المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم الخميس 16/2/2006

وأني لا أعمل شيئاً من تلقاء نفسي، بل ما علمني إياه الآب أقوله

 

العماد عون: تحاشينا موضوع المشاركة الشعبية واكتفينا باستذكار الرئيس الحريري 

الأنوار 15 شباط : 2006 قال العماد ميشال عون في حديث الى محطة NBN، انه تحاشى موضوع المشاركة الشعبية (لاننا تعودنا في مناسبتين سابقتين ان يتم توجيه شتائم، وخفنا ان تتحول هذه المناسبة الى صدامات. كما ان الخطابات التي ألقيت في التظاهرة ليست من خطابنا السياسي. وكنا نعلم انه سيتم التصعيد، لذا تحاشينا الوجود الشعبي حفاظا على سلامة الاحتفال، واكتفينا باستذكار الرئيس الحريري وكتبنا كلمة للمناسبة في صحيفة (المستقبل).   وردا على سؤال حول ان بعض الشعارات في التظاهرة (التيار الحر) قال: كنا نعلم ان هذا الشيء سيتحول الى نوع من التهم، لذلك تحاشينا الموضوع لاننا نشجع ثقافة الحوار وليس ثقافة الشتائم ولا ثقافة الخلافات. وأعتقد ان ما سمعناه لا يعزز النهج لحل المشاكل بقدر ما يعزز نهج تعطيل المشاركة.

وقال ردا على سؤال: اطلب منهم اعادة النظر بخطابهم كي يستأنفوا الحوار ونصل الى حل مشرف للجميع، لان الحلول من خلال الخطابات النارية لا يمكن الوصول اليها. وعما اذا كان ما قيل سيؤدي الى ردود فعل ومرحلة جديدة من السخونة السياسية، قال: اعتقد ان ما حدث لا يشجع على الحوار، ولكن آمل ان يكون هناك قدر من العقلانية لدى جميع الذين طاولهم الخطاب اليوم (امس) والا يستدرجوا الى صدامات نحن بغنى عنها.

وسئل عما اذا كانت الكلمات امس اعادت فتح معركة رئاسة الجمهورية، فقال: لا اعلم بالضبط ماذا يريد الخطباء، لان هناك حربا على رئيس الجمهورية وعلى سوريا وحربا شرق اوسطية. لا اعرف بالضبط ما هي الاهداف التي يريدون الدفاع عنها.

 

نصر الله يربط سلاح حزب الله بالتسوية في الشرق الأوسط 

بيروت –  + وكالات : 16/2/2006 

فيما يتساءل المراقبون عن عدم تحرك أي مقاومة لتحرير الجولان السوري المحتل ، ربط الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله بين نزع سلاح حزبه والتسوية في الشرق الأوسط. وقال نصر الله ان موضوع سلاح المقاومة مرتبط بالتسوية لا بالمزارع (شبعا) ولا بالاسرى وطالما لا توجد تسوية في المنطقة معنى ذلك ان حالة الحرب قائمة حتى لو لم يكن هناك قتال على الجبهة. واضاف ان لبنان في حالة حرب مع إسرائيل لا احد يلقي سلاحه قبل ان تنتهي الحرب وتستبدل بحال اخرى وكشف نصر الله انه توافق مع الرئيس الحريري على ان وظيفة المقاومة هي حماية لبنان وهو كان واضحا بأن رأيه أن موضوع سلاح المقاومة مرتبط بالتسوية لا بمزارع شبعا ولا بالأسرى لدى اسرائيل. وتطالب الغالبية البرلمانية في لبنان بنزع سلاح حزب الله الذي يحظى بدعم دمشق وطهران استنادا الى القرار 1559 الصادر عن الامم المتحدة والذي ينص على نزع سلاح كل الميليشيات. ووجه نصر الله تحية لرفيق الحريري الذي اغتيل في 14 شباط/فبراير 2005 مؤكدا انه كان يجتمع معه في بعض الاحيان مرتين في الاسبوع. وقال في السنة الاخيرة التي سبقت حالة الاغتيال اعتقد ان علاقاتنا تطورت بشكل كبير وايجابي جدا. واضاف حصلت لقاءات شبه ثابتة بيننا كل اسبوع او اسبوعين وكنا نلتقي في بعض الاحيان مرتين في الاسبوع. واضاف انه لو كان الرئيس الحريري حيا لكان قادرا من خلال تجربته وعلاقاته وقدراته وإمكاناته الشخصية على مساعدة البلاد لتخطي الكثير من المراحل الصعبة.

 

حزب الله: كلام نصر الله عن التسوية كان نقلا عن الحريري 

الأربعاء 15 فبراير - وكالات

 بيروت: أوضح حزب الله اللبناني الشيعي اليوم أن ما نسب الى أمينه العام السيد حسن نصر الله عن ربط سلاح الحزب الاصولي بالتسوية في الشرق الاوسط هو كلام نقله نصر الله عن رئيس الحكومة الاسبق رفيق الحريري الذي اغتيل في 14 شباط(فبراير) 2005. وجاء في توضيح لحزب الله "ان العبارة التي وردت في حديث السيد نصر الله لتلفزيون المنار هي انه اثناء حديثه مع الرئيس الحريري قال الرئيس الشهيد ان وظيفة المقاومة هي حماية لبنان وبناء على النقاش الذي دار بيننا فان موضوع سلاح المقاومة مرتبط بالتسوية لا بالمزارع او بالاسرى، وطالما لا توجد تسوية في المنطقة معنى ذلك ان حالة الحرب قائمة حتى لو لم يكن هناك قتال على الجبهة".

الامم المتحدة .. تهريب اسلحة الى حزب الله خرق لـ 1559/ في المقابل اعلنت الامم المتحدة اليوم ان التقارير التي تحدثت عن نقل اسلحة من سورية الى حزب الله في لبنان تعتبر خرقا فاضحا لقرار مجلس الامن الدولي رقم 1559 وبالتالي تطورا خطرا في حال تأكدت صحتها. وقال المتحدث باسم الامم المتحدة ستيفان دوجاريك ان المنظمة تتابع التصاريح المتعلقة بتلك الشحنات بما فيها تلك الصادرة عن الجيش اللبناني معتبرا ان التأكد من صحتها سيعني تطورا خطرا في ما خص القرار رقم 1559 .

واضاف "ان الخطوة الاولى لنزع اسلحة الميليشيات اللبنانية كما يطلب القرار الدولي تتمثل بوقف امدادات الاسلحة" مشيرا الى ان المبعوث الخاص للسكرتير العام للامم المتحدة لمتابعة تنفيذ القرار رقم 1559 تييري رود لارسن يجري محادثات مع المسؤولين اللبنانيين للاطلاع على المزيد من التفاصيل حول هذه القضية.

يذكر ان لارسن وفي تقريره الاخير المتعلق بتنفيذ القرار رقم 1559 اشار الى تهريب كميات كبيرة من الاسلحة الى لبنان عبر سورية ويتوقع ان يقدم تقريره الثاني حول هذه القضية في شهر نيسان (ابريل) المقبل.

وكان نصرالله اكد في وقت سابق ان نزع سلاح حزب الله الذي تطالب به الغالبية النيابية في لبنان، مرتبط "بالتسوية" في الشرق الاوسط وذلك بناء على ما اوردته صحف لبنانية عن الحديث الذي ادلى به نصر الله مساء الثلاثاء لمحطة تلفزيون المنار (الناطقة باسم حزب الله) لمناسبة ذكرى اغتيال الحريري. واضاف نصر الله في هذا الحديث "لبنان في حالة حرب مع إسرائيل، لا احد يلقي سلاحه قبل ان تنتهي الحرب وتستبدل بحال اخرى". يشار الى ان الغالبية البرلمانية في لبنان تطالب بنزع سلاح حزب الله الذي يحظى بدعم دمشق وطهران استنادا الى القرار 1559 الصادر عن الامم المتحدة والذي ينص على نزع سلاح كل الميليشيات. ويشن حزب الله من وقت لاخر هجمات ضد قطاع مزارع شبعا التي استولت عليها اسرائيل من سورية في 1967 وتعتبرها الامم المتحدة سورية فيما تطالب بيروت بالسيادة عليها بدعم من دمشق.

ووجه نصر الله تحية لرفيق الحريري الذي اغتيل في 14 شباط(فبراير) 2005، مؤكدا انه كان يجتمع معه في بعض الاحيان مرتين في الاسبوع. وقال "في السنة الاخيرة التي سبقت حالة الاغتيال، اعتقد ان علاقاتنا تطورت بشكل كبير وايجابي جدا". واضاف "حصلت لقاءات شبه ثابتة بيننا كل اسبوع او اسبوعين وكنا نلتقي في بعض الاحيان مرتين في الاسبوع". واضاف "لو كان الرئيس الحريري حيا، لكان قادرا من خلال تجربته وعلاقاته وقدراته وإمكاناته الشخصية على مساعدة البلاد وتخطي الكثير من المراحل الصعبة".

 

 ورايس: موقفنا لن يتغير إزاء حزب الله *الذي يهدد أميركا* 

بيروت -  + وكالات : 16/2/2006 

قالت وزيرة الخارجية الأميركية كوندليزا رايس الأربعاء أن موقف الولايات المتحدة من حزب الله لن يتغير .

ووصفت رايس حزب الله بأنه - منظمة إرهابية - لم ترتكب فقط أعمالا إرهابية ضد دول فى المنطقة ، بل أيضا ضد الأميركيين. وطالبت رايس سلاح حزب الله بنزع سلاحه وابتعاده عن العمل الإرهابي ، على حد قولها. وتأتي تصريحات رايس في وقت لاحق لتصريحات الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله التي ربط فيها بين نزع سلاح حزبه والتسوية في الشرق الأوسط. وقال نصر الله ان -موضوع سلاح المقاومة مرتبط بالتسوية لا بالمزارع (شبعا) ولا بالاسرى وطالما لا توجد تسوية في المنطقة معنى ذلك ان حالة الحرب قائمة حتى لو لم يكن هناك قتال على الجبهة-.

واضاف ان لبنان في حالة حرب مع إسرائيل لا احد يلقي سلاحه قبل ان تنتهي الحرب وتستبدل بحال اخرى. وكشف نصر الله انه -توافق مع الرئيس الحريري على ان وظيفة المقاومة هي حماية لبنان وهو كان واضحا بأن رأيه أن موضوع سلاح المقاومة مرتبط بالتسوية لا بمزارع شبعا ولا بالأسرى لدى اسرائيل.

وتطالب الغالبية البرلمانية في لبنان بنزع سلاح حزب الله الذي يحظى بدعم دمشق وطهران استنادا الى القرار 1559 الصادر عن الامم المتحدة والذي ينص على نزع سلاح كل الميليشيات. ووجه نصر الله تحية لرفيق الحريري الذي اغتيل في 14 شباط/فبراير 2005 مؤكدا انه كان يجتمع معه في بعض الاحيان مرتين في الاسبوع. وقال في السنة الاخيرة التي سبقت حالة الاغتيال اعتقد ان علاقاتنا تطورت بشكل كبير وايجابي جدا. واضاف حصلت لقاءات شبه ثابتة بيننا كل اسبوع او اسبوعين وكنا نلتقي في بعض الاحيان مرتين في الاسبوع. واضاف انه -لو كان الرئيس الحريري حيا لكان قادرا من خلال تجربته وعلاقاته وقدراته وإمكاناته الشخصية على مساعدة البلاد لتخطي الكثير من المراحل الصعبة-.

 

رايس إلى الخليج الأسبوع المقبل 

الأربعاء 15 فبراير - وكالة الأنباء الكويتية - كونا - واشنطن: اعلنت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس اليوم انها ستزور منطقة الخليج في الاسبوع المقبل لاجراء محادثات حول الملف النووي الايراني.

وجاء اعلان رايس امام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ حيث قالت ان التصرفات الايرانية اصبحت مثيرة للقلق بالنسبة إلى المجتمع الدولي.واضافت ان "منطقة الخليج وغيرها من المناطق تنظر بريبة الى النشاطات النووية الايرانية ويجب على الولايات المتحدة التباحث مع تلك الدول حول كيفية مواجهة السياسات الايرانية". واشارت رايس الى انها تتوقع اجراء هكذا مناقشات مع دول الخليج التي ستزورها في الاسبوع المقبل معتبرة ان "لا احد يرغب في ان تكون ايران مسيطرة على منطقة الشرق ولا سيما اذا كانت تمتلك تكنولوجيا الاسلحة النووية". يذكر ان مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية كان قد اتخذ مؤخرا قرارا بتحويل الملف النووي الايراني الى مجلس الامن الدولي. ولم تذكر وزيرة الخارجية الدول التي ستزورها خلال جولتها الخليجية.

 

العماد عون التقى السفير البريطاني ووفدا من الحزب الديموقراطي اللبناني

شويري: ما سمعناه امس لا يؤدي الى تقارب اللبنانيين بل الى مزيد من الشرذمة

وطنية - 15/2/2006 (سياسة) استقبل النائب العماد ميشال عون صباح اليوم في دارته في الرابية، الامين العام للحزب الديموقراطي اللبناني زياد شويري، يرافقه عضوا الحزب نبيل العماد والمحامي مالك ارسلان. شويري بعد اللقاء، قال شويري:" وضعنا العماد عون في اجواء ورقة التفاهم بين "التيار الوطني الحر" و"حزب الله"، كما ناقشنا مختلف القضايا خصوصا المتعلقة بالمعركة الانتخابية لبعبدا عاليه، وكما هو معروف، لقد ارتضينا بالتراجع عن خوض المعركة نحن والعماد عون لمصلحة التوافق، وايدنا الدكتور بيار دكاش الذي طرح نفسه كمرشح توافق، خصوصا انه على علاقة جيدة مع كل القوى".

اضاف: "نحن في انتظار اجوبة من بقية القوى السياسية اذا وافقت على المرشح التوافقي المطروح، اما اذا كان الجواب سلبيا، سوف يكون لنا موقف في ضوء ذلك".

سئل: كيف قرأتم الوحدة الوطنية التي تجلت امس في ذكرى استشهاد الرئيس الحريري وتلك التي تجلت في ورقة التعاون بين "التيار الوطني" و"حزب الله"؟ اجاب: "ليس لدينا اي ملاحظات على المناسبة، لانه من الطبيعي ان يحشد لهذه الذكرى، ولكن مستوى الكلمات التي ألقيت لم تكن في مستوى المناسبة، ولا نستطيع المقاربة بين ورقة التفاهم بين "التيار" و"حزب الله"، لان اللقاء كان حواريا يدعو الى التفاهم مع الجميع، كما يدعو جميع اللبنانيين الى طاولة الحوار.

اما الكلام الذي سمعناه بالامس، فمن المؤسف القول انه خطاب تعبوي، تحريضي. ونستطيع القول ان بعض رموز الحرب عادوا واستخدموا شعارات الحرب. شعار اللقاء امس "لبنان اولا" لا تنطبق عليه الكلمات التي سمعناها، وهي لا يؤدي الى تقارب بين اللبنانيين، انما الى مزيد من الشرذمة".

سئل: ما هي ملاحظاتكم على ورقة التفاهم؟ اجاب:"اطلاقا كلا. نحن كنا في اجواء بعض هذه البنود من خلال حوارنا المتواصل مع العماد عون والسيد حسن نصر الله، على العكس نحن نؤيد كامل بنود هذه الورقة واكثر نقاطها اثرناها في اكثر من مناسبة". السفير واط والتقى العماد عون السفير البريطاني جيمس واط الذي لم يشأ الادلاء في اي تصريح.

 

النائب كنعان: عناوين ذكرى الرئيس الحريري هي اصلا عناوين "التيار الحر" ونحن مع الساحة الجامعة وضد الثنائيات والرباعيات وضد اي عمل اصطفافي

وطنية - 15/2/2006 (سياسة) أكد عضو تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ابراهيم كنعان في حديث الى برنامج "لبنان اليوم" عبر "تلفزيون لبنان"، "ان العناوين التي طرحت في ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري هي في الاصل عناوين "التيار الوطني الحر" ولا داعي لأحد ان يزايد علينا"، لافتا الى ان "الجميع يريد رفض الجريمة ولا يريد سلاحا خارج الشرعية، لكن الاختلاف هو في كيفية تطبيق هذه الشعارات التي لن تكون عبر التحريض وسياسة العزل وبمزيد من الانقسامات والديماغوجية وهو ما جرى في ساحة الشهداء أمس". وأوضح ان "التيار الوطني" لم يشارك في التظاهرة لانه لم يدع اليها كالعادة ولم يشارك في صياغة اي قرار سياسي بشأنها"، مشيرا الى "ان التيار ضد الثنائيات والرباعيات وضد اي عمل اصطفافي وانما مع الساحة الواحدة التي تجمع اللبنانيين". وشدد على "ضرورة عقد طاولة الحوار في أسرع وقت ممكن"، مستغربا "ما يحكى من ان وثيقة مار مخايل استندت على امكانية تحالف ايراني - اميركي"، مؤكدا "انها تحمل الوضوح والصدق وتصلح لان تكون نموذجا للحوار المنشود". ورأى "ان الحشود التي التأمت في ساحة الشهداء لا تكرس سمير جعجع زعيما مسيحيا، لأن الانتخابات وحدها تقرر هذا الشيء".

 

بيار دكاش بحث مع الشيخ غيث في انتخابات بعبدا-عاليه: لا افرض نفسي على احد واسعى لتجنيب المنطقة معركة انتخابية

وطنية - 15/2/2006 (سياسة) استقبل شيخ عقل الموحدين الدروز الشيخ بهجت غيث في دار الطائفة الدرزية، النائب السابق الدكتور بيار دكاش، وبعد اللقاء قال دكاش: "تشرفت بزيارة سماحة الشيخ واشكر له حسن استقباله وتشجيعه، وقد اثنى على الجهود التي بذلتها، واعلن تأييده لكل مسعى توافقي يؤدي بالنتيجة الى خدمة هذا الشعب اللبناني الحبيب الذي تعذب كثيرا، وخصوصا في منطقة عاليه - بعبدا، هذه المنطقة التي تعرضت الى انتخابين في الماضي وانتخاب جديد هذه المرة، بوفاة صديقنا الدكتور المغفور له الاستاذ ادمون نعيم، وقد اطلعت سماحته على المسعى التوافقي الذي اقوم به، وقد بارك ذلك، وقدر لي جهودي من اجل تجنيب المنطقة معركة انتخابية في هذه الظروف الحرجة خصوصا وان النفوس، مستاءة ومتعصبة ومتشنجة، ولقد اكدت لسماحة الشيخ بانني مستمر في هذا المسعى التوافقي وعلى استقلاليتي التامة، فانا لا انتمي الى اي فريق ولا الى اي حزب".

سئل: هل تعتقد ان ماحصل من تصعيد في المواقف ادى الى انهيار التوافق؟ اجاب: "لا اعتقد ان التوافق قد انهار، وانه مرهون بما جرى وقد عبر كل فريق عن توجهاته، ولكن ذلك لا يعفي احدا من مسؤوليته، لهذه الاسباب طرحت نفسي على مختلف القوى السياسية والروحية والرسمية في هذا البلد، كصوت لارادة الشعب وللاكثرية الصامتة التي تريد ان تعبر عن رأيها في حرية، بعيدا من اي تشنج او اي تباعد بين القوى السياسية، وامل في ان اوفق في الوصول الى التوافق بين كل الفرقاء من دون اي تحيز لهذا او ذاك".

سئل: صرح الدكتور جعجع منذ اسبوع بان التنافس محصور بين بيار دكاش ودوري شمعون وبالامس اشار الى ارتفاع عدد المرشحين كيف تفسر ذلك؟ اجاب: "على كل حال في العمل السياسي هذا شيء طبيعي، بان يسعى كل فريق الى طرح افكاره ثم تبحث هذه الافكار وتجوجل ونصل في النهاية الى توافق ان شاء الله". سئل: الا تعتقد ذلك تراجعا؟ اجاب: "لا اعتقد بان هناك تراجعا، بل هو مسعى من اجل ارضاء جميع الافرقاء، وان لا نصل في النهاية الى فرض اي مرشح فرضا، وانني من الحريصين جدا على ان لا يكون هناك اي مرشح مفروض فرضا، فانا لا افرض نفسي على احد وسعيت مع كل الافرقاء الى التوافق لتجنيب المنطقة معركة انتخابية، فاذا وجدوا في شخصي الحل التوافقي فشكرا لهم، واذا لم يجدوا في ذلك، يعني ذلك انني لم استطع الدخول الى قلوبهم وعقولهم لكنني سأبقى اسعى الى التوافق من دون اي موقف اخر".

 

الرئيس السنيورة وصل الى ايطاليا في زيارة رسمية تستمر يومين ويجتمع مساء بنظيره الايطالي ويلتقي غدا الحبر الأعظم في الفاتيكان

وطنية - 15/2/2006 (سياسة) وصل رئيس مجلس الوزراء الاستاذ فؤاد السنيورة الى روما عند الثالثة من بعد ظهر اليوم بتوقيت بيروت، الثانية بتوقيت روما، في بداية زيارة رسمية تستمر يومين يلتقي خلالها نظيره الايطالي سيلفيو بيرلسكوني عند السابعة من مساء اليوم بتوقيت بيروت، ويعرض معه العلاقات الثنائية بين البلدين والتطورات في المنطقة, اضافة الى التحضيرات لعقد مؤتمر بيروت, والمساهمة الايطالية في هذا المؤتمر، على ان يلتقي ايضا وزير الخارجية جيان فرنكو فيني.

كما يلتقي الرئيس السنيورة غدا في الفاتيكان قداسة البابا بنديكتوس السادس عشر. ويرافق الرئيس السنيورة وفد وزاري يضم الوزراء: فوزي صلوخ، نائلة معوض، ميشال فرعون، غازي العريضي وطارق متري وعدد من المستشارين . وكان في استقبال الرئيس السنيورة لدى وصوله الى مطار "شامبينو" العسكري رئيس البروتوكول الايطالي وسفيري لبنان في روما والفاتيكان ملحم مستو وناجي ابو عاصي واركان السفارة. وبعد ان استعرض الرئيس السنيورة ثلة من حرس الشرف التي قدمت اليه التحية، صافح الرئيس السنيورة مستقبليه وفي مقدمهم رئيس الرهبنة المارونية في روما المونسينيور حنا علوان وعدد من القضاة في محكمة الفاتيكان وممثل عن الرهبنة الانطونية .

وكان الرئيس السنيورة استقبل صباحا، قبيل مغادرته الى ايطاليا,السفير المصري حسين ضرار وعرض معه التطورات.

 

المثقفون الشيعة" استنكروا "المضمون التحريضي للخطب في ساحة الحرية" وناشدوا القضاء التحرك وانشاء لجنة قضائية حيادية للتحقيق في الموضوع

وطنية - 15/2/2006 (سياسة) استنكر رئيس لقاء المثقفين الشيعة الدكتور رائف رضا، في بيان اليوم، "حملات التهديد والوعيد واذكاء نار الفتن الداخلية في ساحة الحرية البارحة، على لسان بعض من يدعون الحرية والسيادة والاستقلال التي انطوت في مضامينها وشعاراتها وبعض خطاباتها، تسعيرا واضحا وفاضحا للفتن والحروب الاهلية واهانة للوطن ورمز الوطن فخامة رئيس الجمهورية العماد اميل لحود، والى المقاومة البطلة ونهجها، مرورا بايران والتهجم على سوريا ورمزها".

