المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم الاثنين 1/1/2006

وكانَ جَميعُ سَامِعيهِ مُعجَبينَ أَشَدَّ الإِعجابِ بِذَكائِه وجَواباتِه

 

البطريرك صفير تراس قداس الاحد في بكركي وتلا رسالة البابا الى مؤمني الشرق وعقد خلوة مع النائب عون استمرت نصف ساعة واستقبل المهنئين بالاعياد

نأمل ان ينهض لبنان ويثق به جميع ابنائه ليعود الذين هاجروا منه وليرسخ القائمون فيه اقدامهم حتى يبقى وطن الحرية والاستقلال والسلام

البابا بنيدكتوس: نأمل ان يضع الميلاد حدا او على الاقل يخفف الكثير من الآلام

ولا بد من مواصلة الجهود للعمل على تقدم السلام في عالم يعاني من الانقسام

النائب عون:كل تعطيل تتحمل مسؤوليته الحكومة والقرار عندها وليس عند المعارضة

وطنية - 31/12/2006 (سياسة) ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير قداس الاحد، في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي، عاونه فيه النائب البطريركي العام المطران رولان ابو جودة، المطران شكر الله حرب، امين سر البطريركية المونسينيور يوسف طوق، القيم البطريركي العام الخوري جوزف البواري، في حضور وفد من لقاء سيدة الجبل وفعاليات سياسية ودينية وعسكرية ونقابية واجتماعية وحشد من المؤمنين.

رسالة البابا

بعد الانجيل المقدس، تلا البطريرك صفير الرسالة التي وجهها قداسة الحبر الاعظم البابا بنيدكتوس السادس عشر الى مؤمني الشرق الاوسط الكاثوليك وجاء فيها

"ايها الاخوة الاجلاء في الاسقفية والكهنوت،

والاخوة والاخوات الاعزاء الكاثوليك في منطقة الشرق الاوسط،

اننا، وقد غمرنا نور الميلاد، نتأمل بحضور الكلمة الذي نصب خيمته في ما بيننا، فهو "النور الذي يسطع في الظلمات، والذي اعطانا القدرة لنصبح ابناء الله". في هذه الايام الملأى بمعاني الايمان، انا نرغب في ان نوجه اليكم فكرة خاصة، ايها الاخوة والاخوات الكاثوليك، انتم الذين تعيشون في مناطق الشرق الاوسط: وهي اننا نشعر روحيا باننا حاضرون في كل كنيسة من كنائسكم بخاصة، حتى أصغرها، لنشاطركم رغبتنا الحارة والرجاء اللذين تنتظرون معهما الرب يسوع امير السلام، ليبلغكم جميعا التمني الكتابي الذي تبناه القديس فرنسيس الاسيزي بقوله: ليمنحكم الرب السلام.

اني اتلفت بعاطفة المحبة الى الجماعات التي تشعر بانها " قطعان صغيرة" وهي كذلك اما لان عدد الاخوة والاخوات قد تناقص، واما لانهم غارقون في مجتمعات مؤلفة في غالبيتها من مؤمني أديان اخرى، واما لان الظروف قضت بان ينتموا الى بعض امم تعيش في صعوبات كثيرة وحرمان، واني افكر خاصة بالبلدان التي يطبعها طابع التوترات القوية، وبخاصة باولئك الذين يخضعون لمظاهر عنف قاس. وهذا كله يتسبب بخراب كبير يطال دونما شفقة الاشخاص العزل والابرياء، والانباء اليومية التي ترد من الشرق الاوسط، تشير الى تزايد عدد الحالات المأساوية التي يبدو انها لا حل لها . وهي احداث، بالنسبة الى الذين تتناولهم مباشرة، لتثير طبيعيا احتجاجا وغضبا وتعد المغلوب لرغبة في الانتقام وطلب الثأر، ونعرف ان هذه ليست بمشاعر مسيحية. والانسياق اليها يجعلنا باطنا قساة، وطلاب ثأر، أبعد ما نكون عن هذه العذوبة والوداعة التي جعل يسوع المسيح نفسه مثالا لها.

وهكذا تضيع فرصة تقديم مساهمة مسيحية صادقة لحل هذه المشاكل الخطيرة التي يعاني منها زمننا. وليس من الحكمة في شيء، خاصة في هذا الوقت، قضاء الوقت بالتساؤل لمعرفة من تألم اكثر او ان نريد ان نقدم عدد الاساءات التي نالتنا، بالقيام بجردة عن الاسباب التي تغلب ما لنا من حجج خاصة.

هذا ما حدث غالبا في الماضي، وكانت نتائجه حقا مخيبة للآمال، وفي الواقع ان الآلام مشتركة بين الجميع، وعندما يتألم احدهم، عليه قبل كل ان يشعر بالميل الى فهم كيف يتألم الآخر الذي يجد نفسه في وضع مماثل. والحوار الصبور الوديع، القائم على الاصغاء المتبادل والرغبة في تفهم وضع الآخر، قد أتى بثماره الطيبة في الكثير من بلدان اخرى كان قد اجتاحها العنف سابقا والثأر، ولا يمكن القليل من الثقة بانسانية الآخر، خاصة اذا كان يتألم، الا ان يعطي نتائج طيبة وهناك جهات مختلفة تقول بسلطة ادبية بهذا الاستعداد الداخلي.

انا، في زمن الميلاد هذا، نفكر باستمرار، وبقلق عميق، بالمجموعات الكاثوليكية في بلدانكم، ان النجم الذي رآه المجوس، فقادهم الى لقاء الطفل ومريم امه، هو يحملنا الى ارضكم، لقد قدم يسوع حياته على ارض الشرق، لكي يجعل من الاثنين شعبا واحدا، فهدم الجدار الفاصل: جدار الحقد. آنذاك قال لتلاميذه: "اذهبوا الى العالم كله، نادوا بالانجيل الى جميع الخلائق". آنذاك لاول مرة، اطلقت تسمية المسيحيين على تلاميذ المعلم. آنذاك ولدت كنيسة الآباء الكبار وتطورت وازدهرت تقاليد مختلفة وحية وطقسية غنية.

ايها الاخوة والاخوات، ورثة هذه التقاليد، اني اعرب بمشاعر المحبة، عن قربي الشخصي منكم في الوضع الانساني الغير المستقر، والالم اليومي، والخوف والالم الذي انتم تعيشون فيه. انا نردد، قبل كل، على مسامع جماعاتكم، كلام المخلص: "لا تخف، ايها القطيع الصغير، لان اباكم قد سر بان بعطيكم الملكوت". بامكانكم ان تعتمدوا على تضامننا معكم التام في هذه الظروف، وانا لموقنون ايضا انه بمقدورنا ان نكون ناطقين باسم مشاركة الكنيسة الجامعة. ويجب الا يشعر اي مؤمن في الشرق الاوسط، هو والجماعة التي ينتمي اليها، انه وحده، او هو مترك لذاته، ان كنائسكم ترافقها، في طريقها الشاق، صلاة كنائس العالم كله الخاصة، ومساندة محبتها، على مثال الكنيسة الناشئة وبروحها.

في هذا الوقت الحاضر الذي يتميز بنور قليل وظلام كثيف، من اسباب تعزيتنا واملنا ان نعرف ان جماعات الشرق الاوسط المسيحية، التي فوق آلامها المبرحة، ما زالت جماعات حية، ناشطة، ونعرف ايضا انها عازمة على الشهادة لايمانها، بما لها من هوية خاصة في المجتمعات المحيطة بها. وهذه الجماعات ترغب في ان تسهم، بطريقة بناءة، في التخفيف من حاجات مجتمعاتهم الملحة، ومنطقتهم. ان القديس بطرس، في اول كتاب له الى جماعات فقيرة ومهمشة في مجتمعات زمنه، التي كانت مضطهدة، لم يترد في القول لهم ان وضعهم الصعب، يجب ان يعتبروه نعمة.

وفي الواقع، أفليس نعمة ان نتمكن من المشاركة في آلام المسيح، بانضمامنا الى العمل الذي معه أخذ على عاتقه خطايانا ليكفر عنها؟ على الجماعات الكاثوليكية التي تعيش غالبا حالات صعبة، ان تعي القوة القديرة التي تأتي من آلامها التي تقبلها بمحبة. وهذه آلام بامكانها ان تغير قلب الآخر وقلب العالم. انا اذن نشجع كلا منكم ان يواصل بثبات طريقه الخاص، بالاعتماد على وعيه "الثمن" الذي افتداه به المسيح. لا شك في ان استجابة الدعوة المسيحية الخاصة، انما هي شاقة كثيرا لاعضاء جماعات هي أقلية. وغالبا ما تكون عدديا لا قيمة لها في المجتمعات التي تجد نفسها غارقة فيها. وبعد، قد يكون النور خافتا في البيت، يقول بطاركتكم في رسالتهم الراعوية سنة 1992، لكنه ينير كل البيت. والملح عنصر صغير في الطعام لكنه هو ما يطيبه. والخميرة صغيرة في العجين، ولكنها هي التي تخمره وتعده ليكون خبزا. انا نتبنى هذا الكلام، وأشجع الرعاة الكاثوليك على الاستمرار في خدمتهم، باهتمامهم بالوحدة في ما بينهم، وببقائهم دائما بالقرب من قطيعهم، وليعرفوا ان البابا يشاطرهم همومهم وآمالهم، وما يضمنوه رسائلهم السنوية من ارشادات وفي قيامهم اليومي بواجباتهم المقدسة، والبابا يشجعهم في ما يبذلون من جهد ليساندوا ويقووا في الايمان، والرجاء والمحبة، القطيع الموكول اليهم. وان حضور جماعاتهم في مختلف بلدان المنطقة، يشكل في ما يشكل عنصرا بامكانه ان يعزز كثيرا الحوار المسكوني.

منذ زمن بعيد، نراقب كيف ان العديد من المسيحيين يغادرون الشرق الاوسط بحيث ان الاراضي المقدسة قد تتحول الى منطقة أثرية، لا حياة كنسية فيها. لا شك في ان الاوضاع الجغرافية والسياسية الخطرة، والنزاعات الثقافية، والمصالح الاقتصادية والاستراتيجية، فضلا عن النزعة العدائية التي تريد ان تبرر ذاتها بأسباب اجتماعية او دينية، ان كل هذا يجعل بقاء الأقليات صعبا، وهكذا، يقع كثير من المسيحيين في تجربة الاغتراب. وهذا ضرر قد لا يكون في المستطاع اصلاحه، وبعد، لا يمكننا ان ننسى ان العيش معا آلاما مشتركة، يكون له فعل المرهم على الجراح، ويحمل على التفكير بالمصالحة والقيام بأعمال سلامية. وهذا ما يولد حوارا عائليا وأخويا بامكانه مع الزمن ونعمة الروح ان يتحول حوارا أوسع على الصعيد الثقافي، والاجتماعي وايضا السياسي. وبعد، فالمؤمن يعرف ان يعتمد على رجاء لا يخيب، لانه يقوم على حضور القائم من القبر. منه يأتي الالتزام في الايمان والفاعلية في المحبة. في المصاعب الأشد ايلاما، يشهد الرجاء المسيحي ان الاستسلام والتشاؤم هما الخطر الأكبر الذي يفخخ الجواب على الدعوة النابعة من العماد ومن هنا يتولد الاحباط، والخوف، والشفقة على الذات، والقدرية والهروب.

في الساعة الحاضرة، يطلب من المسيحيين ان يكونوا شجعانا، مصممين بقوة روح المسيح، وان يعرفوا ان يعتمدوا على قرب اخوانهم بالايمان منهم، المنتشرين في العالم. ان بولس، يوم كتب الى الرومانيين، اعلن بوضوح انه ما من شبه بين الآلام التي نقاسيها على الارض والمجد الذي ينتظرنا. وكتب مار بطرس ايضا في رسالته الاولى يذكر بأننا نحن معشر المسيحيين، ولو أصابتنا محن مختلفة لنا أمل اكبر يملأ قلوبنا فرحا.

ويؤكد بولس في رسالته الثانية الى اهل كورنتس كل التأكيد ان "الله اله كل تعزية.. يعزينا في ضيقاتنا، لكي نتمكن بما يجود الله علينا من تعزية، من ان نعزي الآخرين في ما يعرض لهم من ضيق". وانا نعرف جيدا ان التعزية التي وعد بها الروح، لا تقتصر فقط على الكلام الجيد، بل انها تترجم بسعة الروح والقلب. وهكذا يمكننا ان نرى وضعنا في الاطار الأرحب، اطار الخليقة كلها التي لتتمخض بانتظار تجلي ابناء الله. وبهذا المنظار، يستطيع كل منا ان يفكر اكثر بآلام الآخر اكثر من آلامه الخاصة، وبالآلام المشتركة اكثر من الآلام الذاتية، وان يهتم بأن يعمل بعض الشيء لآن الآخر او الآخرين يفكرون بأن آلامهم يفهمها غيرهم ويقبلها، ويرغب ان يداويها، قدر المستطاع.

عبركم، ايها الاخوة والأخوات الأعزاء، نود ان نتوجه الى مواطنيكم، رجالا ونساء، من مختلف الطوائف المسيحية، ومختلف الأديان، والى كل الذين يبحثون باخلاص عن طريق الاستماع المتبادل والحوار المخلص عن السلام، والعدالة والتضامن، نقول للجميع، اثبتوا بشجاعة وثقة! ونطلب من جميع المسؤولين عن مصير الشعوب، احساسا وانتباها، وقربا حسيا، لتخطي الحسابات والاستراتيجيات لكي ينهض مجتمع اكثر عدالة، وسلاما، واحتراما حقيقيا لكل كائن بشري.

