المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم الثلاثاء 28/2/2006

ليكون فيهم حبُّك لي، وأكون أنا فيهم

 

نجاد يسعى في الكويت لطمأنة العرب ويؤكد على استقرار الخليج 

الكويت - وكالات : 28/2/2006 

في زيارة غير اعتيادية تهدف لطمأنة دول الخليج حيال مشاريع إيران النووية ، حل الرئيس محمود أحمدي نجاد فى الكويت مؤكدا على استقرار المنطقة . وقال الرئيس نجاد في المؤتمر الصحافي الذي عقده عقب المباحثات التي أجراها مع أمير الكويت الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح اعتقد ان الجمهورية الاسلامية الايرانية من اكثر البلدان حرصا على تحقيق هذا الهدف ونحن نريد الاستقرار والسلام في المنطقة والعالم برمته على اساس العدالة. واضاف الرئيس نجاد قائلا -نريد التواصل مع اشقائنا في المنطقة بلا عوائق سيما ان البلد الشقيق والصديق دولة الكويت تعمل في نفس الوقت على تحقيق هذا الهدف مستذكرا ما تعرضت له طهران والكويت في وقت سابق من ظلم واضطهاد من النظام العراقي البائد. وبسؤاله عما اذا كانت المباحثات الكويتية  الايرانية قد تطرقت الى الانتهاء من ترسيم الحدود البحرية المشتركة بين الكويت والعراق وايران (الجرف القاري) قال لا يوجد بيننا وبين الاشقاء في الكويت اي مشكلة لا يمكن حلها..ومثل هذه الامور بحاجة الى دراسة فنية وتدقيق مؤكدا ان العلاقات التي تربط ايران بالكويت هي علاقات اخويه تسير نحو التطور اكثر فأكثر ولا يوجد ما يعيق تطويرها. واضاف ان تاريخ العلاقات بين البلدين والتجارب التي مرت بها المنطقة اثبت ان الجمهورية الاسلامية الايرانية هي جارة جيده للغاية بالنسبة للدول المجاورة لها..

وان القدرات التي تمتلكها هي لصالح السلام والاستقرار لدول المنطقة. وفيما يخص تخصيب اليورانيوم في الجمهورية الاسلامية الايرانية قال نجاد اننا نريد مثل هذه التقنية للاستفادة منها في الاغراض السلمية. وحول الاوضاع في العراق عبر الرئيس نجاد عن اسفه لما آلت اليه الامور في العراق مشيرا الى دعم ايران للمسار السياسي العراقي لتشكيل حكومة منبثقة من الشعب. كما دعا الى استقلال وامن ووحدة العراق وتقدمه مؤكدا ان لتدهور الامني في العراق يؤثر على المنطقة برمتها كما ان الشعب العراقي يتحمل ايضا هذه المعاناة المؤلمة. وقال انه من هذا المنطلق فاننا ندعم المبادرات التي تعزز الامن في العراق.. ونعتقد بان انتهاء الاحتلال الاجنبي في العراق سيحل الكثير من المشاكل. وبسؤاله عن المطالبة باخلاء منطقة الشرق الاوسط من اسلحة الدمار الشامل بما فيها ايران اوضح ان ايران تطالب بان تكون منطقة الشرق الاوسط خالية من اسلحة الدمار الشامل..بل يجب ان يكون العالم كله منزوعا من اسلحة الدمار الشامل.

ومضى قائلا ان ايران قد طرحت مشروعا في الامم المتحدة من اجل ذلك..وسنتابع هذا المقترح كما نعتقد بأن الاسلحة التي تمتلكها هذه القوى الدولية والمحتلين في المنطقة تهديد للامن كله. واشاد نجاد بالتقارب في وجهات النظر الذي ساد المباحثات الايرانية الكويتية الاثنين لاسيما في ما يتعلق بتأكيد امن واستقرار منطقتي الخليج والشرق الاوسط. وقال نجاد ان المباحثات تناولت العديد من الموضوعات التي تهم الجانبين في المجالات السياسية والامنية والاقتصادية. وذكر أن كلا البلدين يؤكدان احترام سيادة واستقلال العراق ويدعمان حقوق الشعب الفلسطيني كما انهما حريصان على التنسيق بين حكومات وشعوب منطقة الخليج لتكون منطقة مودة وأخوة وتفاهم. وأوضح أن المباحثات شددت على ضرورة تفعيل دور اللجنة المشتركة الايرانية  الكويتية التي يرأسها وزيرا خارجية البلدين وتكثيف المشاورات بينهما على المستوى السياسي. كما أثنى على العلاقات الايرانية  الكويتية واصفا اياها بانها علاقات مميزة وتاريخية ضاربة الجذور وهي علاقات دائمة التطور. كما أكد الرئيس الايراني ضرورة تعزيز العلاقات بين البلدين في المجالات كافة لاسيما تفعيل التعاون بينهما في قضايا الغاز والماء والنفط اضافة الى التعاون بما يخدم الامن في الخليج وتهيئة البيئة التي تساعد على التفاهم بصورة أكبر.

 

مباحثات مثمرة لمبارك مع زعماء الخليج وسط اهتمام إعلامي واسع بنتائج جولته 

الرياض / الدوحة/ الكويت -  + وكالات : 28/2/2006 

وسط اهتمام إعلامي واسع ، أنهى الرئيس المصري حسني مبارك مساء الاثنين جولة مثمرة على مدار يومين بحث خلالها مع زعماء دول الخليج العربي ، عددا من القضايا الهامة في المنطقة. ففي الرياض ، عقد مبارك مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود اجتماعا مساء الاثنين في صالة التشريفات بمطار قاعدة الرياض الجوية. وجرى خلال الاجتماع بحث مجمل الأحداث على الساحة العربية وفي مقدمتها تطورات القضية الفلسطينية والوضع في العراق. كما جرى بحث المستجدات على الساحتين الإسلامية والدولية إضافة إلى آفاق التعاون بين البلدين وسبل دعمها وتعزيزها بما يخدم مصلحة البلدين والشعبين الشقيقين في جميع المجالات. وفي الكويت، أكد المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية السفير سليمان عواد ان الرئيس المصري حسني مبارك بحث مع امير دولة البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح في قضايا عدة على رأسها تطورات الاوضاع في العراق والقضية الفلسطينية والمسألة السورية-اللبنانية. واوضح في مؤتمر صحافي ان جلسة المباحثات الموسعة التي عقدها الزعيمان في مطار الكويت الدولى تناولت ايضا سبل دعم العلاقات الثنائية بين مصر والكويت والقضايا العربية المطروحة على جدول أعمال القمة العربية المقررة في الخرطوم في نهاية مارس المقبل.

 وقال ان الرئيس مبارك بحث مع امير الكويت الشيخ صباح في الوضع المتدهور في العراق والوضع في منطقة الخليج. واردف قائلا اكد الرئيس مبارك للشيخ صباح ان مصر وهو شخصيا مهتم للغاية بأمن الخليج والبحرين المتوسط والاحمر وما يتصل بهذه القضية من انعكاسات على الامن القومي العربي في مفهومه الاشمل والاعم. وقال ان الرئيس مبارك تطرق ايضا الى الوضع في العلاقات السورية-اللبنانية وفي دارفور والجدل الدائر حاليا حول نقل ولاية عملية السلام في دارفور من اشراف الاتحاد الافريقى الى الامم المتحدة.

واوضح ان الزعيمين بحثا كذلك في العلاقات الوثيقة والتعاون القائم بين مصر والكويت وسبل تعزيزه في المستقبل لاسيما في مجالي التجارة والاستثمار.  واكد السفير عواد ان القمة العربية ستنعقد في دولة السودان في ال28 من مارس المقبل. وحول الملف النووي الايراني اوضح السفير عواد ان مصر مع مواصلة الحوار سواء بين ايران والدول الاوروبية الثلاث او داخل الوكالة الدولية للطاقة الذرية او بين ايران وروسيا.

واشار الى معاهدة منع الانتشار النووي والاتفاقيات والضمانات التي تتيح لكل الدول بما فيها ايران حق الاستخدام السلمي للطاقة النووية. وقال ان للوكالة الدولية للطاقة الذرية ان تتحقق من تلك الاستخدامات وبالتالي يتعين على ايران ان تبدي الشفافية التي تتيح هذا التحقق من خلال الحوار مع الوكالة الدولية.

وفي هذا السياق اشار الى الانفراج الذي تم بين طهران وموسكو الأحد واكد انه يتيح حلا وسطا يمهد لانفراج الازمة. وحول ما اذا كان التجديد للامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى قد طرح في جولة الرئيس مبارك الحالية قال السفير عواد انه ليس من الموضوعات المطروحة بقوة. وقال ان الملف اللبناني السوري في بؤرة اهتمام الرئيس مبارك ومن التقاهم من القادة العرب واصفا الوضع الحالى المحتقن في العلاقات بين دمشق وبيروت بانه -غير طبيعى وغير قابل للاستمرار. وقال انه يتعين ان تبذل كل الاطراف سواء في سورية او لبنان او في العالم العربي بزعمائه المزيد من الجهد لكي يعيدوا تلك العلاقة الى مسارها الصحيح..أي علاقة صحية بين جارتين مستقلتين. واكد السفير عواد ان مصر لا تتدخل في الشأن الفلسطيني ولا في شأن حركة (حماس) التي تملك من الكوادر السياسية من يستطيع ان يعطى تقديرا للموقف يحقق مصالح الشعب الفلسطيني وقيام دولته المستقلة. وقال -نحن ننصح الاخوة في فلسطين بأن يتحدوا بكلمة سواء وبصوت واحد يثبت لاسرائيل وللمجتمع الدولي بما لا يدع مجالا للشك بأن هناك شريكا فلسطينيا قادرا على تحقيق السلام مع الجانب الاسرائيلي.

وجدد رفض مصر ارسال قوات عربية الى العراق لأن شعب العراق لن يقبل بوجود قوات غير عراقية سواء قوات التحالف الحالي او قوات مصرية او عربية او اسلامية. واضاف ان قرار ارسال قوات هو في يد الدول العربية ال22 الاعضاء في الجامعة العربية -وسبق ان ذكرت هذه الدول ان الوقت لا يسمح لايفاد قوات عربية الى العراق. واعرب عن الامل في ان يفضي الاجتماع التحضيري العراقي الذي عقد في القاهرة الى عقد اجتماع آخر في بغداد يحقق الوفاق الوطنى العراقي باعتباره حجر الزاوية والمطلب الرئيسي لتحقيق التسوية السياسية. وشدد على نجاح زيارة الرئيس مبارك الى دول الخليج بكل مقاييس النجاح مؤكدا ان الرئيس مبارك سعيد للغاية بما اجراه من مشاورات في الامارات والبحرين وقطر والكويت.

لكنه نفى وجود أي صلة بجولة الرئيس مبارك مع جولة وزيرة الخارجية الاميركية كونداليزا رايس الاخيرة الى المنطقة. وفي الدوحة ، عقد الرئيس المصري حسني مبارك فور وصوله الى الدوحة في وقت سابق الاثنين مباحثات رسمية مع امير قطر الشيخ حمد بن خليفة ال ثاني. وقد تم خلال جلسة المباحثات استعراض العلاقات الثنائية القائمة والسبل الكفيلة لدعمها وتعزيزها فى مختلف المجالات بالاضافة الى بحث المستجدات على الساحة العربية لاسيما الاوضاع فى فلسطين والعراق. وفي أبو ظبي ، التقى الرئيس مبارك الأحد الشيخ خليفة بن زايد ال نهيان رئيس الإمارات العربية المتحدة و الشيخ محمد بن راشد ال مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبى. وفي المنامة ، بحث مبارك الأحد وعاهل البحرين الملك حمد بن عيسى ال خليفة الموضوعات المدرجة على القمة العربية المقبلة التي ستعقد في العاصمة السودانية الخرطوم.

وقالت وكالة انباء البحرين (بنا) ان الزعيمين دعيا خلال جلسة مباحثاتهما -الى وقف العنف والتصعيد الاسرائيلي غير المبرر ضد الشعب العربي الفلسطيني واهابا بالجانبين الفلسطيني والاسرائيلي العودة الى طاولة المفاوضات من اجل ايجاد حل نهائي للنزاع العربي الاسرائيلي بما يكفل حقوق الشعب العربي الفلسطيني الوطنية المشروعة وفى مقدمتها اقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني وعاصمتها القدس الشريف

واشارت الى ان الجانبين تبادلا وجهات النظر حول الوضع في العراق واكدا حرصهما المشترك على بذل المزيد من الجهود لتمكين الشعب العراقي من استعادة وحدته الوطنية وسيادته واستقلاله ومساعدته على تجاوز محنته واستعادة دوره الفاعل فى اطار الامن والاستقرار والسلام. واضافت ان مباحثات الرئيس مبارك والملك حمد تناولت تطوير العلاقات الثنائية المتميزة في المجالات السياسية والاقتصادية والتعليمية والثقافية والاعلامية اضافة الى التعاون في القضايا الاقليمية وتفعيل العمل العربي المشترك. 

 

مبارك يختتم جولته الخليجية بزيارة السعودية 

الإثنين 27 فبراير- وصل مساء اليوم الرئيس المصري حسني مبارك إلى العاصمة السعودية الرياض، قادماً من الكويت بعد زيارة قصيرة استغرقت عدة ساعات أجرى خلالها مباحثات مع الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير الكويت في مطار الكويت فور وصوله قادماً من العاصمة القطرية الدوحة، في المحطة قبل الأخيرة من جولته الخليجية التي قادته إلى كل من الإمارات والبحرين وقطر والكويت، وقد اختتمها بزيارة إلى السعودية حيث أجرى محادثات مع الملك عبد الله بن عبد العزيز. وأجرى الرئيس مبارك مباحثات مع العاهل السعودي في المطار تناولت عملية السلام في الشرق الأوسط والموضوعات التي ستطرح على القمة العربية المقرر عقدها في الخرطوم الشهر القادم، والوضع في العراق والعلاقات السورية اللبنانية وتطورات الأوضاع على الساحة الفلسطينية، بالإضافة لعدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك .

من جانبه قال سليمان عواد المتحدث باسم الرئاسة المصرية إن القمة العربية سوف تعقد في دولة السودان يومي 28 و29 آذار (مارس) القادم، وأن مكان وموعد انعقادها تقرره الدول العربية الاثنتين والعشرين أعضاء جامعة الدول العربية .

قطر والكويت/وتناولت مباحثات مبارك وصباح الأحمد سبل دعم العلاقات الثنائية بين البلدين والقضايا العربية المطروحة على جدول أعمال القمة العربية القادمة في الخرطوم نهاية شهر آذار (مارس) القادم، والملف النووي الإيراني، وتداعيات الأوضاع الأمنية المتردية بالعراق، فضلاً عن القضية الفلسطينية والمسألة السورية ـ اللبنانية وقضية إقليم دارفور السوداني. وفي الدوحة قبيل مغادرته إلى الكويت أكد الرئيس المصري حسني مبارك أن "الدعم مهم للشعب الفلسطيني وانه يقدم من أجل المواطن الفلسطيني، الذي إذا لم يجد وسائل العيش "قد ينقلب إلى متطرف". وأوضح مبارك أن "الدعم مهم للشعب الفلسطيني وقد قلت هذا الكلام للأميركيين والإسرائيليين، وأضاف مبارك "قلت لهم لا توقفوا الدعم المالي للشعب الفلسطيني لأنكم في النهاية خاسرون اذا توقف هذا الدعم . ومضى قائلا إن "هذا الدعم هو من اجل المواطن الفلسطيني، واذا لم يجد هذا المواطن الاكل والعيش ووسيلة تربية أبنائه ويلبسهم ويعلمهم، سينقلب إلى متطرف".

المحطة السعودية/وقالت مصادر دبلوماسية في القاهرة إن الملف النووي الإيراني، وتطورات الوضع في العراق سيكونان في صدارة الملفات التي تركز عليها جولة مبارك الخليجية عموماً، والقمة المصرية ـ السعودية خصوصاً، كما تتناول هذه القمة أيضاً بحث تطورات الملف السوري ـ اللبناني وسبل تحقيق للعلاقات بين دمشق وبيروت في ضوء نتائج التحقيق الخاصة باغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري. وحسب المصادر ذاتها فقد تناولت القمة المصرية ـ السعودية تطورات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية بعد تكليف حركة حماس بتشكيل الحكومة الفلسطينية الجديدة، عقب فوزها في الانتخابات التشريعية الأخيرة، إلى جانب قيام الرئيس مبارك بإطلاع القيادة السعودية على نتائج جولته الخليجية .

تجدر الإشارة إلى أن آخر زيارة للرئيس المصري إلى السعودية كانت في الثالث من كانون الثاني (يناير) الماضي حيث التقى في جدة العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز، في ما تبعت ذلك زيارة خاطفة للوزير عمر سليمان، رئيس المخابرات المصرية إلى لسعودية، سلم خلالها رسالة من الرئيس مبارك للعاهل السعودي قبل نحو أسبوعين. وتعد زيارة الرئيس مبارك للسعودية هي الرابعة خلال الشهور الخمسة الأخيرة حيث أجرى زيارة في الثالث من تشرين الأول (اكتوبر) الماضي، أعقبتها زيارة للمشاركة في القمة الإسلامية الاستثنائية بمكة المكرمة في الثامن من كانون الأول (ديسمبر)، قبل زيارته الأخيرة في كانون الثاني (يناير) الماضي بما يعكس التشاور والتنسيق المستمرين بين البلدين في كافة الملفات الإقليمية .

 

ندوة في قصر المؤتمرات في باريس عن "حق لبنانيي الإغتراب بالإنتخاب

" النائب كنعان: لاعتماد آلية قانونية وإدارية تسمح لهم بممارسة حقهم

النائب الخازن: لقانون يراعي المكونات السياسية والطائفية والمناطقية

وطنية - 27/2/2006 (سياسة) عقد التجمع من أجل لبنان في فرنسا - التيار الوطني الحر ندوة تحت عنوان "حق اقتراع لبنانيي الانتشار في الانتخابات النيابية"، في قصر المؤتمرات في باريس، شارك فيها نائبا كتلة "التغيير والاصلاح" ابراهيم كنعان وفريد الخازن، والاستاذ فادي بركات. وتضمنت مداخلة مكتوبة للرئيس السابق لمجلس شورى الدولة الدكتور يوسف سعدالله الخوري. وساهمت جمعية - ليبنيز ابرود - في الاعداد لهذا اللقاء. حضر الندوة حشد من ابناء الجالية اللبنانية قدر ب700 شخص، تقدمهم ممثل السفارة اللبنانية في باريس القنصل هاني شميطلي، الوزير السابق ابراهيم الضاهر، مندوب عن الوكيل البطريركي في باريس المونسنيور سعيد سعيد، العميد المتقاعد فؤاد الاشقر، اضافة الى ممثلين عن تيار "المستقبل" و"اليسار الديموقراطي" و"القوات اللبنانية" وحزب الكتائب والحزب الشيوعي والجامعة اللبنانية في العالم وجمعيات مدنية واختصاصيون.

بعد النشيد الوطني اللبناني، افتتح سيمون ابي رميا الندوة مؤكدا "الدور الطليعي للتيار الوطني الحر لجهة هذا الحق المكتسب للبنانيي الإنتشار عبر اعتماده كهدف اساسي في ميثاق التيار وبرنامجه السياسي.

وأكد النائب ابراهيم كنعان في كلمة "حق اللبناني في الاقتراع، وحرص "تكتل "التغيير والاصلاح" على دعم هذا المطلب". وقال: "منذ فجر تاريخه وحتى اليوم، كان لبنان وما زال يقوم على ثنائية تكاملية فريدة مذهلة، تلامس الاعجوبة: شعب واحد بشطريه المقيم والمنتشر. يمكن القول ان لبنان المقيم مدين الى حد بعيد في بقائه وصموده واستقراره في هذه البقعة المضطربة من العالم الى ابنائه الرواد الذين انتشروا لبنانات وامبراطوريات حضارية وتاريخية وقوى ثأثيرية فاعلة في مشارق الارض ومغاربها، رافعين اسم لبنانهم عاليا ومشرفين الهوية اللبنانية في اقطار العالم قاطبة. واذا كان هذا اللبناني المنتشر لبنانات عالمية انقذ غير مرة لبنان المقيم من الانهيار والسقوط والهوية اللبنانية من الانتشار، فإن فضله عم الاغتراب العربي في العالم، بما قدم له من مساعدات، خصوصا بدفاعه المستميت عن قضايا العرب المحقة ودعمها في كل المحافل الدولية".

أضاف: "من غير الجائز او المقبول ان يطلب من اللبنانيين المقيمين والعاملين في الخارج ان يؤدوا قسطهم في اغاثة وطنهم في ازماته ومحنه، ومساعدته في كل مرة يريد ان ينهض اقتصاديا، ويسهموا في نموه الاجتماعي والثقافي والحضاري من غير ان يكون لهم حق الاشتراك في اختيار ممثليهم في البرلمان وتقرير من يتولى حكم الدولة.

لذا، وتعزيزا لروح الانتماء الوطني، وتأمينا لابسط حقوق اللبنانيين المقيمين في الخارج في التمثيل والمشاركة، فانه يقتضي اعتماد آلية قانونية وادارية تسمح لهم بممارسة حقهم في الاقتراع وتسهله في مختلف العواصم والمدن حيث ينتشر اللبنانيون، او بواسطة اي وسيلة تقنية اخرى". وختم: "إننا على ثقة بأن تضافر جهودنا وجهودكم سيؤدي الى انتاج قانون عامل يؤمن حق المعتربين بالاقتراع ويوفيهم حقوقهم إسوة بالموجودين في لبنان اقله المغتربين الذين ما زالوا مكتسبين الجنسية اللبنانية على ان تقوم بمرحلة لاحقة بوضع آلية لاكتساب المغتربين الجنسية اللبنانية".

ثم استعرض النائب فريد الخازن في مداخلته "التجربة الرائدة والغنية في الانتخابات الرئاسية والنيابية التي يتميز بها لبنان عن سواه من دول الجوار العربي، فلبنان وقبل خمسين سنة من نشوء الدولة فيه شهد اول انتخابات في اطار نظام المتصرفية. وتطرق إلى "مختلف المراحل التاريخية والاحجام الانتخابية منذ 1860 وحتى العام 2005 مرورا بالاستقلال"، مؤكدا "أن الاهم استقرار القانون". ولاحظ "أن القوانين المفروضة بعد العام 90 كان الهدف منها أن تبقى الانتخابات استحقاقا اداريا ليس له تأثير على القرار وصانع القرار", داعيا الى "اعتماد قانون يعكس التمثيل الصحيح ويراعي مكونات لبنان الثلاثة, المكون السياسي, المكون الطائفي والمكون المناطقي, على الا يستهدف اي طرف سياسي او جماعة طائفية".

اما كلمة الدكتور يوسف سعد الله الخوري التي تلاها المحامي نعمان مراد فتركزت على المفهوم الدستوري للناخب, فالشعب كما يراه الدستور هو كيان قانوني يشمل مجموع المواطنين سواء كانوا مقيمين داخل الحدود او خارجها, شرط ان يكونوا ما يزالون مرتبطين بالارض ومحافظين على جنسيتهم الام. وشرح في كلمته ان الدستور وقانون الانتخاب لم يحرما اللبنانيين من ممارسة حقهم الانتخابي, وطالما ان هذا الحرمان واقع اليوم في غير موقعه الدستوري والقانوني, فإن الخروج عليه لا يحتاج الى نص على الاطلاق, وبالاضافة الى ذلك اشار الخوري في كلمته الى ان العلم والاجتهاد متفقان بالمطلق على ان المواطنية الصحيحة تعني عدم جواز التمييز بين مواطن وآخر متى كان وضعهما متشابها والا كان هناك خرق لمبدأ المساواة امام القانون الذي انزله الاجتهاد منزلة الدستور بالذات, وفي ضوء ذلك استتنج انه يجب توسيع القاعدة الانتخابية الحالية بحيث تتخذ كل الاجراءات اللازمة دون ابطاء لتمكين كل لبنان من ممارسة حقه الانتخابي تعزيزا للديمقراطية الصحيحة والعمل على توحيد لبنان ارضا وشعبا.

المحامي فادي بركات قدم من جهته عرضا حول آليات الانتخاب للمقيمين في الخارج والتي تفترض , كما قال، طرح عدة اسئلة تتعلق بالصعوبات التي قد تواجه العملية الانتخابية, واجاب في مداخلته على اسئلة عدة تدور حول من يشرف على الانتخابات في الخارج, وقال ان التوجه هو لانشاء هيئة مستقلة مقترحا اعتماد حل من اثنين في البلدان التي ليس فيها سفارات, المشاركة في اقرب دولة مجاورة او مشاركى المغتربين في الدولة الموجودين فيها واعتماد مراكز مخصصة لاجراء العملية الانتخابية. وعرض بركات تفاصيل تقنية تخص عملية الاقتراع وفرز الاصوات والكلفة المادية . وختم بالقول "ان ما من قانون يرضي كل الناس ولكن عليه على الاقل ان ينصف كل الناس وان الانتخاب في بلاد الانتشار هو حق وليس منة من احد.

وفي الختام، تحدثت ممثلة جمعية (LEBANESABROAD المحامية ندى ابو زيد عن "تأسيس الجمعية وعملها ونشاطها في هذا المجال", داعية الى "استرداد الحق اللبناني في الانتخاب في الخارج". كما شكرت "التيار الوطني الحر" ونواب "التغيير والاصلاح"، وعرضت نص العريضة التي تطالب بحق الانتخاب التي وقعها اكثر من عشرين الف مغترب. ثم دار حوار بين الجمهور والمحاضرين. وبعد الندوة، اقام "التيار الوطني الحر" مأدبة عشاء لاعضائه على شرف نواب التغيير والاصلاح فريد الخازن وابراهيم كنعان والاستاذ فادي بركات.

