

سئل: ما رأيك بالخرائط التي ابرزها النائب وليد جنبلاط؟ اجاب:" يجب ان نفتح تحقيقا في هذه الخرائط، اما من يحدد هوية مزارع شبعا فهي السلطة التي تعطي سندات التمليك. فطالما سندات التمليك صادرة عن السلطة اللبنانية فهي اراض تحت السيادة اللبنانية، واذا صدرت عن سوريا فتكون ذات سيادة سورية. اما الخرائط فيمكن ان نرميها ويجب ان ترسم خريطة جديدة".

 

مصادر وزارية تنتقد "تقاعس" المسؤولين

عن ملء المراكز الديبلوماسية المهمة في الخارج

كتب خليل فليحان: النهار 13/2/2006

نُقل عن رئيس الجمهورية اميل لحود ان ليس لديه مرشحون لملء السفارات اللبنانية الشاغرة بسفراء ولا سيما في بعض عواصم القرار. وهو وضع مبادئ للموافقة على اي مرشح لاي سفارة ابرزها ثلاث: الكفاية والآدمية والولاء للعمل الديبلوماسي المنتج وارسال معلوماته الى وزارة الخارجية والمغتربين وليس الى الشخص الذي كان وراء تعيينه. وقالت مصادر وزارية ان لحود ابلغ ذلك الى رئيس الوزراء وآخرين معنيين بموضوع التعيينات والتشكيلات الديبلوماسية على مستوى السفراء وانه يؤيد اجراءها دون تأخير.

واستغربت العجز الرسمي عن ملء المراكز المهمة الشاغرة في هذا الظرف الدقيق الذي تولي فيه الاسرة الدولية لبنان عنايتها. وقارنت بين تخطيط وزارة الخارجية الاميركية لاعادة هيكلة السفارة في لبنان باضافة ثلاثة ديبلوماسيين متجاوبة مع اقتراح للسفير جيفري فيلتمان بسبب كثرة الملفات التي تستوجب عددا اكبر من الديبلوماسيين وعجز الحكومة اللبنانية عن تعيين سفير بديل من السفير الحالي الذي لم يصحبه رئيس الوزراء فؤاد السنيورة معه الى اللقاءات التي عقدها مع المسؤولين الاميركيين لدى زيارته الاخيرة لواشنطن في ايلول الماضي.

وقالت: "صحيح ان وزير الخارجية والمغتربين كان في عداد الوفد لكن السفارة لم تكن ممثلة على عكس ما هو معمول به في اية دولة من دول العالم. والسبب يعود، وفق مصدر في السرايا، الى قلة ثقة السنيورة بالسفير فريد عبود. وسألت لماذا الاستمرار في شلل دور السفير؟ ولماذا لا ينقل الى مركز آخر؟ أيجوز ابقاء هذا المركز الحساس بعد التغيير الجذري الذي طرأ على السياسة الاميركية في لبنان بعد 14 شباط 2005 على ما هو عليه؟ وكما اصبح معروفا ايضا في قصر بسترس وفي السرايا فان علاقة عبود بالخارجية الاميركية وتحديدا بالمسؤولين فيها عن ملف الشرق الاوسط وعلى الاخص لبنان ليست على ما يرام وعبود معروف من عدد من كبار المسؤولين الاميركيين وفي مقدمهم وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس عندما كانت مستشارة الرئيس لشؤون الامن القومي وزارت منزل السفير  اللبناني وحذرت من التجديد للرئيس لحود عندما اعربت عن رغبتها في رؤية رئيس جديد للجمهورية في لبنان.

ولفتت الى ان لحود اقلع عن تمسكه ببقاء عبود في مركزه في واشنطن عندما اختلف مع الرئيس رفيق الحريري. وقالت: حري بالحكومة ان تقتدي بما قامت به وزارة الخارجية الاميركية وان تقرر اعادة هيكلة السفارات اللبنانية في الخارج لمواكبة الاستعدادات وما يفيد لبنان منها مثل تعيين ملحق اقتصادي او تجاري لمتابعة الاستعدادات الدولية سواء في الولايات المتحدة او في الدول الاوروبية لمساعدة لبنان في المؤتمر الدولي المنوي عقده بدعم اميركي لافت ومؤازرة اميركية وبريطانية وايطالية والمانية وسعودية والبنك الدولي اضافة الى صناديق تمويل اخرى.

وانتقدت تقاعس الحكومة عن عدم تعيين رئيس لبعثة لبنان الدائمة لدى الامم المتحدة بعد خلو هذا المركز بوفاة السفير سامي قرنفل مشيرة في المقابل الى اقدام الامين العام للامم المتحدة كوفي انان على توسيع ممثله في صلاحيات جنوب لبنان لتشمل حقولا وشؤونا في الداخل اللبناني وذلك تقديرا منه لدور المجتمع الدولي تجاه لبنان. ولفتت الى ان الرئيس عمر كرامي تمكن من نقل السفير السابق لدى السعودية لكنه لم يعين بديلا منه ولا فعلت ذلك الحكومة الحالية وهذا يندرج في سياق العجز الرسمي الرفيع المستوى. وسألت ايجوز ابقاء السفارة اللبنانية في الرياض من دون سفير كل هذه المدة؟ هذه المرة الاولى يحدث ذلك في تاريخ العلاقات اللبنانية – السعودية. وتجدر الاشارة الى ان مراكز اخرى مهمة ستشغر ابرزها في السفارات في اليابان وبريطانيا ومنظمة الاونيسكو ومصر والهند ومراكز في الادارة المركزية اضافة الى ان السفارتين في ليبيا والعراق ممثلتان الى الآن على مستوى القائم بالاعمال. واشارت الى اعادة الحكومة فتح سفارتين في قازقستان وتايلاند. ولفتت الى ان 17 سفيرا مضى على وجودهم في الخارج 10 سنين ويجب نقلهم الى الادارة المركزية وهم موزعون على عدد من السفارات في معظم القارات فيما هناك اكثر من 14 سفيرا في الادارة المركزية حان وقت نقلهم الى البعثات في الخارج. ودعت الى اعطاء الديبلوماسي اللبناني دورا مختلفا في القرن الحادي والعشرين لمواكبة التطورات المتسارعة وتمكينه من مساعدة لبنان اكثر في شتى المجالات وابعاده عن سياسة المحاور.

 

جنبلاط عرض خريطة للجيش تعود لعام 1962 تظهر المزارع خارج الحدود اللبنانية

المختارة – "النهار": 13/2/2006-كشف رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط  عن خريطة للجيش يعود تاريخها الى عام  1962 تظهر ان منطقة مزارع  شبعا خارج الحدود اللبنانية. وابرز خريطة "مزورة"  سلمه اياها عام 2001 المدير العام السابق للأمن العام اللواء الركن جميل السيد، تظهر "كيف نقلت حدود لبنان من  مكان الى آخر لكي تصبح مزارع شبعا داخل  حدود لبنان".

وقال جنبلاط لدى استقباله امس وفدا ضم مئات المهندسين من قوى 14 آذار: "كل حركة استقلال لبنان مبنية على هذه الخريطة.  وتسهيلا للامر، هناك خريطة اكبر حجما ايضا موجودة، لدى الجيش اللبناني تعود الى عام 1962 وتظهر فيها  حدود لبنان مع اسرائيل، ومع سوريا. اما السؤال فهو:  من اين هذه الخريطة؟ فكل الافرقاء اللبنانيين الذين  تحاربوا في الماضي، بمن فيهم  الفلسطينيون، استخدموا خرائط الجيش ولم يخترع احد البارود. هذه الخرائط  لعام 1962 توضح حدودنا مع سوريا، ونرى فيها مثلا المجيدية  بعيدة عن الحدود، وانا لست مهندسا، نحو كيلو متر واحد. ونرى  مغر شبعا داخل سوريا، وغيرها من القرى داخل سوريا، واضحة جدا.  هذه خريطة الجيش عام 1962، وقد تغيرت معالم الحدود  عام 2001، لكن على مدى  الاعوام الـ 40  الماضية كان هناك خط معترف به".

واضاف: "الدكتور عصام خليفة ابرز خريطة ربما تعيدنا الى عام 1923او 1943، لكن على الاقل وعلى مدى فترة السنوات الاربعين، كانت هذه الخريطة (للجيش)، الواضحة بيننا وبين سوريا. فجأة وعندما كنا في حال "غزل" مع نظام الوصاية وتحديدا مع احد رموزه وهو اليوم  في السجن جميل السيد، اخرجت  خريطة جديدة. هذه الخريطة  اعطاني اياها جميل السيد اخطأ و"كمشناه". فجأة ازيحت الحدود الى الداخل،  واذ ذاك  خرجت نظرية تحرير مزارع شبعا. صحيح آنذاك  ان الحكومة اللبنانية،  تحت الوصاية، وافقت على الامر. لكن اساس الموضوع  على هذه الخريطة  ومبدأ تحرير مزارع  شبعا من خلال المقاومة، يقف الحد بين بناء  الدولة وعدم بناء الدولة. تلك الخريطة تسمح لقوة مسلحة  بالسيطرة على الجنوب بدون دولة واستخدام الجنوب عبر الحلف اللبناني – السوري – الايراني الى افق غير محددة من اجل مصالح النظام  ومصالح الجمهورية  الاسلامية الايرانية، ويبقى لبنان اسيرا".

وقال:"ارضنا تحررت عام 2000. واذا كنا نعود الى الخريطة الثانية عندئذ لبنان  يعود اسيرا لنظام الوصاية،  وبالتالي يكون مصير الاستقلال ولبنان مجهولين عشرات السنين اذا لم نقل اكثر. هذا هو الموضوع كله واتمنى  ان يطلع كل واحد منكم كيف ازيحت  الحدود الى ملكية،  صحيح عقاريا  لبنانية، انما الحدود الرسمية ليست لبنانية. اما طريقة  استعادتها،  فهناك طريقتان اولا  تثبيتها  من الحكومة السورية: ماذا قال في خطابه الاخير (الرئيس السوري بشار الاسد)؟ قال ان ذلك مطلب اسرائيل. هذا ما قاله بشار الاسد في آخر كلام له  في شأن  مطلب تثبيت لبنانية مزارع شبعا. انه مطلب اسرائيلي، لماذا؟ كي يبقى لبنان من خلال حلفائه  الذي نقدر لهم تضحياتهم،  ولكن لبنان اولا. القداسة للبنان وليس لغير لبنان. يبقى لبنان رهينة. رهينة اطماع  النظام السوري واطماع  الجمهورية الاسلامية. وكل حلمنا  وحلمكم  في الاستقلال عندئذ يقف. ووفق وثيقة الطائف والتي هي واضحة،  لا تستطيع ان ترسل  الجيش الى الجنوب وتطبيق اتفاق الهدنة، لأنه ما دام هناك غير الدولة احزاب وتنظيمات تملك السلاح، ينتفي سبب وجود الدولة. لا دولة في العالم تقبل بأحزاب  وتنظيمات مسلحة  على ارضها، وعندما قلنا بالحوار،  الحوار لا يعني  اطلاقا الغاء تطبيق القرار 1559. هناك قرارات دولة ونحن كلبنان قمنا بكل واجباتنا في المصالحة  وفي التحرير، اما رهن لبنان الى ما لا نهاية فأتصور  ان غالبية اللبنانيين ضد هذا الامر،  ونحن لسنا بأكثرية وهمية، كما قال احدهم في احد الاحتفالات، امس، لا  اطلاقا. لكن مطلوب الوضوح في الرؤية  كي نستمر  في مسيرة  الاستقلال والحرية والسيادة".

وشدد جنبلاط  على ان "على تفسير هاتين الخريطتين  يتوقف مستقبل لبنان، وهناك ايضا هنا في القاعة خريطة الامم المتحدة، الخط الازرق الذي بناء عليه اقرت الامم المتحدة ان لبنان نفذ القرار 424، فجأة "طلعت" خريطة عام  2001 ونظرية مزارع شبعا، وعلى هذه القاعدة يعني الامر انه للاسف  الجيش لا يستطيع السيطرة عليها وعلى اكثر من ثمانية معابر. ويوم الجمعة ليلا، مرت من المكان  قافلة من السلاح والصواريخ على تلك الحدود  باسم احد  التنظيمات المسلحة في لبنان اوقفها  الجيش ثم سارت، وكل يوم هناك تسلل،  وما دام  يوجد دولة مقسومة الولاء، من جهة حكومة، وصحيح هي  حكومة  الاكثرية  ولكن، من جهة ثانية، رئيس الجمهورية فرضته الوصاية السورية مما يعني انه ليس رئيس  جمهورية لبنانيا،  وهو تاليا  ينفذ تعليمات النظام السوري، وهو يوقف كل التشكيلات  الامنية والديبلوماسية  والادارية وحتى القضائية، البلد في تناقض هائل. لكن كل ذلك  لا يلغي الجوهر الى اين لبنان؟ وجميلة المزايدة  في المهرجانات  ذات التنظيم الفولاذي كما سماها علي حماده، فليعطونا  الامكانات نفسها او لتعط لأي حزب منا ومنكم او اي تنظيم  يتمتع بالإمكانات الهائلة نفسها 300، 400 مليون دولار من ايران يعمل اي كان دويلات ضمن الدولة. لا، نحن مشروعنا دولة،  بناء دولة. لذلك نفهم اليوم، اكثر من اي وقت مضى وقبل يومين من ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري، لماذا قتل الحريري واغتيال مشروع الدولة، لأن رفيق الحريري لم  يكن مقتنعا بهذه الخريطة عام 2001. ولذلك اغتيل، ولهذا اغتيل الآخرون الذين كانوا يطالبون بالسيادة والاستقلال والحرية،  هذا هو الواقع بكل صراحة وقد اعطيت  الخطوط  العريضة  الاساسية".

 

حزب اللـه": اذا حصل الانتخاب الفرعي فلن نكون مع الذين خانوا وتواطأوا

نظّم "حزب الله" مسيرة حاشدة في بلدة الزرارية في الجنوب، لمناسبة الثالث عشر من محرم، تقدمها نائب رئيس المجلس السياسي في الحزب محمود قماطي. وجابت المسيرة شوارع البلدة حاملة صورا للقادة والرايات الحسينية واللافتات المنددة بالاساءة الى مقام النبي محمد، وشارك فيها افواج من اشبال وفتية كشافة الامام المهدي الذين وضعوا عصبات كتب عليها "لبيك يا حسين، لبيك يا محمد، لبيك يا عباس".

وختاما القى قماطي كلمة اكد فيها ان "المقاومة هي التي اعطت لبنان القوة". وتطرق الى الانتخاب الفرعي في دائرة بعبدا – عاليه، فقال: "اننا مع التوافق وان يتوصل الجميع الى وفاق، وعلى عكس غيرنا نحن مع الوفاق من موقع القوة ومن الموقع الذي يستطيع ان يغير المعادلة وينتصر في الانتخابات، بينما الآخرون يفتشون اليوم عن التوافق لانهم يعلمون انهم خاسرون في المعركة اذا خاضوها".

اضاف: "ان حصلت الانتخابات فلن نكون مع الذين خانوا وكذبوا ونافقوا او مع الذين اتخذوا خيارات التواطؤ مع الخارج على حساب وطنهم وحريته وقوته وسلامته". كما نظم الحزب مسيرات مماثلة في بلدتي عدلون والسكسكية. نظم "حزب الله" مسيرة حاشدة في مدينة النبطية إستنكاراً للرسوم الكاريكاتورية التي نشرتها صحف الدانمارك. تقدم المسيرة رافعو الاعلام وصور الامام الخميني والقادة الروحيون وسط تعزيزات أمنية مشددة اتخذها رجال قوى الأمن الداخلي بمؤازرة عناصر من الجيش. وفي ختام المسيرة القى المسؤول في المنطقة الثانية في الجنوب علي عمار كلمة.

 

طبارة:اذا غاب التـوافق فسنؤيد مرشح "القوات"

النهار 13/2/2005 قال النائب بهيج طبارة  في حديث الى إذاعة "صوت لبنان"، ان "لبنان فقد برحيل الرئيس الشهيد رفيق الحريري دعامة اساسية من دعائم البلد". ولاحظ ان "حجم الرئيس الشهيد كان اكبر مما هو مسموح به". لافتا الى انه "للمرة الاولى في تاريخ الامم المتحدة يضع مجلس الأمن يده على ملف اغتيال زعيم سياسي فور وقوعه".   وشدد على "اهمية الغطاء الدولي"، مشيرا الى "ان استحقاقا جديا سيعلن في حزيران المقبل موعد انتهاء الاشهر الستة المحددة لمهمة رئيس لجنة التحقيق الدولية القاضي سيرج برامرتس".   واستنكر "ما حصل من اعمال شغب في الاشرفية"، داعيا الى "محاسبة المقصرين باتخاذ التدابير اللازمة". وقال:" ان المطلوب اليوم استعجال التحقيق القضائي لاعلان المسؤول عن هذه الاعمال".

ولفت الى "ان القرار 1559 مضت عليه شهور، والوقت حان للجلوس الى الطاولة لاجراء حوار". وشدد على "الحلف الاساسي بين تيار المستقبل واللقاء الديموقراطي  والقوات اللبنانية، وتحالفات التيار واضحة"، معتبرا انه "في حال عدم حصول توافق في الانتخابات الفرعية في بعبدا – عاليه، فتيار المستقبل سيؤيد مرشح القوات اللبنانية". وأشاد "بوفاء الرئيس الفرنسي جاك شيراك للرئيس الشهيد رفيق الحريري"،  مشدداً على "ان الجهات المتورطة في اغتيال الرئيس الحريري اخطأت في التقدير، اذ كانت تعتقد ان الناس ستنسى الرئيس الشهيد بعد فترة قصيرة وتنتهي القصة". واضاف: "ان لبنان الذي نتمناه هو الذي كان يطمح اليه الرئيس الحريري وطن العيش المشترك الحقيقي في ظل وحدة وطنية صحيحة، بلداً ديموقراطيا، مع احترام حرية رأي الآخر". ووصف المرحلة الراهنة بـ"الانتقالية". وحض على "الاتفاق على جدول الحوار الذي سيجرى في مجلس النواب".  وقال ردا على سؤال: "ان سلاح المقاومة مبرر بوجود احتلال اسرائيلي على جزء من لبنان". واوضح "ان النائب وليد جنبلاط تحدث عن موضوع مزارع شبعا التي لم تتحدد هويتها في شكل دولي، وان المجتمع الدولي يعتبر ان لا مبرر لعمل المقاومة، وبالتالي سلاح المقاومة يجب الا يكون موجودا".   ورأى "ان المطالبة بترسيم الحدود واثبات لبنانية المزارع تجعل سلاح المقاومة مبررا".

 

هل تحوّل مجلس النواب الى محكمة تفتيش ؟

بقلم الأب جوزف كميل جبارة – النهار 13/2/2006

استهجنت كثيراً وانا اتابع جلسة مجلس النواب في اثناء مناقشة موازنة 2005 (30/1/2006)، ردة فعل احد النواب المسلمين الملتزمين الذي نجلّ ونحترم، عندما انتصب وطالب بشطب عبارة "أصمت يا يوسف" من محضر الجلسة. عبارة ختم بها زميل له، مسيحي، خطابه الذي ألقاه تحت قبة البرلمان.

لا جرم ان حرية الرأي والمعتقد يصونها الدستور اللبناني، وتؤكد عليها شرعة حقوق الانسان. فلكل امرئ ان يدين بالدين الذي يراه مناسباً له، شرط ان يحترم دين الغير ومعتقده. ولكن ما يؤسف له ان بعضنا (أقول بعضنا لانني على اعتقاد تام انه يوجد ايضاً في المسيحية العديد من الاشخاص على هذا الطراز) قد نصبوا انفسهم محامين عن الله وانبيائه. وكأن العلي جلّ جلاله عاجز هو ومن اصطفى من المرسلين الدفاع عن انفسهم. هل يُعقل ان تنال عبارة شعرية كمثل التي قيلت في مجلس النواب وفي الاطار الذي قيلت فيه من قداسة يوسف وبرارته؟ لست في معرض الدفاع عن القائل وعن عبارته، ولا في موقع النيل ممن اعترض على هذه العبارة. لا. ولكن ردة الفعل اثارت في نفسي بعض التساؤلات والافكار اوجزها في الآتي:

هل مجلس النواب هو مكان للتشريع وللحياة الديموقراطية، ام انه محكمة تفتيش، تنظر في ما اذا كان هذا التعبير او ذاك يتماشى مع الاصول اللاهوتية والفقهية، وبالتالي يمكن الاخذ به او منع استعماله؟ في بلد كلبنان قائم على مبدأ التعددية الدينية وعلى احترام الآخر الذي يختلف عني، هل يحق لابناء دين معين ان يفرضوا على ابناء دين آخر وجهة نظرهم اللاهوتية، وطريقتهم في التعبير، وجواز استعمال هذه المفردات او تلك عندما يدور الكلام عن الانبياء المشتركين فيما بينهم؟ ان يتكلم مسيحي عن النبي محمد بما لا يتناسب والمفاهيم الاسلامية ويعترض عليه احد المسلمين، فلا ضير في ذلك. ولكن ان يُفرض على المسيحي طريقة معينة في الكلام عن الانبياء الواردين في كتابه المقدّس فذاك شيء لا يتفق ومفهوم حرية الرأي ومبدأ قبول الآخر المختلف، واحترام رأيه وطريقته في التعبير.