ورأى أن " استخدام البعض عبارة: البحر أمامكم والعدو وراءكم، متجاهلا العدو الصهيوني، تشكل تجاوز لكل الخطوط الحمراء. فخرق طائرات العدو العاصمة بيروت اثناء الاحتشاد دليل على رسالة ما"، وسأل " ما الهدف من هذا الاستعراض فوق المحتشدين؟ فالبعض يتكلم بلغة الوحوش وهو قريب منها، والاخر يتكلم عن المزارع ...

ولا يعقل ان تصاب المقاومة بمخالب هؤلاء وهي التي حمت البشر والحجر من اجل الحرية والسيادة والاستقلال، وبالتالي فإن هذه الخطابات النارية تعتبر تعكيرا للسلم الاهلي والعيش المشترك", مشيرا الى "ان الاساءة لدولة مجاورة يحاسب عليها القانون، والخطير انها تأتي في الذكرى السنوية الاولى لاستشهاد رمز لبناني كبير، فبدل الترحم ومخافة الله والتذكير بمزايا الشهيد والحقيقة التي يتاجر البعض فيها، فلو قام من قبره لتصدى لبعض تلك الخطابات المشينة والمسيئة التي لا تبني الوطن ولا تليق بذكراه، فهل يعقل ان تتحول ساحة الحرية الى ساحة شتائم وتحريض وفتن؟".

اضاف: "وعليه فان لقاء المثقفين الشيعة يطالب بإلحاح القضاء اللبناني فورا بإنشاء لجنة قضائية حيادية للتحقيق بما قيل البارحة، على ان يكون ذلك بمثابة إخبار مباشر للنيابة العامة التمييزية التي يجب ان تتحرك فورا، لان ما حدث البارحة فاق كل التوقعات وشوه صورة لبنان داخليا وخارجيا، من رمز البلاد والمقاومة وسوريا وايران الذين كان لهم الفضل في ايقاف الحرب الاهلية واخراج العدو الاسرائيلي من اراضينا، كل هذه التصرفات الرعناء ندينها ونطالب في الوقت ذاته القضاء اللبناني بأن يتحمل مسؤولياته التي عهدناه بها في الحفاظ على الدستور والقوانين وعلى تعهدات لبنان والتزاماته مع محيطه العربي، وخصوصا سوريا وحليفتها ايران".

وختم: "واذ لا يجوز ان تكون حرية التعبير والرأي قدحا وذما وتشهيرا وتحقيرا بالرموز الوطنية والقومية وبالمقاومة البطلة وعداء لدول شقيقة وصديقة، والا فإن السكوت عن هذه الاساءات كالقبول بها وبالتالي فهو انحياز فاضح واخطر ما يكون في هذه المرحلة، فهل يعقل لشريعة الغاب ان تسود الوطن؟ وهذا ما لا يقبله كل وطني شريف، فثقتنا بالقضاء كبير وهو على المحك في هذا الوقت العصيب، ومن حقنا ان نتساءل ماذا بقي من البيان الوزاري الذي دعا الى العيش المشترك وحماية المقاومة والسلم الاهلي وبعلاقات مميزة مع سوريا؟".

 

بدعوة من حركة أمل حفل تأبينيّ للحريري بمشاركة ممثلّ للعماد عون 

tayyar.org  15 شباط 2006    بدعوة من حركة أمل أقيم في صور حفل تأبينيّ للحريري بعد مرور سنة على استشهاده , حضره السيّد ماهرباسيلا ممثلا العماد ميشال عون ومطران صورشكرالله نبيل الحاج ومفتي المدينة وعدد كبير من المشايخ بمشاركة نواب من كتلة التنمية والتحرير وعدد كبير من الفعاليّات الحزبيّة والنقابيّة ورؤساء البلديات وقد ألقيت كلمات بالمناسبة ركّزت بمعظمها على الخسارة الكبيرة للبنان برحيل الحريري وعلى أنّ الحوار الوطني هو السبيل الوحيد لحلّ مشاكل الوطن وبناء الدولة القوية الخالية من الفساد والتي تلبّي طموحات جميع اللبنانيين.

 

البطريرك صفير استقبل سفيرة أوستراليا والنائب دو فريج ونائبا فرنسيا

النائب أسامة سعد دعا الى خطاب سياسي يوفر مناخا ملائما للحوار

وطنية - 15/2/2006 (سياسة) بحث البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير، اليوم مع زواره في بكركي، الاوضاع العامة في البلاد وتظاهرة امس. النائب أسامة سعد واستقبل البطريرك صفير النائب أسامة سعد يرافقه معروف مصطفى سعد وبلال نعمة وطلال ارقدان.

وقال النائب سعد بعد اللقاء: "اننا امام تطورات دقيقة وحساسة والساحة اللبنانية تمر بأزمات متعددة الجانب، وكان اللقاء مناسبة لشرح موقفنا واستمعنا الى رأي غبطته في ما يتعلق بمجمل هذه التطورات". اضاف: "هناك أزمات متعددة منها الملف الاقتصادي والاجتماعي والضائقة المعيشية. وهذا الملف يتحدث عنه غبطته باستمرار، كما هناك ملفات كثيرة أثيرت أمس وهي محط خلاف بين اللبنانيين خصوصا ملف رئاسة الجمهورية والمقاومة والعلاقات اللبنانية-السورية".

وقال: "منذ ايام شهدنا تفاهما في كنيسة مار مخايل أثار ارتياحا لدى الكثير من اللبنانيين، اما الخطاب السياسي بالامس فهو مثير للقلق لأننا نسأل: هل هو خطاب حواري ويوفر مناخا ملائما لحوار وطني في البلد؟ الجميع يتحدث عن حوار انما المطلوب هو توفير مناخات ملائمة لهذا الحوار الوطني. ولقد شهدنا بالامس حضورا قويا للقرار 1559 وغيابا مدويا لمشروع وطني لبناني".

وسأل: "اين هو المشروع الوطني لقوى الاكثرية في لبنان؟".

وردا على سؤال، قال: "ان الرئيس بري حريص على الحوار وتوفير المناخات له، ونحن نريد خطابا يؤسس لحوار وطني دائم ومستمر، وهذا لا يمكن ان يقوم الا على اساس برامج وطنية".

وعن عدم المشاركة في تظاهرة امس، قال: "نحن نعتبر ان الرئيس الحريري شهيد للوطن وطالبنا بكشف حقيقة اغتياله من اجل الوصول الى الحقيقة الكاملة من دون اي استثمار سياسي لهذه الجريمة، وان عدم المشاركة بالامس يتعلق بالخيارات السياسية المختلفة".

اضاف: "نحن انتقدنا الخلل في العلاقات اللبنانية-السورية وكان هناك شركاء لبنانيون موجودون في ساحة الشهداء أمس. ونحن نرى مكامن الخلل منذ عام 1990 وحذرنا منها واستمروا فيها".

ثم استقبل البطريرك صفير النائب سمير فرنجيه والنائب السابق فارس سعيد والمحامي سمير عبدالملك واستبقاهم الى مائدة بكركي. وقال النائب فرنجيه بعد اللقاء: "نزور هذا الصرح بعد يوم امس العظيم وبحثنا مع غبطته في المرحلة التي اسسها اللبنانيون الذين كرروا أمس عزمهم على متابعة انتفاضة الاستقلال وانهاء ما بدأوه في 14 شباط 2005، وامامنا كقوى 14 آذار مهمات ومسؤوليات كبيرة. والاساس اليوم في اعادة تصحيح المسار وتحديد اهداف واضحة والمتابعة حتى النهاية، والذي حصل أمس انه نزل الى الشارع مليون شخص بدون ان تحصل ضربة كف، انما الذي حصل في الاشرفية كان بواسطة قرار، واللبنانيون بالامس كانوا مسيحيين ومسلمين موجودين مع بعضهم البعض ولم تحصل اية مشكلة, بينما مئة شخص بقرار سياسي قادرون على التفجير والتدمير. وما ثبت أمس ان اللبنانيين قادرون على التوحد. وما نقوله اليوم ان المطلوب حوار بين اللبنانيين ولكن يجب ان يتم على قاعدة واضحة لان الذي يربطنا في ما بيننا هو اتفاق اساسي وهو اتفاق الطائف وهو يلغي منطق الثنائيات الطائفية وعلينا الخروج من لعبة اتفاق طائفتين على ثالثة التي دمرت لبنان على مدى خمسين عاما، ونحن نرفض ان نكرر هذه المحاولة".

وقال ردا على سؤال: "ان المقلق هو ما حصل في الاشرفية الاحد الماضي والثنائيات الطائفية التي تقام في البلد، والمقلق ان نبحث في الحوار بدون عنوان واي لبنان نريد؟ نحن نعرف لبنان الذي نريده ودفعنا الثمن 150 الف قتيل حتى وصلنا الى اتفاق الطائف، ولا نريد ان نطرح السؤال نفسه الذي طرحناه على أنفسنا عام 1975. وفي العام 1989 حصل اتفاق اساسي بين اللبنانيين وعلينا التحاور لتطبيقه وكيفية تصحيح الجزء الذي طبق منه في زمن الوصاية السورية. الخطابات أمس لم تكن ابدا مقلقة بل ما كان مقلقا هو محاولة تفجير البلد قبل اسبوع".

سئل: هل يمكن شرح آلية استرجاع الرئاسة الاولى؟ أجاب: "الآلية ستحدد خلال هذه الفترة، وان طي المرحلة القديمة لا يتم الا بحل مسألة رئاسة الجمهورية. حاولنا في فترة من الفترات ان نجد الحلول فلم نجد التجاوب معها، الآن نبحث عن آلية تنهي هذا الموضوع".

واستقبل البطريرك صفير رئيس لجنة الصداقة الفرنسية-اللبنانية والفرنسية-السورية في البرلمان الفرنسي النائب جيرار بابت يرافقه المحامي روجيه اده. وقال بابت بعد اللقاء: "ان تظاهرة أمس كانت ناجحة للغاية وتعبر عن الوحدة الوطنية وضمت الشرائح اللبنانية، وقد جرت في جو هادىء وحمل خلالها المتظاهرون الاعلام اللبنانية, وقد عبروا عن رغبتهم في ان يكونوا موحدين حول العلم اللبناني".

وعن الرسوم الكاريكاتورية في اوروبا, قال: "لا شك اننا ندين هذه الرسوم التي جرحت مشاعر المسلمين والشعائر المقدسة"، ودعا الى "احترام الاديان كافة وحمايتها واحترام شعائرها"، مؤكدا "ادانه هذه الرسوم في مختلف الدول الاوروبية".

من جهته، قال اده: "ان زيارة بابت للبنان كي يكون شاهدا على وحدة اللبنانيين, مسلمين ومسيحيين, في "ثورة الارز". وبعد ما حصل في الاشرفية والذي اخذ ضجة كبيرة في الخارج، كانت تظاهرة الوحدة الوطنية". واشار الى ان اجتماع بابت بالبطريرك هو "للاستيضاح حيال مواضيع عدة اهمها الحوار الذي حصل بين العماد عون والسيد نصرالله وقيمة هذا الاتفاق".

وعن غياب فريق مسيحي عن تظاهرة امس, قال: "لم أر اي غياب مسيحي، فالوجوه التي شاهدناها في 14 آذار الماضي هي التي كانت حاضرة أمس، والذين غابوا لم نراهم".

بعدها استقبل البطريرك صفير وفدا من "المؤتمر التأسيسي العراقي الوطني" ضم الدكتور عبدالكريم هاني والدكتور وميض نظمي ومقرر "الحملة الاهلية لنصرة فلسطين والعراق" الدكتور ناصر حيدر. وأشار هاني الى ان الوفد "عرض للاوضاع في العراق ولبنان وتشابه الحالتين في بعض الجوانب وضرورة تأكيد وحدة المسلمين والمسيحيين والشيعة والسنة والعرب والاكراد والدروز في مواطنية مشتركة واحدة لان لا سلام بدون الوطنية الصادقة". واستنكر الوفد "الحملات التي استهدفت الكنائس في العراق اكثر من مرة"، مؤكدا انها "امتداد لمهاجمة الجوامع والحسينيات ويجب الا تفهم على انها حملة ضد المسيحيين او انها جزء من صراع ديني". واعتبر ان من يقوم بهذه التفجيرات "لا يمت لا الى المسيحية ولا الى الاسلام بصلة". سفيرة أوستراليا والتقى البطريرك الماروني سفيرة اوستراليا ستيفاني شوابسكي وجرى عرض للعلاقات بين البلدين. ومن زوار بكركي: النائب نبيل دو فريج، الامين العام السابق لحزب الكتلة الوطنية المحامي جان حواط، والعميد المتقاعد رفيق الفغالي.

 

أرسلان استقبل وفدا من مكتب الطلاب في "التيار الوطني الحر

وثيقة التفاهم سيادية تحمي قيم الحرية والسيادة والإستقلال

وطنية - 15/2/2006 (سياسة) زار وفد من مكتب الطلاب في "التيار الوطني الحر" برئاسة رولان خوري، رئيس الحزب الديموقراطي اللبناني النائب السابق طلال أرسلان، في منزله في خلدة، في حضور نائب رئيس الحزب الديموقراطي زياد الشويري والأمين العام للحزب روني الفا، إضافة الى أعضاء المجلس السياسي، واعضاء مكتب الطلاب في الحزب. وتم خلال الإجتماع بحث المستجدات السياسية على الساحتين الداخلية والإقليمية، وأكد أرسلان "ثبات التحالف مع التيار الوطني الحر على قاعدة الثوابت الوطنية"، مشيدا "بما حققه الطلاب على صعيد الإنتخابات الجامعية كما على صعيد إدارة وتنظيم النشاطات التربوية والسياسية". وإعتبر أرسلان أن "وثيقة التعاون التي نتجت عن لقاء القمة بين العماد ميشال عون والسيد حسن نصر الله، تشكل وثيقة سيادية تحمي قيم الحرية والسيادة والإستقلال"، ودعا الى "توسيع رقعة الحوار على قاعدة هذه القيم من خلال حوار وطني صادق بين القوى السياسية، والى إقرار قانون إنتخاب جديد يراعي صحة التمثيل في لبنان ويعيد للديموقراطية التوافقية ألقها المفقود".

 

لقاء الكتائب وتكتل التغيير تناول وثيقة التفاهم بين التيار و"حزب الله"

الرئيس الجميل: لا احد منا يريد ان يفتعل ثورة خارج اطار المؤسسات نحضر ورقة الى الحوار في البرلمان تتضمن أفكارا تتناول كل الامور النائب الخازن: ورقة التفاهم مطروحة لحوار وطني ولا تستهدف اي طرف النائب مخيبر: عدم مشاركتنا الشعبية سببه سوء التنسيق والدعوة المتأخرة وطنية - 15/2/2006(سياسة) استقبل الرئيس الاعلى لحزب الكتائب اللبنانية الرئيس امين الجميل, في العاشرة من قبل ظهر اليوم في البيت المركزي في الصيفي، وفد تكتل التغيير والاصلاح, موفدا من النائب العماد ميشال عون, وضم النائبين الدكتور فريد الخازن وغسان مخيبر, في حضور رئيس الحزب كريم بقرادوني, والنائب الثاني لرئيس الحزب جوزف ابو خليل.

وبعد اللقاء، قال النائب الخازن: "كان الاجتماع للتواصل في مواضيع اساسية وطنية, ومنها ورقة التفاهم بين التيار الوطني الحر وحزب الله، وكان البحث في هذا الموضوع بشكل شامل حول مضامين الورقة, فضلا عن مواضيع ترتبط بالوضع السياسي العام". ووصف الجو ب"الايجابي والمنفتح", واعتبر "ان هناك ارادة تواصل", وتمنى "ان ياتي التواصل بالثمار المطلوبة وبالمصلحة الوطنية العليا".

وقال: "الرئيس الجميل له قراءاته الخاصة للورقة وهناك تقارب ببعض الامور بين نظرته ونظرتنا, وهناك نقاط فيها قراءات مختلفة وهذا امر طبيعي. لكن نقاط الخلاف يمكن ان تتبدد مع الوقت, لان الورقة مطروحة لحوار وطني, ولا تستهدف اي طرف كما ان لنقاط التفاهم ان تتبلور اكثر اذا كانت النوايا موجودة, وهناك اهداف مشتركة بين التيار الوطني الحر وحزب االكتائب في المسائل الوطنية".

اما النائب غسان مخيبر فاعتبر من جهته انه "كان هناك تأكيد، ضمن ايجابيات الورقة، على اهمية بناء الدولة القادرة ومركزية القرار الامني، واهمية طرح هذه الورقة على الحوار الوطني العام آملا ان يبدأ هذا الحوار قريبا". اضاف: "هذه الورقة لا تعني فقط حزب الله والتيار الوطني بل كل اللبنانيين, وهي مطروحة للمناقشة العامة، ونأمل خلال المناقشة ان يدلي كل طرف سياسي بدلوه خصوصا وان حزب الكتائب وغيره من الاحزاب يحضرون لاوراق من المفترض ان تغذي النقاش الوطني, وتثمر العمل المشترك بهدف الوصول الى توافق، لان هذه الورقة لا ينفذها التيار الوطني الحر او حزب الله بل الحكومة وهذا هو التوافق الوطني العام. وهمنا اعادة بناء الثقة بمعزل عن النصوص والتفصيل"، مشيرا الى "ان اكثر التساؤلات من قبل الرئيس الجميل اتت حول البند المتعلق بسلاح حزب الله"، وقال: "كل هذه الامور مطروحة للحوار الوطني وحول تظاهرة الامس".

 ثم قال النائب الخازن: "نؤكد ان ثوابتنا باقية هي هي في موضوع السيادة والاستقلال والقرار الحر في لبنان لكن بدون شك هناك طرق مختلفة للتعبير عنها, لذا نتمنى ترجمة الخطابات التي كانت بسقف معين بسياسات قابلة للتنفيذ وصولا الى ما نريده كلنا. وهو الوصول الى القرار الحر الكامل في لبنان والتأكيد على المصلحة الوطنية العليا".

وحول الموقف من رئاسة الجمهورية، قال الخازن: "موقفنا معروف في هذا الموضوع, ونحن لم نكن من ناخبي الرئيس لحود, ومعالجة هذا الوضع اليوم، اذا كان له معالجة بأي طريقة، فتتعلق برئيس الجمهورية". واشار الخازن الى ان البحث تناول انتخابات بعبدا - عاليه عرضا، وقال: "مرشحنا التوافقي هو بيار دكاش وشروط التوافق اصبحت واضحة وهي ان يكون المرشح في حال فوزه حياديا فعلا، والبحث قائم ومستمر ولقد حصل تقدم بتوحيد مواصفات المرشح الوفاقي ".

وعن تظاهرة الامس، قال النائب مخيبر: "ليست المسألة مسألة اعداد. شاركنا للتأكيد على ان التيار الوطني الحر وتكتل التغيير والاصلاح هو في صلب هذا الجو الشعبي الذي ادى في السابق الى رفض الهيمنة السورية والسعي الى جلاء القوات السورية عن لبنان. خطابنا لم يتغير ولن يتغير, اما عدم المشاركة الشعبية فمرده الى سوء التواصل والتنسيق في العمل بين التيارين خصوصا وان الدعوة للمشاركة اتت متأخرة جدا". واضاف: "كل المسائل المطروحة كرفض الاغتيالات السياسية, والمطالبة بالحقيقة وبالعدالة الكاملتين في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري نؤكد عليها, ولكن تختلف الاطراف بكيفية التعبير عنها بما فيها موضوع رئاسة الجمهورية.

فلا احد في موقع حماية احد, وهذا الامر مطروح في اطار مشروع بناء الدولة, وكل المواضيع مطروحة للمناقشة, وآن الاوان لنجلس مع بعضناالبعض، وهذا ما بدأناه اليوم وسنستكمله مع سائر القوى، لزيادة التواصل وتقليل مستوى التخوين والانتقاد".

ثم تحدث الرئيس الجميل فقال: "زارنا وفد من قبل العماد عون لنتداول في الوثيقة التي وقعها العماد عون مع السيد حسن نصرالله اخيرا, والتي تتضمن مشروع حل للقضية اللبنانية, وكان الحوار صريحا, ومما لا شك فيه فقد اكدنا للنائبين الصديقين الخازن ومخيبر ترحيبنا بكل المساعي التي تبذل من اجل تقريب وجهات النظر والتقارب بين معظم الافرقاء, لا سيما فريق التيار الوطني الحر وحزب الله. وهذا شيء ايجابي". اضاف: "كذلك تضمنت الوثيقة مجموعة من الافكار, واعتقد ان الكثير من اللبنانيين يتفقون عليها. تبقى مواضيع لدينا وجهة نظر حولها لا سيما القضايا التي تتعلق بالسيادة وقيام الدولةاللبنانية القادرة في اسرع وقت، وشعارات السيادة والاستقلال لا تتحقق الا من خلال دولة قادرة, اولا, على تحصين السيادة والاستقلال, وثانيا, حماية المواطنين وتأمين الكرامة".

اضاف: "ان حزب الكتائب يحضر ورقة, وآمل ان تجهز عندما يدعو الرئيس نبيه بري الى الحوار في البرلمان، وسنتقدم من خلالها بأفكار واضحة تتناول كل هذه الامور ويكون الحوار شفافا وصادقا مع كل الاطراف. علاقتنا ممتازة مع الجميع ونحن على تواصل مع "حزب الله"، والحوار مستمر بين بعض رفاقنا في الكتائب و"حزب الله"، كذلك الحوار مستمر مع التيار الوطني الحر ومع حلفائنا في 14 اذار, ونحن منفتحون على كل القوى على الحوار الوطني الحقيقي. ونأمل ان نلتقي في النهاية حول ثوابت وطنية واضحة، اساسها قيام الدولة القوية القادرة التي ستتسلم مقدرات الوطن وتتخذ القرارات السيادية الاساسية للحفاظ على لبنان". وردا على سؤال حول مظاهرة الامس, وعما اذا ارتدت سلبا على الحوار، قال: "لا اعتقد, يجب ان نأخذ المظاهرة بحد ذاتها بايجابية، وكنا بحاجة الى رص الصفوف والتأكيد على اهداف قوى 14 اذار لمناسبة الذكرى الاولى لاستشهاد الرئيس الحريري, وان المسيرة مستمرة, وهي رسالة الى الداخل لاعادة اخذ الاوكسجين والظهور بمظهر الوحدة التي تجسدت بالامس.

