المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم الأربعاء 11/1/2006

الحقيقةُ هي كالنجومِ لا تبدو إلا من وراءِ ظلمةِ الليل. (جبران)

 

مصادر لبنانية تعتبر أن سورية ليست المشكلة الوحيدة وتدعو جميع المتحالفين معها إلى أن يكونوا لبنانيين

بيروت – حسن اللقيس     الحياة     - 11/01/06// تقول مصادر سياسية مسيحية رفيعة المستوى إن الانسحاب العسكري السوري من لبنان «يمكن ان يكون قد شكل بداية انهاء الهيمنة السورية عليه التي دامت أكثر من خمسة عشر عاماً»، وان نهاية هذا الوجود «يجب أن توصل لبنان الى سن الرشد على الصعيدين الشعبي والسياسي».

وتعتبر المصادر ذاتها ان الوجود العسكري السوري الذي كان قائماً داخل الأراضي اللبنانية «هو في حد ذاته أمر ثانوي مقارنة بالهيمنة السياسية والأمنية السورية في لبنان التي ما زالت تتسبب في التخبط الذي تعيشه الأكثرية الحاكمة منذ انتفاضة 14 آذار (مارس)». ولم تنسَ هذه المصادر ان تشير الى ان «لسورية مصالح متعددة في لبنان وفي طليعتها المصلحة الاستراتيجية التي تجعل منه نقطة الميزان لمصلحتها ضد اسرائيل، وهناك أيضاً المصالح الاقتصادية الأساسية للنظام السوري، وكل هذه الأمور أدت الى ان يصبح لبنان ومع الوقت رئة مهمة لهذا النظام، وبالتالي فإن نهاية هيمنته عليه يمكن ان تكون بداية جدّية لظهور مشكلات في الداخل السوري تؤثر في استقرار النظام كما عرفناه وهذا يفسر انزعاج دمشق من اخراجها من لبنان والمحاولات التي تجريها لاعادة سيطرتها عليه». وتعترف المصادر عينها بأن سورية «ليست المشكلة الوحيدة للبنان، واللبنانيون جميعهم يعرفون ان لديهم مشكلات جدّية عليهم أن يحلوها في ما بينهم، ولكن طالما ان سورية تمارس الدور القمعي في اللعبة السياسية وفي الحياة السياسية اليومية للبنانيين فإن من الصعب على اللبنانيين ان يقيموا نظاماً ديموقراطياً مستقلاً يعكس الشعارات التي رفعت في 14 آذار».

وتعترف المصادر ذاتها بأن «التوازن الطائفي اللبناني هو توازن هش ولكن يحمل في طياته متغيرات معقولة، اذ ان لبنان نجح في السبعينات وقبل الحرب الأهلية في تخطي التعددية بطريقة خلاقة وهذا ما هو بحاجة اليه اليوم أي اعادة هذا النوع من الاختراع، ولكن على اللبنانيين أن يأخذوا في الاعتبار التوازنات الطائفية وكذلك التوازنات الجديدة في المنطقة».

وفي هذا السياق، تشير المصادر الى التوتر المذهبي المتزايد في العراق «وهو توتر أخذ في وقت من الأوقات منحى مزعجاً في لبنان مع اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري». وتقول ان اتفاق الطائف «خلق أطاراً مقبولاً» لاعادة تعريف هذه التوازنات ومن هنا دعوة الأكثرية الحاكمة اليوم للاحتكام الى هذا الاتفاق وهي دعوات منطقية وحكيمة».

وتتطرق المصادر نفسها الى العلاقة بين سورية والطائفة الشيعية في لبنان، وتقول انها علاقة قوية واستراتيجية منذ أكثر من ثلاثة عقود، وان «حزب الله» يجسد بالتأكيد هذه العلاقة.

وتعتقد المصادر بأن القضية التي يواجهها «حزب الله» منذ نحو خمس سنوات «هي معرفة أين تقف الاستعمالات السورية والايرانية له؟ وأين يبدأ حجمه اللبناني الصرف؟ وهو حجم تمكن في بعض الأوقات من اظهاره والتعبير عنه بمهارة من خلال بعض العمليات الانتخابية والتحالفات الانتخابية وبلهجة معتدلة، خصوصاً عندما كان الأمر يتعلق بالوحدة الوطنية اللبنانية».

ومن هذا المنطلق، تؤكد المصادر ان دعوة الزعيم الدرزي وليد جنبلاط «حزب الله» الى ان يكون لبنانياً وان تحمي بندقيته السلم الأهلي اللبناني وان تساهم في بناء لبنان الجديد، «هي مطلب جميع اللبنانيين من أولئك الذين ما زالت تربطهم بسورية تحالفات»، مشيرة الى أن أي توجه من جانب الحزب مغاير لهذه الدعوات الجنبلاطية «ستكون له انعكاسات خطيرة على الاستقرار الداخلي اللبناني خصوصاً مع تزايد الضغوط الدولية لتنفيذ القرار 1559 وبخاصة البند المتعلق بالدعوة الى حل جميع الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية ونزع سلاحها». وذكرت المصادر ان الادارة السورية للشأن اللبناني «التي كانت قاتلة في بعض جوانبها، دفعت بمجموعة النظام الرسمي العربي للتدخل للحد من الاضرار التي احدثتها مثل هذه الادارة ولوقف أي تصرفات مستقبلية سورية تهدد أمن واستقرار لبنان وان الأشهر القليلة المقبلة ستظهر مدى جدّية دمشق في الايفاء بالتزاماتها تجاه بعض العواصم العربية القلقة على تطورات الوضع في لبنان والمنطقة».

وتؤكد المصادر عينها ان حل الأزمة التي يتخبط بها لبنان «يجب أن يكون بداية من طريق قيام قوة عسكرية لبنانية قادرة على سد الفراغ الأمني الذي تركته القوات السورية بعد انسحابها من لبنان، وانطلاق حوار سياسي جدّي وبسرعة فائقة بين جميع القوى السياسية اللبنانية الأساسية حول طريقة الحكم الذي يواجه تحديات عدة داخلياً وخارجياً.

وترى المصادر ان «اصلاح لبنان يجب أن يكون عبر قيام دولة الحق وليس دولة القانون لأن القانون يمكن أن يكون جائراً في بعض الأحيان»، مشيرة الى ان «الحق هو الدستور ويجب تطبيقه وقراءته قراءة جيدة».

وتقول: «ان هذه هي مسؤولية رئيس الجمهورية لأن الدستور اللبناني يعطيه صلاحيات واسعة فهو ليس مثل ملكة انكلترا كما يحلو للبعض أن يقول، انه رأس السلطة التنفيذية المؤلفة من ثلاث مؤسسات هي رئاسة الجمهورية رئاسة الحكومة ومجلس الوزراء». وتأخذ المصادر ذاتها على رئيس الجمهورية اميل لحود انه «دخل في زواريب لم تخدم مصلحة البلد ولا مصلحته»، معتبرة ان «ذهابه يجب أن يتم عبر تسوية شاملة»، وان التوافق بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة عند تشكيل الحكومة وفي كل مراحل التعاون، «هو واجب خصوصاً ان الطائف جعل المساكنة بين رئيس الحكومة ورئيس الجمهورية مساكنة دستورية وليست ظرفية كما هي الحال في بعض الدول الأوروبية وأميركا».

 

روسيا تنفي أي وساطة بين دمشق ولجنة التحقيق... شيراك يشدد على التزام القرارات الدولية والاحترام التام للسيادة اللبنانية

باريس , نيويورك - رندة تقي الدين , راغدة درغام     الحياة     - 11/01/06//

قال الرئيس الفرنسي جاك شيراك إن مدبري الاغتيالات في لبنان والمخططين لزعزعة استقراره ينبغي أن يدركوا أن زمن التدخلات والتهرب من العقاب قد ولى. وشدد الرئيس الفرنسي، خلال استقباله امس السلك الديبلوماسي لمناسبة بدء العام الجديد وفي حضور جميع السفراء العرب، وبينهم سفيرا لبنان وسورية، ان قرارات مجلس الأمن ينبغي أن تنفذ وتحترم، وأنه ينتظر من سورية تعاوناً كاملاً مع لجنة التحقيق الدولية، والتزاماً تاماً باحترام السيادة اللبنانية. ونبه الى أن عودة سورية الى الأسرة الدولية مرتبط بتغيير تصرفاتها، مؤكداً أن في وسع لبنان الاعتماد كلياً على فرنسا في إطار الاصلاحات الصعبة الضرورية لعودة السيادة والاستقلال والديموقراطية اليه. وأشار الى أن عقد مؤتمر دولي في بيروت خلال السنة الجارية حول إعادة إعمار لبنان، سيظهر التزام الجميع مساعدته.

ومن المقرر أن يلتقي شيراك في باريس غداً الخميس رئيس كتلة المستقبل النيابية سعد الحريري.

وعلمت «الحياة» من مصدر مطلع أن وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل الذي كان أكد قلق الجميع في المنطقة من تدهور الأوضاع في لبنان، عرض على الجانب الفرنسي تشكيل لجنة سورية - لبنانية تكون مسؤولة عن رصد المخاطر الأمنية وتنبه إليها. وأوضح أن هذه الفكرة تقضي بأن تتولى اللجنة جمع المعلومات عن المخاطر الأمنية القائمة في لبنان وتنبيه الجانب السوري إليها.

وذكر المصدر أن هذا الاقتراح مرده الى تخوف السعودية من انفجار الوضع في لبنان، من الآن وحتى تنفيذ سورية لكل قرارات مجلس الأمن. لكنه أشار الى أن الجانب الفرنسي عبّر عن عدم ثقته بالرئيس السوري والنيات السورية في لبنان. وقال المصدر إن الجانب الفرنسي ركز على ضرورة استعادة لبنان لاستقلاله وسيادته على أساس القرار 1559.

وذكرت مصادر مطلعة ان مستشار الرئيس الفرنسي موريس غوردو مونتانييه سيقوم بزيارة لواشنطن بعد غد الجمعة لتناول هذا الموضوع في إطار التنسيق المستمر بين الجانبين.

