المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم الأحد 4/2/2007

فكروا في ما هو فوق، لا في ما هو على الأرض

 

بعدما استعاد 80 % مما خسره من سلاح ومواقع وأنفاق استخبارات القوات الدولية تراقب إعادة بناء الترسانة العسكرية لحزب الله في جنوب الليطاني

 لندن - كتب حميد غريافي:السياسة

يكاد يكون »حزب الله« استعاد بعد خمسة أشهر ونصف الشهر تقريباً منذ تدمير سبعين في المئة من بناه العسكرية والاقتصادية والاجتماعية في حرب تموز (يوليو) الماضي التي استمرت 34 يوماً وانتهت في الرابع عشر من آب (أغسطس), معظم ما فقده على الصعيد العسكري على مايبدو, دون أن يتمكن من النهوض بعد من هزيمتيه الاقتصادية والاجتماعية شبه الماحقتين لأنه ركز على الجانب العسكري الذي يشمل استقدام السلاح من إيران عبر سورية لإعادة ملء ترسانته المصابة بإعاقة واضحة وعلى إعادة بناء مخازنه ومخابئه وأنفاقه المهدمة ولكن هذه المرة باعتماد أكبر على سكان القرى والبلدات الواقعة في جنوب الليطاني الذين أثبتت الحرب أنهم شكلوا له درعاً واقية من عيون الاستخبارات الإسرائيلية والدولية واللبنانية منذ انسحاب الجيش الإسرائيلي من لبنان عام ,2000 حيث أعاد زرع تلك المخازن والملاجئ والمستودعات داخل تلك القرى والبلدات مستغلاً عودة سكانها النازحين ليعود معهم متخفياً.

وكشفت تقارير مرسلة من قيادة القوات الدولية »يونيفيل« في جنوب لبنان البالغ تعدادها نحو 12.500 جندي حتى الآن في النصف الأول من يناير الماضي إلى قيادتها السياسية الرئيسية في الأمم المتحدة, النقاب عن أن »حزب الله قد يكون تمكن من استرجاع قوته العسكرية السابقة في المنطقة الواقعة جنوب نهر الليطاني (بين النهر والحدود الإسرائيلية)« رغم وجود هذا العدد المهم من قوات الطوارئ ووجود عدد مماثل من قوات الجيش اللبناني »إلا أن حرية حركته ضاقت بشكل حاسم بدليل أن إعادة إنشاء مواقعه السرية تحت الأرض خصوصاً داخل المناطق السكنية المأهولة تطلبت أكثر من خمسة أشهر في الوقت الذي تتطلب فيه في الأيام العادية أقل من شهرين«.

وقالت التقارير التي اطلعت عليها »السياسة« في لندن أمس مصادر ديبلوماسية خليجية في الأمم المتحدة في نيويورك إن »أعلام الحزب الصفراء وشعاراته وصور رؤسائه المحليين والإيرانيين عادت فظهرت على نطاق واسع في مختلف المناطق الشيعية الواقعة جنوب نهر الليطاني« وذلك - حسب التقارير - »تحت أنوف القوات الفرنسية والإيطالية والاسبانية التي تشكل عصب القوات الدولية والجيش اللبناني المفترض أن يكون هو سيد المنطقة لا حزب الله«.

وأرفقت تلك التقارير بصور التقطتها قيادة اليونيفيل من مقرها في بلدة الناقورة اللبنانية الجنوبية ل¯ »شعارات مجرحة« ضد الرئيسين جورج بوش وجاك شيراك ول¯ »عبارات مبطنة بالتهديد« للقوات الدولية, »ما من شأنه الأخذ بعين الاعتبار المعلومات المقلقة عن إمكانية أن تكون إيران وسورية مصممتين فعلاً, عبر التمهيد بإعادة إظهار عضلات حزب الله في الجنوب, على تفجير جديد للحدود مع إسرائيل ولكن هذه المرة على حساب القوات الدولية والجيش اللبناني التي ستجد نفسها مضطرة للتصدي للإسرائيليين«.

وكشفت المصادر الديبلوماسية الخليجية ل¯ »السياسة« النقاب عن أنه »على الرغم من كل تحركات حزب الله نحو استعادة عافيتيه القتالية والصاروخية في الجنوب اللبناني. إلا أن الاستخبارات الفرنسية والإيطالية والاسبانية والتركية وبعض الدول الأخرى المشاركة في »يونيفيل«, وكذلك استخبارات وأجهزة الاستقصاء في الجيش اللبناني, تحصي على الحزب الإيراني أنفاسه بحيث تعلم بوجود 80 في المئة على الأقل من مخابئه ومخازنه وأنفاقه الجديدة داخل القرى والبلدات الجنوبية وخارجها, وترفع بذلك أسبوعياً إلى قيادتها وإلى الأمم المتحدة »خرائط طريق« توصل إلى هذه المواقع, بعضها مزود بصور ووثائق«.

ونقلت المصادر عن أحد مستشاري الأمين العام للأمم المتحدة بان كي - مون قوله إن »حزب الله يأمل من انتقال قيادة اليونيفيل من الفرنسيين إلى الإيطاليين أول من أمس بأن يتغير وضعه في الجنوب إلى الأحسن, إلا أننا اتخذنا كل الإجراءات لمنع ذلك بإفهامنا القائد الإيطالي الجديد للقوات هناك الجنرال كلاوديو غريتشيانو بوجوب استمرار ما يشبه المشاركة الفعلية والتنسيق الحميم مع القائد الفرنسي السابق الجنرال آلان بلليغريني لأن الفرنسيين أكثر اطلاعاً على الأوضاع اللبنانية الداخلية وأوسع تجربة من الإيطاليين«.

 

 إحراق ملعب نادي "الأنصار" للمرة الثانية

 بيروت ¯ "السياسة": أقدم مجهولون للمرة الثانية أمس على إضرام النيران في ملعب ومنشآت نادي "الأنصار" الرياضي على طريق مطار الحريري الدولي وبالقرب من الضاحية الجنوبية لبيروت, ما استدعى تدخل القوى الأمنية وفرق الدفاع المدني لإطفاء الحريق. فيما بدأت التحقيقات لمعرفة ملابسات الحادث. تجدر الإشارة إلى أن ملعب الأنصار كان قد تعرض في 25 الشهر الماضي إلى إحراق من قبل مناصرين ل¯"أمل" و"حزب الله".

 

تحذيرات لقادة الأغلبية اللبنانية من عمليات اغتيال جديدة

 »السياسة« ¯ خاص: كشفت معلومات خاصة ل¯"السياسة" أن قيادات الأكثرية الوزارية والنيابية تبلغت من مراجع أمنية لبنانية عالية المستوى بوجوب اتخاذ أقصى درجات الحذر والحيطة في هذه الظروف الدقيقة, وسط الحديث عن إمكانية إيجاد حل للأزمة الداخلية ومع اقتراب عودة الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى إلى بيروت لمتابعة وساطته لمعالجة المأزق الراهن. وطلبت المراجع من هذه القوى محاذرة التنقل المكشوف في ضوء تزايد المعلومات عن إمكانية تجدد عمليات الاغتيال التي قد تطال بعض أركان قوى 14 مارس الذين سبق وأدرجت أسماؤهم على لوائح التصفيات.

هذه المعلومات اكدت ل¯"السياسة" مصادر بارزة في قوى 14 مارس(اذار), مشيرة إلى أن هناك مخاوف جدية للغاية من أن يعمد النظام السوري باي شكل من الاشكال للعودة إلى مسلسله الإجرامي لتفشيل المبادرة العربية وإعادة أجواء الفتن والاضطرابات إلى الساحة اللبنانية بعدما وصلته معلومات من أن التحقيق في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري أحرز تقدماً, وأن أصابع الاتهام تشير إلى ضلوع المخابرات السورية في هذه الجريمة, الأمر الذي يدفع دمشق إلى تفجير الوضع في لبنان عن طريق حلفائها لعدم التجاوب مع المساعي العربية الجارية لحل الأزمة, وللتغطية على ما سيكشفه التحقيق الدولي.

واشارت المصادر إلى أن استبعاد النظام السوري عن الاتصالات السعودية الإيرانية بشأن حل المأزق اللبناني, ترك صدى سلبياً بالغ الخطورة لدى دمشق وحلفائها في لبنان, وهذا في حد ذاته مؤشر مقلق يوجب اتخاذ تدابير وقائية لتفادي أي اختراق سوري محتمل للجبهة الداخلية, في ضوء ما سبق وكشفته أوساط في الأكثرية من أن دمشق أبلغت من يعنيهم الأمر بأنها لا يمكن أن تقبل بأي شكل من الأشكال بقيام محكمة دولية لمحاكمة قتلة الرئيس الحريري, وأنها ستعمل ما في وسعها للحؤول دون قيام هذه المحكمة ولو على حساب خراب لبنان. وترافقت هذه المعلومات مع اتجاه قوي لدى حلفاء سورية إلى رفع سقف مطالبهم نحو الانتخابات النيابية المبكرة كشرط للموافقة على أي حل يقترحه الأمين العام للجامعة العربية بعدما أصبح الثلث الضامن خارج نطاق البحث كما تشير إلى ذلك القوى المتحالفة مع سورية وايران على ان الهدف من وراء الانتخابات المبكرة هو إعادة خلط الأوراق وقلب موازين القوى, بحيث تمكن النتائج الانتخابية الانقلابيين من فرض رئيس جمهورية جديد يتوافق معها أو التفاوض من مصدر قوة على اسم الرئيس العتيد الذي سيخلف أميل لحود.

 

 التراشق الكلامي بين الأكثرية والقوى الانقلابية يهدد الهدنة

 بري: السنيورة طالب الأمم المتحدة  بانشاء المحكمة الدولية تحت البند السابع

 بيروت - "السياسة": في انتظار تبلور صورة الاتصالات العربية والدولية تمهيداً لعودة الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى إلى لبنان للعمل على حل الأزمة الداخلية, برز إلى الواجهة أمس سجال سياسي بين زعيم الأغلبية النائب سعد الحريري ورئيس مجلس النواب نبيه بري على خلفية الموقف من المحكمة الدولية, من شأنه أن يزيد الأمور تعقيداً ويبدد أجواء التفاؤل النسبي. فبعد الانتقادات التي وجهها الحريري لبري بسبب تعطيله المجلس النيابي, وبالتالي منع مناقشة مشروع المحكمة الدولية, رد المكتب الإعلامي لرئيس المجلس النيابي على انتقادات الحريري قائلا "إن اقتراح تأجيل إقرار قانون المحكمة لحين انتهاء التحقيق الدولي بكل بساطة ليس مصدره الرئيس بري, والإيحاء بغير ذلك يأتي ضمن الحملة المركزة على المجلس النيابي ورئاسته والتي أطلقتها بعض الأبواق المعلومة جيدا من السيد الحريري كما في حديث السيد عبد الحليم خدام للشاشة ذاتها التي تردد تصريحكم.

وتساءل المكتب لماذا لم يتم ارسال مشروع المحكمة الدولية ضمن الاصول بل حتى ضد الاوصول بدلا من ان تتقن هذه الحكومة فنا واحدا هو رسائل توجهها صباحا ومساء الى الامم المتحدة ملفقة ومستوحية دستورا جديدا لها وآخرها رسالة وجهت منذ ثلاثة ايام تمهد للمطالبة بانشاء المحكمة تحت البند السابع من ميثاق الامم المتحدة. وكان الحريري تساءل متى سيقر المجلس النيابي قانون المحكمة الدولية ومتى سيجتمع بعدما عطله بري عن القيام بواجباته .

الى ذلك اكد النائب انطوان زهرا حرص القوات اللبنانية على السلم الاهلي وعلى وضع الامور في اطار سياسي والابتعاد عن لغة التشويش وقال نحن نشجع على وسائل الحوار السياسي الهامشي ولسنا في حاجة الى اي شهادة بهذا الموضوع ونحن ملتزمون بالدولة والمؤسسات مشيرا الى ان اجراءات احياء ذكرى 14 فبراير هي قيد الدرس وقال لن نسعى للتصادم مع الفريق الاخر مشددا على ان امين عام الجامعة العربية سيعود لاطلاق عجلة الحوار والبحث عن حلول لافتا الى انه في ظل التشنج السياسي لن يقبل فريق

14 مارس بصيغة 19 وزيرا +11 للمعارضة وإعطاء ما يعطل الحكومة بشكل كامل, فلدينا أزمة ثقة مع رئيس الجمهورية الممدد له, والرئيس بري يدير المجلس النيابي وقد صنف فريقاً وليس حكماً أو جامعاً لكل اللبنانيين في هذا الصراع الدائر, وبالتالي فإنه غير مقبول إعطاء إمكان تعطيل الحكومة وخلق تعطيل كامل للمؤسسات لفريق 8 مارس, خصوصاً وأنه لم تحل أي من المسائل العالقة ولننتظر ماذا سيحمل موسى من جديد, مشدداً على أن الأمور لا يمكن أن تذهب إلى أي مكان نتيجة الضغط في الشارع.

من جهته لفت عضو كتلة نواب حركة أمل النائب علي خريس, إلى "أن الجهود في الوقت الحاضر تنصب جميعها باتجاه ترسيخ الوحدة الوطنية ما بين الطوائف والمذاهب والأحزاب"وقال: "نحن بأمس الحاجة إلى الجمع وليس للتفرقة, لان الجميع بحاجة أيضا إلى التوحد والالتقاء والحوار. وان النهوض والقيام بالدولة وبمؤسساتها لا يتم إلا بالحوار والمشاركة الحقيقية للجميع", مشيرا إلى "أن كل ما تطرحه المعارضة هو تأليف حكومة وحدة وطنية وهذا الطرح لا يعني التفريق بين الدولة ومؤسساتها بل يزيد من دعائم البناء والتطور والحرص أكثر على وحدة لبنان".وأكد "أن حركة "أمل" باشرت الدعوة للمشاركة في المهرجان الذي ستقيمه في مدينة صور بمناسبة الذكرى السنوية الثانية لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري", وقال "أن الدعوة هي وليدة قناعة بأن الرئيس الشهيد لم يكن يوما لجهة أو لطرف أو لمذهب, بل هو لكل اللبنانيين وليس محصورا بفئة". وتمنى عضو المجلس السياسي في "حزب الله" محمود قماطي "أن ينحصر الخلاف الداخلي في البلاد في الموضوع السياسي, وهذا ما سنشهد دائماً بفعله ولعدم تشعب الخلاف وأخذ الأمور إلى مناح أخرى, آملاً أن يتم التوصل إلى حل للخلاف السياسي", مرحباً بالدعوة التي وجهها الرئيس سليم الحص إلى هيئات المجتمع المدني لإطلاق خطة دعماً للسلم الأهلي.

من جهته رأى النائب السابق محمد عبد الحميد بيضون أن استشهاد الرئيس رفيق الحريري وكل القافلة التي واكبته تستحق من اللبنانيين موقفاً موحداً ويوماً وطنياً واحداً, وبدلاً من اللجوء إلى احتفالات جزئية في المناطق لماذا لا يتم تكريم روح الشهيد ورفاقه في جلسة لمجلس النواب تعقد في 14 فبراير ويحضرها الجميع كمدخل لاستعادة الحوار وبناء الثقة, وبذلك تكون هناك إشارة جدية من المعارضة والأكثرية بالالتزام المشترك في مسألة المحكمة الدولية وكل ما يتعلق بها بدلاً من المواجهة على هذا الملف.

في هذا الوقت سأل الرئيس سليم الحص هل اضحى الثلث الضامن اهم من لبنان وهل اضحت فنيات المحكمة الدولية التي يجمع اللبنانيون على ضرورة تشكيلها في مستوى مصير الوطن? وقال آن الاوان لان يترجم الانفتاح اللفظي من الجانبين خطوة عملية فينعقد مؤتمر موسع للحوار الوطني يكون على رأس جدول اعماله تصحيح الوضع الحكومي واعتبر ان القلق على المصير يستدعي ترجمة المواقف حوارا جديا بروح من الانفتاح على تسوية تقوم على تنازلات حقيقية متبادلة بين الجانبين مؤكدا ان المفتاح بيد رئيس مجلس النواب الذي يستطيع دون سواه جمع فريقي النزاع حول طاولة واحدة ورحب الحص باية مبادرة عربية خصوصا اذا جاءت من امين عام الجامعة العربية واستدرك قائلا آن الآوان ان ندرك ان الحل لن يكون في اي حال الا بحلول يجترحها اللبنانيون انفسهم. على صعيد متصل نوه المجلس الشرعي الاسلامي الاعلى بعد اجتماعه امس بالفتوى الصادرة عن مجلس العلماء في لبنان بتجريم الاقتتال بين المسلمين واللبنانيين معبرا عن قلقه الشديد جراء الاحداث الخطيرة التي شهدها لبنان الاسبوع الماضي وشدد على ان تكون ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري مناسبة جامعة للبنانيين

 

الأيام المقبلة ستكون حاسمة في تحديد مسار الأزمة

 الحريري لحزب الله: حشودنا إلى ساحة الشهداء 14 فبراير ... رضيت المعارضة أم لا

 »السياسة« - خاص: كشف مصدر شديد الصلة بقيادة قوى 14 مارس (آذار) أن رئيس كتلة تيار »المستقبل« النيابية سعد الحريري أبلغ حزب الله وتوابعه بشكل حاسم ورسمي أن الاكثرية ستنظم أوسع حشد شعبي في ذكرى اغتيال الرئيس رفيق الحريري وتنزل الى ساحة الحرية حيث يقع ضريحه. واكد المصدر ل¯ »السياسة« ان الحريري كان واضحا في رسالته حيث أعلن أن قرارا نهائيا تم اتخاذه بهذا الصدد سواء رضيت قوى المعارضة أم لا, ومهما كانت الظروف والاحوال, لأن الاكثرية لن تنتظر أفضالا من أحد لكي تحيي ذكرى شهيدها, بل شهيد لبنان والعرب والإنسانية. وحول رؤيته لطبيعة المرحلة الآن, قال المصدر أن الاتفاق بين الجميع لايزال ساريا حتى الآن على الصعيد الميداني, ويتم تنفيذه بشكل جيد, لكن الاتفاق على الحل السياسي يسير ببطء شديد, وعلى هذا الأساس فان الأيام القليلة المقبلة والتي لن تتعدى الأسبوع, ستكون حاسمة على صعيد الأزمة اللبنانية الراهنة, وسواء لجهة الانفراج أو المزيد من التعقيد. وأوضح أن المبادرة المطورة التي سيعود بها أمين عام الجامعة العربية عمرو موسى الى بيروت تستند الى مبدأ التزامن في اقرار المحكمة الدولية وتشكيل حكومة اتحاد وطني, على اساس 19 وزيرا للأكثرية و9 وزراء للمعارضة ووزير »ملك« يتم اختياره بالتوافق بين الرئيسين فؤاد السنيورة ونبيه بري بعد ان يقدم تعهداً خطياً بعدم الاستقالة واكد المصدر ان ثمة توافقا أولياً تم بين الفرقاء على هذه الصيغة لكن حظوظ الفشل تبقى قائمة بقوة نظرا للتدخلات المحتملة من الجانب السوري الذي لايزال حتى الآن يرفض رفضا قاطعاً موضوع المحكمة الدولية, رغم كل الوساطات التي اجريت معه ورسائل التطمين الروسية والإيرانية وغيرها التي اعطيت له بهذا الخصوص.

 

بالحزم والقوة لا بالديمقراطية

 أحمد الجار الله/السياسة/4/2/2007

بعد أربع سنوات على احتلال العراق, وغرقه وغرق أهله تحت بحار الدم, وتشردهم في هجرة هي الاكبر بعد هجرة الفلسطينيين هربا من التطهير المذهبي والذبح على الهوية... بعد هذه المأساة الانسانية المروعة بدأ الاميركيون يصحون على الواقع العراقي ويصحون على أنفسهم, وعلى ان البضاعة الديمقراطية التي اصروا على بيعها في أرض السواد لاتطعم خبزا, ولا تطعم أمنا واستقرارا. الاميركيون جاؤوا الى العراق بمشروعهم هم, وبنظامهم هم, وبمعتقداتهم هم, وأولها معتقد الحرية والديمقراطية, وكانت النتيجة أنهم شرعوا ابواب العراق على المحيط فدخله من دخل من أقوام الارهاب, وطالبي الثأر من الاميركيين, ومن كل صنف ينوي ان يرى في العراق قنبلة تقسيم عرقي ومذهبي وديني, يؤدي تفجيرها الى تحويل العالم العربي والاسلامي الى شظايا.

الآن صحا الاميركيون من غفلة الحرية والديمقراطية, واكتشفوا أنهم قد تحولوا في العراق الى أسرى لإيران وسورية ولدعاة المذاهب والاديان القومية والانظمة الدينية, فبدأوا يعرفون عدوهم ويتعرفون عليه, وقرروا مطاردته حتى الموت, وتنظيف العراق من كل هذه القوى الدخيلة عليه والتي نجحت في إحباط مشروع الدولة فيه, وفي تكسير أقدام وأجنحة المشروع الاميركي المتطلع الى قيام أمة عراقية جديدة عقيدتها الحرية والديمقراطية والاقتصاد المفتوح.

