المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم الإثنين 6/2/2006

صار حجر الزازية حجر رذله الناؤون

 

الاعتداءات شملت كنيسة مار مارون والقوى الامنية لزمت الدفاع عن النفس

الأشرفيــة "دار حــرب" من التباريس الى العكاوي: قتيل و28 جريحاً

المتظاهرون أحرقوا مكتباً لسفارة الدانمارك ودمروا ما صادفهم

كتب عباس الصباغ: النهار 6/2/2006

تحولت المنطقة الممتدة من التباريس الى محيط مقر وزارة الخارجية في نزلة العكاوي مرورا بشارع مار نقولا ومحيطه "دار حرب" امس، في مناسبة تظاهرة الاحتجاج على الرسوم الكاريكاتورية التي نشرتها صحيفة في الدانمارك وتبعتها صحف اخرى في اوروبا. وهي كانت في الحقيقة حربا من طرف واحد، فالاهالي لزموا منازلهم واقفلوا ابوابها بإحكام  فيما بدت القوى الامنية في حال دفاع مضن عن النفس امام جحافل فوضوية دمّرت كل ما صادفت في طريقها من سيارات ومتاجر على وقع هتافات دينية شديدة الغضب والصخب. ولكن صودف ان ابناء رعية كنيسة مار مارون كانوا يشاركون في قداس الاحد عندما اخذ المتظاهرون يحطمون نوافذها بالاحجار والعصي، فساد المحلة توتر كبير. ولم يحل بعد الظهر قبل ان يكونوا قد احرقوا المبنى الذي يضم المكتب الاداري التابع للسفارة الدانماركية في دمشق، ولم يتمكنوا من احراق المكتب نفسه لانه كان محكم الاقفال او انهم اضاعوا هدفهم. علما ان عدد الموظفين فيه يقتصر على سيدة لبنانية من آل حرب ومتزوجة من دانماركي.

المتظاهرون الذين لم تعرف شوارع الاشرفية مثيلا لاشكالهم، الى درجة يخال الناظر اليهم انهم آتون من تظاهرات "حماس" في غزة او التنظيمات الاصولية في المخيمات جابوا طويلا الزواريب والطرق المتفرعة من جادة شارل مالك، بعدما اخترقوا الحواجز الحديدية التي اقامتها القوى الامنية لمنعهم من التقدم.

وهي حاولت من دون جدوى تفادي الصدام مع المتظاهرين الذين قدر عددهم بنحو 30 الفا لبوا دعوة "الحملة العالمية لمواجهة الاساءات الدانماركية"، واحتشدوا في منطقة التباريس – الاشرفية اعتبارا من العاشرة قبل الظهر، يتقدمهم عدد من المشايخ من دار الافتاء، و"الجماعة الاسلامية" (التي اعلنت لاحقا انسحابها من التظاهرة)، و"حركة التوحيد الاسلامي" و"حزب التحرير"، وما سمي بـ"الجماعة السلفية في لبنان"، وغيرها من الجماعات الاسلامية، اضافة الى حشد من الشبان الغاضبين الذين توافدوا من مختلف المناطق اللبنانية وخصوصا من البقاع والشمال وبيروت، وحملوا اعلاما خضراء وسوداء كتب عليها: "لا اله الا الله، محمد رسول الله"، وعصبوا رؤوسهم برايات سوداء حملت شعارات: "فداك يا رسول"، "لبيك يا رسول".

بداية المواجهة

فيما كانت الحشود تتوالى الى مكان التجمع، كان عدد من المشايخ ومنظمي التظاهرة يتفاوضون مع القوى الامنية التي اقامت الحواجز الحديدية امام مبنى القنصلية، من اجل السماح لهم بالوصول اليها، وبعد فشل المفاوضات اقتحم عدد من الشبان تلك الحواجز، مما دفع القوى الامنية الى اطلاق النار في الهواء ومن ثم استخدام القنابل المسيلة للدموع لتفريقهم لكنها لم تفلح، فتراجعت امام زحفهم المتواصل، وعجز رجال الدفاع المدني عن صدهم باستخدام خراطيم المياه، واضطروا الى ترك آليات الاطفاء بعدما هاجمها المتظاهرون بالحجارة ثم استولوا على خمس منها، وهاجموا سيارات تابعة لقوى الامن الداخلي بالحجارة وحطموها مستخدمين العصي والآلات الحادة. ثم اضرموا النار فيها، كذلك احرقوا سيارة "جيب" للجيش.

"الغزوة الكبرى"

لم يكتف المتظاهرون بالغنائم التي استولوا عليها "موقتا" فواصلوا زحفهم في اتجاه مبنى المكتب التمثيلي الذي بحثوا عنه طويلا وكان سؤالهم الدائم: "وين السفارة؟"، وعندما يرشدهم البعض الى المبنى كانوا يردون: "اكيد هونيك؟ بحثنا في كل مكان ولم نجدها"، لتعلوا مجددا صيحات التكبير، وهتافات "لبيك يا رسول"، وتسير الحشود في اتجاه الهدف المنشود، محطمة في دربها واجهات الكنائس والمباني والمتاجر وكذلك السيارات المتوقفة على الطرق الفرعية. وبالهرج والمرج وصلوا الى المبنى حيث المكتب التابع لسفارة الدانمارك، وعلى وقع صيحات "لبيك يا رسول"، اخذوا يحطمون واجهات المبنى الزجاجية بالعصي والآلات الحادة والحجارة. وحمل شبان السلالم التي استولوا عليها من آليات الاطفاء وصعدوا بها الى الطبقة الثانية في المبنى الذي يضم مكاتب لشركات تجارية واعلانية واخذوا يلقون محتوياتها الى الارض، ومنها اجهزة كومبيوتر وملفات ومستندات، ثم اضرموا النار في المبنى. والقى بعض المتظاهرين مفرقعات نارية فيما كان زجاج النوافذ يتطاير بسبب شدة الاشتعال. وتاه احدهم في المبنى ويدعى خضر محمد الحاج (مواليد 1989) مما ادى الى اغمائه، ولم يعثر عليه الا بعد رحيل رفاقه، فنقل الى المستشفى وما لبث ان فارق الحياة.

وبعد نحو عشرين دقيقة انتقل بعض المتظاهرين الى المبنى المجاور للمكتب وحطموا واجهاته الزجاجية وحاولوا الصعود اليه، فتصدى لهم احد سكانه، وحاول افهامهم ان لا سفارة ولا قنصلية فيه، وما لبث ان اجهش في البكاء وصرخ: "ما في الا اطفال ومدنيين بالبناية (...)". وبعد لحظات هرع رجل الى المبنى وحمل اطفاله وغادر مسرعا. وعلت هتافات: "هون في قنصلية"، وتوجه عدد من الشبان الى المبنى الملاصق (التابع لمبنى التباريس) واضرموا النار فيه بعدما القوا بمحتويات المكاتب الى الارض، وحمل بعضهم اجهزة كمبيوتر من احدى الطبقات، ثم علا صراخ ان هناك مدنيين محاصرين في ا حدى الطبقات، فتوجه عدد من "ابطال الشغب" الى سيارة الاطفاء وحاولوا مد الخراطيم من اجل اطفاء الحريق الذي اشعلوه وسط دعوات المشايخ التهدئة، ولكن من غير جدوى، الى ان حضر رجال الدفاع المدني وعملوا على اخماد الحرائق.

وبعدما اطمأن الشبان المتظاهرون الى تحقيق غاياتهم بدأوا بالتراجع الى نقطة الانطلاق قرب جسر فؤاد شهاب، وبدأت عناصر القوى الامنية والجيش باستعادة السيطرة على المنطقة وسط ذهول الاهالي الذين صدموا بحجم الاضرار التي اصابت ممتلكاتهم وسياراتهم عدا الاعتداء على الكنائس.

الانتصار

وبعد نحو ساعتين انهى المتظاهرون مهمتهم "بنجاح كبير"، اذ تمكنوا  من احراق المكتب الاداري لسفارة الدانمارك، تماماً كما فعل بعضهم في دمشق قبل يومين، لكنهم تفوقوا عليهم في الاعتداء على الاملاك العامة والخاصة ودور العبادة. وعلق احد المتظاهرين، وهو من طرابلس ورفض الكشف عن اسمه: "شاركت في اضرام النار في القنصلية (المكتب) لانهم (الدانماركيون) اعتدوا على كرامة الرسول والاسلام، واضطررنا للقيام بذلك لان القوى الامنية لم تسمح لنا بالوصول الى القنصلية". اما رفيقه الذي يضع شارة "الانضباط" على كتفه فقال: "ثأرنا للرسول الذي نفديه بدمنا. جئنا من البقاع للتعبير عن التضامن مع الحملة الوطنية للدفاع عن النبي محمد"، ووقف الى جانبه امام "مسجد الدعوة" التابع لدار الافتاء الشيخ عمر زكريا الذي حاول استعادة احد الموقوفين من القوى الامنية، ومن ثم تبين انه من الجنسية السورية واسمه خلدون الزعبي، فتركه وقال: "يلا يا شباب، الاعتصام انتهى، خلص دوركم". وكان حاول خلال التظاهرة منع اقتحام المباني واضرام النار فيها، من دون جدوى. واصيب في المواجهات 28 بين متظاهرين ورجال أمن نقلتهم سيارات الاسعاف التابعة لـ"الاسعاف الشعبي" والصليب الاحمر اللبنانية الى المستشفيات.

 

خططوا مسبقاً لجر المتظاهرين إلى صدام

الموقوفون 76 سورياً و35 فلسطينياً و38 لبنانياً و25 بدوياً جميعهم أصوليون

النهار 6/2/2006-قال مصدر أمني ليل أمس ان عدد الموقوفين المتهمين باثارة اعمال العنف من خلال الاندساس بين المتظاهرين بلغ ليلاً 174 موزعين على الجنسيات الآتية: 76 سورياً و38 لبنانياً و35 فلسطينياً و25 بدوياً من دون جنسية. وأكد المصدر ان التحقيقات الاولية مع الموقوفين بينت انهم "من المجموعات الاصولية السورية والفلسطينية، وقد حضروا لاعمال العنف وخططوا لها قبل ان ينضموا الى المتظاهرين الذين كانوا يحاولون التعبير عن ارائهم في شكل سلمي، ثم عملوا على الاحتكاك بالقوى الامنية من اجل جر المتظاهرين الى المواجهة مع القوى الامنية التي التقطت قيادتها الاهداف المرسومة مسبقاً، فعملت على التعامل بتعقل وبعد نظر مع المتظاهرين والمشاغبين من اجل تفويت الفرصة على المخططين للفتنة. وعملت القوى الامنية لاحقاً على توقيف عدد غير يسير من الاشخاص المشتبه في ضلوعهم في اعمال عنف على الطرق بعيداً عن منطقة المواجهات في الاشرفية". وحدد المصدر الامني الخسائر الناجمة عن اعمال الشغب والاعمال العنفية بتضرر 50 سيارة و340 متجراً واحتراق مبنى "اللايد بنك" وتفكيك الارصفة في المنطقة التي شهدت المواجهات. وعلمت "النهار" ان المدعي العام التمييزي القاضي سعيد ميرزا جال برفقة المدعي العام في بيروت جوزف معماري على المراكز الامنية التي اوقف فيها المشبوهون، في الجميزة وبولفار كميل شمعون وثكنة الحلو، واستجوابهم فيها. كما استجوب مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي جان فهد كل الموقوفين لدى النيابة العامة العسكرية لتعرضهم للآليات العسكرية وذلك في اماكن توقيفهم. وليلا اصدرت شعبة العلاقات العامة في قوى الامن الداخلي بيانا جاء فيه: "بتاريخ 5/2/2006 وعلى اثر دعوة بعض القوى الى التجمع والتظاهر في منطقة الاشرفية، امام مبنى القنصلية الدانماركية احتجاجا على الاساءات التي اقدمت عليها صحيفة دانماركية عن الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم)، تجمع صباحا عدد كبير من المتظاهرين اطلق بعضهم هتافات منددة بما حصل، فيما لجأ بعض المندسين الى رمي رجال قوى الامن الداخلي بالحجارة والعصي والقاذورات كما عمدوا الى تحطيم بعض السيارات وتكسير بعض المحلات ونهبها والى اطلاق عيارات نارية من مسدسات حربية.

بعد ذلك عمد المتظاهرون الى محاولة خرق السد الامني مما اضطر القوى الامنية الى استخدام القذائف الدخانية، وفي ما بعد حشد المتظاهرون اعدادا ضخمة وتمكنوا من تكسير عدد من سيارات قوى الامن الداخلي والسيطرة على بعض سيارات الدفاع المدني واعادوا مهاجمة السد الامني بأعداد ضخمة، ولما كانت الاوامر صارمة بعدم اطلاق النار، تمكن المتظاهرون من دخول مبنى القنصلية واحراقه.

ادت هذه العملية الى جرح عدد من رجال قوى الامن الداخلي والمواطنين وتمكنت قوى الامن الداخلي من توقيف عدد من الذين شاركوا في اعمال الشغب، وهم من جنسيات لبنانية وفلسطينية وسورية، بلغ عددهم الى المساء 174 موقوفا، منهم 76 سوريا، 35 فلسطينيا، 38 لبنانيا و25 من دون جنسية، كما سجل سقوط قتيل نتيجة الاختناق وجرح 22 مدنيا بينما اصيب 19 عنصرا من قوى الامن الداخلي بجروح مختلفة.

وتضررت 8 آليات لقوى الامن الداخلي، 8 سيارات اطفاء، 50 سيارة مدنية، ونحو 40 محلا تجاريا. وبوشر التحقيق باشراف القضاء العسكري". واصدرت مديرية التوجيه في قيادة الجيش بيانا جاء فيه: "على اثر اعمال الشغب التي قام بها مندسون في التظاهرة أوقفت قوى الجيش مئة عنصر من المشاركين في التحريض وأعمال الشغب والتعدي، ويجري التحقيق معهم والعمل متواصل للتقصي عن الفاعلين الآخرين لملاحقتهم واتخاذ الاجراءات القانونية في حقهم".

وأصدرت قيادة فوج اطفاء مدينة بيروت بيانا جاء فيه: “اثناء تنفيذ مهمة تأمين بمناسبة اقامة مسيرة احتجاج في اتجاه القنصلية الدانماركية في محلة الاشرفية – التباريس بالتعاون مع القوى الامنية، بدأ المتظاهرون برمي الحجارة واصابع الديناميت فجأة في اتجاه القوى الامنية فصدرت الاوامر الى فوج الاطفاء بتفريق المتظاهرين بواسطة خراطيم المياه، لكن الجموع الغفيرة استطاعت تجاوز هذه القوى ووصلت الى آليات الفوج واستولت عليها وعملت على نهب كل معداتها، ثم تابعت سيرها الى مبنى السفارة المذكورة وأحرقته اضافة الى مبنى مجاور. واصيب للفوج ثمانية اطفائيين بجروح مختلفة نقلوا الى المستشفيات للمعالجة، واصابة بعضهم خطرة، وهم الرقيبان محمد غزاوي وسامر الغول، والعرفاء منير الدرزي وأحمد الحلبي ومازن قباني ودرويش برجاوي ومصطفى منصور ومحمد هدبا. كما تضررت 8 آليات للفوج في شكل كبير. ورغم ذلك عملت قوى الاطفاء على اخماد وحصر الحرائق في المبنيين المذكورين حائلة دون امتداد النيران الى الاماكن والابنية المجاورة والمكتظة بالسكان".

وأصدر فرع التوجيه والاعلام والعلاقات العامة في المديرية العامة لأمن الدولة بيانا جاء فيه: “بتاريخ الاحد 5/2/2006، وأثناء التظاهرة امام القنصلية الدانماركية في الاشرفية تمكن عناصر مديرية بيروت الاقليمية التابعة للمديرية العامة لأمن الدولة من توقيف ثلاثة عشر شخصا من المندسين للقيام بتحريك أعمال الشغب والتخريب ضد دور العبادة والمنشآت والممتلكات العامة والخاصة وهم كل من:

السوريين: أح – ع م – ص ح – ج ع – ع غ – ف ع – خ ز – ع غ.

اللبنانيين: ب ح – و ش – ش أ – هـ م – ح ع.

وبناء لاشارة النيابة العامة العسكرية في بيروت تم تسليمهم الى مديرية المخابرات في الجيش".

 

أهالي الكحالة والجوار قطعوا الطريق والجيش رافق متظاهرين إلى ضهر البيدر

الكحالة – من رمزي مشرّفيّة: النهار 6/2/2006

اعتصم اهالي بلدة الكحالة (عاليه) وبعض القرى والبلدات المجاورة قرب كنيسة مار انطونيوس البدواني المارونية على الطريق الدولية، استنكارا للاعتداء على كنيسة مار مارون –الجميزة ومختلف الاعتداءات التي تسبب بها المتظاهرون في منطقة الأشرفية. فقطعوا الطريق واشعلوا الاطارات عند مدخلي البلدة.

واستنفر الجيش قوّاته في المنطقة، واستقدم ناقلات جند وانتشرت عناصره عند مفترقات الطرق، في محاولة لتطويق أي إشكالٍ وتهدئة الأوضاع. وعمدت اخرى، تؤازرها عناصر من قوى الامن الداخلي، الى اقامة حواجز قطعت بها الطريق عند منطقة الجمهور وحوّلت خط السير عبر بسوس – الودايا – عاليه. كذلك، تولّت تجميع سيارات المتظاهرين العائدة من بيروت الى البقاع ومرافقتها الى منطقة ضهر البيدر، تجنباً لاي احتكاك بينها وبين أهالي الكحالة. وحضر رئيس بلدية الكحالة سهيل بجاني الى مكان الاعتصام، يرافقه عددٍ من فاعليات البلدة، وعمل على تهدئة الأهالي. وقال ان "احتجاج الأهالي جاء عفوياً، من دون اي تحضيرٍ مسبق". ونوّه "بدور الجيش الذي اكد انه اب لجميع اللبنانيين"، مشيرا الى ان "المقصود هو جرنا الى فتنة. وهذا ما تمكنا من معالجته بروية". وبعدما تفرق المعتصمون قرعت اجراس الكنيسة، فعلا التصفيق والهتافات. من جهة أُخرى، توافرت معلومات للأجهزة الأمنية عن احتمال توجّه مجموعات من مخيم عين الحلوة في صيدا الى بيروت للمشاركة في التظاهرة، فأقامت عناصر من الجيش حاجزا، متخذة تدابير أمنية على أوتوستراد خلدة في اتجاه بيروت، ومدققة في اوراق السيارات العابرة، ممّا أدى الى إزدحام خانق.

 

مطرانية بيروت للموارنة تدعو الى "وأد الفتنة": على المقصرين تحمل مسؤولية تقصيرهم

النهار 6/2/2006-استنكرت امانة سر مطرانية بيروت للموارنة "الاعتداء على كنيسة مار مارون للموارنة في الجميزة"، معتبرة ان "هذا الاعتداء ليس مقبولا وليس مبررا اطلاقا". ودعت الى "وأد الفتنة وصون الوحدة بين اللبنانيين والتفافهم حول وطنهم ودولتهم".

أصدرت أمانة سر المطرانية البيان الآتي:

خلال تظاهرة هذا الصباح في بيروت استنكارا لمس مشاعر اخواننا المسلمين في بلد اوروبي بعيد، وقع اعتداء مستهجن ومستنكر على كنيسة مار مارون – الجميزة. وكان الكرسي الرسولي في الفاتيكان ندد امس (اول من امس) بسوء استعمال الحرية والمس بمشاعر الاديان واهلها، معبرا بذلك عن مواقف جميع المسيحيين في العالم وبخاصة في لبنان. لذلك كان هذا الاعتداء غير مقبول وغير مبرر اطلاقا "وبخاصة لان ما قام به بعض الأوروبيين لم يكن ليمثل ارادة المسيحيين، ولا رأيهم، ولا مواقفهم، مما يثبت القاعدة الذهبية القائلة: "لا تزر وازرة وزر اخرى".

كنا نأمل من المسؤولين عن امن الناس ومواكبة التظاهرة ان يتحوطوا للأمر اكثر، لان الناس في جوار الكنيسة واحياء كثيرة من الاشرفية وجدوا انفسهم من دون مأمن في حين انهم أوكلوا امرهم الى الدولة في هذا المجال في صورة تامة ونهائية.

وكنا نأمل ايضا في ان تكون الكنيسة، لا في حماية الدولة فحسب، انما ايضا في حماية المتظاهرين انفسهم، لان بيوت الله واحدة ترفع كلها باسمه، ولا يجوز التعرض لها اطلاقا. وفي المناسبة، ندعو الى وأد الفتنة، وصون الوحدة بين اللبنانيين والتفافهم حول وطنهم ودولتهم، على ان يتحمل المقصرون مسؤولية تقصيرهم والفاعلون مسؤولية فعلهم ليعود الى الوطن اطمئنانه وسلامته وتنفتح امامه كل ابواب المستقبل.

واننا اذ نشكر رئيس الجمهورية اميل لحود لاتصاله بدار المطرانية ورئيس الحكومة فؤاد السنيورة لحضوره وتأكيده ان مجلس الوزراء سيجتمع استثنائيا هذا المساء، نأمل في نجاح مساعيهم في هذا المجال، شاكرين جميع الذين زاروا دار المطرانية والذين اتصلوا بها، راجين ان تمر المحنة بسلام".

 

زرعت ثلاث أرزات بأسمائهم في "وادي الشهداء"

"رابطة سيدة إيليج" في ميفوق كرّمت ذكرى جبران تويني ورفيقيه

النهار 6/2/2006- اقامت "رابطة سيدة ايليج" قداسا في مزار سيدة ايليج في ميفوق – قضاء جبيل في ذكرى اربعين استشهاد النائب والزميل الشهيد جبران تويني ورفيقيه نقولا فلوطي واندره مراد، احتفل به خادم رعية سيدة إيليج الاب انطوان دكاش وخادم رعية مار متر للروم الأرثوذكس في الاشرفية الأب ديمتري خوري، في حضور أرملة الشهيد مراد واهله وحشد من أصدقاء عائلات الشهداء.

وألقى الأب دكاش كلمة جاء فيها: "في هذه المرحلة يتمخض لبنان كي يخلق من جديد، وبما أن المخاض عسير فهو يطلب من شبابنا أن يبقوا ابطالا كي يحملوه على اكتافهم، لأن بناء الاوطان يتطلب سواعد واكتاف رجال ابطال. وفي هذا الوقت تحديدا، يحصل تحطيم في بنايات وشوارع وسيارات، مما لا يخدم مصلحة الوطن، ونحن نصلي". وأضاف: "اليوم نزرع ارزات باسم الشهداء جبران تويني واندره مراد ونقولا فلوطي في هذا الوادي المقدس، لنضيف هذه القافلة الى قافلة شهداء الماضي، ونحمل في قلبنا الغفران ونتطلع نحو وطن جديد. ولا مرة كنا في المسيحية جماعة الكمية. وإنساننا يعرف ان يحتضن الشهداء. أما ما يحصل اليوم، فهو ضد المستقبل والشهادة والحضانة ولا يليق بنا. نحن اليوم لا نزرع شجرة وجذراً وأغصانا، انما نزرع كرامة شعب استشهد في سبيله جبران واندره ونقولا. قَسَم جبران نجسده اليوم بهذه الارزات. لبنان لا يصنعه اقزام وهمجيون، بل ارادات اطفاله وطموحات شبابه ودموع الامهات وشهادة الابطال التي تبني الاوطان". من جهته، قال الخوري خوري: "تعلمنا أن من لا يموت من أجل قضية صادقة، فلا قيمة له. هكذا علمنا الرب، علمنا انه بالشهادة يبنى كل شيء، يبنى الإنسان والعائلة والمجتمع والوطن."

ثم كانت كلمة لرئيس الرابطة الياس الحويك الذي أكد ان "هذا اللقاء هو لحظة وفاء للقضية التي استشهد في سبيلها جبران ورفيقاه"، مؤكدا "اننا لن ننسى الذين لم ينسونا، وعلينا أن نشبك الأيدي لنكون العائلة الكبيرة لشهدائنا". ثم غرس الحضور ثلاث شجرات ارز في غابة الشهداء في جوار مزار سيدة ايليج، وزاروا المدافن، حيث وضعت ارملة مراد وشقيقه اكاليل غار على اضرحة الشهداء. وتليت صلاة البخور وانشدت تراتيل. وتسلمت عائلة مراد والاب خوري هدايا تذكارية ولوحات من الرابطة تخليدا للذكرى.

 

لقاء لجمعيات وشخصيات اسلامية يستنكر "الترويج لفتنة مذهبية"

النهار 6/2/2006- نظم "لقاء الجمعيات والشخصيات الاسلامية" و"المجلس الاسلامي الوطني" و"جمعية حلقات الفكر والدراسات الاسلامية"، لقاء في قصر الاونيسكو مساء اول من امس، تحت عنوان "وحدة كلمة المسلمين"، في ذكرى الامام الحسين بن علي، حضره ممثلون لمفتي الجمهورية ورئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى وشيخ عقل الطائفة الدرزية ورئيس مجلس النواب. وحضر وزير الخارجية فوزي صلوخ والرئيسان سليم الحص ورشيد الصلح، والدكتور محمد مجذوب رئيس المنتدى القومي العربي ورئيس مركز بيروت الوطني ومنسق المنتدى الاقتصادي العربي زهير الخطيب ورئيسة "ندوة الابداع" سلوى الامين وعدد من النواب السابقين والمشايخ والفاعليات. تحدث في اللقاء الدكتور وجيه فانوس ومما قاله: “(...) يسعى طواغيت كربلاء هذا الزمن، بقصر نظرهم وحقدهم وغرورهم، الى ما يعتقدونه محاصرة للاسلام والمسلمين". وقال الشيخ عبد المجيد عمار ان "اجتماعنا اليوم هو خطوة أساس في مسيرة وحدتنا الاسلامية".