 

جلسة لمجلس الوزراء الأربعاء في مبنى المجلس الاقتصادي والاجتماعي

وطنية - 27/2/2006 (سياسة) أعلن الامين العام لمجلس الوزراء الدكتور سهيل بوجي، ان رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة، دعا مجلس الوزراء الى الانعقاد عند الخامسة من بعد ظهر الاربعاء المقبل في المقر المؤقت الجديد لمجلس الوزراء في مبنى المجلس الاقتصادي والاجتماعي في وسط بيروت، بدلا من مقره المؤقت السابق في مبنى الجامعة اللبنانية في المتحف.

 

وكيل اللواء جميل السيد تقدم باخبار الى القاضي ميرزا حول كلام للدكتور جعجع في ذكرى تفجير كنيسة سيدة النجاة

وطنية - 27/2/2006 (سياسة) تقدم وكيل المدير العام السابق للامن العام اللواء جميل السيد، المحامي اكرم عازوري، من النائب العام التمييزي القاضي سعيد ميرزا، باخبار، حول ما ورد في كلام تلفزيوني لرئيس "الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع "لمناسبة ذكرى تفجير كنيسة سيدة النجاة، يتضمن تلميحا واضحا الى تواطوء في العام 1994 بين قيادة الجيش والقضاء اللبناني في حينه في اتهامه بالتفجير، آتيا على ذكر دور مباشر لموكلي اللواء الركن جميل السيد في هذه القضية".

وذكر ان موكله "يرجو اعتبار كلام السيد سمير جعجع بمثابة اخبار علني، ويطلب اعادة فتح التحقيق بهذه القضية، وكما وبكل القضايا التي وجهت فيها اتهامات للدكتور جعجع في الفترة نفسها من العام 1994 وما بعده، وعلى رأسها جريمة تفجير كنيسة "سيدة النجاة" في شباط 1994، وحملة التفجيرات التي سبقتها في بيروت الشرقية حينها، وبما فيها اغتيال الرئيس الشهيد رشيد كرامة والمهندس الشهيد داني شمعون وتفجير مطرانية "سيدة النجاة" في زحلة، واغتيال الأب خريش والزايك ومحاولة اغتيال الصحافي الاستاذ جبران التويني وغيرها". وختم بالاشارة الى ان موكله "يحتفظ بحق الادعاء الشخصي ضد الدكتور سمير جعجع ومن يظهره التحقيق، علما ان جميع الملفات والتحقيقات المرتبطة بهذه الجرائم لا تزال محفوظة لدى مخابرات الجيش والقضاء المختص ولم يتم تلف اي منها".

القاضي ميرزا احال جوني عبدو والزميلين خطاب وخشان الى النائب العام الاستئنافي للمتابعة واجراء المقتضى

وطنية - 27/2/2006 (قضاء) ختم النائب العام التمييزي القاض سعيد ميرزا تحقيقاته، في ملف الشريط التلفزيوني الذي تلفظ فيه بعض الاشخاص بكلام ناب في حق رئيس الجمهورية العماد اميل لحود، بعدما استمع اليوم الى افادة نادين درويش وتركها بسند اقامة، واحال الملف مع الموقوف بيار كريم نمر الى النائب العام الاستئنافي في بيروت بحسب الصلاحية للادعاء عليه. كما أحال القاضي ميرزا الزميلين المدير المسؤول في صحيفة "المستقبل" توفيق خطاب وفارس خشان والسفير جوني عبدو الى النائب العام الاستئنافي في بيروت جوزيف معماري بعدما استحصل على كامل هوية خشان والاستماع الى افادة خطاب، للمتابعة واجراء المقتضى.

 

العماد عون بحث مع سفراء ال"كرولاك" في الاوضاع العامة وعرض مع الامين العام للحزب الشيوعي سبل تعزيز الحوار

حدادة: تغيير رئيس الجمهورية منفردا مراهقة سياسية

 وطنية 27 شباط 2006

عقد النائب العماد ميشال عون صباحا في دارته في الرابية، اجتماعا مع سفراء البلدان الاعضاء في الفريق الاميركي الجنوبي والكاريبي "كرولاك" وهو فريق يدعو الى التشاور السياسي بين بلاد اميركا الجنوبية والكاريبي, اسسته الامم المتحدة على غرار مؤسسات اقليمية اخرى في مختلف الانظمة المتعددة الاطراف.

 واعتبر سفراء: الارجنتين, البرازيل, التشيلي, كولومبيا, كوبا, المكسيك, الباراغواي, الاوروغواي وفنزويلا في بيان ان "مبدأ الاتفاق كان من اول القرارات التي اتخذها الفريق منذ اعوام عدة والذي لطالما استخدم عاليما كونه نظام يشير الى ارادة التعاون حول اتخاذ قرار".

واعتبروا ان "جميع هذه البلدان مسالمة وضد الارهاب وهي تحترم ايضا مبادىء الحرية والديموقراطية واحترام حقوق الانسان, وهي مبادىء من واجبها قيادة مصير جميع الدول".

وقال سفير الاوروغواي المسؤول عن التنسيق في ال"كرولاك" البيرتو فوس ان "هدف زيارة النائب الجنرال ميشال عون هي من اجل تعزيز الاحترام العام للقرارات التي اتخذها لبنان من خلال السلطات التي انتجها المواطن بحرية, واهتمام حكوماتنا ورأينا العام الصادق للاطلاع على كيفية تطور المرحلة الديموقراطية اللبنانية, من خلال الاتصال بأبرز ممثلي المجتمع السياسي في البلاد لمعرفة واقعه ومشاريعه من اجل الوصول الى الاستقلال الكامل لسلطته ومصيره".

وتابع قائلا: "نستغنم هذه الفرصة للتعبير عن شكرنا للآراء التي وصلتنا من قبل النائب الجنرال ميشال عون والتي تبين انها مفيدة جدا لتقييم تقديرنا حول الموضوع".

 ووصف السفير فوس الاجتماع بال"جيد جدا"، مبديا "تفاءل الفر يق الدبلوماسي". وقال ان "الفريق سيتابع جولته على السياسيين".

واستقبل العماد عون ايضا، في حضور النائب اللواء ادغار معلوف، سفراء: كوبا داريو دوفيرا، كولومبيا جورجينا ملاط, شيلي فيليب دو مونسو، الميكسيك ارتورو بويني, باراغواي الخندرو فرنكو وسفير البرازيل ادواردو اوغوستو دو سيكساس.

حدادة

ثم اجتمع الجنرال ميشال عون بالأمين العام للحزب الشيوعي خالد حدادة مترئسا وفدا من الحزب، في حضور اللوائين النائب ادغار معلوف وعصام ابو جمرا.

وصرح حدادة بعد اللقاء فقال: "اللقاء مع الجنرال واركان التيار الوطني الحر ضروري خصوصا في الوضع الاستثنائي الذي يمر فيه هذا البلد، بالاضافة الى ما يجمعنا مع الجنرال والتيار الوطني الحر من اصرار على نهج الحوار ونهج انقاذ الوطن بعيدا من اجواء التصعيد والتشنج واثارة الغرائز ذات الطابع المذهبي.

تركز اللقاء حول سبل تعزيز منطق الحوار بين القوى اللبنانية على قاعدة مواجهة الازمة الحقيقة الموجودة في البلد. يمر البلد بأزمة مؤسسات فعلية, ازمة ضعف الشرعية لدى المؤسسات الدستورية الاساسية، من رئاسة الجمهورية الى الحكومة الى مجلس النواب. وكل يتحدث عن عدم شرعية التمديد لرئيس الجمهورية".

اضاف: "موقفنا واضح. نحن ايضا ضد التمديد وبالتالي، اضافة الى هذا المأزق فالحكومة منذ تشكيلها، غابت تماما عن قضايا البلد ووضعت الناس امام حالات فقر وتسيب جدية، ويكفي ان نلاحظ هذا الكم من الفساد الذي تراكم قبل مجيء هذه الحكومة وبعده. ومن الناحية السياسية فالحكومة لم تساهم بأي تقدم جدي.

اما مجلس النواب فهو قبل وثيقة ال 14 مجبرا او ال 14 ضعيفا وبعد وثيقتهم، مصرون على عدم قانونيته وشرعيته، لا بظل القانون ولا القرار الذي اتخذ بالخارج لإجراء هذه الانتخابات.

نحن بالرغم من اصرارنا على الحوار الوطني كمدخل اساسي فلا يكمن ان ينتج الا اذا انطلق من ضرورة حل ازمة المؤسسات الدستورية الثلاث: استقالة رئيس الجمهورية، انتخابات مبكرة وحكومة تقرر قانون انتخاب جديد وعادل".

سئل: هل ما تقوم به قوى 14 اذار هو صيغة جيدة لاستقالة الرئيس لحود؟

اجاب: "كل يوم لدى قوى 14 اذار صيغة، ولم نفهم ما هي صيغتهم. قالوا شيئا في الاول ثم ناقضوه. اما اذا وجدوا طريقة دستورية وآلية دستورية فليكن. اما ان يضعوا البلد بمأزق او تغيير رئيس الجمهورية منفردا، او مأزق او تصاعد باتجاه حرب اهلية فهذا اما مراهقة بالسياسة او شيء اخر لا نتمناه".

اضاف: "هناك امكانية اتفاق جدي طرحها حزبنا وهناك مبادرة الرئيس الحص ومبادرة البطريرك صفير بالحديث عن انتخابات مبكرة. فالكل يعي ان هذا المجلس الذي خلاله يجب ان يصير الحوار، لا يعبر بشكل ديمقراطي عن اكثرية اللبنانيين كون القانون مشوه".

فرنسا افرجت عن الصدّيق ورفضت تسليمه الى لبنان

الأنوار 27/2/2006: قال مسؤولون قضائيون في باريس امس، ان فرنسا اطلقت سراح السوري زهير محمد الصديق الذي كان موقوفا في اطار التحقيق باغتيال الرئيس رفيق الحريري. وأضافوا ان باريس رفضت تسليمه الى لبنان. وكان الصديق اوقف بناء على مذكرة توقيف دولية في 16 تشرين الاول في شاتو في ضاحية باريس، وطلب القضاء اللبناني استجواب هذا الضابط السابق في الاستخبارات السورية. كما ابدت لجنة التحقيق الدولية برئاسة القاضي البلجيكي سيرج برامرتس اهتماما به. وكانت اللجنة استمعت الى الصديق خلال ترؤس القاضي الالماني ميليس لها. وتحدث الشاهد السوري حينها عن تورط العديد من المسؤولين السوريين في اغتيال الحريري، الا انه عاد وتراجع عن هذه الاقوال. وادعى النائب العام التمييزي في لبنان القاضي سعيد ميرزا في تشرين الاول على الصديق بتهمة (التدخل) في جريمة الاغتيال. وقالت انباء في بيروت، ان السلطات اللبنانية طلبت من الفرنسيين ان يتم الابقاء على الصديق اما في السجن واما اتخاذ تدبير يمنعه من الفرار من قبضة المحكمة الدولية وحمايته من اي سوء قد يلحق به.

وذكر مصدر قضائي في باريس امس ان القضاء الفرنسي قرر الافراج عن الصديق بعد ان رفض طلب لبنان استرداده. وأوضح المصدر الفرنسي ان غرفة الاتهام في محكمة التمييز في فرساي اصدرت رأيا رافضا لتسليم الصديق بسبب (غياب ضمانة بعدم تطبيق عقوبة الاعدام في حقه)، مشيرا الى ان الافراج عن الصديق جاء نتيجة لذلك.وقال مسؤول بوزارة العدل في لبنان ان (فرنسا رفضت طلب تسليم الصديق لان لبنان يطبق عقوبة الاعدام). واضاف (لقد طلبوا ضمانات بعدم تطبيق عقوبة الاعدام على الصديق. وقلنا اننا لا نستطيع اعطاء اي ضمانات لان الغاء عقوبة الاعدام يتطلب قانونا من البرلمان... وبعدها ابلغوا لبنان انهم سوف يطلقون سراحه).وقال تقرير مبدئي للامم المتحدة في تشرين الاول ان الصديق وقّع اعترافا يورطه في الاغتيال (مما يزيد من مصداقيته).

 

النواب الارثوذكس طالبوا بتمثيل الطائفة بمكاري في مؤتمر الحوار الوطني

النائب المر لا يمثل الا نفسه وهو لم يعترف يوما بأي مرجعية ارثوذكسية

وطنية-27/2/2006 (سياسة) وجه نواب الارثوذكس رياض رحال, عاطف مجدلاني, انطوان سعد, فريد حبيب, عبدالله حنا, موريس فاضل, وانطوان اندراوس كتابا الى رئيس مجلس النواب, طالبوا خلاله بتمثيل نائب رئيس المجلس فريد مكاري الطائفة الارثوذكسية في مؤتمر الحوار الوطني بدل النائب ميشال المر . وجا في البيان الذي تلاه النائب اندراوس الاتي:"في وقت وصل فيه الصراع السياسي الى اوجه , وتباينت التوجهات السياسية وباتت تؤثر سلبا على مصير الوطن , جاءت بادرتكم الشخصية الكريمة بالدعوة الى مؤتمر للحوار الوطني, لتحاول زرع الطمأنينة والسلام في نفوس اللبنانيين وتعزيز وثيقة الوفاق الوطني, وتثبيت وحدة اللبنانيين تحت سقف اتفاق الطائف".

اضاف الكتاب:"وان كنا نؤيد هذه الدعوة, جئنا بكتابنا هذا, نحن النواب الارثوذكس في المجلس النيابي لنسأل: اولا, من حيث المبدأ وجهت الدعوات لرؤساء الكتل النيابية الممثلة للتيارات السياسية المختلفة ان بطريقة مباشرة او غير مباشرة , وشددتم لتفعيل هذا الحوار المنشود وانجاحه ان تكون المشاركة على مستوى الصف الاول. ولكن المفارقة والمفاجأة هنا, مع تقديرنا واحترامنا لكل الشخصيات السياسية , كان ورود اسم النائب ميشال المر ودعوته كممثل عن الطائفة الارثوذكسية للمشاركة في هذا الحوار, علما ان النائب المر منضو في كتلة نيابية ممثلة بشخص رئيسها".

اضاف:"ونحن اذ نرفض بالشكل والمضمون هذه الدعوة نطالبكم العودة عنها, خاصة وانها تأتي بحجة تمثيل الطائفة الارثوذكسية. والكل يعلم ان النائب المر لا يمثل الا نفسه, والكل يعلم انه لم يعترف يوما بأي مرجعية ارثوذكسية وهو الذي وفي مناسبات عديدة تطاول على مرجعياتها الروحية التي بها نعتز, وهو المعروف بدعوته رجال الدين الى عدم التعاطي في الشؤون السياسية".

وتابع:"ثانيا, رغم قناعتنا بأن هذا الحوار يجب ان يكون على اساس سياسي لا طائفي, فنحن نؤيد مشاركة النائب الاستاذ غسان تويني كمناضل وطني وسياسي حكيم, تفخر به الطائفة الارثوذكسية ويفخر به الوطن". واضاف:"ثالثا, فعلى مستوى التمثيل السياسي للطائفة فان الاستاذ فريد مكاري, نائب رئيس المجلس النيابي هو من يتبوأ ارفع منصب سياسي ارثوذكسي حاليا وله احقية التمثيل".

وختم:"دولة الرئيس لم نفهم دعوة النائب المر للحوار, لا بالمنظور السياسي ولا بالمنظور الطائفي, لذا نؤكد لكم نحن الموقعين ادناه, حرصنا على نجاح مؤتمر الحوار الوطني, ولكن يهمنا في الوقت نفسه التأكيد ان النائب المر يمثل شخصه فقط, وبالتالي انتفاء الصفة التي اغدقتم عليه بها".

 

بيار رفول: وثيقة التفاهم مع "حزب الله" خاضعة للتغيير والتعديل

وطنية-27/2/2006 (سياسة) نظم "التيار الوطني الحر"- نهر ابراهيم، محاضرة عن "تطور العمل السياسي"، القاها منسق الاقضية بيار رفول في قاعة كنيسة مار جرجس، حضرها رئيس البلدية جورج غانم وعدد من المدعوين. بعد النشيد الوطني، القيت كلمات لفرسان ضو وكمال الشلفون ولواء شكور، ثم كلمة لرفول اكد فيها ان "الحالة الشعبية الرافضة للواقع الذي فرضه الاحتلال هي التي ادت الى تحرير لبنان، ومن هذا المنطلق نؤكد ان الذين حرروا لبنان في ظروف بالغة الصعوبة لا يمكن الا ان يؤسسوا لنهج سياسي جديد". ورأى ان "التيار" "حدد اولويات عمله بعد اطلاق ميثاقه وهي: ترسيخ الوحدة الوطنية، الحوار مع الجميع، طي صفحة الحرب، فتح صفحة جديدة واعادة بناء الثقة مع جميع الاطراف"، مشيرا الى ان وثيقة التفاهم مع "حزب الله"خاضعة للتغيير او التعديل في اطار الحوار مع جميع الاطراف". واشار الى ان "سوريا بنت نظاما مسطحا لا يوجد فيه مسؤول بل يتولى الحكم من يخدمها اكثر من سواه"، موضحا ان "مستقبل العلاقة سيكون جيدا مع الاطراف اللبنانية، وسيكون هناك لقاءات مع "الحزب التقدمي الاشتراكي"، وستستمر الاجتماعات مع "القوات اللبنانية".

 

الشيخ الطفيلي دعا الى معالجة موضوع الرئاسة والتفاهم على اللديل

الحرب الاهلية اكثر من انتحار جماعي والمنتصر تل ابيب وواشنطن

دور المقاومة في متابعة التحرير وليس في ازقة السياسة الداخلية

وطنية - بعلبك - 27/2/2006 (سياسة) رأى الامين العام الاسبق ل"حزب الله" الشيخ صبحي الطفيلي، في مؤتمر صحافي عقده في منزله في عين بورضاي في بعلبك، "ان المشهد في لبنان مخيف والاختلاف على كل شيء تقريبا، وعربة الحرب الاهلية تسرع والبعض يستعجل وصولها وكأننا لم نرو من دماء بعضنا ولم يدمر لبنان بما يكفي"، محذرا من هذه الحرب التي هي "أكثر من انتحار جماعي، الجميع مقتول فيها ومهزوم والمنتصر الوحيد تل أبيب وواشنطن، وعلى كل مدرك لهذه الحقيقة ان يخرج عن صمته ويرفع صوته ضد الفتنة التي يلعنها الجميع".

قال الشيخ الطفيلي: "ان على رئيس الجمهورية العماد اميل لحود ان يرحل اليوم قبل الغد، وانا لست محسوبا على أحد من الافرقاء اللبنانيين، انا محسوب على قناعاتي وليس من مصلحة أحد التمسك به وهو المعروف بعدم أهليته، وعلى الاطراف المعنية ان تجلس وتتفاهم على هذا الامر وتعالجه اما من خلال التفاهم على البديل، أو من خلال مجلس نيابي جديد منتخب بواسطة قانون انتخابي نسبي عادل او من خلال نظام جديد يسمح بانتخاب الرئيس مباشرة من الشعب.

ومن يملك الاغلبية ستكون له الغلبة، وبذلك تنصف الاغلبية". وأمل "ان يتذكر الساسة في البلد ان السعي الى المكاسب السياسية والانتخابية الخاصة مسموح به في ظل ظروف البلد العادية، وأمام في ظل وضعنا الخطر الذي نعيشه يجب على الجميع ان يغلب مصلحة البلاد ويترفع عن أنانياته وخصوصياته".

وعن سلاح المقاومة، أسف "ان يتحول الى مادة للخلاف والاخذ والرد في وسائل الاعلام ودهاليز السياسة"،

وقال: "انه سلاح طاهر يستحق ان يتوضأ المرء قبل لمسه، وهو الذي فيه نسمة الحرية والعزة، ورجال المقاومة آيات في مصحف، وانه ليؤلمني ان يتحول سلاحكم الى مادة للخلاف والأخذ والرد في وسائل الاعلام ودهاليز السياسة، ان دوركم ليس في أزقة السياسة الداخلية وليس على أبواب الساسة. دوركم في متابعة التحرير وجمع الكلمة حول رايات الجهاد والنداء يملأ حناجر البنادق في برية الجهاد، وتصويب اتجاه القبلة، قبلة الصلاة وقبلة الجهاد. دوركم اكرم من اي يكون حفظ ومنع العدوان واعظم من دور جيش يرابط على تخوم وطن، انتم بعض من بارقة السيف الذي لمع في يثرب فأنار مشرق الارض ومغربها، يجب ان تكون السياسة في خدمتكم لا ان تكونوا في خدمة السياسة.

 وحسبكم هذا العراق يسبح في دم القتل لأنه تخلف عن الجهاد ورفع فرقة السياسة. عندما يخرج هذا السلاح عن كونه سلاحا للمقاومة حينئذ نعتبره خرج. والشعار المطروح هو خارج دائرة المقاومة ولهذا يجب أن تأخذ المقاومة دورها الطبيعي. وفي نظري اذا اخذت دورها تنقذ لبنان من بلاء شبه محتوم".

وعن ورقة التفاهم بين التيار الوطني الحر و"حزب الله"، قال: "ان فيها الكثير من الغموض". وردا على سؤال عما اذا كنا مقبلين على اقتتال داخلي، قال: "انا ضد الحرب اللبنانية، ومع كل الحلول غير العسكرية. ويحرم على كل انسان ان يستخدم سلاحه في اقتتال داخلي. هذا الاقتتال لن ينتصر به أحد، الجميع فيه خاسر ومهزوم وستنتصر اسرائيل بأي اقتتال داخلي وجربنا ذلك قبلا وحصل غزو أميركي - اسرائيلي". وتطرق الى "الزيارات الاميركية والتبشير بالغد الواعد ومداعبة احلام اللبنانيين بالديموقراطية الاميركية"، مؤكدا انه "أمر لا يخفى زيفه على أحد، وهم الداعمون لأعتى الديكتاتوريات في العالم الاسلامي والعربي. وهذه الديموقراطية الفلسطينية النقية تتعرض لأبشع عدوان أميركي واوروبي وتهدد بالجوع والسلاح.

ونشكر الدول التي استقبلت وفود حركة حماس ودعمتها وخصوصا بالمال".

وعن زيارة مقتدى الصدر الى لبنان، قال الشيخ الطفيلي: "كل ما في الامر اني أبلغت في حينه ان السيد يرغب في زيارتي، وحسب ظروف العراق اضطر للعودة. ونسأل الله ان يوفق في دوره لوأد الفتنة".

وناشد "الدول الاسلامية الفاعلة للجم الصراع في العراق، وخصوصا ايران والسعودية، ووقف التنافس والعمل على طمأنة بعضهم البعض والجلوس على طاولة الاخوة الاسلامية والعمل معا لمنع الفتنة ورص الصف". وتوجه الى الشعب العراقي مذكرا "ان بيانات الاستنكار والشجب وان كانت ضرورية لكنها لا تكفي وهو بحاجة الى مجموعة خطوات مهمة لمنع الفتنة وجمع الكلمة"، داعيا الى "نشر ثقافة الاسلام القرآني التوحيدي بين الناس ومحاربة الثقافة والفقه السلطاني التكفيري السني والشيعي، وهذه الثقافة معشعشة وللأسف في النفوس والكتب لدى الطرفين". وختم مؤكدا دعمه للسلاح النووي الايراني، وقال: "انه ليس خطرا على المسلمين بل هو داعم للدول العربية والاسلامية المهددة من شرق الارض وغربها".

 

العماد سليمان التقى رئيس لجنة "الناتو" في البرلمان الاوروبي

وطنية - 27/2/2006 (سياسة) استقبل قائد الجيش العماد ميشال سليمان، ظهر اليوم، في مكتبه في اليرزة، رئيس لجنة "الناتو" في البرلمان الاوروبي باولو كاساكا يرافقه النائب عبد الله حنا ووفد من اللجنة العالمية لتنفيذ القرار 1559، وتناول البحث مساعدة البرلمان الاوروبي للجيش اللبناني.

 

 

شباب "حركة الشعب": من يخضع للتهديد مرة يخضع له كل مرة والتغيير برحيل من تركوا الوطن عرضة "لأجهزة الوصاية"

وطنية - 27/2/2006 (سياسة) أصدر قطاع الشباب والطلاب في "حركة الشعب"، اليوم، البيان الآتي: "أتحفنا نواب الأمة السياديون بالعريضة - المهزلة عن تعرضهم للضغط حتى يوافقوا على التمديد. وعليه، نقول ان ضعفاء النفوس والخانعين لا يعرفون الحرية ومعانيها، والجبناء المستزلمين لا يحق لهم الحديث عن السيادة ولا عن الاستقلال، وفاقدو الاهلية لا يقررون مستقبل وطن ولا يمثلون شعبا، لأن من يخضع للتهديد مرة يخضع للتهديد كل مرة. ونسألهم: هل ناقشتم قرار التوقيع على العريضة عندما فرض عليكم، وهل تجرأ أحد منكم ان ينتفض لكرامته وشرفه فيرفض التوقيع عليها عندما جاءكم الأمر أم خضعتم من جديد؟ ولأن التغيير الحقيقي في لبنان الذي ينشده جميع اللبنانيين يتطلب أولا رحيل كل هؤلاء الذين فرطوا بكل شيء وتركوا الوطن عرضة "لأجهزة الوصاية" كما يسمونها واستباحوا ما تبقى على انه مال سائب تحت ذريعة الضغط واليوم يشرعونه أمام الاميركي وغيره. لنعمل على اسقاطهم واسترجاع كل مؤسسات الدولة بما فيها رئاسة الجمهورية التي فرطوا بها هم انفسهم، لأنهم لن يستقيلوا من تلقاء أنفسهم ظنا منهم انها تمطر الآن".