 

أي دولة تقوم على الأمن الرضائي ؟

بقلم جورج عبيد - السفير

اوجعنا كلنا الى اية ملة من ملل الله انتمينا، مشهد التطاول على رسول المسلمين. بالقدر الذي اوجعنا مشهد التطاول على كنائس  العراق بالمتفجرات. فنحن كلنا مجروحون بمنطق الارهاب ايا كان مصدره.

ما حصل في الدانمارك على الاطلاق ليس بريئا من العيب. انه يتماهى كليا مع تدمير الكنائس في العراق، وتماهى الان مع ما حصل في لبنان من خلال الاعتداء على كنيسة مار مارون وعلى كنيسة مار نقولا وعلى مطرانية بيروت الارثوذكسية (...) ان رسم صحيفة دانماركية لكاريكاتور يطال الرسول محمد، لا يواجه بمجرد ادانات، ولا تاليا بالتظاهرات العشوائية. ذلك ان الاصطفاف الاسلامي ينبغي ان يخرج من مجرد ردة الفعل الهائجة المائجة والمنطلقة من اللاوعي، الى قراءة وجودهم وفعل وجودهم، بعيدا عن اي الهام يأتي من هنا او هناك. او بعيدا عن اي دفع للصدام مع الآخرين. المسألة كما تبدو دقيقة للغاية على مستوى المنطقة كلها. فهناك توجه لجعل المسلمين في مواجهة مع سواهم ضمن ابواب سياسية وحضارية وثقافية. وهذا يتطلب من عقلاء المسلمين دراسة هذا الواقع بعيدا عن الانفعالات العاطفية وما اليها.

هذا التوصيف هو المقدمة الواضحة للدخول الى الواقع اللبناني، في ضوء ما حصل يوم الاحد الفائت من اعمال شغب، بدت في معظمها عملية انتقامية، لا تمت بصلة الى دولة الدانمارك، بقدر ما تمت بصلة الى التفاصيل اللبنانية، والتي تتراكم طوائفيا محدثة الخلل والعطب في البنية اللبنانية. يزين لي ان جزءا من اطروحة صدام الحضارات، يراد له، ان ينساب الى لبنان المختبر الكبير، للقاء الاديان والحضارات، بلبوس دولي واقليمي. لقد امعن المشاغبون في اشعال هذه التفاصيل لتبدو احراقا كاملا لمبدأين اساسيين: مبدأ التواصل بين اللبنانيين من خلال اللقاء الوطني والسياسي بين المسيحيين والمسلمين. ومبدأ نهوض الدولة الفعلية والكاملة، التي تدفع اللبنانيين الى المزيد من الامان والاطمئنان. المبدأ الاول، ظهر متماسكا، بالوعي الكامل، الذي شاهدناه عند العقلاء وعند اهل الاشرفية. لقد برهن المواطنون المسيحيون انهم معنيون باستقلال لبنان وسيادته، مثلما المسلم الذي تلبنن طرحه السياسي منذ اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري. والاثنان معا معنيان في الحفاظ على لبنان. غير ان التماسك المشار اليه يحتاج الى قراءات سياسية هادئة قياسا بما يرتب للشرق الاوسط. فالقراءة يجب ان تبتعد عن الرومانسية. وان تذهب الى المزيد من التحليل في المواقف. فقد بدا جليا، ان العالم العربي والغربي وتحديدا الاميركي ظل صامتا حيال ما حصل في لبنان يوم الاحد. ولم نعثر على تعبير صاخب وشاجب. الامَ يدل هذا الصمت وما كانوا في مناسبات سابقة صامتين؟ لقد دل هذا الصمت ان الآخرين اميركيين وعربا وسوريين على وجه التحديد، معنيون بأن يبقى لبنان رازحا تحت الهواجس الطائفية والمذهبية حتى نبقى ورثة ادبيات الوصاية جيلا بعد جيل. وليبقى لبنان كالمعتاد ساحة لتسوياتهم او لصراعاتهم. والاحداث في واقعيتها، كشفت ان صورة الغرب الاميركي، تبقى متماهية مع الرؤية اليهودية في شدتها واصوليتها. والتماهي بصورة او بأخرى، ادى الى انتصار التيار الاصولي المتشدد، او السلفي من ايران الى فلسطين مرورا بمصر. وما حصل في الدانمارك ليس غريبا عن تلك الرؤية والمقصود ليس اثارة فتنة بين الغرب والاسلام، بقدر ما كان المقصود اثارة فتنة في البلدان المتعددة طوائفها واديانها ومنها لبنان. والابقاء على التيار الاصولي ممسكا باللعبة السياسية، مشرفا على ترتيب التسوية مع اسرائيل في فصولها الاخيرة.

ما حصل في الاشرفية لم يحصل في البلدان العربية او الخليجية، ما عدا سوريا. ولا احد يعرف اذا كان التلازم في التظاهرتين من باب الصدفة او من باب الترتيب. لقد تجمعت كل الرواسب في ذلك الزلزال الذي يشبه كثيرا زلزال الرابع عشر من شباط 2005، بل هي اساس انفجار الزلزال الذي حاول ان يجرح مبدأ العيش المشترك بين اللبنانيين كافة. واذا كان لقوى الرابع عشر من آذار، ان يضعنا ممثلوها في تلك المعلومات الخطيرة، التي تكشف صورة الانقلاب الخطير، على مسلك العيش المشترك بأدوات واضحة عبر مصطلح "العرقنة" او "العورقة". فان الخطيئة الكبرى التي ارتكبتها تلك القوى، انها لم تندرج في الحياة السياسية من باب الرابع عشر من آذار عينه، لحماية لحمة العيش الوطني الراسخ في معطى السيادة والاستقلال. والذي تجسد في تلك الثورة الاستقلالية العارمة (رحم الله جبران تويني صاحب القسم العظيم والبليغ المعاني). بل اندرجت من باب التسوية الانتخابية، التي قامت على اساس قانون عام 2000، بحيث اعادت الطبقة السياسية الى السلطة، والتي كانت اوضاعها وعلاقاتها ملتبسة، من حيث توصيف تلك القوى. مما افقدها المناعة على المواجهة، وافقد الدولة مركزيتها في كل مواجهة ممكنة. وهذا كان انقلابا حقيقيا على الرابع عشر من آذار. واذا كان للراحل سمير قصير ان يكتب مرة على الانتفاضة داخل الانتفاضة، فان فقدان المناعة ناتج من الانقلاب التسووي على الانتفاضة. وناتج من ان تلك القوى تعيش هاجس الوجود الجزئي وليس الوجود الكلي. وكأن المهم ان نربح دورا وليس ان نربح وطنا وامة. الولوج الى التماسك، يتطلب نسيان الادوار. كما يتطلب ان تتحول القوى الى وحدة لبنانية متماسكة، تؤسس لجبهة جديدة، هدفها انقاذ لبنان مما يحضر له من خلال وضع ميثاق جديد، يؤكد ان لبنان ليس مقرا لاحد. واللبنانيون بمسلميهم ومسيحييهم، معنيون بهذا البلد ونهوضه على اسس وطنية، تبعد عنه فكرة حكم ذاتي من هنا او من هناك Autonomie religieuse ou communautaire.

فالخطاب الظاهر امامنا لا يعبر حصرا عن الشرخ بين القوى المذكورة وبين التيار الوطني الحر، بقدر ما يعبر عن تباعد واضح بين تلك القوى عينها. هذا تباعد يلغي الدولة والسلطة، بعد ان يبدو الامن مسيسا ورضائيا. اذا فهم معظم السياسيين الاشارات الواضحة المنكشفة من مقال نقولا ناصيف التحليلي (الثلثاء 7/2/2006، ص2، جريدة "النهار") والمشبع بالمعلومات الدقيقة التي تؤكد هزالة الموقف السياسي امام تلك الاضطرابات، يعمدون حينها باتجاه التركيز على الخطوات الوقائية. ذلك ان لا احد يعلم اذا كانت تلك التجربة المقيتة ستتكرر. واذا ما تكررت وظل الامن هزيلا الن نبلغ الى ما هو الغائي لكل مقوماتنا القائمة على ما هو مشترك بيننا؟ هنا نبلغ المبدأ الثاني، وهو قيام الدولة المركزية والفعلية كما يركز الدكتور سمير جعجع في خطاباته واحاديثه الدائمة. مركزية الدولة تنفي من قاموسها، وتلفظ من جوفها مبدأ الامن الرضائي. الحوار الوطني الذي نشدد عليه، لا يقوم مكان الدولة المنتظرة، بل بالاحرى يؤسس لتلك الدولة المنتظرة. ولكنه لا يقوم مكانها كما يظهر الايحاء الحالي. لا يمكن تحت ستار الحوار ان نمتنع عن فرض الامن على كل مشاغب. مشهد المشايخ الاجلاء في الاشرفية على ما ينطوي من محاولة لطيفة وطيبة منهم للجم المشاغبين وحماية الكنائس ليس واقعيا! هل يأتي يوم ويطلب من الكاهن والشيخ ان يقوما مقام السلطة في قمع كل مشاغب، حتى لا يمس العيش المشترك؟ ما هذه النظرية التي لاحظناها خلال التظاهرة؟

ان ثمة حاجة واضحة الى بناء الركائز الامنية للدولة. ولانبساط الدولة الى الاماكن اللبنانية على مختلف الوانها في ما يسمى الانماء المتوازن. الركائز الامنية ضرورة ماسة تمر بالتوافق السياسي بين كل الفرقاء اللبنانيين. لكنه لا يمكن ان ينجح اذا كان نابعا من التسييس، اي من التقاسم الطائفي او الشخصي او السياسي. وفي الوقت عينه ان الانماء المتوازن بامكانه ان يمنع فعليا  ارتباط  المجموعات اللبنانية خارج الحدود اللبنانية وهذا اساسي لكي يبقى التوازن اللبناني حيا.  اذا عزلنا الطوائف عن الخارج وعن الصراعات الاستراتيجية او التبدلات الخارجية، واقمنا كل علاقة في اطار مركزية الدولة. فاننا نبلغ من الامن الرضائي الى الامن الوقائي ومن ثم الى رؤية عادلة تحفظ هذا البلد من كل الشرور المحدقة به.

 

لماذا باتت الشيعية السياسية محصورة بـ"أمل" و"حزب الله" ؟ [1]

كتبت رلى بيضون: النهار 13/2/2006

يسيطر "حزب الله" وحركة "امل" على الساحة السياسية الشيعية اللبنانية اليوم الى حد يبدو معه كأن  الشيعة الآخرين انكفأوا كليا عن العمل السياسي. هل هذا الانطباع السائد دقيق؟ واذا نعم، ما هي اسبابه؟

في محاولة للإجابة عن هذين السؤالين، قصدت "النهار" خمسة اشخاص معنيين مباشرة بهذا الموضوع: النائب السابق ورئيس "المنبر الديموقراطي" حبيب صادق، الكاتب والاستاذ الجامعي احمد بيضون، والسادة ابرهيم شمس الدين وأحمد الاسعد ورياض الاسعد الذين خاضوا الانتخابات الاخيرة مرشحين عن مقاعد شيعية.

ولكل منهم حيثية تساعد في فهم اسباب "اختزال" الثنائي المذكور للدور السياسي الشيعي.  فاهمية صادق المزدوجة في انه أولاً يساري عريق لا طائفي، وثانيا في انه كان من اركان  المعارضة المتعددة الطائفة التي كان يستضيفها "منبره الديموقراطي" قبل ان تنتقل الى البريستول. ولم يترشح للانتخابات النيابية الاخيرة في جنوب لبنان، بل دفعه "قرفه" من "انقلاب المعارضة على ذاتها، وتشتت اليسار، والاستنفار الطائفي – المذهبي" الى الابتعاد قليلا عن الاضواء، ولكن ليس الى الاعتزال.

أما بيضون، فيقدم شرحا موضوعيا، سوسيولوجياً وسياسياً، للعوامل التي ادت الى هذا الوضع، مستندا الى معرفة اكاديمية واطلاع على الواقع "على الارض".

من جهته، يحمل شمس الدين رسالة والده الراحل رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى الامام السيد محمد مهدي شمس الدين، الذي "انشأ مساحة مدنية للتعبير عن خيار الشيعة اللبنانيين الاكيد في مشروع الدولة".

ويحاول أحمد الاسعد شق طريق سياسية له في الجنوب، الذي كان المعقل السياسي  لزعامة والده، رئيس مجلس النواب السابق كامل الاسعد.

بدوره قد يكون  رياض الاسعد احد ابرز الوجوه الصاعدة في الطائفة، واثبتت نتائجه في الاقتراع الاخير انه بدأ يكوّن مكانا لنفسه.

وماذا كانت نتيجة البحث، غير المرتبط بأي حدث آني اخير، والرامي ليس الى التشكيك بموقع الثنائي المذكور، المعترف به، بل الى شرح الاسباب التي ادت الى هذا الوضع والى انكفاء السياسيين الشيعة الآخرين؟

طبعا، المشكلة مرتبطة بالنظام الطائفي في لبنان. وهذا الاختصار لطائفة بطرف او اثنين لا يقتصر على الشيعة وحدهم، بل يكاد ان يكون معمما على كل الطوائف اللبنانية. الا ان الاسباب والظروف مختلفة في ما يتعلق تحديدا بالحزب والحركة. فكما يقول بيضون، "التنظيمان الشيعيان ليسا في وضع مختلف او شاذ، الا لأنهما يقفان في وجه تحالف يضم قوى طائفية كبيرة تنتمي الى عدد من الطوائف لا الى طائفة واحدة. فيما هما لا يجمعان حولهما الا كسورا ثانوية من طوائف أخرى." كذلك، ما يدفع الى محاولة فهم اسباب غياب التنوع السياسي اليوم ضمن الطائفة الشيعية تحديدا هو الانطباع السائد لدى كثر ان قادتها السياسيين الأبرز يدفعون بها في اتجاه مختلف، وربما معاكس، لما تسلكه الطوائف الاخرى بقيادة غالبية قادتها".

أسباب سيطرة "حزب الله" (خصوصا) وحركة "أمل" على الساحة السياسية الشيعية كثيرة، يعود بعضها الى ما جنياه من تحالفهما المميز مع النظام السوري خلال سنوات ما بعد الحرب، والذي "كفل لـ "حزب الله" التسهيلات السياسية والعسكرية المتعلقة بالمقاومة، ولـحركة "أمل" نوعا من الاحتكار لما يسمى عادة حصة الشيعة في الدولة. كما ان الظروف الحالية شبيهة بظروف الحرب في حيث الاستقطاب الطائفي، وفي ظروف كهذه يصعب على القوى غير المنظمة ان تنظم نفسها ولا يجد متعاطو السياسة والمثقفون القبول المرغوب فيه إذا خرجوا بمواقف مخالفة للخط السائد في الطائفة" (بيضون).

وأحد العناصر هو "غياب دولة القانون والديموقراطية، اذ لا يمكن الا ان تسارع القوى السياسية الطائفية الى استغلاله لمصالحها الخاصة في تناقض مع المصلحة العامة وهذا ما يجري في اطر الطوائف كافة. وأي انتخابات نزيهة وعادلة في ظل دولة الحق والقانون والديموقراطية ووفق قانون انتخاب حديث ستظهر حجم القوى العلمانية الديموقراطية على حقيقته الموضوعية في كل انحاء لبنان وخصوصا في الجنوب" (صادق).  

وإلى كون قانون الانتخاب الحالي "لا يسمح بظهور التنوع الموجود في المجتمع السياسي اللبناني بل يتيح سيطرة شبه كاملة لخطاب سياسي أو حزبي واحد على كل مجموعة"، أجريت الانتخابات "في جو من التوتر السياسي والتغيرات الكبرى، فصوّت الناس مع المقاومة وضد اسرائيل، وليس ضد خيارات سياسية داخلية محددة او معها. وتم تخويف الشيعة من انقلاب على المقاومة لمصلحة اسرائيل، ومن ان المسيحيين والسنة والدروز ضدهم، وتالياً من أن وضع الطائفة مهدد وكذلك الشراكة الشيعية في النظام. في حين لا داعي لان يخاف الشيعة ولا يوجد ابدا ما يخيفهم من الآخرين في الصيغة الداخلية. وما ثبّت الشيعة هو اتفاق الطائف وليس السلاح" (شمس الدين).

ويواجه السياسيون الشيعة الأخرون "واقعا مستندا إلى امكانات هائلة، امكانات دول، لا يمكن مقارنته بالواقع في أي منطقة أو طائفة اخرى أو لدى اي طرف سياسي آخر. وهذه الاحزاب السياسية الممولة من الخارج لا من لبنان، تضم مجموعات كبيرة من الناس وتتمتع بدعم مالي هائل، ولديها السلاح الذي يتيح الهيمنة والتسلط والتهديد. وتمتلك مؤسسات اعلامية قادرة على التحريك، وحتى المؤسسات الاعلامية الاخرى، والقوى السياسية الاخرى، تتعاطى معنا بحذر وخوف، لانها تخشى رد فعل حزب الله" (احمد الاسعد).

وصحيح ان الآخر منكفىء، "ولكن ليس الشيعي الآخر فحسب بل المعارضة السياسية في الجنوب بكل اطيافها. علما ان من هو ثابت يمكن أن يتابع التحرك وإن ضمن هامش اضيق. والآخر أسير واقع مادي صعب، في حين ان المواطن الجنوبي، الخارج من أعوام الحرمان والتهميش، همه الاول من يطعمه ويطببه ويسكنه ويزفت له، قبل من يسأله اين كرامته" (رياض الاسعد).

ويعتبر المشاركون في هذا البحث أن الوضع الحالي ضمن الطائفة الشيعية، كما ضمن غالبية الاخرى، غير صحي: "أي جهة، ايا تكن قوتها، من مصلحتها ألا تُستفرد بأن تتفرد، لأنها ستتحمل كل العبء والمسؤولية" (شمس الدين). "يجب ان نفهم اننا اذا اختلفنا في الرأي فهذا لا يعني اننا اخصام، بل هذا امر ايجابي لانه يدفع كل طرف الى تحسين برنامجه وطرحه فيصبح المجتمع خلاقا ومبدعا" (أحمد الاسعد). "المصادرة ولو نتيجة الانتخابات والمقاومة والخدمات غير مطلوبة، بل المشاركة هي التي تجعل المجتمع تفاعلياً وقادراً على العطاء والمقاومة والتحرير" (رياض الاسعد).

الا ان تنافسهم مع التنظيمين الأقوى في 8 آذار لا يدفع بالضرورة "الشيعة الآخرين" الى الانضمام الى قوى 14 اذار. فصادق، الذي كان من قادة هذه المعارضة يعتبر انها تخلت عنه في الانتخابات الاخيرة. ويتحدث شمس الدين عن "تقاطع كبير بالمعنى اللبناني والوطني، والتحرر والسيادة والاستقلال. ليسوا غرباء عني ولست غريبا عنهم، بل ثمة تلاق وتنسيق، ولا خلاف، علما ان بعض العناوين يتطلب وضوحا أكثر وشفافية أكثر." اما احمد الاسعد، فيلتقي مع قوى 14 آذار على جزء كبير من الاهداف، "لكني افضل الا تبقى فضفاضة ومجرد شعارات. لا شك في ان الحرية والسيادة والاستقلال مبادىء مهمة، ولكن يجب ايضا ترجمة ذلك في برامج عملية." ويقول رياض الاسعد ان  هذه الحركة "لا تقنعني بطروحاتها للمستقبل، علما أن كثيرا من الكلام الظرفي كان ضروريا وأهنىء كثرا على كلامهم آنذاك. ولكنها الآن في حاجة الى جهد كثير لتتطور الى حركة على مستوى الوطن، ولتأتي بي مثلا من الجنوب، علما انني  لست في 8 آذار".

وتنشر "النهار" في حلقة اولى اليوم المقابلات مع احمد الاسعد ورياض الاسعد وابرهيم شمس الدين، وفي حلقة ثانية غدا المقابلتين مع حبيب صادق واحمد بيضون.

"الاختلاف في الرأي لا يعني اننا اخصام بل يجعل المجتمع خلاقا ومبدعا"

أحمد الاسعد: نواجه امكانات دول لا تقارَن بالواقع في أي طائفة اخرى

الاعلام والقوى السياسية تتعامل معنا بحذر خوفا من رد فعل"حزب اللـه"

لا يعتبر احمد الاسعد ان "الشيعة الآخرين" منكفئون، بل  يعيد هذا الانطباع لدى "من لا يعرف الواقع الشيعي الحقيقي" الى السبب الآتي: "نواجه واقعا مستندا الى امكانات هائلة، امكانات دول، لا يمكن مقارنته بالواقع في اي منطقة او طائفة اخرى او لدى اي طرف سياسي آخر." واذ يؤكد ان توجهه علماني، "ولكن، ويا للاسف، يجب ان نقول الامور في شكل عملي"، يفصّل ما اورده اعلاه بالقول ان "هذه الاحزاب السياسية الممولة من الخارج لا من لبنان، تضم مجموعات كبيرة من الناس وتتمتع بدعم مالي هائل، ولديها السلاح الذي يتيح الهيمنة والتسلط والتهديد". وهل هذا ما يفسر النجاح الكبير الذي حققه "حزب الله" وحركة "امل" في الانتخابات النيابية الاخيرة؟ "أُعطونا انتخابات مبنية فعلا على اسس سليمة وعادلة، لنحكم على نتائجها. ولكن عندما تكون هذه الاسس بعيدة كل البعد عن العدالة والانصاف والمساواة، لا يمكن الحكم على نتائج الانتخابات”.