وفي نيويورك، أكد السفير الروسي لدى الأمم المتحدة اندريه دنيسوف أن «لا حاجة» لقيام روسيا أو غيرها بـ «الوساطة» بين الحكومة السورية وبين لجنة التحقيق الدولية في اغتيال رئيس الحكومة اللبناني السابق رفيق الحريري. وقال: «يجب على سورية واللجنة أن يعملا معاً بصورة مباشرة، فهما ليس في حاجة الى أي وساطة بينهما».

وصرح دنيسوف بأن كل اتصال يُقام مع الحكومة السورية «مفيد جداً». وقال إن المملكة العربية السعودية ومصر «دولتان تتمتعان بنفوذ كبير في المنطقة»، وانهما «تبذلان قصارى الجهد لإقناع الحكومة السورية بالتعاون» مع اللجنة الدولية. وعندما سُئل إن كانت روسيا تقوم بالوساطة بين دمشق واللجنة الدولية، قال: «لا توجد وساطة. ولا حاجة الى وساطة» تقوم بها روسيا أو غيرها.

وشدد دنيسوف على دعم روسيا لكل ما من شأنه أن يعزز الجهود الرامية الى «نتائج ملموسة»، وأكد في الوقت ذاته أن روسيا لا تتدخل في أعمال اللجنة الدولية للتحقيق. الى ذلك، علم ان القاضي الالماني ديتليف ميليس، الرئيس الحالي للجنة التحقيق الدولية يصل الى بيروت قريباً، فيما سيعلن الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان رسمياً تعيين البلجيكي سيرج براميرتس خلفاً له اليوم الأربعاء من نيويورك. ومن المتوقع أن تجرى سلسلة اجتماعات لنقل الملف من ميليس الى خلفه، لكن المصادر الدولية أكدت أن لا تغيير في توجه اللجنة الدولية، مشيرة الى أن ميليس هو الذي شجع على تعيين براميرتس، و «كلاهما صلب الشخصية».

 

أوروبا تدرس جدوى مواصلة التفاوض مع إيران وأميركا لا ترى مفراً من اللجوء إلى مجلس الأمن

واشنطن , طهران، فيينا - سلامة نعمات     الحياة     - 11/01/06//

أعلنت إيران أمس معاودة البحوث النووية في مفاعل ناتانز (وسط) بعد نزع الأختام عنه في حضور مفتشين من الوكالة الدولية للطاقة الذرية، في خطوة قوبلت بـ«عاصفة» تنديد وقلق دوليين، امتدت من واشنطن الى موسكو .

وفي وقت نفى محمد سعيدي نائب رئيس الوكالة الايرانية للطاقة الذرية ان تكون معاودة البحوث مرتبطة بالعودة الى تخصيب اليورانيوم، قال مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي ان طهران ابلغت الوكالة انها ترغب في اعادة تشغيل أجهزة الطرد المركزي في «ناتانز» بهدف التخصيب «على نطاق ضيق».

واعلن البرادعي في بيان انه ابلغ مجلس حكام الوكالة ان طهران تنوي تخصيب اليوارنيوم في اجهزة الطرد المركزي، معرباً عن «قلقه العميق» لهذه الخطوة التي افادت مصادر في فيينا امس، ان من شأنها «نسف المفاوضات المقبلة مع الترويكا الاوروبية، وتشجيع الوكالة على احالة الملف الايراني على مجلس الامن. وتدارست الترويكا الاوروبية (فرنسا وبريطانيا والمانيا) عقد اجتماع طارئ لوكالة الطاقة للنظر في «جدوى» مواصلة المفاوضات مع طهران، فيما اعتبر البيت الابيض الخطوة الايرانية «تصعيداً خطراً»، محذراً من ان تحدي طهران المجتمع الدولي يستوجب اتخاذ «اجراءات رادعة» بحقها في مجلس الأمن.

وقال الناطق باسم البيت الابيض سكوت ماكليلان ان «لا مفر من احالة القضية على مجلس الامن، في ظل استمرار النظام الايراني في مساره الحالي، ورفضه تنفيذ التزاماته الدولية» لجهة تعليق التخصيب.

وابلغ مسؤول بارز في واشنطن «الحياة» ان القلق من برنامج ايراني سري للتسلح النووي ، «لا يقتصر على اميركا واسرائيل، بل يتعداه الى دول اوروبية وعربية، تشعر بالتهديد لتحول ايران قوة نووية». واضاف ان «حصول ايران المتهمة برعاية الارهاب على سلاح نووي، يهدد مصالحنا القومية ومصالح اصدقائنا في المنطقة».

وفي لندن، قال وزير الخارجية البريطاني جاك سترو امام مجلس العموم ان «عملاً عسكرياً ضد ايران، ليس مدرجاً على جدول أعمالنا ولا على جدول اعمال اي طرف آخر». واضاف: «يتعين حل هذا الأمر بالوسائل الديبلوماسية وغير العسكرية»، مشيراً الى انه «يتشاور مع زملائه في الاتحاد الاوروبي حول مدى الضغط الذي يجب ان يمارس في شأن احالة طهران على مجلس الامن». واكد الرئيس الفرنسي جاك شيراك ان على ايران وكذلك كوريا الشمالية، احترام التزاماتهما الدولية في المجال النووي، مشدداً على «انهما ترتكبان خطأ فادحاً اذا لم تمسكا باليد التي نمدها اليهما».

واعتبر وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير ان «إيران تجاوزت خطاً تعرف أن تخطيه له تداعياته»، مشيراً الى ان ديبلوماسيين المان سيلتقون مبعوثين من فرنسا وبريطانيا في برلين الخميس المقبل، لتقرير «ما اذا كان هناك الآن أي أساس يبنى عليه المزيد من المفاوضات مع إيران».

وقالت كريستينا غالاتش الناطقة باسم خافيير سولانا المنسق الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي ان نزع ايران الاختام عن منشأة ناتانز «يعتبر بدرجة كبيرة خطوة في الاتجاه الخاطئ»، واضافت: «نحن قلقون للغاية ويجري التشاور (بين أعضاء الاتحاد) لتنسيق الرد».

ولفت في الردود الدولية، موقف موسكو التي حضت ايران على عدم معاودة تخصيب اليورانيوم. وقال وزير الخارجية سيرغي لافروف: «إننا قلقون من التقارير التي تواترت عن إعلان إيران نيتها استئناف عدد من البرامج المرتبطة بالتخصيب». وأضاف أن روسيا تنسق إجراءاتها مع شركائها الاوروبيين (ألمانيا وبريطانيا وفرنسا) في محاولة لاقناع طهران بمواصلة تعليق النشاطات النووية، أقله الى حين استئناف المحادثات مع المسؤولين الايرانيين في موسكو الشهر المقبل.

واشار ديبلوماسيون في فيينا الى ان نزع الاختام عن منشأة ناتانز لا يهدف الى اختبار المعدات فحسب، بل يتعداه الى انتاج كميات محدودة من الوقود النووي، خصوصاً ان الايرانيين يعتزمون تشغيل 164 جهازاً للطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم، الأمر الذي يستفاد منه لانتاج قنبلة نووية واحدة على الأقل، ولو استغرق الأمر سنوات.

 

النائب عون اوفد ابي نصر والخازن الى المختارة وجنبلاط وضع عدوان بنتائج اللقاء

ابي نصر :الامورالوطنية المشتركة سنعززها في المستقبل لمصلحتنا جميعا

جنبلاط :وحدهم قوى 14 اذار يقررون مصير لبنان وال 425 نفذ ولن تحدث فتنة داخلية بعض المقترحات تناقش في الخارج ولن نوافق عليها الا بعد استشارة التيار الوطني

وطنية - 10/1/2005 (سياسة) التقى النائب وليد جنبلاط في المختارة مساء اليوم وفدا من تكتل الاصلاح والتغيير ضم النائبين نعمة الله ابي نصر وفريد الياس الخازن في حضور الوزير نعمة طعمة والنائبين فيصل الصايغ ووائل ابو فاعور. وبعد اللقاء قال النائب ابي نصر: " بعد المواقف الوطنية الصادقة التي اتخذها وليد بك ان كان من ناحية الثوابت الوطنية التي يؤمن , ونحن كلنا نؤمن بها , او بالنسبة للتكتل والعماد ميشال عون , كان من الضروري ان يكلفنا العماد عون انا وزميلي الشيخ فريد الخازن القيام بزيارة صداقة الى المختارة للتباحث بالامور المشتركة التي نلتقي عليها, والامور الوطنية المشتركة, وهي كثيرة, ان كان من ناحية المحكمة الدولية او ترسيم الحدود او انتشار الجيش الذي ينص عليه مؤتمر الطائف, او المعتقلين، والتوسع في التحقيق من اجل معرفة الحقيقة ايا تكن الحقيقة التي يجب ان نعرفها، كل هذه الامور نحن نلتقي في مساحات وطنية مشتركة مع وليد بك فيها, وسنعززها من اجل المستقبل, وطبعا كان هناك ايجابيات كبيرة، وبالنسبة للسلاح الفلسطيني نحن ضد وجود السلاح الفلسطيني داخل وخارج المخيمات, نحن مع تحسين الاوضاع المعيشية للفلسطينيين, وبالنسبة لسلاح حزب الله قلنا اكثر من مرة انه لا يجمع بالقوة بل بالحوار الهادىء والصريح النابع من ارادة وطنية, هذه امور نلتقي نحن ووليد بك عليها, وان شاء الله في المستقبل يكون هناك خط ثابت على خطين من اجل امور وطنية ليس بوحدة الجبل فحسب وانما في وحدة لبنان ككل, وهذه امور وطنية ضرورية بالنسبة لنا جميعا.

