المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم الإثنين 2/1/2005

لَيِسَ ثَمَةَ نِظَامٍ مَقبولٍ خَارِجَ القَانُونِ (أرسطو)

 

البعث يطرد خدام وبعبدا يتهمه بتحريف الحقائق وباريس لم تجر أي اتصال بنائب الرئيس

المستقبل - الاثنين 2 كانون الثاني 2006 -

لا تزال تداعيات الكلام المزلزل والمدوي الذي اطلقه نائب رئيس الجمهورية السوري السابق عبد الحليم خدام في مقابلته مع محطة "العربية" الفضائية، تتردد على أكثر من صعيد، طاغية على ما عداها من مواضيع.

وعلى الرغم من دخول البلاد عطلة عيد رأس السنة، الذي غابت عن احتفالاته مظاهر الفرح والبهجة بسبب استمرار مسلسل القتل والاغتيالات. إلا ان الحقائق التي كشفها خدام والتي أكد فيها تعرض الرئيس الشهيد رفيق الحريري لتهديدات مباشرة من قبل الرئيس السوري بشار الاسد، ظلت حاضرة وأرخت بظلالها على الوضع السياسي العام. ورأى وزير الاتصالات مروان حمادة "ان سوريا ستواصل محاولاتها لزعزعة استقرار لبنان بشراسة اكثر بعد القنبلة التي فجرتها تصريحات خدام"، لافتا الى ان "الرد السوري كان قد بدأ منذ صدور القرار 1636".

في المقابل، واصلت الأجهزة السياسية السورية حملة تخوين خدام، حيث قرر حزب "البعث" طرده من صفوفه "باعتباره خائنا للحزب والوطن وخارجا على مبادئه وقيمه وتقاليده". بينما انضم مكتب الاعلام في قصر بعبدا إلى هذه الحملة. واتهم خدام بأنه "تعمد تحريف الوقائع"، معتبرا "ان حديثه التلفزيوني جاء ملتبسا في الزمان والمكان". ونفى ان يكون رئيس الجمهورية اميل لحود قد شن حملات تحريض على الرئيس الشهيد.

هذا الأمر استدعى رداً من المكتب الاعلامي لرئيس كتلة "المستقبل" النيابية النائب سعد الحريري الذي أعرب عن الأسف الشديد ازاء زجّ رئيس الجمهورية في لبنان الرئاسة في مسائل تسيء إليها وإلى صدقيتها بمثل ما تسيء إلى اللبنانيين. ورأى البيان ان رئيس الجمهورية يقوم بوظيفة إعلامية لمصلحة طرف اقليمي. ووصف البيان تصريحات خدام بـ"شهادة تاريخية هي في مصلحة لبنان ومصلحة الحقيقة التي يدافع عنها اللبنانيون جميعاً". جاء ذلك، في وقت أكد مصدر دبلوماسي "ان وزارة الخارجية الفرنسية لم تجر اي اتصال مع خدام، الذي يقوم بزيارة خاصة لفرنسا". وقال المصدر لوكالة "فرانس برس": "ان الدبلوماسية الفرنسية علمت من انباء صحافية ان خدام يقيم منذ شهر حزيران في باريس".

وتوقع وزير الاتصالات مروان حمادة "ان تزيد المحاولات السورية لزعزعة استقرار لبنان استعارا وربما شراسة مع هذه القنبلة، لان الشاهد من أهل البيت وهو قد وصف بدقة ما كنا قلناه للمحققين الدوليين حول اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري". وأشار في حديث الى محطة "الحرة" الاميركية "ان الرد السوري (اثر هذه التصريحات) قد بدا قبل ذلك، ومنذ صدور القرار 1636 عن طريق مبادرات عديدة لم يكن أولها محاولات التفجير في الجنوب. ولن يكون آخرها محاولة تفكيك الحكومة اللبنانية بإعتكاف بعض الوزراء القريبين من سوريا".