ويضيف الى الاسباب التي ذكرها  "الخطاب الذي اعتمدوه، وفحواه ان من لا يصوَت معهم يصوِِّت ضد الطائفة الشيعية، والترغيب في الوظائف وتعويضات مجلس الجنوب، وطبعا قانون الانتخاب البعيد كل البعد عن العدالة."

الاعلام والسياسيون

ويشدد على اهمية دور الاعلام: "يملكون مؤسسات اعلامية قادرة على التحريك، ونحن لا. وحتى المؤسسات الاعلامية الاخرى تتعاطى وإيانا بحذر وخوف، لانها تخشى رد فعل "حزب الله" اذا ابرزت قوى شيعية اخرى." وحتى القوى السياسية الاخرى، في رأيه، "تتعاطى وإيانا بحذر وخوف. كل هذه القوى السياسية العظيمة التي تتحدث عن لبنان الجديد والدولة، تركتنا وحدنا في انتخابات الجنوب، وكان لها حساباتها الخاصة مع حزب الله." ماذا عن غياب التنسيق بين القوى المنافسة للثنائي الشيعي في الجنوب؟ ولماذا لم تخض المعركة في لائحة واحدة، ما كان زاد من فرصها؟ "تقتصر تجربتي الشخصية على الانتخابات الاخيرة. ففي الدائرة حيث ترشحت، لم يكن هناك سوى نحن والحزب الشيوعي، وقد انسحب كل الآخرين. وحاولت بكل شفافية وجهد الاتفاق مع الحزب الشيوعي لكنه، ويا للاسف، كان دائما يتهرب من هذا الموضوع."

واذ يوضح انه كان مسافرا في مرحلة اطلاق "اللقاء الشيعي اللبناني" بمبادرة من العلامة السيد محمد حسن الامين العام الماضي، ولذلك لم يشارك في الاجتماع التأسيسي، يعرب عن اسفه الكبير لعدم استمرار هذا اللقاء "الذي كان امرا ايجابيا جدا".

إمكانات مالية

هل يرى نجل الرئيس كامل الاسعد اننا نشهد تغييبا للاسر الشيعية التي كانت سابقا تؤدي دورا سياسيا بارزا؟ "لا استطيع ان اتكلم على غيري، بل على نفسي . لا اعتبر نفسي تقليديا، بل على النقيض انا حضاري ومع الحداثة اكثر من اي شخص آخر. واذا اعتبرنا ان التقليد هو التمسك بالقيم والاخلاق وبالقرار اللبناني الحر، وان تبقى لنا عزة نفس والا نركض وراء الكراسي، فنعم انا تقليدي."

وهل تراجع دور هذه الاسر؟ " ثمة ظروف مسيطرة تجعل الواقع كما هو. ويجب ألا ننسى ان الناس في مجتمعاتنا يسيرون مع القوي، مع التيار الذي يملك امكانات مالية هائلة." ويذكّر بالمؤيدين الكثر الذين كان يجمعهم حزب البعث العراقي سابقا في لبنان، "عندما كانت لديه امكانات"،  وكذلك الفلسطينيون، والحزب الشيوعي. "الآن هناك امكانات حزب الله، وهذا ما يربط الناس به وهذا الواقع على الارض".

وما السبيل  الى تفعيل دوره السياسي؟ "لدينا دور سياسي. ولكن تفعيله يتطلب ان تتغير الظروف قليلا. ويجب ان يساعدنا الاعلام". ولا يعتبر هذا الوضع صحيا". الرأي الواحد يعني الجمود ويؤدي عمليا الى التخلف، ويجب ان نفهم اننا اذا اختلفنا في الرأي فهذا لا يعني اننا خصوم، بل هذا امر ايجابي لانه يدفع كل طرف الى تحسين برنامجه وطرحه فيصبح المجتمع خلاقا ومبدعا. وهكذا نجد في العالم العربي انظمة الرأي الواحد واللون الواحد والحزب الواحد، من دول تصبح مع الزمن متخلفة، فتكبر الهوة مع العدو الاسرائيلي. نحن نتراجع وهو يتقدم على كل الصعد".

الدولة نقيض الزبائنية

اما في ما يعود الى التحاور مع قوى 14 اذار، فيوضح ان لديه علاقات مع بعضها وليس مع كلها. "لا احب ان نأخذ القصة بالجملة، لاننا في لبنان في حاجة الى صدقية في العمل السياسي لا الى شعارات. وثمة قوى كثيرة اصبحت اليوم في 14 اذار، ولكن نعرف اين كانت منذ مدة، وهي تغير مواقفها وفقا للمعادلات العالمية. وهذه امور لدي تحفظات عنها."

الا انه يلتقي مع قوى 14 اذار على جزء كبير من الاهداف، "لكني افضل الا تبقى فضفاضة ومجرد شعارات. لا شك في ان الحرية والسيادة والاستقلال مبادىء مهمة، ولكن يجب ايضا ترجمة ذلك  برامج عملية." ويشدد رئيس "تيار لبنان الكفاءات" على ضرورة بناء الدولة، لأنها نقيض الزبائنية والمحسوبيات: "اكثر قطاعين يستغلهما الاطراف السياسيون لبناء الزبائنية والمحسوبيات هما التربية والصحة،  لذلك يجب ان تؤمن  الدولة، لكل مواطن، ضمانا صحيا مجانيا ومدرسة رسمية في مستوى  المدرسة الخاصة وجامعة رسمية في مستوى الخاصة. نحن في حاجة الى قفزة نوعية في العمل السياسي. فالسياسة ليست فقط سياسة خارجية فحسب، كما اعتدنا في لبنان، بل هناك ايضا السياسة الاقتصادية والتربوية والاجتماعية والضرائبية، ونحتاج الى برامج علمية وعملية للنهوض بالمجتمع اللبناني."

"كل المعارضة السياسية في الجنوب  منكفئة لكن الثابت لا احد يلغيه"

رياض الأسعد: المواطن الخارج من اعوام  الحرمان والتهميش

همه الأول من يطعمه ويطببه ويسكنه، قبل من يسأله اين كرامته

يوضح رياض الاسعد ان سيطرة "حزب الله" وحركة "امل" على الطائفة تعود الى مدة طويلة: "الواقع السياسي في الجنوب انتقل بعد الزعامة الاسعدية الى بعثرة فلسطينية فزعامة احدية  لحركة "امل". والآن ثمة مشاركة بين "امل" و"حزب الله"، بعد حركة جهادية طويلة من "الحزب" لتحرير الجنوب اعطته وزنا كبيرا فرضه على الآخرين. صحيح ان الآخر منكفىء، ولكن ليس الشيعي الآخر وحده بل الآخر عموما، المعارضة السياسية في الجنوب بكل أطيافها." ألا ان احدا لا يلغي احدا: "من هو ثابت يمكن ان يتابع التحرك وان في  هامش اضيق، ولكن لا احد يلغيه. واعتقد انني احد الذين لم يستطع احد الغاءهم، رغم انني في جهاد ضد الفساد، دفعت ثمنه طويلا. فأنا اتعب، واعيد احيانا حساباتي، ولكن لا يمكن القول انني غير موجود. واليوم يسألوننا اينكم؟ لماذا لم يطرح السؤال قبل عامين، او أيام الرئيس رفيق  الحريري، الذي كان في المناسبة جزءا من عملية الالغاء في الجنوب".

ويَسأل الأسعد "من هو الآخر؟"، ويجيب: "لننظر الى الاحزاب العقائدية، اليسارية تحديدا: عانت من الحرب اللبنانية وانتهاء الحرب الباردة والوضع الفلسطيني والواقع السوري الجديد المتمثل باتفاق الطائف وما بعده. ولننظر الى التقليد: لم يتمكن من انتاج خطاب سياسي جديد فانزوى. ولننظر الى القوى الشابة: لم تنجح في بلورة مشروع سياسي في مستوى الجنوب او المعارضة الحقيقية. وكان الآخر ايضا أسير واقع مادي صعب، وكانت نظرته الى السياسة طروحات فحسب. والمواطن الجنوبي، الخارج من اعوام  الحرمان والتهميش، همه الاول من يطعمه ويطببه ويسكنه ويزفت له، قبل ان يسأله اين كرامته."

هل الاسر الشيعية التي كانت تمارس تقليديا دورا سياسيا غابت عن الساحة؟ "صحيح انني انتمي الى اسرتين تقليديتين، من جهتي الام والاب، وهما آل الصلح والاسعد، لكنني لا اعتبر أن طروحاتي السياسية تمثل التقليد، بل انا منتفض على التقليد. لدي عمق تاريخي وتراث يساعدان على الحضور في السياسة، لكنهما لا يساعدان في الوصول. والاسر الاخرى لم تتمكن من طرح برامج جديدة  للخروج من منطقها الماضي، بل بقيت تتذكر الماضي وتترحم عليه وتقارنه  بالحاضر. ولم تطرح برنامجا جديدا معتمدا على اخلاقية هؤلاء الناس وتراثهم، فأخفقت وستبقى تخفق وتتقوقع. وهي اليوم غير موجودة واذا كانت موجودة فمن ضمن لائحة "امل"، في شكل تابع".

ثقافة الإلغاء

ويؤكد رياض الاسعد ان "المصادرة وإن نتيجة الانتخابات والمقاومة والخدمات غير مطلوبة، بل المشاركة هي التي تجعل المجتمع تفاعليا وقادرا على العطاء والمقاومة والتحرير. والمجتمع المغلق والمصادَر، مثل المجتمعات العربية التي نراها، يكون محبطا وغير مؤمن بقضيته. وعندما يقاتل يقاتل غريزيا او تبعيا. والواقع في الجنوب يولد احباطا سينعكس عاجلا او آجلا على كل المستويات. فقد حررنا الجنوب عام 2000 بعد معركة طويلة ضد اسرائيل، وعندما حاولنا اعادة الانسان الى الارض ادركنا ان لا امكانات ولا فرص عمل. ونكتشف اليوم ان عدد سكان الشريط الجنوبي اقل مما كان خلال الاحتلال، ووضع القرى الحدودية والجنوبية صعب جدا، اجتماعيا وثقافيا واقتصاديا وزراعيا."

وانعكست المصادرة السياسية في رأيه على "الاقبال القليل في الانتخابات النيابية الاخيرة، اذ بلغت نسبة المقترعين 44 في المئة من الناخبين، وهي نسبة متدنية جدا خصوصا في ظل الشعارات المطروحة، ولكنها طبيعية لان الجميع اعتبر ان لائحة الثنائي ستفوز في كل الاحوال."

ويوضح ان هدف نشاطه السياسي ليس الوصول الى مجلس النواب  او الكرسي، بل التغيير، الذي كان شعاره في انتخابات عامي 2000 و2005: : "كنا دائما ننادي بتغيير العقلية، ليس في مستوى الجنوب او الشيعة  بل الوطن، من خلال التفاعل مع الناس."

والحل في رأي الاسعد الذي طرح قبل اعوام مشروع قانون يعتمد المحافظة على قاعدة النسبية: "قانون للانتخاب يعتمد النسبية، التي تعكس ثقافة المشاركة في حين يعكس النظام الاكثري ثقافة الالغاء. لم انفِ  يوما ان امل وحزب الله هما القوتان الاساسيتان، بل تحديدا "حزب الله" هو القوة الاساسية وامل الثانية. ولكن ثمة آخرين. لماذا تريدون الغاءنا؟ النظام الاكثري هدفه الالغاء  وما دام قائما لن يتاح لنا الوصول".  ويوضح ان الانتخابات الاخيرة لو اجريت في ظل نظام نسبي، لكان فاز بالنيابة وكذلك انور ياسين. اما عام 2000، فلكان نجح خمسة اشخاص من خارج الثنائي.

 ناخب غير معني

لو خاض كل الاطراف المنافسون للثنائي الانتخابات الاخيرة معا وتحالفوا، لما  كانت النتيجة اتت اكثر لمصلحتهم؟ وفقا للاحصاءات التي يجريها الاسعد دوريا، حتى لو اجتمع كل المرشحين الآخرون معا، ما كانوا حازوا اكثر من 18 في المئة من الاصوات، في مقابل 55 في المئة للثنائي: "المشكلة تكمن في العدد الكبير من الناخبين الذين يشعرون بأنهم غير معنيين بالسياسة. فالـ 45 في المئة الذين لا يصوتون للثنائي ليسوا في حزب واحد او اثنين، ولو كان الامر كذلك لكنا اعتمدنا تحالفات مختلفة. علما ان الاطراف خارج الثنائي لا يستطيعون التحالف بعضهم مع بعض، لأنهم صغار لا يؤثرون في اللعبة."

ويسأل الاسعد: "ما الذي يجمع بين الشيوعي والتقليدي الرجعي؟ إذاً المطلوب هو تحالف انتخابي فحسب، فما الذي يميزهم عن الموالاة؟ لم تلتق القوى الجنوبية مرة في الاعوام الاخيرة. لماذا؟ لأن كل قوة تغيب طويلا، واذا عملت فبفاعلية ضئيلة. وهنا ندخل موضوع الواقع  الامني الذي كان سائدا، والمصادرة في حق عدد من القوى، والواقع المادي والاعلامي."

قوى 14 اذار  

كيف ينظر الى قوى الرابع عشر من اذار؟ "14 اذار لحظة ظرفية، مهما حاولوا انقاذها. والصفقة في موضوع قانون الانتخاب قضت على كثير من روحية 14 اذار. الا ان هذا اليوم برهن امرا مهما جدا، وهو انه لا تزال هناك حيوية هائلة وايمان بالانسان اللبناني وبالتغيير."

وهذه الحركة "لا تقنعني بطروحاتها للمستقبل، علما ان كثيرا من الكلام الظرفي كان ضروريا واهنىء كثرا على كلامهم آنذاك. ولكنها الآن في حاجة الى جهد كثير لتتطور الى حركة على مستوى الوطن، ولتأتي بي مثلا من الجنوب، علما انني  لست في 8 أذار. الى ذلك، تضم هذه القوى خلفيات سياسية لا يمكنني ان امشي معها."

غداًُ : صادق وبيضون

"قانون الانتخاب يتيح للرابح ان يأخذ كل شيء فيُدفع الآخرون الى الانكفاء"

ابرهيم شمس الدين: خوَّفوا الشيعة بأن وضع الطائفة مهدَّد

في حين ان الطائف، لا السلاح، جعلهم شركاء كاملين وشرعيين

يرى ابرهيم محمد مهدي شمس الدين ان "النشاط السياسي في لبنان مرتبط بآليات رسمية، وخصوصا الانتخابات النيابية. وقانون الانتخاب الحالي (قانون عام 2000) شاذ ولا يسمح بظهور التنوع الموجود في المجتمع السياسي اللبناني، بل يتيح سيطرة شبه كاملة لخطاب سياسي او حزبي واحد على كل مجموعة داخل المجتمع الواحد، على قاعدة ان الرابح يأخذ كل شيء. وتاليا لا يوجد اول وثان، بل اول ولا احد، فيبرز طرف ويُدفع الآخرون الى الانكفاء." ويأمل في ان يقر مجلس النواب الاقتراح الذي تعده لجنة قانون الانتخاب برئاسة فؤاد بطرس، سائلا: "هل يقبل هذا المجلس بأن يناقش قانونا يعيد توزيع الأوزان السياسية خارج اطار الحصريات الموجودة، الطائفية والحزبية؟".

تخويف

الأسباب وراء الانطباع السائد أن "حزب الله" وحركة "امل" يختصران التمثيل السياسي للطائفة الشيعية كثيرة، وفقا لشمس الدين: "التوافق القوي الذي حدث للمرة الاولى بينهما جعلهما يسيطران على غالبية المقاعد النيابية الشيعية. ثم حصلت حصرية في التمثيل السياسي، اذ اعتبرت  الجهة التي فازت في الانتخابات انها يجب ان تتمثل وحدها في السلطة التنفيذية، مما ادى الى اختصار تمثيل الطائفة الشيعية كلها بجهة حزبية واحدة في مجلس الوزراء. وهذا لم يقتصر على الطائفة الشيعية".

ويشير الى "ان الانتخابات اجريت في جو من التوتر السياسي والتغيرات الكبرى، منها اغتيال الرئيس رفيق الحريري والتحقيق الدولي وخروج الجيش السوري وبروز طرح ان المقاومة على مفترق كبير. فصوّت الناس مع المقاومة وضد اسرائيل، وليس ضد خيارات سياسية داخلية محددة او معها".

وتم تخويف الشيعة، في رأيه، "من انقلاب على المقاومة لمصلحة اسرائيل التي هُزمت على مدار سنوات المقاومة ومن ان المسيحيين والسنة والدروز ضدهم، وتاليا من ان وضع الطائفة الحالي والمعتد به مهدد وكذلك الشراكة الشيعية في النظام. ورُوّج التخويف فحصل الالتفاف الطائفي حول كتلتها الحزبية".

ويؤكد رئيس "مؤسسة الامام الشيخ محمد مهدي شمس الدين للحوار" انه عارض هذا الخوف والتخويف "وقلنا ان لا داعي لأن يخاف الشيعة ولا يوجد ابدا ما يخيفهم من الآخرين في الصيغة الداخلية. وما ثبّت وضع الشيعة هو اتفاق الطائف الذي كانوا جزءا منه وجعلهم شركاء كاملين وشرعيين وعلنيين في الصيغة اللبنانية والنظام السياسي اللبناني. وليس السلاح الذي فعل ذلك، بل الخيار السياسي الذي رسمه المجلس الشيعي مع الإمام موسى الصدر والإمام محمد مهدي شمس الدين، وقبول اتفاق الطائف واعتباره اتفاق الاختيار، وفقا لتعبير الأخير. وعزز هذا التوتر حالة الخوف، الى حد صار يبدو ان أي جهة يمكن ان تعبر عن رأي آخر داخل الطائفة، ليس مخالفا ولا معارضا في العناوين العامة بل متمايز جزئياً، هي ضد المقاومة او ضد الشيعة، فانتقل الناس الى حالة سكون".

الخطاب نفسه يوميا

وما يدعم ايضا وضع التنظيمين "عامل الحضور، الذي يعززه الاعلام والمال.  فهما يفيدان من الحضور اليومي في الاعلام والصحافة والمنابر والحسينيات والمساجد والناس يسمعون يوميا الخطاب نفسه من الجهة نفسها، في حين لا يوجد اي منبر تقريبا لأي طرف اخر"الا اذا كان خطابه مقبولا من هذه الجهة او اذا كان جزءا منها". ويساعد الثنائي ايضا انه "موجود منذ اعوام طويلة، ويمارس العمل السياسي والاجتماعي، وله وسائل اعلامية كما انه يفيد من الشعار الديني المرفوع، ومن شرعية المقاومة ضد اسرائيل التي هي واجب في ذاتها وليست قضية تُحصَّل مقابلها اثمان. وهذا الموقع طبيعي ومعترف به ومقبول، لا احد ينازعه او يدعي انه غير صحيح او غير شرعي، ولكن هذا ليس كل شيء".

ويعتبر الوضع الحالي غير صحي: "فكرة الزعيم الاوحد او التفرد بالقيادة مرذولة ومتروكة. وأي جهة، ايا تكن قوتها، من مصلحتها ألا تُستفرد بأن تتفرد، لأنها ستتحمل كل العبء والمسؤولية. اما اذا كان هناك تنوع، فإنه يتيح المشاركة في الرأي والقرار وتاليا في المسؤولية".

ولماذا لم تحاول القوى الشيعية الموجودة خارج الثنائي العمل معاً، في الانتخابات مثلاً؟ "خلال العام المنصرم كان هناك نوع من التحسس الشيعي العام ضد أي تكوين جديد ينشأ (حزب او تنظيم)، باعتبار الموجود كافيا. وهذه من الظواهر التي ترافق مراحل التوتر، في حين تسمح مراحل الهدوء بالتنوع. وهذا خطر لأن أي جماعة يجب ان تتذكر أنها مع آخرين في وطن يحكمهم جميعاً، وتاليا يجب ان يكون خطابها منفتحا ومتقبلا للآخر".

تجربة الإمامين

هذا الوضع ليس جديدا في الطائفة الشيعية، كما يقول شمس الدين. "أذكر بالمرحلة التي عمل فيها الإمام موسى الصدر، اول رئيس للمجلس الاسلامي الشيعي الاعلى. في مرحلة غير قليلة كان عمليا وحده، وكانت غالبية الافرقاء السياسيين ضده وحتى عدد غير قليل من رجال الدين. فهل هذا يعني انه كان على خطأ؟ رغم كل شيء وهو رجل مدني ومؤسسة المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى ايضا مؤسسة مدنية، ثبت ان خياره كان خيار المواطنية ولبنان والدولة، وان خيار الشيعة هو الدولة ومشروع الدولة. وبعد تغييب الامام، نحا ثاني رئيس للمجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الامام محمد مهدي شمس الدين المنحى نفسه، وهو لم يكن رئيس ميليشيا او حزب سياسي ولم يحمل السلاح، لكنه استطاع رغم كل التلاطم الدولي والمحلي ان ينشئ مساحة مدنية للتعبير عن خيار الشيعة اللبنانيين الأكيد في مشروع الدولة. تاليا الخط البياني للشيعة اللبنانيين هو خيار الدولة وبناء الدولة. والامامان حوربا وهجرا وضربا واتهما بالعمالة، واعتقد ان الامام الصدر خُطف لهذا السبب، لأن الخيار كان خيار الدولة". ويشعر "اليوم بالقلق لأن بعض القوى الحالية تعتقد انها تستطيع ان تضع اتفاق الطائف جانبا لانها تستشعر قدرة كبيرة في نفسها". وشمس الدين، المؤمن بأهمية التقارب من الآخرين، جال اخيرا على الاقطاب من كل الطوائف، واتسمت اللقاءات بالصراحة التامة، ووجد جوامع مشتركة معهم على قاعدة التمسك بالطائف ودعم مشروع الدولة. ماذا عن قوى 14 اذار؟ " ثمة تقاطع كبير بالمعنى اللبناني والوطني، والتحرر والسيادة والاستقلال. ليسوا غرباء عني ولست غريبا عنهم، بل ثمة تلاق  وتنسيق، ولا خلاف، علما ان بعض العناوين تتطلب وضوحا اكثر وشفافية اكثر".