المفروض, بعد هذه الصحوة المتأخرة ان يبدأ الاميركيون بضرب كل هذه القوى الخارجية التي صادرت الواقع العراقي وارادة اهل العراق, وحولت البلاد كلها الى بحار من الدم, وأولها القوة الايرانية الكامنة وراء فرق الموت, والمسيطرة على أدوات الحكومة العراقية وعلى قراراتها. قلنا ان من المفروض أن يقدم الاميركيون على هذه الخطوة الامنية التنظيفية, وبعد ذلك ان يسعوا الى تسليم البلاد الى حكومة عراقية نظيفة, تنبثق عن نظام وطني عراقي نظيف لايرتهن لأحد ولايعمل في خدمة مصالح أحد. وفي هذا المجال لايكون الاميركيون مختلفين عن الانكليز والفرنسيين الذين سلموا مستعمراتهم السابقة الى أنظمة نظيفة بعد ان نظفوا هذه المستعمرات من كل الدخلاء المخربين. كان على الاميركيين ان يدركوا منذ البداية ان لامجال لفتح أبواب العراق, باسم الحرية والديمقراطية, وهو واقع في محيط من الدول لاتعترف بالحرية, ولاتؤمن بالديمقراطية, ولديها على الاميركيين مطالب ثأرية لاتنطفىء نارها. أما وقد عادوا الى وعيهم, والى واقعيتهم المكتسبة من الواقع العراقي وظروفه, فإن عليهم ان يعيدوا إمساك كل الخيوط في العراق, وأن يحكموه بصورة مباشرة, وان يغلقوه على سواه, وأن يمارسوا بالقوة إعادة الامن والاستقرار اليه, وتنظيفه تمهيدا لتسليمه الى نظام نظيف تنبثق عنه حكومة نظيفة. في هذه الناحية يجب على الاميركيين ان يضربوا كل القوى الغريبة التي دخلت العراق تحت غطاء الحرية التي تحولت الى تسيب وفلتان, وتحت غطاء الديمقراطية التي أعطت المنابر لاعداء الحرية فأنتجوا المذهبية القاتلة والارهاب المدمر, وحولوا العراق كله الى أرض محروقة.

لو كان هناك حزم أميركي منذ البداية لما حصل ما حصل في العراق, ولما تحول هذا البلد الى ساحة تسديد حسابات تسرح وتمرح فيها ايران من دون عوائق, وتخرب فيها سورية من دون خوف ووجل..

لو اتفق الاميركيون منذ البداية مع الجيش العراقي, ولم يعمدوا الى حله وتفريق عديده, وسلموه المسؤولية عن البلد لكان ذلك أفضل لهم. أما الآن وقد أصبحت هذه الامنيات من الماضي, فمن المفترض ان يفهم الاميركيون ان مطاردة الايرانيين الداخلين في الشأن العراقي يجب ان تتسم بالقسوة, وكذلك ملاحقة السوريين والسعوديين والكويتيين ممن دخلوا العراق لمقاتلة الاميركيين وما هم الا ارهابيون لاتجوز فيهم الرحمة.

ان كل من دخل العراق وخرب ودمر وأحرق وأسال الدماء, من جميع الاطراف والقوى يجب ان يضربه الاميركيون وأن يسحقوه وأن يقتلوه قبل ان يقتل الآخرين, ومن اي عرب كان او ملة او جنسية.

اللعبة الآن يجب ان تبدأ على قاعدة جديدة, يتقدم فيها الحزم وإشاعة الامن والاستقرار بالقوة المفرطة, وبعد ان يستتب الامر, ويصبح العراق نظيفا يبدأ الحديث عن الحرية والديمقراطية وتشريع القوانين والدساتير.

لقد ضاعت ثلاث سنوات على العراق دفع أثمانها بالدم, وحان الوقت أمام الاميركيين وحلفائهم لتعويضها بكل الوسائل الحربية, وهي وسائل متاحة لهم ويمتلكونها وقادرون على استعمالها, خصوصا وان معهم الآن جيشاً عراقياً شبه مدرب.

 

 

المكتب الاعلامي لرئاسة المجلس النيابي يرد على مكتب الرئيس السنيورة: ما هو اختصاص الامم المتحدة بعقد جلسة طارئة لمجلس النواب اللبناني؟

المجلس النيابي لا يستطيع ان يتعامل مع حكومة غير ميثاقية حتى تصلح امرها

وطنية-3/2/2007(سياسة) جاءنا من المكتب الاعلامي لرئاسة المجلس النيابي الآتي:

"ردا على المكتب الاعلامي لرئاسة مجلس الوزراء، اصدر المكتب الاعلامي لرئاسة المجلس النيابي ما يلي:

اولا: طبعا من اعتاد ان يشتكي اهله ومؤسساته ويخترع دستورا للاخرين لا يعود بامكانه ان يميز كيفية لغة التخاطب بين اللبنانيين. ثانيا: نوافقكم القول ان الرأي العام اللبناني بات يعرف حقيقة دستورية الحكومة وشرعيتها، واكبر دليل مئات الالاف من اللبنانيين الذين عبروا ولا يزالون بأرقى اشكال الديمقراطية عن عدم الشرعية والدستورية لما تزعمون.

 ثالثا: لان مجلس النواب يمارس دوره الطبيعي والديمقراطي فلا يستطيع ان يتعامل مع حكومة غير ميثاقية وغير دستورية حتى تصلح امرها (هذا اذا اصلح العطار

رابعا: ان قراركم بان الرسالة التي تحمل تاريخ 30/1 اي منذ ايام في وقت نسعى فيه للتهدئة والاصلاح على كل المستويات، هذه الرسالة هي لتزويد الامم المتحدة بنص العريضة التي تقدم بها سبعون نائبا مطالبين بعقد جلسة طارئة لمجلس النواب. في الوقت الذي لم يحول الى المجلس اي مشروع قانون بهذا الصدد، نسأل طالما اعترفتم بهذا، فما هو اختصاص الامم المتحدة في هذا الموضوع، ولماذا طلب السادة النواب سواء وقع في مجلسه الدستوري ام لا يكون موضوع انتقاد للمجلس النيابي في الامم المتحدة.

فهل اصبحت الامم المتحدة مرجعية ممثلي الشعب اللبناني؟

خامسا: وليس اخرا لماذا لم تأتوا على ذكر رسالة سابقة ارسلت منكم وبتوقيعكم لذات المرجعية الدولية مؤرخة في 8/1/2007 تزعمون ان القانون ارسل الى مجلس النواب وذلك من اجل البحث لاكتشاف طرق اخرى لاقرار المحكمة مع ان الطريق معروفة وهو سلوك الطريق الدستوري في لبنان الذي ضيعتموه واوجدتم كل هذه الفتنة كي لا تتمهلوا 48 ساعة لمناقشة المسودة المرسلة. والان هل شعرتم من جديد بأن الجو هو جو حلول فأقدمتم على توتير الاجواء مجددا، اتقوا الله فالتاريخ لا يرحم".

 

المكتب الاعلامي لرئاسة الوزراء يرد على بيان المكتب الاعلامي للرئيس بري: المفيد في هذه اللحظة العودة الى التركيزعلى سلوك طريق الحوار الديموقراطي

الحكومة تقوم بواجبها في التواصل مع الامم المتحدة وأمينها العام الجديد والرسالة ليست سرا بل هي نص عريضة النواب للمطالبة بجلسة طارئة للمجلس

وطنية - 3/2/2007 (سياسة) أصدر المكتب الاعلامي لرئاسة مجلس الوزراء، مساء اليوم، البيان الآتي:

"تعليقا على البيان الصادر عن المكتب الاعلامي لدولة رئيس مجلس النواب نبيه بري اليوم، والذي عاد فيه الى اطلاق التهم بحق الحكومة، يهم المكتب الاعلامي في رئاسة مجلس الوزراء ان يوضح النقاط التالية:

اولا: ان الاتهامات والنعوت التي وردت في البيان المذكور واللهجة التي صيغ بها لا سابق لها كوسيلة للتخاطب بين اللبنانيين وكذلك بين مؤسساتهم الدستورية.

ثانيا: ان القول بدستورية الحكومة وشرعيتها قد استنفد واستوفى اغراضه امام الرأي العام اللبناني الذي بات يعرف حقيقة دستورية الحكومة وشرعيتها.

ثالثا: من المفيد في هذه اللحظة للبنان واللبنانيين العودة الى التركيزعلى سلوك طريق الحوار الديموقراطي واعادة الاعتبار الى المؤسسات الدستورية وفي مقدمها مجلس النواب بتمكينه من ممارسة دوره الطليعي والديموقراطي في الحياة السياسية في لبنان.

رابعا: ان افتعال الاتهامات للحكومة، اسلوب تعوزه الدقة ويشوبه التسرع، واذا كانت الحكومة تقوم بواجبها الطبيعي في التواصل مع الامم المتحدة وأمينها العام الجديد من باب الدفاع عن حقوق لبنان والتزاماته، فمن المستغرب ان يذهب مكتب الرئيس بري هذا المنحى الاتهامي تجاه الحكومة التي تقوم بدورها الطبيعي في العلاقة مع المؤسسة الدولية الملتزمة استقلال لبنان وسيادته وبقيام المحكمة ذات الطابع الدولي.

ان الرسالة التي اشار اليها المكتب الاعلامي لدولة رئيس مجلس النواب هي لتزويد الامين العام للامم المتحدة بنص العريضة التي تقدم بها سبعون نائبا للمطالبة بعقد جلسة طارئة لمجلس النواب، وذلك انسجاما من النواب مع احكام الدستور اللبناني وهذا الامر ليس سرا من الاسرار او مسألة يجري التكتم عليها".

 

دعوة للتجمع امام المتحف الاثنين المقبل رفضا للعودة الى الحرب

وطنية 3/2/2007 (متفرقات) - أعلنت الحركة العالمية للأمهات - لبنان في بيان، عن تضامنها وتأييدها لنداء الهيئات والفاعليات النسائية اللبنانية, وتقول "لا للعودة الى الحرب الأهلية, لا للشحن الطائفي والمذهبي, ونعم للوحدة الوطنية والسلم الأهلي". كذلك دانت "الشحن الطائفي والمذهبي"، وطالبت السلطة والقيادات السياسية ووسائل الإعلام على كافة أشكالها، "التوقف عن الشحن الطائفي وتبادل التهم والتحلي بروح المسؤولية القصوى والعودة الى لغة العقل، للوصول الى حل وطني لا مذهبي يحمي أولادنا وشبابنا من الموت أو الإعاقة والوطن من الضياع". وناشدت "الحركة" جميع اللبنانيين واللبنانيات "عدم الإنجرار الى فتنة تؤدي الى إندلاع حرب جديدة وتدعوهم, وخاصة نساء لبنان, أمهات وشابات, الى التجمع أمام المتحف الوطني في بيروت، الساعة الثالثة من بعد ظهر الإثنين 5 شباط, للاعلان عن رفضهم العودة الى الحرب الأهلية, والتشبث بالوحدة الوطنية والسلم الأهلي".

 

قائد المرابطون: ندعو يكن للتفكير في الساحتين في وسط بيروت

وطنية - 3/2/2007(سياسة) ادلى قائد حركة الناصريين المستقلين - المرابطون - الدكتور محمد درغام بالبيان التالي: بعد الخطايا التي ترتكبها القوى الانقلابية منذ 65 يوما، خرج السيد فتحي يكن ببدعة جديدة بدعوته لسرقة الذكرى الثانية لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري من اهلها، متوهما ان سرقة وسط بيروت واقامة معسكر ميليشاوي فيها يمكنهم من فرض ارادتهم على اللبنانيين. اننا ندعو السيد يكن ومن ورائه للتفكير الف مرة في موضوع الساحتين في وسط بيروت، فقرار بيروت واهل الرئيس الشهيد رفيق الحريري من كل لبنان هو بأخلاء وسط بيروت من الانقلابيين، ودعوة السيد يكن هي للمزايدة واذكاء نار الفتنة وتسجيل المواقف الانبطاحية التي لا تعني الا شخص السيد يكن. اننا في المرابطون، نتمسك بالثوابت الاسلامية والقومية والوطنية التي تربينا عليها، والتي دفعنا من اجلها الشهداء في حروبنا ضد التقسيم والكانتونات والعدو الصهيوني، نرحب بكل ايجابية تصدر عن قيادة حزب الله بالرغم من الحرب الاعلامية والافتراءات التي تستمر بشنها علينا قناة "المنار" التابعة له، ونطالب حزب الله بوضع حد لحلفائه الذين يتشدقون تارة بالدعوة الى تبليط الساحتين التي خرج بها الجنرال عون وتارة بالمزايدات التي خرج بها السيد فتحي يكن. كما اننا نستنكر الاعتداء الاثم على الصرح الرياضي لنادي الانصار ونتركه برسم القيادات الامنية، مكررين دعوتنا الى ضرورة عزل البؤر التي تخرج منها عصابات الترويع والتخريب لان للكرامة ثمن وللصبر حدود. اننا ندعو جماهير المرابطون للبدء بالتنسيق مع القوى الوطنية الشريفة لاحياء الايام العشرة لذكرى مظلومية رجل العلم والعمران الرئيس الشهيد رفيق الحريري التي يجب ان تبدأ من يوم الخامس من شباط في كل المناطق، وتختم في المهرجان الوطني الكبير في وسط بيروت

 

لماذا (سباق التسلح) في الداخل طالما ان الحرب انتهت؟

كتب المحلل السياسي: الأنوار

بعد كل الذي جرى ولا سيما في الشهر الأول من السنة والذي يمكن أن نسمِّيه من دون افتئات عليه (كانون الأسود)، لم يعد يجوز إخفاء شيء عن الشعب، بل مكاشفته بكل الحقائق كاملةً ومن دون نقصان. - الحقيقة الأولى أن العنف لا يحل شيئاً في لبنان بل ان اعتماده يزيد الأمور تعقيداً، بدليل ان ما حدث يوم (الثلاثاء الأسود) فاقم الأمور ولم نعد أمام تصعيد منهجي بل أمام فتنة خرجت من جحرها. - الحقيقة الثانية ان السلاح في يد مؤسسة الجيش ومؤسسة قوى الأمن الداخلي هو سلاح للوطن فيما السلاح في يد الأفراد والتنظيمات والأحزاب هو ليس كذلك. وقد بدأت تتكوّن معلومات انه بنتيجة أحداث 23 كانون الثاني الفائت، ان أكثر من شحنة من السلاح الخفيف أستقدم الى داخل بيروت، لكن حسب مصادر موثوقة فإن الأجهزة المعنية تتابع الموضوع بكل دقة ومصممة على توقيفه، لأنه قد يؤدي الى بداية (سباق تسلح) داخلي نعرف أين يبدأ لكن لا نعرف أين ينتهي وكيف? - الحقيقة الثالثة ان لا استقرار اقتصادياً من دون استقرار أمني، ولا استقرار أمنياً من دون استقرار سياسي، ولا استقرار سياسياً من دون سلطة مستقرة. ان التخبط الذي يعيش فيه البلد بدأ عملياً منذ استقالة الوزراء، وأي معالجة للوضع المتفاقم لا يمكن أن تكون مجدية إلا بالعودة الى اصول الازمة والبحث في كيفية معالجتها، ومن دون الجرأة في مقاربة هذا الموضوع، فإننا لن نصل الى نتيجة.

- الحقيقة الرابعة، انه من دون ملاقاة نتائج مؤتمر باريس - 3 بتدابير واجراءات داخلية (زجرية) فإنه من العبث توقُّع إنعاش أو انتعاش مالي واقتصادي ومعيشي. المؤتمر في حقيقته لم يكن فقط (جرعة صمود) بل ان هدفه وضع الإقتصاد اللبناني على (سكة النهوض)، وأيُّ تعاطٍ معه على انه مجرد (جرعة) يعني ان مفعوله سينتهي بأقل مما يتصوَّر البعض، فالأموال المرصودة لا تكفي لسداد فوائد الدين.

ولكن ماذا عن الدَين? ومَن يُسدِّده? وكيف؟

- الحقيقة الخامسة، ان ما جرى في كانون الثاني لن يتكرَّر، وبمعنى آخر، إنه (آخر الحروب اللبنانية) لقد ظنَّ البعض انه بالإمكان اعادة تفجير الوضع الداخلي، واختبروا ذلك على الأرض ليكتشفوا في نهاية المطاف ان (الحرب قرار) قبل أي شيء آخر، والقرار ليس بيدهم، فكيف يشنّون الحرب?

هذه دعوة صادقة لقراءة هادئة لهذه الحقائق لئلا يضل أحدٌ الطريق ويقع مجدَّداً في الهاوية، أو على الأقل في الإحباط.

 

نواب فرنسيون يوقعون عريضة تطالب بادراج حزب الله في لائحة المنظمات "الارهابية"

 أ ف ب - 2007 / 2 / 2

 اعلن مصدر برلماني ان 45 نائبا فرنسيا وقعوا عريضة تدعو فرنسا الى اقتراح ادراج حزب الله الشيعي اللبناني في لائحة المنظمات الارهابية خلال الاجتماع المقبل لمجلس اوروبا. وهذه العريضة التي طرحت في شكل رسالة الى رئيس الجمهورية, اطلقها كلود غواسكين نائب الاتحاد من اجل حركة شعبية (اليمين الحاكم) وزميله في البرلمان دومينيك تيان. وقد وقعها حتى الان 44 نائبا من حزب الاتحاد من اجل حركة شعبية ونائب واحد من من الاتحاد من اجل ديمقراطية فرنسية (وسط يمين). وتعد الجمعية الفرنسية 577 نائبا. وطلب الموقعون على هذه الوثيقة التي تسلمت وكالة فرانس برس نسخة منها من الرئيس جاك شيراك ان يتخذ هذه المبادرة لانه "لا بد ان نكون واضحين وان نقر بان حزب الله ارتكب عدة اعتداءات وعمليات خطف وتهريب اسلحة". واضافوا ان "حزب الله يلعب دورا هاما في الازمة اللبنانية وتموله ايران وسوريا وهو يهدد بشدة تسوية سلمية في هذه المنطقة" من العالم. وشدد النواب على انه "اثر اعتداءات الحادي عشر من ايلول/سبتمبر 2001 قرر المجتمع الدولي وضع لوائح للمنظمات الارهابية وان عدة دولة ادرجت فيها حزب الله". وذكرت العريضة بان "رفض الاتحاد الاوروبي المنقسم ادراج حزب الله على لائحة المنظمات الارهابية ناجم الى حد كبير عن رفض فرنسا لذلك" واضافت ان "البرلمان الاوروبي اعتمد في العاشر من اذار/مارس 2005 قرارا يؤكد وجود +ادلة قاطعة تثبت نشاط حزب الله الارهابي".

 

لا تلوموا النبيه

الشراع - 2007 / 2 / 2

 لا أحد يستطيع ان يلوم الرئيس نبيه بري اذا قال: ان الشيعة لا يمكن لهم ان يدفعوا ثمن صعود حزب الله، ثم يدفعون ايضاً ثمن سقوط هذا الحزب. يكفي ان شيعة لبنان دفعوا الثمن غالياً حين قررت ايران وسوريا اخلاء ساحة المقاومة ضد العدو الصهيوني في جنوبي لبنان لمصلحة صعود حزب الله، وتسلّم راية المقاومة منفرداً لتتمكن طهران ودمشق من الإمساك بدفة الصراع ضد اسرائيل في الساحة الوحيدة المفتوحة امامه وهي لبنان. كان انتهاء جبهة المقاومة الوطنية التي شكلها الحزب الشيوعي اللبناني بقيادة الشهيد جورج حاوي، كما ايقاف مقاومة الحزب السوري القومي الاجتماعي، التي دفع ثمنها الشهيد محمد سليم بأيدي مخبري عنجر في هذا الحزب.. كما إلغاء بقية المقاومات.. وكلها اقل تكلفة من التكلفة التي دفعتها حركة امل بدءاً من شهيدها الاكبر في ساحة المقاومة داود داود الذي قتلته الاستخبارات الايرانية ورفيقيه محمود فقيه وخليل سبيتي وهم على بعد خطوات من حاجز للاستخبارات السورية في الاوزاعي.. وصولاً الى رئيس جهاز الامن في حركة امل الشهيد ابو علي حمود و13 شاباً شهيداً في قرية كفرحتى مروراً بمئات الشهداء من حركة امل الذين جرت تصفيتهم بواسطة عناصر حزب الله تنفيذاً لقرار دمشق وطهران، اخلاء الساحة من المقاتلين الوطنيين ضد العدو الصهيوني وتسليمها لحزب الله الممسوك من الاستخبارات في سوريا وايران..

ولا مانع ان تتفرج القوات الصهيونية المحتلة على جحافل حزب الله الصاعدة على بغال من البقاع الغربي محملة بالاسلحة الى اقليم التفاح لتصفية حركة امل.. فالدماء التي تسيل كلها دماء الشيعة المقاومين ولم تكن دماء المحتلين الصهاينة.. ولا دماء الاستخبارات السورية او الايرانية. واليوم يبدو انهاء حزب الله للمقاومة ضد العدو الصهيوني في الجنوب، وتحويل كل جهده وسلاحه واعلامه وسياسته ضد حكومة الرئيس فؤاد السنيورة.. محاولة لاستدراج الشيعة مرة اخرى الى أتون الحرب الاهلية – المذهبية بإمتياز هذه المرة.. ليكون امام الرئيس بري احد أمرين:

1- إما منع هذه الحرب المذهبية بالقوة بما يعنيه من صدام مع حزب الله المصمم على تأجيجها بخطاب سياسي عالي النبرة من امينه العام حسن نصر الله، الذي كثيراً ما يفقد اعصابه ويتجاوز الخطوط الحمر بالتهديد.. خاصة وهو يفبرك قصة حمل الشيعة الى سفن في عرض البحر لترحيلهم من لبنان، فيكون امام تحريض ديماغوجي ليكون الرد بمستواه أي العمل على تهجير الآخرين من لبنان.

2- وإما الانخراط فيها قسراً في حمأة التجييش المذهبي الذي يمارسه حزب الله ضد الشيعة اولاً.. وصولاً الى استدراج ردود فعل من كل القوى الاخرى في الوطن الجريح.

ماذا يفعل نبيه بري؟

يقف في جانب حسن نصرالله ليهدىء انفعالاته، ويصوِّب قدر ما يستطيع من خطواته.. حتى ليبدو وهو المنشغل كثيراً في بذل جهد الإمساك بعضلات نصر الله، بعيداً كثيراً عن شركاء الوطن ومطالبهم خاصة في تشغيل عجلة المؤسسة الدستورية الأم وهي مجلس النواب.

