المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم الأحد 25/2/2007

ما مِن أَحَدٍ يَستَطيعُ أَن يُقبِلَ إِليَّ، إَِّلا إِذا اجتَذَبَه الآبُ الَّذي أرسَلَني. وأَنا أُقيمُهُ في اليَومِ الأَخير.(يوحنا)

 

 

توقيف أحد عناصر "القيادة العامة" للاشتباه بمسؤوليته عن عبوة الأشرافية

 السياسة/نقل موقع »الحقيقة« الالكتروني عن مصادر امنية موثوقة ان شعبة مكافحة الارهاب في الشرطة القضائية اللبنانية اوقفت امس الفلسطيني - السوري محمد طه عبدالرحمن الحلبي التابع لتنظيم الجبهة الشعبية- القيادة العامة بزعامة احمد جبريل للاشتباه بعلاقته في زرع عبوة الاشرافية التي تمكن عناصر الهندسة من تفكيكها الاربعاء الماضي قبل انفجارها.وقالت المصادر الامنية ان »زلة لسان« من الموقوف عززت الشبهات بدوره في العملية, حيث تمكن من معرفة وتحديد نوعية المتفجرات في الصندوق الذي عثر عليه قبل ان يتم فتحه رغم انه كان محكم الاغلاق?!.

 

قنابل يدوية ومتفجرات في شمال  لبنان... وقاذفات صاروخية في جنوبه

 في اطار الرسائل الامنية المتنقلة في المناطق اللبنانية, عثر في محلة القبة في مدينة طرابلس شمال لبنان امس على صندوق حديدي موضوع قرب مكب للنفايات وبعد الكشف الذي اجراه الخبير العسكري تبين انه يحوي 8 قنابل يدوية وذخائر سلاح فردي يعلوها الصدأ, وقد اتخذت القوى الامنية اجراءات احترازية وتم نقل المضبوطات وبوشر التحقيق كذلك افيد عن وجود متفجرات في مرفأ طرابلس ما اثار الخوف لدى عمال المرفأ لكن تبين ان شاحنة محملة بالخردة افرغت حمولتها داخل المرفأه وقد وجد بين الخردوات حزام ناسف لايحتوي على متفجرات وحضرت القوى الامنية للكشف والمعاينة وتبيان الحقيقة. وعلى صعيد متصل عثر الجيش اللبناني امس داخل قناة للمياه على طريق البيسارية في الجنوب على 8 قاذفات من طراز »ب7« وخمس قذائف مغلفة بالنايلون وبحالة جيدة فقام فريق من الهندسة في الجيش بازالتها من المكان.

 

استنكار نيابي لحملة "فرسان الفرس" في لبنان ضد جنبلاط

 دمشق تأمر "حزب الله" وتوابعه بإطلاق النار على المسعى السعودي - الإيراني لتوافق يتهي الأزمة

 بيروت - من عمر البردان: السياسة

كشفت مصادر سياسية في الاكثرية الحكومية والنيابية ل¯»السياسة« ان النظام السوري أبلغ حلفاءه في لبنان بضرورة رفض التجاوب, وبشكل مطلق, مع أي مسعى عربي هدفه الدفع باتجاه إقرار المحكمة الدولية لمحاكمة قتلة الرئيس رفيق الحريري أو القبول بحكومة وحدة وطنية على قاعدة مبادرة الجامعة العربية واساسها 19 وزيراً للأكثرية و10 وزراء للمعارضة ووزير محايد. واضافت المصادر أن النظام السوري لجأ الى تجديد توجيهاته لحلفائه بعدما شعر بحصول تقدم على المسار السعودي - الإيراني بشأن تحقيق حل معقول للازمة اللبنانية. وانطلاقا من هذه التوجيهات بدأ »حزب الله« باطلاق النار سياسياً على المبادرة السعودية الإيرانية, فيما لجأ رئيس حركة »أمل« ورئيس البرلمان نبيه بري الى تحييد نفسه بالسفر الى الخارج, وقالت المصادر ان حملة»حزب الله« المتجددة ضد, الحل تتواكب كالعادة مع ترويجات اعلامية مكثفة بأن الاكثرية هي التي تعمل على افشال المساعي السعودية الايرانية.

وفي هذا المجال قال رئيس الهيئة التنفيذية في »القوات اللبنانية« سمير جعجع ان المعارضة لاتسعى الى المشاركة بل الى الاستئثار بالسلطة, فيما الموالاة ترفض هذا المنطق , واضاف ان المشكلة ستطول وفي ضوء هذه الأزمة سيتقرر مصير لبنان , لكن هذا لا يمنع من إيجاد حلول مرحلية, والحل الفعلي حين يأخذ لبنان اتجاها من هذه الاتجاهات, واتجاه ثورة الأرز يمضي فيه قدما الى الامام, وقال ان تصرفات »حزب الله« وتحركاته تؤدي من وقت الى اخر»جرعة كاز« وهم لا يقدرون العواقب التي يقومون بها, الامر الذي سيؤدي بالخطأ الى داهية , فالطريقة التي يتصرف بها »حزب الله« على الرغم من رفضه الحرب الاهلية ستؤدي الى هذه الحرب وسيأخذ معه كل الناس إليها. وحذر جعجع من »دقة الوضع« نافيا مقولة ان »الخلاف هو على السلطة« ومشددا على وجود عدم اعطاء المعارضة فرصة بجرنا الى مكان آخر وفي الوقت ذاته العمل على منعهم من أخذ اي شيء ليس فيه مصلحة قيام الدولة اللبنانية, معتبرا ان خطوة العصيان المدني تؤكد اكثر فأكثر فداحة الاخطاء التي ترتكبها المعارضة في حق قيام دولة لبنان.

النائب الجنبلاطي وائل أبو فاعور كشف ما أبلغه مسؤول الأمن القومي الايراني علي لاريجاني الى المملكة العربية السعودية حول التوافق على مشروعها في المحكمة الدولية بقانونها الحالي, وقال ان هذا الأمر أثار حفيظة النظام السوري الذي يحاول تعطيل هذه التسوية عبر حلفائه في لبنان.

من جهته اعتبر وزير الشباب والرياضة احمد فتفت ان المشكلة مع »حزب الله« ليست في التكوين السياسي والتمثيل الطائفي له, إنما في ممارسته في بعض المواقع السياسية والأمنية والقرارات التي يتخذها. وكان فتفت يتحدث عن مشكلة القوى الأمنية مع البؤر الأمنية التي لا يدخلها أحد كالمخيمات والمراكز الفلسطينية والمربعات الأمنية المقفلة, ورأى أنه اذا كنا فعلا نريد تنفيس الاحتقان يجب ان نسير في اعلان النوايا القائل بوجوب الاتفاق على المحكمة الدولية من خلال لجنة تتولى ذلك, موضحا أن اعلان النوايا كان اقتراحا من الرئيس بري وقد مشى النائب سعد الحريري بهذا الاقتراح, لكنه فشل لان هناك طرفا مصمما على اعلان انتصاره من خلال رفضه القبول بالانسحاب من ساحة الاعتصام. وشدد فتفت على أن الحل يكون في سلة متكاملة تبدأ برئاسة الجمهورية والمحكمة الدولية مرورا بحكومة الوحدة الوطنية والانتخابات النيابية ومن ثم نذهب الى اعادة انتاج الحياة السياسية, أما ان تقول المعارضة انها تريد الاحتفاظ بمكتسباتها دون ان تفرط بأي منها, فهذا أمر لا يلتقي مع منطق الحل وتقديم التنازلات المتبادلة.

في هذا الوقت واصل »حزب الله« اطلاق المواقف التصعيدية ضد الحكومة والاكثرية , فأكد على لسان رئيس كتلته النيابية محمد رعد ان أي مدخل للتسوية هو ان يكون 11 وزيرا للمعارضة مقابل 19 وزيرا لفريق السلطة, وقال ان المعارضة لن تقبل بأي حل سوى ذلك ولن ترضى ب¯ 11 وزيرا الا ربعا . وشن رعد هجوما عنيفا على النائب وليد جنبلاط وقال انه ينقلب على ثوابت رفيق الحريري وكمال جنبلاط والان هناك ثوابت جيفري فيلتمان على طريقة »بدنا نعيش«, وسأل اين تراث رفيق الحريري وكمال جنبلاط ممن يدعون الآن انهم ينتمون إليهما. كما انتقد رعد رئيس الهيئة التنفيذية في »القوات اللبنانية« سمير جعجع وقال ان المقاومة ليست بحاجة لأن ترد عليه وان المقاومين اشرف من ان ينال منهم هؤلاء الصغار.

النائب فيصل الصايغ رد على كلام رعد والحملات التصعيدية »لحزب الله« ضد جنبلاط فقال ليس غريبا انهيار الاعصاب وفقدان القدرة على ضبط النفس ومنع اللسان السليط من اطلاق النعوت والسباب في حق رئيس اللقاء الديمقراطي, من فرسان الفرس في لبنان.

واضاف ليس مستغربا ان تدب الحماسة في هؤلاء دائمي الجهوزية للرد قدحا وذما وشتما , ولو تنوعت اللهجة بين عربية فصحى وأخرى تشوبها اللكنة الفارسية تأكيداً ل¯»الولاء الصادق« فيتسابقون لافراغ ما في صدورهم من حقد على وليد جنبلاط وهو الذي فضح بنور الحقائق ظلامية مخططاتهم ودهاليز مشروعهم الانقلابي على الدولة. بدوره قال مفوض الاعلام في الحزب التقدمي الاشتراكي رامي الريس انه في كل مرة يتكلم فيها وليد جنبلاط بالسياسة يجيبونه بالامور الشخصية ويمضون الساعات على شاشات التلفزة التي تعودوا احتلالها ولا يتركون أياً من النعوت تعتب عليهم, واشار الى ان هذا التوتر ليس جديدا على هذا الحزب وخطابه فهو جر البلاد الى حرب عبثية , وتساءل لماذا ينتفضون على خطاب جنبلاط في ساحة الشهداء وهو لم يتناولهم بل تناول النظام السوري الذي امعن تخريبا في لبنان طوال عقود? ألم يكونوا هم أول من ادخل ثعابين الافاعي المرقطة والاحذية والاقدام على الحياة السياسية اللبنانية? ولماذا لم ينتفضوا عندما وصف زعيمهم بشار الاسد رئيس الحكومة اللبنانية بأنه عبد مأمور لعبد مأمور? ولماذا لم يتحركوا عندما قال ان قسماً من اللبنانيين هم منتج اسرائيلي? لماذا لم يستنكروا حتى مقتل احد الصيادين شمال لبنان بالنار السورية?

وفي المواقف كشف النائب علي خريس من كتلة الرئيس نبيه بري أن مبادرة رئيس المجلس التي كان ينوي طرحها بعد عودته من الخارج تتضمن بنودا عدة ابرزها اعلان بيانات نوايا من السلطة والمعارضة عن قبول السلطة بحكومة وحدة وطنية على اساس 19 وزيرا للاكثرية و11 وزيرا للمعارضة وقبول المعارضة بالموافقة على المحكمة ذات الطابع الدولي بعد درسها خلال يومين من قبل لجنة من أصحاب الاختصاص يتمثل فيها الطرفان. من جهته قال النائب فريد الخازن من كتلة العماد ميشال عون ان افاق الحلول غير مقفلة وفرص الحل اللبناني لم تنعدم كاشفا ان تقدما حصل في المداولات على جبهة المحكمة الدولية لجهة الاتفاق على ادخال تعديلات عليها دون ان يتم ذلك على حساب المضمون . واضاف ان عناصر الحل اصبحت ناضجة وهناك امكانية لايجاد مخرج للازمة بعنصريها الاساسيين اي المحكمة والحكومة, وجدد التأكيد على ان العماد ميشال عون وكتلته يؤيدون المحكمة الدولية ويسعون لتوافق لبناني حولها.

 

"ديلي تلغراف" تؤكد وإسرائيل تنفي طلبها من واشطن

  السماح باستخدام أجواء العراق لقصف المفاعلات الإيرانية 3 دول خليجية وتركيا توافق  على تأمين ممرات جوية... لضرب إيران

 لندن - كتب حميد غريافي: طهران - الوكالات: السياسة

كشفت مصادر ديبلوماسية خليجية وأوروبية في كل من واشنطن وبروكسل النقاب أمس السبت عن أن »ثلاث دول في الشرق الأوسط على الأقل وافقت على السماح لسلاح الجو الإسرائيلي باستخدام أجوائها كممرات للوصول إلى إيران وتوجيه ضربة عسكرية واسعة وعنيفة لمنشآتها النووية والصاروخية, فيما هناك دول أخرى محاذية لإيران لها علاقات أمنية وعسكرية أصلاً مع الدولة العبرية, وفيها تواجد عسكري إسرائيلي منذ منتصف التسعينات, مستعدة للتعاون«.

ونقل ديبلوماسي خليجي في واشنطن ل¯ »السياسة« أمس عن أوساط في وزارة الدفاع (البنتاغون) والكونغرس الأميركيين قولها تعليقاً على ما أوردته صحيفة »ديلي تلغراف« البريطانية أمس من »ان هناك مباحثات أميركية - إسرائيلية جارية راهناً حول السماح لسلاح الجو العبري باستخدام أجواء العراق لتسديد ضربة جوية إسرائيلية إلى إيران«, أن الإدارة الأميركية الجادة في منع إيران من أن تتحول إلى دولة نووية, »لن تمنع أو تتصدى إلى أي مقاتلة جوية إسرائيلية فوق الأراضي العراقية إذا وجدت نفسها غير قادرة في وضعها الراهن الصعب في العراق على وقف الاندفاع الإيراني النووي نحو امتلاك قنابل ذرية, وإلا كان ذلك ضرباً من الجنون (الأميركي)«. ونقلت »ديلي تلغراف« عن أحد الضباط الإسرائيليين المشاركين في الإعداد لهذه الضربة قوله »إن إحدى النقاط التي علينا أن نوضحها هي كيفية الوصول إلى أهدافنا في إيران... الطريق الوحيد هو استخدام المجال الجوي العراقي الخاضع للسيطرة الأميركية«.

وأكد الضابط على أهمية الحصول على هذا الإذن »حتى لا نتعرض لموقف تضطر فيه الطائرات الأميركية والإسرائيلية لتبادل إطلاق النيران على بعضهم البعض«. ونسب الديبلوماسي إلى نواب ديمقراطيين فاعلين في الكونغرس المؤيد بغالبيته الديمقراطية والجمهورية لإسرائيل, قولهم إن »الكونغرس, رغم بعض التحفظات على الوجود الأميركي في العراق, لا يعارض ضربة جوية أميركية أو إسرائيلية للقضاء على الترسانة النووية الإيرانية, على اعتبار أن أي عمل عسكري ضد هذه الترسانة يبقى أقل كلفة وضرراً وخطورة من امتلاك طهران السلاح النووي«.

وكشف النواب الديمقراطيون للديبلوماسي الخليجي النقاب عن أن »من أهم أسباب معارضتنا زيادة عدد القوات الأميركية في العراق وتدخلنا العسكري فيه, وعملنا على سحب الجزء الأكبر من تلك القوات في أقرب فرصة ممكنة, هو أننا لانحبذ مشاركتنا في حربين معاً إذ نعتقد أن علينا قريباً شن حملة تحالفية عسكرية لإنهاء أي وجود نووي لإيران, ونحن في هذا الصدد نؤيد تصريحات نائب الرئيس (الأميركي) ديك تشيني في سيدني (استراليا) أمس (أول من أمس) بأننا يجب ألا نسمح لإيران بأن تصبح قوة نووية«.

وكان تشيني جدد التأكيد للمرة الثانية في أقل من 24 ساعة أن جميع الخيارات مطروحة للتعامل مع إيران, مؤكداً أن امتلاك الجمهورية الإسلامية القدرة النووية سيكون خطأً فادحاً. وذكر الديبلوماسي ل¯ »السياسة« في اتصال به من لندن ان »معلومات البنتاغون والكونغرس تؤكد أن الدول الخليجية الثلاث قطر ودولة الإمارات وسلطنة عمان الواقعة كلها في مواقع ستراتيجية مهمة قبالة سواحل إيران, قد لا تمانع في فتح ممرات في أجوائها لتسهيل ضربة جوية للمنشآت النووية الإيرانية, رغم مخاوفها من ردود الفعل الإيرانية عليها ومن مخاطر تسرب إشعاعات نووية إلى أراضيها«.

وقال مسؤول البنتاغون ونواب الكونغرس: »إنه في حال بلوغنا ساعة الحقيقة فإننا على يقين من أن دولاً أخرى في الخليج والمنطقة مازالت مترددة في مساندة أي ضربة عسكرية غربية أو إسرائيلية لإيران, ستفتح أجواءها وربما أراضيها أمام الحلفاء وعلى رأسها تركيا والعراق وبعض الجمهوريات السوفياتية السابقة ذات الحدود مع إيران, وكذلك أفغانستان وباكستان«. وعزت صحيفة »هآرتس« الإسرائيلية أمس تمديد ولاية رئيس الاستخبارات الإسرائيلية الخارجية (الموساد) مائير داغان حتى نهاية هذا العام رغم بلوغه سن التقاعد, إلى التحضيرات لعمل جوي ضد إيران خصوصاً وأن »داغان قدر المدة التي تفصل طهران عن امتلاك السلاح النووي بأقل من سنتين (قبل نهاية 2009) مع الأخذ بعين الاعتبار أنه من بين أهم خبراء الدولة العبرية في الشؤون الإيرانية«.

وقالت الصحيفة إن رئيس الوزراء إيهود أولمرت »أسند أخيراً إلى قائد سلاح الجو الإسرائيلي إليعازر شكدي مهمة ربط التحضيرات لعمل ضد إيران بسلاح جوه مباشرة«. وفي مقر حلف شمال الأطلسي في بروكسل أكد ديبلوماسي بريطاني ل¯ »السياسة« أمس أن قادة الحلف الذي ترأسه الولايات المتحدة »يشجعون تركيا العضو البارز على المساهمة في أي ضربة للترسانة النووية الإيرانية عن طريق فتح ممرات جوية من حدودها المتاخمة للمفاعلات ومواقع التخصيب النووية في أقصى شمال إيران والواقعة قرب بحر قزوين, كما يشجعونها على فتح مطاراتها وحدودها البرية أمام قوات دولية في حال اعتمد سيناريو غزو بري لإيران بالتزامن مع الغزو الجوي«.

وأعرب الديبلوماسي عن اعتقاده أن »جنرالات تركيا هذه المرة لن يرتكبوا نفس خطئهم السابق مع القوات الأميركية التي تدفقت على العراق في حرب ,2003 حين منعوها من استخدام الأراضي التركية بأعداد كبيرة ما أدى إلى إلغاء الحملة التحالفية العسكرية الشمالية, وإلى خسارة الأتراك فيمابعد استغلال مشاركتهم لتحقيق مكاسب طالما حلموا بها في مناطق النفط العراقي الشمالية مثل كركوك وغيرها«. في المقابل أكدت إيران أنها مستعدة لأي ضربة عسكرية توجهها الولايات المتحدة ضدها غير أنها تفضل التفاوض كوسيلة لتسوية النزاع النووي. وقال وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي في مؤتمر صحافي عقده أمس في طهران إنه »يوجد خياران للتعامل مع القضية النووية الإيرانية هما القوة أو الديبلوماسية«. وأوضح متكي أنه »رغم أن إيران مستعدة لأسوأ سيناريو محتمل وقد يكون ضربة عسكرية أميركية ضد منشآتها النووية فهي لا تزال تسعى للجوء إلى الخيار الديبلوماسي وإجراء مفاوضات مع الأطراف ذات الصلة من أجل تسوية النزاع القائم«. وأكد متكي مجدداً أن مشروعات إيران النووية مصممة لأغراض مدنية وسلمية فقط, موضحاً أن آخر تقرير أصدره مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي حول إيران يؤكد هذا الأمر. وأشار وزير الخارجية الإيراني إلى أن بلاده لن تقدم أي تنازلات فيما يتعلق بحقها المعترف به دولياً للمضي قدماً في برنامجها النووي المخصص لأغراض مدنية

 

توجه لقطع أو تجميد العلاقات مع إسرائيل  وزاري سباعي في باكستان اليوم تحضيرا لقمة إسلامية في السعودية

 عواصم - الوكالات : وصل إلى باكستان امس وزراء خارجية ست دول إسلامية تمهيدا للقمة المقترح عقدها في السعودية على مستوى زعماء الدول الاسلامية حول الوضع في الشرق الاوسط. ومن المقرر أن يعقد وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل والاندونيسي حسن فيرايودا والتركي عبد الله غول والماليزي سيد حامد البر والاردني عبد الاله الخطيب والمصري أحمد أبو الغيط والباكستاني خورشيد قصوري والامين العام لمنظمة المؤتمر الاسلامي أكمل الدين إحسان أوغلو اجتماعا في إسلام أباد اليوم . وسيفتتح رئيس الوزراء شوكت عزيز المناقشات التي ستركز على المبادرات السياسية والديبلوماسية من قبل الدول الاسلامية لتحقيق السلام في دول الشرق الاوسط وفي الاراضي الفلسطينية. يأتي الاجتماع بعد الجولة التي قام بها الرئيس الباكستاني برفيز مشرف في الشرق الاوسط وإيران وتركيا وإندونيسيا وماليزيا في الآونة الاخيرة سعيا وراء تحقيق اتفاق في الاراء بين القادة المسلمين. وذكرت وزارة الخارجية الباكستانية في بيان لها في وقت سابق : »إننا نشعر بقلق عميق بسبب الجمود الذي أصاب جهود السلام في المنطقة فيما يتواصل تردي الاوضاع«.

وتؤيد باكستان دائما القضية الفلسطينية وتدعم بفعالية تطبيق قرارات مجلس الامن ذات الصلة خاصة ما يتعلق بالانسحاب الاسرائيلي لحدود 1967 وإعلان الدولة الفلسطينية المستقلة. وقالت الوزارة إن الوضع في الشرق الاوسط مازال مصدر قلق عميق للعالم كله خاصة بالنسبة للعالم الاسلامي وباكستان مشددة على الحاجة الملحة للمزيد من الاتفاق في الرأي لمواجهة الاخطار.  من جانبها اعلنت ماليزيا, الرئيسة الدورية لمنظمة المؤتمر الاسلامي, ان الدول الاعضاء في المنظمة وافقت على فكرة قطع او تجميد علاقاتها الديبلوماسية مع اسرائيل بسبب الاشغال التي تجريها الدولة العبرية في محيط المسجد الاقصى في القدس.

وصرح وزير الخارجية الماليزي سيد حامد بان وزراء خارجية دول منظمة المؤتمر الاسلامي وافقوا من حيث المبدأ على اقتراح ماليزيا قطع او تجميد العلاقات الديبلوماسية مع اسرائيل خلال اجتماع استثنائي عقد هذا الاسبوع في جدة (السعودية.(ونقلت وكالة انباء "برناما" عن سيد حامد قوله "لقد اقترحنا ان تقوم الدول الاسلامية التي تربطها علاقات ديبلوماسية مع اسرائيل بقطع هذه العلاقات او استدعاء سفرائها بصفة موقتة لكي نظهر اننا جادون". واضاف انه تم تكليف الامين العام لمنظمة المؤتمر الاسلامي اكمل الدين احسان اوغلو بمتابعة هذا الاقتراح. ولا تقيم ماليزيا التي تنتقد اسرائيل بشدة, علاقات ديبلوماسية مع الدولة العبرية.

ودعا وزراء خارجية دول منظمة المؤتمر الاسلامي الخميس الماضي مجلس الامن الدولي الى التدخل ل¯ "التوصل الى الوقف الفوري للاشغال والحفريات" قرب المسجد الاقصى. واقترحت ماليزيا ان تقدم منظمة المؤتمر الاسلامي شكوى الى محكمة العدل الدولية في لاهاي بشان الاشغال, بحسب وكالة برناما.

 

مع اقتراب موعد انعقاد الدورة الثانية للمجلس النيابي الأكثرية اللبنانية تحذر المعارضة من التمادي في خطف البرلمان

 بيروت - من صبحي الدبيسي: السياسة

مع اقتراب موعد الدورة العادية لانعقاد المجلس النيابي منتصف مارس المقبل, تبدو مؤشرات انعقاد هذه الدورة ضبابية المعالم, بعد بروز معطيات ومواقف معلنة وغير معلنة تشير إلى اقتناع رئيس المجلس النيابي نبيه برّي دعوة النواب لعقد مثل هذه الجلسة التي من أبرز بنودها إبرام مشروع المحكمة الدولية التي سبق لمجلس الوزراء أن أقرّها وتمّ نشرها في الجريدة الرسمية منذ نحو الشهرين, على الرغم من معارضة الرئيس برّي لهذا التصرف ووصفه له بغير القانوني, لأن الحكومة بحسب رأيه غير ميثاقية وغير دستورية.. وانطلاقاً من هذا الموقف وفي ظل عدم وضوح الرؤية بإمكانية إيجاد مخرج مقبول للأزمة اللبنانية, فإن مصادر برّي بدأت تلمح إلى عدم انعقاد مجلس النواب في دورته العادية في ظل الانقسام الحاصل في البلاد وبوجود حكومة غير دستورية وغير ميثاقية.. وإذا كان رئيس المجلس ما زال يؤثر الصمت حتى هذه اللحظة حيال التجاوزات التي اقترفتها حكومة الرئيس فؤاد السنيورة لجهة المخالفات الدستورية التي وقعت فيها منذ لحظة استقالة وزراء "حزب الله" و"أمل" من الحكومة مهدداً (ببق البحصة) مع فترة سماح تنتهي أواخر هذا الشهر, فإن من المؤكد أن برّي يحاول كسب الوقت ريثما تنجلي صورة الاتصالات القائمة بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية اللتين تسعيان لإيجاد مخرج لمشكلة لبنان قبل أن يغرق في نار الصراع المذهبي الشيعي-السنّي الذي لا يخدم إلا أعداء الإسلام.

وإذا كانت المملكة العربية السعودية بحسب ما نقله عنها زوارها وفي مقدمتهم النائب سعد الحريري رئيس "تيار المستقبل" ووزير الإعلام غازي العريضي نجحت في إقناع إيران بضرورة قيام المحكمة الدولية, ليس لحفظ الأمن في لبنان فحسب بل لحفظ الأمن في المنطقة بأسرها, فإن المطلوب من إيران إقناع الحليف السوري بصوابية هذا الموقف بعد أن كانت سورية وبلسان رئيسها بشّار الأسد ووزير خارجيته وليد المعلّم أعلنا أكثر من مرة بأنهما لا يريدان السماع حتى بذكر المحكمة الدولية, وعليه فإن الرئيس برّي يجري اتصالات مكثفة في هذه الفترة لمعرفة طبيعة الموقف السوري حتى يعرف كيف يتصرف كي لا يحرج نفسه ولا يحرج حلفاءه في "حزب الله" بالتحديد..

كيف سيكون رد فريق »14 آذار« في حالة عدم انعقاد الدورة العادية للمجلس النيابي?