والقى الشاعر محمد شهاب الدين العربي قصيدة بعنوان "امام الشهداء". وأما كلمة المنظمين فألقاها الحاج عمر عبد القادر غندور وفيها: “اعداؤنا لا يفرقون بين شيعي وسني، بل يريدون للمسلمين ان يصبحوا غرضا ينال منه ويرمى وان نغدو اشتاتا متفرقين". ثم القى غازي مراد قصيدة. وتحدث باسم المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ أسد الله الحرشي فقال: "عاشوراء او كربلاء (...) تنبض بحركة ثابتة فينا متجذرة في قلوبنا،  هي ماض لنا يجب ان نستوعبه لان الانسان لا يتقوم الا بقدر ما يستوعب من ماضيه ويتأصل فيه ليكون كالشجرة الشامخة في السماء والمتجذر أصلها في أعماق الارض تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها".

وقال ممثل مفتي الجمهورية قاضي صور الشيخ محمد دالي: "(...) تريد اميركا اليوم ان تستبدل معاهدة سايكس بيكو بمعاهدة أسوأ منها غايتها ضرب الاسلام كعقيدة واذلال المسلمين ومن ثم نعتهم بالارهاب". ورأى ان "عيون اليهود منذ ان دخلوا فلسطين تتطلع الى مكة المكرمة والى المدينة المنورة والى خيبر ونحن لاهون ومضللون. واليوم تطالعنا هذه الحملة المسمومة على سيد الخلق نبينا، على عزنا وشرفنا وعلى أقدس رموزنا وعلى ديننا وعلى عقيدتنا. ابدا لن نسكت على ذلك والاسلام ليس حالة مستباحة لكل من يريد ان يبطش بالاسلام، التحذير لا يكفي والاعتذار لا يكفي، وعلى كل من يتطاول علينا وعلى الاسلام، ان يدفع ثمنا باهظا نتيجة حقده وغبائه كي يتربى ويتربى غيره".

 

التباينات في الواجهة في مار مارون رغم "محاولات التجميل"

الأشرفية تلملم آثار الاجتياح "النقشبندي" بالوحدة

مطر: قادرون على حكم أنفسنا حكماً صحيحاً

كتبت ريتا صفير: النهار 6/2/2006

في زمن الحرب، كانت "طريق فلسطين" تمر من جونية. امس، في زمن "السلم"، بدا لوهلة ان "طريق كوبنهاغن" تمر من التباريس وحي السراسقة والحكمة والجميزة ومحيطها... كانت جولييت خوري تتأبط يد جارتها وهي تتجه مشيا الى كنيسة مار مارون. وكانت تلك العبارات مقتطفات من أحاديث راحت تتبادلها على الطريق مع عدد ممن أصابتهم ارتدادات "الاجتياح البري" للعصي والحجارة، على هامش الثأر من التمثيل الديبلوماسي الدانماركي. عادت السيدتان ورفاقهما في الاحاديث الى 1975. تلك الايام، اندلعت من شرارة القضية الفلسطينية حرب دامت 15 عاما. أمس، كادت شرارة "القضية الدانماركية" تشعل حربا ايضا لولا... "وعي الشباب". والسيدتان لم ترتديا أي ملابس تحمل ألوانا ذات "دلالات". اكتفت الاولى بالتذكير بأن لها ابنا وحيدا، اتصل من باريس قبل ساعة ليستوضح حقيقة مشاهد لم تصدقها عيناه على التلفزيون. فأقفلت الخط في وجهه مرددة، في لحظة غضب ذروة: "ابق يا ابني حيث انت، في بلد حضاري. هناك تتعامل مع بشر!". طبعا لم تكن السيدتان وجيرانهما ومن في محيطهما يتصورون ان يفيقوا يوما على وجوه لم يألفوها. وجوه أراد بعضها التعبير سلميا عن التعرض لرمز ديني، فيما سعى بعض آخر الى خلاف ذلك. وهذا الـ"بعض الآخر" كان ينطق بلكنات ولهجات سورية وفلسطينية و... حتى "تترية" و"نقشبندية" (نسبة الى قبيلة النقشبنديين التي استوطنت الجبال الشمالية يوم احداث الضنية)، وكان يحمل وسائل "حضارية" استعانت من "الانتفاضة الحماسية" حجارة، و"اخواتها" سواطير وعصيا وقوارير غاز وسكاكين ومرادفاتها... وجوه أرادت ان  تنتقم من "بنك اللتي" ومكاتب وشركات كومبيوتر و"لا سيغال" وسيارة "مرسيدس" جديدة يملكها جارها ومحال مجوهرات راقية لان رسام كاريكاتور دانماركي انتقد قبل أشهر "مسلمات دينية"... "الاسلام لا يدعو الى التطرف"، قالها شاب بغصة في حلقة راحت تكبر أمام "المبنى الضحية"، تباريس 812، "لان ما فعله بعض المشاركين اليوم يثبت النظرة المشوهة عنه"!

أحاديث ودلالات

في خفايا الاحاديث التي تطفو على الواجهة بعد ساعات على لملمة تركات "الاجتياح النقشبندي" لشوارع الاشرفية، بدءا من الحكمة وصولا الى ساحة كنيسة مار مارون التي تتهيأ لاحياء عيد شفيعها بعد أيام، دلالات. أولها هواجس "الامن الذاتي" التي أخذت تتردد مجددا على أكثر من لسان. هواجس استعادت من التاريخ الحديث ظاهرة الحاجة الى العودة الى الحماية الذاتية في الشوارع عقب موجة الانفجارات الاخيرة التي هزت البلاد اذا ما كانت "دولة القانون والمؤسسات" عاجزة عن ذلك، لتصل الى التاريخ القديم الدامي، تاريخ الحرب، مكررة دروسا وعبر... "شباب الاشرفية مكثوا اليوم في بيوتهم لأنهم يدركون ان طابورا خامسا يسعى الى افتعال فتنة، يسعى الى اثبات ان اللبنانيين قاصرون عن حكم انفسهم بعد زوال الاحتلال السوري. لن نقدم لهم ما يشاؤون... على طبق من فضة".

هواجس التعايش الطائفي وحوار الحضارات كانت ثاني الدلالات. فراحت شوارع الاشرفية تردد مقتطفات خطب بدءا من مواقف الكنيسة بعد أحداث 11 ايلول، مرورا بالموقف من حرب العراق وصولا الى ابعاد الصفح والتسامح بعد عفو البابا يوحنا بولس الثاني عن مسلم حاول قتله... لتخلص الى ان مقاومة "الاجتياح النقشبندي" ليست سوى "نقطة في بحر الوجود المسيحي الذي قاوم غزاة منذ قرون في هذا الجزء من العالم".

ومن الابعاد الدينية والتاريخية حطت الاحاديث رحالها في الواقع الحالي: فتذكر بعضهم مشاهد اليوم السابق في العاصمة السورية، والتي لا تزال تنتقل "عدواها" بسرعة البرق الى الداخل اللبناني. ولم تسلم الردود من استذكار الرسائل التي  تسعى فئات خارجية لارسالها الى المجتمع الدولي من خلال الساحة اللبنانية، في زمن الضغوط على "الجيران" في ايران وسوريا وفلسطين، الا انها لن تثني ابناء الاشرفية "عرين المقاومة اللبنانية" عن التشديد على الوحدة الوطنية. وحدة ستظهر اولى تجلياتها مشاركة كثيفة في تظاهرة 14 شباط "لنثبت لهم اننا قررنا مسيحيين ومسلمين مواصلة الدفاع عن لبنان العظيم، مثلما قال الشهيد جبران تويني".

مار مارون

أصداء الوحدة وعدم الانجرار وراء الانقسامات كانت تتردد ايضا في كنيسة مار مارون حيث تتالت رسائل التشديد على المحبة والغفران. الا انها لم تقو على انقسامات "البيت الواحد" التي بدت جلية وظاهرة الى العلن، رغم محاولات "التجميل الشكلية" التي عبر عنها انسحاب هنا وتأخير هناك وترجمت تدافعا في صفوف شباب "القوات اللبنانية" و"التيار الوطني الحر" مرارا في الباحة لتبلغ ختاما حد الاعتداء  بالضرب على سيارات موكب رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون، مما تسبب بانزال عسكري للجيش في المحلة. هتافات هنا، لافتات هناك "ركيزتها" محاولات استثمار سياسي، دفعت الآباء الكهنة مرارا الى تذكير الحشود بأنهم في كنيسة والقداس للجميع و"ما ر مارون للطائفة ولكل لبنان"...

وحدهم شباب "تيار المستقبل" شاركوا بصمت. حضروا الى الكنيسة رافعين زهورا بيضاء، راحوا يوزعونها مع بسمات على الحضور. وبالعودة الى القداس، ترأس رئيس اساقفة بيروت للموارنة المطران بولس مطر الصلاة في كنيسة مار مارون في الجميزة يحوطه النائب العام الابرشية بيروت المونسنيور جوزف مرهج وكاهن رعية مار مارون الاب الياس الفغالي ولفيف من الكهنة. وشارك في القداس الذي دعا اليه الوزير بيار الجميل الوزير شارل رزق ممثلاً رئيس الجمهورية اميل لحود والوزير خالد قباني ممثلاً رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة، وحضر ايضاً الرئيس امين الجميل وعدد من الوزراء والنواب والشخصيات السياسية والحزبية والاجتماعية وممثلون لرؤساء الطوائف الاسلامية.

وقبال السادسة والنصف وصل النائب عون الى الكنيسة وسط تصفيق حاد من انصاره والحضور بعدما سبقه اعضاء التكتل. وبعدما جلس على كرسي احمر في مقدمة الجهة اليمنى لدقائق، انسحب من الكنيسة وتم ابلاغ الصحافيين انه سيجتمع بكاهن الرعية قبل الادلاء بتصريح. وبعد نصف ساعة، خرج الى الساحة ليقول: "لا شك ان ما حدث يندرج في مخطط فتنة، وقبل استنكاره وقبل اي شيء آخر احب ان اهنئ سكان الاشرفية المسيحيين، وايضاً كل المسيحيين الذين هم على طريق هذه التظاهرة في ذهابها وايابها لانهم استجابوا لنداءاتنا، نداءات التوعية، ورفضوا ان يردوا الاساءة بالاساءة، والآن اكتشفنا اننا امام مشروع فتنة، وقد تغلبنا عليه. ولكن تبقى مسؤولية الجرائم التي ارتكبت مسؤولية المتظاهرين، المسؤولية المعنوية والمادية، ومسؤولية الذين طلبوا الإذن للتظاهرة والذين دعوا اليها. فإذا كان حق التظاهر مقدساً فلا حق للتخريب والشغب، ومسؤولية السلطة هنا ان تقمعه.

السلطة لم تقمع الشغب اثناء التظاهر كما لم تتحمل مسؤولياتها بتدارك الموضوع؛ فالتظاهرة تحضّرت وهي تعرف من سيشترك فيها واي جهات، وتعرف النيات من خلال اجهزة مخابراتها، فلا تدعي اليوم انها لا تمتلك جهازاً امنياً، فهي تعرف طبيعة المشتركين بهذه التظاهرة.

بدأنا نسمع ان السوريين هم من قاموا بأعمال الشغب في التظاهرة، اريد ان اسلّم جدلاً بأن كل المتظاهرين هم سوريون وليس بينهم اي متظاهر لبناني. فهل ان السوري المقيم على الارض اللبنانية غير خاضع للسلطة اللبنانية؟؟! وان يكن سورياً او تترياً او نورياً او اي شيء آخر تبقى مسؤولية الحكومة في قمع الشغب والسيطرة الامنية.

نعرف ان هناك وحدات عسكرية كانت جاهزة للتدخل ولم تدع للتدخل، اصبح لدينا شك في وزير الداخلية والحكومة ككل وادعوهم الى الاستقالة. ولكن قبل ان تستقيل فلتتفضل وتعوّض مباشرة كل الاضرار التي اصابت المؤسسات والافراد.

وقيل له ان الرئيس السنيورة استنكر، فأجاب: "سواء استنكر ام لم يستنكر، نحن لسنا جمعية مار منصور الخيرية".

وسئل: من في رأيك وراء مشروع الفتنة؟ اجاب: "الذين نظموا التظاهرة والذين سكتوا عنها والذين لم يتخذوا الاجراءات الامنية اللازمة كي يوقفوها، بالامس كان هناك تظاهرة في عوكر، واياً تكن شعاراتها، كانت اكثر عدداً من تظاهرة اليوم (امس) ولكنها كانت مضبوطة من الاجهزة الامنية ومن قبل الذين نظموها. رفعوا شعاراتهم وسواء كنا مع تلك الشعارات او ضدها، لم يقوموا باعمال شغب ولم يكسروا لوح زجاج. ولماذا يقمع مئة متظاهر بالقرب من القصر الحكومي بينما في اماكن اخرى يترك المتظاهرون على هواهم؟".

سئل: هل تعتقد ان هناك تواطؤاً؟ اجاب: نعم هناك تواطؤ"، وسئل: من الحكومة؟ فأجاب: "شو من مارون لكن؟ مار مارون تواطأ على حالو حتى يكسّر كنيستو؟".

وقيل له: "رئيس الحكومة قال انه كان لديهم خياران: اما المواجهة بالاسلحة الحية مع التظاهرة او حل المشكلة بالطريقة التي حلّت بها.

فأجاب: "عندما يضع عشرة العسكري ويهربون امام المتظاهرين يكون العكري مجبراً على ان يطلق النار، نتذكر عندما كان ينزل المتظاهرون من التيار الوطني الحر كان خرطوم المياه الواحد "يقبع عشر ولم يلزقهن بالحيط"، ورأينا اليوم خراطيم الإطفاء كأنها "عم تسقي الجنينة". فليقلعوا عن خلق الاعذار لتغطية المسؤولية، سواء كان المتظاهرون فلسطينيين او سوريين او لبنانيين نحن لسنا في مواجهة مع المسلمين وان كانت التظاهرة رفعت شعارات ضد المسيحيين، واكرر التهنئة على الانضباط الشعبي والشبابي هنا في الاشرفية وعلى كل الطرق، ولكني لا اهنئ السلطة ابداً وادعو الجميع الى تحمل مسؤولياتهم.

هل يمكن ان يتحول لبنان عراقاً ثانياً؟ اجاب: لا يتحول اذا كانت هناك سلطة وقوى سياسية حية تريد الحوار وسيلة تعامل لفض المشاكل المعترضة، الذين لا يريدون الحوار هم الحكومة، نحن ندعوهم منذ شهر ونصف وبالحاح كي نلتقي حول طاولة مستديرة ونتحدث ونرى ما هي الامور والمشاكل التي تعترضنا، لا مشكلة ليس لها حل اذا طبقنا الفكر العادل والعدالة والمنطق".وزار عون ايضاً مطرانية بيروت للروم الارثوذكس حيث التقى متروبوليت بيروت المطران الياس عودة، ومطرانية بيروت للموارنة حيث التقى المطران بولس مطر. وقد القى المطران مطر  خلال القداس الكلمة الآتية: "كنا في مطلع هذا الاسبوع نستعد للاحتفال، في هذه الكنيسة تحديداً بعيد القديس مارون. وكان اللبنانيون جميعاً يستعدون معنا لهذا الاحتفال، ولاحتفال آخر بذكرى عاشوراء في هذا الاسبوع ايضاً، واحتفال بالذكرى السنوية الاولى لاستشهاد رجل لبنان الرئيس الشهيد رفيق الحريري. ومع كل ما حصل، سنتابع الاستعداد للاحتفال بعيد مار مارون وبذكرى عاشوراء وذكرى استشهاد الرئيس الحريري، لان لبنان هو المنتصر، ولبنان لا يموت.

لا اقول هذا من عندي، بل استقيه من ثوابت هذا الوطن. وطننا قال عنه البابا الراحل يوحنا بولس الثاني انه رسالة في العيش المشترك الكريم الواحد، بين المسلمين والمسيحيين، وهو رسالة نطلقها الى الشرق والغرب معاً. لبنان هذا صنعه هكذا اباؤنا واجدادنا. وسنستمر فيه، هذه ثوابتنا. ونحن كمسيحيين في لبنان نتميز عن غيرنا من كل مسيحيي العالم بأن فينا شيئاً من الاسلام. والمسلمون في لبنان يتميزون عن المسلمين في العالم بأن فيهم شيئاً من المسيحية. لذلك نحن معاً، نحبه معاً في الصعاب، ونحبه معاً في هذه الفتنة التي شهدناها اليوم كي ننتصر عليها. اهنئ، اولاً، من صميم القلب، ابناء الاشرفية لسعة صدورهم ولمحبتهم ورفعتهم في تقبل ما حدث بروح عالية واخوة، ولكن بدهشة ايضاً. لم يفهموا ماذا جرى. ويجب ان نقول لهم ماذا جرى. هذا حق لهم. في كل محافل الارض، وهذه ليست منة، اطلقنا الصوت عالياً. اولاً البابا الراحل يوحنا بولس الثاني، ثانياً غبطة ابينا السيد البطريرك مار نصرالله بطرس صفير، ثالثاً كل الاساقفة ونحن منهم، عندما حدثت احداث نيويورك. فقلنا للعالم اجمع ان الاسلام براء وبراء حقاً من الارهاب.

المسلمون اخوتنا، والاسلام دين منفتح على الدنيا، والمسيحية دين منفتح على الدنيا، ونحن مسؤولون، مسلمين ومسيحيين معا، عن مصير الكون، لاننا نشكل نصف العالم. فاذا ما توافقنا وكان للبنان دوره في هذا المجال، ربحنا الرهان في السلام في كل العالم. هذا شرف لنا وهذه مسؤولية. ونرفض، ورفضنا وسنبقى نرفض، لاننا شهود للحقيقة، لحقيقة الاسلام وحقيقة المسيحية. لذلك، عندما يصير امر مستنكر في اي مقلب من الارض، يكون اصحابه وحدهم مسؤولين عنه وليس كل الناس. وهذه من الاقوال الكريمة: "ان لا تزر وازرة وزر اخرى". هذا كلام تؤمنون ونؤمن به نحن جميعا. من اساؤوا الى الاسلام في دولة اوروبية بعيدة لا اريد ان اذكر اسمها، ربما كانوا من غير المسيحيين ومن غير المعمدين، وهم حتما براء من المسيحية والمسيحية براء من مواقف تسيء الى الآخرين باسم دين يدعو الى الرحمة والمحبة والتلاقي مع جميع الناس.

لذلك، فان ما يقوم به قوم مثل هؤلاء لا يتحمله غيرهم من الناس. نحن جميعا متفقون على ذلك.

نحمد الله على ان نقطة دم واحدة لم تسفك. هذه نعمة منه تعالى نزلت على لبنان بفضل الخيرين فيه، وبفضل ابنائه الطاهرين. يجب الا يشعر اهلنا بانهم غرباء في ارضهم. نؤمن ببيروت واحدة ولبنان واحد. فلا يمكن ان يقبل احد ان يعامل انسان على انه غريب على ارضه.

 (...) لقد انتظرنا طويلا الدولة القادرة العادلة. ضحينا 30 عاما من اعمارنا لنصل الى دولة عادلة قادرة تحمي الناس. في الاشرفية، رفض الناس ان يحموا انفسهم، لانهم يؤمنون ونؤمن كلنا بان على الدولة حماية الناس فلماذا لا تحمي الناس؟ هل ندفع اكثر؟  وقد دفعنا كل شيء. وماذا نستطيع ان ندفع اكثر عندما ندفع كل شيء؟ نجدد العطاء ونجدد الثقة ولكن على جميع المسؤولين ان يوحّدوا امرهم وان يلتقوا من كل الطوائف. عيب علينا الا نكون قادرين على حكم انفسنا بانفسنا حكماً صحيحاً سليماً .

العالم في الخارج، والحمد لله، يهتم بنا من هنا ومن هناك، ليس كرمى سواد عيوننا، بل لانه أقرّ في نهاية المطاف ان هذا الوطن له قيمته. هذا وطن حضاري وديموقراطي. وهذا وطن يتسع للحوار بين الناس. من اجل لبنان، علينا ان نكون منتصرين على ذواتنا وشهواتنا. الناس يقولون، اليوم، كان هناك تقصير وما حصل غير مقبول في دولة تحترم نفسها وتحترم شعبها. هذا تقصير والمقصر لا يبقى في مكانه. المقصر يترك المجال لغيره، والا يشرح للناس. يجب ان نصنع ما  يحتم علينا صنعه، لئلا نصل الى طريق مسدود. من غير المقبول ان يشعر الناس بانهم بلا سقف، ما من احد يحميهم في منازلهم وامانهم وكنائسهم. كان هناك غياب. ربما لم تكن الحسابات بقدر ما كان يجب ان تكون. ولكن كل هذا يكفي؟ نطوي صفحة من الماضي ولكن نتطلع الى المستقبل، والمسؤولية واحدة".

 

مار مارون" نجت من زجاجات حارقة والاعتداءات لم توفّر مطرانية الارثوذكس

كتب شادي نجيم: النهار 6/2/2006

حاصر المتظاهرون كنيسة مار مارون بينما كان المصلون يتابعون فيها القداس واخذوا يرشقونها بحجارة كسرت النوافذ، وكانت هتافاتهم الدينية قوية ومعهم مكبرات صوت وما لبثوا ان اقتحموها، فساد المصلين هلع وفوضى ووصل بعضهم الى الطبقة العلوية منها، فيما كان آخرون يعدون لاشعال النار فيها بزجاجات حارقة، لكن شبانا كانوا يخدمون القداس تصدوا لهم. وعندما اطلقت القوى الامنية في الخارج رصاصات مطاطية وقنابل مسيلة للدموع خرج المتظاهرون، وما لبثوا ان عاودوا محاولتهم إحراقها من الخارج، لكن الموجودين في الداخل حالوا دون نجاحها. ونحو الثانية عشرة ظهرا توافد الى الكنيسة عدد من مخاتير الاشرفية ونحو 20 شيخا من دار الفتوى الاسلامية ومناطق مختلفة وقدموا اعتذارهم الى الذين كانوا لا يزالون صامدين في الكنيسة، وأبدوا استعدادهم لتصليح الاضرار، مؤكدين ان المعتدين "مندسون والاسلام بعيد كل البعد عن هذه التصرفات". ثم عقدوا اجتماعاً في باحة الكنيسة مع مخاتير المنطقة مستنكرين "الاعمال الارهابية التي اساءت الى الكنيسة والرموز الدينية وكذلك الاعتداء على الاملاك الخاصة والعامة".

وتوافد ايضاً عدد من السياسيين وانهالت الاتصالات على كاهن الرعية الاب الياس فغالي والاب جورج كميد اللذين كانا يدعوان الجميع الى الهدوء وعدم الانجرار الى فتنة.

كذلك، تطاول المتظاهرون على مطرانية بيروت للروم الارثوذكس في الاشرفية، بحيث عمدوا الى نزع قاعدة الصليب التي تعلو البوابة الخارجية، وتحطيم غرفة الناطور.

 

الفتنة ولو من الدانمارك !

نبيل بومنصف- النهار 6/2/2006

ظن اللبنانيون ان محاولات الفتنة تنفث سمومها عليهم من كل صوب، ولكنهم لم يعتقدوا يوما ان "طلب الفتنة" كان بهذا الدأب بحيث يبلغهم من الدانمارك! ليس أسهل من مقارنة 5 شباط 2006 بـ13 نيسان 1975، خصوصا في لبنان، ما دامت مقتضيات الطوائف هي الخطوط الحمراء لا مقتضيات الدولة وأمن الناس واستقرار البلاد. في كل مرة، وعند كل هزة، ليس أسهل من منطق تبريري يدعو الى شكر عناية إلهية او حكمة ارضية حالت دون وقوع الاعظم، والأعظم الحاصل هو أن تتسبب هزة اثر هزة بانضاج كل ما يعوزه هذا الاعظم لكي ينفجر يوما. يحار اللبناني وهو يسمع "الحيثيات" التبريرية لانفلات الشغب وانفجاره على النحو الذي شهدته ساحة التباريس وأحياء الاشرفية وامتداد لسان الفتنة وأصابعها الى كنيسة مار مارون، ماذا كان ليكون أعظم لو انفلتت الفتنة من عقال العاقلين، وماذا لو "توافر" الشريك الآخر للفتنة؟ وهل في كل مرة يعز وجود شريك كهذا؟ وماذا يبقي أي شريك محتمل عاقلا ومتعقلا اذا ظل المنطق التبريري حاكما هذه الحقبة الانتقالية التي لا يبدو ان ثمة أفقا زمنيا واضحا لنهايتها؟

ما جرى أمس هو باختصار أخطر محاولة متقدمة لتفجير لبنان واشعاله، بل هو التجاوز الاخطر لخط أحمر انتصب قبل سنة تماما، وربما كان يراد البارحة تحديدا، في 5 شباط دفن 14 آذار قبل أيام من الذكرى السنوية الاولى لـ14 شباط. سيكون من الغنائيات الساذجة بل من الكذب الخبيث والخداع الهائل ان يقال للناس ان لبنان عصي على الفتنة. صحيح ان الفتنة لم تقع على النطاق الواسع "المطلوب" منذ سنة. لم تحصل فتنة سنية – شيعية "مرغوب فيها" بشدة. لم تحصل فتنة مسيحية – اسلامية تشكل "بديلا من ضائع".

لكن في 5 شباط أضيئت كل الإشارارت الحمراء دفعة واحدة. والاخطر الاخطر في ما حصل امس، هو ان لبنان استعاد لساعات مشهد حروبه وحروب محيطه في لحظة، ولو عبر ساحات محدودة في قلب منطقة مصنفة طائفيا انها منطقة مسيحية والمتظاهرون فيها مسلمون والشغب الملعلع يختزن في خلفياته كل ما يمكن ان يتصوره اللبنانيون من احتقانات متصاعدة ومن أصابع مدسوسة ومن شارع منفلت يعصى على كل ضبط.

