المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم السبت 25/2/2006

طوبى لعيونٍ ترى ما ترون

أولوية براميرتز تشكيل محكمة ذات طابع دولي وتوفير أدلة بمعايير

دولية ... لبنان: اجتماع مسيحي موسع يشير الى مخرج دستوري لاقالة لحود

باريس , دمشق , بيروت - رندة تقي الدين , ابراهيم حميدي - الحياة - 25/02/06//

كثّف تحالف قوى 14 آذار تحركاته من أجل ازاحة رئيس الجمهورية اميل لحود، فعقد قادة الأحزاب المسيحية المنضوية في التحالف اجتماعاً موسعاً امس، بدعوة من الرئيس السابق للجمهورية أمين الجميل، أكد أولوية استقالة لحود، فيما أبلغ رئيس المجلس النيابي نبيه بري وكالة «رويترز» بأن احداً لم يبلغه بكيفية اطاحة رئيس الجمهورية، مشيراً الى ان الحوار الوطني الذي دعا اليه الاسبوع المقبل هو المخرج الوحيد من الازمة السياسية في لبنان. وبالنسبة الى التحقيق في اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري، قالت مصادر متطابقة لـ «الحياة» في دمشق ان القاضي البلجيكي سيرج براميرتز «فوجئ بمدى نقص الادلة» في الملفات التي ورثها من سلفه القاضي الالماني ديتليف ميليس، وانه اكد حرصه على بناء اتهامه على «ادلة بحسب المعايير الدولية». وفيما نفى ناطق باسم الخارجية الفرنسية مرة اخرى ما قالته مصادر مقربة من لحود عن تدخل فرنسا في السعي لإقالته، أكدت مصادر فرنسية مطلعة على الملف اللبناني لـ «الحياة» ان «على اللبنانيين الذين يريدون تنحية لحود ان يلجأوا الى حوار موسع للتوصل الى توافق ديموقراطي حول الموضوع».

وكانت قوى 14 آذار بدأت امس جمع تواقيع سياسيين ومواطنين على عريضة مطالبة لحود بالاستقالة والتي يأمل منظموها بأن تضم مليوناً ونصف مليون توقيع. وبعد بضع ساعات على انتهاء زيارة وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس الى بيروت بدأ وزير الطاقة الايراني برويز فتاح امس زيارته الى لبنان فالتقى لحود وبري ورئيس الحكومة فؤاد السنيورة، وأكد ان ايران «عازمة على رفع وتيرة دعمها للبنان تقديراً لمواقف لحود وسياسته...».

وأعلن الاجتماع المسيحي الموسع الذي عقد بدعوة من الجميل ان «ما من قوة سياسية لبنانية تتمسك ببقاء لحود وغالبيتها تبحث عن بدائل». وقال الجميل: «هذا ما يشجعنا ان نستمر في مسعانا». وذكرت مصادر المجتمعين ان دافع الاجتماع التأكيد ان استقالة لحود مطلب مسيحي ولقطع الطريق على اشاعات مفادها انه مطلب اسلامي، كذلك تأكيد توافق جناحي لبنان على المطلب.

وتحدث الجميل عن مخرج دستوري لاقالة لحود يقضي بالاكتفاء بأكثرية ثلثي اعضاء المجلس النيابي لتعديل الدستور من اجل تقصير ولاية لحود، ولا حاجة الى اكثرية الثلاثة ارباع في حال رد رئيس الجمهورية التعديل لأن الحكومة تكون وافقت عليه. وكان بري قال في تصريح لـ «رويترز» ان «الامر يفترض الحوار الوطني في اسرع وقت ممكن، هو المخرج لكل الناس والا كل الناس دخلت في لعبة «بازل» لا يعرف كيف الخروج منها». ورداً على سؤال عما اذا كان متفائلاً او متشائماً حيال الحوار قال إنه «متشائم»، لكنه سأل: «ما هو بديل الحوار؟». وأوضح انه بالامكان طرح كل المواضيع ضمن العناوين الثلاثة: الحقيقة ومتفرعاتها في اغتيال الحريري، القرار 1559 وسلاح المقاومة والعلاقات اللبنانية - السورية.

وأشار بري الى الكلام عن تأجيل الحوار بالقول: «لن يؤجل يوم واحد ولا ساعة واحدة هذا الحوار لأنه اذا أُجّل انتهى. اذا كان التأجيل كما يقال في سبيل ان يصار لرئيس جمهورية جديد أنا أسأل هنا عندئذ لماذا التأجيل. المطلوب ساعتئذ الالغاء». وقال: «اذا توصلوا لانتخاب رئيس جمهورية جديد تسقط الحكومة وفقاً للدستور وعندها تتألف حكومة وحدة وطنية ويصبح الحوار في داخلها ولا يعود هناك ضرورة للحوار». اضاف: «لست متوهماً. هذه المرة الأولى في التاريخ يدعى لحوار لبناني - لبناني من دون اية وصاية ومن دون أي حكم غير ضمائر اللبنانيين وأنا يكفيني حتى الآن انني وجدت اجماعاً من كل اللبنانيين على مختلف انتماءاتهم وطوائفهم وإجماعاً دولياً لم اسمع به بالنسبة للبنان على الاطلاق». وقال: «اذا كانت الناس معتبرة ان رئاسة الجمهورية اصبحت محلولة انا لا أراها محلولة».

وكانت اوساط فرنسية مطلعة على الملف اللبناني قالت انها تعارض تنظيم تظاهرات الى بعبدا (لاسقاط لحود) لأن ذلك قد يؤدي الى اعمال عنف وسقوط قتلى ويكون بمثابة عمل غير مسؤول. ورأت ان لبنان «في حاجة الى رئاسة قوية تكون شريكة في الحكم مع رئيس الحكومة على رأس السلطة التنفيذية مما يتيح انطلاقة أفضل للبلاد». واعتبرت ان التنازلات التي قدمها العماد ميشال عون لـ «حزب الله» غير ايجابية، وان صفحة المقاومة طويت بعد البيان الذي صدر عن مجلس الأمن، مؤكدة تنفيذ القرار 425، وانه «ينبغي على الحزب الآن الانخراط في الحياة السياسية وتسليم سلاحه الى الجيش اللبناني». وقالت ان الجيش اللبناني واكب أسلحة انتقلت من شمال لبنان الى الجنوب، وقد تكون هذه الاسلحة لـ «حزب الله» او اسلحة سورية موجهة الى المخيمات الفلسطينية». وفي دمشق، قالت مصادر مطلعة ان القاضي براميرتز جدد رغبته، خلال لقائه اول من امس قرب العاصمة السورية الوزير وليد المعلم، بـ «اعادة استجواب» بعض الشخصيات السورية قبل نهاية ولايته في حزيران (يونيو) المقبل. وبدا ان ان احدى اولوياته في الشهور المقبلة «تشكيل محكمة ذات طابع دولي، كي يعرف الاساس الذي سيتم فيها تقويم الشهادات المتوافرة لديه»، لقناعته ان عملية التحقيق باغتيال الرئيس رفيق الحريري واجراء المحاكمة ستستمران سنوات عدة.

وعلمت «الحياة» ان لقاء براميرتز والمعلم كان «جلسة عمل اولية بين الطرفين، للاتفاق على صيغة العمل»، وان القاضي البلجيكي «وعد بالقيام بما يمكن تنفيذه وفق الصلاحيات المعطاة له» في القرارات الدولية وانه سيقوم بزيارات اخرى لدمشق في الاسابيع المقبلة. وبدا واضحاً لدمشق وجود «فرق كبير» بين طريقة عمل براميزتز وسلفه ميليس. واعتبرت المصادر ان «براميرتز مهني وصادق وايجابي في تعاطيه مع سورية» على عكس ما كان عليه الحال مع ميليس الذي «ساد التوتر والعامل الشخصي» معه. وقالت المصادر ان القاضي البلجيكي «فوجئ بمدى نقص الادلة»، وانه اكد حرصه على «العمل القانوني القائم على جميع الادلة بالمعايير الدولية وليس العمل السياسي والاعلامي»، مشيرة الى ان اسلوب براميرتز يستهدف «تشكيل محكمة ذات طابع دولي قبل نهاية ولايته كي تكون واضحة الاسس التي سيتم من خلالها تقويم الادلة المتوافرة لديه»، بسبب اعتقاده بان «تشكيل محكمة لا تصمد سوى ايام امام نقص الادلة القانونية سيكون كارثة».

 

وزارة العدل: تحريك القضاء ضد «المستقبل»

بيروت - الحياة  - 25/02/06//

أعلن المكتب الاعلامي لوزارة العدل ان المدعي العام التمييزي القاضي سعيد ميرزا قرر فتح تحقيق فوري في مقال نشر في صحيفة «المستقبل» لما تضمنه من معلومات وعبارات تمس شخص رئيس الجمهورية اميل لحود، وملاحقة أشخاص تفوهوا في شريط حي بثه تلفزيون «المستقبل»، بعبارات مشينة ونابية لشخص لحود وتوقيفهم فوراً. وأوضح البيان الصادر عن المكتب الاعلامي ان الشريط التلفزيوني عرض مساء أول من أمس واطلع القاضي ميرزا على مضمونه وثبت صدور ألفاظ مشينة ونابية ومهينة لشخص رئيس الجمهورية، وان الملاحقة تتم «لأن الامر لا يزال ضمن مدة الجرم المشهود». وأشار الى ان المقال الذي نشر أمس بقلم الزميل فارس خشان «تضمن معلومات وعبارات تمس شخص لحود، خصوصاً ما ورد على لسان السفير السابق جوني عبدو، وان التحقيق سيتم وفقاً لأحكام قانون المطبوعات». وكان مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية اصدر قبيل منتصف ليل أول من أمس، بياناً دان فيه الخطب التي ألقيت في ساحة الشهداء «وتضمنت تطاولاً وقحاً على شخص رئيس الجمهورية ومقام الرئاسة». وأسف «للمستوى المنحدر الذي وصلت اليه محطة «المستقبل». وباشر القاضي ميرزا تحقيقاته في القضيتين، وأوقف بعد الظهر الرقيب المتقاعد في الجيش بيار كريم نمور المسرّح من الجيش في العام 2000 لأسباب صحية، وبدأ الاستماع الى افادته.

 

وزير الطاقة الايراني يؤكد حرص نجاد على دعم لبنان «تقديراً لمواقف لحود»

بيروت  - الحياة  - 25/02/06//

أكد وزير الطاقة الإيراني برويز فتاح أن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد طلب إليه «تأكيد عزم إيران رفع وتيرة الدعم الذي توفره للبنان في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية تقديراً لمواقف رئيس الجمهورية اللبنانية اميل لحود وسياسته، وترجمة للعلاقات الأخوية بين الشعبين اللبناني والإيراني».

وأكد فتاح بعد زيارته لحود في قصر بعبدا أمس، أن «المرحلة الحرجة التي يمر بها لبنان تستدعي التمسك بالوحدة والحوار والتوافق الداخلي». وأشار إلى أن زيارته تندرج في إطار التعاون في مجال الطاقة الكهربائية «من خلال خطة عمل مشتركة تتناول خصوصاً مد لبنان بالطاقة الكهربائية عبر خط يربط بين إيران والعراق وسورية، إضافة إلى إرسال خبراء ومتخصصين في مجال الطاقة».

ومن جهته، أكد لحود أن «اللبنانيين سيتمكنون من إحباط المؤامرة التي تستهدفهم بفضل وحدتهم ومن خلال الدعم الذي يلقونه من الدول الشقيقة والصديقة وفي مقدمها سورية وإيران».

وحمل لحود الوزير فتاح رسالة شفوية إلى الرئيس الإيراني أكد فيها الحرص على تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين. وكان فتاح نقل دعم بلاده الكامل لمواقف رئيس المجلس النيابي نبيه بري «التي طالما اتخذها للذود عن المصلحة اللبنانية». وأشار بعد زيارته بري في عين التينة أمس، إلى أن «هناك تطابقاً في المواقف بين الجمهوريــة الإسلامية الإيرانية والجمهورية اللبنانية في مجال مواجهة كل الظروف الحساسة والحرجة التي تعيشها المنطقة»، مؤكداً أن بلاده «تزيد من وتيرة دعمها ومساندتها لهذا البلد الشقيق في هذه المرحلة الحرجة التي يمر فيها حالياً». وأعلن فتاح أن بري سيشارك في مؤتمر دولي يعقد في طهران خلال نيسان (أبريل) المقبل، وهو مؤتمر يتعلق بالقضية الفلسطينية ودعم قضية القدس.

كما التقى فتاح رئيس الحكومة فؤاد السنيورة في السراي الكبير. وأشار إلى ترحيب السنيورة بـ «مشاركة الشركات الإيرانية المتخصصة في المشاريع العمرانية التي تقام أو ستقام في لبنان في مجالات الطاقة والمياه والكهرباء».والى ذلك، عقد فتاح مع نظيره اللبناني محمد فنيش اجتماعاً موسعاً في مقر الوزارة.

وكان فتاح وصل إلى نقطة المصنع الحدودية آتياً من دمشق، بناء لدعوة من فنيش، الذي كان في استقباله وسفير إيران مسعود الادريسي، على الحدود اللبنانية - السورية. وفي دردشة مع الصحافيين، أكد فتاح الوقوف الدائم إلى جانب لبنان ومساندته في المجالات كافة. وشكر فنيش الجمهورية الإسلامية الإيرانية، على «موقفها المؤيد والمناصر دائماً والداعم لقضيتنا، والذي كان سبباً من أسباب مساعدتنا على تحرير أرضنا من الاحتلال الإسرائيلي».

 

«نصرالله شخصية موزونة وعلى حزبه أن يندمج في مؤسسات الدولة باريس مع تحرك واقعي لإقالة لحود بعيداً من العنف وتحذير من تجميد العمل الحكومي ومفاعيله الاقتصادية

باريس – رندة تقي الدين- الحياة - 25/02/06//

أكدت أوساط فرنسية مطلعة على الملفين اللبناني والسوري ان لا نية لدى باريس للرد على الهجوم الذي شنه الرئيس اللبناني اميل لحود عبر «مصادر مطلعة» على نظيره الفرنسي جاك شيراك، واتهامه بالتدخل مباشرة في الاوضاع الداخلية اللبنانية، مشيرة الى ان محاولة لحود إقحام شيراك في جدل شخصي «لن تنجح».

واعتبرت الاوساط التي تحدثت الى «الحياة» ان هجوم لحود على نظيره الفرنسي «لن يعزز وضعه دولياً وعربياً»، لأن باريس حرصت دائماً على اشراك الاسرة الدولية، والدول العربية النافذة في قرارات مجلس الامن حول استقلال لبنان وسيادته وحول التحقيق الدولي في جريمة اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري. وأشارت الاوساط الى ان باريس «لا ترغب بالتدخل في الشؤون اللبنانية ولا بإعطاء رأيها في كيفية تغيير الرئيس اللبناني، لأن هذا شأن لبناني بحت». لكنها اكدت معارضتها أي تحرك شعبي يؤدي الى عنف من نوع اطلاق الحرس الجمهوري النار على المتظاهرين او وقوع صدامات بين المتظاهرين وتظاهرة لأنصار «حزب الله» في محيط القصر الجمهوري في بعبدا. ودعت الى ان يكون تحرك اللبنانيين «واقعياً وموزوناً». ولاحظت الاوساط ان كثيرين في لبنان يريدون مغادرة لحود كرسي الرئاسة، بدءاً بتجمع 14 آذار مروراً بالبطريرك الماروني نصرالله صفير وصولاً الى العماد ميشال عون، «ولكن ليس هناك لدى هؤلاء اجماع على الاستراتيجية التي ينبغي اتباعها لتحقيق ذلك». وأشارت الى ضرورة ايجاد «حوار موسع حول الموضوع للتوصل الى توافق ديموقراطي وتأمين دعم ثلثي اعضاء المجلس النيابي»، محذرة من ان اللجوء الى العنف والقتل يكون تعاملاً غير مسؤول».

ورأت الاوساط ان لبنان في حاجة الى رئيس قوي يتمتع بصدقية ويعيد الى مؤسسة الرئاسة الدور الذي لا تلعبه حالياً. وتساءلت عما اذا كان الحوار الوطني الذي دعا اليه رئيس المجلس النيابي نبيه بري في الثاني من آذار (مارس) المقبل سيتيح التوصل الى حل لمسألة الرئاسة. وحول «حزب الله»، اعتبرت الاوساط الفرنسية ان لهذا الحزب تاريخاً مرتبطاً بمقاومة حررت الارض اللبنانية، «لكن هذه الصفحة طويت بعد بيان مجلس الامن الذي اعتبر ان القرار الرقم 425 نفذ بعد انسحاب اسرائيل من الجنوب». ولفتت الى ان الحزب «يشارك اليوم في الحياة السياسية اللبنانية وفرنسا شجعته دائماً على ذلك، وعليه ان يندمج في مؤسسات الدولة لأنه لا يمكن ان يكون شريكاً في نشاط الدولة ويشكل في الوقت نفسه دولة داخل الدولة. وهو حزب كبير ويتمتع بشعبية كبيرة وينبغي الاستماع اليه وتفهم مشكلاته وتحالفاته، لكن عليه الانخراط كلياً في اللعبة السياسية وتسليم سلاحه الى الجيش اللبناني وقوى الامن». وتختلف النظرة الفرنسية الى «حزب الله» عن نظرة الولايات المتحدة التي تدرج الحزب على لائحة «المنظمات الارهابية» على رغم قبولها فكرة الحوار الداخلي في شأن سلاحه. وتؤكد الاوساط ان فرنسا ترى في الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله «شخصية جذابة وذكية وموزونة ومحترمة، ونحن على اتصال وحوار مستمر مع الحزب». لكن فرنسا لم تحبذ «التنازلات» التي قدمها العماد ميشال عون في اطار التفاهم الذي توصل اليه مع الحزب، «لأنها تبتعد عن مضمون القرار الرقم 1559».

وتعتقد الاوساط المطلعة بأن لبنان في حاجة الى استمرار العمل على الصعيد الحكومي، والى إعداد برنامج اصلاحي تقدمه الحكومة الى المجتمع الدولي الذي يعتزم دعمه خلال اجتماع «بيروت –1». لكنها حذرت من ان تصعيد الاوضاع سيؤدي بالاقتصاد اللبناني «الى الدوران حول نفسه اذا لم يحسن السياسيون التصرف»، مشددة على «اهمية ان تحظى الحكومة بهامش تحرك، لأنه إن لم تعد هناك حكومة سيعود لبنان الى الفوضى». وأوضحت ان مؤتمر مساعدة لبنان يهدف الى مواكبة الجهود اللبنانية على اساس مبدأ «ساعد نفسك ليساعدك الله»، بخلاف «باريس –2» عندما حصل لبنان على تمويل على ان يرى لاحقاً ما يمكن انجازه من اصلاحات. وتشير الاوساط الى ان سنة 2005 كانت اقل سوءاً مما كان متوقعاً، اذ ان الودائع المصرفية ارتفعت في شكل كبير بفضل اموال خليجية بلغت 50 بليون دولار، وهو ما يمثل ثلاثة أضعاف الناتج المحلي وهي نسبة فريدة في المنطقة. لكنها اشارت الى ان ما ينقص لبنان هو الاستثمار المنتج الذي ينشئ فرص عمل. ورأت ان حكومة فؤاد السنيورة «تضم وزراء جيدين، لكنها تدور حول نفسها لافتقارها الى امكان التقدم في ظل عرقلات لحود ومقاطعة حزب الله».

وعلى الصعيد الامني، ترى الاوساط ان «البلد مكشوف ونظامه الامني ضعيف والحدود غير مراقبة كما ينبغي وهناك تسلل منظم لأشخاص بنية التخريب، والنظام السوري مستمر في عمله المؤذي على رغم الضغط الدولي الكبير». ووصفت المخيمات الفلسطينية بأنها «مناطق خارجة على القانون وهناك معلومات تشير الى ارتفاع كميات الاسلحة والذخائر فيها اخيراً، ما حمل الجيش اللبناني منذ تولي السنيورة رئاسة الحكومة على محاولة مراقبة محيط هذه المخيمات». لكنها اشارت الى ان هذه المراقبة تبدو احياناً وهمية نظراً الى تداخل المخيمات بالضواحي كما في صيدا مثلاً. ولفتت الى ان تعزز وجود الحركات المتطرفة في المخيمات، والى ان انتصار «حماس» في الانتخابات الفلسطينية «يساعد على ذلك ولا يصب في مصلحة المعتدلين، ما يعني ان سيطرة السلطة الفلسطينية على هذه المخيمات باتت اكثر ضعفاً، على رغم ان الحوار الذي دار في بيروت بين السنيورة و «حماس» اسفر عن «مواقف عاقلة وغير متطرفة». ورأت ان هناك في الواقع علاقات بين «حزب الله» والمخيمات الفلسطينية. اذ ان «الحزب يحمي المخيمات مثلما هي تحميه».

وعن دخول الاسلحة الى المخيمات اجابت الاوساط ان هناك احتمالين، الاول يشير الى اسلحة تأتي من مستودعات في شمال لبنان الى الجنوب، مما يشير الى ان لدى «حزب الله» اسلحة موزعة على الاراضي اللبناني كافة وليس فقط الجنوب، والثاني ان الاسلحة تأتي من سورية، لكن الواضح ان الاسلحة تنقل بموافقة الجيش، مما جعل الديبلوماسيين الاجانب يحتجون على ذلك، وأربك الحكومة ما اضطر قيادة الجيش الى تقديم ايضاحات والتعهد بالعمل على الحؤول دون تكرار ذلك، لكن هذه القضية تظهر ان بعضهم في الجيش متواطئ عملياً مع تزويد «حزب الله» الاسلحة وهذا مثير للقلق الشديد».

وتشير باريس الى ان مبعوث الأمم المتحدة تيري رود لارسن المكلف متابعة تطبيق القرار الرقم 1559 «ينبغي ان يزور سورية قبل اعداد تقريره في نيسان (ابريل) المقبل، لكن هناك بعض التحفظ الاميركي عن هذه الزيارة». وأوضحت الاوساط «ان الادارة الاميركية تريد للزيارة ان تكون مفيدة وان يكون لدى لارسن ما يقوله من تحذير واضح ودقيق للسوريين، حتى لا تبدو الزيارة بمثابة عودة للحوار بين دمشق والأسرة الدولية». وأضافت ان باريس «توافق على ان لارسن يجب ان يبلغ الرئيس بشار الاسد بوضوح ضرورة التوقف عن التدخل في لبنان وزعزعة استقراره».

 

فيلتمان أبلغ عون بزيارة رايس وسأله عن «حزب الله» و«الجنرال» شرح للسفير هواجس «مسيحيين يمثلهم»

بيروت – حسن اللقيس     الحياة     - 25/02/06//

كشفت مصادر في «التيار الوطني الحر» ان السفير الاميركي في بيروت جيفري فيلتمان أبلغ رئيس كتلة «التغيير والاصلاح» النيابية ميشال عون مساء الاربعاء عندما زاره في الرابية، بزيارة وزيرة الخارجية الاميركية كونداليزا رايس الى بيروت وبرنامج لقاءاتها مع البطريرك نصرالله صفير ورئيس الحكومة والمجلس النيابي. واضافت ان السفير فيلتمان ابلغ عون ايضاً ان الادارة الاميركية تعتبر في الظروف الراهنة ان زيارة المسؤولة الاميركية للبطريركية المارونية هي بمثابة زيارة لجميع القوى والزعامات المسيحية.

وقالت المصادر نفسها ان فيلتمان وعون تطرقا في محادثاتهما الى موضوع رئاسة الجمهورية واستفسر السفير الاميركي عون عن نظرته الى حل المسألة. وأكد له الاخير، بحسب مصادره، موقفه المتمثل بضرورة الحوار بين جميع القوى السياسية للتوصل الى توافق بين اللبنانيين حول عدد من الملفات الساخنة ومن بينها ملف رئاسة الجمهورية الذي يجب النظر اليه من زاوية المصلحة اللبنانية وليس من زاوية مصالح قوى على حساب قوى اخرى».

وأشارت المصادر نفسها الى ان رأي السفير الاميركي هو ان الانتخابات الرئاسية الحرة والنزيهة هي مطلب دولي وقد نص عليها القرار 1559 وان الادارة الاميركية لن تتدخل في أمر تعتبره شأناً داخلياً. كما طرح السفير الاميركي، بحسب المصادر نفسها، بعض الاسئلة حول ورقة التفاهم بين «التيار الوطني الحر» و «حزب الله»، خصوصاً تلك المتعلقة بسلاح المقاومة.

وأكدت المصادر ان عون شرح للسفير الاميركي «هواجس شريحة المسيحيين الذين يمثلهم من وقوع المؤسسات الدستورية بيد جهة سياسية واحدة تعمل على تجاهل قوى تمثيلية واقعية وحقيقية مثل «التيار الوطني الحر»، اضافة الى ان هوية هذه القوى او تشكيلتها ليست واضحة وترفع شعارات تدعو الى لبنان الواحد وتمارس افعالاً تؤسس للفرقة والتباعد بين اللبنانيين».

وأكد عون ان تكتل «التغيير والاصلاح» النيابي الذي يترأسه «منفتح على جميع القوى ويتحاور مع معظمها وبخاصة «القوات اللبنانية» بغض النظر عن الحساسيات التي نراها من وقت الى آخر بين انصار هذين التيارين، وهو ليس بعيداً من أي حل توافقي يؤمن لرئاسة الجمهورية استقلاليتها ويبعدها من اية تأثيرات داخلية واقليمية أو دولية ويؤسس لشراكة حقيقية بين الطوائف افتقدها لبنان طوال حقبة الوصاية السورية، وهي شراكة كانت أحد أعمدة الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي قبل العام 1975».

ولا ترى هذه المصادر في تحركات قوى 14 آذار للاطاحة برئيس الجمهورية «أي شيء جدّي بل هناك تخبط تعكسه مواقف عدد من قيادات هذه القوى المتناقضة سواء بالنسبة الى التحرك الشعبي أو الى الآلية الدستورية، اضافة الى تحديد تواريخ سقوط الرئيس لحود التي بقيت في اطار شهر آذار (مارس) المقبل».