 

طائرة استطلاع اسرائيلية خرقت الاجواء اللبنانية وصولا الى الشمال

وطنية - 17/2/2006 (امن) صدر عن قيادة الجيش - مديرية التوجيه، البيان الآتي: "عند الساعة 6,10 من صباح اليوم، اخترقت طائرة استطلاع اسرائيلية معادية قادمة من جهة البحر غرب مدينة صيدا اجواء الجنوب، واتجهت شمالا مرورا باجواء الناعمة وبيروت وصولا الى عوكر. ثم عادت جنوبا وغادرت عند الساعة 10,20 من فوق البحر مقابل بلدة الناقورة

 

مجهولون اطلقوا النار على مكاتب شركة هومان في عكار واضرار خفيفة ومسؤولوها اكدوا الاستمرار في انجاز مشروع مياه الشفة في الجومة

وطنية - عكار 27/2/2006 (امن) افاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" في عكار، ان مجهولين اقدموا في التاسعة من ليل الاحد - الاثنين على اطلاق النار من اسلحة حربية على مكاتب وممتلكات وآليات شركة هومان في منطقة ضهر نصار في خراج بلدة ضهر الليسينة والتي تعمل على انجاز مشروع مياه الشفة في منطقة الجومة. وقد اخترقت رصاصات عدة مكاتب مدير الشركة في المنطقة وخزان المياه وسيارة بيك آب خاصة باشركة.

وحضرت عناصر من الاجهزة الامنية من جيش وقوى امن داخلي وباشرت تحقيقاتها بالحادث، لاسيما ان مكاتب الشركة هي عبارة عن "غرف جاهزة" موجودة في هذه المنطقة منذ اكثر من سبع سنوات. وافاد مسؤولو الشركة ان علاقة الشركة مع الجميع جيدة ولا خلافات لها مع اي كان ولم تعترضها اي عقبات منذ ان باشرت عملها في هذه المنطقة،آملين في " ان يأخذ التحقيق مجراه للتعرف على هوية مطلقي النار واهدافهم من وراء هذا العمل"، مؤكدين الاستمرار بمتابعة المشاريع المائية التي تنفذها الشركة بشكل اعتيادي".

 

وزير الاتصالات عرض وسفير الولايات المتحدة العلاقات الثنائية

وطنية - 27/2/2006 (سياسة) استقبل وزير الاتصالات مروان حمادة في مكتبه في الوزارة قبل ظهر اليوم، السفير الاميركي في لبنان جيفري فيلتمان وعرض معه العلاقات الثنائية وشؤون الساعة.

 

النائب دي فريج طالب بتمثيل الاقليات المسيحية في مؤتمر الحوار الوطني

وطنية - 27/2/2006 (سياسة) طلب النائب نبيل دي فريج، في تصريح اليوم، بتمثيل الاقليات المسيحية، المؤلفة من ستة مذاهب مسيحية معترف بها رسميا في الدستور اللبناني، في مؤتمر الحوار الوطني، اذا اعتمد مبدأ اجرائه على صعيد الطوائف اللبنانية، اما اذا كان الحوار يقتصر على رؤساء الكتل النيابية فان الامر يصبح شيئا اخر.

وقال النائب دي فريج "نحن مقتنعون بأن الحوار هو الوسيلة الافضل لحل المواضيع الخلافية المطروحة على الساحة اللبنانية، اما ان يتحول الى حوار بين الطوائف فلا يمكن ان نقبل بتغييب الاقليات المسيحية، والتي تشكل نسبة محترمة من مجموع الشعب اللبناني، ولها حضورها الفاعل ودورها البارز في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية اللبنانية". ولفت الى "ان الدراسات الاحصائية المأخوذة من لوائح الشطب تشير الى ان عدد ابناء هذه الطوائف يزيد على 70 الف ناخب، موزعين على جميع المناطق اللبنانية". وقال:"اما ان يكون الحوار شاملا لجميع الطوائف اللبنانية دون استثناء، واما ان يقتصر على الكتل النيابية وعندها لن يكون احد حجر عثرة في طريقه".

 

الوزير فنيش: حسنا فعلوا بالتراجع عن الاحتكام إلى الشارع إذا كان التمديد غير دستوري فقانون ال2000 يجب أن يسقط

وطنية- النبطية- 27/2/2006 (سياسة) رأى وزير الطاقة والمياه محمد فنيش خلال ندوة في قاعة مدارس المهدي في الغازية أن "رئيس الجمهورية باق في موقعه وهو يمارس صلاحياته الدستورية، ومن واجبه أن يستمر حتى لا يدخل البلد في فراغ أو أزمة"، معتبرا أن "البلد محكوم بالتوافق فلا يمكن لفريق مهما بدا له أنه قوي ويمتلك الأكثرية أن يقرر مصير الوطن وشأنه الاستراتيجي ومستقبله".

وقال: "من الخطير أن ندخل البلد في أزمة عمل حكومية، إذا كانوا لا يريدون الصعود إلى بعبدا فلنتفق على مكان، وإذا تعذر تأمين الحماية الأمنية لهذا المقر فليبحثوا عن مكان يتفق عليه كمقر لاجتماعات مجلس الوزراء، وإذا استمر البعض في التصعيد أو المقاطعة فالبلد لا يحتمل مزيدا من التأزيم".

أضاف: "من المضحك أن نسمع تبريرا من البعض بأن انتخاب الرئيس باطل وغير دستوري وأن ترهيبا مورس سابقا يطعن في موقعية رئاسة الجمهورية. إذا كان التمديد غير دستوري والمطلوب إسقاط الرئيس فإن كل ما ينتج عن مفاعيل بعد التمديد ينبغي أن يسقط أيضا وقانون انتخابات 2000 هو نفسه نتاج المرحلة السابقة وصنيعها. إن حسم خلاف سياسي بالاحتكام إلى لغة الشارع هو أمر في منتهى الخطورة لأن هذا الطريق سيوصلنا إلى أزمات وتصادم وتقويض للاستقرار وتهديد للسلم الأهلي، فحسنا فعلوا أنهم تراجعوا عن هذا الأمر وأعطوا تفسيرا لمواقفهم".

وأسف من "استناد البعض إلى القرار 1559 ومن ثم يتحدث عن السيادة. إنهم يتناسون هذه السيادة عندما يتناولون موضوع رئاسة الجمهورية ويستندون في قراءة غريبة عجيبة أن هذا القرار لطالما تحدث عن موضوع التمديد الباطل وكأن البلد أصبح خاضعا لإرادة خارجية تملي على المواطنين خياراتهم السياسية ورئاسة الجمهورية ومجلسهم النيابي وحكومتهم. إن هذا الكلام لا يتناسب مع مصلحة لبنان ومفهوم السياسة الحقيقية".

وتابع: "إذا كان هناك من يطمع فهذا حقه المشروع، وأن يكون صاحب القرار السياسي في الحكومة والرئاسة هذا حق مشروع ولكن البلد بحسب معرفتنا بتركيبته وتوازنه ونظامه السياسي لا يمكن أن يحكم بمنطق الغلبة ولا يمكن لجهة مهما بدا لها أنها قوية أو كبيرة أن تقرر مصير الوطن. هذا الأمر لن يصل إلى نتيجة ولا إلى شيء، ثم من الذي يضمن أن هؤلاء الذين لم يملكوا جرأة في السابق وكانوا خائفين ولم يستطيعوا تغيير الكثير من المسائل كما يقولون. من الذي يضمن أنهم لم يعودوا خائفين الآن من تأثير جهات أخرى، فهذا كلام يدين أصحابه ويجعل هؤلاء غير جديرين بالتعبير عن إرادة الناس أو تمثيلهم"

 

محفوض يرد على إده حول رفض عون للرئاسة

الأنوار  27 شباط 2006

رداً على ما أدلى به عميد الكتلة الوطنية كارلوس إده أمس الأول من الصرح البطريركي في بكركي حول عدم تأييده وصول العماد ميشال عون الى رئاسة الجمهورية، ردَّ رئيس (حركة التغيير) المحامي ايلي محفوض على إده بقوله: (إن للسيد كارلوس إده كامل الحق في التعبير عن رأيه، كما له الحق في إبداء الموقف الذي يتناسب مع تطلعاته وأحلامه، وحقه هذا حتماً يندرج في إطار أن يؤيد أو لا يريد العماد عون في الوصول الى رئاسة الجمهورية.   وقال إن إده لا يعلم معنى المقاومة، ولا يدري معنى كلمة ملجأ، ولم يشارك أرملة في دفن زوجها الشهيد، ولم يسمع أصوات المدافع، ولم يلملم جراح مَن أصيب برصاص أو شظايا خلال الحرب. أضاف: (ان السيد إده الذي عاد الى لبنان بعد وفاة العمد ريمون إده ليرث حزباً عريقاً تميَّز بمواقفه الوطنية والسيادية طوال عقود، لا يعلم أن الرئيس العماد ميشال عون أعلن حرب التحرير على الاحتلال السوري في 14 آذار 1989، وهو لا يعلم أن معارك شرَّفت لبنان خاضها الجنرال ضد الاحتلال السوري، يوم كان كارلوس يتنعَّم بشمس البرازيل، وهو لا يعلم أن بلدة سوق الغرب مثلاً سطر فيها الجنرال ملحمة تاريخية يوم صدّ الهجوم الشرس عليها، فأين كان السيد إده يومها?! كيف له أن يتهم الرئيس عون بما اتهمه به وهو الظاهر لا يعلم أن النظام اللبناني بأوامر سورية أصدر قراراً بنفي الرئيس عون الى فرنسا لخمس عشرة سنة. وأخيراً نقول للسيد إده، كلامك من بكركي أضرّ بك ولم يؤذِ العماد عون)، وفي المرة المقبلة أقرن أقوالك واتهاماتك بدلائل وإشارات نفهم معناها، بدل أن تطلق مواقف هي أشبه بإشاعات ليس إلا.

 

العماد عون هو الحل لولا هذا (العيب) 

رؤوف شحوري - الانوار  26 شباط 2006 

من يتأمل في السياسة التي تنتهجها قوى الغالبية النيابية والحكومية يجد أنها تشبه (قمع الزيت) المخروطي الشكل... فهي تدخل في القضايا التي تثيرها من دائرة واسعة وكلما توغلت فيها تضيق تلك الدائرة تباعاً الى ان تنحشر في ثقب ضيق. اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري فتح لها دائرة باتساع لبنان، والمنطقة العربية والعالم نظراً لضخامة قامة الرجل السياسية محلياً وعربياً ودولياً، ولهول الحدث في حد ذاته... ولكن هذه الغالبية تجد نفسها اليوم في اطار ثقب صغير يضيق كثيراً على تسريب قوة الدفع الهائلة التي اطلقها ذلك الحدث المفجع من خلال ذلك الثقب الضيق. وكانت القضية العظمى التي تحملها هي المطالبة بمعرفة (الحقيقة) في مسألة الإغتيال النكراء. غير ان الاسلوب السياسي لهذه المطالبة أوقع التحقيق الدولي في كثير من المطبات، وقاد رئيس اللجنة القاضي الالماني ديتليف ميليس الى الاعتذار عن عدم متابعة المهمة، مفسحاً في المجال امام خليفته البلجيكي سيرج براميرتس لقيادة التحقيق باسلوب مختلف. 

انتقلت الغالبية من المطالبة بـ(الحقيقة) في قضية الاغتيال (ودون ان تتخلى عنها طبعاً). الى المطالبة باستقالة رئيس الجمهورية أو اقالته، وهو أمر يحظى بقبول علني او مضمر من غالبية اللبنانيين. بمن في ذلك الاقطاب والسياسيون والقوى الذين يعارضون علناً وظاهراً اجلاءه عن قصر بعبدا على الاقل من حيث الاسلوب. وكانت هذه الغالبية تريد انهاء ولاية رئيس الجمهورية بطرق انقلابية خطرة من شأنها تعريض السلم الاهلي الى اخطار فادحة. غير ان قوى العقل والحكمة اعادت تصويب توجهاتها ورسمت لها طريقاً وحيدة للتغيير باتباع النهج الدستوري دون سواه. وكان ذلك يعني ببساطة ان على قوى الغالبية ان تفتح حواراً وطنياً مع القوى الاخرى وهي تضم شريحة واسعة جداً من الشعب اللبناني، للتوافق على شخص الرئيس الجديد بما يتيح ازاحة الرئيس لحود من القصر الجمهوري. الا ان هذه الغالبية توغلت اكثر نزولاً في سياسة (قمع الزيت)، وحصرت نفسها في حيز أضيق: تريد اسقاط رئيس الجمهورية ولا تريد التفاهم مع الآخرين... 

من هم (الاخرون)? انهم حصراً (التيار الوطني الحر)، وتحالف (أمل وحزب الله). والرجل الوحيد القادر على حل هذه الاشكالية هو تحديداً العماد ميشال عون... أولاً لأنه يتمتع بقوة التمثيل الشعبي المسيحي. وثانياً لأنه الرجل الوحيد الذي تمكن من احداث اختراق مع (حزب الله) وتوقيع مذكرة تفاهم واضحة معه. وثالثاً لأنه الرجل الوحيد القادر على ايجاد صيغة وطنية توافقية تحل معضلة سلاح المقاومة. ورابعاً لانه يتبع اسلوباً ديموقراطياً في عمله السياسي ويملك تصوراً لبناء الدولة المقتدرة التي يمكن لحزب الله ان يتخلى لها عن سلاحه. وخامساً لأنه ينتهج اسلوباً شفافاً في التعامل مع كل الآخرين وهو منزه عن شبهات الفساد. وسادساً لأنه يملك تصوراً اصلاحياً لدولة يجري فيها تفعيل اجهزة الرقابة والمحاسبة. وسابعاً لأنه محاور موضوعي صلب قادر على الوقوف في وجه أية محاولة للوصاية الخارجية من أية جهة أتت. وثامناً لانه الرجل القادر على التأسيس لعلاقات سوية ومتكافئة مع سوريا. وتاسعاً لأنه قائد يوحي بالثقة وقادر على التأسيس لنظام قضائي مستقل، وهما (القيادة والقضاء) ركنان اساسيان لتشجيع المستثمرين والرساميل بالمجيء الى لبنان... والمشكلة الحقيقية للعماد عون هي في خوف بعض الزعامات من تقلص شعبيتهم بوجوده حتى وهو في المعارضة، فكيف اذا وصل الى رئاسة الجمهورية?! وهذا هو أبرز (عيب) فيه... للاسف! 

 

قداس وافتتاح مكتب للتيار في حارة صخر

النهار 27/2/2006: احتفلت هيئة حارة صخر في "التيار الوطني الحر" مساء أمس بقداس إلهي على نية الشهداء الاحياء والاموات، في كنيسة سيدة المعونات – حارة صخر. ترأس القداس الاب لويس البواري كاهن الرعية في حضور اللواء نديم لطيف ممثلاً العماد ميشال عون، والنواب جيلبرت زوين، شامل موزايا، نعمة الله أبي نصر، وكذلك الان عون، جوزف بارود، العقيد فايز كرم، وعدد كبير من اهالي المنطقة وناشطي التيار. بعد قراءة الانجيل، القى الاب البواري كلمة أبرز ما جاء فيها: "لنسع معاً ايها الاحباء لنكون رواد حرية، نتحرر من كل ما يقيدنا في داخلنا، ونعمل للسيادة والاستقلال، وامام الرب لا يمكننا الا ان نقرع صدورنا جميعاً ونعترف بتواضع وصدق بأننا سجناء ونحن نرفع الصلوات ونقدم الذبيحة الالهية من اجل هؤلاء الشهداء الاحياء منهم والاموات علناً نتحرر من الخطيئة وخاصة ونحن مقدمون على زمن الصوم. من هم الشهداء وما هي الشهادة؟ كثر الكلام عن الشهداء وكثر الكلام عن الشهادة؟ وهناك من دنسوا الشهادة والشهداء، بكثرة كلامهم عنها وبما يعيشونه. الشاهد هو الذي يدل بصدق وعمق ارادة الى قيمة معينة في شخص او في شيء، فيعطي الدلالة الواضحة والصريحة". وفي ختام القداس انتقل الجميع لافتتاح مكتب الهيئة الكائن في سنتر وديع الطابق الثالث، اوتوستراد جونية – بيروت، وكانت كلمات لمنسق الاقضية في التيار بيار رفول، ومنسق هيئة حارة صخر توفيق بو نصر، وختامها مع ممثل العماد عون اللواء نديم لطيف، وشددوا على أهمية الناشطين في العمل على رفع مستوى التيار الوطني الحر، مؤكدين ان متطلبات نجاح السلطة تحتم تحصين الأمن وبناء القضاء وتكوين مؤسسات الدولة واطلاق أطر سياسية جديدة حديثة تجمع اللبنانيين بعيداً من الاصطفافات الطائفية والمناطقية، يجب ان نتطلع الى المستقبل بمفهوم سياسي جديد وبعناصر تأخذ بعين الاعتبار حداثة الدولة وترابطها.

 

الغالبية الحكومية تحمل بشدّة على عون وتستغرب حركة رياض سلامه

هيئة قانون الانتخاب تنجز مهمتها غداً درس المشروع الجديد مؤجل إلى ما بعد الحوار

النهار 27/2/2006: الخميس المقبل هو موعد بدء الحوار الذي دعا اليه رئيس مجلس النواب نبيه بري في المجلس لمدة اسبوع او عشرة ايام حدا اقصى. وهذا الاستحقاق بدأ يشغل الاوساط السياسية فيما تتصاعد حملة قوى 14 آذار نيابيا وشعبيا لاسقاط رئيس الجمهورية اميل لحود وان يكن بعض اركان هذه القوى لم يعد يربط هذا الهدف مباشرة بموعد 14 آذار المقبل. غير انه مع انشداد الانظار الى تجربة الحوار المقبلة والتي يبدو ان لائحة المدعوين اليها لم تنجز بعد نهائيا في ضوء تعديلات تجري عليها، يحل منتصف ليل الثلثاء المقبل موعد استحقاق "طارئ" آخر لا يقل اهمية ومن شأنه ان يشكل مادة خصبة جدا للجدل السياسي الواسع خصوصا في هذه الظروف بالذات. ذلك ان الهيئة الوطنية لقانون الانتخاب التي يترأسها الوزير السابق فؤاد بطرس تشارف نهاية المهلة الممددة المحددة لها في نهاية شهر شباط الحالي لانجاز صيغة مشروع

قانون الانتخاب الجديد ورفع تقريرها عن هذا المشروع وعملها على صوغه الذي استمر ستة اشهر ونصف من بينها خمسة اشهر حددت اساسا في قرار الحكومة انشاء هذه الهيئة ومن ثم مددت لها مدة شهر ونصف الشهر لتتمكن من انجاز مهمتها. وسيتعين على الهيئة ان تقدم تقريرها الى رئيس الحكومة فؤاد السنيورة مطلع آذار، وهو موعد يتزامن والتحضيرات الجارية لعملية الحوار في مجلس النواب.

واذ علمت "النهار" ان الهيئة منكبة على وضع اللمسات الاخيرة على المشروع ووضع تقريرها في آن واحد، فان الساعات الثماني والاربعين المتبقية من مهمتها ستشهد بت قضايا حساسة جدا في هذا المشروع من بينها تقسيم الدوائر الانتخابية وعددها وسط معطيات تشير الى مزاوجة المشروع بين تقسيم انتخابي يلحظ الوقائع الديموغرافية والجغرافية والطائفية والنسبية في التمثيل.

ويشكل موعد انتهاء مهمة الهيئة ورفع المشروع والتقرير الى رئاسة الحكومة توقيتا حرجا لتزامنه مع الاستعدادات للحوار مما لا يستبعد معه ان يتم تأجيل البحث في هذا المشروع الى ما بعد  انتهاء اعمال الحوار في مجلس النواب خصوصا ان الآلية التي وضعت لعمل الهيئة لحظت ان تدرسه الحكومة اولا وتضع ملاحظاتها عليه ثم ترسله الى مجلس النواب، مما يفسح في المجال لتأجيل بت المشروع الى ما بعد الحوار لئلا تتداخل القضايا "المصيرية" الكبيرة بعضها بالبعض الآخر ويؤثر مناخ التحضير للحوار على المشروع الانتخابي غير الملحوظ في جدول اعمال هذا الحوار.

في غضون ذلك لم تبت اللائحة النهائية للمدعوين الى الحوار بعد فيما تبدأ من اليوم التحضيرات الادارية واللوجستية والامنية المتبقية لاستضافة هذا الحوار في مجلس النواب حيث يحرص الرئيس بري على توفير المستلزمات الامنية المتشددة والضرورية لحماية الشخصيات المدعوة طوال ايام الحوار.

ولن يعود بري الى بيروت من عمان قبل مساء الاربعاء، اي عشية بدء الحوار، نظرا الى مشاركته في اجتماعات الاتحاد البرلماني العربي. وهو قابل امس العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني. وافادت وكالة الانباء الاردنية "بترا" ان الملك عبد الله اكد خلال لقائه بري حرص الاردن على ضرورة حل "الخلاف بين لبنان وسوريا من خلال الحوار والتفاهم". وذكرت الوكالة ان الملك شدد على "ضرورة ان يحل الخلاف السوري اللبناني من خلال الحوار والتفاهم كي تستعيد العلاقات اللبنانية السورية عافيتها وتتحسن بما يحقق مصالح البلدين الشقيقين ويجنب المنطقة المزيد من التصعيد". وتابعت ان الملك اكد حرص الاردن على ان "يبقى لبنان  الشقيق موحدا وقويا ليتمكن من تجاوز الظروف التي يمر بها" كما عبر عن "اقتناع الاردن بضرورة ان يأخذ التحقيق" الدولي في اغتيال الرئيس رفيق الحريري مجراه "حتى تتضح الحقيقة".

كما شدد على "اهمية ادامة الاتصالات بين المسؤولين الاردنيين واللبنانيين لمساعدة لبنان على الخروج من الازمة التي يمر بها حاليا". اما بري فوضع الملك في "صورة الاوضاع الراهنة على الساحة اللبنانية" مشيرا الى "اهمية الحوار والتلاقي بين كل الفرقاء اللبنانيين للبحث في كل القضايا مثال الخلاف". وقال انه "اطلق مبادرة بهذا الاتجاه للخروج بحل للازمة اللبنانية". واعرب عن "التقدير الكبير لاهتمام الملك بالشأن اللبناني وحرصه على تعزيز العلاقات بين البلدين".

هجوم "مزدوج" /على الصعيد السياسي الداخلي افادت مصادر وزارية في قوى الغالبية النيابية مساء امس ان عمل مجلس الوزراء لن يتعطل وان هناك جلسة ستعقد هذا الاسبوع بعدما استكمل البحث في آلية معينة لاستمرار عمل الحكومة، مؤكدة ان مقر المتحف ليس واردا في المرحلة الراهنة لاسباب امنية.

وكان لافتا ان هذه المصادر شنت هجوما حادا على العماد ميشال عون كما على حاكم مصرف لبنان رياض سلامه، مما اضفى على كلامها بعدا "رئاسيا" واضحا في عز احتدام الحسابات لمعركة رئاسة الجمهورية.

وسألت هذه المصادر عن مبرر جولة سلامه على مراجع سياسية ودينية كان آخرها زيارته للامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله، وسألت: ما هي علاقة حاكم مصرف لبنان بتحركات كهذه؟

اما بالنسبة الى العماد عون فهاجمت المصادر نفسها اسلوبه وقالت انه "بات يصعب مجاراته في مستوى خطابه السياسي الذي اصبح مستهجنا ولافتا اكثر من اي وقت" واعتبرت انه "عندما يريد ان يعبر عن رفضه التظاهر الى القصر الجمهوري ويحذر من الاحتكام الى الشارع يدعو الى التظاهر الى السرايا الحكومية ضمن قالب يحرص على تظهيره انه من باب التحذير لا التحريض".

ورأت ان كلامه عن المجلس الدستوري في غير محله لان الطعون لا تزال قائمة ومحفوظة وهي حق لاصحابها.

اطلاق الصدّيق/ وفي قضية الافراج عن السوري زهير الصديق الموقوف في فرنسا في اطار التحقيق في جريمة اغتيال الرئيس الحريري، اوضح مسؤول قضائي لبناني رفيع المستوى امس "لوكالة الصحافة الفرنسية" ان لبنان لم يتبلغ رسميا قرارا قضائيا فرنسيا يقضي بالافراج عن الصديق. رافضا التعليق على "اخبار صحافية". لكن معلومات افادت ان الصديق لم يطلق بعد في فرنسا، وان ثمة اتجاها لبنانيا للطلب من فرنسا تأمين حماية له ومنعه من السفر ريثما تستكمل اجراءات ابلاغ السلطات الفرنسية بالاجراءات التي اتخذها لبنان مع الامم المتحدة لتشكيل محكمة ذات طابع دولي بعدما رفضت فرنسا طلب لبنان استرداد الصديق. ومعلوم ان غرفة الاتهام في محكمة التمييز في فرساي اصدرت رأيا رافضا لتسليم الصديق بسبب "غياب ضمان بعدم تطبيق عقوبة الاعدام في حقه". وقرر القضاء الفرنسي الافراج عنه بعدما كان اوقف بناء على مذكرة توقيف دولية في 16 تشرين الاول في شاتو في ضاحية باريس في اطار التحقيق في اغتيال الحريري. واستمعت لجنة التحقيق الدولية برئاسة رئيسها السابق ديتليف ميليس الى الصديق وتحدث فيها عن تورط العديد من المقربين من الرئيس السوري بشار الاسد في اغتيال الحريري لكنه عاد وتراجع عن هذه الاقوال. وادعى النائب العام التمييزي في لبنان سعيد ميرزا في تشرين الاول على الصديق بتهمة التدخل في جريمة الاغتيال.

 

دول تطلب تقارير من سفرائها عن التعامل العربي والدولي مع لحود

كتب خليل فليحان: النهار 27/2/2006- لم تعد زيارة رئيس الجمهورية اميل لحود في قصر بعبدا مادة خلاف لبناني فقط بل أصبحت موضع تباين دولي وينأى عن ذلك الدول العربية وايران . الولايات المتحدة الاميركية وفرنسا وبريطانيا تقاطعه أيا يكن مستوى الوفد الزائر للبنان، وروسيا والصين لا تقاطعان.