لا يكفي ان نتغرغر بأناشيد الوحدة والتعايش والنموذج الفذ. فلم يعد في لبنان سوى كوابيس الانفلات المريع في أي لحظة، هذا الذي عاشه اللبنانيون امس هو واحد من أسوأ كوابيسهم المتصاعدة. الفتنة يعلو منسوبها اسبوعا تلو الاسبوع. ولا يصدق اللبنانيون ان تظاهرة بهذا الحجم، كانت كل التوقعات ناطقة حيال ما يمكن ان يؤدي اليه انفلاتها، لم تجد في مواجهتها "دولة" متبصرة وحازمة تتحسب لكل احتمالاتها سوى بالتبريرات المتواصلة التي لا تؤدي الا الى تشجيع كل نمط مماثل ما دام الانكشاف والعجز هما فقط ما يحكم لبنان اليوم.

لا يعوز الفتنة واقعا سوى هذا المنطق والاتكال على "وطنية" الناس، ولكأننا في 13 نيسان بلا أي رتوش. ولكأننا تجاوزنا الكابوس الى ما خلفه. فاتكلوا على "وطنية" الشارع و"النيات الحسنة" للطوابير الخامسة ولكم ان تمنعوا الفتنة بالتبريرات اليائسة التي هي صورة طبق الاصل عن مشروع هذه الدولة الاشد تعاسة وضحالة وعجزا من كل المشهد الذي استحضره أبطال الشغب المتلفز بكل "شفافية وجرأة"!

 

استنفار لبناني جراء أحداث بيروت واتهام سورية بتأجيج الأعمال التخريبية 

بيروت - باريس - وكالات : 6/2/2006 

تحول الاحتجاج على الإساءة للرسول الكريم بيروت لعمليات تخرب طالت مصالح لبنان فيما وجهت الاتهامات لأيدي سورية تهدف لتاجيع النعرات الطائفية والأعمال التخريبية ، فيما قررت الحكومة اللبنانية عقد اجتماع طارئ بعد امتداد أعمال الاحتجاج على الإساءة إلى رسول الله عليه الصلاة والسلام إلى بيروت وما رافقها من إحراق للقنصلية الدانماركية بعد أقل من 24 ساعة على هجمات مماثلة في دمشق أدت إلى إحراق سفارتي الدانمارك والنرويج.

ودعا رئيس الحكومة فؤاد السنيورة لعقد الاجتماع بعد ساعات من قيام نحو 15 ألف متظاهر قدموا من مختلف أنحاء لبنان بإحراق مبنى القنصلية الدانماركية في بيروت وسيارات تابعة للجيش اللبناني أثناء مسيرة تحولت إلى أعمال شغب بعد إطلاق الشرطة الرصاص الحي والقنابل المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين.

وأدان فؤاد السنيورة اللجوء إلى العنف في الاحتجاجات وقال إن ما وقع ليس له علاقة بالإسلام، مضيفا أن الإخلال بالأمن والتدمير يعطي صورة غير صحيحة عن الإسلام. أما المفتي محمد رشيد قباني فدعا من جهته إلى ضبط النفس.

ووصف رئيس كتلة نواب المستقبل في البرلمان اللبناني سعد الحريري الاحداث في لبنان والتي رافقت الاحتجاج الشعبي على نشر صور كاريكاتورية للنبي محمد (صلى الله عليه و سلم) بالاعمال المشينة متهما ايدي غير لبنانية بالتحريض على العنف والشغب ، ودعا الحكومة للتعامل بحزم مع هذه الاحداث والتصدي لكل من يحاول الاخلال بالامن كما تمنى على القضاء اللبناني التصدي للذين يقومون بهذه الاعمال من قوى خارجية وشدد على ان الوضع الامني هو خط احمر لا يجوز لاي احد تجاوزه .

وكان الحريري يتحدث في مؤتمر صحافي عقده في باريس تناول فيه الاحداث التي شهدها لبنان في الساعات الماضية واعمال الشغب واحراق السيارات والاعتداء على الكنائس والممتلكات مؤكدا ان القائمين بهذه الاعمال هم مجموعات مندسة تريد الاساءة للبنان واشعال الفتنة. وقال ان شرارة الشغب انطلقت من سوريا وتم تصديرها الى لبنان موضحا ان مظاهرة حصلت في سورية وتم خلالها احراق عدد من السفارات وكان يفترض ان تحصل اليوم مظاهرة سلمية في لبنان ولكن عناصر غريبة اندست بين المتظاهرين .

وأوضح انه تم توقيف غير لبنانيين واشخاص من جنسيات غير لبنانية كانوا يشاركون في اعمال الشغب. واضاف : فورما نستكمل الحصول على كل المعطيات والاثبابات فاننا سنكون واضحين جدا مع الحقيقة ومع كل ما حصل لان الامن في لبنان ليس لعبة في يد احد وان القائمين باعمال الشغب سيدفعون الثمن .

وأوضح الحريري ان الحكومة ستضرب بيد من حديد مؤكدا ان ما حصل يشكل نقطة عار على المسلمين واعمال الشغب هذه تشكل عملا مذلا بحق المسلمين فهذا اليوم هو يوم اسود للمسلمين وليس للمسيحيين ونقول لاخواننا المسيحيين ان ما حصل اضر بالمسلمين واساء اليهم والى صورتهم وكان عملا موجها ضد المسلمين وصورتهم اكثر منه ضد المسيحيين.

و قال الحريري أنه كان من المفترض ان تتم المظاهرة بشكل سلمي . وقد تم تحويل هذا التعبير السلمي عن الاستياء من نشر صور مسيئة للنبي الى عمل مناهض للبنان والى مواجهات مع القوى الامنية واعتداءات على املاك الناس والكنائس فتم اظهار المسلمين كأنهم غير مسالمين ومحبين للعنف والشغب .و أوضح الحريري أن الاسلام دين مسالم ومتسامح والمسلمون شعب مسالم وديننا هو دين سلام وليس دين تحريض على اللعنف ورمي الحجارة واحراق السيارات والاعتداء على الكنائس . لذلك فان ما حصل يعتبر يوما اسودا للمسلمين .

واكد سعد الحريري ان عقاب اي شخص يرمي حجرا بهدف طائفي سيكون عشر مرات اقسى من المعتاد .

وعقد قائد القوات اللبنانية سمير جعجع مؤتمرا صحافيا قال فيه انه يشجب التجاوزات التي حدثت في الاشرفية والتي ادت الى احراق القنصلية الدنماركية بالاضافة الى مهاجمة كنيسة مار مارون، وقال يخطئ من يعتقد ان التجاوزات حصلت على ايدي المسلمين الذين يتحدث باسمه مفتي المجهورية محمد رشيد قباني الذين حاولوا ضبط الوضع واستنكار ما حدث، بالاضافة الى تيار المستقبل والرئيس فؤاد السنيورة الذين يمثلون مواقف المسلمين الحقيقة الشعبية والشرعية.

وتوجه الى مسيجيي لبنان قائلا ان التوقيفات التي حصلت تبين ان ثلث الموقوفين سوريون في اشارة الى الاعتقالات الي قامت بها قوى الامن الداخلي لـ 150 موقوفا، والثلث الاخر من الجبهة الشعبية الفلسطينية، ووصفهم بانهم اندسوا بين السلكين المتظاهرين لاشعال الفتنة بين اللبنانيين مسيحيين واسلاميين، وهذا الامر بدعم من سورية التي يهمها اظهار فشل اللبنانيين في حماية انفسهم بعد خروجهم من لبنان. ودعا الى ضبط النفس لتحقيق الاستقلال الحقيق.

يذكر ان قوات الامن اعتقلت 147 شخصا تقريبا 36 منهم لبنانيون و 76 سوريون و 29 فلسطيني و15 من البدو، تم القاء القبض عليهم عبر 60 حاجزا امنيا اقيموا في ضهر البيدر، الدورة، نهر الكلب، ونهر ابراهيم، واعلنت قوى الامن الداخلي اصابة 21 عنصرا لديها اضافة الى مقتل لبناني اختناقا جراء الدخان المتصاعد بعد احراق القنصلية في الاشرفية شرق العاصمة بيروت.

اصدرت لجنة المتابعة لقوى 14آذار بيانا دانت فيه الاعتداء الذي طال كنيسة مار مارون متهمة بقايا الجهاز الامني السوري بتاجيج المتظاهرين تحت عنوان حرق لبنان بعد خروج القوات السورية منه.

وجاء في البيانلقد وعدوا يوم خرجوا رسميا من لبنان انهم سيحاولون حرقه، منذ خروجهم وحتى اللحظة لم يفوتوا فرصة لتنفيذ هذا الوعد. دائما افشلنا محاولاتهم واليوم حكما نحن قادرون على ذلك . وعي اللبنانيين المخلصين، وهم الغالبية الساحقة، بات خارج مرمى اهدافهم. البارحة قدموا النموذج المسبق في دمشق، وللاسف ظهر على الفضائيات بعض الاعلام لقوى سياسية لبنانية، مطلوب منها تبرير حصولها. القضية قضية وحدة لبنان بأكملة والمجلس النيابي بأجمعه استنكر الاساءة الى الاسلام ولصورة النبي(صلى الله عليه وسلم)، ولبنان بأكلمه مع حق الاحتجاج على الممارسة المتطرفة لبعض الاوساط المشبوهة في الغرب . ولكن لبنان كذلك مصمم على عدم الوقوع في فخ استجرار التطرف إن في لبنان او في غيره من الدول.

واضاف البيان :اليوم، فإن التخريب الذي حصل في بيروت وترويع المواطنين الامنين والاعتداء الاثم والمتعمد على اماكن العبادة وتدمير الاملاك الخاصة، كان قرارا سوريا متعمدا، نموذجه حصل البارحة في دمشق وتنفيذا لسياسة وعدنا بها حكم المخابرات وعملائه في لبنان، وهذا الامر كان يفترض ان يشكل منبها للسلطات اللبنانية لاتخاذ اعلى التدابير الامنية لمنع مجموعات التخريب من تنفيذ مآربها، مع اننا نقدر حرص القيادات والقوى الامنية على منع إراقة الدماء. فإننا في هذه اللحظة ندعو هذه القوى والقيادات والقضاء لكشف هوية الفاعلين وجنسيات المندسين، لان ذلك سيلقي الضوء المباشر على التخريب المخابراتي السوري.

وتابع:لقد بات جليا انه كلما اقترب الوضع في لبنان نحو الانفراج يبادرون للارسال فرق الموت والتخريب من اجل حرف المسار، فبعد معالجة الازمة الوزارية وبعد اقتراب تحقق مسار الحوار الوطني البرلماني، بعد ذلك كله، بادر حكم المافيات الى إطلاق العنف داخل بيروت اليوم، كما فعل سابقا من خلال الاغتيالات والتفجيرات. ولا يخفى علينا بتاتا حقدهم المستمر حتى على الشهداء، فهم بعد ان إغتالوا دولة الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ها هم اليوم يستهدفون تخريب الذكرى الاولى لاستشهاده.

ودعا البيان اللبنانيين وكما فعل غالبية القيادات الرسمية والدينية والشعبية الى التعالي عن الوقوع في فخ نظام الغدر وعملائه، وإفشال غاياتهم ومخططاتهم التخريبية من خلال التعقل والاصرار علىاستمرار الحوار وإعلاء المصلحة الوطنية اللبنانية.

أبدى وزير الداخلية والبلديات حسن السبع استنكاره الشديد للاحداث المخلة بالامن والتعدي على الممتلكات العامة والخاصة، واحراق مباني ومقرات البعثات الديبلوماسية الاجنبية في لبنان، لافتا الى ان ما حصل لا يبرره منطق ولا دين ولا عقل ويصب في خدمة اعداء لبنان واعداء الدين الاسلامي الحنيف.

وقال: ان استغلال التظاهرات التي حصلت للتعبير اساسا عن الغضب من التصرفات والاعمال المسيئة للنبي صلى الله عليه وسلم والدين الاسلامي، تكشف بوضوح النوايا المبيتة والمحاولات الخبيثة لاشعال الفتنة وتأجيج الصراعات الدينية بين اللبنانيين وضرب صدقية لبنان وعلاقاته الدولية.

وأشار الوزير السبع الى ان وزارة الداخلية انطلاقا من حرصها على تأمين حرية التعبير وتوفير مستلزمات التظاهر، بادرت خلال الساعات الماضية الى اجراء اتصالات عديدة مع القيمين على التظاهرة الذين اكدوا الطابع الحضاري والسلمي للتحرك بعيدا عن كل ما يخرج عن هذا الهدف الاسمى وتوجيه رسالة الاحتجاج الى من يعنيهم الامر.

ولفت الى ان الوزارة قد اتخذت الاجراءات الامنية الاستباقية بالتنسيق بين القوى الامنية المعنية، في حين لم يستطع منظمو التظاهرة الايفاء بتعهداتهم عندما واجه العديد من المندسين في التظاهرة القوى الامنية بالرشق بالحجارة، وعمد البعض الاخر منهم الى القاء قنابل حارقة ومفرقعات اصطحبوها معهم مسبقا لهذه الغاية.

وأشار الى ان القوى الامنية المولجة بالحفاظ على الامن تعاملت بمسؤولية كبيرة، والتزمت عدم اللجوء الى استعمال السلاح في مواجهة العناصر المندسة بين المتظاهرين تفاديا لسقوط خسائر في الارواح، وخشية من تنفيذ اهداف الذين خططوا لاخراج التظاهرة عن مسارها وهدفها الاساسي.

وإذ أبدى الاسف الشديد للخسائر التي لحقت بالممتلكات الخاصة، ثمن عاليا مواقف وتصرفات اهالي منطقة الاشرفية التي دلت على تفهم ومواطنية عالية، واحترام كبير للدين الاسلامي وللنبي صلى الله عليه وسلم ولصورته العظيمة. وأوضح ان القوى الامنية التابعة لوزارة الداخلية تتحرك بكل الاتجاهات لملاحقة وتعقب العناصر المندسة التي قامت بأعمال الشغب والتعدي والتخريب، وقامت باعتقال العشرات منهم ومعظمهم غير لبنانيين، وتقوم الجهات المعنية بالتحقيق معهم.

إلى ذلك أصدرت أمانة سر مطرانية بيروت المارونية البيان التالي: خلال المظاهرة التي حصلت هذا الصباح في بيروت استنكارًا لمسِّ مشاعر إخواننا المسلمين في بلدٍ أوروبي بعيد وقع اعتداء مستهجن ومستنكر على كنيسة مار مارون - الجميزة، وكان الكرسي الرسولي في الفاتيكان أدان يوم أمس سوء استعمال الحرِّيَّة ومسّ مشاعر الأديان وأهلها معبِّرًا بذلك عن مواقف جميع المسيحيِّين في العالم وبخاصَّة في لبنان.

لذلك كان هذا الاعتداء غير مقبول وغير مبرَّر على الإطلاق وبخاصَّة لأنَّ ما قام به بعض الأوروبيِّين لم يكن ليمثل إرادة المسيحيِّين ولا رأيهم ولا مواقفهم مما يثبِّت القاعدة الذهبيَّة القائلة: لا تزر وازرة وزر أخرى.

لقد كنَّا نأمل من المسؤولين عن أمن الناس وعن مواكبة التظاهرة أن يحطاطوا للأمر أكثر ممَّا فعلوا، لأنَّ الناس في جوار الكنيسة وفي أحياء كثيرة من الأشرفية وجدوا أنفسهم من دون مأمن في ما هم وكلوا أمرهم للدولة في هذا المجال بصورة تامَّة ونهائيَّة. وكنَّا نأمل أيضًا أن تكون الكنيسة لا في حماية الدولة وحسب، بل حتَّى في حماية المتظاهرين أنفسهم لأنَّ بيوت الله واحدة تُرفع كلُّها باسمه ولا يجوز التعرُّض لها على الإطلاق.

وإنَّنا في هذه المناسبة ندعو إلى وأد الفتنة، والى صون الوحدة بين اللبنانيِّين والتفافهم حول وطنهم ودولتهم على أن يتحمَّل المقصِّرون مسؤوليَّة تقصيرهم والفاعلون مسؤوليَّة فعلهم ليعود إلى الوطن اطمئنانه وسلامته وتنفتح أمامه كلّ أبواب المستقبل. وإنَّنا إذ نشكر فخامة الرئيس العماد اميل لحود على اتِّصاله بدار المطرانية ودولة الرئيس فؤاد السنيورة على حضوره وتأكيده أنَّ مجلس الوزراء سيجتمع استثنائيًا هذا المساء، نأمل نجاح مساعيهم في هذا المجال شاكرين جميع الذين زاروا دار المطرانية والذين اتَّصلوا بها راجين أن تمرَّ المحنة بسلام.

دعا حزب الله الى معالجة ما حصل بروح المسؤولية العالية ودان التعرض لدور العبادة وما يمكن ان يمس الوحدة الوطنية. وقال في بيان له اننا اذ نجدد ادانتنا الشديدة لما قامت به بعض الصحف الدانماركية والنروجية ، ومع تأكيدنا على حق المسلمين بالتعبير عن رفضهم لهذه الاهانة البالغة ومنها حق التظاهر ، فاننا في الوقت نفسه نرفض المساس بأمن اللبنانيين وحقوقهم وممتلكاتهم ، كما نرفض اي شكل من اشكال التعرض لدور العبادة وما يمكن ان يمس بوحدتنا الوطنية . اننا ندعو جميع العقلاء في لبنان الى معالجة ما حصل بروح المسؤولية العالية وبما ينسجم مع المصلحة الوطنية. في هذا الوقت, تجمع عدد كبير من الأشخاص في بلدة الكحالة المسيحية على طريق دمشق الدولية احتجاجا على التعرض للكنائس، وقاموا بإحراق الإطارات..

 

"التيار الحر" افتتح مكتبه الجديد عند مفرق القصر الجمهوري.

 العماد عون:حضروا انفسكم للمعركة الانتخابية مع المحافظة على اخلاقياتكم.

النائب معلوف:لا احد يفرض على ابناء بعبدا - عاليه قرارا غير قرارهم اطمئنكم ان نتائج الانتخابات محسومة واعتدنا ان نقرن القول بالفعل

الوطنيّة 05 شباط 2006 

إفتتحت هيئة قضاء بعبدا في التيار الوطني الحر مكتبها الجديد عند مفرق القصر الجمهوري في cap center ماك دونالد، في حضور النائب إدغار معلوف ممثلا النائب العماد ميشال عون، النائب نبيل نقولا، اللواء عصام أبو جمرة، منسق التيار الدكتور بيار رفول، السيد مسعود الاشقر، وعدد كبير من قياديي التيار وممثلي مؤسسة بشير الأعور الإجتماعية، وعدد كبير من رؤساء بلدية ومخاتير المنطقة وحشد من مناصري التيار .

 بصيبص / بداية، القى منسق التيار في قضاء بعبدا المهندس إيلي بصيبص، كلمة قال فيها:"نجتمع اليوم سوية، مناضلين حلفاء وأهالي، لافتتاح مكتب التيار في قضاء بعبدا، ليشكل ساحة لقاء جامعة: ساحة لقاء بين الناشطين ومختلف التيارات السياسية والأهلية لبناء حوار مسؤول ساهم في إيجاد قواسم مشتركة ولغة وطنية مفهومة في العمل السياسي، ولترجمة توجهات التيار الوطني وإرادته بالتفاعل مع الأهالي لوضع مشاريع مطلبية وإنمائية، يحملها نوابه إلى المجلس النيابي".

 اضاف:"إجتمعنا جميعا لنعلن رفضنا لسياسة التخوين ولنقولها عالية لا لسوريا ولا لاسرائيل نعم للبنان السيد الحر المستقل.لا لسياسة الفرض، نعم للخيار الحر المسؤول، نعم للديمقراطية، نعم الانتخابات: فهي حق لكل مواطن والمحور الاساسي لعملية التغيير في الحياة السياسية.والمفارقة هنا أننا كلما قلنا انتخابات، يحضرنا قضاء بعبدا، فإنها المرة الثالثة خلال ثلاث سنوات نكون مدعوين فيها إلى صناديق الاقتراع، وهذا لا يخيفنا لأن صوت الشعب هو صوت الله على الأرض، وإنشاءالله الثالثة ثابتة".

  أما الدكتور رفول، فأشار في كلمته إلى "أن المناضلين الذين حرروا وطنهم هم الذين يبنوه"، مؤكدا "أن التيار يملك تاريخا مشرفا، وخياراته كانت ولا تزال واضحة وهي:تحرير لبنان، تحرر اللبنانيين وبناء دولة الحق والمؤسسات"، مشيرا إلى "أن هذه الخيارات ليست حكرا على مناصري التيار، وإنما هم يدعون جميع اللبنانيين للالتفاف حولها". ودعا "أنصار التيار الوطني الحر إلى التعاون في بلداتهم مع المجالس البلدية والنوادي والمؤسسات الخيرية والدينية لأجل المصلحة العامة". وختم :"فليكن صندوق الاقتراع الحكم، فنتائج الانتخابات في بعبدا - عاليه ستعيد الحق لأصحابه، وأطمئنكم أن نتائج هذه الانتخابات محسومة، ونحن اعتدنا أن نقرن القول بالفعل".

النائب معلوف

بدوره، قال النائب معلوف:"يسعدني أن أكون بينكم اليوم في هذه المناسبة، ويسعدني جدا أن يكون من كلفني بتمثيله هو دولة الرئيس العماد ميشال عون. فهذه المنطقة غالية غالية على قلب الجنرال، ليس فقط لأنها من لبنان في مثابة القلب، بل أيضا لأنها مسقط رأس العماد الذي رفع رؤوسنا ورأس لبنان". اضاف:"بعبدا - عاليه طالما كانت في تاريخها النضالي الطويل حصنا للسيادة والكرامة والعنفوان، بمقدار ما هي منارة للعلم والحضارة والثقافة والانفتاح. منها انطلق رواد في الفكر والعلم والسياسة والأدب والاجتماع، حاملين مشعل الحضارة والانفتاح والعيش المشترك بين مختلف الأديان والطوائف والمذاهب، على قاعدة الولاء الواحد للوطن الواحد السيد الحر المستقل.وليس غريبا ان تكونوا أنتم روادا في ثقافة الحوار، روادا في ثقافة الديموقراطية، روادا في ثقافة قبول الرأي الآخر، في مواجهة ثقافة العنف، ثقافة الاعتداء، ثقافة الأنا أو لا أحد، ثقافة التسلط على مقاعد نيابية هي ملك لكم ولقراركم الحر". وتابع:"لا أحد يفرض على أبناء بعبدا- عاليه قرارا ليس قرارهم، أو مرشحا ليس منهم ولم يشاركهم همومهم وحياتهم اليومية وطموحاتهم الوطنية. ولا يحاولن أحد أن يفرض على أبناء هذه المنطقة الأحرار ثقافة التخويف، لأن أبناء بعبدا عاليه لم يعرف الخوف إلى قلوبهم سبيلا في أحلك الأيام وأصعبها.

ولا يحاولن أحد أيضا استخدام ثقافة الترهيب والترعيب على قوم سمتهم الشجاعة وثقافتهم الحرية والسيادة والاستقلال، ثقافة التيار الوطني الحر بقيادة العماد ميشال عون. ولا يزايدن عليكم أحد لأنكم قاتلتم الاحتلال السوري بالمدفع والبندقية يوم كان البعض يسانده لإسقاط آخر معاقل الكرامة والسيادة والحرية، والبعض الآخر يستقوي بالاحتلال على أهله ومواطنيه. ولا يعيرنا أحد بتفاهمنا وتقاربنا مع من نشاء لأن رسالتنا الجمع لا التفرقة والوفاق لا الخلاف، ونحن لسنا كسوانا ممن ينسجون تحالفات ظرفية مصلحية ثم عليها في سرعة البرق ينقلبون". وتوجه النائب معلوف إلى الحاضرين،"أنتم أقوياء بصلابة موقفكم، بثقافتكم النظيفة من كل عنف، أقوياء لأنكم على قناعاتكم الوطنية لا تساومون."

وعن ترشح النائب السابق بيار دكاش، قال النائب معلوف "لقد قام أحد أبناء هذه المنطقة الذين لهم الأيادي البيض عليها، بتقديم نفسه كمرشح توافقي، فوافقنا على طرحه، فيما رفضه بعض الذين لا يريدون وفاقا ولا اتفاقا. فإذا كان الدكتور بيار دكاش لا يتمتع بالصفات التوافقية في هذه المنطقة فمن تراه يكون أكثر منه صلاحا؟ وعن رئاسة الجمهورية، قال:"نسمعهم يختصرون كل أزمات البلاد والأخطار التي تهددها برئاسة الجمهورية، ويدعون إلى مطاردتها والقبض عليها، فيما هم شركاء وشهود زور في نهج تهميش المسيحيين وإضعاف مواقعهم في السلطة تحت ستار الدفاع عن المسيحيين. يدعون الرئيس عون إلى الاتفاق على رئيس للجمهورية بين من محضهم المسيحيون أكثرية أصواتهم الساحقة ومن وصلوا إلى الندوة البرلمانية على متن المال السياسي واستخدام السلطة.يتباكون على الوضع المسيحي فيما هم من أوصل المسيحيين إلى هذا الوضع عبر مشاركتهم في الحكومة وموافقتهم على قرارات وتعيينات تخرج المسيحيين من مواقع ومراكز في الإدارات والمؤسسات". وختم، متوجها الى أهالي بعبدا عاليه، قائلا:"إن لبنان على مفترق خطير، فلا تأخذكم الشائعات والدعايات الخبيثة التي تبثها أبواق مأجورة ومرتهنة. أنتم أصحاب مشروع وطني إنقاذي ونهج إنفتاحي في اتجاه كل القوى الحية المؤمنة بأزلية هذا الوطن وسيادته وحريته واستقلاله، فاصمدوا عند قناعاتكم لأنكم أنتم المنتصرون".