وسخرت المصادر نفسها من «اللعبة التي لعبتها هذه القوى قبل ساعة من عقد جلسة مجلس الوزراء (أول من امس) وتوزيع الادوار بين الوزراء الذين اعتبر عدد منهم وفي طليعتهم وزير الداخلية ان الاسباب لنقل الجلسة الى القصر الجمهوري هي أمنية، فيما اعتبر آخرون ومن بينهم الوزير مروان حمادة ان القرار كان سياسياً وان رئيس الحكومة فؤاد السنيورة فقد بعضاً من صدقيته عندما طلب من رئيس الجمهورية نقل الجلسة الى القصر الجمهوري ولم يزعج نفسه ويصعد الى بعبدا لشرح ما حصل معه للرئيس لحود، بل اكتفى باتصال هاتفي في الوقت الذي كان عدد من الوزراء في انتظاره في قاعة الاجتماعات في القصر الجمهوري».

ورأت هذه المصادر ان تحركات بعض زعامات القوى المسيحية باتجاه بكركي «هي آخر محاولة لقوى 14 آذار لأن جميع المحاولات الاخرى قد فشلت وأن البطريرك نصرالله صفير لا يزال على موقفه الداعي الى اللجوء الى القوانين لازاحة لحود من منصبه وان الشارع ممنوع استعماله وانه يجب التوافق على البديل».

واعتبرت المصادر نفسها ان تظاهرات قـــوى 14 آذار في ساحة الشهداء واليافطات التي ترفع هناك «لن تؤثـــر فــي موقـــف الرئيــس لحود، خصوصاً انه متأكد من ثبات موقف «حزب الله» وحركة «أمل» الى جانبه وان «التيار الوطني الحر» يرفض الدخول في «بازارات» خارج التوافق والاتفاق على البديل والبرنامج قبل البحث في انهاء ولاية رئيس الجمهورية».

 

النائب العماد عون التقى مستشار الرئيس السوداني اسماعيل

وطنية - 24/2/2006 (سياسة) التقى النائب العماد ميشال عون، بعد ظهر اليوم، مستشار الرئيس السوداني مصطفى اسماعيل يرافقه سفير السودان احمد البخيت. بعد اللقاء قال اسماعيل: "تشرفت بلقاء الرئيس العماد ميشال عون، وقد نقلت له رسالة شفوية من الرئيس البشير تتعلق بموضوعات القمة العربية التي ستنعقد في الخرطوم في نهاية الشهر المقبل، كذلك تطورات الاوضاع في لبنان.

وكان الرئيس بشير حريصا على ان يعرف من هو العماد عون، وما هي وجهة نظره حول تطورات الاوضاع في لبنان، وايضا حول القضايا التي ستطرح في القمة العربية. وكانت فرصة ان نتداول في معظم المواضيع في المنطقة خاصة وانني قادم من العراق. واستمعت الى الرئيس عون وحملني رسالة شفوية الى الرئيس بشير سأنقلها له، واتفقنا على استمرار التواصل بين الطرفين".

سئل: كيف تنظرون الى الاوضاع في لبنان؟ اجاب: "نحن في السودان نقف على مسافة واحدة من مكونات الشعب اللبناني المختلفة باعتبار اننا سنترأس القمة العربية للعام المقبل، نعتقد اننا معا والقيادات اللبنانية يمكن ان نمضي بالوضع في لبنان الى نهايات اي الى نهاية طبيعية، اي ان يقوم في لبنان وضع ديموقراطي مستقر ويتاح فيه الفرصة للاستثمار والتنمية واعادة الاعمار. استطيع ان اقول وانا قادم من العراق، ان هناك استقطاب في الساحة اللبنانية يقوم على الاستقطاب السياسي بعكس الساحة العراقية، بحيث يتجه الى الاستقطاب الطائفي وانا كنت سعيدا جدا بالطروحات التي طرحها دولة العماد عون في حملته الانتخابية القائمة على لبنان الحر الذي يطرح فيه جملة من الطروحات الاصلاحية، للانتقال بلبنان الى الدولة الحديثة التي تتمتع بكل مظاهر الحداثة في الاقتصاد وفي الممارسة السياسية او في العلاقات بين القوى السياسية ". سئل: هل تحملون الآن مبادرة عربية ما للوضع اللبناني؟ اجاب: "نحن كنا طرحنا افكارا، وهذه ليست زيارتي الاولى للرئيس ميشال عون، والافكار ما زلنا نعتقد انها مناسبة للدفع في تطورات الاوضاع في المنطقة. تحدثت مع العماد عون وكنت سبق والتقيت برئيس الجمهورية ورئيس المجلس النيابي والوزراء. وتناول لقائي مع العماد عون خاصة حول مؤتمر الحوار اللبناني - اللبناني المنوي عقده في البرلمان. نحن نعتقد ان هذه خطوة كبيرة، خاصة ان لغة الحوار هي التي تقودنا الى معالجة الحوار بصفة سليمة. نحن ننتظر هذا المؤتمر وما سيخرج به، والى حد كبير خطواتنا القادمة ستبنى على نسبة النجاح التي سيخرج بها مؤتمر الحوار اللبناني- اللبناني".

ثم استقبل النائب العماد ميشال عون وفدا من منطقة كفرمتى، في الباحة الخارجية لمنزله في الرابية.

 

وفد من "التيار الحر" التقى السفير الجزائري في اطار "جولة على الدبلوماسيين"

وطنية - 24/2/2006(سياسة) تابع وفد من "التيار الوطني الحر"، ضم المسؤولين جبران باسيل وميشال دوشدارفيان، جولته على الجسم الديبلوماسي في اطار الحملة التي بدأها تكتل التغيير والاصلاح لشرح "مخاطر استعمال التظاهرات في الشارع لاسقاط رئيس الجمهورية، تفاديا لاحتمال الوصول الى العنف". والتقى المسؤولان في التيار باسيل ودوشدارفيان، اليوم، سفير الجزائر ابراهيم بن عودة في مقر السفارة. ووصف دو شدارفيان الاجتماع ب"المثمر جدا، اذ تفهم السفير وجهة نظرنا مبديا تجاوبا كاملا، ومتمنيا ان يسود الحوار في الفترة اللاحقة".

 

النائب العماد عون التقى رئيس حزب التضامن ووفدا من شبيبة الحزب التقدمي رحمة

التوافق على رئاسة الجمهورية يجب ان يقوم على العدالة والمساواة

وطنية - 24/2/2006 (سياسة) التقى النائب العماد ميشال عون صباح اليوم في دارته في الرابية رئيس حزب التضامن اميل رحمة الذي صرح بعد اللقاء: "خرجنا من عند دولة الرئيس بشعور من الطمأنينة بأن الافرقاء السياسيين عليهم ان يذهبوا الى توافق حول كل المواضيع الاساسية المطروحة على قاعدة الحق والمنطق، ومثلما ذهب بعض الافرقاء على توافق في موضوع بعبدا - عاليه يجب ان يذهب الجميع الى توافق حول مواضيع اكبر، ومن هو قادر على التوافق في الجزء هو قادر على التوافق في الكل، ومن هو قادر على التوافق في موضوع الساحة الوطنية كلها قادر، ومن باب اولى، ان يذهب الى توافق قائم على العدالة المنطق المساواة وتكافؤ الفرص بكل المواضيع المطروحة، وعلى رأسها موضوع رئاسة الجمهورية ومواضيع اخرى".

واضاف: "من هذه الجلسة بالذات لم تكن للمواضيع المطروحة على الساحة بل لدراسة الوثيقة التي خرجت من كنيسة مار مخايل عند اجتماع القمة الشهير بين العماد عون والامين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله".

واشار الى ان وثيقة "التيار الوطني الحر" و"حزب الله" يمكن اختصارها ببعض العناوين المهمة والمفيدة لاستمرار لبنان الرسالة، وهي الالتزام الكامل بين قوى اساسية في لنبان على الديموقراطية التوافقية، واستعادة المغترب اللبناني لكي يمارس حقه الانتخابي في لبنان على نبذ العنف المباشر وغير المباشر، واعتماد الحوار طريقة وحيدة واساسية لمعالجة امورنا، واستعادة اهلنا من اسرائيل، على استعادة الموقوفين والمفقودين من سوريا، على العلاقات الديبلوماسية بين دولتين سيدتين ومستقلتين حريتين بين سوريا ولبنان".

وقال: "ان هذه المواضيع سقطت في قرائتنا في الخانة الايجابية المفيدة للبنان، فشدينا على يد دولة الرئيس لان يستمر وان يلتحق باقي الافرقاء لتنفيذ مندرجات هذه الوثيقة حتى في البند الذي حمل غموضا خلاقا، هذا الغموض الخلاق اصبح بندا ديبلوماسيا يترك لكل فريق ان يقدر تبعا للظروف كيفية معالجته دون الاحتكام الى التشنج العنف والقتال".

وخلص الى القول: "على كل هذه الاساسات ابلغنا دولة الرئيس ان الوثيقة مميزة يجب العمل لتنفيذها على ارض الواقع".

كما التقى العماد عون وفدا من كوادر شبابية وخريجين من الحزب التقدمي الاشتراكي، وتحدث باسمهم زياد شيا فقال: "هذا اللقاء جاء في اطار التواصل بين الحزب الاشتراكي و"التيار الوطني الحر" انطلاقا من قناعة مشتركة باستكمال مسيرة السيادة والاستقلال، انطلاقا من قناعة ان هذه الدولة يجب ان تبنى على قواعد متينة تكون دولة قادرة ومتينة وقوية وتكون سلطة لبنانية فوق كافة السلطات، ويكون هذا اللقاء لتأسيس للقاءات مستقبلية من ضمن اراحة الشارع والقواعد الحزبية المشتركة، وكان هناك جولة افق حول كافة المواضيع السياسية".

سئل: ما هي النقاط العالقة التي بحثتموها؟ اجاب: "كانت هناك هواجس طرحناها، وقد طرح الجنرال عون وجهة نظره".

سئل: ما هي هواجسكم؟ اجاب: "مختلفة وبالتحديد حول نقطة محددة هي كيف لنا مجتمعين ان نبني الدولة القوية القادرة التي نستطيع من خلالها بسط سلطاتها على كافة الاراضي اللبنانية، وهناك ايضا نقاش حول تطور التواصل بين "التيار الوطني الحر" والحزب الاشتراكي، وسوف يكون هناك لقاء الاسبوع المقبل بين رئيس الحزب وليد جنبلاط ووفد من كوادر "التيار الوطني الحر".

سئل: هل سيكون هناك لجنة مشتركة؟ اجاب: "هناك نقاش وتواصل على أمل ان نكون لجنة مشتركة في المستقبل".

 

سليم عون عضو تكتل الإصلاح والتغيير في لبنان

هدفنا الاتفاق على نهج جديد لإدارة البلاد قبل تبديل الرئيس 

Radio sawa  22 شباط 2006 

قال النائب سليم عون عضو تكتل الإصلاح والتغيير في البرلمان اللبناني إن الحوار هو المخرج الوحيد للأزمة الحالية التي يمر بها لبنان لاسيما الدعوة لإقالة رئيس الجمهورية. وأشار عون في مقابلة مع "العالم الآن" إلى أن كتلته غير متمسكة بالرئيس لحود. وأضاف أن الاتفاق يجب أن يتم على نهج جديد لإدارة البلد وعلى الثوابت الأساسية قبل الاتفاق على بديل للرئيس.

وفيما يلي نص المقابلة التي أجريت معه بتاريخ 21 فبراير/شباط 2006: 

  س-يجرى التحضير لانطلاق الحوار الوطني في مجلس النواب كما يسعى إليه رئيس البرلمان. هل تعتبرون أن المناخ مهيأ للوصول إلى نتائج ايجابية من هذا الحوار؟

ج-أستطيع التأكيد أن المناخ ليس مهيأ تماما، لكن على صعيد تكتل التغيير والإصلاح نحن مصرون على الحوار ولا نرى له بديلا. فالحوار هو المخرج القانوني للأزمة التي نمر بها حاليا لاسيما الدعوة إلى إقالة رئيس الجمهورية، وهو الطريق إلى تحقيق هذه الأهداف بأقل كلفة ممكنة. نحن لسنا متمسكين برئيس الجمهورية ولكن يجب الاتفاق على نهج جديد لإدارة البلد والاتفاق على الثوابت الأساسية ثم نتفق على الرئيس، وفي هذه الحالة أتصور أن رئيس الجمهورية سيقدم استقالته بنفسه قبل أن نصل إلى تعديل الدستور.

س-يلاحظ أن قوى 14 آذار تأخذ بجدلية تحرك الشارع ثم العرائض الدستورية عشية بدء الحوار. كيف يمكن لهذا الحوار أن ينجح وفق مثل هذه الشروط؟ 

ج-نعم، هذا فعل نستغربه. ففي ظل دعوتنا للحوار هناك دعوات للتصعيد والنزول إلى الشارع. إن خيارنا هو الحوار.

س-كيف تنظرون إلى تجاهل فريق 14 آذار لموقف وإرادة أطراف ممثلة مثل الطرف الشيعي أو حتى الطرف المسيحي؟

ج-هذا يفسر نظرتنا القديمة والجديدة بأن قوى 14 آذار تريد الانفراد بالسلطة، ومع الأسف هي الآن في السلطة وهي أكثرية في المجلس النيابي والحكومة ويريدون أيضا أن يأخذوا موقع رئاسة الجمهورية.

ما نطالب به نحن هو أننا نريد شركاء حقيقيين في الوطن وهذه مشكلتنا معهم منذ زمن بعيد، وهذه مشكلتنا منذ 14 آذار الماضي لأن هدفنا أن نكون شركاء، ومع الأسف هم لا يريدون شريكا بل شخص يكون تابعا.

في الانتخابات النيابية أرادوا أن يفرضوا علينا المرشحين، وفي التشكيل الحكومي الوزراء، وطريقة عملهم ما زالت مستمرة حتى اليوم ولم تتغير.

س-في ظل الرهان على الحوار، هل تعتبرون أن هناك بصيص أمل للوصول إلى نتائج حقيقية بمشاركة حقيقية؟

ج-سنعمل كل ما في وسعنا ليكون الحوار السبيل للخروج من المأزق الحالي ولا نملك بديلا آخر عنه. 

 

تعودنا مع اهلنا في زحلة ان لا نطلب شهادات حسن سلوك من احد»

سكاف يؤكد على التحالف مع «التيار» لأنه مبنيّ على ثوابت وقناعات :

كيف يكون عون سوريًا وهو الذي اخرج الجيش السوري من لبنان؟ 

اسعد بشارة - الديار  24 شباط 2006 

لم تفسر زيارة رئيس الكتلة الشعبية النائب ايلي سكاف على رأس وفد من الكتلة للنائب سعد الحريري الا في سياق محاولات القضم التي تشعر اوساط في التيار الوطني الحر ان فريق 14 ‏آذار يحاول القيام بها لهز صورة العماد عون واضعاف حظوظه الرئاسية عبر تصغير كتلته ‏النيابية وزرع الانشقاقات فيها.

وهذا التفسير له دلالاته بعد الزيارة. فالنائب ايلي سكاف يشكل ثقلا كاثوليكيا وزحليا، ولكتلته اهمية وحجم اساسيان داخل تكتل الاصلاح والتغيير وعلاقته بالعماد عون طرية العود وقصيرة زمنيا والسهام الموجهة اليه من كل صوب تتركز حول انه اصبح منصهرا في كتلة العماد عون وانه يذوب شيئا فشيئا بشعبية الجنرال. وكل ذلك تراكم مترافقا مع موجة الهجوم على عون وترجم بالامس على شكل موجات من التشكيك بموقف سكاف الذي يبتسم ساخرا كلما سئل عن موقفه من الاستمرار في التحالف مع الجنرال او الخروج من تكتل الاصلاح والتغيير.  

ويشرح سكاف لـ «الديار»: من الاساس لم يكن هناك داع للتحالف بيننا وبين التيار الوطني لو لم تتوافر القناعة السياسية وهذه القناعة مستمرة اليوم وتتعزز اكثر فأكثر وللعماد عون برنامج سياسي واضح وهناك التقاء معه على هذا البرنامج والتحالف بين الكتلة الشعبية والتيار قائم على الثوابت وليس لمجرد الالتقاء الظرفي.

واضاف سكاف: لو لم يكن هناك قناعة لدي بخط العماد عون لما تحالفنا حتى ولو ادى ذلك الى حصول خسارة انتخابية فالرجل واضح لا يلتف، لا يناور ويقول ما يريد بصراحة ودون مواربة.

ولاهلنا في زحلة اقول واذكر بأن من ينتقدون تحالفنا مع عون ويقولون عنه اليوم انه سوري بأنهم كانوا هم مع السوريين وساعدوهم في توطيد امساكهم بالقرار السياسي اللبناني فيما ‏كان هو رأس الحربة في عملية اخراجهم من لبنان بدءا من قانون محاسبة سوريا الذي ايد فيه ‏الشق اللبناني المتعلق بسحب الجيش السوري من لبنان وصولاً الى القرار 1559 الذي عمل له ايضاً لتحقيق هذا الهدف. اضاف سكاف: وحين تحقق الانسحاب السوري من لبنان وحتمت الضرورة التفكير بصياغة علاقات لبنانية سورية صحيحة كان الجنرال اول من بادر الى ذلك انطلاقاً من موقع لبناني لا غبار عليه فيما اصبح لبنانيو سوريا السابقون في وضع المزايدة واصبحوا يضعون لبنان على فوهة ‏بركان.

وقال سكاف: نحن لا نريد ان ندافع عن الجنرال ولا احد يستطيع ان يضع احداً في خانة الاتهام لكننا نؤكد اننا مستمرون بالتحالف معه لاننا مقتنعون بهذا التحالف واقول لاهلنا في زحلة: تعودتم ان لا تطلبوا وان لا نطلب معكم شهادة حسن سلوك من احد فقناعتنا الوطنية ‏هي التي تسيرّنا. وبالسؤال عن علاقته الشخصية بالجنرال قال سكاف: انا احب الصدق في السياسة وامارسه واكره الكذب والجنرال بطبعه واضح ولا يناور ولذلك فإن العلاقة الشخصية اكثر من منيحة. اما عن العلاقة مع النائب سعدالحريري فقال سكاف: انا افرق في موقفي بين النائب الحريري ‏وبين معارضتي للحكومة، فللنائب الحريري اطلالات مميزة واتمنى ان يكمل ما بدأه والده لكن ‏الفريق السياسي الذي يعاونه منقسم ولذلك الاحظ ان بعض القرارات والمواقف تتخذ بعشوائية.

 

القاضي ميرزا استدعى جوني عبدو والزميلين خطاب وخشان للاستماع الى افاداتهم وتابع مشاهدة الفيلم للتعرف على المتلفظين بكلمات مسيئة طالت رئيس الجمهورية

وطنية - 24/2/2006 (قضاء) استدعى النائب العام التمييزي القاضي سعيد ميرزا، كلا من: السفير السابق جوني عبدو، الزميل فارس خشان والمدير المسؤول في جريدة المستقبل توفيق خطاب، الى جلسة تعقد يوم الاثنين المقبل، للاستماع الى افاداتهم حول المقال المنشور في الجريدة في تاريخ اليوم والموقع من فارس خشان والمتضمن "معلومات وعبارات تمس شخص رئيس الجمهورية". وكان القاضي ميرزا اوقف بعد ظهر اليوم، الرقيب المتقاعد بيار كريم نمور المسرح من الجيش في العام 2000 لاسباب صحية، بعدما استمع الى افادته في جرم المس بسمعة رئيس الجمهورية، واودع الموقوف نظارة قصر العدل. ويتابع القاضي ميرزا مشاهدة الفيلم للتعرف على آخرين تلفظوا بكلمات مسيئة طالت رئيس الجمهورية.

 

لقاء سياسي تشاوري في منزل الرئيس الجميل للبحث في التطورات

المستجدة الرئيس الجميل

وطنية - 24/2/2006 (سياسة) عقد في الأولى بعد ظهر اليوم، لقاء سياسي تشاوري في منزل الرئيس أمين الجميل في سن الفيل وبدعوة منه، خصص للبحث في الاوضاع والتطورات المستجدة في لبنان. شارك في اللقاء وزيرة الشؤون الاجتماعية نايلة معوض، وزير الصناعة بيار الجميل، والنواب: غسان تويني، بطرس حرب، جورج عدوان، روبير غانم وأنطوان غانم، النواب السابقون: غطاس خوري، كميل زيادة، منصور البون، وفارس سعيد، غابرييل المر والنائب الثاني لحزب الكتائب جوزف أبو خليل، رئيس حزب الوطنيين الاحرار دوري شمعون، رئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع، رئيس حركة التجدد الديموقراطي النائب السابق نسيب لحود، عميد حزب الكتلة الوطنية كارلوس إده.

مؤتمر صحافي بعد اللقاء، عقد الرئيس الجميل والنائب تويني مؤتمرا صحافيا مشتركا تحدثا فيه عن أهداف اللقاء. واستهله الرئيس الجميل بالحديث عن الظروف المصيرية التي يعيشها لبنان، ورأى "أن الحياة الوطنية مجمدة لأن دور رمز الوطن، رئيس الجمهورية، معطل والحوار مقطوع".

وقال: "لا يمكن للبنان أن يستمر بهذا المنحى، فعلى الرئاسة أن تكون محورية في الحياة اللبنانية. إن المدخل الى الحل وتصحيح الخلل هما التغيير، انطلاقا من استقالة رئيس الجمهورية وانتخاب رئيس جديد". وكشف أن "ما من قوى سياسية لبنانية تتمسك ببقاء رئيس الجمهورية، وغالبيتها تبحث عن بدائل، وهذا ما يشجعنا على أن نستمر في مسعانا من أجل التغيير والطلب من الرئيس الاستقالة، واعتماد كل الوسائل الدستورية والقانونية لذلك". وأمل "أن يتضامن كل الأفرقاء مع هذا المسعى لأن لبنان يخص الجميع، وكل القوى متضررة من الوضع الحالي. وعندما يتعطل جزء من الحكم تتعطل كل الرئاسات اللبنانية"، متمنيا "أن يحصل التغيير من خلال المؤسسات".

سئل: ما هو الهامش الذي تخصصونه للتحركات من أجل الانتقال القانوني والدستوري قبل الانتقال الى التحركات الشعبية؟ أجاب: "حددنا موعد "14 آذار" لنقول أن الأمور لا يمكن أن تبقى على حالها، وإننا لا نقبل بالتمييع والتسويف. وسنحاول بكل الوسائل القانونية والدستورية أن نتوصل للتنحية المتوقعة".

سئل: يأتي اجتماعكم اليوم بعد مقاطعة وزراء الأغلبية أمس اجتماع الحكومة في بعبدا، ما هي الخطوات اللاحقة التي اتفقتم عليها في اجتماعكم؟ أجاب: "اجتماعنا اليوم للتشاور واللقاء مع القيادات.

جميعنا ننتمي إلى حركة "14 آذار"، وملتزمون بالتشاور الكامل في ما بيننا. كما تم الاتصال بال"تيار الوطني الحر"، ونحن على تواصل معه، لأن تشاورنا يجب ألا يستثني أحدا. ما يهمنا مصلحة لبنان، والوصول الى نتيجة في أسرع وقت ممكن. أمس، زار وفد من حزب الكتائب اللبنانية العماد ميشال عون، ووضعه في جو اللقاء الذي عقدناه اليوم، ونأمل أن يستمر التواصل مع كل القوى لأن هذا الاستحقاق يهم كل الأفرقاء".

ثم تحدث النائب تويني فشكر الرئيس الجميل لإشراكه في اللقاء مع الصحافيين. وأعلن "ان الرئيس بري فاتحه بأن يمثل طائفة الروم الأرثوذكس في الحوار الذي دعا إليه في 2 آذار المقبل".

وأكد "أن المجتمعين اليوم لا يعطون ذواتهم صفة انفصالية عن سائر الأفرقاء المتعاونين معهم"، مشددا "على الالتزام بالشعار الذي أطلقه النائب سعد الحريري "لبنان أولا"، وقال: "هذا ما قصده الدكتور سمير جعجع عندما قال: "نريد أن نستعيد رئاسة الجمهورية". أضاف: "فرض التمديد من قوة أجنبية، ولم يعد لبنان محكوما لبنانيا، ويوافقنا على هذا الرأي كل الأفرقاء حتى الذين لا يعلنون ذلك.

مشاورات اليوم تمهيدية غير رسمية، وستستمر مع حلفائنا في حركة "14 آذار" ومع أفرقاء آخرين، ذكر فخامة الرئيس بأنه تم الحديث معهم قبل الاجتماع، وسيستمر بعده"، معلنا عن "توسيع المشاورات لتشمل حلقتها الجميع"، وقال: إننا متمسكون بالحوار لأنه مطلب أساسي".

وتابع: "وضع رئيس الجمهورية إميل لحود، نفسه في مواجهة مع مجلس النواب عن طريق إعادة القوانين، وهو الآن في مواجهة مع مجلس الوزراء، وسأل: "كيف يمكن أن تسير شؤون الدولة في وقت لا يتحدث فيه رئيس الجمهورية مع مجلس النواب، ولا ينشر القوانين التي صوت عليها المجلس، وبالاجماع؟".

سئل: هل هذا اللقاء هو للتشاور من اجل طرح اسم رئيس جديد ونقله الى البطريرك الماروني الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير، خصوصا أن كل الأطراف وصفت الأمر في عهدة البطريرك صفير، ومن بينها وزيرة الخارجية الأميركية؟ أجاب: "أستغرب هذا الكلام. من أين أتيتم به". قيل له: من الصحف. أجاب: "أستغرب الأمر. فأنا اقرأ الصحف وأحررها. ولم تقل وزيرة الخارجية الأميركية أن البطريرك صفير يختار رئيس الجمهورية. ولكن برأينا أن البطريرك صفير يجب أن يكون مباركا إختيار مركز محفوظ للطائفة المارونية". أجاب الرئيس الجميل: "كانت القيادات المشاركة في هذا اللقاء مسيحية، ومعلوم تضامننا وتواصلنا مع قوى "14 آذار" التي نعتبر أنفسنا جزءا لا يتجزأ منها.

إنما هناك قضايا تعنينا مباشرة ونقوم بمعالجتها، منها موضوع رئاسة الجمهورية. وطالما يقضي التقليد الدستوري أن يكون الرئيس مارونيا، فمن المفروض أن نتشاور حوله". وتابع النائب التويني مازحا: "لم يأخذ اللقاء طابع الترشيح لأن معظم المرشحين المحتملين للرئاسة كانوا مشاركين في اللقاء".

وعقب الرئيس الجميل: "زرت أمس البطريرك صفير، وتشاورت معه. غالبيتنا تتشاور معه، والدكتور سمير جعجع أتى مباشرة من بكركي، ونحن على تواصل مع كل القوى السياسية والروحية. لكن يجب أن نفكر في ما يجب أن نقوم به لأن الرئاسة مفتاح وحل لكل المشكلات".