جنبلاط/ وقال النائب جنبلاط: "الى جانب ما ذكره الاستاذ نعمة الله ابي نصر، والذي اوافق على غالبيته تبقى امور للمناقشة والبحث والتواصل والحوار. اذكر ان 14 اذار كان احد ركائزه منذ ان نفي الى باريس والى ان عاد , و14 اذار هو رسميا من اخرج نظام الوصاية من لبنان، لكن نظام الوصاية لم ينته ولا يزال يمتلك ادوات سياسية وامنية تقوم برأينا بالاغتيالات, لذلك العودة الى لم الشمل والتأكيد على 14 اذار والوحدة الوطنية، وبالحوار حول سلاح حزب الله آخذين بعين الاعتبار وبرأيي ان القرار 425 قد نفذ بكامله اذا كان النظام السوري يريد ترسيم الحدود، فالترسيم كلمة مطاطة, هناك بند واحد للترسيم هو في تثبيت لبنانية مزارع شبعا باسرع وقت, لان الاطالة في ترسيم الحدود وتثبيت المزارع وقد استخدم كلام اخر, منطقة شبعا كنا في المزارع اصبحنا في المنطقة, ربما غدا نصبح في اقليم شبعا, وتاريخيا هناك ما يسمى "اقليم البلان "ويعني الجولان وبالتالي تتوسع الامور ويصبح لبنان داخل محور غير محور الاستقلال والسيادة والحرية, لبنان اولا, هكذا اراد كل من اشترك وتلاقى في 14 اذار وفي مقدمهم العماد عون، واجتمعت كما يعلم العماد عون حول ذكرى شهيد كبير اسمه رفيق الحريري، من العماد عون الى دم الشهيد رفيق الحريري الى شهيد اخر واتمنى ان يكون اخر الشهداء جبران تويني, لبنان اولا, لا نريد ان ندخل في محاور دولية على حساب السيادة والاستقلال, هناك بعض المقترحات تناقش في الخارج لن نوافق على تلك الاوراق او المقترحات في الخارج الا بعد استشارة التيار الوطني الحر ونرى ما هو صالح لبنان والسيادة والاستقلال وقراره الحر، والذي ليس لصالح استقرار لبنان سنرفضه مع كل احترامنا لبعض الدول او للدولة التي ترعى ما يسمى تلك الحوارات.

سئل :ماذا عن النقاط الخلافية؟

اجاب: توجد نقاط للبحث، والاستاذ نعمة الله ابي نصر يقول حوار وطني، والحوار الوطني مع من؟ الحوار الوطني الممكن مع القوى التي انتخبها الشعب اي داخل مجلس النواب والتيار الوطني الحر يتمثل اليوم بأكثر من عشرين نائبا ضمن ستة طوائف وهذا مهم، لا نقبل بحوار وطني خارج اطار مجلس النواب، وكله للمناقشة، لكن نقول 14 آذار ولبنان اولا, ولا نقبل إلا بلبنان اولا.

سئل : وماذا عن رئاسة الجمهورية وكلامك للعماد عون حول المسألة وخروجه عن الصف ؟

اجاب: لم يخرج عن الصف, كان هناك خلافا ثانويا وجزئيا حول الانتخابات في منطقة بعبدا عاليه, ثم حول المشاركة في الوزارة, هذه الخلافات الثانوية تسقط عند تحصين لبنان من الدخول في محاور خارج اطار هذا البلد.

سئل: اصبحتم على نفس الخط في ما يتعلق بالعلاقة مع سوريا وكيفية التعاطي مع النظام السوري؟

اجاب: التعاطي مع النظام السوري يكون في اخراج آخر مجموعات الوصاية, ثم نطالب حلفاء سوريا بتحديد موقفهم ايضا من لبنان، وسبق وذكرت اذا كان بقي هناك من بندقية فلتكن بندقية لبنانية لكن تحت اشراف الجيش اللبناني.

النائب عدوان/ بعدها التقى النائب جنبلاط نائب رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية النائب جورج عدوان وقال جنبلاط أثر اللقاء: "لقد وضعت الاستاذ جورج عدوان في اجواء المباحثات التي جرت مع التيار العوني، بالامس ذهب الاستاذ غازي العريضي الى المملكة العربية السعودية لمقابلة الشيخ سعد الحريري والمسؤوليين السعوديين في المملكة, وعندما سيعود سنرى المعطيات التي يملكها، حيث سنضعها في تصرف كل قوى 14 آذار دون استثناء, القوى المشاركة في الوزارة والقوى التي ليست مشاركة مثل العماد عون، وسنأخذ الموقف المناسب الذي ينسجم مع استقلال وسيادة لبنان ورفض السلاح الفلسطيني خارج المخيمات، وتنظيم هذا السلاح اذا امكن داخل المخيمات, وعدم الدخول في ملاحظات غامضة حول موضوع مزارع شبعا اي رفض الخروج عن البيان الوزاري, واحترام القرارات الدولية, لكن لن استفرد, وما من احد ان يستفرد, ووحدهم قوى 14 آذار يقررون مصير لبنان مع كل احترامي وتقديري لجهد المملكة, لكن لن ننساق الى بعض من اكاذيب النظام السوري الذي ادعى كما سمعنا ان بعض الفرقاء في لبنان يتسلحون ويستعدون لحرب اهلية، وحده هو النظام السوري الذي يغتال وربما يحضر لفتنة داخلية، لكن لن تحدث فتنة داخلية ابدا, وسنردعه هو وعملاؤه.

وردا على سؤال قال، نحن نقرر، نشكر المملكة العربية السعودية لكن نحن من يقرر، ولا ننسى ان الشرع يحاول ان يمرر قضية لجنة تنسيق امنية اي عدنا الى عنجر, يحاول وقف الحملات الاعلامية, فنحن المعتدى علينا, يحاول ان يقول نرسم الحدود, ولكن هذه الكلمة مطاطة والقرار 425 نفذ، واذا ما وافق النظام السوري فورا على لبنانية مزارع شبعا ننظر بالامر، ثم لاحقا السلاح الفلسطيني خارج المخيمات لا نوافق عليه، وال 1559 نحن نحترم القرارت الدولية ويعالج بالحوار، لكن ان يحاول الشرع ان يجرنا الى امر آخر وتمييع الموقف دون ذكر التحقيق هذا امر مخالف لكل الامور ولن نقبل معه .

 

حل السلاح للفلسطينيين في لبنان سيكون مسؤولية المكتب التمثيلي الفلسطيني المزمع افتتاحه قربياً في بيروت

الثلائاء 10 يناير - ايلاف

إستحوذت حادثة منطقة الناعمة في لبنان حيزًا كبيرًا من الاهتمامات والاستنكارات على خلفية وجود السلاح الفلسطيني خارج المخيمات مع مطالبة بضرورة ضبط هذا السلاح. واعادت اصابة شرطيين لبنانيين بسلاح الفصائل الفلسطينية في الناعمة بعض الذكريات الاليمة لدى اللبنانيين تعود الى اكثر من ثلاثين عامًا.

وتأتي هذه الحادثة بعد القرار الذي اتخذه مجلس الوزراء باعادة تنظيم العلاقات اللبنانية الفلسطينية على المستوى الدبلوماسي بافتتاح مكتب تمثيلي للسلطة الفلسطينية في بيروت يكون مرجعية للفلسطينيين في لبنان، وبانتظار الصيغة البروتوكولية التي يتم الاتفاق عليها بين وزارة ‏الخارجية اللبنانية ووزارة الخارجية الفلسطينية، تزدحم عشرات الاسئلة حول قدرة هذا ‏المكتب لجهة حل القضايا العالقة في عدة مسائل متعلقة بالوجود الفلسطيني المسلح داخل ‏المخيمات وخارجها، بالاضافة الى الحقوق الاجتماعية التي يطالب الفلسطينيون السلطة ‏اللبنانية بمنحها لهم سواء على صعيد حقهم في العمل من جهة لتحصيل لقمة العيش، ومعالجة ‏الوضع المزري الذي يسيطر على كل المخيمات في لبنان التي تفتقر الى ابسط البديهيات ‏المتعلقة بالعيش الكريم، ولا سيما ان كل المخيمات تفتقد الى كل البنى التحتية اضافة الى ‏الفوضى في البناء، التي حولت هذه المخيمات الى ما يشبه علب السردين التي يتكدس فيها ‏البشر بفوضوية مطلقة وخانقة لجهة الارتفاع القياسي لعدد السكان، بحيث ان مخيم "عين ‏الحلوة" الذي يعتبر عاصمة لشتات يبلغ عدد سكانه 80 الف نسمة كما يقول العميد منير ‏المقدح موزعين على كلم مربع ونصف يفتقر الى ابسط الوسائل التي يحتاجها الناس في عيشهم. واعربت اوساط فلسطينية ل"إيلاف" عن تفاؤلها لجهة حل القضايا الفلسطينية العالقة عبر ‏افتتاح مكتب لمنظمة التحرير يكون مرجعية للمخيمات الغارقة في الفقر وفوضى السلاح، ولا ‏تخفي هذه الاوساط ان مجمل ما شهده "عين الحلوة" من تفجيرات واخلال بالامن يعود في جذوره الى ‏الفقر الذي عم المخيمات اثر رحيل "الثورة" مخلفة الالاف من العاطلين عن العمل، الذين ‏كانوا يمارسون النضال عبر العمل العسكري، وانقطعت رواتبهم فجأة، ومع رحيل "الثورة" الذي ترك فراغًا هائلًا على كل المستويات في المخيمات لجهة تدهور الوضع الاقتصادي، بدأت ‏القوى الاسلامية ملء هذا الفراغ، واذا ما انتعش الامل في المخيمات بعد القرار الحكومي باعادة افتتاح مكتب تمثيلي يكون المرجعية الاولى والاخيرة للفلسطينيين لحل معظم مشاكلهم الداخلية في صراعاتهم المعروفة، كثرت ‏التخمينات عمن سيتولى ادارته فهل سيكون من القادة الفلسطينيين في المخيمات ام من الخارج ‏وهل صحيح ان العميد سلطان ابو العينين سيتولى هذا الشأن الدبلوماسي بعد تسوية وضعه ‏القانوني، وكيف ينظر العميد منير المقدح الى القضية؟.