وأفاد سفير دولة كبرى معتمد لدى لبنان ان وزارة خارجية بلاده طلبت منه تقريرا حول الدول التي تقاطع لحود وأتى السؤال بعد زيارة وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس الخميس الماضي. وطلبت منه ما اذا كان يجب تغيير موقفها في عدم مقاطعته اقتداء بباقي الدول الثلاث الاعضاء الدائمة في مجلس الامن الدولي لا سيما ان رايس طالبت بالتطبيق الكامل للقرار 1559 الذي يتضمن بندا بضرورة انتخاب رئيس جديد للجمهورية الا ان التمديد للحود تم رغما عن الارادة الدولية التي تجسدت بهذا القرار وبضغط سوري مباشر على الرئيس الشهيد رفيق الحريري وعدد كبير من النواب. وأيدت المسؤولة الاميركية تغيير لحود "بطريقة دستورية وقانونية وذلك وفقا للديموقراطية".

ولفت الى أن وزير خارجية بريطانيا جاك سترو تحاشى الاجابة المباشرة عندما زار بيروت لاول مرة عن سبب عدم شمول برنامج لقاءاته لحود الا انه بعد  وقت قصير من معرفته بأن نظيرته الاميركية قاطعت قصر بعبدا كشف انه لم ير من المناسب لدى زيارته بيروت التي دامت اكثر من 48 ساعة مقابلة لحود لكنه دعّم موقفه باشارته الى ان رايس فعلت الشيء نفسه وهي التي كانت قد زارت لحود في اوائل الصيف الماضي وشكلت وقتها صدمة لـ"قوى 14 آذار". ولم يكتف المسؤول البريطاني بالقول ان عدم مقابلته للحود كان امرا صائبا بل انتقد بعنف بقاءه في كرسي الرئاسة واعتبره بمثابة "تقويض لشرعيته" لان في نظره ان "تمديد الفترة الرئاسية للحود تم بقرار سوري". ودعاه الى اتخاذ "قرار الاستقالة بنفسه".

واشار المصدر نفسه الى ان زيارة وزير خارجية ايران منوشهر متقي لبيروت الاسبوع الماضي لم تطرح قضية زيارة لحود او عدم زيارته بل على العكس من ذلك امتدح رئيس الديبلوماسية الايرانية ما يقوم به رئيس الجمهورية ووجه اليه دعوة رسمية لزيارة ايران.

ولاحظ انه قبل زيارة رايس بساعات، طلب النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء القطري وزير خارجية قطر الشيخ حمد بن جبر آل ثاني مواعيد مستعجلة بالهاتف من دمشق قبل ان يقابل الرئيس بشار الاسد فحُددت له على عجل، وأول مقابلة له كانت مع لحود مشيرا الى ان المسؤول القطري حرص على التأكيد انه لا يحمل أي مبادرة للقيام بها بين بيروت ودمشق لكنه شدد على أهمية تحكيم العقل والحفاظ على الهدوء والاستقرار ووقف الحملات الاعلامية بين البلدين.

ولاحظ السفير نفسه  نقطة التقاء واحدة بين وزراء الخارجية الثلاثة الذين زاروا بيروت في اقل من اسبوع وهي الدعوة الى الحوار والتهدئة والتفاهم وانتاج الديموقراطية الا ان رايس أيدت تغيير لحود فيما رفض الشيخ حمد الخوض في هذا الموضوع مباشرة على أساس ان هذه مسألة لبنانية داخلية.

وخلص السفير الى أن دولا كبرى لم تنضم الى المطالبة بتنحية لحود وان الدول العربية لم تقاطعه فالمملكة العربية السعودية وجهت اليه دعوة رسمية للمشاركة في القمة الاسلامية التي كانت قد عقدت في مكة والسودان دعته للمشاركة في القمة العربية الدورية في 28 و29 آذار المقبل مما يعني ضرورة مراجعة الوضع بدقة.

 

في حضور ممثلين للتقدمي و"القوات"و"حزب الله""التيار الوطني"افتتح مكتباً في ابل السقي

هاشم: الاهم استعادة اللبنانيين في اسرائيل

مرجعيون - "النهار":27/2/2006: افتتح "التيار الوطني الحر" اول مكتب له في المنطقة الحدودية، وتحديدا في بلدة ابل السقي التي باتت مقرا لمنسقية منطقة مرجعيون - حاصبيا.

تميز اللقاء بحضور عدد كبير من ابناء المنطقة ومشاركة كثيفة للاحزاب، ومنها الوفود من"حزب الله" والحزب السوري القومي الاجتماعي والحزب الديموقراطي اللبناني وحركة "امل" وممثلون  للحزب التقدمي الاشتراكي والحزب الشيوعي وتيار "المستقبل" و"القوات اللبنانية" والكتائب، واللافت انه للمرة الاولى في تاريخ المنطقة يجمع حدث سياسي مماثل الاتجاهات السياسية والمذهبية والطائفية، مما ترك انطباعا ايجابيا لدى ابناء البلدة. وتجمّع المناصرون باللون البرتقالي امام مكتب "التيار"، في انتظار وصول ممثّل النائب العماد ميشال عون النائب عباس هاشم واللواء عصام ابو جمرا والمنسّق العام لـ"التيار" بيار رفول، ثمّ انتقلوا الى مجمّع دانا السياحي حيث أُلقيت الكلمات، في حضور راعي ابرشية بانياس ومرجعيون للروم الكاثوليك المطران انطوان حايك وممثل المطران الياس كفوري الاب فيليب حبيب وممثلين  للنواب انور الخليل ومحمد حيدر وعلي حسن خليل ووفد من "حزب الله" يتقدّمه المسؤول عن القطاع الشرقي عباس قدوح والمسؤول عن لجنة التنسيق والارتباط في الجنوب حسين عبدالله، ورؤساء بلديات ومخاتير وفاعليات تربوية ودينية. وبعد كلمة ترحيبية للمسؤولة الاعلامية في المكتب دنيز مقلد، القى منسّق "التيار" في المنطقة فادي ابو جمرا كلمة قال فيها: "آمن التيار الوطني الحر مع سائر الاحزاب بأن في الحوار وحده تنشأ حالة لبنانية واحدة تحمي الاحزاب تحت مظلة الوطن وليس خارجها، وآمن بأن الاعتراف بـ 19 طائفة في لبنان يؤدي الى احترام الطائفة في الوطن. نحن نسعى نحو هدف محدد هو اعادة الدولة الى جميع ابناء الوطن كي تكون الدولة في خدمة المواطن، ونحن نرفض تجارة الخدمات، فالخدمات واجب انساني وليست هدفاً نهائياً".

تلاه رفول الذي اشاد بدور المقاومة، مشدّدا على "اهمية مكتب التيار في المنطقة"، وقال: "نفتح مكتبا في منطقة تحررت  بسواعد المقاومة اللبنانية، ونرى ان الوحدة الوطنية بكل ابعادها متجلية في الجنوب، وهذا المكتب سيكون احدى دعائم الوحدة الوطنية لان الاساس الاول بعد التحرير والتغيير هو تعزيز وحدتنا، لذا نقول ان التيار حزب لبناني، ووحدهم اللبنانيون  قادرون على ان يقدّموا نموذجاً للعيش المشترك في هذا العالم المتفجر، وعلينا جميعاً ان نطوي صفحة الماضي والعذاب والقهر اكراماً للذين استشهدوا وتيتموا وترملوا وتهجروا"(...). واذ اشار الى ان "الحرب انتهت وجميع المحتلين اصبحوا خارجا، وهدفنا السلم وليس الحرب"، اوضح انه "عندما جلسنا مع حزب الله وضعنا امامنا هذه الاسس: نريد ان نحبّهم ونعطيهم ثقتنا ونبرهن لهم اننا مخلصون وسندافع عنهم حتى النهاية، وهم برهنوا لنا الاسس نفسها، وهكذا وقّعنا ورقة تفاهم ولا احد يفكر في ان فريقاً تنازل للاخر انما تنازلنا معاً للبنان وللبنانيين". ودعا الجميع  "للجلوس على الطاولة ووضع كل الملفات للخروج بورقة واحدة تحمي الوطن".  

بدوره، رأى هاشم ان "الاهم هو اخذ القرار باستعادة اللبنانيين الموجودين في اسرائيل، وما اجمل هذه التعددية الجمالية التي وحدها تنقذ لبنان، لان الوطنية الفعلية توحد ولا تفرق، وتضع نصب عينيها اهداف لبنان السامية ليعود النفع بالخير على جميع اللبنانيين، وهنا نتذكر عبارة العماد عون الشهيرة:  يا شعب لبنان العظيم الذي يستمر في نضاله من اجل وحدة لبنان، وهو ما فتئ يدعو الى الحوار الخالي من كل زيف".

واعتبر ان "واضعي ورقة التفاهم  تقدّموا اشواطا بغية استعادة اللبنانيين الموجودين في إسرائيل لما لهذا المشروع من أثر بالغ في توطيد عرى الوطنية وجلاء الحقيقة التي تنصف المحقين وتجازي العملاء".

وقاطع الحاضرون اكثر من مرّة النائب هاشم ليهتفوا باسم العماد عون مطالبين به رئيسا للجمهورية، فردّ عليهم: "الرئيس العماد ميشال عون". وفي الختام، نوّه ابو جمرا "بجهود ابناء المنطقة الذين صمدوا وناضلوا في سبيل لبنان سيد حر ومستقل، فهم مثال التضحية والعيش المشترك ولم يوقعوا عرائض الذل، لانهم  ناضلوا حتى تحررت المنطقة، والعماد عون كان معهم".

 

داود الصايغ محاضراً عن "الطائف بعد فك الارتهان":

القرار اللبناني الشعبي لا القرارات الدولية أخرج سوريا

النهار 27/2/2006: أبرز المستشار السابق للرئيس رفيق الحريري الدكتور داود الصايغ اهمية خروج القوات السورية من لبنان بفعل "القرار اللبناني الشعبي وحده وليس بفعل القرارات الدولية او العربية".

جاء كلامه خلال مؤتمر "الرئيس الشهيد رفيق الحريري: معالم الدور ومعاني الشهادة" الذي نظمه قطاع التربية والتعليم العالي في تيار "المستقبل" في قصر الاونيسكو، في الذكرى السنوية الاولى لاستشهاد الرئيس الحريري. وقال: "يوم كان لبنان مرتهنا كان اتفاق الطائف اسيرا.

كان الاتفاق معدا لفك الارتهان، لاطلاق لبنان من منطق الحروب المفروضة وممارسات تحويل لبنان الى ساحة، من هزيمة الاستسلام وذل الفرقة وشماتة الشامتين بفشل الصيغة، الى رحابة الافق الذي تقوم عليه التجربة اللبنانية، وسعة الفكر التي لا تحد، وثراء التبادلات على انواعها.

سعى اتفاق الطائف في خريف 1989، لان يعبر بالنص وبالروح عن ثوابت وعن تحولات، عن ترسيخ للموروث الوطني وتطلع واعد الى الغد. فضمن وثيقة الوفاق الوطني خلاصة ما انتهت اليه مشاريع الحلول التي توزعت على سنوات الحرب، ان على صعيد الواقع المجتمعي، او في ما يعود الى بناء دولة الحرية والتوازن والمساواة، وبما رمت اليه من تحقيق اكبر قدر من الوفاق الوطني، كأنها انتقال كامل من حال الى حال، على ما كان هنالك من ثغر بانت فيما بعد، وبما كان منتظرا ان يظهر من اعراف تثبت التجربة الجديدة وتصون مسارها. وكان من ابرز ما لحظه اتفاق الطائف ايضا انسحاب الجيش السوري حتى نقاط معينة في ايلول 1992، اي بعد سنتين من وضع الاتفاق موضع التنفيذ. فاذا بهذا الانسحاب يتأخر 13 عاما، ولم يحصل الا على وقع المأساة التي ضربت لبنان في 14 شباط 2005 باستشهاد الرئيس رفيق الحريري.

واذا كان الكثيرون يعرفون لماذا لم يتم الانسحاب في حينه ويتداولون المبررات التي رافقت الاحجام السوري عن الانسحاب طوال سنوات – وهي اسباب لا مجال لتردادها وللتوسع فيها هنا – فقد كان لافتا في هذا الصدد ما قاله الرئيس السوري بشار الاسد في خطابه في جامعة دمشق يوم 10 تشرين الثاني 2005: "(...) لم تكن مشكلتنا بالنسبة الى البقاء او عدم البقاء في لبنان، هي القرارات الدولية، كانت المشكلة موافقة الشعب اللبناني او عدم موافقته. وما حصل بعد اغتيال الرئيس الحريري هو انقلاب جذري في المواقف لدى بعض فئات المجتمع اللبناني التي اندفعت بحالة عاطفية، غرر بها الاعلام اللبناني او بعض المسؤولين اللبنانيين، فكان القرار في ذلك الوقت هو الانسحاب فورا ولم نعلنه".

وهكذا يبدو، بالمقارنة السهلة انه، اذا لم تكن القرارات الدولية عائقا امام السياسة السورية في لبنان، فكذلك كانت القرارات العربية، وهو ما يفسر التأخير الكبير في الامتثال لما تم التوافق عليه عربيا في اتفاق الطائف.

فقد كان القرار اللبناني الشعبي وحده، باعتراف الرئيس السوري، هو الذي حمل سوريا على الانسحاب لا القرارات الدولية ولا احكام اتفاق الطائف.

حصل كل ذلك لانه كان هنالك مرجعية احادية اشرفت على تطبيق الاتفاق، وهو اشراف تدرج حتى اتخذ مع الوقت، وبخاصة في السنوات الاخيرة شكل الحكم المباشر، التي انتهت الى الماساة الكبرى باستشهاد الرئيس رفيق الحريري وبعد ذلك القرار الفج بالتمديد لرئيس الجمهورية، وادت الى التطورات المصيرية التي جرت في لبنان في سنة 2005، ولم نشهد نهايتها بعد، لان الاحداث لم تنته والتحولات ما زالت جارية، وكان آخرها ما شهدناه في 14 شباط 2006، من تجديد اكثرية من اللبنانيين ليس فقط للوفاء، بل للخيارات الاساسية التي اطلقها تجمع 14 آذار التاريخي. واذا كانت الاصوات تتعالى اليوم للعودة الى العمل بموجب اتفاق الطائف، فما ذلك الا دعوة للعودة الى الاصول. في كل مرة تبدو فيها الامور في لبنان خرجت عن المسار الطبيعي، اي عن المسار الواجب اتباعه والذي يفترض الا يحيد عنه كل من يعرف معالمه جيدا، يحدث دائما تصحيح عنوانه حسن الوفاء للأصول.

فكما حدث خروج عن الميثاق الوطني مع الحروب المتتالية الى درجة تساءل معها البعض عما اذا كان ذلك الميثاق قد سقط، علما بأنه الميثاق الذي اسس للاستقلال عام 1943، كذلك رافقت التساؤلات وثيقة الوفاق الوطني المعقودة في خريف 1989، والتي تم وقف اعمال القتال بموجبها وبداية العودة الى السلام، فلحقتها المشوهات المختلفة من سوء التطبيق وانتقاء بعض بنودها دون غيرها، ما جعل الدعوة الى العودة اليها في الوقت الحاضر عنوان العمل السياسي للمستقبل. لان لبنان لم يتسن له حتى الان تطبيق اتفاق الطائف بالروح والنصوص التي انطوى عليها.

فلبنان اليوم، في طرق العودة الى ذاته، انما يعود الى المرجعية التي لا يمكنها ان تكون على صعيد عمل المؤسسات الا الدستور. بكون مرجعية الدستور، حين تكتمل تلك العودة، تحل بصورة طبيعية ونهائية محل المرجعية الاخرى التي اشرفت على تطبيق اتفاق الطائف منذ بداية العمل فيه رسميا في ايلول 1990، وهي مرجعية دمشق، تبعا للدور الذي كانت سوريا تقوم به في لبنان منذ عام 1975. اتفاق الطائف لم يكن اتفاق هدنة هدفه وقف الحرب واعمال القتال، بل انه اسس لبنان جديد، على ضوء تجارب الحرب كلها، واستنادا الى طروحات الاصلاح، واستخلاص العبر التي رافقت سنوات القتال الطويلة ومحنة اللبنانيين في حياتهم وارزاقهم وامنهم. اذا نجحت المحاولات الرامية الى حمل رئيس الجمهورية على التنحي، فاننا سننتخب، لاول مرة منذ عام 1989، رئيسا للجمهورية على اساس مواصفات اتفاق الطائف والدستور المنبثق منه.

هل هذا كل شيء؟ لا. لكنه امر بالغ الاهمية. امر مهم ان ننتخب رئيسا انتهى التعديل الدستوري الى رسم صلاحياته وفق مفهوم جديد، وليس وفق الدعم الذي اعطي للرئيس الحالي، من خارج الدستور كما شهدنا، بحيث وضعت كل السلطة لديه، الى حد انه ترك لرئيس الحكومة كما يعرف الجميع، المجال الاقتصادي فقط على ان تضرب كل مشاريعه بعد ذلك كما حصل لمؤتمر باريس – 2، بينما السياسة والامن لرئيس الجمهورية، وذلك في عملية توزيع اعتباطية للصلاحيات، دلت على ان اتفاق الطائف واحكام الدستور لم تكن في رأس اهتمامات تلك المرجعية التي تولت الاشراف، كما جرى الحديث، على التوازنات، بعدما فهمت التوازنات تلك بأنها توازنات اشخاص واحجام لا مجموعات، وفي الوقت الذي عالج فيها اتفاق الطائف تلك التوازنات. وبصرف النظر عما اذا كانت صلاحيات رئيس الجمهورية انتقاصا من صلاحيات سابقة ام اضافة مواصفات جديدة اليها – وفي اتفاق الطائف رؤية متكاملة لاعادة توزيع الصلاحيات كما سنرى – الا ان الاحتكام الى الدستور، وهو مرجعيتنا بعدما انتهى دور مرجعية دمشق، يتطلب منا التزام ما ورد فيه نصا وروحا، وبخاصة لان في لبنان تراثا دستوريا يعود الى عام 1926 وصل، في الذاكرة الجماعية اللبنانية، الى حد الاندماج العميق بين الكيان والدستور، بكون ولادة مزدوجة حصلت للدولة وللدستور في وقت زمني واحد بين 1920 و1926. فلبنان يلتزم دستورا تم تعديله عام 1990، وهو من احد اقدم الدساتير المعمول بها في العالم. واننا تاليا نعرف ما هو الدستور وما هي قواعد العمل فيه، وكيف نجعله مرجعا لكونه الكتاب الاسمى. وليس هنالك غير لبنان من بين دول المنطقة، من ترقى فيه الحياة التمثيلية الى القرن التاسع عشر، حين عرف نظام الاستقلال الذاتي مع نظام متصرفية (1861 – 1915) في الوقت الذي كان فيه الآخرون خاضعين لنظام الولاية.

ان مبادئ وثيقة الوفاق الوطني، في ما يعود الى الاساس، لم تخرج عن مبادئ الميثاق الوطني. وان اي دارس او باحث في الشأن اللبناني وفي مرتكزات النظام السياسي يلاحظ تشابها عميقا بل تطابقا بين الخطاب الذي ساد مرحلة الاستقلال والفترة التي عقبته، والخطاب الذي ساد بعد الاتفاق على وثيقة الوفاق الوطني. وذلك من حيث تأكيد الرغبة في الوطن الواحد، والعيش المشترك، الى الحد الذي تم تثبيته في الدستور الذي جاء في مقدمته ان "لا شرعية لأي سلطة تناقض ميثاق العيش المشترك"، بعدما جاء في مطلع المقدمة "ان لبنان وطن نهائي لجميع ابنائه" وانه "عربي الهوية والانتماء" (...) وان نظامه ديموقراطي برلماني، يقوم على احترام الحريات العامة وفي طليعتها حرية الرأي والمعتقد" وان نظامه الاقتصادي حر، وارضه واحدة لكل اللبنانيين... لا تجزئة ولا تقسيم ولا توطين.

الميثاق الوطني تضمن الكثير من ذلك دون ان تكون هذه المسلمات مدونة دستوريا.

فهل يمكننا القول ان اتفاق الطائف كرس الثوابت التي عاش عليها لبنان منذ استقلاله وحتى تاريخ وضع وثيقة الوفاق الوطني، وكذلك كرس الاعراف العائدة الى صلاحيات رئيس الجمهورية في واقع ممارسة السلطة التنفيذية والعلاقة بين رئيسي الجمهورية والحكومة؟

اتفاق الطائف الذي حقق وقف اعمال القتال رمى في الوقت نفسه الى تحقيق المصالحة الوطنية على قاعدة عيش مشترك فاعل وبنّاء. لكنه، اذا لم يلحظ آلية لتلك المصالحة، فان اخذ الاتفاق بمجمله، والتزام روحه والعمل على سلامة تنفيذ بنوده هي الكفيلة بتحقيق تلك المصالحة، لان الموافقات التي تجمعت حول ذلك الاتفاق دوليا واقليميا، ومن مختلف القوى السياسية والمراجع الروحية داخليا، كانت، ولا تزال تسمح بذلك. ولعلنا لا ننسى ان مآخذ الكثيرين ومنهم البطريرك مار نصرالله بطرس صفير تركزت طوال سنوات على التنفيذ الانتقائي لبنود اتفاق الطائف، لان الحرب اذا كانت حالة خروج عن الدستور، فان الانتقاص والانتقاء من الاحكام الجديدة للدستور رافقت ممارسات السنوات السابقة التي حدثت فيها حالات سافرة للخروج عن الدستور. وهذا يذكرنا بالمواقف المتكررة لمسؤولين كبار تحدثوا طويلا عن دولة القانون والمؤسسات، دون ان يعرفوا ما معناها، وان لها تحديدا دقيقا في القانون.

اما الذين ظنوا او خيّل اليهم في وقت من الاوقات ان تقليص صلاحيات رئيس الجمهورية يشكل انتقاصا من طمأنينة المسيحيين، فقد غاب عن بالهم ان تلك الصلاحيات لم تحم احدا في سنوات الحروب والقتال، وان سوء استعمالها من البعض، كما يشهد التاريخ على ذلك، كان من عوامل التوترات، لان صلاحيات رئيس الجمهورية لم تكن موضوعية لكي تمارس. فقد ذكر فؤاد بطرس في محاضرة له عام 1961 ما يلي: "ان صلاحيات رئيس الجمهورية مهمة، وينبغي ان يلجأ اليها في بعض الظروف، لكن الاصرار على استعمالها غالبا ما قد يؤدي الى اضعاف المؤسسة الرئاسية نفسها (...)".

فضمان الجميع داخل الوطن والدولة، وليس فقط ضمان المسيحيين، هو في النظام الحر. الضمان هو في الحرية، والرئيس رفيق الحريري كان في طليعة من ادركه حين قال ان وثيقة الوفاق الوطني هي جسر نعبر به الى دولة الحرية والتوازن والمساواة. انه ذكر الحرية في البدء.

انها كانت في البدء، وهي ترافق لبنان ما دام موجودا بكيانه ووحدته وعيشه المشترك ودولته.

هل الطائف والدستور والمنبثق منه مثاليان؟

ليس هنالك من دساتير مثالية في العالم، حتى تلك التي يصنعها اكبر علماء الدستور. فهي تأخذ مع الوقت ومع الممارسة ومع انطباقها على الواقع صورة المجتمع الذي تهدف لان تعالج اموره.

واتفاق الطائف لا يشذ عن هذه القاعدة. فهو ما زال واعدا، اولا بالاجماع عليه، وثانيا بالقدرة على حسن تطبيقه بعد سنوات الارتهان والاسر.

اما وقد تم فك الارتهان وخرج لبنان من الاسر، فوثيقة الوفاق الوطني هي على موعد متجدد مع الغد".

صافي

وتحدث ايضا خلال الندوة، التي ادارها الدكتور مصطفى متبولي، عضو قيادة الحزب التقدمي الاشتراكي وليد صافي، فاعتبر ان "صيغة الوفاق الوطني التي اقرت في الطائف عام 1989، لم تشكل قطعا مع الميثاق الذي اعتبر في الاساس صيغة للعيش المشترك، بل تبنت الوثيقة في شكل اساسي روحيته القائمة على التوافق كمبدأ لادارة الحكم وعلى توزيع السلطة بين الطوائف والمذاهب. هذه الصيغة تم التمسك بها بارادة سياسية واضحة في الطائف الذي اقر بنزع الشرعية عن السلطة التي تناقض العيش المشترك. وفي هذه المبادئ الميثاقية التي شكلت الروابط المتينة بين الميثاق الوطني والطائف، يظهر انتماء الرئيس الحريري الى المشروع الوطني القائم على الانفتاح والاعتدال، كما يظهر رهانه على المستقبل الذي ارتكز الى المبادئ التي حددت في وثيقة الوفاق الوطني، لا سيما ما يتعلق منها بالمسائل الميثاقية والسيادية".

اسكندر

وتلاه الخبير الاقتصادي مروان اسكندر عن "رفيق الحريري ومبادراته الاقتصادية"، وقال: "رفيق الحريري اراد تحقيق اهداف متعددة تخدم الاقتصاد اللبناني وتفسح فرص العمل والاكتساب للبنانيين. وهو لم يقبل على العمل وامامه خطة مرسومة، بل بدأ من اعادة الاعمار، وكان يريد بما هو متوافر او قد يتوافر ان يحقق للبنان خلال عشر سنوات الانجازات الآتية: ان يصبح لبنان المركز العربي الاول للتعليم العالي والاختصاصي والمهني، ان يكون المركز الاستشفائي المقصود عربيا، ان يتمتع بأزهى عاصمة وان تكون شروط العمل والاقامة جاذبة للشركات الكبرى وممثليها، وان يكون المركز المالي الاكثر نشاطا وتواصلا مع الاسواق الدولية والاقليمية، ان تكون زراعة لبنان متخصصة بالمتنجات ذات القيمة المرتفعة، ان يكون متمتعا بمياه نقية وبقدرات سياحية مستندة الى  توافر عنصر المياه فيه، ان يكون مركز المؤتمرات الاقليمية والدولية، ان يكون سابقا في المعاصرة، وان ينجز اتفاقات مشاركة وتجارة حرة في محيطه العربي ومع السوق الاوروبية، ويكون عضوا فاعلا في منظمة التجارة العالمية، ان يكون سيدا حرا مستقلا قادرا على اتخاذ قراراته من دون هيمنة او توجيه – وهذا الهدف جعل حياة رفيق الحريري هدفا للمجرمين".