سئل: ما هو دور القوى المختلفة معكم؟ أجاب: "نحن على تواصل، وسنبقى على تواصل مع كل القيادات، لأن هذا الاستحقاق هو استحقاق وطني وليس فئوي". وعن الاحتكام للشارع، وتحذير السيد حسن نصر الله من هذه الخطوة، قال الرئيس الجميل: "إن تظاهرة "8 آذار" سبقت تظاهرة "14 آذار". كل الأطراف تتظاهر في لبنان وهذا حق دستوري وقانوني. المهم أن يبقى التظاهر تحت سقف القانون والأمن".

هنا تدخل النائب التويني فقال: "لا أحد يريد أن يحتكم الى الشارع، والسيد حسن نصر الله يحاسب الناس على نواياهم. نريد التظاهر السلمي، ولم نقل انه لدينا سلاح في التظاهر، ولا قلنا بالاحتياطي الاستراتيجي. نرفض الكلام التهديدي، وسنتصرف كأن هذا الكلام التهديدي لم نسمعه".

سئل الرئيس الجميل: هل بحثتم في آلية دستورية لإقالة رئيس الجمهورية؟ أجاب: "الأمور تتقدم وهناك شيء إيجابي. اكتشفنا بندا قانونيا ودستوريا يمكننا من تسهيل آلية إقالة الرئيس في مجلس النواب.

سئل: ما رأيكم بالتدخل العربي لإقالة الرئيس لحود؟ أجاب: "تعرفون كلكم أن للملكة العربية السعودية أياديا بيضاء على لبنان سواء أكان في اتفاق الطائف أم قبله أم بعده. كما أن لمصر وقطر وكل الدول العربية دورا كبيرا في مساعدة لبنان على تخطي المحنة. لذلك، نرحب بكل مسعى عربي، ونطالب بتأكيد حق لبنان بأن يحصل التغيير في أسرع وقت لأن وجود رئيس يمارس دوره مفتاح أساسي للاصلاحات في الدولة".

سئل: هل هذا يعني ألا حوار قبل إسقاط الرئيس واستقالته؟ أجاب: "تهمنا استقالة الرئيس، ونحن على تواصل مع الرئيس نبيه بري من أجل إجراء الحوار الذي نشجعه ونعتبره متمما للمطلب الأساسي الذي هو استقالة رئيس الجمهورية".

سئل: هل ان تغيير الرئيس يحل المشكلة الأمنية وعمليات الاغتيال التي تحصل من قبل النظام السوري؟ أجاب النائب التويني: "لسنا من يقوم بالاغتيال، ولم نقل أن النظام السوري يقوم بذلك". الرئيس الجميل: "إن المؤسسات الأمنية معطلة، ولا يتم إعادة بناء الدولة إلا بوجود رئيس يلعب دوره على أكمل وجه، ويعمل على إعادة بناء الأجهزة الأمنية والمخابراتية القادرة على حماية الوطن والمواطن".

سئل: ماذا لو فشل الحوار؟ أجاب الرئيس الجميل: "نصر على نجاح الحوار".

 

الناطق باسم الخارجية الفرنسية: لا نتدخل في الشؤون الداخلية اللبنانية بل نهدف الى وضع حد للتدخلات الخارجية والسماح للبنانيين باستعادة سيادتهم

وطنية - 24/2/2006 (سياسة) وزعت السفارة الفرنسية نص التصريح الذي ادلى به الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية، وفيه: "صدر بيان جديد عن مصدر قريب من رئاسة الجمهورية اللبنانية يوجه اصابع الاتهام الى فرنسا. ان هذا النوع من التصريحات الموجهة ضد بلد صديق للبنان يثير قلقنا.

أذكركم من ناحية اخرى، بما صرحنا به في هذا الشأن في 20 شباط الحالي: لا تتدخل فرنسا في الشؤون الداخلية اللبنانية، على العكس، هي تهدف من خلال عملها، الى وضع حد للتدخلات الخارجية في هذه البلاد والسماح للبنانيين باستعادة سيادتهم الكاملة واستقلالهم، بناء على القرار 1559 الصادر عن مجلس الامن. لم تعد فرنسا قط النظر في دعمها للاحترام الكامل لاتفاق الطائف، وهي تبقى مستنفرة مع مجموع الاسرة الدولية، لصالح تطبيق مختلف احكام القرار 1559، كما ذكر بذلك البيان الرئاسي لمجلس الامن في 23 كانون الثاني 2006".

 

الوزير متري زار البطريرك صفير موفدا من رئيس مجلس الوزراء وعرض مع سفيرة الصين ووفدا رسميا سبل تطوير التعاون الثقافي

وطنية - 24/2/2005 (سياسة) شدد وزير الثقافة الدكتور طارق متري في تصريح اليوم، على "ان مرحلة التغيير التي يمر بها البلد يجب ان تسلك الطريق التي نحفظ فيها الخير العام والمصلحة الوطنية المشتركة. وردا على سؤال عن التطورات السياسية الحاصلة على الساحة المحلية اجاب الوزير متري: "اولى المسؤوليات الوطنية تبدأ من الوعي بمضار الانقسام بين اللبنانيين واولوية درء مخاطره. ويترتب على الجميع النظر بعينين: واحدة تصوب باتجاه الاهداف السياسية المشروعة واخرى باتجاه تأثير المواقف المعلنة على العلاقات بين الفئات اللبنانية. وثاني المسؤوليات، اعلاء مصلحة الوطن العليا والخير العام فوق الحسابات التي تتحكم فيها علاقات القوى الفعلية او المفترضة، وان هذا الوعي يعطي الحوار الوطني معناه الحقيقي ويسمح له باخراجنا من الحالة الحاضرة التي تقلق الكثيرين.

وثالثها، محاذرة الانزلاق الى منع الحكومة من القيام بواجباتها تجاه المواطنين ولمصلحة البلد وفي مواكبة الحوار الوطني". وكان الوزير متري قد زار البطريرك الماروني الكاردينال ما رنصرالله بطرس صفير، موفدا من رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة، للتشاور في كل ما تقتضيه المسؤولية الوطنية في الظرف الراهن. سفيرة الصين وعرض الوزير متري في مكتبه في الوزارة اليوم، مع سفيرة الصين ليو شانغوا العلاقات الثنائية بين البلدين، في حضور المدير العام لوزارة الثقافة الدكتور عمر حلبلب، ووفد صيني رسمي، ترأسه النائب الاول لوزير الثقافة الصيني السيدة سون تشياهونغ، الملحق الثقافي في السفارة وان تينغ ومستشار الوزير توفيق ينية. وتناول اللقاء الوسائل الآيلة لتطوير التعاون الثقافي، وسلم الوفد الوزير دعوة لمشاركة لبنان في "مهرجان الفنون العربية" الذي سيعقد في بكين شهر حزيران المقبل. وقد يتخلل الزيارة توقيع اتفاقية ثقافية بين البلدين. تشياهونغ واكدت السيدة تشياهونغ ان الصين تهتم بمشاركة لبنان "الذي نعتبره نقطة تواصل بين الشرق والغرب". وقالت: "ونحن نعول كثيرا على الفعاليات والنشاطات اللبنانية التي ستكون مميزة، ونتطلع الى زيارة الوزير متري في هذه المناسبة على رأس وفد رسمي للتشاور في مجال التبادل والتعاون الثقافي".

بدوره، رحب الوزير متري بالوفد، شاكرا اهتمام بلدهم الكبير في تطوير العلاقات مع لبنان وقال: "هذا ينبع من ادراك الصين لمكانة لبنان العربية ودوره بانه باني الجسور بين الثقافة العربية وثقافات العالم ما يرتب على اللبنانيين مسؤولية كبيرة، ونحن نعي انفسنا كبلد حوار بسبب التنوع الغني الذي تعرفه بلادنا، ليس فقط بين الطوائف بل داخلها، وهذا التنوع يتيح لنا ان ننفتح على الثقافات والحضارات الاخرى وكما نقول اننا منفتحون على الغرب ونحن الجسر بين الشرق والغرب يترتب علينا ايضا ان نعي دورنا بوصفه جسرا بين الشرق والشرق الاخر ايضا". واضافت: "نحن نعتز بهذه الزيارة، ووعدنا بتلبية الدعوة للمشاركة في الاحتفال الكبير في حزيران المقبل، في حضور وزراء الثقافة العرب. ونأمل بان نتوج لقاءنا في توقيع اثقافية تعاون ثنائية، من شأنها تفعيل التعاون لمصلحة البلدين والشعبين اللبناني والصيني".

 

رايس طلبت من مصر والسعودية الضغط على الأسد لرفع

الغطاء السوري عن ولاية لحود الممددة

نهارنت 24/2/2006: رفضت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليسا رايس في التصريحات التي ادلت بها على هامش زيارتها السريعة الى بيروت الدخول في تفاصيل ملف رئاسة الجمهورية في لبنان لا سيما لناحية الأسماء المرشحة لخلافة العماد اميل لحود.لكن المعلومات التي تسربت عن اللقاءات التي عقدتها رايس مع البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير وزعيمي الأكثرية النيابية النائبين سعد الحريري ووليد جنبلاط أشارت الى أن وزيرة الخارجية الاميركية طلبت في المحطتين اللتين سبقتا وصولها الى بيروت في القاهرة والرياض من المسؤولين المصريين والسعوديين ممارسة الضغوط على الرئيس السوري بشار الأسد للمساعدة في انهاء الولاية الممدة للرئيس لحود.

وأوضحت هذه المعلومات أن الادارة الاميركية تعتبر ان ضغوطات الرئيس الاسد هي التي أدت الى التمديد للرئيس لحود, وبالتالي فان انهاء مفاعيل هذا التمديد تمر برفع الغطاء السوري عن لحود من خلال الإيعاز الى حلفاء سوريا في لبنان ولا سيما حركة امل وحزب الله بالتوقف عن وضع العصي في طريق مخرج دستوري لانهاء ولاية لحود, وانتخاب رئيس جديد للجمهورية. وأكدت المعلومات أن نتائج التدخل المصري - السعودي ستبدأ بالظهور تباعا بعدما تم الاتفاق بين الولايات المتحدة الاميركية وكل من مصر والسعودية على اولوية حل الملف الرئاسي اللبناني في اطار المساعي العربية لحل الأزمة في العلاقات اللبنانية - السورية. 

 

توقع «الأسوأ اذا استمر الخطاب القتالي لبعض 14 شباط» مؤكداً الاتفاق التام مع بري/قاسم للحياة: تحريك الشارع منطق مواجهة واحتلال انتخابات الرئاسة بعيدة وليُحاكم نواب العريضة

بيروت – وفيق قانصوه - الحياة - 24/02/06//

اعتبر نائب الأمين العام لـ«حزب الله» الشيخ نعيم قاسم أن زيارة وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس الى لبنان أمس «تدخل سافر» في الشؤون اللبنانية و«ستكون سبباً لمزيد من تعقيد الاوضاع». وقال في حديث الى «الحياة» ان رايس «حضرت كي تتأكد ميدانياً من ان خطتها تسير على اكمل وجه وان التعليمات التي اعطيت لبعضهم يجري التزامها ولمعالجة بعض الثغرات التي نشأت، وأعتقد انها فوجئت بان خطتها ليست مكتملة الشروط وأن امكانات نجاحها غير مهيئة».

ورأى قاسم ان استمرار الخطاب «التحريضي والقتالي لبعض قوى 14 شباط سيسير 

الشيخ نعيم قاسم.

بالأمور نحو الأسوأ»، معتبراً ان المنطق الذي يستخدم في تحريك الشارع «منطق احتلال ومواجهة». ورفض الخوض في أسماء المرشحين الى رئاسة الجمهورية «اذ ما زال هناك اكثر من سنة ونصف سنة من ولاية الرئيس الحالي» اميل لحود. وفيما أكد «الاتفاق التام» مع حركة «أمل» و«التماهي» مع خطاب العماد ميشال عون في الموضوع الرئاسي، حض «تيار المستقبل» على أن «يميز نفسه عن اللغة التحريضية والهجومية والانقلابية التي مارسها الآخرون»، ودعا الى «محاكمة» النواب الذين أعلنوا أنهم خضعوا للتهديد السوري «لتفريطهم بمسؤوليتهم التي اعطاهم اياها الشعب اللبناني». ورأى ان اعتبار ان التمديد للحود حصل بالاكراه، «يعني ان تواقيع رئيس الجمهورية على قانوني الانتخابات والعفو ومراسيم تشكيل الحكومة كلها باطلة». وفي ما يأتي نص الحديث:

كيف ترون المشهد اليوم في لبنان وما هو السبيل للخروج من الانسداد الذي وصلت إليه الأمور؟

- الوضع اللبناني صعب جداً لأن قوى السلطة بدل ان تأخذ البلد الى الاعمار وحلحلة المشاكل ووضع الخطوات العملية لذلك، تمارس دور السلطة المعارضة في آن، فتأخذ من السلطة ما تريده لتثبيت موقعها وتذهب الى المعارضة لاستكمال ما عجزت عنه من خلال السلطة، ثم يأتي الغلاف الدولي، خصوصاً الأميركي والفرنسي، ليضفي المزيد من عوامل الاستخدام بما ينسجم مع محاولة الإمساك بالبلد كيفما كان ومهما كان الثمن، وهذا أمر خطير.

اللبنانيون سمعوا في 14 شباط (فبراير) خطابات قتالية وحربية تؤدي بمضمونها واستثارتها للعصبيات الى حال من التوتر الداخلي الذي لا يخدم بناء لبنان. من حق كل طرف ان يتظاهر ويعبر عن رأيه على ان يكون هذا التعبير وطنيا،ً ويؤدي في النهاية الى مد اليد للأطراف الأخرى، اذ لا يمكن اختصار لبنان بقوى 14 شباط، ولا أقول 14 آذار لأن هناك فارقاً بين التاريخين بعد خروج التيار الوطني الحر. في اعتقادنا ان الأمور ستسير نحو الأسوأ اذا استمر هذا الخطاب وهذا التحريض. أضف الى ذلك أن الاثارة التي خلقها بعض من اعتلوا المنبر في 14 شباط أدت الى ارباكات اقتصادية خطيرة، والتداعيات المستمرة لهذا الخطاب تؤدي بطبيعة الحال الى توتر وفوضى وخلل سياسي واقتصادي واجتماعي. في امكان أي طرف ان يلجأ الى المؤسسات الدستورية للحصول على ما يريد وفق قناعاته، ولكن اذا انسدت الابواب امامه كما هو حاصل في مسألة رئاسة الجمهورية ولم يستطع ان يفعل ما يشاء عبر هذه المؤسسات، لا يحق له ان يأخذ البلد بالتهديد والوعيد ومن خلال استخدام الشارع بطريقة قتالية، لان المنطق الذي يستخدم في تحريك الشارع منطق احتلال ومواجهة وهجوم وليس تعبيراً عن الرأي.

نحن أمام مشهد خطر ونحمل المسؤولية لقوى 14 شباط بسبب ادائها وإدارتها. وعندما نرى الأشخاص الذين يُصعدون نفهم تماماً الخلفيات التي ينطلقون منها والأدوار التي يرونها لأنفسهم. وهنا نحذر من اخذ البلد وفق الاجندة الاميركية التي عممت على الجميع ضرورة فتح معركة الرئاسة، وما زيارة وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس اليوم (أمس) وجولات السفير الأميركي في لبنان أخيراً وتصريحات الرئيس جورج بوش الأسبوع الماضي الا سلسلة من حلقة إدارة الوضع اللبناني تحت إشراف أميركي مباشر، لذا ندعو الاطراف كافة الى الانتباه الى ان تكون مصلحة لبنان هي الاساس لا مصلحة المشاريع الاخرى، وان ينتبهوا الى أن ما يجري بات واضحاً في تماهيه مع الوصاية الاميركية، وعليه نحن في حاجة الى حوار جدي والى ان نقتنع بوجود قوى مختلفة على الساحة يجب ان تتفاهم، وألا يتوهم بعضهم بأنه قادر على فعل ما يشاء، لأن احداً في لبنان مهما كبر حجمه وامكاناته لا يستطيع ان يفعل ما يشاء، وكثرة الصراخ والضوضاء لا تؤدي الا الى مزيد من البلبلة.

> كيف تقرأون زيارة رايس للبنان؟

- رايس حضرت كي تتأكد ميدانياً من ان خطتها تسير على اكمل وجه وان التعليمات التي اعطيت لبعضهم يجري التزامها ولمعالجة بعض الثغرات التي نشأت، وأعتقد انها فوجئت بان خطتها ليست مكتملة الشروط وأن امكانات نجاحها غير مهيئة، ولعلها تحاول ان تعيد تقويم ما تريده من لبنان لترى كيف تعطي خطتها شحناً اضافياً. في اعتقادنا هذا تدخل سافر في الشؤون اللبنانية وهي غير مرغوب فيها، وكل زيارة لرايس ستكون سبباً لمزيد من تعقيد الاوضاع.

> لماذا العودة الى اثارة موضوع رئاسة الجمهورية بعدما تم السكوت عن الأمر فترة طويلة؟

- اميركا تتابع وضع لبنان كجزء من منظومة في المنطقة، وهي تبحث عن انجازات تساعدها في تحقيق أهدافها ومشاريعها تحت عنوان «الشرق الاوسط الكبير» الذي يؤدي وظيفتين اساسيتين، الاولى احكام السيطرة على المنطقة اقتصادياً وسياسياًً وثقافياً وجغرافياً، والثاني اعطاء المقومات اللازمة لاسرائيل من اجل ان تكون في محيط آمن ولتتمكن من صوغ مشروعها الذي تحلم به. عندما تتحرك الولايات المتحدة فانها تحاول ان تحقق مكتسبات معينة من خلال تسخين قضية في مقابل تبريد اخرى. وهي اصيبت بنكسات متعددة في المنطقة: ففي العراق لم تكن تكن نتيجة الانتخابات في مصلحة أميركا ناهيك عن غرقها في الوحل العراقي بسبب الضغوط المستمرة من الشعب العراقي لاخذ حريته، وفي فلسطين قلب الفوز الانتخابي لحركة «حماس» كل المعادلات التي كانت ترسمها، وفي ايران اصرار على المضي في المشروع النووي السلمي على رغم التهديدات، وفي سورية هناك حال من الراحة بعد التفهم العربي وبعد ثبوت عدم قدرة اميركا على الدخول الى النظام السوري في شكل مؤثر لتغييره. مع هذه النكسات شعرت واشنطن بأن في امكانها ان تحقق انفراجاً معيناً لمصلحتها في لبنان، ورأت انها قد تحقق انجازاً في ملف الرئاسة ينعكس مزيداً من الضغط على سورية من جهة ولايجاد خط اميركي متقدم في مواجهة تقدم حركة «حماس» في فلسطين.

الحوار

> هل تعتقدون بأن الحوار الذي دعا اليه رئيس مجلس النواب نبيه بري يكفي للخروج من المأزق الراهن؟

- الحوار مطلب وضرورة، على ان يكون الاطراف مقتنعين بأنه خطوة اساسية للتفاهم ولوضع قواعد لبناء لبنان معاً. ما سمعنا من تصريحات تشترط عناوين معينة للحوار وتحاول ان تفرض التزامات مسبقة تشير الى ان الحوار يعاني في مقدماته من احتمالات الفشل، وهم بذلك يتحملون المسؤولية مباشرة. اعلنا مراراً بأننا منفتحون على الحوار وعلى فتح كل الموضوعات من دون شروط مسبقة، فاذا استجاب الآخرون مع دعوة رئيس مجلس النواب في هذا الاتجاه عندها يمكن للحوار ان يقدم شيئاً.

> هناك من يرى أن فشل الحوار سيفتح الأبواب على المجهول؟

- فشل الحوار له مؤشران سلبيان، الاول ان بعض الاطراف غير مهيأ ليعترف بأدوار الآخرين، والثاني انه سيشكل صدمة للبنانيين من أن الحديث المتكرر عن الحوار لم يأت بنتيجة مما يشكل عائقاً لفترة قد تطول.

سلاح المقاومة

> حدد الرئيس بري في الدعوة الى الحوار ثلاثة بنود هي: الحقيقة في اغتيال الرئيس رفيق الحريري، والقرار 1559، والعلاقات مع سورية. هل يشمل البند الثاني الحوار حول سلاح المقاومة؟

- بالنسبة الينا سلاح المقاومة ليس مشمولاً بالقرار 1559، وهو محل حوار بين اللبنانيين كجزء من ملف استراتيجي اكبر اسمه حماية لبنان. الحوار ليس محصوراً في هذه العناوين، ومن حق الحاضرين ان يعطوا التفسيرات التي يريدونها لكل عنوان. قد يناقش بعضهم مسألة المقاومة من خلال 1559 وهذا شأنه، لكننا لن نقبل ان نناقش هذا الموضوع من زاوية هذا القرار، وهذا محل اتفاق الغالبية الساحقة من الذين سيحضرون والذين اعلنوا مراراً ان الحوار حول المقاومة وحماية لبنان واستراتيجية الدفاع من شأن لبناني لا يرتبط بالقرار 1559.

> هل تعتبرون انكم المستهدفون الحقيقيون من وراء الحملة على الرئيس لحود؟

- نحن نعتبر ان لبنان هو المستهدف اميركياً بهذه الهجمة. هم يبدأون بالرئيس لحود كخطوة أولى، تليها خطوات اخرى حول المقاومة وسلاحها، وهذه سلسلة تستهدف في النهاية اضعاف قدرة لبنان وقوته. مسألة رئاسة الجمهورية يترتب عليها الكثير من التفاصيل، ومن يقول الآن أن التمديد لرئيس الجمهورية باطل لأنه حصل بالاكراه، فهذا يعني ان تواقيع رئيس الجمهورية على قانوني الانتخابات والعفو ومراسيم تشكيل الحكومة كلها باطلة، وبالتالي يجب ان نبدأ من الصفر، وهذا ما لا يقول به احد. وتلفتنا هنا هذه الفكرة غير الموفقة باعلان بعضهم أنهم تعرضوا للتهديد، وأعتقد بأن المطلوب محاسبة هؤلاء ومحاكمتهم لتفريطهم بمسؤوليتهم التي اعطاهم اياها الشعب اللبناني.

انتخابات الرئاسة

> هل انتم مستعدون للبحث في تعديل الدستور وتقصير ولاية الرئيس في حال بُحث معكم في اسم البديل وقدمت اليكم ضمانات اليكم؟

- بالنسبة الينا ليس مطروحاً الآن ان نناقش في البديل عن رئيس الجمهورية لأننا نعتبر ان المقدمات المطروحة للبحث عن البديل او تقصير الولاية غير موضوعية وليست ناضجة وتنطلق من مبررات غير مقنعة.

> ماذا لو تغيرت هذه المقدمات؟

- في الحد الأدنى هذا الأمر ليس مطروحاً بالنسبة الينا في هذه المرحلة. في العادة، وقبيل موعد الانتخابات بفترة بسيطة يطرح مثل هذه المسائل على بساط البحث، وعندها نتحدث عن المواصفات والاسماء وبقية التفاصيل.

> الموضوع مطروح الآن.

- بالنسبة الينا الموضوع ليس مطروحاً الآن، وما زال هناك اكثر من سنة ونصف سنة من ولاية الرئيس الحالي، لذا من المبكر الحديث عن شروط ومواصفات. اعتقد بأن البعض يريد ان يجر البلد الى النقاش في مواصفات الرئيس الجديد على قاعدة ان الامر محسوم. بالنسبة الينا الموضوع غير محسوم وغير مطروح في هذه المرحلة.

> هناك من يعتبر ان تسمية رئيس الجمهورية حق من حقوق الطائفة المارونية، ويأخذ عليكم أنكم فرضتم هذا المنطق في انتخابات رئاسة المجلس النيابي عندما اصريتم على تسمية الرئيس بري؟

- لا توجد حقوق طوائفية لتحديد المرشح لأي موقع من مواقع الرئاسات الثلاث، وانما هناك معادلة سياسية قد تنجح أو تفشل. عندما اصرينا على الرئيس بري كان ذلك من موقعنا المؤثر ككتلة نيابية كبيرة ومن منطلق تحالفنا مع الرئيس بري الذي لديه كتلة نيابية كبيرة أيضاً، اضافة الى آخرين استجابوا لرغبتهم في ان نكون متفاهمين في هذا الامر. الاختيار لم يتم لانه يحق لهذه الجهة او تلك، بل وفق معادلة سياسية اقتنع بها الآخرون وتعاونوا على هذا اساسها.

اللجوء الى الشارع

> في حال مضت قوى 14 شباط في معركة الاقالة عبر الشارع، هل ينزل جمهور «حزب الله» الى الشارع لحماية قصر بعبدا؟

- نحن لا نفكر بالمقايضة والمبادلة في الشارع وانما نقرر أي تحرك شعبي او سياسي بناء على رؤيتنا السياسية لمستلزمات المرحلة التي نكون فيها، لذا لا استطيع الآن ان اجيب عن سؤال في ما لو حاولت تظاهرة اقتحام قصر بعبدا. نحن نرى ان هذه التظاهرة بهذه العقلية خاطئة وفيها تصرف لا ينسجم مع حق التعبير، ولكن كيف نتصرف في وقتها فهذا امر لم نقرره بشكل نهائي. هذا الامر يناقش في اطار المصلحة السياسية ومصلحة لبنان.

> هل ترون تمايزاً بين مواقف النائب سعد الحريري وبين النائب وليد جنبلاط والدكتور سمير جعجع؟

- ما زلنا نأمل ان يميز «تيار المستقبل» نفسه عن اللغة التحريضية والهجومية والانقلابية التي مارسها الآخرون، وما زلنا نراهن على الحس الذي يملكونه لمصلحة لبنان، ونعتقد بأنهم يعرفون تماماً ما الذي يؤدي بلبنان الى الخراب وما الذي يؤدي به الى الاعمار. اذا تصرفوا بمنطق العقل وأن نكون جميعاً شركاء سيكون ذلك في مصلحة لبنان وفي مصلحة اهدافهم وطموحاتهم، اما اذا كانت اللغة التي استخدمت من بعض قوى 14 شباط هي التي ستسود وستتحول الى لغة يتبنونها على المستوى العملي فهذا يعني ان لبنان لن يستقر سياسياً ولن يتمكن احد من نقله الى بر الامان.

نأمل بأن يكون التوجه مختلفاً. بعضهم حاول ان يوصل الامور الى اقصى الاحتمالات والى الطريق المسدود لحسابات لا يستطيع ان يسيطر من دونها، اما «تيار المستقبل» فيمكنه بعقلية ادارة لبنان ادارة موضوعية ان ينجح في عدم توتير الامور وايصالها الى الصدام.