من هنا يكثر الحديث عن عتب متبادل بين الاكثرية النيابية ورموزها وبين رئيس مجلس النواب، فهي تقول انه يعطل الحياة النيابية ويعطل مجلس النواب، وهو يرد بأنكم لا تساعدوني فيما انا فيه ليس في حل المشاكل الدستورية.. بل في منع انفجار الاوضاع داخل الطائفة الشيعية.

وكم كان واضحاً ومحقاً نبيه بري وهو يقول باكراً للجميع ان عليكم بصواريخ (اس. اس) (S.S) أي السعودية وسوريا.. فهناك هي المشكلة، حيث الحوار مقطوع بين الرياض ودمشق منذ ان افلت بشار الاسد العقال للسانه للتطاول على رموز الدول العربية الصديقة للبنان ولسوريا نفسها، الملك عبدالله بن عبدالعزيز والرئيس حسني مبارك، وقد اسقط عليهما بشار الاسد عبارة (أنصاف الرجال) في خطاب قال فيه ان قوى الاستقلال والحرية والسيادة والعروبة الديموقراطية في لبنان هي منتج اسرائيلي!.

الرئيس بري اكثر اللبنانيين معرفة بالجهود التي بذلتها كل من مصر والسعودية لحماية بشار الاسد، ونظامه من آثار سياسته على سوريا.. كانوا اكثر الخائفين عليها من ان يكرر فيها بشار سياسة الرئيس الشهيد صدام التي اوصلت العراق الى ما هو عليه.. وكان هو يرد بالتهديد بجعل لبنان عراقاً آخر.

وحتى لا يتحول لبنان او سوريا الى عراق آخر احتضنت مصر والسعودية نظام بشار لثنيه عن محاولات التخريب.. وضغطوا على سعد الحريري كي يوقف ربط العلاقات مع سوريا بقضية اغتيال والده الرئيس الشهيد رفيق الحريري.. وسعوا كل جهدهم لترتيبات تجنب بشار مقصلة المحكمة بتسليمه ضباطاً سوريين حكموا لبنان بالحديد والنار التي ألهبت جسد الرئيس الشهيد يوم 14/2/2005.

لم يبخل الرئيس مبارك او الملك عبدالله وغيرهما الكثير لثني بشار عن سياسته التهديدية والتخريـبية في لبنان وغيره.. دون جدوى حتى وصل به الامر الى التطاول على قادة مصر والسعودية وغيرهم من القادة العرب.. وهو رمى نفسه وسوريا ومصالحها ومجتمعها تحت رحمة النظام الفارسي في طهران.

هنا توقف الحوار.. ولم يتوقف بشار تهديداً وتخريباً في لبنان وغيره، فكانت رسائله الدموية التي تحصد اجساد اللبنانيين ومصالح ابنائهم واستقرار وطنهم عنقودية الآثار نحو خارج لبنان وتهديد الدول والقادة الذين يحبون لبنان ويخافون على مصيره.

يلتقط الرئيس بري الكرة وهو النبيه ويقول اعيدوا الحوار، تدخل ايران على الخط.. لأن الثقة مفقودة ببشار الاسد فتلقى طهران تجاوباً في الرياض، وتحفظاً في القاهرة.. ولا مشكلة في ذلك، فما بين الرياض وطهران عراق وخليج وخطر نووي اقله التلوث.. وأكثره حاملات الطائرات الاميركية في مياه الخليج العربي، عنوانها حماية دوله ومصالح اميركا فيها، وباطنها رسالة تهديد لطهران. هنا تلتقط طهران الفرصة لتذهب الى الرياض تطلب مساعدتها للجم الخطط الاميركية.. او للوساطة.. وهذا هو المطلوب، والوساطة السعودية بالعباءة الملكية الواسعة شاملة لبنان وفلسطين والعراق وكل دول الخليج العربي.. وايضاً ايران.

هل تقف دمشق موقف المتفرج؟ مثلما رفع نصرالله سقف مطالبه حتى لا يتركه ميشال عون مكشوفاً فيشترط انتخابات نيابية مبكرة.. يسارع نصرالله الى تهديد جديد لاستقرار لبنان لارضاء بشار في دمشق..

لا ييأس نبيه بري

يطالب بسرعة التحرك نحو مروحة سعودية تجاه ايران وحزب الله.. ودمشق ايضاً.. لكن الهواء ما يزال ضعيفاً فلا يدفع المروحة نحو دمشق ليسارع اليها الايراني.. والمسألة تبدو اسهل، فبشار اصبح تابعاً لطهران وهي تمسك بهواء نظامه كله امناً ومالاً واسلحة وتشييعاً.. ولها نصرالله في بيروت يحتل ساحة رياض الصلح و يحاصر السراي ويهدد بالفتنة المذهبية.. ومن يهدد بها خدمة لبشار الاسد يملك ان يمنعها بناءً لحوار ايراني – سعودي.

نبيه بري ينتظر

لا يريد ويرفض ويقاوم تصعيد الامور.. ولا تعقيدها ليترك المجال امام العودة الى الحوار بعد ان تـزال العقبات امامه.. ولا تنسوا انه هو الذي دعا اليه اول الامر وانتج فيه اهم ما تريده وتتمسك به الاكثرية النيابية.. وهو الذي دعا الى جلسات التشاور التي بدت متراجعة عن نتائج الحوار.. وهو الذي منع الانفجار داخل المجلس النيابي حتى الآن. ولا تحسبن هذه الخطوات في خانة التراجع دون منطق.. بل اقرأوا جيداً بداية هذه المقالة لتدركوا الحرج الذي يعيشه هذا النبيه، فليست حياته مهددة فقط.. وليست طائفته ايضاً وهو أكبر وأهم وأصدق وأخلص المسؤولين السياسيين فيها.. بل لبنان كله وقد اثبت نبيه بري ليس براعته في فهمه فقط بل وجدارته في ادارة دفة الامور ايضاً.

 

وزير الخارجية الأندونيس تفقد كتيبة بلاده في الجنوب

وطنية - 3/2/2007 (سياسة) تفقد وزير الخارجية الاندونيسي حسن ديراجودا ظهر اليوم كتيبة بلاده العاملة في اطار قوات اليونيفيل التي تتخذ من منطقة عدشيت - القصير غربي بلدة الطيبة الحدودية (مرجعيون) مقرا لقيادتها. ورافقه قائد الجيش الاندونيسي الجنرال جوكو توكيانتو، وكان في استقبالهما قائد الكتيبة الكولونيل سورا وهادي وضباط الكتيبة. وبعد استعراض ثلة من الكتيبة وعزف موسيقى التشريفات جال الوزير الاندونيسي في المقر، وعقد لقاء مع القائد وهادي والضباط، وأثنى على جهودهم وعلى "عملهم في هذه المنطقة لترسيخ السلام وإحلال النظام"، مشيرا الى ان بلاده تقف الى جانب لبنان ومساعدته في كل المجالات "من اجل استعادة عافيته وهدوء هذه المنطقة بعد الحروب التي عانتها". والتقى الوزير الاندونيسي نجل رئيس دولة اندونيسيا الذي يخدم ضمن عناصر كتيبة بلاده.

 

 سلامة: مصرف لبنان اتخذ اجراءات لاراحة القطاعات الاقتصادية 

 وكالات - 2007 / 2 / 3

 وصف حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، في حديث الى برنامج "صالون السبت" من اذاعة " صوت لبنان"، مؤتمر باريس3 بانه "نجاح كبير للبنان"، لافتا الى "ان الحكومة اللبنانية والرئيس فؤاد السنيورة أخذا مبادرات هامة لانجاح المؤتمر منها القرار بعقده في باريس وإقرار الورقة الاصلاحية".

وأشار الى "انه لمس في المؤتمر وجود ارادة في ان يكون لبنان بلدا مستقلا، ديموقراطيا ونموذجيا في المنطقة.

ونفى سلامة "ما ذكر من ان لبنان كان معرضا للانهيار قبل انعقاد مؤتمر باريس3"، كاشفا "ان ميزان المدفوعات اقفل في العام 2006 بفائض مليارين وسبعمائة مليون دولار، كما كانت هناك امكانات لدى الدولة لتسديد الاستحقاقات". وأشار الى "ان مصرف لبنان اقفل العام 2006 على ثلاثة عشر مليار دولار باستثناء الذهب، وهذه من اعلى النسب تاريخيا". وحدد "عناصر الاستقرار بالعملة المستقرة"، وأكد "ان الالتزام مستمر بذلك، واننا قادرون على المحافظة على قيمة الليرة وحماية القوة الشرائية، وكذلك بالقطاع المصرفي السليم الذي ينتشر خارج المحدود، وامواله تفوق الستة مليارات دولار، وعنده ودائع بقيمة خمسة وستين مليار دولار اي ما يوازي ثلاثة اضعاف حجم الاقتصاد". كما أكد "ان الرواتب مؤمنة في لبنان".

وقال "ان باريس3 بنتائجه يدل على وجود موافقة ودعم للورقة الاصلاحية المالية المقدمة من لبنان"، مذكرا ب"اعلان صندوق النقد الدولي تأييده السياسة النقدية لمصرف لبنان". واكد "ان الصندوق لم يضع اي شرط على لبنان، وان تنفيذ المشروع الاصلاحي متروك للبنانيين كي يجدوا طريق المحافظة على الثروة الوطنية والاستقرار الاجتماعي".

وشدد على "أهمية الجو السياسي عند البحث في مضمون الورقة الاصلاحية".

وعاد سلامة بالذاكرة الى "اجتماع اصدقاء لبنان في واشنطن والدور الذي أداه الرئيس الشهيد رفيق الحريري والذي كان يملك نظرة تقول باشراك المجتمع الدولي بمساعدة لبنان اقتصاديا".

ولفت الى "ان الدول واجهت واقع ان لبنان مهم للتوازن في المنطقة، وانه كأي بلد مر بحرب يصعب عليه ان يستطيع بقدراته الذاتية ان يعود وينطلق، ومن هنا عقد مؤتمر باريس1 وباريس2 لدعم صمود لبنان واعادة تكوينه. واليوم هناك قرار دولي بان تكون في لبنان دولة كأي دولة اخرى، وهذا ما يتطلب مساعدات امنية مثل انتشار قوات اليونيفيل في الجنوب، وكذلك مساعدات اقتصادية. اما التوازنات الداخلية، فمتروكة لمسؤولية اللبنانيين".

وأشار الى "ان الرقم الذي حصل عليه لبنان وهو سبعة مليارات وستمائة مليون دولار فاق التوقعات". ولفت الى "ان الدفعة الاولى من الهبات والقروض، حتى تكون للبنان موارد من العملات الاجنبية لمواجهة استحقاقات العام 2007، لن يكون مصدرها السوق اللبناني". واشار الى "انه سيكون هناك مليار ومئتا مليون دولار للقطاع الخاص". وكشف "ان مصرف لبنان اتخذ اجراءات عدة لاراحة القطاعات الاقتصادية"، مشيرا الى "انه سيعطي تحفيزا للقروض التي ستكون موجهة للقطاعات الاقتصادية كلها". واعلن سلامة "ان الدولرة اليوم هي في حدود ال75 % وهي تعبير عن ارادة الادخار بعملة تحمي الثروة الفردية. وقال: "نحن في لبنان نعتمد على السوق الحرة والحرية تبقى للمواطن اللبناني". واشار الى "ان صندوق النقد الدولي اعلن ان استقرار سعر صرف الليرة مفيد للبنان، لان الاستقرار في الاسعار من اسس النمو الاقتصادي وتراجع سعر الليرة سيضرب القدرة الشرائية للبنانيين ولن يحل مشكلة العجز في الميزانية او الدين العام".

وأوضح "ان لبنان لن يستفيد اليوم من تراجع سعر الصرف لان خمسين في المئة من دينه اصبح بالعملات الاجنبية". وشدد على "ضرورة التوصل الى الانتهاء من العجز"، مشيرا الى "انه ضمن هذا الهدف تصبح الامور قابلة للبحث".

وردا على سؤال قال "ان البداية تبدأ بمعالجة مسألة الطاقة التي هي جزء كبير من عجز ميزانية الدولة، كما ان على الدولة ان تفعل انتاجية ادارتها"، لافتا ايضا الى "اهمية اعتماد الخصخصة خصوصا في قطاعي الكهرباء والاتصالات". ورأى "ان لبنان في ظل الوضع الحالي لا يتحمل ضرائب جديدة، الا انها لن تفرض قبل العام 2008 وستكون موضع بحث قبل تطبيقها اذا كانت ستضرب القدرة الشرائية للمواطن". وأعرب عن تفاؤله بمستقبل لبنان "على الرغم من الصعوبات التي نمر بها الا ان لدى اللبنانيين طاقة هامة وستظهر". وختم بالقول "ان رئيس الجمهورية المطلوب يجب ان يكون قادرا على حماية الدستور والمؤسسات وعليه ان يتفق مع مجلس الوزراء وان يعتبر ان الرئاسة بداية لادخال لبنان في القرن الواحد والعشرين ويعمل على تحديث الدولة".

 

سعد الدين إبراهيم نقلاً عن نصر الله حول حرب الصيف: ربما أخطأنا الحساب وجلّ من لا يخطئ... اعتذرنا للبنانيين ودفعنا ضريبة دم

 الرأي العام - 2007 / 2 / 3 - إيهاب حشيش

نقل رئيس مجلس أمناء مركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية في مصر الدكتور سعد الدين إبراهيم عن الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله ان إيران تساعد الحزب بالمال والسلاح والتدريب «من موقع الاخوة الديني والتضامن الطائفي وتأتي المساعدات عن طريق سورية والجميع يعرف ذلك، وحزب الله ممتن لهذه المساعدة وسيقبل مثلها من أي طرف عربي أو إسلامي مثل مصر أو السعودية». وقال إبراهيم لـ «الراي» في القاهرة بعد عودته من زيارة للبنان التقى خلالها نصر الله ان الأخير تحدث عن عملية «الوعد الصادق» لتحرير الأسرى في سجون إسرائيل، موضحاً: «يجوز اننا أخطأنا في حساباتنا وجل من لا يخطئ، وقد اعتذرنا عن ذلك للشعب اللبناني ودفعنا ضريبة دم غالية ولم نتردد عن التضحية بأبنائنا في سبيل قضيتنا».

وكشف سعدالدين إبراهيم أن الأمين العام طلب منه في مناسبتين عدم نقل بعض ما صرح به خلال لقائهما أخيراً في بيروت، إلى أن يفعل ذلك بنفسه، وبعد الرجوع إلى مجلس شورى الحزب. وأضاف: «سأفي بوعدي له».

وذكر ان «الزعيم الشيعي نفى أن تكون لديه أي طموحات لزعامة إسلامية أو عربية، أو حتى لبنانية». فكل أجندته تنحصر في رفع الظلم عن أبناء طائفته الشيعية في لبنان، و«مشاركتها مع بقية أبناء لبنان في الثروة والسلطة والمكانة داخليا، وتحريرها من العدو وغوائل الاحتلال الإسرائيلي خارجيا».

كما اعتبر نصرالله «ان بقاء أسرى لبنانيين لدى إسرائيل واحتلالها لمزارع شبعا ومنابع الأنهار التي يعتمد عليها الفلاحون الشيعة في الجنوب، من أسباب ما قمنا به، وهي ممارسة سبق أن قام بها حزب الله». موضحاً: «مع ذلك يجوز أننا أخطأنا في حساباتنا، وجلّ من لا يخطئ، وقد اعتذرنا عن ذلك للشعب اللبناني، ودفعنا ضريبة دم غالية، ولم نتردد عن التضحية بأبنائنا في سبيل قضيتنا».

وأضاف إبراهيم: «عندما سألته، ألا تتصرفون بذلك مثل دولة خاصة بكم، داخل الدولة اللبنانية؟ أجاب: نعم، قد يبدو الأمر كذلك، لكن حينما تعجز الدولة عن القيام بواجباتها في تحرير الأرض واسترداد الأسرى، ألا يحق للشعب، أو قطاع منه أن يحاول تحقيق ذلك؟ أليس من أجل ذلك نشأت المقاومة الشعبية المسلحة ضد الاحتلال الخارجي، والعصيان المدني ضد الظلم الداخلي؟ أليس هذا ما كتبت أنت نفسك في- سوسيولوجيا الصراع العربي- الإسرائيلي- منذ العام 1973؟ أليس ذلك ما فعلته شعوب أخرى من فيتنام إلى الجزائر؟».

وتابع رئيس مركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية «ان نصرالله اعتبر ان الاعتصام هو الوسيلة السلمية للحصول على حقنا العادل في السلطة السياسية، ونحن لا نريد رفع السلاح في وجه الحكومة أو أي فريق لبناني آخر. ولا تقلق أنت أو الاخوة في مصر، فحزب الله لم يرفع السلاح خلال ربع قرن إلا في وجه المحتل الإسرائيلي، وسيظل على هذا النهج مستقبلا. إن قواعدنا وكوادرنا مثقفة، ومنضبطة، ومؤمنة برسالتها، وتشارك في صنع القرار ديموقراطيا».وأضاف: «إن نصرالله قال، نحن واثقون من الالتزام بالنهج السلمي في معاركنا الداخلية، فإذا حدث عنف فلن يكون البادئ هو حزب الله، وحتى إذا حدث ضدنا فلن نرد. ولنا في ذلك سابقة، وهي التظاهرة الاحتجاجية لحزب الله ضد اتفاقية أوسلو العام 1993، فقد سقط منا قتلى وأكثر من 50 جريحا برصاص قوات الأمن اللبنانية، ومع ذلك لم نرد بالرصاص، رغم قدرتنا على ذلك». وتابع إبراهيم إن الأمين العام لـ «حزب الله»، أكد أن لا وجه للمقارنة بينه خلال الحرب الأخيرة مع إسرائيل، وبين الرئيس العربي الراحل جمال عبدالناصر عام 1956، حيث خرج عبدالناصر منتصرا سياسيا وخصوصا بعد صموده أمام العدوان الثلاثي، الفرنسي- البريطاني- الإسرائيلي. وذكر ان نصرالله «قال بتواضع جم، وغير مصطنع، انه شتان ما بين عبدالناصر وأي شخص معاصر، حيث أنجز عبدالناصر خلال معركة السويس ثورة خالدة، وأصبح رئيساً لأكبر دولة عربية، أما أنا فإن قدراتي وطموحاتي لا تتجاوز الساحة اللبنانية».

 

الشيخ حسن: لن نسمح بوكالات حصرية للطائفة الشيعية ونرفض الاتهامات بحق رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي 

 وكالات - 2007 / 2 / 3

 استقبل رئيس اللقاء الديموقراطي رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط في قصر المختارة اليوم رئيس التيار الشيعي الحر الشيخ محمد الحاج حسن على رأس وفد. وصرح الشيخ حسن على الاثر :" بعد الاحداث الاليمة التي مر بها لبنان ولا سيما يومي الثلاثاء والخميس الماضيين ، كان لا بد ان نأتي الى هذه الدار الوطنية لنلتقي الزعيم الوطني وليد بك جنبلاط. وجرى البحث بالاحداث، على امل ان لا تتكرر, وقلنا بوضوح وشفافية ان الملف الشيعي لن نسمح بعد اليوم بان يكون محصورا بوكالات حصرية أتت الينا, وكالة من دمشق وثانية من طهران، وسنسترجع الوكالة الاصيلة والاصلية للشيعة في لبنان، ووضعنا وليد بك في اجواء ما يحدث ضمن الساحة الشيعية والساحة اللبنانية عموما، نحن برهنا وما زلنا نصر على موقفنا بان الشيعة في لبنان ليسوا خارج مشروع الدولة بل هم مع مشروع الدولة، هم عرب، ويؤمنون بلبنان الواحد السيد الحر المستقل. نرفض ان نستلحق بالمستوطنة الفارسية، وكان كلامي واضحا حول التخوف من ضرب الانظمة العربية من قبل المشروع الفارسي القادم الينا. طبعا النظام السوري يصر في هذه الايام على ان يجعل الاستقرار في حالة اهتزاز دائم وهو واضح في تحركاته وفي تحريك اذنابه في لبنان والذين دائما يسعون الى خلق اجواء توتر .

النقطة الثانية، هي الهجمة الكبيرة التي استهدفت الزعيم وليد جنبلاط في الايام الاخيرة، وهذا الكلام مرفوض جملة وتفصيلا، كما انه مرفوض انسانيا، ولبنانيا، ودينيا, ومن كل النواحي. هذا الكلام يجب في رأيي ان يتحمل مطلقوه المسؤولية الكاملة عنه. وليد جنبلاط له تاريخ حافل بالانتماء الوطني وبرعايته وصونه للمصلحة الوطنية العليا ومن المعيب ان نطلق بحقه صفات الخيانة او العمالة الخ .. وكاننا نقول للبنانيين اسفكوا دمه اينما رأيتموه!! هذا الكلام سواء صدر عن شخصية شيعية او غير شيعية, فان الطائفة الشيعية لا تتحمل مسؤوليته، نحن ابناء الطائفة الشيعية, نحن الاكثرية الحقيقية وهم الاكثرية الوهمية ضمن الطائفة الشيعية، يتحكمون بالمال والسلاح، نحن لنا قراراتنا الحرة وارادتنا الصلبة، وفي كل الاحوال، فان الايام المقبلة القليلة جدا ستحدث مفاجأة ضمن الساحة الشيعية تحديدا، وسنستعيد الهالة الديموقراطية للطائفة وسيحصل تصحيح للخلل ضمن الساحة الشيعية، ولن نسمح بزج الطائفة بالازقة والزواريب, وخيم المعتصمين في وسط بيروت يجب ان تزال اليوم قبل الغد، يجب ان تنتهي هذه الخيم في بيروت لانها باتت خيما للفتنة ومشروع الفتنة. اناشد السيد حسن نصر الله والرئيس نبيه بري والعقلاء في الطائفة ان يضغطوا على حزب الله والذين يعتصمون في ساحة رياض الصلح ان يزيلوا هذه الخيم. كفى للطائفة الشيعية ان تتحمل تبعات الآخرين، فمن يريد تظهير نفسه سياسيا فليسمح لنا وليكن ذلك على غير حساب الشيعة ، والذي يريد ممارسة اعمال منافية للقيم الشيعية فليبتعد عن الطائفة، لكن للاسف الكل جعل من طائفتنا مطية وأرادوا ان يركبوا حصان طروادة ليصلوا الى اهدافهم. المطلوب ان نعمل بجدية. نحن مع الحوار، ومع اي تسوية لمصلحة لبنان، لكن لسنا مع اي تسوية تخدم مصالح ايران على حساب الشيعة في لبنان ، ولن نقبل مبادرات من هذا النوع وقد سمعنا عن شيء ما بين السعودية وايران. نحن مع الحوار والتهدئة لكننا لن نقبل لا بتسوية ولا بمبادرة تأتي على حساب الشيعة الاحرار في لبنان ولا على حساب تطلعات شباب 14 آذار. كنا في انتفاضة الاستقلال وما زلنا، ونحن فخورون بعلاقتنا مع وليد بك جنبلاط وستستمر هذه العلاقة كما اننا فخورون بالعلاقة مع كل قوى 14 آذار ، فالشيعة جسدوا مرارا انهم مع مصلحة لبنان، وانهم مع لبنان السيد الحر المستقل، لكن للاسف السيد نصر الله يريد اخذ الطائفة الشيعية الى مكان ليس مكانها الصحيح, ولكن المشكلة الاكبر الآن اننا كلما صعد وجه شيعي فاما ينتقد واما يخون واما يوضع في خانة اللاتشيع. نحن شيعة اصيلون اكثر منهم، شيعيتنا من جبل عامل والنجف الاشرف، انما نحن غير فخورين بان نلبس ثوبا غير ثوبنا من طهران او قم. نحن لبنانيون وعرب وملاذنا وحصننا الاساسي هو لبنان ".