وكذلك هي رسالة للخارج،الى مجلس الامن الدولي الذي تجند خلال العام المنصرم لصالح لبنان ولدعمه، ومن المفروض ان نؤكد له ان لبنان مصمم على الاستمرار بهذه المسيرة، مسيرة السيادة والاستقلال والحرية والديموقراطية. كذلك الامر نحن بحاجة لاستمرار دعم المجتمع الدولي لهذه المسيرة. في ظل ما حصل في العام 2005 من اضطهاد وجرائم واغتيالات. ونحن بحاجة لاستمرار الدعم الدولي ومجلس الامن الدولي للمسيرة اللبنانية من اجل مواجهة كل التحديات والمخاطر وحتى المؤامرة التي تحاول النيل من مسيرة الاستقلال والسيادة. فهذه الرسالة اذا للداخل والخارج".

اضاف: "اما في ما يتعلق بتفاصيل هذه المظاهرة, كلنا يعلم ان كل منا له اسلوبه في التعبير ويحصل بعض "الشرود". المهم ان لا نتوقف عند التفاصيل، والاهم هناك تثمين من قبل الشعب اللبناني لدعم مسيرة السيادة والاستقلال وتحقيق المطلب الاساسي وهو قيام الدولة القادرة التي تحمي لبنان من خلال قواته الشرعية دون سواها, وهي التي تحمي المواطن والتي تتكلم باسم لبنان في الخارج والتي تتخذ كل القرارات السيادية لا سيما قرارات السلم والحرب. وهذا هو الذي يجب ان نستخلص من خلال المظاهرة التي حصلت بالامس".

وردا على سؤال عما اذا كانت تظاهرة الامس لاعادة احياء 14 اذار، قال: "هي مناسبة في الذكرى الاولى لاستشهاد الرئيس الحريري للتأكيد على ان مسيرة 14 اذار ما زالت متماسكة وموجودة وما يزال لديها الفاعلة ذاتها". اضاف: "مئات الالوف الذين احتشدوا امس في ساحة الشهداء اكدوا اولا على وحدتنا، وثانيا ان مسيرتنا مستمرة, وهذه رسالة الى الداخل بأننا ما زلنا نناضل من اجل السيادة والاستقلال والحرية. والوطن الموحد السيد المستقل العربي الذي يؤدي رسالته التي اشتهر بها, وكذلك رسالة للخارج".

وردا على سؤال عما اذا كان هناك آلية من قبل 14 اذار لاسقاط الرئيس اميل لحود؟ اجاب: "نحن في الاساس كنا ضد التمديد للرئيس لحود، وكنا نعتبر ان هذا التمديد حصل في ظروف غير طبيعية وغير دستورية. وهذا ما اكده القرار 1559 الذي اكد ايضا ان التمديد لم يكن تمديدا ديموقراطيا. ونحن ما زلنا على موقفنا ونعتبر انه من الحرام ان يبقى الوضع في لبنان على هذا الشكل".

اضاف: "ان تظاهرة الامس كانت خطوة الى الامام. وهي التأكيد على موقف معين، ونحن على تواصل مع بعضنا البعض، لا احد منا يريد ان يفتعل ثورة خارج اطار المؤسسات. ولدينا بعض الحلول التي تطرح، منها تجميع اكثرية مجلس النواب, وآلية معينة من ضمن المؤسسات الدستورية وهي قيد البحث. وبقدر ما نستطيع التوافق مع باقي الاطراف حول هذا الموضوع بقدر ما يمكن التوصل الى نتيجة".

وعما اذا كانت هذه الآلية تتطلب موافقة "حزب الله" ام التيار الوطني الحر, قال: "حتى الان لم نر ان هناك تناقضا كبيرا بين الاطراف التي ذكرتها. لم أر اي تشبث بموقع الرئاسة بهذا الشكل. وهذا ما يفتح المجال للحوار حول هذا الموضوع. والهدف في النهاية هو ضرورة تحقيق التغيير، والزلزال الذي حصل في البلد في حاجة الى تغيير جذري على كل الصعد ولا يمكن الاستمرار كما نحن لمدة سنتين ورئاسة الجمهورية معطلة ومطوقة داخليا وخارجيا. لذلك يضطر الرئيس بري للقيام بالدور الحواري والذي من المفترض ان يقوم به رئيس الجمهورية".

 

وفدان من كتلة التحرير والتنمية وحركة "امل" زارا دارة آل الحريري في مجدليون الوزير

صلوخ: همنا الحقيقة الشفافة وأن يبقى لبنان في عز ومجد وبكلمة واحدة النائبة الحريري: 14 شباط اكد أن الشهيد كان لكل الوطن وسيبقى رمزا لوحدته النائب الخليل: يوم الاستشهاد هو يوم الوحدة والتوحد لجميع الساحات اللبنانية حايك: شخصية الشهيد تتجسد ضمن خط ونهج نتمنى أن يكون عنوان وحدة اللبنانيين وطنية - صيدا 15/2/2006 (سياسة) زار وفد من كتلة التحرير والتنمية النيابية دارة آل الحريري في مجدليون حيث التقى النائبة بهية الحريري، وقدم لها التعازي لمناسبة الذكرى السنوية الاولى لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري، وقدم لها التعازي.

وضم الوفد: وزيري الخارجية فوزي صلوخ والصحة محمد خليفة، والنواب أنور الخليل، عبد اللطيف الزين، سمير عازار، وياسين جابر يرافقهم مدير عام المغتربين هيثم جمعة. وتحدث أمين عام الكتلة النائب أنور الخليل بإسم الوفد إثر اللقاء فقال: "انه يوم عزيز على قلوب كل اللبنانيين بفقدان الرجل الكبير الذي كان حاضنا للبنانيين، والذي افتقدناه في اليوم الأكثر حاجة اليه، وان كتلة التنمية والتحرير أخذت قرارا بالزيارة التي قمنا بها الآن للسيدة الكريمة الأخت السيدة بهية الحريري، تأكيدا على ارتباطنا المستديم مع هذا البيت العريق ومع السيدة بهية ومع كل من يريد الخير للبنان. ومن هنا سنذهب أيضا الى بيت الشيخ سعد الحريري للتأكيد على هذا الموقف الذي نريده موقفا جامعا من كل اللبنانيين في يوم نريده أن يكون يوم الوحدة والتوحد لجميع الساحات اللبنانية في سبيل وحدة الوطن، وفي سبيل توحيد الجهود لقيام الوطن من عثرته". الوزير صلوخ ومن جهته قال الوزير صلوخ: "ان هذه الزيارة بمناسبة أليمة ولكنها موحدة، وحدت قلوب اللبنانيين وصفوفهم، وحدت قلوب اللبنانيين وصفوفهم وكلماتهم وآراءهم واتجاهاتهم. وقد رأينا أنه من الواجب أن نعرج على هذا الدار لنقدم أحر التعازي ومؤاساة السيدة الجليلة النائبة بهية الحريري، شقيقة الراحل الكبير، ونؤكد لها أننا جميعا صفا واحدا، وكلمة واحدة، وهمنا الحقيقة الشفافة، وهمنا أن يبقى لبنان بعز ومجد، وأن يوفق جميع المخلصين لما فيه خير لبنان ومصلحة الشعب اللبناني".

كما استقبلت النائبة الحريري وفدا من حركة "أمل" برئاسة رئيس المكتب السياسي الحاج جميل حايك، وضم النائبين علي بزي وعلي خريس، وعددا من أعضاء المكتب السياسي والهيئة التنفيذية واقليمي الجنوب وجبل عامل في الحركة، قدم لها التعازي بمناسبة ذكرى مرور عام على استشهاد الرئيس الحريري، ووضعها في أجواء الاحتفال التأبيني الذي أقامته الحركة في صور بالمناسبة. وذلك في حضور مفتي صور ومنطقتها الشيخ محمد دالي بلطة والسيد حسن الزعتري والمهندس مصطفى الحريري. وقد حملت النائبة الحريري الوفد تحياتها الى قيادة حركة "أمل"، شاكرة مبادرة الحركة باحياء ذكرى الرئيس الشهيد رفيق الحريري . وقالت: "لقد توحد لبنان في 14 شباط 2006 في احياء ذكرى الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وهذا تأكيد على أن الرئيس الشهيد كان لكل الوطن، وسيبقى رمزا لوحدة وتوحد اللبنانيين، الذين أثبتوا، ويثبتون دائما وفاءهم له من خلال تمسكهم بوحدتهم ورفضهم العودة الى الوراء".

وجددت النائبة الحريري تأكيدها دعم المبادرة التي أطلقها رئيس مجلس النواب نبيه بري للحوار. وقالت: "ان مبادرة الرئيس بري يجب أن تشق طريقها ضمن الأطر الدستورية التي حددها، ونحن داعمون لهذه المبادرة منذ اللحظة الأولى، وقد كان رئيس كتلة المستقبل النيابية النائب سعد الحريري واضحا في كلامه بهذا الخصوص في لقائه التلفزيوني الأخير كما في مؤتمره الصحافي. واننا نعتبر أن هذه المبادرة ستؤسس لمرحلة جديدة من الحوار الوطني، ونأمل أن نشهد انطلاقة هذا الحوار مباشرة بعد عودة الرئيس بري ان شاء الله"، مؤكدة على أهمية مأسسة هذا الحوار بأن يكون داخل المجلس النيابي ويواكب من المجتمع المدني". اثر اللقاء تحدث حايك باسم الوفد فقال: "جئنا الى هذا البيت الكريم لنعبر عن حضورنا معه منذ الانطلاقة السياسية، فنحن انطلقنا والشهيد.

وقد عبر الأخ رئيس الحركة في 14 شباط أن زلزالا كبيرا حصل في لبنان. نحن لا نستيطع أن نعوض هذه الخسارة الكبيرة التي كانت ضمن مؤامرة كبيرة على البلد، لا نستطيع أن نعوضها الا بأن نستعيد شخصية الحريري، ونستعيد بهذه الدماء الزكية الطاهرة عناوين الوحدة والوفاق الداخلي، ودور لبنان الفاعل الذي حاول الرئيس الحريري يحمل هذا البلد الى العناوين الكبرى من أجل تثبيته كدور مميز. فالرئيس الحريري رمز وحدة لبنان، وهو كان عامل ثقة وطمأنينة لكل اللبنانيين، نشعر يوما بعد يوم أننا بأمس الحاجة لشخصية الرئيس الحريري والتي ان شاء الله تتجسد ضمن خط وضمن نهج نتمنى أن يكون عنوان وحدة كل اللبنانيين وعنوان مسيرة الوفاق التي كان يطمح اليها الرئيس الحريري، هكذا نكون أوفياء له في يومه.

 

الموحدون الدروز: لم نسمع بالامس الا مهاترات وشتائم تشوه صورة لبنان لو علم ذوو كل من استشهد هوية من سعى لتفجيره لانقلب الحال وتغير الوضع

وطنية - 15/2/2006 (سياسة) صدر عن المكتب الاعلامي في مشيخة عقل الموحدين الدروز البيان الآتي: "اللبنانيون رمز للوحدة والمحبة واللياقة والحفاظ على كرامة الآخرين، لكن ما نعيشه اليوم، وما ينشر يوميا على شاشات التلفزة من مهاترات وتراشق كلامي لا يمت الى اسلوب اللبنانيين في المخاطبة، وبعيد كل البعد عن المنطق والآداب، فالمشاهد لم يسمع بالأمس من الذين تصدروا شاشات التلفزة الا مهاترات وشتائم تشوه صورة اللبنانيين وتسيء لسمعة بلدهم وعلاقاته مع احترامنا للعقلاء منهم.

اما اصحاب "الوساوس" الذين تعتريهم عقدة من سوريا، فهم يعيشون خوفا دائما، ويحرضون الشعب على أوهام، ويقعون بمغالطات كبرى لم تنتج طيلة سنة الا الانحطاط والويلات على البلاد على كل المستويات حتى اصبحت على حافة الجوع والافلاس، وهم اشبعوا الناس بشعارات وتحريض وشحن غرائز، وبلغ الحد ببعضهم الهجوم على رئيس الجمهورية ورئيس دولة لها كل التقدير والاحترام في قلوبنا وقلوب غالبية اللبنانيين الأوفياء، فهؤلاء لم يلتزموا قواعد الاحترام بمخاطبة مقامات الرئاسة وتنصلوا من الوفاء لالتزاماتهم تجاه المقاومة التي حررت لبنان وأثبتوا للعالم كله انهم رأس الحربة وهم من يعتدي على الآخر ويستفز الآخر. وان طائفة الموحدين الشرفاء تستنكر وتتبرأ من كل ما جاء على لسان "ثائر من خوفه" وتعتذر بلسان المشايخ الاجلاء اصحاب صوت الحق الحقيقي لا المصطنع والمهجن هنا وهناك عن كل الاساءات التي صدرت رغم اننا لا نتدخل بالسياسة المتشقلبة التي تهاجم سوريا وتصعد مواقفها الاعلامية ثم تبعث وزيرها لتصفح عنهم. هل يعلم الشعب اللبناني هذا؟ هل يعلم ابن الشهيد هذا الكلام، اين كان دم الشهيد عندما ذهب بعضهم بالامس راكعا لنيل رضا سوريا؟. واعلموا يا 14 آذار ويا أصحاب العقول، لو كانت سوريا تريد خداع الرأي العام لكانت صفحت عنه، عندها لما وجدتموه في صفكم الآن.

هذا موقفنا وهذا منطق العقل والحكمة ولن تسمح طائفة الموحدين النبلاء بوقوع الفتنة نتيجة الدم الحامي وموجة جنون العظمة، فما زالت القلوب تعمل والعقول تستعمل ولا بد من صحوة العقلاء وارتفاع صوت الحق وانخفاض صوت الباطل. حمى المولى لبنان من شرور المتشدقين. ولو علم ذوو كل من استشهد، هوية من سعى لتفجيره، لانقلب الحال وتغير الوضع، لكن المولى سميع بصير عالم الغيب ويعز من يشاء ويذل من يشاء ويعلي الباطل ليسقطه السقطة الاخيرة ويمحي اثره الى أبد الآبدين".

 

صدور مرسوم دعوة الهيئات الناخبة لانتخاب خلف للنائب نعيم

وطنية - 15/2/2006 (سياسة) صدر مرسوم دعوة الهيئات الانتخابية في دائرة جبل لبنان الثالثة "بعبدا - عاليه"، لانتخاب خلف للنائب ادمون وديع نعيم، وحمل المرسوم الرقم 16340 شباط 2006، ووقع من قبل رئيس الجمهورية العماد اميل لحود ورئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة ووزير الداخلية والبلديات بالوكالة احمد فتفت. جاء فيه:"ان رئيس الجمهورية بناء على الدستور لاسيما المادة 41 منه، بناء على القانون الرقم 171 تاريخ 6/1/2000 (قانون انتخاب اعضاء مجلس النواب لاسيما المادتين السابعة والثامنه منه)، بناء على اقتراح وزير الداخلية والبلديات يرسم ما يأتي: - المادة الاولى: تدعى الهيئات الانتخابية النيابية الفرعية في دائرة جبل لبنان الثالثة "بعبدا - عاليه"، لانتخاب نائب عن المقعد الماروني في منطقة بعبدا الذي شغر بوفاة النائب المرحوم ادمون نعيم، الاحد في 19/3/2006. - المادة الثانية: ينشر هذا المرسوم في الجريدة الرسمية، ويبلغ حيث تدعو الحاجة، ويعمل به فور نشره.

 

الرئيس السنيورة غادر الى ايطاليا على رأس وفد وزاري ولقاءاته تشمل قداسة البابا ورئيس الوزراء ووزير الخارجية

وطنية -15/2/2006 (سياسة) غادر رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة اليوم الى ايطاليا, على رأس وفد وزراي, ضم وزراء: الخارجية والمغتربين فوزي صلوخ, الشؤون الاجتماعية نائلة معوض, الثقافة طارق متري, الاعلام غازي العريضي, ووزير الدولة لشؤون مجلس النواب ميشال فرعون, في زيارة رسمية تستمر يومين يجتمع خلالها مع نظيره الايطالي سيلفيو بيرلوسكوني, ويعرض معه العلاقات الثنائية بين البلدين والتطورات في المنطقة, اضافة الى التحضيرات لعقد مؤتمر بيروت, والمساهمة الايطالية في هذا المؤتمر. كذلك سيلتقي الرئيس السنيورة وزير خارجية ايطاليا جيان فرنكو فيني, على ان يلتقي غدا قداسة البابا بينيديكتوس السادس عشر في الفاتيكان في حضور الوفد الوزاري اللبناني. سفير مصر وكان الرئيس السنيورة استقبل صباح اليوم في السراي الكبير,السفير المصري حسين ضرار وعرض معه التطورات.

 

الوزير حمادة في حديث اذاعي

مشروع قوى 14 آذار اسقاط رئيس الجمهورية الامور قيلت بصراحة والآن مسؤولية الرئيس بري تنفيذ وعده بالدعوة الى الحوار

وطنية - 15/2/2006 (سياسة)اعلن وزير الاتصالات الاستاذ مروان حمادة في حديث الى اذاعة "صوت لبنان" "ان مشروع قوى الرابع عشر من آذار، هو اسقاط رئيس الجمهورية"، وقال: لقد حملنا، شعب لبنان وجماهير 14 شباط بالامس رسالة مدوية في اتجاهين، في اتجاه النظام السوري من جهة وفي اتجاه قصر بعبدا من جهة اخرى. وحملنا، وهذا ربما الاهم مسؤوليات اضافية محددة في نظري في الوقت وبالقدرة عى التنفيذ ولا بد لنا اذا اردنا استخلاص العبر بان نتطلع الى وقف آلة القتل من جهة والى لجم آلة التعطيل، من جهة آلة القتل لا تزال تأتي من حيث ركز الخطباء بالامس، اي من دمشق وعملائها". اضاف:"اما آلة التعطيل، الآلة التي ترد المراسيم، لا تقبل بالقوانين التي تؤخر التعيينات. وعن الخطوات التي ستتخذ لاسقاط رئيس الجمهورية، قال الوزير حمادة:" الخطوات تتفاوت في اهدافها وفي مسارها من المسار الشعبي المدوي الذي دوى بالامس والذي سيدوي حتما في الرابع عشر من آذار، وفي كل مناسبة شعبية شرط ان نكون نحن ايضا في مستوى المسؤولية التاريخية الملقاة على عاتقنا وكذلك عبر البحث الجدي المتقدم الآن في نصوص دستورية وقانونية نستطيع من خلالها: اولا: تأمين النص الذي يسمح بتقصير ولاية الرئيس. ثانيا:تأمين اوسع تصويت على هذا النص في المجلس النيابي." وتابع:"نحن نظن ان الدعوة الى الوفاق او الحوار التي اطلقها الرئيس بري، يجب ان تأخذ مجراها الى التنفيذ السريع‘ وليدعو رئيس المجلس فورا القوى السياسية الممثلة في المجلس النيابي الى الالتقاء والبحث في كل شيء ، من مصير رئيس الجمهورية الى الحوار حول سلاح المقاومة ومستقبله،الى اعادة تأكيد سلطة الدولة الواحدة على التراب الواحد، بالاضافة الى ذلك، انا اقول ان من مسؤولياتنا منذ صبيحة هذا اليوم، العمل على استعادة ميشال عون وتياره الحر الى 14 آذار وهو كان في اساسها لكي تكون اولا الصورة مكتملة ويكون الجهد ناجعا ويأتي بنتائج اكيدة". وعن الحديث عن النصوص الدستورية لاقالة رئيس الجمهورية التي تم وضعها وفق آلية وماذا تنص عمليا، اشار الوزير حمادة الى "انه لا يرغب في التكلم بالموضوع بعد لان القانونيين يقومون الآن بوضع هذه الدراسة واللمسات الاخيرة على صيغ ستطرح طبعا، وكل ذلك عبر تحرك سلمي نيابي شعبي. واكرر، سلمي وديموقراطي، ونحن لن نبحث في اي لحظة عن صدام في الشارع مع اي كان، لا مع الذين يتمسكون بإميل لحود لاسباب باتت معهودة، ولا مع الذين يطمحون ربما الى الحلول محله كثمن للانضمام الى مسيرة اسقاطه. كل ذلك يجب ان يطرح اولا في الحوار وثانيا عبر آلية مدروسة واساسها سلمي في الدرجة الاولى". وعما اذا كان من يعتبر ان تصعيد الاكثرية بالامس في 14 شباط، بات يهدد مصير المبادرة الحوارية التي اطلقها الرئيس بري، اعتبر الوزير حمادة "ان الامر معكوس. وان ما يراه ان الامور كلها قيلت بصراحة ووضعت على طاولة الحوار واصبح الآن من مسؤولية رئيس مجلس النواب ان ينفذ ذلك الوعد بالدعوة الى الحوار في اقرب وقت ممكن".

 

بالروح بالدم نفديك يا لبنان/بقلم رندة تقي الدين/الحياة 16 شباط

 

بالروح بالدم نفديك يا لبنان»!

رندة تقي الدين     الحياة     - 15/02/06//

التظاهرة التي شهدها لبنان يوم أمس، اثبتت بالفعل ان الأحرار ومحبي الاستقلال والحرية في هذا البلد «ليسوا أقلية عابرة» مثلما قال الزعيم الاشتراكي وليد جنبلاط.

صحيح انه منذ سنة حتى الآن، وبعد ان اغتالت الأيدي الوحشية الرئيس الشهيد رفيق الحريري، لأنه أراد تحرير بلاده من القوات السورية، ولبنان يبكي أبناءه الشهداء.

فإلى جانب الرئيس رفيق الحريري، الشهداء الأبطال باسل فليحان ورفاقهما، ومن بعدهم أبطال الحرية والكلمة الذين دفعوا ثمن شجاعتهم، من جورج حاوي الى الزملاء الأحرار سمير قصير وجبران تويني إضافة الى الشهداء الأحياء مروان حمادة والياس المر والزميلة مي شدياق.

لكن يوم أمس أظهر ان الأحرار في لبنان كثر وتظاهرة الأمس أعادت الأمل الى القلوب بعد كل المحاولات للإخلال بمسيرة الاستقلال، عبر الأحداث المقيتة والمستوردة التي حصلت قبل اسبوع في الاشرفية. فها هو لبنان الأصيل يعيش مجدداً عبر مسيرة الحرية، وكم كان كمال جنبلاط ورفيق الحريري وجبران تويني وسمير قصير وجورج حاوي ليفتخروا بأبنائهم الذين انقذوا ما أنجزه استشهادهم. وقد استذكر الابناء آباءهم الشهداء. قال وليد جنبلاط «من خلف ما مات».

كان اللبنانيون أمس ملتزمين وعدهم بمواصلة العمل من أجل الحرية والاستقلال، ومواصلة مسيرة رفيق الحريري، كما أنهم مثلما دعاهم الشهيد الزميل جبران تويني كانوا مسلمين ومسيحيين موحدين ومجسدين لوصيته.

نعم عاش لبنان أمس في ذكرى استشهاد رفيق الحريري بفضل الشجعان الذين تظاهروا في ساحة الحرية، وحضور كل من سعد الحريري ووليد جنبلاط وسمير جعجع أعطى زخماً ضخماً للتظاهرة.

أظهر لبنان أمس أنه لن يموت وانه سيكون مثالاً لجيرانه في الديموقراطية والحرية والتعايش بين المسلمين والمسيحيين. والطريق صعبة بالطبع والمطبات عديدة، لكن القتل والارهاب والابتزاز والتخويف وسائل عابرة وستزول عاجلاً أم آجلاً.