انا، على ما تعلمون، ايها الأخوة والأخوات الاعزاء، نأمل شديد الأمل ان تفسح لنا العناية في المجال للقيام بحجة الى الارض التي قدستها احداث تاريخ الخلاص. وانا لنأمل ايضا ان نتمكن من الصلاة في القدس "وطن قلب جميع المتحدرين الروحيين من ابراهيم، الذين تعز عليهم كثيرا"، وانا لموقنون انه بامكانها ان تصبح رمزا للقاء العائلة البشرية جمعاء واتحادها وسلامها". وبانتظار ان نتمكن من تحقيق هذا الحلم، انا نشجعكم على مواصلة السير في طريق الثقة، وانتم تقومون باشارات صداقة وحسن نية، وانا نشير الى الأعمال اليومية البسيطة، التي يقوم بها منذ زمن بعيد في مناطقكم، اناس كثيرون، متواضعون، عاملوا دائما باحترام جميع الناس، وانا نشير ايضا الى أعمال هي نوعا ما بطولية، أوحى بها احترام صادق للكرامة الانسانية، وهذا كله سعيا الى ايجاد طريقة للخروج من حال النزاعات الخطيرة، فالسلام انما هو خير كبير وملح يبرر تضحيات كبيرة يقوم بها الجميع.

لا سلام دون عدالة، على ما كتب سلفنا المبجل يوحنا بولس الثاني. لذلك يجب الاعتراف بحق الجميع واقراره. أضاف يوحنا بولس الثاني يقول: "لا عدالة دون غفران"، واذا لم يكن هناك تغاض عن أخطاء الماضي، يستحيل الوصول الى تفاهم يفسح في المجال لحوار بغية تعاون مقبل، فالصفح، في هذه الحالة، هو الشرط الذي لا بد منه للتفكير بحرية بمستقبل جديد. ومن الصفح المعطى والمقبول، يمكن ان تولد وتتطور اعمال تضامن كثيرة في خط تلك القائمة بكثرة من منطقتكم بناء على مبادرة الكنيسة، والحكومات والمؤسسات الحكومية.

ان انشودة ملائكة بيت لحم السلام على الارض للناس الذين يرضاهم الله تأخذ في هذه الأيام كل ابعادها، وتعطي منذ الآن ثمارها التي تبلغ مداها في الحياة الأبدية. وانا لنأمل ان يضع زمن الميلاد حدا او على الاقل ان يخفف من الكثير من الآلام، ويولي عائلات كثيرة الأمل الذي لا بد منه لتتمكن من مواصلة الجهود للعمل على تقدم السلام في عالم لا يزال يعاني من تمزق وانقسام.

تأكدوا، أيها الأعزاء، ان صلاة البابا الحارة وكل الكنيسة ترافقكم على هذا الطريق، وشفاعة الشهداء والقديسين الكثر، ومثلهم، يعضدكم ويقوي ايمانكم وهم الذين شهدوا على أرضكم بشجاعة للمسيح. ولتسهر على حسن نياتكم والتزاماتكم عائلة الناصرة المقدسة.

وبهذه العواطف، نمنح كلا منكم، من صميم القلب، بركة رسولية خاصة، عربونا لمحبتنا وذكرنا الدائم".

استقبالات

لقاء سيدة الجبل

وبعد القداس استقبل البطريرك صفير المهنئين بالاعياد، فالتقى وفدا من لقاء سيدة الجبل، القت باسمه المحامية ألين شقير برانس كلمة اعتبرت فيها "ما دامت بكركي بخير فلبنان بخير، لان الكل عابر اما الكنيسة فهي ثابتة، وأيدت ما جاء في نصوص المجمع الماروني وثوابت الكنيسة التي تؤكد على ان العيش المشترك يشكل ميزة لبنان ويعطيه صيغة الرسالة".

ورد البطريرك شاكرا "من تكلمت باسمكم"، وقال: "صحيح هناك احزاب كثيرة، وقد تعددت المواضيع والاحزاب ولكن المطلوب واحد وهو قيامة الوطن".

اضاف: "ان شاء الله يقوم لبنان وتكون السنة المقبلة علينا خلافا للسنة الماضية التي كان فيها اغتيالات واوجاع كثيرة. فنأمل ان ينهض لبنان وان يثق به جميع ابنائه، ليعود الذين هاجروا منه، وليرسخ القائمون فيه اقدامهم حتى يبقى وطن الحرية والاستقلال والسلام".

حزب السلام

بعدها استقبل البطريرك صفير وفدا من "حزب السلام اللبناني" برئاسة المحامي روجيه اده، الذي جاء مهنئا غبطته بالاعياد"، لافتا الى "ان لبنان كما الشرق الاوسط في مرحلة وجودية"، واعلن التزامه "ثوابت بكركي"، داعيا "الموارنة والمسيحيين واللبنانيين ان يلتزموا بالثوابت بالتفصيل وبالتوصيف التي تعطيه بكركي، لا ان يفسر كل على هواه ومصالحه الثوابت فيعلن كالببغاء انه ملتزم بها ولا يعمل بها. ولقد آن الاوان في هذه المرحلة التي هي مرحلة وجودية ان نفكر بالعودة الى نبذ من لا يلتزم ويخاطر بالكيان والوجود والشعب وآماله".

النائب عون

بعدها استقبل البطريرك صفير رئيس تكتل "الاصلاح والتغيير" النائب العماد ميشال عون حيث عقد مع البطريرك خلوة استمرت نصف ساعة، قال بعدها النائب عون: "الزيارة للمعايدة، وعرضت مع غبطته الاحداث الحالية والممكنة، وقد سمعنا توجيهات غبطته وهي واضحة، آملا ان يعمل الجميع بها خصوصا بعد صدور الثوابت الوطنية التي نعمل لتأمين الاجماع عليها، والانطلاق منها لاعادة تكوين سلطة متوافق عليها بين اللبنانيين".

اضاف النائب عون: "نأمل ان لا تطول الازمة وان يكون لدى الجميع رغبة لانهائها باسرع وقت، ونحن كمعارضة حددنا اهدافنا وعلى الحكومة ان تأخذ الاستنتاج المناسب لانها لم تعد حكومة حاكمة ولا تستطيع ان تحكم ومعطلة، ولذلك فكل تعطيل تتحمل مسؤوليته الحكومة لأن القرار عندها وليس عند المعارضة".

مهنئون

ومن المهنئين على التوالي: النائب الياس عطا الله، وفد من مؤسسة البطريرك صفير برئاسة رئيس المؤسسة الدكتور الياس سعيد صفير، نقيب اصحاب المستشفيات الخاصة الدكتور سليمان هارون والدكتور الكسندر الجلخ، مدير مستشفى العين والاذن الدولي بيار الجلخ، النائب نقولا غصن، وفد من طلاب القوات اللبنانية في الكورة برئاسة جليل خوري، العميد صلاح جبران، وفد من الرابطة الاجتماعية في بقنايا - جل الديب برئاسة جورج ابو جودة، الزميل طوني فرنسيس ونجله مروان، العضو الديبلوماسي في السفارة اللبنانية في واشنطن كارلا جزار، رئيس اللقاء الوطني في جبيل الدكتور سايد ضرغام ووفود شعبية من مختلف المناطق اللبنانية.

 

المطران الراعي ترأس قداسا في عين الخروبة في أربعين الشهيد الجميل: أعاد اللحمة إلى حزب الكتائب وأخذ الصف الأمامي في ثورة الاستقلال 

 وكالات - 2006 / 12 / 31

 أقيم في كنيسة مار ضوميط في عين الخروبة قداس لراحة نفس النائب والوزير بيار الجميل لمناسبة مرور 40 يوما على استشهاده، في حضور والدته السيدة جويس وزوجته باتريسيا وشقيقته نيكول مكتف وشقيقه سامي، رئيس إقليم المتن الكتائبي حنا الغول، رئيس قسم الكتائب في عين الخروبة رزق الله الجميل، مختار البلدة يوسف بو ضوميط وحشد من الكتائبيين وأبناء المنطقة.

ترأس القداس المطران بشارة الراعي يعاونه لفيف من الكهنة، وبعد الإنجيل ألقى عظة قال فيها: "ودعنا الشيخ بيار منذ حوالى 40 يوما بحزن وألم كبيرين ولكن برجاء كبير أن يتواصل عبر حياته وموته سر الفداء. سنتطلع إلى هذه المأساة في ضوء صليب الفداء ويسوع المسيح، فكان استشهاده بعمر الرب يسوع فاديا على صليب الفداء للبشرية كلها".

أضاف: "نقدم هذه الذبيحة لراحة نفس الشهيد بيار لنستشفعه ليكون عند الله شفيعا لأسرته ولنا وللبنان لنواصل سعينا في سبيل عيش دعا هو إليه، عيش بكرامة ومسؤولية وإنقاذ للوطن الحبيب. نحن أبناء الرجاء لا نتطلع إليه ميتا بل نتطلع إليه قائما من الموت، برجاء وطيد ننتظر ثمار هذه القيامة وهذا الموت، فبموت المسيح وقيامته تفجرت على البشرية ينابيع الخلاص، لذلك ارجو من أسرته الحبيبة أن تقبل هذه الذبيحة وتقدمه قربانا من أجل لبنان والكنيسة".

ودعا المطران الراعي "بحق دمائه البريئة وبحق استشهاده إلى أن نولد نحن إنسانا جديدا وتبدأ القيامة بكل واحد منا لأن الثمن غال، فلا يمكن أن نعيش كما كنا بل ينبغي أن نولد في حياة جديدة، ولبنان الوطن يبدأ حيث كل واحد منا".

وطلب أن "يفتح الرب يسوع ضمائر اللبنانيين والمسؤولين الماسكين بزمام الوطن لينقذوا لبنان مما يتهدده من أخطار".

وقال: "الشيخ بيار مر بيننا كالبرق إنما ترك أثرا عميقا في حياة كل اللبنانيين، فهو رجل الكلمة والحكمة الذي ألب الجماهير واستنهض الهمم بخطاب بسيط عميق موجه إلى القلوب والعقول وهو شاب في مطلع العمر. لمع في المحاماة والنيابة والوزارة ولمع في قيادته وريادته في حزب الكتائب وكان صديقا مخلصا محبا معطاء رائدا متميزا في كل شيء والكل يشهد أنه هو من أعاد اللحمة للحزب وهو الذي هيأ الشباب الجديد الذي أقسم اليمين، ومن أجله تعالى الكتائبيون عن كل أسباب التفرقة وتوحدوا وكأنه استبق ثمار موته وفدائه قبل أن يموت فأعطى الثمرة التي لا تنسى في حزب الكتائب. هو النائب اللامع الذي أخذ الصف الأمامي في ثورة الاستقلال وثورة الأرز فألب الجماهير ومشى وصرخ مناديا بالحقيقة والحق في السياسة والاستقلال وفي الحياة الكريمة لكل لبناني وكل الشعب. وفي وزارة الصناعة لمع كخبير فيها وراح ينظر إلى البعيد تحت شعار "بتحب لبنان حب صناعتو"، ووضع الخطة التي دعاها "صناعة لبنان صناعة الشباب"، وكان همه أن يبلغ عبر الصناعة المادية إلى صناعة شباب لبنان وأكد المطران الراعي أن "ما لم يستطع بيار أن يفعله حيا بيننا سيفعله قديرا من السماء"، ودعا إلى "النظر إليه من هذا المنظار وأن ننظر إلى إنسان يبقى حيا خالدا مخلدا، شريكا في عمل الفداء بانيا للبنان مشاركا في عمل الخلاص الوطني وأمل أن "يكون عام 2007 عام سلام واستقرار وعزاء وتعويض وبعد القداس، وضع الحجر الأساس لإقامة تمثال للشهيد في ساحة شهداء الكتائب في البلدة وألقى جهاد بو ضوميط كلمة قسم الكتائب عاهد فيها الشهيد بإكمال المسيرة والسير على خطاه وختاما تقبلت العائلة التعازي في صالون الكنيسة.

 

 قوى الامن عثرت على المخطوف السوري عدي جزار في منطقة نائية في البقاع 

 وكالات - 2006 / 12 / 31

 صدر عن المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي ـ شعبة العلاقات العامة البلاغ التالي:

"إلحاقا لبلاغنا السابق المتعلق حول ورود معلومات إلى المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي من إنتربول دمشق عن تعرض أحد الأشخاص المقيمين في سوريا المدعو: عدي عزمي جزار ( فلسطيني ـ سوري ) لعملية خطف وإقدام الخاطفين على الإتصال بذويه من داخل الأراضي اللبنانية مطالبين بفدية قيمتها خمسون ألف دولارا أميركيا لإطلاق سراحه، وتعرض قوة من قسم المباحث الجنائية الخاصة في وحدة الشرطة القضائية بتاريخ 23/12/2006 لإطلاق نار كثيف من أسلحة حربية مختلفة وقذائف صاروخية، أثناء محاولتها مداهمة منزل أحد المشتبه بهم بعملية الخطف في مدينة بعلبك ـ حي الشراونة مما اضطرها للرد، حيث نتج عن ذلك في حينه إصابة احد عناصر القوة الأمنية واحد مطلقي النار بجروح مختلفة، إضافة الى توقيف عدد من الأشخاص المتورطين، فيما فر آخرون من مطلقي النار بإتجاه المناطق الجردية المحيطة إثر ذلك ونتيجة لإستقصاءات وتحريات مكثفة في كافة الأماكن التي يمكن أن يكون قد لجأ إليها الخاطفون وبتعاون ايجابي من المواطنين، تمكنت دوريات قوى الأمن الداخلي بتاريخ 30/12/2006 من العثور على المخطوف في منطقة نائية من البقاع. تم إحضاره الى مركز قسم المباحث الجنائية الخاصة للاستماع اليه حول أسباب خطفه والخاطفين وأمكنة إحتجازه، ليصار في ضوء ذلك الى اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة في حق المتورطين كافة بهذه الجريمة بناء لاشارة القضاء المختص تم إبلاغ انتربول دمشق بالواقع ليصار الى إعلام ذوي المخطوف بالعثور عليه.