كشلي

وتحدث ايضا محمد كشلي عن "الاصلاحات السياسية الحريرية": "لم يكن الرئيس الحريري يمارس التنظير ولا كان من اصحاب الشعارات الطنانة ولا من زعامات الخطابات الحماسية والمتطرفة، ولا كان من الزعامات الطائفية، انما كان يمارس الممارسة السياسية العملية على ارض الواقع السياسي والاجتماعي والاقتصادي المنهار الذي سببته حروب لبنان المستمرة لأكثر من 15 عاما وواقع احتلال اسرائيل لجزء من اراضي لبنان، وواقع الوجود العسكري والسياسي والامين السوري على لبنان، والوصاية على الحياة السياسية اللبنانية التي وصلت الى ذروتها من السنوات الخمس الاخيرة في الهيمنة السورية وبأدوات ومنظمات واحزاب واشخاص وقضاة واداريين. وتركت "اللعبة الديموقراطية" في مساحة هذا السجن الكبير. وبالتالي لا اصلاح في كل مجالاته لان الديموقراطية مفقودة واللعبة السياسية مقيدة".

 

حزب الله": المقاومة باقية بدورها وسلاحها وجاهزون للحوار في الملفات السياسية

بعلبك – "النهار": النهار 27/2/2006- خرّجت "المقاومة الاسلامية" و"حزب الله" دفعة جديدة من المجاهدين في احتفال اقيم في مقام الامين العام السابق للحزب السيد عباس الموسوي في النبي شيت، انتهى بمهرجان خطابي في حسينية النبي شيت حضره النواب اسماعيل سكرية، نوار الساحلي وحسن يعقوب وفاعليات ووفود. واعتذرت الجهة المنظمة من الاعلاميين عن عدم استقبالهم بعدما وجهت اليهم الدعوة قبل ايام، اذ تبدل الموعد ولم يسمح بالتصوير في المقام سوى لتلفزيون "المنار". وتحدث ياسر الموسوي نجل السيد عباس الموسوي فجدد العهد والوفاء لوصية والده في "حفظ المقاومة التي صارت شعارا والكل يحميها بالدماء والتضحيات لانها النموذج رغم الاصوات النشاز التي تتنكر لها". والقى رئيس المجلس التنفيذي في الحزب السيد هاشم صفي الدين كلمة تناول فيها "مناقبية الشهيد الموسوي وجهاده وايمانه وتواضعه، فهو الذي اسس المقاومة التي كانت لها انجازات ولا تزال تتحمل وتقدم التضحيات وتصبر، وقد تجاوزت كل المعادلات.

وليعرف الجميع ان المقاومة باقية بدورها ووظيفتها وسلاحها ومجاهديها والتضحيات لن تتبدل وستبقى حاضرة وقوية، ولا يمكن اي جهة سواء داخلية موعودة خارجيا او غيرها في الخارج ان يستطيع احداث تراجع ما عند الناس والجمهور الحاشد العريض عن احتضانها . هناك بعض الذين يهربون من الحوار او لا يريدون ان يدخلوا فيه لانهم يعرفون جيدا ان المقاومة تمتلك منطقا قويا في الدفاع عن الوطن والناس والوحدة الوطنية وتحمل مشروعا وقضية للجميع وسلاحها من اجل ذلك، وهي حاضرة للحوار في كل الملفات السياسية حتى يعرف اللبنانيون كل الامور والاحداث، رغم من يتحدثون بلغة ميليشيوية، وخطابات تؤجج الصراعات الطائفية".

 

سليم عون: الحوار مع الاشتراكي متقدّم من يرضخ للضغط لا يستحق الثقة

النهار 27/2/2006: اعتبر النائب سليم عون ان "العريضة النيابية عن التمديد بالاكراه تدين موقعيها،  والمطلوب توقيع عريضة تطالب باستقالة هؤلاء النواب لان من ضغط عليه بالامس ورضخ للضغوط، لا شيء يمنع رضوخه مجددا في المستقبل، لذا يتعين ان يرحل هؤلاء النواب لانهم لا يستحقون ثقة شعبهم".

تحدث عون في محاضرة عقدت في كنيسة الصليب في بلدة رعيت، بعنوان "نهج التيار الوطني الحر حاضرا ومستقبلا"، نظمتها هيئات بلدات القطاع الشرقي في زحلة، ورأى ان "هناك ضرورة للتذكير بثوابت التيار الوطني الحر منذ انطلاقته، وخصوصا في ظل الحرب الاعلامية والشائعات، ولا بد من الرد بهدوء وبرودة اعصاب وصفاء لان مواقف التيار تشرفه".

واكد ان "موقف التيار في مسألة رئاسة الجمهورية معروف منذ زمن، وهو اليوم يدعو الى التفاهم على مرحلة ما بعد رحيل الرئيس اميل لحود، لاننا نعتبر ان الطريق الدستورية لاقالة لحود مقفلة، انما يمكن الوصول اليها عبر التفاهم". واذ شدد على "ضرورة  البحث في الجمهورية المطلوبة اولا "، سأل "هل تريدون جمهورية حقيقية ام مزرعة؟ دولة قوية ام ضعيفة؟ وهل تريدون رئيسا مقاوما للاحتلال ام مقاولا؟ سيدا ام عبدا؟ ان هدف التيار ليس خاصا لانه يتطلع الى بناء دولة قوية لا يهاجر فيها ابناؤها، ولا بد من الاستفادة من تجارب الماضي". وعن ورقة التفاهم مع "حزب الله"، اشار الى "انها تعكس ارادة لبنانيين جلسوا ضمن الحدود اللبنانية، ولم تتضمن  الورقة بندا خارج اطار المصلحة اللبنانية، وروحيتها لم تكن تجارية تعكس مكسبا او خسارة، بل هي محض وطنية، وتتضمن فكرا منفتحا لاننا مصرون على عدم العودة الى خطوط التماس، وهي ليست تحالفا في وجه اطراف لبنانيين بل بداية حوار يجب ان يشمل الجميع، ومن يملك اقتراحا لمعالجة سلاح حزب الله افضل مما ورد في الورقة، فليقدمه بدل ان يشتمنا".

واذ قال ان العلاقة بين البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير والنائب العماد ميشال عون "في افضل حال، وخصوصا بعد اكتشاف البطريرك ان من حماهم بعباءته طعنوه في الظهر"، لفت الى ان "حوار التيار مع الحزب التقدمي الاشتراكي متقدم، والنائب وليد جنبلاط يمثّل فئة مهمة".

 

هل يتوافقون عليه رئيساً ؟

بقلم ابرهيم عبده الخوري – النهار 27/2/2006

برهنت الايام الاخيرة ان التوافق في لبنان هو سيد الاحكام. ولبنان قام منذ الاستقلال وحتى اليوم على الشراكة بين جميع ابنائه. وعندما تشتد الازمات، وتتفاقم الامور بينهم، ينبري العقلاء للدعوة الى اعتماد لغة الحوار توصلا الى التوافق على مسلمات جوهرية تقي البلد اخطارا تصيب الجميع.

والتوافق جنّب منطقة بعبدا – عاليه معركة انتخابية بل جنب المسيحيين هذه المعركة. فأتى بالدكتور بيار دكاش نائبا عنها خلفا للنائب الراحل الدكتور ادمون نعيم.

والدكتور دكاش – وليهنأ في مقعده النيابي المقبل – هو ابن بجدتها. كان نائبا عن منطقة بعبدا لسنين خلت. فخدم ابناءها برموش العين. شرّع عيادته الطبية امام الجميع، ولم يتقاض اجرا، وقدم الدواء مجانا في حال توفره لديه. لقد احسنت الفاعليات السياسية عندما توافقت عليه ليكون نائبا في هذه الظروف الصعبة والدقيقة التي يعيشها الوطن حاليا. وعساها تحسن التصرف وهي تبحث في موضوع رئاسة الجمهورية.

اشتد الصراع على بقاء او عدم بقاء رئيس الجمهورية اميل لحود في سدة الرئاسة الاولى. فئة تعمل ضمن القوانين الدستورية وتهدد بنزول قوى الرابع عشر من آذار الى الشارع لتنحيته عن الرئاسة. وفئة اخرى ترفض الاحتكام الى الشارع وتهدد بشارع مضاد ومقابل، والنتيجة سفك الدماء وجر البلد الى المجهول.

وامام هذه التداعيات، والبلد على مفترق خطير، لا بد من طاولة تجمع كل الافرقاء السياسيين لقول الكلمة الفصل في موضوع الرئاسة الاولى. واذا تعذر جمع كل الافرقاء، فجمع الافرقاء الاساسيين لن تكون امامه صعوبة. والتوافق بينهم على اسم معين لرئاسة الجمهورية يهدئ من غليان النفوس في هذا الموقع وتلك الجهة، ويقود البلد الى شاطئ الامان. كفى اللبنانيين خضات واهتزازات وتشنجات سياسية وامنية واقتصادية واجتماعية. انهم ينشدون الاستقرار والهدوء في بلد منارته الفكر السياسي العقلاني، والعيش المشترك صمام الامان للبلد الحر، السيد، المستقل. وليكن التوافق الذي جاء بدكاش نائبا امثولة للجميع. واذا حصل توافق على اسم رئيس الجمهورية، فهل يصل دكاش الى الرئاسة الاولى؟

ولم لا؟ فهو سيكون "همزة وصل بين كل اللبنانيين". وهو سياسي مخضرم وان لبس ثوب الطب.

 

ماذا سمع نصر الله من حاكم مصرف لبنان الطامح إلى أن يكون <<حاكم لبنان>>؟

لحود يمتص <<الموجة الأولى>> من الهجوم في انتظار 14 آذار

عماد مرمل –السفير 27 شباط

 قبل قرابة الأسبوعين، وتحديدا في 14 شباط الماضي، بدأت قوى الاكثرية مجتمعة <<هجوما حاسما>> لاسقاط رئيس الجمهورية إميل لحود، وتهيأ لبعضهم آنذاك ان <<النزهة>> الى قصر بعبدا لن تستغرق وقتا طويلا في ظل المناخات السائدة، مفترضا ان الحملة ضد لحود ستولّد بمجرد ان تنطلق دينامية جارفة لا بد من ان تساهم تلقائيا في إنضاج الشروط الدستورية والشعبية اللازمة للإطاحة برئيس الجمهورية <<المحاصَر>>، فكيف إذا توافرت لهذه المهمة، عدا عن الزخم الداخلي، مظلة دولية تمتد من واشنطن الى باريس مرورا بلندن. ولكن يبدو أن التفاؤل الذي أشاعته الحسابات على الورق قد تضاءل مع المباشرة في التطبيقات العملية، وهذا ما دفع أشد المتحمسين لاسقاط لحود الى التملص من المواعيد القريبة التي ضربوها في السابق لإزاحته، ولعله بات يمكن القول الآن ان رئيس الجمهورية استوعب <<الموجة الاولى>> من الهجوم عليه، وبالتالي امتص صدمة الضربة القوية التي وُجهت اليه على الرأس في 14 شباط، وذلك في انتظار ما ستؤول اليه <<الموجة الثانية>> من الهجوم والمرتقبة في 14 آذار المقبل، حيث من المتوقع ان تحشد <<الاكثرية>> جمهورا كثيفا في محاولة لحسم <<الكباش>> في الشارع.

وترى أوساط سياسية مؤيدة للحود ان حملة فريق ألأكثرية ضد رئيس الجمهورية قد فقدت في واقع الامر زخم البداية الحارة واندفاعتها، بعدما تبين ان مقومات نجاحها ليست متوافرة بعد، وذلك للاعتبارات الآتية:

انسداد الشرايين الدستورية التي يفترض ان يجري فيها <<دم الثلثين>> لاسقاط لحود.

انقسام الشارع بين مؤيد ومعارض للاطاحة برئيس الجمهورية، ما أوجد نوعا من <<توازن الرعب>> الشعبي. انقلاب سحر <<عريضة الاكراه>> على الساحر، بعدما أعطت هذه العريضة مفعولا معاكسا لتوقعات الموقعين عليها الذين كانوا يفترضون حصول تعاطف معهم، فإذا بهم يجدون أنفسهم فجأة في <<قفص الاتهام>>، لأن إقرارهم الصريح بانهم مددوا للحود تحت <<التهديد والوعيد>> أثار في صفوف شرائح شعبية واسعة تساؤلات حول مدى جهوزيتهم لتحمل المسؤولية العامة.

قرار وزراء الأكثرية مقاطعة جلسات مجلس الوزراء التي يترأسها لحود، وهو قرار بدا انه يؤذي الرئيس فؤاد السنيورة لانه يعطل حكومته أكثر مما يضر رئيس الجمهورية، عدا عن انه لا يحظى برضا البطريرك الماروني نصر الله بطرس صفير.

وتعتبر الاوساط ان زيارة وزيرة الخارجية الاميركية كونداليسا رايس الى لبنان، قبل أيام، لن تغير الحقائق الموضوعية على الارض، كاشفة عن ان رايس لم تكن أصلا في وارد المجيء الى لبنان. ولكن السفير الاميركي في بيروت جيفري فيلتمان ألحّ عليها بوجوب ان تأتي لأن استثناء لبنان من جولتها على بعض دول المنطقة قد يوحي بانها غير مهتمة بقوى 14 آذار التي تحتاج الى رسالة مختلفة في هذا الوقت، فاقتنعت رايس بنصيحة سفيرها النشيط وقامت بزيارة خاطفة لبعض القيادات مؤكدة ان بلادها <<لن تتركهم>>.

وحسب المعلومات التي تسربت لتلك الاوساط عن لقاء وزيرة الخارجية الاميركية بالبطريرك صفير انها سألته عما إذا كان لديه أي اسم يرشحه لرئاسة الجمهورية، فأجابها صفير مستعينا بالتاريخ القريب: في ما مضى سمّينا ولم تكترثوا، واليوم لسنا في صدد إعادة الكرّة (في إشارة الى الاسماء التي كان قد اقترحها على الاميركيين لتولي رئاسة الجمهورية في أعقاب الفراغ الذي وقع في نهاية عهد الرئيس أمين الجميل، من دون ان يلقى اقتراحه أي إجابة في حينه). وفي اعتقاد الأوساط إياها وهي معارضة لتوجهات <<الاكثرية>> انه كما أدت الانتخابات النيابية الاخيرة الى انفراط عقد لقاء قرنة شهوان، فإن الانتخابات الرئاسية، متى اقترب استحقاقها فعلا، ستفضي الى تداعي فريق 14 آذار المزدحم بالمسترئسين الذين سيحاول كل منهم شد البساط نحوه وسحبه من تحت أقدام منافسيه. وبعيدا عن نادي مرشحي 14 آذار، كانت لافتة للانتباه الزيارة التي قام بها حاكم مصرف لبنان رياض سلامة الى الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، أمس الاول، والتي جاءت في عز المعركة المحتدمة حول مصير رئاسة الجمهورية، ما دفع المراقبين الى ربطها <<فطريا>> بموضوع الرئاسة، خصوصا ان سلامة هو من <<الطامحين>> بصمت الى هذا المنصب، وسبق له مؤخرا ان التقى البطريرك الماروني نصر الله بطرس صفير ورئيس الحكومة فؤاد السنيورة، علما بأن محبذيه يعتقدون انه يملك من المواصفات ما يؤهله كي يكون المرشح الانسب في حال تقرر إيجاد بديل عن لحود، او على الاقل هو من بين الشخصيات التوافقية التي تملك حظوظا على هذا الصعيد. إلا ان المطلعين على ظروف زيارة سلامة الى نصر الله ينصحون بعدم تضخيم أهدافها، لافتين الانتباه الى ان حاكم مصرف لبنان طلب موعدا للقاء نصر الله فأعطي له، ولا سيما ان حزب الله شديد الاهتمام بالمسائل الاقتصادية والاجتماعية، وهو خاض صراعات مريرة مع الحكومات المتعاقبة بسبب سياساتها في هذا المجال، وكان لا بد له من ان يطلع على حقيقة الوضع الاقتصادي والمالي من الخبير فيه والمعني مباشرة به.

وضمن هذا السياق، شرح سلامة الواقع الحالي مؤكدا ان الوضع الاقتصادي والمالي ما يزال تحت السيطرة، ولكنه تحدث عن مخاطر استمرار التوتر السياسي وانعكاسه السلبي على الاسواق المالية والاستثمارت الخارجية في البلد، ونوه بأهمية الخطاب العقلاني والمعتدل الذي يشجع على الحوار والتوافق كذاك الذي اعتمده السيد نصر الله في مسيرة الاستنكار للاعتداء على المقدسات الدينية في سامراء وقبله في الاونيسكو، مركزا على ان اللغة السياسية الهادئة تريح الاسواق وتهدئ مخاوف الاقتصاديين، بينما يتسبب التوتر والانفعال بمزيد من الجمود في الدورة الاقتصادية.

في هذه الاثناء، هناك من يدعو الى رصد التطورات الصامتة في ملف التحقيق في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري لفهم حقيقة ما يجري في ملف رئاسة الجمهورية. وتميل مصادر معنية بالتحقيق الى الافتراض بان <<استشراس>> قوى الاكثرية في هذا التوقيت بالذات للتخلص من لحود إنما يأتي في سياق سباقها مع الزمن لأنها تخشى من احتمال ان يضطر القضاء في لحظة ما الى الافراج عن القادة الامنيين الاربعة الموقوفين، بما يؤدي الى قلب الطاولة رأسا على عقب وإنعاش وضع رئيس الجمهورية.

وتؤكد المصادر ان الحصيلة التي توصلت اليها لجنة التحقيق الدولية في عملها، حتى الآن، من شأنها إذا أحيلت الى أي محكمة دولية، ان تبرئ ساحة الضباط الاربعة، مشيرة الى ان قوى 14 آذار تتخوف من ان يتخذ الرئيس الجديد للجنة التحقيق الدولية قرارا بسحب طلب توقيف هؤلاء الضباط وذلك قبل نهاية فترة الاشهر الستة الممنوحة له من مجلس الامن، في منتصف حزيران المقبل، الامر الذي يعني ان كل البناء السياسي الذي تأسس على فرضية تورط الضباط في الاغتيال سيتداعى.

وتلفت المصادر الانتباه الى ان المحقق الدولي السابق ديتليف ميليس كان قد ارتكز في توقيف الضباط الاربعة على شهادة محمد زهير الصديق، التي تبين لاحقا انها كاذبة، ثم أطلقت فرنسا سراحه من دون ان يتمكن محاميا القادة الامنيين الموقوفين من مواجهته بعد. وتكشف المصادر عن ان أحد هذين المحاميين طلب منذ شهرين تقريبا من لجنة التحقيق الدولية والقضاء اللبناني مواجهة الصديق في فرنسا لكن لم تتم الاستجابة لطلبه، بل ان <<الشاهد الملك>> أصبح طليقا مع ما يترتب على ذلك من مخاطر تتراوح بين ان يختفي او يهرب او يُقتل، في حين ان الضباط موقوفون بناء على إفادته.

وتشدد المصادر على ان لا وجود ل<<شاهد بريء>>، وبالتالي كان ينبغي توقيف الشهود من الصديق الى هسام وغيرهما، ذلك ان الشاهد في جريمة بحجم اغتيال الحريري إما انه كان يعرف بها وشارك فيها، وإما انه عرف ولم يشارك، وفي الحالتين هو متورط، وإما انه لم يعرف ولم يشارك وعندها يكون كاذبا.

 

القليل من الجدية 

ساطع نور الدين-السفير 27 شباط 

 إقالة الرئيس إميل لحود من منصبه هدف سياسي جدي، يسعى إليه فريق يفتقر الى الجدية، ويخسر كل يوم بعضا من مصداقيته، ويثير كل يوم المزيد من الشكوك في قدرته على ادارة البلد في مرحلة ما بعد الخروج السوري، وفي تبديد أي حنين إلى تلك الحقبة البائسة. إقالة لحود هدف سياسي متقدم، لأنه يستجيب بالفعل لرأي الغالبية الساحقة من اللبنانيين من مختلف الطوائف والمذاهب، عدا الشيعة طبعاً ولأسباب ليس لها تفسير إلا عند الله.. برغم تفاوت الدوافع لدى هذه الغالبيات، بين من يطالب بالثأر، وبين من ينشد التغيير، وبين من يرغب فقط في الانضمام الى موجة داخلية وخارجية لا تقاوم.

وهو هدف واقعي لأنه يعكس التحول الذي طرأ على العلاقات اللبنانية السورية، ويمثل ذروة عملية فك الارتباط السابق بين البلدين اللذين دخلا في مسار جديد عنوانه الانكفاء إلى الداخل وإعادة بناء ما تهدم أو ما تصدع بينهما.. كما ينسجم مع قرارات المجتمع الدولي الذي يقيس استقلال لبنان بالمسافة التي تفصله عن سوريا، ولا يود أن يرى في القصر الجمهوري رئيساً اختارته دمشق ومددت له عنوة وفي تحدّ واضح للإرادة الدولية التي كانت ولا تزال تختبر القدرة السورية على التكيف مع مرحلة ما بعد الخروج من لبنان.

وهو هدف فعلي لغالبية العواصم العربية التي باتت تفضل التضحية برئيس لبناني لا شرعي ولا شعبي، لكي لا تضطر إلى البحث في شرعية النظام في سوريا وبدائله.. وصارت تدرك ان أوان المساومة على رأس لحود قد فات منذ زمن بعيد، ولا يمكن لأحد في بيروت ودمشق ان يطالب بثمن لإخراجه من قصر بعبدا!

هدف بهذا القدر من الاهمية وبهذا الحجم من التأييد المحلي والعربي والدولي، يستحق الكثير من العناية والرصانة من جانب الفريق الذي يقود عملية تحرير الرئاسة اللبنانية من الماضي، لكنه يعطي الانطباع بأنه ما زال ينتمي إلى ذلك الماضي، وما زال أسيرا له، لا سيما عندما يعتبر الانتخابات الرئاسية المقبلة سلاحاً في المواجهة المفتوحة مع دمشق.. التي لا تزال العواصم العربية والدولية تأخذها في الحسبان لدى البحث في اسم الرئيس المقبل!

صحيح ان المعركة بدأت للتو، لكن ذلك لا يبرر في أي حال من الاحوال التعامل مع التغيير على مستوى الرئاسة باعتباره قرار اقلية ظرفية، او خطوة احتجاجية تتطلب اعلى قدر من الانفعال وأقل قدر من التفكير.. في أشكال المعركة وأدواتها وفي الحاجة الدائمة الى استقطاب المعارضين لإقالة لحود او على الاقل تحييدهم او ربما شق صفوفهم! بدايات المعركة لم تكن مطمئنة حتى الآن، لا في الداخل ولا للخارج الذي قد يضطر الى ارسال الكثير من الموفدين قبل ان يرتفع الدخان الأبيض من قصر بعبدا.

 

مصادر استخباراتية إسرائيلية : براميرتز يعطي مهلة لسوريا تنتهي اليوم للاستجابة لطلباته  

مصدر مطلع : التحقيق يسير في اتجاه لا يخدم مصالح بعض القوى وهذه معلومات للتشويش

أشارت مصادر استخباراتية اسرائيلية بان القاضي البلجيكي سيرج براميرتز أعطى مهلة لسورية حتى يوم الاثنين 27/2/2006 لتلقي الرد السوري على طلباته ، وفي حال كان الرد سلبيا فانه سيعلم مجلس الأمن الدولي بان سوريا ترفض التعاون مع لجنة التحقيق الدولية كما هو مطلوب منها وفق قرار مجلس الأمن.

وقالت المصادر الاستخباراتية لموقع " دبيكا " إن طلبات براميرتز تتعلق بلقاء الرئيس الأسد ونائب الرئيس فاروق الشرع بشكل أساسي ، وهو الطلب الذي أثير حوله جدل كبير في الأشهر الماضية ، حيث تضاربت الأخبار حول حقيقة الموقف السوري من هذه القضية.

سيريانيوز وفي محاولتها لمعرفة حقيقة ما حمله براميرتز في زيارته الأخيرة لدمشق ، علمت من مصدر مطلع ، بان مجريات التحقيق الدولية ستبقى سرية للغاية ، وهناك "اتفاق بين سوريا ولجنة التحقيق على عدم تسريب أية معلومات للصحافة حول تفاصيل هذه القضية" ، وخاصة فيما يتعلق بالجانب السوري ، دون أن يكشف حقيقة ما حمله القاضي البلجيكي من طلبات.

الموقع الإسرائيلي أشار أيضا إلى أن كوندريزا رايس في زيارتها الأخيرة للبنان التقت البطريرك الماروني نصر الله بطرس صفير حيث اتفقت معه على الخطوات القادمة المتعلقة بتسريع عملية إقصاء الرئيس اللبناني إميل لحود. في المقابل فان ردود الأفعال حول زيارة براميرتز إلى دمشق يوم الخميس الماضي ولقاءه وزير الخارجية السوري وليد المعلم ، كانت ايجابية ، حيث صرحت المتحدثة باسم الأمم المتحدة في بيروت " نصرت حسن " أن " اللقاء كان جيد جدا ، وكان لقاء عمل ", وأكدت سوريا ما ورد في تصريح حسن التي قالت إن الأجواء كانت مريحة وأفضت إلى نتائج ايجابية". وحول ما جاء في الموقع الإسرائيلي لجهة طلبات براميرتز ، أفاد مصدر إعلامي لسيريانيوز  ، بان النتائج التي تم التوصل إليها بين سوريا ولجنة التحقيق " أزعجت الكثير من الجهات ومنها الإسرائيلية "، ولفت المصدر إلى تعامل الصحف اللبنانية مع خبر نتائج زيارة برايمرتز لسوريا ، حيث نشرته الصحف التابعة لقوى 14 آذار في صفحة " الوفيات ".