في المقابل فإن فريق الرابع عشر من آذار الذي اطمأن في الذكرى الثانية على استشهاد الرئيس رفيق الحريري بأن شارعه ما زال محصّناً وما زال داعماً له بقوة من خلال ما أظهرته الجموع التي احتشدت في ساحة الحرية متخطية حواجز الخوف والرعب التي أحدثته حادثة »عين علقه« ومتحدين اعتصام ساحتي رياض الصلح واللعازارية, ما أعاد إلى الأذهان صورة الحشود التي توافدت إلى الساحة المذكورة في الرابع عشر من آذار 2005. هذا الفريق قابل التصريحات التي تلمح بعدم عقد الجلسة العادية بكثير من الامتعاض والمرارة لا سيما وأنه انتظر أكثر من شهرين ليحين موعد هذا الاستحقاق بعد أن فشل بفتح دورة استثنائية للمجلس النيابي الذي كان قد تقدم بطلب لعقدها موقعاً من 70 نائباً. وبناء على ذلك فإنه على استعداد أن يقابل الموقف السلبي لرئيس المجلس بنفس السلبية, بعد أن اتهمه بخطف المجلس لتعطيل مؤسسة مجلس النواب, مفسحاً في المجال بأن تحل الفوضى محل الأمن والاستقرار.. وهذا ما يأسف له فريق الرابع عشر من آذار كل الأسف الذي تؤكد مصادره بأن تصرف رئيس المجلس وتجاهله لمطلبهم في إعادة الحياة للسلطة الشرعية سيجعلهم مكرهين على إيجاد المخارج التي قد تزيد الهوة والتباعد بينهم وبين رئيس المجلس.

وهذا ما ألمح إليه رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط لل¯ »L.B.C« الخميس الماضي, عندما اعتبر بأن مجلس النواب مخطوف والرئيس برّي يضيع الفرص الذهبية التي قدمت له من المملكة العربية السعودية لإقامة طائف جديد ينهي الأزمة اللبنانية من خلال عقد لقاء في مكة على غرار اللقاء الذي جمع "فتح" و"حماس" وأنهى الخلاف الفلسطيني بالتوافق على تشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية, فماذا يمنع لبنان من الوصول إلى مثل هذا الاتفاق.. إلا في حال استطاعت إيران إقناع حليفها بشّار الأسد بالموافقة على مثل هذا الحل.

وفي هذا السياق ردّ مصدر في الحزب التقدمي الاشتراكي على "السياسة" بالقول أن اتجاه المعارضة يميل إلى عدم عقد الدورة العادية للمجلس في آذار وتأجيلها إل¯ى نيسان تسهيلاً لاستكمال الاتصالات والإبقاء على شعرة معاوية مع فريق الأكثرية حيث أن قرار التأجيل أفضل بكثير من قرار الإلغاء ومن الآن حتى نيسان تكون الاستحقاقات المقبلة وخاصة في موضوع عقد القمة العربية في السعودية الذي من المؤكد الوصول خلالها إلى حلول بالحد الأدنى مع النظام السوري بحيث لا تعود الرئاسة الثانية محرجة تجاه هذا النظام في حال تمت الدعوة لعقد الدورة في منتصف آذار وقد ألمحت مصادر التقدمي إلى زيارة مرتقبة للرئيس برّي إلى السعودية لبحث آخر المستجدات والاتصالات الجارية مع إيران في هذا الخصوص.

عدوان: المجلس النيابي مؤسسة وليس شخصاً

نائب رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" النائب جورج عدوان قال ل¯ »السياسة« أن المشكلة الأساسية في البلاد تتمثل بالمحكمة الدولية وأن الحل لن يقوم إلا بحل موضوع المحكمة مع سورية, لأن المشكلة ليست في الشراكة ولا في الأمور الأخرى, إنما المشكلة في المحكمة والجميع اليوم يتطلع إلى المساعي المشكورة التي تقوم بها المملكة العربية السعودية وإيران والجامعة العربية وتركيا من أجل تسهيل الحل وإيجاده لموضوع المحكمة التي تشكل مدخلاً لحل المشكلات اللبنانية. لذلك هناك اليوم جهد إقليمي ودولي لحل قضية المحكمة. وبعد ذلك ننقل كلبنانيين كل مشكلاتنا الداخلية والقضايا التي سنحلها في إطار التشاور داخل المجلس النيابي, لأنه المؤسسة الدستورية التي يجب أن نحل قضايانا الخلافية من خلالها ونحن نتعامل مع هاتين القضيتين بكل انفتاح وإيجابية, ولن نسمح بتعطيل المجلس النيابي أو مصادرة دوره تحت أي حجة. ومن هذا المنطلق يجب التحدث عن حل شامل ينطلق من رئاسة الجمهورية إلى الحكومة وجميع القضايا الأخرى.

وما سمعنا من كلام حول انعقاد المجلس النيابي أو عدم انعقاده في دورته العادية في آذار المقبل, أقول أن المجلس النيابي هو مؤسسة وليس شخصاً ولا يستطيع أحد منا أن يأخذ دوراً عنه فهو التعبير الصحيح عن انتخابات حصلت أتى بموجبها 128 نائباً يمثلون جميع اللبنانيين وهو سيد نفسه وكنا نأمل أن ينعقد في دورة استثنائية وسيمارس دوره كاملاً في الدورة العادية. وبالنسبة لنا ك¯ »قوات لبنانية« نفضل أن يجري الحوار داخل المجلس النيابي وأمام جميع اللبنانيين وقد سبق وطالبنا أن تنشر محاضر جلسات الحوار ولكي لا نقع مجدداً في هذا الموضوع فليكن الحوار أمام جميع اللبنانيين وفي المجلس النيابي وليحمل كل مسؤول مسؤولية المواقف التي يتخذها..

ماذا في مواقف المعارضة?

وزير الطاقة والمياه محمد فنيش رأى أنه لا يمكن عقد دورة عادية للمجلس النيابي في ظل وجود حكومة غير ميثاقية وغير دستورية, عادة مجلس النواب ينعقد ليستمع إلى برنامج الحكومة ويناقش ما تقوم به من مشاريع فإذا كانت هذه الحكومة غير موجودة وهي ساقطة من لحظة استقالة وزراء »حزب الله« وحركة »أمل« منها, لذلك لا يمكن عقد دورة عادية للمجلس النيابي إلا في حالة تشكيل حكومة جديدة..

النائب علي بزي-عضو كتلة التنمية والتحرير لفت إلى أن مقام رئاسة المجلس النيابي في لبنان من الخطوط الحمر, وعلى الذين يراهنون كسب الوقت للوصول إلى النصف الثاني من شهر آذار كي يطالبوا رئيس المجلس عقد جلسة نيابية من أجل مناقشة قانون المحكمة ذات الطابع الدولي قبل التوصل إلى تسوية أو إيجاد حل للأزمة التي تزداد تعقيداً, لأن الحكومة التي يجب أن تمثل أمام المجلس النيابي يجب أن تكون ميثاقية ودستورية, وأن الحكومة الحالية لم تعد تملك هذه المواصفات.

المجلس النيابي لجميع اللبنانيين ونحن نحذر من تسول له نفسه المساس بهذه المؤسسة أو الاستخفاف بأي شكل من الأشكال بعد جلسة خارج مجلس النواب وبغير رئيس المجلس لأنهم بذلك يذهبون بالبلد إلى حرب أهلية لا أحد يقدر على تحمل تبعاتها.

أما عضو اللقاء الديمقراطي النائب أنطوان أندراوس فأشار إلى أنه إذا أنه لم يبادر رئيس المجلس بدعوة النواب لعقد الدورة العادية في موعدها في منتصف الشهر المقبل, فإن قوى 14 آذار سيكون لها موقف واضح حيال تعطيل مؤسسة المجلس النيابي وأن الخيارات التي ستقدم عليها ستكون مفاجئة للجميع. لذلك إن قوى 14 آذار تتمنى على الرئيس نبيه برّي أن يدعو إلى عقد الدورة العادية لمجلس النواب في موعدها المحدد وأن يتم الحوار من داخل المجلس النيابي ومن يكون لديه اعتراضات فليضعها على الطاولة لتناقش من قبل الجميع.

وفيما يتحصن كل فريق خلف مواقفه التصعيدية يعيش الشارع اللبناني حالة انحباس أنفاس وترقب لما قد يحصل بعد إعلان المعارضة عن النية في العصيان المدني, وبالمقارنة مع إضراب 23 يناير فإن هذه المعارضة بدأت تخسر من رصيدها هذا الرصيد, لأن الرهان في النهاية يتلخص في مكان الوطن وماذا ينفع إذا ربح الإنسان مال الدنيا وخسر وطنه, وفي المقابل فإن فريق الأكثرية الذي يعتبر أن العصيان المدني هو الممهد للإطاحة في الدورة العادية للمجلس النيابي تبدو الأنظار مشدودة باتجاه المملكة العربية السعودية التي وكما وصفها رئيس اللقاء الديمقراطي وليد جنبلاط بالضامنة لاستقلال لبنان, لأنها لن تتخلّى عن لبنان في محنته وهو على ثقة كبيرة بالملك عبد الله الذي لا يمكن أن يسمح بتمرير الفتنة المذهبية في لبنان ولهذا تبقى الأنظار مشدودة باتجاه السعودية على أمل نجاح مبادرتها.. لأن في نجاحها خلاص للبنان.

 

استياء في كتلة «التغيير» من خيارات غير ناضجة

مصادر مسيحية في 14 آذار: البطريرك مستاء من المعارضين والتصريحات أمام الصرح لا تلزمه 

 فادي عيد / لفتت مصادر مسيحية في 14 آذار الى أن زيارة السيد جبران باسيل صهر العماد ميشال عون، ‏والمسؤول عن علاقات «التيار الوطني الحر» السياسية، لم يوفق في زيارته الاخيرة الى بكركي، لأن ‏البطريرك مار نصرالله بطرس صفير، ابدى امامه استياء غير مباشر عبر طرحه سؤالين عليه، ‏اولهما حول استمرار التيار في المشاركة في الاعتصام. وثانيهما حول موقف التيار من خطاب ‏السيد حسن نصرالله الأخير، الذي تناول فيه الجيش، واعتبر مصادرة الشاحنة التي كانت تقل ‏السلاح، اغتصاباً لسلاح المقاومة.‏ واذا كان هذان السؤلان لدى البطريرك لم يلقيا اي جواب، لأنه في رسالة الصوم اعتبر ‏الاعتصام اضاعة للوقت ولتدخين النارجيلة، وفي عظة الاحد الفائت، أكد على ضرورة احتكارية ‏الجيش للسلاح، مما يعني ان التوقيع على ميثاق بكركي اضحى فارغاً من مضامينه، طالما أن ‏أحداً من الطرفين اللذين استعجلا التوقيع (فرنجية ـ عون) لم يلتزما بالحد الادنى من خطاب ‏بكركي.‏ وأمام هذه التراكمات، والتعطيل المستمر للدورة الاقتصادية بسبب الاعتصام، سألت المصادر ‏المسيحية نفسها في 14 آذار كيف سيبرر عون، المسؤول امام الناس والمسيحيين والرأي العام، ‏تصرفات غير مسؤولة وغير منتجة، انما مضرة بأرزاقهم وأرزاق عيالهم؟ واذا كان «حزب الله» ‏يسدّد جزءا من فواتير حرب تموز للشيعة المتضررين، فمن يسدد فواتير هذه الارزاق المترنحة امام ‏ضغط الاعتصام؟ وتابعت المصادر الموثوقة ذاتها، إن بعض نواب كتلة «التغيير والاصلاح» قد ابدوا ملاحظات من ‏هذا النوع سواء امام البطريرك، أو أمام مرجع نيابي ارثوذكسي من خارج كتلتهم، لكن ‏شكواهم اقتصرت على الانفعال ولم تنضج بعد الى حدود ردة الفعل. ومن جملة هذا الاستياء ‏سيطرة المحيطين بالعماد عون من الحلقة الضيقة على معظم المقدرات الاساسية ومفاتيح تحريك ‏اللعبتين السياسية والاعلامية في التيار.‏ أمام هذا الواقع سألت المصادر المسيحية في 14 آذار كيف يمكن أن يتلاقى المسيحيون طالما أن ‏‏«التيار الوطني الحر» لا يلتقي ـ ليس مع اضداده ـ إنما مع بكركي أيضاً. وفي مقارنة بسيطة ‏بين الأمس واليوم، ذكّرت المصادر بما يلي:‏

ـ كان البطريرك صفير طيلة فترة الوصاية يفتح ابواب بكركي امام الجميع على اختلاف ‏آرائهم، لكنه لم يغير ثوابته يوماً.‏

ـ عارض البطريرك صفير مواقف عديدة اتخذها نواب مسيحيون وقادة مسيحيون، لكنه لم يقفل ‏ابواب بكركي في وجه احد، ولكنه لم يوافق على عمل هولاء يوماً.‏

ـ حاول كثيرون ثني البطريرك صفير عن زيارة الجبل، لكنه كان يستمع اليهم ويفعل ما يريد.‏

ـ حاول كثريون ان يأخذوا البطريرك صفير الى زيارة سوريا وقاموا بمبادرات في هذا الاتجاه، ‏ووصفوا بـ«الوزراء المشاكسين» لكن البطريرك ظل مشاكسا لزيارة «غير منتجة سلفاً».‏

ـ ويحاول كثيرون اليوم الإيحاء بأن بكركي موافقة على أدائهم، لكن مواقف البطريرك تكذّب ‏تصاريحهم من على مدخل بكركي.‏

وقالت المصادر المسيحية في 14 آذار انه اذا كان المسؤولون لن يفهموا، فليس باستطاعتهم ‏منع الصوت البطريركي من بلوغ آذان الرعية.‏

 

الرئيس الفرنسي: على اللبنانيين تخطّي انقساماتهم بحـوار وطني

 النهار - 2007 / 2 / 24

 صرح الرئيس الفرنسي جاك شيراك، بعد محادثات اجراها في مدينة ميسيبرغ الالمانية مع المستشارة انغيلا ميركل، بأنه "امام اخطار تقويض الاستقرار في لبنان، ارتأينا ان على اللبنانيين تخطي انقساماتهم بحوار وطني من اجل ان تكون متطلبات القضاء مرضية وخصوصا في ما يتعلق بانشاء محكمة ذات طابع دولي".

ودعا الى ان تقوم الحكومة اللبنانية بمهماتها من اجل السير بلبنان قدما. وكان شيراك وميركل قد عرضا الوضع في لبنان خلال اجتماعهما. وفي قضية اخرى، قالت ميركل خلال مؤتمر صحافي مشترك مع شيراك، ان تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية المتعلق بالبرنامج النووي الايراني يوضح ان ايران لا تفي بالتزاماتها، وانه ينبغي مناقشة عواقب ذلك في مجلس الامن. واضافت: "سيكون من الافضل بالنسبة الينا، الا نضطر الى الذهاب الى مجلس الامن مجددا، ولكن (شرط) ان تغتنم ايران هذه الفرصة وتقبل ببساطة ونهائيا (واحدا) من عروض (المفاوضات) التي نطرحها عليها". واكد شيراك وميركل دعمهما لشركة "آيرباص" الاوروبية لصناعة الطائرات وتعهداً ان يتركا لادارة الشركة اتخاذ قرار في شأن خفوضات للوظائف، وأعربا عن اعتقادهما ان تلك الخفوضات يجب ان تكون متوازنة. وتجدر الاشارة الى ان خلافاً بين حملة أسهم "آيرباص" على حصة العمل في مشروع الطائرة الجديدة المتوسطة الحجم "إي 350" أدى الى تأجيل عملية إعادة هيكلة مهمة في الشركة، مما تسبب باثارة توترات بين فرنسا والمانيا انعكست سلباً على الشركة سنوات. وقالت ميركل: "هناك التزام سياسي واضح لهذا المشروع الاوروبي وخصوصاً من المانيا وفرنسا". وأضافت: "لا نريد ان نضطر الى مواجهة مثل هذه القرارات الصعبة مرة اخرى في المستقبل القريب. الأولوية العليا بالنسبة الينا هي قدرة الشركة على المنافسة". اما شيراك فاعتبر انه يجب ألا تكون هناك استغناءات إجبارية عن الوظائف في "آيرباص"، وانه يجب تعويض العاملين الذين سيتأثرون باقفال أي مواقع للانتاج.

 

مؤسسة جهاد البناء المتخصصة بالاعمار والتابعة لحزب الله تتحدى الولايات المتحدة 

 أ ف ب - 2007 / 2 / 24

 ينشط عمال مؤسسة جهاد البناء في العمل على ترميم وبناء منازل قرية صريفا الجنوبية التي دمر القصف الاسرائيلي الصيف الماضي معظم مساكنها غير آبهين بقرار الولايات المتحدة تجميد اصول هذا الجهاز التابع لحزب الله اللبناني الشيعي. ويقول الحاج حسين اللحام (61 عاما) وهو يقف امام ورشة اعمار منزله "يكاد عمال جهاد البناء ينهون اعادة بناء منزلي الذي دمره قصف الطيران الاسرائيلي". اللحام من اهالي قرية صريفا الواقعة على بعد 12 كلم شرق مدينة صور الساحلية والتي دمر القصف الاسرائيلي فيها نحو 250 مسكنا من بينهم منزل اللحام المؤلف من طبقتين. ويؤكد اللحام ان جهاد البناء اعطته فور عودته الى القرية في ايلول/سبتمبر الماضي 10 الاف دولار تعويض ايواء ليؤمن سكن عائلته خلال فترة اعادة بناء المنزل كما دفعت له تعويضا عن الاضرار التي لحقت بمصنع للثياب يملكه ويقع في الطابق الارضي للمنزل. و"يعمل شباب مؤسسة جهاد البناء ليلا ونهارا في جنوب لبنان لمساعدة الاهالي على النهوض" كما يضيف اللحام وهو من اهالي القرية التي قتل 37 فردا من ابنائها في 19 تموز/يوليو من جراء القصف الاسرائيلي الكثيف. ويوضح عباس الذي رفض الكشف عن كامل هويته ويعمل مهندسا في مؤسسة جهاد البناء ان المؤسسة خصصت 5 ملايين دولار لتعيد القرية الى ما كانت عليه قبل العدوان الاسرائيلي المدمر على حزب الله خلال شهري تموز/يوليو وآب/اغسطس الماضيين.

تاسست جهاد البناء بعد الاجتياح الاسرائيلي للبنان عام 1982 وتنشط حاليا في اعادة اعمار المناطق التي استهدفها القصف الاسرائيلي الصيف الماضي باموال ترسلها ايران. كما تساهم الدولة اللبنانية بالاعمار باموال مصدرها هبات من دول عربية ابرزها قطر.

ويقول ابو محمود المدير التنفيذي لمؤسسة جهاد البناء في جنوب لبنان "هذه ليست المرة الاولى التي تقوم فيها المؤسسة باصلاح اضرار الاعتداءات الاسرائيلية. بعد كل اعتداء اسرائيلي كان عمالها ينشطون في اعادة الاعمار والترميم". ويستنكر ابو محمود قرار الخزانة الاميركية اعتبار مؤسسة جهاد البناء التابعة لحزب الله "شبكة ارهابية". ويتساءل "هل هو الارهاب ان نساعد الناس واهلنا على اعادة اعمار منازلهم التي تدمرها القذائف الاسرائيلية المصنوعة في اميركا؟".

ويؤكد مسؤول جهاد البناء ان المؤسسة "هي اليوم وبعد القرار الاميركي اكثر اصرارا على مساعدة الناس". وكانت وزارة الخزانة الاميركية اعلنت الثلاثاء عن تجميد اصول مؤسسة جهاد البناء "لان حزب الله يستغل +جهاد البناء+ لحاجاته الخاصة للاعمار ولجذب السكان اليه من خلال خدمات بناء مدنية". واتهمت وزارة الخزانة الاميركية حزب الله بانه "استغل مؤسسة جهاد البناء بعد النزاع مع اسرائيل صيف 2006 لزيادة الاموال المخصصة له بغية رفع شعبيته من خلال تقديم خدمات لاعادة البناء في جنوب لبنان". غداة ذلك اعلنت مؤسسة "جهاد البناء" ان قرار الولايات المتحدة "لا يعنيها وهي مستمرة في العمل". ويبلغ عدد العاملين في مؤسسة جهاد البناء 2200 متفرغ غالبيتهم من المهندسين والمقاولين وهي مستمرة في عملها. ويقول ابو محمود ساخرا "نحن مؤسسة انسانية. نحن مستعدون اذا طلب منا ان ننقل تجربة مؤسستنا الى الشعب الاميركي لمواجهة الكوارث الطبيعية". يذكر بان حزب الله وبعد وقف العمليات الحربية منتصف آب/اغسطس انكب على اعادة بناء الاف الوحدات السكنية بسرعة قصوى وذلك اما في معقله في ضاحية بيروت الجنوبية او في جنوب لبنان.

 

هدوء حذر عند بوابة فاطمة وتحركات مكثفة لآليات اسرائيلية في موقع العباد

وطنية- النبطية- 24/2/2007 (أمن) شهدت منطقة بوابة فاطمة في بلدة كفركلا الحدودية هدوءا حذرا إثر الاستنفار الذي حصل أمس بين دورية للجيش اللبناني والقوات الإسرائيلية، وجابت الدوريات الإسرائيلية المنطقة والبساتين في مستوطنة المطلة المحاذية لكفركلا وشوهدت سيارات ال "هامر" المصفحة تستطلع الطرقات عند الشريط الشائك، في وقت سيرت الكتيبة الإسبانية العاملة في القوة الدولية دوريات روتينية في المنطقة وعلى طول الطرقات في العباسية والوزاني وسهل الخيام والعديسة وحولا وميس الجبل. واعتبارا من ساعات الفجر الأولى، سجلت تحركات مكثفة للمدرعات والآليات الإسرائيلية في موقع العباد الواقع عند الأطراف الشرقية لبلدة حولا الحدودية، وعززت القوات الإسرائيلية الموقع بالآليات في وقت استقدمت مكعبات إسمنتية رفعتها في الجهة الشمالية المكشوفة للأراضي اللبنانية.

كذلك شوهد عدد من الجنود يراقبون بالمنظار القرى والبلدات اللبنانية القريبة، في وقت كان الجنود في الكتيبة الإندونيسية قرب موقع العباد وفي حالة استنفار يراقبون التحركات الإسرائيلية فيما قام عدد منهم برفع لافتة فوق إحدى منشآت موقعهم المقابل لموقع العباد الإسرائيلي كتب عليها بالعربية والفرنسية والإنكليزية عبارة "لا للحرب نعم للسلام".

 

"حزب الله" يلجأ إلى "الشغب المتعمد" لتمرير شحنات الأسلحة إلى المخازن

 السياسة - 2007 / 2 / 24

 في اطار الجهود التي يبذلها »حزب الله« لاعادة عناصره الى نشاطهم الكامل وتحركاتهم في الجنوب وحريتهم في نقل السلاح وتخزينه في الجنوب, بدأ الحزب خلال الفترة الاخيرة تنفيذ خطة كان وضعها اخيرا والتي تهدف لاشغال الدوريات التابعة للقوات الدولية »اليونيفيل« بحوادث محلية, كتمويه وتضليل ومنع وصول الدورية الى منطقة معينة تتم فيها عمليات تخزين السلاح والذخائر والأعمال الهندسية المختلفة التي يقوم بها الحزب لاعادة سيطرته على المنطقة كما كانت الحال قبل الحرب الاخيرة. في اطار هذه الخطة فقد تم الايعاز الى رجال الحزب في القرى والبلديات المعروفين باسم »الروابط« لكي يكونوا على اهبة الاستعداد في اي لحظة لافتعال شجار او حادثة اخرى في كل مكان يطلب منهم ذلك, حيث يقوم الروابط بالاتصال بالسكان المحليين المتعاونين معهم للوصول الى المكان المطلوب مقابل مبلغ معين يتلقوه بعد وصولهم ومشاركتهم في افتعال الحادث. وبغية جلب اكبر عدد من الناس يستخدم »الروابط« مكبرات الصوت الموجودة في الحسينيات لاستدعاء الناس وتوتيرهم ودعوتهم للتجمع في الاماكن التي من المفروض ان تمر فيها دوريات »اليونيفيل« بغية اجبارها على التقهقر او تغيير مسارها.

فعلى سبيل المثال لا الحصر قام عدد من الشباب الصغار في 17 فبراير مقابل 20 دولارا تلقاها كل واحد منهم بالقاء الحجارة في منطقة دبين على دورية تابعة للكتيبة الاسبانية بينما سمعت اصوات مكبرات الصوت من الحسينيات تدعو السكان الى القدوم الى مكان الحادث. بينما كانت شاحنة تابعة لحزب الله تنقل صواريخ وأسلحة الى مستودع تابع للحزب في المنطقة لاخفائها وتمويهها. الشاحنة التي نقلت السلاح كانت تبدو من الخارج على انها شاحنة محلية تنقل محاصيل زراعية. ولم يتورع »حزب الله« عن استخدام الاولاد الصغار لمراقبة تحركات دوريات »اليونيفيل«, حيث قام بتزويد العشرات من الاولاد بأجهزة هاتف جوال يقوم الاولاد من خلاله بتبليغ الروابط عندما يرون دورية ويبلغونهم عن مكانها.

 

 سلام: حل الاعتصام يشكل مفتاحا لاراحة الوضع

وطنية- 24/2/2007 (سياسة) شدد النائب السابق تمام سلام، في حديث لبرنامج "صالون السبت" من إذاعة "صوت لبنان"، على "ضرورة اعطاء المساعي الايرانية- السعودية فرصة للنجاح"، معربا عن اعتقاده ب"أن الخطاب السياسي المتشنج الذي طبع الساحة الداخلية منذ فترة سيهدأ لاعطاء فرصة". واكد "وجود انقسام طائفي خطير بسبب خطاب التعبئة الذي تمارسه القيادات"، واذ حذر من "ان النار هي تحت الرماد اليوم"، لفت الى "ان حل الاعتصام يشكل مفتاحا لاراحة الوضع". ونقل سلام عن رئيس كتلة المستقبل النيابية النائب سعد الحريري الذي التقاه امس، "رغبة صادقة في بذل كل ما يساعد على جمع الكلمة وتهدئة الأجواء"، آملا "سماع الكلام نفسه من الفريق الآخر". ولاحظ "ان هناك عرقلة للبلد من خلال استمرار الاعتصام الذي لم يعد له لزوم"، سائلا "هل يجب ان نحول لبنان بأكمله الى خيم"؟

واعتبر سلام "الا احد يختلف على مبدأ المحكمة الدولية ولكن ثمة هواجس يجب معالجتها لدى طرفي المعارضة والموالاة"، سائلا عن "السبب الذي يمنع حتى الآن من المباشرة في تشكيل لجنة الحقوقيين لتباشر درس الملاحظات".

وفي موضوع الحكومة، أكد "ان الأمر يحتاج الى علاج جدي"، مقترحا كمخرج لموضوع الوزير الملك، "ان يقوم الأفرقاء ولا سيما المرجعيات الروحية بتسمية ثلاثة او اربعة وزراء يحملون هذه الصفة". وتمنى سلام "ان يوفق الرئيس سليم الحص من خلال الزيارات التي يقوم بها الى السعودية ودمشق وطهران في اضافة شيء ايجابي على ما يطرح"، لافتا الى "انه لا يرى جدية ولا أرضية صلبة في ما يشاع عن مشروع محوره الرئيس الحص لتشكيل حكومة ثانية في مواجهة حكومة الرئيس فؤاد السنيورة". ولم يستبعد سلام "وصول البلاد الى الفراغ الكامل في حال انتهت ولاية الرئيس اميل لحود من دون حل الأزمة". وعن مواصفات الرئيس المقبل، رأى "ان المطلوب رئيس عادل غير منحاز، يكون جامعا موحدا وفوق الجميع". ورأى "اننا ومنذ ثلاثة أشهر دخلنا في غابة دستورية"، واذ أكد على "ضرورة اعادة تفعيل المجلس النيابي"، اشار الى "ان اضعاف الممارسة الدستورية يؤسس لمزيد من الاضطرابات والمواجهات"، محذرا في الوقت نفسه من "ان اغراق بعض الاطراف في دفع الناس نحو التطرف سيؤدي الى التصادم وسيؤسس لارتباط الازمة بالتطورات الاقليمية وابعادها العربية والدولية".