شاءت الصدف أن تنقل التلفزيونات العربية مشاهد بيروت وساحة الحريري، في الوقت نفسه الذي تدور محاكمة الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين وشقيقه برزان التكريتي والآخرين. كم كانت هذه الصدفة معبرة: نظام صدام حسين الذي اعتمد على القتل والإرهاب والتخويف ونهايته البائسة، في مقابل شعب لبناني يناضل من اجل حريته واستقلاله.

وتظاهرة أمس، بمسيحييها ومسلميها، أثبتت أن لبنان الحر هو الأقوى. وكان جنبلاط مؤثراً حين وضع نفسه في صفوف المتظاهرين ليهتف ويدعوهم للهتاف معه: «بالروح بالدم نفديك يا لبنان». فهذه كانت الوصية التي مات من أجلها رفيق الحريري، والمرجو أن تحمي هذه الوصية حياة الشجعان الذين يعملون على استكمالها. فالاجرام والاغتيالات والإرهاب وسائل الجبناء والضعفاء، فلتكف أيديهم عن أبناء لبنان.

وهنا تحية الى الرئيس الفرنسي جاك شيراك الذي شارك في الصلاة على روح الشهيد، فهو أيضاً لعب دوراً كبيراً من أجل استقلال لبنان وحريته وتحريره من القوات السورية. ويخطئ من يعتقد أن سياسة فرنسا ستتغير بعد انتهاء ولاية شيراك خلال سنة وبضعة أشهر، لأنه أياً كان الرئيس الذي يخلفه، فإنه سيكون ملتزماً سياسة فرنسا ازاء لبنان وسورية وبالقرارات الدولية المرتبطة بجريمة اغتيال رفيق الحريري.

فإذا كان الرئيس المقبل هو رئيس الحكومة الفرنسي دومينيك دوفيلبان، فإنه سيبدي العزم نفسه. وإذا كان وزير الداخلية نيكولا ساركوزي هو الرئيس، فإنه أقرب الى الإدارة الأميركية من أي مرشح آخر. أما إذا كان الرئيس الفرنسي المقبل اشتراكياً، فإنه سيكون أكثر تشدداً حيال سورية وسياستها في لبنان. فالعزلة السورية لن تنتهي مع نهاية عهد شيراك، وكذلك الأمر بالنسبة الى الولايات المتحدة.

 

توقيف 11 حضروا لإطلاق صواريخ واستهداف المواكب

المستقبل 15 شباط 2006

كشفت مديرية أمن الدولة عن توقيف ثمانية أشخاص أمس كانوا يحضرون لإطلاق صواريخ باتجاه تظاهرة 14 شباط في ساحة الحرية. وكشف مصدر قضائي عن توقيف ثلاثة أشخاص، سوريان وفلسطيني، اعترفوا بأن جهة أرسلتهم للاجتماع بأحد الأشخاص لتلقي معلومات حول كيفية القيام بأعمال تخريبية تستهدف المواكب الآتية من مختلف المناطق للمشاركة في التظاهرة.

 

للخوف أسبابه 

السفير  15 شباط 2006 

في ما يأتي عرض سريع للأحداث الأمنيّة التي تلت اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري في 14 شباط 2005:

19 آذار: انفجار سيارة مفخّخة في حيّ سكني وتجاري في محلّة الجديدة.

23 آذار: انفجار في مركز تجاري في محلّة الكسليك.

26 آذار: انفجار سيارة مفخّخة في المدينة الصناعية في محلّة البوشريّة السدّ.

الأوّل من نيسان: انفجار في مركز تجاري في منطقة برمّانا.

16 أيّار: تفجير مبنى إذاعة صوت المحبّة في جونية.

2 حزيران: اغتيال الصحافي سمير قصير في سيارة مفخّخة في محلّة الأشرفيّة. 

  21 حزيران: اغتيال الأمين العام السابق للحزب الشيوعي اللبناني جورج حاوي في سيّارة مفخّخة في محلّة وطى المصيطبة.

12 تمّوز: محاولة اغتيال الوزير الياس المرّ في سيّارة مفخّخة في محلّة أنطلياس.

22 تمّوز: انفجار في شارع هوفلين بين شارع مونو وجامعة القديس يوسف.

22 آب: انفجار في منطقة الزلقا.

18 أيلول: انفجار في محلّة الجعيتاوي في الأشرفيّة.

25 أيلول: محاولة اغتيال الصحافيّة ميّ شدياق في سيّارة مفخّخة في كسروان.

10 كانون الأول: تفجير سيّارة أحد كوادر حزب الله حسين عسّاف (أبو عسّاف) في بعلبك.

12 كانون الأوّل: اغتيال الصحافي والنائب جبران تويني واثنين من مرافقيه في سيّارة مفخّخة في المكلّس.

2 شباط 2006 : إلقاء عبوة متفجّرة على ثكنة فخر الدين التابعة للجيش اللبناني في منطقة الرملة البيضاء

 

موفاز أكد بعد لقائه مبارك أن سورية وإيران تستخدمان «حزب الله» منصة لأنشطة إرهابية

السفير 15/2/2006: حظي «حزب الله»، بجانب كبير من تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي شاوول موفاز عقب لقائه الرئيس المصري حسني مبارك، أمس، حيث أكد أن المحادثات تناولت مسألة استخدام الحزب «كمنصة لأنشطة إرهابية ضد إسرائيل»، متهما سورية وإيران باستخدام «حزب الله لزيادة التوتر على الحدود بين إسرائيل ولبنان».كما استقبل مبارك، المنسق الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا، وتركزت محادثاتهما على العلاقات بين الدول الإسلامية والأوروبية، إضافة إلى بحث آخر التطورات على الساحة الفلسطينية، في ضوء فوز حركة «حماس» بالانتخابات التشريعية الفلسطينية.

وقال موفاز «إن الضغوط الأميركية والغربية على سورية ترجع إلى قيامها بمساندة الإرهاب وإيوائه»، واعلن «أنها سمحت لعناصر إرهابية، بعبور الحدود إلى العراق لمهاجمة قوات التحالف».

وأضاف: «أطلعت الرئيس مبارك على الهجوم الذي قام به حزب الله اخيرا عبر الحدود مع إسرائيل ضد بعض الجنود», وتابع: «نحن ننتظر أن تقوم سورية بالتطبيق الكامل لقرار مجلس الأمن الرقم 1559 الذي ينص على الانسحاب السوري من لبنان وإزالة كل قواعد حماس والجهاد في دمشق واتاحة الفرصة للجيش اللبناني لإحكام سيطرته على الأراضي اللبنانية». وحول الشأن الفلسطيني، قال موفاز «إن سياسة إسرائيل تجاه مسألة اجراء حوار مع حماس في المستقبل يستلزم اعتراف حماس باسرائيل وأن تقبل وتلتزم كل الاتفاقات الموقعة، فضلا عن تخلصها من كونها منظمة إرهابية», وأكد أن «لا سبيل لأن تتحدث دولة إسرائيل مع حماس من دون تلبية هذه الشروط». وأضاف «إن القضية الثالثة التي تناولتها المحادثات كانت حول سبل مكافحة الإرهاب الدولي وتنظيم القاعدة والحاجة إلى حوار حول استراتيجية من خلال التعاون بين مؤسسات البلدين خلال الفترة المقبلة». واعلن موفاز «أن التصفيات الجسدية للعناصر الفلسطينية تأتي لمنع وقوع أعمال ارهابية داخل إسرائيل». ورفض الإجابة على سؤال حول رفض إسرائيل فتح ملفها النووي.

وحول ما تردد من أنباء صحافية أميركية عن وجود خطة أميركية ـ إسرائيلية لعزل السلطة الفلسطينية خلال الفترة المقبلة، رفض وزير الدفاع تأكيد أو نفي الموضوع، مشيرا إلى أن اسرائيل «لا يمكنها أن توافق على إقامة سلطة إرهابية بجوارها».

وقال ان سيطرة «حماس» على السلطة «ستجعلها جزءا من محور الشر الذي يبدأ من إيران مرورا بحزب الله في لبنان ثم حماس إلى جهات أخرى في المنطقة».

وفي شأن تأثير فوز «حماس» على اتفاقات المعابر، وهل تلقى رسالة من الحركة عن طريق مصر، اعلن «ان مسألة المعابر تتم مناقشتها مع السلطة الفلسطينية ومصر»، منوها بالجهود التي تبذلها مصر في تأمين الأوضاع على حدودها مع السلطة.

واعلن إنه لم يأت إلى مصر «لتلقي رسائل من حماس», وقال إنه جاء إلى مصر «ليسمع وجهة نظر الرئيس مبارك حول التطورات في المنطقة».

وحول سبب عدم انسحاب إسرائيل من مزارع شبعا، ذكر موفاز «إن الحدود التي انسحبت إسرائيل منها منذ عام 2000 أقرتها الأمم المتحدة، وبالتالي ليس هناك من حديث حول خط الحدود الفاصل بين إسرائيل ولبنان».

من جانب آخر، قال سولانا أنه أجرى مباحثات صريحة ومطولة مع مبارك، في ثاني مرحلة من جولته في المنطقة والتي بدأها بزيارة السعودية وسيواصلها بزيارة الأردن ثم الأراضي الفلسطينية، مشيرا إلى أن الهدف من زياراته للمنطقة يتناول قضيتين: تتمثل الأولى في تناول العلاقة بين الدول الإسلامية والأوروبية في ضوء ما حدث اخيرا في ما يتعلق بنشر الصور المسيئة للنبي محمد (صلى الله عليه وسلم)، والثانية تتعلق بالتطورات الراهنة في القضية الفلسطينية ـ الإسرائيلية.

واكد ضرورة تبني الاحترام في تعزيز العلاقة بين الدول الإسلامية والأوروبية من خلال التعاون المشترك في التغلب على بعض المشاكل وعلاجها حفاظا على عمق العلاقات بين الجانبين، «ليس فقط المحافظة عليها، لكن لإبقائها على عمقها، ولا يتعين للتطورات الأخيرة أن تؤثر عليها».

وأوضح سولانا أنه بحث مع مبارك الوضع الفلسطيني وكيفية التعاون معا من خلال تعاون مصر مع الاتحاد الاوروبي بما يتيح لرئيس السلطة محمود عباس «القدرة على الانتهاء من تشكيل الحكومة الجديدة وحتى يتسنى للطرفين الفلسطيني والاسرائيلي العيش بسلام».

وأكد أن زياراته «تعد وتمثل زيارة للمساعي الحميدة وإبداء الاحترام الذي يكنه دائما الاتحاد الاوروبي للمجتمع العربي والإسلامي وفي شكل عام للعالم الإسلامي والاسلام».

وحول ما اذا كان هناك تفكير في صدور تشريعات من الأمم المتحدة في ما يتعلق بحادث الإساءة الاخير، قال «اختتمت للتو محادثات بهذا الشأن مع الأمين العام لمنظمة المؤتمر الاسلامي في جدة، كما اصدرت بيانا بالاشتراك مع الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان حول الموضوع، وهناك بعض الأفكار وإن كان الوقت غير مناسب لسردها في شكل تفصيلي للمضي قدما في هذا الموضوع بما يحفظ الرموز الدينية في شكل عام ويجعل الناس يحترمون القيم الدينية في شكل عام», وأعرب عن أمله في الوصول لإنجاز مثل هذه الأفكار,

وحول الأفكار المطروحة لإصدار تشريع من الأمم المتحدة تتعلق باحترام الاديان، ذكر «أن ما يجري حتى الآن هو مجموعة من الأفكار»، مشيرا إلى أنه يجري التفكير في وضع آلية ضمن اطار الأمم المتحدة بوصفها المنظمة الدولية المهمة، «غير أن من الأهمية الآن العمل على تهدئة المشاعر وتهدئة الموقف».

وقال: «هذا ما تحدثت في شأنه مع الرئيس مبارك الذي قال لي، إن هناك الكثير من المشاكل التي تستلزم منا التعاون والعمل معا لحلها بين الاوروبيين والعالم الإسلامي ولا يتعين علينا تضييع الوقت»، مشيرا إلى لجنة حقوق الإنسان التي تم تشكيلها في إطار الأمم المتحدة .

واعلن سولانا من ناحية ثانية، «إننا نتعاون الآن مع الرئيس أبومازن وندعمه اقتصاديا وسياسيا إلى أن يتم تشكيل الحكومة الجديدة وحتى لا يتأثر الوضع الاقتصادي للفلسطينيين سلبا», وقال إن «على الحكومة الجديدة أن تلتزم كل الاتفاقات والالتزامات الموقعة من جانب السلطة وأن تواصل النهج الذي بدأته الحكومة السابقة من أجل إقرار السلام والاستمرار في التفاوض, هذا هو الموقف الذي يتبناه الاتحاد الاوروبي حيال هذا الموضوع والذي يأمل في أن تحققه الحكومة الجديدة».

كما التقى سولانا شيخ الازهر محمد سيد طنطاوي، الذي اكد انه اعرب له عن غضب المسلمين جميعا, وقال طنطاوي للصحافيين ان سولانا «جاء ليقدم الاعتذار عما حدث وقد شكرناه وبينا له ان المسلمين يحبون كل الانبياء ومحبتنا لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم اشد من محبتنا لانفسنا ودفاعنا عن افضل الخلق سيدنا محمد اشد من دفاعنا عن انفسنا واموالنا واعراضنا وعن كل شيء في هذه الدنيا».

واوضح انه طالب سولانا «بصدور قرار عن الامم المتحدة يكون ملزما لكل الدول الاسلامية وغير الاسلامية بعدم الاساءة الى الانبياء والرسول بصفة خاصة وان تكون هناك عقوبات رادعة لمن يسيء الى الانبياء», واضاف «قلت له اننا غاضبون,,, غاضبون,,, غاضبون».

لكن شيخ الازهر اعتبر في شكل ضمني ان الاعتذار عن الرسومات يمكن ان يكون كافيا, وقال ردا على سؤال «اذا كان الاعتذار غير كاف قولوا لنا ما هو الكافي», واشار الى ان اساءات وجهت «للنبي عيسى في اوروبا ولم يرد عليها المسيحيون».

وقال وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط في مؤتمر صحافي مشترك مع سولانا انه «اجرى حديثا ممتدا» مع الديبلوماسي الاوروبي حول مشروع قرار للامم المتحدة يحظر «ازدراء الاديان», واوضح «ان هناك فرصا لصياغة مواقف مشتركة لتجاوز هذا الوضع والتوصل الى توافق».

وتابع ان دول الاتحاد الاوروبي سبق ان اعترضت على قرار يدين «ازدراء الاديان» اعتمدته الجمعية العامة للامم المتحدة بغالبية 101 عضو في 30 اكتوبر الماضي, واكد انه «يأمل ان يتم اعتماد قرار اخر بالاجماع وان يوافق عليه الاتحاد الاوروبي».

واضاف ابو الغيط «علينا ان نصل الى تفاهم حول عدم الاعتداء من طرف على طرف وعدم السماح باهانات من طرف الى اخر وان نضع البشرية على طريق التسامح والتعايش السلمي من خلال الامم المتحدة».

وانتقد سولانا مقاطعة السلع والمنتجات الاوروبية في الدول الاسلامية، معتبرا انها «ليست الحل لمشكلة ثقافية».

ورد وزير الخارجية المصري عليه مشددا على ان «المقاطعة شعبية وليست حكومية».

مبارك يتحدث للقناة الأولى الإسرائيلية

أدلى الرئيس المصري حسني مبارك، أمس، بحديث للقناة الأولى في التلفزيون الإسرائيلي, وتناول في اللقاء الذي اجراه المراسل الرئيسي للقناة المتخصص في الشؤون العربية عديد إجرانوت، الموقف المصري من المستجدات على الساحة الإقليمية وسبل إحلال السلام في منطقة الشرق الأوسط. 

 

مبارك: لا مجال للمقاومة بعد الانسحاب من المزارع

السفير 15/2/2005: اعتبر الرئيس المصري حسني مبارك، في حديث الى القناة الأولى في التلفزيون الإسرائيلي، أمس، انه لن يبقى مجال لحزب الله ليقاوم إذا خرجت إسرائيل من مزارع شبعا، مشيرا إلى انه تحادث مع السوريين حول قضية ترسيم الحدود بين البلدين.

وردا على سؤال حول قول سياسيين لبنانيين بأن انسحاب الاحتلال من الجنوب أفقد المقاومة شرعيتها، قال مبارك <<المشكلة كما تقول هي أن (مزارع) شبعا ملك لبنان أو سوريا>>، موضحا انه <<إذا أمكن تقسيم الحدود، أعتقد أن هذه المشكلة ستحل>>، ومشيرا إلى أن <<حزب الله سيبقى حزبا سياسيا>>.

وحول بقاء حزب الله بعد ترسيم الحدود، قال مبارك <<انه (الحزب) لن يأخذ سلاحا بعد ترسيم الحدود، وشبعا تصبح معه، وأنتم (الإسرائيليون) تنسحبون منها، لن يبقى مجال للمقاومة>>.

وعما إذا كان من الممكن أن يشجع الرئيس السوري بشار الأسد ليتحدث عن ترسيم الحدود، قال مبارك <<والله، لقد تحدثنا في الموضوع (مع السوريين)، وأتمنى أن نصل إلى حل>>. (ا ش ا)

 

الاندفاعة المفاجئة ومسؤولية الأكثرية 

كلير شكر- الديار  الأربعاء, 15 فبراير, 2006 

بين 14 شباط عام 2005 و14 شباط عام 2006 مسافة شاسعة. منذ سنة وقع انفجار ضخم ذهب ضحيته الرئيس رفيق الحريري، وهزّ بارتداداته الساحة اللبنانية فكانت اولى تداعياته موجة 14 آذار التي جرفت معه كل المشهد اللبناني الذي كان قائماً منذ اقرار «وثيقة ‏الوفاق الوطني».

بالامس تغيرت الصورة ثمة الكثير من التفاصيل الجديدة، لقد افتقد المشهد في ساحة الشهداء لاجزاء من «البازل» السياسي الذي رسم الانتفاضة الشعبية التي فتحت صفحة جديدة في تاريخ لبنان.

لقد تغيرت بعض المكونات، ولعل موقع «التيار الوطني الحرّ» هو ابرز هذه المتغيرات بعدما كان رافعة اساسية رفدت تظاهرة الى جانب قوى اخرى، بـ تسونامي جماهيرية مسيحية الانتماء، لم يشهدها البلد من قبل.   بعد اغتيال الحريري كانت حركة 8 آذار التي لعب دور البطولة فيها القوى المؤيدة لسوريا. ولكن في الذكرى الاولى لهذا الحدث الاليم، فان خريطة التحالفات تشهد ولادة جديدة، كانت اولى تجلياتها من خلال وثيقة مار مخايل التي جرى توقيعها بين الجنرال ميشال عون والسيد حسن نصرالله

ولا شك بأن تموضع «التيار الوطني الحرّ» هو الذي دفعه الى الانكفاء عن المشاركة الجماهيرية في الذكرى الشعبية والاكتفاء بمشاركة رسمية تمثلت بحضور عدد من نواب «تكتل التغيير والاصلاح» الى خيمة الحرية المنصوبة في ساحة الشهداء.

بعدما وجد نفسه خارج نسيج القوى التي نظمت الاحتفال، والتي لا تزال تطلق على نفسها قوى 14 ا ذار وفي حسابات «التيار» ان مبررات وجود هذا المعسكر انتفت لحظة خروج الجيش السوري من لبنان، مما استدعى بنظره الدعوة الى طاولة حوار جديدة تطرح عناوين جديدة وهواجس جديدة.

وبنظر «التيار» كما تقول اوساطه، فان «يوم الوفاء لرفيق الحريري» ليس مناسبة كي يؤكد «التيار» فيه تأييده لخط «تيار المستقبل» وانما هي ذكرى شهيد سقط في لبنان، وهذا ما دفع «التيار الوطني الحرّ» الى المشاركة سياسياً فيها احتراماً لذكرى الحريري.

وتعتبر الاوساط ان ثمة مبررات دفعت التيار الى هذا الخيار، نافية ان ينعكس الانكفاء عن المشاركة الجماهيرية سلبياً على العلاقة مع «تيار المستقبل»، لافتة الى ان «التيار الوطني الحرّ» اخذ في الاعتبار امكان حصول اشكالات بين المشاركين في التظاهرة قد تعكر صفوها، مما دفع«التيار» الى تجنب هذا الامر من خلال اعادة انتشار قواعده وحصر مشاركته بالتمثيل ‏النيابي.

وتقول الاوساط ان التيار الوطني الحرّ لا يفتش عن حجج ليبرر القرار الذي اتخذه في ما يتعلق بهذه المناسبة، غير ان لبنان قدم الكثير من الشهداء منهم من هم رؤساء جمهورية وقادة وابطال علما بأن التيار لا يريد التقليل من هذه المناسبة الا انه لا يفترض اخراجها من الاطار السياسي بل يجب ان تكون مناسبة للتفكير مليا بمستقبل البلد وبالتحديات التي ‏تواجهه وليس المطلوب تحويلها الى اكثر من ذلك.

واذ تصف الاوساط علاقة «التيار الوطني الحر» بـ«تيار المستقبل» بأنها عادية مبنية على التشاور الدائم، وهي ليست مقطوعة وانما هي ليست ممتازة وان كان «التيار الوطني الحر» يتمنى ان تطور هذه العلاقة وان يتمعن «تيار المستقبل» في قراءة وثيقة مار مخايل كي يتطور الحوار بين الفريقين، تعتبر الاوساط ان العلاقة لم تصل الى نقطة اللاعودة وليس هو السبب الذي دفع «التيار» الى الاكتفاء بالمشاركة السياسية.

ولا تخفي الاوساط رأيها من ان جزءا من الاسباب التي املت على «التيار» عدم المشاركة الجماهيرية تتعلق بالشعارات والعناوين التي طغت على المناسبة بحيث ان «التيار» لا يوافق على هذه الشعارات خصوصا وان ثمة سوابق حصلت وهي لم تتناسب مع طروحات «التيار» علما بأن بعض هذه العناوين قد تطال «التيار» بحد ذاته ولهذا كان لا بد من تجنب هذا الامر.

باختصار تقول الاوساط انه ليس هناك من اتفاق بين «التيار الوطني الحر» والقوى التي نظمت هذا الاحتفال.

وتقصد الاوساط بالاتفاق. الاتفاق السياسي الذي قد تلتقي حوله مجموعات سياسية، وقد يكون هذا الامر سببا اساسيا في الخيار «الحيادي» الذي ارتضاه «التيار» لنفسه.

 

أصبحوا طائفة أكثر <<كيانية>> وخرجوا من <<التقية>> في التعامل مع سوريا

السنّة سياسياً: تحولات مثيرة للجدل لم تتخذ شكلها النهائي بعد

عماد مرمل  -السفير 15/2/2006

  بعد دقائق قليلة من اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، كان <<الانقلاب>> في المزاج السني العام قد اكتمل باعتبار ان مقدماته السياسية والشعبية كانت جاهزة. ما فعلته جريمة الاغتيال انها كسرت في لحظة واحدة <<حياء>> التحولات الكامنة والمشاعر المستترة وأطلقتها من <<قمقمها>> لتعبر عن ذاتها بصوت عال كذاك الذي صدح في فضاء بيروت هاتفا ضد سوريا، خلال مسيرة تشييع الرئيس الشهيد.