وتابع المصدر أن "من الطبيعي أن يحاول المتضررين من حالة التفاهم بين سوريا ولجنة التحقيق الدولية التشويش وتحييد مجريات الأحداث عن هذا المسار ( التفاهم ) الذي لا شك انه يضر ضررا بالغا بمصالح بعض القوى السياسية المعروفة في المنطقة ".

 

الديار: فرنسا بإطلاقها زهير الصدّيق تنقض القرار الدول1559 مجلس الامن الدولي طلب من الدول التعاون والاحتفاظ بالموقوفين توتر بين بيروت وباريس وجدل إعلامي فرنسي حول الأمر

27/2/2006: كتبت "الديار" تقول , لقد تفاعلت قضية الافراج عن الشاهد السوري المجند الفار محمد زهير الصديق وفق قرار محكمة فرساي في فرنسا التي قررت إطلاقه. ويأتي هذا الجدل من النقاط التالية:

1- القرار 1595 قرر إنشاء محكمة دولية، وطلب من دول العالم كلها التعاون مع لجنة التحقيق الدولية.

2- وفق هذا القرار اوقفت فرنسا الشاهد السوري محمد زهير الصديق وقدمت المعلومات الى لجنة التحقيق الدولية عن إفادته.

3- يأتي الاطلاق للشاهد السوري محمد زهير الصديق وهو متهم بجناية وقبل كشف الحقيقة، عملاً فرنسيا لا يتطابق وضرورة التعاون الدولي مع القرار 1595 الذي فرض على كافة الدول مساعدة لجنة التحقيق الدولية وتقديم المعلومات لها وإبقاء الموقوفين لحين إنشاء المحكمة ذات الطابع الدولي.

4- ان ازمة فعلية بدأت بين لبنان وفرنسا وتتفاعل شعبياً، ويتساءل الرأي العام اللبناني عن سبب قيام الرئيس شيراك بالسكوت عن مسألة بهذه الخطورة.

5- بدأ جدل اعلامي في الصحافة الاوروبية وفي التلفزيونات الاوروبية والفرنسية عن السبب الذي ادى للافراج عن شاهد خطير مثل محمد زهير الصديق، في وقت بدأ القاضي الجديد براميرتز تحقيقاته من نقطة الصفر.

6- الجدل الاعلامي قد يؤدي الى اسئلة اعلامية داخلية، وسياسية، قد يطرح نواب فرنسيون سؤالاً على الحكومة الفرنسية بشأن هذا الموضوع.

7- تقول معلومات من العاصمة الفرنسية انها لا تريد التدخل في الشأن القضائي اللبناني وان لا مانع لديها من اطلاق الضباط اللبنانيين الاربعة في لبنان وهي غير مسؤولة عن هذا الامر، ويعود للمدعي العام اللبناني الافراج عن الضباط اللبنانيين الاربعة كما قامت ‏السلطات الفرنسية بالافراج عن الصديق.

8- إن سكوت لجنة التحقيق الدولية عن هذا الموضوع يعطي انطباعاً خطيراً بأن شاهداً خطيراً يجري الافراج عنه، فيما لم يتم إرسال محققين دوليين الى فرنسا لمعرفة السبب.

9- طرحت وسائل الاعلام الاوروبية سؤالاً عن السبب الذي جرت فيه محاكمة محمد زهير الصديق سرياً، وعدم الإعلان عن جلسات المحاكمة الى ان تم فجأة الاعلان عن الحكم بالافراج عنه.

واضافت "الديار" قائلة ان الساحة الداخلية تعيش في حالة من الترقب والانتظار قبل ثلاثة ايام من موعد الحوار الذي دعا اليه الرئيس نبيه بري والذي ينتظر ان ينطلق يوم الخميس المقبل من تحت قبة البرلمان وتشارك فيه 15 شخصية سياسية تمثل الكتل النيابية المختلفة في مجلس النواب. ويفترض ان يسبق بدء الحوار حصول حلحلة على صعيد انعقاد جلسة مجلس الوزراء بعد تطيير جلسة الاسبوع الماضي بسبب نقلها من المقر الخاص للمجلس الى قصر بعبدا، ومقاطعة وزراء الاكثرية لهذه الجلسة، في وقت يبدو ان حملة تحالف «14 اذار لاقالة الرئيس اميل لحود من منصبه تواجه عقبات سياسية ودستورية مما اضطر قوى هذا التحالف الى التراجع عن موعد 14 آذار كموعد لاقالة الرئيس لحود، رغم انطلاق حملة التوقيع الشعبية من جانب هذا التحالف امس في عدد من المناطق.

ووسط هذه الاجواء، فان المصادر المراقبة تنتظر الموقف الذي ستتخذه السلطات اللبنانية المعنية من فضيحة اطلاق السلطات الفرنسية اول امس للمتهم محمد زهير الصديق وهو «الشاه الملك "في التحقيقات التي كان اجراها المحقق الالماني ديتليف ميليس في قضية اغتيال الرئيس الحريري وبنى جزءا اساسياً من تقريره على ما قاله الصديق وتبين لاحقا انها «شهادة كاذبة وحاولت «الديار "امس استيضاح بعض المعنيين في القضاء اللبناني من هذا الموضوع فرفض وزير العدل شارل رزق التعليق على الموضوع قائلا «اليوم الاحد، وما عنا شيء عن هذا الموضوع  والمعلوم ان الصدّيق كان يفترض ان يسلم الى القضاء اللبناني بناء على مذكرة استرداد رفعتها الى السلطات الفرنسية لكن باريس رفضت ذلك بحجة احتمال تعرضه لعقوبة الاعدام، ومما يذكر ايضاً ان الصديق كان ضلل التحقيق وقدم معلومات تبين انها كاذبة. وفي معلومات لمصادر مطلعة ان السلطات اللبنانية المعنية ستطلب ايضاحات ومعلومات من ‏السلطات الفرنسية حول اسباب وخلفيات اطلاق سراح الصديق.

وقالت المصادر ان القضاء اللبناني سيعيد تمسكه بمذكرة الاسترداد التي كان رفعها للقضاء الفرنسي لاسترداد الصديق واوضحت المصادر انه بناء على شهادة الصديق بين الكثير من المعطيات والخطوات للمحقق ‏الالماني ديتليف ميليس ومن بين هذه الخطوات طلب ميليس من القضاء اللبناني توقيف قادة الاجهزة الامنية السابقين الاربعة واوضحت هذه المصادر ان من المفترض ان يسلم الصديق في مرحلة لاحقة الى المحكمة ذات الطابع الدولي. وتساءلت المصادر عن المكان الذي سيقيم فيه الصديق بعد اطلاق سراحه. واكد مصدر قضائي مساء امس ل«الديار "ان القضاء اللبناني لم يتلق حتى يوم امس اي معلومات رسمية من السلطات الفرنسية حول اطلاق سراح الصديق.

واشارت هذه المصادر ان القضاء اللبناني هو الذي كان ادعى على الصديق واحيلت اوراقه في حينها الى قاضي ‏التحقيق في قضية اغتيال الرئيس الحريري القاضي الياس عيد وبالتالي فالقاضي عيد كان اصدر مذكرة توقيف بحقه في تشرين الاول الماضي. وعلى هذا الاساس اصدرت السلطات الفرنسية في حينه مذكرة توقيف بحقه. واوضح المصدر ان القضاء اللبناني لم يتلق حتى يوم السبت الماضي اي رد فرنسي على مذكرة ‏استرداده لا سلباً ولا ايجاباً.

ونقلت المؤسسة اللبنانية للارسال مساء امس عن معلومات خاصة ان السلطات اللبنانية تلقت ليل اول امس تأكيدا من السلطات الفرنسية ان محمد زهير الصديق كان لا يزال في السجن على ‏الرغم من القرار باطلاق سراحه. وقالت ان الجهات القضائية اللبنانية تنتظر في خلال الساعات ال 24 المقبلة ردود رسمية فرنسية تتعلق بالاجراء النهائي الذي سيطبق بحق الصديق وقالت المعلومات ان السلطات اللبنانية طلبت من الفرنسيين ان يتم الابقاء على الصديق اما في السجن واما اتخاذ تدابير تمنعه من الفرار من قبضة المحكمة الدولية وحمايته من اي سوء قد يلحق به باعتباره المشتبه به «الملك في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري وتمنت ‏السلطات اللبنانية ان يقبل الفرنسيون بطلب الاسترداد الذي تقدم به القضاء اللبناني.

وتساءلت مصادر قصر بعبدا عن اسباب الخطوة الفرنسية المفاجئة في اطلاق الشاهد محمد زهير الصديق ومدى مسؤولية الرئيس الفرنسي جاك شيراك. وما سيترتب عنه لا سيما ان القضاء اللبناني منع من استجواب الصديق بعدما رفضت باريس الطلب اللبناني باسترداده بحجة احتمال تعرضه لعقوبة الاعلام.

وبالعودة الى قضية عقد مجلس الوزراء فقد اشارت مصادر وزارية من قوى 14 آذار ان الاتصالات قائمة بين دوائر القصر الحكومي ودوائر قصر بعبدا للاتفاق على مكان لعقد مجلس ‏الوزراء يوم الاربعاء المقبل. واوضحت المصادر حتى مساء امس لم يكن قد تم التفاهم على مكان عقد مجلس الوزراء مستبعدة ان يعقد المجلس في المقر الخاص للمجلس في المتحف لان شيئا لم يتغير حول الظروف الامنية التي منعت عقد الجلسة يوم الخميس الماضي فيه. وكررت ايضا ان عقد الجلسة في قصر بعبدا غير وارد لان وزراء الاكثرية لن يشاركوا فيها لكنها اكدت انهم سيشاركون في جلسة تعقد خارج قصر بعبدا ولو ترأسها الرئيس لحود. وذكرت مصادر قريبة من الرئيس السنيورة مساء امس انه من المنتظر ان يدعو رئيس الحكومة اليوم او غد لعقد الجلسة بعد ان يكون جرى التفاهم مع الرئيس لحود على مكان عقد الجلسة. اما على صعيد الحوار الذي دعا اليه الرئيس نبيه بري فان رئيس المجلس الذي يشارك في المؤتمر الثاني عشر للاتحاد البرلماني العربي في عمان لم ينقطع عن متابعة كل التفاصيل المتعلقة بالحوار بدءا بالاجراءات الامنية غير المسبوقة التي ستزنر منطقة البرلمان وانتهاء بآلية الحوار على مدى ايامه السبعة.

وخلال لقائه امس مع الملك الاردني عبد الله الثاني فقد اعرب العاهل الاردني عن ترحيبه وتأييده بل وتشجيعه للحوار بطلب ان يبقى على اتصال مع الرئيس بري لمتابعة نتائج هذا الحوار كما عبر رؤساء المجالس والبرلمانات العربية عن تأييدهم للحوار.

وقد برزت اشكالية تتعلق حول مشاركة نائب رئيس الحكومة السابق ميشال المر في الحوار ممثلا عن الطائفة الارثوذكسية الى جانب النائب غسان التويني، وهو ما اشار اليه عضو اللقاء الديمقراطي الوزير غازي العريضي في حديث له امس. وقالت مصادر في اللقاء الديمقراطي ان تفاهما كان جرى مع الرئيس بري على ان يشارك النائب غسان التويني في الحوار ممثلا عن الطائفة الارثوذكسية باعتبار ان ليس هناك كتلة نيابية يرئسها ارثوذكسي. واضافت انه كان من الممكن ان يشارك نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري في الحوار لكن كان هناك رأي ان يشارك النائب تويني بحكم خبرته وسنه، وهو ما جرى التوافق عليه مع الرئيس بري. واذ اشارت المصادر ان معالجة هذا الموضوع تنتظر عودة بري من عمان استبعدت ان تؤدي هذه الاشكالية الى تعطيل الحوار.

الى ذلك توقعت مصادر قصر بعبدا امس ان يشهد الاسبوع الحالي مزيدا من التصعيد الكلامي في اتجاه رئيس الجمهورية للتمويه على العجز الذي اصاب تحالف 14 اذار في معركته الشخصية ضد الرئيس لحود ولإبقاء الشارع مستنفرا تمهيدا لحلول الذكرى السنوية الاولى لانتفاضة الارز وكشفت المصادر ان توجيهات اعطاها تحالف 14 اذار لأنصاره المتعاملين معه لتركيز حملاتهم الشخصية على رئيس الجمهورية.

ورأت المصادر ان تحريك الشتامين والمتطاولين على شخص الرئيس وعلى مقام الرئاسة يعتبر تعويضا عن عدم قدرة هؤلاء عن المواجهة الدستورية والشعبية.

وفي المواقف دعا البطريرك صفير الى انهاء الاعوجاج الدستوري في اشارة الى ولاية رئيس الجمهورية العماد اميل لحود داعياً الى عدم إمطار بعضنا بالشتائم والى عدم التعرض للدول التي تساعدنا على الخروج من الازمات المتلاحقة. اضاف ان العمل على تقويم ما في المؤسسات الدستورية من اعوجاج وملء ما فيها من شواغر واجب وطني. غير انه بالإمكان ان يتم ذلك دون ان تمطر هذه الفئة تلك وابلاً من «سباب ودون ان يطال رذاذ هذه او تلك من الدول التي تساعدنا على الخروج مما نتخبط فيه من ازمات متلاحقة وان ما يجري عندنا اليوم لا يدل على اننا شعب راق يعالج اموره بالجدية المطلوبة والحكمة المرتجاة ومعلوم ان اساليب التخاطب كثيرة منها الفظ الغليظ ومنها المصيب اللاذع وطريقة القول فيه مما يقال.

ومن جهته جدد رئيس كتلة تيار المستقبل سعد الحريري لرئيس الجمهورية العماد اميل لحود بالتنحي لأن لبنان يجب ان يتغير. فرئيس الجمهورية كان له دور كبير بتعطيل باريس 2 ولن نسمح بتعطيل «بيروت1 اضاف «كلنا على قناعة بأن البلد لا يستطيع ان يكمل بالطريقة التي يدربها بها اميل لحود. فمقام رئاسة الجمهورية مهم جدا ويجب ان يحصل تغيير فيه حتى يطبق ‏الطائف ولا يجوز ان يدار البلد من شخص يضع العصي في طريق التقدم ولذلك نطالب ولن نعود عن طلبنا بأن يستقيل رئيس الجمهورية من موقعه.

 

تضاؤل نسبة الحظوظ عند مرشحي الدرجة الأولى

حوار بداية الربيع ينطلق الخميس والتوافق على الرئيس هو (العقدة)

فؤاد دعبول- الأنوار 27/2/2006

بادر السياسي الواثق من دعوته، الى (حوار الخميس) في مجلس النواب، عدداً من النواب بقوله: أنا محاور درجة أولى، كما يريد (الاستاذ)، ولن أقبل (بأي تسوية تقود الى مرشح تسوية، لرئاسة الجمهورية). وبعدما صمت لحظة، عاد الى الكلام. فقال إنه عرف من النواب الذين حملوا دعوات رئيس المجلس الى القيادات، (إن هناك توجهاً عند الجميع، بأن يتفقوا على مرشح درجة ثانية أو ثالثة، لرئاسة الجمهورية). ويضيف: ثلاثة أقوياء يُراد استبعادهم، لأنه يصعب الاتفاق على واحد منهم. وثلاثة مرشحين صف ثانٍ، معروضة أسماؤهم في الواجهات السياسية، يصعب الاتفاق على واحد منهم أيضاً، لقيادة الجمهورية الى شاطئ الأمان. وثلاثة مرشحين يجري التداول في أسمائهم في المجالس والصالونات، ويبقى الرقم عشرة (ضائعاً)، والأغلب أن يطفو إسمه فجأة على السطح، ويقع الاختيار عليه. و(يزدهر) الحوار حول الرئاسة، على أبواب الربيع، لا أحد يفهم لماذا فرض الرئيس نبيه بري الحوار، في نهاية الشتاء وعلى أبواب تفتح أكمام الزهور، ذلك (ربيع الحياة) يطل بعد خمسة عشر يوماً، لكن آثاره تبدأ بالظهور ابتداء من أول آذار. هل لهذا السبب اختار رئيس المجلس (أياماً ميتة) بين نهاية الشتاء، ومطلع آذار، ليسجل خلالها نجاح الحوار أو اندثاره. يقول الوزير السابق والنائب علي حسن خليل الذي حمل مع نواب الجنوب، الدعوات الى الحوار المجلسي، إنه لم يلمس عند الزوار الذين قصدناهم، زملائي وأنا، إصراراً على الإتيان برئيس قوي، صحيح أن بعضهم رشح أقوياء، لكن لم أشعر أنهم (يزعلون) اذا كانت طريقهم الى الرئاسة صعبة. لكن أتمنى أن أكون خاطئاً، وأن يسفر الحوار، عن توافق على اسم رجل قوي، مؤهل لقيادة البلاد خلال السنوات الست المقبلة. وأردف: حوار الربيع سمّوه، ولا تتوقفوا عند (كم يوم بالناقص)، وانفتحوا على حوار انقاذ لبنان، لأن البلاد باتت تنوء تحت أوزار مشاكل كبيرة.

 

  وحسناً فعل الرئيس نبيه بري، عندما دعا الى الحوار في 2 آذار لأن البلاد لم تعد تتحمَّل تأجيلاً أو تسويفاً.

وخلص الى القول: الحوار على الأبواب، إنه قمر علي الأبواب، في ليالٍ مظلمة، ينشد الناس معها، الحوار والتوافق على مستقبل البلاد. Cخطورة الأوضاع تزداد

وصل وزير الاعلام غازي العريضي الى الرواق الذي يقود الى المصعد... والى الطبقة الثانية في المبنى المشترك لوزارتي السياحة والاعلام. وعندما بلغ مدخل وزير السياحة جو سركيس، التقى عدداً من أصدقائه، ودعاهم الى الصعود معه الى مكتبه الكائن في الطبقة السادسة من المبنى.

وبادره أحدهم: معظم أصدقائك يقولون إنك (ملك) ربطات العنق الجميلة، وإن عقدة (الكرافات) عندك، لا تقل عن جمالها، فلماذا آتٍ الى الوزارة من دون كرافات?

ضحك الوزير: ولو، أنا أريد أن أكون (ملك الكلام والمواقف، لا ملك الكرافتات).

وأردف، وهو يدخل المصعد الكهربائي: أنا آتٍ من عند طبيب الأسنان، وقد خلعتها عنده، وها هي في يدي.

وعندما دخل الى مكتبه، واستوى في مقعده، قال إن الوضع دقيق وخطير، ولا أحد ينظر اليه من زاوية مصلحة الوطن، بل من زاويته الخاصة. وزاد: ولا مرة كانت الحالة سيئة، كما هي اليوم. في الماضي كانت الأوضاع على أشدّها تعقيداً، ومع ذلك كان هناك كلام وحوار، وخلاف. وكان فؤاد بطرس طالعاً الى دمشق وعائداً منها، وكان (أبو جمال) يتردد على بيروت. وكان الرئيس الياس سركيس يقود حوارات ويرشد الى حلول. وفي عهد الرئيس امين الجميل عقد ما لا يقل عن 12 قمة مع الرئيس حافظ الأسد. وكان الرئيس نبه بري والاستاذ وليد جنبلاط يصعدان الى بكفيا، ويشاركان في حوارات فندق (هاي هيل) في النعص.

ويتساءل الوزير العريضي: ماذا يدور الآن? ويتابع: كل شيء متوقف، حتى الكلام لقد اغتيل الرئيس الشهيد رفيق الحريري في 14 شباط، واغتالوا معه لا الزميل الشهيد باسل فليحان، بل اغتالوا الوطن والحوار.

وسُئل: معالي الوزير، ما هي قصة حديث الوزير مروان حمادة لمجلة (الصياد)، إنه اقترح في إحدى جلسات مجلس الوزراء على الرئيس لحود الرد على كلام سوري ينطوي على إهانة لصهره وزير الدفاع الياس المر، وإنه أجابه بأنه غير قادر على ذلك. ورد: هذا الكلام صحيح، لكنني اعترضت أن يقوم مجلس الوزراء بالرد على كلام وكالة أنباء، وقلت إن مجلس الوزراء يردّ على مجلس الوزراء السوري، لا على كلام منسوب الى مصدر سوري. نحن طالبنا في 14 شباط بحضور مليون انسان، بإخراج (الوديعة السورية) من قصر بعبدا.

واستأذنه الزوار بمغادرة مكتبه، لأن عندهم موعداً مع رئيس الحكومة ظهر اليوم نفسه.

ذهب الزوار الى السراي الكبير. الاجتماع استغرق ساعة كاملة الى طاولة مستطيلة.

والاجتماع كان لمناقشة قضايا دقيقة وحساسة.

ممر الأفيال/ بادرهم دولته: أهلاً وسهلاً، سنقوم كل شيء، ولا تتركوا شيئاً الا وتسألوه. أريد أن أتحدث بكل شيء، قبل وصول وزيرة الخارجية الأميركية غوندوليزا رايس غداً الى بيروت.

وقال له أحدهم: في المرة الأخيرة، تحدثت أمامنا عن البلاد التي تواجه أموراً صعبة، شبهتها بـ (ممر الأفيال). وردَّ الرئيس السنيورة: الأفيال عندما تغضب ويصيبها جموح، لا أحد يعود يقوى على مواجهتها. والقول الذي رددته أمامكم، يعود لدولة الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وكان دولته - رحمه الله - من هواة صيد الأفيال، وكان يقول إن الأفيال، عندما تغضب، لا يقوى أحد على استيعاب غضبها.

وأردف: ونحن الآن لا نزال نمر في ممر الأفيال، ولذلك، فإننا نحرص على احتواء غضب الأفيال، لئلا نتحول كرة في ملاعب الكبار، لأن الفترة الدقيقة جداً في عمر البلاد، يجب ألا تزيد الأمور تعقيداً.

واستطرد: ينبغي أخذ كل موقف بحقيقته. وهنا أورد مثلاً انكليزياً يقول إنك قد تكون على خطأ، بكونك على صواب باكراً. واستدرك: لا أريد أن أتخذ دور الواعظ، ذلك أن (المخرج) في مجلس النواب، والذي أنهى اعتكاف الوزراء الخمسة الممثلين لحركة (أمل) و(حزب الله) لم يكن مرتباً أو متفقاً عليه. وخلال النقاش النيابي (طلع) معي تعبير ينهي الإشكال، وما إن فرغ النائب علي عمار من إلقاء كلمته، حتى صعدت الى المنبر وتلوت عبارة كتبتها بخط يدي، أعتبر فيها المقاومة مقاومة و(طلع) هذا التوصيف مرحباً به من الجميع، من المقاومين ومن المواطنين الذين يبحثون عن المخارج لقضية تشغل الناس.

وقيل له: وما المشكلة الآن التي تنتصب أمام الحكومة، فردَّ الرئيس السنيورة: أنا أعتبر أنه من المصيبة، أن نصل بعد 30 سنة من الوجود السوري في لبنان، أن سوريا ليس لها في لبنان إلا صديق واحد. وأنا أعتقد أن العلاقة بين البلدين، يجب ألا ترتبط بشخص واحد.

قضايا الساعة/بدا من الحوار مع الرئيس السنيورة، أنه يريد توجيه (رسائل) سياسية على أبواب الحوار الوفاقي في مجلس النواب، في 2 آذار المقبل، ولذلك فقد بدا طوال حديثه، وكأن أفكاره مشوبة بشيء من التشنج، مردداً أن الصيغة اللبنانية قادرة على فذلكة نفسها من داخلها، وإنتاج التسويات اللازمة.

هل كان الرئيس السنيورة فرحاً بما أنتجه عقله في وصف المقاومة في مجلس النواب?

ربما، لأنه أوضح مرة ثانية، أنه لم يكن متفقاً سابقاً على ما قلته في مجلس النواب عن المقاومة، لجهة أننا لم نكن يوماً، لنسمي المقاومة بغير اسمها، بل هي مقاومة لبنانية. وكشف أن هذه العبارة طلعت معه، بعدما قلت في نفسي: (لأضرب هذه الطينة بهذه العجينة).وأحبَّ السنيورة أن يوحي لزواره، أنه ليس رئيس حكومة عابراً، في هيكل الدولة بل رئيس نهج حكومي، يرسخ ذهنية جديدة في العمل الوزاري، تحاكي طموحات، الشباب وعقلياتهم، ولا تماشي ذهنيات سياسية بالية.

عصر التغيير/ وعندما (يترغل) عن ذهنية حديثة يعمل على زرعها في الدولة، يفاجىء زواره، بأنه يعود الى عصر (الخلفاء الراشدين) ليحاكي العصر الجديد. وعندما يقولون له انه عندما كان وزيراً كان يحدثهم بالأرقام (فيجفلون) من ضرائبه، لكنه عندما أصبح رئيس الحكومة، يتحدث اليهم كمفكّر وأديب لا كحاسوب، يحتسب لهم ما يجب أن يدفعوه للسلطة. يضحك الرئيس السنيورة، ويتابع: قبل 1400 عام قال الخليفة عمر بن الخطاب: نشئوا أولادكم على غير ما نشأتم عليه. وأكمل: اننا نعيش المتغيرات ونعيش في عالم آخر، ينبغي لنا أن نتأقلم معه، ان شبابنا يهاجرون، لأن عقلنا جمد في الاقتصاد القديم، وأعني به الصناعات والخدمات والزراعات التقليدية، وهذا ما أدى الى أن تكون امكاناتنا محدودة، والا نفتّش عن أدوات انتاج حديثة.