 

الجيش عثر على قاذفات وقذائف في البيسارية

وطنية-24/2/2007(امن) أفاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" في النبطية علي داوود "ان الجيش اللبناني عثر داخل قناة للمياه على طريق البيسارية على 8 قاذفات من طراز "ب 7" وخمس قذائف مغلفة بالنايلون وبحالة جيدة, فقام فريق من الهندسة في الجيش بازالتها من المكان ".

 

العثور على قنابل وذخيرة غير صالحة في جبل محسن- طرابلس وحزام ناسف في شاحنة خردوات لا يحتوي متفجرات في المرفأ

وطنية - طرابلس - 24/2/20070(امن) افاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" في طرابلس محمد سيف ان "القوى الامنية عثرت صباح اليوم، على صندوق يحتوي قنابل وذخيرة قديمة العهد, وهي غير صالحة، امام مستوعب للنفايات بالقرب من مجمع صبيح في منطقة جبل محسن-طرابلس, وعملت عناصر الجيش اللبناني على تطويق المنطقة, فيما حضر الخبير العسكري وكشف على الصندوق وعمل على رفعه, وفتحت القوى الامنية تحقيقا لمعرفة ملابسات الحادث.

كذلك تحدثت معلومات عن وجود متفجرات في مرفأ طرابلس ممااثارا لخوف والهلع لدى عمال المرفا, فتبين ان شاحنة محملة ب"الخردة" افرغت حمولتها داخل المرفا, وقد وجد بين الخردوات حزاما ناسفا لا يحتوي على متفجرات.

وحضرت القوى الامنية للكشف والمعاينة, وتبيان الحقيقة".

 

النائب الخازن اعلن ان تقدما حصل في المداولات على جبهة المحكمة الدولية:

موضوع العصيان المدني اعلامي وغير مطروح حتى الآن على تكتل الاصلاح والتغيير

وطنية - 24/2/2007 (سياسة) اعلن عضو كتلة الاصلاح والتغيير النائب فريد الخازن في حديث الى برنامج "صالون السبت" من اذاعة "صوت لبنان" ان آفاق الحلول غير مقفلة، وفرص الحل اللبناني لم تنعدم"، كاشفا ان "تقدما حصل في المداولات على جبهة المحكمة الدولية لجهة الاتفاق على ادخال تعديلات عليها، من دون ان يتم ذلك على حساب المضمون". وقال: "ان عناصر الحل اصبحت ناضجة وهناك امكانية لايجاد مخرج للازمة بعنصريها الاساسيين، اي المحكمة والحكومة". وجدد التأكيد أن العماد ميشال عون وكتلته يؤيدون المحكمة "وهم بغض النظر عن التداعيات الخارجية المرتبكة بالمحكمة الدولية يريدون ويسعون الى توافق لبناني حولها". اضاف :"نحن امام ممر مفروض علينا ان ننجح في مواجهة هذا التحدي، عبر توافق لبناني - لبناني وما ان نجتاز هذه المرحلة، ستقع علينا لاحقا مسؤولية كبيرة هي اعادة بناء الدولة وتطبيق اتفاق الطائف". وتابع: "لا يمكن الخروج من الازمة، الا عبر توافق لبناني حول المسائل المطروحة ولا سيما المحكمة التي سيؤدي فرضها بالقوة الى ايقاعنا في مشكلة". وقال: "ان موضوع العصيان المدني هو اعلامي اكثر من اي شيء اخر". واكد ان هذا الموضوع لا يبحث بخفة او تسرع، وحتى الان هو غير مطروح على البحث بالنسبة الى تكتل الاصلاح والتغيير". اما موضوع الاعتصام فأشار الى ان الامر مرتبط بالحل السياسي.

ولدى سؤاله ما اذا كان مجلس النواب سيبقى اسيرا في حال عدم التوافق، امل النائب الخازن في "ان نصل في وقت قريب الى حل يفضي الى عودة المؤسسات للعمل ويغنينا عن الدخول في ازمات جديدة على كل المستويات". وراى ان لبنان "محكوم بالتوافق وقاعدة لا غالب ولا مغلوب"، مشيرا الى انها "المكون الاساسي للخروج من الازمات"، مضيفا "لا يمكن الخروج من الازمة الحادة التي نعيشها الا بتوازن لبناني - لبناني، ولا يمكن ادارة البلد الا على قاعدة لا غالب ولا مغلوب".

 

النائب خريس: مبادرة الرئيس بري تتضمن إعلان بيانات نوايا

عن قبول السلطة بحكومة 19+11 والمعارضة بالمحكمة بعد درسها

وطنية- 24/2/2007 (سياسة) كشف عضو "كتلة التنمية والتحرير" النائب علي خريس خلال احتفال تأبيني لمحمد يوسف حمود في بلدة معركة عن أن "مبادرة الحل التي ينوي الرئيس نبيه بري طرحها بعد عودته من الخارج تتضمن بنودا عدة أبرزها إعلان بيانات نوايا من السلطة والمعارضة عن قبول السلطة بحكومة وحدة وطنية على أساس 19+11 وقبول المعارضة بالموافقة على المحكمة ذات الطابع الدولي بعد درسها خلال يومين من قبل لجنة من أصحاب الاختصاص يتمثل فيها الطرفان". وأوضح أن "المعارضة أطلقت مبادرات عدة ولكن هناك في لبنان من تكفل لأميركا بإفشال هذه المبادرات التي تحفظ الوطن وكرامته ووحدته"، وتخوف من "رفض الحلول والمقترحات الذي يودي بالوطن إلى المجهول ويجعله ضعيفا أمام الكيان الصهيوني الغاصب وأمام حركة الصراع العربي-الإسرائيلي".

وأكد أن "للبنان تاريخ ناصع ومقاومة باسلة في مواجهة الاحتلال والنضال العربي والتسلط والهيمنة والظلم، والشهداء الأبرار خير دليل على ذلك كالقادة محمد سعد وخليل جرادي الذين سطروا السيرة العطرة للوطن والأمة"، ونبه من "مخاطر العبوات والصواعق والصواريخ التي يعثر عليها هنا وهناك، فهي فتن متنقلة غايتها تسعير نار الفتنة الداخلية".

 

النائب رعد:المعارضة لن تقبل باقل من 11 وزيرا وفريق السلطة يمارس اسلوب التخوين والتشكيك

وطنية - 24/2/2007 (سياسة) اكد رئيس كتلة الوفاء للمقامة النائب محمد رعد ان "اي مدخل للتسوية هو ان يكون 11 وزيرا للمعارضة مقابل 19 وزيرا لفريق السلطة، لافتا الى ان "المعبر الوحيد للحل هو الثلث الضامن أي 11 وزيرا من أصل 30 ولن تقبل المعارضة 11 وزيرا الا ربعا".

وشن النائب رعد الذي كان يتحدث في احتفال في النبطية هجوما عنيفا على النائب وليد جنبلاط الذي وصف المقاومة بأنها تتبع للمحور السوري-الايراني، مؤكدا "ان اي سلوك سياسي في هذا الاطار يخدم الاسرائيليين والاميركيين". وقال : "انهم ينقلبون على ثوابت رفيق الحريري وكمال جنبلاط، الآن هناك ثوابت فيلتمان على طريقة بدنا نعيش". وسأل:اين تراث رفيق الحريري وكمال جنبلاط ممن يدعون الان انهم ينتمون اليهم؟. كما انتقد النائب رعد رئيس الهيئةالتنفيذية للقوات اللبنانية سمير جعجع وقال: "المقاومة ليست بحاجة لترد عليهم وان المقاومين أشرف من ان ينال منهم هؤلاء الصغار". واكد النائب رعد ان "ما يربطنا بسوريا مصلحة مشتركة وان السهام التي نتعرض لها تخدم المشروع الاميركي-الاسرائيلي". وقال: "انهم ينظرون للمقاومة نظرة ازدراء ويتهمون قياداتها انها ضمن المحور الايراني-السوري ويستخفون بادائها وهي أشرف ظاهرة في العالم المعاصر". ورأى ان "فريق السلطة يمارس اسلوب التخوين ويشكك بالمعارضة وهذا قفز فوق دماء الشهداء المقاومين".

 

قوى الامن عممت رسمين لمشتبه في اغتيال الوزير الجميل ولمزور شيكات

وطنية-24/2/2007 (امن) صدر عن المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي ـ شعبة العلاقات العامة البلاغ الآتي:"تعمم المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي، بناء لإشارة المحقق العدلي القاضي عدنان بلبل رسما تشبيهيا لشخص مجهول الهوية، مشتبه به في جريمة إغتيال الوزير بيار الجميل. لذلك تطلب هذه المديرية العامة من المواطنين الكرام المساهمة بتوقيف هذا الشخص أو بتحديد مكان وجوده، وفي حال الإيجاب الإتصال على الخط الساخن 1788، علما بأن كل مواطن يساهم في إعطاء أية معلومة يبقى أسمه طي الكتمان وفقا لأحكام القانون". وصدر عن المديرية ايضا البلاغ الآتي: "تعمم المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي بناء لإشارة المحامي العام الاستئنافي في جبل لبنان القاضي غسان عويدات الرسم الشمسي للمدعو: م.ش (مواليد عام 1969).الذي تم توقيفه من قبل مفرزة الضاحية الجنوبية القضائية لإقدامه على فتح حسابات في بعض المصارف بأسماء وهمية بينها : أحمد سنو، سمير محمد الأحمد، توفيق سلامة وأسماء أخرى غير معروفة، إضافة إلى تحرير شيكات مزورة لعدد كبير من المواطنين في مناطق مختلفة من بيروت وجبل لبنان". وتبين أنه مطلوب للقضاء بموجب 6 مذكرات توقيف و 4 خلاصات أحكام وبلاغ بحث وتحري واحد بجرائم تزوير واستعمال مزور واحتيال وتقليد وشيك دون مؤونة، نفذت جميعها بحقه. لذلك يرجى من المواطنين الكرام الذين وقعوا ضحية أعماله وتعرفوا عليه، الحضور إلى مركز المفرزة المذكورة الكائن في الاوزاعي ثكنة النقيب الشهيد مصطفى علي حسن، أو الإتصال على أحد الرقمين التاليين: 842403/01 ـ 842405/01 تمهيدا لإتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحقه".

 

الوزير فتفت:المشكلة في البؤر الامنية المغلقة على الدولة وارتباط الوضع اللبناني بالصراع الاقليمي لا يعفينا من المسؤولية

وطنية - 24/2/2007(سياسة) اعتبر وزير الشباب والرياضة احمد فتفت في حديث الى اذاعة لبنان الحر "ان الحل في لبنان مرتبط بكثير من المعطيات الخارجة عن ارادة اللبناني منفردا، فهو متعلق بالوضع في الشرق الاوسط". وقال:" لدي قناعة انه على الرغم من مساوىء نظامنا السياسي، لا يرضى اي لبناني الاستغناء عن النظام التوافقي الذي نعيشه، وهذا الخيار له ثمنه الذي ندفعه". ولفت الى "ان الوضع اللبناني اليوم معقد، لانه مرتبط بالعراق وفلسطين والصراع الاقليمي الجديد، ولا يمكننا العيش بعيدا عن الواقع الحاصل. لكن ذلك لا يعني اننا لا نتحمل مسؤولية، وان ما يجري هو الصحيح". وقال:" ما يحصل خطأ كبير ولا يمكن لاحد إلقاء اللوم على الوضع الاقليمي، وعلى الطابور الخامس او الطرف الثالث".

واعتبر "ان مشكلة القوى الامنية هي مع البؤر الامنية التي لا يدخلها احد كالمخيمات والمراكز الفلسطينية خارج المخيمات والمربعات الامنية المقفلة". وقال:" ان أي أمن ذاتي يعني زيادة هذه المربعات وتصاعد الاضطراب الامني وفتح المجال لساحات اخرى يلجأ اليها المخلون بالامن فرارا من العدالة وقوى الامن".

اضاف:" ليس لدينا في مواجهة ذلك الا منطق واحد هو منطق الدولة والامن التابع لها، علما ان الجميع يعرف انه ليس هناك من لبناني الا ويملك سلاحه الفردي في منزله ولا سيما في البلدات والمناطق الريفية، وبالتالي فان السلاح الفردي شيء وتوزيع السلاح وإنشاء ميليشيات شيء آخر". وقال:" لقد إتهمنا في احدى الفترات باننا نسعى الى تحويل قوى الامن الى ميليشيا سنية، فأثبتنا لهم بالارقام ان الواقع هو العكس تماما، فبالنسبة للتوزيع الطائفي وتحديدا في العام الاخير تنامى التواجد المسيحي داخل قوىالامن بنسبة 5او 6 في المئة، علما ان الشيعة يحتلون المرتبة الاولى عددا بينما السنة في المرتبة الثانية حيث الفارق بينهما هو نحو 550 عنصرا وهما يتساويان بالنسبة لعدد الضباط، ومن هنا فان مقولة الخلل لصالح السنة سقطت ، وهذا ما تبين يوم الثلاثاء 23 كانون الثاني الماضي حيث لم تكن قوى الامن طرفا كما ادعى البعض، وعندها لجأوا الى اتهام آخر بان "تيار المستقبل" يوزع سلاحا ويؤسس ميليشيا".

وتابع "ان مشكلتنا مع قواعدنا هي اننا نرفض توزيع السلاح, وهناك لوم علينا من قبل بعض هذه القواعد التي تطالب باعطائها السلاح، ومع ذلك نرفض وسنظل نرفض ذلك لاننا نعرف ان ذلك سيؤدي الى أمن ذاتي والى اقتتال داخلي ندفع ثمنه قبل سوانا". وردا على اتهام النائب اسامة سعد "تيار المستقبل" بتوزيع السلاح في صيدا, قال:" ان هذا الاتهام لا معنى له، ومثل هذه الاتهامات هي التي تؤدي الى الفتنة" اضاف:" يبدو ان النائب سعد يريد من خلال هذا الاتهام ان يقول لحلفائه انتبهوا ان خصمي في المدينة يملك سلاحا فتفضلوا واعطوني السلاح، علما انه يملك سلاحا اكثر بكثير مما يملكه مناصرو تيار المستقبل، ولديه مجموعات مسلحة منذ فترة طويلة وهو يحاول الآن اعادة بنائها".

اضاف الوزير فتفت:" فليتفضل من لديه مثل هذه الاتهامات ان يقدم دليلا على ذلك"، مذكرا "باتهامات بحق القوات اللبنانية حول توزيع السلاح وتدريب مجموعة تابعة لها، فتبين في النهاية وباعتراف القضاء العسكري انها مجموعة معنية بحماية شخصية معينة لا دخل لها بعالم السياسة". واشار الى "ان المشكلة مع حزب الله ليست في التكوين السياسي والتمثيل الطائفي له انما في ممارسته في بعض المواقع السياسية والامنية والقرارات التي يتخذها". وسأل: كيف يمكن اعادة بناء الثقة المفقودة اذا كان هناك طرف يرفض الجلوس معي على الطاولة ولا يقبل التحاور لكنه يقبل باللقاءات الثنائية؟. واعتبر انه "اذا كنا نريد فعلا تنفيس الاحتقان يجب ان نسير في اعلان النوايا القائل بوجوب الاتفاق على المحكمة الدولية من خلال لجنة تتولى ذلك"، موضحا "ان اعلان النوايا كان اقتراحا من الرئيس بري وقد مشى النائب سعد الحريري بهذا الاقتراح، لكنه فشل لان هناك طرفا مصمما على اعلان انتصاره من خلال رفضه القبول بالانسحاب من ساحة الاعتصام".

وقال "ان فرصا عدة سنحت للمعارضة كي تنسحب من الساحة كما في 23 و25 كانون الثاني وفي 14 شباط لكنها أصرت على الاستمرار بالاعتصام ". ورأى "ان الاصرار على امتلاك الثلث المعطل لم يعد اعلان نوايا، بل حسما للصراع على اساس حصول المعارضة على كل شيء وتسليم الاكثرية بكل مواقع القرار للمعارضة". واكد:"ان الاكثرية قامت بخطوات عدة تجاه المعارضة بالنسبة للمشاركة في الحكومة بينما المعارضة لم تقم بأي خطوة بل أصرت وما زالت على إعطائها كل مطالبها وتلوح بالمزيد من التصعيد والمطالب ".

وشدد "ان الحل بسلة متكاملة تبدأ برئاسة الجمهورية والمحكمة الدولية مرورا بحكومة الوحدة الوطنية والانتخابات النيابية ومن ثم نذهب الى إعادة انتاج الحياة السياسية، اما ان تقول المعارضة انها تريد الاحتفاظ بمكتسباتها من دون ان تفرط بأي منها، فهذا أمر لا يلتقي مع منطق الحل وتقديم تنازلات متبادلة ".

وسال:"اذا كان السيد حسن نصر الله فعلا لا يريد السيطرة على الحكومة كما قال، فلماذا رفض صيغة 19-10-1؟ ، فهذه الصيغة تؤمن المشاركة الفعلية ، خصوصا وان الاكثرية لن تكون قادرة من خلالها على اتخاذ قرارات اساسية ".

 

الرئيس السنيورة ترأس اجتماعا ل"لجنة الحدود" في حضور وزير الداخلية

واستقبل مدير الاعلام في منظمة العمل العربية والدكتور نعمان الازهري

وطنية - 24/2/2007 (سياسة) ترأس رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة، قبل ظهر اليوم، اجتماعا في السرايا الحكومية، حضره وزير الداخلية حسن السبع و"لجنة الحدود" التي ضمت: المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء أشرف ريفي،الامين العام للمجلس الاعلى للدفاع اللواء سعيد عيد، المدير العام للامن العام اللواء وفيق جزيني، ممثل قائد الجيش نائب رئيس الاركان للعمليات العميد حسن محسن والمدير العام للجمارك العميد اسعد غانم. وجرى خلال الاجتماع تقويم لعمل اللجنة والتنسيق بين كل الاجهزة الامنية لضبط الحدود وحاجات اللجنة في المستقبل.

الازهري /واستقبل الرئيس السنيورة رئيس مجلس ادارة بنك لبنان والمهجر الدكتور نعمان الازهري وعرض معه شؤونا مصرفية ومالية.

منظمة العمل العربية /والتقى الرئيس السنيورة الوزير المفوض مدير الاعلام في منظمة العمل العربية سليم ابو حرفوش، في حضور وزير العمل بالوكالة وزير الداخلية حسن السبع. بعد الاجتماع أوضح ابو حرفوش ان البحث تناول جدول اعمال زيارة الامين العام لمنظمة العربية ابراهيم قويدر الى لبنان الاثنين المقبل، والمتعلقة بالعلاقة بين الحكومة واصحاب العمل والعمال.

 

النائب بزي: الرئيس بري ارسى قواعد لسد الفجوات بين السلطة والمعارضة

وطنية - 24/2/2007 (سياسة) اكد عضو كتلة التحرير والتنمية النائب علي بزي، خلال احتفال اقامته حركة "امل" وكشافة الرسالة الاسلامية في بلدة عيتيت، لمناسبة ذكرى استشهاد الحاج احمد حسين عبد علي ان "اطلاق اشارات التعقيد والعراقيل، من شأنها تأزيم الامور واجهاض فرص التفاؤل التي عاشتها البلاد في الايام الاخيرة". وقال : "ان الرئيس نبيه بري ارسى قواعد للحل المنشود، من شأنها سد الفجوات بين السلطة والمعارضة وازالة كل اشكال الالتباس والتوترات القائمة، الا ان ما نسمعه من تصريحات وما نشاهده على شاشات التلفزة، يجعلنا اقل تفاؤلا، من مقاربات البعض للافكار والعناوين المطروحة".

ورأى النائب بزي ان "المناخات السائدة ملائمة لتسوية على الاسس والافكار التي اطلقها الرئيس بري، وهي نتاج مجموعة الافكار التي نوقشت في اللقاءات والمشاورات العربية والاسلامية". وقال :" اذا لم تسلم السلطة بمنطق العقل والمشاركة، فلا يلومن احد المعارضة في الخيارات التي تسير بها والهدف دائما المصلحة الوطنية". وختم النائب بزي بالدعوة الى "حماية لبنان واستقراره في هذه المرحلة التي تشهد مزيدا من الضغط الاميركي والاسرائيلي لاستدراج الانقسامات والفتن في هذه المنطقة". وتخلل الاحتفال قصيدة للشاعر الحاج مصطفى فقيه، ومجلس عزاء حسيني، تلاه الشيخ حيدر المولى.

 

تجمع عائلات الطريق الجديدة": لتكون المحكمة المعبر الوحيد لحل الازمة الحكومية

وطنية- 24/2/2007 (سياسة) عقد "تجمع عائلات الطريق الجديدة" اجتماعا مساء امس بحث خلاله موضوعي المحكمة ذات الطابع الدولي والعصيان المدني.

وتوقف التجمع عند "الاعتراف البائن والفاضح لقوى المعارضة الانقلابية عبر تقرير تلفزيون "المنار" مساء امس، بأن مطلب المعارضة كان يقضي في بداية الاتصالات مع الجانب السعودي بتأجيل اقرارها الى حين انتهاء التحقيق الدولي بحجة منع تسييسها- وهو مطلب سوري جرى التأكيد عليه مرارا- وهذا ما يكشف من دون لبس بأن حزب الله وحلفاءه يسعون لتعطيل قيام المحكمة خدمة للنظام السوري، وان الحديث عن تأييد قوى المعارضة لمسألة التزامن بين المحكمة وحكومة الثلث المعطل انما هو مجرد فخ نحذر من الوقوع فيه". ودعا التجمع الى "ان تكون المحكمة المعبر الوحيد لحل الازمة الحكومية"، وتساءل "كيف يمكن ان نثق بعد الآن بجدية هذا الفريق الذي كما هو متوقع سيعمد- في حال تم التوافق على هذا التزامن- الى النكس بوعوده والتزاماته للرد والانتقام من نتائج الحلف الرباعي الانتخابي، وتحقيق الانقلاب الذي ينشده لاعادة نظام الوصاية السابق وادواته الى السلطة". وتوقع التجمع "تنفيذ العصيان المدني الذي تهدد به قوى المعارضة في مدة اقصاها موعد بدء الدورة العادية لمجلس النواب منتصف آذار المقبل اذا بقيت القوى الانقلابية على تعنتها، وذلك لمنع الدعوة لعقد جلسة لمناقشة والقرار مشروع المحكمة". واعتبر "انه اذا ما لجأت هذه القوى الى خيار العصيان المؤذي، فانها ستضع الوطن والشعب امام مصير لا أحد يعرف نهايته، و هو ما كانت بدأت ملامحه يومي الثلاثاء والخميس الاسودين الماضيين، وايضا من خلال ما يجرى حاليا في ساحة الاعتصام حيث اقفلت اكثر من 80 مؤسسة اقتصادية و تجارية ابوابها، وفقد مئات الموظفين اعمالهم ولقمة عيشهم، وارتفعت نسبة الهجرة للشباب والعائلات اللبنانية".

 

جعجع عرض مع 300 طبيب ينتمون إلى الحزب الأوضاع والتطورات المحلية

وطنية- 24/2/2007 (سياسة) استقبل رئيس الهيئة التنفذية في "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع مساء أمس في بزمار على مدى ساعتين ونصف الساعة حوالى 300 طبيب ينتمون الى الحزب، وأكد لهم "أهمية الوعي السياسي ووجوب الحفاظ على لبنان من خلال مواجهة جميع الصعوبات القائمة"، معتبرا ان "الحلول الآنية هي مرحلية والحل الفعلي يحتاج الى وقت طويل والمسيرة ليست سهلة لتحقيق الهدف المنشود". وشدد على "أهمية الوعي الوطني وضرورة مواجهة الواقع مهما كان صعبا، وفي النهاية كونوا على ثقة بأننا سنصل الى حل وهو بناء الدولة القادرة"، وقال: "لبنان بلد متعب، فعلى مدى 30 عاما نخرج من أزمة لندخل في أخرى". وشرح "هوية القوات اللبنانية التي ليست حزبا سياسيا بالمعنى التقليدي للكلمة، فنحن نعلم ان توصيف الحزب السياسي هو الوصول الى السلطة بالطرق المتوفرة، والقوات هي ضمير المجتمع وقوته وتتحرك دائما لتحقق مصالح هذا المجتمع".

وقال: "ان جماعة حزب الله على الرغم من خلافاتنا السياسية معهم، هم جديرون بالاحترام لان لديهم الالتزام والتضحية والايمان والاخلاقية. إن اسباب المعضلة اليوم هي جوهر لبنان وهويته وطبيعته وهيكليته الاستراتيجية، والصراع الذي نشهده حاليا قد بدأ منذ 2005 مع ثورة الارز واستشهاد الرئيس رفيق الحريري الذي ادى الى ثورة شعبية كبيرة اطاحت بالوضع القائم آنذاك واخرجت الجيش السوري من لبنان. ان سوريا وحلفاءها وحزب الله وحلفاءه تفاجأوا مما حصل وبعد ذلك جرت الانتخابات وتسلمنا نحن جزءا تشريعيا من السلطة وبدأ ظهور ردات فعل المعارضة من خلال السياسة في المرحلة الاولى التي تمثلت بالتحالف الرباعي ثم موضوع المحكمة الدولية بعد اغتيال جبران تويني، وبعدئذ توجهوا الى منطق الحوار، طاولة الحوار، محاولين الخرق في ما بيننا ولكنهم لم يفلحوا فتركوا طاولة الحوار واتجهوا نحو الحرب في الجنوب واعتبروا ان هذه الحرب ستساعدهم ليخرجوا ابطالا عند المسلمين اولا واللبنانيين ثانيا وعندئذ يستقووا علينا ويحققوا انتصارا يلغي كل ما كان مطروحا على طاولة الحوار. جاءت ردة فعل اسرائيل اكثر بكثير مما كان يتوقعه حزب الله فأفشلت المخطط واعادت الحزب خطوة الى الوراء إذ وقفت عملياته في الجنوب ودخل الجيش اللبناني مع القوة الدولية".

وتناول "التحرش غير البريء لحزب الله بالقوة الدولية، وعلى الرغم من كل ذلك تابعنا المسيرة"، مجددا تأكيد "احترام حزب الله بسبب صدقهم مع انفسهم ولكن للاسف هم يملكون أجندة سياسية اخرى ومرتبطون بمعركة اخرى أكبر بكثير من الوضعية اللبنانية، منطقها واهدافها مخالفا لمنطق الشعب اللبناني وأهدافه والذي نعتبره كيانا نهائيا مستقلا، ويمكن ان تكون القضية التي يفكر بها حزب الله شريفة ولكن عندئذ لا تكون الدولة اسمها لبنان".

أضاف: "حين فشلت المعارضة مع كل هذه المحاولات، اعلنت ثورة مضادة لثورة الارز لاعادة الوضع الى ما كان عليه في ال15 سنة الماضية، فلجأت الى صيغة المشاركة. ان كل قرارات الحكومة اتخذت بموافقة حزب الله الا قرار المحكمة الدولية، ومعادلة 19+10+1 تنزع من الحكومة الثلثين اللذين يحتاجهما اتخاذ اي قرار وبالتالي تؤدي الى تفاوض الفريقين على كل قرار. ان المعارضة لا تسعى الى المشاركة بل الى الاستئثار بالسلطة، والموالاة ترفض هذا المنطق. ان المشكلة ستطول وفي ضوء هذه الازمة سيتقرر مصير لبنان ولكن هذا لا يمنع من ايجاد حلول مرحلية، والحل الفعلي هو حين يأخذ لبنان اتجاها من هذه الاتجاهات، واتجاه ثورة الارز يمضي فيه قدما الى الامام".