 

باريس قلقة لبنانياً ولا يعنيها من سوريا سوى القرارات الدولية

التحقيق والقرار 1559 مساران ثابتان في الالتزام الفرنسي

باريس – روزانا بومنصف:النهار 13/2/2006

نظرة باريس الى الوضع في لبنان في هذه المرحلة تثير لديها قلقاً لا يقل عما يساور اللبنانيين انفسهم، فالفرنسيون المتابعون لشؤون المنطقة في الوسط الديبلوماسي يبدون ايضاً قلقاً كبيراً على مستويين: تطور الوضع السياسي الداخلي اذ لا يغفلون المصاعب والعثرات على هذا الصعيد وهم واعون في الوقت نفسه لتفاعل هذا الوضع مع ما يحصل في الدول المجاورة. اذ ان ما يحصل في فلسطين يؤثر في شكل كبير على لبنان وكذلك ما يحصل في اسرائيل وفي سوريا والعراق وايران اضافة الى ما يمكن ان يحصل على جبهة "الارهاب السلفي". لكن فرنسا تستمر في تأكيد سياستها حيال لبنان من خلال ثلاثة عناصر: ان يكون لبنان سيداً حراً مستقلاً وقادراً على ممارسة ديموقراطيته ضمن الاطر الدستورية، وان يستمر التحقيق في اغتيال الرئيس رفيق الحريري بشفافية كاملة، وان تتجاوب سوريا كما كل الدول مع لجنة التحقيق الدولية التي تصر فرنسا على ان القيمين عليها يعملون باستقلال تام.

ومن ضمن هذه العناوين، تتدرج مجموعة امور:

- بالنسبة الى لبنان اولاً، هناك مساران: احدهما المسار القضائي عبر لجنة التحقيق الذي تود فرنسا ان يصل الى النهاية ويكشف الحقيقة في اغتيال الحريري، وهذا الموقف ليس مبنياً على العلاقة الشخصية الوثيقة التي كانت تربط الحريري بالرئيس الفرنسي جاك شيراك، رغم الاعتقاد السائد بان هذه العلاقة كانت الحافز الرئيسي لفرنسا للعمل على اصدار القرار 1559. وهو تفسير يجد اصداءه في كواليس الديبلوماسية الفرنسية كما يجد تفسيرات ومخارج له مبنية ايضاً على واقع ان لشيراك دوراً بارزاً وفق الدستور الفرنسي في قيادة السياسة الخارجية الفرنسية وله علاقات وثيقة شخصية مع غالبية القادة العرب منذ اكثر من ثلاثين عاماً، وهذا البعد الشخصي لشيراك مهم جداً اذ ان الديبلوماسية تمر ايضاً عبر العلاقات الشخصية التي تدعم بدورها العلاقات السياسية كما تمر عبر المبادئ المبنية على علاقات تقليدية تاريخية لفرنسا مع لبنان، وهذا يقع ضمن هذا الاطار في العلاقات السورية اللبنانية في ظل سياسة فرنسية ترمي الى تأكيد سيادة لبنان واستقلاله وقدرته على حل مشاكله الداخلية وتقرير مصيره، وهذه هي السياسة التي تؤكد الديبلوماسية الفرنسية انها تعتمدها ازاء لبنان في هذه المرحلة، رغم ان الالتزام الفرنسي على هذا الصعيد لا يتعارض مع ما تقوم به في مناطق اخرى حيث الالتزام نفسه في ما يتعلق بفلسطين والعراق والاهمية التي تعلق على استقلال الشعوب وقدرتها على اعادة بناء نفسها في اجواء ديموقراطية حرة. لكن الصعوبة تكمن في ان تكون فرنسا صديقة لدولتين تشهدان خلافات وتقع الصداقة مع كل منها في موقع التضارب على ما هو الموقف بالنسبة الى لبنان وسوريا. واستكمالاً للمسار القضائي، تعتقد فرنسا ان من اغتال الحريري يجب ان يحاكم امام القانون وهي تطالب كما المجتمع الدولي بأن تنفذ القرارات الدولية من دون شروط. وان تتعاون سوريا مع اللجنة لكشف الحقيقة متسائلة باستغراب لماذا يهدد التجاوب مع التحقيق استقرار سوريا كما حذر الرئيس السوري بشار الاسد في خطبته الاخيرة؟

- المسار الآخر للالتزام الفرنسي يتعلق بالقرار 1559، وتود فرنسا ان يطبق هذا القرار عبر الحوار بين حكومة الرئيس فؤاد السنيورة و"حزب الله" وكل القوى الاخرى من اجل بسط سيادة لبنان على كل اراضيه بما فيها الجنوب بمساعدة القوة الدولية مع اقرارها بأمرين: الاول ان هناك ازمة على هذا الصعيد لكن التقدم يمكن ان يستمر وان يضطلع موفد الامين العام للامم المتحدة تيري رود لارسن بدور مفيد في هذا الاطار من دون اغفال الحاجة الى تعاون سوريا في شكل كامل في هذا الملف. والامر الآخر هو ان لا مهلة زمنية لتنفيذ القرار 1559 انما هذا لا يمنع رؤية الامور على ما هي في الواقع وخصوصاً ما يتعلق بـ"حزب الله" الذي هو حركة سياسية واجتماعية نشأت في الجنوب اللبناني على خلفية غياب الدولة واستفادت في مرحلة ما من الدعم الوطني الذي تخطى الاطار الشيعي، لكن هذا لا يغفل ان الحزب او افراداً او مجموعات فيه متهمون بالقيام في وقت من الاوقات بأعمال تصنف ارهابية. ولذلك فإن الحزب هو ايضاً ميليشيا لاكثر من سبب. والذريعة التي تستخدم لاحتفاظ الحزب بسلاحه وهي ان هناك اراضي لبنانية محتلة في مزارع شبعا هي ذريعة سياسية وخصوصاً ان الامم المتحدة اكدت انهاء اسرائيل احتلالها للبنان. ومن هنا فإن القول ان الحزب هو حركة مقاومة عذر لا يستقيم ويتعيّن ايجاد حل لذلك وان يدرك كل من لبنان وسوريا واسرائيل المشكلة باعتبار ان هوية مزارع شبعا وتعريف الاعمال العسكرية لـ"حزب الله" يتحددان في هذه المسألة بالذات.

- بالنسبة الى سوريا، ثمة حرص لدى الديبلوماسية الفرنسية على التأكيد ان ليس لفرنسا اي هدف ضد سوريا وليس في برنامج عملها تغيير الانظمة السياسية في الشرق الاوسط، والموقف الفرنسي معروف من العراق مثلاً. ومسألة النظام في سوريا تعتبرها الديبلوماسية الفرنسية مسألة داخلية لا تعنيها، بل يعنيها، على ما توضح مصادرها، التزام القانون الدولي، وهذا امر ضروري اذ لا يمكن سوريا او ايران الخروج على الشرعية الدولية. وما هو مهم بالنسبة الى فرنسا لا يتعلق بكون الالتزام الدولي مسألة فرنسية لبنانية او سورية فرنسية او اميركية فرنسية انما كون المجتمع الدولي هو من يطالب عبر مجلس الامن كما في آخر بيان رئاسي له في 23 كانون الثاني المنصرم حول القرار 1559، بحماية استقرار لبنان وسيادته. والاجماع في هذا الاطار يعبر عن وحدة المجتمع الدولي وتالياً ليست المسألة شخصية. فاحترام سيادة الدول يمر ايضاً بعدم التدخل في شؤونها الداخلية واحترام حقوق الشعوب وقرارات الشرعية الدولية.

وتحرص فرنسا على ابراز استمرار وجود علاقات ديبلوماسية لها مع سوريا وتالياً فهي لا تبحث في تغيير النظام بل في تغيير التصرف وان تعترف سوريا من خلال ذلك باستقلال لبنان وديموقراطيته وان تتعاون من دون شروط مع لجنة التحقيق الدولية، فهناك عدد من قرارات مجلس الامن يطلب من سوريا ان تقوم بعدد من الامور وهذا ما تنتظره فرنسا منها وهي لم تضع شروطاً خاصة بها بل هناك قرارات لمجلس الامن مع موافقة الدول النافذة في منطقة الشرق الاوسط. ولذلك ليس وارداً القيام بصفقة مع السوريين من اجل انهاء الازمة الراهنة. فلدى الفرنسيين فكرة واقعية عن وضعهم في المنطقة وعن تأثيرهم انما الاستقرار في ما يتعلق بسوريا أمر لا تتحكم به فرنسا، لكنها ترغب في ان ينظم لبنان وسوريا العلاقات بينهما على قاعدة المساواة والاحترام والتعاون.

ولفرنسا رؤية مشتركة مع الولايات المتحدة وتلاق في العمل مع بعض التمايز، فلباريس هدف هو سيادة لبنان واستقلاله في الدرجة الاولى في حين ان لواشنطن اولوية تتدرج في العراق فإسرائيل فلبنان، اذ ان احدى كبرى المشكلات السورية مع الولايات المتحدة هي استمرار عبور المقاتلين من اراضيها الى العراق. وتعتقد فرنسا ان شعوب المنطقة تستحق ان تعبر عن تطلعاتها وهو ما تفهمه بالديموقراطية وليس استقدام انظمة غربية الى الشرق الاوسط، وهو النموذج الذي رأته الديبلوماسية الفرنسية في فلسطين حين جرت انتخابات شفافة في رأيها ولو ادت الى وصول "حماس" الى السلطة، علماً ان تقدير الطابع الديموقراطي لهذه الانتخابات لا يمنع ان ثمة شروطاً اساسية تفرض نفسها من اجل متابعة عملية السلام، يتعين في ضوئها على "حماس" او الحكومة الفلسطينية الجديدة التي ستشكل بنبذ العنف والاعتراف باسرائيل والتزام الاتفاقات الدولية منذ اوسلو، وخصوصاً ان شيراك سهر على ما تؤكد مصادر الديبلوماسية الفرنسية على ان تلتزم اوروبا مساعدة الفلسطينيين والسلطة على المستويين الاقتصادي والامني انما الواقع يفترض متابعة ذلك في اطار السلام والسعي اليه. وفرنسا التي لا تقيم اتصالاً مع "حماس" التي لا تزال على قائمة التنظيمات الارهابية تنتظر تشكيل الحكومة وتستمر في الحوار مع السلطة الفلسطينية لاعتقادها بأنه يجب العودة الى "خريطة الطريق" واوسلو هو الاتفاق الوحيد الذي ادى الى تطور ايجابي في المنطقة وفق رأي هذه المصادر علماً ان اوروبا قدمت كل المساعدات حتى يصل هذا الاتفاق الى هدفه ويكون قابلاً للعيش.

 

احتمال الإفراج عن حالات كثيرة في غضون أسابيع

لائحة ب88 لبنانياً في السجون السورية

السفير 13/2/2006: في اختراق هو الأول من نوعه، بعد اقل من أسبوع على إعلان ورقة التفاهم المشتركة بين <<حزب الله>> و<<التيار الوطني الحر>> التي تبنت قضية المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية، كشفت مصادر سورية ل<<السفير>> انه تم تسليم لائحة بأسماء 88 لبنانيا من المحكومين بقضايا جنائية في سوريا، من دون ان تستبعد احتمال الافراج عن الكثير من الحالات في غضون الاسابيع القليلة المقبلة.

وعلمت <<السفير>> ان بعثة دولية من مفوضية حقوق الإنسان في الأمم المتحدة، بدأت زيارة إلى العاصمة السورية تلتقي خلالها نائب الرئيس السوري فاروق الشرع ووزير الخارجية السورية وليد المعلم من اجل البحث في قضية المعتقلين والمفقودين اللبنانيين في السجون السورية فضلا عن آخرين من جنسيات مختلفة أبرزها الجنسية الفلسطينية، وذلك استكمالا لزيارة قامت بها في وقت سابق بعثة من منظمة العفو الدولية الى دمشق للغاية نفسها والتقت خلالها عددا من المسؤولين أبرزهم وليد المعلم.

وتزامنت الزيارة الدولية مع انعقاد اللجنة القضائية اللبنانية السورية المشتركة، المعنية بمتابعة ملف المعتقلين والمفقودين اللبنانيين والسوريين، في دمشق، أمس الأول، في اجتماع هو الثالث لها منذ الإعلان عن إنشائها في آب 2005. وخصصت اللجنة اجتماعها للبحث في مسألة وجود لبنانيين في السجون العسكرية السورية.

وقالت مصادر رسمية سورية متابعة ل<<السفير>> أن الجانب السوري سلّم، عشية الاجتماع، الجانب اللبناني لائحة بأسماء ثمانية وثمانين لبنانيا من المحكومين بقضايا جنائية في السجون السورية العادية، على ان يسلم في وقت لاحق معلوماته بشأن الموقوفين في السجون العسكرية. وعلم ان البعثة الدولية حصلت على إذن رسمي من رئاسة الحكومة اللبنانية من اجل الاطلاع على الكشوفات واللوائح التي تسلمها الجانب اللبناني في اللجنة المشتركة اللبنانية السورية. يذكر ان اللجنة المشتركة تضم عن الجانب اللبناني القاضي جوزف معماري رئيساً، القاضي جورج رزق، والعقيد علي مكي عضوين. وعلم ان الجانب السوري طلب من <<لجنة المصالحة والحقيقة في المغرب>> زيارة دمشق للاطلاع على التجربة المغربية في مقاربة ملف المفقودين.

 

صلوخ: القانون الدولي إلى جانبنا بقضية مزارع شبعا

النهار 13/2/2006: أكد وزير الخارجية والمغتربين فوزي صلوخ في حديث الى مجلة <<المغترب>> التي تصدرها المديرية العامة للمغتربين في الوزارة، لبنانية مزارع شبعا، وقال: ان ميثاق الأمم المتحدة والمعاهدات والقواعد الآمرة في القانون الدولي الى جانبنا في هذا الموضوع، ونحن لا نهمل كل ما من شأنه تعزيز موقفنا الواضح والجلي في ما يتعلق بمزارع شبعا، مشددا على السعي لتحرير هذه المزارع.

وأكد التزام لبنان قضايا العرب خصوصا لجهة ضرورة تحقيق السلام العادل والشامل والدائم، معتبراً ان من ابرز ادوات هذا السلام تأتي المبادرة العربية التي اقرتها قمة بيروت عام 2002.

وشدد الوزير صلوخ على <<ضرورة استكمال التحقيق في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري للوصول الى كشف المجرمين وصيانة وحدة وانسجام المجتمع اللبناني لأنها أساس الاستقرار الذي نحرص عليه ويحرص عليه كل أصدقاء لبنان في العالم>>.

وسئل صلوخ: كيف يتعاطى لبنان مع القرارات الدولية وتحديدا القرار 1559؟ اجاب: نحن بالطبع أعضاء مؤسسون في منظمة الأمم المتحدة، ونتعاطى مع قراراتها وفق ما يفرضه القانون الدولي والميثاق من احترام بالنسبة للقرار 1559، نحن نعتبر ان القسم الأهم والأساسي منه قد نفذ من خلال انسحاب القوات السورية، أما القسم الباقي فنحن نجري حوارا داخليا بشأنه، وهذا موضوع اتفق اللبنانيون على إحالته الى طاولة حوار داخلية، وقد تفهم اصدقاؤنا في المجتمع الدولي ذلك. أما الحوار فهو يجري سواء داخل مجلس الوزراء او مجلس النواب، أو بين الفاعليات والمواقع السياسية في البلد. وأعتقد أن صيانة وحدة المجتمع اللبناني وانسجامه من الأهمية بمكان لأنها أساس الاستقرار الذي نحرص عليه ويحرص عليه كل اصدقاء لبنان في هذا العالم.

 

حزب الله و<<التيار الحر>> لن يشاركا جماهيرياً في تجمع 14 شباط بسبب <<تسييسه>>

هذه رسالة عون للسنيورة وجنبلاط بعد التفاهم مع نصر الله

عماد مرمل – السفير 13/2/2006 

 تأتي الذكرى الاولى لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري في 14 شباط، وسط اصطفافات سياسية تختلف عن تلك التي تكوّنت غداة جريمة الاغتيال والتي اتخذت شكلا واضحا في 14 آذار، قبل أن تختلط التحالفات مرة أخرى خلال عام من المخاض السياسي والأمني انتهى مع حلول 14 شباط 2006 الى فرز جديد، كان تفاهم حزب الله والتيار الوطني الحر أحد أبرز تجلياته.

من هنا، فإن التجمع المرتقب يوم غد الثلاثاء في ساحة الشهداء والذي يعمل تيار المستقبل وحلفاؤه على <<التعبئة>> له سيتخذ حكما <<قالب>> اللحظة الراهنة بعدما بات محسوما أن التجمع المذكور سينتظم تحت سقف الشعارات السياسية لمنظميه وتوجهاتهم، ما دفع التيار الوطني الحر وحزب الله الى اتخاذ قرار بالامتناع عن المشاركة الشعبية في النشاط الذي سيقام غداً في ساحة الشهداء.

وحسب المعطيات المتوافرة، فإن قيادة التيار الوطني الحر التي درست كل الاحتمالات الممكنة، حسمت خيارها بعدم دعوة جمهور التيار الى المشاركة في التجمع، لان ظروف 14 آذار الماضي الذي رفع شعار استعادة السيادة والاستقلال تختلف عن الظروف الحالية بعدما تمت بالفعل استعادة السيادة والاستقلال، وبات مطلوباً اليوم الحفاظ عليهما، ثم إن التيار يتحدث عن رغبة لديه في تفادي أي إشكالات أو احتكاك مع قواعد <<الاكثرية>>، كتلك التي حصلت في أعقاب اغتيال النائب جبران تويني وأمام كنيسة مار مارون في الاشرفية، <<لأن الجرّة لا تسلم كل مرة>> كما يقول العماد النائب ميشال عون الذي يوضح أنه تقرر حصر الحضور بوفد <<رسمي>> يضم عددا من نواب التيار.

وتبدو الاعتبارات التي تتحكم بموقف حزب الله مشابهة، إذ فضّل الحزب ألا يساهم <<مساهمة جماهيرية>> في تحرك ساحة الشهداء <<الذي أُعطي عنوانا سياسيا محددا يتجاوز حدود المناسبة ونقطة الإجماع حول التنديد بجريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، ليطال مسائل خلافية>>، ولكن الحزب يتجه بموازاة ذلك الى إحياء الذكرى الاولى لاغتيال الحريري على طريقته من خلال تنظيم نشاطات خاصة به، قد تشمل زيارة لضريح الرئيس الشهيد، على قاعدة الفصل بين معاني الذكرى والتجاذبات الداخلية.

في هذه الاثناء، يستمر التفاهم المكتوب بين حزب الله و<<التيار الحر>> بالتفاعل في الساحة السياسية، بالنظر الى أهميته الاستراتيجية، وكان لافتا للانتباه خلال اليومين الماضيين أن العماد عون أرسل وفدين الى كل من رئيس الحكومة فؤاد السنيورة والنائب وليد جنبلاط، حملا اليهما <<رسالة تطمين>> قوامها أن <<التفاهم ليس موجها ضدكم ولا يقترب من صلاحياتكم ومواقعكم، بل هو وُضع لمعالجة إشكاليات أساسية وبالتالي فإنه مفتوح لكم متى رغبتم في الانضمام اليه..>>.

وعُلم ان الرئيس السنيورة رحب ببعض بنود التفاهم، لا سيما ما يتعلق منها بترسيم الحدود مع سوريا وتبادل التمثيل الدبلوماسي والسلاح الفلسطيني، إلا انه توقف عند البند المتعلق بسلاح المقاومة وناقشه، ملمحا إلى أن الصيغة التي توصل إليها بشأنه مع حزب الله هي أفضل مما ورد في وثيقة الاتفاق، فأجابه الوفد الذي ضم النائب نعمة الله أبي نصر وجبران باسيل بأن الحوار المفترض حول طاولة مستديرة سيزيل كل التباس، وأبلغاه بأن مضمون الوثيقة يتناسب مع مصلحة الحكومة ويجب أن ينظر إليه على هذه القاعدة.

وقد أثار النائب جنبلاط أيضا مسألة سلاح المقاومة مع وفد التيار الذي زاره في المختارة وضم النائبين غسان مخيبر وفريد الخازن، ولعل الأزمة المتفاقمة بين جنبلاط وحزب الله انسحبت تلقائيا على موقف رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي من وثيقة الاتفاق التي يبدو أنها دفعت ثمن خلافه مع الحزب.

وتلاحظ أوساط الحزب والتيار بعد مرور أسبوع على <<إنجاب>> التفاهم ان معظم ردود الفعل السلبية عليه لم تناقش مضمونه السياسي، بل انطلق أصحابها في اعتراضاتهم أو تحفظاتهم من هواجس حيال مبدأ التفاهم بحد ذاته، لشعورهم بأن الفريقين المتحالفين يمكن ان يشكلا <<قوة استقطاب>> في مواجهتهم، وتعتقد الاوساط أن البعض يحاول الالتفاف على طرفي التفاهم من خلال السعي الى إحراجهما، كل في ساحته، لتنفيس زخم الانجاز المحقق وتحوير الانظار في اتجاهات أخرى.