 

 بركات: النظام السوري يعرقل حل الأزمة اللبنانية بمحاولة ضرب اي تسوية 

 وكالات - 2007 / 2 / 3

 اتهم القيادي المعارض في الحزب الشيوعي منير بركات، في حديث ضمن برنامج "لبنان اليوم" في "تلفزيون لبنان"، النظام السوري ب"عرقلة الحل للازمة اللبنانية بمحاولة ضرب اي تسوية، خصوصا انه لا يريد المحكمة الدولية، ولا حتى في صيغة معدلة، لان الرئيس بشار الاسد يخشى حتى على محاكمة مرؤوسي النظام السوري اذا اظهر التحقيق ضلوعهم في اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري". ودعا الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الى "تحكيم لبنانيته من اجل منع ايصال الوطن الى اي فتنة داخلية ومذهبية"، وحضه على "الابتعاد عن تحكيم الايديولوجية الدينية في سياسة حزب الله الداخلية حفاظا على تركيبة لبنان الفريدة".

وامل بركات "ان نصل الى موعد الذكرى الثانية لاستشهاد الرئيس الحريري في 14 شباط وتكون المناسبة فعلا لحظة تهيب لجميع اللبنانيين، معارضة وموالاة، شعبا ومؤسسات". واشار الى "ان العقد السورية تحول دون نجاح الاتصالات السعودية- الايرانية حتى الان، وبالتالي تعرقل المبادرة التي يحملها الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، ومن هنا ضبابية مسألة عودته الى بيروت او عدمها". وحمل الولايات المتحدة "جزءا من المسؤولية في توتير الاوضاع في المنطقة وانعكاسها سلبا على ساحة لبنان، خصوصا بتغاضيها سابقا عن سياسة سوريا حياله".

 

بيضون: لماذا لا يتم تكريم روح الشهيد الحريري في جلسة لمجلس النواب تعقد في 14 شباط ويحضرها الجميع كمدخل لاستعادة الحوار ولبناء الثقة 

وكالات - 2007 / 2 / 3

 رأى النائب السابق محمد عبد الحميد بيضون "انه من المهم ان لا تتحول مهمة الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى الى مهمة امنية وان لا يتحول هو ومساعدوه الى لجنة امنية تحاول حل مشكلة من يتظاهر في الوسط التجاري في 14 شباط المقبل او تحاول ضبط انفجارات الشارع كما حصل يومي الثلاثاء الاسود وخميس العار بين مختلف الفرقاء". واعتبر "ان النقطة الاساسية تكمن في اعطاء الجيش والقضاء اللبناني كامل الصلاحية في تطبيق القوانين وقمع كل انواع الفوضى والشغب، فلبنان ليس مسرحا للفوضى البناءة أكانت هذه الفوضى من مؤيدي الاكثرية او من مؤيدي المعارضة، ولبنان ايضا ليس مسرحا لاستعراض الفعل ورد الفعل في فتنة مذهبية بين المذاهب الاسلامية او حتى في فتن متنقلة في مختلف المناطق اللبنانية". وشدد بيضون على "اهمية ان يلاحق القضاء اللبناني والقوى الامنية كل هؤلاء الذين نزلوا الى الشارع واقاموا حواجز طلبوا فيها من المواطنين هويتهم المذهبية، فهؤلاء يحرضون ويدخلون البلد في أتون الحرب الاهلية وهم يريدون انهيار الدولة وحلول لامركزية امنية محلها". واعتبر "ان استشهاد رفيق الحريري وكل القافلة التي واكبته يستحق من اللبنانيين موقفا موحدا او يوما وطنيا واحدا، وبدلا من اللجوء الى مهرجانات او احتفالات جزئية في المناطق لماذا لا يتم تكريم روح الشهيد ورفاقه في جلسة لمجلس النواب تعقد في 14 شباط ويحضرها الجميع كمدخل لاستعادة الحوار ولبناء الثقة ويكون هنالك اشارة جدية من المعارضة ومن الاكثرية بالالتزام المشترك في مسألة المحكمة الدولية وكل ما يتعلق بها بدلا من المواجهة على هذا الملف". وختم بيضون بالتأكيد على "ان المعارضة تتبنى خطابا يقول بالحل السياسي ولكن لا ضمانة بان الشارع الذي يتعرض لكل انواع التحريض وردود الفعل لن ينفجر كما حصل سابقا صراعا بين المذاهب ينتهي بمذبحة ستطيح بكل الرصيد الذي بنته المقاومة. ان المعارضة مطالبة بتوسيع البحث السياسي وعدم حصره في شعار واحد كالثلث او الانتخابات النيابية المبكرة، بل عليها العمل على تطوير برنامج اصلاحات وطني للنظام ككل وهو ما يعطي للتحرك طابعا سياسيا فعليا ويخرج هذا التحرك من انفعالات الشارع وهي انفعالات تعصب وانغلاق وصراع مذهبي".

 

 خدام:"حزب الله" أداة تنفيذ لاستراتيجية إيران

 المستقبل - 2007 / 2 / 3

 رأى نائب الرئيس السوري السابق عبد الحليم خدام ان "حزب الله" أداة تنفيذ لاستراتيجية ايران، وهو يستخدم من قبلها لأذية لبنان والشعب اللبناني.

وقال خدام في مقابلة ضمن برنامج الاستحقاق على شاشة "المستقبل" امس ان "مرجعية حزب الله في طهران وبالتالي كانت التوجيهات له ان يتحرك، وما يجري الآن يأتي في هذا الاطار. الخطيئة الكبرى التي ارتكبها حزب الله انه يستخدم لأذية الوطن اللبناني والشعب اللبناني"، مؤكدا ان "ايران تهدف الى ان تكون في مواقع متقدمة في المنطقة حتى تستطيع الدفاع عن استراتيجتها ليس من خلال ارضها وانما من خلال القوى الاخرى وتمتد استراتيجيتها من البحر المتوسط حتى أواسط آسيا". واوضح ان "حزب الله" هو "احد ادوات التنفيذ الاستراتيجي لايران.. كما ان الحرس الثوري جهاز والجيش الايراني جهاز، فحزب الله نفس الشيء. والحزب يقول ان مرجعيته مرشد الثورة الاسلامية السيد علي الخامنئي".

واذ اكد ان الحزب "حرر جنوب لبنان، طبعا النتائج كانت وطنية لكن الخلفية عقائدية.. قام حزب الله بدور عظيم بتحرير جنوب لبنان"، رأى ان "عقيدته التي تتجاوز الحدود بررت له ان يستخدم في عمل لا يتعلق بالوطن اللبناني. يعني انه لو كانت المسألة الوطنية هي الغالبة، لا يقبل ان يستخدم لحماية (الرئيس السوري) بشار الاسد". وقال ان "حزب الله هو الذي يبادر الى حرب اهلية وما يفعله الآن تحمية للجو. وادرك عند وقوع احداث جامعة بيروت العربية خطورة هذه التحمية واصدر الفتوى بالانسحاب من الشارع. هو يريد تحمية الجو عسى ان يؤدي ذلك الى الضغط على الحكومة للاستجابة الى المطالب، لانه فشل عمليا في الاعتصامات. والخطيئة الكبرى والخسارة الكبرى كانت يوم الثلاثاء وعملية حرق الدواليب وقطع الطرق. هو يريد الوصول الى اقصى الضغط، لكن قد تفلت منه الامور وينفجر الوضع، وهنا الخطورة الكبيرة. حسب قناعاتي، ان القيادة الايرانية لا تريد ان تذهب الى مرحلة تفجير الوضع، لكن بشار الاسد يريد ذلك، لا يهمه الامر ويقول انه اذا انفجر الوضع راح لبنان وراحت المحكمة".

واشار خدام الى انه "بعد تشكيل لجنة التحقيق الدولية في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، اصبح بشار الاسد قلقا جدا من ان يؤدي التحقيق الى كشف الحقيقة وبالتالي اصبح خائفا جدا يحتاج الى الحماية، حاول مع بعض الاطراف غير ايران ان يجد طريقا لتسوية مع الاميركيين على اساس ان يقدم لهم كل ما يريدون لقاء طي ملف التحقيق، هذه المسألة فشلت، واصبح الخيار امامه هو توتير الوضع في لبنان لذلك كثرت التصريحات بعد تشكيل لجنة التحقيق حول تكسير لبنان وتدمير وتفجير لبنان، لم يستطع ان يعيق اجراء التحقيق او تشكيل المحكمة ذات الطابع الدولي".

في سياق اخر، اعلن المراقب العام لجماعة الاخوان المسلمين في سوريا علي صدر الدين البيانوني ان الجماعة بصدد إنشاء حزب سياسي عندما تسنح فرصة إنشاء أحزاب في الداخل يشمل كل فئات المجتمع من طوائف وأعراق.

وقال في مقابلة مع "يونايتد برس إنترناشونال" امس "لسنا حزباً سياسياً بمفهوم الحزب السياسي بل جماعة إسلامية تقوم بواجب الدعوة إلى الله عز وجل وتفهم الإسلام فهماً شاملاً بمعنى انه يشمل جوانب الحياة المختلفة ولا يقتصر فقط على العبادة في المساجد، وتعتبر العمل السياسي جزءاً من نشاطها، لكنه ليس كل شيء لا بد لكل من يريد ان ينضم الى الجماعة ان يؤمن بمبادئها والباب مفتوح أمام كل من يريد ان يؤمن بمبادئها ويفهم الإسلام الفهم الذي نفهمه".

وكشف البيانوني أن جماعته "بصدد إنشاء حزب سياسي عندما تسنح فرصة إنشاء أحزاب في الداخل، لا بد أن يشمل كل فئات المجتمع السوري لأنه عندئذ لن تكون مهمته دعوية للإسلام كما هو حال الجماعة بل ممارسة العمل السياسي، والعمل السياسي ليس حصراً على المسلمين وليس حصراً على الاخوان وهو مفتوح لكل أبناء الوطن". وقال "استناداً إلى ذلك، فإن كل من يؤمن بمبادئ هذا الحزب وبتوجهاته سيكون الباب مفتوحاً أمامه وعندئذ لن يكون العرق أو الدين أو المذهب عقبة أمام الانتساب إلى هذا الحزب". كذلك، أبدى ارتياحه للنشاطات الخارجية لـ"جبهة الخلاص الوطني" السورية التي اسسها مع خدام ومعارضين آخرين، وقال "هناك تحرك لا بأس به مع أنه قد لا يكون كافياً وهذا يعود الى جملة من الأسباب والقضايا التي تشغل المنطقة كلها الآن مثل الموضوع الإيراني فضلاً عن العراق ولبنان كما اسلفت والتي تؤثر سلباً على الوضع السوري". واعرب البيانوني عن اعتقاده بأن الإتصالات مع القوى في الخارج "افضل مما هي عليه في الداخل"، مشيراً إلى انها "تسير بخطى جيدة وثابتة قد تكون بطيئة، لكن في الاتجاه الصحيح".

 

الأكثرية اللبنانية تطالب الفريق الانقلابي بإخلاء وسط بيروت منعاً للفتنة

 المستقبل - 2007 / 2 / 3 - عمر البردان

في ظل أجواء التهدئة التي تشهدها الساحة الداخلية وتزايد الدعوات إلى استئناف الحوار بين القيادات السياسية, تبدو البلاد في حالة ترقب مشوبة بقلق بانتظار عودة الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى لاستئناف وساطته لحل الأزمة اللبنانية, سيما بعد الترحيب الذي قوبل به إعلان المسؤول العربي عزمه العودة إلى بيروت في غضون الأيام المقبلة. هذا وقد كشف موسى أنه عائد إلى بيروت منتصف الأسبوع المقبل, معززاً مهمته بمحصلة المشاورات المستمرة بين عدد كبير من العواصم الدولية والاقليمية المعنية بالشأن اللبناني, مشدداً على أن لا مبادرة إلا مبادرة الجامعة العربية.

وأشار المسؤول العربي إلى أن الاتصالات السعودية-الإيرانية وصلت إلى نقطة متقدمة, مؤكداً على ركيزتي التوازن والتوازي اللتين شكلتا وما تزالان أساس المبادرة العربية في موضوعي حكومة الوحدة الوطنية والمحكمة الدولية. في هذا الوقت تواصلت الدعوات لحلفاء سورية وإيران من أجل إنهاء اعتصام وتفكيك خيمهم في وسط بيروت لافساح المجال أمام قوى »14 آذار«, لإحياء ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري منعاً لحصول ما لا تُحمد عقباه إذا ما أصرت المعارضة على بقائها في وسط بيروت. وفي هذا السياق أكدت مصادر الأكثرية ل¯"السياسة" أن التحضيرات العملانية بدأت لإحياء ذكرى الحريري بما يتناسب مع هذه المناسبة حيث ينتظر أن تستعيد ساحة الحرية مشهدها المليوني لما تعنيه الذكرى بالنسبة إلى اللبنانيين. ولفتت المصادر إلى أن المعارضة مطالبة بالخروج من الشارع الآن قبل الغد بعدما فشل اعتصامها الذي مضى عليه أكثر من شهرين, ولم يعد أمامها إلا التسليم بالأمر الواقع والخروج من أملاك الناس ليستعيد وسط بيروت عافيته بعد الخسائر الجسيمة التي حلت بالقطاع الاقتصادي. وفي هذا الإطار أكد النائب وائل أبو فاعور أنه سيتم إحياء ذكرى 14 شباط بما يليق بالشهيد رفيق الحريري. وقال: لن نعطي فرصة للاصطدام الأهلي, لافتاً إلى أن ساحات لبنان ليست ملكاً لأحد ولا يستطيع أي فريق سياسي أن يختطف أي ساحة تحمل رمزية احتضان ضريح الشهيد الحريري, متمنياً أن يقرأ الجميع الفاتحة على روح شهيد لبنان.

من جهته لفت رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى أنه لا يتذرع أحد ب¯» 14 شباط«, مشيراً إلى أن هذا اليوم المأسوي ليس ملكاً حصرياً لأحد دون غيره من اللبنانيين, وهذه الذكرى تعني كل لبنان وتمثل كل الوطن. وقال: ما وصلنا إليه يفرض علينا أن نعمل ما في وسعنا ونوفر كل طاقاتنا في اتجاه اجتراح الحلول اليوم قبل غد وقبل بعد غد. وكان لافتاً استقبال بري لعضوي كتلة "المستقبل" النيابية النائبين محمد قباني وعاطف مجدلاني. إلى ذلك سجل دخول أميركي على خط المواقف الديبلوماسية الداعمة للمبادرة العربية, فبعد لقائه الرئيس بري أمل السفير الأميركي في لبنان جيفري فيلتمان بأن يختار اللبنانيون الحوار بدل العنف للمضي قدماً, وقال مع أن الولايات المتحدة جاهزة لمساعدة الشعب اللبناني لبلوغ رؤيته في لبنان مستقر ومزدهر وديمقراطي, لكنها لا تعتزم أبداً مصادرة حق اللبنانيين في تقرير مستقبلهم, مؤكداً أن بلاده تدعم بقوة المبادرات العربية والدولية لتشجيع التسويات السلمية لمشكلات لبنان السياسية, ولكننا نؤمن أيضاً بأن أساس الحلول يجب أن يبدأ بالخيارات الحكيمة التي يقوم بها اللبنانيون أنفسهم. واعتبر فيلتمان أن البرلمان اللبناني هيئة تشريعية في لبنان صنعت في لبنان وهو فقط يحتفظ بالحق الدستوري لتقديم أو سحب الثقة من الحكومة, موضحاً أنه شجع الرئيس بري على استخدام نفوذه وقيادته مرة أخرى لإقناع الشعب اللبناني بالعودة إلى النقاش والحوار.

 

الوزير حمادة حذر من تعطيل إحياء ذكرى استشهاد الرئيس الحريري: نسبة 9-10-1 والثلث الضامن لا القاتل هي الحل المنطقي

وطنية- 3/2/2007 (سياسة) اكد وزير الاتصال مروان حمادة "تصميم قوى الرابع عشر من اذار على احياء ذكرى الرئيس الشهيد رفيق الحريري", محذرا "قوى الثامن من اذار من عرقلة ذلك". واجاب الوزير حمادة على اسئلة تتعلق بالواقع السياسي الحالي, في حوار اجراه معه "تلفزيون لبنان". سئل: كيف تنظر الى الذكرى الثانية لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري؟ اجاب: "نحن ننظر الى الرابع عشر من شباط كمناسبة لاحياء الذكرى، والتضحية الكبرى التي كانت في اساس اعادة السيادة والاستقلال الى لبنان، وذكرى الرجل الذي احبه اللبنانيون مما لن يتسبب بأي اشكال في ذلك اليوم، انني لا ارى ان احدا لديه بعض العقل وبعض القلب سيتصدى للجمهور الذي سيقرأ الفاتحة ويتظاهر حضاريا في بيروت ليس لتعطيل احد او الاعتداء على احد، فقط لتأكيد الولاء لذكرى رفيق الحريري وسياسته, لا اظن احدا سيتصدى لهذه التظاهرة التي ليس من بين اهدافها استفزاز احد".

وردا على سؤال حول ما اذا كانت تحذيرات بعض القوى من احياء هذه الذكرى هي لاسباب ونوايا مبتية؟. قال: "اذا كان هناك شيء مبيت لهذا النهار, فهم سيغتنمون اية مناسبة كما فعلوا في 23 كانون الثاني الماضي يوم الاضراب العام, من خلال احراق بيروت في هدف تعطيل "مؤتمر باريس3"، ولكن حذاري ان يحاول احد تعطيل تلك الذكرى, لان في ذلك كما يقولون ويخترعون ويفكرون اننا سنعتدي على خيمهم".

سئل : هل ستمنعكم الخيم من احياء هذه الذكرى؟

اجاب: "لا يمنعنا احد او موقع او خيمة او تصريح من بعض المهووسين, من الاحتفال بذكرى الرئيس الشهيد رفيق الحريري".

سئل : هناك قرار لدى قوى الرابع عشر من اذار في ترك هذه الذكرى تمر بهدوء؟

اجاب :"لقد قلنا ان هذه الذكرى ستكون جماهيرية, ولن نتوجه الى ضريح الرئيس رفيق الحريري ونحن نخشى احدا او نخجل من احد, نحن سنجاهر بولائنا للرئيس الشهيد بحزننا المستمر على فقدانه, ولن نتوجه بالتعدي او بالاستفزاز ولا بالشتيمة لاحد, واما اذا ارادوا العكس فليتحملوا المسؤولية".

وحول عودة عمرو موسى الى بيروت في الثامن شباط؟

قال: "لا نفهم المنطق، الوسيط يأتي لتقريب وجهات النظر ولوصل المقطوع في الاتصالات الحالية, والاستاذ عمرو موسى بما يمثل شخصيا وعربيا ومظلة الجامعة هو المطلوب حضوره لتلك المهمة, وكلما كان ذلك قريبا, كلما كنا اكثر حيطة وحذرا لمنع وقوع اي فتنة ولاعادة التواصل".

سئل: هل الصيغة التي طرحها عمرو موسى ستلاقي جوابا عند الطرف الاخر؟

اجاب: "الحل الوسط من خلال مراجعة المحكمة بما يطمئن من عنده هواجس حيالها، تحديد النسب :19-10-1 هي نسبة نفقد معها كأكثرية الثلثين في الحكومة دون ان تنال الاقلية القدرة على الاطاحة بالحكومة، عندها ثلث ضامن وليس ثلثا قاتلا، وفي التالي هو الحل المنطقي".

وحول الكلام عن انتخابات مبكرة؟

رفض الوزير حمادة هذا الكلام معتبرا "انه في هذا الجو, ومع كل العقد والاحتقان والجو الاعلامي المقت: كل قلم اقتراع سيتحول الى ساحة اقتتال".

اضاف: "الانتخابات المبكرة ليست قابلة للتنفيذ حاليا, ولو اتفقنا على قانون انتخاب فليجتمع المجلس النيابي اولا, ولتجر انتخابات فرعية في المتن, فمن يهرب من انتخابات نيابية في المتن لا يدعي ان معه اكثرية, واعني بذلك "حزب الله" والعماد عون، فالحل اليوم هو الحل الوسط العربي المنطقي والذي يعطي كل ذي حق حقه ويعيد الجميع الى الحكومة مع الثلث الضامن والذي يجدد الوفاق حول المحكمة الدولية. المعارضة ادركت ان الهروب الى الامام سيكون خطوة نحو حرب اهلية, وان اي خطوة الى الوراء هي هزيمة, فبين الحرب والهزيمة لا يدرون ماذا سيفعلون".