وتابع جعجع: "ان مسيرتنا ليست سهلة وشباب حزب الله ليس لديهم اي نية الى الآن بالذهاب الى الحرب الاهلية ونحن ايضا، ولكن تصرفات هذا الحزب وتحركاته تؤدي من وقت الى آخر "جرعة كاز" وهم لا يقدرون العواقب التي يقومون بها الامر الذي سيؤدي بالخطأ الى داهية. ان الطريقة التي يتصرف بها حزب الله على الرغم من رفضه الحرب الاهلية ستؤدي الى هذه الاخيرة وسيأخذ معه كل الناس الى الحرب المذكورة". وحذر من "دقة الوضع"، نافيا مقولة ان "الخلاف هو على السلطة". وشدد على "وجوب عدم اعطائهم فرصة لجرنا الى مكان آخر وفي الوقت ذاته العمل على منعهم من أخذ أي شيء ليس في مصلحة قيام الدولة اللبنانية". واعتبر أن "خطوة العصيان المدني تؤكد اكثر فأكثر فداحة الاخطاء التي ترتكبها المعارضة في حق قيام دولة لبنان".

 

النائب الصايغ رد على المواقف التصعيدية لنواب "حزب الله" ومسؤوليه: يتسابقون لإفراغ أحقادهم على جنبلاط الذي فضح دهاليز مشروعهم الانقلابي

بدأت تتكشف حقيقة من كانوا مقاومة وتحولوا إلى وسيلة ترهيب وتهديد

وطنية- عاليه- 24/2/2007 (سياسة) رد النائب فيصل الصايغ في بيان اليوم "على ما أطلقه بعض نواب حزب الله ومسؤوليه من تحريض وتهجم ومواقف تصعيدية"، واعتبر أن "ليس غريبا انهيار الأعصاب وفقدان القدرة على ضبط النفس ومنع اللسان السليط من إطلاق النعوت والسباب في حق رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط، من فرسان الفرس في لبنان". وقال: "ليس مستغربا أن تدب الحماسة والحمية في هؤلاء الدائمي الجهوزية للرد قدحا وذما وشتما، ولو تنوعت اللهجة بين عربية فصحى وأخرى تشوبها اللكنة الفارسية، تأكيدا ل "الولاء الصادق"، فيتسابقون لإفراغ ما في صدورهم من أحقاد على وليد جنبلاط، وقد فضح بنور الحقائق ظلامية مخططاتهم وسلط الشمس ساطعة على دهاليز مشروعهم الانقلابي على الدولة والإطاحة بالصيغة اللبنانية التي أرساها الطائف، متوهمين أنهم قادرون على الاستمرار في تشويه الحقائق وتزوير الوقائع وتعمية الناس والاستخفاف بعقول اللبنانيين الذين بدأت تتكشف لديهم، يوما بعد يوم، وكارثة بعد مغامرة حرب، وتدميرا للوطن ومقوماته ومؤسساته بقطع طرقات وحرق إطارات وشاحنات سلاح مشكوك بحمولتها ووجهتها، بدأت تتكشف حقيقة من كانوا يوما مقاومة تحظى بالإجماع الوطني، فتحولوا إلى وسيلة تهويل وترهيب وتهديد داخلي ورأس حربة لمشروع "عرقنة" لبنان وأداة لحفظ رؤوس قتلة حلم الوطن وربيعه ومستقبله، وإلا، فماذا يعني سعيهم إلى عرقلة إنشاء المحكمة الدولية، اعتكافا فاستقالة فاعتصاما مفتوحا على الفتنة والتخريب فتهديدا بالعصيان المدني ورفضا متواصلا للمبادرات لمزيد من الدفع باتجاه الهاوية؟"

أضاف: "لهؤلاء الفرسان، ومن وراءهم وفوقهم نسأل: ماذا تعني حفلة المجون الكلامي هذه؟ ولماذا تصيبكم بالهستيريا ملامسة حقيقة مشروعكم وفضحه؟ وماذا يعني هذا الإصرار على "تعيير" وليد جنبلاط بحجمه المذهبي سوى استقوائكم بالعدد للاستكبار على "شركائكم" في الوطن وسعيكم الجاد إلى إعادة النظر في الطائف، عبر الانقلاب عليه؟ ولهؤلاء نقول: لا عودة إلى الوراء، إلى زمن الوصاية، مباشرة أو بالواسطة. لا لدولة حزب الله الخارجة على دولة لبنان والمتمردة بسلاحها وجيشها وأقاليمها ومنابرها على سلطة القانون، في بلد يجب أن يذود عنه جيشه الوطني وقواه الأمنية الشرعية، وحدها دون سواها. لا لحكم شمولي تحكمه ثقافة الموت وإلغاء الآخر، ويقوم على تقديس السلاح والمال والمهرجانات والأشخاص وتأليههم. لا للغة التخوين والتحريض الطائفي والمذهبي، تمهيدا للمزيد من هدر دم قادة ثورة الأرز وانتفاضة الاستقلال والمؤمنين بهما، وقد سالت كثيرا". وختم النائب الصايغ: "نقول لهؤلاء: كفى هيجانا ورفسا كلاميا. كفى تطاولا على رواد الحرية والاستقلال. كفى تهويلا وتهديدا. وكفى ارتهانا لمشاريع وأحلاف إقليمية أو أعجمية".

 

المرعبي حذر من الانعكاسات الخطيرة للعصيان المدني

وطنية-عكار-24/2/2007 (سياسة) أدلى الوزير والنائب السابق طلال المرعبي بالتصريح الآتي:"من المؤسف انه كلما لاح في الافق أمل بالوصول الى حل وطني يحقق قيام حكومة وحدة وطنية واقرار المحكمة ذات الطابع الدولي، نرى ان هناك من يسعى لعرقلة هذه المساعي واغراق البلاد بمزيد من التشاؤم وتهديد السلم الاهلي.واذا كان الجميع موافق على هذه المحكمة، فيجب ان تشكل فورا لجنة مصغرة تمثل كل الافرقاء لدرسها واقرارها كونها مفتاح الحل للازمة القائمة، وان عدم الاستقرار السياسي والخوف من المستقبل المجهول انعكس على مختلف الاوضاع، وبات المواطن يعيش في دوامة من الذعر والضائقة المادية.

اضاف" نقول للجميع كفى ما يحصل في لبنان، ليعودوا الى صيغة التوافق التي تؤمن مناخات وطنية ايجابية وتقضي على الفتنة الطائفية والمذهبية في مهدها، وتحقق معاني الوحدة الوطنية الحقيقية التي يؤمن بها افراد الشعب اللنباني. اما موضوع اللجوءالى العصيان المدني خطوة لها انعكاسات خطيرة وتضر بمصلحة الوطن والشعب اللبناني لا يستطيع ان يتحملها، وقد تكون مدخلا لخلافات نحن بغنى عنها في هذه الفترة العصيبة"

 

ابو فاعور: رسالة النائب جنبلاط الوحيدة الى واشنطن هي المحكمة ذات الطابع الدولي 

 الفصل السابع هو أبغض الحلال والعصيان المدني سيفشل كغيره من الاجراءات 

صيدا - 2007 / 2 / 23

 قال عضو اللقاء الديمقراطي النائب وائل أبو فاعور ان الرسالة الوحيدة التي سيحملها رئيس اللقاء النائب وليد جنبلاط معه الى واشنطن هي المحكمة ذات الطابع الدولي لأنها الامكانية الوحيدة لوقف الاغتيال السياسي في البلاد، معتبراً أن اقرار المحكمة وفق الفصل السابع هو أبغض الحلال . ورأى أبو فاعور أن العصيان المدني سيفشل اذا ما حصل كما فشلت غيره من الاجراءات متمنياً على الذين يهددون بالعصيان المدني مستقبلاً أن يقتدوا بتجربة السيد موسى الصدر الذي اعتصم بصمته وحكمته وهيبته لأيام طويلة في مقر المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى عام 1976 فكانت رسالته أبلغ من كل الرسائل التي يحاولون ارسالها اليوم .. واعتبر أن ما يجري حالياً هو محاولة تزوير لحقيقة الصراع السياسي في البلاد ، كاشفاً عن أن قوى 14 آذار تحضر لمشروع سياسي جديد متكامل يعيد النقاش السياسي في لبنان الى القضايا الأساسية . كلام أبو فاعور جاء خلال لقاء وحوار معه نظمه تيار المستقبل في صيدا لمناسبة الذكرى الثانية لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري وذلك في قاعة ثانوية رفيق الحريري في المدينة بحضور جمهور حاشد من ابنائها ضاقت به قاعة المسرح في الثانوية ، وتقدمه : ممثل النائب بهية الحريري نجلها أحمد مصطفى الحريري ، رئيس دائرة الأوقاف الاسلامية في صيدا الشيخ سليم سوسان ، رئيس الرابطة الاسلامية السنية الشيخ أحمد نصار ، نائب نقيب المعلمين في لبنان وليد جرادي ، رئيس جمعية تجار صيدا وضواحيها علي الشريف ، رئيس رابطة اطباء صيدا الدكتور فؤاد حنينة ، منسق المهن الحرة لتيار المستقبل في الجنوب الدكتور محمد كلش ، نائب رئيس اتحاد نقابات العمال والمستخدمين في الجنوب محمد قبرصلي ، وممثلون عن تيار المستقبل وعن الحزب التقدمي الاشتراكي وعن هيئات شبابية وأهلية صيداوية .

استهل اللقاء بالنشيد الوطني اللبناني والوقوف دقيقة صمت لروح الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه الشهداء ، ثم ألقى ممثل النائب الحريري أحمد الحريري كلمة ترحيبية بالنائب فاعور والحضور ، وقال : يا ابناء وأخوان رفيق الحريري أيها الأوفياء أيها الأنقياء يا أشرف الناس ، يا ثوار 14 آذار ويا شباب ثورة الأرز ويارواد انتفاضة الاستقلال ، 14 شباط يناديكم وأنتم تلبون النداء ، نعم ودم الشهيد في العروق والشرايين ، وأبناؤه وأخوانه ورفاقه قلب واحد ، صوت واحد : محكمة .. محكمة .. محكمة .. لن يفلت المجرمون من يد العدالة ولو كانوا في أقاصي الأرض . فدماء الشهيد رفيق الحريري ورفاقه الشهداء والشهداء الأحياء ترسم الطريق للحقيقة والتحقيق .. وأنتم يا أبناء تيار المستقبل وابناء رفيق الحريري ، طريق الحرية والانتصار ، منكم اليوم سلام الى أبطال 14 آذار ، الى وليد كمال جنبلاط ، نحن اخوة سعد وابناء بهية ، ابناء صيدا الأبية .. نرحب بالنائب الشاب وائل ابو فاعور.

ثم تحدث النائب أبو فاعور فقال : شكرا لصيدا التي حتى اللحظة ما كفكفت دمعتها وما كفكفت دمعة الوطن على شهيد صيدا ولبنان والعرب . عندما أكون في حضرة ابناء ورفاق رفيق الحريري ورفاق سعد الحريري أشعر وكأني أنظر الى نفسي . استفقت كالكثير من رفاقي في الحزب التقدمي الاشتراكي على الحياة السياسية واستفقت على حقيقة مرة وهي أن كمال جنبلاط قتل على يد الرجعية العربية ، وأرى في شباب المستقبل اليوم تكراراً أليماً لتجربة التقدميين الاشتراكيين ، وأرى في تيار المستقبل اليوم استعادة اليمة وموجعة لما حصل في الحزب التقدمي الاشتراكي .. فما حصل في 16 آذار عام 1977 هو ذاته الذي حصل في 14 شباط من العام 2005 .يقال الكثير عن رفيق الحريري ، ولكن مهما قيل يبقى قليلاً .. قد يقال عنه أنه كان معطاءاً وخيراً ومحباً وصاحب رؤية ويحمل هم الفقراء وأنه كان يريد نهوض لبنان وانه كان رجل لبنان والعرب والمسلمين ورجل الوحدة الوطنية والتعايش ورجل لبنان العربي ورجل الطائف .. لكن قبل ذلك رفيق الحريري ككمال جنبلاط قيمته الأساسية وامتيازه الأساسي على غيره من السياسيين هو أنه حمل هم الوطن ولم يحمل هم فريق ولا هم طائفة ولا هم مجموعة ولا هماً شخصياً ولا هماً عابراً .. رفيق الحريري حمل هم الفقراء وهو منهم ، وحمل هم الطلاب وربما هذه المرة الأولى التي أقولها في مكان عام : أنا من خريجي مؤسسة الحريري .. أنا من الطلاب الفقراء الذين استفادوا من منح مؤسسة الحريري ..وللنقاش حول المحكمة الدولية في صيدا معنى آخر ، فصيدا عاصمة الجنوب التي قدمت تضحياتها لأجل التحرير وذاقت معنى التحرير ونحن على مسافة ايام قليلة من ذكرى تحرير صيدا من الاحتلال الاسرائيلي . صيدا قدمت شهداء لأجل التحرير ، وقدمت شهداء قبل ذلك لأجل الحرية ، من معروف سعد الى نزيه قبرصلي ، الى كل شهداء صيدا الذين سقطوا وكانوا في الموقع المتقدم في المقاومة الوطنية اللبنانية لأجل دحر العدو الاسرائيلي ، فكان لصيدا وللجنوب وكان لكل المقاومين ولكل اللبنانيين الذين شاركوا في المقاومة كل عىلى طريقته ووفق قدراته ومن موقعه كان له شرف التحرير في العام 2000 . وصيدا التي وزعت ذكرى ايقونة رفيق الحريري على مدن لبنان والعرب والمسلمين والعالم ، في ذهن كل الشرفاء والأحرار ، صيدا تعرف معنى المحكمة الدولية ليس من باب الانتقام ولكن من باب احقاق الحق . فشكراً لصيدا ولأهل صيدا التي كما كانت وستبقى مدرسة في التحرير فهي مدرسة في الحرية ، وكما كانت مدرسة في المقاومة لأجل رفع الاحتلال فهي مدرسة في المقاومة لأجل رفع الهيمنة ، وكما كانت مدرسة في الخيارات الوطنية الاستقلالية فهي أيضاً مدرسة الوحدة الوطنية . ولا يفوتني في هذه المناسبة أن ارفع التحية الى السيدة الكريمة بهية الحريري التي بقدر ما تحمل جرحاً نتعاطف معها فيه ونواسيها ونشاركها فيه ، لكن لا نبلغ أساها مهما حاولنا .. مهما حاولنا لا نبلغ اسى بهية الحريري على فقدان رفيق الحريري . بهية الحريري التي رغم كل هذه الجراح والمعاناة تترفع على جرحها وعلى معاناتها ولا زالت علماً من أعلام الوحدة الوطنية والسلم والأهلي ومن أعلام المحافظة على طبيعة العلاقات بين اللبنانيين وبين اللبنانيين والفلسطينيين في صيدا وفي كل لبنان .

الأسئلة والأجوبة

ثم أجاب أبو فاعور على أسئلة الحضور ، فسُئل : لماذا كان خطاب النائب وليد جنبلاط الأخير تصعيدياً بينما كان خطاب النائب سعد الحريري هادئاً ؟.. فأجاب : لوليد جنبلاط أسلوبه ولسعد الحريري أسلوبه ، لكن لا تناقض بين موقف سعد الحريري وموقف جنبلاط ، بل هناك تطابق كامل في الموقف السياسي بينهما وكذلك مع كل قيادات 14 آذار حول كل القضايا الأساسية .. لقد احتجوا على كلام وليد جنبلاط ، بينما عندما قال بشار الأسد عن فؤاد السنيورة أنه عبد مأمور لعبد مأمور ، لماذا لم نسمع أي اعتراض على هذا الكلام .. قوى سياسية اساسية في البلاد رفضت صدور موقف عن مجلس الوزراء ينتقد كلام الرئيس السوري .. لماذا يحق لبشار الأسد أن يقول عن قوى 14 آذار أنها منتج اسرائيلي وبالتالي يتهم أكثر من نصف الشعب اللبناني بأنه عميل للعدو الاسرائيلي ولا نسمع موقفاً من احد .. لماذا يحق لبشار الأسد أن يحقر قادة الدول العربية التي تقف الى جانب لبنان وتسانده وتؤيده ويقول عنهم أنصاف رجال ولا نسمع اعتراضاً من أحد ؟! .. ان الادانة السياسية التي صدرت لكلام وليد جنبلاط تؤكد لنا أن الزر المبارك الذي كان موجوداً في عنجر أصبح في ريف دمشق ، ولا زال يضغط على نفس الفاكس فتنطلق البيانات في لبنان من قبل بعض القوى السياسية .. يقولون ان وليد جنبلاط عمد الى أسلوب التصعيد في 14 شباط ، بينما تحصل مجزرة في 13 شباط في عين علق يذهب ضحيتها عدد من اللبنانيين الأبرياء ، فلا يخرج أحد ويقول هذا تصعيد .. وبضع كلمات في ساحة الشهداء اثلجت صدور اللبنانيين وعبرت عن كثير من خواطرهم تعتبر تصعيداً مستنكراً ومداناًَ وغير مقبول .. ولا نعرف حقيقة اذا كان الاعتراض على مطلق الوصف أم الاعتراض على دقة الوصف ! . ان موقف سعد الحريري هو موقفنا والثوابت السياسية التي أعلنها مع كل قيادات 14 آذار هي ثوابت 14 آذار التي لم تكن في يوم من الأيام الا خيار في التسوية السياسية ، ووليد جنبلاط عندما ذهب الى حزب الله بعد 14 آذار ذهب لأنه كما كل قيادات 14 آذار مؤمن بالتسوية السياسية ، وهذا الأمر لم يتغير على الاطلاق.

ورداً على سؤال حول ما اذا كان يوافق على التلويح باقرار المحكمة ذات الطابع الدولي تحت الفصل السابع ، قال ابو فاعور : أقول بصراحة وهذه قناعة عامة لدى قوى 14 آذار ، ان اقرار المحكمة الدولية وفق الفصل السابع هو أبغض الحلال .. لأننا لا نريد أن نعطي هذا الانطباع بأن لبنان ليس فيه دولة ، ولا نريد أن نثير هواجس عند قوى سياسية داخلية في لبنان ولا نريد أن نسمح للنظام السوري أن يحقق انجازه بتحويل المحكمة من اشكالية بيننا وبينه الى اشكالية داخلية لبنانية .. ولكن اذا ما امتنعت السبل الداخلية عن اقرار المحكمة الدولية فما العمل ، اسقاط المحكمة ؟ لن يتم اسقاط المحكمة ، ليس انتقاماً ولا ثأراً ولا من باب التشفي ، وانما المحكمة الدولية هي الامكانية الوحيدة لوقف الاغتيال السياسي في البلاد .. لأنه في اليوم الثاني لاسقاط المحكمة ، سوف تتجدد وتتزخم الاغتيالات في لبنان لأن هذه المحكمة هي امكانية التوازن الوحيدة مع النظام السوري لمنعه من استمرار اغتيالاته في لبنان .

وعن سبب عدم تفنيد قوى 14 آذار لملاحظات واعتراضات رئيس الجمهورية على نظام المحكمة الدولية وعدم اجابتها على الأسئلة المطروحة بشأنها قال أبو فاعور : ملاحظات رئيس الجمهورية بمعظمها ملاحظات تعطيلية وليست ملاحظات فعلية ، وفي كل النقاشات السياسية التي حصلت حتى اللحظة في السر والعلن وبالاتصالات المحلية والعربية المباشرة وغير المباشرة لم نحصل على ملاحظة واحدة حول المحكمة الدولية .. وأنا اقول للقوى السياسية المعترضة على المحكمة الدولية أعطونا ملاحظاتكم ونحن مستعدون للنقاش ، ولكن للأسف البعض يتعامل معنا في قضية المحكمة الدولية كما يتعامل مع العدو الاسرائيلي ، ولا يريد أن يكشف أوراقه واعتراضاته وكأنه يفاوض الاسرائيلي على أسرى .. وفعلياً لم نتبلغ حتى اللحظة ملاحظة واحدة حول المحكمة الدولية ، وانما جاءت ملاحظات بالتواتر .. رئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان نقل بالتواتر تحفظين : واحد سوري وواحد ايراني ، أحدهما على البند الثالث الذي يتحدث مسؤولية الرئيس عن أفعال مرؤوسيه وتحفظ آخر يتعلق بالترابط بين الجرائم .. وهذا يؤكد شكوكنا بأن الاعتراض حول مبدأ المحكمة وليس حول تفاصيل المحكمة لأن هناك في الجوار من لا يريد أن يسمع باسم المحكمة الدولية ..

وفي معرض رده على سؤال حول انعكاس الأوضاع السياسية على صيدا ونظرة قوى 14 آذار الى المدينة قال ابو فاعور : انا أنحاز الى هذا التوافق على تجنيب صيدا أي توتر بالحد الأدنى .. ولنتذكر معاً أن خصمنا الأساسي – وعندما اقول خصمنا اقول النظام السوري لأن عدونا الوحيد هو العدو الاسرائيلي – خصمنا مشروعه هو الفوضى والصدام الداخلي ، وفي كل مكان نضمد جراح العلاقات الداخلية بين المواطنين نكون بذلك نرد على هذا المشروع بأبلغ ما يكون . وان ما يحصل في صيدا هو أمر عاقل وحكيم ، وأنا أحيي هذا الأمر ، وأحيي الجهد الذي تقوم به السيدة بهية الحريري وتيار المستقبل ، واعتبر أن هذا الأمر لا يحيد صيدا ولا يخرجها من المعركة الوطنية ، بل على العكس يبقي صيدا في قلب المعركة الوطنية بشكل عاقل وبشكل حكيم .. فصيدا عندما دعيت الى 14 شباط حجت بشيبها وشباببها الى ساحة الشهداء ، وصيدا عندما دعيت الى كل الاستحقاقات الكبرى لم تتخلف خطوة واحدة عن القيام بما دعيت اليه ، وانا أتمنى أن يعمم نموذج صيدا ، لأن مشروعنا هو التفاهم الداخلي والتسوية والهدوء والسلم الأهلي والعلاقات الودية بين البشر ، نحن خصومتنا ليست محلية وليست مع اي طرف داخلي في لبنان ، خصومتنا الفعلية هي مع النظام السوري الذي يريد أن يضرب الاستقرار في لبنان وان يدمر الاستقلال الناشىء في لبنان . لذلك أن اعتبر أن الذي يحصل في صيدا هو لمصلحة صيدا وفي صلب خيارات 14 آذار ..

وُسئل أبو فاعور : لبنان الى أين مع مئات شاحنات الأسلحة التي تدخل اليه ؟ ، فأجاب : أعرف حجم القلق الموجود لدى كل اللبنانيين ، وأعتبر أنه اذا كانت هناك شراكة فعلية في لبنان رغم كل الاصطفات السياسية ، فالشراكة الوحيدة في القلق والخوف على المصير .. المحكمة الدولية بالنسبة الى البعض وتحديداً النظام السوري هي المقصلة أو التهديد الأساسي لاستمرار هذا النظام الذي سيعمد الى تخريب الوضع الداخلي اللبناني ما أمكنه وما استطاع الى ذلك سبيلاً حتى لو وصل الى حدود محاولة تفجير صدامات أهلية بين اللبنانيين .. لذلك يجب أن يكون مشروعنا نحن الهدوء والتسوية والتفاهم دون التنازل عن الثوابت وعن القضايا الأسياسية . نعم هناك قلق كبير ولا أعتقد أنه من مصلحة اي فريق في لبنان ان يذهب باتجاه تخريبي داخلي .. واذا نظرنا اشهر قليلة الى الوراء اين كان حزب الله واين أصبح اليوم ، على حزب الله أن يسأل نفسه : هل يستحق النظام السوري كل هذه التضحيات في صورته والالتفاف حوله .. هذا الحزب الذي كان يحظى باحترام العرب والمسلمين واحتضان والتفاف اللبنانيين واحترام كل الأحرار في العالم كيف أنه يتحول للأسف الى نصف ضحية نتيجة ارتباطه بحسابات النظام السوري ، و في أول لحظة تلوح في الأفق تسوية سياسية للنظام السوري ولو على حساب حزب الله ، سيكون حزب الله هو الأضحية التي تقدم وبذلك يتحول الى ضحية كاملة .. وعلى قوى 8 آذار أن تعرف اليوم أنها اوصلت البلاد الى حافة الصدام الأهلي .. أعلنوا عن الحصة أ وفشلت ، أعلنوا عن الخطة ب فشلت ، وسيصلون الى آخر حروف الأبجدية ولن ينجحوا ، لأن الانقلاب السياسي في هذا البلد ممتنع بحكم التوازنات السياسية .. وبحكم أن هذا البلد لا يمكن أن يبنى لا على الغلبة ولا على الانقلاب .. فليوفروا على أنفسهم وعلينا وعلى هذا البلد مغامرات أخرى ، لأن اللبنانيين تحاربوا سنوات طويلة وعادوا الى طاولة الحوار ، لا نحتاج الى تجارب جديدة ولا الى مآسي جديدة لكي نعود مجدداً الى نفس الخلاصة وهي الجلوس الى طاولة الحوار والتفاهم مجدداً ..

ورداً على سؤال حول ما سيكون عليه موقف 14 آذار في حال قررت قوى 8 آذار العصيان المدني ، قال ابو فاعور : أعتقد أن العصيان المدني اذا حصل سيكون امتداداً لعصيان اقليمي ، ولكن لا أعتقد أن هذا العصيان المدني سيعطي قوى 8 آذار أي موقع متقدم .. العصيان المدني سيفشل اذا ما حصل كما فشلت غيره من الاجراءات ، فاسقاط الحكومة ممتنع وغير قابل للتحقيق ، وانما خوفنا هو على اسقاط البلد .. فأتمنى على الذين يهددون بالعصيان المدني مستقبلاً أن يقتدوا بتجربة السيد موسى الصدر الذي اعتصم لأيام طويلة في مقر المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى أعتقد في العام 1976 ، اعتصم بصمته وبحكمته وبهيبته وكانت رسالته أبلغ من كل الرسائل التي يحاولون ارسالها اليوم .. الخلاف في البلاد ليس (19- 10 - 1) أو ( 19 - 11 ) ، وما اشيع عن موافقة بعض أطراف 14 آذار على صيغة ( 19 - 11 ) وتم الرفض من قوى أخرى ليس صحيحاً ، والبعض في قوى 8 آذار ولا اقول الكل يستعمل أسلوب الاعلام النازي " اكذب اكذب فلا بد أن تجد من يصدقك ".. صيغة الـ (19 - 11) بالمبدأ مرفوضة من قبل كل قوى 14 آذار .. والخلاف ليس على حكومة الوحدة الوطنية وليس على الشراكة .. وانما هو على المحكمة ، وهو على العلاقات الدبلوماسية بين لبنان وسوريا وعلى ترسيم الحدود بدءاً من مزارع شبعا تمهيداً لمساعدة حكومة لبنان برئاسة فؤاد السنيورة لاستعادة هذه المزراع ، الخلاف هو على رئيس الجمهورية .. وقوى 8 آذار مجتمعة على طاولة الحوار وافقت على أن هناك أزمة حكم في لبنان ويجب تغيير رئيس الجمهورية ، فأين أصبح هذا الوعد .. ووافقوا على ترسيم وتحديد الحدود في مزارع شبعا ، فأين اصبح هذا المطلب لماذا لا يتحدثون عنه .. ما يجري هو محاولة تزوير لحقيقة الصراع السياسي في البلاد .. الخلاف الأساسي هو هل لا زلنا ملتزمين بمرجعية اتفاق الطائف بكل مندرجاته من القضايا الداخلية الى قضايا الجنوب أم لم نعد ملتزمين باتفاق الطائف .. هناك عملية تزوير فعلي للانقسامات السياسية وللصراع السياسي في البلاد ، وللأسف في غفلة منها سارت قوى 14 آذار في هذا الموضوع ، وهذا ما يجب أن يتم العودة عنه ،وقوى 14 آذار تحضر لمشروع سياسي جديد متكامل يعيد النقاش السياسي في لبنان الى القضايا الأساسية . وعلى مستوى العلاقات اللبنانية السورية القضية الفعلية هي المحكمة الدولية ، وكل النقاش الذي يحصل هو بمثابة قنابل دخانية ترمى للتعمية على حقيقة الرفض المطلق المبدئي لأي نقاش في المحكمة ..