وروى لزواره القصة الآتية: ان التوظيف من خارج الملاك كان بنسبة خمسين في المائة، وكان يحصل على أساس اتفاقات، غير اننا فرضنا أخيراً، في لجنة الادارة والعدل، ان يكون التعيين بناء على المعرفة، فأفسح المجال لكل لبناني من خلال الاعلان، ان يتقدّم بطلبه ويدخل في السباق الكبير، فينجح اذا كانت لديه المؤهلات الضرورية. وأعطى مثلا على ذلك، عندما أرادت الدولة تعيين الأمين العام للخصخصة، فتقدم 116 لبنانيا بطلباتهم، واخترنا لجنة من ناجحين لا من فاشلين في حياتهم بوجود رئيس مجلس الخدمة المدنية ونواب رؤساء جامعات ووجوه مشهود لهم بالخدمات العامة، وأعطى من بين هؤلاء الدكتور عدنان اسكندر نائب رئيس الجامعة الأميركية لسنوات غابرة، وهو من كفرحاتا ـ الكورة. وأعطى السنيورة أهمية التعيين من خلال المجيء بالأفضل فقط، بل أنهينا ما كان يسمّى (ولاء) الموظفين للسياسيين، وهذا ما يؤكّد أننا نسير في مسيرة هذا التغيير، وسنرجع الى أحد بنود الاصلاح، وفيه ان الموظف مهمّ، ولكن الأهم هم الناس. وعندما يدرك هؤلاء الناس، اننا نعود اليهم فلا بد ان يعودوا بدورهم الى الدولة.

انتفاضة مضادة/ وانتقد الرئيس السنيورة بدعة ما يسمّى (الامتحانات المحصورة) عند الأساتذة الذي اعتصموا أمام السرايا، فقال انهم يدافعون عن أمر يناقض الدستور، في وقت لا يتمتع قسم كبير من هؤلاء بالمواصفات المطلوبة. وتابع: فتحنا الامكانات في التعليم أمام اللبنانيين كلهم، مع أعطاء علامات اضافية للمتعاقد، فيدخل وينافس الآخرين، وفي السنوات الثلاث عشرة، سرنا بقناعات هي ليست قناعاتنا انما ضدها، وعلينا الآن أن نستفيد من أخطاء الماضي، فلا نبقى مكبلين بها. ان لبنان اليوم يسبح في بركة، وزورقنا لا يسبح داخل البركة، انما يبحر داخل المحيط، همّنا ان نفكّر كيف يعود لبنان مركز انطلاق لخدمات مميزة، أي نعيد إحياء فكرة التميز أو التمايز. وانشغل الرئيس السنيورة، بحديثه يوم الأربعاء، ليفاجأ يوم الخميس بـ(عقدة انعقاد) الجلسة الأولى لمجلس الوزراء، بعد رفض وزراء 14 آذار، الصعود الى بعبدا، والاصرار على عقد الجلسة في المقر الخاص للمجلس عند المتحف. صعقته مفاجأة اعلان القادة الأمنيين في المؤسستين العسكريتين الجيش وقوى الأمن الداخلي، ان المقر غير آمن، وأنهم ينصحون بعقد الجلسة في بعبدا أو في السراي الكبير.

واتصل الرئيس السنيورة، يوم الأربعاء بالرئيس لحود، وتداول معه في الأمر، فرحّب الأخير بعودة الجلسة الى القصر الجمهوري. إلاّ أن وزراء 14 آذار انتفضوا، وانتقلوا من المتحف الى ساحة الشهداء، وراحوا يكيلون أبشع الأوصاف على الرئيس لحود، وراحوا، يتلون التصريحات العنيفة، على التلفزيون، ضد رئيس الجمهورية تحت شعار (فلّ) من بعبدا. وهذا، ما استدعى تحرّك النيابة العامة التمييزية، للتحقيق في كل الشتائم والاتهامات الموجهة الى الرئيس لحود، خصوصا على أجهزة تيار (المستقبل).

وانصبّت الدعوات في اتجاهين متعاكسين: الأول، من نواب الأغلبية، والثاني من نواب الأقلية.

ويدعو الفريق الأول رئيس الجمهورية الى الاستقالة، ومغادرة بعبدا، قبل 14 آذار. أما الفريق الثاني المناوىء لتكتل الأغلبية، فراح يشدّد على أن رئيس الجمهورية على استعداد للاستقالة، اذا كان فريق 14 آذار، يوقّع على وثيقة بانتخاب العماد عون مكانه. إلاّ أن (العقدة) ظلّت معقّدة، لأن البطريرك صفير، يعارض اسقاط أو استقالة رئيس الجمهورية تحت ضغوط التظاهرات في الشارع، واذا كانت هناك مواد دستورية، تجيز الاقالة، فليمارسها تكتل الأكثرية، ولا اعتراض عند أحد، على عملية دستورية. إلاّ أن الأمور تعقّدت، لأن نواب الأكثرية يملكون 71 صوتا، وأكثرية الثلثين لتعديل الدستور، غير متوافرة إلاّ في ثلاثة أمور.

1 - التوافق مع العماد ميشال عون وكتلته النيابية.

2 - الاتفاق مع الرئيس نبيه بري على اقامة تحالف مع (تيار المستقبل).

3 - صفقة مع (حزب الله) على ضمّ الكتلتين في التصويت لصالح مرشح مقبول من الفريقين.

والحلول الثلاثة صعبة للأسباب الآتية:

1 - التحالف مع عون من قبل تكتل المستقبل، يعني الموافقة على رئيس كتلة التغيير كمرشح للرئاسة الأولى.

2 - الاتفاق مع الرئيس بري على (مخرج) يطرح أسماء متداولة من قبل الأكثرية، أو أسماء نواب سابقين بعضهم من الأغلبية وبعضهم الآخر يتّسمون بغموض يحيط بهم، لجهة تأكيد انتسابهم الى فريق الأغلبية.

3 - الاتفاق مع (حزب الله) يقود الى مشروع حوار جدّي، حول رئاسة العماد عون.

وهذه الحلول الثلاثة، تصطدم بمعارضة تكتل الأكثرية، لأنه يرفض الاقرار إلاّ بمرشح منتمٍ الى صفوفهم.

ويقول سياسي مشهود له بالحنكة والدهاء، ان الأجواء قاتمة، الأمر الذي يوحي بأن البلاد مقبلة على أسماء (درجة ثانية)، وان احتمال اختيار مرشحين (درجة أولى) احتمال صعب، لأن الأسماء من نوعية (الدرجة الأولى) تصطدم بـ(فيتوات) من هنا وهناك.

إلاّ أن هذا السياسي لا يستبعد الاتفاق خلال الحوار السياسي الذي يبدأ يوم الخميس المقبل، بين قيادات الدرجة الأولى، على مرشحي الدرجة الأولى، وصولا الى مرشح لائق بالبلاد والعباد، وعدم التوقف عند البحث عن مرشح لا طعم له ولا لون، لأن ذلك، يؤشّر الى وجود نيّات غامضة، للإتيان بمرشح يكمل ولاية الرئيس لحود، أي (رئيس العام والنصف عام) لا مرشح قوي، مؤهّل لقيادة البلاد خلال المرحلة المقبلة.

 

رئيس الجمهورية: الأكثرية النيابية الجديدة تعمل بدعم اجنبي - إسرائيلي

وطنية - 27/2/2006 (سياسة) إتهم رئيس الجمهورية العماد إميل لحود "الأكثرية النيابية الجديدة بأنها تعمل بدعم من القوى الأجنبية المتحالفة مع إسرائيل، على تأليب اللبنانيين وتقسيمهم، لأهداف باتت معروفة تتلخص بإضعاف لبنان، ولأجل ذلك، كان لا بد من السيطرة على المؤسسات اللبنانية كافة ". وقال "إن رئيس الجمهورية يزعج هؤلاء لأنه يتولى رئاسة المؤسسة الوحيدة التي لم يتم الاستيلاء عليها حتى الآن". اضاف :" لن اسمح بأن يتم استعباد الشعب اللبناني الذي عانى بما فيه الكفاية، ومن أراد ذلك فلن يتمكن من هذا الأمر إلا بإعادة لبنان إلى مخاطر الحرب الأهلية".

وشدد رئيس الجمهورية على أنه "بالرغم من اضاليل الأكثرية النيابية وغير الشعبية، وبالرغم من إرادة القوى التي تتلاعب بأفرادها جميعا، فهو سيحتفظ بسدة الرئاسة التي هي في خدمة الوطن، ملاحظا أن الحكومة الجديدة المنبثقة عن الأكثرية النيابية فشلت في مبادراتها كافة، وهي بدلا من أن تتحمل مسؤولياتها كانت في كل مرة تلقي التبعة على الآخرين". كلام الرئيس لحود جاء في رسالة نشرتها صحيفة "لوريان لوجور"، ردا على الكتاب المفتوح الذي وجهه إليه رئيس تحرير الصحيفة في عددها السبت الماضي.

وفي ما يلي ترجمة لرسالة الرئيس لحود: "انني لو توجب علي الرد على الحملة الاعلامية والسياسية، المحلية والاجنبية المنظمة، بوجهي، لكنت اضعت وقتا ثمينا، اخصصه لانقاذ لبنان من التهديدات التي ينوء تحتها، بسبب المغامرات المتهورة للساسة الذين يسعون لجرنا اليها جميعا. بالعودة الى تمديد ولايتي في آب 2004، ها انتم تذكرون بخجل "طبقة سياسية مفرطة بولائها لرغبات دمشق". اقول "بخجل" خصوصا وان من تسمي نفسها أكثرية برلمانية حالية، لم تكن شديدة التأييد تجاه رغبات دمشق، بل أكثر كانت تمضي الوقت وترهق الجهد لاستجلاب فضلها ومساعدتها لغايات محض منفعية وشخصية.

ولاجل ذلك أعود بكم بالذاكرة للعام 1975. تلك السنة التي "رجا" فيها "سياديو" الساعة الاخيرة مثل آل الجميل وكافة اعضاء الجبهة اللبنانية، سوريا التدخل لانقاذ المسيحيين الذين وضعوهم، بفضل اخطائهم، في خطر الزوال. وما ان دخلت القوات السورية لمساعدتهم ضد الجبهة الفلسطينية - الاسلامية - التقدمية، التي كان ينتمي اليها حلفاؤهم اليوم، اضافة الى الحزب التقدمي الاشتراكي والحزب الشيوعي... حتى انقلبوا ضد من ساعدهم وتحالفوا مع الاسرائيليين الذين انتهى بهم الامر باجتياح لبنان وبفرض الرئيس امين الجميل في سدة الحكم، بموافقة الدول الغربية الكبرى التي ارسلت قواتها، ليس لمساعدة لبنان، ولكن بصورة حصرية، لتثبيت مصالحها الاستراتيجية.

وبالرغم من دعم اسرائيل ومن وجود القوات الغربية، فأن الرئيس امين الجميل وجد نفسه مرغما على رفض اتفاق الاذعان، اتفاق 17 ايار مع اسرائيل، لان الانتفاضة الشعبية كادت ان تطيح به. وفي العام 1988 قام باثنتي عشرة زيارة الى دمشق ليرجو السوريين القبول بتجديد ولايته. هذا للدلالة كم ان "نضاله اليوم من اجل الاستقلال" ينطوي على ارتدادات منفعية.

وهو اذ اضاع الكثير من وقته ليسمح بانتخاب رئيس جديد، شكل حكومة عسكرية، على رأسها العماد ميشال عون، الذي اصبح عندئذ رئيسا لمجلس الوزراء، معترفا به فقط من المنطقة المسيحية. وهل نعود الى الصراع الضاري داخل القوات اللبنانية بين مناصري الدكتور سمير جعحع والسيد حبيقة؟ هل نعود الى انتفاضة القوات اللبنانية الموالية للدكتور جعجع بوجه الحكومة(المسيحية) التي يرأسها العماد ميشال عون، والى الحروب التي اشعلتها القوات اللبنانية، في قلب بيروت الشرقية والجبل المسيحي، ضد الجيش اللبناني والدولة اللبنانية، وهي افعال لا يمكن وصفها الا بالخيانة؟

كم من اللبنانيين الابرياء وكم من المسيحيين قتلوا او ارغموا على الهجرة، في تلك الفترة، بفعل اخطاء قائد القوات اللبنانية، الذي يعلن اليوم ان الرئاسة هي ملك له؟ انتم تتحدثون "عمن يجمع"، في الوقت الذي تدعمون من قسم المسيحيين وكان سببا، لاندحارهم ولفقدانهم صدقيتهم الدولية. وانه بتدخل من القوى العظمى، وفي مقدمها الولايات المتحدة الاميركية وفرنسا، تم انعقاد لقاء نيابي في الطائف، في المملكة العربية السعودية، حيث تم التصويت على ميثاق جديد، وعهد بلبنان الى سوريا، مرة جديدة، كي تعنى بتأمين الامن الذي دمرته القوات اللبنانية، المدعومة سابقا لهذه الغاية من قبل القوى العظمى ذاتها.

هكذا فان مصالح الدول العظمى التي تدعمهم من جديد اليوم قد تبدلت ويمكن ان تتبدل ايضا في المستقبل القريب. اختار المجلس النيابي الاستاذ الياس الهراوي رئيسا للجمهورية.

وتم تعييني قائدا للجيش من قبل الحكومة الجديدة، من دون ان اكون قد زرت دمشق سابقا، ومن دون ان اكون قد عرفت او قابلت أيا من القادة السوريين، وذلك خلافا لاولئك الذين ينعتوني اليوم، بأني قريب من سوريا، او "يتهمونني" بأنني لست على عداء مع السوريين، كما لو ان في الامر سبابا.

كان الواجب يقضي باعادة بناء الجيش اللبناني وتوحيده، وتحرير الثكنات المحتلة من الميليشيات، ومن بينها تلك الموجودة في البقاع والشوف (من قبل الحزب التقدمي الاشتراكي) وفي المناطق المسيحية (القوات اللبنانية). وحدها سوريا، بقيادة الرئيس حافظ الاسد، هي التي ساعدتنا لهذه الغاية0

وبمساعدتها، نجحت في القيام بهذه المهمة على اكمل وجه، كما نجحت لاحقا، بحماية المقاومة التي ارغمت اسرائيل على مغادرة القسم الاكبر من اراضينا المحتلة. فكانت المرة الاولى التي تجبر فيها اسرائيل على مغادرة ارض عربية محتلة، من دون أي مقابل، بفضل وحدة الدولة والشعب والمقاومة. ولم تتوقف المساعدة السورية عند هذا الحد، ذلك ان سوريا ومنذ العام 1989، ساعدتنا على استعادة الامن في البلاد، لدرجة غدا معها الاستقرار في لبنان، مضرب مثل، ليس فقط بالنسبة لكل دول الشرق الاوسط، بل للعالم، ما سمح للبنان بالنهوض واعادة اعمار نفسه، ليعود تاليا منارة عيش بين مختلف الطوائف التي يتكون منها. وكما ترون فان العلاقات بين لبنان وسوريا لم تكن باتجاه واحد، ولكنها كانت علاقات اخوية ولمصلحة لبنان، كما لمصلحة سوريا والعرب. وقد ظل الامر كذلك حتى العام 2005، عام الجريمة النكراء التي تمثلت باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري. لمصلحة من كان ما حدث؟

من دون استباق نتائج التحقيق الدولي، ومن دون السعي الى التأثير عليه، بأي طريقة، يمكنني اليوم التأكيد انه لم يكن لا للدولة السورية ولا للاجهزة الامنية اللبنانية، المتهمة زورا، أي مصلحة في خسارة الرئيس رفيق الحريري. ان من اراد ازاحته كان يريد تدمير ما تم بناؤه بصورة متلازمة من الناحيتين الامنية والاقتصادية، وما لأحد مصلحة في رؤيته مدمرا نتيجة هذه الجريمة النكراء. لقد تم تشكيل حكومة جديدة بهدف اجراء الانتخابات النيابية وقد رفض مشروع قانون الانتخاب العادل، الذي تم اقتراحه من قبل وزير الداخلية سليمان فرنجية، لمصلحة القانون الانتخابي العائد للعام 2000 الذي فصله غازي كنعان0

وتمت الموافقة عليه بسرعة، وتحت وطأة الضغوط الدولية. وقد انضوت القوى "الاستقلالية" ل14 آذار تحت هذا الخيار، على الرغم من تأكيداتهم المتكررة لرغبتهم في تحرير كل ما هو سوري وعلى الرغم من الوعود التي قطعوها للبطريرك الماروني. هكذا جرت الانتخابات، وفقا لقانون انتخابي يهمش الاصوات المسيحية التي ارتدت تاليا للتيار الوطني الحر. فالنواب المسيحيون الذين تم انتخابهم خارج تحالف التيار الوطني الحر كانوا على لوائح تيار المستقبل والحزب التقدمي الاشتراكي، اللذين استخدما خطابا طائفيا عنيفا لتفادي "تسونامي" العماد عون، الذي خدع من قبل حلفائه في 14 آذار.

وبهدف اطلاق الدكتور جعجع من السجن، فرض تيارالمستقبل عفوا لمتطرفين متشددين قاموا بقتل جنود في الجيش، ربما تبختر بعض منهم في شوارع الاشرفية ذات احد من شباط. ما هي الوعود الاخرى المتبادلة بين الدكتور جعجع، ونواب 14 آذار والنائب سعد الحريري؟ هل موضوع الرئاسة، ضمن سلة الوعود هذه؟ قبضت الحكومة الجديدة المنبثقة عن الاكثرية النيابية على مقاليد الحكم واستبدلت القادة الامنيين بموالين. وبالرغم من وعودها، فقد فشلت في مبادراتها كافة، الامنية منها والاقتصادية، كما في وعودها المقطوعة للدول الاجنبية. وبدل تحمل مسؤولياتها، كانت، في كل مرة، تلقي التبعة على الآخرين، تارة على السوريين، وطورا على رئيس الجمهورية، و"بقايا" النظام الامني السابق0

ليس ذلك الا بهدف الاقناع ان الحكومة غير مسؤولة، غير قادرة ولا تحكم. انها حكومة معارضة تدعو لتظاهرات شعبية ضد نفسها، وتوجهها ضد رئاسة الجمهورية. هكذا، فالتظاهرات الاخيرة المنددة بالرسوم الكاريكاتورية للنبي محمد، قد تم تنظيمها تحت لوائها، وتم تحويلها عن هدفها الاساس للانقضاض على الاشرفية وعلى الكنائس، وقد تم توجيه التهمة الى سوريا، كما لو ان الحكومة لا تتحمل أي مسؤولية. تراهم اتوا ليوحدوا او ليوجدوا الانقسامات؟

تراه ذلك هو الدور الذي كلفوا به من "رعاتهم" الدوليين؟ ترى لهذه الغاية تم استقبال زعيم تيار المستقبل وزعماء الأكثرية الآخرين في السفارات ومواقع القرار الغربية؟ وهل لاجل الاستراتيجية الدفاعية للمقاومة، ولتأكيد حق العودة للفلسطينيين، وهما امران في غاية الاهمية والمنفعة الحيوية للسلام ولوحدة لبنان، تتم مقاطعة رئيس الجمهورية؟ في الوقت عينه، وقع التيار الوطني الحر وحزب الله مشروع تفاهم وطني مقترحين على ممثلي الاكثرية البرلمانية مناقشته. وقد رفض هؤلاء الامر، على الرغم من الدعوات السابقة للسيد جنبلاط الى اتفاق وطني حول سلاح حزب الله، وتوالت الهجومات الكلامية ضد العماد عون وحزب الله بشكل اكثر حدة، لماذا؟ تراهم ضد الحوار والوفاق،او يتم التلاعب بهم من الخارج؟

ان خطابهم الداعي للوحدة الوطنية يتناقض مع اعمالهم الهدامة. في رسالتكم المفتوحة، اشرتم إلى التحقيق الدولي وإلى قادة اجهزة المخابرات اللبنانية، القابعين حتى اللحظة في السجن من دون محاكمة، ولقد سمحتم لنفسكم بادانتهم قبل نهاية التحقيق. ترى في الامر اعداما اعلاميا يعد به دعاة "الفوضى" السياسية الجديدة في لبنان، كعدالة للشعب اللبناني؟ لقد قالوا انهم يفتشون عن الحقيقة في مقتل الرئيس الحريري، لكنهم يظهرون بتصرفاتهم، ان الحقيقة تهمهم اقل بكثير من الاستفادة سياسيا، من دم الصديقين، ذلك انهم لا يريدون معرفة نتيجة التحقيق بل يسعون خصوصا لاعدام خصومهم السياسيين. اليوم، تقوم الاكثرية البرلمانية، بدعم من القوى الأجنبية المتحالفة مع إسرائيل، بتأليب اللبنانيين وبتقسيمهم لأهداف باتت معروفة، وهي تتلخص بإضعاف لبنان.

لأجل ذلك، كان لا بد من السيطرة على كافة المؤسسات اللبنانية. لقد قام هؤلاء السياديون المفترضون، بدعم من القوى الأجنبية ذاتها، باقتحام المجلس النيابي، مستخدمين قانون انتخاب غير عادل جلب للمجلس النيابي وللحكومة اكثرية تحت رحمتهم، حيث المال يسيطر على بعض وسائل الاعلام التي اطلقت حملة مكثفة من التضليل الإعلامي والتجييش الخادع للشعب اللبناني بهدف الاستيلاء على المؤسسة الوحيدة غير الخاضعة، وهي رئاسة الجمهورية. ومن حسن الحظ ان هذا الشعب مدرك، وقد ازداد مناعة بعد سنوات الحرب الاهلية، ليكون عالما بالامور من حوله.

ففي استطلاع للرأي اظهر الشعب بشكل اكيد انه متمسك بان ينهي الرئيس الحالي ولايته الدستورية. فالشعب يدرك ان الرئيس يدافع، "كمجسد" لوحدة الوطن، بمساعدة من الوطنيين المخلصين، فهو تاليا، ليس بحاجة للغرباء كي ينقذ "وطنه من الكارثة" التي تحاك، لكن عليه ان يسمع صوت العقل ومنطقه للمصطادين بالماء العكر، الذين يثيرون الناس باكاذيبهم واضاليلهم. هذا لا يرضي لا اولئك الذين يدارون من الخارج ولا الذين ينقلون المال الوسخ لشراء الضمائر0 ان رئيس الجمهورية يزعج هؤلاء لان في يده المؤسسة الوحيدة التي لم يتم الاستيلاء عليها حتى الان، ويحد تاليا من دكتاتوريتهم الهادفة الى التنعم بالسلطة والانتفاع من مغانمها، بهدوء. صحيح ان بعض الدول وبعض النواب والوزراء التابعين لها، كي لا نقول المستخدمين منها، يقاطعون رئيس الجمهورية اللبنانية. هذا ليس عيبا في الاوضاع الحالية، الامر مدعاة فخر للرئيس وللشعب اللبناني، لانه يواجه، بالرغم من العواصف والانواء، كافة القوة الداخلية والخارجية التي تريد الشر للبنان ولشعبه. ان الرئيس الحالي هو من يجسد ما تتطلبه مندرجات القرار 1559 لجهة وجود رئيس قوي يمتلك القدرة، على الرغم من التدخلات الاجنبية الهادفة الى تقويض لبنان وشرذمة شعبه بهدف التلاعب بهما وفق اهوائها. لن اتحدث اذا عما تسمونه "مسؤولية معنوية"، تطاول الروح المخادعة ولا تدع شرفا لمن تطاوله، ففي الامر حملة تضليلية بحق لبنان. انني لن اسمح بان يتم استعباد الشعب اللبناني الذي عانى بما فيه الكفاية، ومن اراد ذلك فانه لن يتمكن من هذا الامر الا باعادة لبنان الى مخاطر الحرب الاهلية، تماما كما كانت الحال عليه عندما فرض الاجنبي، بقوة السلاح، الرئيس امين الجميل رئيسا. انني حامي الدستور في البلاد، وضامن للشعب اللبناني حرياته وامنه، وانا لن ادع لا الدستور، ولا الحريات ولا الامن تحت رحمة حكومة، هي في احسن الاحوال غير مسؤولة ومسودة حكومة، وفي اقسى الاحتمالات مرتبطة بالمصالح الخارجية. كما ترون، اذا لم تشوه طموحاتكم رؤيتكم، فأمامي الكثير من العمل، وبالرغم من ذلك لدي الوقت لاقرأ مراسلتكم الطويلة وللرد عليها ايضا بصورة تفصيلية. ان ضميري يدفعني، بالرغم مما ترجونه، وبالرغم من اضاليل الاكثرية النيابية وغير الشعبية، وبالرغم من ارادة القوى التي تتلاعب بكم مجتمعين، الى الاحتفاظ بسدة الرئاسة، التي هي رسالة في خدمة الوطن.

 

المرجعيات الدينية السنية والشيعية اجتمعت في دار الفتوى

وطنية - 27/2/2006 (سياسة) عقد اجتماع في دار الفتوى في حضور رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة، مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني، نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان، المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، رئيس المحاكم الشرعية السنية العليا الشيخ عبد اللطيف دريان، رئيس المحاكم الشرعية الجعفرية الشيخ حسن عواد، نائب رئيس المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى المحامي عمر مسقاوي، أمين عام القمة الروحية الإسلامية محمد السماك، مدير عام دار الفتوى - أمين السر الخاص لمفتي الجمهورية الشيخ محمد نقري ومستشار شؤون الرئاسة المحامي نزيه جمول. اثر الاجتماع الذي استمر ساعة ونصف ساعة، قال الرئيس السنيورة: "كما قلت عقب الاجتماع الذي عقد في دارة المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، جرى التداول من اجل التحضير لنداء صادر عن المرجعيات الدينية الإسلامية السنية والشيعية، وموجه إلى العالم الإسلامي الذي يحض على التوحد بين المسلمين إلى أي مذهب انتموا.

ومن الطبيعي كان اليوم اجتماعا مباركا كالعادة، وقد تم التوافق على إصدار هذا النداء الذي سيتلوه الأستاذ محمد السماك. كذلك، تم التوافق على البحث في أمور عدة والتي ستؤكد إن شاء الله، توحد المسلمين ونبذ العنف وإيجاد كل وسائل التلاقي في ما بينهم.

هذا ما يصب في مصلحة لبنان ويؤكد على العيش المشترك بين كل الطوائف والمذاهب في لبنان، وهذه هي السمة الأساسية التي تميز لبنان، والتي يؤكدها اللبنانيون بما يخص عيشهم المشترك وعملهم من أجل أن يكون لديهم وطن يعتزون بالانتماء إليه، ويستطيعون أن يتطلعوا إلى المستقبل بما يعود بالخير على جميعهم".