 

جنبلاط: الأسد يستميت للتفاوض مع إسرائيل حول لبنان

المستقبل - 2006 / 12 / 31

 عام كأنه دهر.. إنه العام 2006 يطوي آخر أوراقه ويمضي تاركا الجرح اللبناني مفتوحا على الاحتمالات كافة، خصوصا مع استمرار التحالف السوري ـ الإيراني في محاولته الانقلابية الهادفة الى الاطاحة بالدولة وبالحكومة الشرعية.

عام آخر يمضي، وانظار أحرار لبنان تشخص نحو الحقيقة والعدالة وتثبيت السيادة وتعزيز السلم والاستقرار وتحصين القرار الوطني اللبناني الحر، رافضة محاولات العودة الى الوراء وتحطيم الانجازات التي حققتها دماء الشهداء.

وفيما تواصل قوى التحالف السوري ـ الإيراني اعتصامها في وسط بيروت، شهد ضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري حشداً من نوع آخر، حيث زاره رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة وعدد من الوزراء وشخصيات الرابع عشر من آذار لقراءة الفاتحة بمناسبة العيد.

في غضون ذلك، وفيما لم يتحدد بعد موعد عودة الامين العام لجامعة الدولة العربية عمرو موسى الى بيروت لاستكمال مبادرته التي نعتها قوى الثامن من آذار خلال اليومين الماضيين، لفت امس لقاء بين السفير المصري في لبنان حسين ضرار والامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله، ذكرت مصادر سياسية انه استمر ساعتين وتم خلاله البحث في الاوضاع التي يمر بها لبنان في ضوء الجهود التي تبذل من اجل ايجاد حلول للأزمة التي تمر بها البلاد.

وسط هذه الاجواء، وبالتزامن مع التصعيد ضد حكومة الرئيس السنيورة ورموز الأكثرية النيابية وقياداتها، والذي ترجم حملة مركزة على رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط ووزير الاتصالات مروان حمادة، توقف النائب جنبلاط عند كلام السيناتور الأميركي آرلن سبكتر الذي قال انه نقل رسالة من بشار الاسد الى ايهود اولمرت حول استعداد النظام السوري للتفاوض واستعداد سوريا للمساعدة في موضوعي "حماس" و"حزب الله". وقال في اتصال مع "المستقبل": "ان هذا يلتقي مع كلام فيصل المقداد الاخير، الذي قال فيه ان الادارة الاميركية تمنع ما سماه استكمال الاتصالات السورية ـ الاسرائيلية، وهو ما يعني ان هناك اتصالات قائمة تمنعها الادارة الأميركية". واضاف جنبلاط: "ان كلام سبيكتر يلتقي ايضا مع ما قاله لي الصحافي الاميركي البارز سايمون هيرش، من ان الادارة الاميركية تمنع فتح قنوات بين دمشق وتل ابيب". وقال ان "كل ذلك يؤكد ان ثمة رغبة سورية واستماتة سورية للتفاوض مع إسرائيل في ما يتعلق بلبنان وفلسطين، ويؤكد الاكاذيب التي يتقنها نظام بشار الاسد الذي قال هو نفسه في حديث صحافي للأسرائيليين جربونا.. انه يعتمد معادلة النظام قبل الارض وقبل التحرير وقبل فلسطين.. النظام والعودة الى لبنان (..)".

 

 جنبلاط: نتمنى ان تأتي الاعياد بظروف افضل على قاعدة اسس الوفاق واتفاق الطائف ويكون قرار الحرب والسلم حصريا

بالدولة وننشىء سويا المحكمة الدولية

وكالات/31-12-2006

 استقبل رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط، في قصر المختارة، شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن على رأس المجلس المذهبي ضم رئيس محكمة الاستئناف الدرزية العليا القاضي نهاد حريز ومجلس ادارة المجلس، في حضور النائبين اكرم شهيب وفيصل الصايغ وعدد من قضاة المذهب الدرزي والهيئات والاعضاء.  وأشار الشيخ حسن الى ان الزيارة هي للتهنئة بالعيد وشكر النائب جنبلاط، ولتسليمه درعا تقديريا يحمل مجسم دار الطائفة كعربون وفاء وتقدير. وقال: "ان الزيارة الى هذه الدار الكريمة، هي زيارة جزء من واجب الوفاء والشكر والتقدير لصاحب الفضل والوفاء لك يا "وليد بك" على انجاز المجلس المذهبي الجديد مع مرافقيك ومساعديك، واذا كانت الظروف في لبنان ما زالت على حالتها فاننا نأمل وبمساعدتك ووجودك من انجاز بعض الامور على الصعيدين الاجتماعي والاقتصادي لابنائنا في هذا الجبل كي يتمكنوا من الصمود والبقاء. وتصادف الزيارة في نهاية عام وبداية عام، ونقول لك ولجميع اللبنانيين كل عام وانتم بخير، ونتوجه الى الله تعالى بالدعاء بان تشملك العناية الالهية وجميع المخلصين مع حكمتكم بالسلامة وان يديمكم لنا وللبنان ونقول كلمة ايضا، انهم لو عرفوا وليد بك لما هاجموه".

بعد ذلك ألقى النائب جنبلاط الكلمة التالية: "شكرا سماحة الشيخ واصحاب الفضيلة القضاة، والمشايخ الاجلاء، والاخوان اعضاء المجلس المذهبي. لا شك في أوج الاستفراد بالقرارات المصيرية والتي أدت الى حرب تموز وتبعاتها الاقتصادية والسياسية والمأزق الذي وصلنا اليه استطعنا كمجموعة بني معروف ان نقوم بخطوة ديموقراطية، اعتقد يحسد عليها خاصة بعد غياب نحو 40 او 50 عاما عن المجلس المذهبي، استطعنا اخيرا ان نتوصل الى هذا الامر وانتخاب شيخ عقل واحد عبر كل الاطر الديمواقرطية وبالتشاور. وكانت هذه النخبة من اجل معالجة الشؤون الروحية والدينية والمادية للطائفة، والمهم ان هذه النخبة بدأت عملها ويجب ان تستمر من اجل مساعدة ابناء بني معروف المحتاجين منهم، واعتقد انه توجد العديد من الامكانيات الثقافية والانسانية والمادية في لبنان والمهجر، ولا بد من التواصل مع المهجر، واتصور انه بالحد الادنى من التنظيم نستطيع ان نتوصل الى ليس الاكتفاء بالمعنى العام وانما على الاقل مساعدة المحتاجين وعائلات الشهداء. وفي هذا الاطار على المستوى العالمي فان جائزة نوبل للسلام أعطيت للذي ابتدع القروض الصغيرة "مايكرو غرديت" وهو محمود يونس من بنغلادش، وهو قدم درسا عالميا حول كيفية مساعدة المحتاجين من خلال قروض صغيرة ومتوسطة للطبقات المحتاجة بدأت في بنغلادش أفقر الشعوب في العالم واليوم بات ذلك مثلا يحتذى به كما ان تجربته اخذت تعمم في العالم. وبالنسبة لنا ولاحقا من خلال الاوقاف وغيرها وبعد ترتيب الامور ولا سيما بالنسبة للموارد والاستثمار الجيد للاوقاف، ان يكون هذا البند من المسائل الاساسية من اجل تقديم المساعدات للمحتاجين".  أضاف: "ان شاء الله يعاد العيد على لبنان بظروف أفضل بكثير على قاعدة اسس الوفاق واتفاق الطائف وان يكون قرار الحرب والسلم حصريا بالدولة وان ننشىء سويا المحكمة الدولية حماية لجميع اللبنانيين والاحرار".  بعد ذلك زار سماحة شيخ العقل واعضاء المجلس المرجع الروحي للطائفة الشيخ ابو محمد جواد ولي الدين في منزله في بعقلين لتقديم التهاني بعيد الاضحى، ثم كانت زيارة الى مقام المرحوم الشيخ ابو حسن عارف حلاوي في الباروك.

 

اليو ماري: ندعم الحكومة اللبنانية وهي تتمتع بالشرعية لضمان السيادة ونسعى لمساعدة الجيش على القيام بمهامه على كل الاراضي اللبنانية 

 نحضر لمؤتمر باريس ولا يمكن معالجة ازمة حكومية باضافة ازمة اقتصادية 

السراي - 2006 / 12 / 31

 استقبل رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة صباح اليوم في السراي الكبير وزيرة الدفاع الفرنسية ميشال إليو ماري بحضور السفير الفرنسي في لبنان برنارد إيمييه والوفد الفرنسي العسكري المرافق.

بعد اللقاء عقدت إليو ماري مؤتمرا صحفيا استهلته بالقول: "هذه الزيارة هي الثانية لي إلى لبنان وأنا سعيدة جدا لأن أكون في بلدكم. وهذه الزيارة لها هدفان، الأول هو أن أقدم للرئيس السنيورة والحكومة اللبنانية التعبير عن الدعم الفرنسي، دعما عاما للحكومة اللبنانية الناتجة عن انتخابات وهي بالتالي تتمتع بكامل الشرعية لضمان سيادة لبنان، كما أقدم دعمنا الفرنسي في الجانب الدفاعي. وفي الواقع، لقد ناقشت مع الرئيس السنيورة كما مع وزير الدفاع اللبناني الياس المر تعاوننا الثنائي والمشاركة الفرنسية في قوات الأمم المتحدة "اليونيفيل"، ففرنسا كانت أول من حضر إلى لبنان في وقت الأزمة وكانت هنا لدعم الشعب اللبناني وللمساعدة في إجلاء عدد من المواطنين وكذلك لتوفير مساعدة إنسانية لمن كان في حاجة لذلك. كما أن فرنسا كانت أول من طالب بوقف للحرب كما لعبت دورا هاما جدا في تأسيس القوات الدولية للأمم المتحدة وتقوية قدرات التدخل لهذه القوات. كما على الجانب الثنائي سعينا منذ البداية لمساعدة الجيش اللبناني للقيام بمهامه بشكل كامل في الجنوب اللبناني وعلى كامل الأراضي اللبنانية. ومن هنا أمنا دعما ماديا ولوجستيا وكما وفرنا العديد من سبل التعاون والتدريب لصالح الجيش اللبناني. هذه الأمور ما زالت في تطور ونحن نهنئ أنفسنا بالأجواء التي تتطور فيها الأمور وبفعالية الجيش اللبناني. وخلال اللقاءين اللذين أجريتهما صباح هذا اليوم تطرقنا أيضا إلى الوضع السياسي الوطني وعلى صعيد المنطقة ككل وقد توصلنا إلى الاستخلاصات نفسها بأنه من المهم جدا لكل المنطقة أن يسمح الوضع في لبنان على الصعيد السياسي والاقتصادي والاجتماعي أن يجعل من لبنان دولة قوية تصبح نموذجا للقدرة على العيش سويا وبشكل فعال وإيجابي بين الفئات المختلفة. هناك رسالة على لبنان أن يقدمها للعالم أجمع بأنه من الممكن أن يعيش سويا أشخاص من انتماءات مختلفة. إن استقرار لبنان هو استقرار للمنطقة ولكنه يشكل أيضا مساهمة هامة في استقرار العالم، وهذا ما يشرح أنه إلى علاقات الصداقة التاريخية والوثيقة بين فرنسا ولبنان، فإن جهود بلدي ستبقى جادة في مساعدة لبنان وحكومته".

سئلت: هل تشمل المساعدات العسكرية للجيش اللبناني تقديم المروحيات والطائرات الحربية؟

أجابت:" التعاون الذي بدأنا به ونعتزم على الاستمرار به هو تعاون متنوع، يبدأ بإعداد وتدريب العسكريين، وقد حصلت تدريبات حتى الآن على الصعيد البحري عبر الاستفادة من تواجد القوات البحرية الفرنسية في لبنان، إضافة إلى تدريبات حصلت في الجبال وفي إطار مركز "جانوس" الذي افتتحته خلال زيارتي الماضية في شهر أيلول. كما كانت هناك مساعدات مادية في المجال اللوجستي ومجال التواصل وتقديم الذخائر، كما تباحثنا اليوم في ما يمكن أن تكون عليه حاجات الجيش اللبناني ونسعى لتأمين هذه الحاجات بدعم فرنسي كما بجهد فرنسي لإقناع دول أخرى بالمساهمة في توفير هذه الحاجات. وهذا يشمل كل المجالات ومنها المروحيات لأن هناك حاجات للنقل والتواصل. وهناك تواصل مع السلطات اللبنانية لتحديد حاجات الجيش اللبناني لتوفيرها. وما نقوم به على الصعيد الدفاعي يتزامن مع ما سيحصل في مؤتمر باريس 3 في المجال الاقتصادي والاجتماعي. ونحن نأمل من كل المجتمع الدولي أن يشارك في تقويم الوضع الاقتصادي والاجتماعي في لبنان ولهذا نحن نحضر لمؤتمر باريس لإعادة الإعمار والذي سينعقد في 25 كانون الثاني 2007".

سئلت: هل سينعقد هذا المؤتمر رغم هذه الأزمة السياسية؟

أجابت:" هناك بالتأكيد أزمة سياسية وأنا لا أنكر ذلك ولكن ما يبدو لي هاما هو تحقيق تقدم لأنه لا يمكن معالجة أزمة حكومية بأن نضيف إليها أزمة اقتصادية واجتماعية، لذا يجب بذل جهد متواز وهذا في مصلحة كل اللبنانيين بأن نتقدم في إعادة الإعمار سواء للجيش اللبناني أو للوضع الاقتصادي والاجتماعي".