وعن دور المملكة العربية السعودية في حل الأزمة قال أبو فاعور : المملكة العربية السعودية ربما تكون من الأطراف أو من الدول الاقليمية الوحيدة التي تدعم لبنان دونما حساب ، وهي منفتحة على كل الأطياف السياسية في لبنان وليس لها محظور في لقاء أي شخصية سياسية وهي تسعى الى التقريب في وجهات النظر بين اللبنانيين ، وأعتقد أن هذا هو المسلك العام الذي تسلكه المملكة في سياستها تجاه لبنان .. وان خط الوساطات والاتصالات السعودي الايراني لأجل لبنان ولأجل قضايا أخرى مفتوح ولا يحتاج الى وسطاء .. أما خط الحوار او الاتصال السعودي – السوري فمقطوع على الخطين ولا يحتاج الى وسطاء ، وهو مقفل في وجه الوسطاء كما تقفل طريق ضهر البيدر في عز الشتاء ..

وُسئل أبو فاعور أخيراً : النائب وليد جنبلاط ذاهب السبت الى واشنطن ، فما هي الرسالة التي سيحملها معه ؟ ، فأجاب : الرسالة هي المحكمة ، وليلاً ونهاراً وصباح مساء لا شيء يشغل بالنا الا المحكمة بقدر ما هو يشغل بال غيرنا .. والمحكمة ستأتي .. .

وكان النائب أبو فاعور استهل زيارته لصيدا بلقاء النائب بهية الحريري في دارة العائلة في مجدليون بحضور نجلها أحمد ، حيث قدم لها التعازي بمناسبة الذكرى الثانية لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري واستعرض واياها الأوضاع العامة في البلاد .

 

بيدرسن يشرح مهمته الموسعة ويذكّر بالتوافق على المحكمة الدولية: لسنا منحازين وندعم الجهود السعودية - الإيرانية ومساعي موسى

 النهار - 2007 / 2 / 24 - رلى بيضون

ثلاث رسائل واضحة حرص المنسق الخاص للبنان غير بيدرسن على توجيهها الى اللبنانيين بعد عشرة ايام من تعيين الامين العام للام المتحدة بان كي-مون اياه في هذا المنصب، برتبة وكيل الامين العام.

اولاً، القرار 1701 "كان نتيجة مشاورات بين كل الاطراف اللبنانيين"، ومنهم "حزب الله" وحركة "امل"، وما دام الجميع يحترم هذا القرار فلا خوف على الاستقرار في الجنوب، حيث "الوضع هادىء وليس خطراً"، وحيث العلاقة "ممتازة" بين "اليونيفيل" وكل الاطراف في المنطقة.

ثانياً، الحل الافضل للمحكمة الدولية يتمثل في "مسار لبناني ناجح"، وقد توافق الجميع خلال جلسات الحوار على مبدأ المحكمة الدولية، "فليجلسوا مجددا ويتفقوا على التفاصيل"، و"تقع على الاطراف اللبنانيين مسؤولية معالجة هذه المشكلة استنادا الى المبادىء التي اتفقوا عليها وعلى مبدأ انهم يريدون العدالة في هذه القضية".

ثالثاً، "الامين العام يدعم جهود الاطراف الاقليميين، السعودية وايران، وجهود الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى"، و"نرحب بمحاولات للتقدم من جانبي الحكومة والمعارضة".

وفي لقاء صحافي امس، شرح بيدرسن تفاصيل مهمته الموسعة، التي تشمل الاشراف على تطبيق القرار 1701، "الذي شهد بعض التقدم حتى الآن. وعن امكان ان يزور بان كي-مون قريبا لبنان، اشار الى ان المعلومات عن تنقلات الامين العام تصدر عن نيو يورك، ولا قرار حتى الآن في شأن هذه الزيارة.

بداية، شرح بيدرسن ان تعيينه في هذا المنصب يأتي في اطار اصلاح واسع لنظام الامم المتحدة بدأ قبل عشرة اعوام، بهدف تأمين تنسيق افضل بين انشطة الوكالات الدولية المتنوعة. ولدى تسلمه مهماته، قرر الامين العام الجديد للامم المتحدة بان كي-مون متابعة هذه العملية، وخياره الاول في هذا الشأن كان تنظيم وضع منظمات الامم المتحدة في لبنان.

وأمل ان "يتيح هذا الامر مزيدا من التنسيق والتماسك في العمل لنخدم لبنان في شكل افضل. فالامم المتحدة موجودة هنا لخدمة لبنان، ولتقديم النصيحة او المساعدة التقنية عندما تطلب منها، وللمساعدة في اعادة الاعمار".

وتشمل مهماته الموسعة التعاون مع الحكومة اللبنانية والجهات المانحة والمؤسسات المالية الدولية، في كل الامور المتعلقة باعادة الاعمار والانماء والاصلاح. وسيكون مسؤولا عن تنسيق كل جوانب نشاط الامم المتحدة في لبنان، "مع مسؤولية تمثيل الامين العام في كل الشؤون السياسية لعمل المنظمة الدولية في لبنان". واوضح انه سيكون مسؤولا عن تطبيق القرار 1701. اما في ما يتعلق بـ"اليونيفيل"، فسيقدم اليها "نصائح سياسية" لكنها ستحافظ على ارتباطها العسكري بنيو يورك.

وشرح ان موفد الامين العام لمتابعة تطبيق القرار 1559 تيري رود-لارسن سيستمر في مهمته هذه بعدما اعاد بان تعيينه في هذا المنصب في كانون الثاني الماضي. ولفت الى ان الامين العام يتوقع من كل موفديه ان يتعاونوا، ثم يرفع تقاريره الى مجلس الامن. واوضح انه مسؤول عن اعداد التقرير المقبل عن تطبيق القرار 1701 الذي سيقدم في 15 آذار، وان المستشار الشخصي للامين العام مايكل وليامز سيزور بيروت قريبا ليساعده في ذلك. كما انه سينسّق معه يوميا عندما يعود الى نيو يورك.

القرار 1701 والجنوب

ركز بيدرسن على القرار 1701، "المستند الى توافق وطني في لبنان، والذي كان نتيجة مشاورات بين كل الاطراف اللبنانيين. وعندما قدمت حكومة الرئيس فؤاد السنيورة خطة النقاط السبع، ووافقت على القرار 1701، كان "حزب الله" وحركة "امل" ممثلين فيها. وتدل تصريحات رئيس مجلس النواب (نبيه) بري و(الامين العام ل"حزب الله" السيد حسن) نصر الله على استمرار دعمهما القوي للقرار 1701 ولدور اليونيفيل. وكذلك تدعمهما حكومة الرئيس السنيورة".

وشدد على انه رغم الاختلافات في الرأي في لبنان حيال امور عدة، التوافق على القرار 1701 مستمر، "ونريد البناء عليه ليكون قرارا ناجحا يخدم السلام في المنطقة، ومصالح لبنان وخصوصا سكان الجنوب".

وقال انه يتابع عن كثب تطور العلاقة بين "اليونيفيل" وسكان الجنوب، لافتا الى ان الوضع هناك تغير طبعا بعد وصول عشرة الاف جندي دولي وعشرة الاف جندي لبناني. "ومن المتوقع من وقت الى آخر ان تحصل مشكلة او سوء تفاهم. وحصل سوء تفاهم اكثر من مرة، لكن العلاقة عموما بين اليونيفيل والسكان ممتازة، وكذلك بينها وبين الجيش اللبناني، والعلاقة بين اليونيفيل وكل الاطراف في المنطقة جيدة". واعتبر ان تطبيق القرار 1701 شهد بعض التقدم حتى الآن، مفضلا عدم الخوض في التفاصيل وداعيا الى انتظار صدور قرار الامين العام المقبل في هذا الموضوع.

وتعليقا على الانتهاكات الاسرائيلية للاجواء اللبنانية والاخطار التي قد تنتج منها، قال: "الوضع في الجنوب هادىء وليس خطرا. وقد عاد الهدوء وشهدنا تطبيقا ناجحا لوقف الاعمال العدائية حتى الآن. حصل حادث خطر واحد تم احتواؤه سريعا. وما دام الاطراف يحترمون القرار 1701، انا متفائل حيال مستقبل الجنوب والاستقرار في المنطقة. لكن كل انتهاك للقرار، ونحن نشهد انتهاكا للاجواء من اسرائيل، يشكل تحديا للقرار ويجب ان يتوقف".

واوضح ان ترسيم "الخط الازرق" يتم بالتنسيق مع الطرفين اللبناني والاسرائيلي، "وكل الاطراف السياسيين في لبنان قبلوا الموضوع".

ولفت الى ان "اليونيفيل استخدمت بنجاح حتى الآن مهارات ديبلوماسية لتخفيف التوتر على الخط الازرق، وهذه اولويتنا. سنستخدم ادوات ديبلوماسية لتجنب حدوث اعمال عدائية. ولكن اذا حصلت، فلليونيفيل تفويض واضح للتأكد من تطبيق القرار 1701، وللدفاع عن نفسها. ومن مصلحة الطرفين اللبناني والاسرائيلي الاستمرار في تطبيق القرار".

واشار الى ان العمل يجري الآن على الاعداد للانتقال من وقف الاعمال العدائية الى وقف اطلاق النار، "وهذا يتطلب وقتا. وهو متعلق بعوامل عدة: السجينان الاسرائيليان اللذان يجب اطلاقهما، السجناء اللبنانيون، التحليق الاسرائيلي، تهريب السلاح وهل يستمر ام لا، ومزارع شبعا. كلها مسائل اساسية يجب ايجاد حلول لها. وهذا يستغرق وقتاً، لكن الاهم اننا نحقق تقدما".

وعن امكان نشر قوات "يونيفيل" على الحدود مع سوريا، اشار الى ان القرار 1701 واضح في هذا الشأن، ويحدد ان هذا الامر قد يحصل اذا طلبته الحكومة اللبنانية. واوضح ردا على سؤال ان لا معلومات لديه عن وجود عناصر من "القاعدة" في لبنان.

المحكمة الدولية

واوضح رداً على سؤال، ان التحقيق في قضية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري "سيستمر تحقيقا مستقلا، ولا علاقة لنا به". اما المحكمة الدولية، "فليست من مسؤولية لجنة التحقيق بل قرر مجلس الامن تأسيسها استجابة لطلب الحكومة اللبنانية. ولان مجلس الامن طلب من امينه العام معالجة الموضوع مع الحكومة اللبنانية، قد اهتم بين وقت وآخر بمواضيع متعلقة بالمحكمة. لكن هذا العمل لا يدار من بيروت، بل من نيو يورك على يد خبرائنا القانونيين".

تعليقا على امكان اقرار المحكمة الدولية تحت الفصل السابع، لفت الى ان القرار يعود الى مجلس الامن. "لكن موقفي، وموقف الامين العام، واضح جدا. نريد ان نرى مسارا لبنانيا ناجحا، كما كان حتى الآن، اذ تمكنا من التفاوض مع لبنان. ونريد ان ينجح هذا المسار لكي تتأسس محكمة مستندة على توافق لبناني. وهذا سيكون الافضل للبنان وللعدالة وهذا ما نبحث عنه".

وشدد على ان "الامين العام يشجع الاطراف اللبنانيين على الجلوس معا"، مذكرا بان الجميع توافقوا خلال جلسات الحوار على مبدأ المحكمة الدولية، "فليجلسوا مجددا ويتفقوا على التفاصيل. ولا أزال اسمع من رئيس الوزراء انه مستعد للجلوس مع المعارضة والتحاور معها. ونأمل ان يحصل هذا قريبا جدا. وتقع على الاطراف اللبنانيين مسؤولية معالجة هذه المشكلة استنادا على المبادىء التي اتفقوا عليها، واستنادا الى مبدأ انهم يريدون العدالة في هذه القضية. وتأخير المسار لا يخدم مصلحة لبنان، ويجب ان نجد حلا سريعا طبعا، ولكن يجب ان يحصل توافق ونأمل ان يأتي سريعا".

المبادرة الايرانية - السعودية

وأوضح بيدرسن "ان الامين العام يدعم جهود الاطراف الاقليميين، السعودية وايران، وجهود الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى". واكد ان الامم المتحدة في بيروت غير منحازة، "نلتقي الجميع ونستمع الى الجميع، واذا اعتقدنا ان في امكاننا ان نساعد في تعزيز الحوار والمصالحة، فنقدم نصيحة في هذا الاتجاه".

وشدد على عدم وجود اي مبادرة مستقلة للامم المتحدة، بل دعم للمبادرات الحالية. وكرر: "نتابع الوضع باهتمام كبير، ونتابع الاتصالات بين السعودية وايران، ومبادرة عمرو موسى. ولاحظنا المبادرات التي اطلقها الرئيس بري. ونفهم ان ثمة محاولات للتقدم من جانبي الحكومة والمعارضة ونرحب بذلك. ورسالة الامين العام كانت واضحة جدا منذ اليوم الاول. فهو يدعم الحوار والمصالحة. وهذا ما نتمناه سريعا لمصلحة لبنان".

 

الاتحادات السياحية تطرح على عون تعديل مواقع الاعتصام

الأكثرية: المعارضة تعترف صراحة بطلــب تأجيــل قيــام المحكمــة

"حالة الانتظار" التي اطلقها المراقبون على المرحلة التي تجتازها الازمة بسبب تأخر حصول طهران على موقف دمشق من المحكمة ذات الطابع الدولي، اطلقت امس سجالا داخليا حادا اشعله تقرير بثته قناة "المنار" التابعة لـ"حزب الله" مساء امس عن حصيلة الاتصالات السعودية – الايرانية واتهم الغالبية بتعطيل مشاريع الحلول، مع تزايد المؤشرات لكون"العصيان المدني" الذي تلوح به المعارضة بات في الافق، مما استدعى سلسلة تحذيرات من اخطاره، بعد الخسائر التي اصابت الاقتصاد نتيجة استمرار اعتصام المعارضة في وسط بيروت منذ الاول من كانون الاول الماضي والتي اثيرت امس في لقاء لممثلي اتحادات النقابات السياحية ورئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون. وشهدت السرايا امس اجتماعا طويلا بين رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة وسفراء دول الاتحاد الاوروبي في حضور عدد من السفراء، لعرض ما آلت اليه الاوضاع اللبنانية وقد شكر السنيورة لدول الاتحاد جهودها لانجاح مؤتمر باريس 3. وكان السنيورة، اجتمع قبل ذلك في قريطم مع رئيس "كتلة المستقبل" النائب سعد الحريري.

تقرير "المنار"

واوردت "المنار" في نشرتها المسائية امس ما وصفته بـ"محضر" الاتصالات السعودية – الايرانية التي "استهلكت ابتداء من الشهر الماضي 50 ساعة عمل". وقالت ان الجانب الايراني طرح في البداية تصور المعارضة للحل الذي يقوم على حكومة تضم 19 وزيرا للاكثرية و11 للمعارضة وتأجيل قيام المحكمة ذات الطابع الدولي الى حين انتهاء التحقيق واجراء انتخابات نيابية مبكرة. الا ان هذا التصور عدل ليضمن التلازم بين قيام الحكومة واقرار المحكمة. لكن مواقف من اركان في الاكثرية (النائب وليد جنبلاط والوزير مروان حماده) اثارت "قلقا من تسييس المحكمة مما استدعى "تطمينات" من العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز نقلها السفير عبد العزيز خوجه. ونسبت "المنار" الى السفير السعودي قوله: "لا تعولوا على كلام (رئيس "اللقاء الديموقراطي النائب وليد) جنبلاط"، مضيفة "ان الرياض منفتحة على تعديل نظام المحكمة بما يضمن عدم التسييس". وقالت "ان هذه الاتصالات اسفرت عن قبول المعارضة بالغاء فكرة تأجيل انشاء المحكمة وقيام لجنة او لجنتين لمناقشة بنود المحكمة وكذلك قيام حكومة الوحدة الوطنية على اساس 19/ 11 مع دراسة الحقائب". وذكرت "المنار" ان اتصالات جرت بين رئيس "كتلة المستقبل" النائب سعد الحريري خلال وجوده في الرياض ورئيس مجلس النواب نبيه بري، ثم اتصال ثان بينهما بعد عودة الاول الى بيروت وجرى التشاور في شأن انجاز الاتفاق في السعودية او في عين التينة. لكن انقلابا في المواقف حصل في 14 شباط الجاري على لسان الحريري في مقابلة تلفزيونية مما حرك اتصالات من ممثلي بري بالسفير السعودي الذي قال "اعطونا فرصة وهي مستمرة حتى الآن". وأفادت ان الاتصالات السعودية بالمعارضة شبه مقطوعة" وتوقعت عودة الرئيس بري مطلع الاسبوع المقبل، مشيرة الى ان المعارضة "تعمل على خيار التصعيد"، واصفة العصيان المدني بأنه "خيار جدي ويدرس بدقة".

14 آذار

وعلق مصدر رفيع في قوى 14 آذار لـ"النهار" ليلا بأن الرواية التي نقلتها "المنار" مبنية على أن الجواب الذي نقله الوسيط الايراني علي لاريجاني الى الوسيط السعودي الامير بندر هو مطالبة قوى 8 آذار بتأجيل المحكمة الى ما بعد التحقيق وتاليا فان ذلك يؤكد ان المشكلة كانت ولا تزال في عدم قدرة فريق 8 آذار على التزام اقرار المحكمة الدولية التي يعلم هذا الفريق، كما طرفا الحوار السعودي – الايراني، انها المعبر الوحيد لأي تسوية سياسية للأزمة في لبنان. علما ان طلب تأجيل قيام المحكمة الى ما بعد انتهاء التحقيق الدولي، كان طلبا سوريا تسلمه لاريجاني في الدرجة الاولى قبل ان تتبناه قوى 8 آذار في اعلانها يوم امس، وهو ما سمعه من الرئيس بشار الاسد عدد كبير من المسؤولين المعنيين بهذا الملف ومنهم الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى". وقال المصدر: "اذا كانت قوى 8 آذار غير قادرة على التفلت من تعليمات بشار الاسد الى درجة تبني مطلبه المنقول عبر لاريجاني كأنه مطلبها، فانه لن ينفعها في شيء ان تحاول ايهام الرأي العام بأن ما يحول دون التسوية هو تراجع مزعوم عن وعود مزعومة من فريق 14 آذار".

مصادر حكومية

وتوقفت مصادر حكومية مليا عند مضمون تقرير "المنار" الذي تضمن "اعترافا صريحا من "حزب الله" بأن مطلب المعارضة في بداية المفاوضات كان تأجيل تشكيل المحكمة الدولية الى حين انتهاء التحقيق الدولي". واعتبرت "ان هذا الاعتراف العلني هو بمثابة شهد شاهد من أهله، أي ان جوهر مطلب المعارضة يتماهى تماما مع المطلب السوري بتأجيل تشكيل المحكمة الدولية ويتفق مع المعلومات التي نقلت على لسان الرئيس السوري بشار الاسد والتي أبلغ فيها الى شخصيات لبنانية وأجنبية انه لا يريد ان يسمع شيئا اسمه المحكمة الدولية، وهذا ما يؤكد ما أشار اليه سابقا النائب وليد جنبلاط مما دار بينه وبين الرئيس نبيه بري في هذا الخصوص".

ورأت "أن هذه الرمية من تلفزيون "المنار" تكشف من غير رام النيات الحقيقية وسبب المشكلة الحقيقية التي تعانيها البلاد وهي رفض المعارضة قيام المحكمة الدولية وتاليا كشف السبب الحقيقي لكل الحركة الاعتراضية لـ"حزب الله" والقوى التابعة له. والدليل على ذلك ان التقرير ذاته يعود ويورد ان هذا المطلب وضعته المعارضة خوفا مما سمته التسييس مما يتنافى وجوهر مقررات الحوار الوطني والاجماع الوطني والتصريحات اليومية لـ"حزب الله" وحركة "أمل" بأنهما مع قيام المحكمة الدولية".وخلصت المصادر الى القول: "ان هذا الاعتراف من "حزب الله" ليس في حاجة الى كاتب عدل لتسجيله، لأنه ورقة ممهورة وعلنية بتوقيع الحزب على رفضه المحكمة الدولية".

حماده

اما وزير الاتصالات مروان حماده الذي أتى تقرير "المنار" على ذكره، فعلق عليه قائلا: "ان محاولات تعطيل التحقيق ومنع قيام المحكمة ذات الطابع الدولي تعود الى أكثر من عام، وهي بدأت بعد استشهاد جبران تويني بانسحاب وزراء "حزب الله" و"أمل" من الحكومة".

وأضاف: "لم يكن آنذاك الاستاذ وليد جنبلاط قد لمح الى علاقة بين محاولة اغتيالي وأي طرف لبناني، ولم أكن انا قد قدمت شكوى بالقدح والذم والتحريض على القتل الى القضاء اللبناني مع نسخة منها الى لجنة التحقيق الدولية ضد قناة "المنار" وكل من يثبت التحقيق ضلوعه في حملة الافتراءات والتهديد النابعة اصلا من أجهزة اعلام النظام السوري".

مبادرة بري

في المقابل، عرض النائب علي خريس عضو "كتلة التحرير والتنمية" التي يرئسها بري مبادرة الاخير التي قال انها "وليدة تنسيق مع الاتصالات الايرانية – السعودية". وأوضح ان المبادرة تقوم أولاً على "أولوية المحكمة... بعد مناقشتها الايجابية"، وثانياً "توسيع حكومة الوحدة الوطنية وفق معادلة 19 وزيراً للموالاة و11 للمعارضة"، وثالثاً "تأليف لجنة من الفريقين لدرس المحكمة وحكومة الوحدة ليتم اعلانهما بالتوازي"، ورابعاً "يمنع على الطرفين الاستقالة من الحكومة او القيام بما من شأنه جعل الحكومة مستقيلة"، وخامساً "اعلان من رئيس المجلس أو في مؤتمر صحافي مشترك أو عبر مؤتمرين صحافيين للمعارضة والموالاة لتبني هذه المبادرة... تمهيداً لتحديد جلسة عامة لمجلس النواب في 15 آذار لتكريس الموافقة عليها". واذ أشار الى مرحلة انتظار الاجوبة، ولا سيما "الجواب الحاسم للنائب الحريري في نهاية الشهر الجاري"، لم يستبعد خريس توجّه بري من روما الى الرياض قائلاً: "هذا ممكن".وليلاً نفى النائب علي حسن خليل عضو كتلة الرئيس بري ما ورد من افكار في تصريح زميله خريس. وأمل مصدر في 14 آذار "ان يخرج فريق 8 آذار من ارتباكه ويتفق في الحد الادنى نائبا حركة "أمل" على رواية موحدة لما ينوي الرئيس بري القيام به". ولفت رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع الى "ان موضوع المحكمة الدولية لم يأخذ سوى ساعة واحدة من التشاور على طاولة الحوار، ونرى المعارضة اليوم تطالب بمناقشة بنود هذه المحكمة". وقال "ان محور الهجوم على ثورة الارز انها تطالب بالمحكمة الدولية (...)".

الاعتصام

واستقبل النائب ميشال عون امس رؤساء اتحادات النقابات السياحية. وصرح نقيب اصحاب الفنادق بيار الاشقر بان اعتصام المعارضة في وسط بيروت "ألحق ولا يزال ضرراً ببيروت وسائر لبنان"، مطالباً بـ"ادخال تعديلات على مواقع الاعتصام اذا صعب فكها". وأشار الى ان العماد عون أظهر "ايجابية حيال هذا الموضوع وتم الاتفاق على البحث في امكان انشاء لجنة تعدل مواقع الاعتصام". ولاحقاً ابلغ الاشقر الى "النهار" ان "الاعتصام أضر بالمجموعة الاقتصادية والسياحية في البلاد، وهي تريد انهاءه لانه يضر بمصالحها الاقتصادية وهذا ما نقلناه الى العماد ميشال عون خلال زيارتنا اليوم (أمس). ولكن بدت فكرة انهاء الاعتصام صعبة، وخصوصاً ان لا حل سياسياً يلوح في الأفق، لذا اقترحنا على العماد عون امكان تعديل مواقع الاعتصام، على ان تشكل لجنة للبحث في هذه المسألة، فكان جوابه انها فكرة جيدة لكنها قيد الدرس والتشاور مع الاطراف الآخرين لقوى المعارضة".

وأكد الأشقر ان جولة الوفد الذي يضم مجموعات اقتصادية وسياحية، ستستمر في الأيام المقبلة.

وقال رئيس نقابات المطاعم بول عريس لـ"النهار": "ان تشكيل اللجنة لا يزال قيد الدرس، ولن يبدأ قبل موافقة جميع الاطراف على الفكرة. نحن نبحث اليوم في امكان تعديل مواقع الاعتصام، واذا اخذنا موافقة الجميع، نعمد الى تأليف اللجنة. الآن، ندرس الاثر السلبي للاعتصام في العاصمة، لما له من انعكاسات سلبية على الاقتصاد والمؤسسات السياحية هناك، وخصوصاً انه لا بد من فتح الطريق، وخصوصاً شارع المصارف وشارع اللعازارية وكاتدرائية مار جرجس للموارنة، لتخفيف الطوق". واذ لفتت أوساط سياسية الى ان من بين انصار "التيار الوطني الحر" مستثمرين في القطاع السياحي، افادت "المؤسسة اللبنانية للارسال" في تقرير لها ان عدد المؤسسات التي اقفلت ابوابها حتى مساء أمس بلغ 81 بينها 41 مطعماً. والقسم الأكبر اقفل في الأيام الاخيرة.

العصيان المدني

وتعليقاً على تلويح المعارضة بـ"العصيان المدني" حذّر مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني في تصريح من نتائج هذه الخطوة، معتبراً انها "دعوة الى الفوضى العامة في البلاد والثورة على الدستور والنظام والقانون وهدم الدولة". وأكد الوزير حماده من السرايا "ان العصيان المدني مصيره مثل الاضراب العام ومثل محاولة حصار بيروت. والاعتصام أكثر من شهرين ونصف شهر مصيره الفشل". وقال: "لن نسلم البلد لا الى الغوغاء، ولا الى الفوضى، ولا الى الفراغ".