لا يختلف إثنان في الطائفة السنية على ان اغتيال الحريري أعاد تشكيلها، ولكن الخلاف هو حول مضمون التحولات الحاصلة ومدى جدواها. الأكيد ان صدمة الاغتيال حررت الطائفة من سلوكها الكلاسيكي وخطابها التقليدي فخرجت الى الشارع الذي لم يكن محبذا في السابق وجاهرت بالعداء للنظام السوري بعد سنوات من <<التقية>> وبدلت في تحالفاتها وعلاقاتها الداخلية على نحو دراماتيكي واتخذت موقفا سلبيا من السلاح الفلسطيني بعدما كان الفلسطينيون يُصنفون أيام الحرب جيش السنّة في لبنان، وعدّلت في نظرتها الى لبنان بحيث أصبحت طائفة أكثر كيانية، وهي التي كانت متهمة بالمغالاة في عروبتها وقوميتها وبالتطلع الى وحدة عربية تذوب فيها الحدود المصطنعة.

وتحت سقف هذه التحولات يمكن رصد العديد من الظواهر، كاختزال <<تيار المستقبل>> كل الطائفة السنية وتحوله الى الممثل الوحيد لها والناطق الرسمي باسمها في مؤسسات الدولة، بموازاة تراجع مواقع البيوتات والشخصيات السياسية التي كانت على خلاف مع الرئيس الحريري او على علاقة مع دمشق، في ما بدا انه ثأر من كل رموز المرحلة السابقة ومعالمها، كما ظهر لدى بعض الاوساط السنية اتجاه ولو انه كان خافتا وخفيا للانغلاق على الذات وتحويل <<تيار المستقبل>> الى إطار سني محض يتولى حماية حقوق الطائفة، كرد فعل على الجريمة واستهدافاتها.

يعتقد كثيرون من السنّة ان دمشق ظلمتهم منذ دخولها لبنان والى حين خروجها منه، فقتلت قياداتهم من المفتي حسن خالد الى الرئيس الحريري وما بينهما وحالت دون بروز إطار سني قوي على مدى سنوات الحرب داعمة حلفائها في معركة إلغاء <<المرابطون>> والسيطرة على بيروت الغربية وتحجيم <<حركة التوحيد الاسلامي>> في طرابلس.

ولما ظهر الحريري وصنع للطائفة حضورها وشخصيتها في المعادلة الداخلية حاولت احتواءه ثم استقوت بخصومه عليه كما حصل أيام الرئيس إميل لحود برغم تجاوبه مع الكثير من طلباتها.

وحين تمايز عنها قليلا قررت ان تتخلص منه. اتخذت هذه المقاربة شكل <<الوعي الجماعي>> للأكثرية الساحقة من السنّة بحيث بات الانطلاق منها ضروريا لفهم السلوك الاجمالي للطائفة بعد اغتيال <<رفيقها>>.

لكن محبي الرئيس الحريري يعتقدون انه وبرغم بعض المظاهر الانفعالية التي تلت جريمة الاغتيال، إلا ان الحصيلة العامة للتحولات لم تمس <<الثوابت>> بل طالت <<الثوب>>. هم يعتبرون ان الطائفة السنية لم تتخل عن عروبتها وإن يكن قد اختلف شكل الالتزام بها قياسا الى القوالب السابقة، وهم ينفون العداء لسوريا الدولة والشعب وإن يكن هناك خلاف مستحكم مع النظام، وهم ينكرون التحول الى حصان طروادة للوصاية ألاجنبية وإن يكن التعاون مع المجتمع الدولي قائما للوصول الى الحقيقة في ما خص جريمة اغتيال الحريري، وهم لا يجدون تناقضا مع المقاومة وإن يكن لا بد من النقاش حول آليات عملها.

غير ان المشهد السني يتخذ بعدا مختلفا من زوايا أخرى، ذلك ان هناك وجهات نظر داخل الطائفة ترى ان الذين يقودونها الآن نفذوا <<انقلابا>> على ثوابتها التاريخية، أطاح بموقعها القومي العروبي لصالح الانخراط في مشروع غربي يتخذ من جريمة اغتيال الحريري ذريعة لفرض الوصاية على لبنان وللانقضاض على سوريا مستفيدا من النافذة اللبنانية المشرّعة ومن <<التسهيلات>> التي يوفرها البعض في الداخل. ولئن كان أصحاب وجهات النظر هذه لا ينكرون ان الاجهزة السورية ارتكبت أخطاء فادحة في لبنان إلا انهم يعتبرون ان مواجهة تلك الأخطاء لا تكون بارتكاب الخطايا. في كل الحالات، لم يملك هذا الصوت في لحظة التوتر والانفعال ان يصل الى ابعد من آذان أصحابه الذين كانوا وحدهم من سمعه، بينما كان صوت من نوع آخر ينزل في صندوق الاقتراع ويأتي بموازين قوى جديدة، سنياً... ولبنانيا.

قباني: لا وصاية

بنى مفتي الجمهورية الشيخ الدكتور محمد رشيد قباني علاقة مميزة مع الرئيس رفيق الحريري، ويمكن القول ان أعلى درجات التناغم سادت بين دار الفتوى والحريري أيام رئاسته للحكومة.

في ركن غرفة الاستقبال في منزل المفتي، تستقر صورة تجمعه الى الرئيس الشهيد الذي يعتبره قباني <<رجلا كبيرا غير عادي، له من الطاقات والقدرات والصلات مع سياسيي العالم وملوكه وأمرائه ورؤسائه ما لا يتوفر لأي سياسي حتى غير عادي، حسب ما نعلم، فكان اغتياله خسارة للبنانيين عموما وللمسلمين خصوصا>>.

ويلاحظ المفتي انه وبعد استشهاد الرئيس الحريري <<الذي اغتيل كيدا وغدرا وحقدا، أصبحت البلاد غير ما كانت عليه قبل استشهاده، وانتفض اللبنانيون لمعرفة من خطط وشارك وتورط في هذا الاغتيال الى ان بلغ الامر المحافل الدولية>>.

ولأن ما حصل كان بمثابة <<زلزال>>، يشير مفتي الجمهورية الى ان اغتيال الرئيس الشهيد، رحمه الله، أنتج متغيرات سياسية لبنانية عدة من أبرزها توقيف بعض المشتبه بهم وانسحاب الجيش السوري من لبنان والانتخابات النيابية الاخيرة التي أفرزت معادلة جديدة وأكثرية نيابية لها رؤيتها كما لغيرها رؤيته أيضا، ويجمع الكل لبنان المتميز بأطيافه وتنوعه ووفاقه الوطني وعيشه المشترك الذي يتطلب شفافية تحوطه لتصونه من الاخطار.

وحول مدى صحة ما يقوله البعض من أن هناك محاولة لفرض وصاية او هيمنة أجنبية على لبنان، في سياق تداعيات جريمة اغتيال الحريري؟ يقلل قباني من أهمية هذا الكلام، مشيراً الى انه من الطبيعي ان يدّعي اي نهج سياسي مخالف للمسيرة الوطنية الجديدة في لبنان ادعاءات يؤيد بها نهجه وأن يرمي الآخرين باتهامات سياسية تفسد منهجهم، ولكننا نقول انه مهما كانت هناك أطماع أجنبية سواء في عهد مضى أو أتى أو سيأتي فإن اللبنانيين لن يقبلوا بهيمنة أو وصاية أجنبية وهم الذين انطلقوا في استقلالهم من شعار أن لبنان لن يكون للاستعمار مقراً ولا ممراً، فعروبة لبنان مسلّمة أساسية في الدستور اللبناني وفي نهج الدولة اللبنانية وسياسته وفي وجدان اللبنانيين مهما خطر على الظن خلاف ذلك.

ولا يفوت قباني ان يلفت الانتباه الى ان مراحل الانتقال والتغيير السياسي في أي بلد من بلدان العالم تشهد دوما حالات تنازع البقاء بين القديم والجديد وهي في الحقيقة في لبنان ولادة تجديدية لآمال كل اللبنانيين وخصوصا آمال الرئيس الشهيد رفيق الحريري والتي لم يتمكن خلال ولاياته السياسية المتعددة من ان يحققها على المستوى الاستراتيجي في الاصلاح السياسي المنشود... وهو إصلاح لم يستكمله بسبب السياسات الكيدية والانتقامية التي سادت بعض المراحل في أعقاب اتفاق الطائف وهي السياسات ذاتها التي لم تمكنه من استكمال برنامجه الإعماري في البلد بعدما أنجز إعمار بيروت المتهدمة في أعقاب حروب الفتنة حتى أصبحت مدينة بيروت وخصوصا في وسطها التجاري نموذجا للارادة العمرانية التراثية التي أعادت الى العاصمة وجهها الحقيقي.

الحص و<<المرارة>>

يقول الرئيس سليم الحص ان اغتيال الرئيس رفيق الحريري رحمه الله كان زلزالا حل بلبنان لا بل بالمنطقة جمعاء، وكانت له ارتدادات على الصعيد العالمي بدليل ان جريمة الاغتيال كانت من الجرائم القليلة التي توقف عندها مجلس الامن وأصدر قرارا بشأنها، عدا عن انها تتابع بإصرار ومثابرة من جانب الدولة العظمى بلسان رئيسها جورج بوش ووزيرة خارجيتها كوندليسا رايس ومن جانب الدول الكبرى وفي مقدمها فرنسا.

بعدما انتهى الحص من وضع جريمة الاغتيال في إطارها الاوسع، انتقل الى مقاربتها من الزاوية اللبنانية، ولكنه بدا على شيء من الخفر والحياء وهو يتحدث عن انعكاسات الاغتيال على واقع الطائفة السنية <<لأنني من الذين يتحاشون الكلام من مواقع طائفية او مذهبية لقناعتي بأن لبنان يكون موحدا او لا يكون>>.

أما وقد سجل الحص موقفه المبدئي، فقد أضاف قائلا: حتى لا أبدو متهربا من الاشكالية المطروحة، أجيب بأن الطائفة السنية نكبت بالجريمة النكراء كما سائر فئات الشعب اللبناني، وربما أكثر، لأن المغفور له الرئيس الشهيد رفيق الحريري كان وبحكم النظام الطائفي الذي يتحكم بالحياة السياسية في لبنان يمثل الطائفة السنية بل كان أبرز ممثليها لحقبة طويلة من الزمن، ولكن هذا لا يفضي بالضرورة الى القول بأن الطائفة السنية خسرت من مكانتها السياسية في الساحة اللبنانية بدليل ان الانتخابات النيابية الاخيرة أسفرت عن نتائج صبت في مصلحة الطائفة من حيث ان أكبر كتلة نيابية في البرلمان هي كتلة <<المستقبل>> التي يترأسها سعد الدين الحريري، نجل الرئيس الشهيد. والمعروف ان جريمة الاغتيال النكراء أطلقت انفعالا جامحاً بين الناس كان المتحكم الاكبر بمسار الانتخابات النيابية الاخيرة، ليس بين السنّة وحدهم، وأنما بين اللبنانيين عموما، وبالتالي فنحن لا نغالي إن قلنا بان الطائفة السنية إذا صح التعبير بالمنطق الطائفي قد تكون اكتسبت موقعا متقدما حتى عما كان أيام الرئيس الشهيد.

إلا ان الحص لا يلبث ان يستدرك، مفصحا عن مآخذه على المضمون السياسي للموقع الحالي للطائفة السنية: مع تحفظي على الكلام من منطلق مذهبي، لا أتردد في القول بأن السنّة في لبنان وبصورة أخص في بيروت كانوا يتباهون بأنهم رأس حربة العروبة والوطنية في هذا البلد، وأيام الزعيم الراحل جمال عبد الناصر كانوا يعتبرون أنفسهم امتدادا للمد الناصري في لبنان، ويؤلمني القول ان الواقع بعد الجريمة النكراء يبدو وكأنه تبدل جذريا، وإن مؤقتا، بمعنى ان هذه الظاهرة قد تكون عابرة.

ويتابع بنبرة تتسرب منها المرارة: المرء يشعر هذه الايام بأن بعض السنّة لم يعودوا في الموقع الطليعي للوطنية والعروبة في لبنان، وبتنا نسمع كلاما نشازا من البعض تحت وطأة الانفعال، أعتبره في منزلة الهرطقة السياسية، كأن يقول أحدهم، وهذا سمعته بنفسي، <<اننا مستعدون للانغلاق على سوريا والانفتاح على إسرائيل أسوة بمصر والاردن>>... العياذ بالله.

وكأنه يعزي نفسه، يضيف الحص: الانفعال حالة طارئة لا بد ان نتجاوزها مع الزمن ولا بد للجرح مهما كان بليغا ان يندمل إذا اقتضت المصلحة الوطنية العليا بذلك.

وماذا إذا ثبت تورط سوريا بجريمة اغتيال الرئيس الحريري... هل تصبح النقمة عليها ومن خلالها على العروبة والقومية أمرا مبررا؟

بادئ ذي بدء، يشير الحص الى انه يستبعد ان تُتهم سوريا الدولة بالجريمة من غير ان يستبعد اتهام سوريين بها، مثلما هو الحال في لبنان حيث أُتهم أركان أمنيون وأودعوا السجن، ولكن لم تُتهم الدولة، علما انه أيا يكن المتهم فنحن من الذين يطالبون بملاحقته وإنزال أشد العقوبات به.

ثم ينتقل الحص الى مناقشة الفرضية الاخرى، فيعتبر انه وإذا سلمنا جدلا بأن سوريا قد أُتهمت، وهذا ما أستبعده، فإن ذلك سيكون كارثة قومية على لبنان والأمة العربية، لأنني من المؤمنين بعروبة لبنان وإيماني هذا يأتي مصداقا لما جاء في اتفاق الطائف الذي أكد عروبة البلد إنتماء وهوية، وبرأيي عروبة لبنان إنما تمر في دمشق، وحتى لا يساء فهمي، ألفت الانتباه الى اننا جربنا في الماضي كثيرا القفز في عروبتنا فوق سوريا الى العراق ومصر والسعودية، فكانت النتيجة كوارث على لبنان وانقسامات فيه، ولذا ليس طبيعيا القفز فوق سوريا لدى الحديث عن عروبة لبنان، وهي الجارة الأقرب والأوثق لنا، أما إذا طلقنا سوريا فإن أخشى ما أخشاه ان يعني ذلك طلاقا من العروبة، لأنه عبثا ندّعي اننا عرب فيما نحن نقفز فوق دمشق الى أبعد منها.

كرامي و<<الموجة>>

ينطلق الرئيس عمر كرامي في مقاربة التحولات التي أصابت الطائفة السنية بعد استشهاد الرئيس رفيق الحريري من مرحلة ما قبل الاغتيال، معتبرا ان الظروف التي كانت سائدة قبل الجريمة ساهمت في تكوين هذه التحولات، وبالتالي فإن حدث الاغتيال جاء بمثابة مناسبة للإعلان عنها وليس لصناعتها.

ويشرح كرامي وجهة نظره قائلا: لقد كان لدى العدد الاكبر من أبناء الطائفة السنية شعور بالمرارة حيال بعض ممارسات الاجهزة السورية في لبنان والتي كانوا يعتبرون انها تحاول تقليص مكانة الطائفة ورموزها، وترافق ذلك مع قيام البعض بالتأثير في الرأي العام السني وإظهار الأجهزة السورية على انها تبالغ في دعم الرئيس إميل لحود والانحياز اليه، على حساب رئيس الحكومة السني.

انطلاقا من هذه <<الاحاسيس>> التي أدى الاعلام الممسوك دورا كبيرا في تحريضها مصورا ان سوريا هي مصدر كل النكبات والازمات السياسية والاقتصادية في لبنان، كان الجمهور السني حسب كرامي مهيئا للوقوف ضد سوريا، وبهذا المعنى لم تكن جريمة اغتيال الحريري سوى الشرارة التي أشعلت برميل البارود.

هذه الموجة الجارفة أخذت الطائفة السنية كما يقول كرامي الى مكان ليس لها ولا يتلاءم مع ثوابتها ومبادئها ودورها ونضالها القومي، بل هو أقرب الى السياسة الاميركية والفرنسية. لكن الرئيس السابق للحكومة يميل الى الافتراض بأن هذه المرحلة <<عابرة>>، متلمسا بداية <<صحوة>> في الوسط السني برزت بوادرها مع ردود الفعل على الإساءة للنبي محمد (ص) بغض النظر عن أعمال الشغب والتخريب المدانة التي رافقت التظاهرة الاخيرة، ذلك أن هذه الإساءة بيّنت للمسلمين السنّة ان الغرب لا يمكن ان يكون حليفا وأن الاولوية بالنسبة اليه هي لمصالحه التي تتقاطع في نهاية المطاف مع المصالح الاسرائيلية.

وبرغم ان كرامي استقال من رئاسة الحكومة تحت وطأة تداعيات <<زلزال>> اغتيال الحريري، إلا ان الرجل يرفض القول بأنه دفع ثمن علاقته بسوريا، لافتا الانتباه الى ان دمشق حاربته كثيرا بل حاولت إلغاءه على كل الصعد، الى ان صدر القرار 1559 فعُرض عليه تحت وطأة تداعياته تشكيل الحكومة، <<فقبلت المهمة وكان من الطبيعي ان أختار الوقوف الى جانب سوريا كخيار قومي مقابل محاذير القرار الدولي... ولكن من كان يخطر بباله ان الرئيس الحريري سيستشهد وسيقع ذاك الزلزال الكبير... إنه سوء الحظ الذي عطل اندفاعتنا بعدما كنا قد خفضنا الإنفاق بنسبة 40 في المئة وأرسلنا الى مجلس النواب أكثر من 20 مشروع قانون إصلاح مالي، وقصرنا مدة التجنيد الالزامي تمهيدا لإلغائه، وخفضنا سعر المازوت كما كنا بصدد تقليص مصاريف الدولة النفطية بمئات ملايين الدولارات، إلا ان القضاء والقدر كان أسرع منا...>>.

عيدو و<<الكيان>>

حققت لوائح تيار المستقبل فوزاً كاسحاً في الانتخابات النيابية الماضية، أطاح بمعظم التلاوين السياسية السنية لصالح ما يشبه <<أحادية التمثيل>>. لقد تحول استشهاد الحريري الى قوة دفع هائلة للتيار الذي <<جرف>> في طريقه الى السلطة الجديدة كل خصومه، واضعا إياهم في <<قفص الاتهام>>، حتى أصبحت كل <<معارضة>> محتملة داخل الطائفة السنية <<موضع شبهة>>، ما دفع العديد من رموزها الى الانكفاء والامتناع عن الترشح الى الانتخابات النيابية.

ولكن عضو كتلة <<تيار المستقبل>> النائب وليد عيدو الذي أُنتخب للدورة الثانية على التوالي يعتبر انه كان هناك تفاعل طبيعي وتلقائي بين الرئيس الحريري والجمهور السني، خلال حياته وبعد استشهاده، وبالتالي فإن الناس عبروا عن خيار سياسي واضح عندما أقصوا الآخرين، ولم ينطلقوا من الانفعال العاطفي المجرد.

ويلفت عيدو الانتباه الى انه وانطلاقا من الحجم الاستثنائي للحريري فهو تمكن من ان يجمع حوله الجمهور السني بشكل لم يسبق له مثيل في تاريخ بيروت التي طالما كانت موزعة بين قيادات عدة، مع الاشارة الى ان بيروت هي بوصلة سنية بامتياز والتجربة تعلم انه حيث تكون بيروت تكون الطائفة السنية، وعليه، شعر السنّة ان هناك خسارة كبرى لحقت بهم عبر اغتيال أهم رموزهم، علما ان الحريري لم يكن رمزا سنيا فقط بل كان رمزا وطنيا بالدرجة الاولى.

أما التحولات التي ترتبت على الجريمة، فيرى عيدو ان بعضها كان عاطفياً باتجاه قوقعة سنية تمثلت في المطالبة بجعل تيار المستقبل تنظيما سنيا وهذا لم يكن ممكنا لأننا ذوو تطلعات وطنية وأهداف وطنية ونرفض ان نُصبغ باللون السني فقط، والبعض الآخر من التحولات اتخذ شكل التشنج ضد سوريا وهذا مفهوم بالنظر الى العلاقة التي كانت متوترة بين الحريري ودمشق، ولكن هذا الامر لم يتحول يوما الى عداوة لسوريا العربية وللشعب السوري الذي تربطنا به روابط قومية ووطنية عميقة ولا تتوقف عند حدود موقف سياسي او قرار سياسي مرحلي.

يتوقف عيدو هنا ليشدد على <<رغبتنا في إقامة أفضل العلاقات مع سوريا وأكثرها تميزا ولكننا نريد في الوقت ذاته ان نبني هذه العلاقات على قواعد سليمة وشفافة تبدأ مع انكشاف حقيقة جريمة اغتيال الحريري، لأنه من دون ذلك ستكون العلاقة شكلية وبروتوكولية، وسطحية في كل الاحوال، ونحن لا نريدها على هذا النحو>>.

وبالتأسيس على هذا الموقف، يرفض عيدو أي إيحاء بأن الطائفة السنية قد غيرت <<جلدها>> بعد اغتيال الحريري، مشيرا الى انها طائفة العروبة، وأي تغييرات تطرأ إنما تطال حصرا توجهات سياسية في ظرف ما وليس ثوابت العلاقات العربية والانتماء العربي للسنّة، ويلفت الانتباه في هذا الاطار الى ان السنّة تُطلق عليهم تسمية الطائفة <<العربية>> قبل <<الاسلامية>>، وإذا كانت هناك من أمزجة سنية حيال سوريا النظام فهي ليست كذلك حيال سوريا العروبة.

وفي سياق متصل، يؤكد <<ان علاقتنا بالمقاومة هي علاقة مبنية على مبادئ العروبة>>، مستذكرا ان بعض الستّة أسموا أبناءهم أسماء يابانية بعد عملية <<الجيش الاحمر>> في مطار اللد وبالتالي <<فإن كل سلاح ضد إسرائيل هو بهذا المعنى سلاح سني>>. هكذا ننظر الى سلاح <<حزب الله>> ولهذا السبب التف السنّة حول المقاومة ودعموا مرشحيها>>.

وحين يُسأل عن <<الارتماء>> في أحضان الغرب، يبتسم للفكرة التي لا أساس لها من وجهة نظره، ويجيب:

ما يهمنا ان المجتمع الدولي بقيادة أميركية او أوروبية يسعى الى كشف حقيقة جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ولكننا لن نكون يوما بإمرة أميركا ولا أوروبا ولا أي طرف في مواجهة سوريا أو أي دولة عربية أخرى، وربما إذا وقعت حرب ضد سوريا سينبري الكثيرون من السنّة الى الدفاع عن سوريا الدولة والشعب.