موقف بري

> هل هناك تمايز بين موقفكم وموقف الرئيس بري من الموضوع الرئاسي؟

- «حزب الله» والرئيس بري متفقان تماماً على كل الخطوات التي قمنا بها والتي سنقوم بها في هذه المرحلة الحساسة، وبالتالي الدخول بيننا هو لعب بنار تحرق اصحابها. لا تمايز بيننا وبين الرئيس بري في الاداء العام وفي الجو السياسي وفي الثوابت التي نقتنع بها ونؤمن بها معاً. تبقى هناك بعض التعابير وبعض الاقتراحات التي لا تضر بالاتفاق والتفاهم، وهذا امر طبيعي.

> هل تنسقون مع العماد عون بمسألة الرئاسة؟

- لم نناقش مسألة الرئاسة مع العماد عون ولم ننسق الموقف في ما بيننا، لكن الواضح ان خطابنا وخطاب العماد عون فيه الكثير من التماهي والتشابه نظراً الى الخلفية المشتركة بضرورة احترام الدستور ومتابعة الامور وفق آلياتها المعروفة.

 

فخ» لحود

وليد شقير   الحياة - 24/02/06//

يختلف المعترضون من اللبنانيين على حملة الأكثرية لإقالة الرئيس اميل لحود، بين من يربط هذه الخطوة بالاتفاق على الرئيس البديل، وهذا ما يمثله افضل تمثيل العماد ميشال عون، وبين من يعتبرها انقلاباً سياسياً تنفيذاً للمخططات الأميركية، وهذا يمثله «حزب الله» افضل تمثيل، من بين حلفاء سورية التي مدّدت للحود في الرئاسة حفاظاً على موقعها في قلب السلطة اللبنانية.

لقد حالت التعقيدات اللبنانية الداخلية، العام الماضي دون إقالة لحود كواحدة من خطوات إزالة جزء من الآثار السلبية الكبرى للعلاقة اللبنانية – السورية غير السوية في التركيبة اللبنانية. جاءت الممانعة من المسيحيين في حينها، لأنهم كانوا قلقين من ان انحسار الإدارة السورية المباشرة للبنان جاء سريعاً وصاعقاً فلم تتح لهم الفرصة لإعادة تموضعهم في قلب الحياة السياسية، التي همّشتهم هذه الإدارة السورية فيها. خافوا من ان يملي المسلمون من طريق الرئاسة طبيعة الدور المسيحي في السلطة، فلم يتحمسوا لإزاحة لحود. ولا شك في ان ارتسام الخريطة السياسية المسيحية بعد الانتخابات مع تصاعد أضرار بقاء لحود على الموقع المسيحي في السلطة انضجا القرار المسيحي بوجوب تنحيه، كما عبّر عنه البطريرك الماروني نصر الله صفير.

التقى هذا النضوج لطبخة ازاحة لحود مسيحياً، مع لحظة خارجية مواتية ما يجعل الأمر جدياً الى اقصى الحدود. والحقيقة ان ما صنع هذه اللحظة الخارجية هو الصفة التي يتمتع بها لحود، والتعريف السياسي لبقائه في سدة الرئاسة. فقد تطور لحود من رئيس تعتبره دمشق سبباً لدورها في لبنان، كما عبّر عن ذلك الرئيس بشار الأسد حين كان يردد على الدوام: «لحود يعني أنا»، الى عنوان للدفاع عن النظام السوري في وجه الضغوط عليه. ثم تحول، بعد اتخاذ طهران قرارها دعم سورية في وجه هذه الضغوط بأي ثمن، واستتباعاً دعم حلفائها في لبنان، بمن فيهم الرئيس لحود، الى رئيس «سوري – ايراني» من زاوية وظيفة بقائه. وليس صدفة ان يخص وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي لحود بالمديح من بين المسؤولين اللبنانيين الذين زارهم، حين اكد بعد يومين على تجمع 14 شباط (فبراير) المليوني حيث اطلق تحالف الأكثرية حملة إسقاط رئيس الجمهورية، على «المحافظة على وحدة اللبنانيين من خلال المواقف الوطنية التي تميز بها (لحود) والتي تلقى لدى الجمهورية الإسلامية الإيرانية وشعبها كل التقدير».

كان التمديد للحود ذا وظيفة سورية استغربتها ايران محمد خاتمي. وأصبح بقاؤه وظيفة سورية - ايرانية تستسيغها ايران محمود احمدي نجاد في سياق تجميعها اوراق المواجهة مع الغرب في كل الملفات، وخصوصاً الملف النووي الإيراني. وهذا طبيعي في منطق الواقعية السياسية.

لكن الطبيعي ايضاً في منطق الواقعية السياسية، ان تقفز الولايات المتحدة الأميركية وحلفاؤها، على هذا «الصيد الثمين»، والقليل الكلفة، مرة أخرى: ان القيادة السورية نفسها حددت الهدف حين ربطت «صمودها» بالتمديد للحود، لتصبح ازاحته إضعافاً لها. وطهران حددت الهدف حين وافقت مع دمشق على ان الدفاع عن النظام يكمن في مجموعة من الخطوات في لبنان بينها بقاء لحود في السلطة، في وقت رجحت في واشنطن وجهة النظر التي ترى ان إضعاف اوراق طهران يبدأ بإضعاف سورية عبر مواجهة الأوراق التي استخدمتها الأخيرة في الأشهر الماضية لتحقيق هجوم على التركيبة اللبنانية الجديدة التي اعقبت الانسحاب السوري...

يفترض المرء انه صيد قليل الكلفة لأن المجتمع الدولي يدرك ان التركيبة اللبنانية التي عصت على التمديد للحود بصفته «السورية»، ستكون عصية اكثر على حماية بقائه بصفته «السورية – الإيرانية». هل سمع احد ما ان طهران استطاعت ان تقيم نفوذاً لها في موقع الرئاسة المسيحي في لبنان، او تنطحت في التاريخ والجغرافيا لشيء من هذا النوع، في وقت كان النفوذ العربي على تلك الرئاسة محل خلاف واضطراب بين اللبنانيين بالكاد قبلوا به في احسن حالاته؟ وهل يمكن للتركيبة اللبنانية ان تستوعب نفوذاً ايرانياً على موقع كهذا في وقت يتعرض نفوذها هذا في مواقع طبيعية اخرى للحملات والانتقاد؟

ان بعض الحملات ضد مطلب تنحي لحود، مثل دفعه من البعض الى الهجوم على الرئيس جاك شيراك لاتهامه بالعمل على إسقاط رئيس الجمهورية مثيرة للضحك، لأنها تنم عن نقص فاضح في المعلومات عن صيغة القرار الكبير الذي اتخذ بإسقاط لحود، والحملات على قوى 14 آذار بحجة مبالغاتها في تحديد موعد سقوط لحود مثيرة للشفقة لأنها تنتمي الى ذلك العقل الذي استسهل التمديد للحود، واستهزأ بصدور القرار الدولي الرقم 1559 وبتداعيات كل ما حصل بعده على الساحة اللبنانية. وهي حملات لا مفعول لها سوى استدراج «حزب الله» الى الفخ الذي ينصب له للدفاع عن لحود، مثلما دفع العقل الذي تنتمي إليه هذه الحملات، سورية الى الوقوع في فخ التمديد.

 

البطريرك صفير بحث مع زواره التطورات وآفاق الحلول السياسية

 جعجع: نتابع عملية رئاسة الجمهورية بشكل جدي ونهائي ولم احدد موعدا

اده: وقفنا منذ البداية ضد التمديد لانه يتنافى مع مبدأ الديموقراطية

وطنية- 24/2/2006 (سياسة) بحث البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير مع زواره في الصرح البطريركي في بكركي التطورات وآفاق الحلول السياسية للازمات المطروحة. فقد استقبل البطريرك صفير رئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع على مدى 40 دقيقة، وعرضا معا للاوضاع والمستجدات على الساحة الداخلية. بعد اللقاء،

سئل جعجع: لقد وعدت بتنحي رئيس الجمهورية قبل 14 اذار؟ اجاب: "لا لم أقل ذلك، ولكن الاكيد اننا نتابع هذه العملية بشكل جدي ونهائي ولذلك ازور غبطته باستمرار لانه المعني الاساسي في الموضوع".

سئل: هل تاخذون موافقة (وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا) رايس على تحركاتكم؟ اجاب: "لو نحن كنا نأخذ موافقة رايس لما كنا في السجن لمدة 11 سنة, ونعتبر هذا تجنيا علينا، ولقد عرفت بزيارة رايس عندما عرفتم انتم بها، وكذلك اكثرية قيادات 14 اذار، وزيارتها لها علاقتها بالسياسة الاميركية وليس لديها علاقة بالاجندة التي لدينا، واذا كان لديهم الرأي نفسه في ما يتعلق بالمواضيع التي نطرحها فهذا امر آخر".

سئل: ما تفسيرك لغيابك عن لقاء رايس مع جنبلاط والحريري؟ اجاب: "لان الظروف حكمت والسبب الوحيد هو جغرافي وقليل من التاريخ".

سئل: هل خيار الشارع ما زال واردا لديكم؟ اجاب: "من المؤكد اننا سوف نستعمل كل الوسائل الديموقراطية السلمية كليا لنصل الى تحقيق الهدف، والشيء الوحيد الاكيد منه اننا سوف نحقق هدفنا" والتوفيق على ربك" وليس لدينا في الوقت الحاضر سوى هذا الموضوع".

سئل: هل نحن امام ازمة دستورية بعدما حصل في مجلس الوزراء امس؟ اجاب: "نحن اصلا نعيش في ازمة دستورية والتمديد للرئيس لحود غير شرعي وغير قانوني، انه قانوني في ظاهر الحال, ونحن الان نحاول الخروج من الازمة الدستورية، ونؤيد عدم حضور الوزراء جلسات المجلس لاننا لا نستطيع اعتبار رئيس الجمهورية غير شرعي ونعود ونجلس معه على الطاولة نفسها، ولكننا نؤيد استمرار المؤسسات الدستورية بالرغم من كل ما يحصل، ولكن اذا تم طرحها بشكل مغاير فنحن مستعدون".

واعتبر جعجع ردا على سؤال "انه من الطبيعي ان تؤيد كتلة الاصلاح والتغيير دعم العماد عون لرئاسة الجمهورية، وكل فريق له الحق في ترشيح من يراه مناسبا".

سئل: هل انتم في حوار مع التيار الوطني الحر حول هذه المسألة؟ اجاب: "نعم، واتمنى كما حصل في دائرة بعبدا- عاليه حيث جرى التوافق على مرشح وفاقي، ونحن في فترة حوار مع التيار الوطني الحر".

سئل: اذا كان التمديد للرئيس لحود غير شرعي فخروجك من السجن ايضا غير شرعي لانه اقترن خروجك بتوقيع الرئيس لحود؟ اجاب: "اذا كان ثمنها كذلك فانا مستعد للدخول مجددا الى السجن وربما نحل المسألة ويعود الرئيس الجديد ويوقعها مجددا، وانا لا اقبل بهذا الابتزاز، وانا اذا دخلت الى السجن في المرة الاولى فبسبب مثل هذه الممارسات ".

ورفض جعجع القول "أن مقاطعة الوزراء للجلسات هو شلل للمؤسسات الدستورية ورئاسة المجلس النيابي ورئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة، ونحن نعتبر انه من الواجب الحفاظ على مقام رئاسة الجمهورية ومن اجل ذلك نطالب باستقالة الرئيس لحود لاننا نريد المحافظة على هذا الموقع". وقال: "ماذا بقي الان من مقام رئاسة الجمهورية؟ لم يبق منه شيىء".

كما رفض جعجع التعرض لشخص رئيس الجمهورية ولكرامته، "وليست هذه طريقتنا في التعامل، ونحن نطرح الموضوع من زاوية عدم بقاء رئاسة الجمهورية مشلولة".

وردا على سؤال، قال جعجع: "ان البطريرك صفير مرتاح للقائه وزيرة الخارجية الاميركية، واعتبر ان المجالس بالامانات, والاسوأ في بعض الامور ان بعض الشخصيات تخرج من عند غبطته وينقلون مواقف عنه، وهذا امر خاطىء".

سئل: من هو المرشح القوي لرئاسة الجمهورية؟ اجاب: "هناك عدة مرشحين اقوياء واتحفظ على ذكر اسمائهم".

سئل: ما هو تعليقك على كلام الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله؟ اجاب: "اتمنى على السيد نصرالله ان يعود شهرا الى الوراء عندما كان وزراؤه في الحكومة يقاطعون الجلسات لاسباب اقل بكثير من رئاسة الجمهورية والشلل اللاحق بالبلاد، وعندما يسمح الشخص لنفسه بخطوة معينة يجب ان يسمح بها للاخرين". سئل: كان عون في العام 1989 "يمون" فهل يمون اليوم على اصواتك في المجلس النيابي؟ اجاب: "ان كل منطق المرحلة السابقة ذهب ونحن نتحدث بمنطق جديد واضح وبسيط ومباشر".

وحول عريضة الاكراه النيابية قال جعجع: "اتمنى الا يجربهم الله ويضعهم تحت ضغوط مماثلة لان الضغوط التي يتحدث عنها النواب ليست وهمية وصغيرة واكبر دليل انها ادت بعد شهور عدة الى سقوط العديد من الشهداء".

سئل: هل انت تسوق لمشاريع تيار المستقبل والحزب الاشتراكي؟ اجاب: "انا لو اردت ان اكون غطاء لأحد لما دخلت الى السجن 11 سنة، هذا كلام غير مقبول لانه لا يستند الى اي اساس من الواقع، بل هناك تعاون فعلي وجدي من الند الى الند, ولماذا يجرب البعض القول اننا اذا تعاونا مع احد نكون نخدمهم او نكون نحن نسيطر عليهم, وهناك شيء بين الاثنين وليس كما ورثنا من المرحلة السابقة منطق العدو والعميل مع الاخوان السوريين حيث كانت هناك معادلة إما عميل او عدو، الان ان المنطق اللبناني هو الذي يسود خصوصا الدعوة الى الحوار، ومن اجل ذلك اننا نستعجل قيام المؤسسات الدستورية اللبنانية كي تكون هناك دولة مكتملة وان لا يبقى لبنان ساحة صراع لأحد".

سئل: من سيقرر رئيس الجمهورية المقبل؟ اجاب: "العملية ليست بهذه البساطة، وغبطة البطريرك سوف يكون مظلة لهذه العملية".

وردا على سؤال قال: "كل الامور لها الحلول بما فيها شخص الرئيس الجديد, ولكن المهم ايجاد القرار السياسي المناسب المتعلق برئاسة الجمهورية الحالية فيصبح عندئذ كل الباقي تفاصيل، وهذا هدف امام اعيننا". وقال: "ان القوات اللبنانية ليست حجر عثرة في وجه احد للوصول الى الرئاسة".

سئل: في اي وقت تحديدا يمكن ان تدعم العماد عون لرئاسة الجمهورية؟ اجاب: "كل الامور متروكة لاوقاتها، وهذه تتم في ما بعد. اما الان المهم ان يخرج الرئيس لحود من القصر، والباقي كله سهل".

وقال ردا على سؤال: "ان ما نقوم به الهدف منه رئاسة الجمهورية وليس سلاح حزب الله او اي شيء اخر، وسلاح الحزب منذ صدور القرار 1559 مطروح على بساط البحث وسوف يبقى كذلك، وهو من المواضيع الرئيسية التي سوف يجري الحوار حولها".

ونفى جعجع علمه "بالوقت الذي ستستغرقه عملية تنحية رئيس الجمهورية، ولكن كل جهدنا منصب على هذا الامر، ولن ننتقل الى موضوع آخر قبل نهاية موضوع الرئاسة، نأمل ان ننتهي قريبا جدا منه".

والتقى البطريرك صفير بعد ذلك عميد حزب الكتلة الوطنية كارلوس اده على رأس اللجنة التنفيذية للحزب. وقال اده بعد اللقاء: "الزيارة للبطريرك اليوم هي لتأكيد الثقة والدعم للدور الذي يلعبه في هذه الظروف الصعبة التي يمر بها البلد وتداولنا تحديدا في موضوع رئاسة الجمهورية".

سئل: هل وضعكم صاحب الغبطة في اجواء لقائه امس مع وزيرة الخارجية الاميركية؟ اجاب: "لا لم نتطرق الى هذا الامر".

سئل: ما هو المخرج برأيك لتنحي فخامة الرئيس؟ اجاب: "نحن كنا من الاوائل الذين وقفوا ضد التمديد للرئيس لحود لاننا نرى في التمديد بداية رئاسة طويلة كما في مصر والعراق وسوريا، ولانه يتنافى مع مبدأ الديموقراطية والانتخابات والتمديد تم بطريقة غير شرعية. والبلد كما ترونه جامد مع رئيس جمهورية ضعيف، وغير معترف به دوليا كونه معاكسا للقرار 1559 الذي يطبق على القانون اللبناني، وانا اعتبر ان الحل الوحيد هو باستقالة الرئيس لحود واجراء انتخابات جديدة".

سئل: هل تؤيد قوى 14 اذار بشعارها "فل" لرئيس الجمهورية؟ اجاب: "لقد قلتها في 14 اذار 2005 واعتقد كنت الوحيد الذي قال هذا الكلام. ولا اعرف اذا كنت اوافق الاسلوب المتبع، ولكن على رئيس الجمهورية تحمل المسؤولية. ان الرئيس القوي هو المناسب للبنان، ويجب بالتالي التقيد باللغة الديموقراطية".

سئل: ما هو الحل برأيك اذن لتنحية رئيس الجمهورية؟ اجاب: "لدينا دراسات قانونية فيما يخص آلية التنحية، بالاضافة الى الضغوط الشعبية, والرئيس لوحده لن يترك سدة الرئاسة". وردا على سؤال، قال اده انه "لا يؤيد وصول العماد عون الى رئاسة الجمهورية خصوصا وانه عند المصاعب يهدد بالعنف"، لافتا الى "ان الاتصالات مقطوعة مع العماد عون"، ونافيا "ان يكون موقفه نابعا من عدم انضمامه الى لائحة عون الذي لم نكن نعرفه في السابق كما هو اليوم". واشار الى "ان عون انضم الى الفريق السياسي المؤيد لسوريا".

واستقبل البطريرك صفير النائب السابق سايد عقل الذي دعا غبطته "للعمل على حل الازمة الداخلية بنفسه لانه اصبح مفوضا من كل الافرقاء سياسيين كانوا او روحيين وحتى من الشعب"، لافتا الى "اننا ذاهبون الى المجهول ما لم تحل هذه الازمة بسرعة". واضاف:" الناس لم يعد في قدرتها تحمل المزيد، ولم يعد معروفا من يحكم هذه الدولة ومن لا يحكمها". وختم بالقول: "الوضع مشلول ولا يجوز استمرار الوضع على ما هو عليه". الهراوي من ناحيته الوزير السابق خليل الهراوي رأى بعد لقائه البطريرك صفير "ان وضع رئاسة الجمهورية في ظل الانقسامات السياسية والتجاذبات حولها هو خارج السياق الميثاقي الذي توافق عليه اللبنانيون لهذا الموقع الوطني. فالدستور جعل رئيس البلاد رمز وحدة الوطن، لكن الحاصل اليوم ان رئيس الجمهورية انزلق الى موقع الخصومة مع فريق كبير من اللبنانيين. فاذا به، وهو المفترض فيه ان يجمع كافة القوى السياسية ولا سيما في الاوقات المصيرية حول مشروع وطني جامع يحفظ وحدة البلاد واستقرارها وامنها وسيادتها، موضوع انقسام وسببا للخلافات السياسية وللاصطفافات المتقابلة التي لا تنذر بالخير". اضاف: "لا يجوز في بلد توافقي كلبنان ان تكون رئاسة الجمهورية عامل مواجهة وانقسام لانها بذلك تفقد شرعيتها الدستورية. فضلا عن ان عزلة رئيس البلاد وتعطيل دوره بهذا الشكل الحاصل، يسبب خللا في توازن السلطات وخروجا على روحية الوفاق الوطني.

لذلك، نرى ان الرئيس مطالب، حفاظا على الدستور وحرصا على الموقع الذي يشغله وما يمثله من رمز ميثاقي جامع ان يبادر الى الاستقالة فورا لازالة التشنج السياسي والشعبي فاتحا بذلك المجال لانتخابات رئاسية تعيد لرئاسة الجمهورية دورها وموقعها الميثاقي الجامع".

وإلتقى البطريرك صفير راعي ابرشية القاهرة المارونية المطران فرنسوا عيد الذي استأذنه السفر الى مصر لتولي شؤون الابرشية.

ومن الزوار على التوالي: النائب سمير فرنجية والنائب السابق فارس سعيد، النائب السابق غطاس خوري, القاضي سليم العازار، مدير فرع البنك الاهلي في بيروت جوزف الخوري, الوزير السابق يوسف سلامه, السفير فؤاد الترك والنائب السابق بيار دكاش.

الترك بعد اللقاء قال السفير الترك: "اما وقد وصل الوضع الى الحد الذي بات يهدد لبنان الوطن شعبا وكيانا ومصيرا، وتجاه مشهد المتاريس الكلامية التي تغطي وسائل الاعلام على اختلافها وتنذر بمتاريس اشد وادهى. وامام القلق المخيف المخيم على اجواء البلاد، وانطلاقا من واجبنا الوطني ومن ايماننا العميق ولو كان بقدر حبة خردل، ومحاولة منا في ان نكون ربما البحصة التي تسند الخابية. فقد زرنا هذا الصرح للتبرك والاسترشاد في ما يمكن القيام به من اجل استنباط المخارج والحلول للازمة الخطيرة التي تعصف بوطننا الحبيب".

اما النائب عبدالله فرحات، فقد رأى بعد لقائه البطريرك "ان البلاد في ازمة حكم، وبالتالي هي بحاجة الى مرجع تحكيمي, وبكركي تمثل هذا المرجع، والمطلوب من القيادات الوطنية ان تمتثل الى توجيهات بكركي".

 

الرئيس ميقاتي التقى سفيرة اوستراليا والوزير السابق بطرس

وطنية - 24/2/2006 (سياسة) زار الرئيس نجيب ميقاتي اليوم، رئيس اللجنة الوطنية الخاصة بقانون الانتخابات النيابية الوزير السابق فؤاد بطرس، وعرض معه الأوضاع الراهنة. وبعد اللقاء، أمل الرئيس ميقاتي في "أن تنجز اللجنة الوطنية عملها ضمن المهلة المحددة لها نهاية الشهر الحالي، وأن يصدر عنها مشروع قانون عصري للانتخابات يكون أساسا للتمثيل الصحيح والعمل الديموقراطي والاصلاح السياسي المنشود في لبنان". ورأى "ان اجراء الانتخابات على اساس قانون يجمع بين النسبية والاكثرية يتيح لكل الشرائح اللبنانية التمثيل الصحيح والحقيقي والعادل"، لافتا الى انه سبق وتقدم من اللجنة بمشروع في هذا الاطار. وردا على سؤال عن رأيه في الجو السائد في البلاد، قال: "أي عمل سياسي يجب أن ينطلق من خط الاعتدال ومفهوم الوسطية، ويجب أن يتحلى المتعاطون بالشأن العام بروح المسؤولية العالية حفاظا على وحدة لبنان". وشدد على "اولوية وحدة الصف الداخلي لتحصين لبنان من ان يكون وقودا لصراعات المنطقة وخلافاتها ومنازعاتها"، مؤكدا "أن لبنان لا يمكن أن يحكم سوى بالاعتدال وبالوفاق"، لافتا الى "ضرورة الابتعاد عن تجييش الشارع وتأجيج المشاعر".

وعن الغاء جلسة مجلس الوزراء امس، قال: "جوابي الدائم على هذه المسائل هو لمصلحة من يحصل ما يحصل؟ هل المصلحة اللبنانية تقتضي تعطيل الحياة السياسية في لبنان وعمل المؤسسات الدستورية، ونحن في أشد الحاجة الى تنميتها وتقويتها وتأمين حاجات المواطن في هذه الظروف الاجتماعية الصعبة". وأكد ان "لا خلاص للبنان الا بالوفاق والاعتدال والتواصل بين جميع المسؤولين على قاعدة المصلحة الوطنية العليا". سفيرة اوستراليا واستقبل الرئيس ميقاتي سفيرة اوستراليا ستيفاني شوابسكي في زيارة وداعية لمناسبة قرب مغادرتها لبنان نهائيا، وعرض معها العلاقات الثنائية بين البلدين والاوضاع في المنطقة.

 

الشيخ قبلان انتقد طريقة استقبال وزيرة الخارجية الاميركية في بيروت

وطنية - 234/2/2006 (سياسة) ألقى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان خطبة الجمعة في مقر المجلس، بعد أن أدى الصلاة، تناول فيها العمل الارهابي الذي استهدف مرقد المامين علي الهادس وحسن العسكري في مدينة سامراء العراقية وتداعيات هذه الجريمة، فقال: "في ذكرى الإمام زين العابدين نعزيه بما أصاب مقام ولديه العسكريين في سامراء من هجوم بربري وحشي، استهدف معلما تاريخيا وأثريا مباركا، كان محفوظا منذ ألف سنة تقريبا".

وأكد الشيخ قبلان "ان نسف هذا المقام يهدف إلى إحداث فتنة نرفضها وندينها، كما نرفض الاعتداء على الأبرياء والمدنيين، ألم يعلموا بأن وراء هذا العمل فتنة كبيرة؟ نحن ضد الفتنة، وضد الاعتداء على الآخرين، وندين ردات الفعل التي لم تكن يوما من الأيام عقلائية أو ناشئة عن إرادة وعزيمة، بل هي تنشأ عن عواطف جياشة، فتخرج الإنسان عن طوره وعقله، لذلك أقول لهؤلاء الذين قاموا بفعلتهم لماذا تعتبون على أهل الدنمارك في تشويه صورة النبي محمد عليه الصلاة والسلام، ولماذا تعتبون على اليهود الذين يفكرون بهدم المسجد الأقصى، إلا أن يكون المعتدون في الدنمارك وسامراء والقدس كلهم يهود، فإذا كان كذلك فالكفر ملة واحدة، وليس له دين ولا عقيدة ولا مبدأ.