 

 الرئيس الفرنسي: على اللبنانيين تخطّي انقساماتهم بحوار وطني

باريس – من سمير تويني: ميسيبرغ (المانيا) – الوكالات: صرح الرئيس الفرنسي جاك شيراك، بعد محادثات اجراها في مدينة ميسيبرغ الالمانية مع المستشارة انغيلا ميركل، بأنه "امام اخطار تقويض الاستقرار في لبنان، ارتأينا ان على اللبنانيين تخطي انقساماتهم بحوار وطني من اجل ان تكون متطلبات القضاء مرضية وخصوصا في ما يتعلق بانشاء محكمة ذات طابع دولي". ودعا الى ان تقوم الحكومة اللبنانية بمهماتها من اجل السير بلبنان قدما. وكان شيراك وميركل قد عرضا الوضع في لبنان خلال اجتماعهما. وفي قضية اخرى، قالت ميركل خلال مؤتمر صحافي مشترك مع شيراك، ان تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية المتعلق بالبرنامج النووي الايراني يوضح ان ايران لا تفي بالتزاماتها، وانه ينبغي مناقشة عواقب ذلك في مجلس الامن. واضافت: "سيكون من الافضل بالنسبة الينا، الا نضطر الى الذهاب الى مجلس الامن مجددا، ولكن (شرط) ان تغتنم ايران هذه الفرصة وتقبل ببساطة ونهائيا (واحدا) من عروض (المفاوضات) التي نطرحها عليها".

واكد شيراك وميركل دعمهما لشركة "آيرباص" الاوروبية لصناعة الطائرات وتعهداً ان يتركا لادارة الشركة اتخاذ قرار في شأن خفوضات للوظائف، وأعربا عن اعتقادهما ان تلك الخفوضات يجب ان تكون متوازنة. وتجدر الاشارة الى ان خلافاً بين حملة أسهم "آيرباص" على حصة العمل في مشروع الطائرة الجديدة المتوسطة الحجم "إي 350" أدى الى تأجيل عملية إعادة هيكلة مهمة في الشركة، مما تسبب باثارة توترات بين فرنسا والمانيا انعكست سلباً على الشركة سنوات.

وقالت ميركل: "هناك التزام سياسي واضح لهذا المشروع الاوروبي وخصوصاً من المانيا وفرنسا". وأضافت: "لا نريد ان نضطر الى مواجهة مثل هذه القرارات الصعبة مرة اخرى في المستقبل القريب. الأولوية العليا بالنسبة الينا هي قدرة الشركة على المنافسة". اما شيراك فاعتبر انه يجب ألا تكون هناك استغناءات إجبارية عن الوظائف في "آيرباص"، وانه يجب تعويض العاملين الذين سيتأثرون باقفال أي مواقع للانتاج.

 

كنعان: التكتل مصمّم على تحريك مشروع اللامركزية الإدارية

افادت لجنة الاعلام في "التيار الوطني الحر" انه "في اطار التعاون بين لبنان وفرنسا زار وفد نيابي لبناني العاصمة الفرنسية، وتألف من النواب روبير غانم وسـمير الجسر وابرهيم كنعان وايمن شقير وناصر نصرالله تلبية لدعوة رسمية من مجلس الشيوخ الفرنسي وللاطلاع على التجربة الفرنسية في حقل اللامركزية الادارية.

وعلى هامش المؤتمر، كانت لكنعان سلسلة من النشاطات واللقاءات مع مسؤولين فرنسيين والجالية اللبنانية و"التيار" في فرنسا، اضافة الى الجمعيات والروابط الفرنسية اللبنانية الداعمة لقضايا لبنان. وقد التقى كنعان في باريس كوادر "التيار" وناشطين بدعوة من "التجمع من اجل لبنان" واطلع على انتاجات التجربة الفرنسية في مختلف الحقول التي تطالها اللامركزية الادارية، وآفاق التعاون بين الادارة الفرنسية ولبنان وفق دراسات موضوعية وعملية موسّعة.

واكد كنعان ان "للجالية اللبنانية في فرنسا دوراً كبيراً تقوم به لتعزيز سبل التعاون اللبناني الفرنسي، وفي امكان اللبنانيين المقيمين في فرنسا ان يقوموا بدور المحفز لهذا التعاون، وخصوصا على صعيد تحصيل الخبرات في ميدان اللامركزية الادارية التي تحققت بعض الخطوات في اتجاهها في مناطق محددة من لبنان".

واعلن ان "تكتل التغيير والاصلاح مصمّم بقوة على تحريك مشروع قانون اللامركزية الادارية من ضمن برنامجه الاصلاحي الذي يشمل التوزيع العادل للخدمات والموارد للانماء المتوازن، الى جانب الاصلاح السياسي الذي لا يكتمل الا بقانون انتخاب جديد ينتج سلطة متوازنة في اطار المشاركة الوطنية في السلطة والقرار التي لا يستقيم استقرار سياسي اقتصادي وامني في معزل عنها". واشار الى ان "سياسة التكاذب وبعض الالتزامات الداخلية المتناقضة كما الهروب من مواجهة الواقع، لن تؤدي الاّ الى مزيد من التدهور والانهيار في الوضع اللبناني العام، والحل يكون بمبادرة لبنانية بشروط لبنانية ورؤية لبنانية، مع الترحيب بالدعم الخارجي، وليس العكس، اي بدعم لبناني لحلول خارجية، وعندما رفعنا مطلب الانتخابات النيابية المبكرة، كنّا نهدف الى ما يمكن اعتباره اعادة لبننة الازمة وتالياً الحلول لها". ورأى ان "لبننة الازمة والحلول لا تتم من خارج الارادة الشعبية التي تتبلور في نتائج الانتخابات النيابية المبكرة، التي تنتج بدورها سلطة متوازنة، قوية بصفتها التمثيلية، وقادرة على احتواء الازمات وابتكار الحلول وفرضها، وتضييق هامش التأثيرات الخارجية الاقليمية والدولية على الساحة اللبنانية".

 

أحوال الأشرفية وكسروان بألسنة نوابها غداة "الرسائل المتفجرة"

صولانج الجميل للمواجهة والخوري يدعو إلى الحذر

سعيد يحض المسيحيين على عدم التخلي عن المعركة

كتبت ريتا شرارة:

في اطار الاستعدادات لتدشين كاتدرائية مار جرجس المارونية الاثنين 24 نيسان 2000 بعد اعادة تأهيلها احتفاء بالالفية الثالثة، عاد المونسيور الراحل ميشال حايك الى الكاتدرائية واعظا في اسبوع الآلام بعدما طلب منه "بالحاح" ان يتأمل "في ماضي المسيحيين وحاضرهم ومصيرهم".

كان ذلك في مثل هذه الايام، ايام الصوم المبارك، حين قال عن المسيحيين وضعا حاضرا ومستقبلا: "(...) كل يريدنا تغريبا وتشريقا. هذا يغربنا وذاك يشرقنا. هذا يعربنا وذلك يجربنا. هذا يجرنا الى اليمين وذاك الى اليسار بينما نحن طامعون دائما بان نكون نحن نحن. كنا اذا فشلنا دفعنا جزية الفشل واذا نجحنا فرض علينا ثمن النجاح. نخدم الغرب باخلاص ونحن غرباء فيه ونخدم الشرق باخلاص ونحن في اهله حائرون. قد يربح هذا او ذاك على حسابنا ونحن خاسرون ابدا في الدنيا". وعن مصير المسيحيين في الشرق عموما ولبنان خصوصا قال: "نحن هنا لنبقى ولا حاجة الى حماية مشبوهة وضمان مسوس (...) نحن هنا لنبقى لا غرباء في الشرق بل ابناء. لا مقيمين نصفهم غرباء من الارض ولا مهاجرين نصفهم مقيمون فيها. هذا مقامنا. نحن هنا لنبقى شهادة للشرق، شهادة على التعدد الانساني ودعوة مستمرة الى الحرية واختبارا للقاء الروحي وارادة للتجدد والابداع".

وفي هذه الايام التي تتنقل فيها الرسائل المتفجرة بين الاشرفية وجرد كسروان حيث يفترض ان يكون الامن والامان تحديدا في منطقة اغبة في فتوح كسروان الواقعة بين بلدتي جورة بدران وغبالة - ربما تكون الحاجة ملحة وكبيرة الى استعادة هذه الكلمات والتماس، ليس حاضر المسيحيين، انما مستقبلهم في الشرق المليء دمارا وتشنجات وخوفا. "النهار" سألت نوابا عن بيروت وكسروان - جبيل قراءتهم للعبوات - الرسائل غير المنفجرة، وطلبت اليهم، بصفتهم حاملي الوكالة لأربع سنوات، توجيه كلمة الى ناخبيهم، وتجاوزنا جزين على اساس ان الدوي الذي سمع فيها، بحسب مصادر امنية في المنطقة، "يحتمل ان يكون ناتجا من انفجار لغم قديم من مخلفات الحرب مزروع في احد الجبال وانفجر عندما داسه حيوان او خنزير بري". واكدت المصادر ان "لا فعل اجراميا ولا ارهابيا ولا خلفيات وراء هذا الدوي الذي لم يتحدد مكانه". الانطلاق كان من جنب اذاعة "جبل لبنان" المملوكة لصاحب محطة "ام. تي. في" المهندس غبريال المر حيث وضعت المتفجرات، وعلى امتار منها الصواعق. تحدثنا الى النائبة صولانج الجميل التي هنأت الاشرفية بخلاصها من "كارثة حقيقية". وفي السياسة، اكدت "اننا بتنا نعرف من يرسل الرسائل الملغومة ولماذا". وردت عليها بأنها "وابناء الاشرفية سنظل على المبادئ الوطنية نفسها. فلا القذائف سابقا جعلتنا نغير مبادئنا ولا التهديدات التي تستهدف اليوم المناطق المسيحية من اجل دفع القادة المسيحيين الى رفض تثبيت استقلال لبنان وسيادته، والى ضرب الاستقرار مما يؤدي الى تيئيس اللبنانيين من دولتهم". وتابعت: "لا اللبنانيون ولا المسيحيون خصوصا سيخضعون الى هذا الارهاب، وستزيدنا هذه الاساليب الدنيئة عزما على الصمود والمواجهة والايمان. فالشعب اللبناني يبقى واعيا ومتيقظا وصامدا ولا يستسلم للتهويل. وهذه المرحلة، رغم صعوباتها، لا بد من ان تنتهي مع سقوط آخر معاقل النظام الامني - السوري اللبناني. ان الشعب اللبناني يستحق الحياة بعد الاف الشهداء والضحايا".

الخوري: "فوبيا"

ومن الاشرفية الى جبيل حيث قرأ عضو "تكتل التغيير والاصلاح" النائب وليد الخوري الرسالة في جرود كسروان، في ضوء معلومات خاصة لديه مفادها ان قوى الامن الداخلي اللبناني تبلغت في اتصال من مجهول "بوجود القنابل قرب مدرسة الحكمة، مما ينفي تاليا نظرية ان احدا ما اراد ان يتخلص منها ومن الصواعق التي وجدت على بعد امتار منها، وما يؤكد نظرية الرسالة الامنية ان قنابل اخرى وجدت ليلا في منطقة أغبه الكسروانية". وقرأ الرسالة كالآتي: "يريدون ان يقولوا اننا نصل اليكم اينما كنتم، الى المناطق الآمنة لزعزعة الاستقرار لديكم حتى في القرى النائية". وسجل "عتبا كبيرا جدا على القوى التي تحقق من دون ان تتبين اي خيط بعد"، مستبشرا خيرا بكلام المدير العام لقوى الامن اللواء اشرف ريفي على انه "وجد خيطا في قضية اغتيال الامين العام السابق للحزب الشيوعي جورج حاوي، فذلك يمكن ان يؤدي الى امور كثيرة، في وقت لم نر من التحقيق الدولي اي اشارة بعد".

وبسؤاله عن قراءته السياسية للرسائل، رأى "نية لتفجير البلاد. أشعر ان هناك نية لايصال لبنان الى وضع مأسوي، لا بل الى فتنة". وربط بين الوضع المتردي حاليا ومعلومات "واضحة وصريحة وجدية" كانت لديه من عشرة ايام تقول بان الحل هو "بحكومة 19+11 مع ضمانات بعدم استقالة وزراء الاقلية واقامة المحكمة الدولية بعد ادخال تعديلات بسيطة عليها. وقد قبلت ايران والسعودية بالحل، والمعارضة علمت به وكان البحث جاريا لإعلانه". وتابع: "هذه الرسائل التفجيرية تقول ان هناك اناسا غير راضين عن الحل الذي سيصير، والخطورة انها توزع في المناطق المسيحية". وفي السياق، ذكر بتحذير خارجية الفاتيكان بعيد جريمة تفجير الحافلتين في عين علق من ارهاب المسيحيين في لبنان. واضاف "ان الساحة المسيحية اساسية وينبغي ان تؤدي دورا اكبر للتقريب بين المعارضة والموالاة. واذا ارادوا ان تنفجر عندنا، فيعني ان الفتنة ستطاول الشيعة والسنة ايضا". وحلل الرسائل بانها لنشر "الفوبيا" (الهلع) بين الناس. ولم يرغب في ان يوجه رسالته الى المواطنين انما الى القيمين على الدولة وعلى المؤسسات العسكرية لان المشكلة "ان لا دولة". ورأى "وجوب السعي الى تحقيق ما اقترحه وزير الدفاع الوطني الياس المر لاعادة تنظيم المؤسسات الامنية فعليا وتغيير من لا ثقة فيه". وشدد على وجوب ان يكون المسيحيون "واعين جدا حتى لئلا يدخلوا الفتنة التي ينصبونها لهم".

سعيد: التفجير فالفرج

كانت قراءة عضو قوى 14 آذار النائب السابق فارس سعيد ضاربة في تاريخ انفجار هذا المسلسل المتنقل تفجيرا بين المناطق، تحديدا من الاثنين 14 آذار 2005 عندما نزل اللبنانيون الى الشارع. بعدها باربعة ايام، اي في 18 آذار 2005، افاق المواطنون على دوي انفجار سيارة في منطقة الجديدة (المتن الشمالي) ثم تتالت الانفجارات في البوشرية فبرمانا والكسليك و"صوت المحبة" في جونية والزلقا. وترجم هذا التنقل المتفجر سياسيا: "ساهمت هذه التفجيرات في الوسط المسيحي، وقبل الانتخابات النيابية في تخويف المسيحيين بهدف القول ان 14 آذار ليست حركة في اتجاه الافضل، انما ربما تكون حركة سلبية نحو الاسوأ عند المسيحيين".

وانتقل الى "التشنج السياسي في المرحلة الاخيرة بين قوى 14 و8 آذار. "واندلاع المواجهات السياسية وحتى الامنية بين الفريق السني في 14 آذار والفريق الشيعي في 8 آذار. بعد الاعتصام في اول كانون الاول 2006 شهدت الطريق الجديدة احداثا امنية، وكانت المرحلة الثانية في الاحتضان السياسي لحكومة الرئيس فؤاد السنيورة من خلال التظاهرات السنية بلغ ذروته خصوصا في طرابلس وعرسال. في حين اقتصر التأييد المسيحي على وفود نظمتها بعض الشخصيات الى السرايا دعما. لكن مناطق جبيل والمتن لم تشهد اي تظاهرة من قوى 14 آذار لمساندة حكومة السنيورة. وكأن الذهنية القائمة كانت تقتضي القول بان المشكلة، ما دامت سنية - شيعية، فعلينا الانتظار والتكيف مع نتائجها.

اما المرحلة الثالثة بين الثلثاء 23 والخميس 25 كانون الثاني 2007. فكانت الاخطر لانها كانت ذروة المواجهة السنية - الشيعية بين الضاحية الجنوبية والطريق الجديدة التي تنتهي بين قندهار وطهران. اما المواجهة المسيحية بين 14 و8 آذار فلا تنعكس على العالم العربي والاسلامي. اذا الاخطر اسلاميا هي المواجهات الاسلامية - الاسلامية لانها تمتد الى خارج الحدود اللبنانية. لذلك اذا كانت سوريا تريد اليوم الرد على الولايات المتحدة والمجتمع الدولي المصر على انشاء المحكمة الدولية ذات الطابع الدولي، واذا ارادت ان ترد على هذا الاصرار داخل الساحة اللبنانية، فان الاسهل عليها الساحة المسيحية، لان التفجير في الساحة الاسلامية يولد اصطفافا سنيا - شيعيا في العالم العربي كله ومن ضمنه سوريا. والدليل معلومات اشارت الى ان تظاهرات عرسال وطرابلس كانت تستقطب سنة من حمص وحماة. اذا، المطلوب في نظر السوريين ابعاد الاصطاف الاسلامي - الاسلامي لئلا تصل شظاياه اليها".

"لا لنظرية الامن الذاتي"

واستكمالا لتحليله، يقول سعيد ان مرتكبي التفجيرات الارهابية في المناطق المسيحية ربما اعتقدوا ان هذه الجرائم تؤدي الى المطالبة بالامن الذاتي، لكن الواقع انها تؤدي الى مزيد من الهجرة والى ترهيب المسيحيين، في محاولة لدفعهم الى الاستقالة من هذه المعركة الوطنية الكبرى. هناك نظرية تقول بالانسحاب من اللعبة السياسية، واخرى بالامن الذاتي - وهي الاسخف - والثالثة تقول ان المسيحيين يجب ان يعودوا رأس حربة في استكمال انتفاضة الاستقلال لتطبيق الطائف وحصر السلاح بيد الدولة ونشر قوة دولية على الحدود اللبنانية - السورية لحماية لبنان من العرقنة". وتابع: "ان الاستقالة من الحياة السياسية بحجة ان المناطق المسيحية وحدها تتحمل غالبية التفجيرات هي اقصر طريق الى اخراج المسيحيين من الحياة السياسية والوطنية، والرد على ما يحصل لا يكون تقنيا (كما قال الوزير المر) بل سياسيا. واذ تخوف ان تكون "عمليات الارهاب ولا سيما بعد الرسائل المتنقلة من فتوح كسروان والاشرفية اكبر من عين علق حجما واذية"، اكد ان الرسائل الامنية "ليست موجهة، في السياق الاكبر، الى المسيحيين وحدهم انما ترمي الى تحسين الوضع السوري".

اما الرد بالنسبة اليه، فيكون "بالتمسك بالثوابت الوطنية التي اتفقنا عليها في 14 آذار وفي مقدمها ضبط الحدود اللبنانية - السورية وطولها 260 كيلومترا، واذا تعذر ذلك على الجيش اللبناني النظامي، فلتنشر القوة الدولية". واذ توقع ان تكون الامور "تسير صوب التفجير فالحل في القمة العربية في السعودية في آذار المقبل"، أسف لكون المسيحيين هم الذين سيدفعون الكلفة لان القتل في مناطقهم لا ينعكس في العالم الاسلامي، ولانهم الحلقة الاضعف منذ 11 ايلول 2001".

واراد ان يكون اكثر توقعا: "الى سنة من الآن، وهي مرحلة انتقالية بامتياز، اذا لم يتخل المسيحيون عن هذه المعركة، فانهم المرشحون للدور الافضل لبناء الدولة. والاهم الا يعملوا "ضيعجية".

 

التفاهم بين الرياض وطهران أكد على "إقرار" المحكمةورئيس المجلس يطرح "لجنة للمحكمة" في مقابل الثلث المعطّل.. ونظام الأسد يخرّب

برّي "يُولّى" مهمة نسف الاتفاق السعودي ـ الإيراني

المستقبل - السبت 24 شباط 2007 - نصير الأسعد

منذ البداية، كانت قيادة المملكة العربية السعودية واضحة جداً مع الجانب الايراني: إنّ الاستعداد السعودي للتعاون مع إيران لإطفاء خطر الفتنة المذهبية، الشيعية ـ السنية في المنطقة، مجاله الرئيسي في لبنان، والمدخلُ الاساس الى وأد الفتنة في لبنان هو المحكمة الدولية في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه.

إقرار المحكمة "كما وردت".. وحكومة 19+10+1

ولأنّ إيران اعتبرت ان لا مصلحة لها في ان تشتعل الفتنة، أتى المفاوض الايراني بموافقة بلاده على قيام المحكمة الدولية، واتفق مع المفاوض السعودي على ان إقرار المحكمة بنظامها الاساسي كما جرى التوقيع عليه بين الحكومة اللبنانية والأمم المتحدة، هو المعبر باتجاه البنود الأخرى من التسوية.

وبناءً على هذا الاتفاق بشأن إقرار المحكمة "كما وردت"، إنتقل الطرفان السعودي والايراني الى العناوين الأخرى، فاتفقا على ان تتشكل "حكومة وحدة وطنية" كما تطالب "المعارضة" على قاعدة الصيغة التي كان الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى اقترحها أي صيغة 19+10+1، على ان تكون تسميةُ الوزير الحادي عشر بالتفاهم بين فريقَي الصراع من بين خمسة أسماء تجري غربلتُها في مرحلة تمهيدية. كذلك اتفقا على أن تجري انتخابات رئاسية مبكرة، وعلى أن يتم في مرحلة لاحقة التوافق على قانون جديد للانتخاب. اما الانتخابات النيابية المبكرة فلم ترد ولم تُطرح اصلاً.

إيران كتبت "الأفكار"

هكذا اذاً، قامَ الاتفاق السعودي ـ الايراني كما يؤكد العارفون بالمفاوضات على خط الرياض ـ طهران. واكثر من ذلك، يلفت العارفون الى أن المملكة العربية السعودية لم تمارس ضغطاً على ايران في سبيل إنجاز هذا الاتفاق، والى ان الجمهورية الاسلامية هي من كتب البنود المشار اليها، في صيغة اقتراحات إيرانية على المملكة. وكما يقول المثل الشائع، فان المملكة "لم تضرب إيران على يدها" للوصول الى هذا الاتفاق. لكن، في الاتفاق ايضاً، أن تقوم طهران بالاتصال بالنظام السوري لأخذ موافقته من جهة وبإبلاغ تحالف ما يسمى "المعارضة" في لبنان بما تم التوصّل اليه من جهة ثانية. "قناة الاتصال" في هذه الأثناء، وفي إطار مواكبة الاتصالات السعودية ـ الايرانية، ومن أجل التمهيد لـ"إخراج" الاتفاق لبنانياً، اي في انتظار الجواب السوري عبر ايران، تشكلت "قناة اتصال" بين فريقي 14 آذار و8 آذار، تولاها "تيار المستقبل" ممثلاً بالنائب السابق غطاس خوري عن الفريق الاول، والنائب عن حركة "أمل" علي حسن خليل ممثلاً الرئيس نبيه بري عن الفريق الثاني.

التفاف برّي

تبادل الممثلان افكاراً عدة بشأن "النوايا" وإعلانها. الى ان تقدّم برّي بـ"إقتراح" بعد عدة ايام. ويتضمن الاقتراح الإعلان عن اتفاق على التزامن بين تشكيل لجنة لبحث المحكمة من ناحية وموافقة الاكثرية على تشكيل حكومة على قاعدة 19+11 من ناحية ثانية. حيال هذا الطرح، كان موقف "تيار المستقبل"، الاستعداد لـ"إعلان نوايا" صادق ومتوازن: القبول بإقرار المحكمة الدولية من جانب الفريق الذي يمثله بري والقبول بتعديل الحكومة بما يؤدي الى تمثيل الكتلة العونية فيها من جانب الفريق الذي يمثله "المستقبل". وبكلام آخر، كان الموقف واضحاً: لا مجال للموافقة على "لجنة للمحكمة" في مقابل "الحكومة"، لأن "المستقبل" وفريق 14 آذار لا يقبلان بمقايضة المحكمة الدولية بأي شيء أصلاً، ولانهما اذ يعتبران ان "إقرار المحكمة" وليس تشكيل "لجنة" لها هو المعبر الى الحل، لا يوافقان على إقفال البحث في الوزير الحادي عشر مسبقاً بما انه لا بد ان يأتي بالتوافق. تصعيد رئيس "أمل" في موازاة الاتفاق إذاً، من الواضح ان ما طرحه بري "متخلف" عن الاتفاق السعودي ـ الايراني، لا بل ينسفُه. الا ان اللافت، كان قيام الرئيس بري بـ"تسريب" هذا الطرح، بالتزامن مع توصل الرياض وطهران الى اتفاقهما.

وقد ارفق بري "التسريب" بكلام "سياسي" تصعيدي فيه ان ظروف لقائه برئيس "تيار المستقبل" سعد الحريري غير ناضجة، وانه لا يريد إعطاء آمال مخادعة من هذا اللقاء، وفيه "التهديد" بأنه سوف "يفضح" من يعطّل الحلول والتسويات آخر الشهر الجاري. لكن أبرز ما في الكلام التصعيدي ممّا يقوله بري في المجالس المغلقة، هو "الصحوة اللبنانية" التي يحرص على إظهارها، إذ يشدّد في كلامه على ما يسمّى "الحل الداخلي" للأزمة اللبنانية "تلطيشاً" منه على المساعي الخارجية. واللافت أيضاً ان رئيس "حركة أمل" ـ في المجالس المغلقة أيضاً ـ يغطّي النسف "الفعلي" للاتفاق السعودي ـ الإيراني بكلام "كبير" عن استقلاله عن سوريا، وعن استعداده للسير بالمحكمة الدولية حتى "لو" كان النظام السوري رافضاً، في الوقت الذي يضع "العقدة" في الموضوع الحكومي.

بري والأسد

ماذا حصل في واقع الأمر؟.

يبدو أولاً ان "حزب الله" الذي لا "يستطيع" معارضة الاتفاق السعودي ـ الإيراني، رأى ان بري "مؤهل" أكثر منه لتولي مهمة "النسف"، علماً ان الحزب يواكبه من "خطوطه الخلفية" بقصف سياسي على الأكثرية تارة تحت عنوان ان المملكة لم تعد تمون على حلفائها اللبنانيين وتارة أخرى تحت عنوان ان الأكثرية هي من يتنصّل من اتفاق الرياض وطهران. ويبدو ثانياً ان الجواب السوري على الاتفاق السعودي ـ الإيراني، قد جرى صوغُه بـ"طريقة" معينة لتقديمه إلى المملكة عبر إيران. ويبدو ان رئيس النظام السوري اعتمد موقفاً لـ"العلن" هو الذي نقله عنه الرئيس سليم الحص، وفيه انه ليس ضدّ المحكمة، ومع "بعض" التعديلات.. ومع ما يتوافق اللبنانيون بشأنه. لكنه في موقفه "الفعلي" اعتمد على الرئيس بري كي يصل إلى الهدف، تاركاً لبري "النسف" على طريقته.

ويبدو ثالثاً ان "الجواب السوري" هو القصف على الأفكار المتضمّنة في الاتفاق السعودي ـ الإيراني قصفاً على المملكة بالدرجة الأولى، وقد أوكل إلى بري قطع الآمال بإمكان التسوية. وهكذا، وبدلاً من أن يلعب بري دور المساعد لـ"المخرج" العربي والإقليمي، "حنّ" إلى دور المساعد لـ"المخرج السوري" الذي من عادته إنتاج المسلسلات الدرامية. ويأتي ذلك، في وقت تنقل أوساط في "المعارضة" ومنها أوساط رفيعة في "حزب الله" ان بري كان خلال الأسابيع الأخيرة الأكثر إلحاحاً على التصعيد وان بعضاً من هذا التصعيد كان مراعاة له.

"حشرة" الدورة العادية

ولعل هنا ثمة ما يجب توضيحه. ففي غضون ثلاثة أسابيع، تبدأ دستورياً الدورة العادية للمجلس النيابي. وعلى ما يبدو فإن بري محشور بأمر هذه الدورة.

وبما ان للنظام السوري موقفاً يعني عملياً أن لا تسوية يمكن أن تبصر النور خلال هذه الأسابيع القليلة المقبلة، وبما ان بري تبلّغ هذا الموقف، فإنه وفي محاولة للخروج من هذه "الحشرة" يصعّد و"يختلق" معطيات ليبرّر "التلاعب" اللاحق بالدورة النيابية، مستكملاً مسلسل تعطيل هذه المؤسسة وخطفها.