وحول الهدوء الذي تعتمده المعارضة في تحركاتها اذا كان هدوء ما قبل العاصفة؟

قال: "انه هدوء قسري".

وما اذا كان يتخوف من فتنة سنية - شعية وشيعة درزية في ظل تصريحات المسؤول في "حزب الله" نواف الموسوي الاخيرة قال: "نواف الموسوي ليس اهم من حكام سوريا, هو واحد من احد الناطقين باسمهم, فهم يهددون النظام السياسي اللبناني، وهذه التهديدات لن تعنينا، فالرئيس الحريري استشهد وبيار الجميل وجبران تويني وكل الشهداء, ولكن سنبقى صامدين وسنتصدى لهذه المؤامرة ولن يطاح بحكومة لبنان في الشارع".

وحول التصريحات الاخيرة لقوى المعارضة في اتهامها النائب وليد جنبلاط باشعال نار الفتنة؟

قال: "ان جنبلاط هو حصرم في عينهم, وهو من اكثر القادرين على احباط هذا المخطط والنائب جنبلاط مع كل قيادات قوى الرابع عشر من اذار, والرئيس فؤاد السنيورة على رأس الحكومة, كلهم شخص واحد, ولم اشاهد اي فارق في المواقف في كل الفترة التي عشناها".

وتعليقا على خطاب السيد نصرالله الاخير؟

جدد الوزير حمادة ترحيبه بهذا الخطاب مؤكدا "بقاء قوى 14اذار على هدوئها".

واضاف ردا على سؤال "اتفهم ان لا تتمكن "قناة المنار" من التغير بسرعة, فلا بد من تفكيك لهذا التجييش ولهذه التعبئة, من خلال عودة التواصل واعادة طاولة الحوار، فتح مجلس النواب وعودة عمرو موسى وكل ذلك يؤدي الى حكومة وحدة وطنية والى تهيئة لانتقال دستوري رئاسي طبيعي والى نهوض اقتصادي بوجود فرصة باريس, والعكس سيكون تدميرا للبلد, وان قوى الرابع عشر من اذار قادرة ان تتفق على رئيس الجمهورية, ولكن فليفتحوا المجلس النيابي اولا, وفي حال تمكنوا من فتح المجلس في اذار واطلق الحوار مجددا, فالامور ستتجه نحو مزيد من الهدوء وبداية الخروج من الازمة، وحتى في اذار قد لا تنتهي الازمة وتمتد الى موعد الانتخابات الرئاسية". وابدى الوزير حمادة تفاؤلا بعودة عمرو موسى مؤكدا "انه وفي حال فشل عمرو موسى في مبادرته, فستوضع النقاط على الحروف وسنعرف من يفشل مبادرته".

 

الرئيس كرامي استقبل وفودا:الوضع يمكن ان يستمر الى حزيران

ووقف الاعتصام المفتوح يعني انهاء السلاح الامضى لدى المعارضة

وطنية- 3/2/2007(سياسة) اكد الرئيس عمر كرامي "ان لبنان يمر في أخطر مرحلة حاليا"، ورأى "ان الوضع يمكن ان يستمر على حاله حتى حزيران المقبل", موضحا "ان انهاء الاعتصام المفتوح في ساحتي الشهداء ورياض الصلح يعني انهاء السلاح الامضى لدى المعارضة في معركتها السياسية مع قوى السلطة والاكثرية الوهمية". كلام الرئيس كرامي جاء خلال لقاءات واستقبالات عقدها في مكتبه بطرابلس وعرض فيها الاوضاع العامة في الشمال خصوصا والاوضاع السياسية في لبنان والمنطقة عموما.

حزب التحرير

استهل الرئيس كرامي لقاءاته باجتماع مع وفد حزب التحرير الاسلامي برئاسة احمد القصص وعضوية محمد السيد، وليد درنيقة وعبد الرحمن الصميدي وتم استعراض الواقع على الساحتين العربية والاسلامية . اثر اللقاء تحدث القصص قائلا:" استمعنا من الرئيس كرامي الى وجهة نظره حيال مختلف الاحداث الاخيرة كما اننا اطلعنا دولته على رؤية الحزب لمختلف التطورات واكدنا ان القضية الاولى تكمن في كيفية تجنيب البلد اي صدام داخلي قد يؤدي لا سمح الله الى حرب اهلية تكون أشد وأفتك من الحرب اللبنانية السابقة او ربما تنقل مشهد العراق الدموي الى لبنان". واكد انه "على الجميع في لبنان في كلا الحلفين (8 آذار و14 آذار) ايجاد الوسيلة للخروج من الاجندات الاقليمية والدولية وبالتالي التفاهم والتحاور حول الهواجس للوصول الى حلول بهدف تجنيب البلاد الصدام والقتال, والا فان السفينة ستغرق بنا جميعا. من هنا نطلب من الاخوة في حزب الله ان يكموا افواه المصعدين في فريق المعارضة, ونطلب من الاخوة في تيار المستقبل ان يكموا افواه المصعدين والذين يدفعون نحو الاقتتال في فريق الموالاة والسلطة. وعليهم ان يتفاهموا على درء الفتنة التي لا تبقي ولا تذر".

كما التقى الرئيس كرامي وزير المال الاسبق الياس سابا ودار البحث حول الورقة الاصلاحية وباريس 3 وانعكاساتهما على الساحة اللبنانية .

لقاء الاحزاب

بعد ذلك استقبل الرئيس كرامي وفدا من لقاء الاحزاب والقوى الوطنية والاسلامية والهيئات والنقابات وجمعيات المجتمع المدني في طرابلس والشمال. وبارك الوفد للرئيس كرامي عودة اطلاق حزب التحرر العربي من جديد، داعما ميثاق الشرف الذي وقعه رؤساء الحكومات السابقين.

وتحدث باسم الوفد منسقه العام عبد الله خالد فقال:" كانت زيارة مباركة للرئيس كرامي الذي اعتدنا من وقت لآخر على زيارته للتذود بتوجيهاته، ولمناقشة اوضاع المنطقة. باركنا له اطلاق الحزب, واكدنا على ضرورة واهمية التماسك الوطني كاطار وحيد لتنفيذ مطالب المعارضة, وآظهرنا ان ما يجري على الساحة من محاولات لاحداث فتنة مذهبية لن يؤدي الى الغرض الذي تتمناه قوى السلطة والاستئثار بها".

اضاف:"اننا نحرص على السلم الاهلي ونحرص ايضا على تلبية مطالبنا وسيستمر الاعتصام وبوسائل مختلفة الى ان نصل الى تلبية حقوقنا التي نرى ان المدخل اليها هو اسقاط مشروع الرئيس جورج بوش الذي يسعى لتحويل فلسطين والعراق ولبنان الى كتلة ملتهبة من خلال الفوضى الخلاقة, لكن المؤمنين بوحدة وعروبة لبنان وصون مقاومته سيثبتون ان لبنان العربي الموحد هو الذي سينتصر، وان المشاركة والوفاق هما الطريق الوحيد لقيامة لبنان ".

الرئيس كرامي

وتحدث الرئيس كرامي امام اعضاء الوفد فقال:" نحن في لبنان جزء من المنطقة. ولا شك اننا نسمع ونرى في هذه الايام مسحة من التفاؤل والاطمئنان لدى المواطنين حول تقدم بعض المبادرات لحل المشكلة في لبنان، لان هاجس الجميع وخوفهم هو من الفتنة والحقن الطائفي والمذهبي، ومع الاسف هذا التفاؤل ليس له اساس على ارض الواقع. وما يجري في فلسطين والعراق يراد له ان يجري في لبنان، واما التقارب السعودي - الايراني فيتطلب متابعة لانجاحه".

اضاف:" كلنا يرى التطورات على الساحة الاميركية منذ فوز الديموقراطيين بالانتخابات، ونرى ان الرئيس جورج بوش مصر على تنفيذ سياسته وسياسة المحافظين الجدد في المنطقة ، من هنا نرى ان لبنان يمر في اخطر مرحلة حتى حزيران المقبل ويمكن ان نتنفس الصعداء اذا توقف مشروع بوش ".

ورفض الرئيس كرامي "ما يجري في بعض مساجد طرابلس من تحريض على الفتنة السنية -الشيعية"، واصفا هذه المحاولات بالمشينة، وداعيا النيابات العامة لان تتحرك فورا لدرء الفتنة وحماية السلم الاهلي. كما اعتبر ان هدف تصريحات النائب وليد جنبلاط والدكتور سمير جعجع "هو الحقن الطائفي وإحداث الفتنة، ونحن نعرف دور وسائل الاعلام والمال السياسي في هذا المجال". وقال:"ان انهاء الاعتصام المفتوح يعني انهاء السلاح الأمضى في المعركة مع قوى السلطة والاكثرية الوهمية، وعملية الحسم بسرعة كانت ستؤدي الى فتنة لا تحمد عقباها خاصة واننا نمر في أصعب وأخطر الظروف، لكن ليس في وارد المعارضة التراجع عن الاعتصام، كما اننا نملك الكثير من الاوراق والمعطيات التي تفعل دور المعارضة". ولفت الرئيس كرامي الى "ان قوى السلطة تهيج الشارع وتؤجج محاولات اشعال الفتنة بسبب تأكدها من القناعات الراسخة التي اطلقتها قوى المعارضة وخطابات الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله باننا لن ننجر الى اقتتال داخلي والى فتنة سنية - شيعية لانه عند ذلك لن نتمكن من النهوض بلبنان من جديد".

هيئة صون القيم

وكذلك استقبل الرئيس كرامي "هيئة صون القيم والاخلاق" في الشمال التي تضم ممثلين عن كل المرجعيات الروحية من رجال دين مسلمين ومسيحيين، وتطرق الحديث الى احداث باب التبانة - جبل محسن وضرورة عودة الوحدة والوئام الى ابناء طرابلس الفيحاء. اثر اللقاء تحدث ممثل دار الفتوى الشيخ مروان الايوبي باسم الوفد فقال:" نحن في الهيئة نتحرك عندما نشعر بان الخطر يمس القيم الاساسية ومنها السلم الاهلي والامن الوطني والعيش المشترك الذي يشكل صيغة نموذجية للحياة اللبنانية الحضارية، والاحداث التي حصلت في الشمال وبعض المناطق اللبنانية تمس هذه القيم والمرتكزات . من هنا جاءت مبادرتنا وجولاتنا على القيادات والفاعليات الشمالية لفرض التهدئة ومنع الخصومات وعودة الوئام والاستقرار الى ربوع طرابلس والشمال". اضاف:" اجتمعنا اليوم بدولة الرئيس كرامي لكي ينضم بجهوده مع الهيئة لنكمل مشوار التهدئة وحل المشاكل وعودة الاستقرار، مؤكدين ضرورة توقيف كل من تورط في هذه الاحداث وعكر الاجواء ومس السلم الاهلي, واعطاء الكلمة للقضاء والقانون ليأخذ مجراه. ونؤكد على دور الجيش والقوى الامنية في حفظ الامن، لاننا نقول لا والف لا للأمن الذاتي بل نحن مع الأمن الوطني باعتباره الخلاص والملاذ".

 

جعجع اطلع من السفير الفرنسي على نتائج مؤتمر باريس3

ايمييه دعا للعودة الى المؤسسات الدستورية والحوار

وطنية-3/2/2007(سياسة) زار السفير الفرنسي برنار ايمييه رئيس الهيئة التنفذية في القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع في بزمار, واستمر اللقاء الذي حضره مسؤول العلاقات الخارجية في القوات المحامي جوزف نعمه لمدة ساعة ونصف الساعة خرج بعدها السفير ايمييه وأدلى بالتصريح الآتي: "قمت هذا الصباح بزيارة الدكتور جعجع للتداول معه في الوضع الحالي ضمن الجولة التي أقوم بها على المسؤولين اللبنانيين, وكانت مناسبة لاطلاعه على نتائج مؤتمر باريس 3 الذي سيتبعه مفاعيل ايجابية للبنان ولجميع اللبنانيين بكل فئاتهم ومناطقهم وطوائفهم، مشيراً الى الوسيلة التي سوف تعتمدها الاسرة الدولية لتنفيذ برنامج الاعتمادات المرصودة والمقيدة بالفترة المحددة من قبل السلطات اللبنانية لجهة تطبيقه في اطار التداول اللبناني ضمن المؤسسات الدستورية والذي اكتسب دعم الاسرة الدولية".

وقال السفير ايمييه: "لقد اثرنا بالطبع الوضع اللبناني وضرورة اعادة تحريك الديناميكية السياسية وهذا ما نصر عليه من خلال تكثيف جهود الافرقاء الذين يتمتعون بالنوايا الطيبة لاعادة إطلاق الحوار الوطني وإزالة العقبات للوصول الى المخرج السياسي". ودعا السفير ايمييه الدكتور جعجع "الى العودة الى المؤسسات الدستورية", معرباً "عن الاهمية في ذلك"، ولافتاً الى" وجوب اعتماد التهدئة في التصرفات والتصريحات". اضاف "تطرقنا خلال الاجتماع الى الوضع في الجنوب بالاضافة الى وجوب تطبيق القرار 1701 وتعزيز المهام المنوطة بالقوات الدولية لمواكبة جهود الجيش اللبناني لتحقيق الاستقرار في المنطقة". وقال "أن الرئيس الفرنسي جاك شيراك قد ترأس مؤتمر باريس 3 بالاتفاق مع السلطات اللبنانية", لافتاً الى" ان نتائج التطبيق الطويلة الامد تحتاج الى آلية لتنفيذها كما ان هذا المؤتمر سوف يحث المسؤولين اللبنانيين على الانضباط والمثابرة والاستقرار السياسي في بلدهم وتكريس طاقاتهم لايجاد الحلول السياسية والاقتصادية".

ورداً على سؤال حول امكانية التغيير في السياسة الفرنسية تجاه لبنان بعد انتهاء ولاية الرئيس شيراك, قال السفير ايمييه "من المبكر اثارة هذا الامر، وان تصريحات المرشحين لانتخابات الرئاسة الاولى ومنهم الوزير نيكولا ساركوزي وسيغولين رويال تؤيد مؤتمر باريس 3 في اطار السياسة الفرنسية المعتمدة حيال لبنان. وفي هذا السياق هم حريصون على استمرارية هذه السياسة", منوهاً بالعلاقة التاريخية بين لبنان وفرنسا "المتمثلة بصلات الصداقة والثقافة والسياسة والعلاقات الاجتماعية عبر التاريخ". واستبقى الدكتور جعجع السفير ايمييه على مائدة الغذاء.

 

الشيخ حسن يستكمل اتصالاته لعقد قمة روحية

وطنية - 3/2/2007 (سياسة) يستكمل شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن اتصالاته ومشاوراته من اجل عقد قمة روحية اسلامية - مسيحية وطنية. وزار لهذه الغاية رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط في قصر المختارة، وتم البحث بما آلت اليه الاتصالات والمشاورات على هذا الصعيد، في اطار السعي الى تخفيف الاحتقان في الشارع ودرء مخاطر الانقسامات بين اللبنانيين. كما زار الشيخ حسن المرجع الديني للطائفة الدرزية الشيخ ابو محمد جواد ولي الدين في بعقلين. وأجرى الشيخ حسن اتصالا هاتفيا بنائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبد الامير قبلان وبحث معه الوضع العام وموضوع القمة الروحية. الرئيس السنيورة استقبل المطران مطر ووفدي "العدالة والتنمية" والمقاصد وتلقى دعوة لحضور القداس بمناسبة عيد مار مارون في التاسع من الجاري

ضاهر دعا فريقي 8 و14 آذار الى المشاركة معا في ذكرى اغتيال الرئيس الحريري

 

الداعوق: الحكومة تواجه الضغوطات بالحكمة والروية للوصول الى بر الامان

وطنية - 3/2/2007(سياسة) استقبل رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة في السراي الكبير رئيس اساقفة بيروت للموارنة المطران بولس مطر، في حضور رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن وعميد المجلس المهندس ريمون روفايل الذي أوضح بعد اللقاء "ان هدف الزيارة هو توجيه دعوة للرئيس السنيورة لحضور القداس بمناسبة عيد مار مارون شفيع الطائفة المارونية في التاسع من الشهر الحالي في كنيسة مار مارون الجميزة". اضاف:" ان الحالة القائمة حاليا في لبنان تتطلب حوارا جديا وشفافا بين جميع ابناء هذا الوطن لانقاذه من الوضع الذي يتخبط فيه".

تيار العدالة والتنمية

واستقبل الرئيس السنيورة وفدا من "تيار العدالة والتنمية" برئاسة النائب السابق خالد ضاهر في حضور وزير الشباب والرياضة احمد فتفت . بعد اللقاء قال ضاهر:"قمنا بزيارة الرئيس فؤاد السنيورة لتهنئته وتهنئة الحكومة بالانجاز الكبير الذي تحقق في مؤتمر رفيق الحريري باريس -3 الذي حشد الدعم العربي والدولي للحكومة والشعب اللبناني بكل فئاته، والذي فاق كل توقع وتقدير، حيث حصد هذا المؤتمر ما يقارب 8 مليارات دولار. وفي هذا المجال هناك بعض اصوات النشاز وبعض المشككين والمغرضين الذين يريدون التشكيك بهذا المؤتمر من خلال الادعاء بان هذا الدعم يشكل الدفعة الاولى من اجل التوطين. نقول لهؤلاء الذين يريدون تخويف اللبنانيين والاساءة الى الشعب الفلسطيني المناضل الذي نطالب بحقوقه المدنية والانسانية كسائر بلدان العالم، نقول لهؤلاء المشككين بان تشكيكم لن ينال من وحدة وصمود اللبنانيين. ونهنىء الرئيس السنيورة على ثباته وجرأته وتصرفه كرجل دولة يتمسك بالثوابت ويحرص على لبنان ويواجه كل الضغوط والشتائم، وكان يرد دائما بان لا خيار الا العودة الى الحوار والمؤسسات الدستورية".

اضاف ضاهر "ان المنطق الذي ساد مؤخرا في صفوف المعارضة وخصوصا ما قاله السيد حسن نصر الله بان الحل لا يمكن ان يكون الا سياسيا, هو امر ايجابي وتطور مهم نرجو ترجمته والاستمرار فيه ، ولكن هذا الامر لا يمكن ان يتحقق الا عندما ينسحب المعتصمون ويتم تفكيك الخيم من ساحتي الشهداء ورياض الصلح. واننا نقدر الجهود العربية والدولية وخاصة جهود السعودية ومصر والدول الاجنبية التي تعمل على مساعدة اللبنانيين لحل الاشكالات عبر الحوار والمؤسسات الدستورية وتقديم المبادرات عبر الجامعة العربية بواسطة الدكتور عمرو موسى، ونطالب الدول العربية ببذل المزيد من الجهود لمساعدة لبنان".

تابع قائلا "بالنسبة ليوم 14 شباط وهو ذكرى أليمة, يوم اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه, فسيكون مشهودا في لبنان ، لاننا سنشارك فيه جميعا ، وسندعو اليه منذ الآن ونتمنى ان يكون هذا اليوم، يوم مبادرة وطنية ويوم وحدة وطنية وعودة الى الحوار والرجوع الى المؤسسات، ولهذه المناسبة نرجو ان تكون المبادرة كالتالي:

- ان يقوم فريقي 8 آذار و14 آذار ومن خلال الدعوة الى اجتماع الجماهير في ساحتي الشهداء ورياض الصلح، وان تجتمع القيادات بالقرب من ضريح الرئيس الشهيد ورفاقه وان يكون هناك خطاب لبناني موحد للعودة الى الحوار والمؤسسات، فهل سنشهد خلال هذه المناسبة لقاء اللبنانيين جميعا ام ان التدخلات والمصالح الخارجية والاقليمية ستعيق حصول هذا المشروع الوطني. نأمل من الله ان يتحقق هذا الامر في هذه المناسبة العزيزة والغالية على قلوب اللبنانيين ".

المقاصد

ثم استقبل الرئيس السنيورة وفدا من جمعية المقاصد الخيرية الاسلامية برئاسة محمد امين الداعوق الذي قال بعد اللقاء:"حضر مجلس امناء جمعية المقاصد لزيارة الرئيس السنيورة وتهنئته بانجاز باريس -3 والنتائج الباهرة للمؤتمر، وقد حصدها كل لبنان بجهد الرئيس السنيورة، وعرضنا امورا عائدة للمقاصد وللبلد, ووضعنا الرئيس السنيورة في أجواء الضغوطات الكبيرة على الوطن والحكومة, واستفدنا كثيرا من الطريقة الحكيمة التي يتعاطى بها وهو يعرف مدى الضغوطات التي يتعرض لها الآخرون، ومن خلال مبادىء الرئيس السنيورة بالحكمة والروية سنصل الى بر الامان, ونحن نأمل ان تزول هذه الغيمة السوداء, ولا شك ان دولته مع رفاقه الوزراء تحت هذا الضغط الكبير يتعاطون بحكمة،ونأمل حصول مخارج حكيمة من الجميع، ودولته يؤمن بانه لكل فريق وجهة نظر ولا شك ان هذه الوجهات النظر يجب ان تقترب وتحل هذه الازمة قريبا.وعرضنا شجون الجمعيات الاهلية وخصوصا جمعية المقاصد". وردا عن سؤال عما حصل الاسبوع الماضي قال:" نحن نشجب السلبيات وفي النهاية ليس لنا سوى الحوار، وهذا الحوار لن يحصل الا بعد الهدوء والايجابية من الجميع".