وردا على سؤال عن الإفراج عن الموقوف محمد زهير الصديق في فرنسا، وما حصل من تطورات حول هذا الموضوع، قال: "يجب تناول هذا الموضوع بكثير من التروي، وهذا الموضوع تقوم الجهات القضائية في لبنان بمعالجته، وأنا لن أدخل في هذا الأمر على الإطلاق لأنه أمر قضائي".

سئل: هل انتم مصرون على استرداد الصديق؟ أجاب: "لقد أرسل القضاء في وقتها مذكرة إسترداد، ولكن هذه الأمور لها علاقة بالقوانين الفرنسية التي لست ضليعا وخبيرا بها، وأنا لا أملك معلومات تمكنني من إعطاء رأيي في هذا الشأن".

وعن انعقاد جلسات مجلس الوزراء، قال: "خلال ال24 ساعة المقبلة سوف يصعد الدخان الأبيض، ويصار إلى عقد جلسة لمجلس الوزراء هذا الأسبوع". وعن صحة المعلومات التي وردت عن إمكان انعقاد مجلس الوزراء في المجلس الاقتصادي الاجتماعي، قال: "يا خبر اليوم بفلوس، بكرة يبقى ببلاش".

لم ينتبنا شعور بأن هناك مقاطعة لجلسات مجلس الوزراء، فالمقاطعة غير موجودة وكلنا سوف نجتمع ونتلاقى ونتعاون. علينا أن ننتزع ذهنية الانقسام من تفكيرنا واستبدالها بذهنية التلاقي، وأنتم كإعلاميين وكصحافيين يجب أن تبادروا الى الخير، وسوف نتبعكم إن شاء الله".

سئل: هل ستوقع على العريضة لإقالة الرئيس اميل لحود؟ أجاب: "لم تصلني هذه العريضة بعد، وقد صرحت المرة الماضية برأيي صراحة، ولا زلت عند هذا الرأي، وأنا أعتقد أن الاستقالة هي أمر مفيد جدا للبنان".

سئل: ما هي آلية العمل لتنفيس الاحتقان في الشارع؟ أجاب: "عمليا لا بد لنا جميعا من أن نمارس هذا الأمر، فهذا الانضباط الداخلي بيننا يجب أن نمارسه بالفعل، لا أقصد أن يكون لدينا فقط كلام نقوله داخل مجموعاتنا وآخر ندلي به في الخارج. أنا أدعو الى التوقف عن الازدواجية في التعامل، فلا يجوز أن نقول كلاما معينا مع عائلاتنا وأصحابنا، ونقول كلاما مختلفا أمام الآخرين.

علينا أن نعي مسألة أن نعيش سويا ولا نملك خيارا آخر، فسواء قبلنا أم رفضنا علينا أن نعيش سويا، لذا لا بد من أن نرضى بالواقع، فهو الطريق الذي سيوصلنا إلى ما فيه خير البلاد". النداء ثم تلا السماك النداء الاتي: "يقول الله تعالى في القرآن الكريم: "من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا".

ويقول رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم: "كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه".

في الوقت الذي يحرص فيه المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها على إظهار الصورة الحقيقية المشرقة للاسلام، وفي الوقت الذي يعملون فيه على مد جسور التواصل والتعارف مع المؤمنين بالرسالات السماوية وبأهل العقائد المختلفة، وبالناس جميعا على قاعدة الآية القرآنية الكريمة: "يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير". وفي الوقت الذي يتعرض فيه الإسلام بكل ما يدعو إليه من سماحة ورحمة وعدل وسلام، إلى حملات افتراء ظالمة تتعمد تشويهه واتهامه بما هو منه براء".

أضاف: "وفي الوقت الذي يتنادى فيه المسلمون إلى التصدي صفا واحدا وقلبا واحدا لتداعي الأمم عليهم: "كما تتداعى الأكلة إلى قصعتها" على نحو ما جاء في الحديث النبوي الشريف. وفي الوقت الذي يتحتم فيه على المسلمين جميعا أن يعتصموا بحبل الله جميعا ولا يتفرقوا لاستعادة موقعهم المحترم بين الأمم ودورهم البناء في عالم القرن الواحد والعشرين، والذي يحتم عليهم أن يعيدوا النظر في سلوكهم وتعاملهم في ما بين بعضهم البعض وحيال الآخرين وأن يدركوا مسؤولياتهم تجاه مجتمعهم وأمتهم بما يتناسب مع قيم الإسلام، وبحيث تأتي أعمالهم مصدقة لما وقر في قلوبهم من إيمان، فلا يقولون شيئا ويأتون بما يناقضه. في هذا الوقت بالذات تطل الفتنة المذهبية البغيضة برأسها البشع من العراق لإثارة العداوة والبغضاء بين المسلمين وتمزيق صفوفهم واستضعافهم وتشويه صورتهم وصورة الإسلام دينا وثقافة ومنهج حياة".

وتابع: "إن التعدد في الاجتهادات الفقهية تحت راية "لا إله إلا الله محمد رسول الله" هو من أسس ومن مقومات السماحة في الإسلام. وهو يشكل ينبوع تراثه الفقهي المنفتح الذي أغنى التشريعات العالمية على مدى التاريخ. والاختلاف الفقهي لا يبرر الخلاف على الإطلاق.

فكيف إذا وصل الخلاف غير المبرر إلى حد توظيفه في ارتكاب مجازر منكرة تودي بحياة أبرياء مؤمنين، صمدوا ويصمدون في بلدهم لثقتهم بالله وبدينهم وبتاريخهم وبعيشهم الواحد ومستقبلهم. وكيف إذا أدى إلى الاعتداء على حرمة مقامات مقدسة وعلى حرمة "بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والأبصار ليجزيهم الله أحسن ما عملوا ويزيدهم من فضله والله يرزق من يشاء بغير حساب"، كما جاء في القرآن الكريم".

وقال: "إنه ليدمي قلوبنا ويثير قلقنا واستهجاننا أن هذه الاعتداءات الآثمة والمتنقلة استخدمت أسوأ استخدام بهدف إثارة الفتنة بين المسلمين. وعلى الرغم من أن المراجع الدينية من مختلف المذاهب وفي مختلف دول العالم الإسلامي أدانتها وشجبتها، لكن الأيدي العابثة التي تريد شرا بالمسلمين وبوحدتهم لم ترتدع، وهو الأمر الذي يتطلب مزيدا من الوعي ومزيدا من العمل المشترك لرص الصفوف وتوحيد الجهود وإشاعة روح السماحة الإسلامية والاحترام المتبادل بين أهل الاجتهادات المذهبية المتعددة، كما يتطلب مزيدا من الجهد التربوي والثقافي لرفض الغلو والتطرف ونبذ منهج التكفير الذي ينكر على المؤمنين إيمانهم بالله ورسوله من أي جهة أتى، والذي يتنكر لدعوة الله تعالى: "ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا تريدون عرض الحياة الدنيا".

أضاف: "إن العلماء المسلمين السنة والشيعة في لبنان المجتمعين في دار الفتوى في بيروت برئاسة صاحبي السماحة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ الدكتور محمد رشيد راغب قباني ونائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الإمام الشيخ عبد الأمير قبلان، التزاما منهم بهذه الثوابت الإيمانية، وتمسكا منهم بالأخوة الإسلامية، وبوحدة الصف الإسلامي، في لبنان وفي العالمين العربي والإسلامي، وقد هالهم ما جرى ويجري في العراق من محاولات آثمة لإثارة الفتنة المذهبية التي لا تخدم سوى أعداء العراق والأمتين العربية والإسلامية، يهيبون بإخوانهم العلماء المسلمين السنة والشيعة في العراق وفي العالم الإسلامي كله، التصدي للفتنة بالمزيد من الحكمة والتعالي، والوقوف في وجه محاولات التفرقة بالمزيد من التضامن والوحدة". وتابع: "وهم إذ يعاهدون الله ورسوله والمؤمنين على العمل معا يدا واحدة وقلبا واحدا على نبذ الفتنة والتفرقة والتمسك بأهداب الوحدة التي دعا الله إليها في القرآن الكريم بقوله تعالى: "إن هذه أمتكم أمة واحدة، وأنا ربكم فاعبدون"، وعلى الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة: "أدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة"، يناشدون إخوانهم العلماء في شتى أنحاء العالم، التفاني في صيانة مجتمعات العالم الإسلامي مما يحاك لها من فتن ودسائس هدامة، والدفاع عن وحدتها وسلامتها من المحاولات التي تستهدف العبث بأمن المسلمين ووحدتهم وأخوتهم: "واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة، واعلموا أن الله شديد العقاب. إن إنقاذ العراق، شعبا ومقدسات، من الفتنة المذهبية التي كشفت عن مخالبها هو إنقاذ لكل دولة إسلامية، وإنقاذ للمسلمين جميعا مما يستدرجون إليه من تمزق وانقسام، وهو إنقاذ للاسلام مما يتعرض له من افتراء وظلم وتشويه".

وقال: "إن العلماء المسلمين، الشيعة والسنة، إذ يعربون عن احترامهم لحقوق الإنسان الذي كرمه الله وفضله على كثير ممن خلق تفضيلا, واستخلفه في الأرض لعمارة الكون، بصرف النظر عن جنسه أو لونه أو دينه أو لغته، وإذ يؤكدون احترامهم المطلق لدور العبادة جميعها التي يذكر فيها اسم الله ويسبح له فيها بلغات مختلفة، وإذ يشددون على تمسكهم بمبدأ وحدة الدين وتعدد الشرائع السماوية، وإذ يرفضون ويدينون تكفير المسلم للمسلم من أي جهة أتى بذريعة الاختلاف المذهبي أو الاجتهادي، وإذ يرجعون لقول الله تعالى في القرآن الكريم: "إن ربك يقضي بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون"، يدعون إخوانهم المسلمين في لبنان إلى عدم الانجرار إلى هذه الفتنة التي تستهدف المسلمين، وإلى صيانة وحدتهم وأخوتهم الدينية والوطنية والتي هي أساس في صيانة وحدة لبنان واللبنانيين، وأن يشكلوا درعا واقيا، كما كانوا دوما وعلى مر السنين، للاسلام والمسلمين في وجه كل من يتربص بهم شرا ومن يحاول أن يفكك وحدتهم وأخوتهم. كما يدعون إخوانهم المسلمين جميعا في كل أقطار العالم إلى الاعتصام بحبل الله جميعا وعدم التفرق وإلى أن يذكروا نعمة الله عليهم ليكونوا دائما كما أراد لهم الله إخوانا متحابين متراحمين، وكما أرادهم رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم: "كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالحمى والسهر"، تحت راية "لا إله إلا الله محمد رسول الله".

 وختم: "إن العرب والمسلمين جميعا يتطلعون إلى الشعب العراقي الحبيب بمختلف فئاته، بأمل كبير وثقة لا تتزعزع بقدرته على تجاوز الاحتلال بالحرية، والفتنة بالتوحد، والاستقطابات بالوطنية الحقة: "ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز".

 

النائب الحريري عرض التطورات مع السفيرين فيلتمان وشوابسكي والقصار واستقبل رئيس لجنة الناتو في البرلمان الأوروبي و"التكتل الطرابلسي"

وطنية - 27/2/2006 (سياسة) استقبل رئيس كتلة "المستقبل" النيابية النائب سعد الحريري، صباح اليوم في قريطم، الوزير السابق عدنان القصار وعرض معه الأوضاع العامة. "التكتل الطرابلسي" ثم التقى النائب الحريري وفدا من "التكتل الطرابلسي" ضم وزير الأشغال العامة والنقل محمد الصفدي والنواب: محمد كبارة، موريس فاضل وقاسم عبد العزيز. بعد اللقاء، قال الوزير الصفدي: "لقد تداولنا مع النائب الحريري كل الأمور التي تتعلق بالشعب اللبناني سياسيا واقتصاديا، كما تحدثنا في شؤون الشمال وخصوصا الوضع الاقتصادي فيه والخطط المستقبلية للتكتل الطرابلسي لتنشيط هذا الوضع في الشمال". وأضاف: "لقد عرضنا الوضع الداخلي في شكل شامل شامل.

ونحن في تنسيق كامل ومستمر مع النائب الحريري و قوى 14 آذار". سفيرة أوستراليا واستقبل النائب الحريري سفيرة أوستراليا ستيفاني شوابسكي وعرض معها العلاقات الثنائية. السفير الألماني والتقى السفير الألماني ماريوس هاس الذي قال بعد اللقاء: "لقد كانت مناسبة لالتقي خلالها النائب الحريري، وهي المرة الثانية بعد لقائي معه منذ مدة مع زملائي السفراء. واليوم ناقشنا العلاقات الثنائية وكان تبادل مثمر لوجهات النظر. ومن بين الأمور التي ناقشناها إمكان عقد لقاء بين النائب الحريري ووزير الخارجية الألماني نأمل أن يكون في المستقبل القريب .المواضيع الأساسية التي ناقشناها هي التطورات السياسية الحالية المتداولة الآن في لبنان، والحوار الوطني المنوي بدؤه في الثاني من آذار المقبل.

وكما تعلمون ان رئاسة الاتحاد الأوروبي تدعم بقوة مبادرة الرئيس نبيه بري، و"تيار المستقبل" وحلفاؤه يجب أن يؤدوا دورا بارزا ومهما في هذا الحوار.أنا اعتبر ان الحوار الوطني هو السبيل الأنسب أن لم يكن السبيل الوحيد في هذا الوضع الحرج لتخطي أية احتكاكات وحل المشاكل. ومن خلال ذلك، قد نستطيع تلافي العنف. لهذا أنا واثق بان المشاركين السياسيين الجالسين الى طاولة مستديرة سيناقشون المواضيع ويحلون المشاكل بروح التسوية".

كذلك استقبل النائب الحريري السفير الأميركي جيفري فيلتمان.

والتقى النائب الحريري رئيس لجنة الناتو في البرلمان الأوروبي النائب باولو كاسكا يرافقه النائب عبدالله حنا والمنسق العام للجنة متابعة تنفيذ القرار 1559 طوني نيسي. وخلال اللقاء، قدم كاسكا التعازي الى النائب الحريري لمناسبة الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري ووجه إليه والى عائلة الرئيس الشهيد دعوة الى حضور الحفل الذي تنظمه لجنة متابعة تنفيذ القرار 1559 في البرتغال تكريما لشهداء لبنان خلال شهر نيسان المقبل.

 

النقيب عون دعا الى التحقيق بحادثة وفاة المواطن شقير امام المستشفى

وطنية - 27/2/2006(متفرقات) أسف نقيب الاطباء الدكتور ماريو عون، في بيان اليوم، "شديد الاسف لوفاة المواطن ابراهيم شقير بعد رفض مستشفيين استقباله, وحتى تقديم الاسعافات الاولية له". وجاء في البيان: "ان نقيب الاطباء يستنكر بشدة هذه الحادثة ويدعو القيمين الى اجراء تحقيق فوري لكشف المقصرين والمستهترين بحياة المواطنين, ويهيب بجميه القيمين على القطاع الصحي التحرك سريعا من اجل وضع نظام طوارىء فاعل يمنع تكرار هذه المأساة".

 

الشيخ قاسم: لا نقبل حوارا مشروطا وكل القضايا مطروحة على الطاولة

الغالبية النيابية عاجزة عن تقصير ولاية رئيس الجمهورية دستوريا

وطنية - 27/2/2006 (سياسة) أقامت جمعية الامام الصادق(ع)، حفلا تكريميا لامام بلدة خربة سلم السيد عبد المحسن فضل الله، لمناسبة الذكرى 14 على وفاته، في حسينية السيدة فاطمة الزهراء في زقاق البلاط. حضر الحفل وزير الصحة محمد جواد خليفة ممثلا رئيس الجمهورية العماد اميل لحود, النائب ميشال موسى ممثلا رئيس مجلي النواب الاستاذ نبيه بري, وزير الخارجية والمغتربين فوزي صلوخ ممثلا رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة, والنواب: امين شري, علي عمار, مروان فارس, حسن فضل الله, نائب امين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم , السفير الايراني مسعود الادريسي, النائب السابق محمد برجاوي, ممثل الشيخ عبد الامير قبلان القاضي مهدي يهفوف, مفتي صور وجبل عامل السيد علي الامين ورئيس جمعية الامام الصادق حسين بغدادي.

والقى نائب الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم في الذكرى قال فيها: "المقاومة قدمت نموذجا رائعا مميزا، فسجل المقاومة ناصع قاني، ناصع بالأداء النموذجي وقان بالتضحيات والعطاءات، لم يستطع أحد أن يشير إليها بكلمة واحدة، ولم يستطع أحد أن يهشم من عطاءاتها وامكاناتها، ولم يستطع أحد أن ينالها بكلمة تسيء إلى عطاءات رجالها. نجحت المقاومة في تحشيد الشعب اللبناني حولها، وانتصرت في أول انتصار من نوعه على اسرائيل منذ أكثر من خمسين عاما، وقدمت نموذجا في أخلاقية التعاطي لم نره في كل مقاومات الأرض، وصوبت البندقية في الاتجاه الصحيح إلى العدو الاسرائيلي. وهنا نؤكد أن لا عدو بالنسبة إلينا إلا اسرائيل، وستبقى اسرائيل عدوة ولو سايرها البعض، ولو أعجب بها البعض، ولن تكون في يوم من الأيام في موضع الصديق أو المتعاون مهما كانت الظروف ومهما كانت الأوضاع. في منطقتنا عدو أساس هو اسرائيل، والباقي أشقاء نسعى معهم للتعاطي والتعامل والتفاهم لما فيه مصلحة لبنان والجوار.

هنا نسجل هذا الواقع الأليم الذي نعيشه، ففي الوقت الذي وفرت فيه المقاومة أجواء نهضة وازدهار في لبنان، نرى اليوم من يحاول أن يعطل مسار لبنان الاقتصادي والاجتماعي والسياسي بمحاولات يائسة لن تنفع مهما علا الصراخ، ومهما ارتفعت النبرات، فإن الشتائم لم تكن يوما قادرة على بناء الأوطان، وإنما تبنى الاوطان بالتضحيات والدماء والمشاركة والعطاء، أما إذا أراد البعض أن يضج الناس من صراخه فيسلموا له فهو واهم، هذا الصراخ ينفع في مكان آخر غير لبنان، أما في لبنان فهناك قواعد، وعلى الجميع أن يتبعوها. أكدنا مرارا وتكرارا أن من حق اللبنانيين أن يعبروا دائما عن قناعاتهم، وأن يتظاهروا وأن ينزلوا إلى الشارع، وأن يقولوا أراءهم بكل حرية، لكن لا نقبل أن يتحول الشارع إلى قوات مواجهة، لأنهم بذلك يخسرون ماهيتهم السلمية، كما نقول للحريصين على أن يثبتوا مواقفهم وأن يحققوا أمانيهم وطموحاتهم، بإمكانكم أن تلجأوا إلى الدستور اللبناني للقيام بما تشاؤون، طالما أن عندكم أغلبية نيابية، لكن عندما تعجز الأغلبية النيابية عن تقصير ولاية رئيس الجمهورية، وهي عاجزة إذ لا يوجد أي مدخل دستوري يساعد، مهما كانت التفسيرات التي حاولوا من خلالها أن يخترعوا عناوين لألفاظ لا علاقة لها بهذه الألفاظ، لكن نسوا أن الباقين في وطننا يعرفون اللغة العربية، ويربطون بين المعاني والألفاظ بما لا يمكن من تفسيرات الطموحات أو الأحلام، بل تفسيرات الوقائع والأرقام.

على هذا الأساس جال ببالي أن أقترح عليهم اقتراحا ربما كان مدخلا ملائما لتحقيق ما يرغبون به، طالما أن الشارع هو الذي يحسم الميدان بسبب الاغلبية الموجودة في الشارع، وفي قناعتنا أن فريق 14 شباط يملك من الشارع ما بين الثلث و40 بالمئة من الشعب اللبناني، أما الفريق الآخر فهو يملك ما بين 60 بالمئة إلى ثلثي الشعب اللبناني، ومع ذلك إن كنتم مطمئنين إلى الأغلبية الشعبية فاختاروا أي قانون انتخابي يعجبكم واقلبوا المعادلة، وخذوا الأرقام التي ترغبونها في المجلس النيابي، عندها ربما تحصلون على ما تتوقعونه من أغلبية الثلثين فتحققون ما تريدونه عبر المجلس النيابي وبالطريقة الدستورية، لكن أقول أنهم لن يلجأوا إلى هذا الخيار لأنهم يعرفون تماما أن قانون الانتخابات الذي أنجز هذا العدد، لن ينجزه مرة ثانية، حتى ولو كان القانون المتبع هو قانون الألفين، لأن التحالفات تغيرت والعناوين اختلفت والنتائج ستختلف أيضا.

على كل حال دعونا لا نلجأ إلى هذه الأساليب التي أتعبت الناس، لا يحق لحكومة تدير بلدا أن تخربه من موقع الحكومة، فالحكومة مسؤولة في أن تجتمع وتناقش وتقرر، ولا يمكنها أن لا تجتمع تحت أي عنوان من العناوين فإذا كانت تعاني من خلل داخلي، أو لا يقتنع بعض أعضائها بالبعض الآخر، فحكومة لا تتمكن من إدارة البلد، حلها الطبيعي أن تنحل، وأن تأتي لتقدم للمجلس النيابي استقالتها، ليبحث عن حكومة جديدة تستطيع أن تقوم بمهامها، أما أن تقرر الحكومة في أن تجتمع وتعطل، ثم تجتمع وتعطل، فهذا يؤثر سلبا على البلد ولا ينسجم مع المسؤولية التي منحها المجلس النيابي لمثل هذه الحكومة، ثم ما هو الدافع لهذه الطريقة في مقاطعة الجلسات، إذا كان الدافع رئيس الجمهورية وترؤسه للجلسات، فأنتم قد أصبحتم حكومة في لبنان لأنه وقع على مرسوم أرسله إلى مجلس النواب لانتخابكم، وبالتالي إذا كنتم غير مقتنعين بهذا التوقيع فعدلوا موقعكم، ولا يجوز أن تبقوا بهذه الطريقة لأن البلد يعيش صعوبات وأخطار، أعتقد أن الكثيرين لم يلتفتوا جيدا إلى أن تصريحات 14 شباط من بعض الذين رفعوا أسقفهم، أثرت في البلد على المستوى الاقتصادي، وأضرت بالأسهم وخفضت من قيمتها، وأخافت المستثمرين وأعاقت بيروت (1)، وبالتالي فالذين يبحثون عن حل في لبنان، عليهم أن يلتفتوا إلى أن اقتصاد لبنان مسؤولية وأمانة، وإلى أن حياة الناس مسؤولية وأمانة، وبالتالي إما أن يقوم المعنيون بمسؤولية إدارة الناس، وإما أن يتنحوا جانبا من أجل أن ينطلق البلد بشكل جيد. نحن دعونا إلى الحوار، ووافقنا على الحوار ونؤيد دعوة رئيس المجليس النيابي إلى الحوار، وبالنسبة إلينا، لا نقبل حوارا مشروطا، لا قبل الحوار ولا أثناء الحوار، كل القضايا مطروحة على الطاولة، وبالتالي لسنا من الذين نسأل في الحوار فنجيب، بل نسأل ونسأل ونجيب ونطلب الإجابة من الآخرين، وللحوار قواعد على الجميع أن يلتزموا بها، ولذا كل النقاط مطروحة على طاولة الحوار، ولا مسلمات مسبقة كي نتمكن جميعا من التعبير عما نريد، وعلى كل حال، لو كان القوم جادين في الوصول إلى نتيجة فإن الحوار سينجح بإذن الله تعالى، لكن إذا لم يكن هناك جدية، وهو مجرد ديكور يمرر بعض الأفكار وبعض المواقف، فهذا يعني أنه سيفشل، وأمامكم تجربة رائدة تمثلت بالتفاهم الكبير الذي حصل بين حزب الله والتيار الوطني الحر، حيث لم يكن يتصور الكثيرون من الدوائر السياسية الاستكبارية والغربية والعربية واللبنانية أن يتفق حزب الله مع التيار الوطني الحر، ومع ذلك اتفقا وصاغا ورقة تفاهم، ذلك أن كلا منهما كان جادا في الحوار، ولم يكن متمترسا حول مصالحه الذاتية، وكان شجاعا في أن يخرج إلى جماعته ليقول لهم، نحن اتفقنا على هذه العناوين لمصلحة لبنان، ولن نفكر في استثمار كل شيء، فمن أراد أن يتفق مع الآخرين عليه أن يأخذ ويعطي". السفير ادريسي والقى السفير الإيراني كلمة في المناسبة قال فيها: "هذه القافلة المجيدة التي أثمرت نصرا عزيزا في أيار من العام 2000 أثلجت قلب صاحب العصر والزمان ،وقلوب المؤمنين والأحرار في العالم، تمر امتنا الإسلامية في ظروف حزينة وحساسة نتيجة سياسة الهيمنة الأمريكية والصهيونية التي تستهدف شعوبنا في الهوية والكرامة والثروات متوددين في سياسة الإرهاب والقتل وإثارة الانقسامات التاريخية والمذهبية، واستهداف القيم والمقدسات تحقيقا لأهدافهم المشؤومة.

ان ما يمر به لبنان اليوم من مرحلة دقيقة في تاريخه تستوجب الوعي والحذر وتعزيز الوحدة الوطنية والإسلامية، لا سيما بين القوى الممانعة للهيمنة الأمريكية وبمزيد من الالتفاف حول خيار المقاومة التي تشكل الرادع الاستراتيجي للأطماع الصهيونية والأمريكية، وتهديدهم المستمر، اننا في الجمهورية الإسلامية سنبقى في مواجهة التهديدات الأمريكية والصهيونية مؤكدين على حقنا في تعزيز قدراتنا العلمية وامتلاك كل عناصر القوة لنبقى امة عزيزة الجانب. وسنبقى الى جانب كل الشعوب المظلومة التي تعاني من الظلم الأمريكي والصهيوني".