 العماد عون

وفي كلمة مسجلة، توجه النائب العماد عون إلى الحضور بالقول: "لكل معركة انتخابية شروطها، وأنا أتمنى أن يكون النائب السابق بيار دكاش، نائبا توافقيا. ولكن، ثمة شكوك كبيرة خصوصا بعد كلام الدكتور سمير جعجع. وأطلب منكم تحضير انفسكم مع التشديد على ضرورة المحافظة على أخلاقيتنا واحترامنا للاختلاف مع الاخر". وطلب من شباب التيار "التزام الهدوء وتجنب الملاسنات"، مذكرا أن "القيمة الكبيرة تخسر إذا تلاسنت مع القيمة الصغيرة". وقال:"المعركة ليست صعبة، لكن علينا اعتبارها كذلك، لكي يكون الفارق كبيرا، فنفهمهم مرة لكل مرة. ونحن نتسم بالجدية والعمل التقني السليم، وعلينا البدء بالاتصالات مع جميع الناخبين". وتوجه إلى المسيحيين، قائلا "نحن أتباع ثقافة تعايش مع محيطنا المختلف، ولا يجب أن نكون رأس حربة للآخرين في صراعاتهم".

 

في أسفل تقارير وتصاريح وأخبار تتناول الهجمة الأصولية على الأشرفية

وزير الداخلية اللبناني يقدم استقالته 

الأحد 5 فبراير - إيلاف

ايلاف من بيروت: اعلن وزير الداخلية اللبناني حسن السبع اليوم تقديم استقالته على اثر اعمال الشغب في بيروت والتي اسفرت عن جرح نحو ثلاثين شخصا واحرقت خلالها القنصلية الدنماركية في بيروت.

وقال الوزير للصحافيين "قدمت استقالتي من الحكومة" اثر انتقادات تتعلق باحراق قنصلية الدنمارك والاعتداء على كنيسة في ضاحية بيروت الشرقية. واضاف السبع انه رفض اعطاء الامر باطلاق النار على المتظاهرين "لاني لست من الذين يعطون اوامر من هذا النوع"، لان مثل ذلك يمكن ان يؤدي الى مذبحة. واضاف انه تم نشر 1200 من عناصر القوات الامنية لكننا لم نتمكن من ضبط الوضع بسبب تصميم المتظاهرين الذين بلغ عددهم عدة الاف. على خط مواز شكل علماء من كافة المناطق اللبنانية حملة تحت عنوان "الحملة اللبنانية لمواجهة الاساءات الدانماركية"  وطالبوا في بيان عرف هيكلية واهادف الحملة بالاعتذار الرسمي، ومن باريس قال رئيس كتلة المستقبل النيابية النائب سعد الحريري ان "ان شرارة الشغب انطلقت من سوريا وتم تصديرها الى لبنان موضحا ان مظاهرة حصلت في سوريا امس وتم خلالها احراق عدد من السفارات وكان يفترض ان تحصل  اليوم مظاهرة سلمية في لبنان  ولكن عناصر غريبة اندست بين المتظاهرين".

وعقد قائد القوات اللبنانية سمير جعجع مؤتمرا صحافيا قال فيه انه يشجب التجاوزات التي حدثت في الاشرفية والتي ادت الى احراق القنصلية الدنماركية بالاضافة الى مهاجمة كنيسة مار مارون، وقال يخطئ من يعتقد ان التجاوزات حصلت على ايدي المسلمين الذين يتحدث باسمه مفتي المجهورية محمد رشيد قباني الذين حاولوا ضبط الوضع واستنكار ما حدث، بالاضافة الى تيار المستقبل والرئيس فؤاد السنيورة الذين يمثلون مواقف المسلمين الحقيقة الشعبية والشرعية. وتوجه الى مسيجيي لبنان قائلا ان التوقيفات التي حصلت تبين ان ثلث الموقوفين سوريون في اشارة الى الاعتقالات الي قامت بها قوى الامن الداخلي لـ 150 موقوفا،  والثلث الاخر من الجبهة الشعبية الفلسطينية، ووصفهم بانهم اندسوا بين السلكين المتظاهرين لاشعال الفتنة بين اللبنانيين مسيحيين واسلاميين، وهذا الامر بدعم من سورية التي يهمها اظهار فشل اللبنانيين في حماية انفسهم بعد خروجهم من لبنان. ودعا الى ضبط النفس لتحقيق الاستقلال الحقيق.

يذكر ان قوات الامن اعتقلت 174 شخصا تقريبا 36 منهم لبنانيون و 76 سوريون و 29 فلسطيني و25 من البدو، تم القاء القبض عليهم عبر 60 حاجزا امنيا اقيموا في ضهر البيدر، الدورة، نهر الكلب، ونهر ابراهيم، واعلنت قوى الامن الداخلي اصابة 21 عنصرا لديها اضافة الى مقتل لبناني اختناقا جراء الدخان المتصاعد بعد احراق القنصلية في الاشرفية شرق العاصمة بيروت.

وكان متظاهرون احرقوا سيارات للشرطة اللبنانية ورجال الاطفاء في المنطقة المذكورة، وكان بعضهم مقنعين او يرتدون كوفيات مخططة بالاحمر والابيض. حاولت قوى الامن اللبنانية ان تفرق المتظاهرين بالغاز المسيل للدموع من دون جدوى. وتمكن المتظاهرون من تجاوز الطوق الامني حول مبنى قنصلية الدنمارك في منطقة الاشرفية واشعلوا النار فيه بعدما بقوا اولا على بعد حوالى 200 متر منه. وجرح 28 شخصا في المواجهات بين المتظاهرين وعناصر الشرطة.  وسبق حوادث بيروت احراق مبنيي سفارتي الدنمارك والنروج السبت في دمشق، واعرب مفتي سوريا العام الشيخ احمد بدر الدين حسون عن اسفه لما حصل.  ودعت الدنمارك والنروج السبت مواطنيهما الى مغادرة سوريا، ووجهت كوبنهاغن اليوم الدعوة نفسها الى مواطنيها في لبنان. 

وكانت  صحيفة يولاندس بوستن جددت اعتذارها من المسلمين كافة  اليوم على لسان رئيس تحريرها كارستن يوسته الذي شدد على اسفه العميق لما اثار نشر الصور من اساءة الى المسلمين كافة مشيرا الى جهله بمدي حساسية الامر بالنسبة للمسلمين . وإذ اشار الى عدم تعارض نشر صورة تتعلق بالعقائد مع القوانين الدنماركية الا انه لم يقصد ابدا اثارة السخط لدى الجمهور المسلم في الدنمارك والعالم اجمع. (لقراءة الصيغة الجديدة للاعتذار اضغط هنا)

واكد يوسته انه لم يكن اطلاقا قصد الجريدة الاساءة الى شخص النبي او المسلمين وهي تقدم اعتذارها العميق والصادق، والتي سبق وان حصلت على جائزة الامتياز من المفوضية الاوروبية  وذلك اثر نشر الجريدة العديد من المقالات في ملحق خاص يدعو للتعايش السلمي والاحترام المتبادل بين الدنماركيين وكل الاقليات الاخرى في الدنمارك حيث تضمن الملحق العديد من المواضيع الايجابية فيما بتعلق بالاسلام والمسلمين.

واضاف بوسته ان هناك رسوم عديدة اضيفت الى الرسوم الاثني عشر سيئة للاسلام ونبيه ونفى ان يكون لجريدته اي صلة بها وبانها لم تنشر يوما على صفحات الجريدة ، واكد على ان الجريدة تقد حرية الفرد بممارسة شعائه الدينية وتدعم التنوع الثقافي والاثني، ولم يكن قصدها الاساءة لاي ديانة آسفا على سوء فهم قصد الجريدة من نشر الرسوم.

 

الرئيس عون تفقد كنيسة مار مارون وزار المطرانين مطر وعودة

ما حدث اليوم يندرج في مخطط فتنة والجرائم المرتكبة مسؤولية المتظاهرين السلطة لم تقمع الشغب اثناء التظاهر كما انها لم تتحمل مسؤولياتها

وطنيةـ5/2/20060 (سياسة) زار رئيس "تكتل الاصلاح والتغيير" النائب ميشال عون مساء اليوم كنيسة مار مارون حيث أقيم تجمع صلاة لاستنكار التعديات التي رافقت تظاهرة اليوم، والتقى كهنة الكنيسة، ثم زار مطرانية بيروت للروم الأرثوذكس التي تعرضت أيضاً للاعتداء والتقى سيادة المطران الياس عودة، وزار مطرانية بيروت للموارنة والتقى سيادة المطران بولس مطر.

وقام بجولة على الأماكن والمحال المتضررة وأدلى بالتصريح التالي: "لا شك أن ما حدث اليوم يندرج في مخطط فتنة، وقبل استنكاره وقبل أي شيء آخر أحب أن أهنئ سكان الأشرفية المسيحيين، وأيضا كل المسيحيين الذين هم على طريق هذه المظاهرة في ذهابها وإيابها لأنهم استجابوا لنداءاتنا، لنداءات التوعية، ورفضوا ان يردوا الإساءة بالإساءة، والآن اكتشفنا اننا امام مشروع فتنة، وقد تغلبنا عليه. ولكن تبقى مسؤولية الجرائم التي ارتُكبت هي مسؤولية المتظاهرين، المسؤولية المعنوية والمادية، ومسؤولية الذين طلبوا الإذن بالمظاهرة والذين دعوا اليها.. فإذا كان حق التظاهر مقدسا ًفإنه لا يوجد حق للتخريب والشغب، ومسؤولية السلطة هنا ان تقمعه. السلطة لم تقمع الشغب اثناء التظاهر كما انها لم تتحمل مسؤولياتها باستدراك الموضوع؛ فالمظاهرة تحضرت وهي تعرف من سيشترك بها واي جهات، وتعرف النوايا من خلال اجهزة مخابراتها، فلا تدعي اليوم ان ليس لديها جهازاً امنياً، فهي تعرف طبيعة المشتركين بهذه المظاهرة. بدأنا نسمع ان السوريين هم من قام بأعمال الشغب في المظاهرة...

اريد ان اسلم جدلاً بأن كل المتظاهرين هم سوريون ولا يوجد أي متظاهر لبناني، فهل ان السوري المقيم على الأرض اللبنانية غير خاضع للسلطة اللبنانية؟؟! وان يكن سورياً او تترياً او نورياً او أي شيء آخر تبقى مسؤولية الحكومة في قمع الشغب والسيطرة الأمنية. نعرف ان هناك وحدات عسكرية كانت جاهزة للتدخل ولم تدعَ للتدخل، وهنا اصبح لدينا شك بوزير الداخلية وبالحكومة ككل وادعوهم الى الإستقالة، ولكن قبل ان تستقيل فلتتفضل وتعوّض مباشرة عن كل الأضرار التي اصابت المؤسسات والأفراد.

س: الرئيس السنيورة استنكر ج: سواء استنكر او لم يستنكر، نحن لسنا جمعية مار منصور الخيرية س: من برايك وراء مشروع الفتنة ؟ ج: الذين نظموا المظاهرة والذين سكتوا عنها والذين لم يأخذوا الإجراءات الأمنية اللازمة كي يوقفوها، بالأمس كان هناك مظاهرة في عوكر، واياً تكن شعاراتها، كانت اكثر ولكنها كانت مضبوطة من الأجهزة الأمنية ومن قبل الذين نظموها، رفعوا شعاراتهم وسواءً كنا مع هذه الشعارات او ضدها، ولكنهم لم يقوموا بأعمال شغب ولم يكسروا لوح زجاج. لماذا يقمع مئة متظاهر بالقرب من القصر الحكومي بينما في اماكن اخرى يترك المتظاهرون على هواهم؟؟

س: هل تعتقد ان هناك تواطؤاً؟ ج: نعم هناك تواطؤ س: من الحكومة؟ ج: "شو من مارون لكن؟؟ مار مارون تواطأ على حالو حتى يكسّر كنيستو؟!!" س: رئيس الحكومة قال انه كان لديهم خياران اما المواجهة بالأسلحة الحية مع التظاهرة او حل المشكلة بالطريقة التي حلّت بها. ج: عندما يضع عشرة عسكريين ويهربون امام المتظاهرين فعندها العسكري مجبر ان يطلق النار، نتذكر عندما كان ينزل المتظاهرون من التيار الوطني الحر كان خرطوم المياه الواحد "يقبع عشر زلم يلزقهن بالحيط"...

 ورأينا اليوم خراطيم الإطفاء كأنها "عم تسقي الجنينة" فليقلعوا عن خلق الأعذار لتغطية المسؤولية فسواء كان المتظاهرون فلسطينيين او سوريين او لبنانيين فنحن لسنا بمواجهة مع المسلمين وان كانت قد رفعت شعارات ضد المسيحيين، واكرر التهنئة على الإنضباط الشعبي والشبابي هنا في الأشرفية وعلى كافة الطرقات، ولكني لا أهنئ السلطة ابداً ومن هنا ادعو الجميع لتحمل مسؤولياتهم.

س: هل يمكن ان يتحول لبنان الى عراق ثان؟ ج: لا يتحول اذا كان هناك سلطة وقوى سياسية حية تريد الحوار كوسيلة تعامل لفض المشاكل المعترضة، الذين لا يريدون الحوار هم الحكومة، نحن ندعوهم منذ شهر ونصف وبالحاح كي نلتقي حول طاولة مستديرة كي نتحدث ونرى ما هي الأمور والمشاكل التي تعترضنا، لا يوجد مشكلة ليس لها حل اذا طبقنا فيها الفكر العادل والعدالة والمنطق

 

البطريرك صفير استقبل وفدا من دار الفتوى ابلغه استنكار المفتي قباني

وتلقى اتصالات من الرؤساء السنيورة والحص والصلح استنكرت ما حدث في الاشرفية

 الشيخ دريان:تجاوزنا اليوم فتنة كبيرة بفضل حكمة المرجعيات الدينية

وطنة - 5/2/2005(سياسة)إستقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير وفدا من دار الافتاء موفدا من مفتي الجمهورية الشيخ الدكتور محمد رشيد قباني ضم رئيس المحاكم الشرعية العليا الشيخ عبد اللطيف دريان وقضاة الشرع: الشيخ محمد عساف والشيخ احمد الكردي والشيخ الدكتور محمد نقري والشيخ ماهر الجاوردي . وتم الاجتماع الذي دام نحو ثلث الساعة بحضور الامينين العامين للجنة الوطنية للحوار محمد السماك والامير حارث شهاب . وبعد اللقاء قال الشيخ دريان:" كلفني سماحة المفتي الشيخ الدكتور محمد رشيد قباني بزيارة غبطة البطريرك وقد شرحت لغبطته ما شاب التظاهرة الاستنكارية التي حصلت اليوم من اعمال شغب وتخريب واعتداء على الاملاك العامة والخاصة واكدت لغبطته على موقف دار الفتوى وموقف سماحة المفتي بأننا مع حرية التظاهر ولكن تحت سقف القانون .

اما الاعتداء على الاملاك العامة والخاصة ودور العبادة فهذا امر يتنافى مع الشرع والدين والقانون .وبلغت غبطته بأنه على الاجهزة الامنية والقضائية التي نثق بهاان تتابع هذا الموضوع لينال كل مسيء العقاب اللازم والرادع . اضاف:لقد اجتزنا اليوم بفضل الله سبحانه وتعالى فتنة كبيرة مخبأة لهذا الوطن وقد تجاوزناها بحكمة المرجعيات الدينية في هذا البلد التي نعتز بمرجعياته الدينية والوطنية، ولكننا نتوجه الى المسؤولين السياسيين والدينيين ان يلاحظوا خطابهم الديني او السياسي لاننا لا نريد ادخال البلد في المجهول، يجب ان نغلب الحكمة على التوتر ولا نريد من احد ان يستغل ما حدث اليوم ليحدث مكاسب او مصالح شخصية ، ان المصلحة العليا اللبنانية تقتضي منا جيمعا التعالي فوق ما حدث اليوم، ونعتبره امرا عابرا سوف ينال من قام به العقوبة اللازمة، ونطالب الدولة اللبنانية بأجراء التحقيق الكامل حول ما حدث في التظاهرة.

 وقال الشيخ دريان : نحن مع حرية التظاهر والتعبير المضبوط فهو امر مشروع ولكن تجاوز الحدود اثناء التظاهر والاعتداء على كرامات الناس فهذا امر يتنافى مع كل الشرائع، لقد بلغت صاحب الغبطة شكر سماحة المفتي وامتنانه لموقف الفاتيكان واستنكار قداسة البابا لما نشر في بعض الصحف الاوروبية ولو ان الحكومة الدانيماركية اخذت بالنصائح التي وجهت إليها واعتذرت، وقامت بالاجراءات اللازمة حيال من فعل هذه الاساءات لما كنا وصلنا الى ما وصلنا اليه اليوم على الساحتين العربية والاسلامية . وطلب الشيخ درويان بأسم دار الفتوى ومرجعية المسلمين الوطنية والدينية من المواطيين التعالي على ما حدث وان لا تكون هناك ردات فعل مقابلة، ففي النهاية كلنا لبنانيون وحريصون علىالوحدة الوطنية .

وقال ردا على سؤال : ما نشهده من اغتيالات وما حدث اليوم لا نستبعد ان يندس في المظاهرات التي تحصل بعض الموتورين فالساحة اللبنانية باتت عرضة للاختراق وهذا ما يستدعي ان يكون اللبنانيين حذريين مما يحاك لهم من مؤامرات .

وقد ادى الوفد صلاة المغرب في غرفة الصحافة في بكركي . كما تلقى البطريرك سلسلة اتصالات هاتفية من الرؤساء فؤاد السنيورة، رشيد الصلح، وسليم الحص، مستنكرين الحادث المؤلم ومن فعاليات لبنانية واغترابية من داخل وخارج لبنان .

 

"المجلس الشرعي":اتخذ صفة الادعاء الشخصي على كل من يظهرهم التحقيق

من مدبرين ومخططين ومنفذين لاعمال الشغب

وطنية - 5/2/2006(سياسة)على اثر الاحداث المؤلمة التي وقعت اليوم في بيروت في اطار مظاهرة الاحتجاج على ما نشرته صحيفة يولند بوسطن الدانمركية عقد المجلس الاسلامي الشرعي الاعلى جلسة طارئة برئاسة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ الدكتور محمد رشيد راغب قباني بحضور دولة رئيس مجلس الوزراء الاستاذ فؤاد السنيورة , والرئيس سليم الحص والرئيس رشيد الصلح والرئيس امين الحافظ واعضاء المجلس , واعتذر كل من الرئيسين عمر كرامي ونجيب ميقاتي لاسباب خاصة .

وقد جدد المجلس الشرعي ادانته لما نشرته الجريدة الدنمركية من رسوم كاريكاتورية تطاولت فيها على شخصية النبي محمد صلى الله عليه وسلم , كما جدد استهجانه للاسلوب السلبي الذي اعتمدته الحكومة الدانمركية في معالجة هذا الموضوع الذي يسيء الى الاسلام والمسلمين في مشارق الارض ومغاربها . وتوقف المجلس الشرعي بقلق واستهجان امام اعمال الشغب المؤسفة التي قامت بها مجموعات مندسة في صفوف المتظاهرين خرجت عن اهداف المظاهرة واسلوبها السلمي لغرض سياسي بهدف ضرب انطلاقة الوحدة الوطنية اللبنانية في مسارها الجديد . فادان المجلس الشرعي بشدة هذه التجاوزات واستنكر كل ما رافقها من تصرفات تتناقض مع الاخلاق والقيم الاسلامية, كما استنكر المجلس الشرعي اعتداء المندسين على احدى الكنائس والممتلكات الخاصة والعامة . وندد المجلس الشرعي بتطاول المندسين بين صفوف المتظاهرين على العلماء الذين حاولوا التصدي لمنعهم من الاعتداء حتى على رجال الامن والاطفاء .

واتخذ المجلس الشرعي صفة الادعاء الشخصي على كل من يظهرهم التحقيق من مدبرين ومخططين ومنفذين لاعمال الشغب , وطالب المجلس الشرعي باجراء تحقيق امني وقضائي لتحديد هوية المندسين الذين اساؤوا استغلال المظاهرة لاثارة الفتنة والاضطراب وزعزعة السلم الاهلي والكشف عن الجهات التي كانت وراء تحركهم المدان , وبرفع الغطاء عنهم ايا كانوا .

واكد المجلس الشرعي تمسكه بالثوابت الوطنية التي لا تدع مجالا للمندسين والعابثين بامن الوطن . وراى المجلس الشرعي في الاحداث التي وقعت اليوم اساءة متعمدة الى الاسلام وسمعة المسلمين وكرامتهم , واعرب عن تعاطفه مع المتضررين من المواطنين اللبنانيين معتبرا ان المتضرر الاول هو لبنان وما يرمز اليه من تعايش اخوي . و وناشد المجلس المرجعيات الروحية والقيادات الوطنية التعاون في معالجة تداعيات هذا الحادث المؤسف والمدان بكل مقاييس الاسلامية والوطنية , بما تميزت به هذه المراجع من حكمة وتفهم وحرص على الوحدة الوطنية .

 

الحريري : هذا اليوم هو يوم أسود للمسلمين في لبنان 

الأحد 5 فبراير -ايلاف

 اندريه مهاوج من باريس : وصف رئيس كتلة نواب المستقبل في البرلمان اللبناني سعد الحريري الاحداث في لبنان والتي رافقت الاحتجاج الشعبي على نشر صور كاريكاتورية للنبي محمد (صلى الله عليه و سلم) بالاعمال المشينة  متهما ايدي غير لبنانية بالتحريض على العنف والشغب. ودعا الحكومة للتعامل بحزم مع هذه الاحداث والتصدي لكل من يحاول الاخلال بالامن كما تمنى على القضاء اللبناني التصدي للذين يقومون بهذه الاعمال من قوى خارجية  وشدد على ان الوضع الامني هو خط احمر لا يجوز لاي احد تجاوزه .

وكان الحريري يتحدث في مؤتمر صحافي عقده في باريس تناول فيه الاحداث التي شهدها لبنان في الساعات الماضية  واعمال الشغب واحراق السيارات والاعتداء على الكنائس والممتلكات مؤكدا ان القائمين بهذه الاعمال هم مجموعات مندسة تريد الاساءة للبنان واشعال الفتنة.  وقال ان شرارة الشغب انطلقت من سوريا وتم تصديرها الى لبنان موضحا ان مظاهرة حصلت في سوريا امس وتم خلالها احراق عدد من السفارات وكان يفترض ان تحصل  اليوم مظاهرة سلمية في لبنان  ولكن عناصر غريبة اندست بين المتظاهرين. واوضح انه تم توقيف غير لبنانيين واشخاص من جنسيات غير لبنانية كانوا يشاركون في اعمال الشغب. واضاف :" فورما نستكمل الحصول على كل المعطيات والاثبابات فاننا سنكون واضحين جدا مع الحقيقة ومع كل ما حصل لان الامن في لبنان ليس لعبة في يد احد وان القائمين باعمال الشغب سيدفعون الثمن . " واوضح الحريري  ان الحكومة ستضرب بيد من حديد مؤكدا ان ما حصل يشكل نقطة عار على المسلمين واعمال الشغب هذه تشكل عملا مذلا بحق المسلمين فهذا اليوم هو يوم اسود للمسلمين وليس للمسيحيين ونقول لاخواننا المسيحيين ان ما حصل اضر بالمسلمين واساء اليهم والى صورتهم  وكان عملا موجها ضد المسلمين وصورتهم اكثر منه ضد المسيحيين.

و قال الحريري أنه  كان من المفترض ان تتم المظاهرة بشكل سلمي . وقد تم تحويل هذا التعبير السلمي عن الاستياء من نشر صور مسيئة للنبي الى عمل مناهض للبنان والى مواجهات مع القوى الامنية واعتداءات على املاك الناس والكنائس فتم اظهار المسلمين كأنهم غير مسالمين ومحبين للعنف والشغب .و أوضح الحريري أن" الاسلام دين مسالم ومتسامح والمسلمون شعب مسالم وديننا هو دين سلام وليس دين تحريض على اللعنف ورمي الحجارة واحراق السيارات والاعتداء على الكنائس . لذلك فان ما حصل يعتبر يوما اسودا للمسلمين" . واكد سعد الحريري ان عقاب اي شخص يرمي حجرا بهدف طائفي سيكون عشر مرات اقسى من المعتاد .   

 

اجتماع طارىء للرابطة المارونية واتحاد الرابطات المسيحية برئاسة اده

الارتكابات المريبة التي صبت غضبها على المواطنين لا تخدم سوى اسرائيل وماربها الساعية ابدا الى الاجهاز على لبنان لتبرير سياستها العنصرية وطنية - 5/2/2006 (سياسة) عقد لقاء استثنائي طارىء للرابطة المارونية واتحاد الرابطات المسيحية في مقر الرابطة المارونية برئاسة الاستاذ ميشال اده. حضره رئيسا الرابطة السسابقان الاستاذ ارنست كرم والامير حارس شهاب ورؤساء الرابطات واعضاء المجلس التنفيذي للرابطة المارونية، واثر التداول صدر البيان التالي:

1- تندد الرابطة المارونية وسائر الرابطات المسيحية في لبنان اشد التنديد والغضب بالاجتياح المدبر الذي تعرضت له نهار اليوم احياء وشوراع الصيفي والاشرفية والرميل والمدور، وما خلفه هذا الاجتياح من تخريب وتدمير وتكسير واحراق ونهب وتعديات موصوفة على ممتلكات المواطنين وارزاقهم وعلى دور عباداتهم، لا سيما الاعتداء الفاجر الاثيم على كنيسة مار مارون في الجميزة.