 

المكتب الإعلامي للرئيس بري رد على كلام النائب الحريري في "الحياة": فليسأل الرئيس السنيورة متى يقر القانون وفقا للاصول ويرسل للبرلمان

اقتراح تأجيل المحكمة لحين انتهاء التحقيق ليس مصدره الرئيس بري والإيحاء بغير ذلك يأتي ضمن الحملة المركزة على المجلس ورئاسته

وطنية- 3/2/2007 (سياسة) أصدر المكتب الاعلامي لرئيس مجلس النواب نبيه بري بيانا رد فيه على "اسئلة النائب سعد الحريري في جريدة الحياة التي وجهها للرئيس بري عن ذريعة الانتظار الى حين الانتهاء من التحقيق الدولي لإقرار قانون انشاء المحكمة الدولية ومتى سيفرج عن المجلس النيابي ليقر هذا القانون"، جاء فيه: "ان اقتراح تأجيل إقرار قانون المحكمة لحين انتهاء التحقيق الدولي بكل بساطة ليس مصدره الرئيس بري، والايحاء بغير ذلك يأتي ضمن الحملة المركزة على المجلس النيابي ورئاسته والتي اطلقتها بعض الابواق المعلومة جيدا من السيد الحريري كما في حديث السيد عبد الحليم خدام بالامس للشاشة ذاتها التي تردد تصريحكم. اما متى سيقر المجلس النيابي ويفرج عن القانون، فعليه ان يسأل نفسه والرئيس السنيورة من خلفه او من قدامه لا ادري، ليسأله متى يا دولة الرئيس تحترم الدستور في لبنان، ومتى تعود حكومتك الى دستوريتها وشرعيتها ومتى يقر القانون وفقا للاصول ومتى يرسل القانون وفقا للاصول ايضا الى البرلمان؟ بل لماذا لم يرسل حتى ضد الاصول بدلا من ان تستمر هذه الحكومة البتراء اللاشرعية بالتمترس بالمحكمة لمتابعة الاستئثار في حكم لبنان خلافا للاصول، متقنة فنا واحدا هو رسائل توجهها صباحا ومساء الى الامم المتحدة ملفقة ومستوحية دستورا جديدا لها اخرها رسالة وجهت منذ ثلاثة ايام تمهد للمطالبة بإنشاء المحكمة تحت البند السابع من ميثاق الامم المتحدة؟ الآن الآن تأكد لنا ما كان ظنا. لماذا لم يسمح لوزراء المعارضة بمناقشة مشروع المحكمة وهم الذين ليل نهار لم ولن ينسوا صداقتهم وتاريخهم وخسارتهم وتلوعهم على فقدان الرئيس رفيق الحريري ومعرفة الجناة؟ الخطة بعدم السماح بالمناقشة كانت للوصول الى مشروع لا علاقة للبنان به انتهاء الى اللجوء للبند السابع حتى يستمر الضغط على المعارضة وعلى اللبنانيين ولبنان كمخططات لا تخفى على احد. وأخيرا، الافتراءات كثيرة يا شيخ سعد فتمهل، الإبل تورد غير موردها، فاحذر كثيرا ممن استوردها".

 

حمدان:للتخلي عن سياسة الاستئثار والاستقواء بالخارج لحساب الوطن والمعتصمين

وطنية- 3/2/2007(سياسة) رأى عضو هيئة الرئاسة في حركة "امل" الحاج خليل حمدان خلال مجلس عزاء حسيني اقامته الحركة في مجمع التحرير في السلطانية، في حضور حشد من ابناء المناطق في اطار استمرار الاحتفالات العاشورائية، "ان اجواء التفاؤل الحذر التي تسيطر على المناخ السياسي اللبناني تحتاج الى خطوات عملية من الفريق الحاكم باتجاه مطالب المعارضة الوطنية اللبنانية المحقة"، داعيا هذا "الى التخلي عن سياسة الاستئثار والاستقواء بالخارج لحساب الوطن وابنائه المعتصمين في ساحات بيروت". وقال:"ان مطلب المعارضة بالمشاركة في الحياة السياسية والشراكة في مواجهة ما يتعرض له الوطن من ازمات مختلفة هو حق طبيعي". وتلا مجلس العزاء الشيخ علي حمزة.

 

المجلس الشرعي الاسلامي الاعلى اثنى على دور المفتي قباني في تحريم الاقتتال الداخلي والسعي لعقد قمة روحية

وطنية-3/2/2007(سياسة) عقد المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى اجتماعه الشهري برئاسة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ الدكتور محمد رشيد قباني, وعرض للأوضاع الخطيرة الجارية في لبنان والمنطقة، وأكد على الدور الكبير الذي تقوم به دار الفتوى بشخص مفتي الجمهورية اللبنانية في صون وحدة المسلمين خصوصاً، واللبنانيين عموما. ونوَّه المجلس بإنشاء مفتي الجمهورية "مجلس العلماء في لبنان " ، وبالفتوى الصادرة عن هذا المجلس بتحريم الاقتتال بين المسلمين واللبنانيين، وبمسعى صاحب السماحة لعقد قمة إسلامية كمنطلق لعقد قمة إسلامية مسيحية جامعة، وأصدر بيانا تلاه عضو المجلس الشرعي الشيخ محمد أنيس أروادي وجاء فيه: -يُعبِّر المجلس عن قلقه الشديد من جرَّاء الأحداث الخطيرة التي شهدها لبنان الأسبوع الماضي والتي أعادت للأذهان صورة الأيام السوداء التي عاشها اللبنانيون إبَّان محنتهم الطويلة.

-إنَّ المجلس إذْ يُشارِك أُسَرَ الضحايا آلامهم وأَحزانهم بالأرواح البريئة التي أُزهِقَت،ويستنكر التعديات على الممتلكات والأشخاص، ويعتبر الفِتنَة والنِّزاع الداخلي من أكبر المُحرَّمات الدينية والأخلاقية والوطنية، يُذَكِّر الجميع بِقَول الله تعالى في القرآن الكريم: مَن قَتَلَ نَفساً بِغَيرِ نَفسٍ أو فَسادٍ في الأرض فكأنما قتلَ الناسَ جميعاً ومَن أَحياها فكأنَّما أحيا الناس جميعا " .

-يهيب المجلس بسائر القادة اللبنانيين الذين وجهوا نداءات فاعلة حالت دون تمادي الفتنة وعملوا على وأدها ورفض الحرب الأهلية أن يبادروا بالعودة إلى الحوار والمؤسسات الدستورية رحمة بالعباد والبلاد.

-أبدى المجلس قلقه من الحالات المتشنجة التي تسود المؤسسات التربوية وتهدد العام الدراسي و حاضر أبنائنا ومستقبلهم ودعا جميع القوى السياسية اللبنانية الى تحييد الجامعات عن النزاعات والتشنجات السائدة والمؤسفة حفاظا على السلم الأهلي.

-دعا المجلس شباب لبنان الى وعي المخاطر التي تهدد الوطن وعدم الانجرار الى الفتن الطائفية والمذهبية واعتماد الحوار العقلاني وسيلة للتفاهم .

-يهيب المجلس بوسائل الإعلام ان تمارس الدور الوطني المنوط بالكلمة الطيبة بها وان تبتعد عن لغة التحريض وتأجيج العصبيات حفاظا على المواطنين وصونا للوطن.

-إن المجلس إذ يثمن الجهود الكبيرة التي بذلها رئيس الحكومة اللبنانية ورئيسها فؤاد السنيورة والسادة الوزراء بمساعدة أشقاء لبنان وأصدقائه والتي أدت إلى إنجاح مؤتمر الرئيس الشهيد رفيق الحريري لمساعدة لبنان, يتوجه بالشكر الكبير للأشقاء والأصدقاء على دعمهم ومساعدتهم وفي مقدمتهم المملكة العربية السعودية وفرنسا.

-يؤكد المجلس على المبادرة العربية لحل الأزمة الراهنة ويرحب بعودة أمين عام جامعة الدول العربية لمتابعة جهوده لإنهاء الأزمة داعيا اللبنانيين جميعا إلى التجاوب مع مبادرته والعودة إلى لغة العقل والحوار والخروج من الشارع والعمل السياسي من خلال المؤسسات الدستورية، وإعادة الحياة الطبيعية إلى الوسط التجاري خاصة والمناطق اللبنانية عامة.

-توقف المجلس عند اقتراب الذكرى الثانية لاغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري في الرابع عشر من شهر شباط الجاري, هذه الذكرى الأليمة على قلوب اللبنانيين جميعا لما حملته من تهديد لأمنهم واستقرارهم ومسيرة بناء دولتهم العادلة والمستقلة, ويتطلع المجلس إلى أن تكون هذه الذكرى مناسبة وطنية جامعة يؤكد من خلالها كل اللبنانيون على تمسكهم بوحدتهم ورفضهم للجريمة واستهدافاتها ومحاكمة الجناة بالإقرار النهائي للمحكمة ذات الطابع الدولي الأمر الذي لا يقبل المساومة.

-تابع المجلس بقلق شديد ظاهرة الاقتتال بين الإخوة في فلسطين،وناشدهم باسم الأمة والدين إيقاف هذه الفتنة فورا في فلسطين والعراق.

 

النائب خريس: الجهود تنصب جميعها باتجاه ترسيخ الوحدة الوطنية و"أمل" باشرت الدعوة للمشاركة في مهرجان الرئيس الحريري في صور

وطنية- 3/2/2007(سياسة) لفت عضو كتلة "التحرير والتنمية" النائب علي خريس، خلال احتفال تأبيني في بلدة دير قانون رأس العين- صور، الى "ان الجهود في الوقت الحاضر تنصب جميعها باتجاه ترسيخ الوحدة الوطنية ما بين الطوائف والمذاهب والاحزاب". وقال النائب خريس: "نحن بأمس الحاجة الى الجمع وليس للتفرقة، لان الجميع بحاجة ايضا الى التوحد والالتقاء والحوار. وان النهوض والقيام بالدولة وبمؤسساتها لا يتم الا بالحوار والمشاركة الحقيقية للجميع"، مشيرا الى "ان كل ما تطرحه المعارضة هو تأليف حكومة وحدة وطنية وهذا الطرح لا يعني التفريق بين الدولة ومؤسساتها بل يزيد من دعائم البناء والتطور والحرص اكثر على وحدة لبنان". واكد "ان حركة "أمل" باشرت الدعوة للمشاركة في المهرجان التي ستقيمه في مدينة صور بمناسبة الذكرى السنوية الثانية لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري"، مشيرا الى "ان الدعوة هي وليدة قناعة بأن الرئيس الشهيد لم يكن يوما لجهة او لطرف او لمذهب، بل هو لكل اللبنانيين وليس محصورا بفئة".

واضاف:" مناسبة 14 شباط مناسبة وطنية عامة لا تخص جزءا من اللبنانيين، واستشهاد الرئيس الحريري كان زلزالا لا تزال كوارثه تتفاعل على اللبنانيين"، داعيا الى اوسع مشاركة في هذه المناسبة"، متمنيا "لو تجمع جميع اللبنانيين بكل اطيافهم ومذاهبهم واحزابهم".

 

جمعية "حقوقيون" استنكرت الموقف الاميركي من "حزب الله"

وطنية- 3/2/2007(سياسة) عقد رئيس جمعية "حقوقيون من اجل الانسان" المحامي الدكتور رجب شعلان مؤتمرا صحافيا في مقر الجمعية في صور تناول فيه القرار الاميركي الاخير باعتبار حزب الله ارهابيا . وقال شعلان:"ان تعابير الادانة والاستنكار أصغر بكثير من حجم القرار الذي يقتضي مواجهته وفق القاعدة الشرعية العين بالعين والسن بالسن والبادىء أظلم ". اضاف:"ان اميركا أباحت دم شعوبنا ومقاومتنا واعلنت الحرب علينا لهذا يجب تعبئة الجهود في مواجهة الحرب الارهابية الاميركية والجريمة الاميركية المنظمة ". ودعا الى "مواجهة الهجمة التي أراد من خلالها الرئيس الاميركي بوش رفع معنويات ادارته وشعبيته المنهارة بعد الانتصار العظيم للمقاومة في حرب تموز التي ارادت تنفيذ مشروع الشرق الاوسط الجديد واجتياح لبنان وسحق حزب الله وسلاحه". وحيا شعلان "الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله, وأشاد "بتضحياته وصموده ومواقفه التي تعزز الوحدة الوطنية بين اللبنانيين وتنبذ الفتنة". وقال:" اننا نقدم بيان إخبار الى لجنة التحقيق الدولية لإدخال جريمة بوش الداعية علنا الى قتل قادة المقاومة، ونطالب القاضي براميرتس بالتحرك لملاحقة هذه الجريمة وكل الجرائم الاخرى التي حصلت في لبنان ".

 

قراءة "موضوعية" للعوامل التي تشكّل قراره ولمدى حسم إيران دعمها لاستقرار لبنان تميّزاً عن "التفجير" السوري

وحده اقتران المكوّنين الإيراني واللبناني يُخرج "حزب الله" إلى التسوية

المستقبل - السبت 3 شباط 2007 - نصير الأسعد

في قراءة "موضوعية" لواقع "حزب الله"، ثمة اعتقاد لدى العدد الأكبر من المتابعين ان ثلاثة "مكوّنات" متوازية تؤثر في "قراره" وتُشكّله، أي ان ثلاثة "عوامل" تتدخّل في قرار "حزب الله".

المكوّنان الإيراني والسوري

المكوّن الأول، إيراني. وهو المكوّن أو العامل الايديولوجي و"التنظيمي" والمالي، باعتبار ان "حزب الله" يُعرف ويعرّف نفسه بوصفه جزءاً عضوياً في المشروع العقائدي ـ السياسي الإيراني وحلقته المركزية ولاية الفقيه في الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

والمكوّن الثاني، سوري. وهو عامل سياسي من ناحية، لكنه عامل "مصلحي" من ناحية ثانية، على اعتبار ان سوريا تمثّل بالنسبة إلى "حزب الله" نوعاً من "الشريان" أو "الوريد" الذي يمرّ عبره الدعم الإيراني.

ليس ثمة أي "اكتشاف" في هذه القراءة حتى الآن. لكن، ينبغي الإشارة إلى ان النظام السوري في مرحلة وصايته على لبنان، إذ رفض أي "شراكة" معه في هذه الوصاية، فرض على إيران التي تملك حزبها في لبنان، أن يكون هو ـ أي النظام في سوريا ـ الممّر إلى "حزب الله"، فنشأت علاقة إيرانية ـ سورية حول "حزب الله"، أوكلت طهران بموجبها إلى دمشق "المشروع السياسي" في لبنان، واعتبرت إيران ان شراكتها مع النظام السوري مؤمّنة عبر "حزب الله". ومع تغيّر الظروف في لبنان منذ العام 2005 بعد جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري والخروج السوري، وإذ تغيّرت معادلة العلاقة بين الجانبين الإيراني والسوري، حيث بات هناك مشروع إيراني إقليمي يلحظ لحزب الله دوراً فيه، بقيت دمشق ممراً إيرانياً إلى "حزب الله"، بالرغم من "تضخّم" نفوذ إيران سياسياً في البلد بنتيجة "الفراغ" السوري.

بيد ان ما يقتضي الإشارة إليه، هو أن لا "تزاحم" بين المكوّنين الإيراني والسوري، أي ان "حزب الله" من حصّة إيران إقليمياً، فيما حصة النظام السوري تتعلق بـ"موقع" سوريا في "الجغرافيا السياسية"، بصرف النظر عمّا إذا كانت سنوات العلاقة ـ السياسية والأمنية ـ بين نظام الأسد و"حزب الله" قد أسفرت عن "تسوْرن" بعض المواقع والأشخاص داخله. وهذا يضاف إلى حقيقة ان الحصّة السورية الفعلية تتمثّل بأشخاص وجهات حزبية يوالون النظام في دمشق ويتبعون تعليماته.

الوضع اللبناني: إيرانية الحزب استقلالُه!

وفيما يتمّ التشديد على عدم الخطأ في تقدير "الولاء" الإقليمي لحزب الله على انه ولاء إيراني، فإن ثمة مكوّناً ثالثاً لا بدّ من لفت الانتباه إليه، هو المكوّن اللبناني.

لا بدّ من القول سلفاً هنا ان المقصود بـ"مكوّن لبناني" ليس نسبة من "التلبنن"، أي ليس المقصود ان "حزب الله" إنكفأ عن برنامجه "الفوق لبناني" إلى الكيان وخصائصه. فالمقصود ان "حزب الله" الذي "يعمل" في لبنان، معنيّ بأن يأخذ في الاعتبار "الممكن" و"غير الممكن" في "ساحة عمله".

وتأسيساً على المقدّمات الآنفة "يجب" تصوّر ان قرار "حزب الله" يتشكّل من حساب المعطى ـ أي الطلب ـ الإيراني ومن مراعاة العامل ـ والطلب ـ السوري، لكنه يفترض أن "يدرس" العامل اللبناني، أي ما يمكن تحميله، بما هو في "الوعي الحزب اللهي" ساحة لـ"تصريف" العامل الإيراني. على انه "يجب" القول أيضاً ان حجم المكوّن اللبناني، يكبر أو يصغر، هو أمر تسمح أو لا تسمح به القيادة في إيران. و"يجب" القول كذلك ان حيّز الاستقلال عن النظام في سوريا، أمر تقرّر فيه القيادة الإيرانية أيضاً. لا بل "يجب" القول أخيراً ان "حزب الله" "سوف" يبدو أكثر استقلالاً ضمن المشهد اللبناني، إن هو ظهر بـ"مظهر" إيراني صرف.. طبعاً إذا ميّزت إيران نفسها و"مصالحها" عن النظام السوري و"مصالحه". وبكلام آخر، ان "حزب الله" الإيراني "يمكن" أن يكون أكثر اعتباراً لـ"العامل" اللبناني إن تباعدت طهران عن دمشق في ظروف محدّدة.. وهذه هي الإشكالية أو المفارقة.

الاستعصاء اللبناني

والآن، وفي ضوء ما تقدّم، وفي ظلّ الحديث عن "تهدئة" تمهّد لاستئناف الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى مبادرته الأسبوع المقبل، من المفيد استعراض "إحتمال" القرار الذي سيتّخذه "حزب الله" والموقف الذي سيقفه.

لو كان المكوّن اللبناني، أي العامل اللبناني، هو الأرجح في حسابات الحزب، لأمكن القول ان "حزب الله" سيُسارع إلى تسهيل أمور مبادرة موسى لتسهيل التوصّل إلى تسوية للأزمة اللبنانية. ذلك ان "الوضع اللبناني" الذي يمثّل ساحة عمل الحزب، أعطى البرهان القاطع على ممانعته لـ"مشروع" حزب الله واستعصائه أمامه. وإذا كان من الواجب القول ان لحزب الله مؤمنين بمشروعه ومؤيدين له، فمن الواجب القول في المقابل ان مشروعه وقد وُضع على محكّ التجربة والاختبار، أدى إلى استنفار مضادّ، ما جعل البلاد تقف على مشارف الحرب الأهلية.

لكن، وبما ان المكوّن ـ العامل اللبناني ليس الأرجح، فإنه لا يمكن الظنّ ان "حزب الله" سوف يعيد النظر بما أقدم عليه حتى الآن ما لم يدخلُ اعتبارٌ اضافيّ على الخطّ. ومعَ ذلك، وقبل الدخول في ماهيّة الاعتبار الاضافي، يمكن القول انه ما أظهره الوضع اللبناني من ممانعة واستعصاء، يمكن أن يكونَ سلاحاً ايجابياً في يد "حزب الله" لدى ايران، أي أن يُعلم "المركز" بأن الايغال في ما تمّ الإقدامُ عليه حتّى الآن مكلفٌ جداً على "ساحة العمل" وعلى الحزب نفسه. والحال انّ في حوزة الحزب تجربتَين كبيرتين: "تجربة" حرب تمّوز ـ آب بعلاقتها مع الاجتماع اللبناني و"التجربة" الممتدة من الأوّل من كانون الأوّل حتّى اليوم مروراً بالثلاثاء والخميس الأسوَدَين.

إيران في الاتصالات مع السعوديّة

في هذه الأثناء، من المهم التوقف عند المكوّن الايراني في قرار "حزب الله".

منذ فترة، دخلَت ايران في اتصالات مع المملكة العربية السعودية. وخلال هذه الاتصالات، أبدت ايران اهتماماً بتجنيب لبنان خطر الانزلاق الى الفتنة الشيعية ـ السنّية، لا بل تؤكد المعلومات المتوافرة انّ القيادة الايرانية هي التي طلبت من "حزب الله" ليل الثلاثاء ـ الأربعاء من الأسبوع الماضي وقف "التحرّك الاحتجاجي" الذي كانَ ينزلق بسرعة نحو الفتنة المذهبية. كذلك، ذُكر انّ ايران توصلّت مع المملكة الى صيغة تسوية للأزمة اللبنانية قريبة من مضمون المبادرة العربيّة.

بكلام آخر، "تحاول" ايران الايحاء بالاهتمام وبالاستعداد للمساعدة، في وقت يعلن النظام السوريّ تصميمه على التفجير في لبنان ورفضه أن يتمّ التوصّل الى تسوية.

.. وإيران مع دمشق

غير انّ أحداً من المتابعين لم يكن في مقدوره، خلالَ الأيام الماضية، الجزم بأنّ ما يرشَح من مواقف ايرانية، باتَ نهائياً. وإذا كانَ عدم القدرة على تحديد الوجهة "الأخيرة" للمواقف الايرانية، ناجماً عن قناعة راسخة لدى المتابعين بأنّ لإيران مشروعها الاقليمي الذي يتطلّع الى إلحاق لبنان به، فإن جانباً آخر لا يساعدُ على البتّ يتّصل بالعلاقة الايرانية ـ السورية.

فخلال الاتصالات الايرانية ـ السعودية، ذكر المفاوضون الايرانيون انهم حاولوا لدى دمشق تسويق التسوية في صيغتها القريبة من مضمون المبادرة العربية، لكنّ نظام الأسد رفض، وعليه طالبوا المملكة والدول العربية بأن تقوم بمساعيها في سوريا.