ولا يسهو عن بال عيدو الاشارة الى ان من المتغيرات الهامة في الفكر السياسي السني بعد استشهاد الحريري ان علاقة السنّة بلبنان الكيان توثقت بعدما كانوا يعتبرون لفترة طويلة ان الكيان اللبناني هو مجرد محطة نحو الوحدة العربية وأن تطلعاتهم الوحدوية القومية هي الاساس في حركتهم السياسية. لقد أصبحوا اليوم ينظرون الى لبنان على انه وطن لهم ينبغي التعامل مع حيثياته وواقعه وتركيبته بشكل أكثر إلتصاقا، وهذا البعد الوطني المتطور لا ينفي بأي حال البعد القومي بل يتكامل معه.

أما اتهام <<تيار المستقبل>> بأنه يملك <<نزعة إحتكارية>>، تمثلت في محاولة إلغاء كل من يختلف معه او عنه داخل الطائفة، فيرد عليه عيدو بالقول إن فقدان شخص بحجم الحريري <<كان يمكن ان يوظفه الآخرون لاستعادة أدوارهم المفترضة ما دام الرئيس الشهيد كان متهما باختزال الطائفة، إنما ثبت ان الحريري لم يلغ أحدا بل الناس هي التي فعلت ذلك، وربما تفرز الطائفة مستقبلا وجوها جديدة ولكنها لن تعيد حكما إنتاج تلك الوجوه التي سقطت وصدر بحقها حكم الناس>>.

سلام و<<الورثة>>

يحاول النائب السابق تمام سلام جاهدا تجنب الحديث عن أثر غياب الرئيس الحريري على الطائفة السنية، من زاوية محض مذهبية، معتبرا انه إذا كان هناك من خلل أصاب بعض خيارات هذه الطائفة وسلوكياتها، فهو جزء من خلل أشمل أصاب كل لبنان وطوائفه، بعد استشهاد الحريري.

وبرغم الخلافات السياسية التي كانت قائمة بين الحريري وسلام، إلا ان الأخير لا يتردد في القول بأن الرئيس الشهيد كان صاحب رؤية وطنية جامعة حولته الى ظاهرة أوسع من طائفته بكثير، ولكن تداعيات اغتياله استدرجت البلاد كلها الى وحول الطائفية والمذهبية، فأصبح الجميع اليوم وليس السنّة فقط يصولون ويجولون في إطار طائفي ومذهبي لا يتماشى إلا مع الاسلوب القبلي والعشائري في التعاطي السياسي، والذي يجري التعبير عن أحد جوانبه من خلال الاستقطاب الشيعي السني الشنيع الحاصل.

وعندما يُسأل عما إذا كان يعتقد بأن الطائفة السنية هي في موقعها الصحيح بعد مرور عام على استشهاد الحريري، يجيب سلام: وهل ان لبنان بمجمله هو في موقعه الطبيعي؟ إن الالتباس في الموقع تعاني منه كل الطوائف نتيجة المواقف المتشنجة لقياداتها وهذا نتاج تداعيات اغتيال الرئيس رفيق الحريري والتغييرات الاقليمية والدولية. ويضيف: إذا افترضنا ان الحريري قائد سني تكون طائفته هي المتضرر الاكبر باستشهاده، ولكنني أرفض التسليم بأنه كان كذلك، بل ان حشره في هذه الزاوية الضيقة يسيء اليه والى إرثه وربما هذا ما يريده البعض، ومن هنا فإن على ورثته وتحديدا النائب سعد الحريري الحفاظ على ما كان يحلم به ويعمل له الرئيس الشهيد والاعتناء برسالته التي تدعو الى الانفتاح وليس التقوقع، القوة وليس الضعف، التسامح وليس الثأر، وإلا فإن الفراغ الذي ترتب على اغتياله قد يترك المجال واسعا لمحاولة ملئه بهذه الطريقة او تلك.

وما هي الخيارات التي يجب ان يعتمدها السنّة في لبنان بعد غياب الحريري؟

يرى سلام ان تلك الخيارت هي ذاتها التي يجب ان تتبناها كل طائفة، وهي الخيارات الوطنية الجريئة البعيدة عن المماحكات والتطرف، مع الاشارة الى ان السنّة في لبنان هم أم الولد وعليهم ان يتصرفوا على هذا الاساس، ويلفت الانتباه في هذا السياق الى ان هناك مشكلة مع سوريا يجب ان نعترف بها حتى نعالجها، متحدثا عن مآخذ على دمشق حول شكل ومضمون تعاطيها مع الامور، قبل وبعد اغتيال الحريري، ويبقى الوصول الى حقيقة من ارتكب هذه الجريمة هو المدخل الطبيعي لولوج مرحلة جديدة، ليس حبا بالانتقام او الثأر، وإنما من أجل ان يشعر كل اللبنانيين وليس السنّة فقط بان الميزان قد انتصب وأن الحق مصان.

الجماعة و<<الوسط>>

تبذل <<الجماعة الاسلامية>> منذ اغتيال الرئيس الحريري جهدا استثنائيا للصمود في <<الوسط>> والاحتفاظ بخصوصيتها في مقاربة الاشكاليات المثارة في مرحلة ما بعد 14شباط 2005. يتقاطع خطاب <<الجماعة>> في بعض مفاصله مع خطاب <<المستقبل>> ولكنه لا يتماهى معه بل يفترق عنه في جوانب عدة تتيح له ان يحافظ على استقلالية ملحوظة، من شأنها جعل <<الجماعة>> مقبولة من الجميع.

يطل نائب الامين العام للجماعة الاسلامية ابراهيم المصري على آثار جريمة الاغتيال من نافذة تحليل مسار الطائفة السنية في سنوات الحرب وصولا الى <<زمن الحريري>>، فيقول: معروف ان المسلمين السنّة كانوا يواجهون خلال العقود الماضية إشكالية تهميش دورهم في الحياة اللبنانية، وكان هناك حرص عربي وعالمي على ألا يُمنحوا دوراً رئيسياً في اي محطة من محطات الحرب اللبنانية، بينما أُعطي الموارنة دوراً او كانتوناً وكذلك الدروز، وعندما بذلت محاولات لإبراز حضور سني معين تم ضربها، مرة من خلال تقويض تنظيم <<المرابطون>> في بيروت وإزالته من الوجود بشكل ترك آثارا سلبية في الساحة الاسلامية، ومرة أخرى من خلال القضاء على سعي <<حركة التوحيد الاسلامي>> الى إنشاء كيان في طرابلس، ولذلك كان المسلمون السّنة يشعرون بأن الدور الوحيد المسموح لهم به يقتصر على حماية الدولة اللبنانية. وهناك معلومات شبه مؤكدة توحي بأن الدوائر الغربية كانت تدعم هذا الاتجاه ليس نكاية بالسنّة فقط وإنما حرصا على مصالحها لا سيما بعد انتصار الثورة الاسلامية في إيران، لأن انتعاش المجموعة الشيعية او الدرزية او المارونية ينتهي مفعوله عند حدود لبنان، أما انتعاش الامل السني في لبنان فيمتد أثره الى كافة أنحاء العالم العربي.

ويضيف: هنا برزت زعامة رفيق الحريري في لبنان، ولا شك ان الرجل الذي كان يتمتع بقدرات شخصية ومالية كبرى استطاع توظيف الفراغ الذي كان يسود الساحة السنية لبناء مشروعه السياسي الذي انطلق مع بداية الثمانينات وانتهى به الى تسلم السلطة في بداية التسعينات، وقد أدى ذلك الى ضمور القوى السنية الأخرى سواء منها اليسارية او الوطنية او حتى الاسلامية الملتزمة، لأن مشروع رفيق الحريري كان يختزن من القدرات ما لا تملكه هذه القوى مجتمعة، إذ وبرغم ان الحريري لم يكن يحمل فكرا واضح المعالم غير انه استطاع ان يشكل زعامة أكبر من لبنان، مستفيدا من علاقاته الاوروبية وخصوصا الفرنسية من أجل تأسيس تيار المستقبل الذي تمكن من ان يصبح الرقم واحد ليس على الساحة السنية فقط وإنما على مستوى الساحة اللبنانية عموما.

وإذ يوافق المصري على الرأي القائل بأن الحريري حاول إعطاء طائفته دورا رئيسيا في الساحة اللبنانية، يسارع الى <<الاستدراك>> ومنح الرئيس الشهيد <<اسبابا تخفيفية>> عندما يدعو الى الأخذ بعين الاعتبار ان الحريري لم يكن يحمل مثل هذا البعد حين بدأ مشروعه السياسي في لبنان، بل معروف انه كان في شبابه قوميا يساريا ثم تحول بعد عمله في السعودية ليبراليا وكان يرغب في ان يؤكد هذا المنحى في توجهه السياسي اللبناني، ولكن الساحة الداخلية المحكومة بتوجهات الطوائف ألزمت الحريري بأن يعمل مثل باقي الزعامات، ضمن إطار طائفته، برغم حرصه الدائم على ان يشكل زعامة لبنانية وليست سنية فقط.

ويتابع: عندما استشهد الحريري، شعر المسلمون السنّة بفراغ كبير او باليتم السياسي، وهم عبروا عن ذلك بالتدفق الشديد على المشاركة في المناسبات التي أقيمت بعد استشهاده وكانت أبرزها مناسبة 14 آذار، برغم عدم قناعة معظم هؤلاء المشاركين بالشعارات التي رفعت بشكل غير مسؤول، مما لا تألفه الساحة السنية اللبنانية.

ويرى المصري ان خيارات المسلمين السنّة في لبنان لم تستقر بعد على أسس عقلانية واعية، مع ان سنة كاملة قد مرت على اغتيال الشهيد، وذلك لسببين اولهما ان الساحة تعاني من فراغ كبير لم يستطع أحد ان يملأه، وثانيهما، وهو الأهم، ان حادث الاغتيال جرى توظيفه من قبل آل الحريري وتيار المستقبل وقوى لبنانية أخرى من أجل خدمة مشروع ما كان له ان يتماسك ويقف على قدميه ويحقق أغراضه لولا جريمة الاغتيال، ومعروف لدى الجميع ان ظلامة أي انسان يسقط شهيدا تترك أثرها البعيد في حياة من يشعرون بالارتباط به، وأبرز دليل ان دم الإمام الحسين رضي الله عنه لم يبرد برغم مرور مئات السنين، وطبعا أنا لا اضع دم الحريري كدم الإمام الحسين، لكن لمجرد تقريب الصورة.

ويعتقد المصري ان الطابع العاطفي كان سمة مرحلة ما بعد رحيل الحريري، متوقفا عند حالة الفراغ السياسي والأمني السائدة حتى الآن، في أعقاب الانسحاب السوري بالطريقة التي تم بها، ما يؤكد ان الناس كانوا يتحركون بدوافع عاطفية، بعيدة الى حد كبير عن الوعي السياسي لخطورة المرحلة التي يمر بها لبنان، وعليه نلاحظ تراجعا في الساحة السنية عن التفاعل مع الهموم القومية نتيجة المصيبة التي حلت بها وعدم توافر من يحمل الراية ويقود المسيرة. وأنا لا أريد ان ألقي التهمة على الآخرين وتجريد الحركة الاسلامية في لبنان من مسؤوليتها، لكنني أبادر الى القول بأن هذه الحركة لم تستطع حتى الآن صياغة مشروع وطني لبناني يحمل هموم الساحة اللبنانية ويشكل بديلا عن القيادات اليسارية التي سقطت والقيادات التقليدية التي تجاوزها الزمن، وهذا الفراغ في الوسط السني يستغله البعض ضد سوريا حينا وضد المبادرات العربية التي كان يجري الترحيب بها تقليدياً في الساحة السنية حينا آخر.

 

مسيرة الوفاء: عين على السلاح وعين على التحالف بين <<الحزب>> و<<التيار>>

اللبنانيون لم يخلفوا موعدهم مع شهيدهم في ذكرى رحيله

زينب ياغي –السفير 15/2/2006

انتظرت بيروت الصباح بعدما اضاءت ليلها لكي تمشي برجالها ونسائها وأطفالها الى ساحة الشهداء، لإحياء ذكرى الوفاء للرئيس الشهيد رفيق الحريري، الرجل الذي انتبهوا بعد غيابه إلى حجم دوره في صناعة جزء من تاريخ العاصمة ومن تاريخ بلده. تحولت الذكرى الى ما يشبه المهرجان، وتحول الحزن أحيانا الى ما يشبه الفرح، ربما هو فرح التلاقي. نزلت العائلات الى الشوارع حاملة الأعلام اللبنانية وصور الحريري قبل أن تنطلق في مسيرات فرعية، سيرا على الأقدام، نزولا الى ساحة الشهداء، بينما كانت مئات الحافلات والسيارات تنقل الوافدين من المناطق اللبنانية على طول الطرقات الساحلية والجبلية من الشوف وعاليه، من طرابلس وعكار والبترون، من كسروان وجبيل، من صيدا وإقليم الخروب وقرى في الجنوب.

أطفال يسيرون مع أهلهم، يعرفون عن وطنهم أكثر مما تسمح أعمارهم، في ظل ازدحام الأحداث، يحملون أعلامهم قبل الكبار فتقول طفلة لأمها <<خذيني على الحرية>>. يجمع تلك الحشود تجديد الموقف الثابت: معرفة من اغتال الرئيس رفيق الحريري، وهو موقف كان يعلن على وقع الهتافات المطالبة بمحاسبة النظام السوري ورحيل رئيس الجمهورية العماد إميل لحود. أعلام وشالات زرقاء وملابس سبور، سار أصحابها الى مكان الحشد الكبير، حتى اختنقت الطريق الواقعة بين ساحة رياض الصلح الأقرب الى شوارع بيروت وبين ساحة الشهداء بالوافدين فعلق أحدهم قائلا: <<يبدو أن فريق الثامن من آذار باع الساحة>>.

عدل غياب التيار الوطني الحر في مشهد الحشود الوافدة من الأشرفية، ذلك المشهد الذي كان فريدا في الرابع عشر من آذار الماضي، وحاولت القوات اللبنانية جاهدة التعويض عنه، بينما قال بعض المشاركين إن الشوف نزل وفاءً للرئيس ودعماً لزعيمه المهدد.

شكل عناصر الانضباط بملابسهم الزرقاء وعناصر قوى الأمن الداخلي والجيش المشهد الموازي للمسيرة، بعدما فرضت تظاهرة الشرفية مضاعفة الاحتياطات. وقد تراوحت تقديرات أعداد المشاركين بين مليون، وهي تقديرات الصحافيين ووكالات الأنباء، وخمسمئة ألف، وهي تقديرات نسبت الى القوى الأمنية. لكنها في كلا التقديرين ملأت ساحات وسط المدينة. تواكبها لغة سياسية متصاعدة حتى الحد الأقصى، تجسّدت في خطابات قيادات الرابع عشر من آذار.

كأنما الحشد حشدان: حشد نزل لأنه على موعد مع شهيده، وزعيمه في ذكرى رحيله، وحشد نزل لبث رسائل سياسية على أكثر من صعيد. كأنما الحشد حشدان: أسر، أمهات وآباء وأطفال وجدات وكهول وصبايا وشبان جاؤوا احتراما لذكرى الكبير الذي غاب، وحشد يمثل أحزاباً ومجموعات سياسية ترغب في أن تحصل على موقع في حياة البلد يوازي حجم قدرتها على الحشد.

يمكن التمييز في قلب ساحة الشهداء بين الجموع من خلال بضعة أعلام تخترق كثافة الأعلام اللبنانية، أرزة القوات، منجل وقلم الحزب التقدمي الاشتراكي فوق الكتاب المفتوح، شالات تيار المستقبل الزرقاء. بينما شكل غياب التيار الوطني الحر محورا رئيسيا في كلام الذين جرى الحديث معهم، وقد اختصروا مواقفهم بثلاث، أولا: معرفة حقيقة اغتيال الحريري، ثانيا: سلاح المقاومة، ثالثا: تحالف حزب الله والتيار الوطني. ينقل الشبان الى محدثيهم شعورا متناميا بأنهم أصحاب فعل في التغيير، لكن ضمن خطاب لا يزيح عن مواقف الزعماء، خصوصا في المناسبات الكبرى حيث تُلغى الخصوصية لمصلحة التماهي لأن الزعماء يستطيعون إعلان المواقف نيابة عن جماهيرهم.

بالاضافة الى إحياء الذكرى كانت المسيرة ترغب في محو صورة تظاهرة الأحد في الأشرفية. ويبدو أن عبارة السيد حسن نصر الله عن <<الأكثرية الوهمية>> حفرت عميقا في الأذهان فتم تكرار رفضها لدى الشبان، يقول أحدهم: <<جئنا نبرهن لهم أننا أكثرية حقيقية>>، ثم يتم تكرار العبارة المستوحاة من النائب وليد جنبلاط: <<ليسوا وحدهم من لديهم الامكانيات لإقامة التظاهرات فنحن ايضا لدينا>>.

تراوحت مواقف الشبان في النظر الى الفريق الآخر بين حدي التسامح والتشنج، لكن جمعتهم مقولة مشتركة: <<لا مساومة بالنسبة لسلاح المقاومة، لا مجال لوجود فريق يملك السلاح دون الآخرين لأن السلاح عنصر قوة من جانب واحد>>. يرفض شاب جامعي من بيروت وصف نفسه بالمستقل أن تتم التغطية على سوريا تحت شعار العروبة، فيقول: <<نحن مع العروبة لكن يجب رفع الغطاء عن النظام السوري في لبنان، نحن درع المقاومة، والذي يرفع الغطاء عن المقاومة هو تحالف الحزب مع سوريا وإيران>>، يذكر الشاب أن الرئيس رفيق الحريري كان سندا للمقاومة، لكنه يسأل لماذا عندما طالب النائب الشهيد جبران تويني بالبحث في وضع العائلات الموجودة في إسرائيل تم تخوينه؟، ثم جرت الموافقة على البحث بمصيرهم بعد الاتفاق مع عون؟، لماذا جرى تخويننا عندما طالبنا بالبحث في موضوع سلاح المقاومة؟، ثم يضيف: لقد قال السيد نصر الله إن تحالف الرابع عشر من آذار هو تحالف هش <<ونحن هنا لكي نثبت له العكس، نحن جئنا ردا على تظاهرة الأشرفية>>. يرفع شاب من الحزب التقدمي لغة التعبير الى مستوى التحدي قائلا: نحن مع حزب الله لكن عندما يتوحد معنا استنادا الى ثوابتنا، ويسأل: لماذا لا يشاركون في الاحتجاج على الاغتيالات؟ لماذا لا يحتجون على النظام السوري؟ لماذا لا نرى أحدا منهم في ساحة الشهداء؟>>.

يمكن مشاهدة درجة أعلى في اللغة الموجهة الى الفريق الآخر لدى مجموعة من شباب القوات كانوا يسيرون معاً فيقول أحدهم: <<بصراحة إن حزب الله هو مقاومة شيعية ترهب الآخرين>>، يحاول رفيقه التخفيف من وطأة العبارة، لكن الشاب يصر قائلا: <<علينا إعلان موقفنا بصراحة نحن نخاف من سلاح الحزب>> ثم يضيف: <<خلص من الآن وصاعدا فإن الجيش اللبناني يجب أن يحمي لبنان>>.

تقف مجموعة رجال ونساء من أهل بيروت وهي ترد على هتاف يطلقه أحدهم: <<يحيا رئيس الجمهورية العربية اللبنانية الدكتور سمير جعجع>> يريد الرجل جعجع رئيسا للجمهورية لأنه لم يأكل الكافيار في باريس ولم يقتل أبناء بيروت في حرب التحرير، قاصدا بذلك عون، وإنما كان يعيش في السجن، يريده ضد حلف سوريا طهران ثم يكمل بصوت مرتفع: <<لقد حررت المقاومة الجنوب لكن الحريري حرر لبنان بدمائه>>. تتحول الحماسة لدى مجموعة قريبة الى فرح فتصعد شابة شقراء الشعر على أكتاف بعض الشبان لكي ترقص، وتفاجأ بأغنية هيفا: <<رجب حوش صاحبك عني>> يرفض المتفرجون الأغنية وتسأل الفتاة محتجة <<من وضعها معقول نزلوني>> وتنزل الى الأرض لكي تستأنف الرقص على وقع أغنية <<أنا بنت زغيرة>> ثم يتحلق الجمع للدبكة على أغنية بلحن فولكلوري <<عا دروب الأجداد لنحافظ عا الهوية>>.

من الرقص الى مشهد عاشورائي بشكل مغاير، مجموعة من الشبان تضرب على رؤوسها بطريقة خفيفة وهي تنده <<عمر بدل حيدر>> ثم <<عمر عثمان ابو بكر علي دم السنية عم يغلي غلي>>. تقترب من الشبان ضاحكا لتخفيف الاحتقان فيبادر أحدهم الى الرد سريعا: <<إن عليا لنا قبل أن يكون لهم>>، توضح له مع ابتسامة ثانية: <<هل يمكن أن يكون علي لجميع المسلمين؟>> فيعلن موافقته ضاحكا بدوره.

عند الواحدة إلا خمس دقائق قرعت أجراس الكنائس وعلت أصوات المآذن في وسط بيروت، حزنا على استشهاد الرئيس الحريري، بينما وقف المشاركون في المسيرة دقيقة صمت، وبدأوا بالتفرق بعدما تعبوا من الوقوف تحت الشمس التي سطعت بين عاصفتين، وفي طريق العودة خرق الطيران الحربي الاسرائيلي جدار الصوت فوق بيروت مرتين.

 

 

نصر الله: توافقت مع الحريري

أن سلاح المقاومة مرتبط بالتسوية لا بالمزارع

السفير 15/2/2006: أكد الامين العام ل<<حزب الله>> السيد حسن نصر الله في حديث الى تلفزيون <<المنار>> ضمن برنامج خاص بذكرى الرئيس رفيق الحريري، <<انه لو كان الرئيس الحريري حيا، لكان قادرا من خلال تجربته وعلاقاته وقدراته وإمكاناته الشخصية على مساعدة البلاد لتخطي الكثير من المراحل الصعبة>>. وكشف انه توافق مع الرئيس الحريري على ان وظيفة المقاومة هي حماية لبنان وهو كان واضحا بأن رأيه أن موضوع سلاح المقاومة مرتبط بالتسوية لا بمزارع شبعا ولا بالأسرى، وطالما لا توجد تسوية في المنطقة.