سئلت: تدعمون الحكومة والشعب اللبناني ولكن هناك أصوات وتحديدا الجنرال ميشال عون الذي انتقد السياسة الفرنسية وقال أن الرئيس جاك شيراك يتصرف في لبنان انطلاقا من وجهة نظر النائب سعد الحريري فما هو تعليقكم؟

أجابت:" لن أعلق على كلام الجنرال عون ولكن سأكتفي بالقول بأن فرنسا والرئيس شيراك والحكومة الفرنسية ليس لديهم أي هدف ورغبة إلا مساعدة اللبنانيين ولبنان. نحن نرى أن هناك حكومة شرعية ناتجة عن انتخابات ولذا يبدو لي من الطبيعي أن نساعد هذه الحكومة بكل ما هو متاح مع احترام كامل للسياسة الداخلية للبنان على إعادة إعمار البلد لأنه في مصلحة جميع اللبنانيين. وليس لدينا أي اهتمامات أخرى".

سئلت: هل تباحثتم في قضية إعدام الرئيس العراقي السابق صدام حسين؟

أجابت:" لم نتطرق على هذا الموضوع مطلقا".

سئلت: حتى الآن لا زلنا في مرحلة وقف الأعمال العدائية مع إسرائيل فمتى يمكننا الانتقال إلى وقف لإطلاق النار؟

أجابت:" هذا سؤال يطرح على مجلس الأمن وليس على وزير دفاع، ولكن ما نأمله هو أن يتم إعلان وقف إطلاق النار في أسرع وقت ممكن لأن ذلك يخدم مصلحة كل الأطراف، ولذلك لا بد من إحداث تطور من كل الأطراف ووقف إطلاق النار لن يعلن من مجلس الأمن إلا حين يتوفر الالتزام من الجانبين".

سئلت: ولكن في الجنوب اللبناني لم يعد هناك تواجد ل"حزب الله" بل فقط لليونيفيل والجيش اللبناني فما الذي يمنع من إعلان وقف إطلاق النار؟

أجابت:" لا أعتقد أن هناك شيء خفي يمنع ذلك ولكن أعتقد ببساطة أن مجلس الأمن لديه عدد من الآليات يجب إتباعها وهي تسمح اليوم بإعلان وقف إطلاق النار، ومن جهتي آمل أن يتم ذلك في أقرب وقت ممكن".

سئلت: القرار 1701 حدد عدد القوات الدولية ب15 ألف جندي وهي حتى الآن نحو 11 ألف فقط فهل هناك نية لزيادتها؟

أجابت:" إن القرار 1701 ينص على 15 ألف جندي كحد أقصى لذا لا يمكن تجاوز هذا الرقم ولكن يمكننا أن نبقى دونه فالعدد يبلغ اليوم على ما أعتقد 11700 جندي تحديداً بما في ذلك عناصر القوة البحرية، وأعتقد أنه عدد كاف لمساندة الجيش اللبناني المتواجد بقوة في الجنوب، إلا أنه علينا الانتباه أن منطقة الجنوب صغيرة نسبيا ويجب التنبه ألا يشعر المواطنون القاطنون في المنطقة أن هناك جندي لكل 4 مدنيين. وكنت قد تطرقت إلى هذا الموضوع مع أمين عام الأمم المتحدة كوفي أنان حين زرت الولايات المتحدة في شهر تشرين الأول وكانت هذه أيضا وجهة نظره وهناك عدد كاف من الجنود لتأمين وضع مستقر ولا حاجة لزيادة العدد لكي لا يشكل ضغطا على المواطنين اللبنانيين. كما أن اليونيفيل تساهم في تحسين وضع المواطنين وقد طلبنا منهم تقديم مساعدة طبية للمواطنين لكي لا تكون المهمة عسكرية حصريا ولكن أيضا مهمة تنفتح على المواطنين".

سئلت: هل تأكدتم من أنه ليس هناك أي تواجد لسلاح غير سلاح الدولة والقوات الدولية؟

أجابت:"أعتقد أن التواجد العسكري يسمح في نزع القنابل العنقودية التي تشكل خطرا على المدنيين من قسم من الأراضي اللبنانية، وعمليات نزع الألغام مرضية لأنها تسمح في تجنب الحوادث التي تطال المدنيين ولا سيما الأطفال. والوضع في الجنوب هو هادئ بالكامل والجيش اللبناني اكتشف بعض مخابئ السلاح وصادرها، ولكن هل هناك المزيد من هذه الأسلحة؟ هذا أمر لا أعرفه أنا ولكن أعتقد أن عمل الجيش اللبناني يسمح بنزع أكبر كمية ممكنة من السلاح المتواجد في هذه المنطقة تدريجيا".

سئلت: بعد كل ما يحصل في لبنان هل تعتقدون أن البلد يسير في الاتجاه الصحيح؟

أجابت:"آمل أن يكون لبنان على الطريق الصحيح. صحيح أنه في العام الماضي في هذه الفترة من السنة كنا اعتبرنا أن لبنان قد استعاد مكانته الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، وكان هناك تطور اقتصادي لمصلحة الجميع. وصحيح أنه حصل الكثير من الدمار واليوم نحن مضطرون للانطلاق من الصفر وهذا أفضل من أن ننطلق من أقل من الصفر، ولذلك فإن فرنسا تتجند لحث المجتمع الدولي على دعم جهد اللبنانيين أنفسهم. وفي 31 كانون الأول اسمحوا لي أن أوجه رسالة إلى كل اللبنانيين متمنية لهم سنة جديدة تقدم لهم كل الرضى الشخصي والعائلي وبالتأكيد في مجال إعادة النهوض بلبنان".

سئلت: ماذا بشأن الطلعات الجوية الإسرائيلية في الأجواء اللبنانية وهل هناك طائرات استطلاع فرنسية تعمل في الجنوب اللبناني؟

أجابت:"إن الطلعات الجوية العدائية قد توقفت تماما منذ أن اعترضت بحزم عليها، وعدد الطلعات بارتفاع كبير قد قل بشكل ملحوظ، لا أقول أنها توقفت وآسف لذلك وهناك انتهاك للأراضي اللبنانية ولكن الأمور تحسنت ولا بد من التقدم أكثر.أما فيما يخص طائرات الاستطلاع فإن ليس هناك طائرات استطلاع فرنسية في الأراضي اللبنانية. وقد طلبت منا الأمم المتحدة نشر بعض هذه الطائرات في لبنان ونحن في طور دراسة الأمر ولكنه لم يقر حتى الآن".

العطية

كما استقبل الرئيس السنيورة النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء القطري وزير الطاقة والصناعة عبد الله العطية الذي هنأه بالأعياد وبحث معه التطورات والعلاقات الثنائية.

اتصالات

كما أجرى الرئيس السنيورة اتصالين هاتفيين بكل من رئيس الجمهورية العماد إميل لحود والنائب الجنرال ميشال عون للتهنئة بالسنة الجديدة.

 

قوى الامن عثرت على المخطوف السوري عدي جزار في منطقة نائية في البقاع 

 وكالات - 2006 / 12 / 31

 صدر عن المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي ـ شعبة العلاقات العامة البلاغ التالي:

"إلحاقا لبلاغنا السابق المتعلق حول ورود معلومات إلى المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي من إنتربول دمشق عن تعرض أحد الأشخاص المقيمين في سوريا المدعو: عدي عزمي جزار ( فلسطيني ـ سوري ) لعملية خطف وإقدام الخاطفين على الإتصال بذويه من داخل الأراضي اللبنانية مطالبين بفدية قيمتها خمسون ألف دولارا أميركيا لإطلاق سراحه، وتعرض قوة من قسم المباحث الجنائية الخاصة في وحدة الشرطة القضائية بتاريخ 23/12/2006 لإطلاق نار كثيف من أسلحة حربية مختلفة وقذائف صاروخية، أثناء محاولتها مداهمة منزل أحد المشتبه بهم بعملية الخطف في مدينة بعلبك ـ حي الشراونة مما اضطرها للرد، حيث نتج عن ذلك في حينه إصابة احد عناصر القوة الأمنية واحد مطلقي النار بجروح مختلفة، إضافة الى توقيف عدد من الأشخاص المتورطين، فيما فر آخرون من مطلقي النار بإتجاه المناطق الجردية المحيطة.

إثر ذلك ونتيجة لإستقصاءات وتحريات مكثفة في كافة الأماكن التي يمكن أن يكون قد لجأ إليها الخاطفون وبتعاون ايجابي من المواطنين، تمكنت دوريات قوى الأمن الداخلي بتاريخ 30/12/2006 من العثور على المخطوف في منطقة نائية من البقاع. تم إحضاره الى مركز قسم المباحث الجنائية الخاصة للاستماع اليه حول أسباب خطفه والخاطفين وأمكنة إحتجازه، ليصار في ضوء ذلك الى اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة في حق المتورطين كافة بهذه الجريمة.

بناء لاشارة القضاء المختص تم إبلاغ انتربول دمشق بالواقع ليصار الى إعلام ذوي المخطوف بالعثور عليه.

 

المفتي قباني استقبل النائبين زهرا وحبيب ووفدا يمثل الرئيس بري وتلقى اتصالات مهنئة بالعيد من جعجع ووزراء وقائد الجيش ونواب 

 وكالات - 2006 / 12 / 31

 استقبل مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني وفدا يمثل رئيس مجلس النواب برئاسة النائب علي بزي الذي قال بعد اللقاء: "قدمنا لسماحته التهاني بمناسبة الأعياد وتناقشنا معه في التطورات العامة التي تشهدها الساحة السياسية في لبنان في ظل المشهد السياسي الداخلي".

وردا على سؤال عن مبادرة الرئيس بري قال النائب بزي: "ان الرئيس بري حريص كل الحرص على الحوار والنقاش السياسي والاستقرار والوحدة الوطنية الداخلية في لبنان، ولم يتوان في يوم من الأيام عن إطلاق أي مساعي او أفكار او مبادرات في ظل دقة المشهد السياسي في لبنان سواء عبر طاولة الحوار او عبر مبادرة التشاور وحتى أيضا التعاطي بكل انفتاح وايجابية مع مبادرة الأمين العام لجامعة الدول العربية، والرئيس بري في لقائه الأخير مع رئيس الوزراء الايطالي صرح ان هناك مبادرة تلي مبادرة الأمين العام لجامعة الدول العربية وذلك انطلاقا من حرصه على توفير كل الأجواء السياسية الهادئة والمستقرة من اجل إنقاذ هذا البلد من أزمته وانتصارا لمصالح لبنان واللبنانيين".

أضاف: "الرئيس بري لم يتوان في لحظة من اللحظات عن القيام بأي خطوة من شانها أن توحد بين اللبنانيين ومن شانها أيضا ان تطفي نوعا من الأمل والاطمئنان والثقة لدى كل مكونات المجتمع اللبناني. نحن لمسنا من مفتي الجمهورية نفس الحرص الذي يتطابق مع حرص دولة الرئيس بري، وسماحته مشجع لمساعي الخير وللأفكار والمبادرات التي يطلقها الرئيس بري مع تأكيدنا وحرصنا على ان هناك خلافا سياسيا في لبنان بين القوى السياسية ولا يوجد خلاف طائفي او مذهبي في البلد، لذلك يكون الحل من خلال التوصل الى مناقشة التباينات السياسية من دون ان نأخذ بعضنا البعض الى مناح لها علاقة بالطائفية او المذهبية لان المشكل سياسي، واعتقد اننا جميعا نقرأ في كتاب واحد حرصا على تثبيت الوحدة الوطنية الداخلية في لبنان لان هذه الوحدة هي أفضل وجوه الحرب ضد كل أعداء لبنان وأيضا من خلال الإصرار على ان هذا البلد لا يحكم بمنطق الغلبة والهيمنة، ونحن شئنا ام أبينا محكومون بالتوافق وبالشراكة في إدارة شؤون بلدنا".

واستقبل مفتي الجمهورية النائب أنطوان زهرا والنائب فريد حبيب مهنئين بعيد الأضحى المبارك وكان بحث في الأوضاع العامة.

وتلقى المفتي قباني اتصالات مهنئة بالعيد من رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع ومن الوزراء: شارل رزق، جوزيف سركيس ونائلة معوض والنواب: بهية الحريري، محمد قباني وعمار الحوري، قائد الجيش العماد ميشال سليمان، والأمين العام للمجلس الأعلى السوري اللبناني نصري خوري والنائب السابق ناظم الخوري وعدد من الشخصيات.

 

 العلامة فضل الله يحذر من "اثارة المسألة المذهبية" في قضية اعدام صدام حسين

 أ ف ب - 2006 / 12 / 31

 حذر المرجع الشيعي العلامة محمد حسين فضل الله اليوم الاحد من "اثارة المسألة المذهبية" بين السنة والشيعة في قضية اعدام الرئيس العراقي السابق صدام حسين. وقال فضل الله في خطبة العيد "البعض يحاول في تصفية الطاغية صدام حسين الذي اعدم بالامس ان يحرك المسألة في الاطار المذهبي, في وقت نعرف جميعا ان صدام اربك العالم الاسلامي والعالم العربي في حروبه وسياسته, واربك شعبه وقضى على شعبه ومعارضيه من دون تمييز مذهبي بينهم".

واضاف "البعض يشير الى ان صدام كان سيئا, والحقيقة انه كان طاغية ودكتاتورا صادر شعبه لحساب الاستكبار العالمي. فحذار.. حذار.. حذار من اثارة المسائل السياسية بعناوين مذهبية, لان هذا ما يهدف اليه الاستكبار المنقض على الواقع كله". وقال فضل الله ان "اميركا تثأر من العالم الاسلامي, وتريد تدمير الاسلام واعلان الحرب عليه ثقافيا وسياسيا وامنيا واقتصاديا", مشيرا الى ان ذلك "يثير الفتن ويغذي التطرف والتكفير بين ابناء الامة جميعا".