2- تعتبر الرابطة المارونية وسائر الرابطات المسيحية ان هذا الاجتياح باعمال التدمير المحضرة ادواتها مسبقا، وبالمناطق المسيحية التي تم تعيينها مسرحا لجرائمه، وبالاثار السياسية والمعنوية والمادية المدمرة التي تم التخطيط لاحداثها، اكبر من ان يكون مجرد شغب عابر، واخطر من ان يكون مجرد اخطاء او خلل تنظيمي (كذا) بسيط تعثر تداركه من قبل المسؤولين عن الدعوة الى هذا الذي حصل والمسؤولين عن تدبيره. ان ما حصل هو بداية فتنة اعدت لان يزج باللبنانيين في اتونها، وليحترق لبنان وعيشه المشترك في مرجل نيرانها، وكل كلام يعتبر الذي حصل مجرد اخطاء او عدم انضباط انما هو تغطية مدانة للفتنة الكبرى التي تدبر لهذا الوطن.

3- تتوجه الرابطة المارونية وسائر الرابطات المارونية لمواطني الصيفي والاشرفية والرميل والمدور بتحية الاكبار والاعتزاز لموقفهم الوطني الحضاري الرائع الذي تعالوا فيه على ما الم بهم وبممتلكاتهم وبكنيستهم من جراح وخسارات معنوية ومادية كبرى، فاعتصموا بهدوئهم وحسهم الوطني اللاطائفي الرفيع، وتأبوا ان يستدرجوا الى شراك الفتنة التي استهدفتهم ببيوتهم وطمأنينتهم واملاكهم وارزاقهم ودور عباداتهم. ونحن نرفض بصورة قاطعة مع المواطنين المسيحيين في هذه المناطق ان نستدرج الى اعتماد اي شكل من اشكال الامن الذاتي الذي يجري تزيين امر اعتماده من قبل كل المخربين والساعين للقضاء على لبنان. بل نحن نتمسك كل التمسك بالامن الشرعي اللبناني وحسب، والذي لا غنى عنه ولا بديل عنه على الاطلاق.

4- تؤكد الرابطة المارونية وسائر الرابطات المسيحية ان المستدفيدين الوحيدين من هذا الاجيتاح المنظم ليسوا غير اعداء لبنان، اعداء وحدة بنيه واعداء عيشهم المشترك، واعداء نظامه الديمقراطي البرلماني.

ان العاملين على اشعال هذه الفتنة هم المتضررون من السعي الجاد الى استعادة لبنان استقراره الامني والسياسي والاقتصادي. وهم المتضررون من ان يتمكن اللبنانيون من ان يعبروا بنجاح المرحلة السياسية الراهنة التي فرض عليهم ان يعانوا منها، الى اعادة تأسيس حقيقي لوطنهم اللبناني يديرون شؤونه بانفسهم حريصين فيه على تنوعه الديني وتعدده السياسي، متمسكين به موئلا لحوار المسيحية والاسلام ومركزا متقدما للحريات والديموقرطية ومثالا فذا على صيغة مجتمعية فريدة تدحض بذاتها وبحيويتها وغناها دعاة صدام الحضارات وحروب الاديان.

5- ترى الرابطة المارونية وسائر الرابطات المسيحية انه لا يكفي مطلقا من اجل وأد هذه الفتنة في بداياتها مجرد الاعتذار عما يعتبره البعض اخطاء كما لا يكفي مطلقا التذرع بالحجج الواهية والمشينة الممجوجة عن كون ما حصل فعل قبضة من عناصر مدسوسة وحسب.

ويبقى السؤال الكبير: لماذا تسديد فورة الغضب والانفعالات المدعاة الى المسيحية ومسيحيي لبنان خاصة، لا سيما وان قداسة الحبر الاعظم وغبطة ابينا البطريرك بطرس صفير قد دانا علنا وصراحة ومنذ ايام التعرض لمعتقدات الدين الاسلامي. ان هذه الارتكابات المريبة التي صبت غضبها المزعوم على المواطنين المسيحيين لا تخدم سوى اسرائيل ومآربها الساعية ابدا الى الاجهاز على لبنان لتبرير سياستها العنصرية الاحادية القائلة باستحالة العيش المشترك بين المسلمين ومعتنقي الاديان الاخرى في دولة واحدة.

 6- لم تعد الاعذار ولامواقف الشجب والاستنكار وحسب بمقبولة ولا بجائزة. ونحن نرفض رهن امر الاجرام الخطير الذي حصل بفتح تحقيق، ولا بتعيين لجنة ولا لجان للتحقيق وتحديد المسؤوليات. فهذا كله لن يؤدي الى نتيجة بل هو تهرب من مواجهة الحقيقة، كما قد الفنا. ثمة تقصير فاضح فاقع تقع مسؤوليته على مسؤولي الامن بدءا بوزير الداخلية ومدير الامن الداخلي ومدير الامن العام ومدير الشرطة. فعلى المسؤول ان يتحمل مسؤولياته لا ان يتنصل بتحميلها لغيره. ومعلوم ان المسؤول يستقيل او يقال، كما هو الحال في البلدان الديمقراطية عند حصول حادثة كبيرة.

اقل بدلالاتها وحجمها مما حدث اليوم عندنا نحن نرفض بصورة مطلقة كل الذرائع والمبررات الواهية التي تتدعي بان القوى الامنية قد تصرفت تصرفا حكيما بعد تعرضها للمشاغبين. وانها بهذا المسلك قد وفرت على لبنان وقوع قتلى وجرحى، على ما لذلك من تداعيات. مثل هذه الاعذار نعتبرها اقبح من الذنب. فالجميع كان يعلم منذ البارحة ان ثمة تظاهرات مدبرة يجري اعدادها واطلاقها باتجاه الاشرفية والاحياء المسيحية الاخرى. فهل كان اتخاذ التدابير الوقائية والمشددة وحماية المعابر والطرقات والمباني منذ البارحة امر صعبا او مستحيلا؟

المواطنون جميعهم بانتظار الجواب الشافي على ذلك. 7- ان من الملح كذلك ان تجري معاقبة فورية لكل الضالعين في ارتكاب هذه الاعتداءات المدبرة وانزال اشد العقوبات و اقساها بالمخططين و المنفذين . و ذلك ردعا لكل من تسوله نفسه . افرادا او مجموعات ,العبث بامن لبنان وامان مواطنيه وممتلكاتهم ,و الدفاع بهم الى اشداق الفتنة .

واذ تنوه الرابطة المارونية وسائر الرابطات المسيحية بالمواقف الوطنية الحازمة التي اطلقها دولة رئيس مجلس الوزراء الاستاذ فؤاد السنيورة من دار مطرانية بيروت المارونية فهي لا يسعها الى ان تدعو مجلس الوزراء والسلطات القضائية المختصة الى المسارعة لاتخاذ كل الاجراءات الرادعة لدرء الوطن من تكرار هذه الاخطار المميتة. ان الفتنة اشد من القتل، ولن يسامح اللبنانيون ابدا كل من يتستر على اقل مشروع فتنة او يتساهل مع مشعلي نيرانها.

 

السيد نصرالله: اي حادث يحصل يجب ان تعالجه مؤسسات الدولة على القيادات التنبه الى خطابها لان وضع البلد حساس

وطنيةـ5/2/2006(سياسة) قال الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله خلال المجلس المركزي في الرويس: من الواجب أن أتوقف عندما حصل اليوم في بيروت. المسؤولية الوطنية تقضي التوقف قليلاً وذكر بعض الأمور التي يجب أن تأخذ بعين الاعتبار. في لغتنا نحن نقول :

كنا بشي صرنا بشي. اليوم كانت هناك تظاهرة طبيعية تحرك فيها رجال ونساء وعلماء للتنديد بالاساءة إلى رسول الله (ص)، وهذا أمر طبيعي وحق طبيعي، وفي لبنان هذا الحق محفوظ ويجب أن يبقى محفوظا أيا تكن الأخطاء. لعل خصوصية المكان جعلت لبعض الأخطاء تداعيات وآثار كبيرة وسيئة. الذين نزلوا إلى الشارع كانوا يحاولون أن يمارسوا حقا طبيعيا، ومسؤولية دينية وأخلاقية تجاه نبيهم(ص). طبعا، لم نكن نحن من الجهات الداعية أو المشاركة لأن هناك أنشطة في أماكن مختلفة ومتوزعة ومتنوعة. في كل الأحوال حصل ما حصل اليوم، بالتأكيد يمكن لأي إنسان أن يقوم بواجبه ولكن لا يجوز له أن يعتدي على أملاك الناس وأموال الناس وحرمات الناس وكرامات الناس، وأيضا دور العبادة.

هذا أمر، اليوم في لبنان هناك إجماع عند المسلمين والمسيحيين عند الجميع، على إدانته وعلى رفضه ولا يستطيع أحد أن يدافع عن هذه الأخطاء. الكل معني برفضها وبإدانتها والتنبه لها في المستقبل. إزاء ما جرى اليوم، أنا لا أريد أو أُوصف كثيرا حتى لا نغرق بالحادثة، ما بعد الحادثة، نفس الحادثة ما جرى بالتظاهرة وأيضا بعض ردات الفعل التي حصلت سواء في بعض الخطاب السياسي المتشنج أو في قطع بعض الطرقات والتعرض لبعض الناس على أساس طائفي أو ما شهدناه في بعض الأحياء من ظهور مسلح، هذا كله خطير جدا. الليلة هناك اجتماع استثنائي للحكومة اللبنانية، ما نرجوه من الحكومة اللبنانية ومن كل القيادات الدينية والسياسية في لبنان ومن الناس أيضا في لبنان، بالدرجة الأولى المطلوب من الحكومة إجراء تحقيق دقيق في ما حصل، هناك مسؤوليات موزعة، ما هي مسؤولية قوى الأمن عما حصل ؟

أسهل شيء أن يأتي شخص بدون معطيات ويتهم قوى الأمن أو يتهم المتظاهرين أو يتهم كيفما كان. هذا خلاف الإنصاف. ديننا يقول: التحقق والتثبت والنظر ما هي الحقيقة قبل أن نتهم وقبل أن نوظف، لذلك الحكومة معنية بإجراء تحقيق. تحديد مسؤولية قوى الأمن في ما حصل اليوم ، تحديد مسؤوليات الجهات الداعية إلى التظاهرة في هذا اليوم. فلنتفق: عندما تدعو أي جهة إلى تظاهرة يجب أن تتحمل مسؤولية إدارة وتنظيم التظاهرة. طبعاً لا أحد بديل عن السلطة، ولكن تعاون المجتمع المدني مع السلطة والقوى الأمنية يجنبنا حوادث مشابهة. عندما ندعو إلى تظاهرة نحن مسؤولون عن تنظيمها وعن إدارتها. بعض الجهات المنظمة قالوا بصراحة لقد خرج الوضع من يدنا. الجهات الداعية لا تريد أن يحصل ما حصل ولم تخطط له بالتأكيد، وهذا لا يحتاج إلى تحقيق. بعد ذلك، يجب تحديد مسؤوليات بعض المتظاهرين وماذا حصل معهم وهذا يحتاج إلى تحقيق. من أسهل الأمور أن تجتمع الحكومة اليوم أو تجتمع بعض القيادات السياسية وأن يفتشوا عن أحد ويلقوا عليه التبعة بدون تحقيق، بدون تدقيق، بدون متابعة، وهذا أسهل شيء وهذا دليل فشل. لا يُدار البلد بعقلية الاتهامات المسبقة وبعقلية تجاهل الحقائق وبعقلية عدم التدقيق في المسائل وبعقلية تسييس الأحداث، هذا خطير.

لذلك، ممكن أن يكون الذي حصل اليوم أن هناك جهة مسبقا تريد أن تخترق الصفوف وأن تصنع ما صنعت، ويمكن أن لا يكون كذلك، يمكن أن يكون حصل توتر وغضب وحصل خطأ ميداني معين فحصل ما حصل. لنر ما هي الحقيقة وماذا حصل بالضبط حتى نعرف البلد إلى أين ذاهب. والنقطة الرابعة، أي بعد القوى الأمنية والجهات المنظمة والمتظاهرين الذين حصل معهم المشكل في الميدان، المسؤولية تجاه الخطاب السياسي، فورا صدر خطاب سياسي متوتر منفعل وبدأت تخرج رائحة الطائفية والمذهبية هنا وهناك. هذا خطير جدا على البلد، المطلوب معالجة جادة لأن الجو السياسي القائم ينذر بمخاطر. يجب أن نواجه هذا الوضع بالتضامن الوطني. نتمنى الأخطاء التي حصلت اليوم والتي رفضناها جميعا ونددنا بها جميعاً أن لا تستغل لتحريض طائفة على طائفة وأتباع مذهب على أتباع مذهب، نتمنى ذلك ، وليس فقط هذا تمني هذا واجبنا، واجب الجميع. من يستغل أحداث من هذا النوع من أجل التحريض الطائفي والمذهبي هو يخون أمانة البلد ومستقبله ومستقبل الأجيال الآتية.

اضاف السيد نصرالله :"ما حصل، يجب أن يتم محاصرته ومعالجته وإنهاؤه، ولا يجوز أن يستغل لأي توظيف سياسي ذات طابع فئوي أو طائفي أو مذهبي.

أنا لا أقول أن على القوى السياسية أن تسكت، لكن فلنتحدث في الأسباب السياسية والأمنية والأجواء السياسية والأمنية، بالمعالجات السياسية والأمنية. الخطير هو اللغة الطائفية والمذهبية. المطلوب في هذه المرحلة أن نتصرف جميعا بحس وطني حتى لا يذهب البلد من أيدينا. المطلوب من الجميع ، أيضا القوى السياسية، ضبط قواعدها وجمهورها وخطابها. بمعزل عن مظاهرة اليوم، في الأيام القليلة الماضية حصلت بعض المشاكل في بعض الأماكن، تلاسن هنا، تضارب هناك. أنا أولاً أقول لمن يسمع لنا ويقبل منا: ممكن أن يدخل أحد على الخط، ممكن نتيجة التشنج الموجود في البلد أن تحصل بعض الإشكالات الفردية هنا وهناك، أي إشكال فردي يحصل يجب أن يعالج في مكانه، ممنوع تطوير أي إشكال فردي، وممنوع أن يأتي أحد لاحقاًويأخذ حقه بيده. في داخل البلد إذا أراد كل شخص أن يأخذ حقه بيده فلت البلد، هناك دولة لا زالت موجودة ويجب ان نعمل جميعاً لتبقى موجودة، هناك قوى أمن وجيش وقضاء وقوى سياسية والجميع يتحدثون مع بعضهم البعض:

أي حادث يحصل يجب أن يعالج من خلال مؤسسات الدولة الأمنية والقضائية، ولا يجوز أن يتوتر أحد أو يذهب أحد ليتصرف بشكل فردي أو شخصي، لكن في كل الأحوال، قبل أن نخاطب القواعد والأرض ونناشدها ونطالبها بالإنضباط ، أنا أريد أن أجدد الخطاب للقيادات السياسية والقيادات الدينية ولوسائل الإعلام في لبنان أن ينتبهوا لخطابهم لكلماتهم للغتهم، لما يقولون. البلد في وضع حساس جداً ويجب أن نتعاطى معه بهذا المستوى. أسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا جميعاً لتجاوز هذه المرحلة الصعبة والخطيرة.

 

امن الدولة يوقف 13 مندسا لتحريك اعمال الشغب والتخريب ضد دور العبادة والممتلكات العامة والخاصة

وطنيةـ5/2/2006(امن) صدر عن المديرية العامة لامن الدولة _ فرع التوجيه والاعلام والعلاقات العامة البيان التالي : بتاريخ الاحد 5/2/2006 واثناء التظاهرة التي اقيمت امام القنصلية الدانمركية في الاشرفية تمكن عناصر مديرية بيروت الاقليمية التابعة للمديرية العامة لامن الدولة من توقيف ثلاثة عشر شخصا من المندسين للقيام بتحريك اعمال الشغب والتخريب ضد دور العبادة والمنشات والممتلكات العامة والخاصة وهم كل من : السوريين : اح _ ع م _ص ح _ج ع _ ع غ _ ف ع _ خ ز _ ع غ . اللبنانيين : ب ح _ و ش _ ش أ _ه م _ ح ع . وقد قامت بناء لاشارة النيابة العامة العسكرية في بيروت بتسليمهم الى مديرية المخابرات في الجيش اللبناني .

 

قوى الامن الداخلي أوقفت 174 شخصا من جنسيات مختلفة قتيل و22 جريحا مدنيا واصابة 19 عسكريا بجروح مختلفة

وطنية ـ 5 ـ 2 ـ 2006 (أمن)صدر عن المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي شعبة العلاقات العامة البلاغ التالي: بتاريخ اليوم 5/2/2006 وعلى أثر دعوة بعض القوى للتجمع والتظاهر في منطقة الأشرفية ، أمام مبنى القنصلية الدانمركية احتجاجاً على الإساءات التي أقدمت عليها صحيفة دانمركية عن الرسول محمد ( صلّى الله عليه وسلّم ) ، تجمع صباح اليوم عدد كبير من المتظاهرين أطلق بعضهم هتافات منددة بما حصل فيما لجأ بعض المندسين إلى رمي رجال قوى الأمن الداخلي بالحجارة والعصي والقاذورات كما عمدوا الى تحطيم بعض السيارات وتكسير بعض المحلات ونهبها والى إطلاق عيارات نارية من مسدسات حربية .

بعد ذلك عمد المتظاهرون إلى محاولة خرق السد الأمني الأمر الذي إضطر القوى الأمنية إلى استخدام القذائف الدخانية ، وفيما بعد حشد المتظاهرون أعداداً ضخمة وتمكنوا من تكسير عدد من سيارات قوى الأمن الداخلي والسيطرة على بعض سيارات الدفاع المدني وأعادوا مهاجمة السد الأمني بأعداد ضخمة ، ولمّا كانت الأوامر صارمة بعدم إطلاق النار ، تمكن المتظاهرون من دخول مبنى القنصلية وإحراقه . أدّت هذه العملية الى جرح عدد من رجال قوى الأمن الداخلي والمواطنين وتمكنت قوى الأمن الداخلي من توقيف عدد من الذين شاركوا في أعمال الشغب وهم من جنسيات لبنانية وفلسطينية وسورية ، بلغ عددهم لغاية مساء اليوم 174 موقوفاً منهم 76 سورياً ، 35 فلسطينياً ، 38 لبنانياً و25 دون جنسية ، كما سجل سقوط قتيل نتيجة الإختناق وجرح 22 مدنياً بينما أصيب 19 عنصراً من قوى الأمن الداخلي بجروح مختلفة. وتضرر : - ثمانية آليات لقوى الأمن الداخلي -ثمانية سيارت إطفاء -خمسون سيارة مدنية -حوالي أربعون محلاً تجارياً وقد بوشر التحقيق بإشراف القضاء العسكري .

 

المركز الكاثوليكي للاعلام :المساس بالمقدسات امر مرفوض وندعو الدولة الى تحمل مسؤولياتها ومحاسبة المشاغبين

وطنيةـ5/2/2005(سياسة) وزع "المركز الكاثوليكي للاعلام" بيانا شجب فيه الاعتداءات اتي حصلت اليوم وطاولت احياء سكنية في منطقة الاشرفية ، وجا في البيان :أمام الاحداث الخطيرة والمتسارعة التي حصلت اليوم في الاشرفية والتي استهدفت كنيسة مار مارون-الجميزة وسكان المنطقة،اضافة الى اعمال الشغب المفتعلة، يهم المركز الكاتوليكي للاعلام ان يعلن ما يلي:

اولا :إن المساس بالمقدسات امر مرفوض، من هذا المنطلق، لقد شجبنا بشدة الاساءة التي وجهت الى المسلمين من خلال الرسومات الكاريكاتورية التي طالت النبي محمد .أما وان يصبح الاحتجاج انتهاكا للمقدسات المسيحية، فهذا يؤسس لمشروع فتنة بين اللبنانيين يسعى الجميع الى ابعاده.

ثانيا : إن الغياب الفاضح للقوى الامنية اللبنانية والتقصير الذي حصل وساهم في زرع الخوف في نفوس سكان المنطقة وتسبب بأضرار جسيمة، لهذا فإننا ندعو الدولة الى تحمل مسؤولياتها ومحاسبة من يجب محاسبته من المشاغبين والمسؤولين على السواء وأن تعوض على المواطنين بممتلكاتهم . ثالثا: ندعو اللبنانيين الى تغليب لغة العقل والى التروي في معالجة هذه الاحداث لتفويت الفرصة على من يصطادون بالماء العكر بغية زرع الفوضى وبذور الحرب في وطننا العزيز لبنان .

 

الشيخ غيث : ما جرى يؤكد ان الحكومة تعيش في غيبوبة

وطنية-5/2/2006(سياسة)اعتبر شيخ عقل الطائفة الدرزية الشيخ بهجت غيث :"الى ان ما حدث يؤكد بأن الحكومة تعيش في غيبوبة كاملة مما ينذر بحدوث الاسوأ في ادارة امور البلاد على كل المستويات، لان مثل هذه الاحداث تستوجب اتخاذ الاجراءات المناسبة لطمانة المواطنين ومحاسبة المقصرين والمسؤولين عن هذه الفتنة، واللبنانيون لديهم الوعي الكافي ولاينقصهم الا رجال في الحكم على مستوى هذه المرحلة .

وقال الشيخ غيث: الاديان السماوية لا تأمر بالعنف ولا تقره، وكل اعمال العنف دليل على غياب العقل والحكمة، ولكن الحرية المباحة من كل القيود والتي لا تحافظ على قدسية الاديان تؤدي الى مثل هذه الفتن التي لا بد من تداركها من قبل العقلاء .

 

النائب جنبلاط حمل النظام السوري مسؤولية الاحداث التي جرت اليوم

وصلت رسالة التخريب ولن نقع في الفخ والوحدة الوطنية اقوى منها

وطنية-5/2/2006(سياسة) عقد رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط ندوة صحافية في قصر المختارة اثر احداث الشعب التي حصلت في بيروت، واستهلها بالقول: "اضم صوتي الى صوت كل الذين استنكروا هذه الاساءة بحق المقدسات الاسلامية من قبل بعض من الصحافة في الغرب التي اهانت المقدسات وتعرض للديانات السماوية ولا سيما الدين الاسلامي، لكن ايضا اتساءل لماذا فقط في سوريا وفي لبنان جرى هذا الشغب، كل العالم الاسلامي استنكر على طريقته وبشكل حضاري، لكن فقط في سوريا ولبنان حصلت اعمال الشغب . يقولون في سوريا بإن هناك دولة، الم تستطع هذه الدولة ان تحمي السفارات وان تسير تظاهرات بشكل منظم؟، سؤال".

تابع:" اما في لبنان ماذا يريد النظام السوري؟ وصلتنا الرسالة، ونعم نحن نستنكر والجماعات التي سارت كان يمكن ان تسير بشكل عقلاني، ونحن نعلم ان هناك البعض من المشايخ حموا الكنائس على الطريق، ربما لم يستطيعوا حماية كنيسة مارمارون، هناك عقلاء، لكن فجأة دلخت عناصر الشغب والحرق والضرب والسرقة، ومنها عناصر جرى اعتقالها وكانت عناصر سورية، لماذا فقط في لبنان وسوريا هناك شغب؟"

اضاف:" واتساءل ايضا، لماذا لم نتوقف عند الموقف الرائع للفاتيكان، للحبر الاعظم الذي دان الحرية الصحافية التي جرحت شعوب ومقدسات المسلمين، لماذا لا نفكر بأنه كان لا بد من تلاقي القيادات والمرجعيات الدينية الاسلامية والمسيحية، وادانة الصحافة اللا مسؤولة التي جرحت شعور المسلمين ودنست مقدسات المسلمين، سؤال؟ فجأة تركت التظاهرات بشكل غير مدروس وعشوائي. اسئلة يحق لي ان اسألها، وقد يكون ربما هذا صوت نشاز، لكنني اعيد الامر الى السياسة". وقال:" نترك امر الاهانة للمقدسات ونتحدث بالسياسة.

ان ما جرى اليوم يذكرني بكلام السيد بشار الاسد في مجلس الشعب، انه اذا ما تعرضت سوريا الى ضغوط فستعم الفوض في المنطقة، هذا هو رأيي السياسي الى جانب ادانتي والتأكيد على الادانة الواضحة لما يسمى الصحافة اللامسؤولة التي حقرت المسلمين، لكن هناك نوايا سياسية خبيثة والتي تريد ان تقول لنا، انتم ايها اللبنانيون اخرجتمونا من لبنان انتم لا تستطيعون ان تحكموا انفسكم بأنفسكم، نحن نستطيع ان نحميكم، نحن الضمانة وهذا نوع من الانتقام. واتساءل ايضا، ونسأل الرئيس بشار الاسد ولا الوم هنا السلطة اللبنانية التي بدات بلملمة نفسها بنفسها. بالامس دخلت عشرين قاطرة من السلاح اوقفها الجيش . لماذا الحدود بين لبنان وسوريا ترسل من خلالها الاسلحة والذخائر والعناصر الى لبنان، من اجل من؟ التخريب؟ وصلتنا الرسالة، هذا ما جرى قبل يومين، واليوم سارت تلك التظاهرة التي كان يمكن ان تكون سلمية حضارية، وقد راينا المشايخ الاجلاء المسلمين يحمون الكنائس، فجأة تحول الامر الى شغب، ودخل من دخل على الخط، وهناك سوريون وغير سوريين حرقوا ونهبوا، أنها بعض الاسئلة كي لا يحصر الموضوع فقط بالاستنكار، نعم نستنكر انما هناك اسئلة مشروعة في السياسسة، وهذه الاسئلة موجهة الى النظام السوري، اعيد واقول كل العالم الاسلامي استنكر، لكن ما من احد سمع بالشغب إلا في سوريا ولبنان اليس هذا بغريب؟".