وتعتبر الأوساط أن أشد المتضررين من الاتفاق الحاصل هم أولئك الذين كانوا يريدون <<ابتلاع>> البلد، فاصطدمت حنجرتهم ب<<حسكة>> التفاهم بين التيار والحزب، وتشير الى ان هناك من كان يرغب في إيجاد شرخ مسيحي شيعي وتصوير الشيعة على أنهم <<فزّاعة>> للمسيحيين، بينما يثبت التاريخ ان لا نزاعات بينهم، وبالتالي فإن الورقة الموقعة هي جسر يربط ذاك الماضي بالمستقبل الآتي.

لا يكترث العماد عون، من جهته، لمحاولات التشويش على الاتفاق الذي تم مع حزب الله، مبديا قناعته بأن هذا الاتفاق يحوي وصفة واقعية لمعالجة <<الأمراض المزمنة>> التي يعاني منها لبنان منذ الاستقلال، أما بعض الاعتراضات عليه فلا تعكس من وجهة نظره إلا <<ذاتية مفرطة>> لدى من أخفقوا في بناء الثقة بينهم وبين حزب الله.

وإذ يستغرب <<الجنرال>> مقولة البعض بأنه تحالف مع حزب موجود في حضن سوريا وإيران، يتساءل: لماذا لا يفترضون ان حزب الله عاد الى لبنان بدلا من الترويج أنني التحقت بدمشق وطهران؟ ولا يلبث أن يستنتج الإجابة، قائلا: إنهم يريدون تحطيم <<الشريك المسيحي>> الحقيقي.

ولا يتردد عون في الإيحاء بأن روابطه مع الحزب أصبحت متينة الى حد <<يلزمه>> بالعودة الى الحزب للتشاور والتنسيق في حال اقترح عليه أي طرف تعديل بند من بنود الاتفاق، <<وإلا ما معنى الورقة التي وقعنا عليها>>، وإذ يؤكد حرصه على صداقة الاميركيين، يلفت الانتباه في الوقت ذاته الى أن الاولوية بالنسبة اليه هي للمصلحة الوطنية اللبنانية، وهو يتحدث في هذا السياق عن <<تأويل متعمد>> جرى لموقف الدبلوماسي الاميركي ديفيد ولش الذي نسب إليه أن تفاهم عون مع حزب الله يتعارض والسياسة الاميركية، <<في حين ان النص الحرفي باللغة الانكليزية لكلامه لا يفيد بهذا المعنى>>، وفقا للجنرال.

ولعل نظرة التيار الوطني الحر الى الواقع السياسي المستجد يختصرها أحد قيادييه بالمعادلة الآتية: اتفاقنا مع حزب الله هو نتاج مكتوب لحوار مكشوف، بينما ما حصل بين الحزب وتيار المستقبل هو تسوية غير مفهومة لنزاع غير مفهوم...

 

 

جنبلاط إلى أين؟

هدى رزق  - السفير 13/2/2006

 هل تورط الزعيم الدرزي وليد جنبلاط في العمل على إسقاط النظام في سوريا؟ وهل علينا إرجاع ذلك الى العام 1998 عام إخراج العماد حكمت الشهابي من الحكم في سوريا وهو الذي شكل مرجعاً لوليد جنبلاط في دمشق وباباً له الى الرئيس حافظ الأسد؟ وهل يمكن التأكد اليوم من أن موقف وليد جنبلاط من النظام في سوريا لا يرجع الى يوم إقصاء عبد الحليم خدام عن الملف اللبناني، وهو حليف وصديق الرئيس الحريري؟ جاء ذلك بعد فشل محادثات كلينتون باراك الأسد التي أوصلت الى خلاصة مفادها أن اسرائيل لن تقايض السلام بالأرض في وقت كان فيه الحريري وخدام يعملان على خط السلام العربي الاسرائيلي.

لا شك بأن الإمساك بالورقتين اللبنانية والفلسطينية شكل العمود الفقري للسياسة السورية، لكن الاستراتيجية السورية أضعفت من داخلها بسبب الفساد الذي طال حتى البعد الأمني فيها وبسبب صراع على السلطة في دمشق لم يكن اللبنانيون بمنأى عنه، لا بل كانوا شركاء فيه.

لا ريب ان انتخاب الرئيس لحود أثار حفيظة الحريري وجنبلاط، لا سيما أن خطاب القسم الذي أدلى به لحود أتى بقرارات انقلابية عنوانها الفساد طالت المحسوبين على جنبلاط والحريري دون سواهما، مما قرّب بين الرجلين وأدى الى تنسيق سياسي وإعلامي أسفر عن هجمة شرسة على لحود وتعبئة شعبية ضد النظام السوري بقيادة بشار الأسد الذي كان ممسكاً بالملف اللبناني. وقد توج هذا الهجوم بالانتصار الانتخابي الذي حققه الحليفان جنبلاط والحريري بواسطة قانون غازي كنعان الانتخابي لعام 2000 والذي قيل حينها ان ثمنه تخطى العشرين مليون دولار. وقد طبعت العلاقة بين لحود من جهة والحريري وجنبلاط من جهة اخرى بعداء كبير لعب فيها الطرفان أوراقاً سورية داخلية. فريق بشار الأسد/ إميل لحود من جهة وفريق عبد الحليم خدام/ الحريري جنبلاط من جهة أخرى.

أما تفاصيل الصراع السوري الجنبلاطي فعديدة في تلك الفترة: بدأت عام 2000 حين برز التباين بين جنبلاط ودمشق حول الملف الدرزي الداخلي وبت موضوع مشيخة العقل خارج إرادة جنبلاط، إضافة الى الضغوط التي تعرض لها الزعيم الدرزي و<<التمنيات>> التي دعته الى التحالف الانتخابي عام 2000 مع النائب زاهر الخطيب، الى استياء جنبلاط من إعطاء طلال ارسلان حجماً جديداً وإعلان تحالف بين الأخير والوزير حبيقة، ومن الضغوط والمضايقات التي تعرض لها جنبلاط ومحازبوه، تلك التي مارسها الوزير أنور الخليل حين كان وزيراً للمهجرين.

عتبت دمشق على جنبلاط بعد أن أعلن رفضه التحالف الانتخابي مع زاهر الخطيب <<حتى ولو طلب منه الرئيس حافظ الأسد ذلك>>، مع علمه بمرض الأسد الأب، وبدأت المشكلة تكبر بين جنبلاط ودمشق، خصوصاً أنها بدأت تمس حجم جنبلاط السياسي، وفشلت محاولات احتوائها. وسجل العام 2000 مواقف غير مألوفة في سلوك جنبلاط السياسي الذي كان يعتمد على دعم الحريري له سياسياً ومالياً. ونورد من مواقف جنبلاط على سبيل المثال:

مشاركته اللافتة في تشييع العميد ريمون إده، الى حد أن الحضور الاشتراكي طغى على كل ما عداه.

حضور جنبلاط الى الكسليك قبل انتهاء فترة الحداد في سوريا على الرئيس حافظ الأسد للمشاركة في ندوة سياسية عبر فيها عن رؤيته الجديدة وخلاصتها أنه من الضروري إقامة منبر دائم يناقش الاتفاقات مع سوريا وان لا بد من وضعها على المشرحة.

ضرورة تحديد العمالة السورية في لبنان.

ضرورة إخراج سمير جعجع من السجن والسماح للعماد عون بالعودة من منفاه الباريسي.

وقوف جنبلاط على الحياد في الملف المعيشي مراعاة لعلاقته بالحريري.

وهكذا، فمع وفاة الأسد الأب وبروز بوادر الصراع الداخلي على السلطة في سوريا، اعتبر جنبلاط والحريري المتحالف مع عبد الحليم خدام وغازي كنعان بأن بشار الأسد لا يمكنه أن يملأ الفراغ الذي خلّفه الأسد الأب وبالتالي لا يمكن لبشار أن يحكم سوريا.

وبالرغم من مواقفه الحادة، فقد تفهم جنبلاط ضرورة عدم المس بالأمن القومي لسوريا في لبنان وعدم العودة الى الماضي، لكنه اعتبر في الوقت نفسه أن التدخلات الفرعية لا علاقة لها بالأمن القومي. وعليه، فقد استمر جنبلاط في دعم سوريا في وجه ما يحاك للمنطقة، لا سيما بعد الاجتياح الاميركي للعراق، لكنه وقف في وجه التمديد للرئيس لحود متلاحماً مع موقف الحليف الحريري. واعتبر جنبلاط أن التمديد للحود أعطى الاميركيين الذريعة للتدخل عبر القرار 1559 متناسياً المشاركة الفرنسية الفعالة في تهيئة الأجواء السياسية لهذا القرار التي اعتبرته فرنسا أداة للضغط على دمشق من أجل دفعها لوقف الدعم عن لحود.

وبعد دخول جنبلاط جبهة معارضة التمديد، ومحاولة اغتيال الوزير مروان حمادة واغتيال الرئيس رفيق الحريري، لم يتوان جنبلاط عن اتهام النظام السوري بل تصاعدت اتهاماته مع سلسلة الاغتيالات التي شهدها لبنان والتي كان آخرها اغتيال النائب والصحافي جبران التويني. وذهب جنبلاط الى حد دعوة الولايات المتحدة الى اقتلاع النظام في دمشق واتهم حلفاء سوريا في لبنان، لا سيما حزب الله وحركة أمل، بالعمل على تغطيته. ومع التحذيرات من وجود لوائح اغتيالات في لبنان، اعتبر جنبلاط أن السوريين جادون في محاولة اغتياله.

السؤال الذي يتبادر الى الذهن: هل شعر جنبلاط بأنه أوغل في التورط ضد النظام في دمشق واكتشف فقط مؤخراً بأن الغرب، الاوروبي والأميركي، لا ينوي إسقاط النظام السوري، على الأقل ليس الآن؟

هل استعجال جنبلاط في اتخاذ مواقف معادية للنظام السوري جعله يتوجس على حياته حيث أتت سلسلة الاغتيالات المتتالية لتخرجه عن طوره في كثير من الأحيان؟

قد يتبادر الى ذهن البعض بأن جنبلاط الذي كان حليفاً لسوريا أصبح أقرب الى المملكة العربية السعودية، وهو يحاول جاهداً قيادة الدفة السنية في لبنان لعلمه أن سعد الحريري تنقصه الخبرة والتجربة السياسية. إلا أن موقف جنبلاط الأخير من الحوار اللبناني السني الشيعي الذي دار في المملكة العربية السعودية عكس خوفاً كبيراً لدى جنبلاط من أن تتم المصالحة على حسابه، مما جعله ينقضّ على الاتفاق الذي كان قد تم التوصل إليه في الرياض. ولجأ جنبلاط الى حلفائه في القوات اللبنانية وبادر الى فتح حوار مع العماد عون ملوحاً بورقة ضغط مسيحية، فيما فتح جنبلاط النار على حزب الله في محاولة لاستنهاض همة المملكة السعودية ضد <<حزب الله الايراني>> مستعيناً بما كتبه إليوت أبرامز عن الانتصار الشيعي في العراق والذي يجب أن يقابله انتصار سني في سوريا، مما يعطي عبد الحليم خدام، حليف جنبلاط، الأولوية في معارضته للنظام السوري التي كانت قد بدأت عام 1998 وتبلورت في حزيران 2005 وبلغت الشاشات في الأول من كانون الثاني 2006. وقد جاء انشقاق خدام ورقة إضافية يلعبها جنبلاط ضد النظام في سوريا، خصوصاً بعد خسارته لغازي كنعان، مما أعطى انطباعاً بأن جنبلاط كان شريكاً فعلياً في محاولة انقلاب على النظام في دمشق. هل هذا في مصلحة جنبلاط ومصلحة لبنان؟

إن الحرب الكلامية والاعلامية التي يشنها جنبلاط على حزب الله واتهامه الحزب بالضلوع في عمليات الاغتيال المتكررة عبر السيارات المفخخة، الخ (...)، عكست تحدياً واستدراجاً للحزب وأرسلت إشارات الى الادارة الاميركية بأن تطبيق القرار 1559 ممكن، خصوصاً أن جنبلاط الذي مانع في البداية المس بسلاح المقاومة وأصر على تنظيم السلاح الفلسطيني، أصبح جاهزاً اليوم لتطبيق القرار الأممي. وها هو يستعمل كل الأوراق لحشر حلفاء سوريا في لبنان من أجل ذلك.

مع الانتخابات العراقية الأخيرة، توجس جنبلاط من تقارب أميركي سوري، وكأن كل تقارب أميركي سوري، أو عربي سوري أو لبناني سوري سيكون على حسابه. هل أخطأ جنبلاط في حساباته السياسية رغم نظرة الكثيرين له أنه لاعب يملك حاسة قوية للاستشراف عن بعد؟

هل دخل جنبلاط في لعبة التنكر لحلفاء الأمس، السوريون منهم والفلسطينيون واللبنانيون، لأن الزمن اليوم قد تغير عن ذلك الذي ألبسه فيه ياسر عرفات العباءة الوطنية وجعل منه حافظ الأسد أميراً على الجبل؟ إذا سلمنا جدلا بأن ايران هي <<فاتيكان>> الشيعة، والمملكة السعودية <<فاتيكان>> السنة، وال <<الفاتيكان>> <<فاتيكان>> المسيحيين، أليس جبل العرب والجولان المحتل الخزان البشري والسياسي للطائفة الدرزية ولوليد جنبلاط؟

لماذا وصلت الأمور الى حدودها القصوى ولماذا الهروب المستمر الى الأمام والهجوم دون هوادة؟ هل يعتقد جنبلاط أن باستطاعة فرد أو جزء من جماعة ما الوقوف في وجه الدول ومصالحها؟

من يستطيع القول اليوم انه لولا اغتيال الرئيس رفيق الحريري لما أمكن زعزعة استقرار لبنان وتهديد سوريا وفتح الساحة على جميع احتمالات الصراع في منطقة الشرق الأوسط. ان الانكشاف السياسي الذي تشهده الساحة اللبنانية اليوم إنما يشير الى أن اغتيال رفيق الحريري أنهى فترة الهدنة التي كانت قائمة وعبّد الطريق لخلط الاوراق لرسم الشرق الأوسط الجديد الذي لا بد أن يمر بلبنان.

فإلى أين؟

() أستاذة جامعية

 

كشف أمام وفد مهندسي "14 آذار" خارطة للجيش تبرز "المزارع" خارج الحدود

جنبلاط: الحريري اغتيل لأنه لم يقتنع بخارطة مزورة أعدها نظام الوصاية

لسنا أكثرية وهمية أو عابرة والمطلوب وضوح الرؤية لنستمر في مسيرة الاستقلال والحرية

لو كان هناك عدل لوجب سجن لحود فوراً ونقول لهم: أعمار الطغاة قصار

المستقبل - الاثنين 13 شباط 2006 -

كشف رئيس "اللقاء الديموقراطي، النائب وليد جنبلاط عن "المستور الذي دام لسنوات عدة في ما يتعلق بحدود لبنان"، اذ أبرز خارطة لبنان الأساسية وهي للجيش اللبناني ويعود تاريخها الى العام 1962 و"تظهر بوضوح ان منظقة مزارع شبعا خارج الحدود اللبنانية، كما أبرز خارطة "مزورة". سلمه اياها في العام 2001 المدير العام للأمن العام السابق اللواء جميل السيد "تظهر كيف ان نظام الوصاية نقل حدود لبنان من مكان الى آخر، لكي تصبح مزارع شبعا داخل حدود لبنان، وهي خارطة التي يتمسك بها اليوم كل من "حزب الله" وسوريا لاستمرار المقاومة واعتبار الأرض محتلة".

واقترح جنبلاط طريقتين لابطال مفاعيل التمديد للرئيس اميل لحود "اما التوافق بإمرة البطريرك الماروني نصر الله صفير مع النائب سعد الحريري والدكتور سمير جعجع، على ان يكون العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية، او ترك الخيار ديموقراطياً بأن تنتخب الأكثرية النيابية رئيساً جديداً شرعياً لبنانياً لان التمديد غير دستوري وفق القرار 1559"، لافتا الى ان عون "شخص ديموقراطي"، وقال: "نستطيع أن نلغي مفاعيل التمديد بشرط واحد ان ينضم إلينا العماد عون".

وجدّد اتهامه للنظام السوري باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وقال: "كانوا يخططون بعد اسبوع على اغتيال الحريري لجلسة في مجلس النواب لمناقشة قانون الانتخاب، وكانوا يتصرفون وكأن شيئاً لم يكن"، مستذكرا قول لحود ان ما حصل هو "ضرب رذالة"، وقال: "لو كان هناك قانون وعدل لوجب وضع لحود على الحائط وسجنه".

وكشف ان الوزير مروان حمادة أبلغه عن "تسليط السوريين لمحطات خلوي على لبنان تطال معظم الأراضي اللبنانية كي يستخدم المواطن اللبناني شبكة الخلوي السورية بعيداً عن أي رقابة ومحاسبة".

خرائط مزارع شبعا

وعرض جنبلاط أمام وفد كبير من المهندسين من قوى وتيارات "14 آذار"، زاره امس في المختارة، خرائط للحدود اللبنانية، وقال: "كل حركة استقلال لبنان مبنية على هذه الخارطة، وتسهيلاً للأمر أكثر، هناك خارطة أكبر حجماً ايضاً موجودة، هذه الخارطة للبنان هي للجيش اللبناني عام 1962، وتظهر فيها حدود لبنان مع اسرائيل، ومع سوريا، اما السؤال من أين هذه الخارطة، فكل الفرقاء اللبنانيين الذين تحاربوا في الماضي، استخدموا خرائط الجيش اللبناني، ولم يخترع أحد البارود، الجميع بمن فيهم الفلسطينيون، هذه الخرائط في العام 1962، توضح حدودنا مع سوريا، ونرى فيها مثلاً المجيدية بعيدة عن الحدود ـ وانا لست مهندساً ـ اعتقد نحو كيلو متر واحد، ونرى مغر شبعا، داخل سوريا وغيرها من القرى داخل سوريا ايضاً. وكما أعلمت بأن الحدود الطبيعية هي القمم، وجبلي السماق والروس بيننا وبين سوريا واضحة جداً، هذه خارطة الجيش عام 1962، وقد تغيرت معالم الحدود في العام 2001. لكن على مدى الأربعين سنة الماضية، كان هناك خط معترف به، الدكتور عصام خليفة طرح خارطة ربما تعيدنا الى العام 1923 أو 1943، لكن على الأقل وعلى مدى فترة الأربعينات كانت هذه الخارطة (للجيش) الواضحة بيننا وبين سوريا".

أضاف: "فجأة وعندما كنا في حالة غزل مع نظام الوصاية وتحديداً مع أحد رموزه وهو اليوم في السجن جميل السيد، أخرجت خارطة جديدة، اعطاني اياها جميل السيد أخطأ "كمشناه"، فجأة أزيحت الحدود الى الداخل. عند ذاك خرجت نظرية تحرير مزارع شبعا. صحيح آنذاك كانت الحكومة اللبنانية تحت الوصاية، فوافقت على الأمر، لكن أساس الموضوع انه على هذه الخارطة ومبدأ تحرير مزارع شبعا من خلال المقاومة، يقف الحد بين بناء الدولة وعدم بناء الدولة، تلك الخارطة تسمح لقوى مسلحة بالسيطرة على الجنوب من دون دولة واستخدام الجنوب عبر الملف اللبناني ـ السوري ـ الايراني الى افق غير محددة من أجل مصالح النظام السوري ومصالح الجمهورية الاسلامية الايرانية، ويبقى لبنان اسيرا".

وتابع: "ارضنا تحررت في العام 2000، واذا كنا سنعود الى الخارطة الثانية، عندئذ لبنان يعود ويؤسر من نظام الوصاية، وبالتالي يكون مصير الاستقلال ولبنان مجهولين عشرات السنوات اذا لم نقل أكثر. هذا هو الموضوع كله، وأتمنى ان يطلع كل واحد منكم كيف تمت ازاحة الحدود الى ملكية، صحيح هي لبنانية عقارياً انما حسب الحدود الرسمية ليست ضمن لبنان. اما لاستعادتها، فهناك طريقتان، اولاً تثبيت الحكومة السورية للبنانيتها، وهنا أذكر بما قاله في الرئيس السوري بشار الأسد في خطابه الأخير من ان ذلك مطلب اسرائيلي، لماذا؟ كي يبقى لبنان، من خلال حلفائه الذين نقدر لهم تضحياتهم، رهينة اطماع النظام السوري، اطماع الجمهورية الاسلامية، وكل حلمنا وحلمكم في الاستقلال عندئذٍ يقف، ووفق وثيقة الطائف، والتي هي واضحة، لا تستطيع أن ترسل الجيش إلى الجنوب، ولا تطبيق اتفاق الهدنة، لانه طالما يوجد غير الدولة، احزاب وتنظيمات تمتلك السلاح، حينذاك ينتفي وجود سبب وجود الدولة".