لذلك نقول للحاقدين إن النبي محمد عليه الصلاة والسلام من أولي العزم فعلينا أن نحافظ عليه وندافع عنه، والأنبياء عندنا مقدسون نحترم الكل ويحرم علينا أن نعتدي على نبي او على كتاب منزل، فلا ننشط ولا نبتذل، نقول للجميع يجب أن تحفظ المقدسات والكرامات والمقامات، يجب أن نحفظها ونمنع من يعتدي عليها، أقول للمسلمين إن هذه الهجمة التي ابتدأت بالدنمارك وقد لا تنتهي في القدس والمسجد الأقصى". ورأى "أن قيمة الإنسان تكون في محافظته على مقدساته وتراثه وقيمه والإرث الذي ورثه من السابقين. فنحن نقدس ونجل ونحترم كل الأنبياء، وكذلك المقامات، فإننا ندعو إلى المحافظة عليها، ومع هذا كله، علينا أن نصبر. ونوجه خطابنا للعراقيين (سنة وشيعة) لنقول لهم التزموا بفتوى المراجع الدينية وعلى رأسهم آية الله العظمى السيد علي السيستاني، وعلينا أن نحفظ المساجد والأماكن المقدسة سواء كان المصلون والزوار فيها سنة أو شيعة، نبعد عنها الأهواء والتيارات والعواصف الغازية لنا من الشرق أو من الغرب. فلا يجوز أبدا الاعتداء على الأبرياء وعلى المساجد لأنها لله، ولا فرق بين المصلين فيها سنة كانوا أم شيعة، علينا أن نحيد الأماكن والمساجد والمقامات عن خلافاتنا وعن بغضائنا، علينا أن نحصنها ونحفظها ونحميها، فالمراجع الدينية بعقولهم النيرة وبفتواهم الحكيمة طلبوا من الجميع ان يكونوا في مستوى راق من المعرفة والهدوء والاطمئنان".

وقال الشيخ قبلان: "لقد عقدنا بالأمس اجتماعا علمائيا كبيرا وحاشدا، مع سماحة مفتي الجمهورية والعلماء الأفاضل، وكانت لنا وقفة ضد الإرهاب والفوضى والاعتداءات علينا في مساجدنا ونوادينا ومناسباتنا أن ندعو إلى وحدة الصف والكلمة والأخلاق والتسامح وكف الأذى وعدم الاعتداء على أي إنسان كان". وتساءل عن الاختلاف على مكان اجتماع مجلس الوزراء وعن تعطيل دور المؤسسات؟ وقال: "لماذا هذا التجني لبعضكم البعض؟ لماذا هذه المواقف التي لا تخدم المواطن ولا المصلحة الوطنية ولا الوحدة الوطنية؟ نحن نعيش القلق والاضطراب، لذلك نريد عقلاء ولا نريد أن نتأثر بالشارع، بل أن يمسك العقلاء بالشارع ونمنعه من التصدع والخوف، لأن اللبناني يعيش حالات عصبية وسيئة. وهنا أسأل أين التربية في بعض الممارسات المتشنجة والمتعصبة، وأين أصبح كتاب التربية المدنية أو الدينية أو الوطنية الموحد، الذي يقرأ فيه كل اللبنانيين، وليعلم الجميع أنه إذا كانت هناك مظاهرات ومظاهرات مضادة ستنقلب الأمور ويخسر الوطن ونخسر جميعا، فلا يجوز ان نعيش هذه الأيام الفعل وردة الفعل".

وعن زيارة وزيرة خارجية الولايات المتحدة كوندوليزا رايس الى لبنان قال: "لقد استقبلوها وكأنها نازلة من السماء وكأنها حورية من حور الجنة، فتلقفوها تلقف الكرة ورحبوا بها، نحن لسنا ضد مجيئها إذا كانت منصفة ومخلصة للوطن، فلتتعامل مع أهل الوطن بإنصاف، فلا تنظر إلى فئة بعين سليمة وإلى أخرى بعين عوراء. ونحن لا نحتاج إلى أية وصاية أبدا". وتساءل: "لماذا الانصياع للوصاية الأجنبية وقد رفضتم الوصاية السورية، لماذا تتركون المجال للتدخل الأجنبي في ما بينكم، نقول لكم جميعا أمامكم 2 آذار فاجتمعوا جميعا على طاولة الحوار وأنقذوا البلاد منكم ومن شركم ومن عواطفكم وأنانياتكم، ومصالحكم الخاصة، واخرجوا وكونوا مع الوطن ومع أهله، وابتعدوا عن كل مشاحنة واتفقوا بالروية والحكمة، تناقشوا وتحاوروا تحت سقف الطائف والقانون والدستور. نريدكم أيها الشعب إخوة ومتساويين بإنصاف وابعدوا عنكم شبح الحرب والفتنة، واعلموا أن عدونا الوحيد هو إسرائيل". الوضع الفلسطيني ودعا الشيخ قبلان الفلسطينيين إلى "الاتفاق والمحافظة على وحدتهم الوطنية، ووعي الفتن الإسرائيلية ومواجهة الاعتداءات الإرهابية الإسرائيلية بوحدة الصف والكلمة". ودعا الشعوب والأنظمة العربية إلى "دعم الشعب الفلسطيني والمحافظة عليه وتحصينه وإبعاد عن كل أذية ومنكر".

 

الشيوعي و"حركة الشعب" دعوا الى الاعتصام في 2 آذار المقبل

وطنية -24/2/2006 (سياسة) عقدت قيادتا الحزب الشيوعي اللبناني و"حركة الشعب" اجتماعا في المقر الرئيسي للحزب - بيروت، في اطار تشاورهما المستمر حول التطورات التي تعيشها البلاد، واصدرتا البيان الاتي: "يمر لبنان في مرحلة تزداد مخاطرها يوما بعد يوم، واساس ذلك، الانقسام الداخلي المتصاعد حول مجموعة قضايا اساسية تتناول مسائل السلطة والمواقع الاساسية فيها، وعلاقات لبنان على النطاق الاقليمي وخصوصا موقعه من الصراع الدائر على حدوده وفي المنطقة.ويفاقم من الصراع التدخل الخارجي في الشؤون الداخلية اللبنانية، وخصوصا التدخل الاميركي الذي يسعى لاحلال واشنطن في موقع الوصي المباشر على لبنان واللبنانيين، ولربط هذا البلد بالسياسة الاميركية واستهدافاتها في المنطقة وتحالفها الوطيد مع العدو الصهيوني". وتابع البيان: "وتنذر الانقسامات الداخلية والتدخلات الخارجية باسوأ العواقب، فالبعض يمضي في التصعيد، محاولا الامساك بكامل السلطة.

ومن خلال ذلك يحاول حسم مجموعة مسائل في غاية الاهمية والحساسية، وذلك على ايقاع النزاعات الفئوية والطائفية، وتلبية للاشتراطات الاميركية المباشرة والمطالب الاسرائيلية التقليدية المعروفة، والمتعلقة بموضوع تحرير ما تبقى من الارض اللبنانية وسلاح المقاومة والمخيمات، الى مسائل السلطة والمشاركة والتوازنات، وقضايا الازمة الاقتصادية والسعي لمحاولة تلبية الشروط التقليدية للمؤسسات المالية والاقتصادية الدولية في تصفية القطاع العام وتقليص الخدمات الاجتماعية واعتماد التعاقد الوظيفي". واضاف البيان: "يضع هذا التصعيد الذي يرعاه بوقاحة السفير الاميركي في بيروت والموفدون الاميركيون وعلى اعلى المستويات، البلاد على شفير حرب اهلية، بات التحذير منها على ألسنة كل الحريصين من المراجع الزمنية والسياسية. فحرب من هذا النوع لن يخرج منها لبنان هذه المرة سالما، ولن يخرج منها منتصرا الا اعداؤه والمتربصون بدوره ووحدته".

وقال المجتمعون: "اننا، استنادا الى مسؤوليتنا الوطنية، والخط الذي اعتمدناه في رفض الوصايات القديمة والجديدة، وفي رفض ربط لبنان باستهدافات الخطة الاميركية في المنطقة، وكذلك من موقع رفضنا للمضي في تقسيم لبنان واللبنانيين على اساس طائفي ومذهبي، والابقاء على نظامه السياسي المتخلف والمولد للفساد والانقسامات والتشرذم والحروب، والتبعية والوصاية. ومن هذا الموقع الذي يشاركنا فيه، هواجس وتطلعات، تيار وطني ديموقراطي واسع في البلاد، تدارسنا مجموعة خطوات وتحركات ونشاطات، لرفع الصوت المعبر عن المصلحة الحقيقية للبنان وشعبه ولموقع لبنان السليم والطبيعي، ومن اجل تطوير نظامه ومعافاة اقتصاده وتصحيح علاقاته الخارجية". واضافوا: "في هذا السياق، ولمناسبة انعقاد مؤتمر الحوار الذي دعا اليه رئيس المجلس في الثاني من آذار المقبل، قررنا بشكل مشترك الدعوة الى اعتصام شعبي في ساحة رياض الصلح- الساعة الخامسة من مساء يوم انعقاد المؤتمر للتأكيد على الامور الآتية:

- الدفاع عن السلم الاهلي في وجه مغامري الداخل ومتآمري الخارج.

- التأكيد على الاصلاح وتطوير النظام السياسي على اساس المساواة والغاء الطائفية السياسية واقرار قانون انتخابات نسبي وغير طائفي لاعادة بناء السلطات جميعا من موقع رئاسة الجمهورية الى الحكومة ومجلس النواب.

- محاربة الفساد والهدر ورفض التبعية والوصاية بكل اشكالها القديمة والجديدة.

وختم البيان: "ان اللبنانيين امام امتحان الجدارة بادارة شؤون بلدهم، ولن يكون ذلك بغير الحوار وبناء المؤسسات الحصينة والديموقراطية، وبتأكيد موقع لبنان العربي، مساهما في مقاومة المشاريع الاميركية والصهيونية. اننا نهيب بكل القوى الوطنية والديموقراطية الى المشاركة في هذا الاعتصام كخطوة على طريق اطلاق ورشة شاملة لاستنهاض القوى الواسعة للتيار الديموقراطي، في عمل يشارك فيه كل الحريصين، لكي يأخذ هذا التيار دوره الانقاذي الذي يعود له في التأثير على مسارات تطور البلاد في وجه كل اعاقة او فئوية داخلية، او كل تآمر خارجي". كذلك عقد رئيس الحزب عبد فتوني لقاء مع وفد من قيادة "حركة الناصريين المستقلين"(المرابطون) برئاسة عماد حسامي وعضوية محمد بكري وصائب ناصر وعلي العشي، تم خلاله البحث في التطورات على الصعيد الدولي والاقليمي والداخلي، وكانت وجهات النظر متطابقة في الكثير من القضايا التي طرحت، وتم الاتفاق على "متابعة اللقاءات والتشاور في التطورات المتسارعة وتحديد الموقف منها".

 

النائب أسامة سعد في مؤتمر صحافي في الذكرى 31 لغياب والده

وطنية - 24/2/2006 (سياسة) رأى النائب اسامة سعد "ان اميركا والقوى الغربية تلجأ من اجل فرض وصايتها على لبنان, الى استغلال التحقيق في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري". وقال النائب سعد خلال مؤتمر صحافي عقده في "مركز معروف سعد" في صيدا بمناسبة الذكرى الحادية والثلاثون لاستشهاد المناضل معروف سعد, "اننا في امس الحاجة اليوم لاستلهام سيرته الكفاحية لمواجهة الازمات الخطيرة التي يمر بها لبنان".

ودان النائب سعد "مختلف اشكال التحريض الطائفي والمذهبي دفاعا عن وحدة لبنان واستقلاله وعروبته"، مؤكدا على "تمسكه بمبادىء الشهيد معروف سعد الذي كان يعتبر ان نظام الطائفية السياسية هو علة العلل في لبنان, وان الانقسامات الطائفية تشكل مدخلا للتدخلات الخارجية في شؤونه والتلاعب بمصيره, فضلا عن كونها تعرقل تطوره وتقدمه وتحول دون ارساء وحدته على اسس صلبة". وجدد النائب سعد العهد "على الالتزام بخيار المقاومة سبيلا للدفاع عن لبنان", كما جدد الالتزام بالقضية الفلسطينية "في ظل اشتداد الضغوطات الاميركية والاسرائيلية الهادفة الى انهاء المقاومة ونزع سلاحها, والى الغاء حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة الى ديارهم". ودعا النائب سعد "الى السير على خطى معروف سعد الذي عاش وسط العمال والفئات الشعبية, وخاض معهم النضال من اجل الخبز والحرية ومن اجل الحصول على حقوقهم", داعيا الى "التحرك لمواجهة الحلف المالي السلطوي الذي ادخل البلاد في ازمة اقتصادية ومالية واجتماعية خانقة والى التحرك للمطالبة بحقوق مدينة صيدا من المشاريع الانمائية والاحتجاج على سياسة الاهمال والتهميش التي اتبعتها الحكومات المتعاقبة تجاهها".

وأشار النائب سعد "انه بالرغم من مرور واحد وثلاثين عاما على جريمة اغتيال الشهيد معروف سعد, فإن السلطات الرسمية لم تهتم اهتماما كافيا, للعمل على كشف الحقيقة ولا تحديد هوية المجرمين ومعاقبتهم"، مشيرا الى "ان هذه الجريمة ادت الى اشعال الحرب الاهلية سنة 1975".

وفي رد على اسئلة الصحافيين رأى النائب سعد "ان هناك مسارات دستورية وقانونية من اجل اسقاط رئيس الجمهورية", محذرا من اسقاط الرئيس عبر الشارع"، داعيا "قوى 14 اذار الى التعبير عن حقوقهم عبر الاطر الدستورية والقانونية"، متسائلا "لماذا اذا اسقط الرئيس من الشارع، لماذا لا يكون انتخاب الرئيس من الشارع ايضا؟". واضاف:" في الجانب الدستوري نقول لقوى 14 اذار, انهم محكومون بالتوافق, اما الانتظار لانتهاء ولاية رئيس الجمهورية وانتخاب الرئيس الجديد في مجلس النواب او الوصول الى صيغ من التفاهم مع القوى الاخرى". وعن زيارة وزيرة الخارجية الاميركية الى لبنان قال: "تحاول ان "تثير المزيد من الانقسامات على الساحة اللبنانية"، مشيرا الى "ان السياسة الاميركية تستهدف احتواء لبنان وفرض ارادتها عليه".

واضاف:" ان هذه السياسات ستؤدي الى المزيد من الانقسامات الخطيرة اذ ان اميركا وسياساتها في لبنان وغيره من الوطن العربي, تثير الفوضى المنظمة"، مشيرا الى "المشهد العراقي الذي يعطي صورة واضحة عن المنطقة ككل"، مبديا "خوفه من ان ينزلق البعض في لبنان الى هذه السياسات, مما يؤدي الى مزيد من التوترات", واصفا "زيارة الوزيرة الاميركية في اطار توتير الاوضاع وتخريب السلم الاهلي في لبنان". واعتبر النائب سعد "ان الخطاب السياسي الطائفي يسبب الصراع الطائفي والمذهبي"، مشددا على "ضرورة مواجهة هذا الخطاب بالطرح الوطني", طالبا "من الجميع ان يتنبه وينتبه لخطابه السياسي والاعلامي لتحصين البلد في مواجهة المخاطر الجدية الخارجية"، مشيرا "الى خطاب 14 شباط المتشنج الذي يعطل كل ابواب الحوار"، معتبرا "ان لا احد في لبنان ان يفرض شيئا على الاخر مهما كان لهم غطاء دولي "، متسائلا: "كيف يمكن لهذه القوى ان تكتسب مصداقية وطنية وهي تقول, انها مستندة على الولايات المتحدة الاميركية وفرنسا".

وعن رأيه في ما حصل امس في جلسة مجلس الوزراء,قال: "انه يقع في اطار اسقاط رئيس الجمهورية", مستغربا "ان تعطل الاكثرية البلد وعمل المؤسسات, وان تعلن وزارة الداخلية ان اسبابا امنية منعت من عقد الجلسة في المقر", متسائلا طكيف يمكن للحكومة ان تحمي المواطنين اذا كانت عاجزة عن حماية مؤسساتها؟". واشار النائب سعد الى "ان هناك مجموعات مسلحة في منطقة التعمير المحاذية لمخيم عين الحلوة, وتحظى برعاية من قبل اجهزة امنية لبنانية وبتغطية سياسية ومالية", معتبرا "ان هذا المنطق اذا استمر سينتشر في كل انحاء مدينة صيدا".

واعلن النائب سعد انه سيوقف "كل اللقاءات مع لجنة المتابعة التي تتولى معالجة موضوع التعمير".

 

رابطة مخاتير بعبدا استنكرت التعرض لكرامة المختار في برنامج تلفزيوني

وطنية - 24/2/2006 (متفرقات) أصدرت "رابطة مخاتير بعبدا" بيانا، استنكرت فيه "ما تعرض له احد البرامج التلفزيونية المحلية أمس لكرامة المختار"، واستغربت أن "يصل مستوى ما يطلق عليه فن بهتانا وزورا إلى هذا الدرك الذي أول ما يفتقر الى الاخلاق".

وأشار البيان إلى أنه "إذا لم يكن ثمة اعتذار علني وفي الحلقة المقبلة من البرنامج عن هذه الاساءة، فقد نضطر أن ندعي أمام القضاء لأن كرامة المختار ليست مادة للتندر". وقال البيان: "يؤسفنا أن يصور هذا البرنامج, المخاتير في بعبدا- عاليه، تجارا يطالبون بالتعويض عن عدم إجراء الانتخابات الفرعية في دائرة بعبدا - عاليه، في مقاربة ساخرة لا تمت إلى الفن بصلة، كونها قائمة على التهريج الذي يفتقر إلى المناقب ويخدش الذوق العام، وهذا ما عودنا عليه القيمون على هذا البرنامج التسفيهي، الذي لا ينشد سوى العبث إلى حد الغثيان". أضاف البيان: "لقد فات هؤلاء العابثين بكرامات الناس، أن التوافق في دائرة بعبدا - عاليه، جاء تلبية لإرادة شعبية استجاب لها المسؤولون، وكان المخاتير قوة ضاغطة باتجاه الوصول إلى هذا التوافق، ويهمنا التأكيد أن المختار نذر وقته لخدمة مجتمعه، ولكن للأسف، إن بعض المهرجين ممن يستجدون المال على حساب كرامتهم، هم من يصح فيهم المثال الذي قدموه عن المختار، مع التنويه أن "رابطة مخاتير بعبدا" كرست مفاهيم وطنية في نضالها اليومي، فضلا عن وقوفها إلى جانب المواطن في تأمين معاملاته، وفي معظم ألاحيان دون أي بدل مادي، لأن طبيعة عمل المختار في ظل الواقع الاقتصادي الراهن، تفترض منه التضحية من حسابه الخاص، وهو إلى ذلك، يتمتع بشرعية مستمدة من الناس الذين اختاروه في استحقاق ديموقراطي، وهو ليس عابرا مثل بعض المتشدقين بنكات سمجة لا لون ولا طعم لها ولا رائحة".

 

الاحرار: نؤيد البطريرك في رفض وصول عسكري الى رئاسة الجمهورية قوى 14 اذار برهنت التزامها الخيار الديموقراطي كوسيلة حضارية

وطنية-24/2/2006 (سياسة) شدد المجلس الاعلى لحزب الوطنيين الاحرار, في بيان اصدره بعد اجتماعه الاسبوعي اليوم برئاسة رئيسه الاستاذ دوري شمعون وحضور الاعضاء,ضرورة صون الوحدة الوطنية والعيش الواحد, واكد مشاركة البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير "تفضيل عدم وصول عسكري الى رئاسة الجمهورية".

وقال البيان: "ندعو الجميع الى التزام " خريطة الطريق" التي رسمها الكاردينال صفير للمرحلة الراهنة- خصوصا للشق المتعلق بالرئيس اميل لحود, والتي حدد محاورها انطلاقا من تشخيص موضوعي للوضع القائم ومن توصيات واضحة وفق الترتيب الاتي:

1- اشارته الى الشلل الذي يصيب موقع الرئاسة الفارغ فراغا شبه كامل في ظل مقاطعة داخلية وخارجية عارمة باستثناء زيارات عناصر الحالة السورية الايرانية, وهنا نلفت الى هروب رئيس الجمهورية الى الامام بالتهجم على الدول الصديقة كفرنسا التي اتهم رئيسها بالتآمر والتدخل مما استدعى ردا حاسما من جانبها وضع النقاط على الحروف,او الولايات المتحدة التي ينعتها هو وحلفاؤه بأبشع النعوت بعد ان غيرت سياستها لصالح حق لبنان في الوجود الحر وفي السيادة والكرامة والديموقراطية, كما اكدت بالامس وزيرة خارجيتها السيدة رايس. من دون ان ننسى الاتهامات التي توجه الى المنظمة الدولية والى ممثل امينها العام السيد تيري رود لارسن على لسان الجوقة المعروفة التي لا تستثني الكثير من دول العالم, والاغرب ان تأتي هذه الاتهامات فيما الزيارات السرية الى دمشق والاتصالات المباشرة وغير المباشرة معها قائمة على قدم وساق باسم الخيارات الاستراتيجية التي لا تعنى الا ابقاء لبنان اسير الرهان السوري- الايراني وضحية الاعتداءات الاسرائيلية. كل ذلك وسط نشاط مكثف لمسؤولين ايرانيين ارتفعت وتيرته بعد قمة دمشق التي كرست الحلف بين سوريا وايران, وبعد مهاجرة امين عام حزب الله بالانضمام اليه والولاء له.

2- اعلانه تأييد مطلب تنحية الرئيس بالوسائل الدستورية والديموقراطية السلمية مما يحرج الذين يدعون السير بركب بكركي في هذا الصدد ويشكل امتحانا لنياتهم, فاذا كانوا صادقين فعلا في ما اعلنوه من مواقف, لا يعود امامهم سوى الانضواء تحت سقف المجلس النيابي والعمل لتقصير ولاية رئيس الجمهورية وانتخاب رئيس جديد, والا فليرتدعوا ويكفوا عن المناورات التي يتوهمون انهم بواسطتها يحرجون البطريرك.

3- موافقته على ممارسة حق التظاهر السلمي الذي يكلفه الدستور, وهذا ما تطرحه قوى 14 اذار التي برهنت في شكل قاطع التزامها الخيار الديموقراطي كوسيلة حضارية للتعبير الشعبي والتي اقرت في المقابل بحق الذين يخالفونها الرأي اعتماد الاسلوب عينه ضمن الضوابط التي يفرضها.

4- تشديده على صون الوحدة الوطنية والعيش الواحد اللذين رسختهما حركة قوى 14 اذار, والدينامية الوحدوية التي اطلقتها بفعالية كبيرة ورمزية عالية لم تستطع النيل منهما احداث الشغب الاخيرة التي حركت مفتعليها بقايا النظام الامني المشترك, ولقد جاءت تظاهرة 14 شباط المليونية تثبت ذلك وتوجه صفعة الى الذين يهددون بتظاهرات مناوئة او يهولون ويخوفون لاهداف مشكوفة, ونؤكد في هذا السياق ان احد اسباب الالحاح على ازاحة رئيس الجمهورية في اسرع وقت هو تفعيل مقام الرئاسة بما يعينه من مشاركة وطنية جامعة.

5- حرصه على تمتين العلاقات مع المجتمع الدولي وخصوصا مع الاشقاء والاصدقاء الذين وقفوا الى جانب لبنان منذ وقوع الاعتداء الارهابي الذي اودى بالرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه وبالشهداء الذين اغتيلوا بعده, مما وضع لبنان على طريق انهاء التبعية واستعادة الاستقلال واستعادة الاستقلال والسيادة والقرار الحر, وعلى تنفيذ قرارات الشرعية الدولية التي تساعد على قيام دولة الحق المولجة- دون سواها-الدفاع عن امن الوطن والمواطنين بأدواتها الشرعية وتحديد الخيارات الوطنية.

6- اخيرا نتشارك مع صاحب الغبطة تفضيل عدم وصول عسكري الى رئاسة الجمهورية, وهذا من ثوابت اقتناعاتنا وخطابنا السياسي منذ زمن بعيد, وقد اثبتت صدقيتها الاحداث والممارسات على مدى عقود, علما ان الذهنية التي يندر ان تتغير بعد انتهاء الخدمة وترك السلك هي ما يميز السلوك العسكري والجنوح الى اداء اقل ما يقال فيه انه بعيد عن جوهر السياسة ومبادىء الديموقراطية, ومع التأكيد ان الطاقات متوافرة وان المواصفات المطلوبة موجودة في الكثير من الشخصيات صاحبة الماضي الناصع والمستقبل الواعد التي يمكن ائتمانها على الوديعة والوثوق بها لقيادة المركب الوطني الواحد الى بر الامان.

 

العميد الركن المتقاعد حطيط حاضر في النبطية عن "الأكثرية النيابية ومأزقها"

وطنية-24/2/2006 (سياسة) حاضر العميد الركن المتقاعد أمين حطيط في مقر "جمعية حماية البيئة" في النبطية عن "الأكثرية النيابية ومأزقها" في حضور رئيس اتحاد بلديات الشقيف سميح حلال ورئيس الجمعية ماجد بعلبكي وفاعليات. وتحدث حطيط عن الانتخابات النيابية التي جرت في العام 2005 "حيث تم تشكيل تكتل نيابي اعتبر نفسه أكثرية نيابية اختارها الشعب لتتولى السلطة باسمه". وقال:" لقد استطاعت هذه الفئة أن تسمي رئيسا للحكومة منها، ومنذ أن نالت تلك الحكومة الثقة وهي تحاول أن تحكم وفقا لرغبات منها ما هو مضمر ومنها ما هو معلن، ولكن ليس هناك حكم واقعي تلزمه الأكثرية وتتفق عليه". واعتبر أن "الأكثرية لا تمثل اليوم الأكثرية الشعبية ولا يصل تمثيلها الحقيقي الى 40 % من الشعب. وهي تخشى المجلس الدستوري كما تخشى أي انتخابات جديدة. وباقالة الرئيس لحود تنجو من الخطر"، لافتا الى أنه "لم تستطع الأكثرية لا أن تستأثر بالسلطة ولا أن تقنع نفسها أنها هي الحاكمة بل انها تتصرف وكأنها معارضة".