المقدح /ويؤكد العميد منير المقدح ان اسم ابو العينين ليس مطروحًا لشغل ادارة مكتب منظمة التحرير، وان شفيق الحوت اسم مطروح بشكل موقت لتولي هذا المنصب ولكنه اعتذر عن الامر وفق المعلومات ويضيف المقدح ان هناك سلة من الاسماء المرشحة لادارة المكتب من خارج لبنان كالحاج طلال ابو غزالة سفير دولة فلسطين في قبرص وكمال مدحت من داخل الساحة اللبنانية، وان تعيين الاشخاص لشغل هذا الموقع يعود الى التوافق بين محمود عباس وبين فاروق القدومي ‏رئيس الدائرة السياسية لمنظمة التحرير ووزير خارجية السلطة. وعما اذا كان مدير المكتب التمثيلي سيعالج موضوع السلاح الفلسطيني خارج المخيمات يقول المقدح: ان بعض الفصائل تعمل خارج اطار المنظمة كالجبهة الشعبية - القيادة العامة وحركتي "حماس" و"الجهاد الاسلامي" لا بد لمن سيعين في الموقع الدبلوماسي الفلسطيني ادارة ورشة حوار بين كافة القوى الفلسطينية لجهة توحيد مرجعيتها ومع السلطة اللبنانية لحل ‏المسائل الخلافية العالقة بما فيها موضوع السلاح الفلسطيني. ويضيف المقدح: ان قرار الحكومة اللبنانية باعادة افتتاح مكتب لمنظمة التحرير خطوة ‏منقوصة، لان هذا القرار يجب ان يتوج بتوقيع وزراء "حزب الله" و"امل" المعتكفين حاليًا، وهذا الامر يجب اخذه بالحسبان لاننا مع وحدة الموقف اللبناني، كما نسعى إلى وحدة الموقف ‏الفلسطيني ونأمل الا يفرقنا الاستعمار.

 

إنتهى زمن التدخل والإفلات من العقاب في لبنان 

الثلائاء 10 يناير - ايلاف

دعا الرئيس الرئيس الفرنسي جاك شيراك الأسرة الدولية الى العمل على حل النزاعات التي تهدد السلام والأمن وتغذي الارهاب  في كلمة امام اعضاء السلك الدبلوماسي لمناسبة تبادل التهاني باعياد نهاية السنة وتناول في هذا الاطار تحديدا الأوضاع في منطقة الشرق الاوسط ولبنان. وحملت كلمته تحذيرا واضحا ومباشرا إلى كل من يريد العبث بأمن لبنان واستقراره، مؤكدا ان "زمن التدخل في الشؤون اللبنانية والافلات من العقاب قد انتهى" .

 

واستخدم شيراك تعابير قاسية في حق من وصفهم " بمدبري التفجيرات والمحرضين عليها والمخططين لها". وقال ان "على الذين يعدون العمليات التفجيرية والمتخصصين في استراتيجية زعزعة الاستقرار في لبنان ان يعرفوا ان زمن التدخل في شؤون الغير والافلات من العقاب قد ولى . ان قرارات الامم المتحدة يجب ان تطبق بالكامل ونحن نننتظر من سورية تعاونا كاملا وتاما مع عمل لجنة التحقيق الدولية في اغتيال الرئيس رفيق الحريري. وننتظر منها ايضا ان تحترم بشكل دقيق وصارم سيادة لبنان لأن عودتها الى قلب المجتمع الدولي يتوقف على تغيير تصرفها" .

 

واضاف شيراك : "ان لبنان يعرف انه يستطيع ان يعتمد على الدعم الكامل لفرنسا في مسيرة الاصلاحات الداخلية الصعبة والضروررية لاقامة دولة تتمتع بالسيادة والاستقلال والديموقراطية . ان انعقاد مؤتمر دولي في بيروت هذه السنة حول اعمال لبنان سيظهر مدى التزام الجميع بجانب لبنان" .

 

 وقد جاء كلام شيراك الواضح عن لبنان والذي حمل اكثر من تحذير لسورية في سياق ما توقعته ايلاف منذ صباح اليوم حول عدم تجاوب فرنسا مع أي محاولات لتخفيف الضغوط الراهنة على دمشق او القبول بأي تسوية في شأن طلب لجنة التحقيق الدولية الاستماع الى الرئيس السوري بشار الاسد، او ايجاد مخرج لهذا الطلب يتناسب مع طلب دمشق بمراعاة ما تصفه بالسيادة الوطنية وحصانة التي يتمتع بها رؤساء الدول. كما انها جاءت في سياق ما ابلغه نهار الاربعاء الماضي للرئيس المصري حسني مبارك وامس لوزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل من تمسك فرنسا بالتنفيذ التام للقرارات الدولية وانهاء أي تدخل سوري مباشر او عبر الحلفاء في الشؤون اللبنانية ومحاولة زعزعة عمل الحكومة والاوضاع الامنية .

 

وتناول ايضا في كلمته الوضع في الشرق الاوسط فقال ان "البحث عن السلام والعدالة يقود عملنا في هذه المنطقة حيث العنف ينشر مفاعيله الهادمة التي تؤدي الى عدم الاستقرار وصولا الى فرنسا وتشهد على ذلك الحقيقة المرة للارهاب ". اضاف ان "السنة الماضية احيت الامل بمبادرة من رئيس حكومة إسرائيل ارييل شارون فانسحبت اسرائيل من غزة . والصعوبات الراهنة يجب الا تنسينا ان حكومتين شجاعتين استطاعتا ان تظهرها قدرتهما على التوصل الى التسويات التي لا بد منها. وفي وقت قريب سيستطيع الشعبان الإسرائيلي والفلسطيني بفضل الانتخابات العامة ان يسمعا صوتيهما . وان التزام الاتحاد الاوروبي وخصوصا في غزة يستمد كل معناه من مساعدة الشعبين على ازالة المخاوف وعدم الفهم المتبادل لكي يستطيعا سلوك الطريق التي تؤدي الى قيام دولتين تعيشان جنبا الى جنب بسلام وبأمان، لان تفويت ههذ الفرصة لتحقيق السلام يعني فتح الطريق امام التدهور وتصاعد المواجهات" .

  وتابع الرئيس الفرنسي: "في الشرق الاوسط كما في كل مكان ما من حتمية للمواجهة . ان شعوب هذه المنطقة تصبو الى التعاون المتوازن مع بقية انحاء العالم ضمن احترام التاريخ والهوية الخاصة". وانتقل شيراك الى الحديث عن الوضع في العراق فاعتبر انه "رغم اعمال العنف نعبر عن الامل بان تستطيع الانتخابات الاخيرة ان تؤدي الى جمع العراقيين حول مشروع وطني" . وعبر عن دعم فرنسا مباردة الجامعة العربية لتنظيم مؤتمر للمصالحة الوطنية في بغداد . فالمنطقة بحاجة لعراق يتمتع بالسيادة والديموقراطية والاستقرار والوحدة .

وفي هذا الحفل تحدث السفير البابوي باسم اعضاء السلك الدبلوماسي داعيا الى محاربة الفقر وغياب العدالة والى تنظيم جهود التنمية الدولية ومساعدة الدول الغنية للفقيرة . واشاد باتفاق مواجهة موجات الهجرة الذي تم التوصل اليه خلال قمة برشلونة الاورو ـ متوسطية الاخيرة. وشدد على محاربة الارهاب وتجنب صدام الحضارات .

 

إنطلاق دورتي "إعداد المدربين" و "التثقيف السياسي"

tayyar.org 10 كانون الثاني 2006

  في إطار حملة إطلاق "حزب التيار الوطني الحر" وجعله مؤسسة سياسية، بدأت لجنة التثقيف السياسي دورتين، واحدة لإعداد المدربين والثانية للتثقيف السياسي. وتتركز الدروتان على مسلمات الحزب ومبادئ وأهداف الميثاق وكلمة الجنرال عون التاريخية، وأشار الدكتور بسام الهاشم رئيس لجنة التثقيف السياسي إلى أن الانتماء إلى حزب التيار الوطني الحر سيكون انطلاقاً من القناعة وليس من القسم، وعلى كل من يطمح إلى الالتزام والانتساب أن يتمكن من فهم أفكار الحزب الأساسية. كما أكد الدكتور بسام الهاشم على ضرورة مرور جميع ملتزمي التيار وخاصة الذين في موقع المسؤولية في دورة التثقيف السياسي حرصاً على تمتعهم بالسلوك المناسب ومعرفتهم الواسعة في مفاهيم الديمقراطية.  وبسبب ندرة المدربين بدأت لجنة التثقيف السياسي عملها بقبول مئة متطوع سوف يختار من بينهم أربعين يخضعون إلى دورة "إعداد مدربين" يعطيها المتخصص بالتدريب السيد مارك أسمر بمساعدة المسؤول عن محترفات التدريب في لجنة التثقيف في التيار الوطني الحر السيد وليد خوري. وبعد انتهاء الدورة وحصولهم على شهاداتهم سوف يبدأ الأربعون متطوع بتدريب رؤوساء اللجان في مختلف القرى اللبنانية على أنماط السلوك الديمقراطي.

 

عيد الأضحى

وطنية-10/1/2006 (سياسة) احتفل المسلمون بعيد الاضحى المبارك وعمت الصلوات في المساجد في مختلف المناطق اللبنانية، وألقيت الخطب التي شددت على تمتين الوحدة الوطنية وترسيخها والتوافق في القضايا المصيرية كافة، لمواجهة كل المخططات التي تستهدف النيل من لبنان.