وأكد انه "لا توجد دولة في العالم تقبل بأحزاب وتنظيمات مسلّحة على أرضها"، لافتاً إلى انه "عندما قلنا بالحوار، الحوار لا يعني اطلاقاً إلغاء تطبيق القرار 1559، توجد قرارات دولية، ونحن كلبنان، قمنا بكل واجباتنا في المصالحة وفي التحرير، اما رهن لبنان إلى ما لا نهاية، فأتصور ان غالبية اللبنانيين ضد هذا الأمر، ونحن لسنا بأكثرية عابرة أو أكثرية وهمية كما قال أحدهم في أحد الاحتفالات بالأمس، لا أبداً، لكن مطلوب الوضوح في الرؤية كي نستمر في مسيرة الاستقلال والحرية والسيادة".

ورأى انه "على تفسير هاتين الخارطتين، يقع مستقبل لبنان، وهناك أيضاً في القاعة خارطة الأمم المتحدة، الخط الأزرق الذي بناء عليه أقرت الأمم المتحدة ان لبنان نفّذ القرار 425، فجأة "طلعت" خارطة العام 2001 ونظرية مزارع شبعا، وعلى هذه القاعدة، يعني الأمر انه مع الأسف الجيش اللبناني لا يستطيع السيطرة عليها، وعلى أكثر من ثمانين معبراً".

وكشف انه "يوم الجمعة ليلاً مرت من المكان قافلة من السلاح والصواريخ على تلك الحدود باسم احدى التنظيمات المسلحة في لبنان أوقفها الجيش ثم سارت، وكل يوم يوجد تسلل، وطالما يوجد دولة مقسومة الولاء، من جهة حكومة وصحيح هي حكومة الأكثرية، ولكن من جهة ثانية رئيس الجمهورية فُرض من خلال الوصاية السورية، مما يعني انه ليس رئيس جمهورية لبناني، وهو تالياً ينفّذ تعليمات النظام السوري، ويوقف كل التشكيلات الأمنية والديبلوماسية والإدارية وحتى القضائية، البلد في تناقض هائل"، وقال: "كل ذلك لا يُلغي الجوهر لبنان إلى أين؟. جميل المزايدة في المهرجانات ذات "التنظيم الفولاذي" ـ كما أسماها علي حمادة ـ فليعطونا نفس الإمكانات أو يعطوها لأي حزب منّا ومنكم أو أي تنظيم يتمتع بنفس الإمكانات الهائلة 300 ـ 400 مليون دولار من إيران، يعمل أي كان دويلات ضمن الدولة".

وختم: "لا، نحن مشروعنا بناء دولة، لذلك اليوم نفهم وأكثر من أي وقت مضى وعلى مشارف يومين من استشهاد الرئيس رفيق الحريري، لماذا قُتل رفيق الحريري واغتيل مشروع الدولة، لأن رفيق الحريري لم يكن مقتنعاً بهذه الخارطة للعام 2001، ولذلك اغتيل، ولهذا اغتيل الآخرون الذين كانوا يطالبون بالسيادة والاستقلال والحرية، هذا هو الواقع بكل صراحة وقد أعطيت الخطوط العريضة الأساسية".

حديث تلفزيوني

وقال جنبلاط في حديث الى برنامج "الحدث" من "المؤسسة اللبنانية للارسال" ردا على سؤال، لبنان إلى أين: "إما نطبق الطائف، ونرسل الجيش إلى الجنوب وتكون الدولة تملك حصرية امتلاك السلاح والأمن وتلغي جميع المقاطعات الأمنية وتحمي الحدود وتطبق اتفاق الهدنة كما ورد في الطائف الذي أقرّ عام 1989، فالتحرير تم عام 2000، او تبقى دولة بالتراضي تحت شعار تحرير مزارع شبعا وقد زورت الخرائط بين لبنان وسوريا عام 2001، وقيل لنا، قيل للدولة ان هناك لا تزال أرض قابلة للتحرير عندئذ تكون دولة بالتراضي مع ناس مع حزب نحترم تضحياته لكن نقول لا يمكن ان يبقى هذا الوضع الشاذ في الدولة وخارج الدولة".

سئل: لكن حزب الله يعتبر ان هناك خطراً فإسرائيل ما زالت موجودة، مزارع شبعا التي يقول انها لبنانية، موضوع الأسرى، الخروق الإسرائيلية المتواصلة؟، أجاب: "مزارع شبعا عقارياً لبنانية، عندما كنا تحت حكم الوصاية وبعد ان زورت قسم الخرائط في الجيش اللبناني زوروا الخرائط، اضطررنا ان نقول ان مزارع شبعا ليست لبنانية، مزارع شبعا تقع تحت القرار 242 ولا تقع تحت القرار 425 الذي وافق عليه وأقره مجلس الأمن، هذا أولاً، لا أعتقد ان استعادة الأسرى ستكون بالسلاح، وانما بشيء واحد هو رفات الطيار رون اراد، ولست هنا مقتنعاً بأن تلك الرفات تبخرت فجأة. هذه الرفات موجودة في مكان ما.

يريدون التحرير، من يريد التحرير؟، في النهاية هناك تحالفات، هناك حلف حزب مع النظام السوري مع الجمهورية الاسلامية الايرانية، ممتاز، لماذا فقط لبنان عليه أن يتحمل عبء المواجهة مع اسرائيل؟ هذه سوريا، الجولان المحتل، وقع اتفاق في العام 1974، لم تطلق طلقة نار من خلال الاراضي المحررة سورياً على الأراضي السورية المحتلة حتى هذه اللحظة، لماذا؟ الجمهورية الاسلامية أحمد نجاد يريد تصفية حساباته مع أميركا فقط في لبنان، فليتفضل ويحارب الأميركيين في العراق، في جنوب العراق، أو في افغانستان أو في غيرها من الأماكن، لماذا نحرم نحن فقط من اقامة دولة مستقلة؟، هذا هو السؤال الجوهري والمركزي".

سئل: ما الذي غيّر جنبلاط موقفه من حزب الله؟، أجاب: "كلمة التضامن مع الشعب السوري أوافق عليها، لكن كلمة التضامن مع القيادة والنظام لا أوافق عليها. تلك الكلمة قالها السيد حسن نصرالله في أحد مهرجاناته، أعتقد في يوم القدس، ثم نعم لست موافقاً على أن يكون لبنان أو قسم من لبنان أو قسم من طائفة في لبنان حركة ابتزاز من الجمهورية الإسلامية الايرانية على حساب استقلال لبنان، انا لست شيئا، أنا مواطن لبناني أطمح للاستقلال، للحرية، للعيش الكريم، لا أريد أن أكون لعبة وأن يكون لبنان لعبة في معادلة أكبر بكثير من امكاناته، هذا هو جوابي".

سئل: ولكن هذا القسم من لبنان الذي تتحدث عنه متحالف مع العماد عون الذي له أيضاً تمثيل شعبي واسع؟، أجاب: "أتمنى للعماد عون كل التوفيق، أنا جربت، إذا كان يستطيع أن يعيد هذا القسم إلى السيادة اللبنانية وإلى الدولة وأن يرسل الجيش إلى الجنوب، ان لا يكون الأمن بالتراضي في الضاحية وفي بعض المخيمات وخارج المخيمات، أتمنى له كل التوفيق، لكن أعتقد ان المعادلة أكبر بكثير من قدرات العماد ميشال عون، على كل حال فليجرب".

سئل: ما هي أهداف العماد عون من هذا التحالف؟، أجاب: "العماد عون من بناة القرار 1559، ونحن اختلفنا حول موضوع القرار 1559، قلنا من خلال الحوار يمكن ان نتوصل إلى ان تنتشر الدولة في الجنوب، أي سلاح حزب الله يكون للجيش اللبناني، خارج اطار الشرعية ينتهي دور الدولة، فلنتحدث بكل صراحة القرار 1559 يملي سيطرة الدولة اللبنانية على كل الأراضي اللبنانية، إلغاء مفعول التمديد القسري الذي فرضه بشار الأسد على اللبنانيين من خلال التمديد وانتخابات حرة رئاسية".

قيل له: هنا تتحدث تقريباً بلغة أميركية، الأميركيون يتحدثون كذلك، أجاب: "بما انني صنفت عنوانا للغدر فأترك لك حرية تصنيفها كما شئت. أتحدث باسم الدولة اللبنانية، لا نستطيع أن نبني دولة، هناك دولة وهنا ميليشيا او هنا دولة وهنا مناطق مقفلة على الدولة، هنا دولة وأكثر من 70 معبرا من سوريا مفتوحة لتهريب سلاح وعتاد ورجال وغيرهم، قبل هذه المقابلة اتصل بي الوزير مروان حمادة ليبلغني ان السوريين سلطوا محطات خلوي على لبنان تطال تقريباً غالب الأرض اللبنانية ما عدا قسماً من بيروت وجبل لبنان، لماذا؟ كي يستخدم المواطن اللبناني الخلوي السوري بعيداً عن أي رقابة وأيّ محاسبة، وعندما وضع مروان حمادة قانونا للتنصت وفق الأصول القانونية بعد العودة إلى القاضي قال السوريون تفضل نستطيع أن نجتاح كل شيء في لبنان، لبنان أرض مستباحة".

سئل: هل هذه المعلومات تشبه المعلومات التي تحدثت عنها قوى 14 آذار وعاد ونفاها الوزير أحمد فتفت؟، أجاب: "أترك للوزير فتفت الاجابة، لكن لا نستطيع أن نقبل بأن تهان كرامة الجيش، يوقف شاحنات وقاطرات فيها ذخائر فيها سلاح باسم المقاومة ثم تسير تلك القاطرات، ولماذا؟ السيد حسن (نصر الله) نفسه قال، أعتقد من عامين عندما كنت على علاقة طيبة معه ،في مهرجان بنت جبيل، انه يملك عشرات آلاف من الصواريخ، هل نحن بحاجة أيضاً إلى مزيد من الصواريخ، ضد من؟ ضد تحرير شبعا؟ شبعا تحرر بالطرق الديبلوماسية إذا وافق السوريون على تثبيت قانونيتها للبنان وإلا شبعا ليست لبنانية بمنطق السيادة".

سئل: السلاح يمر رغم انف الجيش اللبناني؟، أجاب: "اعترض الجيش في ليل 31 الشهر الماضي قافلة ثم قيل له هذه القافلة للمقاومة. نعم، ربما العماد سليمان، من أجل معنويات الجيش ونحن جميعاً مع الجيش لأننا مع بناء الدولة، لا يريد أن يفصح عن هذا الأمر، لكن لا أحسده، هذا أمر غير ممكن الاستمرار به وإلا نكون ننسف اتفاق الطائف، كل اتفاق الطائف في بناء الدولة، سيطرة الدولة على كل الأراضي اللبنانية، من الجنوب إلى الشمال كل المعابر وكل المناطق مع المخيمات. المخيمات، سبق وطرحت صيغة ان يكون السلاح الفلسطيني ضمن منظومة جيش تحرير فلسطيني تابع للجيش اللبناني وتحت امرته، كما هو جيش التحرير في سوريا وفي الاردن وفي مصر بامرة الجيش السوري والجيش المصري والاردني، لماذا هناك يأتمرون بالدولة وفي لبنان الأمور فلتانة؟".

سئل: قلت ان العماد سليمان يعلم ولكنه لا يريد أن يقول، كيف يتخذ القرار اذن؟، أجاب: "كيف يكون هناك قرار سياسي ونصف القرار ليس لبنانيا، الجزء الأساسي من القرار رئاسة الجمهورية ليست لبنانية، يعطل لحود التشكيلات القضائية والأمنية والادارية والديبلوماسية، له حق الاعتراض".

إلغاء مفاعيل التمديد

قيل له: يعني لا زال يحكم؟، أجاب: "طبعاً لا زال يحكم لأنه مدد له قسراً ضد ارادة الشعب اللبناني، وعندما اعترضنا بدأ مسلسل التصفيات، لا نستطيع أن نضمن أمن المطار وأمن بعض المداخل، عند الحدود أكثر من 60 ـ 70 مدخلا ترابيا وغير ترابي لماذا؟، لأن هناك رئيسا غير لبناني، لا نستطيع أن نطبق اذن الطائف الذي نص على علاقات مميزة مع سوريا لكن على أن يحترم الأمن السوري الأمن اللبناني، وطبعاً أن لا يكون لبنان ممراً للمؤامرات على سوريا، اليوم الأمن السوري يتعدى علينا، لبنان معتدى عليه من الأمن السوري وغير السوري".

سئل: ألا تستطيع الأكثرية النيابية إلغاء مفاعيل التمديد؟، أجاب: "نستطيع أن نلغي مفاعيل التمديد بشرط واحد ان ينضم إلينا العماد عون كي نقول ان التمديد غير دستوري، التمديد غير دستوري وفق القرار 1559، لكن لبنانياً نستطيع مع العماد عون أن نلغي مفاعيل التمديد، عندها نتوجه بالكلام وبكل إيجابية ومحبة للعماد عون هو يكون أحد المرشحين، إذا كان يريد ان يكون المرشح الأوحد هذا القرار لا أستطيع أن أتخذه وحدي، عليّ أن أتشاور مع المرجع الأساسي في الطائفة المسيحية المارونية البطريرك صفير هذا هو الحل لا حل آخر، وإلا فهناك حل آخر وفق الشرعية الدولية، تنتخب الأكثرية النيابية الحالية رئيساً جديداً شرعياً لبنانياً لكن هنا السؤال ماذا سيفعل العماد عون؟ سؤال مشروع وماذا سيفعل حزب الله؟".

قيل له: ما الذي يحول دون إيجاد أو تشكيل آلية معينة للحديث في موضوع رئيس الجمهورية؟، أجاب: "الآلية الدستورية موجودة، النص الدولي موجود، لحود غير شرعي فرض على اللبنانيين يبقى الآلية الداخلية اما الأغلبية النيابية التي نتمتع بها تنتخب رئيساً جديداً لبنانياً وعلى رأسهم وفي مقدمهم ميشال عون، لكن غير ميشال عون أيضاً هناك طبعاً قوى مسيحية بعد استشارة البطريرك الماروني أو ينضم إلينا ميشال عون ونعتبر لحود غير دستوري".

سئل: هل هناك تقصير منكم انتم قوى 14 آذار؟، أجاب: "نحن ذهبت منا فرصة ذهبية، في ذاك النهار التاريخي عندما اجتمع اللبنانيون تحت شعار واحد وعلم واحد في 14 آذار كان يجب أن نسير إلى بعبدا، آنذاك مع الأسف كانت بعض الاعتراضات، هذا ماضي لكن هذه فرصة لن تتكرر".

التحقيق الدولي

سئل: اين وصل التحقيق الدولي في جريمة اغتيال الحريري؟، اجاب: "لا اعرف، ولا اتدخل، لان لجنة التحقيق الدولي تعمل وفق اساليب مختلفة عما كان يحصل في عنجر، في عنجر كان تعذيب وموت او الارسال الى السجون السورية، اما طرق التحقيق الدولية فمختلفة. هل ننسى كيف انه في اليوم الاول لاغتيال الحريري كيف شوهوا معالم الجريمة، ومسرح الجريمة. هل ننسى هذا؟ هذا امر بحد ذاته كاف لأن يصدر حكم اعدام بحق جميع الذين اشتركوا واعطوا الامر بذلك. إذن، انت تطلبين التحقيق مع رستم غزالي في فيينا. يا لها من مفارقة! يطلب التحقيق مع غزالي في فيينا وهنا يتم التحقيق في "مونتي فردي" مع الضباط الاربعة، وهم كانوا يستخدمون التعذيب والموت بأساليبهم".

سئل: هل التحقيق مسّيَّس؟، اجاب: "ابداً، لكنها مفارقة. كيف امكن اليوم محاكمة صدام حسين لو لم يحتل العراق؟ وهنا انا لست ادعو الى احتلال سوريا ابداً. فالمعارضة السورية بمكوناتها الداخلية والخارجية تقرر. كيف امكن محاكمة "نورنبرغ" ومحاكمة كبار قادة النازيين وشنقهم دون احتلال المانيا وتخليصها من نظام هتلر، هذا سؤال. اليوم اوقف الضباط الاربعة، ولكن لم يوقف احد من الحاشية، في جو بدأت التوازنات تتغير، فالنظام السوري بدأ يهدد، وفي جو يقول فيه احد الفرقاء في لبنان نحن نشك ان يكون النظام السوري هو من اغتال الحريري، ماذا يقصد إذن، كما قال في احد الاوراق، ابعدوا التحقيق عن التسييس. كيف؟ وجريمة اغتيال الحريري جريمة سياسية بامتياز؟ يريدون القول في مكان ما، بعضهم دون ان اسمي، ان "القاعدة" اغتالت رفيق الحريري. حسناً، من يرسل "القاعدة" الى العراق لقتل المدنيين هناك، وربما بعض الاميركيين وهذا موقف شرعي في محاربة الاحتلال، لكن يقتلون في المساجد والكنائس وفي الحسينيات والمطاعم، من يرسلهم غير النظام السوري.

وقد قيل لي من مصدر رفيع المستوى، احد اركان النظام السوري ولن افصح عن اسمه وهو صديق وهو خارج سوريا الآن والحمد لله، قال لي منذ اكثر من ستة اشهر: "انتبه، سيرسل بشار اليكم مئات من جماعة "القاعدة" كما يفعل في العراق". إذن اللعبة مكشوفة، ليقولوا لنا: انتم اخرجتمونا فخذوا. نحن نتحدث عن نظام حقده اعمى، حتى في مواجهة اركانه، هم قتلوا غازي كنعان، ام هل نتحدث عن عشرات الآلاف الذين اغتيلوا وسجنوا في سوريا. انا هنا اتحدث عن الحقد الدفين تجاه لبنان".

اضاف: "هم كانوا يريدون عندما اغتالوا الحريري بالآتي: نقتل الحريري، يخاف الشعب اللبناني، ونبقي هذه المسيرة مستمرة، لكننا قلنا لهم: لا. هنا الخلاف المركزي مع فريق آخر من الشريحة اللبنانية من الاحزاب اللبنانية وهو رفض اتهام السوري بجريمة اغتيال الحريري. اقولها على الملأ، من يرسل "القاعدة" الى العراق يستطيع ان يرسلها الى لبنان. ما كان المطلب الاميركي لسوريا في مرحلة معينة، كان اوقفوا التسلل الى العراق. تسلل من؟ من يسمونهم بالقاعدة. يبدو انه نجح في نقل هذا الموضوع الى لبنان. هذا هو تفسيري السياسي".

سئل: انت تناقض ما قاله الوزير فتفت عن عدم وجود معسكرات تدريب للقاعدة في لبنان؟، اجاب: "لا اريد ان اناقض معلومات وزير الداخلية، لكن اقول: عندما لا تستطيع الدولة اللبنانية ان تسيطر على المعابر وعلى الأحياء وعلى كل مناطق لبنان وعلى الجنوب وعلى المخيمات وفق ما سبق وذكرت بانشاء جيش تحرير، عندها طبعاً كل شيء ممكن، التدريب التسليح التمويل لعناصر خارجة عن سلطة الدولة اللبنانية".

سئل: هل ترى في لبنان ارضية خصبة لهكذا حركات، مثلاً ما حصل في الاشرفية مؤخراً؟، اجاب: "ما حصل في الاشرفية هو ردة فعل مشروعة في السياسة ضد الاساءة الى الاسلام وضد رسول الله. لكن دخلت عليهم عناصر مدسوسة، وضمن اي جمهور مهما كان حجمه يكفي وجود عشرة اشخاص مندسين لادخال هذا الجمهور في هيجان، لكن لا اريد التوسع في هذا الموضوع فهو متعلق بالوزير فتفت، لكن اعود واقول: عندما لا يستطيع الجيش وقوى الامن السيطرة على بعض احياء بيروت والمخيمات وخارج المخيمات والجنوب والمعابر من سوريا، ليس هناك امن بالتراضي، إذن في هذه المناطق كل شيء ممكن".

سئل: ليس عندك ادنى شك بأن سوريا اغتالت الحريري؟، اجاب: "لقد امسكوا بالأمن بقبضة حديد، اتمنى الا يقنعني احد او يحاول اقناعي بأن سيارة تحمل الف كيلوغرام من المتفجرات كانت تجول بهذه السهولة في شوارع بيروت وانفجرت فجأة برفيق الحريري!! لكن اين فشلوا؟ فشلوا عندما رأوا ردة الفعل الشعبية. لنتذكر، كانوا يخططون بعد اسبوع على اغتيال الحريري لجلسة في مجلس النواب لمناقشة قانون الانتخاب، اسقطنا الحكومة وقلنا لا، نريد الحقيقة، كانوا يتصرفون وكأن شيئاً لم يكن، قالها لحود. الم يقل ان ما حصل هو "ضرب رذالة"! لو كان هناك قانون وعدل لوجب وضع لحود على الحائط وسجنه، كي لا استعمل كلمة اكبر، هم ظنوا اننا سنخاف، ونحن لم نخف ولن نخاف".

سئل: من يمسك الامن في لبنان اليوم؟، اجاب: "الامن بالتراضي. نعم هناك تشكيلات امنية ممتازة قام بها قائد الجيش، لكن المطار ليس معنا، المرفأ، لست ادري، الجنوب بالتراضي، المخيمات ليس هناك امن، الناعمة ليست معنا، الحدود "فلتانة"، الامن الداخلي يحاول ان يقوم بواجباته لكن هذا ليس بالشيء السهل بعد ثلاثين عاماً او خمسة عشر عاماً من تغلغل مخابراتي سوري في كل المفاصل الامنية والادارية وحتى المصرفية "بنك المدينة" مثلاً".