إذاً، يقرأ العارفون تصعيد بري بوصفه الجواب السوري على الاتفاق السعودي ـ الإيراني، أي بوصفه النسف الفعلي لهذا الاتفاق، وإن كان كثيرون من العارفين "يأسفون" لمبادلته الرغبة السعودية الصادقة بالتعاون معه بالمناورات لحساب نظام الأسد، بالرغم من إدعاءات "البطولة" والقدرة على الاستقلال عن هذا النظام ومآربه. إيران "الصادقة".. إيران الشارية للوقت؟ وسط هذه الصورة التي أعيد تظهيرها تبياناً لـ"الحقيقي" من "المزوّر" ممّا يحيط بمضامين الاتفاق السعودي ـ الإيراني، وإظهاراً للتضليل الذي يمارسه التحالف المسمّى "معارضة"، تبرز أسئلة عن "حقيقة" الموقف الإيراني، بالرغم من الاتفاق الذي جرت الإشارة إلى مضامينه.

لا يمكن في أي حالٍ من الأحوال إسقاط إحتمال الصدق الإيراني في التعاون مع المملكة العربية السعودية على معالجة الأزمة اللبنانية، بما ان عدم حلّ هذه الأزمة يفتحها على احتمال الفتنة، وبما ان إيران "لا تحتاج" إلى هذه الفتنة "حول" مصالحها في المنطقة. لكن، لا يمكنُ في المقابل الاسقاطُ المطلق لفرضية ان ايران تحاول ضمن الظروف الاقليمية والدولية المحيطة بها، شراء الوقت او بعضه، فتكون بذلك متقاطعة مع النظام السوري الساعي الدائم الى شراء الوقت.

في الحالة الاولى، أي حالة الصدق في التعاون مع المملكة، يكون ثمة ما هو مطلوبٌ من ايران تجاه نظام بشار الأسد. ذلك انه لا يمكن تخيّل أنّ يكون في وسع الأسد "التجرّؤ" على السياسة الايرانية ومصالحها. اما في الحالة الثانية، أي في حالة المناورة بالوقت، يكون ثمة تنسيق وتوزيع للأدوار بين طهران ودمشق، وهو أمرٌ لن يتأخر إتضاحه، وهو رهنُ أيام قليلة. المهمّ ان "رسالة" التعطيل السوري وصلت ولابد من تقويم "جديد" للحسابات.

 

عون: الدولة مخطوفة من السنيورة

المستقبل - السبت 24 شباط 2007 - رأى رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون ان "الدولة مخطوفة من رئيس الحكومة فؤاد السنيورة"، لافتا الى "انه لا يريد كسر الجرة كي لا تنكسر الدولة، وهو حريص اشد الحرص على عدم قتل الرهينة، بل انقاذها".

واعتبر في حديث الى موقع "ليبانون فايلز" الإلكتروني امس، ان "المخرج الوحيد لتجنب التصادم بين المؤسسات الدستورية، ما دام ان لا طريق غير نافذ في الانظمة الديموقراطية، هو العودة الى الانتخابات". واشار الى ان "المؤسسات اصلا مشلولة ولسنا في حاجة للدخول الى الحكومة بغية شلّها"، موضحا ان هدفه من دخولها هو"التفعيل والتطوير وليس التعطيل لأنها معطلة". وقال: "لا معنى للمشاركة في الحكومة من دون الثلث الضامن"، مجددا التأكيد انه سيكون "اول الذين سيصوّتون تأييدا لمشروع المحكمة الخاصة ذات الطابع الدولي عندما يصل الى مجلس النواب". وأكد ان "الحلّ يكون من خلال العودة الى شرعة الحكم، اي الدستور اللبناني، وما على الحكومة سوى الاستقالة تمهيدا لتأليف اخرى جديدة على اساس الثلث الضامن، لان لا معنى للمشاركة من دونه". ولفت الى انه لا يحبذ المبادرات الاقليمية للتسوية الداخلية لان "كل تدخل خارجي يربطنا اكثر بالخارج فتصبح القصة اكثر تعقيدا"، مفضلا "معالجة هذه المسألة في ما بيننا كلبنانيين الى طاولة مستديرة لأننا معنيون ومسؤولون مباشرة عن المصلحة اللبنانية". وكرر عون قوله ان موضوع الرئاسة "آخر همّ على قلبي، المهم ان يبقى البلد"، وقال: "ان الرئاسة اضحت في هذا الجو الذي نعيش فيه ورائي وليست امامي". وردا على سؤال عن التسلح والتحضير للحرب والتفكير بالتقسيم اكد عون ان "التيار الوطني الحر" "لن يتسلح".

من جهة ثانية، اطلع عون أمس من وفد اتحاد النقابات السياحية في لبنان برئاسة بيار الاشقر على "الوضع المأسوي الذي وصل إليه القطاع من جراء حرب تموز والتفجيرات والاعتصامات التي تشكل العدو الاول للقطاع السياحي". والتقى وفد سفراء بلدان اميركا الجنوبية والكرايبي، وأوضحت باسمه سفيرة كولومبيا جورجينا ملاط ان "الزيارة تهدف الى متابعة الحوار الذي استهل في الخامس عشر من شباط من العام الفائت، وكذلك الى التعرف اكثر على تطورات الاحداث في لبنان من خلال معرفة وجهة نظر احد القادة الرئيسيين في الحياة السياسية في البلاد". واشارت الى ان البحث "عرض للملفات الداخلية".

 

الغرور وجنون العظمة

 أحمد الجارالله/السياسة
غرور القوة هو الذي يأخذ هذه الأيام بأفكار القيادة السياسية الإيرانية على شتى مراتبها. وهذا الغرور هو الذي يأتي في العادة لأنظمة الاستبداد الشمولية, فما بالنا بالنظام الإيراني الذي يبرر الاستبداد بالمعصومية الإلهية, وبالسلوك الإلهي? لكن غرور القوة يبقى غروراً, واستعراضاته دائماً جوفاء, ونتائجه دائماً وخيمة. وربما لهذا السبب قالوا في الشعر »لله در الغرور ما أعدله بدأ بصاحبه فقتله«. ومن هنا يبدأ التساؤل: كيف نفهم التحدي الإيراني للمجتمع الدولي, ورفض إيران الامتثال لقرارات وإنذارات مجلس الأمن الخاصة بالبرنامج النووي? وكيف نفهم ادعاء إيران بأن أعداءها في المنطقة قد أذعنوا لنفوذها, كما يقول المرشد خامنئي, وكيف نقتنع بأن الكلمة الأخيرة في الخليج أصبحت لإيران, وكيف نبتلع تهديدات أحمدي نجاد للقوى الكبرى بالفناء والشقاء إذا فكرت بمهاجمة الجمهورية الإسلامية?... إن كل هذه العضلات الإيرانية المفرودة تعني شيئاً واحداً وهو تجليات الغرور ومظاهره, والتي تساهم, مع الأسف الشديد, في خداع الشعب الإيراني المسكين ووضعه في صورة مغايرة تماماً, إذ إن إمكانات الدولة الإيرانية أقل بكثير مما تدعيه بدوافع غرور القوة, وخداع النفس.

المفروض الآن, وهذه من الأمنيات المثالية التي لا نتوقع حدوثها, أن تلتزم القيادة الإيرانية بمعايير القوة الحقيقية التي تمتلكها, وأن تتصالح مع المجتمع الدولي وتتوافق مع قوانينه, وأن لا تقف دائماً في وجه التيار بقصد استجداء الأهمية عن طريق المخالفة, أو استجلاب المخاطر عن طريق التحدي. نحن نعرف أن العقلاء في إيران لا صوت لهم هذه الأيام, وهؤلاء يعرفون, كما يعرف كل العالم حقيقة القوة الإيرانية, وحقيقة الديبلوماسية الإيرانية التي تعتمد الآن على التورية والتمويه وإبداء ما هو غير موجود من غرور القوة, فنحن الآن نعيش زمن التكنولوجيا العالية, وزمن الأقمار الصناعية الذي جعل السلوكيات كلها شفافة ومرئية, ومنع المتظاهرين بما ليس فيهم من قوة وسواها عناصر مكشوفة ومفضوحة, وقابلة للكسر.

إيران الآن تحت المجهر الدولي, ومهما أجرت من مناورات عسكرية, وادعت من امتلاك كل أنواع الذخائر والأسلحة والصواريخ, فإن ادعاءاتها لن تحسب بمقاييس الصدق لأن مثل هذه المسائل الخطيرة الآن قد أصبحت في متناول الأقمار الصناعية التي تراها وتحصيها, وتكشف من يدعي أنها فوق المتصور, وأكثر من التوقعات. يبقى أن إيران, من وراء استعراضات القوة, والتهديدات اللفظية, تريد استدراج الخطر للمنطقة, على غرار ما فعله صدام حسين ذات يوم أسود, وانتهى به الأمر, نتيجة أعماله, إلى الاختفاء في حفرة, والانتهاء جثة تتدلى على حبل مشنقة... العيش على التوتر لا يكفي لإعطاء النظام جرعات إضافية من الحياة, وإذا كان النظام الإيراني يبغي, محتاجاً, مثل هذه الجرعات فإن الأمر لن يدوم به طويلاً حتى يصطدم بالحقائق, ويكتشف مدى خوائه, ومدى خداعه لشعبه, ومدى اقترابه من لحظات النهاية. إن التوتر الذي تتعمده إيران في المنطقة سيثير الحساسيات الكثيرة, كما سيفتح عليها ملفات تاريخية كبرى ستجعلها جزءاً من ثقافة دخيلة لا علاقة للمذاهب الإسلامية بها.

وفي كل الأحوال فإن أحداً هنا في المنطقة لا يريد أن تتعرض إيران للضربات العسكرية, ولا حتى للعقوبات الدولية. أما قولها بأنها لا تخاف, وستواجه الضربات, وأنها ستنتصر في نهاية الأمر, فهو قول مدرج في سياق غرور القوة الذي ينتابها الآن, وبالتالي فإن اكتمال أهدافها في الميدان العسكري لن يتحقق, أي أنها لن تنتصر كما تدعي, ولن تكون صاحبة الكلمة العليا في المنطقة. بفضل الغرور الإيراني تحول الخليج إلى بحيرة مزدحمة بالأساطيل الحربية وبحاملات الطائرات, وهذه التحشيدات مجهزة بتكنولوجيا عالية تمكنها من الوصول إلى أهدافها وهي في الماء, فهل تستطيع إيران الصمود في هكذا ظرف عسكري صعب, وهل تستطيع بالتالي, واقعياً, أن تنتصر على أميركا كما تدعي وتقول? إيران تبيع هذه المواويل والقصائد الزجلية على شعبها المسكين, وتحاول أن تأخذه معها إلى المحرقة من خلال ضمه إلى قوافل غرور القوة التي لا ينتهي بها المطاف إلا عند حدود الموت, ورغم ذلك, ورغم معرفة قيادتها السياسية بالمقدار الصحيح للقوة التي لديها, فإن هذه القيادة لا تزال مأخوذة بجنون العظمة وقوة الغرور, برغم علمها بالقول المأثور »لله در الغرور ما أعدله بدأ بصاحبه فقتله«.

 

جناز بطريرك السريان الكاثوليك السابق حايك في سيدة النجاة-دير الشرفة

المطران عبد الاحد: بقي كالملاح الامين والقائد الصامد في بيروت

وطنية-24/2/20070( سياسة) اقيمت عند الثالثة بعد ظهر اليوم، في كنيسة اكليركية سيدة النجاة - دير الشرفة- درعون، رتبة جناز المثلث الرحمات بطريرك السريان الكاثوليك الانطاكي السابق مار اغناطيوس انطون الثاني حايك. وترأس الصلاة الجنائزية البطريرك مار اغناطيوس بطرس الثاني عبد الاحد للسريان الكاثوليك الانطاكي، عاونه فيه اساقفة طائفة السريان الكاثوليك المدبر البطريركي انطون بيلوني, المدبر البطريركي جوزف ملكي, مطران اميركا الشمالية جوزف يونان, مطران دمشق الياس طبي, مطران الحسكة ونصييت بهنان هندو, مطران حمص جورج كساب, مطران الموصل جرجس قس موسى, النائب البطريركي في القدس بطرس ملكي ولفيف من الاكليروس وكهنة الطائفة السريانية والكاثوليكية في لبنان والعراق وسوريا، وبمشاركة البطاركة الشرقيين وحضور السفير البابوي لويتجي غاتي, البطريرك الماروني الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير, كاثوليكوس الارمن الكاثوليك البطريرك فرنسيس بدروس التاسع عشر, بطريرك طائفة الروم الملكيين الكاثوليك غريغورس الثالث لحام بطريرك انطاكية واورشليم والاسكندرية يرافقه المطران ميشال ابرص من الدائرة البطريركية, المطران جورج صليبا راعي ابرشية جبل لبنان لطائفة السريان الارثوذكس ممثلا بطريرك السريان الارثوذكس زكا الاول عيواص, والمطارنة الموارنة رولان ابو جودة,غي نجيم، انطوان نبيل عنداري, سمير مظلوم, بشارة الراعي, شكر الله جرجس فرنسيس البيسري, جورج اسكندر, بولس مطر, يوسف بشارة, الارشمندريت الكسي مفرج, راعي ابرشية بيروت للروم الارثوذكس ممثلا المطران الياس عودة, القس سليم صهيون رئيس الطائفة الانجيلية في لبنان، الاب جورج باليكي ممثلا المطران يوسف كلاس راعي ابرشية بيروت لطائفة الروم الملكيين الكاثوليك, الاباتي الياس خليفة, رئيس الرهبانية اللبنانية المارونية, الارشمندريت ساروفيم قصير، رئيس عام الرهبانية الحلبية لطائفة الروم الكاثوليك, الرئيس العام لجمعية الاباء البولسيين الاب الياس آغيا.

وشارك ايضا ممثل رئيس الجمهورية العماد اميل لحود رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن, النائب عباس هاشم عن رئيس مجلس النواب نبيه بري, ومحافظ مدينة بيروت ناصيف قالوش عن رئيس الحكومة فؤاد السنيورة. بعد تلاوة فصل من الانجيل المقدس تلا السفير البابوي المونسنيور غاتجي رسالة التعزية لقداسة الباب بنديكوتس السادس عشر عبر امين اسر الدولة االفاتيكانية, جاء فيها:

"بعد ان بلغ نبأ وفاة صاحب الغبطة مار اغناطيوس انطون الثاني حايك, بطريرك السريان الكاثوليك الانطاكي السابق الاب الاقدس, كلف الكاردينال امين سر الدولة بتوجيه الرسالة الاتية: علم الاب الاقدس بأسى نبأ وفاة صاحب الغبطة مار اغناطيوس انطوان الثاني حايك, بطريرك السريان الكاثوليكي الانطاكي, السابق, واذ يبتهل البابا الى الاب السماوي كي يستقبل في ملكوته، ملكوت النور, هذا الخادم الكبير للكنيسة السريانية الكاثوليكية, ويرفع الشكر لله على الخدمة الطويلة والخصبة التي قام بها من خدم شعب الله بكل غيرة, اولا كمطران لحلب, ثم كبطريرك انطاكي مدى اكثر من ثلاثين سنة. واذ يعبر عن عمق قربه بالروح منكم ومن الكهنة ومن جميع مؤمني البطريركية, يوجه قداسته الى جميعكم, والى جميع الذين سيشاركون في رتبة صلوات الجنازة كعربون تعزية بركته الرسولية الخاصة والحارة.

البطريك عبد الأحد

وكانت كلمة للبطريرك عبد الاحد جاء فيها: "الرب الراعي فلا يعوزنيي شيء. تودع الكنيسة السريانية في خلال اسبوع حبرا ثانيا ولا كسائر الأحبار, نودع راعي الرعاة وأب الآباء ورئيس الرؤساء, في كنيسته السريانية سابقا. والراقد أمامنا بعد شيخوخة صالحة, وشيبة مثمرة, ألا وهو المثلث الرحمة مار إغناطيوس أنطوان الثاني حايك, بطريريك أنطاكيا والثالث والثلاثون بعد المئة وبعد الرسول مار بطرس مؤسس كرسي أنطاكيا.

فقيدنا الغالي وأبونا أنطوان, ولد في حلب يوم عيد الصليب في 14 أيلول 1910, وتيتم صغيرا فربته والدته شفيقة على محبة الله, زارعة في قلبه بذور الفضائل المسيحية, فكبر بالقامة والنعمة أمام الله والناس, وقدمته للرب في 14آذار 1922, فأرسله المطران جبرائيل تبوني الى دير الشرفة حيث ات دروسه التكميلية, وأكتسب الفضائل التي يحتج إليها كل كاهن, وهي فضلة التواضع والطاعة والعفة وفي عام 1926, أرسله المثلث الرحمة البطريريك رحماني الى روما لمتابعة دروسه الفلسفية واللاهوتية في جامعة إنتشار الإيمان بروبغلنا== وكان متقدما بالعلم والفضيلة ونال الجوائز الأولى في الإمتحانات وشهادة الدكتوراه بالفلسفة والبكالوريا في اللاهوت.

سيم كاهنا في روما في 10 حزيران 1933, واصل بعدها التخصص في العلوم الشرقية ونال شهادة دكتوراه بإطروحته بدرجة متفوق (علاقات الكنيسة السريانية بالكرسي الرسولي 1053-1550).

وعاد الى حلب سنة 1937 ليقوم بالخدمة الرعوية, وعرفته حلب كما عرفته في صغري راعيا متواضعا وخادما غيورا وحمر وديعا, وأنيطت به أعمال رسولية شاقة, فكان يخدم الأحياء الفقيرة في حلب, (وما أتذكره أحياء القبب والشرعسوس والجابرية والحارات الضيقة كالوكيلية, حيث كان مسكننا), فعرفناه ببشاشته وخفة روحه وصفاء نيته وتجرده, يدخل الفرح والعزاء الى قلب كل من يحتاج الى فرح وعزاء, وعرفته معلما في مدرستنا السريانية ومرشدا لأخوية العمال وواعظا يقرن القول بالعمل, مساعدا مخلصا لأسقفه في النيابة العامة مما لفت نظر الرؤساء, فانتخبه الكثير, وأصبح الراعي الذي يبحث عن رعيته ويفيدها بحنانه ولطفه وتواضعه, حتى بنكاته البريئة, فأحبه الكهنة والشعب, وابدوا له كل احترام.

إن اهتمامه بالكهنة ورعاية الشعب لم ينسه الإهتمام بالأوقاف والأيتام والمرضى والمحتاجين, وحاجة الشعب الى كنيسة بدل الكنيسة القديمة التي يصعب الوصول اليها, فسيد كاتدرائية على اسم سيد الإنتقال, أصبحت آية في الجمال الهندسي, كل هذه الأعمال أيضا حملت السينودس على انتخابه بالإجماع بطريركا على الكنيسة السريانية, خلفا للمثلث الرحمة البطريريك الكاردينال جبرائيل الأول تبوني في 10آذار 1968, وأصبح الاب أنطوان خادم الرعية المتواضع وأسقف حلب النشيط رئيسا وأبا ومدبرا في كنيستنا السريانية لأنطاكيا.

وأول ما قام به من أعمال في عز نشاطه وقوة صحته, زيارة كل أبرشياتنا في العراق وسوريا وتركيا ومصر وكندا والولايات المتحدة وفنزويلا وفرنسا, بالإضافة أبرشيته البطريركية في لبنان, ليقف على أوضاعها, وكما كان كاهنا متواضعا أصبح بطريركا وديعا متواضعا صامتا, وفي المحن صبورا على المعاكسات والإبتسامة لا تفارق شفتيه. كان يرشد الضائع ويشجع المجرب ويقوي الضعيف, عملا بقول السيد المسيح أنا أعرف رعيتي ورعيتي تعرفني, وقد حباه الله من قوة الذاكرة ما كان موضع تعجب الكثيرين. كان يتذكرهم ويتعرف على كل واحد منهم ولو غابوا عنه سنين طويلة, ويذكر كل واحد أن أباه فلان من العائلة الفلانية وبقي على ذلك حتى في شيخوخته المتقدمة.

 

فضيلته جعلته يجتاز محنا وآلاما كثيرة لا سيما الحرب الأهلية التي وقعت في لبنان منذ 1975, فكان قلبه يتفطر حزنا وهو يسمع ما يقاسيه أبناء البلد الواحد من آلام وعذابات ومن ضحايا كانت تسقط حول الكرسي البطريركي في بيروت, ورغم كل النصائح التي كانت تعطى له مغادرة الكرسي البطريركي والصعود الى دير الشرفة, ابى ذلك وبقي كالملاح الامين والقائد الصامد في الكرسي البطريركي في بيروت, وقاسم بعض عائلات الحي التي لتجأت اليه والتي افترشت معه ارض اقبية البطريركية يحتمون فيها تخوفا من القذائف التي كانت تنهمر عليهم من كل جهة.

وفي سنوات بطريركيته الثلاثين, انجز مشاريع عمرانية عديدة لا سيما بناء كاتدرائية سيدة البشارة, وترميم دير الشرفة ومدرسة مار بهنام, وحسن الاوقاف في طرابلس وبطحا وشيد بنايات ليصرف ريعها على الاكليريكية, والكرسي البطريركي والمشاريع الخيرية, منها بناية ستيلا ماريس في جونية.

وافتتح الرسالات في بلاد الانتشار في اميركا وكندا والسويد واستراليا ولندن وفنزويلا والاراضي المقدسة, حيث اسس الاكسرخوسيات بموافقة الكرسي الرسولي, ومعظم اساقفتنا اليوم سيموا بوضع يديه.

واستحصل على كنيسة قلب يسوع في استنبول التي زارها عدة مرات, ومن اهم مشاريعه كان مشروع مساكن مار افرام في حي السريان, حيث اوصى اساساته, وكما يقول المثل:"الفضل للمبتدي ولو احسن المقتدي"

ويقول صاحب المزمور:"ان حياة الانسان سبعون سنة وان طالت فثمانون مع القوة, ولكن الله زاد عليها اكثر بكثير". وعندما بلغ الثمانين من العمر شعر انه بحاجة الى الراحة, وبكل تواضع قدم استقالته في 10 حزيران 1998, حيث اخلد الى الراحة, ولكن لا راحة لمن يحب العطاء, وبعد ان خدم الكنيسة بالاعمال الرسولية والرعوية والادارية, تفرغ الى الكتابة, كما يقول صاحب المزامير:

" البار كالنخل يسمو ومثل ارز لبنان ينمو

من في بيت الرب يغرسون وفي ديار الهنا ينبتون

ما زالوا في المشيب يثمرون وفي الازدهار والنضارة يظلون. (مزمور19)

اجل ان حبرنا الجليل وهو في خلوته عند الراهبات الافراميات تفرغ للكتابة والتأليف, مدة تقاعده التسع, فأصدر كتب عدة في مختلف المواضيع التاريخية والليتورجية والصلوات الطقسية, وحتى آخر يوم من حياته ظل يواظب على العمل.

ايها الحبر الجليل انت تغادرنا اليوم الى بيت الآب, لا تنسى ابناءك السريان الذين احببتهم, واحبوك والراهبات الافراميات اللواتي اعتنين بك, تشفع لدى الآب السماوي, ان يحافظ عل هذه الكنيسة, كنيسة الآباء والاجداد لتبقى كما قال قداسة البابا يوحنا بولس الثاني:كنيسة اشعاع لتراث غني, نسأل الله ان يسيرنا على خطواتك فنخدم الكنسية كما خدمتها بمحبة وتواضع وتجرد, دون حساب.

اصحاب الغبطة والسيادة,

معالي الوزراء ممثلي السلطة المدنية

ايها الاخوة والاخوات جميعا, نشكركم على مشاركتكم ايانا في مرافقة ابينا وبطريركنا وراعي رعاتنا مار اغناطيوس انطون الثاني حايك الى مثواه الاخير, حفظكم الله بنعمته, وبشفاعة فقيدنا الغالي". وبعد الانتهاء من مراسم رتبة الجناز ووري جثمانه بجوار الآباء في مدافن الآباء في

دير الشرفة.

 

النائب أبو فاعور: ما يجري محاولة انقلاب شامل ورد على انتفاضة الاستقلال وثمة منحى لدى قيادات "حزب الله" وآخرين غير حاسم بالتمسك باتفاق الطائف

جاءت رسالة سورية واضحة الى قوى 8 آذار بأن لا موافقة بالمطلق على المحكمة وموقف التيار الوطني ما زال ملتبسا وتحتاج الأمور الى أكثر من تصريح إعلامي

وطنية - 24/2/2007 (سياسة) رأى عضو اللقاء الديموقراطي النائب وائل أبو فاعور في حديث الى اذاعة "صوت الشرق"، أن "السجال السياسي والخطابات الحامية وبعض التصريحات الجارحة التي استمعنا إليها من قوى الثامن من آذار أمس، غير مبررين، إلا بهدف نسف التقارب السعودي- الإيراني، حول القضية اللبنانية". وقال: "سلفا أقول أننا هزمنا، لأننا لا نستطيع أن نجاري البعض في الطرف الآخر بالشتائم التي يطلقها والتعابير التي يطلقها، والاتهامات التي يطلقها. لكن أعتقد أن هذا السجال خلفيته الوحيدة أن بعض قوى 8 آذار رغم التزامها النظري بالعلاقة أو التحالف مع إيران، فإن الهوى السوري يبقى غالبا لديها على الهوى الإيراني، وتريد بالتالي التنصل من الاتفاق السعودي- الإيراني وتعمد بهذه الطريقة الى تحمية السجالات الداخلية لإفشال أي محاولة للتفاهم على خلفية الحوارات السعودية- الإيرانية، التي تأتي لتدعم المبادرة الوحيدة التي لا يزال الجميع يتمسك بها، وهي مبادرة ألامين العام للجامعة العربية السيد عمرو موسى".

واكد النائب أبو فاعور على التزام إيراني في السير في موضوع المحكمة الدولية "وتم إبلاغ السعودية من قبل لاريجاني، بأن إيران توافق على السير بالمحكمة الدولية وفق القانون الحالي لهذه المحكمة، وهو ما أثار حفيظة وغضب النظام السوري، الذي يحاول تعطيل هذه المحكمة من لبنان. وهو يبلغ إيران موافقة نظرية ظاهرية، ولكن في الوقت نفسه يعمل على تخريب هذا الموضوع من الداخل اللبناني".

وشدد على "أن الاعتبارات الإيرانية مختلفة عن الاعتبارات السورية وإيران بموقف حكيم تخشى من الصدام السني- الشيعي في المنطقة، وهي لا تريد أن تستثير غضب الدول العربية في وقت هي في صراع مع الولايات المتحدة الأميركية ومع المجتمع الدولي، وهي لا تريد أن تدفع الدول العربية الى موقف سياسي يغطي أي عدوان أو إجراء أميركي عليها، على مستوى العقوبات أو مستوى آخر". وقال: "الاعتبار السوري مختلف، النظام السوري لديه اعتبار واحد وهو المحكمة الدولية، وتخريب لبنان، والنظام السوري كان أكثر من واضح في مجزرة وجريمة "عين علق"، عرقلة المحكمة أو "عرقنة" لبنان. هذا هو الخيار الذي يطرحه النظام السوري على اللبنانيين، وبالتالي "حزب الله" موقفه شديد الحرج، إذا ما حاول تعطيل المسار السعودي- الإيراني. لذلك يتبرع أطراف آخرون في قوى 8 آذار لتعطيل هذه التسوية أو التفاهم الأولي".