ثمّة أسئلة كثيرة يثيرها "الأداء" الايراني. هل فعلاً حاولت ايران لدى النظام في سوريا؟. هل ضغطت وهي تملك إمكانيات الضغط؟. أم انّ ثمّة توزيعاً معيناً للأدوار بحيث تلين طهران وتتشدّد دمشق؟. وهل إيران في صدد تقطيع الوقت في انتظار ما ستؤول اليه الأزمة الايرانية ـ الأميركية؟، أم انّها في صدد تجميع أوراق لتحسين شروط التفاوض؟. وهل باتت على قناعة بأنّ عليها أن تتدخّل للمساعدة على وقف مشاريع الفتنة المتنقّلة بين لبنان وفلسطين والعراق؟

المكوّن الإيرانيّ شرطٌ لازم

وغنيّ عن القول انّ هذه الأسئلة الكثيرة تنمّ عن نسبة من "الشكوك". ولذلك، يستحيل القول ان "حزب الله" في لبنان، وعلى أبواب استئناف عمرو موسى مبادرته، يستعدّ لـ"التسهيل". فإن لم يكن المكوّن ـ الايراني مضافاً الى العامِل اللبنانيّ، لا يمكن توقّع التسهيل. وبهذا المعنى، يتّضح أن وحدَه اجتماع المكوّنين الايراني واللبناني، يجعل قرار "حزب الله" ايجابياً، على اعتبار انّ المكوّن السوري "سلبي" باستمرار.

انّ "شرط" تقدّم "حزب الله" باتجاه التسوية، يتمثّل في اقتران العامِلَين اللبناني والايراني، الأمر الذي من المبكّر التفاؤل بحصوله.

ولذلك، ينبغي مع اقتراب عودة موسى الى بيروت الأسبوع المقبل، الاستعانة على قراءة الأوضاع والتعاطي معها بقدر من الحذر. وبهذا المعنى، لا يمكن بالمطلق استبعاد أن يكون ما يشهده الوضع اللبناني راهناً من كلام كثير عن "تهدئة"، مجرّد تهدئة هشّة، لتمرير عودة عمرو موسى، ولتمرير الذكرى الثانية لاستشهاد الرئيس الحريري بلا "احتكاك"، فيأتي موسى ليعيد "اكتشاف" انّ طبخة التسوية لم تنضج ظروفها.

"العاصفة" لم تنحسر بعد

ويُستدلّ على انّ ذلك ليس مستبعداً بالمطلق، من انّ أقطاباً في ما يسمّى "المعارضة" عادوا الى نغمة 19+11 كصيغة للحكومة، ويعلنون تبنّي "المنطق" السوري بالكامل حيال المحكمة الدولية، اذ يقرنون بتّ المحكمة بانتهاء التحقيق الدولي مع رهان واضح على فشل رئيس لجنة التحقيق الدولية سيرج براميرتس في التوصّل الى نتائج. وعندما لا يكون هكذا احتمال مستبعداً بالمطلق، لا مناصَ من اعتبار انّ احتمال مواصلة ما يسمّى "المعارضة" الضغط بشتى الأشكال وبطلب من النظام السوري، هو احتمالٌ قائم. وليس خافياً في هذا المجال انّ كلّ المعلومات المتوافرة تفيد انّ النظام السوري يريد للوضع اللبناني أن يبقى على حالِه من التوتّر والتفجّر، من أجل استدراج مفاوضات عربية معه في موازاة المفاوضات مع إيران أو بدلاً منها، وذلك بالتزامن مع سعيه الى استدراج مفاوضات دولية معه على إيقاع حام، في مرحلة ما من السنة الجارية. استنتاجاً من كلّ ما سبق ذكره، لا يكفي اعتبار انّ الأزمة بلَغت ذروتها قبل أيّام، أو انّ "حزب الله" استطاع أن "يشاهد" بأمّ العَين ما يمكن أن ينجمَ عن خطّته، للقول انّ ثمّة إنفراجاً يلوح في الأفق. و"الأمانة" والمنطق يقتضيان القول انّ العاصفة لم تنحسر بعد وانّ لبنان لا يزال في دائرة الخطر.

 

حزب الله" متمسّك باعتصام الساحتين ويرفع راياته على طول الحدود في الجنوب

الأكثرية تحيي ذكرى 14 شباط جماهيرياً وحضارياً

اتفاق تهدئة إيراني - سعودي وسوريا خارجه

قبل 11 يوما من موعد الذكرى الثانية لاغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه، لا توحي الاجواء السائدة بين الموالاة والمعارضة بعزم على احياء الذكرى في اطار من التوحد، كما تردد في مواقف على الضفتين. والسبب، في نظر اوساط الاكثرية، "ان العامل السوري دخل مجددا على الخط معترضا على تهميشه في الحوار الدائر في شأن لبنان وخصوصا بين السعودية وايران". في ضوء هذا الواقع، افاد مصدر ديبلوماسي واسع الاطلاع ان الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى قد يؤخر زيارته لبيروت الى منتصف الشهر الجاري، فلا يأتي كما كان متوقعا في الثامن منه لرغبته في زيارة الرياض ودمشق بعد زيارته لموسكو الثلثاء المقبل. وجاء في معلومات ديبلوماسية ان الاتفاق الايراني – السعودي يشكل مظلة للتهدئة التي خيمت على لبنان منذ احداث الخميس 25 كانون الثاني الماضي. لكن سوريا لا تزال خارج هذه الصفقة.

الحكومة والمجلس

ولفتت اوساط وزارية الى ان العمل جار، على رغم ما يكتنف مهمة موسى، على التحضير لمعاودة مبادرته والسعي الى تحريك عجلة العمل الحكومي والنيابي متابعة لنتائج مؤتمر باريس 3، مما يعطي اهمية للدورة العادية لمجلس النواب منتصف آذار المقبل. ونقل زوار رئيس مجلس النواب نبيه بري عنه امس انه كان يؤيد فتح دورة استثنائية للمجلس، لكن الامر – كما قال – مرتبط برئيس الجمهورية اميل لحود الذي لا يوافق على ذلك.

ورأس رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة مساء امس في السرايا اجتماعا وزاريا تخلله، استنادا الى مصادر المجتمعين، عرضا لكل الخطوات التي تمت بعد مؤتمر باريس 3 وتقويم للاوضاع في ضوء الهدوء الذي يسود البلاد بعد احداث 25 كانون الثاني والخطوات التي ستتخذ مع الهيئات الاقتصادية والنقابية والتحضير لعودة عمرو موسى الى بيروت.

14 آذار

اما بالنسبة الى ذكرى 14 شباط، فقد ابلغ مصدر وزاري بارز الى "النهار" ان احياءها "سيتم بشكل جماهيري وحضاري وتاليا لا عدول عنها. وهناك مدفن في وسط ساحة الشهداء، كما ان في بيروت ساحات واسعة تستوعب الجمهور الذي يريد التعبير عن وفائه لصاحب الذكرى"، في اشارة الى عزم المعارضة على المضي في اعتصامها في ساحتي رياض الصلح والدباس. واكد المصدر "ان جماهير 14 آذر ستحيي الذكرى ولن تذهب الى الاعتصام، فالقرار هو ان تسير عجلة الحياة الطبيعية في البلاد وتنفتح الآفاق على الحلول التي يعتزم موسى ان يطرحها". واشار الى "ان التعطيل السوري لجهود الحلول يعكس اليوم شعورا لدى نظام دمشق بأن التحقيق الدولي في جريمة اغتيال الحريري يتقدم". من جهة اخرى، قال المصدر "ان الرئيس لحود يعطل قرار صرف الشهر الاضافي الذي قررته الحكومة لمصلحة القوى الامنية لما بذلته في الاشهر الصعبة التي مرت بها البلاد. لذلك سيكون الموضوع مجددا امام مجلس الوزراء عند انعقاده في وقت لاحق".

بري

في المقابل، نقل عن الرئيس بري قوله في مجلس خاص انه "عاتب على موسى الذي منذ غادر بيروت، لم يجر اي اتصال بالمعارضة او من يمثلها، في حين انحصرت اتصالاته بالجانب الاخر. واشار الى انه بعث برسالة غير مباشرة بهذا المعنى الى الامين العام.

ولاحظ ان "عودة موسى ليكرر التجربة السابقة عينها، هي التشاور والاتصالات بلا نتيجة عملية، سيكون لها صدى سلبي لدى الجمهور اللبناني الذي ينتظر بفارغ الصبر بارقة أمل في حل يأتيه من المبادرة العربية". وأفادت أوساط بري ان رئيس المجلس "لا يزال مصرا على أن يعود موسى وفي جعبته المعالم النهائية للحل، لتكون بيروت مقرا لاخراج الحل واعلان التسوية".

فيلتمان

وكان الرئيس بري استقبل امس السفير الاميركي جيفري فيلتمان الذي تلا بعد اللقاء بيانا جاء فيه: "(...) شجعت الرئيس بري على استخدام نفوذه وقيادته، مرة اخرى، لاقناع الشعب اللبناني بالعودة الى النقاش والحوار". وذكّر بأن بلاده "تعهدت اكثر من مليار دولار لمساعدة لبنان (...) وان دور رئيس مجلس النواب والمجلس جوهري في توفير الضمان. ان في استطاعة جميع اللبنانيين الافادة من الدعم الدولي". وعلم ان البحث بين بري وفيلتمان تطرق الى موضوع انشاء المحكمة ذات الطابع الدولي.

"حزب الله"

وقال مصدر قيادي في "حزب الله" لـ"النهار" ان الحزب والمعارضة "يلاحظان ان هناك سعيا من الفريق الآخر للتهدئة الميدانية والسياسية. ونحن متجاوبون مع هذه المساعي، ولكننا ابلغنا الى من يعنيهم الامر اننا رغم ذلك غير مستعدين اطلاقا للتخلي عن احدى الساحتين (ساحة الشهداء) أوفك الاعتصام الذي بدأناه قبل شهرين، فكلا الامرين خط أحمر بالنسبة الينا". وعن عودة موسى الى بيروت قريبا قال المصدر: "ان ما هو متوافر لدينا من معطيات ومعلومات يشير الى ان موسى سيعود الى بيروت، في حال عودته، بناء على اصرار وطلب خاص من فريق السلطة. ولدى هذا الفريق نية للاستفادة من هذه الزيارة لتمرير موضوع الاحتفال بذكرى 14 شباط وليس لبلورة الحل السياسي او التسوية، لأن فريق السلطة لم يقدم الى موسى أي معطيات جديدة، كما لم يعرض أي تنازلات انسجاما مع ما كان اعلنه قبل مغادرته بيروت من انه سيعود اليها، فقط عندما يشعر بأن هناك معطيات جديدة تشجعه على المضي قدما في مهمته".

بكركي

وفي بكركي تسلم البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير امس من النائب ابرهيم كنعان "ميثاق الشرف" الذي وقعه اول من امس رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" العماد ميشال عون ورئيس "تيار المردة" الوزير السابق سليمان فرنجية.

وقالت مصادر "التيار الوطني الحر" ان اتصالات غير مباشرة جرت قبل يومين بين عون وقيادات 14 آذار المسيحية لعقد لقاء جامع لها، الا ان هذه الاتصالات لم تؤد بعد الى نتيجة. وأوضحت ان توقيع عون وفرنجيه "ميثاق الرف" لا يلغي اللقاء في بكركي "فنحن حاضرون اذا أرادت القيادات الاخرى".

الجنوب

وفي الناقورة، أقيم امس احتفال عسكري في المقر العام لـ"اليونيفيل" تخلله تسليم وتسلم لقيادة القوة الدولية بين الجنرال الفرنسي ألان بلليغريني والجنرال الايطالي كلاوديو غراتسيانو.

وتزامن الاحتفال مع رفع أفراد من "حزب الله" 30 راية تحمل شعار حزبهم و"المقاومة الاسلامية" على طول الحدود الدولية بين لبنان واسرائيل وذلك للمرة الاولى منذ حرب تموز الماضي. وتركزت الرايات، كما أوردت وكالة "يونايتد برس انترناشونال" قبالة مستوطنات حدودية اسرائيلية هي: المطلة، شلومي، زرعيت، افانيم وكريات شمونة.

• في باريس (و ص ف) أفاد مصدر برلماني ان 45 نائبا فرنسيا وقعوا عريضة تدعو فرنسا الى اقتراح ادراج "حزب الله" في لائحة المنظمات الارهابية خلال الاجتماع المقبل لمجلس اوروبا. وهذه العريضة التي طرحت في شكل رسالة الى رئيس الجمهورية جاك شيراك، اطلقها كلود غواسكين نائب "الاتحاد من اجل حركة شعبية" الحاكم وزميله في البرلمان دومينيك تيان. وقد وقعها حتى الان 44 نائبا من حزب الاتحاد ونائب واحد من "الاتحاد من أجل ديموقراطية فرنسية". وتعد الجمعية الفرنسية 566 نائبا.

وطلب الموقعون لهذه العريضة من الرئيس شيراك ان يتخذ هذه المبادرة لانه "لا بد ان نكون واضحين وان نقر بأن حزب الله ارتكب اعتداءات عدة وعمليات خطف وتهريب اسلحة". واضافوا ان "حزب الله يضطلع بدور مهم في الازمة اللبنانية وتموله ايران وسوريا وهو يهدد بشدة تسوية سلمية في هذه المنطقة" من العالم.

وشدد النواب على انه "اثر اعتداءات 11 ايلول 2001 قرر المجتمع الدولي وضع لوائح بالمنظمات الارهابية وان دولا عدة أدرجت فيها حزب الله". وذكرت العريضة ان "رفض الاتحاد الاوروبي المنقسم ادراج حزب الله على لائحة المنظمات الارهابية ناجم الى حد كبير عن رفض فرنسا ذلك". واضافت ان "البرلمان الاوروبي اعتمد في العاشر من آذار 2005 قرارا يؤكد وجود أدلة قاطعة على النشاط الارهابي لحزب الله".

 

 

بوش يستقبل الجميل الخميس

واشنطن – "النهار": أفادت مصادر اميركية مسؤولة ان الرئيس امين الجميل الذي سيبدأ الاثنين زيارة خاصة لواشنطنن سيجتمع مع الرئيس جورج بوش الخميس، بعد ان يلتقي الاربعاء مستشار الأمن القومي ستيفن هادلي ومساعديه. كذلك سيلتقي نائب الرئيس الاميركي ديك تشيني، ووزيرة الخارجية كوندوليزا رايس ومساعدها لشؤون الشرق الاوسط السفير ديفيد ولش، لمناقشة الازمة السياسية في لبنان وسبل معالجتها. وقالت المصادر إن الرئيس بوش، أراد ن يقدم تعازيه الشخصية الى الرئيس الجميل بنجله النائب بيار الجميل الذي اغتيل في 21 تشرين الثاني الماضي، وان يستمع الى تقويمه للوضع في لبنان، وسيناقش معه دور واشنطن السياسي والاقتصادي في مساعدة لبنان على الخروج من مأزقه الراهن. وسيلتقي الرئيس السابق ايضا عددا من أعضاء الكونغرس من الحزبين الجمهوري والديموقراطي، ويلقي محاضرات في بعض مراكز الابحاث.

 

خدام : ايران لا سوريا تريد التهدئة في لبنان

صرح النائب السابق للرئيس السوري عبد الحليم خدام "بان حزب الله يمارس تحمية الاوضاع في لبنان كما يمارس اقصى الضغط لكنه يتجنب الذهاب الى الحرب الأهلية، الا ان الامور قد تفلت وتنفجر". وقال امس في برنامج "الاستحقاق" الذي يقدمه الزميل علي حماده في تلفزيون "المستقبل"، ان القيادة الايرانية "لا تريد ان تذهب الى تفجير الاوضاع في لبنان، لكن (الرئيس) بشار الاسد يريد ذلك ظنا منه ان ذلك سيطيح بالمحكمة الدولية". واعتبر ان "حزب الله"، بسبب التطورات الاخيرة، "خسر شعبيته في سوريا حيث يتعرض لحملة شديدة في الشارع السوري". وشرح مراحل الدعم السوري الذي تلقاه الحزب "مما جعله الطرف الوحيد في قتال اسرائيل". وروى ما جرى عشية صدور القرار 1559 من حيث عرض الاسد التراجع عن التمديد للرئيس لحود، في مقابل عدم صدور القرار، لكن عاد وتخلى عن هذا العرض.

 

المر جمّد طلب إجازة لقائد الجيش

علمت "النهار" ان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الياس المر تسلم قبيل اضراب المعارضة الاسبوع الماضي كتاباً من قائد الجيش العماد ميشال سليمان يطلب فيه اجازة لثلاثة اشهر. لكن المر جمّد الطلب في انتظار التطورات الأمنية والسياسية.

 

إخلاء ساحات بيروت رهــنُ بالمحكمة الدولية

تدابير علانية ظرفية لا تلغي "تـوازن الـرعــب"

كتبت هيام القصيفي:

يبن المفاوضات الدائرة خارج لبنان والمتنقلة من موسكو الى الرياض وطهران وأنقرة، والاتصالات التي تدخل على خطها واشنطن وباريس ودمشق كل من زاوية حساباتها، ثمة سعي داخلي حثيث يتولاه أمنيون وعسكريون من أجل ضبط الوضع الامني – السياسي، وان لم تصل المفاوضات الاقليمية حتى الآن الى خواتيمها السعيدة، خصوصا ان ثمة استحقاقات سياسية وأمنية تتعدى إحياء ذكرى 14 شباط والاعتصام في ساحتي رياض الصلح وساحة الشهداء.

مقاربة أمنية

بعد الثلثاء والخميس العاصفين، بدت الحاجة ملحة الى مقاربة أمنية مختلفة للوضع الميداني، تفرض نوعا من اعادة المراجعة الشاملة لكل ما حدث قبل يوم الاضراب، وبعد المواجهات الدامية.

لا بد اولا من العودة الى ما قاله وزير الدفاع الياس المر عشية تحرك المعارضة حين وجه رسائل واضحة الى كل الافرقاء ومن ضمنهم الحكومة التي هو عضو فها حين قال: "اذا أحرقت اطارات فالجيش سيزيلها، وعندما تقطع الطرق سيؤمن الطريق للناس. ولكن العنوان الاساسي ان استعمال القوة ممنوع، وكذلك اطلاق النار. التعاطي سيكون بحزم ولكن لن تستخدم القوة الا ضد من سيضر بالمصالح العامة ومصالح الناس. واحراق الدواليب يحدث في كل دول العالم، ولأكن منطقيا، حيث يكون الجيش لن يسمح بحرق الدواليب. ولكن الجيش غير منتشر في كل الطرق والزواريب، وعندما يحدث هذا الامر فسيأتي ليزيل الدواليب المحروقة. ان هذا الامر ليس من مهمة الجيش في الداخل، ومع ذلك سيقوم بواجبه. لكن من يعتدي على أملاك الناس من أي فريق سيوقف ويحال على القضاء، وهذا خط أحمر".

هذا الكلام الذي تماهت معه القيادة العسكرية للجيش، بدا واضحا خلال الساعات الاولى من التحرك، إذ أرادت استيعاب الوضع ميدانيا قبل اللجوء الى فتح الطرق، وهذا الموقف اعتبره بعض القيادات السياسية "غض نظر" عسكريا للقوى المعارضة وخصوصا العونية منها، في مقابل حزب "القوات اللبنانية" مع ما بين الفريقين من ذكريات أليمة. لكن أمنيين موالين لـ"قوى 14 آذار" يتفقون على ان ثمة خطاً سياسيا ارتكب في تلك اللحظات بهجوم "القوات" الكلامي والمباشر على الجيش واستخدام كلمة "تواطؤ"، الامر الذي كان يمكن ان يترك آثارا سلبية، لولا تدخل مراجع حكومية عليا، لتدارك الوضع ووقف الهجوم السياسي على الجيش خصوصا ان المؤسسة العسكرية كانت أبلغت المعنيين المباشرين، ان ثمة خطوات عليها تفاديها وأخرى ستكون لها بالمرصاد بما يتاح لها من حرية تحرك. وعلى سبيل المثال كان عدم منع الجيش قطع طريق المطار مبررا من وجهة نظره لان طريق المطار كناية عن طريقين، تلك المؤدية الى الطيونة والاخرى المؤدية الى وسط بيروت، ومنع قطع الطريقين يستلزم قوى عسكرية تتجاوز الاربعين الف جندي، وهو أمر غير عملي وليس في مقدور الجيش القيام به. علما ان مئات المنازل التي تضم المنتمين الى قوى 8 آذار تجاور طريق المطار، مما يعني استحالة ضبط حركة المتظاهرين الذين يمكن ان يرموا الاطارات حتى من شرفات منازلهم.

ولم يكن هذا البلاغ الوحيد الذي كان الجيش اطلع عليه الحكومة، اذ وضعها تفصيلا في صورة توقعاته ومعلوماته حول الخطوات المحتملة للمعارضة، والتدابير التي يمكن ان يتخذها، وبقي على اتصال دائم بالحكومة.

استخلاص نتائج الخميس

تختلف المعطيات حول الخميس، فما كان الجيش حدده قبل الثلثاء لم يعد مسموحا به بعد الخميس، ولعل احدى نتائج الخميس ان الجيش اصبحت له الكلمة الفصل في الانتشار ميدانيا في بيروت، مع العلم انه غير مكلف الامن في بيروت بل مؤازرة قوى الامن، وهذا الوضع اصبح معكوسا في الوقت الحاضر.

ولقوى الامن رؤية مختلفة فهي تعتبر انها حوربت مرارا منذ ان خرج الجيش السوري من لبنان، من خلال عدم السماح لها بتعزيز امكاناتها كي تتمكن من اداء دورها في حفظ الامن، وخصوصا عبر استهداف شعبة المعلومات فيها مما حد من حرية حركتها في الوقت الحاضر. كذلك ساهمت التطورات الاخيرة في جعلها في مركز الخط الخلفي للجيش، مع استمرار التنسيق بين قيادة الجيش والمديرية العامة لقوى الامن الداخلي وعقد اجتماعات متواصلة لمتابعة الوضع الامني ومعالجته.