حوار وسئل : ما جرى في سوريا بالامس انتقل بالشهر نفسه الى بيروت، فهل هذا ان لبنان دخل دائرة الفوضى والشغب . اجاب: "في سوريا دولة قوية جدا وكل تظاهرة هناك هي تظاهرة مدروسة، وحتى الشغب اذا حصل فهو مدروس، انا اتحدث سياسة. في لبنان يبدو انه من خلال ارسال السلاح والعتاد والرجال واستخدام البعض من العمال السوريين يريدون القول بأن لبنان معرض للفوضى وتلك نتيجة خروجنا من لبنان، انها رسالة الى اللبنانيين.

 لن نقع في هذا الفخ، وحدتنا الوطنية اقوى بكثير، لكن اعيد واكرر، لمن هذا السلاح الذي دخل الى لبنان وبإسم من ولماذا لا نستطيع ان نقوم بواجباتنا ونقفل الحدود ونمسك بها، وان نحصن الحدود ونبني علاقة ندية مع النظام السوري. لا يريدون، يريدون استباحة لبنان مجددا. لن نسمح لهم لا في السياسة ولا غير السياسة، والوحدة الوطنية اقوى من التخريب السوري".

سئل: تردد ان بعض المسيحيين نزلوا الى الشارع استنكارا لاعمال الشغب. اجاب: "غير صحيح، ان تصريحات كل القيادات المسيحية بمستوى من المسؤولية الكبيرة وكل القيادات تعلم، وهنا اريد ان انبه كي لا نقع في الفخ، لان بعض من المشاعر كما جرى بالامس ادت الى توتر خارج المألوف بين عناصر من الحزب التقدمي الاشتراكي وحزب الله في منطقة الشويفات، لكن على كل القوى بما فيها حزب الله، وحركة امل ووليد جنبلاط، وسمير جعجع وامين الجميل وميشال عون، والجميع، يجب في النهاية وضع حد للتدخل السوري السافر في الشأن اللبناني، وإلا في هذه الحال لا نستطيع ان نحمي الوحدة الوطنية، وان نطبق الطائف.

الطائف يقول بإرسال الجيش الى الجنوب وتطبيق اتفاق الهدنة، اما الوقوف بموقف متأرجح وعدم ادانة التخريب المدروس جدا من قبل النظام السوري، مع الاسف هذا ما يؤدي اليه، ورأينا اليوم تحت شعار ادانة اهانة المقدسات راينا نموذجا صغيرا. هذا هو رايي السياسي، اجدد استنكاري، واضم صوتي الى صوت كل المسلمين في رفض اهانة المقدسات. واضم صوتي ايضا الى صوت الفاتيكان، لكن اتحدث كسياسي وارى اين المؤامرات ومكمن المؤامرة". وفود شعبية وكان النائب جنبلاط التقى في قصر المختارة اليوم عددا كبيرا من الوفود الشعبية جاءت تؤكد دعمها وتضامنها مع مواقفه الوطنية. ومن ابرزها وفد كبير من بلدة كيفون (قضاء عاليه)، تحدث بإسمه كل من عباس مزهر وعلي بو خضر، حيث اكدا على "ولاء اهالي البلدة له . ووفدا من عائلة الهبر في قرى المنصورية، وبسرين، وعين المرج، وعين الحلزون، ووفد كبيرا من اطباء الاسنان في لبنان تقدمه امناء من مجلس النقابة ونائب نقيب اطباء الاسنان الدكتور سليم السيد والنقيب السابق البروفسور انطوان خوري، وامين السر الدكتور روبير ابو عبد الله، وممثلون من القوات اللبنانية وتيار المستقبل وقوى 14 آذار، وتحدث رئيس نقابة اطباء الاسنان في الجبل الدكتور وليد خطار مؤكدا ان اطباء الاسنان كانوا "دوما في طليعة العمل النقابي التي اعقبت اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري"، معتبرا انه بعد "التمديد المشؤوم الذي رفضته لائحة الشرف كان رد النظام الامني اللبناني السوري بتفجير الاحرار واغتيال الابطال ونشر الظلام"، متساءلا ازاء هذا لبنان الىاين".

ودار بين الوفد والنائب جنبلاط حوار حول مجمل الاوضاع والتطورات في لبنان والمنطقة. ثم وفدا من المتن، ومن بلدة سبنيه، فوفدا شعبيا كبيرا من بلدة الدامور يتقدمه فاعليات ووجهاء والنائب ايلي عون وعدد من اعضاء المجلسين البلدي والاختياري واهالي من عائلات البلدة. وتحدث بإسم الوفد عضو المجلس البلدي بول ابو فيصل، والدكتور انطوان الهاشم قائلا:" جئناكم ونحن منم بلدة جريحة نتطلع الى بلسم لآلامنا الوطنية المزمنة، ولن نكون إلا من خلال الخط النضالي الذي رسمتموه والرؤية المستقبلة التي نشرتموها بنظرتكم الثاقبة وسياستكم الحكيمة"، مؤكدا وضع كل الطاقات في خدمة الاهداف الللبنانية الصافية لكي يبزغ فجر الحرية والمجد للبنان والمتمثل بصمودكم الرائع والوطن الغالي من اوبئة الجشع بأرضه وناسه" .

 

 

الجيش اوقف مئة عنصر من المشاركين بالتحريض واعمال الشغب والتعدي

وطنية ـ 5 ـ 2 ـ 2006 (أمن)صدر عن قيادة الجيش مديرية التوجيه البيان التالي: على اثر اعمال الشغب التي قام بها مندسون في التظاهرة التي جرت اليوم, اوقفت قوى الجيش مئة عنصر من المشاركين بالتحريض واعمال الشغب والتعدي ويجري التحقيق معهم والعمل متواصل لتقصي عن الفاعلين الآخرين لملاحقتهم واتخاذ الاجراءات القانونية بحقهم.

 

توفيق سلطان دعا مجلس الوزراء الى تحويل احداث اليوم على المجلس العدلي

وطنية- 5/2/2006 (سياسة) اعترض توفيق سلطان على احداث اليوم المشينة والمدانة قائلا في تصريح : " اني افتقد الرئيس الشهيد رفيق الحريري الزعيم والقائد على ضبط الامور والتحكم بالشارع، والذي بغيابه اصبح بدون ضوابط يتحكم به شذاذ الافاق والرعاع من عملاء القوى المعادية لاستقرار البلد. ان الحكومة التي رخصت للتظاهرة وجب عليها ضبط الامور وحماية المتلكات العامة والخاصة ومحاسبة مثيري الشغب بكل حزم وقوة. ان مجلس الوزراء الذي سيجتمع اليوم بجلسة استثنائية يجب عليه بداية تحويل احداث اليوم الى المجلس العدلي ومحاسبة كل مسؤول عن التظاهرة وعن كل من يثبت تقصيره عن القيام بسمؤولية حفظ الامن.

ان ما جرى اليوم يظهر بشكل واضح استهداف اي تحرك شعبي في 14 شباط مسبقا. ان الاستنكار والادانة لم تعد تكفي بل يجب قمع الفتنة في مهدها، فلبنان مستهدف واعداء استقراره معروفون. اذا كان اغتيال الرئيس الشهيد ورفاقه بحاجة الى لجنة تحقيق دولية، فالجرم المشهود اليوم بحاجة الى ممارسة القضاء العدلي سرعة المباشرة بالتحقيق واصدار الاحكام العادلة حفاظا على الامن والاتسقرار والسيادة والقرار الحر. كفى لبنان تحركات شارعية، خوصا وانه يمر بظروف استثنائية واختراقات مخابراتية متعددة تستهدف امنه واستقراره واعادته الى ايام سوداء كلفتنا الكثير، فالشارع اللبناني عبر بشكل واضح وعلى اعلى مستوى بالالتزام بالثوابت الوطنية والقومية. وفي الختام لا يسعني الا ان اشيد بالوعي والحكمة لابناء الاشرفية خصوصا والشارع المسيحي الوطني عموما الذي اثبت على اعلى درجات الانضباط والوعي، وتثبت عمق التزامه بتعاليم السيد المسيح السمحاء فأفشل المؤامرة فالى وحدة وطنية جامعة تحصن البلد وثتبت للعالم اننا نستحق شرف الانتماء للبنان السيد الحر المستقل.

 

الرئيس بري اجرى اتصالات بالبطريرك صفير والمطرانين عودة و مطر

وطنية - 5/2/2006 (سياسة) اجرى رئيس مجلس النواب نبيه بري هذا المساء اتصالات هاتفية شملت البطريرك الماروني مار نصرالله بطرس صفير، والمطران الياس عودة، والمطران الياس مطر، مستنكرا بشدة ما حصل اليوم، وكانت مناسبة جرى خلالها البحث في سبل تطويق ذيول ما حصل، ومنع تفاقمها حفاظا على الوحدة الوطنية والعيش المشترك.

 

كتلة نواب المستقبل :السلم الاهلي خط احمر لا يمكن التساهل بشأنه تحت اي ظرف ما جرى محاولة لتشويه ذكرى14 شباط والحكومة مدعوة لاجراء تحقيقات جدية

وطنية ـ 5 ـ 2 ـ 2006 (سياسة) عقدت كتلة نواب "المستقبل" اجتماعا استثنائيا لها اليوم في قريطم ناقشت فيه التطورات التي حدثت وأصدرت البيان التالي:

أولا: توقفت الكتلة عند أحداث الشغب التي حصلت اليوم في منطقة الأشرفية في بيروت وهي إذ تدين وتشجب التعرض للنبي الكريم محمد عليه الصلاة والسلام تدين وتشجب الممارسات التي أقدم عليها بعض المتظاهرين المندسين ومن يقف ورائهم والتي شوهت صورة الإسلام والمسلمين وأساءت إليها. ثانياً: تحيّ الكتلة أهلنا في منطقة الأشرفية، وهي تعتبر نفسها مصابة بما أصابهم من تعديات وأضرار، وتعتبر أيضا أنهم بوطنيتهم المشهودة وكانوا قدوة فيها سوف يتجاوزون ما يخطط من فتنٍ طائفية. وسوف نثبت معاً أن بيروت عاصمة لبنان هي عاصمة الوحدة الوطنية ومنارتها.

ثالثاً: إن الأيدي الخبيثة التي استخدمت بعض المندسّين  المغرر بهم لإيجاد هذه الحالة في بيروت هي أيدي خبيثة وغير قادرة على العودة بلبنان إلى حالة التشنج الطائفي أو الانقسام الطائفي مطلقا وهي بالقدر ذاته مجموعة تعبر عن ذاتها في رغبة إلى إعادة لبنان إلى الوراء والقفز فوق دماء الشهداء الذين سقطوا على مذبح حرية لبنان و سيادته و محاولة للعودة إلى نظام الوصاية و التبعية .

رابعاً:إن بيروت العظيمة التي قدّمت ثلاثة من نوابها شهداء لأجل لبنان و هم الرئيس رفيق الحريري و النائبان باسل فليحان و جبران التويني تعلن عبر نوابها و نواب "المستقبل" أن طريق الوحدة الوطنية و العيش المشترك على خطى شهدائها و إرادة أبنائها هو طريقها الوحيد و إن هذه الطريق هي رسالة المؤمنين بهذا الوطن و أهدافه في الحرية و السيادة و الاستقلال و الوحدة الوطنية .

خامساً:إن الحكومة و بالتحديد وزارة الداخلية ووزارة العدل و النيابة العامة التمييزية مدعوون لكشف الفاعلين ومن يقف ورائهم عبر إجراء تحقيقات جدية تبين للبنانيين حقيقة ما جرى و حقيقة ما كان يهدف إليه المخرّبون. فالسلم الأهلي خط أحمر لا يمكن التساهل بشأنه تحت أي ظرف كان. إن الكتلة على أبواب الرابع عشر من شباط، ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري، تعتبر أن ما جرى اليوم هو محاولة لتشويه هذه المناسبة التي نتمسك بها وبرمزيتها اللبنانية الأصيلة وندعو أهلنا في كل لبنان ومن كل الطوائف للتلاقي يوم الحشد الكبير في 14 شباط من اجل لبنان وحريته ووحدته الوطنية واستقلاله ووفاء للرئيس الشهيد و كل شهداء الحرية.

 

الرئيس السنيورة قبيل دخوله الى جلسة المجلس الاسلامي الشرعي: سنعمل على محاسبة جميع المرتكبين لأن ما قاموا به هو اجرام بحق لبنان ما حدث اليوم مدان بكافة المقاييس الوطنية والامنية والاسلامية

وطنية-5/2/2006(سياسة) أدلى رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة قبيل دخوله إلى الجلسة الطارئة للمجلس الشرعي الإسلامي الأعلى التي انعقدت في دار الفتوى برئاسة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني بالتصريح التالي: "إن ما حصل اليوم هو أمر مدان بكافة المقاييس، بالمقاييس الإسلامية، بالمقاييس الوطنية، وبالمقاييس الأمنية، لأن ما حصل هو اعتداء على لبنان وعلى اللبنانيين أكانوا مسلمين أم مسيحيين.

هناك مجموعة انتهزت فرصة هذه التظاهرة للاخلال بالأمن، إنه ليس بالأعمال المجيدة على الإطلاق أن يصار إلى العمل لإحراق السفارة الدانمركية، وليس بالأعمال المجيدة على الإطلاق أن يصار إلى التعدي على الأملاك وموجودات اللبنانيين بالطريقة التي تم التعدي عليها.

هذا أمر مرفوض، نحن نقوم بكل ما ينبغي القيام به بهذا الشأن. لقد أبلغت حتى الآن أن هناك ما يقارب من مئتي موقوف، أكثر من نصفهم من جنسيات غير لبنانية، سورية وفلسطينية، سنعمل على محاسبة جميع المرتكبين والمجرمين لأن ما قاموا به هو إجرام بحق لبنان، ولا يؤدي الى أي نتيجة على الإطلاق من أجل الدفاع عن الإسلام أو الدفاع عن النبي صلى الله عليه وسلم، هذا ليس في الإسلام بشيء على الإطلاق.

لقد دعوت هذا المساء إلى جلسة لمجلس الوزراء ليصار إلى بحث كل الأمور والعمل على معالجة تداعيات هذا الأمر، ومتابعة جميع من ارتكبوا هذه الجرائم بحق الوطن وبحق الإسلام، وأيضا لمحاسبة المقصرين ومتابعة هذه الشؤون".

وقال:"وأنا أطمئن جميع اللبنانيين بأن مجلس الوزراء اليوم سيتناول جميع هذه القضايا ويتخذ كل الإجراءات المناسبة في هذا الصدد".

وسئل : من يتحمل مسؤولية ما حصل اليوم، هل الحكومة وخاصة أن البعض يطالب باستقالتها؟ أجاب : الكل يعلم بأن الذين حاولوا على مدى الأسابيع الماضية والأشهر الماضية إيقاع البلاد في أفخاخ وإشكالات، حاولوا اليوم محاولة جديدة بعد أن فشلت جميع المحاولات الماضية، حاولوا اليوم من باب العبث بالأمن وبالسلم الأهلي، واعتقد أن اللبنانيين الذين انتصروا في جميع المحاولات الماضية، سيتعالون على جراح اليوم وسيثبتون بأنهم يقدرون ويثمنون ويعملون على الاستمرار في التوحد، وفي العمل المشترك، وفي العيش المشترك، وفي مواجهة جميع هذه التحديات وأنا واثق من ذلك".

 

التكتل الطرابلسي دان التعرض ل مقامات دينية ودعا وزراء ونواب الشمال الى اجتماع غدا في المجلس النيابي

وطنية- 5/2/2006 (سياسة) اصدر التكتل الطرابلسي الذي يضم الوزير محمد الصفدي والنواب محمد كبارة وموريس فاضل وقاسم عبد العزيز البيان الاتي:

1- بقدر استنكارنا وشجبنا لما تعرضت له صورة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم من اساءة مرفوضة تمس بكرامة المسلمين وديانتهم السمحاء، نستنكر الاعمال التخريبية التي قام بها مندسون في المظاهرة السلمية التي يكفلها الدستور والتي سارت في شوارع الاشرفية وجرى خلالها الاعتداء على مقامات دينية كريمة من بينها كنيسة مار مارون، وهذا امر مرفوض ومدان يسيء الى صورة الاسلام بتعاليمه وقيمه.

2- ان الاعتداءات التي استهدفت قوى الامن الداخلي والدفاع المدني والمواطنين وممتلكاتهم تدل على استمرار مؤامرة العودة بالبلاد الى زمن الفوضى، وان المتضررين من قيام الدولة يسعون الى ضرب الامن والاستقرار وتصوير اللبنانيين على انهم جماعات طائفية تحتاج دائما الى وصايا امنية من الخارج.

3- نحيي المواقف العاقلة للقيادات المسيحية الروحية والسياسية الحريصة على الوحدة الوطنية والمتنبهة لمخاطر ضرب الوفاق، كما نحيي اهالي الاشرفية الذين اظهروا وعيا وطنيا وضبطا للنفس ازاء الاعتداءات التي استهدفتهم.

4- ان الاستنكار وحده لا يكفي، ولذلك فان الحكومة تتحمل مسؤولية، ليس فقط في معاقبة الفاعلين، ولكن خصوصا في تدارك خطورة المؤامرة انطلاقا من ان الامن وقائي قبل ان يكون قمعيا، والحكم استشراف للاحداث. هذا مع العلم ان هناك معلومات توفرت مسبقا عن احتمال قيام اعمال تخريبية خلال التظاهرة. من جهته، وجه وزير الاشغال العامة والنقل محمد الصفدي دعوة الى جميع وزراء ونواب الشمال الى الاجتماع عند الساعة التاسعة والنصف قبل ظهر غد الاثنين في مبنى مجلس النواب لدرس الموقف من احداث الشغب التي رافقت تظاهرة اليوم في الاشرفية.

 

الرئيس السنيورة اتصل بالبطريرك صفير والرئيس الجميل والدكتور جعجع

وطنية-5/2/2006(سياسة)اجرى رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة اتصالات هاتفية شملت كل من البطريرك الماروني مار نصرالله بطرس صفير، الرئيس امين الجميل، ورئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع، وتشاور معهم في التطورات والسبل الآيلة لمعالجة الامور. من جهة ثانية، كلف الرئيس السنيورة محافظ النبطية محمود المولى تمثيله في تقديم العزاء الى عائلة الراعي الشهيد ابراهيم رحيل.

 

الرئيس الصلح استنكر الاعتداء على الاملاك العامة ودور العبادة

وطنية - 5/2/2006 (سياسة) علق الرئيس رشيد الصلح على ما حصل اليوم من اعتداء على الاملاك العامة ودور العبادة، بتصريح قال فيه: "لقد استنكرنا ورفضنا كل ما حصل في بعض دول اوروبا من تصريحات واحاديث تتعلق بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وبالدين الاسلامي، وكنا نأمل ان تتخذ الدول التي حصلت هذه الجرائم المنكرة والمخالفة لكل الاصول الدينية والاخلاقية على ارضها، موقفا تأديبيا في حق المجرمين الذين اساءوا الى النبي، لا ان تكتفي برفضها واستنكارها".

أضاف: "اليوم حصلت في لبنان تظاهرات استنكار لهذه الجرائم ولمحاسبة الدول المعنية، غير ان بعض الاعتداءات طاولت المؤسسات من املاك عامة ودور عبادة. ونحن نرى من واجبنا الوطني والديني والاخلاقي، ان نرفضها ونستنكرها لاننا نحترم دور العبادة من كنائس واديرة ونحترم الذين يصلون فيها". وطالب بالتشدد في معاقبة الذين ارتكبوا الاعمال التخريبية، لان دور العبادة هذه "مقدسة ومباركة لدينا مثلما هي مقدسة ومباركة لدى سائر اخواننا اللبنانيين".

 

مطرانية بيروت المارونية دعت الى وأد الفتنة وصون وحدة اللبنانيين على ان

يتحمل المقصرون مسؤولية تقصيرهم والمعتدون مسؤولية فعلهم

وطنية-5/2/2006(سياسة) أصدرت أمانة سر مطرانية بيروت المارونية البيان التالي: "خلال المظاهرة التي حصلت هذا الصباح في بيروت استنكارًا لمسِّ مشاعر إخواننا المسلمين في بلدٍ أوروبي بعيد وقع اعتداء مستهجن ومستنكر على كنيسة مار مارون - الجميزة، وكان الكرسي الرسولي في الفاتيكان أدان يوم أمس سوء استعمال الحرِّيَّة ومسّ مشاعر الأديان وأهلها معبِّرًا بذلك عن مواقف جميع المسيحيِّين في العالم وبخاصَّة في لبنان. لذلك كان هذا الاعتداء غير مقبول وغير مبرَّر على الإطلاق وبخاصَّة لأنَّ ما قام به بعض الأوروبيِّين لم يكن ليمثل إرادة المسيحيِّين ولا رأيهم ولا مواقفهم مما يثبِّت القاعدة الذهبيَّة القائلة: "لا تزر وازرة وزر أخرى". لقد كنَّا نأمل من المسؤولين عن أمن الناس وعن مواكبة التظاهرة أن يحطاطوا للأمر أكثر ممَّا فعلوا، لأنَّ الناس في جوار الكنيسة وفي أحياء كثيرة من الأشرفية وجدوا أنفسهم من دون مأمن في ما هم وكلوا أمرهم للدولة في هذا المجال بصورة تامَّة ونهائيَّة. وكنَّا نأمل أيضًا أن تكون الكنيسة لا في حماية الدولة وحسب، بل حتَّى في حماية المتظاهرين أنفسهم لأنَّ بيوت الله واحدة تُرفع كلُّها باسمه ولا يجوز التعرُّض لها على الإطلاق. وإنَّنا في هذه المناسبة ندعو إلى وأد الفتنة، والى صون الوحدة بين اللبنانيِّين والتفافهم حول وطنهم ودولتهم على أن يتحمَّل المقصِّرون مسؤوليَّة تقصيرهم والفاعلون مسؤوليَّة فعلهم ليعود إلى الوطن اطمئنانه وسلامته وتنفتح أمامه كلّ أبواب المستقبل. وإنَّنا إذ نشكر فخامة الرئيس العماد اميل لحود على اتِّصاله بدار المطرانية ودولة الرئيس فؤاد السنيورة على حضوره وتأكيده أنَّ مجلس الوزراء سيجتمع استثنائيًا هذا المساء، نأمل نجاح مساعيهم في هذا المجال شاكرين جميع الذين زاروا دار المطرانية والذين اتَّصلوا بها راجين أن تمرَّ المحنة بسلام.

 

المطران مطر استقبل وفد العلماء المسلمين والنائبة الجميل وشخصيات سياسية

وروحية ووفود شعبية جاءت المطرانية مستنكرة

وطنية-5/2/2006(سياسة) استقبل رئيس أساقفة بيروت المطران بولس مطر، بعد ظهر اليوم في دار المطرانية، وفد العلماء المسلمين ممثلاً سماحة مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني ورأسه رئيس المحاكم الشرعية السنية الشيخ عبد اللطيف دريان، في حضور النائب العام لأبرشية بيروت المارونية المونسنيور جوزف مرهج ولفيف من الكهنة ونقيب المحامين السابق انطوان اقليموس وعضو مجلس بلدية بيروت المحامي رشيد الجلخ وعضو لجنة الحوار الاسلامي- المسيحي محمد السماك ومسعود الأشقر. الشيخ دريان بعد اللقاء صرَّح الشيخ دريان للصحافيين قائلاً": لقد قمنا اليوم بزيارة رئيس أساقفة بيروت للموارنة سيادة المطران بولس مطر، موفدا أنا وأخواني القضاة والعلماء من سماحة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ الدكتور محمد رشيد قباني، لنعبر لسيادة المطران مطر أن ما جرى اليوم كان أمرًا عابرًا لن يؤثر على مسيرة التواصل والوحدة الوطنية في لبنان، وأن ما شاب المسيرة يعود السبب فيه الى بعض العناصر المشبوهة التي دُست في تظاهرة اليوم. ونحن نؤكد بأن كل من قام بالاعتداء على الأملاك العامة أو الخاصة أو من اعتدى على حرمة الكنيسة فإن على القضاء وعلى الأجهزة الأمنية أن تؤكد على أن الفاعل سوف ينال عقابه اللازم والحاسم والرادع. ونحن نؤكد من مطرانية بيروت المارونية أننا على تواصل تام مع كل المخلصين في هذا الوطن، لنعبر هذه المرحلة الصعبة من تاريخ لبنان، مؤكدين على أن الوحدة الوطنية هي الأساس في التعامل بين الجميع، وأنه لا يمكن لنا جميعا مسلمين ومسيحيين أن نعود الى الوراء". اضاف:"الوحدة الوطنية هي الأساس، ونكرر بالطبع ما تفضل وصرح به دولة رئيس الحكومة الأستاذ فؤاد السنيورة، الذي نعتز برئاسته لمجلس الوزراء، ولنا الثقة التامة في حكومته، ولنا الثقة التامة بمعالي وزير الداخلية والأجهزة الأمنية الحالية لضبط الأمن وكشف الفاعلين وسوقهم الى العدالة. وأطمئن الجميع أن الوطن بخير ومسيرة الوحدة الوطنية بخير". سولانج الجميل وكان المطران استقبل النائبة سولانج الجميل وعدد من الشخصيات الحزبية والروحية والسياسية وفاعليات بيروتية ووفود شعبية مستنكرة ما حدث في تظاهرة اليوم.