وقال نصر الله: هذا الكلام ليس انتقاصا من احد، لانه في كل الاحوال تراكم التجربة بالعمر وبالعلاقات والخبرة ومستوى الثقة التي تعززت، تختلف مع واحد ثم تتفاهم معه وتخوض معه تجربة، فمن الاكيد ان الثقة تصبح مختلفة تماما. هذه الموقعية التي كان يتمتع بها الرئيس الحريري، اعتقد انه لو كان موجودا، كنا نستطيع تخطي الكثير من المراحل الصعبة التي يعيشها لبنان من القضايا التي كانت مؤثرة على المستوى النفسي والعاطفي. وأضاف: في موقفه من موضوع استشهاد نجلي هادي، لم يكن مضطرا في مناسبات عدة جدا ان يتحدث عن هذا الموضوع ولكنه كان بذلك يعبر عن خلفية اخلاقية راقية، إذ ان رئيس حكومة بلدك يقول في اكثر من مناسبة اني حاضر للقيام بالكثير ولكن لست حاضرا لارسال ابني كما فعل فلان مثلا، وكان يذكرنا بالخير. وعن العلاقة التي كانت تجمعه بالرئيس الشهيد رفيق الحريري، قال السيد نصر الله: في السنة الاخيرة التي سبقت حالة الاغتيال، اعتقد ان علاقاتنا تطورت بشكل كبير وإيجابي جدا، وبدأ هذا الموضوع منذ احداث الضاحية الجنوبية حيث سقط عدد من الشهداء من المدنيين في منطقة حي السلم، وقد طلب في اليوم التالي مقابلتي وجاء الى الضاحية الجنوبية، والتقينا، ومن يومها اختلفت العلاقة بشكل كبير، وحصلت لقاءات شبه ثابتة بيننا كل اسبوع او اسبوعين وكنا نلتقي في بعض الاحيان مرتين في الاسبوع. وقد وضعنا خلال هذا الاجتماع اسسا وثوابت، اهمها: اتفاق الطائف، بناء دولة المؤسسات والقانون والرهان على مشروع الدولة وأن الدولة هي التي تحمي الجميع وهي التي تؤمن الامن الداخلي والاستقرار، وتعالج الوضع الاقتصادي، وتضمن تطور البلد على كل صعيد، اضافة الى العيش المشترك والسلم الاهلي واحترام كل الطوائف وكل التيارات. وهذه كانت من الامور الاساسية، كذلك العلاقة مع سوريا. وكان قد طرح معادلة ان لبنان لا يحكم من سوريا ولكن لا يحكم بحالة عداء لسوريا.

وتابع السيد نصر الله: وفي موضوع المقاومة كان هناك وضوح بيننا وبينه، حيث الآن هناك قضية مزارع شبعا والاسرى والتهديدات الاسرائيلية للبنان، وظيفة المقاومة هي حماية لبنان وهو كان واضحا بأن رأيه، وبناء على النقاش بيننا، ان موضوع سلاح المقاومة مرتبط بالتسوية لا بالمزارع ولا بالاسرى، وطالما لا توجد تسوية في المنطقة، معنى ذلك ان حالة الحرب قائمة حتى لو لم يكن هناك قتال على الجبهة.

وختم بالقول: لبنان في حالة حرب مع إسرائيل، لا احد يلقي سلاحه قبل ان تنتهي الحرب وتستبدل بحال اخرى.

 

ورقة <<بيروت 1>>انقلاب على الطائف

علي محيي الدين  -السفير 15/2/2006

ورقة بيروت 1، تشكل بمضمونها العام عناوين فيها كثير من التضليل وفضفاضة اذا ما قارنا ما بينها وبين مشروع موازنة 2006 والتناقض فيما بينهما، ومن جهة اخرى تنفيذا لتوجهات صندوق النقد الدولي وشروط الدول المانحة. الورقة تعنون خفض الدين العام وخفض عجز الموازنة وتخفيض نسبة الانفاق بينما يظهر مشروع الموازنة ارتفاعا للنفقات وارتفاعا للعجز وازديادا للمديونية العامة، كما انها تغيب الالتزام فعليا ببناء الدولة، وتمثل خروجا عن مفهوم دولة القانون والمؤسسات لجهة عدم تعرضها لتصحيح السياسات التي اعتمدت ما بعد الطائف وأساسها المحاصصة بين الطبقة الحاكمة وزبائنيتها لجهة انهاء ذلك والقضاء على الفساد والتطرق فعليا للهدر والسرقة واجتثاث الفقر.

ان الاهداف المعلنة في فرض ضرائب جديدة بزيادة القيمة المضافة من 10% الى 15% والغاء تثبيت سعر الخبز والبنزين والغاء الوظيفة العامة وتنفيذ الخصخصة للخدمات العامة وتسخير اجراءات السلطة لتوفير كل ما يلزم من اجراءات واستكمال تسليم امر الاقتصاد للرأسمال المتوحش، ومن جهة اخرى الاستمرار بإلغاء كافة الحقوق المكتسبة وذلك بالغاء المؤسسات الضامنة في القطاعين العام والخاص، مثال على ذلك ما تعانيه تعاونية الموظفين والصندوق الوطني للضمان الاجتماعي من التقصير بدفع الحقوق للمضمونين ونتيجة لاداء السلطة وعدم اجراء اي اصلاحات جدية لايقاف الهدر ضمنا وتطوير بنيانها وتحسين ادائها وتغييب فعالية الاجهزة الرقابية. ان ورقة بيروت 1 ومشروع موازنة 2006 يعبران عن اصرار السلطة على الاستمرار بنهجها وسياساتها الخاطئة التي اوصلت البلاد الى ما وصلت اليه من ازمات حادة، وبإصرارها هذا تستمر بالتسلط والقهر على الوطن والمواطن.

وبذلك تجدد انقلابها على اتفاق الطائف وتعطيل الدستور، وبالتالي ومن جديد تغييب بناء دولة القانون والمؤسسات دولة الحق والرعاية والعدالة، وبذلك يصبح الاستقرار الاجتماعي سرابا، وهدف الوحدة الوطنية في مهب الريح.

ان المسؤولية الوطنية التي ينبغي تحملها من كافة شرائح المجتمع اللبناني وبالأخص الذين يؤمنون بحق المواطنة وحقوق الانسان وبالتحديد انسانية الانسان والقوى الديموقراطية والمدنية، الدفاع من اجل وطن ودولة تتمتع بالقانون وتحافظ على الاستقلال وتصون السيادة فعليا وحقيقة، وذلك بمطالبة الطبقة الحاكمة بالالتزام فعليا بتطبيق اتفاق الطائف بكامل بنوده من خلال وضع الآليات واتخاذ الاجراءات اللازمة لذلك، بدءا من الالتزام بالدستور اللبناني بكامله وانهاء الانتقائية بحيث يتم التزام السلطة باحترام الحريات العامة وتهدف لتحقيق العدالة الاجتماعية والمساواة في الحقوق والواجبات بين جميع المواطنين دون تمايز او تفضيل والغاء الطائفية السياسية وفعليا ايضا، بحيث يكون الشعب مصدر السلطات وصاحب السيادة واخذ الاجراءات اللازمة التي تتوافق مع الاعلان العالمي لحقوق الانسان. كل ذلك معايير لكافة المراسيم والقوانين والاجراءات على سبيل المثال لا الحصر ما نصت عليه المادة 25 الفقرة 1 من الاعلان العالمي: <<لكل شخص الحق في مستوى من المعيشة كاف للمحافظة على الصحة والرفاهية له ولأسرته، ويتضمن ذلك التغذية والملبس والمسكن والعناية الطبية وكذلك الخدمات الاجتماعية اللازمة، وله الحق في تأمين معيشته في حالات البطالة والمرض والعجز والترمل والشيخوخة وغير ذلك من فقدان وسائل العيش نتيجة لظرف خارج عن ارادته>>.

ان الاصلاح يبدأ بتصحيح بل بإبدال السياسات القائمة بسياسات سليمة من خلال تنفيذ اصلاحات على الصعد كافة، السياسية والادارية والاقتصادية والاجتماعية والمالية، وانهاء المحاصصة بين اهل الحكم والفساد المستمر، وآخرها القرار القاضي بالتعويض لكسارة ب215 مليون دولار عوضا عن المحاسبة على سرقة المال العام بالتعدي على الاملاك العامة وعلى البيئة، والتطرق الى الهدر في الانفاق العام بتعزيز الهيئات الرقابية واعادة بناء الاقتصاد الوطني المنتج بدلا من الريعي وحمايته لتأمين فرص العمل واعادة النظر بالنظام الضرائبي باعتماد الضريبة المباشرة والتصاعدية كون المعمول به هو غير عادل كون النظام المعتمد هو غير مباشر من حيث تشكل الضريبة غير المباشرة 80%، وفتح تحقيق بكيفية تكون الدين العام والبالغ فعليا 51 مليار دولار اي ما يزيد عن 200% من الناتج الوطني وليس 37 مليار دولار كما يعلن، وتحديد المسؤول عن ذلك واستعادة كل الاموال المنهوبة حيث ان ما حصل هو غير وطني بحيث ان الشروط الدولية تحرم ان يبلغ الدين العام 60% من الناتج الوطني، واستعادة كل الاملاك العامة من بحرية ونهرية وبرية واثرية... الخ.

التصدي والمواجهة لنهج هذه السلطة مسؤولية وطنية إذ ان اي تأخير بذلك هو على حساب الوطن والمواطن، وهذا يتطلب ويفرض على القوى الوطنية والديموقراطية والنقابية التوحد عبر اطار وطني بمضمون وطني يهدف لبناء وطن ودولة مستقلة وذات سيادة حقيقية عبر النضال لفرض تطبيق اتفاق الطائف بكامل بنوده. والساكت عن الحق شيطان اخرس.

() رئيس الاتحاد الوطني لنقابات العمال والمستخدمين في لبنان

 

العلامة فضل الله: إهانة رموز ومقدسات المذاهب من المحرمات الشرعية نرفض إضفاء هالة من القداسة على شخصيات غير دينية بما يجعلها فوق النقد

وطنية-15/2/2006(سياسة) تحدث العلامة السيد محمد حسين فضل الله، في ندوته الأسبوعية حول الجانب العاطفي في المسألة الدينية والمدى الذي يسمح به الإسلام في استغلال الجانب العاطفي, فقال: " لقد خلق الله الإنسان في مزيج من العقل والوجدان، وأراد للانسان أن يعيش التوازن بين ما هي مقتضيات العقل وما هي متطلبات العاطفة، بحيث يعمل على تحريك عقله في كل الافاق ليكتشف ويبدع من دون أن يسمح لأحد بمصادرة حقه في التفكير ويعطي العاطفة مداها في كل المجالات الإنسانية التي يشعر معها الإنسان بمسؤولية التفاعل مع الام الاخرين وامالهم, ولكن يبقى للعقل الدور القيادي في مجال تنظيم حركة العاطفة.

فلا يسمح لها أن تطغى على شخصيته ليغدو في حركته ومواقفه في الحياة رجل الانفعال والارتجال بحيث يعمل على إعطاء العاطفة جرعة من العقل لتتوازن وتنضبط ويعطي العقل في المقابل جرعة من العاطفة ليرق ويلين, ولذلك رأينا أن الإسلام الذي أكد منزلة العقل ومكانته السامية ودوره في الجانب العقيدي والتشريعي، وكذلك في المجال الإنساني العام واكتشاف أسرار الكون والخلق، أقر من جهة أخرى بدور العاطفة الإنسانية في تركيز القضايا الدينية ليتفاعل معها الإنسان فكريا وروحيا، مضافا إلى دور العاطفة في المجالات الإنسانية العامة إن لجهة الحزن أو لجهة الفرح، على أساس أن الإنسان يمثل وحدة متكاملة في ما هي حاجات الروح والعقل معا".

اضاف: "وانطلاقا من ذلك، فإننا لا نريد للعاطفة أن تطغى لتتجاوز حدود العقل وضوابط الدين، كما نرى في بعض الممارسات التي قد تحصل في كثير من المناسبات الدينية اليهودية أو المسيحية أو الإسلامية وما إلى ذلك، ومن ذلك ما قد يحصل في ذكرى عاشوراء من تعابير عن الحزن والمأساة كإدماء الرؤوس والظهور بما لا يتناسب مع الأجواء المألوفة والطبيعية للتعبير عن الحزن فضلا عن إساءتها لمقاصد أهداف النهضة الحسينية. لكننا في الوقت الذي نؤكد ضرورة تفاعل الإنسان المؤمن مع قضايا دينية فكريا وعاطفيا، عقلا وقلبا، ونؤكد أيضا أن منهج التعاطي مع هذه القضايا ومحاكمتها هو منهج عقلي لا عاطفي تحكمه الحجة والبرهان فحسب، وانطلاقا من ذلك فلا يجوز لدى مواجهة الفكر الاخر محاكمته بطريقة عاطفية تستنفر مشاعر الناس وتعمل على تأليب الرأي العام ضده، كما يحصل لدى الكثير من الأوساط الدينية التي قد تعمل لإسقاط بعض الرموز وبعض الشخصيات العلمية بطريقة تأجيج المشاعر لا بطريقة محاكمة الرأي على أساس نقده بالحجة والبرهان".

وقال: ولذلك فإننا نرفض الأسلوب الترهيبي الذي يعمد لاستغلال عواطف الناس المؤمنين والمتدينين وصولا إلى استغلال الدين نفسه في محاولة لإسقاط الاخرين واضفاء نوع من القداسة على بعض رجالات الدين، بحيث تمنع من توجيه النقد إليهم بحجة أن نقدهم يمثل نقدا للدين نفسه، ونحن في الوقت الذي نرفض هذا الأسلوب الذي قد يستخدمه المتدينون، نرفض في المقابل إضفاء هالة من القداسة العلمية أو السياسية أو الرمزية على بعض الشخصيات غير الدينية بما يجعلها فوق النقد أو اعتبار توجيه النقد إليها توهينا لها وللموقع الطائفي أو السياسي الذي تنتمي إليه, وإن مسألة النقد في نظرنا لا بد من أن تبقى متاحة ومشروعة ليتم الاستناد إليها في التعامل مع كل الشخصيات التي لا تملك العصمة في ذاتها، سواء أكانت شخصيات دينية أم علمانية أو غيرها ممن لهم علاقة بالشأن العام، فإن النقد البناء والهادف يثري الفكر ويصوب الرأي ويسدد الخطى ويدفع بالتجارب نحو النجاح".

وأضاف: " ولهذا فنحن في الوقت الذي نرفض استخدام الدين كعنصر تخديري لإسكات الاخر، نرفض أيضا أن يستخدم في الجانب الانفعالي العشوائي، حيث لا يجوز نصرة الدين بأعمال انفعالية ضد الدين نفسه، ونحن نرى أنه لا يعيب الدين تحريك عاطفة المسلمين لنصرة قضاياهم كما حصل ويحصل بالنسبة إلى الإساءة إلى رسول الله ، لا بل إننا نرى بهذا التفاعل الوجداني مع رسول الله دليل على أهمية الإسلام من حيث حضوره في وجدان الأمة وضميرها ما قد لا يتوفر لدى أتباع الأديان الأخرى بهذا المنسوب من الاندفاع والتفاعل". وأردف:" لكننا نؤكد أن العاطفة الإسلامية التي هي موضع تقديرنا لا يجوز أن تتجاوز الضوابط الشرعية التي أكدها القران الكريم بقوله تعالى: "ولا يجرمنكم شنان قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى"، وأكدها رسول الله من خلال قوله وفعله ووصاياه المعروفة لأمراء الحرب بألا يعتدوا ولا يضربوا شيخا ولا امرأة ولا يقطعوا شجرة ولا يمثلوا,إلى غير ذلك من الوصايا التي تؤكد على عدم تجاوز الحدود الشرعية كالاعتداء على الأملاك العامة وعلى ضرورة التعاطي بإيجابية كبرى مع الرسل والمبعوثين والممثلين للمواقع التي يختلف المسلمون معها، وقد قال الله تعالى:

"ولا تزر وازرة وزر أخرى", وإن على العلماء أيضا والقياديين والمؤسسات الإسلامية أن تعمل على ترشيد العاطفة في خط القضايا الإسلامية والتخطيط لحركتها بما يخدم مصالح الأمة ولا يشوه سمعة الإسلام والمسلمين، فلا تتحول المشاعر النبيلة إلى ممارسات خاطئة تسي‏ء إلى الإسلام وإلى رسول الله في الوقت الذي ينبغي علينا أن نستفيد من هذه الأجواء التي خلقتها بعض وسائل الإعلام الغربية لتقديم الإسلام على صورته الحقيقية والاستفادة حتى من هذا الهجوم السلبي لتعريف الناس، وخصوصا الشعوب الغربية على قيم الرحمة والعفو والسماح في شخصية رسول الله والتي لا يدنو إليها أحد في سموها وعظمتها وإنسانيتها". "إننا نقول للمسلمين جميعا: إن واحدة من أهم صفات الرسول أنه استطاع بخلقه العظيم وصبره الكبير وحكمته البالغة أن يحول ألد أعدائه إلى أصدقاء ومدافعين عنه، فعليهم أن يستهدوا هذه السيرة وفي هذه الأجواء السياسية المحمومة في كل أساليبهم السياسية والتعبيرية والعاطفية حتى لا يحولوا ألاصدقاء في العالم إلى أعداء، الأمر الذي قد يكون بمثابة الهدف الأساسي للذين قاموا بهذه الإساءة وحركوا هذه الأجواء". وختم: "ونحن في الوقت الذي نرفض الإساءة إلى مقدساتنا التي تأتي من خارج الوسط الإسلامي، نريد لهذا الوسط أن يكون مسؤولا، فلا يعتدي بالإساءة أو الشتم على مقدسات الاخرين، وكذلك على المقدسات في داخله، أو على الرموز التي هي محل احترام وتقدير من هذا المذهب أو ذاك. فنحن لا نريد أن ننهى الاخرين عن خلق سي‏ء ثم نأتي بمثله، ولذلك نعتبر أن الإهانات التي توجه إلى هذه الرموز والتي لا تتوافق مع النقد العلمي والبناء، هي من المحرمات إضافة إلى كونها ترهق الواقع الإسلامي وتدخله في نطاق الفتنة المذهبية التي يسعى الاستكبار لتحريكها في أكثر من موقع من مواقع العالم الإسلامي، كما في العراق وباكستان وأفغانستان وغيرها. ولذلك فعلينا أن نتقي الله في كلماتنا وأفعالنا وفي جميع خطواتنا، لأن كل عمل يضعف الواقع الإسلامي ويؤدي إلى اهتزاز الوحدة الإسلامية، يدخل في سلسلة الجرائم والخيانات التي تنعكس على الأمة كلها بالضرر والخسران".

 

رئاسة الجمهورية ردت على "مستغلي ذكرى اغتيال الرئيس الشهيد الحريري للتطاول على مقام الرئاسة الاولى متجاوزين كل قواعد الديموقراطية"

وطنية - 15/2/2006 (سياسة) صدر عن مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية البيان الاتي: "استغل عدد من الرسميين والسياسيين الذكرى الاولى لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري، لاطلاق عدد من المواقف، سواء خلال التظاهرة التي شهدتها ساحة الشهداء امس، او من خلال مقابلات لوسائل اعلام محلية وعربية ودولية، وتضمن بعض هذه المواقف تطاولا على مقام رئاسة الجمهورية وعلى شخص الرئيس العماد اميل لحود، تجاوز كل القواعد الديموقراطية وبلغ حد التهديد بالقتل الذي أطلقه النائب وليد جنبلاط من ضمن سلسلة الافتراءات والاضاليل.

حيال هذا الواقع، يهم مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية، ان يوضح للرأي العام الآتي:

اولا: اذا كانت رئاسة الجمهورية التزمت عدم الرد على الكثير من التصريحات التي صدرت خلال اليومين الماضيين، احتراما منها لذكرى الرئيس الشهيد، فان ذلك لا يعني مطلقا تسليما بما صدر ولا قبولا به لا من حيث الشكل ولا من حيث المضمون، فضلا عن ان عددا من المواقف المدلى بها خلا من أي اساس للصحة او للواقع، وعكس مشاعر شخصية لدى اصحابها منطلقة من حساباتهم الضيقة وطموحاتهم واحقادهم ولو على حساب مصلحة الوطن واللبنانيين.

ثانيا: بالنسبة الى ما صدر في تظاهرة ساحة الشهداء، فقد بدا من الواضح ان القوى السياسية المعروفة ب " قوى 14 آذار"، تعاني من حال ضياع وارباك وتناقض، وهي باتت محبطة امام مؤيديها، فاستغلت ذكرى الرئيس الشهيد في محاولة مكشوفة لتعويم نفسها ولرأب الصدع الذي اصابها، فلجأت الى الشعارات القديمة التي ما انفكت ترددها منذ اكثر من سنة في مسألة ولاية رئيس الجمهورية رغم انها تعرف حق المعرفة بانها شعارات لا مرتكز دستوريا او قانونيا لها0 كذلك، فان اللجوء الى اساليب التحريض واستعمال العبارات ورفع اللافتات والشعارات غير اللائقة، لا يدل الا على المستوى المتدني الذي وصلت اليه حال بعض السياسيين ممن يظنون انه بمثل هذه المواقف وباستغلال دم الرئيس الشهيد يمكن للبنانيين ان ينسوا " مآثر" هؤلاء في الحقلين السياسي والامني، ومواقفهم المتقلبة من ضفة الى اخرى حسبما يتناسب ومصالحهم الذاتية وحساباتهم الشخصية، المادية منها والمعنوية0

علما ان مجموعة كبيرة من الذين شاركوا في تظاهرة الامس، انما ارادوا التعبير فقط عن حزنهم لغياب الرئيس الشهيد والوفاء للمبادىء التي نادى بها وابرزها الحرية والسيادة والاستقلال، وساءهم ان تستغل مشاركتهم هذه لخدمة اهداف وطموحات غير تلك التي نزلوا الى ساحة الشهداء من اجلها.

ثالثا: ان بعض المتكلمين امس في ساحة الشهداء، لاسيما اولئك الذين تجاوزوا الاصول والاعراف واحترام الذات قبل احترام الآخرين، يتحملون مسؤولية مباشرة نظرا لما ورد في كلماتهم من تحريض واضح يسيء الى العلاقات اللبنانية- اللبنانية من جهة، والى العلاقات اللبنانية- السورية والعلاقات اللبنانية- العربية من جهة اخرى، ويستهدف المساعي الرامية الى اطلاق الحوار الوطني حول المواضيع التي تتباين وجهات نظر اللبنانيين حيالها، الامر الذي يدفع الى التساؤل: الى اين يريد هؤلاء ايصال لبنان واللبنانيين، وأي مستقبل يعدونه لهذا الوطن الجريح ولشعبه المعذب؟

رابعا: ان بعض ما سمعه اللبنانيون وشاهدوه في ذكرى الرئيس الشهيد رفيق الحريري، جعل ألمهم مزدوجا، فهو من جهة ألم على غياب الرئيس الحريري في الظروف المأساوية المعروفة، وهو من جهة أخرى ألم على استغلال ذكراه للتنكر للمبادىء والمواقف والقناعات التي طالما دافع عنها الرئيس الشهيد وعمل واستشهد من اجلها.