من جهة ثانية تحدث فضل الله عن الازمة في لبنان, وقال ان "الازمة التي يعيشها لبنان الآن ليست مسألة داخلية وان كان محركوها لبنانيين, ولكنها تتصل بالخطوط الدولية والاقليمية (..). فنحن نرى اميركا التي تفشل ادارتها ويفشل رئيسها في العراق يريد جعل لبنان ساحة لنجاحه".

وتابع "ان البعض في لبنان يحاول تحريك الفتنة المذهبية حتى في القضايا السياسية, ونعيش منذ مدة في خلاف سياسي حول ما يتعلق بمسألة حكومة الوحدة الوطنية التي تثار وكأن هناك تحركا ضد السنة".

وقال "ان هذا المنطق (...) ليس منطقا اسلاميا, لان قضية الحكومة وكيف تكون, وما هو برنامجها لحل مشكلات الناس امر يتعلق بمصالح الناس جميعا". وتطالب المعارضة في لبنان, وعلى راسها حزب الله الشيعي باستقالة الحكومة برئاسة فؤاد السنيورة (سني), وتنظم لهذا الغرض اعتصاما مفتوحا على مقربة من مقر رئاسة الحكومة منذ شهر كامل. \  

 

 خطب الأضحى في المناطق تشدّد على المحكمة ذات الطابع الدولي وترفض إسقاط الحكومة في الشارع وتعطيل مسيرة حرّية لبنان

 المستقبل - 2006 / 12 / 31

 شكلت احتفالات عيد الأضحى المبارك التي عمّت المناطق اللبنانية مناسبة لدعوة السياسيين إلى الحوار الجدّي وإيجاد حل سريع للأزمة التي تعصف بلبنان، وللتأكيد على ضرورة المحكمة ذات الطابع الدولي كصمام أمان وحصن لصون حريات الناس وأمنهم.

وشددت خطب الأضحى في المساجد على رفض منطق إسقاط الحكومة في الشارع ودعت المعنيين بتعطيل البلاد عبر الاعتصام أن يعودوا إلى صوابهم وأن يتقوا الله في وطنهم وشركائهم ليبقى لبنان رمزاً للحرية والديموقراطية، كما شددت على رفض تحول الصراع من سياسي إلى مذهبي وعلى رفض التشنيج ليبقى وطننا ملتقى الحضارات والديانات والثقافات. ففي صيدا ـ رأفت نعيم ـ عمّت الاحتفالات بعيد الأضحى المبارك مدينة صيدا ومنطقتها، حيث ارتفعت منذ ساعات الصباح تكبيرات العيد وأقيمت صلاة وخطبة الأضحى في مساجد المدينة.  وشارك آلاف المصلين في صلاة العيد التي أقيمت في مسجد الحاج بهاء الدين الحريري في صيدا، والتي أمها امام المسجد الشيخ صالح معتوق الذي ألقى خطبة العيد متناولاً معاني الأضحى وفقاً لكتاب الله تعالى وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وفي مقدمها معنى التضحية في سبيل الله، معتبراً أن العيد مناسبة للقاء بين المسلمين وتعزيز وحدتهم ووحدة اللبنانيين جميعاً.

وتقدم المشاركين في صلاة العيد شقيق الرئيس الشهيد رفيق الحريري شفيق الحريري ومصطفى الحريري "ابو نادر" ونجلاه نادر وأحمد، ورئيس جمعية تجار صيدا وضواحيها علي الشريف، والمهندس يوسف النقيب وحشد من فاعليات المدينة.

وفي المسجد العمري الكبير في صيدا القديمة أم مفتي صيدا والجنوب الشيخ محمد سليم جلال الدين المصلين لصلاة العيد في حضور حشد من ابناء المدينة وألقى الشيخ احمد الزين خطبة العيد.

وأم مفتي صيدا والزهراني الجعفري الشيخ محمد عسيران صلاة العيد في مسجد النادي الحسيني لمدينة صيدا وألقى الشيخ عسيران خطبة العيد تطرق فيها الى الأوضاع الراهنة في البلاد، فرأى أن شؤوناً وشجوناً تكلل الأفق وتقض مضاجع المواطنين، بسبب الوضع السياسي المتدهور ولا حل ظاهراً في الأفق. وقال: ان كل الاطراف يعيش حال التشنج وكأن لبنان لا يعني لهم الا التجاذب السياسي، فيما الوضع المعيشي الى مزيد من المتدهور ولا من تدابير تتخذ لتحسين الوضع الاقتصادي وللمعالجات السياسية والاجتماعية. واننا ندعو جميع الأطراف الى التعقل وعدم جر البلد الى مأساة طائفية وندعو السياسيين خاصة لعدم التمترس خلف الطائفية والطوائف وان يبقوا الصراع بينهم صراعاً سياسياً لا مذهبيا ليبقى البلد.

وفي خيمة مجمع الزهراء في صيدا أمّ الشيخ عفيف النابلسي الصلاة وقال في خطبة العيد اننا بحاجة الى من يأخذ لبنان الى شاطئ الأمان ونتوق الى سلطة توافقية متوازنة وحكام عادلون، ونتطلع كما يتطلع كل اللبنانيين الى استعادة أجواء الوحدة ومناخات الثقة.

النبطية

وفي النبطية أمّ إمام المدينة الشيخ عبد الحسين صادق المصلين في مسجد الامام الحسين في المدينة وألقى خطبة وجه فيها التهاني بمناسبة عيدي الأضحى والميلاد الى الأمة العربية والاسلامية، ودعا المسلمين في مؤتمرهم الاسلامي السنوي الى "أن يستثمروا في لم الشعب والعمل على توحيد الصف والكلمة لا سيما في الظروف العصيبة التي يمر بها الوطن العربي والاسلامي، وان يترفعوا عن الحسد المذهبي الذي لا يعمل الا على تقويض قوتهم وتشتيت قدراتهم".

واعتبر "ان مع حلول هذه المناسبة التي تجمع المسلمين والمسيحيين في لبنان، يجب أن يحول الشعب اللبناني بارادته فرحة الاعياد المشوبة بالخوف والقلق الى فرحة حقيقية بدعوة السياسيين الى الحوار وايجاد حل سريع للأزمة الراهنة".

الخيام

وفي مسجد الخيام، امّ مفتي مرجعيون الجعفري الشيخ عبد الحسين عبد الله المصلين والقى خطبة قال فيها: "في يوم العيد الذي يصادف مولد السيد المسيح، يتساءل اللبنانيون لمن لبنان، هل لبنان هو للاكثرية الموالية؟ هل لبنان هو للموالاة ام للمعارضة؟ أم ان لبنان للاكثرية الصامتة من اللبنانيين الذين هم لا موالاة ولا معارضة؟ انما هم موالون لمصلحة لبنان ووحدته وحريته".

اضاف: "هذا التقاتل والارتهان على مصالح خاصة خارج مصلحة لبنان يدفعنا للقول: ماذا ابقينا لذكرى السيد المسيح والوقوف على عرفة عيد المسلمين لكل العالم"؟.

وتابع: "في هذا اليوم نستصرخ الضمائر وندعو الى الوحدة ونبذ الطائفية ونبذ الفتنة والابتعاد عنها لنعود الى لبنان، لبنان العظيم الذي يتطلع اليه العالم باسره، ليكون مركزا للسلام في الشرق الاوسط وملتقى الحضارات والثقافات والديانات، وملتقى رسالة السيد المسيح مع النبي محمد بعيدا عن كل تشنجات السياسيين، ايها السياسيون معارضة وموالاة ارحموا لبنان وشعبه وانجازات الشهداء المقاومين في وجه الاحتلال الاسرائيلي حتى لا يتمزق لبنان بأيدينا".

وفي حاصبيا ـ عمر يحيى ـ احتفلت الطوائف الإسلامية بحلول عيد الأضحى المبارك وارتفعت أصوات المآذن بالتكبير لله سبحانه وتعالى ولرسوله الأكرم صلى الله عليه وسلم .

وأقيمت صلوات العيد في المساجد داعية الله عز وجل أن يحفظ هذا البلد ويعيد اليه الأمن والأمان والطمأنينة ، كما دعت الى المحبة والتآخي بين المسلمين خصوصا واللبنانيين عموما.

وأمّ المصلين، في مسجد الفاروق في شبعا، مفتي حاصبيا ومرجعيون الشيخ مصطفى غادر متحدثا عن معاني هذا العيد المبارك وما يحمله من صفات إيمانية وإنسانية تجمع ولا تفرق، ودعوة الى نبذ الفرقة والفتنة بين المسلمين.

وتطرق المفتي غادر في خطبته الى المحكمة ذات الطابع الدولي مؤكدا "أنها صمام الأمان وسياج وحصن لصون حريات الناس وأمنهم، وأن المحكمة هي لكشف المجرمين الذين أجرموا بحق الوطن". معتبرا أنه كان حرياً بأولئك الذين يعارضون المحكمة أن يقيموا للرئيس الشهيد الرئيس رفيق الحريري الذكر والدعاء لمواقفه التي وقفها، على مستوى العالم، ليزيل عنهم صفة الإرهاب. وقد ناشد هؤلاء أن يعودوا الى رشدهم وأن يتقوا الله بهذا الوطن.

وهنأ المفتي غادر الرئيس فؤاد السنيورة، باتصال هاتفي أجراه معه ، متمنياً له وللبنانيين عموماً عيداً مباركاً ملؤه الخير والبركة والأمان والسلام للبنان.

طرابلس

وفي طرابلس ـ حسن الأيوبي ـ أمّ صلاة العيد في جامع الصديق أمين عام الفتوى في طرابلس والشمال محمد طارق امام بحضور وزير الأشغال العامة والنقل محمد الصفدي والنائبين سمير الجسر ومحمد كبارة ورئيس اتحاد بلديات الفيحاء المهندس رشيد جمالي وفاعليات سياسية واقتصادية واجتماعية وأهلية.

وألقى الشيخ امام خطبة العيد تحدث في مستهلها عن معاني الأضحى المبارك وقيم التضحية والتجرّد من الذات والبحث عن مرضاة الله موجهاً النداء إلى المسؤولين من كافة الفرقاء والأطياف في لبنان إلى التجاذب والتسامح والعمل لما فيه مصلحة الأكثرية الساحقة من الشعب اللبناني الذي يعاني في هذه الظروف الصعبة التي يعيشها لبنان.

بعد ذلك جرى تبادل التهاني بالعيد بحضور محافظ الشمال ناصيف قالوش وفاعليات المدينة، ويذكر أن الوزراء والنواب والفاعليات في طرابلس والشمال كانوا قد اعتذروا عن عدم تقبل التهاني بالعيد بسبب الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد.

عكار

وفي عكار ـ زياد منصور ـ بعد أن أمضى عدد كبير من المؤمنين العكاريين الليل بالصلوات في قاعات المساجد في كافة مساجد عكار من جبلها إلى ساحلها، وبعد تأدية فرائض وواجبات عيد الأضحى المبارك التي التزم بها العكاريون خير التزام، من تقديم الأضاحي إلى زيارة الأضرحة ووضع سعف النخيل والرياحين على القبور، جاء يوم العيد في محافظة عكار يوماً تمنى فيه خطباء المساجد وأبناء المنطقة أن يعود على الجميع باليمن والبركات، وأن يعود الاستقرار إلى سابق عهده في لبنان بعيداً عن التشنج والعودة إلى الضمير ومنطق الشراكة بدل الاعتصامات والاحتجاجات والمطالب السياسية صعبة التحقيق وصعبة المنال، وأن يقدم البعض التضحية الكبرى بحماية الوطن من الانقسام والفتنة والتدخلات.

وأدى مفتي عكار بالتكليف الشيخ أسامة الرفاعي وعضو كتلة المستقبل النيابية النائب مصطفى هاشم وعدد كبير من الفاعليات السياسية والاجتماعية في عكار وأبناء المنطقة صلاة العيد في مسجد حلبا الكبير، حيث ألقى المفتي الرفاعي خطبة شدد فيها على معاني العيد ومعاني التضحية والايمان الديني.. وقال في خطيته: "... ونحن في أيامنا التي تموج كموج البحر في الفتن، ونتحدث عن هذه المعاني في عيد الأضحى، وكيف أن هذه الأيام دفعت بالبعض إلى حد الانفصال بين أبناء الوطن الواحد تحت شعار الديموقراطية والحرية وشعار الرأي والرأي المقابل ، وتحت ما يسمى بحرية التعبير عن الرأي، انطلقت بعض الأفواه من هنا وهناك لتهدد أمن البلد، ولتهدد اقتصاده من أجل مصالح ذاتية أو منافع شخصية أو تنفيذاً لأوامر الغير في بلادنا.

وأضاف الرفاعي: تعرفون كيف تحول امر التعبير عن الرأي بحرية إلى تعطيل مصالح الناس وإلى اخافة الناس وابعاد الناس وإلى الاحتكاك غير المحمود بين أبناء الوطن الواحد، وكيف تحركت الغرائز الطائفية والمذهبية من هنا ومن هناك. وكيف يتقاذف الجميع التهم من هنا ومن هناك، وكيف نهدد بأمننا واستقرارنا ومستقبلنا وباقتصادنا وفي علمنا وإلخ..

وقال: نقول في هذا اليوم لمن يفهمون التضحية في المعنى الآخر، ويتذكرون أن هذا العيد هو عيد الأضحية، في أن يضحي الانسان بأنانيته وبعنجهيته، وأن يضحي بكبريائه وغروره، وأن يضحي بتزلمه أو استسلامه مع الآخرين أو للاخرين . نقول إن هذا البلد كما تقولون لا يحكم إلا بالتوافق، ونحن نقول إن هذا البلد لا يمكن أن يقدم فيه أمر التوافق إلا أهل العقل والربط ..