 

 

وزير الداخلية: استغلال التظاهرات يكشف بوضوح محاولات اشعال الفتنة القوى

الامنية تعاملت بمسؤولية كبيرة ومعظم المعتقلين غير لبنانيين

وطنية - 5/2/2006 (سياسة) أبدى وزير الداخلية والبلديات حسن السبع استنكاره "الشديد للاحداث المخلة بالامن والتعدي على الممتلكات العامة والخاصة، واحراق مباني ومقرات البعثات الديبلوماسية الاجنبية في لبنان"، لافتا الى "ان ما حصل لا يبرره منطق ولا دين ولا عقل ويصب في خدمة اعداء لبنان واعداء الدين الاسلامي الحنيف". وقال: "ان استغلال التظاهرات التي حصلت للتعبير اساسا عن الغضب من التصرفات والاعمال المسيئة للنبي صلى الله عليه وسلم والدين الاسلامي، تكشف بوضوح النوايا المبيتة والمحاولات الخبيثة لاشعال الفتنة وتأجيج الصراعات الدينية بين اللبنانيين وضرب صدقية لبنان وعلاقاته الدولية". وأشار الوزير السبع الى "ان وزارة الداخلية انطلاقا من حرصها على تأمين حرية التعبير وتوفير مستلزمات التظاهر، بادرت خلال الساعات الماضية الى اجراء اتصالات عديدة مع القيمين على التظاهرة الذين اكدوا الطابع الحضاري والسلمي للتحرك بعيدا عن كل ما يخرج عن هذا الهدف الاسمى وتوجيه رسالة الاحتجاج الى من يعنيهم الامر". ولفت الى "ان الوزارة قد اتخذت الاجراءات الامنية الاستباقية بالتنسيق بين القوى الامنية المعنية، في حين لم يستطع منظمو التظاهرة الايفاء بتعهداتهم عندما واجه العديد من المندسين في التظاهرة القوى الامنية بالرشق بالحجارة، وعمد البعض الاخر منهم الى القاء قنابل حارقة ومفرقعات اصطحبوها معهم مسبقا لهذه الغاية". وأشار الى "ان القوى الامنية المولجة بالحفاظ على الامن تعاملت بمسؤولية كبيرة، والتزمت عدم اللجوء الى استعمال السلاح في مواجهة العناصر المندسة بين المتظاهرين تفاديا لسقوط خسائر في الارواح، وخشية من تنفيذ اهداف الذين خططوا لاخراج التظاهرة عن مسارها وهدفها الاساسي". وإذ أبدى "الاسف الشديد للخسائر التي لحقت بالممتلكات الخاصة"، ثمن "عاليا مواقف وتصرفات اهالي منطقة الاشرفية التي دلت على تفهم ومواطنية عالية، واحترام كبير للدين الاسلامي وللنبي صلى الله عليه وسلم ولصورته العظيمة". وأوضح "ان القوى الامنية التابعة لوزارة الداخلية تتحرك بكل الاتجاهات لملاحقة وتعقب العناصر المندسة التي قامت بأعمال الشغب والتعدي والتخريب، وقامت باعتقال العشرات منهم ومعظمهم غير لبنانيين، وتقوم الجهات المعنية بالتحقيق معهم".

 

الرئيس السنيورة بعد زيارته المطران الياس عودة: اجتزنا تجارب كثيرة وكل مرة كنا نخرج منها اقوياء

وطنية - 5/2/2006 (سياسة) زار رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة مطرانية الروم الارثوذكس في بيروت والتقى المطران الياس عودة وبحث معه في المستجدات. بعد اللقاء صرح ارئيس السنيورة فقال:"ان ما حصل اليوم هو ضد الاسلام وضد تعاليم القرآن وضد اي اعتبار من اعتبارات احترام الاخر. التظاهرة بهذا الاسلوب لم يكن لها اي داعي على الاطلاق اذ اندست بها مجموعات تقصد اثارة الفتنة بين اللبنانيين. لكن رد اللبنانيين الحاسم ان لا شيء يفرق في ما بينهم", وقال: "سبق وتعرضنا الى دروس عديدة واجتزنا تجارب كثيرة وكبيرة وكل مرة كنا نخرج منها اقوياء, وهذه المرة ايضا, لان ليس بهذا العمل يمكن التفريق بين اللبنانيين, او ان في هذه الطريقة نحن نكون قد حصلنا شرفنا". اضاف: "الاعتداءات تبدو كأنها اعتداء على دار الفتوى وعلى كل بيت مسلم قبل ان تكون اعتداء على اي من الاشقاء المسيحيين. نحن مواطنون سنبقى سويا, ونواجه هذه التحديات. واعرف ان هناك افخاخا تنصب لنا, وتحاول ان تضعنا دائما امام التجربة, امام اختيارات صعبة, لكن اعرف الماساة التي نعيشها, الحزن الذي يلف قلب وضمير كل شخص منا, لكن سوف نكون اكبر ونتعالى على هذه الجراح وعلى هذه الماساة, وسوف ننجح سويا مهما كان عظم المحنة التي نمر بها, لكن ان شاء الله يجب ان تتغلب عليها بدعم جميع المخلصين, سيدنا في اولهم, وانا التقيت في المطرانية المارونية المطران بولس مطر, وساسير في الاشرفية وفي كل الامكنة. نحن نستنكر كل الاستنكار والحكومة ستجتمع اليوم وسوف تاخذ الاجراءات اللازمة".

 

حزب "وعد"طالب الحكومة بموقف حازم من تظاهرة اليوم وابدى خشيته من ان يكون ما جرى مقدمة لاحداث فتنة

وطنية- 5/2/2006 (سياسة) طالب الحزب الوطني العلماني الديمقراطي " وعد " الحكومة بموقف حازم ومسؤول يكون بحجم الاحداث الخطيرة التي رافقت تظاهرة اليوم، مشيرا الى مسؤولية كبيرة تقع على عاتق وزارة الداخلية التي يبدو اداءها سواء ازاء احداث اليوم او ما سبقها، لا يرقى الى المستوى الذي يبعث على الثقة بقدرة اجهزتها في حماية ارواح الناس وممتلكاتهم، معتبرا "ان استقالة وزير الداخلية قد تكون اقل الخطوات التي يجب ان تتم كبرهان عن رفض العجز الفاضح في تفادي ما جرى او في وقفة عند حدود ما هو مسموح به في اي تظاهرة". وقال في بيان له بعد اجتماع استثنائي لمجلسه السياسي برئاسة جينا حبيقة " صحيح ان التعرض للرسل السماوية امر مستنكر اشد الاستنكار وهو ما حصل من قبل جميع اللبنانيين مسيحيين ومسلمين، لكن الصحيح ايضا ان ما جرى في الاشرفية من اعمال شغب لا يعكس سوى صورة سلبية اساءت الى الاهداف المعلنة لحركة المتظاهرين". مشددا على ضرورة واهمية ان تلقي السلطات المختصة القبض على كل من له علاقة بالتخطيط لما جرى اليوم من شغب، وعلى كل من نفذ اعمالا مخلة بالاستقرار ومعاقبته بأشد انواع العقاب، لتبرهن هذه السلطات انها ما زالت اهلا لثقة اللبنانيين بدورها وادائها الذي يجب ان ينسحب بالتساوي على المخلين ايا كان انتماؤهم". وابدى الحزب خشية من ان يكون ما جرى مقدمة لاحداث فتنة بين اللبنانيين يخطط لها من يتربص بلبنان شرا، يتلقفها بعض الضعفاء من جوانب متعددة. داعيا القيادات المخلصة الى وقفة ضمير وتهدئة، مجددا موقفه الرافض بشدة لكل محاولات جر اللبنانيين تحت اي عنوان الى اي نوع من انواع الشقاق والتفرقة او العودة الى زمن الفتنة التي وأدها جميع اللبنانيين الى غير عودة.

 

"14 آذار" تعود الى الضرب على وتر "شرعية الرئيس"

بري لـ "صدى البلد": وزراؤنا عادوا بعد اتفاق

الأحد, 05 فبراير, 2006 –البلد 5/2/2006

      فيما هدأ الوضع على جبهة مزارع شبعا واخذت الشكوى اللبنانية ضد اسرائيل طريقها الى مجلس الأمن تركزت الاهتمامات الداخلية أمس على ما سيكون عليه الوضع السياسي بعد عودة وزراء حركة "أمل" و"حزب الله" عن مقاطعتهم جلسات مجلس الوزراء التي أكد رئيس مجلس النواب نبيه بري لـ "صدى البلد" انها تمت بناء على اتفاق ستكون له انعكاساته الايجابية على مجمل الأوضاع. وإذ رفض بري الخوض في تفاصيل هذا الاتفاق رد على القائلين بأن عودة الوزراء المعتكفين لم تستند الى أي اتفاق اكتفى بالقول: "ان الأيام ستكشف ان هناك اتفاقاً".ورأى بري ان رئيس الحكومة فؤاد السنيورة في قوله: "اننا لم ولن نسمي المقاومة إلا مقاومة وطنية لبنانية" انما تجاوز عبارة "المقاومة ليست ميليشيا" بعشرين مرة بحيث قفز فوق كل التسميات التي أعطيت لها الى تسميتها مقاومة وطنية لبنانية وهذه خطوة مهمة.

على ان نائب الأمين العام لـ "حزب الله" الشيخ نعيم قاسم رد على بعض القوى السياسية التي تحدثت عن عودة تلقائية للوزراء المعتكفين الى الحكومة من دون اتفاق فقال ان "ما أعلنه رئيس الحكومة فؤاد السنيورة بأن المقاومة لا تسمى إلا باسمها مقاومة، يساوي الطلب الذي تقدم به كل من "حزب الله" وحركة "أمل" بأن المقاومة ليست ميليشيا هو مكسب حققناه من خلال المفاوضات الأخيرة". وأضاف: "ان عودة وزراء "حزب الله" وحركة "أمل" بعد اعلان الرئيس السنيورة من خلال مؤسسة الحكومة لن يرضي البعض الذي لا يرضيه شيء، ولكن هذا البعض لن يقدم ولن يؤخر، وليغضب من يغضب، فنحن اتفقنا مع أصحاب القرار، وكل من لم يشارك وتخلف ليس شريكاً، هو خارج السرب، وخروج الوزراء وعودتهم عن الوزارة معروف ولو اطلقت بعض علامات الاستفهام من قبل البعض فهذا شأنهم".

وكان عضو "اللقاء الديمقراطي" النائب وائل أبو فاعور قال أمس في حوار متلفز عندما سئل عن عودة الوزراء المعتكفين الى الحكومة: "لا نخشى وجود صفقة على الاطلاق والذي حصل غامض الى حد ما وأعتقد ان الرئيس السنيورة لديه تساؤلات لأن خروج الوزراء من الحكومة كانت له أسبابه المختلفة عن مطالب العودة وذلك بناء على ما قاله الرئيس السنيورة: "لن نسمي المقاومة إلا مقاومة وطنية". وتساءل: "أين ذهبت كل الاشتراطات التي كانت مطروحة؟ وتالياً عملية الاستنطاق التي حصلت لم تكن هي أساس المشكلة".

وكان اللافت أمس قول رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني الوزير السابق طلال ارسلان إثر زيارة لرئيس مجلس النواب نبيه بري بأنه "لا يجوز أن نتكلم على 8 آذار و14 آذار في هذه الظروف" داعياً الى التكلم على "وحدة اللبنانيين والتجمع بعضنا مع بعض في هذا الظرف العصيب" مشيراً الى انه لا يمكن أن يصنف نفسه ضمن قوى 8 آذار وحليفه في الوقت نفسه العماد ميشال عون الذي كان الركيزة الأساس في 14 آذار "ولذا فإن مصطلح اصطفاف 8 آذار واصطفاف 14 آذار لم يعد مصطلحاً دقيقاً ولا يعكس حقيقة الموقف اللبناني الداخلي هذه الأيام". وفسرت مصادر مطلعة موقف ارسلان هذا بأنه يشير الى ان البلاد مرشحة لأن تشهد اصطفافات سياسية جديدة بعد مرور الذكرى السنوية الأولى لاغتيال الرئيس رفيق الحريري في 14 من الجاري وهي اصطفافات ستتبلور على الأرجح في استحقاق الانتخابات الفرعية المقررة في دائرة بعبدا ـــ عاليه لملء المقعد الماروني الذي شغر بوفاة النائب ادمون نعيم.

وأشارت هذه المصادر الى ان اعلان الأمين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصرالله أمس الاول ان التحالف الرباعي لم يعد موجوداً، هو أكبر المؤشرات على الاصطفافات السياسية الجديدة المرتقبة.

والى ذلك، اتهم الرئيس عمر كرامي قوى 14 آذار والتدخلات الأميركية والأجنبية بتعطيل المبادرات العربية وقال: "مع احترامي للجميع وبسحر ساحر وخلال جلسة مجلس نواب هادئة وفي ساعة صفاء، هبط الوحي، وبكلمات لطيفة تجاوزنا كل التحفظات و"مشي الحال الحمد لله" وأضاف: "ليس المهم أن يمشي الحال، المهم الا يكون الجرح قد ختم على زغل".

وإذ لم يصدر أمس أي موقف كما كان متوقعاً عن رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط حول عودة الوزراء المعتكفين، فإن النائب مصباح الأحدب الذي زاره في المختارة أمس خرج من اللقاء ليدعو نواب 14 آذار الى تحريك موضوع شرعية رئيس الجمهورية التي يتناولها القرار 1559 في أحد بنوده وقال: "على الجميع أن يتحملوا المسؤولية لأن الوضع بات ينعكس سلباً، داخلياً وخارجياً أيضاً، لا سيما في ظل وجود قرار دولي ما يضطرنا لأن نكون في موقع حرج جداً وفي ضوء ما يقال من اننا لا نتحرك لوضع حد لنقطة أساسية تتعلق بتصحيح الخطأ الذي حصل يوم التمديد". وعلمت "صدى البلد" ان فريق "14 اذار" يستعد لحملة منظمة تستهدف رئيس الجمهورية اميل لحود تمهيداً لاجاد حل له.

 

جنبلاط أجل لقاءه بدكاش وقد يوافق عليه إذا قبلت به القوات"

الأحد, 05 فبراير - البلد 2006 -- هادي السبع اعين

لم تغب أجواء الانتخابات الفرعية المنتظرة في دائرة بعبدا عاليه عن المشهد السياسي أمس. الحساسية البالغة لموقع المنطقة انتخابياً جعلت الجميع يترقبون ما سينتج عن التسوية أو عن المعركة التي تنتظرها المنطقة بفارغ الصبر، في وقت أجّل رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط لقاءه بالمرشح التوافقي" بيار دكاش الى يوم الثلثاء المقبل. وفيما أكد النائب العماد ميشال عون أنه يعطي "كل الفرص لتحقيق التوافق في بعبدا عاليه من اجل أن يكون بيار دكاش نائباً"، انتقد في كلمة مسجلة أذاعها له التيار في حفل افتتاح مكتب قضاء بعبدا المركزي في "سنتر كاب" على طريق الشام أمس، موقف رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع معتبراً أن حديثه الى المؤسسة اللبنانية للارسال منذ أيام "لا ينمّ عن توجه نحو التوافق بقدر ما يتجه نحو المعركة الانتخابية".  وقالت مصادر مطلعة أمس ان زعيم المختارة قد يقبل بدكاش مرشحاً توافقياً إذا ما وافقت عليه القوات اللبنانية، وان الأخير قد يكون في الوقت نفسه مرشح عون الأقوى للمعركة الانتخابية معللة ذلك بالقبول الواسع الذي يحظى به دكاش في الشارع المسيحي والذي يجعله أكثر حظاً من حكمت ديب الذي يحتمل خوضه للمعركة الربح والخسارة باعتباره يحمل صبغة عونية بامتياز. وقالت المصادر أن نقيب المحامين السابق شكيب قرطباوي لم يستبعد بعد كمرشح تسوية خصوصاً انه شارك في الانتخابات الماضية على لائحة العماد ميشال عون، بالإضافة الى عضويته السابقة في قرنة شهوان ما يجعله مقبولاً من جميع الأطراف السياسية، في وقت يسعى الرئيس أمين الجميل الى التوافق لتجنيب المسيحيين معركة داخلية تزيد من تشرذمهم. ولقد تمّ استبعاد أسعد أبي رعد كمرشح للتوافق مع أنه كان واحداً من محامي الدكتور سمير جعجع وخاض الانتخابات الماضية على لائحة عون، وعزت المصادر نفسها استبعاده الى الاشكالات التي قد يسببها على الساحة القواتية الداخلية.

بعبدا/ التحضيرات العونية العلنية للمعركة الانتخابية انطلقت أمس من بعبدا، في حفل افتتاح مكتب بعبدا للتيار الوطني الحرّ حيث دعت الكلمات التي ألقيت في الحفل إلى شحذ الهمم والطاقات استعداداً للانتخابات. وخاطب عون أنصاره بالقول "ان المعركة ليست صعبة ولكن عليكم أن تفترضوها صعبة وتحضروا لها حتى يفهموا أن ليس مسموحاً التفاوض والتعيين و"صفصفة" الكلام بأي شكل من الأشكال في كل ساعة". وتوجّه إلى المسيحيين بالقول: "ثقافتنا وحضارتنا ودورنا التاريخي في لبنان هو التعايش مع الطوائف الاسلامية، وكنا الشرايين التي وحدت لبنان وعلينا أن نلعب هذا الدور التاريخي، ولا يجب أن نكون رأس حربة لأحد في صراع آخر بل محفزون على التوافق وعلى بناء الدولة".

من جهته هاجم النائب إدغار معلوف القوات اللبنانية واتهمها بشرذمة المسيحيين وإضعافهم في اختزالها للمشكلة في البلاد بموقع رئاسة الجمهورية. واعتبر المنسق العام للتيار بيار رفول أن معركة بعبدا عاليه "محسومة وتعني عودة الحق إلى أهله".  وكان التيار بدأ تحضيراته الأولية تحسباً للمعركة الانتخابية، منذ أيام حيث عمل فريق فيه على مراجعة لوائح الشطب والبطاقات الانتخابية، وأجرى اتصالات مع أعضاء الهيئات والناشطين. وقدّر جورج حدّاد المسؤول في "التيار" الحاجة بما لا يقلّ عن ألفي متطوّع يوم الانتخابات للقيام بأعمال المندوبين والنشاط اللوجستي وتأمين النقل. وطالب بتأمين حوالى 3500 بطاقة انتخابية للناخبين الجدد وعدد آخر للذين لم يحصلوا عليها في الانتخابات الماضية، محذراً وزارة الداخلية من الخلل في عملها الوظيفي. وانتقد الأصوات التي تهاجم التيار وتتهمه بالتحالف مع حزب الله معتبراً أن "لا وجود لأي تحالف انتخابي ومرشحنا سيطلب التأييد من جميع الأطراف وإذا دعمنا حزب الله فلن يكون ذلك تحالفاً معه".

عاليه/ لا تشبه الحركة في "عاليه" اليوم الصورة التي كانت عليها البلدة في شهر حزيران الماضي حين شهدت أقسى المعارك الانتخابية وأعنفها. النشاط الاقتصادي الخجول فيها والبرودة في مناخها انعكسا على أجوائها السياسية حذراً وهدوءاً ترافقا مع السكون الذي يلف قصر المختارة قبل أيام من وصول دكاش إليه. عاليه خلعت عنها "زينتها الانتخابية" بعد أسابيع من صدور النتائج وأنزلت الأعلام الحزبية وصور المرشحين ويافطاتهم عن أعمدتها، لكنها لن تنتظر كثيراً لتلبسها من جديد في حال فتحت أبواب المعركة الانتخابية في آذار المقبل في دائرة بعبدا عاليه. الحركة الخفيفة في شوارعها عزاها بعض أبنائها إلى التشنج والتوتر اللذين عادا إليها بعد وفاة النائب إدمون نعيم، وأعادا خلق أجواء من الترقب وانتظار ما ستؤول إليه الأوضاع. الهزيمة الانتخابية لـ "الأرسلانية" فيها وإعلان الجنرال عون نيته خوض الانتخابات قبل حديثه عن المساعي التوافقية، استنهضا الحزب الديمقراطي اللبناني الذي أعلن في زيارات قيادته إلى الرابية وفي اجتماعات مكتبه السياسي تأييده للمرشح العوني، في محاولة منه لاستعادة مكانه السياسي في المنطقة.

مسؤول العلاقات العامة والإعلام في بلدية عاليه عصام عبيد، تمنى أن تتفق القوى السياسية المختلفة على شخصية "تخدم المصلحة الوطنية وتكمل المسار الاستقلالي للبلاد". أما الحزب الاشتراكي الذي بدا انكفاؤه الحالي عن التحضيرات الانتخابية يعبّر عن قراره في التريث قبل الدخول في غمار المعركة، فقد أكد خضر غضبان القيادي فيه أنه لم يعلن بدء تحضيرات الماكينة الانتخابية بعد. وقال ان حركة اتصالات قوية يقوم بها جنبلاط مع القوى الأساسية من أجل الاتفاق على خليفة لنعيم. ونفى أي لقاءات لقيادات الحزب مع القواعد الشعبية في عاليه، واعتبر أنها تميل بمعظمها إلى التوافق تجنباً لأي مضاعفات سياسية على المنطقة.

 

 لا بد من حوار حول سلاح المقاومة

الأحد, 05 فبراير - البلد 2006

رأى عضو "حركة التجدد الديمقراطي" النائب مصباح الاحدب انه "لا بد من ان يكون هنالك حوار وتواصل وتنسيق مع المقاومة في ما يتعلق بسلاحها من قبل كل الاطراف، خصوصا ان الموضوع لبناني وجزء من القرار 1559. ولكن، هناك اجزاء اخرى من هذا القرار ومنها البند الدستوري المتعلق بشرعية رئيس الجمهورية". ودعا، اثر زيارته رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط في المختارة امس في حضور النائبين محمد الحجار وعلاء الدين ترو وعضو مجلس القيادة في الحزب التقدمي الاشتراكي زاهر رعد، "الغالبية النيابية الى تحريك الامر

وأضاف: "على الجميع ان يتحمل المسؤولية، لان الوضع بات ينعكس سلبا داخليا وايضا خارجيا، لا سيما في ظل وجود قرار دولي ما يضطرنا لان نكون في موقع حرج جدا، وفي ضوء ما يقال من اننا لا نتحرك لوضع حد لنقطة اساسية تتعلق بتصحيح الخطأ الذي حصل يوم التمديد".

وفد اهالي المعتقلين

ثم استقبل جنبلاط وفدا من اهالي المعتقلين في السجون السورية ومن لجنة المعتقلين المحررين من السجون السورية. وعلى الاثر، تحدث رئيس اللجنة غازي عاد فاعتبر "أن اللجنة اللبنانية - السورية لن تصل الى الحل وليست هي الحل، خصوصا بعدما اذاعوا انهم سلموا اللجنة اللبنانية لائحة تضمنت 88 اسما تبين لاحقا ان نصفهم أفرج عنهم سابقا". وقال: "نحن نطالب بالذين ما زالوا موجودين، واعطاؤنا هذه اللائحة يدل على استخفاف وتعاط غير جدي من قبل اللجنة السورية". وجدد "المطالبة بلجنة دولية تتحقق من هذه الجريمة المستمرة، والتي عمرها ثلاثون عاما".

وطالبت فيوليت ناصيف باسم الاهالي، الرئيس المصري حسني مبارك والرئيس الايراني احمدي نجاد والامين العام للجامعة العربية عمرو موسى بـ "التدخل في هذه القضية، والعمل على اطلاق المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية".

من جهته، طالب ماجد كرباج باسم لجنة المحررين من السجون السورية الدولة بـ "ان يتساوى المحررون مع الذين اطلقوا من السجون الاسرائيلية، وتوفير الطبابة والتعويضات الاجتماعية وغيرها"، معلنا عن "تحرك كبير على الارض لتحقيق هذا الامر، لان الوضع سيئ للغاية". الى ذلك، استقبل جنبلاط وفودا شعبية ووفدا اعلاميا دنماركيا.

 

فاعور: سورية تتحيّن الفرصة للعودة الى لبنان

الأحد, 05 فبراير, 2006

اعتبر عضو "اللقاء الديمقراطي" النائب وائل أبو فاعور ان لا مصلحة لأحد اليوم بأي صراع انتخابي أو سياسي. وحذّر في حديث تلفزيوني من ان الاستقلال في خطر والنظام السوري يتحين الفرصة للعودة الى لبنان. وقال: "نقدر أهمية هذه المعركة في انها يجب ألا تعيد الأمور الى موقف الصفر بل ان تساهم في شد أواصر العلاقة بين قوى "14 آذار" وأكد كذلك على ان هذا ليس من منطلق التناقض مع القوى الأخرى انما من منطلق الانحياز الى مشروع سياسي هو ان الاستقلال في خطر والنظام السوري يتحين الفرصة للعودة الى لبنان". وعن عودة وزراء "حزب الله" وحركة "أمل" الى الحكومة قال: "لا نخشى وجود صفقة على الإطلاق، والذي حصل غامض الى حد ما وأعتقد ان الرئيس السنيورة لديه تساؤلات لأن خروج الوزراء من الحكومة كانت له أسبابه المختلفة عن مطالب العودة وذلك بناء على ما قاله الرئيس السنيورة "لن نسمي المقاومة إلا انها مقاومة وطنية".

وتساءل: "أين ذهبت كل الاشتراطات التي كانت مطروحة؟ وتاليا عملية الاستنطاق التي حصلت لم تكن هي أساس المشكلة".

 

بركات: قواعد الحزب تحدد قرار معركة بعبدا عاليه

الأحد, 05 فبراير - البلد 2006

اعتبر القيادي المعارض في الحزب الشيوعي اللبناني ــ حركة الانقاذ منير بركات أن "الانتخابات الفرعية في بعبدا ــ عاليه لا تنفصل عن طبيعة الصراع القائم على مفهوم القضية الوطنية وأبعادها المرتبطة بتحقيق كامل السيادة من خلال تطهير بقايا النظام الأمني وبناء الدولة الديمقراطية الحديثة في اطار وطن نهائي.وتابع: "التلازم بين الميزات الشخصية التي تتجسد في المرشح وبين التمسك بالخيارات والثوابت الوطنية الاستقلالية هي المعيار لتجميع القوى الكفيلة بتحقيق التوافق أو خوض المعركة الديمقراطية الناجحة".