وعما إذا كان يقصد بذلك الرئيس نبيه بري، أجاب النائب أبو فاعور: لا نريد أن نتهم مباشرة الرئيس نبيه بري، ونحن لا نستطيع النظر الى مواقفه باجتزاء انطلاقا من مواقفه الأخيرة، على الرغم أن تهديد الرئيس بري بالعصيان المدني، أو قوله بأن هناك عصيانا مدنيا هو موقف لا يليق برئيس المجلس، ولا يليق بمحاولاته السابقة لأجل رأب الصدع بين اللبنانيين، ولا نريد أن ننظر الى موقف الرئيس بري فقط بمحدودية، ونحن ننظر إليه بشكل كامل في المرحلة السابقة، وهو أظهر بأكثر من محطة حرصا على عدم تفاقم الأوضاع، وحرصا على إيجاد مخارج. لكن أيضا نوايا الرئيس بري تصطدم باستحالات كبرى سواء باستحالات على مستوى المحيط الخاص، لبنانيا، أو على مستوى المحيط العام إقليميا، وهذه الاستحالات تدفع الرئيس بري الى موقف أقل حماسا للعب دور الوسيط، وأكثر استعدادا للعب دور الفريق الكامل في الثامن من آذار، وهذا الدور لا يتفق مع رؤية اللبنانيين أو رهانهم الذي كان قائما على الرئيس بري".

وأضاف النائب أبو فاعور: "في موقف الرئيس بري هناك مسألة تدعو الى التساؤل، لا أقول تدعو الى الشبهة، لكن أقول تدعو الى التساؤل، أولا كل النقاشات التي حصلت بين مندوب النائب سعد الحريري الدكتور غطاس خوري والنائب علي حسن خليل، تم فيها طرح صيغة أولية عبر جلستين أو ثلاث جلسات في حضور الأستاذ محمد السماك، والصيغة الوحيدة التي جري تقديمها من قبل مندوب الرئيس بري في الاجتماع الثاني، هي الموافقة على إعلان نوايا من جهة تشكيل لجنة لنقاش المحكمة الدولية مقابل موافقة قوى 14 آذار، على تشكيل حكومة على صيغة 19/11. وهذه صيغة من الاستحالة الموافقة عليها، أولاً صيغة 19/11 غير واردة، ثانيا الموافقة على مجرد نقاش المحكمة كأنه مكسب ريادي يراد إعطاؤه لقوى 14 آذار. هذا أمر غريب، بعد الإجماع الذي تحقق للمحكمة الدولية في اجتماعات طاولة الحوار الوطني".

وتابع: "ثم توقفت هذه النقاشات عشية 14 شباط وفجأة هبطت غيبيا فكرة أن هناك مبادرة للرئيس بري يجب التعامل معها إيجابيا. هذا أمر يدعو الى الشك الكبير، من أن ثمة محاولة لحرق التفاهم السعودي- الإيراني بالقول أن هناك مبادرة جديدة في لبنان، وقوى 14 آذار لا تريد التعامل معها.

كما أنه يجدد أن ثمة محاولة للقول أن قوى 8 آذار، أبدت مرونة وإيجابية وهي لم تلاق بإيجابية مقابلة، لتبرير أي تصعيد قادم تجاه إيران. وهذا يسير في الركب السوري وليس الإيراني، وهذا يحتاج الى توضيح".

وقال: "أن نظام بشار الأسد يرسل تعليمات الى قوى 8 آذار، لعدم الموافقة على المحكمة الدولية، وهو ما حصل منذ عشرة أيام، عندما جاءت رسالة سورية واضحة الى قوى 8 آذار بأن لا موافقة بالمطلق على المحكمة الدولية وعدم السير بها مطلقا، وتم إبلاغ قوى 14 آذار الموقف هذا بطريقة غير مباشرة أن المحكمة تأتي بعد انتهاء التحقيق، وبأن سوريا لا توافق على حكومة الاتحاد الوطني إلا وفق صيغة 19/11، أي يعني إسقاط الحكومة وإسقاط كل السلطات الدستورية في البلد".

واعتبر أن "موقف التيار الوطني الحر ما زال ملتبسا في شأن المحكمة الدولية، ولا يمكن البناء عليه وتحتاج الأمور الى أكثر من تصريح إعلامي بالموافقة على مشروع المحكمة، وهناك خطوات ملموسة يستطيع تكتل الإصلاح والتغيير المضي بها، والحد الأدنى في التوقيع على العريضة النيابية التي تطالب رئيس المجلس بوضع هذا الموضوع على جدول أعمال جلسة نيابية".

واضاف: "إذا كان هناك لدى حزب الله هواجس معنية من المحكمة الدولية، فيجب أن تناقش بين اللبنانيين"، متسائلا "لماذا لم تطرح على طاولة الحوار؟، وقوى 14 آذار منفتحة على النقاش"، معتبرا أن "الهواجس غير مبررة، لأن المحكمة معنية بقضايا محددة وفترة زمنية محددة، وإثارة الهواجس عن تعرض كادرات للحزب للمضايقة فهذه الهواجس غير مبررة، لأنها محط رفض قوى 14 آذار وكل القوى اللبنانية من سعد الحريري الى وليد جنبلاط الى كل قوى 14 آذار التي لا تقبل أن تكون المحكمة مدخلا لأي استهداف لأي طرف في لبنان، خصوصا إذا كان طرف المقاومة على خلفية مقاومة الاحتلال. وإذا كانت هذه الهواجس قائمة فقوى 14 آذار مستعدة لمناقشتها وكذلك الحكومة اللبنانية. ووجهة أصابع الاتهام معروفة وهي موجهة الى النظام السوري وحده".

وأكد النائب ابو فاعور "أن النظام السوري قد يدفع بالمحكمة الدولية، في اتجاه إقرارها تحت الفصل السابع لاعتقاده أن هذا الإقرار تحت الفصل السابع، سيحولها الى مشكلة لبنانية- لبنانية وليست مشكلة لبنانية مع النظام السوري، وتشعر معه القوى المحلية أنها مستهدفة وفي حين يتفرج النظام السوري على الخلاف اللبناني- اللبناني. ويجب أن ينتبه جيدا حزب الله الى الدفع هذا للمحكمة باتجاه الفصل السابع"، محذرا من جهة ثانية أن "ثمة منحى لدى قيادات في حزب الله وقوى أخرى تؤشر الى منحى غير إيجابي وغير حاسم بالتمسك باتفاق الطائف باعتباره ينتمي الى زمن آخر، وضرورة العودة الى المثالية. وهذه أمور غير مطمئنة والمنحى الانقلابي يؤشر الى الخروج عن الصيغة اللبنانية بالكامل، أبعد من موضوع المحكمة والحكومة 19/11 وما يجري اليوم هو محاولة انقلاب شامل، ورد على انتفاضة الاستقلال وأحد استهدافاتها إعادة النظر بصيغة اتفاق الطائف".

 

الوزير العريضي:لا مبادرة سعودية-ايرانية بل اتصالات وثمة رغبة مشتركة في مواجهة خطر الفتنة المذهبية

لا حل لمشاكل اللبنانيين الا بالحوار مهما بلغ التشنج كل التسويات لا توازي شيئا من القلق والتضحيات

وطنية - 24/2/2007 (سياسة) رأى وزير الاعلام الاستاذ غازي العريضي في حديث إلى "التلفزيون الجديد" أن "لا مبادرة سعودية - ايرانية بمعنى المبادرة بل اتصالات, وقد استمع الطرفان الى آراء ومطالب الافرقاء المختلفة في لبنان، وتم تكوين تصور, اذا صح التعبير, بمطالب الفريقين, والان الاتصالات على ما يبدو متوقفة وثمة رغبة ايرانية واضحة بالتعاون مع المملكة العربية السعودية لمواجهة خطر كبير نأمل ان لا يصبح واقعا, وهو خطر الفتنة المذهبية, والمملكة حريصة على هذا الامر ومن هنا بدأت الاتصالات ونحن نأمل بأن تثمر نتائج ايجابية. حتى الان ليس ثمة جديدا في هذا الموضوع, وفي كل الحالات المسؤولية الاساسية تقع علينا نحن في لبنان".

سئل الوزير العريضي: هل تعتبر ان زيارة الرئيس الحص تأتي في الاطار نفسه او في اطار مختلف؟

اجاب:"اعتقد ان كل ما جرى في هذه الزيارة اعلن عنها الرئيس الحص, وبالتالي ليس ثمة اسرارا او تكهنات او تفسيرات مختلفة لهذا الموضوع. ثمة أمور لبنانية-لبنانية وثمة مشاكل اقليمية تنعكس على لبنان بطبيعة الحال, والرئيس الحص حاول ان يفتح بابا في هذا الاتجاه لكن القضايا اكبر من امكاناتنا ومحاولاتنا".

سئل: ايران والسعودية تطرحان مطالب. الم يكن من الاسهل ان يجتمع الافرقاء اللبنانيون ويقرروا ويتحاوروا؟

اجاب:" هذا ما كنا نقوله دائما ولا نزال نكرره. كنا نقول لماذا نذهب الى هنا وهناك فلنأت الى طاولة الحوار والاطراف الاخرى يمكن ان تساعد. ثمة اطراف لا تريد ان تساعد وثمة اطراف تساعد, وانا استطيع التأكيد ان الملكة العربية السعودية لم تتدخل في شؤوننا الداخلية, والسعوديون عندما شعروا في مرحلة معينة ان الامور قد تتخذ منحى معينا قالوا نحن لا نتدخل في هذا الامر لاننا لسنا فريقا ولسنا طرفا. نحن منفتحون على جميع القوى السياسية وهذا ما ترجم بزيارة وفد من حزب الله الى المملكة العربية السعودية والانفتاح على العلاقات مع ايران وبحث المسألة اللبنانية واستقبال الرئيس الحص واستقبال قوى سياسية مختلفة, كما ان السفير السعودي في بيروت يستمع الى اراء الجميع لاسيما حزب الله وحركة امل والاكثرية ورئيس الحكومة والحزب الاشتراكي والنائب سعد الحريري, لكن السعوديين لا يفرضون حلا ولا يتدخلون في شأن داخلي، ولو عادت الاطراف اللبنانية الى طاولة الحوار والتقت في ما بينها واتفقت على هذه المسائل لكنا بغنى عن كل هذه الاشياء, سواء من الذين يريدون التدخل لمصالحهم بالدرجة الاولى, او الذين يريدون المساعدة ولديهم ما يكفي من المشاكل لكنهم يندفعون لمساعدة لبنان".

سئل: ما هو العائق الفعلي للعودة الى الحوار؟

اجاب:" نحن حاضرون الآن للعودة الى طاولة الحوار، ثنائي ورباعي وخماسي، والافضل ان يجتمع كل اللبنانيين مع بعضهم البعض، واذا كانت بعض اللقاءات الثنائية تمهد لهذا اللقاء فهذا جيد, لكن لا حل لمشاكل اللبنانيين الا بالحوار, مهما كان الغضب من هنا او من هناك والفعل او رد الفعل من هنا او من هناك، والتشنج والتحدي والاتهام. لقد عشنا تجربة حروب على مدى خمسة عشر عاما والنتيجةاننا ذهبنا الى طاولة وتحاورنا لوقت طويل وخرجنا بتسوية, والتسوية على اهميتها والتزامنا بها, اي اتفاق الطائف, اصبحت دستور البلاد وتسوية بين اللبنانيين, ورغم كل ما شاب هذه التسوية من ملاحظات سواء في النص او في الممارسة والتطبيق فهي على اهميتها لا توازي شيئا من التضحيات التي قدمها اللبنانيون, فهل ننتظر مرة جديدة قلقا وتضحيات وخسائر كبيرة بشرية ومادية لنعود الى تسوية ثم نقول لا توازي شيئا من هذه التضحيات, وانا من الان اقول واكرر دائما القول:اي تسوية ستأتي لا تساوي شيئا من القلق الذي يعيشه اللبنانيون اليوم، ولا اتحدث عن خسائر وآمل ان لا تقع خسائر اضافية, فلماذا لا نختصر الوقت ولماذا لا نختصر المسافات بين بعضنا البعض ونأتي الى طاولة الحوار ونناقش كل القضايا بروح مسؤولة بعيدة عن التحدي والتشنج, خصوصا عندما اسمع كثيرين من كل الاطراف يقولون ان لهذا البلد خصوصية ومحكوم بتسوية. فلماذا نحن مقتنعون بهذا المبدأ ونتصرف عكسه؟ فلنعترف بكل شجاعة وربما الاعتراف لا يرضي كل طموحاتنا وكل قناعاتنا, وربما نراه لا يساوي ايضا تضحياتنا, وربما نراه لا يساوي قوتنا الفعلية على الارض، من هذا الفريق او ذاك, لكن ما دمنا مقتنعين بان في لبنان خصوصية معينة ولا يمكن الخروج بأي تسوية تتجاوز هذه الخصوصية فلنقل جميعا هذا بلدنا وهذه تركيبته ولا يستطيع احد ان ينتصر على الاخر في البلد نظرا لتركيبته الطائفية التي هي ايضا فيها تنوع وبالتالي جزء من ميزة لبنان في هذه المنطقة, فلماذا نكسر هذه المعادلة ونذهب الى تكسير بعضنا البعض وتكسير البلد. فلنحاول ايجاد الصيغة الفضلى للتعاون بين بعضنا".

سئل: هل هناك كلمة سر للعودة عمليا الى الحوار؟

اجاب:" هناك مشكلة اساسية لم تعد سرا: المحكمة الدولية. فالمحكمة الدولية معروف عمليا الموقف السوري منها بمعنى انه لا يحبذ انشاء المحكمة الدولية, وقد قالوا ذلك رسميا الى الامم المتحدة بانهم غير معنيين رسميا, وفي بيان رسمي، ثم ابلغوا اكثر من مرة انه لا يمكن الموافقة على المحكمة الا بعد انتهاء التحقيق، وهذا الكلام والموقف صدرا, وفي لبنان الكثيرون هددوا, وهنا اتوقف عند مسألة, الكثيرون يقولون انهم لم يسمعوا ملاحظاتنا ولم يقبلوا مناقشاتنا, وانا ضد هذه الفكرة لسبب بسيط جدا، اولا كل ما كان يجري على مستوى متابعة تشكيل المحكمة كان معلنا ويناقش في مجلس الوزراء واحيانا كان يبلغنا وزير العدل قبل ان يستقيل زملاؤنا من الحكومة, والمعلومات الاولية عن هذا الموضوع نشرت في الصحف، وحتى في ذلك الوقت وقبل الوصول الى نص المشروع النهائي سمعنا هجوما عنيفا على مبدأ المحكمة ومنهم من هدد باستشهاديين ومنهم من هدد بمشاكل ومنهم من تساءل لماذا مبدأ المحكمة والاستعجال على المحكمة وما هي كلفة المحكمة وليدفع ال الحريري تكاليف المحكمة, وتم التعاطي بنوع من الخفة مع هذا الموضوع مما اثار الكثير من الاستفزاز لدى مشاعر فريق من اللبنانيين شئنا ام ابينا، هذا واقع البلد وبالتالي قبل الوصول الى المشروع وعندما وصلنا الى مسودة المشروع والمسودة والمشروع ليسا سرا, كان المشروع بين ايدينا جميعا وانا قلت اكثر من مرة في ذلك الوقت واليوم الكلام لا ينفع, ولكن كنت اتمنى فعلا لو ان زملاءنا جاءوا الى الجلسة وناقشوا بالعمق كل الملاحظات على المشروع الذي كان بين ايدينا ولو استوجب النقاش اياما, ولو شعروا في تلك الفترة ان ثمة مشروعا لتهريب هذه المسودة او لفرض قرار او توجه وكنت لاحترم رأيهم لو انهم قالوا لا وسنخرج او سنتصرف بهذه الطريقة او تلك, لكن للاسف اتخذوا الموقف قبل ان يأتوا الى طاولة النقاش, وانا كنت افضل انطلاقا من قناعتنا بالحوار ان نأتي جميعا ونناقش ربما لايام, ولكن نناقش هذا المشروع وانا من الذين طرحوا الكثير من الاسئلة على القضاة عندما جاؤوا الى مجلس الوزراء وسألت عدة اسئلة لانني لا افهم بهذا المجال".

سئل: المحكمة ليست للتحقيق وعملها يقتصر على محاكمة من يظهره التحقيق متهما؟

اجاب:" طبيعي المحكمة ليست للتحقيق والمحكمة لها نظام خاص وقد اخذ بعين الاعتبار القانون اللبناني, ونحن لم نكن يوما منغلقين على امكانية مناقشة اي ملاحظة حتى هذه اللحظة ايضا, لكن حتى سوريا التي ترفض مبدأ المحكمة ارسلت بعض الملاحظات لرئيس الوزراء التركي, ورئيس الجمهورية وبالرغم من كل الخلاف السياسي القائم بيننا وبينه ارسل 32 ملاحظة لمجلس الوزراء على مسودة المشروع, فلماذا لا تعلنون ملاحظاتكم ولماذا لا تأتون الى الطاولة لمناقشة الملاحظات؟".

سئل: المعارضة تقول الان انها ستصعد ويمكن ان يصل الامر الى العصيان المدني,الى اين نحن ذاهبون؟

اجاب:" نحن في مشكلة يجب ان نعرف كيف نتعامل معها, فنتائج العصيان المدني سلبية على الاكثرية والحكومة فقط ام على جميع اللبنانيين؟ العصيان المدني وعدم دفع الضرائب سيؤدي الى نتائج سلبية فقط على فريق معين من اللبنانيين؟ فاذا زادت الان فاتورة الكهرباء من سيدفع هذه الفاتورة ودين الكهرباء معروف وكلفتها معروفة؟ هل سيدفعها فريق من اللبنانيين أم جميع اللبنانيين؟.ان التفكير بخطوات من هذا النوع ومن اي فريق من الفرقاء, وانا لا اتحدث عن فريق معين ولنفترض هنا ان المعارضة استلمت السلطة الا يستطيع الفريق الاخر ان يدعو الى عصيان او الى اعتصام؟ فالشلل الحاصل في قلب بيروت اليوم تأثيره السلبي على من؟ على الاكثرية وحدها وعلى الموظفين الذين يؤيدون سياسة الاكثرية,ام على كل الموظفين وكل العاملين وكل اصحاب المؤسسات وكل المتعاملين معها وكل المستفدين منها؟ فكل فريق يستطيع ان يتخذ خطوات من هذا النوع والمهم ان ندرس اي خطوة نتخذها وما هي نتائجها وهل نتائج هذه الخطوة سلبية على فريق دون فريق اخر، فالسلبية على البلد كله وقد ذهب امس اصحاب المؤسسات السياحية الى العماد ميشال عون وهم يذهبون الى الجميع وقالوا هذا الاعتصام في قلب بيروت بات يشكل مظهرا سلبيا او انعكاسا سلبيا ليس على بيروت فحسب بل على كل لبنان من الناحية المالية والاقتصادية. لقد ادى الى اقفال المؤسسات والبطالة والحاق الضرر بمجموعات كبيرة من الناس وانا لا اتحدث عن المطاعم فقط، فالمحامون لا يأتون الى مكاتبهم والعاملون في هذه المكاتب لا يصلون فهل يمكن ان يكون مشروع المعارضة الشلل؟. المعارضة هي لمعالجة الخلل وليس لتكريس شلل او لافتعال شلل, فاي معارضة في العالم تطرح برنامجا لمعالجة المشكلة, وهذا ليس هو البرنامج برأيي, لذلك أقول كل هذه المسائل يمكن الانتهاء منها بالعودة الى طاولة الحوار ومناقشة كل القضايا".

سئل: في وقت كانت الاتصالات الايرانية السعودية جارية رأينا خطابات متشنجة من قوى 14آذار .

اجاب:"اتمنى دائما ان تكون القراءة لاي مشهد, قراءة واقعية وموضوعية. صدرت خطابات حادة بمناسبة 14 شباط وهذا صحيح, وقبلها وبعدها صدرت خطابات حادة واتهامات وكلمات وبيانات تستمر في اتهامات التخوين والتشكيك بالطرف الاخر. كذلك اقول استخدمنا كل شيء جميعا كاطراف: كل الاساليب وكل الوسائل وكل المصطلحات وكل الكلمات في الخطاب السياسي, وربما شخص او اثنان او ثلاثة على أبعد حد أو أقصى تقدير للاسف في لبنان لم ينزلقوا الى مستوى معين في الخطاب السياسي, لكن الاطراف المتصارعة استخدمت كل شيء بحدة والنتيجة تسوية, ولا بد من البحث عن تسوية, فدعونا نوقف الشحن والحدة في الخطاب ولنوقف التشنج ولنأت فعلا بهذه القناعة الى طاولة الحوار ونناقش كل هذه المسائل وعلى رأسها مسألة المحكمة الدولية التي هي قرار لبناني اتخذ في مجلس وزاري لبناني قبل ان يستقيل احد ثم سرنا بها جميعا, والجميع يريد المحكمة فلماذا لا نبحث في شأن هذه المحكمة ما دام الفريق المتمسك بها يبدي استعدادا لمناقشتها والفريق الاخر يقول انا اريد المحكمة. والقضايا الثانية فلنتفاهم عليها كلها، فنحن ابناء وطن واحد، وشعب واحد ونحن اصحاب قضية واحدة لا يجوز ان نترك الامور بهذا الشكل".

سئل: ما الخطوات المقبلة ولا سيما أن الرئيس امين الجميل قال ان مجلس الامن يتوجه لاقرار المحكمة الدولية تحت الفصل السابع؟

اجاب: "نتمنى الا نصل الى هنا وان تقر المحكمة الدولية في لبنان وبوفاق بين اللبنانيين لان اقرار هذه المحكمة في لبنان بين بعضنا البعض وبتفاهم تام لا يعالج فقط مسألة تمرير مشروع المحكمة انما يطفىء النار التي يريد اشعالها هذا او ذاك على المستوى المذهبي. عدم اقرار المحكمة في لبنان سيولد مشاعر سلبية لدى فئة كبيرة من اللبنانيين، وللاسف، شئنا أم أبينا، هذا البلد المفروز طائفيا ومذهبيا والذي تكرست فيه الطائفية وبشكل اخطر المذهبية في الفترة الاخيرة، يتأثر بكل هذه العوامل، لذلك إن الدخول من باب المحكمة واقرارها يضع حدا لهذه الاحتمالات من جهة وندخل في روحية واحدة الى مناقشة القضايا الاخرى".

سئل: هل سيعود السيد عمرو موسى قريبا الى لبنان؟

اجاب: "هذا الامر يعود له. كان من المتوقع ان يأتي، ولاحظنا جميعا الحملة التي استهدفت دور الامين العام لجامعة الدول العربية ثم الشروط شبه التعجيزية التي اعطيت عن سابق تصور وتصميم لموفده الى بيروت، لذلك قرر ان ينكفىء ويتابع الاتصالات، والقنوات مفتوحة مع عدد كبير من المسؤولين اللبنانيين، ولكن متى يأتي وكيف وعلى أي اساس ليس لدي معلومات".

سئل: هل هناك مشروع او دعوة لهدنة اعلامية كنوع من التهدئة بين جميع الاطراف ووسائل الاعلام على الاقل؟

اجاب: "أنا واقعي وبكل نداءاتي واتصالاتي التي لم تنقطع مع كل وسائل الاعلام، كنت أحاول أحيانا التدخل للفت النظر إلى ان هذا الموضوع قد يثير المشاعر فأتصل ولكن الواقع أكبر منا جميعا، وهذا الأمر يؤلمني. اتمنى النجاح بعملي واتمنى ترجمة قناعاتي، وهذه هي قناعاتي ولكن الآن القوى السياسية التي تملك هذه الوسائل الاعلامية هي عنوان الانقسام في البلد، وهي استخدمت كل شيء من ضمنها الاعلام وسيلة اعلامية تهاجم من هنا واخرى تهاجم من هناك وحتى نشرات الاخبار ومقدماتها. انا اتحدث عن الحد الادنى من المهنية والموضوعية في العمل، فأحيانا بعض نشرات الاخبار فيها الكثير من الضخ والتهجم. فليتركوا الشخصية السياسية تعبر عن رأيها وليس ثمة احد مقصر في التعبير عن رأيه. بهذا الجانب المهني للاسف لم ننجح نظرا إلى الانقسام الحاد في البلد، والاعلام هو احد اهم الاسلحة التي تستخدم. دعوتي دائما مفتوحة وموجهة بهذا الشكل، وعلى الاقل اقول مهنيا، نحن كإعلاميين مهنيين علينا ان نحفظ هذا الجانب في عملنا وللاسف الامور ليست بهذا الشكل".

 

بيان توضيحي لتيار المستقبل حول لقاء مصالحة بعلبك

وطنية -24/2/2007 (سياسة)صدر عن تيار المستقبل التوضيح الاتي: " نشرت جريدة الاخبار في عددها الصادر اليوم السبت تاريخ 24/2/2007 وفي الصفحة الخامسة خبرا تحت عنوان لقاء مصالحة في بعلبك ورد فيه ان "حزب الله" و"تيار المستقبل" نجحا في بلورة مشهد عقد لقاء المصالحة بالتعاون مع نواب المنطقة ولا سيما النائب اسماعيل سكرية الذي عمل على اكثر من خط لإنجاحه.

يهم تيار المستقبل ان يوضح ما يلي: انه ليس لتيار المستقبل اي علاقة لا من قريب ولا من بعيد بتنظيم اللقاء المذكور ولا ببلورة مشهد اللقاء لانه لم يدع التيار في الاساس للمشاركة في اللقاء ولم يتم الاتصال به من قبل منتدى افاق الحوار وهو الجهة المنظمة للقاء المذكور وحبذا لو علمنا ما هي الخطوط التي عمل عليها النائب سكرية الذي لم يبادر للاتصال بتيار المستقبل وهو الطرف المعني بشكل مباشر حسبما ورد في الخبر المذكور .

ان اللقاء الذي حصل تحت عناوين ثلاثة دعم لبنان العربي المقاوم، نصرة الاقصى، والتاكيد على الوحدة الوطني،ة لم تتضمن الدعوة اليه اي عبارة او توجه نحو المصالحة حتى الاطراف والبلدات المعنية بالمصالحة، والبلدات المعنية: وهي اللبوة، عرسال، الفاكهة والبزالية لم تدع اليه ولم تشارك فيه ولذلك وحرصا من تيار المستقبل على الدقة والموضوعية وتاكيدا على الوحدة الوطنية ودعم جميع اللقاءات الهادفة للحفاظ على السلم الاهلي والتي يشكل "تيار المستقبل" احد اهم وابرز دعائمها في لبنان يلفت الى ان الخلاف الذي حصل مع اهالي عرسال كان بسبب الاعتداء الاثم الذي تعرض له عدد من اهالي البلدة اثاء عودتهم من المشاركة في الذكرى الثانية لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري واصيب من جرائه العديد منهم بجروح بليغة وتم تحطيم سياراتهم وكان الاجدى من قبل منظمي هذا اللقاء العمل على اشراك جميع المعنيين بهذا اللقاء لاجراء مصالحة حقيقية بين جميع ابناء المنطقة ترتكز على منع تكرار قطع الطرق والتعدي على المواطنين وتجاوز اثار وسلبيات الخلافات الحاصلة بدل التغاضي عن المسببات الاساسية لهذا الخلاف وتغييب الاطراف المعنية عنه.

ويهم "تيار المستقبل" التاكيد على انه يعمل بتوجيهات رئيسه النائب سعد الحريري جسما واحدا ومنهجا واحدا في سبيل تكريس السلم الاهلي والوحدة الوطنية بين جميع أبنائه ونبذ كل اشكال التقاتل والخلافات استكمالا لنهج الرئيس الشهيد رفيق الحريري .