كان يوم الثلثاء بمثابة "بروفا" اولية، خسر فيها ثلاثة جنرالات، بحسب سياسي مطلع، هم: الجنرال اميل لحود، والجنرال ميشال عون، والجنرال ميشال سليمان، وتقدم الدكتور سمير جعجع بالنقاط من خلال تمكنه من تقديم نفسه الفريق الاقوى مسيحيا في قوى 14 آذار بالتحرك ميدانيا "على الارض".

ولكن اذا كان ثمة اعتراف بأن ثمة خسارتين فعليتين، وإن بتفاوت، وقعتا على لحود وعون، فثمة من لا يعترف بخسارة سليمان بل "بانزعاج" ليس اكثر، في مقابل اعتراف كبير بنجاح المؤسسة العسكرية ككل في احتواء الوضع، وذلك بدليل ان الاوساط الديبلوماسية الغربية في لبنان، وفي مقدمها الاميركية، ابدت ارتياحها الكبير الى دور الجيش يومي الثلثاء والخميس، في مقابل حذر كبير من ظهور السلاح في ايدي مجموعات مدنية من فريقي المعارضة والموالاة. والمراجعة الامنية ليومي الثلثاء والخميس افضت الى نتيجة واحدة، بحسب المعلومات الامنية، وهي ان تدابير الجيش ستكون "اكثر قساوة" مما كان عليه الامر في المواجهات الاخيرة. وبدا هذا التصميم واضحا في بيان قائد الجيش الاخير حين ساوى الحجر بالسلاح.

وقد نقل الارتياح الغربي والاميركي لموقف الجيش الى افرقاء 14 آذار والمعارضين على السواء. وعزز هذا الموقف تحذير ديبلوماسي من "خطورة الوضع" عبّر عنه الممثل الشخصي للامين العام للامم المتحدة في لبنان غير بيدرسن خلال جولته على عدد من القادة السياسيين.

وهذه الخطورة تترجم تعثر الحلول الاقليمية والدولية في موضوع المحكمة الدولية. ومع اقتراب موعدي الانتخابات الرئاسية وصدور التقرير المقبل للمحقق الدولي سيرج برامرتس يبدو الوضع اللبناني مفتوحا على خطورة اكبر.

واذا كان الموعدان لا يزالان مبكرين نسبيا، فان ثمة استحقاقا قريبا يستشف منه منحى الاوضاع ويتمثل في حلول موعد العقد الاول العادي لمجلس النواب في الثلثاء الاول بعد 15 آذار المقبل، مما يعيدنا الى ساحتي رياض الصلح والشهداء.

وفي المعلومات الامنية ان الاتصالات تكثفت اخيرا بين قيادتي الجيش وقوى الامن الداخلي من جهة والمسؤولين الامنيين عن الاعتصام اي ممثلي "حزب الله" بطبيعة الحال من جهة اخرى، وذلك في محاولة لاحتواء الاحتمالات المطروحة لاحياء ذكرى 14 شباط، في المرحلة الاولى.

وبدا في الساعات الاخيرة ان ملامح الحلحلة تتقدم على غيرها، باحتمال انسحاب قوى المعارضة من ساحة الشهداء في بادرة اولية من اجل اتاحة المجال لاحياء الذكرى وتمهيدا للتقدم في اتجاه اخلاء ساحة رياض الصلح.

ولكن بما ان المحادثات المحلية تدور على وقع المفاوضات الاقليمية، وان الاتصالات السعودية – الايرانية تواجه تعثرا، تعثرت ايضا الاتصالات المحلية لاخلاء ساحة الشهداء، من دون ان يغلق الباب نهائيا في شأنها. علما ان ساحة الشهداء تشغلها القوى المعارضة المسيحية اي العونيين و"المردة"، وكان النائب العماد عون واضحا بعد توقيعه ميثاق بكركي باعلانه عدم الانسحاب من الشارع قبل تحقيق مطالب المعارضة. وهذا يعني ان الاتصالات التي يقودها "حزب الله" تتعثر حتى الان حسب مصادر امنية، بموقف عون، ويعني ايضا في الحصيلة ان ثمة تشدديين مسيحيين احدهما يمثله عون في المعارضة وآخر يمثله جعجع في الموالاة، والطرفان يتقدمان حلفاءهما، وكل من معسكره السياسي، فيما يقود "حزب الله" المفاوضات من جهة، ويوجه "المستقبل" رسائل ايجابية حول خطاب الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله في ذكرى عاشوراء.

لكن المعلومات الامنية تحدثت عن احتمالات مطروحة لاحياء ذكرى 14 شباط في مجمع "البيال"، اذا لم تنجح المفاوضات في اقناع المعارضة بالانسحاب من الشارع، على غرار ما حصل في 10 كانون الاول 2006، خلال احياء ذكرى اغتيال النائب والزميل الشهيد جبران تويني، عندما نزلت المعارضة في تظاهرة حاشدة الى وسط بيروت، في حين ابقت القوى الامنية منطقة عازلة بين مكاني الاحتفال والاعتصام.

وقد بدأت القوى الامنية بالفعل استعدادها للتمركز على الخط الفاصل بين منطقتين تمتدان من نقطة (5) الى النقطة (5 +) بحسب خريطة اعدتها المديرية العامة لقوى الامن الداخلي وتتضمن عرضا تفصيليا لمواقع انتشار المعتصمين في بيروت.

الا ان عدم الانسحاب من الشارع بحسب مصادر سياسية رفيعة يتعدى تعثر المفاوضات المتعلقة بذكرى 14 شباط، الى موضوع المحكمة الدولية.

"توازن رعب"

وفي الواقع ثمة اعتراف بسيط بأن المحكمة الدولية هي لب المشكلة، سورياً ولبنانياً، وان المفاوضات التي دارت في دمشق بين امين المجلس الاعلى للامن القومي في ايران علي لاريجاني والقيادة السورية من جهة ووفد من "حزب الله" من جهة اخرى لم تتوصل الى صيغة مقبولة للحل، مما يعني ان التجاذب، مرشح للاستمرار وهذا ما عكسه خطاب الامين العام للحزب في محاولته اعادة عقارب الساعة الى الوراء وابعاد التجاذب الداخلي الى موضوع المقاومة وتحرير شبعا، بعد تفاقم الصراع الشيعي – السني ووصوله الى ذروته، وتصاعد الحملات الهجومية على الحزب وانزاله من رتبة المقاومة الى رتبة احد عناصر الصراع المحلية البحتة. يدرك نصرالله ان "توازن الرعب" الذي انتجه يوم الخميس له انعكاساته على الساحة الداخلية. ورغم الفتاوى الدينية الشيعية والسنية، التي حرمت التقاتل يبقى شد الحبال الداخلي، ولن يرخى حاليا في انتظار بلورة مصير المحكمة الدولية.

وهذا يعني بحسب المصادر السياسية الرفيعة المستوى ان ساحة رياض الصلح لن تخلى قبل بت موضوع المحكمة الدولية سلبا او ايجابا، لأنها تعني امتلاك القدرة على تطويق مجلس النواب وعدم السماح بعقد الدورة العادية حتى لو اقتضى الامر خرقا دستوريا فاضحا، لمنع البحث في مشروع المحكمة.

التقدمي و"التيار الوطني الحر"

يعلّقان على شراء الأراضي في جزين

قال مسؤول في الحزب التقدمي الاشتراكي في بيان امس: "تعالت بعض الاصوات المعترضة على صاحب مؤسسات اقتصادية وانتاجية في جزين بحجة انه يشتري اراضي تخدم مشروع التوطين، في محاولة يائسة لتحويل الانظار عن رجل الاعمال الشهير علي تاج الدين ومشروعه المشبوه لشراء الاراضي، بما يؤدي الى انجاح مشاريع الدويلات المستقلة التي يسعى اليها بعض الاطراف السياسيين بدعم مباشر من ايران وبتمويل منها.

من هنا، نستغرب اندفاع بعض الاصوات للاعتراض على من لديه مؤسسات اقتصادية تؤمن فرص عمل للناس، والتغاضي والتعامي عن شراء مئات الآلاف من الامتار في عقارات متقاربة ومتلاصقة لامرار مشاريعه الالهية المعروفة الاهداف والمرامي.

ان هذه المزايدات الرخيصة بمبررات سخيفة تبين النقص الشديد الذي تقع فيه بعض القوى، وهو ليس غريباً عن تاريخها ودورها وأدائها".

"التيار الوطني"

بدوره، اصدر "التيار الوطني الحر" في قضاء جزين البيان الآتي: "يهم التيار ان يوضح الوقائع والادلة التي ادت الى تنظيم الاعتصام في بلدة جزين يوم الخميس في 1/2/2007، مما يسمى موظفي المدعو خليل ياسين، منعاً لاي استغلال سياسي رخيص او تحوير للحقائق في غير المنحى الحقيقي لمجريات الامور:

أولاً: اعلن التيار في اكثر من مناسبة موقفه الصريح والواضح من عملية شراء الاراضي في منطقة جزين والتي ترتسم حولها اكثر من علامة استفهام، وخصوصاً لجهة مساحة العقارات ومصدر الاموال واهداف هذه العملية في منطقة كانت ولا تزال عرضة لمخططات التوطين والتهجير على حد سواء من عملاء الامس أبطال اليوم.

ثانياً: ان اقدام المدعو خليل ياسين على طرد عماله بقرار منه هو اجراء، ولو كان صحيحاً، يشكل مخالفة للقوانين وعلى مسؤولية رب العمل، علماً ان تدبير الاعتصام بالتنسيق مع بعض الجهات السياسية المحلية المتضررة من وجود التيار الوطني في المنطقة لتأليب الموظفين المعروفي الانتماء على مواقف الاخير الداعية الى وقف عملية الشراء، سيظل مسرحية بائسة ومحاولة فاشلة لصدّ التيار عن متابعة القاء الضوء عليها، علماً ان التيار ليس مسؤولاً عن الموظفين وهو لم يشر في مواقفه أو في بياناته الى المصالح المرتبطة بلقمة عيش هؤلاء.

ثالثاً: ان استعمال الموظفين دروعاً ورهائن لا يصبّ في مصلحة المعني بهذا الموضوع، بل يؤكد الشكوك حوله ويدين مثيري النعرات وسماسرة المشاريع الخفية واصحاب العمولة والعمالة، حيث كان من الاجدى بهؤلاء الاتعاظ بتاريخ التيار ونضالاته وعضده الذي لا تلينه محاولات الابتزاز الفاضحة المعروفة تحت ستار انعاش المنطقة التي يهمنا كتيار وطني حر المحافظة عليها وعلى ابنائها وتمايزها وموقعها السياسي الوطني الطبيعي.

رابعـاً: يسأل التيار المعنيين في المنطقة على اختلاف المستويات السياسية والانمائية عن هويتهم السياسية الفعلية المتمثلة بمواقفهم المريبة والمتناقضة مع الموقف الوطني الواجب اتخاذه امام هذا الواقع المستجد في المنطقة، وخصوصا في ظل استمرار التغطية لعملية الشراء عبر خلق مبررات متنوعة لتضليل الجزينيين عن قضايا منطقتهم.

خامساً: يضع التيار جميع الفاعليات السياسية والمحلية وجميع المواطنين امام مسؤولياتهم الوطنية والسياسية والتاريخية لئلا نندم في المستقبل".

 

 

حلحلة إيرانية وإيجابيات تناقض السلبية السورية /دمشق تتنازل في كل الملفات ... إلا لبنان

كتب بيار عطاالله: النهار

ينقل العائدون من العاصمة الفرنسية هذه الايام صورتين متناقضتين للوضع اللبناني. الاولى ايجابية استنادا الى الدعم الدولي غير المسبوق الذي حصل عليه لبنان خلال مؤتمر باريس 3 ، بفضل الجهد الكبير لصديق لبنان الرئيس جاك شيراك. اما الصورة الثانية فسلبية، وذلك استنادا الى جملة معطيات منها ان الرئاسة الاولى في فرنسا تدخل تدريجا في مرحلتها النهائية استعدادا للانتخابات الرئاسية التي ينطلق قطارها خلال شهرين في كل انحاء فرنسا، ومعها تتحول الرئاسة الفرنسية الى ادارة الملفات على المستوى الوطني الفرنسي وعلى صعيد كل الملفات الخارجية المرتبطة بالمصالح الفرنسية في العالم. ومنها الملف اللبناني، الذي وان كان يحظى بعناية خاصة من الرئاسة الفرنسية، الحالية، الا انه فقد لا يكون كذلك مع الرئيس الجديد ايا تكن هويته، حتى لو كان مرشح اليمين الابرز نيكولا ساركوزي، الذي تشير اكثر المعلومات الى انه لن يضع في سلم اولوياته ملف لبنان والشرق الاوسط بل سيعهد فيه الى الادارة الاميركية والاتحاد الاوروبي بدرجة ثانية. وقد يخفض درجة التورط الفرنسي في دعم القضية اللبنانية الى مستويات ادنى من تلك التي اولاها الرئيس جاك شيراك، رغم الاجتماع الناجح جدا الذي عقد بين ساركوزي وقطب الاكثرية البرلمانية اللبنانية رئيس "اللقاء الديموقراطي" وليد جنبلاط، وادى الى ترميم العلاقة بين الجانبين واعادة اطلاقها على قاعدة من التفاهم الواضح، التي وان كانت لا تعادل العلاقة مع الرئيس شيراك الا انها تؤسس لمستقبل مثمر مع ابرز مرشحي اليمين الفرنسي. وبذلك تكون الاكثرية اللبنانية قد فتحت خطوط تفاهم وتواصل مع مرشحي اليمين واليسار الفرنسيين للرئاسة .

الاوجه السلبية الاخرى التي ينقلها العائدون من العاصمة الفرنسية تتصل بجملة معلومات منها، اولا: ان القيادة السورية ابلغت كل من يعنيه الامر انها مستعدة للتعاون في كل المجالات وملفات الشرق الاوسط الملتهبة من اسرائيل الى العراق وفلسطين، بدليل ما نشر عن الحوار الاسرائيلي - السوري وما تبدى من رغبة سورية عارمة في السلام مع اسرائيل، الى استضافة اللقاء بين رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس والقيادي في حركة "حماس" خالد مشعل في قلب العاصمة السورية. كما ان دمشق بادرت الى التعاون لحلحلة ملف "المقاومة العراقية" من خلال رعاية قيادة جديدة للبعث العراقي بديلا من قيادة عزت الدوري الذي يقود مقاومة حزب البعث الصلبة ضد الاميركيين في العراق.

لكن دمشق ابلغت من يعنيهم الامر ان هذا التعاون لا ينطبق على الملف اللبناني، حيث لم تعرب القيادة السورية عن موافقتها على جملة امور تساهم في حلحلة الوضع اللبناني وفي مقدمها المحكمة الدولية التي اعلنت انها لا تعنيها من قريب ولا من بعيد. وهذا ما يصح ايضا على موضوع تحركات "المعارضة" وتجزم المعلومات من العاصمة الفرنسية ان الوضع في لبنان يتجه الى المزيد من الازمات وبأوجه مختلفة، من الان وحتى موعد انتخابات الرئاسة، ومن كبرى هذه الازمات قضية الفراغ على مستوى الرئاسة الاولى، نتيجة تحليل يرى ان القيادة السورية لن تسمح بانتخاب رئيس بواسطة هذا المجلس الذي تسيطر عليه الاكثرية المناوئة لها. وان نقاشا كبيرا سيتصاعد تدريجا حول الالية القانونية لانتخاب رئيس جديد للجمهورية بين الاكثرية البرلمانية والمعارضة، اضافة الى الملفات الاخرى التي تأخذ عناوين عدة مثل المشاركة والمحكمة الدولية والقرار 1701 حيث يكاد الخلاف ان يشمل كل الامور والمسائل.

ويشير العائدون الى تقارير عن بوادر تباين سوري - ايراني في الكثير من الملفات، خصوصا ان طهران لا تريد خسارة الوضعية المعنوية الكبيرة والهالة التي يمثلها حضور "حزب الله" ومقاومته على مستوى العالم العربي والاسلامي، والامور في لبنان بالنسبة الى الايرانيين هي غيرها في العراق، حيث غالبية السكان شيعة والحدود مشتركة مع بغداد. لذلك تحركت الديبلوماسية الايرانية لاداء دور ايجابي ومهم جدا في دعم مؤتمر باريس 3، من اجل فك الحصار عن بيروت وفتح الطريق الى مطارها الدولي. وتؤكد المعلومات الواردة من العاصمة الفرنسية ان قرار الادارة الفرنسية ارسال مبعوث الى طهران كان نتيجة استعداد الفرنسيين لبدء حوار ايجابي مع الايرانيين يشمل امورا عدة في مقدمها الملف النووي والعلاقات مع الاتحاد الاوروبي وغيرها، في مواجهة دور سوري تحريضي لبعض الاطراف في لبنان من اجل حضهم على تصعيد تحركاتهم وفرط الوضع اللبناني بالكامل والتلويح برئيسين للجمهورية وحكومتين، وباستمرار الفوضى الى حين الاستجابة لمطالب المعارضة. المعلومات من العاصمة الفرنسية تؤكد ان المظلة الدولية على جنوب لبنان والدعم الكبير الذي تحقق في باريس 3 مؤشر الى الاهمية القصوى التي يوليها المجتمع الدولي للوضع اللبناني وعلى من يسعون الى السلبية في لبنان ان يدركوا ان الحماية الدولية قد تمتد من الجنوب الى كل لبنان.

 

كم أتمنى أن أكون مخطئاً

علي حماده

كم هو حلو طعم التهدئة عندما يطل برأسه، وكم هي جميلة ملامح الحكمة عندما تبدأ بالتغلغل في الرؤوس الحامية !

يمكن هذا التعليق ان يصح لو أن المصعّدين ينتهجون اليوم شيئاً من العقلنة، اقله في الجانب اللفظي، على نحو ما فعل السيد حسن نصرالله في خطاب عاشوراء الاخير. وكذلك مع بدء عودة بعض "الدفء" الى العلاقات بين رئيس مجلس النواب نبيه بري والاستقلاليين المدافعين عن الشرعية والنظام اللبناني.

كان يمكن ان تشهد نفوس اللبنانيين الخائفين على مستقبل وطنهم قليلاً من التعزية في هذه الهدنة التي حلت مكان "بدايات الحرب الاهلية" التي شهدها لبنان خلال الاسبوع الانقلابي الاسود الذي لم يوفر منطقة ولا جهة الا اقحمها في دوامة عنف تعاظمت مع مرور الساعات لتؤكد مرة جديدة للجميع وبالتحديد للجهة الممتلكة قوة كاسحة في السلاح (حتى اليوم) ان لبنان هو بلد التوازنات الدقيقة، والتسويات الممكنة، والمواثيق البناءة بغموضها التاريخي. واكدت مرة جديدة كم هي كبيرة الحاجة الى عقلانيين وليس الى انقلابيين في بلد لا يحب لا الانقلابات، ولا الغلبة اللاعاقلة التي لا شأن لها سوى اخذ الجميع الى التهكلة. من من شك في ان التهلكة التي تصيب الجميع في هذه الحالة لا يمكن ان توفر القوي، او المعتد بقوة فئوية غير جامعة. فهي تطحن القوي قبل الضعيف، لانه ممنوع في لبنان، الواقف على خط فصل بين قوى اقليمية متناحرة او الواقف على تماس مع حروب اهلية دموية، ان تنتقل السلطة والحكم من معادلة التوازن والتسوية والتماس البارد، الى معادلة الغلبة الفئوية الضيقة والمعزولة، والى التماس الحار المنفلت من كل الضوابط.

في لبنان، يستطيع نظام"ولاية الفقيه" ان يلعب على المذهبية، وان يرش المال على الحشد المؤدلج والمؤمن، وكذلك على الحالات الانتهازية الرخيصة. وستطيع ان يورد سلاحاً الى ما لا نهاية الى تابعيه، ولكن النظام هذا لا يمكن ان يخترق بنية شديدة التعقيد بتعدديتها، وهواجس مجموعاتها وعقدها التاريخية التي لا تحل لا بالمال ولا بالسلاح، وبالتأكيد لا تحل بهيمنة مذهبية تدعي انها تنبذ الطائفية!

في لبنان تاريخياً تدور الدائرة، ويعود الجميع ولا سيما اصحاب الرؤوس الحامية ليكتشفوا من حسابهم، وخصوصاً من حساب الوطن، ان القوة الصافية غير ذات جدوى، وان الانتصارات الخارجية او ادعاءها لا تعني بالضرورة تحقيق انتصارات داخلية. من هنا كان رسم "حزب ولاية الفقيه" في لبنان صورة حرب تموز الاخيرة على انها "انتصار تاريخي" على العدو امراً مشكوكاً فيه، وخصوصاً ان آليات المحاسبة السياسية قائمة في اسرائيل بينما تصطدم في لبنان بجدار "معصومية" مفترضة عند بعضهم يريد فرضها بالقوة حتى على غير مريديه او حشده. هذا امر محال. وسيجد الحزب المذكور وقادته ان الارض هي غير "سمائهم" المتخيلة.

ان العودة الى شيء من العقلنة وسبر اغوار الحل المنطقي المعقول في اطار القبول بعصر الاستقلال اللبناني الثاني كمعطى لن يغيره مال السيد علي خامنئي ولا سلاحه، ولا عقد الرئيس بشار الاسد التاريخية، يمكن ان يشكلا نقطة تحوّل في الازمة اللبنانية... وان كنا نميل الى الاعتقاد ان التهدئة واهية، وان الهجوم على الاستقلال والصيغة والنظام سيعاود قريباً. وان "حزب ولاية الفقيه" يعجز حتى الآن عن اكتشاف طريق ثالثة غير الانتصار او الانتحار.

كم اتمنى أن اكون مخطئاً.