خامسا: أما بالنسبة إلى النائب وليد جنبلاط، فقد أدلى خلال الساعات الماضية بسلسلة مواقف لا تختلف عما اعتاد على إطلاقها منذ فترة والتي يجافي بمعظمها الحقيقة ويوزع الاتهامات يمينا ويسارا ويطلق العنان لمخيلته الخصبة، ظنا منه انه يستطيع من خلال هذه المواقف ان يؤلب الرأي العام ويضعه في خدمة الخيارات السياسية التي بات يعمل من اجلها. وإذا كان من حق النائب جنبلاط أن يسترسل في مواقفه السياسية وفق ما يخدم الأهداف والمصالح التي يسعى إلى تحقيقها، فليس من حقه مطلقا أن يتطاول على شخص رئيس الجمهورية ويوزع شهادات في الانتماء الوطني لاسيما وانه كان في طليعة من تنكر لهويته مرات عدة لم تغب عن ذاكرة اللبنانيين، وابرزها ثلاث: -الأولى عندما منع النائب جنبلاط رفع العلم اللبناني في المناطق التي اقتطعها لنفوذه وإدارته المدنية، واستثمر عن غير حق اعتمادات الإدارات والمؤسسات الرسمية، ووضع يده على ممتلكات الدولة وحقوقها وفرض الرسوم والضرائب التي سلكت طريقا غير الطريق المؤدية الى خزينة الدولة. -الثانية عندما دفع بمناصريه في " معركة العلمين" التي لا تزال وقائعها المخزية محفورة في ضمير اللبنانيين عموما وابناء بيروت خصوصا. اما المرة الثالثة، فكانت الاكثر وضوحا في سياسة النائب جنبلاط وخياراته يوم اسقط صفة العدو عن اسرائيل، متنكرا بذلك للتاريخ والجغرافيا ولمشاعر اللبنانيين وقناعاتهم وثوابتهم الوطنية وتضحياتهم حتى الاستشهاد.

ووصل الأمر بالنائب جنبلاط إلى حد القول بضرورة "وضع رئيس الجمهورية على الحائط وسجنه" كي لا يقول أكثر- على حد تعبيره. أن سوق هذا الكلام الخطير علنا من على شاشة لبنانية وفضائية يفتح على مطلقه باب المساءلة يوما ما وكل يوم في ظل القانون الذي عول عليه في حديثه، ويشكل تهديدا مباشرا وموثقا لشخص الرئيس بتزامن ملفت مع التهديدات التي طاولت رئيس الجمهورية وسواه من متولي الشأن العام، والتي أصبحت في عهدة القضاء المختص الذي يتسع كل ملف لديه لكل معطى جديد وثابت.

إن مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية الذي يدرك عدم استغراب اللبنانيين لتهديدات النائب جنبلاط الذي اعتاد على مثل هذه الارتكابات مع من كان يخالفه الرأي ويرفض طاعته والتسليم بارادته، والمجازر في الجبل خير شاهد على ذلك، يؤكد ان الرئيس لحود لم يأبه يوما لتهديدات من اين اتت، ولم يتراجع امام تحديات ولم يخضع لابتزاز، وهو كذلك لم يتنكر لقناعاته وثوابته الوطنية، ولم يبدل مواقفه مع تبدل الريح، ولم ولن يتخلى عن ايمانه بلبنان الواحد الموحد الذي اقسم يمين الولاء له مرتين: مرة عندما كان قائدا للجيش، ومرة عندما انتخب رئيسا للجمهورية، وهو ملتزم هذا القسم حتى آخر يوم من ولايته الدستورية، وهو يدرك تمام الإدراك ان اللبنانيين بلغوا درجة عالية من الوعي الوطني والإحساس بالمسؤولية وهم يميزون بين الحق والباطل وبين ما ومن يسيء الى وطنهم، وما ومن يحمي هذا الوطن الغالي من نزوات المتآمرين عليه والطامعين بخيراته ومن هم في نهم للسلطة وهوس بالتسلط، في أي موقع كانوا.

والرئيس لحود مؤمن بان اللبنانيين الذين يعون تماما حجم التحديات التي تواجه وطنهم، قد اثبتوا أكثر من مرة مدى تماسكهم والتزامهم قيام الدولة بركائزها الجامعة، واسسها الموحدة، وباتوا قادرين على رذل من يغذي فيهم روح الحقد والتفرقة والخوف، وعلى نبذ من يستبيح المحرمات، جاعلا من نفسه حد التخاصم أو المصالحة ومن اهوائه وضغائنه غطاء يتلطى وراءه، ليستهدف من بالحق أخلى ذاته للوطن. إن مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية إذ يكتفي بهذا القدر، يدرك سلفا انه سيتم استنفار أبواق مأجورة للرد، في سياق برمجة معروفة سلفا للحملة المستمرة التي لم تعد تستحق أي رد".

 

محادثات لبنانية ـ ايطالية في روما اعقبها مؤتمر صحافي مشترك

الرئيس السنيورة:ابلغت دعم ايطاليا للبنان في المجالات كافة واستئناف التعاون بين وزارتي العدل في البلدين لحل مسألة اختفاء الامام الصدر

الرئيس برلوسكوني:ايطاليا الشريك التجاري الاول للبنان الحوار والتفاهم بين الغرب والعالم العربي من اولوياتنا

وطنية ـ روما-15/2/2006(سياسة) اكد رئيس مجلس الوزراء فؤادالسنيورة "اهتمام إيطاليا بكل القضايا المتعلقة بلبنان"، مشيرا الى انه اثار مع نظيره الايطالي سيلفيو برلوسكوني قضية إختفاء الامام موسى الصدر، وموضوع مشاركة إيطاليا في مؤتمر دعم لبنان الذي سيعقد في وقت لاحق . من ناحيته شدد رئيس الوزراء الايطالي على متانة العلاقات بين لبنان وايطاليا، لافتا الى انه عبر للرئيس السنيورة عن المشاعر القوية للايطاليين تجاه لبنان واللبنانيين والتي ظهرت بشكل قوى لدى حدوث جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري . مواقف الرئيس السنيورة وبرلوسكوني جاءت خلال المؤتمر الصحافي المشترك الذي عقداه بعد المحادثات المطولة بينهما في مقر رئاسة الوزراء الايطالية والتي بدات عند السابعة بتوقيت بيروت واستمرت قرابة الساعة ونصف الساعة، وحضرها عن الجانب اللبناني وزير الخارجية فوزي صلوخ ، والسفير اللبناني في روما ملحم مستو ومستشارا الرئيس السنيورة محمد شطح ونبيل الجسر، وعن الجانب الايطالي وزير الخارجية جيانفراكوفيني . برلوسكوني وبعد المحادثات التي استمرت ساعة ونصف الساعة عقد الرئيسان السنيورة وبرلوسكوني مؤتمرا صحافيا مشتركا استهله رئيس الوزراء الايطالي بالقول : بداية اقدم تحياتي الى كل الصحافيين اللبنانيين والوفد المرافق للرئيس السنيورة، هذه الزيارة تأتي بعد يوم من ذكرى إستشهاد الرئيس رفيق الحريري الذي ربطتني به علاقة صداقة قوية جدا .لقد تذكرنا صديقا مشتركا ، ثم تطرقنا الى الوضع الراهن في المنطقة التي يلعب فيها لبنان دورا رئيسيا . كما تطرقنا الى ما إعتبرناه ام القضايا وهي القضية الفلسطينية، وشددنا على قناعاتنا بأنه حالما تسمح الظروف بأستئناف المفاوضات يجب ان يطرح ملف العلاقات اللبنانية- الاسرائيلية . وقال "ان العلاقات بين لبنان وإيطاليا قوية جدا، وإيطاليا تعتبر الشريك التجاري الاول للبنان ، وقد عبرت لدولته عن المشاعر القوية التي يشعر فيها الايطاليون تجاه لبنان واللبنانيين، والتي ظهرت بشكل قوي عند حدوث الاغتيال البشع للرئيس الحريري الجريمة التي آلمتنا كثيرا والتي انعكست بشكل قوي من خلال اجهزة الاعلام الايطالية .

كذلك اثار الرئيس السنيورة خلال هذه المحادثات مسألة الامام موسى الصدر الذي اختفى في العام 1978، القضاء الايطالي وهو سلطة مستقلة تماما في الدولة قام بثلاث تحقيقات حول هذه المسألة من دون ان يتوصل الى تحديد اي مسؤولية، ولكن وعينا وادراكنا للرمزية العالية التي كانت للامام موسى الصدر خصوصا لدى الشيعة في لبنان، عبرت حكومتنا على لساني وعلى لسان وزير الخارجية عن استعداد ايطاليا لبدء التواصل بين وزيري العدل في ايطاليا ولبنان لرؤية مدى امكان القيام بخطوات الى الامام في هذه القضية وتعرفون ان موقف حكومتنا كان دائما موقفا مشجعا للحوار واسمحوا لي بأن اؤكد بان الحوار والتفاهم بين الغرب والعالم العربي والاسلامي يعتبر من اولويات حكومتنا.

من ناحيته قال الرئيس السنيورة: "لقد كانت فرصة طيبة ان ازور ايطاليا اليوم وان اجتمع بالرئيس برلوسكوني وان اشكره على الاهتمام الذي يبديه بكل القضايا المتعلقة بلبنان، وكان لقاؤنا فرصة للتداول في عدد من الامور التي تهم بلدينا وتعزيز التعاون على شتى الاصعدة السياسية والاقتصادية، ولا سيما في ما خص مواضيع استمرار الاحتلال الاسرائيلي للبنان في منطقة مزارع شبعا وفي دعم الخطوات التي تقوم بها الحكومة اللبنانية من اجل تعزيز الاستقرار في لبنان والمنطقة.

وتداولنا ايضا في قضية الامام موسى الصدر، والتي هي قضية كانت نظرت فيها المحاكم الايطالية قبل 27 عاما، وفجأة ظهر اربعة من الشهود الذين عادت ذاكرتهم الى تلك الفترة، وتمنيت على دولة الرئيس ان يصار الى التعاون في هذه الصدد مع اقرارنا الكامل، بان السلطة القضائية كما هو في لبنان، منفصلة عن السلطة السياسية، وبالتالي ينبغي ان يعالج هذا الامر من خلال السلطات القضائية في البلدين، وانه سيعمد مشكورا الى الطلب من وزير العدلية في ايطاليا النظر في التعاون مع وزارة العدلية في لبنان من اجل حل هذه المسألة بشكل كامل.

الامر الاخر، تمنيت على دولة الرئيس الذي كان لبلده مبادرة في حضور مؤتمر دعم لبنان الذي خلال شهر ايلول الماضي في نيويورك، وابلغني بأن ايطاليا سوف تستمر في دعمها للبنان في شتى الاصعدة، ولا سيما في مسألة حضور مؤتمر دعم لبنان، الى جانب دعمها لبنان في المحافل الدولية ومع شتى الاصدقاء، ولا سيما مع المجموعة الاوروبية ومع الاصدقاء الاخرين في الاتحاد الروسي والولايات المتحدة. اود ان اعبر مرة اخرى عن شكرنا وتقديرنا لكل الدعم الذي تقوم به ايطاليا والرئيس برلوسكوني من اجل دعم الاستقرار والاعتدال في لبنان والمنطقة ومن اجل معالجة المشاكل التي تشكو منها المنطقة والتي تعتبر وكما ذكر الرئيس برلوسكوني ام المشاكل والحلول. اشكركم دولة الرئيس على كل ما تقومون به من اجل تعزيز علاقات الصداقة العميقة بين بلدينا.

 

جعجع :لايوجد شيء واضح بالنسبة للحوار خطة دستورية وقانونية وسياسية وشعبية لوضع حد لبقاء الرئيس لحود في بعبدا

وطنية-15/2/2006(سياسة) اكد رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع وجود خطة لوضع حد لبقاء الرئيس اميل لحود في بعبدا بحجة اكمال ولايته التي يعتبرها دستورية. وقال في مقابلة مع تلفزيون المستقبل ردا على سؤال حول قوله ان الرئاسة لنا : "الرئاسة لنا، يعني للبنانيين وبالتحديد لاكثرية اللبنانيين الذين كانوا في ساحة الشهداء بالامس.كيف سنترجم ذلك؟ نحن منكبون في الوقت الحاضر على وضع خطة عملية للوصول الى هذا الهدف . لا يجوز ان تبقى رئاسة الجمهورية مشلولة كما كانت هي عليه في الاشهر الماضية .في نهاية المطاف رئيس الجمهورية هو رأس الدولة وفي الوقت الذي يكون فيه رأس الدولة مشلولا, حكما تصاب كل الدولة بالشلل وهذا شيء لا يفي بالمصلحة الوطنية العليا وستكون خطة دستورية قانونية سياسية شعبية" . سئل :البعض قال انه لم يكن في التظاهرة ساحة الشهداء مسيحيون ما هو ردكم على هذه المقولة التي تشبه حرب إلغاء بصيغة اخرى؟ اجاب :"هذا تجن ومخالف للواقع الذي كان موجودا،اتمنى ان يشاهدوا الوفود التي اتت من زحلة والبقاع الغربي ومن الشوف عاليه، والوفود من بعبدا والمتن الشمالي وكسروان وجبيل ومن الكورة والبترون وبشري ومن المناطق اللبنانية كافة.هذا مخالف للوقائع ، خصوصا التي نقلتها كل وسائل الاعلام من مسرح الاحتفال امس . سئل : الحشد المليوني في الرابع عشر من شباط كما رأيته كان ملفتا فكيف سترد قيادة قوى الرابع عشر من اذار على هذا الوفاء وكيف ستلبي نداء الناس ؟ اجاب: قبل ان اجيب على السؤال اريد ان اشكر كل اللبنانيين الذين ساهموا بإنجاح الاحتفال والمسيحيين منهم خصوصا على الرغم من جراحهم بعد الاحد الاسود في الاشرفية. تخطوها وعرفوا ما معناها وتصرفوا بالشكل الذي تصرفوا به، والوفد الذي شارك من الاشرفية كان من اكبرالوفود. من جهة اخرى نحن سنرد على الوفاء بوفاء مماثل لا بل بوفاء اكبر. احساسي الشخصي بعدما شهدته في ساحة الحرية ان الحمل اصبح كبيرا على اكتافي وبالتالي لا يمكن ان نترك الوضع كما هو لا يمكن ان نبقى في حال المراوحة التي نعيشها منذ سبعة الى ثمانية اشهر سنضع خطة عملية للخروج من هذه الحالة, وان اول هدف في هذه الخطة هو تحرير موقع الرئاسة، اي يجب ان يكون هناك رئيس فاعل وفعلي. سئل: البعض حاول تفسير اللهجة العالية لخطباء تظاهرة الرابع عشر من شباط ردا على مبادرة السعودية فيما اعتبرها البعض اجهاضا لدعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري الى الحوار فما هو قولكم في ذلك؟ اجاب: اولا، لا يوجد حتى الان مبادرة سعودية، ثانيا، في ما يتعلق بالحوار الذي دعا اليه رئيس المجلس، هناك دعوات منذ شهرين للحوار ولكن حتى الان لا يوجد شيء واضح، لا يوجد مقومات او حيثيات للحوار، الحوار على اي اساس، كيف واين ومتى. في كل الاحوال اذا كان هناك حوار يجب ان ينطلق من المسلمات والمبادىء الكبرى التي نؤمن بها والتي كانت موضوع احتفال الرابع عشر من شباط. ومن هذا المنطلق ما حصل يوم امس لا ينعكس على اي حوار سيحدث لانه سينطلق منه طبعا.

 

وزير الخارجية الايرانية وصل الى بيروت ويلتقي عددا من المسؤولين

ينبغي ان تحل الامور السياسية في لبنان من خلال الحوار البناء والجمهورية الاسلامية تدعم التوافق الداخلي بين اللبنانيين الوزير خليفة:لايران دور اساسي في تحرير ما تبقى من ارضنا المحتلة

وطنية-15/2/2006 (سياسة) وصل الى بيروت مساء اليوم وزير الخارجية الايرانية مانوشهر متكي، اتيا من طهران في اطار زيارة رسمية الى لبنان يلتقي في خلالها عددا من المسؤولين اللبنانيين لبحث الشؤون المشتركة بين البلدين. كان في استقبال الوزير متكي في المطار وزير الصحة الدكتور محمد خليفة نظرا لوجود وزير الخارجية فوزي صلوخ خارج لبنان، والسفير الايراني في لبنان مسعود الادريسي واركان السفارة ومدير المراسم في الخارجية السفير مصطفى مصطفى.

كان للوزير متكي حوار مع الصحافيين: سئل: ماهي الاهداف الاساسية لزيارتكم الى بيروت ومن ستلتقون من المسؤولين اللبنانيين؟ أجاب:" يتركز الهدف الاساسي لزيارتي الحالية الى لبنان على تعزيز وتوطيد العلاقات الثنائية بين البلدين، وايضا لتداول المزيد من الاستشارات ووجهات النظر مع المسؤولين اللبنانيين. واحمل معي خلال هذه الزيارة الى لبنان العزيز، رسالة محبة ومودة وتضامن وتعاون ودعم من الحكومة الايرانية الجديدة ومن قبل رئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية محمود احمدي نجاد الى الشعب اللبناني والحكومة اللبنانية العزيزة.

واود ان اؤكد على المواقف المبدئية والثابتة للجمهورية الاسلامية الايرانية في مجال دعم الوحدة الوطنية في هذا البلد الشقيق. وتحمل هذه الزيارة ايضا رسالة مؤازرة ودعم وحماية للبنان حكومة وشعبا ومقاومة تجاه الاعتداءات السافرة التي يمارسها الكيان الصهيوني بحق لبنان وبحق سيادته".

اضاف :" كما نعرف جميعا فقد احيا الشعب اللبناني العزيز يوم البارحة ذكرى حزن تتمثل في الذكرى السنوية الاولى لاستشهاد الرئيس الشهيد رفيق الحريري، الذي ذهب ضحية تلك العملية الارهابية والجريمة النكراء التي اودت بحياة احدى الشخصيات الوطنية الكبرى في هذا البلد واحد ابناء هذا الوطن البررة. وبطبيعة الحال فانه لا يخفى على احد الايادي البيضاء والخدمات الانسانية والتربوية والاقتصادية والاجتماعية الجلى التي قدمها الرئيس الشهيد خلال مسيرته السياسية في هذا البلد العزيز.

من هنا لا يسعني الا ان اتقدم من لبنان ومن الشعب اللبناني العزيز، باسمى ايات التعزية تجاه هذه الذكرى الاليمة".

سئل: هناك اتهامات بأن ايران تتدخل في السياسية الداخلية اللبنانية وقلتم ان ايران تؤيد الوحدة الوطنية في لبنان. فما ردكم على هذه الاتهامات ؟ أجاب:" كما قلت في سياق حديثي، فإن الجمهورية الاسلامية الايرانية لها موقف مبدئي وثابت واساسي في مجال دعم التوجهات الوطنية للبنان والحكومة اللبنانية الشقيقة، وبالتالي فان الجمهورية الاسلامية الايرانية وكما كانت في الماضي هي اليوم على اتم الاستعداد لدعم اي توجه سياسي يتخذه اللبنانيون بانفسهم.

سئل: هناك حديث عن محور ايراني- سوري في لبنان ومحور اميركي غربي، هل المشاكل التي تواجهها ايران مع المجتمع الدولي واميركا ستنعكس ايضا على لبنان، خصوصا ان هناك مناصرين لايران في لبنان؟ اجاب: لدينا موقف ثابت واساسي وهو الوقوف الى جانب كل الشعوب الحرة والمستضعفة والشعوب المسلمة في هذه المنطقة، وبالتالي نحن على اتم الاستعداد لدعم هذه الشعوب الحرة والابية ضد اي اعتداء او تهديد يمكن ان يستهدفنا، ويأتي الدعم الايراني للبنان في هذا السياق الطبيعي والمبدئي وبطبيعية الحال هذا لا يتنافى مع ان الجمهورية الايرانية لا تقرر عن لبنان وانما اي توجه يتفق عليه اللبنانيون.

سئل: ما هي اشكال الدعم في هذا المجال، خصوصا بالنسبة الى تحرير الجنوب؟ اجاب: لطالما اعتبرنا في الجمهورية الاسلامية ان لبنان كما هو معروف اكثر من وطن، هو عبارة عن رسالة حيث يعبر عن هذه الرسالة من خلال التعايش الاخوي والسلمي والمميز الذي يعيشه كل اللبنانيين الاعزاء الى اي طائفة او دين انتموا. وبطبيعة الحال فان الجمهورية الاسلامية الايرانية ومن خلال الرسالة الاساسية التي اخذتها على عاتقها وهي الوقوف الى جانب الشعوب التي تعاني الاعتداء او الاحتلال من قبل الاخرين، لا شك انها تقف داعمة ومؤازرة لكل الدول في هذه المنطقة والتي تعاني الاعتداءات او من الاحتلال وبالتالي ان هذا الدعم الايراني ينصب في الاتجاهات السياسية والمعنوية تجاه لبنان الشقيق وتجاه بقية البلدان التي تتعرض للاعتداء او الاحتلال.

سئل: قال الرئيس المصري حسني مبارك ان تحرير مزارع شبعا واطلاق سراح الاسرى في اسرائيل من شأنه ان يساهم في ايقاف اعمال المقاومة في الجنوب، ما هو ردكم وما هو موقف ايران من الحوار الدائر في لبنان حول سلاح المقاومة؟ اجاب: نعتقد ان كل الامور السياسية الداخلية المتعلقة بهذا البلد العزيز والشقيق ينبغي ان تحل وان تمارس من خلال الحوار الاخوي البناء الذي ينبغي ان يقام وان يدور بين اللبنانيين، وبالتالي ان الجمهورية الاسلامية الايرانية لا تملك الا ان تدعم التوافق الداخلي بين اللبنانيين. ولكن لا نستطيع ان نغض النظر عن الخطر الاساسي الذي تشكله اسرائيل تجاه كل هذه المنطقة. ولا نستطيع الا ان نبدي اكثر درجات الحيطة والحذر والتنبه والوعي بوجه هذه الاخطار الاسرائيلية المستمرة التي تهدد مستقبله ومصيره والتجربة التاريخية لطالما علمتنا ان السر يتمثل في الصمود والمقاومة، ولا شك ان كلمة الفصل في الاراضي المحتلة اينما كان سواء في لبنان او في غير لبنان الكلمة الفصل هي للصمود والمقاومة في وجه العدوان.

اما الوزير خليفة فقال:"اود ان ارحب بمعاليكم وزير خارجية الجمهورية الايرانية على زيارتكم للبنان. وان الموقف الرسمي ينظر الى الجمهورية الاسلامي كصديق مميز وكحليف للبنان، ونمتن لسماع كلامكم وهذا ما سمعناه من الرئيس نجاد في زيارته الاخيرة لدمشق وخلال زيارة الرئيس الايراني السابق خاتمي الى لبنان حول دعم الوحدة الوطنية في لبنان وتشجيع الحوار الداخلي.

وان لبنان يمتن لدور الجمهورية الاسلامية ووقوفها في المحافل الدولية الى جانبه لتحرير ارضه وخصوصا في دعم المقاومة. ونعتبر ان لايران دورا اساسيا في مساعدتنا على تحرير ما تبقى من ارضنا المحتلة وخصوصا في مزارع شبعا وبعض القرى المحيطة بها، ونتمنى لزيارتكم النجاح والتقاء العدد الاكبر من المسؤولين وكل الكتل السياسية والهيئات الروحية في لبنان ونمتن لدور الجمهورية الاسلامية في دعم الحوار بين اللبنانيين وتقريب وجهات النظر وإزالة المخاوف عند البعض في حال سماعهم هذه الامور.