سئل: الا ترى ان ثمة تقصيراً من الحكومة الحالية ومن الاكثرية النيابية؟، اجاب: "تقصير من اين. اعط مثلاً: لا نستطيع ان نعين رئيس جهاز امن المطار يكون "لبنانياً" اي ان يكون ولاؤه للبنان. ليس الموضوع ان يكون هذا الضابط يحمل رتبة معينة ولكن لمن هو ولاؤه: للبنان ام لسوريا ام لايران؟ هذا هو السؤال المركزي؟ قمنا بتسوية في مديرية الامن العام، نتمنى ان يكون ولاء الجزيني للبنان. لكن قمنا بتسوية بين الاكثرية و"حزب الله" تحت شعار طرحوه آنذاك مفاده: لا نريد رئيساً لجهاز الامن العام يغدرنا في الظهر. واجيبهم، وقد قلتها بوضوح، لا تريدون رئيس جهاز امن عام بإمرة "سي.آي.ايه"، طبعاً شعارات التخوين سهلة، لكن ايضاً نستطيع ان نقول لهم نريد رئيساً لهذا الجهاز يكون ولاؤه للبنان فقط، لا لوليد جنبلاط ولا لحسن نصرالله ولا لسعد الحريري، وهذا هو السؤال المطروح عليهم، لكن ما هو الجواب، لا شيء".

سئل: هل للسفير الاميركي جيفري فيلتمان اي علاقة بموضوع الجزيني؟، اجاب: "هم يعلمون جيداً، ونحن نتعلم السياسة، وهم خبراء في السياسة، يعلمون حدود السياسة الاميركية في لبنان، وهم، او بعضهم على الاقل، تحت كلمة واسم "حزب الله"، لكن مجاهدون معينون قاموا بارهاب السفن الاميركية والفرنسية في العام 1983، اذاً، كفانا تهديد بأننا عملاء لاميركا، لاننا نستطيع ايضاً ان نجيبهم بهذه الطريقة. والبعض من هذه القوى، مثل ايران وغيرها، استفادت من الاحتلال الاميركي للعراق، اذاً، كفى مزايدة ولنعد الى الواقع، هل هناك مشروع دولة وفق الطائف ام لبنان الى اين، عندها يدخل لبنان الى المجهول".

سئل: تقول ان الموضوع هو في الاجهزة الامنية، والمشكلة الاساسية في الرئيس لحود لانه الذي يحول دون تطهير الاجهزة الامنية، لماذا لم تستطيعوا اقناع الاخرين بطريقة لوقف مفعول التمديد؟، اجاب: "سبق وذكرت، هناك رئيس جمهورية ممدد له بشكل غير شرعي، لكن يملك حق الاعتراض والامضاء، هناك من يحمي هذا الرئيس، وهو فريق "حزب الله"، العماد عون من اركان الاستقلال، طرحت طريقتين لتغيير لحود. اما ان نتوافق جميعاً وبإمرة البطريرك صفير مع سعد الحريري وسمير جعجع ان يكون عون رئيساً للجمهورية، او نترك الخيار ديموقراطياً والعماد عون شخص ديموقراطي، كي نستأصل هذه الدملة في بعبدا، ثم عندها نقول لحزب الله والفلسطينيين الى اين انتم في لبنان؟".

سئل: هل تمانع بأن يكون العماد عون رئيساً للجمهورية؟، اجاب: "لا استطيع التفرد برأيي، لا مانع لديّ، لكن لا استطيع ان استفرد برأيي، علينا ان نتشاور مع البطريرك صفير اولاً، ومع الدكتور سمير جعجع وغيرهم من الفرقاء. واعود لاقول ان العماد عون كان في مقدم من طالب بالاستقلال ولاحقاً لحقناه في العام 2000. اذاً لا استطيع التفرد برأيي".

سئل: كيف تفسر غياب مشاركة عون شعبياً في لقاء 14 شباط واقتصار مشاركته على وفد رسمي؟، اجاب: "ممتاز، وكنا نتمنى ان تكون المشاركة شعبية".

وسئل: هل تخشى من زوال الدعم الدولي لتطبيق القرار 1559 كما حصل مع الضمانات العربية لتطبيق الطائف؟، اجاب: "عندما طبق الطائف كان للسوري مساهمة كبيرة في وضع حد للحرب الاهلية، وصحيح ان العماد عون كان ضحية واجبر على المنفى وركبت مسألة الكنيسة للدكتور جعجع وسجن 11 عاماً، لكن من كان ضمانة الطائف؟ كان رجل كبير، وطني كبير، لبناني كبير، عربي كبير اسمه رفيق الحريري. عندما استشهد يبدو وكأن ملامح الطائف تغيب معه، وكأن ملامح الحل العربي الذي يستبدل الآن بحل غير عربي يبدو كأن هذا الحل يستبدل على حساب الطائف. نفهم اليوم بعد عام من المؤامرة الكبرى، غير العربية، بأدوات سورية او غير سورية لماذا اغتيل رفيق الحريري؟ لانه كان يضمن عروبة لبنان واستقلاله بعلاقاته وحجمه واتصالاته العربية والدولية. وقد رأوا فيه وخاصة بعدما اتى بشار الاسد الى الحكم العقبة ورأوا فيه الخطر. اما تنفيذ الاغتيال فلاحقاً اتى تحت شعار ان الحريري كان يدبر القرار 1559 وهذا خطأ. ظلم الحريري على مدى 4 سنوات وانتصرنا سوية في العام 2000 وقلنا "لا" لحكم الوصاية ثم نفذ حكم الاعدام في 14 شباط 2005".

سئل: الرئيس السنيورة تكلم عن ضرورة فصل العلاقات بسوريا عن مسار التحقيق الدولي، هل هذا تمهيد لمبادرة عربية جديدة؟، أجاب: "سمعت، اليوم (امس)، المؤتمر الصحافي للنائب سعد الحريري حيث قال شيئاً مهماً جداً انه في النهاية القرارات الدولية واضحة في ما يتعلق بالتحقيق، اي ان التحقيق سيأخذ مجراه آجلاً ام عاجلاً. المبادرة العربية لم اسمع بها، اتهمنا اننا عطلناها، سمعنا بأفكار سورية. وكما قال النائب الحريري اذا كانت المملكة العربية السعودية لها معطيات جديدة، يعني المملكة هي ورفيق الحريري كانت من الذين ارسوا اتفاق الطائف فلا مانع للبحث في اي افكار جديدة ترسي الطائف وتحصن الدولة وتمنع تهريب السلاح والذخيرة من سوريا وتبسط من خلالها الدولة اللبنانية سلطتها على الجنوب على المخيمات وعلى كل اراضي لبنان. هذا رأيي. اما الافكار التي سمعناها بشكل غير رسمي بأن تتوقف الحملات الاعلامية كيف تريدين ان تتوقف الحملات الاعلامية والشتائم تنهال علينا، ثم نحن بلاد صحافتنا حرة. التنسيق الامني؟ ماذا يقصدون ان تعود عنجر، ان يعود الجيش اللبناني ممسوكا والمخابرات اللبنانية ممسوكة من المخابرات السورية؟. هناك تنسيق امني مؤسساتي نرى صيغته لاحقا، لكن في الوقت الحاضر هم يخرقون الحدود بإرسالهم السلاح والعتاد. ماذا بعد، التنسيق في السياسة الخارجية؟ نحن بلد مستقل. لن نطعن سوريا في الظهر، لكن لنا ايضاً حريتنا في سياستنا الخارجية وفق الطائف. ماذا يحمل الرئيس السنيورة او ما هي المهمة لست ادري، ولا استطيع ان اجيب قبل استشارة حلفائي في 14 آذار كل 14 آذار ومع العماد عون".

سئل: كيف تقرأ التغييرات التي حصلت في سوريا؟، أجاب: "هذا شأنهم. لا أتدخل بالشأن السوري على قاعدة أن لا يتدخلوا في شأننا".

سئل: أين الحل؟، أجاب: سنذهب إلى الحوار الذي طرحه الرئيس نبيه برّي، لكن حوار من أجل ماذا؟ من أجل الطائف، بسط سلطة الدولة في كل مكان، الحوار كما قيل وكما سمعت من أجل اعادة النظر في هذه الوثيقة الأساس التي هي الطائف سنرى، سمعت النائب سعد الحريري، سنذهب نعم، شعارنا الدولة وشعارنا تثبيت وتطبيق القرارات الدولية، الاحترام كلمة مبهمة، مطاطة، تثبيت القرارات الدولية وتثبيت اتفاق الهدنة، عندما تسترجع سوريا الجولان على طريقتها سياسياً أم عسكرياً وعندما تقوم دولة فلسطينية قابلة للحياة وفق الشرعية الدولية أي وفق القرار 242، كما قالها أحد قادة حماس انه إذا انسحبت إسرائيل إلى حدود الـ67 ووافقت على حق العودة وموضوع القدس ندخل في هدنة، هذه ادبيات حماس، هدنة طويلة، عندها ربما نفكر في تسوية مع النظام الصهيوني، هذ هو جوابي، أكثر من ذلك ما هو المطلوب مني كلبناني؟".

أضاف: "سمعت همساً، لأنه سبق وذكرت العمود الفقري للطائف اغتيل في ظروف أكبر بكثير من حسابات لبنانية، لذلك علينا أن نعود ونؤكد على الطائف وإلا دخلنا في المجهول، دخلنا في حلف، دخلنا في معادلة، دخلنا في حرب باردة جديدة، وهذا كلام موجه، نعم أوجهه كمواطن لبناني بسيط إلى زعيم كبير إلى قائد كبير اسمه أحمدي نجاد، وأيضاً اوجهه إلى الأصدقاء الروس، لا نريد حرباً جديدة محورها لبنان في مواجهة أميركا لأنهم يصفون حساباتهم في مكان ما مع الأميركيين، السياسة واضحة، مكشوفة".

بعبدا ـ عاليه

سئل: لماذا لست متحمساً لدعم حلفائك في معركة بعبدا ـ عاليه؟، أجاب: "هذا كلام غير دقيق، فأنا على اتصال دائم مع الدكتور جعجع حول كيفية الوصول إلى توافق، وتواصلنا شبه يومي، وهناك رسول هو صديق مشترك بيني وبين العماد عون في هذه المهمة، لكني لم اسمع ان جعجع يريد معركة، والتنسيق مستمر مع "القوات" في هذا الموضوع، والتوافق أفضل".

سئل: هل هذا الموقف يعبر عن تراجع بعد تحالف عون ـ "حزب الله"؟، أجاب: "لا تراجع، بل أشدد على ان لبنان أولاً، وهذا موضوع اعتقد ان عون حريص عليه، هو دخل في حوار، سموها ورقة تفاهم، أتمنى له كل التوفيق، لكن في النهاية من دون سيطرة الدولة على السلاح والمناطق والأمن والحدود، الحوار لا قيمة له".

سئل: ما هو مستقبل 14 آذار؟، أجاب: "فلنقل ما هو مستقبل لبنان، السؤال موجه إلى قوى 8 آذار أين يقفون في قضية مستقبل لبنان من التحالفات التي تبنى اليوم بين سوريا وايران".

قيل له: ما هي الخطوة الأولى للحل؟، قال: "رئاسة الجمهورية، إرسال الجيش إلى الجنوب، الولاء للدولة ولبنان أولاً".

سئل: ما هو النداء الذي توجهه إلى حزب الله وقادته؟، أجاب: "لا أوافق على مبدأ ان مزارع شبعا أمر مفتوح للتحرير، إذا كان لا بد من استعادتها فتستعاد من خلال توثيق رسمي يبيّن لبنانيتها بين سوريا ولبنان وابلاغ الأمم المتحدة بذلك، وثانيا السلاح يجب أن يعطى للدولة وللجيش اللبناني".

وختم متمنياً مشاركة شعبية كبيرة يوم غد في ساحة الحرية "وأن يكون العلم اللبناني هو العلم الأساس، والنشيد اللبناني هو نشيدنا، وقسم جبران تويني قسمنا"، وقال: "لن نتشاءم ولن نفقد الأمل ونقول للطغاة: أعمار الطغاة قصار".

 

فتفت: مسؤول في "الأحباش" متورط في أحداث الأشرفية

الأثنين, 13 فبراير, 2006 -البلد

قال وزير الداخلية أحمد فتفت في برنامج "الأسبوع في ساعة" على شاشة تلفزيون "الجديد" امس ان التحقيقات في احداث الأشرفية أثبتت "تورط" مسؤول في جمعية المشاريع الخيرية الاسلامية (الأحباش) في التحريض على أعمال الشغب والتخريب في الأشرفية.وطالب فتفت "الأحباش" بتسليمه "لإثبات عدم تورطهم وإظهار حسن نيتهم"، مؤكداً ان قيادة "الأحباش" تبلغت من القوى الأمنية اسم المشتبه به وعليها تسليمه سريعاً.

 

ملف الفارين الى إسرائيل مجدداً الى الواجهة بعد النداء المشترك لـ"حزب الله" و"التيار الوطني"

الأثنين, 13 فبراير, 2006 -حسين سعد -البلد

عاد موضوع "الفارين" اللبنانيين الى اسرائيل من عناصر ما كان يسمى "جيش لبنان الجنوبي" وعائلاتهم مجددا الى الواجهة بعد النداء المشترك الذي وجهه حزب الله والتيار الوطني الحر الداعي الى عودة من تبقى من هؤلاء الى الوطن.

وتأتي هذه الدعوة المشتركة بعد الاجواء العاصفة التي شهدها مجلس النواب قبل اشهر عدة على خلفية طرح العفو عن الفارين من قبل العماد ميشال عون نفسه والذي اوضح كلامه المتعلق بهذه المسألة بعد ردود الفعل الواسعة على رأسها حزب الله الذي يشدد على محاكمة العناصر اللحدية لدى القضاء اللبناني.  ولا يزال موضوع الفارين الذي بدأت حكايته مع انسحاب قوات الاحتلال الاسرائيلي من الجنوب والبقاع الغربي في الخامس والعشرين من ايار العام 2000 احدى ابرز النقاط الحساسة التي خلفتها اسرائيل بعد انسحابها لما يشكله من تداعيات على ارض الواقع تتعلق بالموقف المبدئي من قضية "العناصر اللحدية" الذين خدموا اسرائيل على مدى 22 عاما وشاركوها في عمليات القتل والتهجير والاعتقال للآلاف من المواطنين والمقاومين على السواء.

وتسجل المصادر الامنية اللبنانية التي تخلو سجلاتها اليومية منذ ما يقارب السنتين من محاضر عودة الفارين من داخل فلسطين المحتلة بوابة الناقورة على الحدود اللبنانية الفلسطينية عودة حوالى اربعة آلاف فرد من عناصر الميليشيات اللحدية السابقة، وعائلاتهم وذلك من اصل اكثر من ستة آلاف من طوائف مختلفة كانوا فروا عبر بوابتي "فاطمة" في كفركلا "وبرانيت" في رميش.

ويعاني من تبقى من هؤلاء من غربة في بلد لم يألفهم رغم ما قدموه له بحسب "العائدة" منذ شهور طويلة "مريم. ح" مع ولديها والتي تصف اوضاعهم بالمزرية بعدما "تناسل" الكثيرون منهم اطفالا لا يحملون اي جنسية.

وتلفت المصادر المتابعة لملف الفارين الى تعدد الأصوات اللبنانية، الروحية التي لم تستكن منذ اللحظة الاولى لفرارهم وحثهم للعودة الى لبنان والتي تولاها في وقت سابق مطران صور والاراضي المقدسة للطائفة المارونية بولس الصياح المقيم في القدس المحتلة. وهو عمل جاهدا لتسهيل عودتهم مع وعود "التطمين" وتخفيف الاحكام القضائية وهذا ما حصل بالفعل مع الكثيرين من العائدين. وكان المطران الصياح وحسب المصادر عينها قد امضى سنوات بين لبنان واسرائيل من خلال بوابة الناقورة والتي اقفلت امامه أخيراً بعد اخلاء قوات الطوارئ الدولية المنطقة الأمنية عند الحدود. وبات يتوجه الى الاراضي المحتلة عبر الاردن.

وكانت جهات اسرائيلية قدمت في منتصف العام 2003 توصية الى الكنيست الاسرائيلي لاعطاء "سبعمئة" من "اللحديين" الجنسية الاسرائيلية وكان سبقها قيام اسرائيل بفرز مجموعة قليلة منهم، تولت وزارة الدفاع الاسرائيلية استيعابهم جميعهم (نحو ثلثين من كبار الضباط في ميليشيا "الجنوبي") واعتبارهم بمثابة عسكريين اسرائيليين يتقاضى بعضهم راتبا يبلغ الف دولار اميركي مع اعفاءات تشمل ايجارات المنازل وفواتير الكهرباء والمياه والهاتف. فيما الحقت وزارة الاستيعاب الاسرائيلية الباقين والذين يتعدى عددهم الـ 400 عنصر بعملها، وصنفتهم عاطلين عن العمل تدفع لكل اسرة منهم ما يوازي 250 دولارا اميركيا.

وتضيف المصادر ان معظم الفارين الموجودين في اسرائيل يقيمون في المناطق القريبة من لبنان "نهاريا" وبعد عودة اكثر من اربعة آلاف منهم الى لبنان وسفر اكثر من خمسمئة الى دول افريقية واستراليا واوروبا يرغب من تبقى منهم في العودة الى لبنان ومحاكمتهم من قبل القضاء اللبناني باستثناء مجموعة من الضباط السابقين وعلى رأسهم انطوان لحد الذين صدرت بحقهم مذكرات قضائية واحكام غيابية.

وتشير المصادر ذاتها الى ان المئات من اللحديين وعائلاتهم وعددهم يتراوح بين 2000 ــ 2500 فرد ينتمون الى نحو اربعمئة عائلة يحوزون على اقامات دائمة. كاشفة عن منح الجنسية الاسرائيلية لعدد من كبار الضباط اللحديين ومنهم انطوان لحد فارس القسيس ويوسف سبليني وآخرين. وسجلت المصادر عودة عدد من الضباط السابقين في ميليشيا الجنوبي منهم العقيد كرم الله سعيد الذي كان يشغل منصب نائب انطوان لحد والعقيد جورج اسعد سعيد، والمقدم ميشال نهرا والمقدم سليمان بطرس سعيد والرائد في فوج الهندسة خيرالله فهد سلامي والياس نجم وغيرهم. ولا يزال عدد من المسؤولين السابقين وبينهم مسؤول القطاع الغربي الذي تسلم المسؤولية بعد مقتل عقل هاشم، ومسؤول فوج الـ 81 طالب سبليني وشقيقه مسؤول جهاز 504 يوسف سبليني ومدحت غريّب واحمد شبلي صالح موجودين في اسرائيل.  ويذكر ان الفارين الى اسرائيل ينتمون بشكل اساسي الى بلدات وقرى القليعة دبل عين ابل، رميش علما الشعب مرجعيون برج الملوك وعيترون وعيتا الشعب وطيرحرفا والقوزح والناقورة.

 

نبيل نقولا يرد على أمين الجميل: حنين لعصر الميليشيات والذبح على الهوية 

البلد  13 شباط 2006- "لأن السكوت عن الباطل خطيئة"، ردّ عضو تكتل "التغيير والاصلاح" النائب نبيل نقولا على كلام الرئيس امين الجميل امام تجمع حقوقيي 14 آذار، مذكرا اياه بأن كتلته في بعبدا عاليه والمتن الشمالي "ما كانت قد وجدت لولا تحالفه مع من يعيرنا بهم اليوم، الا اذا كان هناك نكران لحلفاء الأمس".     واذ دعا الى الابتعاد عن الاحقاد ولغة التخوين قال: "لا افهم كيف يفسر فخامة الرئيس لقاء طرفين اساسيين في الحياة السياسية اللبنانية بخاصة بعد الذي حصل نهار الأحد. وهل يعتبر ذلك انتقاصا من سلطة الدولة. هل كان يفضل العودة الى الاقتتال الطائفي كما كان مخططا له وهل هناك حنين للبعض لعصر الميليشيات والذبح على الهوية؟ مهلا فخامة الرئيس لقاء عون نصرالله ليس امتدادا للنهج السابق بل وعد وميثاق للبنان الجديد.

 

المرعبي ينفي وجود معسكرات تدريب في عكار

الأثنين, 13 فبراير, 2006-      نفى الوزير والنائب السابق طلال المرعبي "وجود مناطق ارهابية في عكار، وتحديدا في فنيدق، ووادي خالد". وقال في تصريح له: "نؤكد عدم وجود معسكرات، ونطلب فتح تحقيق فوري، وألفت بعض وسائل الاعلام الى توخي الدقة والحذر"، معتبرا عكار "منطقة مشهوداً لها في الوطنية والتضحيات".

 

الشباب الديمقراطي": الجيش اعتقل خمسة من رفاقنا في عرمون

الأثنين, 13 فبراير, 2006 –البلد-اعلن اتحاد الشباب الديمقراطي ان قوة من الجيش اللبناني اوقفت في منطقة عرمون ــ الشحار، ليل السبت 11 شباط خمسة من اعضائه هم: بسام ملاعب، اشرف مطاوع، عمر خداج، عامر الذيب، رمزي ملاعب، وذلك خلال قيامهم بتوزيع ملصقات مناهضة لمؤتمر بيروت ــ 1.وقال بيان للمكتب التنفيذي للاتحاد: ان عملية التوقيف جرت من دون اي مسوغ قانوني، او سبب فعلي، وطالب بالافراج الفوري عنهم، داعيا المنظمات الشبابية كافة للمطالبة في توجيه الامن الى مكانته الخطيرة والمتمثلة بالاحتقانات المذهبية.