 

التحقيق في شريط ومقال لتلفزيون وجريدة "المستقبل"

وطنية - 24/2/2006 (قضاء) صدر عن المكتب الاعلامي لوزارة العدل ما يلي: "بعد إطلاع المدعي العام التمييزي القاضي سعيد ميرزا على مضمون شريط البث المباشر لتلفزيون "المستقبل " الذي عرض مساء أمس الخميس 23/2/2006، ثبت صدور ألفاظ مشينة ونابية ومهينة لشخص فخامة رئيس الجمهورية، قرر المدعي العام التمييزي ملاحقة كل من تفوه بمثل هذه العبارات وتوقيفهم فورا لأن الأمر ما يزال ضمن مدة الجرم المشهود . كما اطلع المدعي العام التمييزي على المقال المنشور في جريدة "المستقبل " في تاريخ 24/2/2006الصفحة الثانية، بقلم الصحافي فارس خشان، وقرر فتح تحقيق فوري نظرا الى ما تضمنه المقال من معلومات وعبارات تمس شخص رئيس الجمهورية وخصوصا ما ورد على لسان السفير السابق السيد جوني عبدو، وفقا لأحكام قانون المطبوعات". وفي الاطار نفسه، باشر القاضي ميرزا تحقيقاته في القضيتين.

 

افرام استغرب استثناء "طوائف الاقليات المسيحية" من الحوار

وطنية-24/2/2006 (سياسة) وجه رئيس الرابطة السريانية حبيب افرام مذكرة الى رئيس مجلس النواب نبيه بري تمنى فيها النجاح للقاء الوطني للحوار, ومستغربا استثناء "طوائف الاقليات المسيحية" منه . وجاء في المذكرة: "اننا اذ نقدر الدور البناء الذي تقومون به خاصة على صعيد اللقاء الحواري الوطني, نود ان نلفتكم الى غبن تاريخي يلحق بما يسمى طوائف الاقليات المسيحية, وهي بالمناسبة ست طوائف (السريان الارثوذكس, السريان الكاثوليك, الاشوريون, الكلدان, الاقباط, اللاتين) تشكل نصف الطوائف المسيحية المعترف بها, اذ في كل مفترق وفي كل مفصل, يشعر ابناؤها انهم مغيبون تماما ومهملون بالكامل ولا رأي لهم ولا حتى استشارة. اننا مع وعينا التام لخطورة ودقة المرحلة, ومع تأكيدنا ان الاهم هو الوطن لا التفاصيل, ومع تمنياتنا بنجاح اللقاء, فان هذا الاستغياب الدائم, مهما كانت المبررات وصحتها, لا يؤمن المساواة التامة بين كل اللبنانيين. اننا على ثقة بانكم ستولون هذه المذكرة حقها, لانكم ضنينون الا يكون اي لبناني مواطنا من درجة ثانية".

 

 

طائرة استطلاع اسرائيلية اخترقت ليل امس اجواء الجنوب

وطنية- 24/2/2006 (امن) صدر عن قيادة الجيش - مديرية التوجيه البيان الاتي: "عند الساعة 16,10 من بعد ظهر امس، اخترقت طائرة استطلاع اسرائيلية معادية قادمة من جهة البحر اجواء الجنوب، ونفذت طيرانا دائريا فوق مناطق: صور- بنت جبيل- كفركلا- النبطية. ثم غادرت عند الساعة 22,05 في اتجاه عرض البحر. وعند الساعة 22,20 اخترقت طائرة مماثلة اجواء الجنوب وحلقت فوق مناطق: بنت جبيل- كفركلا- النبطية- صيدا وصولا الى الدامور شمالا، وغادرت الاراضي اللبنانية الساعة 0,55 من ليل 24/2/2006".

 

ابراهيم امين السيد: نطالب بالحوار على اساس حماية لبنان من اسرائيل

وطنية - بعلبك- 24/2/2006 (سياسة) اقام "حزب الله" احتفالا في مقام السيدة خولة في بعلبك لمناسبة ذكرى استشهاد السيد عباس الموسوي والشيخ راغب حرب واستنكارا لاستهداف المقامات المقدسة والمساجد في العراق، حضره الرئيس حسين الحسيني ممثلا بنجله علي، النائب كامل الرفاعي والنائب السابق ابراهيم بيان ورجال دين وفاعليات سياسية واجتماعية وحزبية. وتحدث في الاحتفال رئيس المجلس السياسي في "حزب الله" السيد ابراهيم امين السيد فأشار الى ان "حزب الله" يطالب بالحوار بين الافرقاء اللبنانيين على اساس حماية لبنان من الاعتداءات الاسرائيلية، "ومن لديه وجهة نظر فليطرحها على طاول الحوار لان هذا السلاح لا ولن يسقط لحساب اميركا واسرائيل او لحساب محاور داخلية تعمل لحساب الخارج". ورأى "ان البعض اخذ خيارات واضحة في التعامل مع العدو الصهيوني".

وقال: "ان المشكلة هنا هي في البنى الثقافية والفكرية والطائفية وحتى الحزبية سواء في لبنان او العراق، فالمشكلة هي في بعض التشكيلات السياسية وفي اسماء وعناوين جديدة تزرع الطرقات بالازمات والمشاكل والعقبات والفتن وساحاتنا بالتحديات الوهمية والاستعراضية". وتناول موضوع توقيع النواب السابقين والحاليين عريضتين تطالبان رئيس الجمهورية العماد اميل لحود بالاستقالة وقال: "ان اسرائيل جاءت في العام 1982 بطلب من بعض الوطنيين المزيفين وفرضت سلطة سياسية بالدبابات والحرب والدمار، ونرى اليوم من يتجاوز عيوبه وعاره ويقول كنت مكرها على التمديد للحود ومن السوريين، جيد ان يدركوا هذا العار ويقولوا لشعبهم انهم كانوا قاصرين وان ارادتهم وقرارهم قد اغتصب من قبل هذا الضابط السوري او ذاك، نحن مشكلتنا ليست معهم لكن الامر اساء للشعب اللبناني".

وختم: "نحن لا نخشى احد وما نخشاه ان يصنعوا لنا من انفسنا عدو يقاتلنا وهذه مسؤولية تقع على عاتق الجميع، ومن غير المقبول ان يقول احدهم من الساحة اللبنانية ان سوريا هي العدو وليست اسرائيل".

 

النائب الخليل: تأجيل الحوار في ظل الاجواء المتصاعدة يوميا لا ينفع

وطنية- 24/2/2006 (سياسة) اعتبر النائب انور الخليل، في حديث الى اذاعة "صوت لبنان"، "ان استمرار الامور بهذا الشكل يعني ان الحكم والحكومة اصبحا في مهب الريح، وما حصل بالامس لا يطمئن بان شؤون الوطن وهموم المواطنين تشكل الامور الاساسية التي يجب ان تعتني بها الحكومة". واكد"اهمية الحوار ولا سيما في هذه المرحلة الدقيقة التي يمر بها الوطن، وفي ظل الامور المفصلية التي نشاهدها ونكاد لا نصدقها، وخصوصا مع هذا التشتت الفظيع الذي رأيناه البارحة".

واعتبر "ان الحوار لا يمكن الا ان يكون المدخل الاساسي والحقيقي لحلحلة الامور التي تقف امامنا بشكل واضح والتي لا يمكن ان تستمر بهذا الشكل". وعن امكان تأثر موعد الثاني من آذار بالتطورات، قال: "كل ما سمعناه في جولتنا على المرجعيات السياسية هو في اتجاه ضرورة الحوار والقبول بالحضور مع بعض المواقف من التي كانت تشير الى ارادة المسؤولين الى مراجعة الحلفاء والشركاء، لكن لم نسمع من احد على الاطلاق بأنه لن يحضر، لذلك اعتقد وآمل ان يكون هذا الحوار قائما بكامله ومن دون اي تأخير او تأجيل، لان التأجيل في ظل الاجواء المتصاعدة يوميا لا ينفع".

 

جنبلاط يتجاوز "بدعة" البيان الوزاري ويؤيد تطبيق الـ 1559

"14 آذار" تباشر عزل لحود بمقاطعة بعبدا

الجمعة, 24 فبراير, 2006 - صدى البلد

مصادفة أو في خطوة مدروسة، انتقلت جلسة مجلس الوزراء الى بعبدا في اللحظة الأخيرة أمس فنسفها وزراء "14 آذار" الذين انتقلوا ليتابعوا معركة إسقاط رئيس الجمهورية اميل لحود من ساحة الشهداء، ووفر الوزراء في ذلك إحراجاً للرئيس فؤاد السنيورة الذي سعى الى التهدئة وتأمين الحضور الى المتحف قبل ان يقترح نقل الجلسة الى بعبدا ويحصل ما حصل.

وقد جاء هذا التطور الجديد بعد أقل من ثلاث ساعات على مغادرة وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس بيروت إثر زيارة مفاجئة كان السؤال الأول الذي أثارته: ما موقع الرئاسة ومصيرها؟

بعيداً عن التصريحات الرسمية التي جددت فيها دعم بلادها للبنان ولرئاسة "تنظر الى المستقبل وتتمسك بالسيادة" فإن مصدراً اطلع على مضمون مباحثات رايس مع قطبي "14 آذار" وليد جنبلاط وسعد الحريري قال: ان الوزيرة الأميركية أكدت "حرص الولايات المتحدة على استقلالية القرار اللبناني لجهة انتخاب رئيس جديد للجمهورية". وفهم من رايس ان الإدارة الأميركية تستبعد وصول النائب العماد ميشال عون الى رئاسة الجمهورية، لكنها تصر على "دوره المحوري" في تسمية الرئيس العتيد. وأكدت "ضرورة الإسراع في التغيير الرئاسي لما فيه مصلحة لبنان على مستوى الداخل ولجهة علاقته بالمجتمع الدولي". ونقل عن رايس إشادتها بـ "الحلف المتين" بين الحريري وجنبلاط وتشديدها على "الدور المهم" الذي يلعبه جنبلاط في صفوف المعارضة". وأبدت "اهتمام الإدارة الأميركية بتحسين العلاقات معه وترحيبها بزيارته المرتقبة الى الولايات المتحدة".وقال المصدر لـ "صدى البلد" ان رايس طلبت ان تزور جنبلاط في منزله "في إشارة الى مركزية دوره في التغيير الديمقراطي المستقل في لبنان". والى ذلك قالت مصادر قريبة من النائب سعد الحريري ان لقاءه مع رايس في منزل جنبلاط "كان لتأكيد متانة التحالف بينهما ووحدة الخيار والتوجهات".

وأوضحت رايس خلال زيارة استغرقت نحو 4 ساعات الى لبنان بدأتها بلقاء البطريرك الماروني مار نصرالله بطرس صفير واختتمتها بلقاء رئيس المجلس النيابي نبيه بري ان "الهدف الوحيد من هذه الزيارة هو التعبير عن دعمنا للشعب والحكومة اللبنانيين في سعيهما لاستعادة سيادتهما".

وأكدت قبل وصولها الى بيروت ان "الشعب اللبناني يحتاج رئاسة تتطلع الى الأمام وليس الى الوراء وتدافع عن السيادة اللبنانية". وقالت رايس التي لم تلتق لحود على عكس ما فعلته خلال زيارتها في تموز الماضي "تحدثت اليه في الماضي وكانت رسالتي ان من مسؤوليته بصفته رئيساً للبنان ان يكون معنياً بسيادة" بلاده.

وطالبت رايس دمشق بعدم "تخويف لبنان او مواصلة احتلاله بشكل غير معلن وتطبيق مسؤوليات بموجب القرار 1559". واذ شددت على تعاون سورية مع لجنة التحقيق الدولية قالت: "تحدثت في الأمر في السعودية ومصر... واعتقد انه سيتم توجيه رسائل جديدة الى سورية حول أهمية التعاون".

وأوضحت أوساط رئيس مجلس النواب ان الكلام الذي قاله للوزيرة الأميركية عن ان "رأي الله مع الجماعة ولا ينفرد به أحد" يتضمن اشارتين: الأولى انه لا يمكن ان يسود في لبنان منطق الغالب والمغلوب, والثاني هو ضرورة الحوار وعدم اللجوء الى التظاهرات في الشارع والتي قد تنشأ عنها صدامات.

وفور مغادرة رايس لبنان شن أمين عام "حزب الله" السيد حسن نصرالله هجوماً على السياسة الأميركية وقال: "فلتأت أميركا بنفسها الى لبنان لانتزاع سلاح "حزب الله" ان استطاعت". وشدد نصرالله على الهدوء والتهدئة".

من جهته اكد النائب وليد جنبلاط ان اطاحة لحود هي الاولوية وتجاوز ما اعتبره "بدعة" البيان الوزاري الذي نص على ضرورة احترام القرارات الدولية مؤكدا ضرورة تطبيق القرار 1559، واشار الى ان شبعا تتحرر بالسياسة.

 

لبنان "تبولة" جولة رايس

طوني فرنسيس  - البلد -الجمعة, 24 فبراير, 2006

 فجأة أضافت كوندوليزا رايس لبنان الى جولتها الشرق أوسطية. قبل ذلك كان برنامجها يقتصر على مصر والسعودية والامارات وجدوله على بحث ثلاث نقاط أساسية: انتصار "حماس" في الانتخابات الفلسطينية والمشروع النووي الايراني والوضع في العراق والقاسم المشترك بين هذه العناوين الثلاثة هو امتحان الديمقراطية الذي تدعي الادارة الأميركية خوضه في المنطقة، وتسلك في سبيله نهجاً مزدوجاً فيه الكثير من التناقض. لقد أسهمت الادارة الأميركية بقسط وافر في دفع الشعب الفلسطيني الى اختيار "حماس" لقيادة المجلس التشريعي والسلطة الفلسطينية، فهي في دعواتها المتكررة الى الديمقراطية وحق الاقتراع وفي حملتها على "فتح" وقيادتها التاريخية ثم في حملتها على "حماس" ورفضها المسبق لوصولها الى السلطة خلقت مناخاً مناسباً لفوز هذه الحركة الاسلامية في الانتخابات. وبعد فوزها بدأت ضدها حملة ضغوط سياسية ومالية سعت لاشراك مصر والسعودية فيها ووضعت شروطاً تسارع اسرائيل الى تبنيها في كيفية التعاطي مع الوضع الفلسطيني الجديد. وفي الموضوع الايراني تفضل الادارة الأميركية تماماً امتلاك اسرائيل للسلاح النووي وتنقض في حملة دبلوماسية غير مسبوقة على ايران لمحاولتها تخصيب اليورانيوم للأغراض السلمية كما يؤكد قادتها وأصدقاؤها الروس، وتصل الحملة الى حد التهديد باستخدام القوة وضرب المنشآت الايرانية بالصواريخ، وتتبرع اسرائيل للقيام بالمهمة.

الا أن واشنطن تقيم في الوقت نفسه تحالفاً غير معلن، أو تعاوناً، مع ايران في شأن قضايا مباشرة أهم بكثير، ومن دون هذا التعاون ما كان للجيش الأميركي أن يستقر في العراق وهو سيتحول في حال غيّرت ايران رأيها رهينة خلال 24 ساعة وما يضمن عدم حصول ذلك هو امساك حلفاء ايران في العراق بالحكم وبمناطق واسعة من البلاد، والأمر نفسه حصل سابقاً في أفغانستان حيث وفّر التعاون الايراني في ملاحقة مناصري طالبان والقاعدة وتأمين تعاون "الهزارة" أساساً لتوطيد سلطة حكومة كارزاي في كابول وغرب البلاد.

أما في موضوع الوجود العسكري الأميركي في العراق فالعنوان المطروح هو تخفيف هذا الوجود مع بحث احتمال مساهمة "قوات عربية واسلامية" في حفظ الأمن خلال المرحلة المقبلة، والمسألة تعني مصر والسعودية، وخصوصاً سورية، وقد قيل الكثير عن مفاوضات جرت وتجرى في هذه الخصوص، الا أن الحديث الأميركي يغفل هذه النقطة العملية ويدخل على خط آخر فيصبح المطلوب عربياً معاقبة حماس وايران وسورية لنقع جميعاً في الالتباس والغموض! لماذا زيارة لبنان اذن؟ قد يبدو بلدنا النقطة الأقل كلفة للاستراتيجية الأميركية في المنطقة، انه كصحن التبولة في عالم "النواشف" العربية، موضوعه أسهل بكثير وأوضح في مقاييس أهله: استقلال وحرية وسيادة وكلها عناوين تتحقق بنضال أهله ضد احتلال اسرائيل وضد السيطرة السورية ولو تم ذلك وسط جدالات وحسابات مفيدة أو عقيمة! ولذلك ربما تزيد زيارة لبنان من رصيد رايس عندما ستقدم تقريرها عن تقدم الديمقراطية في لبنان حيث يمكنها أن تزيد أن كل ذلك تم بفضل تعاطف ادارتها.

 

بركة" رايس... أم بركة صفير؟

طارق ترشيشي -الجمعة, 24 فبراير, 2006 - البلد

ما ان غادرت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس بيروت التي أمضت فيها ساعات حتى بدأت نتائج زيارتها تتكشف, وكانت أولاها تعطيل جلسة مجلس الوزراء التي كانت مقررة في مقره الخاص في المتحف ثم نقلت "لأسباب أمنية" الى القصر الجمهوري. والمرجح ان المجلس لن يجتمع مجدداً لأن قرار قوى 14 آذار بمقاطعة جلساته التي يرئسها رئيس الجمهورية العماد اميل لحود سينسحب على كل الجلسات اللاحقة وذلك امعاناً في مخططها الهادف الى تنحية الرئيس عن سدة الرئاسة.

فنائب "القوات اللبنانية" جورج عدوان أعلن اثر لقائه رئيس الحكومة فؤاد السنيورة أمس الأول ان كل ما تقوم به قوى 14 آذار من تحركات هادفة الى تنحية رئيس الجمهورية وإزاء غير ذلك من القضايا العالقة سيكون بــ"بركة" البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير, والبطريرك أعلن قبل أيام انه لا يؤيد مقاطعة الوزراء المسيحيين جلسات مجلس الوزراء, وانه يؤيد التحرك ضمن الأطر الدستورية لإقالة رئيس الجمهورية ويعارض اللجوء الى الشارع وتوجيه تظاهرات الى القصر الجمهوري للوصول الى هذه الغاية.

لكن في ضوء زيارة الوزيرة رايس لبيروت أمس واجتماعها بأقطاب 14 آذار، فإن أمر مقاطعة جلسة مجلس الوزراء جاء مناقضاً لموقف البطريرك صفير, وهذا يعني في رأي قطب نيابي أمرين: اما ان البطريرك الماروني قد غيّر موقفه بعد اجتماعه برايس, واما ان رئيسة الديبلوماسية الأميركية لها "المونة" والقرار أكثر من سيد بكركي, وهذان الأمران يؤديان الى استنتاج مفاده ان التظاهر الى القصر الجمهوري اذا حاز على الضوء الأخضر الأميركي بعد جرعة الدعم المباشر التي وفرتها رايس, ستمضي به قوى 14 آذار قدماً تنفيذاً لقرار أميركي بعيداً عن تمنيات البطريرك صفير. ويمكن ان تكون المفاجأة التي تحدث عنها رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع هي زيارة رايس لبيروت حاملة "أمر العمليات" لتنفيذ الخطة التي سربتها إحدى الصحف الألمانية من خلال رسالة تدّعي ان رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط بعث بها الى الفرنسيين والأميركيين يطلب فيها دعماً لخطة "الانقلاب" الذي انطلق في ذكرى 14 شباط. فإذا ما سار "الشباطيون" وفق خطة رايس "الديمقراطية بامتياز" فإن الحوار الذي دعا اليه رئيس مجلس النواب نبيه بري سيكون ضحية شروط جنبلاط ــ جعجع.

ومن هنا كان تحذير الأمين العام لــ"حزب الله" السيد حسن نصرالله في خطابه أمس من استعمال الشارع ومنطق الغلبة. علماً ان الاعتصام الذي نظمه "حزب الله" في الضاحية الجنوبية أمس شهد مشاركة كثيفة لحركة "أمل" ميدانياً فيه مع العلم ان الدعوة اليه لم تكن مشتركة بينها وبين "حزب الله". ويضاف الى هذه المشاركة دعوة بري لرايس الى التزلج في مزارع شبعا بعد تحريرها وذلك رداً على اعرابها له في مستهل اللقاء بينهما عن اعجابها بمناخ لبنان وتأكيدها حب التزلج.

على ان القطب النيابي اياه, يعلق على "الأسباب الامنية" التي استدعت نقل جلسة مجلس الوزراء الى القصر الجمهوري ومن ثم عدم انعقادها بسبب مقاطعة وزراء الأكثرية الحاكمة لها, ويقول ان هذا الأمر ليس من مصلحة هذه الأكثرية التي باتت ممسكة بغالبية مقدرات السلطة ومؤسساتها الأمنية وغيرها, "فإذا كانت لا تستطيع ان توفر الحماية لمجلس الوزراء فكيف لها ان تؤمن حماية للبلاد من الأخطار الخارجية؟".

وإذ يتساءل هذا القطب: مَنْ يكمّل مَنْ الوزيرة رايس ام رئيس الحكومة الاسرائيلية بالوكالة ايهود أولمرت الذي تفقد الحدود الجنوبية برفقة وزير الدفاع الإسرائيلي شاوول موفاز؟ يقول: "ان الخشية هي ان يكون لبنان قد وضع بين فكي كماشة: المنظار الإسرائيلي على عيني أولمرت التي حدقت قبل يومين بالمنطقة الجنوبية المحررة من احتلال اسرائيلي دام أكثر من 22 عاماً، والتمنيات الأميركية على لسان رايس لدى زيارتها الى بيروت أمس باسقاط لبنان بين فكي المشروع الأميركي الإسرائيلي".

 

 شيراك يبحث موضوع لبنان مع أنان الثلثاء

الجمعة, 24 فبراير, 2006 -     باريس  جورج ساسين - البلد

يلتقي الرئيس الفرنسي جاك شيراك الثلثاء المقبل الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان في باريس بمناسبة مؤتمر حول تمويل التنمية في العالم يعقد مطلع الأسبوع في العاصمة الفرنسية. ومن المتوقع ان يستعرض شيراك مع أنان عدداً من القضايا خصوصاً لبنان بعد التطورات المتسارعة فيه

وعلى رغم ان السلطات الرسمية الفرنسية تستهجن الحملة التي تطلقها أوساط بعبدا ضد الرئيس جاك شيراك شخصياً لأنها "تخرق قواعد التعامل" ملمحة الى "نوع من التجني" لا يخدم مصلحة لبنان" إلا انها تعتبر ذلك "طريقة لتجاوز العزلة المفروضة على الرئيس اميل لحود". وتلفت المصادر المأذون لها الى ان باريس "تتمهل في الخوض في التعليق على مآل الرئيس اللبناني لجهة تقصير ولايته باعتبار انها تنظر الى المسألة من منظار عدم التدخل في الشؤون الداخلية اللبنانية".

 

حمل ملف المفقودين الى دمشق فحُمِّل لائحة بـ 500 مفقود في لبنان

الجمعة, 24 فبراير, 2006 - اسبرانس غانم - البلد

بعثت زيارة الممثل الاقليمي للمفوضية السامية لحقوق الانسان فرج فنيش أخيراً الى سورية الامل في تحقيق تقدم في ملف المفقودين اللبنانيين في السجون السورية. واكتسبت اهمية خاصة بسبب موافقة السلطات السورية على هذه الزيارة وعدم انكارها وجود لبنانيين في السجون السورية، كما وعد المسؤولون السوريون بمواصلة التعاون مع اللجنة المشتركة اللبنانية ــ السورية حول المفقودين للتوصل الى حل لهذه القضية.

غير ان مصادر ديبلوماسية اشارت الى نقطتين برزتا خلال هذه الزيارة، اولاهما ان المسؤولين السوريين افادوا ان جزءا من الاجابة على ملف المفقودين اللبنانيين موجود لدى بعض المسؤولين والاطراف اللبنانية الذين يتحملون مسؤولية اختفاء عدد من الاشخاص على الاراضي اللبنانية.

اما النقطة الثانية فهي وجود قائمة بمفقودين سوريين في لبنان يفوق عددهم الـ 500 شخص، بينهم 250 جندياً والآخرون مدنيون. ورأت المصادر ان هذه "الزيارة" الايجابية فتحت الباب امام الحوار بين المفوضية العليا لحقوق الانسان والسلطات السورية حول هذا الملف وأكدت على متابعة الأمم المتحدة لهذا الملف حتى التوصل الى نتيجة. واشارت الى ان هذه الزيارة هي الاولى من نوعها لانها المرة الاولى التي يزور فيها موفد من المفوضية العليا سورية للبحث في ملف المفقودين. واوضحت انها كانت "استطلاعية" ولم يتم خلالها الاتفاق على "اي شيء جديد"، بانتظار ان يرفع فنيش تقريره الى المفوضية العليا التي ستقرر الخطوات المقبلة. وافادت المصادر ان فنيش التقى في دمشق وزير الخارجية، ووزير العدل ووزيرة العمل ووزيرة المغتربين. كما التقى ممثلين عن منظمات حقوق الانسان والمجتمع المدني والجانب السوري من اللجنة المشتركة اللبنانية ــ السورية الخاصة بقضية المفقودين، بالاضافة الى عدد من السفراء العرب والاجانب.

ولفتت الى ان هذه الزيارة تهدف الى بحث واقع حقوق الانسان في سورية وتم خلالها التطرق الى ملف المفقودين اللبنانيين في السجون السورية، علما انه تم تكليف فنيش متابعة هذا الملف من قبل الامم التحدة على اثر زيارة وكيل الامين العام للامم المتحدة للشؤون السياسية ابراهيم غمبري بيروت خلال تشرين الثاني الماضي. وأوضحت ان المفوضية العليا لم تطلب زيارة السجون السورية خلال هذه الزيارة، مؤكدة متابعة هذا الملف خلال الفترة المقبلة.

 

<<عون أو الفوضى>> معادلة فرضتها الاصطفافات السياسيّة في ضوء المعايير التي طرحتها قوى 14 آذار /خط سير رايس يؤكد على التوافق لاستكمال التغيير

جورج علم  - السفير 24/2/2006

تقضي رمزية المشهد بالاعتراف أن خط السير الذي اعتمدته كونداليسا رايس من بكركي الى كليمنصو، هو خط التوافق، والمصالحة، ترى ألم يكن البطريرك نصرالله صفير، والنائب وليد جنبلاط قطبي المصالحة الوطنية في الجبل؟، وإذا كان الجبل، هو لبّ <<لبنان الكبير>>، ألا يعني ذلك ان التوافق، حول معالجة الملف الرئاسي هو المدخل الى الوفاق الوطني الذي يحتاجه هذا ال<<لبنان الكبير>> في هذه المرحلة؟!.