 

المفتي قباني ام المصلين في المسجد العمري الكبير والقى خطبة عيد الاضحى لا احد يريد بالمقاومة شرا ولا يقبل بأية وصاية مطلقا وتحرير الارض واجب لا مبرر للجدل القائم وما من احد في لبنان يقبل عن ثوابته ووحدته بديلا

وطنية-10/1/2006 (سياسة) أم مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ الدكتور محمد رشيد قباني المصلين في صبيحة عيد الاضحى المبارك في المسجد العمري الكبير في وسط بيروت, بعد ان اصطحبه من منزل الافتاء ممثل رئيس مجلس الوزراء الوزير خالد قباني, والمدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء اشرف ريفي, وقائد شرطة بيروت العميد نبيل مرعي , الى المسجد العمري الكبير في موكب رسمي يتقدمه الدراجات النارية، وبعد وصول المفتي قباني وممثل رئيس الحكومة الى باحة المسجد, قدمت ثلة من قوى الامن الداخلي التشريفات على انغام النشيد الوطني. وحضر الى المسجد الرئيس رشيد الصلح، النائب الدكتور عمار الحوري، النائب السابق بهاء الدين عيتاني، رئيس بلدية بيروت المهندس عبد المنعم العريس، المدير العام لوزارة العدل عمر الناطور، رئيس اتحاد جمعيات عائلات بيروت رياض الحلبي، اعضاء المجلس الشرعي الاسلامي الاعلى وحشد من الشخصيات السياسية والاجتماعية والثقافية والتربوية والطبية والدينية والكشفية والرياضية وهيئات وجمعيات واحزاب اسلامية. خطبة العيد وبعد اداء صلاة العيد القى المفتي قباني الخطبة الآتية: الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر. الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر. الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر. الله أكبر كبيرا، والحمد لله كثيرا، وسبحان الله وبحمده بكرة وأصيلا.

الحمد لله الذي خلق السموات والأرض، وجعل الظلمات والنور، فالق الإصباح، وجعل الليل سكنا والشمس والقمر حسبانا، ذلك تقدير العزيز العليم، وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يتذكر أو أراد شكورا، وهو الله في السموات والأرض، يعلم سركم ونجواكم، ويعلم ما تكسبون، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له، وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله، صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. أما بعد أيها الإخوة المؤمنون: فإن كل عيد في الإسلام تسبقه عبادة عامة، وفريضة هي ركن من أركان الإسلام، والعيد في الإسلام هو الفرحة بإنجاز تلك العبادة والفريضة. فعيد الفطر تسبقه عبادة فريضة صوم شهر رمضان المبارك، وهي ركن من أركان الإسلام، وعيد الفطر هو الفرح بإنجاز عبادة الصوم.

وعيد الأضحى تسبقه عبادة فريضة الحج، وهي ركن من أركان الإسلام، وعيد الأضحى هو الفرح بإنجاز عبادة الحج. فالعيد إذن في الإسلام أيها الإخوة، هو إعلان الفرحة بإنجاز عبادة وطاعة لله؛ والمجتمع الصالح في الإسلام هو المجتمع العابد لله، المطيع له، إذ العبادة معناها الطاعة لله، والله تعالى أمرنا بها، وقال في القرآن الكريم: "وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون*ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون*إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين". والمجتمع الصالح أيها الإخوة: يعبد الله الذي شرع له الشرائع والأحكام، التي تدله على الخير، وتنهاه عن الشر، تأمره بالمعروف، وتنهاه عن المنكر، تحل له الطيبات، وتحرم عليه الخبائث، تأمره بالحق، وتنهاه عن الباطل، تأمره بالعدل، وتنهاه عن الظلم، تأمره بالإحسان وتنهاه عن الإساءة، فهو المجتمع الذي تسود طاعة الله في أرجائه، وحياة أبنائه، وتختفي معصية الله من سلوكهم وأفكارهم، والله تعالى يقول للناس في هذا المجتمع الصالح: "من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينهُ حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون".

إن غاية الإسلام أيها الإخوة، هي تربية الإنسان على طاعة الله، الذي يدل الإنسان على الخير، والعمل الطيب، ليكون عنصر خير في هذه الدنيا، ويكون مؤمنا مسلما عقله وقلبه لله، صادقا أمينا وفيا، معينا لإخوانه، ومتعاونا مع الناس، محبا لأهله وأولاده وللناس، محسنا إليهم، يؤثر غيره على نفسه، فلا يكذب، ولا يغش، ولا يسرق, ولا يخدع، ولا يخون ولا يفسد في الأرض، وهو مع ذلك كله موصول بالله، ولسان حاله يقول: "الله معي، الله ناظر إلي، الله شاهد علي".

وهو في كل ذلك أيضا، يرجو أن يكون من عباد الله الصالحين، الذين وصفهم الله تعالى ومدحهم في القرآن الكريم فقال: "وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا* وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما* والذين يبيتون لربهم سجدا وقياما* والذين يقولون ربنا اصرف عنا عذاب جهنم إن عذابها كان غراما* إنها ساءت مستقرا ومقاما * والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما * والذين لا يدعون مع الله إلها آخر* ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق * ولا يزنون * ومن يفعل ذلك يلق أثاما * يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا* إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئآتهم حسنات * وكان الله غفورا رحيما * ومن تاب فإنه يتوب إلى الله متابا".

والمقصد الأول في عبادة الحج أيها الإخوة، هو زيارة أول بيت بني لعبادة الله في الأرض، ألا وهو بيت الله الحرام، الذي نتوجه نحوه في صلواتنا كل يوم خمس مرات، وهو الكعبة المشرفة في مكة المكرمة، وفي ذلك يقول الله تعالى في القرآن الكريم: "إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين * فيه آيات بينات مقام إبراهيم * ومن دخله كان آمنا* ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا * ومن كفر فإن الله غني عن العالمين".

مجددا أيها الإخوة: يعود علينا عيد الأضحى هذا العام، وقد أحاط به إطار كثيف من الأحزان والآلام، أحزان اللبنانيين في مآسيهم، والدمع في مآقيهم، بقتل رجالاتهم، وتفجير سياراتهم ومواكبهم، بدأ بتفجير موكب الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وآلآم اللبنانيين من الأوضاع والظروف الخطيرة التي يمر بها وطنهم لبنان، وكأن حصاد الأيام السالفة قد بدأ، وحسابات الأخطاء المتراكمة قد آن وقتها، تطرق أبواب اللبنانيين صباح مساء، وتقض مضاجعهم بين آن وآن، حتى أصبحوا حيارى في التناقضات التي تغشى وطنهم، وتكاد تقضي عليه من جديد إذا لم يتعظوا، وتجعله في محصلة الصراعات الداخلية ضحية تناقضاتهم إن لم يعتبروا. أيها الإخوة المؤمنون:

ما من شيء أضر بوحدة لبنان واستقراره مما يحدث في هذه الأيام، إنكفاء عن المسئولية وتحمل تبعات الدولة وتسيير مصالح الناس، وانقسامات شتى، تضعف الجبهات الداخلية والتماسك الوطني، وتصريحات ومواقف متشنجة تباعد، وتجعل الوضع الداخلي أكثر احتداما واحتقانا، وهواجس وإشاعات تجتاح الساحات والبيوت الآمنة، تقعد الناس عن الاهتمام بشؤونهم، وتربك حياتهم، وتضرب استقرار البلد وسلامه وأمنه، والكل في حالة ترقب وانتظار، ولكن البلد ما عاد يتحمل الانتظار، والناس باتوا في لوعة وأسى وحزن ومرارة وحيرة من أمرهم، حتى ذهب هذا الليل الدامس الذي يلف حياتهم، ويقض مضاجعهم، بما كانوا يرتجونه من أمل، أو قبس من نور يضيء ظلمة الليل الطويل، أو يفتح أمامهم طريق الأمل والرجاء بغد أفضل ولو بعد حين، لذلك نحن نأمل أن يتوحد الجميع، ويتضامن الجميع، رحمة بالجميع، ومن أجل الجميع. ما بال أهل السياسة عن أمر الناس غائبون، وعن همومهم بعيدون، وفيما يكابدونه من حاجة وعوز وإقفال أبواب الرزق بوجههم غير مبالين، ما بالهم يأخذهم الجدل والنقاش والكلام غير المجدي، وهم عن الحوار والترفع عن المصالح الخاصة، وعن التحلي بروح التفاهم والتواضع معرضون، فالبلد لا يحتمل كبرياء في غير محله، ولا تعنتا في غير موضعه، ولا انكفاء لا حدود له أو أفق، ولا يجوز لنا أو لأي منا أن ينكفأ عن الآخر، فمشاكل الناس وشؤون الدولة لا تعالج بالانكفاء ولا بالابتعاد، ولا بوضع شروط وشروط مضادة، فلبنان هو بلد الوفاق، وبلد التآخي، وبلد الحوار، والحوار لا يكون إلا بالكلمة الطيبة، من أجل التفاهم والتضامن والتلاقي والوفاق.