 

طبارة: ترسيم الحدود وإثبات لبنانية المزارع يبرران وجود سلاح المقاومة

الأثنين, 13 فبراير, 2006 - البلد

اعتبر النائب بهيج طبارة،"ان سلاح المقاومة مبرر بوجود احتلال اسرائيلي على جزء من لبنان"، واشار الى "ان المطالبة بترسيم الحدود واثبات لبنانية المزارع يجعلان سلاح المقاومة مبررا".

واكد في حديث اذاعي امس "ان القرار 1559 مضت عليه شهور والوقت قد حان للجلوس الى الطاولة لاجراء حوار". وشدد على "الحلف الاساسي بين تيار "المستقبل" و"اللقاء الديمقراطي" و"القوات اللبنانية"، وتحالفات التيار واضحة"، معتبرا "انه في حال عدم حصول توافق في الانتخابات الفرعية في بعبدا- عاليه، فتيار "المستقبل" سيؤيد مرشح القوات اللبنانية".

 

عودة الحريري هل تطوي تداعيات "الأحد الأسود"؟

إسلاميون وسلفيون مستاؤون من دار الفتوى وغياب الإنماء

علي الامين - البلد -الأثنين, 13 فبراير, 2006

تبدو عودة رئيس تيار المستقبل النائب سعد الدين الحريري الى بيروت بعد اشهر من الغياب عن لبنان، هي محاولة:

اولا: لتمتين التحالف السياسي الذي يقوده، بعد ما تعرض له من تصدعات كان آخرها ما جرى في الاشرفية قبل 8 ايام.

ثانيا: حشد اكبر قدر ممكن من المواطنين ولا سيما الطائفة السنية في مناسبة الذكرى السنوية الأولى لاغتيال الرئيس رفيق الحريري.

تململ اسلامي

ولئن كانت اطلالته الإعلامية (أمس) لم تضف جديدا على مستوى الموقف السياسي، فإن مباشرته القيادة من بيروت سيكون لها أثر ايجابي على تماسك مناصري تيار المستقبل، ذلك ان تململا في بعض الدوائر السنية المتعاطفة مع آل الحريري، برز في ظل غياب النائب سعد الحريري عن لبنان، ومؤدى هذا التململ كما يصفه مسؤول بارز في أحد التيارات الأصولية في الشمال، أن السنة في لبنان وفي الشمال تحديدا رجحوا فوز 28 نائبا من اصل 28 نائبا للتحالف الذي يقوده سعد الحريري في الشمال وعكار، وان الذين منحوا اصواتهم هم الفقراء ومحدودو الدخل، في مقابل ذلك، هناك ما يشبه التخلي عن هذا الجمهور، اذ ان الشمال وعكار تحديدا يشهدان غيابا شبه كامل للتنمية من قبل مؤسسات الدولة توازيه شكوى متزايدة من توقف المساعدات التي كان الحريري الاب يخص بها ابناء الشمال من الفقراء. والمصدر الأبرز لأهمية الحريري لدى السنّة واللبنانيين عموما، انه شخص يعد الناس ويعمل على الإنماء، لكن ما يشكو منه البعض اليوم ان النائب سعد الحريري أخذ الحقيقة، وتخلى عن الإنماء. ولا يخفي بعض المسؤولين في التيارات الإسلامية في طرابلس استياءهم من نزعة التمييز التي تتمثل بتقديم سنة العاصمة على سنة الأطراف وهي نزعة موجودة داخل دار الفتوى، في التمييز بين رجال الدين ولجهة الاهتمام بالمؤسسات الدينية والاجتماعية، وتسربت الى تيار المستقبل كما يؤكد مصدر اسلامي بارز، ما يشير الى ان ما يشبه القطيعة والإنقطاع في الصلة بين الجماعات الإسلامية السنية التي يتركز حضورها القوي في الشمال وعكار والنائب سعد الحريري، لأسباب لا ترتبط بالضرورة بخلاف سياسي، بقدر ارتباطها بغياب التنسيق وانعدام الرؤية السياسية الواضحة لدى تيار المستقبل. ويشير هذا المصدر الى ان العلاقة في ما بين نواب تيار المستقبل ليست على أحسن حال، بل فيها الكثير من الحساسيات التي يعززها غياب قيادة هذا التيار عن الساحة. وفي حين يذهب احد مسؤولي الجمعيات السنية، الى التأكيد ان سعد الحريري هو المؤهل لجمع الساحة السنية السياسية والدينية، حذر من ان الناس الذين التفوا حوله بعد اغتيال والده، وعبروا عن ذلك في الانتخابات النيابية، لن يستمروا في هذا التعاطف اذا لم يلمسوا ان هناك قيادة سياسية تنصت لآلام الناس وتتحسس مشاكلهم السياسية والاجتماعية.

بين الاشرفية وباب التبانة

وفي هذا السياق لفت المصدر الى انه رغم المصيبة التي طالت الاشرفية قبل ايام والموقف الذي تثمره ايجابيا لسعد الحريري باطلاق حملة مالية من اجل الاشرفية، سأل الحريري "الم يكن اولى ان يقوم بحملة انمائية لمنطقة باب التبانة في طرابلس؟".

ويلفت المصدر الإسلامي، الى منطقة "باب التبانة" التي تعاني من إهمال مزمن مشيرا ان ابناءها لم يتخلوا عن واجبهم في المحطات السياسية واعطوا بسخاء تيار المستقبل في اكثر من مناسبة سياسية.

ما يسيء المسؤولين في جماعات اسلامية، ليست معادية لتيار المستقبل، ان القيادة السياسية والدينية السنية الرسمية اليوم تساهم بسبب سوء التقدير السياسي في تقديم الطائفة السنية كمعقل للإرهاب وللخروج على القانون، في وقت يجب ان تتحمل القيادات مسؤولية لا تريد ان تتحملها. وهي مسؤولية تمثيل السنة وقيادتهم.

اذ ثمة اقتناع لدى هذه الأوساط الإسلامية الشمالية، ان هناك نزعة من التخلي عن المتظاهرين الذين شاركوا في تظاهرة الاشرفية، وان هناك استسهالاً لاتهام بعض ابناء هذه الطائفة بأنهم يتسلحون ويقومون بتدريبات، من دون ان يرد على هذا الكلام بقوة. في وقت لا يتجرأ أحد على القول ان هناك معسكرات تدريب تعرفها الدولة لفصائل لبنانية ولا تجرؤ على توجيه اي اتهام للقائمين عليها.

الغرم والغنم والتنصل

لقد تم التعامل مع الذين جرى اعتقالهم عشوائيا كأنهم من دون مرجعية، او ان احدا لا يعنيه شأنهم، وبدا ان الغرم يقع على بسطاء الناس فيما الغنم يبقى حصة القيادات التي تهربت من مسؤوليتها، لذلك يفسر حال الاستياء من نتائج تظاهرة الأحد الأسود في الأشرفية، وهو استياء عكسه مسؤولون في جماعات اسلامية اصولية وسلفية لبنانية، ليس لحجم الانتهاك المستنكر لديها الذي تعرض له المواطنون في الاشرفية، ولا للتعدي على الاملاك العامة والخاصة وبينهما بعض الكنائس التي طالتها يد الغوغاء او المندسين على ما جرى من وصف على لسان بعض القيادات الإسلامية، بل مرده ــ الاستياء ــ التنصل الذي شاب مواقف دار الفتوى وتحديدا مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني من جهة، وتيار المستقبل من جهة ثانية حيث بدا انهما ليست لهما اي علاقة ولا يتحملان اي مسؤولية لما جرى في الاشرفية.

لقد اثار موقف الشيخ قباني المترافق مع الاعتقالات التي طالت مشاركين في التظاهرة، صدمة لدى اكثر من مسؤول في هذه الجماعات الإسلامية ويصف، احد ابرز وجوه الجماعات السلفية في الشمال. ان الحشد الذي جاء وشارك في التظاهرة، كان يلبي دعوة مفتي الجمهورية اولا وبعض الشخصيات والجماعات الاسلامية ثانيا وان موظفي دار الفتوى في الشمال وعكار وامين الفتوى في طرابلس كانوا يوجهون الدعوات وينسقون عملية انتقال المواطنين من الشمال الى بيروت.

ويضيف: لذلك فإن بعض من يدرج ضمن الفعاليات الإسلامية في طرابلس أبدى إنزعاجاً من حصر الكلمات التي كان مقررا القاؤها في التظاهرة في مشايخ دار الفتوى وموظفيها، ما ادى الى ان يتخلف بعض القيادات الشمالية عن المشاركة، والبعض الآخر من هذه الفعاليات وجد نفسه في غنى عن القيام بحشد التظاهرة من انصاره.

اتهامات من دون تحقق

ثمة إقتناع لدى اكثر من مصدر إسلامي فاعل في الشمال، ان تيار المستقبل هو الذي موّل عملية انتقال المشاركين في التظاهرة بشكل شبه كامل.

ويضيف هؤلاء انه قبل انطلاق التظاهرة بيوم، أبلغ المعنيون في دار الفتوى ان هناك خللاً واضحاً في عملية هذه التظاهرة وهو ما أدى الى تخلي بعض القيادات الاسلامية عن المشاركة والتي عبرت عن قلقها حيال سوء التنظيم والادارة.

الى ذلك ابدى احد رموز "السلفيين" في لبنان الشيخ حسن الشهال، استنكاره محاولة لصق ما جرى في الاشرفية بالجماعات السلفية، واشار الى ان بعض الصحف تورطت في هذا الاتهام من دون ان تحقق.

التململ والاستياء من الإدارة السياسية والدينية للطائفة السنية، كشف عنهما اسلوب التعامل مع تظاهرة الاشرفية، والذي تميز بنزعة تنصل المراجع الدينية والسياسية من المسؤولية، لكن هناك من يتحدث عن اكثر من تململ، لجهة الحديث عن غياب القيادة وغياب التواصل بين القاعدة وهذه القيادة، في وقت تزداد الاسئلة عن المستقبل وتياره وماذا سيقدم لجمهوره في المرحلة المقبلة الى جانب مطلب الحقيقة المحق.

علي الامين

 

7 بندا على جدول اعمال جلسة مجلس الوزراء الخميس المقبل

وطنية - 13/2/2006 (سياسة) وزعت رئاسة مجلس الوزراء جدول اعمال جلسة مجلس الوزراء التي ستعقد السادسة مساء الخميس المقبل في السراي الكبير.

وهنا جدول الاعمال: 1- اقتراح قانون يرمي الى تنظيم مهنة خبراء التخمين العقاري في لبنان. 2- مشروع قانون يرمي الى تعديل بعض احكام القانون رقم 442 تاريخ 29/7/2002 (اصول التعيين في وظيفة مدرس في مرحلتي الروضة والتعليم الاساسي) (مؤجل من جلسة 2/2/2006). 3- انضمام لبنان الى تعديلات بيجين المتعلقة ببروتوكول مونتريال حول حماية الاوزون من المواد المستنفدة لها.(وزع على الوزراء بتاريخ 4/2/2006). 4- ابرام مذكرة تفاهم بين لبنان والمملكة المتحدة لبريطانيا وايرلندة الشمالية في شأن توفير ضمانات في ما يتعلق بأفراد معرضين للترحيل (وزع على الوزراء بتاريخ 4/2/2006). 5- ابرام اتفاقية الحظر الشامل للتجارب النووية (وزع على الوزراء بتاريخ 4/2/2006). 6- مشروع مرسوم يرمي الى تعديل بعض احكام المرسوم رقم 10353 تاريخ 25/6/1968 وتعديلاته المتعلق بادارة بيت المحترف اللبناني والمراكز التابعة له. 7- مشروع مرسوم يرمي الى تعديل المادة 7 من المرسوم رقم 2354 تاريخ 10/4/1992 (تنظيم دعوة الاحتياطيين الى الخدمة في الجيش). 8- مشروع مرسوم يرمي الى تحديد حضور المدير العام للصندوق الوطني للضمان الاجتماعي جلسات مجلس الادارة وهيئة المكتب. 9- مشروع مرسوم يرمي الى تحديد حالات اعفاء ذوي الصعوبات التعليمية من الامتحانات الرسمية (مؤجل من جلسة 2/2/2006). 10- مشروع مرسوم يرمي الى تصحيح خطأ مادي في المرسوم رقم 15734 تاريخ 14/11/2005 المتعلق بنقل اعتماد من احتياطي الموازنة العامة الى موازنة وزارة الاشغال العامة والنقل. 11- مشروع مرسوم يرمي الى الغاء الترخيص المعطى للبناني باكتساب الجنسية السنغالية (السيد محمود المجذوب). 12- مشروع مرسوم يرمي الى الغاء الترخيص المعطى للبناني باكتساب الجنسية الدانماركية (السيد عبد الناصر البهلوان). 13- مشروع مرسوم يرمي الى الترخيص لشخص من التابعية السعودية بتملك حقوق عينية عقارية في منطقة عجلتون العقارية - قضاء كسروان (السيد خالد عبد الغني) (الغاية من التملك هي للبناء والسكن). 14- مشروع مرسوم يرمي الى الترخيص لشخص من التابعية الكويتية بتملك حقوق عينية عقارية في منطقة بحمدون القرية العقارية - قضاء عاليه (السيد بدر علي ابل) (الغاية من التملك هي للبناء والسكن). 15- مشروع مرسوم يرمي الى الترخيص لشركة الازدهار العقارية (تضامن) بتملك حقوق عينية عقارية في منطقة العبادية العقارية - قضاء بعبدا (الغاية من التملك هي للبناء والاستثمار العقاري). 16- مشروع مرسوم يرمي الى الترخيص لشركة "اريكة العالمية للمشاريع السياحية" (ش.م.ل) بتملك حقوق عينية عقارية في منطقة كفرعبيدا العقارية - قضاء البترون (الغاية من التملك هي لانشاء مشروع سياحي عقاري). 17- مشروع مرسوم يرمي الى الترخيص للشركة اللبنانية العالمية للسياحة والعقار (ش.م.ل) بتملك حقوق عينية عقارية في منطقة العبادية العقارية - قضاء بعبدا (الغاية من التملك هي لاقامة مشروع سياحي وسكني). 18- مشروع مرسوم يرمي الى الترخيص لشركة المجموعة الدولية المتحدة العقارية (ش.م.ل) بتملك حقوق عينية عقارية في منطقة العبادية العقارية - قضاء بعبدا (الغاية من التملك هي لاقامة مشروع سياحي وسكني). 19- مشروعا مرسومين يرميان الى: أ- نقل اعتماد بقيمة /467,850/ مليون ل.ل. من احتياطي الموازنة العامة الى موازنة وزارة الاقتصاد والتجارة لعام 2006 على اساس القاعدة الاثنتي عشرية (نفقات استئجار مقر جديد للمديرية العامة للحبوب والشمندر السكري). ب- نقل اعتماد بقيمة /83,400/ مليون ل.ل. من احتياطي الموازنة العامة الى موازنة المديرية العامة للحبوب والشمندر السكري (موازنة ملحقة) لعام 2006 على اساس القاعدة الاثنتي عشرية (ايجارات مكاتب وصيانتها). 20- مشروع مرسوم يرمي الى نقل اعتماد بقيمة /20,066/ مليون ل.ل. من احتياطي الموازنة العامة الى موازنة وزارة التربية والتعليم العالي لعام 2006 على اساس القاعدة الاثنتي عشرية لدفع بدلات ايجار البناء المشغول من قبل مدرسة شكا الرسمية. 21- مشروع مرسوم يرمي الى نقل اعتماد بقيمة 172 مليون ليرة لبنانية من احتياطي الموازنة العامة الى موازنة وزارة الخارجية والمغتربين لعام 2006 على اساس القاعدة الاثنتي عشرية "تسديد مساهمة لبنان في الامانة العامة لمنظمة المؤتمر الاسلامي عن عامي 2004 - 2005". 22- مشروع مرسوم يرمي الى نقل اعتماد بقيمة 6,600 مليون ليرة لبنانية من احتياطي الموازنة العامة الى موازنة وزارة الداخلية والبلديات لعام 2006 على اساس القاعدة الاثنتي عشرية "دفع راتب متعاقدة لدى محافظة لبنان الجنوبي". 23- مشروع مرسوم يرمي الى نقل اعتماد بقيمة 20 مليون ليرة لبنانية من احتياطي الموازنة العامة الى موازنة وزارة المالية لعام 2006 على اساس القاعدة الاثنتي عشرية "لتغطية نفقات استضافة الاجتماع ال23 لمدراء عامي الجمارك في بيروت". 24- عرض الهيئة العليا للاغاثة موضوع اعادة انشاء جسر ابو زملة في الجنوب (قرار مجلس الوزراء رقم 51 تاريخ 24/11/2005). 25- طلب الهيئة العليا للاغاثة الموافقة على تأمين سلفة خزينة بقيمة عشرة مليارات ليرة لبنانية لدفع تعويضات اضرار المتفجرات التي حصلت سابقا واعمال الشغب في منطقة الاشرفية. 26- طلب مجلس الانماء والاعمار الموافقة على ادراج بند تحكيمي في العقود العائدة لمشروع نقل مياه نهر الليطاني الى الجنوب اللبناني لاغراض الري والشرب. 27- عرض مجلس الانماء والاعمار موضوع تمديد عقود الصيانة الخاصة لمستشفى بيروت الحكومي الجامعي /بئر حسن بعد تاريخ 1/1/2006. 28- طلب المجلس الوطني للبحوث العلمية الموافقة على قبول هبة مقدمة من مركز البحار في بيلاروسيا عبارة عن جهاز "JOUAN CENTRIFUGEUSE" وملحقاته. 29- طلب وزارة الخارجية والمغتربين الموافقة على تفويض امين عام الوزارة التوقيع على اتفاق بين لبنان وبيلاروسيا يتعلق باعفاء حملة جوازات السفر الديبلوماسية والخاصة من تأشيرة الدخول. 30- طلب وزارة الخارجية والمغتربين الموافقة على المشاركة في المؤتمر الدولي للوسائل المبتكرة لتمويل التنمية الدولية في باريس. 31- طلب وزارة الداخلية والبلديات الموافقة على تأمين الاعتمادات اللازمة لاجراء الانتخابات النيابية الفرعية للمقعد الماروني الشاغر في منطقة بعبدا ضمن دائرة جبل لبنان الثالثة واعتماد التدابير الامنية الضرورية لتأمين امن وسلامة العملية الانتخابية. 32- طلب وزارة الداخلية والبلديات الموافقة على بيع العقار رقم 145 من املاك بلدية نيحا العقارية - قضاء زحلة. 33- طلب وزارة الداخلية والبلديات الموافقة على تحقيق عشر آليات. 34- طلب وزارة الداخلية والبلديات الموافقة على قبول هبة نقدية مقدمة لصالح المديرية العامة للامن العام. 35- طلب وزارة الداخلية والبلديات الموافقة على سفر الوزير مع وفد مرافق الى قطر. 36- طلب وزارة الدفاع الوطني الموافقة على انشاء "المكتب الوطني للاستعلام عن المفقودين وفقا لاحكام المادة 122 من اتفاقية جنيف الثالثة الموقعة والمصدقة. 37- طلب وزارة المالية الموافقة على مشاركة المجلس الاعلى للجمارك في الاجتماع الاول للجنة ادارة اتفاقية كيوتو المعدلة في بروكسيل/بلجيكا. 38- طلب وزارة المالية الموافقة استثنائيا على اعفاء العراقيين الموقوفين المنتهية احكامهم من الرسوم المتوجبة على ان يتم ترحيلهم خلال مهلة شهر تسري اعتبارا من تاريخ صدور الاعفاء . 39- طلب وزارة الاشغال العامة والنقل الموافقة على سبيل التسوية على المشاركة في الملتقى البحري العربي الاول للتعاون التقني في مصر. 40- طلب وزير الدولة لشؤون التنمية الادارية الموافقة على افادة المتعاقدين في مكتبه من الخدمات التي تؤمنها تعاونية موظفي الدولة في كل ما لا يقدمه الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي واعطاء زيادة على الراتب توازي درجة واحدة اعتبارا من 1/1/2006 على ان تطبق زيادات التدرج العادية مرة كل سنتين اعتبارا من 1/1/2008. 41- طلب وزارة التربية والتعليم العالي الموافقة على تسوية الوضع الوظيفي لاستاذ تعليم ثانوي ومعلم موضوعين خارج الملاك من اجل الحاقهما بالمركز التربوي للبحوث والانماء. 42- طلب وزارة العمل الموافقة على انشاء او استئجار مبنى جديد للوزارة. 43- طلب وزارة البيئة الموافقة على تعديل قرار مجلس الوزراء رقم1 تاريخ 2/2/2006 المتعلق بالمشاركة في الدورة الاستثنائية التاسعة لمجلس الادارة/ المنتدى البيئي الوزاري العالمي لبرنامج الامم المتحدة للبيئة - اليونيب لجهة ترؤس المدير العام للوفد المشارك بدلا من الوزير. 44- طلب وزارة البيئة الموافقة على المشاركة في مؤتمر دول الاطراف حول التنوع البيولوجي في البرازيل. 45- طلب وزارة الطاقة والمياه الموافقة على سفر وفد من الوزارة ومؤسسة كهرباء لبنان الى الكويت. 46- طلب وزارة الطاقة والمياه الموافقة على المشاركة في مؤتمر قمة الغاز 2006 في قطر. 47- طلب وزارة الشباب والرياضة الموافقة على استضافة البطولة الآسيوية ال17 لالعاب القوى في لبنان عام 2007.