يزداد هذا المشهد غنى برمزيته، إذا ما أخذنا بعين الاعتبار الخط الذي سلكته رايس للوصول الى بيروت، حيث كانت لها محطة مهمّة في القاهرة، واخرى بالغة الاهمية في المملكة العربية السعوديّة، حيث للدولتين مواقف معروفة من الاوضاع اللبنانيّة إن لجهة التأكيد على الحوار، والتفاهم، والمصالحة، ووحدة الصف، أو لجهة التأكيد على وضع حدّ للأجواء العدائية بين لبنان وسوريا، ووقف الحملات الاعلاميّة المتبادلة، وفصل مسار التحقيق الدولي، ليكمل مشواره مع لجنة التحقيق الدولية برئاسة القاضي البلجيكي سيرج براميرتس، بمعزل عن أي تشابك، او ترابط مع الملفات الاخرى، وخصوصا ملف العلاقات اللبنانية السورية، وترتيبات وضعه في إطاره الصحيح لكي تتحول الى علاقات احترام متبادل بين البلدين، قائمة على النديّة.

وإذا كان يصحّ الحديث عن المبادرات المصريّة والسعوديّة والعربيّة لمقاربة هذا الملف، فإن تلك المبادرات، لم تأت من فراغ، والأصح أنها كانت منسقة بشكل او بآخر مع السيدة رايس التي <<لا تريد إسقاط النظام في سوريا، بقدر ما تريد أن يغيّر سلوكه؟!>>.

خارج هذه الرمزية في التحرك، فإن رايس لم تصل الى بكركي، إلا بعد ان أخذت علما بالمواصفات التي يحرص البطريرك الماروني عليها، عند أي مقاربة لملف رئاسة الجمهورية، وهو الداعي الى عدم إسقاط الرئيس لحود عن طريق الشارع، والى التفاهم المسبق على البديل، كي لا يصبح موقع الرئاسة شاغرا، وان يتم التغيير وفق القواعد الدستوريّة، وهذا مفاده أن الانقلابات ممنوعة أيّا كانت وسائلها، وأشكالها.

لم تأت هذه المواصفات من فراغ، ذلك أن سيّد الصرح أتى بهذا المخرج، لتفادي الأدهى بعدما بلغ الخطاب السياسي مبلغا من الاحتقان، والتصعيد، والتشنج بين محورين، الاول تمثله قوى الرابع عشر من آذار، والثاني يمثله لقاء التيار الوطني الحر، مع <<حزب الله>> وبعض الاحزاب والقوى السياسية الحليفة من حركة <<أمل>> برئاسة الرئيس نبيه بري، الى <<تنظيم المردة>> المنضوي تحت راية النائب والوزير السابق سليمان فرنجية، الى الامير طلال إرسلان، وحزبه، الى سائر القوى والاحزاب التي لم تتنكر لتحالفاتها مع دمشق، واستطرادا مع التحالف الايراني السوري، وامتداداته في المنطقة.

ويقول بعض متتبعي وقائع الزيارة ان رايس ما كانت لتبدأ محطتها اللبنانية، من بكركي، إلا بعد إيمانها العميق بالخطورة التي بلغها الوضع اللبناني الداخلي في الآونة الاخيرة، خصوصا بعدما فتحت قوى الرابع عشر من آذار ملف التغيير الرئاسي، من موقع التحدي، التحديّ باللجوء الى الشارع، وتعبئته لإسقاط الرئيس عن طريق الشارع، والتحدي بتحديد المهلة لإنجاز هذه المهمة الدقيقة والخطيرة في غضون أسابيع قليلة بحيث تكون ناجزة قبل 14 آذار المقبل، من دون أن تكشف النقاب عن المعطيات، ووسائل التغيير التي تملكها، والتحدي في استثارة الحساسيات، والمشاعر العدائيّة لدى الاطراف الاخرى التي لا توافقها، آراءها، وطروحاتها بشأن إسقاط الرئيس، والتغيير المنشود، لذلك شاءت من خلال زيارة الصرح ان توجه رسالة على جانب كبير من الاهميّة من حيث رمزيتها، ودلالاتها، رسالة تقول أنها مع بكركي في قولها بأن <<موقع الرئاسة الاولى يكاد ان يكون خاليا>>، وأنها مع التغيير الرئاسي وفق ما تطالب به قوى 14 آذار، ولكن ليس عن طريق اللجوء الى أسلوب التحدي، بل وفق المعايير والمواصفات التي طرحها البطريرك صفير كآلية للتغيير المطلوب.

يفهم من ذلك تقول مصادر متابعة ان رايس مع الحوار، ومع التوافق اللبناني اللبناني لاحداث التغيير، وعندما قالت <<على الشعب اللبناني ان يقرر>>، كانت تعي ما تقول، إلا إذا كانت تقول بالشيء لتأتي بعكسه في محاولة لتكريس لبنان الساحة، بديلا عن لبنان الوطن؟!..

ولعل الرئيس السنيورة كان هادفا عندما أكد بتصريحه وعلى مسمع من رايس، بأن الاخيرة قد جاءت لتجنب لبنان من ان يكون الساحة، ولتؤكد على استقراره، وانتظامه في الحياة الطبيعة الهادئة الهانئة، البعيدة عن الاصطفافات والتحديات والتجاذبات الخارجيّة على أرضه.

يعكس الرئيس السنيورة بتصريحه، وتلميحه على هذا الصعيد الى أمرين، الاول: إن مؤتمر دعم لبنان، او ما بات يعرف ب<<بيروت 1>>، لن ينعقد في ظل وضع داخلي متشنج، وبالتالي لا يكفي ان تقول رايس وإدارتها، أنهما مع دعم لبنان، ومع انعقاد هذا المؤتمر، بل على الولايات المتحدة أن تقوم أيضا بتهيئة الاجواء المؤاتية لانعقاد هذا المؤتمر نظرا لما تتمتع به من نفوذ، وإمكانات، وطاقات على المستويين الاقليمي، او الدولي.

الثاني: إن رايس باتت مقتنعة تماما بأن بيروت لم تعد <<مربط خيلها لوحدها>>، ولم تعد أبوابها مشرعة فقط أمام المسؤولين الاميركيين، او البريطانيين، او الفرنسييّن والاوروبيين، بل أنها كذلك أمام الايرانيين أيضا، وامام الحلف الايراني السوري الذي له من الحلفاء ما يكفي لأن يقال أن هناك محورا سياسيّا عريضا في لبنان، لا يمكن تغافله، او التنكر له، ولا حتى تجاهل دوره، ونفوذه، وتطلعاته، وبالتالي إذا كانت مقتنعة تماما بعدم تحويل لبنان الى ساحة لتصفية الحسابات الاقليميّة والدوليّة، فعليها أن تبارك الجهد المصري السعودي العربي، وأن تحترم رغبة البطريركيّة المارونيّة في مقاربتها لملف رئاسة الجمهورية، وذلك عن طريق حث الحلفاء والاصدقاء في تحالف قوى 14 آذار على الحوار، والتلاقي مع سائر الفاعليات، والاطراف الرئيسيّة الاخرى لإحداث التوافق المطلوب حول الرئيس الجديد البديل، وحول الآلية الدستوريّة التي يجب ان تعتمد من دون اللجوء الى الشارع، لأن التسليم به، او التعويل عليه سيقود الى حرب أهلية، ليست لمصلحة أي طرف داخلي؟!. استنادا الى هذه المعطيات، كيف تقرأ مصادر دبلوماسية المشهد اللبناني بعد زيارة رايس السريعة الى بيروت؟. تقول المصادر أن رايس شددت على محاور ثلاثة: إنها مع قوى 14 آذار، في استكمال مسيرة التغيير. أي بمعنى آخر انها مع رئيس للمستقبل، وليست مع رئيس من الماضي، وهذا محور مهم سيتصدر أولوية الاهتمامات في المرحلة الراهنة.

المحور الثاني: انها مع المؤتمر الدولي لدعم لبنان، لا بل تصرّ على انعقاده، وهي تعرف سلفا بأن هذا المؤتمر لا يمكن ان ينعقد إلا بعد تأمين الحدّ الادنى من الامن، والاستقرار السياسي، والاقتصادي، والاجتماعي، وهذا ما يؤكد على ضرورة مقاربة الاستحقاقات الداهمة بكثير من الهدوء والحوار والتوافق بين اللبنانيين أو بالاحرى بعيدا عن أجواء الاحتقان، والتحدي، والتصعيد الاعلامي والسياسي.

أما المحور الثالث: اقتناع رايس بأهمية العلاقات الطبيعية بين لبنان وسوريا، وخطورة الاستمرار في هذه العلاقات وفق ما هي عليه اليوم، ومدى انعكاساتها السلبية على كل المرافق والمجالات.

أما مقاربة هذه المحاور فلا يمكن أن تتم إلا بعد إنجاز مراحل التغيير، وانتخاب رئيس جديد يكونه التوافق المطلوب بين مختلف الاطراف السياسية اللبنانيّة ليس حول اسمه، وشخصه، ومواصفاته القيادية فحسب، بل حول الملفات الخلافيّة المطروحة على بساط البحث، والتي شكلت ورقة التفاهم بين العماد ميشال عون، والسيد حسن نصرالله بعض خطوطها العريضة، وعناوينها العامة، والتي يشكل من خلالها العماد عون الطامح للوصول الى قصر بعبدا <<جملة اعتراض>>، وأيضا <<جملة الوصل>> بين الاصطفافات المتقابلة. وفي ضوء هذه القراءة، تخلص المصادر الى القول، إذا جاءت رايس الى بيروت لتدعم التوافق، فإن الاخير عنوانه واضح في ضوء التوازنات السياسيّة الداخلية، وهناك ورقة التفاهم القابلة للتطوير والتعديل، وعلى قاعدة الوصول الى ورقة تفاهم معدّلة تشير بوضوح الى كيفية التعاطي مع مندرجات القرار 1559، والقرار 1614 الذي يطالب ببسط سلطة الدولة الحصرية في الجنوب... أما إذا جاءت لتدعم التغيير خارج ورقة التفاهم، وخارج المعايير التي حددها البطريرك صفير... فيخشى أن يصبح البديل الفوضى؟!.

 

رايس تقفل الشوارع بدلا من الاحتكام الى الشارع، جاء التدخل من السماء

ساطع نور الدين – السفير 24/2/2006

حطت وزيرة الخارجية الاميركية كوندليسا رايس فجأة في بيروت، لتكسب الجهود المحلية الهادفة إلى إقالة الرئيس إميل لحود بعدا جديدا، وتمهد لما يبدو انه سيناريو دولي يحقق التغيير المنشود في رئاسة الجمهورية بالحد الادنى من التوتر والانقسام الداخلي. وهي بهذا المعنى خطوة ساهمت في تبديد او على الاقل في تأجيل خطر المواجهة بين الشارعين اللذين كانا يستعدان لعروض القوة الاولى امس، لكنهما استجابا في اللحظة الاخيرة لنداءات السفارتين الاميركية والفرنسية، التي لم يحكمها الحرص على إنجاح زيارة الوزيرة رايس فقط، بل أخذت في الحسبان ايضا اصداء الفتنة الكبرى المشتعلة في العراق..

لا شك في أن زيارة رايس تعيد الى الاذهان حقيقة ان قرار إطلاق معركة انتخابات رئاسة الجمهورية لم تتخذه قوى 14 آذار وحدها في تظاهرة الوفاء للرئيس رفيق الحريري في ذكراه السنوية الاولى الاسبوع الماضي.. بل صدر من واشنطن وباريس على حد سواء، اللتين تتحملان المسؤولية الكاملة عن متابعة تنفيذه لضمان انتقال سلمي وهادئ للسلطة بين الرئيس لحود وخليفته المرتقب ظهور اسمه في خلال الاسابيع الثلاثة المقبلة. ومن شأن هذا الاختراق الدبلوماسي الاميركي أن يرفع مستوى الصراع الداخلي حول الرئاسة الاولى من كونه مواجهة بين الطوائف والمذاهب اللبنانية او داخل كل طائفة او مذهب، الى كونه خلافا حول ما يسمى ب<<الوصاية الاجنبية>>، مما يتيح للمطالبين بإقالة لحود الإيحاء بأنهم ينفذون قرارا دوليا لا يمكن التنكر له او التعارض معه، كما يتيح لمعارضي إقالة لحود الزعم انهم إنما يقاومون تدخلا خارجيا فظا في الشؤون الداخلية اللبنانية! صحيح انه ليست هناك ضمانة في أن هذا الصراع لن يعود مجددا الى الشارع اللبناني المستنفر الى الحد الاقصى، لكنه لا يمكن الافتراض ان توقف الوزيرة الاميركية في بيروت خلال جولتها العربية كان بمحض الصدفة، كجزء من حملة العلاقات العامة التي تشنها ادارة الرئيس جورج بوش نحو العرب والمسلمين، والتي حولت رايس الى ما يشبه وزيرة اعلام لدولة من العالم الثالث تدلي بما يزيد على عشرة تصريحات في اليوم الواحد... من دون ان تقول شيئا جديدا.

المرجح أن الزيارة هي خطوة أولى، تصرف الأنظار مؤقتا عن الكثير من تفاصيل المعركة الداخلية حول الرئاسة الاولى، وتمهد لخطوات اميركية فرنسية ودولية أيضا تهدف الى تنفيذ البند التالي من قرار مجلس الامن الرقم 1559، الخاص بإجراء انتخابات رئاسية حرة ونزيهة ومن دون تدخل او ترهيب خارجي: التكهنات عديدة في هذا السياق، وهي لا تستبعد أن تلجأ عواصم كبرى، بينها عربية، في توجيه نداءات او حتى إنذارات الى الرئيس لحود بضرورة إنهاء احتلاله لقصر بعبدا في مهلة زمنية محددة.. وإلا فإن المسافة بين الشارع والسماء يمكن ان تصبح معدومة.

حسابات الكبار في معركة خلافة لحود

هل يريد عون فعلاً لقاء الأسد وكيف تتعامل معه أميركا وفرنسا؟

بقلم عبد الكريم أبو النصر –النهار 24/2/2006

"العماد ميشال عون ليس مطمئنا فعلا الى مواقف الدول الكبرى منه وتجاهه، وعلى رأسها اميركا وفرنسا وبريطانيا، اذ انه لم يسمع من اي منها تأييدا او دعما واضحا وصريحا له في مسعاه للفوز بمنصب رئيس الجمهورية، ولو لم يطلب هذا الدعم مباشرة". هذا ما اكدته لنا مصادر ديبلوماسية غربية وثيقة الاطلاع في باريس. واوضحت ان "المسؤولين الاميركيين والفرنسيين والايطاليين وغيرهم من المعنيين بالشأن اللبناني يشددون باستمرار في محادثاتهم مع عون على ضرورة ان يدعم الغالبية النيابية والشعبية لانها هي الشرعية الحقيقية، وان يساند حكومة فؤاد السنيورة ويتفهم الظروف البالغة الصعوبة والتعقيد التي تعمل فيها بدلا من مهاجمتها باستمرار، وان يؤيد فعليا سائر قرارات مجلس الامن ذات الصلة بلبنان ومنها القرار 1559 وضرورة ان يسلم "حزب الله" سلاحه الى الدولة، وان يتخذ مواقف واضحة وحازمة من العلاقة مع سوريا ومن ضرورة وقف ضغوطها وتدخلاتها المختلفة في لبنان، والتخلي عن حنينها الى زمان الهيمنة على هذا البلد، وان يتعاون مع مختلف الاطراف من اجل تثبيت استقلال لبنان وسيادته وتكريسها والعمل الجدي على اطاحة الرئيس اميل لحود لان ذلك مطلوبا دوليا ولبنانيا، وتأمين انتخاب بديل شرعي منه منبثق من الغالبية ويلقى دعما واسعا داخليا، وذلك في اقرب وقت ممكن. وقد يتمنى عون ان يقول له الكبار، ولو همسا، انه هو المؤهل اكثر من سائر المرشحين الموارنة المحتملين لخلافة اميل لحود، لكنه لم يسمع يوما كلاما كهذا من اي مسؤول دولي". ديبلوماسي فرنسي مطلع قال لنا: “ان الدول الكبرى لديها رأيها وكلمتها في معركة انتخابات الرئاسة التي تتمنى ان تحسم اليوم قبل غد، لكن اميركا او فرنسا او اي دولة كبرى اخرى لن تفرض اي مرشح للرئاسة على اللبنانيين، ولن تدعم اي مرشح لا يكون هناك توافق لبناني واسع عليه. ولن تكرر هذه الدول الخطأ الذي ارتكبته الادارة الاميركية عام 1988 حين اتفقت مع القيادة السورية على دعم انتخاب النائب مخايل ضاهر خلفا للرئيس امين الجميل، وابلغت المسؤولين اللبنانيين ان عليهم الاختيار بين ضاهر او استمرار الفوضى، فرفضوا ضاهر. ولذلك لن تعقد الدول الكبرى صفقة مع اي دولة عربية حاليا لدعم انتخاب رئيس جديد خلفا للحود لا يكون هناك توافق لبناني واسع عليه".

أربعة شروط للفوز بالرئاسة

وفي هذا الاطار، اكدت لنا المصادر الديبلوماسية الغربية ذاتها ان المسؤولين الفرنسيين المعنيين بالامر لم يقتنعوا يوما، سابقا او حاضرا، بان عون يمكن ان يصلح فعلا رئيسا للجمهورية، لكن المسؤولين الاميركيين بدوا، بعد الفوز الكبير لزعيم "التيار الوطني الحر" في الانتخابات النيابية، مستعدين لان يدعموا "بشروط" ترشيحه للرئاسة "لان عون اثبت انه زعيم شعبي حقيقي، ولان قاعدته الشعبية المعادية بشدة للوصاية السورية ضمان لانه لن يعقد اي صفقة مع نظام الرئيس بشار الاسد تعيد النفوذ السوري الهائل الى هذا البلد". وفي تقدير المسؤولين الاميركيين فان عون يجب ان يلبي اربعة شروط رئيسية لكي يحصل على الدعم النيابي الكافي للفوز بالرئاسة الاولى. وهذه الشروط هي الآتية:

أولاً، يجب ان يتوصل الى اتفاق، بل الى تعاقد واضح، مع الغالبية النيابية وخصوصا مع قادتها الثلاثة سعد الحريري ووليد جنبلاط وسمير جعجع في شأن مجموعة قضايا اساسية وطريقة ادارة شؤون البلاد داخليا وخارجيا في المرحلة المقبلة، مما يشكل خريطة طريق لتعاون هؤلاء الاطراف معا بعد اطاحة لحود. ولكن لم يتم التوصل الى مثل هذا الاتفاق حتى اليوم.

ثانياً، يجب ان يوافق عون فعليا على العمل بمواد الدستور الحالي المنبثق من اتفاق الطائف وخصوصا في ما يتعلق بدور رئيس الجمهورية وصلاحياته. ويجب ان يقبل بالتالي ان السلطة التنفيذية والاجرائية لم تعد في ايدي رئيس الجمهورية بل في ايدي مجلس الوزراء، وان من يحكم لبنان ليس رئيس الجمهورية بل قيادة جماعية هو جزء منها. وعون يرفض ذلك ضمناً وفعلاً، بحسب هؤلاء المسؤولين، ويريد ان يعيد الى الرئيس الاول صلاحياته الواسعة ونفوذه الكبير كما كانت الحال قبل توقيع اتفاق الطائف عام 1989، وهو الاتفاق الذي رفضه عون ولا يزال يرفضه الى اليوم. وهذا الموقف يتعارض مع ما تريده الغالبية الكبرى من اللبنانيين.

ثالثاً، يجب ان يتصرف عون بمرونة، وليس فقط بحزم، وان يكون رجل وفاق وتسويات في تعاطيه مع شؤون الحكم ومع المسؤولين الآخرين والقوى المحلية الرئيسية، لكن عون ليس كذلك بل انه يميل الى فرض آرائه وتصوراته على الآخرين مما يمكن ان يفجر ازمات سياسية في حال وصوله الى قصر بعبدا.

رابعاً، يجب ان يحسم عون، علنا وبوضوح، موقفه من النظام السوري ويلتزم التعامل بحزم مع تدخلات دمشق المختلفة في الشؤون اللبنانية، وان يدعم فعليا التحقيق الدولي في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري وصولا الى كشف الحقيقة ومعاقبة جميع المتورطين في هذه الجريمة، وان يتعهد العمل على ترسيم الحدود بما فيها مزارع شبعا مع سوريا، وتبادل التمثيل الديبلوماسي معها، وتطبيق سائر القرارات الدولية، وايجاد الآلية الملائمة لنزع سلاح "حزب الله". ويرفض عون ان يتعامل مع هذه القضايا المهمة "كسواه من نواب الغالبية" ويفضل ان يعتمد الغموض حيالها خلافا لمرشحين جديين آخرين للرئاسة، مكتفيا بالقول ان ماضيه المعادي للهيمنة السورية "يشفع له" ويحميه من اي مساءلة او محاسبة في هذا المجال.

ولذلك صرف المسؤولون الاميركيون النظر عن اعطاء الاولوية لدعم ترشيح عون للرئاسة، مؤكدين في الوقت نفسه انهم سيساندون اي رئيس جديد "تختاره الغالبية ويدعمه البطريرك صفير ويحصل توافق اسلامي – مسيحي واسع حوله".

ملف أوروبي خاص عن عون

في ملف خاص عن زعيم "التيار الوطني الحر" اعدته وزارة الخارجية في دولة اوروبية كبرى معنية بالشأن اللبناني، نقرأ المعلومات والتحليلات الآتية:

أولاً: "ان عون لديه هدف اساسي واحد هو الوصول الى رئاسة الجمهورية، ليس من اجل تحقيق منافع شخصية بل لاقتناعه بانه يستطيع ان يكرر تجربة الجنرال شارل ديغول ويكون رجل الانقاذ الحقيقي للبنان بدلا من ان يكون مجرد مدير لازمته الطويلة المعقدة، وهو مستعد لعرقلة اي مسعى جديد لاطاحة اميل لحود اذا لم يكن هو خليفته، وكل ما يقوم به مرتبط بهذا الهدف الكبير".

ثانياً: "ان عون رجل وطني مخلص وسياسي نظيف، لكن اقل الساسة اللبنانيين تأثرا واهتماما بنصائح الدول الاخرى، الاجنبية والعربية، المهتمة بمصير بلده، وهذه نقطة ضعف. اذ ان لبنان يحتاج في هذه المرحلة الصعبة، واكثر من اي وقت مضى، الى رعاية وحماية دوليتين وعربيتين حقيقيتين. وعون ضعيف الحضور اوروبيا ودوليا، ومحدود العلاقات عربيا واقليميا الى حد ان معظم الزعماء والمسؤولين العرب لم يلتقوه شخصيا".

ثالثاً: "عون زعيم شعبي محلي حقيقي يعكس بشخصه المزاج الماروني المتعطش الى زعامة تعيد الى المسيحيين ما فقدوه من نفوذ وتأثير في ظل الهيمنة السورية، وهو يتصرف على اساس انه حصل على تفويض كامل ومفتوح من ناخبيه وانصاره لينشط ويتحرك ويتكلم كما يريد من دون ان يتوقع اي محاسبة له، على اساس ان شعبه يثق به مهما قال وفعل، وان هذا الشعب يعرف ان العماد لن يخونه، ولو بدت مواقفه غريبة وغير مفهومة بالنسبة الى انصاره في كثير من الاحيان، وخصوصا حين تتعلق هذه المواقف بسوريا و"حزب الله" او باغتيال شخصيات وطنية بارزة معروفة بحرصها على استقلال لبنان امثال رفيق الحريري وسمير قصير وجبران تويني، او حين يتعلق الامر باعطائه الاولوية للاصلاحات الداخلية ومحاربة الفساد بدلا من اعطاء الاولوية القصوى لتثبيت استقلال البلاد وسيادتها وحمايتها من التهديدات الخارجية”.

رابعاً: "عون لديه نقطة ضعف اساسية هي انه يصعب جدا توقع الكثير من تصرفاته وقراراته مسبقاً، اذ انه رجل المفاجآت والقرارات الفردية، يستمع الى نفسه اكثر مما يستمع الى مستشاريه والقريبين منه، مما يجعله يخطئ في حساباته وفي تقويمه لمسار الاوضاع داخليا وخارجيا. وهو ليس صامدا او مستقرا في تحالفاته".

عون وزيارة دمشق

يبقى السؤال الاساسي: اي نوع من العلاقات قائم فعلا بين عون والقيادة السورية؟ وما هي الاهداف الحقيقية الخفية لتفاهمه الاخير مع قيادة "حزب الله"؟

في تقدير مصادر ديبلوماسية اوروبية وثيقة الصلة بالملف اللبناني، فان هدف عون من الاتفاق مع "حزب الله" ليس فقط اضعاف الغالبية النيابية واثبات مقدرته على كسب تأييد اسلامي لتوجهاته وتدعيم مواقفه في معركة الرئاسة، بل ان هدفه غير المعلن وغير المعترف به من عقد هذا الاتفاق هو تمهيد الطريق لزيارة يقوم بها الى دمشق للاجتماع بالرئيس السوري بشار الاسد والتوصل الى "تفاهم" معلن معه حول عدد من المسائل التي من شأنها "طمأنة" اللبنانيين. وقدمت لنا هذه المصادر الاوروبية التقويم الآتي لحقيقة علاقة عون مع القيادة السورية: “ان المسؤولين السوريين ليست لديهم خيارات كثيرة في لبنان، خلافا لما يحاولون ايحاءه، وهم ليسوا مهتمين بمواقف عون الذي ظل لسنوات اكثر الزعماء اللبنانيين عداء لسوريا، بل انهم يتعاملون معه على اساس انه حليف ظرفي مؤقت مفيد لهم، ولذلك يشجعون "حزب الله" وسائر حلفائهم على دعم العماد ومساندته لمنعه من الانضمام الى الغالبية النيابية، اذ ان حدوث ذلك يسهل اطاحة الرئيس لحود ويساعد على انهاء او اضعاف ما تبقى من النفوذ السوري في لبنان، وعلى تكثيف الضغوط الداخلية والدولية على نظام الاسد. والمواقف المختلفة، الحذرة او الغامضة او "المائعة"، التي اتخذها عون منذ عودته الى لبنان حيال النظام السوري، لم تأت مصادفة بل جاءت نتيجة نصائح سورية وتفاهمات غير معلنة تم التوصل اليها عبر اطراف ثالثين وشكلت نوعا من الهدنة بين العماد عون ودمشق في مقابل الحرب المعلنة بين الغالبية النيابية والنظام السوري. ولكن في المقابل من الخطأ الفادح القول ان عون اصبح رجل سوريا في لبنان ومنفذا لاهدافها ومخططاتها، بل انه يستغل الضعف السوري في هذه المرحلة وحاجة دمشق اليه لتعزيز مواقعه وحظوظه للفوز بالرئاسة".