ونحن في لبنان أيها الإخوة: إخوة متحابين، ليس بيننا عداء، ولا يجوز أن يكون بيننا عداء، عدونا واحد ومعروف هو إسرائيل، عدونا هو من يحتل أرضنا، ويقتل شعبنا، وينهب خيرات أمتنا، ويحاول زرع الشقاق فيما بيننا، ويبعثر صفوفنا، ويمزق وحدتنا، ويضمر الشر لنا، ويعمل على بذر بذور الفتنة في وطننا وبين أهلنا وأبنائنا، فهل نتركه يفعل فعلته؟ ونغفل عن نواياه ومقاصده؟ ونرتد على بعضنا البعض؟ بدل أن نمسك بأيدي بعضنا البعض، ما أرى لهذا الجدل القائم مبررا ولا لاستمراره سببا، وقد أعطي أكثر مما يستحق من حجم، وما عاد أمرا مستساغا ولا مقبولا، فلا أحد يريد بالمقاومة شرا، وهذا أمر مجمع عليه، ولا أحد يقبل بالوصاية، أية وصاية مطلقا، وهذا أمر لا جدال فيه، ولا أحد يختلف في اعتبار إسرائيل عدوا، وأن تحرير الأرض حق واجب، وسيستمر ما دام جزء من أرض لبنان محتلا، ولا أحد يرضى بطمس حقيقة اغتيال الرئيس الحريري وصحبه، وكشف الجهة التي تقف وراءها، وما من أحد في لبنان يقبل عن ثوابته، ومسلمات عيشه المشترك، وعن وحدته بديلا، أو يجد في غيرها خيارا، فلنلم إذن شعثنا، ولنجدد إيماننا، ولنفتح قلوبنا، ولننور عقولنا، ولنعد إلى رشدنا، ولنرحم شعبنا، ولندركْ أن الطريق الذي نسير فيه طريق شائك ومظلم، ولن يجر علينا إلا الندم. واللبنانيون في هذا الإعصار أيها الإخوة، الذي يضرب وطنهم لبنان، يصبحون كل يوم على أمر أليم قد حدث، ويمسون على أمر أمر منه يكاد يحدث، يثير فيهم الخوف والقلق والفزع. ولطالما عشنا وعاش اللبنانيون بوحدتهم على ألطاف الله في كل أمر جلل، حتى كشف الله عنهم الغمة، وأعانهم على تجاوز العقبات والملمات، وكما قال سيدنا ونبينا وشفيعنا محمد صلى الله عليه وسلم لابن عباس: "واعلم أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسرا". أيها الإخوة المؤمنون: إنتبهوا يرحمكم الله لما خلقتم له، ولا تغفلوا عنه، فإن الله لم يخلقكم في هذه الدنيا عبثا، وإنما خلقكم فيها لتعبدوه وتطيعوه وتوحدوه، وما رزقكم رزقه إلا لتستعينوا به على طاعته، وما خلق الدنيا إلا للزوال، وما جعلها إلا دار ابتلاء واختبار، كما قال في القرآن الكريم: "إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها* لنبلوكم أيكم أحسن عملا". فطهروا رحمكم الله سرائركم، من دنس المعاصي والتبعات، واعمروا ضمائركم بذكر يوم الحسرات، وأكثروا من ذكر الله عالم الخفيات، ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم، أولئك هم الفاسقون، جعلنا الله وإياكم ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، أولئك الذين هدى الله، فبهداهم اقتده.

أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم لي ولكم، وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون. ضريح الحريري وعقب الصلاة وخطبة العيد توجه مفتي الجمهورية والوزير قباني والحضور الى ضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري حيث قرأوا الفاتحة على روحه الطاهرة وارواح رفاقه. بعدها زار المفتي قباني مسجد محمد الامين ، مطلعا على الاعمال النهائية التي وصل اليها، و "فيه من روعة الفن الاسلامي المعماري والثريات المنورة والبناء الضخم المدهش من داخله اكثر من خارجه، مما يشد المرء في الدعوة الى الله ان ينور ضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري ونزله في جنات النعيم بما قام به الرئيس الشهيد ببناء هذا المسجد العظيم الذي يرفع اسم الله من فوق منائره الاربعة وصلوات المسلمين فيه". ثم غادر المفتي قباني و الوزير قباني في موكب واحد الى منزل الافتاء.

 

الشيخ عبد الامير قبلان ادى صلاة العيد في المجلس الشيعي الأعلى: حفظ لبنان يتحقق بحفظ اللبنانيين لبعضهم البعض والتعاون معا ندعو الى محاربة الارهابيين وعدم الانجرار في مؤامرة لضرب سوريا

وطنية- 10/1/2006 (سياسة) ادى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الإمام الشيخ عبد الأمير قبلان صلاة عيد الأضحى المبارك في قاعة الوحدة الوطنية في مقر المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، في حضور وزير الخارجية والمغتربين فوزي صلوخ، النائب عباس هاشم، وفد من قيادة حركة "امل" وحشد كبير من الشخصيات والفعاليات وعلماء دين ومواطنين.

والقى الشيخ قبلان خطبة العيد، وجاء فيها: "يوم عظيم في تاريخ أمتنا يستجيب فيه المسلمون المستطيعون لنداء ربهم ويتوافدون من مختلف أقطار الأرض ليجتمعوا في رحاب المشاعر المقدسة في منى، معاهدين ربهم على التوبة من كل الذنوب وتجديد الإيمان لله وحده، وتطهير النفوس من كل الرذائل ليكون الحج ولادة جديدة يخرج فيها الإنسان من كل ذنوبه ومعاصيه. ورمي الحجرات في منى تجسيد لرمي الإنسان لذنوبه وتطهير لنفسه من عبودية الأصنام والأشخاص، وهذا ما يحتاجه الإنسان في هذه المرحلة من حياة البشرية حيث طغت المادية على العلاقات الإنسانية وتحكم الشيطان في نفوس وعقول الكثيرين حتى باتت البشرية بحاجة الى حج يطهرها مما تتخبط فيه من مآزق ومعاص وذنوب.

أيها المسلمون، إن حجاج بيت الله الحرام يقدمون الهدي إمتثالا لشعيرة مباركة وإقتداء بتضحية إبراهيم الخليل وإبنه إسماعيل يوم إمتثلا لأمر ربهما، ففدى الله إسماعيل بكبش عظيم، فهذه التضحية الكبرى تستدعي منا أن نتأمل في معانيها فنسير على خطى الأنبياء مستلهمين منهم معاني الصبر والتضحية والإيثار، فنعتق أنفسنا من الشهوات ونقدم الغالي والنفيس قربة لله تعالى لتظل كلمة الله هي العليا ويبقى دينه بعيدا عن التحريف والتشويه. أيها الحاج المبارك تمثل بالأنبياء والأولياء والصالحين واجعل من هديك عهدا على إلتزام أوامر الله تعالى بالسير على نهج الأنبياء وأعلم أن الهدي والصدقة تدفعان البلاء وتزيلان الهموم وتزيدان في العمر، واجعل أيها الحاج من تقصيرك وحلقك إزالة وحلقا لكل الذنوب والأثام والأفكار الشيطانية.

أيها المسلمون إن يوم عيد الأضحى المبارك مناسبة لتجديد الإيمان وتأكيد معاني الإسلام، فالإسلام دين العدالة والإستقامة والمحبة، دين الإلتزام بالعمل الصالح وصلة القربى والتودد الى الناس والتواصل معهم. الإسلام يأمرنا بالمعروف ويدعونا الى التعاون على البر والتقوى وينهانا عن فعل المنكر والبغي. أيها المسلمون الإسلام دين القيم، وتعاليمه ترفد الإنسانية بالفضائل والمعاني الإنسانية السامية والأخلاق النبيلة، فانتهزوا هذا اليوم المبارك للتواصل والتراحم مع الآخرين، وتأكيد رسالة الإسلام التي تنبذ كل عمل إرهابي وتدين كل إعتداء وتتبرأ من كل جرم ينتهك حرمة الآخرين. فالإسلام براء من أعمال الإرهابيين في العراق وغيره. وهو يحتم على المسلمين التبرؤ من هؤلاء المجرمين الذين يشوهون سمعة الإسلام ويسيئون الى صورة المسلمين. ونحن إذ نجدد دعمنا لجلالة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وإخوانه في حربه ضد الإرهابيين وإجتثاث جذور الإرهاب، وندعو علماء الدين الى محاربة الإرهابيين والتبرؤ من كل فكر تكفيري.

إننا أيها الأخوة بأمس الحاجة في هذه الأيام الى تجسيد إسلامنا فعلا وقولا بالتعاون والتضامن لمواجهة الحملات والمشاريع التي تستهدف المسلمين في حاضرهم ومستقبلهم. وهنا ننوه بالحركة الدبلوماسية النشطة التي يقوم بها الرؤساء العرب ونأمل أن تؤدي الى تعاون وثيق يدرأ الأخطار المحدقة بأمتنا الإسلامية والعربية، فلا يجوز أن تستفرد دولة عربية او إسلامية، فتترك لمصيرها فيما تقف دول أخرى موقف المتفرج وغير المبالي، لأن إستهداف سوريا هو إستهداف للجميع، والوقوف الى جانب سوريا هو وقوف الى جانب الحق العربي في إستعادة الحقوق العربية المسلوبة في فلسطين والجولان ومزارع شبعا. وكما ندين الضغوط الدولية على الجمهورية الإسلامية الإيرانية الهادفة الى منعها من الحصول على حقها في امتلاك الطاقة النووية للأغراض السلمية، فانا نستغرب التغاضي عن امتلاك إسرائيل لترسانة نووية تهدد العالم بالخراب والدمار. ونحن إذ نشيد بالمواقف الحكيمة لجلالة الملك خادم الحرمين الشريفين عبد الله بن عبد العزيز وسيادة الرئيس حسني مبارك ونبارك تحركاتهما، فإننا نقدر الجهود المبذولة للحؤول دون إدخال المنطقة العربية في دائرة المجهول. أيها الأخوة وفي هذه الأيام المباركة التي يعبر فيها المسلمون في حجهم عن تضامنهم ووحدتهم، فإننا ندعو العرب والمسلمين الى تحمل مسؤولياتهم في نصرة شعب فلسطين والدفاع عن الأقصى المبارك الذي يمثل عنوانا للسلام، ومعلما حضاريا إنسانيا، فلا يجوز بأي شكل من الأشكال السماح للعصابات الصهيونية المتطرفة أن تعيث خرابا بهذا المعلم المقدس تحت عناوين واهية وكاذبة، فالقدس تستصرخ ضمائر المسلمين والمسيحيين لمنع تهويدها.