وختم: "تزامن الانتخابات مع ذكرى الرابع عشر من شباط تشكل حافزاً وقوة محركة للمشاركة بقوة بكل النشاطات الجماهيرية وسوف نأخذ الموقف المناسب بعد التشاور مع كل الأطراف الوطنية واليسارية من أجل اخراج وانتاج الموقف الانتخابي والسياسي المناسب، ومحافظة جبل لبنان الجنوبي في الحزب الشيوعي اللبناني المنتخبة في المؤتمر الوطني التاسع والتي تستمد شرعيتها من قواعد الحزب هي المرجع الصالح لاتخاذ القرار الحزبي بعد انتهاء الترشيحات.

 

 

 بيدرسون بعد لقائه صلّوخ: قلق كبير لخرق "حزب الله" الخط الأزرق

 

 

 

الأحد, 05 فبراير, 2006

     

 

اعتبر الممثل الشخصي للأمين العام للامم المتحدة لدى لبنان غير بيدرسون "ان اي خرق للخط الازرق لا يبرر خرقا مقابلا". ودعا الى "ضبط النفس خلال هذه المرحلة الحساسة"، معتبرا "ان هذا الوقت هو وقت التزام الهدوء، لذلك سجلنا قلقنا الكبير لخرق حزب الله الخط الازرق امس، ونعتقد ان ما حصل يشكل خرقا جديدا له". وجدد دعوة الحكومة اللبنانية "لتؤكد سلطتها في الجنوب وتمارس السيطرة بشكل حصري على استعمال القوة انطلاقا من اراضيها وفقا للقرار الدولي الاخير 1655".

استكمل وزير الخارجية والمغتربين فوزي صلوخ امس لقاءاته التي كان قد بدأها مع سفراء الدول الاعضاء الدائمة وغير الدائمة لدى مجلس الامن الدولي، بعد مقتل الراعي ابراهيم رحيل في مزرعة بسطرا الحدودية الاربعاء الماضي، باستقبال بيدرسون الذي تسلم نص الشكوى اللبنانية الى مجلس الامن ضد اسرائيل، بعد ان اغتالت قواتها رحيل، في المنطقة الشمالية للحدود مع لبنان.

وكرر بيدرسون،اسفه لخسارة الشاب رحيل، وطلبه من جميع الافرقاء احترام الخط الازرق".

 

كرامي: هبط الوحي فعاد الوزراء المعتكفون

الأحد, 05 فبراير - البلد 2006

رأى الرئيس عمر كرامي ان عودة الوزراء الشيعة الى الحكومة جاء بناء "على ضوء أخضر بعدما هبط الوحي". وقال بعد لقائه وفداً من الهيئة العليا لأحزاب المجلس الوطني للتنسيق الحزبي في الأردن برئاسة محمد أبو بكر: "عندما يتوحد اللبنانيون مع بعضهم بعضا، يومها لا نعود لنسمع هذه النغمة الطائفية والمذهبية التي نسمعها يومياً على التلفزيونات. إذا لم تكن هناك وحدة وطنية تحصن سيادتنا ووحدتنا سنبقى نتلقى الأخضر والأحمر.  وما أراه على الصعيد الداخلي والخطاب السياسي والانقسامات، فإن الأمور لا تبشر بالخير. إذا بقي الوضع على هذه الحال لا أتوقع خيراً وأنا غير متفائل". وعن الملف المعيشي قال: "بالفعل الناس ضوت معها كل الأضوية الحمر وخصوصاً في موضوع الكهرباء والقضايا المعيشية وقضايا الهجرة والضمان الاجتماعي، فكلها أمور تحتاج الى معالجة". وعن زيارة النائب سعد الحريري الى واشنطن قال: "لفتني أمران، الأول الحفاوة البالغة التي استقبل بها والتي لا تحصل إلا مع رؤساء الدول الكبرى، والأمر الثاني المقال الذي كتبه فيصل سلمان بأن لهذه الحفاوة ثمناً. فهل الشيخ سعد الحريري قادر على تلبية هذه الطلبات، والأكيد ان الأيام ستكشف الحقائق".

 

التقى حقوقيي 14 آذار ووفد "الإنقاذ في الشيوعي"

جعجع: الدولة لا تسير بمشروعين سياسيين في الوقت نفسه والخروج من الأزمة يكون عبر سلطة إجرائية منسجمة

المستقبل - الاحد 5 شباط 2006 - تمنى رئيس الهيئة التنفيذية لـ"القوات اللبنانية" سمير جعجع ان "يفهم الجميع محتوى 14 آذار، والسير قدماً نحو تحقيق تطلعات قوى 14 آذار من اجل بناء وطن آمن، حر سيّد ومستقل".

وأكد أن "لا قلق على المستقبل، ولكن علينا التحرك، وبالتالي يجب الا نبقي العربة مربوطة بحصانين يشدان باتجاهين متعاكسين. لا يجوز، مع احترامنا لكل الأحصنة المكونة للسلطة الاجرائية في لبنان كأشخاص وكأفراد وكمواطنين، ولكن لا نستطيع ايضاً ان تسير الدولة بمشروعين سياسيين في الوقت نفس".

وقال: "فرحنا جميعاً بعودة وزراء "أمل" و"حزب الله" إلى الحكومة ونكون فرحين اكثر اذا استمروا في الحكومة، ولكن في الوقت نفسه يجب ان نحافظ على سير عربة الحكومة باتجاه واحد فنتقدم باستمرار ونحصل على الأمن والسيادة والاستقلال، ونخرج من الأزمة التي نحن فيها، ومن خلال سلطة اجرائية منسجمة وتملك مشروعاً واضحاً للخروج من الأزمة الحالية".

وطالب قوى 14 آذار "بعدم المساومة او المسايرة والمضي في ترجمة مشروعها السياسي من دون تردد"، وقال: "لا تبنى الأوطان على الغموض بل على أسس واضحة، ومن المستحيل ان تقوم دولة لبنانية فعلية سيدة حرة مستقلة بكل معنى الكلمة من دون ترسيم الحدود مع سوريا، ولا نستطيع بناء دولة قوية فعلية على اساس ان يكون جزء من القرار فيها وجزء في مكان آخر".

واستغرب كيف ان "بعض الفرقاء يطرحون وجوب التوافق المسبق في مجلس الوزراء حول كافة الأمور المطروحة، في الوقت الذي يمكن لأحد الفرقاء ان يأخذ قراراً في السلم او الحرب دون الرجوع الى مجلس الوزراء"،

كلام جعجع جاء خلال استقباله حشداً كبيراً من حقوقيي "14 آذار" يمثلون "تيار المستقبل" و"الحزب التقدمي الاشتراكي" و"حزب الكتلة الوطنية" و"حزب الوطنيين الأحرار" اضافة الى "القوات اللبنانية" و"الكتائب اللبنانية".

استهل جعجع حديثه بالترحيب بالمحامين، وقال: "كان حلماً كبيراً ان نكون في وقت من الأوقات في قاعة واحدة محامين أو مواطنين ينتمون الى كافة الاتجاهات والمجموعات اللبنانية".

أضاف: "لا يمنع ان يكون الانسان في جامعة الدول العربية وعربياً بقدر ما يريد، ولكن بنفس الوقت لا شيء يمنعه من ان تكون له علاقات مع كل دول العالم ويعيش بتحرر ويرى الأمور كما هي. هناك اشياء تحصل خلال السنتين غاية في الأهمية. لا أعلم ما مدى عمق هذه التحولات، ولست اعني ان هناك احداً لا يتكلم بشكل صحيح، الكل يتكلم صحيحا وبقناعة تامة، ولكن ما مدى عمقها في المجتمع ككل. هذا سؤال متروك للتاريخ، ولكن لا يمنع ذلك من وجود ما يدفعنا للبدء، وهذه النقطة التي بات بامكاننا البدء منها، لم تكن موجودة في السابق باعترافنا جميعاً. انا قبل ان اخرج من السجن كنت أرى هذه التحولات، ولكن لم اكن اعرف اذا كانت مجرد موقف سياسي لضرورات المرحلة ام لا، اذا كانت تعبر عن تحول اعمق يطال كامل الوجدان التاريخي لكافة المجموعات اللبنانية. مما لا شك فيه، يوجد في الوقت الحاضر مناخ نحسد عليه بخلاف ما يحاول البعض ان يصور".

وأسف لان كلمة 14 آذار "استعملت الى حد أنها باتت غير مفهومة عند البعض، وقد تكون عند البعض مجرد ردّة فعل على حدث معين. وعند البعض الآخر كناية عن ثورة حصلت في وقت معين انطلاقاً من اجواء معينة"، وقال: "ان ما يزيد في حصول اللغط او وجود ضبابية حول الموضوع هو التواريخ 12 آذار و8 آذار و27 تموز و29 حزيران وكأنه لا يوجد فرق بين 14 آذار و8 آذار وتواريخ أخرى كما يصور البعض ويقولون لنبقى مجتمعين، مما يؤدي الي ضياع معاني 14 آذار، لذلك سأستفيد من وجودكم، لأكون محامياً عن 14 آذار . ولا يفهم احد من كلامي بأنني ادعو للتفريق بين مواطن وآخر. أبداً، في كل وقت من الأوقات يجب ان نحاول جميعنا اللقاء ليس لأحد في البلد اكثر من غيره ولا احد مواطن افضل من الثاني، كل هذه الطروحات لسنا فيها وهي غير مقبولة، كلنا مواطنون لبنانيون، وعلينا العمل دائماً للجميع".

وتابع: "لكن بنفس الوقت، هذا لا يعني ان كل شيء صحيح، وان كل الطرقات تؤدي الى الطاحون، وكل المشاريع السياسية جيدة، ويجب ان نلتقي كلنا على كل شيء. نلتقي مع بعضنا كلبنانيين، صحيح، ولكن 14 آذار هي 14 آذار و8 آذار هي 8 آذار. لا تبنى الأوطان على الغموض ولا على طريقة "أبو ملحم". الدول تبنى على أسس واضحة، على طروح لها اتجاه محدد، ومعين، لا نستطيع بناء الدولة على أساس وأساس مناقض له، من المستحيل ان تقوم دولة لبنانية فعلية على اساس ان نرسم الحدود مع سوريا ولا نرسمها، لا تقوم دولة فعلية على اساس ان تكون سيدة حرة مستقلة بكل معنى الكلمة، وبنفس الوقت على اساس ان يكون جزء من قرارنا في سوريا او ابعد من سوريا بقليل او بكثير. ولا نستطيع بناء دولة قوية فعلية على اساس ان يكون القرار فيها وجزء آخر لا يكون فيها".

ولفت الى ان "بعض الفرقاء يطرحون وجوب التوافق المسبق في مجلس الوزراء حول كافة الأمور المطروحة، بعض التشكيلات والتعيينات، بعض المراسيم الى آخره، في الوقت الذي يمكن لأحد الفرقاء ان يأخذ قراراً بالسلم او الحرب من دون الرجوع الى مجلس الوزراء".

وقال جعجع: "14 آذار ليست مجرد فورة على الاطلاق، انها مجموعة مبادئ نعتبرها الأسلم والأصلح ليس لنا فقط بل لكل اللبنانيين ولقيام لبنان ودولة لبنانية فعلية. لانستطيع ان نفرط بهذا المضمون ولا نستطيع الابقاء على ادارة الأمور وكأن ذلك في قرية صغيرة ونظهر ان الكل مع الكل. هذا امر يجوز على المستوى الانساني والبشري كل لحظة، ولكنه لا يجوز في السياسة، الرجل السياسي المسؤول عليه ان يتبنى مشروعاً سياسياً واضحاً. والدولة لا يمكن ان تقوم على الغموض كما العربة التي لا يمكن ان تجرها خيول باتجاهين مختلفين فكيف تسير. جميل القلق على المستقبل، من المؤكد انه ليس من قلق على المستقبل، ولكن علينا التحرك، وبالتالي يجب الا نبقي العربة مربوطة بحصانين يشدان باتجاهين متعاكسين. لا يجوز، مع احترامنا لكل الأحصنة المكونة للسلطة الاجرائية في لبنان كأشخاص وكأفراد وكمواطنين، ولكن لا نستطيع ايضاً ان تسير الدولة بمشروعين سياسيين في الوقت نفس".

أضاف: "14 آذار مشروع واضح المعالم منذ اللحظة الأولى، ويخطئ من يعتقد ان 14 آذار حصلت بـ14 آذار. كانت منذ سنوات في قلب كل انسان وعقل الكثير من المواطنين في لبنان انطلاقاً من الممارسات التي كانت تحصل، وما شهدناه في 14 آذار 2005، لم يكن الا تظهيراً لما كان يحصل يومياً في قلب كل مواطن انطلاقا مما كان يشاهده. ومن هذا المنطلق 14 آذار كناية عن تظهير لمعاناة وطنية كبيرة اظهرت الأحداث انها تشمل 70 أو 80 بالمئة من اللبنانيين. هؤلاء ماذا أرادوا أن يقولوا في 14 آذار. البعض اعتبر 14 آذار رداً على 8 آذار. كلا، لو لم يكن هناك طروح سياسية لما تشجع احد على النزول من أقاصي الهرمل او فنيدق أو بشرّي او مرجعيون او القليعة الى بيروت لمجرد المشاركة في المظاهرة، هذا غير صحيح. لو حصلت 8 آذار أو لم تحصل، كانت 14 آذار ستحصل بشكل أو بآخر. ممكن بتجمع شعبي او بغير تجمع شعبي، ولكن جوهرها كان سيحصل وهو توق اللبنانيين على كافة انتماءاتهم الى قيام دولة لبنانية فعلية، وهذا فعلاً نفتقده منذ ثلاثين سنة".

وتابع: "عندنا مظاهر دولة بأكثرية الأحوال، بالشكل وببعض جوانب الدولة". 14 آذار هو كناية عن توق كبير لدى اكثرية المواطنين اللبنانيين لقيام دولة لبنانية فعلية تجسد طموحاتهم. وبالدرجة الأولى يكون القرار بيدها وتضمن لهم سلامتهم وأمنهم. لقد سئمنا ان نستمد أمننا ونستجديه وسيادتنا من هنا وهناك، هذا خطأ، اذا لم نتوصل الى تحقيق أمننا مئة في المئة لا نكون قد حققنا شيئاً. أمننا نحن نصنعه لا نريد أمناً من أحد واذا اخذناه بيدنا تكون حريتنا بيدنا، ولكن اذا استجديناه من الخارج فالفريق الذي يعطينا إياه سيمسك بجزء من قرارنا في الداخل. اليوم هناك بضع مئات من الاخوان الفلسطينيين يتمركزون في الناعمة ومعهم اسلحة وبين ايديهم لأسباب ليس من منطق لتبريرها. فهل يُعقل ان نستعين بدول خارجية مهما كانت علاقتنا جيدة بها ونستجدي منها المساعدة؟، ان هكذا تصرفات تؤدي الى تبعات سيئة جداً على المستقبل بأجمله".

وقال: "رجل الدولة عليه مواجهة قرارات صعبة كل يوم ولا يستطيع أن يتجنب القرارات الصعبة لأن الدول والمجتمعات لا تبنى إلا بالعرق والتعب والجهد، ولم تقم دولة بالسهولة أو بالشكليات أو المسايرة. لذلك يجب ان لا نساوم ولا قيد شعرة على نظرتنا لكيفية بناء الدولة. المسايرة بين الافراد تجوز ولكن المسايرة بين المشاريع السياسية لا تجوز. إما نترجم مشروعنا السياسي أو لا نكون أمينين له. واتصور اننا في 14 اذار حان الوقت لأن نحزم امرنا ونمشي، لأنه إن لم نمش "سنمشي"، فمن هذا المنطلق أتمنى عليكم ان تبقوا واعين لمحتوى 14 آذار ومن خلالكم انادي على كل حلفائنا وعلى كل شخصيات 14 آذار ان نحزم أمرنا ونترجم قناعاتنا الى واقع ملموس خصوصاً على مستوى المؤسسات الشرعية. لا تستطيع المؤسسات ان تستمر كما هي نصفها 14 آذار ونصفها الآخر لا أعلم وتحت حجة الوحدة الوطنية".

أضاف: "فرحنا جميعاً بعودة وزراء "أمل" و"حزب الله" إلى الحكومة ونكون فرحين اكثر اذا استمروا في الحكومة، ولكن بنفس الوقت يجب ان نحافظ على سير عربة الحكومة باتجاه واحد فنتقدم باستمرار ونحصل على الأمن والسيادة والاستقلال، ونخرج من الأزمة التي نحن فيها، ومن خلال سلطة اجرائية منسجمة وتملك مشروعاً واضحاً للخروج من الأزمة الحالية. اليوم لبنان يرزح تحت عبء ديون كبيرة ويحتاج لهذا الدين وحده معركة خاصة لتسديده ومن جهة أخرى السلطة الاجرائية مشلولة فكيف بالامكان تأمين أمن المواطن الذي هو مهدد في كل لحظة، وكيف سنتمكن من الحفاظ على سيادتنا واستقلالنا وكيف سنؤمن مستقبل اولادنا إذا كان الدين يزيد يوماً بعد يوم دون أن نتمكن من توقيفه عند حد معين. أنا أضع كل هذه التساؤلات امام كل المسؤولين في قوى 14 آذار، وسنبقى دائماً جزءاً فاعلاً ومتحركاً في قوى 14 آذار، وعلينا جميعاً ان نفكر سريعاً بكل الوسائل الممكنة للسير بعربة 14 آذار إلى الامام لنصل إلى تحقيق كل ما نطمح إليه، المسايرة بين الأشخاص ضرورية ولكن ليس في المشاريع السياسية لأنها لا تؤدي إلى شيء".

وتحدث في اللقاء كل من: مفوض العدل في "الحزب التقدمي الاشتراكي" غسان محمود، سمير زغريني باسم "محامي القوات" وجميل قمبريس باسم "تجمع حقوقيي المستقبل".

انقاذ "الشيوعي"

وكان جعجع استقبل وفداً من حركة الانقاذ في "الحزب الشيوعي اللبناني" ضم: غسان الرفاعي، رياض بيضون، منير بركات، يوسف مرتضى وطارق ضاهر.

وقال الرفاعي بعد اللقاء: "بحثنا الأوضاع المستجدة على الساحة اللبنانية والتطورات عامة، وأكدنا على ضرورة تحمل المسؤولية في تطوير الحركة الشعبية والسياسية الجارية منذ سنة وأكثر في لبنان، باتجاه تعزيز التمسك بقضايا السيادة والاستقلال وبناء الدولة الديموقراطية في لبنان، وهذا يتطلب جمع الجهود كافة، ونحن كشيوعيين في حركة الانقاذ نرى من مسؤوليتنا ان ننفتح على القوى الفاعلة على الساحة اللبنانية"، مشددا على الاستمرار "بالانفتاح على القوى الأخرى بتبادل الرأي".

اضاف: "تبين لنا انه بالقضايا الأساسية والشعارات التي ذكرناها هناك اتفاق كامل في وجهات النظر، وسبق لنا أيضاً ان التقينا في السابق الاستاذ وليد جنبلاط وكذلك كانت هناك محاور رئيسية اتفقنا عليها وسوف نستمر بالانفتاح على القوى الأخرى لتنسيق الجهود".

 

ديموقراطية مقدسة لإنسان مقدس

المستقبل - الاحد 5 شباط 2006 - الأب ميشال سبع (*)

التاريخ ليس مقدساً بل الانسان هو المقدس، لأن التاريخ هو صنع الانسان، وعليه، فالتاريخ مضاف اليه وليس الانسان مضافا للتاريخ لذا، كان التاريخ يبدأ بانسان ما او بحدث ما قام به انسان، وقياسا فان تاريخ اي فرد هومسافة يقطعها بين نقطة الابتداء وحتى تاريخ انتهاء مروره وكل انسان له تاريخان، تاريخ مروره الذي يبدأ بمولده وينتهي بموته ويسمى عمره، وتاريخ مروره في التاريخ العام فمثلا لانسان مولود عام 1950 يعني ان عمره يوم واحد في ولادته، و1950 عاما في التاريخ العام.

لقد سيطر الحدث الديني على الحدث الزمني بحيث صار التاريخ دينياً، فهو عند المسيحيين وقد تبناه قسم كبير من العالم ـ يبدأ بولادة السيد المسيح، وعند المسلمين يبدأ بهجرة الرسول الكريم، في حين ان التاريخ قبل ذلك كان زمنيا بحيث كان يقال في السنة الخامسة لولاية اغسطس او في السنة العشرين لتسلم الملك سدة ملكيته. ولم تستطع الثورة الفرنسية رغم علمنتها قوانين الدولة والمجتمع ان تلغي دينية التاريخ بل استمرت به وقبلته، لا بل حتى تاريخ الحضارات صار يصنف ما قبل المسيح او ما بعده او ما قبل الهجرة او ما بعدها دلالة على ان التاريخ مدعو لأنه يقدس بقديسيه.

يشبه التاريخ بطريق قد رسم بالمسيح او بالنبي وصار كل انسان يسير على هذا الطريق وهو اما ان يترك اثارا تدل عليه او يمحى بذرة الرياح.

وكما ان الشعوب هي مجموعة افراد تجمعهم لحمة العيش المشترك والامال المشتركة والاحلام والمصالح والحغرافية والاعمال المشتركة، فهي ايضا مجتمعة ضمن خط التاريخ وهي اذ ترسم تاريخها الخاص لكنه يندرج ضمن التاريخ العام كي يكون مترادفا مع تاريخية الاقوام الاخرى والشعوب الاخرى.

كل شعب يذوب في تاريخ شعب اخر يمحي كما ان كل فرد يذوب في تاريخ مجتمعه يمحى، وكون كل انسان فرد هو مخلوق من الله فهو يحمل قدسية خلقه ومدعو الى ان يقدس تاريخ مروره في زمانه الخاص والزمان العام.  وهو يقدس التاريخ بقدر ما يساهم في عملية الخلق ويسمو بالانسان والانسانية نحو الرقي والاخلاق وصنع السلام والرفاهية ونشر المحبة والمودة.

واذا كان كل انسان مدعو لملء القداسة الا ان بعض الافراد يميلون الى ان يجعلوا انفسهم محوريين للتاريخ، يعتبرون الآخرين مجرد اوراق رزنامة تقلب بحسب مشيئة اولئك الافراد، وهؤلاء يمكن ان يكونوا في حي او في قرية او في بلد او في العالم.. وقد يتصور بعضهم ان الآخرين مضافين اليهم بالقوة فيستعملون البطش والتنكيل او يستعملون السماء معتبرين انفسهم هم المتولين حق الحياة والموت او يملكون مفاتيح الملكوت والجنة ويسيطرون على الافراد فيجعلونهم مجرد حطب لتأجج نار سطوتهم وعلو مجد تاريخهم.

لقد سطر التاريخ قيام مثل هؤلاء في روما من باباوات واباطرة، وخرج بعضهم من التتار والعثمانيين، ولعل من اواخرهم رؤوساء الولايات المتحدة الاميركية وبن لادن وقاعدته.

طريق التاريخ الذي هو طريق الانسانية المتحضرة مدعو ان يكون مقدسا اي سلاميا، لكنه مع الأسف ليس كذلك بل هو تاريخ دم وحرب وانتهاك لحق الانسان. انه كما قال عنه الفلاسفة الالمان صراع وليس وئام حب ومودة، ولعل التاريخ المسيحي اوالهجري وضع ليذكر كل المارين عليه انه بدأ بمقدسين كي يستمر مقدسا لكن التذكر لم يمنع المتمردين على القداسة ان يستبيحوه بحسب مرادهم. وفي جردة اليوم في تاريخ شعوب العالم يتبين ان اغلب الشعوب تعيش فسق حكامها وانتهاكهم لحقوق شعوبهم وتطلعاتها السلامية.

ورغم ان الدول الغربية تحاول ان توهم العالم انها تريد حوارا للحضارات فهي في الواقع تعمل على صراع الحضارات لأن الحوار يعني التخلي عن بعض القناعات لقبول بعض القناعات لان للآخر قناعات مختلفة، اما الصراع فهو اعتبار القناعات نهائية وبالتالي اغلاق الحوار واللجوء الى منطق العزل او القوة. وبقدر ما منطق الحوار هو حضاري حقا بقدر ما اللجوء الى منطق القوة هو بدائي حقا، وعليه، ففي الوقت الذي تظهر الدول الكبرى انها حامية الديموقراطية الحوارية بقدر ما تناقض نفسها باستعمال القوة لتطبيق مفاهيمها.

الانسان الفرد في الدول الضعيفة اقتصاديا والمسحوقة سياسيا يتعرض للاغتصاب مرتين: الأولى انه يفتقد الى الاذى من متطلبات الحياة الكريمة التي تمكنه من ان يكون مقدسا، والثانية، يفتقد الى كرامة التعبير في نظام ديكتاتوري او فئوي وبالتالي تلغى احلامه وامانيه المقدسة. ولعل اغتصابا ثالثا يأتيه بحجة خلاصه وهو عندما تقوم دولة كبرى باحتلاله تحت حجة مساعدته، عندها يسلب حتى حرية وطنه.

ان من حق الشعوب ان تكون حرة لانها مقدسة، لذا، فعلى الامم المتحدة ان تبحث عن قانون يحاسب رئيساً عوضا عن قصاص شعب واحتلال بلد ومن الضرورة بمكان الا يكون احد ما فوق هذا القانون والا يكون القانون قانون قوة فتسقط من جديد الديموقراطية من طاولة القداسة.

 (*) استاذ في الاعلام