حقيقة التفاهم مع "حزب الله"

ماذا عن التفاهم الذي تم التوصل اليه بين "التيار الوطني الحر" و"حزب الله"؟

مصادر ديبلوماسية اوروبية مطلعة اكدت ان عون قدم مجموعة "تطمينات" الى المسؤولين الاميركيين والاوروبيين الذين التقاهم اخيرا ابرزها ان هدفه من التفاهم مع "حزب الله" هو "طمأنة" هذا الحزب تمهيدا لابعاده تدريجا عن النظام السوري، وتدعيم خياراته اللبنانية وتعزيز المصالحة الوطنية الداخلية. واكد عون، ايضا، انه لا يزال مصرا على ضرورة ان يسلم "حزب الله" سلاحه الى الدولة واجهزتها، ويؤيد تنفيذ القرار 1559 وسائر القرارات الصادرة عن مجلس

الامن. واوضحت المصادر ذاتها ان تفاهم عون ونصرالله "لن يبدل شيئا في توجهات "حزب الله" واهدافه، ولن يؤمن فعليا دعم الحزب لعون في معركته الرئاسية، خلافا لما يشاع، بل يعطي الاولوية لدوره الاقليمي ولعلاقاته الوثيقة مع دمشق وطهران مما يجعله يتمسك بالاحتفاظ بسلاحه تحت ذريعة حماية لبنان من الاخطار الاسرائيلية وانتظار الحل السلمي الشامل للنزاع العربي – الاسرائيلي، اذ ان هذا السلاح هو سلاح احتياطي لسوريا وايران في الساحة اللبنانية. وفي المقابل، فان عون لن يشجع، بتفاهمه هذا مع "حزب الله"، الاطراف اللبنانيين الآخرين على دعم وصوله الى الرئاسة”.

 

عون ونصرالله على "اللائحة السوداء"!

ادمون صعب – النهار 24/2/2006

"لا يشعر بالعار من لا يعرف العار. ولا يعرف العار من لا يعرف الشرف. ويا لذل قوم لا يعرفون ما هو الشرف وما هو العار". انطون سعاده

هل بدأ السباق الى بعبدا من واشنطن حيث أعطت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس أمس اشارة الانطلاق بزيارتها بيروت واستثناء العماد ميشال عون، الزعيم المسيحي الماروني الاقوى، من جدول أعمالها؟ بل هل خدمت مقاطعة رايس عون ومنحته حظوظا أكبر للرئاسة؟

الجوابان عن هذين السؤالين ليسا بالبساطة التي يتصورها البعض، سواء أكانوا من أنصار عون، أم من أخصامه. ذلك ان العماد ميشال عون كان يعرف سلفا ان تفاهمه و"حزب الله"، وإن منحه عمقا وطنيا، سيجر عليه مجموعة من "الويلات" السياسية والطائفية الخارجية والداخلية.

وعندما قال في الاسبوع الماضي ديبلوماسي صديق في الطائرة التي أقلتنا من برشلونة الى بيروت، بطريق أمستردام، ان عون بات على "اللائحة السوداء" في واشنطن، استنادا الى أقوال سمعها من الخارجية الاميركية ومن أوساط قريبة من رايس، لم نستغرب "معاقبة" الاخيرة زعيم "التيار الوطني الحر" علنا امس بامتناعها عن لقائه على غرار ما فعلت سابقا وجاراها في ذلك معظم المبعوثين الاميركيين الى لبنان.

لا بل كان مدهشا في السابق ومثار تساؤلات كثيرة حرص مبعوثي واشنطن على لقاء عون دون سائر القادة السياسيين، وكأنها كانت تبلغ من يعنيهم الامر انها تعتبر ان عون هو الزعيم المسيحي الاقوى، والبطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير هو الزعيم الروحي الأوحد.

فهل تقصّد عون – وهو الحاسوب الدقيق – تفاهمه مع "حزب الله"، وخصوصا انه أحد المشاركين الرئيسيين في صوغ القرار 1559 الذي اعتبر في أحد بنوده قاتلا للحزب، أخذ مسافة من السياسة الاميركية التي غرقت في المستنقع الدموي العراقي، ولم تتقدم قيد أنملة في موضوع إخضاع سوريا لمشيئة واشنطن في الموضوع العراقي، وللمجتمع الدولي في موضوع جريمة العصر الهمجية المتمثلة في اغتيال الرئيس رفيق الحريري؟ كذلك هنا الجواب مزدوج. أي أنه تقصّد وغامر في الوقت نفسه. والبعض يرى انه قامر أكثر مما غامر. إذ لم يكن سهلا لعون، وكذلك لـ"حزب الله"، التوافق على ما أنجزاه في ورقة التفاهم من أمور كان تأمين توافق عليها من رابع المستحيلات. وقد سبقا فيها أي حوار، نظرا الى ان البنود الخلافية التي اتفقا عليها هي التي كانت تؤخّر الحوار وتستبعده، مثل ترسيم الحدود والتمثيل الديبلوماسي مع سوريا، والعلاقات بين بيروت ودمشق، وتسليم سوريا باستقلال لبنان وسيادته الكاملة على أرضه، وتمتعه بحرية القرار في الداخل والخارج، اضافة الى القبول بعودة اللبنانيين الذين لجأوا الى اسرائيل، ومتابعة ملف المعتقلين في السجون السورية. وهي أمور لم تكن تخطر في البال، لا أثناء وجود القوات السورية في لبنان، ولا بعد خروجها منه في 26 نيسان الماضي. كذلك لم يكن سهلا اقناع جمهوريهما بما حوته ورقة التفاهم التي وقعت داخل كنيسة مارونية على خط تماس سابق، بين سيد شيعي معمم يتمتع بهالة شبه مقدسة لأنه والد شهيد وشيخ الشهداء في مواجهة العدو الاسرائيلي، وبين جنرال سابق في الجيش نشر رجاله (اللواء الثامن) حول الضاحية الجنوبية خلال مجزرة صبرا وشاتيلا وأعطاهم أوامر بانقاذ أي فلسطيني يهرب من المخيمين وتوفير الحماية له، الامر الذي أغضب المخافر الميليشياوية المتقدمة التي استحضرها الاسرائيليون لمعاونتهم في المجزرة داخل المخيمين وخارجهما.

كذلك هو وفّر الحماية للضاحية وأهلها في تلك المجزرة التي كان يمكن ان تمتد الى داخل الأحياء الشيعية.

تضاف الى ذلك معرفة الجنرال بوضع المقاومة، وبسلاحها، وبما يمكن ان ينجم من أحداث وعدم استقرار للبنان، في حال حصل تدخّل عسكري خارجي لاجبار "حزب الله" على تسليم سلاحه، أو جرت محاصرة للمخيمات الفلسطينية من أجل تجريدها من السلاح تنفيذا للقرار 1559، الامر الذي تحاشته الحكومة بذريعة انه يجب ان يخضع لحوار داخلي بين اللبنانيين، ثم بين اللبنانيين والفلسطينيين. وثمة من يرى انه لم يكن هناك بد من تفاهم "حزب الله" وزعيم "التيار"، وإن أغضب ذلك واشنطن، نظرا الى انه يستحيل شطب سوريا من المعادلة الرئاسية، والاكتفاء بالصوت الاميركي الذي قد يعتبر غضبه على عون "نعمة" له تكسبه استقلالية عن الخارج، كما تكسبه مسحة "وطنية" لا بد منها لأي مرشح طامح الى الرئاسة الاولى، وتفتح امامه طريق الشام، اذا كان لا بد من التفاهم مع سوريا على رئيس لا يكون ضدها، ويرفض ان تُحكم بلاده من دمشق.

وثمة أوساط لا تستبعد ان تكون ورقة التفاهم بين عون و"حزب الله" والتي تتضمن بنودا تعني سوريا مباشرة، قد عبرت مسودتها الحدود ونالت مراجعة دقيقة ممن يعنيهم الامر هناك بحيث لم يجدوا فيها بنودا ليسوا مستعدين للقبول بها، وخصوصا ان "حزب الله" حليف كبير لسوريا في لبنان، وقد جعلته الغالبية المناهضة لها فيه يدفع ثمن هذا التحالف "نبذاً وعزلاً وشطباً" على ما قال في "يوم القدس" الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله. إذ ليس معقولا ان يقبل الحزب بترسيم الحدود والتمثيل الديبلوماسي، وعلاقة الند للند بين دولتين مستقلتين، حرتين، وسيدتين، دون موافقة احداهما، وهي الاقوى، أي سوريا.

من هنا يمكن اعتبار ورقة التفاهم برنامجا رئاسيا مبدئيا لأي مرشح للحلول مكان الرئيس اميل لحود، سواء استقال أو أطيح بأي وسيلة كانت. واذا كان من غير الضروري ان يكون المرشح للرئاسة العماد عون نفسه، فان مندرجات الورقة قد جسدت معنى الاستقلال والسيادة والقرار الحر الامر الذي عجزت عن التعبير عنه وتجسيده حركة 14 آذار. ومن هنا أيضاً نفهم، ربما، أسباب استثناء رايس لعون من لقاءاتها في بيروت ومساواته بـ"حزب الله"! ان الوضع دقيق، وخصوصا بعد التفجير الكبير للمزار الشيعي في سامراء العراق، وتعطيل جلسة مجلس الوزراء، والاجواء التي تسيطر على "الشوارع" المختلفة، ويغلب عليها طابع التشنج الطائفي والمذهبي. لذلك يجب تفادي الدعسات الناقصة، من الآن حتى 14 آذار، وسلوك طريق الحوار والتوافق، سواء في انزال لحود عن "عرشه" وهو أسوأ رئيس عرفه لبنان، او في التعامل مع طاولة الحوار التي دعا اليها الرئيس نبيه بري في 2 آذار المقبل وتلقّى حيالها تحفظات غير مبررة. علما ان اللبنانيين انتظروا مثل هذه الفرصة للتلاقي والتصالح والتحاور، عقدا ونصف عقد. ولا بد ان يخرج الدخان الابيض من ساحة النجمة وليس من أي ساحة أخرى. فهل تتحقق أمنية اللبنانيين بعد طول انتظار؟

 

توقع ضغوط على الأسد لحمل نظيره اللبناني على التنحي

هل حملت رايس قراراً برفع الغطاء العربي عن رئيس الجمهورية ؟

كتب نقولا ناصيف: النهار 24 شباط

هل حملت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس الى المسؤولين والقيادات اللبنانية في قوى 14 آذار الذين التقهم أمس "كلمة السر"، وهي رفع الغطاء العربي عن رئيس الجمهورية إميل لحود وتمهيد الطريق لخروجه من قصر بعبدا توطئة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية؟

بعض المعلومات المستقاة من مصادر الشخصيات التي اجتمعت بها رايس تتحدث عن جدية هذا الجانب. وأكدت هذه المعلومات أن الوزيرة الأميركية نجحت في الحصول على دعم مصري وسعودي في أثناء زيارتها للقاهرة والرياض في 21 من الجاري و22 منه بدفع الوضع اللبناني في منحى جديد يبدأ بإسقاط لحود. وأشارت المعلومات نفسها الى أن رايس لمست في بكركي تململ البطريرك الماروني مارنصرالله بطرس صفير من الوضع الذي أضحى عليه منصب الرئاسة، وعدم حماسته لاستمرار لحود في الحكم وان من ضمن الشروط التي يفضلها البطريرك، وان ذلك عزز اقتناعها بتجاوز كل العقبات الداخلية في طريق دفع الرجل الى التنحي. والواضح أن إحجامها عن الإجتماع بالرئيس ميشال عون الذي يتحفظ عن إسقاط رئيس الجمهورية، يقع السياق نفسه مع أنها كانت التقته في الرابية في زيارتها السابقة لبيروت في 22 تموز 2005. ورغم أن أياً من المسؤولين والقيادات الذين اجتمعوا بها لم يفصح عن المستور في مهمة رئيسة الديبلوماسية الاميركية، فإن المعلومات اياها أدرجت زيارتها لكل من القاهرة والرياض في إطار تشجيع مبادرة عربية ترتكز أساساً على إخراج الرئيس اللبناني من الحكم بممارسة ضغوط في هذا الاتجاه على الرئيس السوري بشار الأسد، وبغية وضع حد لتدخله في الشأن اللبناني.

في غمرة التضارب في المعلومات يجزم قطب كبير في قوى 14 آذار بأن لحود سيتنحى قبل 14 آذار المقبل، وان خلفاً له سينتخب، من غير أن يعوّل على العريضتين النيابيتين لإبطال دستورية التمديد وعلى التظاهرات والإعتصامات الشعبية كسبب مباشر لدفع لحود الى الاستقالة. ويبني هذا القطب اعتقاده على أمرين:

أولهما، أن خروج لحود من القصر الجمهوري سيكون بمثابة استعادة للطريقة التي خرج بها الجيش السوري واستخباراته العسكرية من الأراضي اللبنانية في 26 نيسان 2005. وخلافاً لما أوحته دمشق آنذاك بأن الإنسحاب الشامل كان تنفيذاً لاتفاق الطائف، أو بناء على اتفاق بين حكومتي البلدين، لم يخرج السوريون إلا تنفيذاً للقرار 1559 تحت وطأة ضغوط دولية، وخصوصاً اميركية.

ثانيهما، أن تنحي لحود لن يتم إلا بضغط مباشر على الرئيس السوري لحمله على الطلب من نظيره اللبناني الرضوخ والإستقالة. واستناداً الى القطب نفسه فإن ملفين مثقلين بالضغوط يواجهما الأسد هما التحقيق الدولي في اغتيال الرئيس رفيق الحريري واستكمال تنفيذ القرار 1559 يحتمان عليه تخفيف بعض أحمالهما عنه. وهو أمر يدحض على الأقل وجهة النظر السورية القائلة بأن دمشق، بعد سحب جيشها من لبنان، لم تعد معنية بالقرار 1559، فيما الأمر غير ذلك بالنسبة الى فريق الغالبية النيابية. إذ يرى ان ثمة مسؤولية سورية مباشرة في استكمال تنفيذ هذا القرار لا يقتصر على إنهاء الولاية الممددة لرئيس الجمهورية فحسب، بل يشمل كذلك تجريد "حزب الله" والمعسكرات الفلسطينية خارج المخيمات من السلاح.

والواقع أن ما رافق جلسات مجلس الوزراء أمس وتعطيل انعقادها يندرج في سياق عدٍ عكسي لبقاء لحود في الحكم وإلغاء دوره حيال المؤسسات بما يتخطى الشعارات الى بدء حملة إطاحته بالتزامن مع ضغوط دولية قد تكون أكثر فاعلية في اقصاء رئيس الجمهورية عبر توجيه هذه الضغوط الى سوريا.

ومع أن الأمر قد لا يكون بالسهولة التي تتصورها قوى 14 آذار، وبالتوقيت الذي حددت تاريخه 15 آذار المقبل، فإن المواجهة في الشارع تبدو أكثر من أي وقت مضى مصدراً للقلق، على الأقل بالنسبة الى الفريق الشيعي الذي يتسلّح بذرائع منها:

- لن يتدخل في الشارع إذا كان قرار إسقاط الرئيس مسيحياً محضاً، أي أن يُسقط الشارع المسيحي لحود، والمقصود بذلك تجريد رئيس الجمهورية من الغطاء الماروني أولاً وأخيراً. إلا أن الأمر لا يعود كذلك إذا بدا للفريق الشيعي أن تحريك شارع 14 آذار برمته يرمي الى انقلاب جديد يتخطى مصير لحود الى مصير الفريق الشيعي بالذات. والمقصود بذلك تجريد المقاومة من سلاحها.

- إن تسليم الغالبية النيابية والفريق الشيعي بتعذر استخدام آلية دستورية لإطاحة لحود خارج ثلثي مجلس النواب، يدفع بكل منهما الى موقف متعارض والآخر. وفي واقع الأمر فإن الفريق الشيعي بشقيه، حركة "أمل" و"حزب الله"، يؤكد أن تنحية لحود من دون أن يسبق ذلك أو حتى يليه اتفاق على تسوية سياسية شاملة يُسقط احتمال اكتمال نصاب الثلثين لانعقاد جلسة انتخاب خلف له، مع أن رئيس المجلس سيكون مستعداً لتوجيه دعوة الى جلسة الإنتخاب فور خلو المنصب لأي سبب كان. على أن اكتمال النصاب يصبح إذذاك شأناً آخر.

ولعلّ المهم في الأمر أن انتخاب خلف للرئيس الحالي لن ينتظر دورة ثانية للإقتراع على نحو ما يلمّح فريق الغالبية النيابية الذي يملك الاكثرية المطلقة لانتخاب مرشحه، إذ أن مجرد اكتمال نصاب الثلثين لانعقاد الجلسة يعني حكماً أن الرئيس الجديد سينتخب من الدورة الاولى ثمرة لتسوية سياسية. الأمر الذي يعني ان الفريق الشيعي قادر على توجيه المرحلة التالية لإطاحة لحود. وليست هذه، في أي حال، وجهة نظر فريق الغالبية وخصوصاً القطب الكبير في قوى 14 آذار.

 

إلى الجنرال... والحكيم

راجح الخوري – النهار 24 شباط

 في ذكرى جبران تويني الشهيد، الذي لن يغيب وقد سكن الفجر وصار صياح ديك الحقيقة والحرية والسيادة واستقلال لبنان، ذهبنا الى مدرسة الحكمة – عين سعادة (الفرع الانكليزي) حيث نُظّمت ندوة بالمناسبة.

كان هناك النائب غسان مخيبر والزميلة نايلة تويني (عين الديك) وكاتب هذه السطور. بعد كلمات ونقاشات، وقف احد الاساتذة والحرقة تتآكل صوته وملامح الحزن والقلق بادية على وجهه وقال:

"نعرف ان البطريرك مار نصرالله بطرس صفير مستاء جدا من الانقسام المتمادي بين الشباب المنتمين الى تيارات سياسية مختلفة، وان الخلافات تحولت الى صدامات واوقعت جرحى في المدارس، وان هذا الصراع المتنامي يسبب شرخاً مؤلما في صفوف الطلاب والجامعيين وغالبا ما تؤدي الصدامات او المهاترات الى تعطيل الدروس". كان في القاعة اكثر من 400 تلميذ من صفوف البكالوريا، وكان واضحا من ردات فعلهم واللحظات المعينة التي اختاروها للتصفيق، انهم منقسمون فريقين متساويين تقريبا، اي ان نصفهم من "التيار الوطني الحر" والنصف الآخر من "القوات اللبنانية". وعندما انتهى الاستاذ من طرح السؤال، طلب الينا ان نرد وان نقترح مخرجا او حلا او نقدم فكرة من شأنها ان تساعد في معالجة هذا الواقع المؤسف والمقلق.

بعد الحديث عن سلبيات الانقسام شبه المجاني وشبه السطحي على اعتبار ان الخلاف ليس بين أعداء بل بين ابناء بيت واحد ومدرسة واحدة وطائفة واحدة [وعذراً على الاشارة الى الطائفة]، تقدمت باقتراح حضرني تلقائيا، حيث تمنيت على العماد ميشال عون والدكتور سمير جعجع ان يسارعا في اقرب وقت الى تشكيل "هيئة تنوير" مشتركة من التيار والقوات، بمباركة من بكركي، يكون من مهماتها ان تجول على التنظيمات الطلابية عند العونيين والقواتيين، وان تذهب الى الجامعات والمدارس، فتشرح ان ليس هناك من حروب بين الاشقاء والزملاء على مقاعد الدراسة، وان ليس هناك من معارك بين عون وجعجع، وان المصلحة المسيحية والوطنية والتربوية والاخلاقية تقضي بقيام حال من الوئام والتفاهم والروح الرياضية التي تتسع لأي تنافس شريف بين الطرفين. عند هذا الحد اشتعلت القاعة بالهتاف والتصفيق، ووقف كل الطلاب في حال من الحماسة تؤكد مدى حاجتهم فعلا الى من ينهي هذه الانقسامات البغيضة بينهم. لا بل انهم طالبوا بتقديم هذا الاقتراح الاولي الى العماد عون والدكتور جعجع، وهو ما يكشف مدى استعداد الشرائح الطالبية لوضع حد لهذا النزاع المؤذي والمستهجن. مجرد "هيئة تنوير" قد يكون لها دور اساسي، ليس في خلق تفاهم بين الشباب والطلاب فحسب، بل ربما بين القيادات. وعنا الى الجنرال والحكيم.

 

الحوار الآن

سحر بعاصيري –النهار 24/2/2006

النهار صار واضحاً ان موضوع رحيل الرئيس اميل لحود عن قصر بعبدا خرج من نطاق التجاذب الى الاقتناع علناً أو ضمناً بوجوب حصوله ويبقى الاتفاق على آلية الرحيل وعلى الرئيس الجديد.

فالقرار الذي اتخذته قوى 14 آذار وجعلته منذ 14 شباط هدفها السياسي الأول نجح في الارتفاع مراتب على الاجندة الدولية. ولا شك في ان زيارة وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس للبنان وخط سير لقاءاتها صبّا في هذا الاتجاه. ولا يمكن اغفال احتمال بُعد عربي لتأييد هذا التوجه. وما يسمح بالاعتقاد بوجوده ان رايس التي جاءت في زيارة مفاجئة انما كانت في السعودية وقبلها في مصر.

لكن هذا لا يعني ان المشكلة حُلت. بل قد تزداد تعقيداً وخطورة اذا لم يتمكن الاطراف اللبنانيون الفاعلون من التوافق على الاسئلة التي يجب معالجتها: كيف يرحل لحود؟ ومن يكون الرئيس المقبل؟

السبل المطروحة ثلاثة: ان يبادر الى الاستقالة، أو يستقيل بضغط من الشارع، أو ان يستقيل مع حفظ لماء الوجه على يد طاولة الحوار. وبما ان الاحتمال الأول لا يبدو مطروحاً عند الرئيس، وبما ان حملة قوى 14 آذار تجددت في ساحة الشهداء بعد امتناع وزرائها عن حضور مجلس الوزراء في بعبدا، فان السباق بات قائماً بين الحوار لحل أزمة الرئاسة وانتقال الازمة الى الشارع. وهذا السباق فيه مخاطر بسبب التهديدات المبطنة من التيار الوطني الحر و"حزب الله" بـ"اللجوء الى الشارع"والتلويح بأن لكل شارعه. ونتيجة لذلك فان الثاني من آذار، موعد بدء الحوار، يبدو في الحسابات العملية للمناخ السياسي المشحون في لبنان موعداً بعيداً. الجميع يعرفون ان حل مشكلة الرئاسة صار الموضوع الأول والأكثر إلحاحاً الذي يتطلب الحوار لفتح الطريق أمام اي حوار جدي. فلم لا يبدأ الحوار فوراً، اليوم وليس غداً، عوض انتظار الثاني من آذار؟

 

لجنة أهالي المعتقلين في سجون سوريا

أطلعت تويني على مراحل تحرّكها

النهار 24/2/2006: استقبل رئيس مجلس وادارة "النهار" ومديرها العام غسان تويني في مكتبه امس وفدا من "لجنة أهالي المعتقلين اللبنانـيين في السجون السورية" ورئيس لجنة "سوليد" غازي عاد. وشكر الوفد عميد "النهار" على مواقف المؤسسة التي كانت السباقة في فتح صفحاتها لقضيتهم ومواقف النائب الشهيد جبران تويني الذي كتب آخر مقالاته عن المقابر الجماعية التي اكتشفت في عنجر، وطلب الوفد من تويني ان يحمل الامانة لجهة تحرير المعتقلين في سوريا والكشف عن مصيرهم. وشرح عاد لتويني آخر المعطيات المتوافرة عن القضية بعد زيارة وفد الامم المتحدة الى العاصمة السورية والتي انتهت بضم السلطات السورية هذه المأساة الى سلة العلاقات بين سوريا ولبنان، مع ما يعنيه هذا الامر من معاناة للمعتقلين في سوريا واخطار تهددهم يوميا.

كما طلب الوفد من تويني بصفته نائبا عن بيروت وأحد المشاركين في اعمال طاولة الحوار التي دعا اليها رئيس مجلس النواب نبيه بري، السعي الى ادراج ملف المعتقلين والمختفين قسرا لدى السلطات السورية في جدول اعمال الحوار، واعتبار هذه المأساة قضية وطنية جامعة تعني كل اللبنانـيين دون تمييز، وكذلك اعتبر حلها مرتكزا اساسيا وحجر الاساس في اي علاقة مستقبلية بين لبنان وسوريا. وشرح الوفد ايضا نظام السجون في سوريا التي تضم سجونا جنائية الى جانب معتقلات سياسية وعسكرية يمنع على اي كان التوجه اليها او التحري عنها. وعرض الوفد لمماطلة الحكومة اللبنانـية في القضية وامتناعها عن التوجه الى الامم المتحدة لطلب مساعدتها في الكشف عن مصير اللبنانـيين المعتقلين في سجون سوريا. وسلم الوفد تويني رسالة كي يسلمها الى الامين العام للامم المتحدة كوفي انان في قطر حيث يشاركان في مؤتمر.

 

محاضرة حول "حق اللبنانيين في الخارج بالإقتراع" في قصر المؤتمرات - باريس

وطنية - 24/2/2006 (سياسة) دعا "التجمع من أجل لبنان" في فرنسا و"التيار الوطني الحر"، بالتعاون مع حملة "ليبانيز أبرود" إلى محاضرة بعنوان "حق اللبنانيين في الخارج بالإقتراع"، في قصر المؤتمرات في باريس، في الخامسة والنصف مساء الأحد المقبل، وذلك في إطار نشاطاته الهادفة إلى استصدار قانون إنتخابي عصري وعادل يراعي صحة التمثيل في لبنان. يشارك في المحاضرة النائبان فريد الخازن وابراهيم كنعان والرئيس السابق لمجلس القضاء الأعلى يوسف سعدالله والمحامي فادي بركات.

 

محاضرة حول "حق اللبنانيين في الخارج بالإقتراع" في قصر المؤتمرات - باريس

وطنية - 24/2/2006 (سياسة) دعا "التجمع من أجل لبنان" في فرنسا و"التيار الوطني الحر"، بالتعاون مع حملة "ليبانيز أبرود" إلى محاضرة بعنوان "حق اللبنانيين في الخارج بالإقتراع"، في قصر المؤتمرات في باريس، في الخامسة والنصف مساء الأحد المقبل، وذلك في إطار نشاطاته الهادفة إلى استصدار قانون إنتخابي عصري وعادل يراعي صحة التمثيل في لبنان. يشارك في المحاضرة النائبان فريد الخازن وابراهيم كنعان والرئيس السابق لمجلس القضاء الأعلى يوسف سعدالله والمحامي فادي بركات.