ويجب أن لا ننسى معاناة أهلنا في العراق الذين إنتصروا بوحدتهم وإنجازهم للانتخابات النيابية على مشاريع الإحتلال متحدين الفكر الشيطاني الذي يحمله الإرهابيون، وندعوهم الى تحصين وحدتهم الوطنية وتعزيزها والإمتثال الى دعوة المرجع الديني الإمام السيد علي السيستاني بتشكيل حكومة وحدة وطنية تمثل مختلف شرائح الشعب العراقي. أيها الأخوة إن وطننا يشكو من حالة قلق وإضطراب خطيرة نتيجة الخطابات السياسية المتشنجة والمواقف غير المسؤولة التي تعبر عن عدم وعي لدى أصحابها لخطورة المرحلة. فما يجري خطير جدا وينبغي التعاطي معه بروح المسؤولية الوطنية التي تحفظ لبنان، وهنا أدعو العقلاء في لبنان الى تحمل مسؤولياتهم الوطنية بوصفهم أهل الحكمة والمشورة والحل والعقد، ونطالبهم بلجم من يأخذهم الغرور والشطط فيعيدونهم الى عقلانيتهم ووعيهم وصوابهم لإتخاذ المواقف العاقلة التي تهدئ النفوس وتعيد تجميع اللبنانيين على ثوابتهم الوطنية، وفي طليعة هذه الثوابت إلتفاف اللبنانيين حول خيار المقاومة التي وحدت اللبنانيين تحت لوائها وأبعدت الأخطار عن لبنان بعد أن حررت الأرض ودحرت المحتل.إن المقاومة وسلاحها حاجة وطنية لم ينته دورها بعد، لأنها تمثل ضمانة لتحرير الأرض وإستعادة الأسرى، وهي الذراع القوي الذي يحمي لبنان ويذود عنه الأخطار. أيها الأخوة إن وطننا يستصرخ ضمائرنا أن نحميه بتشاورنا وتعاوننا وتفاهمنا، فحفظ لبنان يتحقق بحفظ اللبنانيين لبعضهم والتعاون معا لمواجهة المعضلات الإقتصادية والإجتماعية والمعيشية والأمنية، فاللبنانيون محكومون بالعيش معا والإنصهار معا في بوتقة الوحدة الوطنية التي تستوعب الجميع، لذلك أطالب الجميع مسلمين ومسيحيين أن يتفاهموا ويتحاوروا بهدوء وروية بعيدا عن الشطط والتهور.

نحن بأمس الحاجة الى جمع الكلمة ولم الشمل ورأب الصدع وإستبعاد شبح الفتنة التي تطل برأسها من جديد، فلبنان لا يستعيد عافيته وإستقراره إلا بعودة اللبنانيين الى طاولة الحوار والتشاور بعيدا عن منطق العصبية والتشنج والإنفعالية. إن تعاون اللبنانيين وتوافقهم يوصد باب التدخلات الأجنبية في شؤون لبنان الداخلية ويخرج لبنان من دائرة الوصاية الأجنبية، فلبنان بلغ سن الرشد وهو يرفض أي وصاية أجنبية تخرجه عن محيطه العربي والإسلامي. إن لبنان أصيب بزلزال كبير بفعل جريمة إغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري والجرائم التي تلتها، فالجميع خسروا الرئيس الحريري لما مثله من قيمة وطنية وعربية وإسلامية، ومقتضى الوفاء لهذا الرجل الكبير يحتم علينا أن نعمل متعاونين لكشف الحقيقة ودعم التحقيق لجلاء كل الملابسات، فهذه الجريمة النكراء أصابت لبنان والعالمين العربي والإسلامي في الصميم، ويجب بذل الجهود وتقديم المساعدة للقضاء الوطني ولجنة التحقيق الدولية لكشف الحقيقة المرتكزة الى الإثباتات والوثائق والأدلة الواضحة. ومقتضى الوفاء للرئيس الشهيد رفيق الحريري أن لا تستغل دماؤه فتكون جسر عبور لضرب سوريا لأن إستهداف سوريا هو إستهداف للبنان وإستهداف لبنان هو إستهداف لسوريا، لذلك ندعو اللبنانيين الى عدم الإنجرار في مؤامرة ضرب سوريا وعدم الخروج عن محيطنا العربي لأن من يخرج عن محيطه وعن بني جلدته وقومه يصبح عاريا، وليعلم الجميع أن سوريا ليست عدوا للبنان وإسرائيل فقط هي العدو المتربص بالشر ضد لبنان وسوريا والأمة العربية والإسلامية.

وليستحضر الجميع تاريخ لبنان والمنطقة الذي لطخته يد الإجرام الإسرائيلية بإرهابها ومجازرها وعدوانها ولا يتنكر أحد لتضحيات سوريا التي وقفت مع لبنان لتحرير الأرض وقيام مشروع الدولة الحاضنة للجميع". من جهة ثانية، اعتذر الشيخ قبلان عن تقبل التهاني بالعيد حدادا على أرواح الشهداء في لبنان والعراق وفلسطين.

 

البطريرك صفير التقى سفراء مالطا وايطاليا وفرنسا وشخصيات ووفودا

وطنية - بكركي - 10/1/2006 (سياسة) استقبل البطريرك الماروني مار نصر الله بطرس صفير، قبل ظهر اليوم في بكركي، على التوالي: سفراء مالطا وايطاليا وفرنسا: بيتر توكيدو، فرانكو مستريتا، برنارد ايمييه، النائب عبد الله حنا. وعرض معهم الاوضاع العامة والمستجدات المحلية والاقليمية والدولية واستقبل البطريرك صفير وفدا من جميعة تجار جونيه وكسروان - الفتوح برئاسة رئيس الجمعية جاك حكيم، الذي اشار الى "ان الزيارة هي للمعايدة"، واثنى على "ماورد في عظة البطريرك صفير يوم الاحد الفائت والتي تناولت الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية في البلاد". واثار الوفد موضوع التعويضات عن الاضرار التي اصابت المراكز التجارية في جونيه والكسليك والتأخير الحاصل في صرف التعويضات المخصصة لهم. ثم التقى البطريرك صفير رئيس بلدية نهر ابراهيم المهندس جورج غانم على رأس وفد من اعضاء المجلس البلدي حيث قدم له التهاني بالاعياد. وكانت مناسبة لعرض اهم التوجهات الانمائية للبلدية وخصوصا في ما يعود للنهضة في وادي نهر ابراهيم التاريخي والاثري كما قدم الوفد لوحتين مائتين عن اهم الاثار الموجودة على ضفتي النهر مجددين له الثقة بمواقفه الرعوية والوطنية". ومن زوار بكركي ايضا الشيخ سعدون حمادة، فالشيخ رشيد الضاهر وشقيقه، اللواء المتقاعد فؤاد مالك والمحامي هادي سعيد، ثم وفدا من عائلة النحات الراحل الفرد بصوص شكره على مواساته لهم بفقيدهم، وكانت مناسبة قدم فيها الوفد الى البطريرك ثلاثة كتب تبرز اعمال البصابصة الثلاثة وتاريخهم الفني

 

حزب الوطنيين الاحرار استنكر حادثة اطلاق النار في الناعمة وطالب بسحب جميع الاسلحة غير الشرعية وانهاء الفلتان الامني

وطنية - 10/1/2006 (سياسة) عقدت مفوضية الشوف في حزب الوطنيين الاحرار اجتماعا طارئا برئاسة مفوض الشوف وعضو المجلس الاعلى في الحزب الاستاذ كميل دوري شمعون، لبحث الحادث الفتنة الذي وقع في بلدة الناعمة وحارة الناعمة. واثر انتهاء الاجتماع صدر البيان الاتي:"ان الحادث الفتنة الذي وقع في بلدة الناعمة وحارة الناعمة وتسبب باصابة شرطيين من بلدية الناعمة وحارة الناعمة من جراء اطلاق النار من قبل عناصر فلسطينية في البلدة، يؤكد على صحة وجهة نظرنا بضرورة سحب جميع الاسلحة غير الشرعية من المنظمات الفلسطينية وغيرها، وحتمية انهاء الفلتان المسلح الذي يتحكم بأمن الوطن والمواطنين، وذلك من خلال بسط سلطة القانون على كافة الاراضي اللبنانية بواسطة القوى الشرعية من دون سواها". اضاف:"اننا ندين ونستنكر هذا الحادث ونعتبره تعديا صارخا وانتهاكا فاضحا لحرمة الوطن والمواطن، ونتمنى للجرحى الشفاء العاجل وندعو اهلنا في الناعمة وحارة الناعمة الى التحلي بالمسؤولية والحكمة لتفويت الفرصة على اعداء لبنان الذين يسعون الى الفتنة وتخريب السلم الاهلي ومحاولة العودة بنا الى اجواء عام 1975".

 

الشيخ قيس رد على تصريح الشيخ شجاع حول صفة المرجع الروحي لخلوات البياضة

وطنية - 10/1/2006 (سياسة) رد الشيخ غالب قيس أحد أركان مشايخ البياضة على تصريح الشيخ فندي شجاع، فوافقه الرأي على " رفض إستهداف أي شخص بالاغتيال كبيرا كان، أم عاديا، ولأي طائفة، أو بلد، أو حزب انتمى ". وقال:" نوافق الشيخ شجاع على الدعوة الى وحدة الصف وصحة الولاء للوطن، وإنتقده على ما تبقى من تذكيره الغير بأننا لسنا مكسر عصا لأحد، ورفض نعتنا بالأقلية، مما قد يفسر تهديدا لمن وجه إليهم هذا التذكير، فإننا نرى أن هذا مما لا حاجة لنا به، وقد يدخلنا في مضايقات وعداوات ومجابهات قد لا تستثني أحدا، وكم كنا نتمنى لو إقتصر التصريح على الايجابيات ". اضاف:" الاهم والاخطر والاغرب أن تعطي وسائل الاعلام لصاحب التصريح صفة المرجع الروحي الاعلى لخلوات البياضة، تلقاء منها أو حتى بطلب منه، كما صرح أحد مراسلي وسيلة إعلامية مرئية. ردا على كل ذلك، نريد أن نذكر وسائل الاعلام بان هذه الصفة غير دقيقة وبعيدة عن الواقع، وليس كل من إرتدى اللباس التوحيدي يعطى صفة مشايخ البياضة، الأمر الذي درجت عليه بعض وسائل الاعلام من قبل، مما آثار إعتراض وإستنكار الكثيرين". وشدد على أنه "لا يجوز لأحد إيقاع مشايخ البياضة في مستنقعات السياسة من خلال التصريح بإسمهم، وبدون علمهم، وكل تصريح من هذا النوع يلزم صاحبه فقط تحمل ما ينتج عنه من أضرارٍ معنوية وشخصية".