وأردف قائلاً: كما نادوا من قبل بأننا لا نقبل لغيرنا أن يؤمن مقعداً لمن ننتمي إليه، فكانت هناك مجاملات سياسية، وكانت هذه المجاملات واضحة في أن فريقاً ليعيش متوحداً مع أبناء الوطن الواحد لا يرضى أن يسقط منصبه في الشارع، فوافق الناس ورفضوا اسقاطه في الشارع تكريماً لهذا المقام بغض النظر عن شاغله.

وبعد ذلك رفض فريق آخر بحجة التوافق والعيش الواحد بما يعرف في الديموقراطية التوافقية، أنهم لا يرضون بديلاً عن فلان، كي يكون رئيساً لمجلس معين لأن هذا المجلس وهذا الموقع برئاسته هو للوطن كله لكن لا بد من الحفاظ على صيغة معينة، فوافق الآخرون تغليباً للمصلحة وحرصاً على الوطن أن لا يكون إلا فلان في رئاسة ذلك المجلس لنحصل على التوافق في عيش اللبنانيين، فما بالنا اليوم نفاجأ بأن هناك كانوا بالأمس يطرحون قواعد للحرية والديموقراطية انقلبوا على هذا المفهوم ، فقاموا بهذه الأعمال الشغبية من أجل اسقاط حكومة دستورية شرعية بحجة انها حكومة القتلة أو حكومة الخيانة.

وأضاف: فكما أننا استجبنا أدبياً لرغبات الغير في عدم اسقاط مرجعيات معينة ترمز إلى معان معينة، فلم لا يقف الآخرون على خاطرنا، ولم لا يراعون خواطرنا ورأينا، ولم يجعلون من هذا الموقع موقع ضعف يريدون بحجة أو بأخرى أن يضعفوه أكثر فأكثر وأن يهيئوا لنا البدائل. نحن نستنكر ذلك وندعو الجميع وخصوصا اولئك المعتصمين في الشوارع الذين خيموا في غير المكان المطلوب فأخافوا الناس وعطلوا البلاد وأجبروا الناس على ترك تجاراتهم أن يعودوا إلى صوابهم وأن يتقوا الله في وطنهم وشعبهم وشركائهم كي لا نقع فيما هو أكبر وأعظم، وحتى يبقى لبنان رمزاً للحرية والديموقراطية.

البقاع

وفي قب الياس ـ احمد كموني، جدد مفتي زحلة والبقاع الشيخ خليل الميس تأييده الرئيس فؤاد السنيورة و"حكومته الشرعية والدستورية التي قاومت الاحتلال الاسرائيلي سياسياً وديبلوماسياً وانتقلت فوراً الى العمل الجاد والفعال لازالة آثار العدوان الاسرائيلي من خلال التعويض على المتضررين في كل لبنان خاصة الجنوب والضاحية".

ورفض خلال خطبة عيد الأضحى المبارك التي القاها في مسجد قب الياس "إسقاط الحكومة في الشارع أو من خلال الأساليب غير الشرعية والدستورية التي يعتمدها البعض في لبنان لأن أي خيار شارعي يكون لا شرعي وهنا نطلب من رئيس مجلس النواب نبيه بري رئيس السلطة التشريعية ان تأخذ هذه السلطة دورها، والشارع لا شريعة له ولا قرار دستوري له ونتائجه بكل تأكيد لن تكون شرعية.

وسأل المفتي الميس من أجل من يضحي البعض بلبنان.. نحن نريد أن نضحي من أجل لبنان وليس بلبنان.. لقد دفعنا ثمناً غالباً باستشهاد الرئيس رفيق الحريري. لقد استشهد فداءً للبنان. واليوم لن نقبل أن يضحى بالرئيس فؤاد السنيورة ومن هنا نقول الحكومة لن تسقط ونؤكد على ضرورة قيام المحكمة الدولية لمحاكمة مرتكبي جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري.. والكل يعلم ان القضية كل القضية هي المحكمة الدولية وبالتالي ان المساس بها مرفوض من قبلنا..

خطباء العيد في المساجد البقاعية أكدوا دعم حكومة لبنان ورئيسها فؤاد السنيورة.. ورفضوا خيار الشارع وأهدافه المعروفة.. "لأن شعارات قوى الأول من كانون الأول المعلنة هي غير الهدف الحقيقي الا وهو اسقاط المحكمة الدولية".

وجدد الخطباء موقفهم المؤيد لقيام المحكمة الدولية، ووقوفهم في وجه أي محاولة لافشالها أو اسقاط الحكومة.

الشوف

وفي الشوف ـ "المستقبل" أحيت الطوائف الاسلامية العيد برفع الصلوات واقامة الشعائر الدينية، وقد عمت اجواء العيد مختلف قرى وبلدات المنطقة في الشوف الأعلى واقليم الخروب. وشهدت دور العبادة اجتماعات ولقاءات دينية. والقيت في المساجد خطب العيد التي ركزت على معنى المناسبة، وشددت على التعايش والمحبة وخلاص لبنان من المحنة التي يتخبط بها.

رعاية السجناء

وبرعاية هيئة رعاية السجناء وأسرهم التابعة لدار الفتوى، أقيمت صلاة وخطبة عيد الأضحى المبارك في سجن رومية للمساجين قسم المحكومين وذلك بحضور المدرس الديني في السجون والمنتدب من الهيئة الشيخ وليد زهرة. وقد القيت خطبة العيد متضمنة قصة الفداء والتمسك بتعاليم الدين.

 

 الوزير المر بحث مع نظيرته الفرنسية العلاقات الثنائية: دور الجيش في هذا الظرف لم يؤثر على عمله في الجنوب 

 وكالات - 2006 / 12 / 31

 استقبل نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الوطني المحامي الياس المر قبل ظهر اليوم في منزله في الرابيه وزيرة الدفاع الفرنسية ميشال اليو ماري.

وقالت الوزيرة اليو ماري بعد اللقاء الذي استمر ساعة من الوقت: "في نهاية هذه السنة كان من دواعي سروي ان التقي زميلي دولة الرئيس الياس المر ونتباحث معا في المسائل المتعلقة بالعلاقات الثنائية بين لبنان وفرنسا على صعيد التعاون العسكري والدفاع".

اضافت: "اكدنا على التعاون المثمر والبناء الذي ترسخ بين وزارتي الدفاع في بلدينا، وهنأت الوزير المر على الاداء النوعي للجيش اللبناني، وكانت مناسبة اكدت خلالها دعم فرنسا لحكومة لبنان الشرعية وخطواتها الايلة الى ترسيخ السيادة على كامل الاراضي اللبنانية، وهذا ما يقوم به الجيش اللبناني على اكمل وجه. ونحن حريصون على دعمه من خلال التدريب والتجهيز".

وتابعت: "تطرقنا الى المستجدات السياسية في لبنان وفرنسا وتبادلنا الاراء والتمني بان تكون السنة الجديدة سنة خير على المستويين الشخصي والوطني العام في البلدين". وردا على سؤال عن احتمال تأثير المشاكل السياسية الراهنة في لبنان سلبا على تطبيق القرار 1701، اجابت: "من المهم جدا ان يطبق القرار الدولي 1701 من اجل لبنان ومن اجل كل المنطقة. اذا اردنا ان يحل الاستقرار والسلام في المنطقة، لا بد من تطبيق كامل بنود القرار الدولي واحترامه من الجميع، وهذا مهم ايضا لتوازن العالم كله لانه اذا اختل التوازن في المنطقة لا بد ان يؤثر على سائر العالم، ونحن نعلم ان لبنان هو انموذج للتنوع الحضاري والطائفي ويشكل رسالة رائعة للعيش المشترك ومثالا يحتذى به على هذا الصعيد في العالم، ومن المهم ان يثبت لبنان هذه الحقيقة".

اما الوزير المر، فأشار الى "أن البحث تركز على موضوع الجيش اللبناني وقوات الامم المتحدة في اطار قرار مجلس الامن 1701 والتعاون القائم بين وزارة الدفاع الفرنسية ووزارة الدفاع اللبنانية على الصعيد التقني"، وقال: "كما قالت الوزيرة، لقد لاحظوا تقنية عالية لدى الجيش اللبناني بتنفيذ مهمته مع الامم المتحدة في جنوب لبنان، وبنفس الوقت شعروا بان هذه القوى في غرف عملياتها تطبق ال1701 بمعنويات عالية وتقنية عالية خصوصا ان الجيش في هذا الظرف لديه مهام غير الجنوب والبقاع والامن في كل لبنان ومؤازرة قوى الامن في كل المناطق لديه دور في قلب المدينة في الوقت الحاضر، وهذا لم يؤثر على عمله في الجنوب من الناحية التقنية والمعنويات العالية".

سئل: هل تم التطرق الى تغيير قيادة قوات اليونيفيل بين الفرنسيين والايطاليين؟

اجاب: "لم يكن هذا هو الموضوع، اصلا هذا الموضوع مقرر من قبل الامم المتحدة قبلا، وهذا طبيعي و كلاسيكي".

سئل: لماذا انتقال القيادة قبل الموعد حسب بعض الصحف الايطالية؟

اجاب: "لا يوجد اي سبب سياسي، هذا له علاقة بعملهم التقني في الجنوب، لهذا السبب لم نبحث به لانه ليس هذا المهم، بل المهم هو التنسيق بين الجيش اللبناني وقوات الامم المتحدة وخصوصا الجيش الفرنسي الموجود تحت علم الامم المتحدة وهذا اساس البحث".

 

 تركيبة معقدة تحمل بصمات الأسد الأب الذي اعتمد أمنياً على الطائفة العلوية واحتكار البعث للعمل السياسي

 نظام دمشق يعيش على سياسة عدم توفر البديل وضمان جانب إسرائيل الخائفة من تسلم إسلاميين السلطة

 بيروت - من يولا أحمد: السياسة

هل تصل الولايات المتحدة الأميركية إلى حد تغيير النظام في سورية? ذلك هو السؤال الذي يتبادر إلى الذهن الآن مع الإدراك بأن سياسة واشنطن في المنطقة بدأت تصطدم بحائط مسدود. فنظرية الإدارة الأميركية حول »السلام بالأسلوب الديمقراطي« لم تنجح كما أريد لها. فبدل أن يتحقق التغيير في المجتمعات العربية بطريقة سلمية أصبحت الدمقرطة (أو نشر الديمقراطية) مرتبطة بالنموذج العراقي (الحرب والتقسيم على أساس طائفي). والنتيجة المباشرة لذلك هي انكماش الأنظمة العربية على نفسها بعد أن تظاهرت بالانفتاح لفترة قصيرة وذلك خوفاً من أن تلاقي نفس مصير العراق. إلى جانب ذلك فإن الإدارة الأميركية باتت مدركة على ما يبدو, أن النتائج التي تثمر عن التدابير التي تتخذها في المنطقة تأتي عكس ما تبتغيه وما تتوقعه. فالحركات الإسلامية نجحت في العراق ومصر وفلسطين بفعل انتخابات تعزو الإدارة الأميركية أسباب حصولها بشكل كبير إلى الضغوط التي مارستها. ولم يكن أداء واشنطن على الساحة السورية بأفضل.

فبعد أن تسلم بشار الأسد مقاليد الحكم خلفاً لوالده أمل الجميع بأن يتحقق »ربيع دمشق«. وهو أمل عززته خطابات الأسد عن الإصلاح وتحديث البلاد. ولقد بدا في ذلك الوقت أن الرئيس الجديد سوف يسير في طريق مخالف للطريق الذي سار عليه والده. عزز ذلك الاعتقاد المبادرات التي قام بها الأسد الابن كإغلاق سجن المزة السيئ الصيت وهو المكان الذي اعتاد أن يلقي فيه النظام خصومه والمعارضين لسياسته.

أزمة المعارضة السورية

الا أن »ربيع دمشق« القصير الذي سمح لاشكال المعارضة السورية بأن تظهر إلى العلن سرعان ما تحول إلى شتاء قارس. فبعد أن قام النظام في الثاني من شهر نوفمبر 2005 بإطلاق سراح 190 من المعتقلين السياسيين السوريين سرعان ما انقض في مايو من العام التالي على شخصيات من المجتمع الأهلي كميشال كيلو. والتفسير لهذا التقلب بين اللين والشدة نجده في دراسة مشتركة عن المعارضة السورية لكل من جوشوا لانديس, المدير الشريك لمركز الدراسات للسلام, وجو بايس, ناشط في منظمة هيومان رايتس واتش. إذ يعتقد الاثنان أن النظام السوري يرى ان سنوات معدودة من الدعم الاميركي لن تنتج معارضة قادرة على الإطاحة بالأسد. دمشق تعرف ذلك وإذا كانت ترى أن واشنطن تدعم المعارضة كبيدق سياسي (تستخدمه) موقتاً, فإنها (أي دمشق) تستطيع أن تنتظر حتى تنقضي الضغوط عليها على أن تدشن اصلاحاً داخلياً.

إلى جانب ذلك فإن النظام السوري مقتنع على الأرجح أن الولايات المتحدة الأميركية المنهمكة في الحرب داخل العراق والمنشغلة بالملف النووي الإيراني لن تفرط »برأسمالها السياسي الثمين«, على حد تعبير لانديس وبايس, لاثارة مسألة الإصلاح الداخلي في سورية. ودليلهما على ذلك أن كوندوليزا رايس وزيرة الخارجية الأميركية لم تتحدث فعلاً عن تغيير النظام في سورية بل عن تغيير تصرفاته. وفي السياق نفسه فإن الإدارة الأميركية تركز على مسألة تغيير السياسة الخارجية للأسد أكثر من تعديل سياساته الداخلية. كما أن النظام وجد في الأزمة التي تتخبط فيها الولايات المتحدة الأميركية في العراق حجة يدعم بها ما قاله سابقاً بشأن التدخل الأجنبي في البلاد الذي لا يمكن أن يكون إلا كارثياً. وبذلك وضع الشعب السوري أمام خيار يتيم وهو الالتفاف حوله لتجنب الفوضى.