 

مظلة دولية للبنان الجديد ولا عودة الى الوراء 

الثلائاء 10 يناير -ايلاف

إيلي الحاج من بيروت: تُجمع الدبلوماسية الغربية على أن لبنان يمر حاليا بمرحلة صعبة ودقيقة جدا، وان التفجيرات والاغتيالات لن تتوقف عند اغتيال النائب والصحافي جبران تويني لأن هذه البلاد واقعة ضمن صراع حقيقي بين مجموعة من الدول الكبرى والمؤثرة، الاجنبية والعربية، ولا سيما نظام الرئيس السوري بشار الاسد الراغب في الافلات بأي ثمن من التحقيق الدولي في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، وخصوصا ان هذا التحقيق يقترب من ادانة النظام في هذه الجريمة الارهابية. لكن المصادر الدبلوماسية تؤكد في الوقت نفسه ان مصير لبنان ليس مهددا، وان مستقبله ليس في خطر بل انه يتمتع بحماية عربية - دولية لا سابق لها منذ اندلاع الحرب فيه عام 1975، لا بل منذ استقلاله.

 ويحاولون المسؤولون في النظام السوري ، وفقا لهذه المصادر، اعطاء انطباع أنهم يستطيعون ان يفعلوا ما يشاؤون في لبنان، وانهم قادرون على ممارسة مختلف انواع الضغوط على اللبنانيين من دون ان يواجهوا اي عقاب او اي رادع دولي حقيقي. كما ان جهات سورية أبلغت اخيرا حلفاء لها في لبنان وقادة منظمات فلسطينية ان "الضغوط الدولية ستخف تدريجا على دمشق" وان النفوذ السوري سيعود الى لبنان وان نظام الاسد قادر على قلب المعادلات وموازين القوى في هذه البلاد "في الوقت الملائم" وانه سيضع عندذلك الدول الكبرى والاطراف العرب والاقليميين امام "هذا الامر الواقع" اذا لم يتم التوصل الى تفاهمات مع البعض منها.

وقد تلقت دول غربية بارزة معلومات في هذا الشأن من سفاراتها في المنطقة، لكن الحقيقة غير ذلك تماما، وفقاً لما ورد في تقريردبلوماسي غربي، أوردته "النشرة" اللبنانية ، وهي نشرة متخصصة توزع على عدد محدود من مشتركيها في لبنان والعالم. ويورد التقرير أن هناك تفاهما واضحا ومحددا بين الولايات وفرنسا وبريطانيا وسائر الدول الاوروبية والصناعية الكبرى، مدعوما من مختلف الدول العربية المعنية بالامر، على المسائل الاساسية الآتية:

- اولا: لا مجال لإقامة اي نوع من العلاقات الجيدة والطبيعية بين أميركا والدول الاوروبية من جهة ونظام الرئيس بشار الاسد من جهة اخرى، او لتخفيف الضغوط المتنوعة عليه، سواء في هذه المرحلة أو في المرحلة المقبلة، لأن التحقيق الدولي في جريمة اغتيال الحريري يجب ان يستمر الى النهاية وان تتحقق المحاسبة وينزل العقاب بجميع المسؤولين المتورطين في هذا العمل الارهابي ایا یكونوا. يبرر هذا التوجه ويدعمه ان معلومات هذه الدول تؤكد ان المسؤولية عن اغتيال الحريري مشتركة بين مسؤولين في سورية ولبنان ، وأنها معقدة شاركت فيها مجموعة كبيرة من الامنيين وغير الامنيين. ولن تعقد اي دولة كبرى صفقة مع دمشق تقفل هذا التحقيق الدولي وتتجاوزه، لأن ذلك سيعطي الضوء الاخضر لجهات في المنطقة من أجل مواصلة اعتماد الارهاب في معالجة الامور، ولأن ذلك سيشكل ضربة كبيرة لمجلس الامن الدولي المشرف على التحقيق الدولي.

- ثانيا: ان العلاقات الأميركية- السورية والاوروبية - السوریة مرشحة لمزيد من التدهور، وقد تصل الى حد المواجهة المتعددة الجانب لأسباب عدة. فعند اكتمال التحقيقات ستتم احالة عدد من المسؤولين الامنيين السوريين، اضافة الى زملائهم اللبنانيين على محاكمة دولية، مما سيشكل ادانة للنظام السوري ككل، اذ ان هؤلاء لم يتصرفوا من تلقائهم، وفقا لتقدير الجهات الدولية المعنية. وستشكل المحاكمة والقرار الظني الذي يسبقها فرصة لكشف المزيد من الأدلة والمعلومات عن خفايا هذه الجريمة، وليس ممكنا السكوت دوليا حينذاك عن هذا الامر بل لا بد ان ينعكس ذلك كله سلبا على العلاقات مع دمشق. واذا ما رفض النظام السوري التعاون الكامل مع التحقيق الدولي وتسليم المطلوبين إلى المحاكمة، فسيجد مجلس الامن نفسه مضطرا الى اتخاذ اجراءات وعقوبات قاسية عدة ومختلفة ضد هذا النظام تزید من محاصرته وعزلته.

وحتى قبل الوصول الى هذه المرحلة، اذا ما رفضت دمشق السماح للمحققين الدوليين باستجواب بعض أركان النظام الاساسيين أمثال آصف شوكت او ماهر الاسد، او اذا ما رفض الرئيس بشار الاسد استقبال رئيس لجنة التحقيق الدولية الراغب في معرفة حقيقة ما جرى بينه وبين الحريري يوم ٢٦ آب ٢٠٠٤ في شأن التمديد للرئيس اميل لحود وفي معرفة امور اخرى، او اذا ما رفضت السلطات السورية توقيف اي من المشتبه فيهم او تهربت من التعاون "الكامل وغير المشروط" مع المحققين الدوليين وفقا لما ينص عليه قرارا مجلس الامن ١٦٣٦ و ١٦٤٤ ، فإن مجلس الامن لن یسكت، بل سيكون له

رد فعل قاس على هذه التصرفات، كما ان الدول الكبرى ستلجأ الى اتخاذ اجراءات اضافية ضد النظام السوري. علماً أنه ليس ممكنا اطلاقا تجاهل او تجاوز حقيقة انه لم یسبق في تاریخ الشرق الاوسط الحدیث ان اصدر مجلس الامن الدولي قرارین استنادا الى الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة يتضمنان اتهامات لمسؤولين امنيين بارزين في دولة عربية بالتورط في اغتيال شخصية سياسية عربية كبرى كما فعل باصداره القرارين ١٦٣٦ و ١٦٤٤ اللذين يتهمان مسؤولين امنيين سوريين ولبنانيين، استنادا الى التحقيق الدولي، بالتورط في اغتيال الحريري.

وليس ممكنا التراجع عن مثل الموقف الدولي الحازم.

- ثالثا: هناك اتفاق دولي عربي واسع النطاق على تثبيت استقلال لبنان وسيادته ضمن حدوده الدولية المعترف بها ومنع العودة الى الوراء، اي السماح بخضوع هذه البلاد مجددا للهيمنة السوریة، ایا یكن مسار الاوضاع فيها. وقد أكدت المصادر انه تبين من الاتصالات التي جرت مع عدد كبير من الدول العربية أن ما من دولة عربية تؤيد عودة القوات السورية او النفوذ السوري مجددا الى لبنان وجعله امتدادا للساحة السورية. وأوضحت هذه المصادر ان معلومات الدول العربية والاجنبية المهتمة بالشأن اللبناني تؤكد ان اللبنانيين بغالبيتهم الساحقة ومن مختلف الطوائف وبلا استثناء، متمسكون باستقلال بلادهم ويعارضون عودة العلاقات مع سورية الى ما كانت قبل انسحاب جيشها من لبنان.

وبالتحديد تدعم الدول العربية والاجنبية المعنية بالامر مطالب الحكومة اللبنانية بضرورة ترسيم الحدود اللبنانية السورية، وأن تشمل هذه العملية مزارع شبعا، رسميا ونهائيا، كماتدعم اقامة علاقات دبلوماسية كاملة بين دمشق وبيروت، وتؤيد اشراف الامم المتحدة على تحقيق هذه الخطوات.

- رابعا: يشمل هذا التفاهم الدولي "أسوأ" الاحتمالات والسيناريوات. فاذا ما حاولت القيادة السوریة، لسبب او آخر، اعادة قواتها العسكریة والامنية الى لبنان عنوة وبقرار ذاتي منها، سواء تحت غطاء تلبية دعوة بعض الاطراف اللبنانيين المرتبطين بها او تحت غطاء حمایة أمنها القومي، فإن ذلك سيشكل غزوا خارجيا مباشرا لدولة عربية مستقلة معترف بها دوليا وعربيا. ومثل هذا الاحتمال، في حال حدوثه، سيدفع مجلس الامن الى التعامل معه كما تعامل مع احتلال العراق للكویت صيف ١٩٩٠ ، اي ان المجلس سيبدأ بتوجيه انذار رسمي دولي الى النظام السوري يطلب فيه سحب قواته فورا من لبنان. واذا ما رفض الانصياع للانذار، فسيعطي مجلس الامن شرعية لاستخدام مختلف الاجراءات والوسائل المنصوص عليها في ميثاق الامم المتحدة لتحرير لبنان من الغزو، في حال حدوثه، بما في ذلك القوة العسكرية. ويمكن في اطار هذا الاحتمال ارسال قوات دولية الى لبنان بقرار من مجلس الامن لحماية لبنان من اي تدخل عسكري سوري في شؤونه.

لكن التقرير أكد نقلاً عن مصادر دبلوماسية مطلعة أن أميركا وفرنسا وبریطانيا لا تملك فعلا أي معلومات عن وجود تفكير لدى القيادة السوریة بالدخول عسكریا من جديد الى لبنان بقرار ذاتي منها. لكن هذا لا یمنع التحسب لمختلف الاحتمالات وإن لم تكن مرجحة في هذه المرحلة.