يضاف إلى ذلك أن نظام بشار الأسد ما عاد و بالأخص بعد ما يعرف »بحرب تموز« يشعر بالتهديد من المعارضة السورية. فالانتصار الذي حققه حزب الله أصبح انتصاراً لسورية التي وقفت إلى جانب الفائز أي »حزب الله« في الوقت الذي وقفت فيه المعارضة السورية إلى جانب الطرف الخاسر من وجهة النظر السورية أي الحكومة اللبنانية. ولم يتوان النظام كذلك عن استثمار هذا الانتصار في الداخل نظراً للشعبية التي يتمتع بها »حزب الله« في سورية سابغاً على المعارضة صفة الموالاة لإسرائيل خلال الحرب ومتهماً إياها بالوقوف ضد »الموقف العربي«.

ولا يمكن استيعاب الوضع بأكمله دون التوقف أخيراً عند نتائج التحقيق في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري. فمنذ أن صدر التقرير الثاني في جريمة الاغتيال دون أن يشير إلى تورط النظام كما حدث في التقرير الأول الذي صدر في 20 أكتوبر 2005 شعر النظام السوري بأن الغرب لن يستطيع مواصلة ممارسة الضغوط عليه. وهي نقطة مهمة بالنسبة لدمشق التي تعمل على التخفيف من الضغوط الأميركية والأوروبية عليها. وعلى هذا الأساس ربما يحاول النظام السوري الإخلال بعملية الانتقال في العراق من خلال دعم عناصر ناشطة من حزب البعث ومن الأحزاب الراديكالية الإسلامية. ومن هذا المنطلق أيضاً أضحت سورية ملجاً لما بين 30000 و40000 ضابط من عناصر البعث السابقين في العراق.

إلا أن النقطة الأساسية في مسألة تغيير النظام أو عدمه تبقى قضية البديل عن النظام السوري. فالولايات المتحدة الأميركية تصطدم مهما كانت الخيارات التي يمكن أن تلجأ إليها لتأمين مصالحها بعقبة أساسية وهي غياب من يحل مكان نظام الأسد. فالمعارضة مشرذمة كما أنها لا تقبل مناصرة الولايات المتحدة الأميركية المساندة لإسرائيل. مع العلم أن المعارضة السورية تتألف من مجموعة من المنظمات الناشطة في الدفاع عن حقوق الإنسان, والمنتديات واللجان التابعة للمجتمع الأهلي بالإضافة إلى عدد من الناشطين والمفكرين المستقلين والجماعات الإسلامية التي تعمل في السر.

ولقد بذلت هذه المعارضة الكثير من الجهود لتوحيد الصفوف كانفتاح المعارضين على الإخوان المسلمين الذين قد يشكلون في المستقبل قوة استقطابية مهمة داخل المجتمع السوري. يضاف إلى ذلك الروح البراغماتية التي أظهرها هؤلاء في تعديل بعض من مواقفهم المتصلبة وبالأخص اشتراطهم الانتماء إلى الإسلام للتمتع بالحقوق السياسية داخل أية دولة يمكن أن يمسكوا بالسلطة فيها. إلا أن هذه المبادرات ما زالت غير كافية لتشكيل قوة تستطيع أن توازي قوة النظام السوري. يضاف إلى ذلك الصعوبات التي تواجهها هذه المعارضة لجهة الوصول إلى وسائل الإعلام حيث يتحكم النظام فيها ولجهة غياب الموارد الكافية التي تسمح لها بزيادة فعاليتها فيما تقوم به. وعندما أعرب البيت الأبيض عن نيته مساعدة هذه المعارضة, جاء ذلك - ولو عن غير قصد - ليسيئ اليها بدلا من أن يخدمها إذ أن النظام السوري سارع بشن حملة تخوينية ضدها وضد أهدافها.

يتضح من ذلك إذاً أن بناء معارضة قوية للنظام سوف يتطلب وقتاً من الزمن مع العلم أن مصلحة الولايات المتحدة الأميركية تقتضي بأن تكون هذه المعارضة في صفها. فآخر ما تتمناه هو أن تمسك الحركات الإسلامية بالحكم في البلاد مع خطاب تحريضي ضد السياسة الأميركية في المنطقة. ومن هنا الاعتقاد السائد بأن القادة السياسيين والعسكريين في إسرائيل لا يرغبون بأن تتم زعزعة استقرار نظام الأسد خوفاً من الفوضى التي قد تنشأ عن ذلك ومن إمساك الإسلاميين بالسلطة في البلاد.

تركة الأسد الأب

ولا يمكن أن يُخْتم النقاش في هذه المسألة دون تسليط الضوء على الأسباب وراء الحالة التي وصلت إليها المعارضة. فما ذكر سابقاً عن وضعها هو نتيجة للنظام المحكم الذي بناه الأسد الأب طيلة فترة حكمه (2000-1970). وهو كما يلاحظ باتريك سيل نظام مزدوج يرتكز على خطين متوازيين. خط أول أقيم لتأمين أمن النظام وهو عبارة عن بنية تحتية من السيطرة أوكلها الأسد بشكل أساسي إلى العلويين (أبناء طائفته) دون أن تكون مقتصرة عليهم وحدهم. ولا يعني ذلك بالضرورة أن الأسد كان رجلاً طائفياً : فالصورة التي أراد أن يعكسها عن نفسه كانت مخالفة لذلك وهذا الأمر كان واضحاً من خلال تعيينه أشخاصاً غير علويين في مناصب مهمة (كرئيس وزرائه ووزير دفاعه ووزير خارجيته وأمين سره الخاص وكاتب خطاباته وحارسه الشخصي).

أما الخط الثاني فهو عبارة عن طبقة من النشاط الاقتصادي والمؤسسات شبه التمثيلية والوظائف العامة والكسب الخاص. وهي طبقة أكثر تنوعاً وبالتالي لم تكن محصورة بالطائفة العلوية.

ان هذا النظام كان يحمل بصمات الأسد وهو ثمرة رؤيته التي ارتكزت من جهة على الاعتماد »على أبناء طائفته في حماية أمن عهده وفي البقاء في آخر الأمر«. ومن جهة ثانية تعزيز احتكار البعث للعمل السياسي وبالأخص في القوات المسلحة إلى جانب توسيع الجيش نفسه حتى لا يتسنى لأية وحدة فيه أن تقوم بانقلاب بمفردها. والهدف من ذلك هو تأمين استمرارية النظام حتى لا يصبح عرضة للانقلابات كما كان الأمر عليه في السنوات السابقة لتسلم الأسد سدة الرئاسة. وهي استمرارية أدرك أهميتها بعد هزيمة 1967 التي دخلت سوريا الحرب فيها بجيش تم تطهيره من أبرز ضباطه عقب المؤامرات العسكرية في أواخر عام 1966.

ولا مبالغة في القول ان حكم الأسد كان »حكماً شخصيا« بل ان سيل يذهب إلى أبعد من ذلك ليقول »ان دولته قد فصلت تفصيلاً وركبت تركيباً ثم فرضت على المجتمع من الخارج ولم تكن نابعة من الداخل أو مشتقة منه« هو حكم شخصي كذلك لأن الأسد كان يهتم بكل التفاصيل في الدولة التي عمل على إنشائها, كبيرها وصغيرها. وسبيله إلى ذلك ذاكرته التي اعتنى بتطويرها وزاد اهتمامه بها بعد أن تنبه إلى أن اللاعبين السياسين الآخرين لا يسهرون - من وجهة نظره - على إعداد ما عليهم من عمل كما أنهم يتصرفون بطريقة اندفاعية. والصفة الثانية التي ساعدته على ذلك هي انتهاج السرية بغرض كسب مزيد من الوقت والاحتفاظ بالمبادرة النفسية. وهو أمر مرده على الأرجح التقية التي تتميز بها الأقليات في المنطقة العربية خوفاً من بطش الأكثرية. وهو على أية حال أمر خدمه ايما خدمة لعل أهمها وصوله إلى المنصب الذي تبوأه في الوقت الذي احتفظ فيه بحقيقة نواياه طيلة 10 أعوام; بدءاً من تأسيس اللجنة العسكرية عام 1960 على يد خمسة من البعثيين بمن فيهم الأسد وصولاً إلى الانقلاب الذي أطاح بآخر عضو من هذه اللجنة, صلاح جديد, عام 1970.

هذا هو النظام الذي أرسى الأسد قواعده بحيث لا يجد الفرد فرصة للتعبير عن نفسه والارتقاء الاجتماعي إلا في إطار حزب البعث في الوقت الذي يعد فيه وجود تعددية للأحزاب أمراً ضرورياً للحظو بحياة سياسية سليمة.

وفي هذا النظام الذي كان يزداد إحكاماً مع مرور الأعوام يكمن تفسير هذه المعضلة التي تعاني منها المعارضة السورية والفرد السوري (وبالأخص فئة الشباب) الذي لا يجد متنفساً للتعبير عن تطلعاته وهواجسه إلا في العائلة وانتماءاتها والطائفة. وأخيراً انه التفسير للمعضلة التي تواجهها ليس فقط الإدارة الأميركية الحالية بل التي قد تواجهها أية إدارة أميركية في المستقبل وهي عدم القدرة على الاعتماد على المعارضة السورية نظراً لوهنها ولموقفها المشوب بالحذر من واشنطن.

ما البديل إذاً ? ان البديل الذي يقترحه البعض هو الحوار مع النظام على اعتبار أن الأشخاص هم بشر أينما كانوا وبالتالي »هم مهتمون بالحوار الصريح« كما يقول عضو مجلس الشيوخ آرلين سبكتر والذي خدم كوسيط بين نظام الأسد الأب والجانب الإسرائيلي. ولكن هذا لا يعني كما يقترح البعض انه على واشنطن أن تتخلى عن بناء علاقة جيدة مع المعارضة. إلا أن ذلك لا يمكن أن يتحقق من دون ايجاد تسوية شاملة للسلام بين إسرائيل وخصومها العرب. ومن شأن ذلك أن يعكس موجة العداء للسياسة الأميركية في المنطقة. على أية حال كما يرى لانديس وبايس فإن الولايات المتحدة الأميركية «لا تستطيع أن تتحمل كلفة ترويج عداء أكبر لسياستها في المنطقة«.

هذا الاقتراح ينسجم تماماً مع التقرير الذي أعدته لجنة بيكر- هاملتون بشأن الأوضاع في العراق حيث رأت اللجنة انه »على الولايات المتحدة الأميركية أن تبني إجماعاً دولياً جديداً من أجل الإستقرار في العراق والمنطقة«.

ويوضح التقرير أن المقصود بذلك هو تكوين بنية دولية من الدعم وهي بنية يجب أن تشمل كل الدول التي تتأثر بالفوضى في العراق بمن فيها سورية التي يجب أن تباشر واشنطن الحوار معها »دون شروط مسبقة«. ولتحقيق ذلك يجب أن تستخدم الإدارة الأميركية الروادع (الديبلوماسية والاقتصادية والعسكرية) والحوافز معاً, مع التركيز على هذا الشق الأخير. وتقترح اللجنة مجموعة من الحوافز.

1- كالعمل على ألا يكون العراق مصدراً لتفكك الدول المجاورة له ودول المنطقة أو للإخلال بأنظمتها, 2- الدور المتواصل للولايات المتحدة الأميركية في منع الطالبان من إخلال النظام في أفغانستان, 3- تأمين الحصول على العضوية في المنظمات الدولية بما فيها منظمة التجارة العالمية, 4- امكانية تعزيز العلاقات الديبلوماسية مع الولايات المتحدة الأميركية, 5- إمكانية وضع سياسة أميركية تركز على الإصلاحات السياسية والاقتصادية عوضاً عن دعم تغيير النظام, 6- والعمل على إمكانية إيجاد سلام حقيقي, كامل وآمن لتقوم إسرائيل وسوريا بالتفاوض عليه مع تدخل أميركي كجزء من مبادرة أوسع للسلام العربي- الإسرائيلي.

ان مثل هذه الاقتراحات ليست ملزمة للإدارة الأميركية بالطبع ولكن لا يمنع ذلك من أن تخضع السياسة الأميركية تجاه المنطقة إلى بعض التعديلات لتحقيق نفس الأهداف ولكن بوسائل مختلفة.

 

دمشق فشلت في تحديد مصير 500 مليون من "النفط الغذاء"

المحققون يطاردون 2.2 بليون استرليني جمعها صدام بالشراكة مع مسؤولين سوريين

 لندن- يو بي أي: كشفت صحيفة بريطانية امس ان محققي الحكومتين الاميركية والعراقية يفتشون الآن عن مئات الملايين من الجنيهات الاسترلينية المفقودة من ثروة الرئيس العراقي السابق صدام حسين, ويخططون لاستجواب عدد من افراد اسرته, ويعملون على استعادة 2.2 بليون جنيه استرليني جمعها عن طريق اتفاقية تجارية مع سورية.

وقالت صحيفة »اوبزيرفر« ان مسؤولين اميركيين من مكتب التحقيقات الفيدرالي »إف بي آي« ووزارتي الخزانة »المالية« والخارجية يعملون بشكل خاص على ايجاد 2.2 بليون جنيه استرليني من الارباح غير المشروعة حصل عليها نظام صدام حسين خلال الفترة من 2000 الى 2003 عن طريق اتفاقية تجارية وقعها مع سورية وغطى نفقاتها عن طريق النفط خارج إطار برنامج النفط مقابل الغذاء الذي ادارته الامم المتحدة.

واضافت نقلاً عن مصادر لم تكشف عن هويتها ان مسؤولي وزارتي الخارجية والخزانة الاميركيتين »يزعمون ان سورية فشلت في تقديم بيانات عن اكثر من 500 مليون دولار من ارباح النفط العراقي مودعة في المصرف المركزي السوري كانت دفعت لرجال اعمال سوريين بعد سقوط نظام صدام حسين«.

واشارت الى ان المسؤولين السوريين ينكرون هذه المزاعم ويقولون ان الزيارات التي قام بها الى دمشق مسؤولون اميركيون في خريف العام 2003 فشلت في الكشف عن اي دليل عن الاموال العراقية المفقودة بمعزل عن مبلغ 300 مليون دولار جرى تجميده مسبقاً.

وكانت الامم المتحدة فرضت عقوبات اقتصادية ضد النظام العراقي السابق من بينها حظر على مبيعاته النفطية عام 1990 بعد قيامه بغزو الكويت ثم اطلقت عام 1996 برنامج النفط مقابل الغذاء للتخفيف من مضاعفات العقوبات الاقتصادية على العراقيين العاديين.

وسمح البرنامج- الذي اشرفت عليه الدول الاعضاء الخمس عشرة في مجلس الامن الدولي للحكومة العراقية السابقة- بيع كميات محددة من النفط لشراء سلع مدنية.

وقالت الصحيفة ان تقريراً رفعه تشارلز دوفلر مفتش الاسلحة السابق لدى الامم المتحدة الى وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية »سي آي ايه« قدر حجم الاموال التي جمعها صدام حسين بوسائل غير مشروعة بنحو 10.9 بليون دولار خلال الفترة من 1990 حين فرضت الامم المتحدة العقوبات ضده الى ,2003 مشيرة الى ان الرئيس العراقي السابق الذي نفذ فيه حكم الاعدام شنقاً حتى الموت يوم الجمعة الماضي »أخفى اموالاً في حسابات مصرفية في سويسرا واليابان وألمانيا ودول اخرى واستثمر اموالاً اخرى في الاحجار الكريمة«.

وأضافت ان 1.7 بليون دولار تم احتجازها مباشرة قبل اندلاع الحرب عام 2003 كانت مودعة في حسابات مصرفية باسم الحكومة العراقية في الولايات المتحدة والمصرف المركزي العراقي والشركات الحكومية لتصدير النفط وبنك الرافدين وبنك الرشيد, كما جمد بنك انكلترا المركزي 400 مليون جنيه استراليني أودعتها الحكومة العراقية السابقة في مصارف بريطانية كما تم تأمين 495 مليون دولار من الموجودات غير المعروفة سابقا كانت مودعة في حسابات مصرفية في لبنان.

ولفتت الصحيفة إلى ان صدام حسين كان زود المحققين الأميركيين مباشرة بعد اعتقاله بمعلومات عن الاماكن التي أخفى فيها بلايين الدولارات خارج العراق, مشيرة إلى ان اياد علاوي رئيس الوزراء العراقي الاسبق كان أعلن من قبل ان حكومته تفتش عن 23 بليون جنيه استرليني مودعة في سويسرا واليابان وألمانيا ودول أخرى باسماء شركات زائفة.

وقالت الاوبزيرفر »ان برزان التكريتي الاخ غير الشقيق للرئيس العراقي السابق الذي اعتقل في ابريل 2003 يمثل المصدر الرئيس للمحققين الاميركيين والعراقيين والذين يعتقدون ان بعض افراد اسرة صدام حسين يملكون مفاتيح الثروة المفقودة«.

 

 أخبار الجالية في ألمانيا

بسم الله الرحمن الرحيم

 أقيمت ليلة لبنانية بتاريخ 19.12.2006   بمدينة (هيلبرون - ألمانيا).

عنوانها ارفعوا أيديكم عن لبنان و عدم التدخل السوري الإيراني  في لبنان.

وقد تحدث في الحفل عن منظمة العفو الدولية إبراهيم جابر وهو كان عريف الحفل وكذلك ألقى البروفيسور اللبناني الدكتور نبيل خوري محاضرة عن لبنان وقد أيدا المجتمعون الحكومة اللبنانية برآسة رئيس الحكومة اللبنانية فواد السنيورة وأعلنوا  دعمهم له.

 

 انتقد بشدة تصريحات خامنئي واعتبرها غير منصفة لسنة العراق

 مفتي جبل لبنان: شباب الأنبار يقاومون  الأميركيين والشيعة يقتلون المسلمين

 بيروت- »السياسة«: انتقد مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو بشدة تصريحات مرشد الثورة الايرانية اية الله علي خامنئي بشأن العراق, وتساءل الجوزو في تصريحات له قائلاً: ماذا لو انصفهم الخامنئي? العراق الذي مرغ شعبه الغيور انف اميركا المتغطرسة في التراب وورط في مستنقع من المشكلات السياسية والعسكرية والاقتصادية, ذلك الجيش والساسة الذين كانوا يتشدقون بتملكهم للعراق. والمقارنة بين هذا وبين العراق الذي كان حاكمه السفاح قد حبس انفاس الناس في الصدور محتميا بأميركا.

واستطرد هذا كلام مرشد الثورة الاسلامية في ايران يشيد فيها ببطولات شعب العراق وانتصاراته التاريخية الرائعة على اقوى جيش في العالم وهو الجيش الاميركي ولكنه للاسف الشديد, من هو الفريق الذي مرغ أنف اميركا المتغطرسة في التراب?

الخامنئي يفتخر ويعتز بهذا النصر ولكنه تجاهل الحقيقة وهي ان الشعب العراقي ليس فريقا واحدا بل هو منقسم على نفسه, فريق خائن عميل يقف الى جانب اميركا ويحتمي بدباباتها وطائراتها وجنودها لمحاربة الفريق الاخر وذبحه وقتله وتشريده, وفريق اخر اخذ على عاتقه التصدي للاحتلال الاميركي ومقاومته وقهره والانتصار عليه وهو الفريق الذي يتعرض لحرب شرسة ليس من اميركا وعملائها في الحكم فحسب ومن ايران وعملائها كجيش المهدي وجيش بدر وفرق الموت والخطف والتطهير »المذهبي« والقتل على الهوية فحسب, بل من جميع اتباع المرشد العام للثورة في لبنان وفي سورية وفي العالم العربي. ويتهمون هذا الفريق الذي يحقق هذه الانتصارات بابشع انواع التهم ويلقبونهم بالتكفيريين والصداميين والظلاميين, كما يتهمونهم بالانتماء الى القاعدة.

وقال الجوزو كنا نود ان ينصف المرشد العام للثورة الايرانية هؤلاء الناس, وان يقول انهم شباب محافظة الانبار العربية الاصيلة وان الايمان الذي يملأ قلوبهم هو الذي حقق هذا النصر, وانهم من اهل السنة والجماعة, وان يطالب فريقه من الذين ذكرناهم آنفاً ومن الحرس الثوري الذي يشارك في المجازر على ارض العراق ان يتوقفوا جميعاً عن القتال المذهبي وان يتحولوا الى محاربة اميركا ودحرها نهائياً عن ارض العرب والاسلام.

»أليس الاولى بالقتال هم ابتاع بوش, بدلا من ان تقاتل اتباع محمد صلى الله عليه وسلم«, وتساءل الجوزو قائلاً: واضاف حبذا لو وقفت ايران خلف هؤلاء الابطال لتحمي نفسها من التهديد الاميركي وحبذا لو وقف العرب في جميع اقطارهم وراء هؤلاء, وحبذا لو وقفت الشعوب العربية وراء هؤلاء للتظاهر من اجل نصرتهم وتأييدهم بدلا من ان يقتلوا بالحقد المذهبي الاسود?«. من جانبه, حذر المرجع الشيعي العلامة محمد حسين فضل الله أمس من "اثارة المسألة المذهبية" بين السنة والشيعة في قضية اعدام صدام حسين, قائلاً في خطبة العيد "البعض يحاول في تصفية الطاغية صدام حسين الذي اعدم بالامس ان يحرك المسألة في الاطار المذهبي, في وقت نعرف جميعا ان صدام اربك العالم الاسلامي والعالم العربي في حروبه وسياسته, واربك شعبه وقضى على شعبه ومعارضيه من دون تمييز مذهبي بينهم".

واضاف "البعض يشير الى ان صدام كان سيئا, والحقيقة انه كان طاغية وديكتاتورا صادر شعبه لحساب الاستكبار العالمي. فحذار.. حذار.. حذار من اثارة المسائل السياسية بعناوين مذهبية, لان هذا ما يهدف اليه الاستكبار المنقض على الواقع كله".

وقال فضل الله ان "اميركا تثأر من العالم الاسلامي, وتريد تدمير الاسلام واعلان الحرب عليه ثقافيا وسياسيا وامنيا واقتصاديا", مشيرا الى ان ذلك "يثير الفتن ويغذي التطرف والتكفير بين ابناء الامة جميعا".

من جهة ثانية تحدث فضل الله عن الازمة في لبنان, وقال ان "الازمة التي يعيشها لبنان الآن ليست مسألة داخلية وان كان محركوها لبنانيين, ولكنها تتصل بالخطوط الدولية والاقليمية. فنحن نرى اميركا التي تفشل ادارتها ويفشل رئيسها في العراق لذا يريد جعل لبنان ساحة لنجاحه".

 

 أكد أن المعاملة المجحفة لطهران ستحرق آخرين في الشرق الأوسط والغرب

رفسنجاني يحذر من أخطاء "لا يمكن  تصحيحها" في السياسات النووية الإيرانية

 طهران -الوكالات: اعلن رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام في ايران اكبر هاشمي رفسنجاني ان ايران لن تتخلى ابدا عن برنامجها النووي وان المعاملة المجحفة لبلاده بشأن نشاطها النووي ستكون لها عواقف على الغرب والشرق الاوسط.

وقال رفسنجاني مستشار المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية اية الله علي خامنئي للمصلين في جامعة طهران بمناسبة عيد الاضحى "هذا قرار خطير لن يأتي بالنتيجة المرجوة. ما من قرار قادر على أن يجبرنا على التخلي عن انشطتنا النووية".

واضاف أنه ستكون هناك عواقب اذا عوملت ايران معاملة مجحفة في ما يتعلق ببرنامجها النووي الذي تقول طهران انه مخصص لاغراض سلمية بحتة ويخشى الغرب من أن يكون ستارا لانتاج قنابل نووية.

وقال رفسنجاني للمصلين الذين هتفوا قائلين "الموت لاميركا" ان الغربيين "يخلقون المشاكل لانفسهم وللمنطقة وان عواقب هذه النار ستحرق كثيرين اخرين".

ولم يفصل رفسنجاني ماذا يمكن أن تكون هذه العواقب. وذكر في تصريحات بثتها الاذاعة الايرانية "يجب الا يبدأوا طريقا يمكن أن يكون خطرا على الجميع."

ومرر برلمان ايران مشروع قانون يوم الاربعاء يلزم الحكومة "إعادة النظر" في تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية والاسراع من وتيرة مسعاها للتمكن من التكنولوجيا النووية ردا على قرار الامم المتحدة.

وأطلق القانون يد الرئيس محمود احمدي نجاد لتبني نهج اكثر صرامة ضد الوكالة الدولية بما في ذلك وقف عمليات التفتيش التي تقوم بها على المنشآت النووية الايرانية.

وكانت ايران في فبراير قد أوقفت التطبيق الطوعي للبروتوكول الاضافي لمعاهدة حظر الانتشار النووي الذي كان يسمح بقيام مفتشي الوكالة بعمليات تفتيش مفاجئة على مواقعها النووية بعد احالتها لمجلس الامن الدولي.

وبموجب النظام الايراني الخاص بحكم رجال الدين فان للزعيم الاعلى الكلمة الاخيرة في أمور الدولة وليس الرئيس. وكان خامنئي قال في وقت سابق ان ايران لن ترضخ للضغوط.

واكد رفسنجاني أن ايران "تريد حل هذه المسألة سلميا." وقال "يجب أن يتعامل مسؤولونا مع هذه القضية المعقدة بصبر وحكمة لانه لن يكون من السهل خلال الفترة المقبلة تصحيح أي أخطاء قد يرتكبها أي طرف".

وقال رفسنجاني المعارض الرئيسي لسياسات أحمدي نجاد "يجب أن تكون الخطوات المقبلة حكيمة ومحسوبة بدقة تجنبا لاي تعقيدات أخرى".

ويؤيد رفسنجاني وخاتمي حق إيران في حيازة تكنولوجيا نووية ولكنهما على عكس أحمدي نجاد يفضلان اللجوء للتسوية السلمية بدلا من التعرض لعقوبات الامم المتحدة.

من جانبه صرح سفير وممثل ايران الدائم لدى الامم المتحدة الدكتور محمد جواد ظريف بان ايران تدعو دوما الى تبديد الشكوك المتعلقة بملفها النووي وان ثمة فرصة للتوصل الى اتفاق بشأن اتخاذ اجراءات يمكن ان تخدم هدفنا المشترك المتمثل في الحيلولة دون انتشار الاسلحة النووية .

وقال ظريف "ليس هناك امكانية لتعليق عمليات تخصيب اليورانيوم في ايران كما ان فرض المقاطعة لن يحقق الاهداف المرجوة والمتمثلة في الحيلولة دون انتشار الاسلحة النووية لان طهران مضطرة الان للحصول على التقنية النووية بنفسها دون الاعتماد على الاخرين .

وشدد جواد ظريف على امكانية ان تكون هناك تعاملات واشراف دولي يتسم بالشفافية فيما يتعلق ببرنامج بلاده النووي لضمان عدم انتشار الاسلحة النووية في الدول التي تتمتع بتقنية على نفس مستوى ايران .