بيان الحريري/ صدر عن المكتب الاعلامي لرئيس كتلة "المستقبل" النيابية النائب سعد رفيق الحريري البيان الآتي:"لا يستطيع أي لبناني إلا أن يشعر بالأسف الشديد وهو يستمع إلى البيانات المتتالية التي تصدر عن رئاسة الجمهورية، ويتفاقم هذا الأسف عندما يزجّ رئيس الجمهورية في لبنان الرئاسة في مسائل تسيء إليها وإلى صدقيتها بمثل ما تسيء إلى اللبنانيين عموماً، الذين يتوقعون من رئيس الجمهورية أن يكون في مستوى الموقع الذي يحتله.وبمجرّد ان يتحوّل رئيس جمهورية لبنان في هذه اللحظة بالذات إلى أداة إعلامية لا وظيفة لها سوى تنظيم الردود من هنا وهناك، تصبح الإساءة مضاعفة عندما يشعر أي لبناني بأن رئيس الجمهورية يقوم بوظيفة إعلامية لمصلحة طرف اقليمي وينضم إلى جوقة الردود التي استهدفت خلال الساعات الماضية نائب الرئيس السوري السابق السيد عبدالحليم خدام الذي أدلى بشهادة تاريخية هي في مصلحة لبنان ومصلحة الحقيقة التي يدافع عنها اللبنانيون جميعاً. ليس مستغرباً على رئيس الجمهورية الذي افتتح عهده بمخالفة دستورية عبر تزوير المادة 53 من الدستور ومدّد له بانتهاك الدستور وخلافاً لارادة اللبنانيين، أن يختتم عهده بتلفيق كلّ الحقائق التاريخية والدستورية المتعلقة بالرئيس الشهيد رفيق الحريري. إن المكتب الإعلامي للنائب الحريري يذكر الرئيس اميل لحود بأن الرئيس الشهيد رفيق الحريري رفض تشكيل الحكومة الأولى في عهده المشؤوم لكي لا يشارك في هرطقة دستورية هدفها إضعاف موقع رئاسة الحكومة وتجاوز اتفاق الطائف وارتكاب البدع القانونية التي لا تمت إلى الدستورة بصلة والتي يعرف اللبنانيون بأيّ أقبية سوداء حبكت.

وعلى أي حال، فإن التاريخ كفيل بأن يكشف لوائح المحرضين على اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري والذين يعرفهم اللبنانيون جيداً، سواء كانوا في مواقع المسؤولية أو كانوا أبواقاً إعلامية لأسيادهم في الداخل والخارج. وكما أنصف التاريخ الرئيس الشهيد على لسان المقاومة ورموزها، يعرف كيف ينصف دور هذا الرجل التاريخي في توفير الغطاء الدولي للمقاومة في لبنان.

ان تاريخ الشهيد رفيق الحريري لا يحتاج لأي شهادة من أي حفنة لا دور لها في حماية استقلال لبنان وتحرير أراضيه سوى العمل لتثبيت مواقعها في السلطة حتى ولو كان على حساب الدستور ورغماً عن ارادة اللبنانيين جميعاً، فهكذا وصلوا إلى السلطة عام 1998 وهكذا جرى التمديد لهم في العام 2004، وهم للأسف الشديد لا يزالون يسيرون على نفس الخطى التي جعلت من مجلس النواب اللبناني أداة طيّعة في يد النظام الأمني في وقت من الأوقات.ولا يسع المكتب الاعلامي للنائب الحريري أخيراً، إلا ان ينبّه كل الحرصاء على هيبة الرئاسة ودورها ومكانتها إلى وجوب تقديم النصح لمن يحتاج لمثل هذا النصح وألا تتحول رئاسة الجمهورية في لبنان صوتاً ينضم إلى فرق الردح والقدح التي استمعنا إليها خلال الـ24 ساعة الماضية من خلال مجلس الشعب السوري".

خدام/ وكانت محطة "العربية" واصلت امس، بث مقتطفات جديدة من مقابلة خدام، الذي رأى "ان السيناريو العراقي، في اشارة الى الحرب الاميركية في العراق، غير وارد اطلاقا في سوريا". وفيما اعتبر ان الولايات المتحدة "لن تستخدم القوة العسكرية ضد سوريا". لفت الى ان "حالة الضغوط النفسية والسياسية حالة معيقة للبلاد ومقلقة، لان سوريا تعيش في وضع لم تره منذ الاستقلال". واكد "ان سوريا تعيش اليوم في عزلة عربية وعزلة دولية وتهديدات مستمرة، وهذا يشكل قلقا كبيرا عند المواطن السوري".

اضاف: "لا يجب ان نرتكب خطيئة صدام حسين الذي اغلق اذنيه وعقله عن نداء المعارضة العراقية للحوار، فماذا كانت النتيجة ؟ (..). امر لم يكن احد يتوقعه وهو ان المعارضة العراقية والتي هي حليفة لسوريا وايران شكلت الغطاء السياسي للحرب الاميركية على العراق".

وتابع: "علينا الا نترك مبررا لاي مواطن سوري في ان ينزلق خارج مصلحة الوطن، من دون ان اقول ان سوريين سيتعاملون مع الاميركيين".

وتساءل: "عندما نرى عشرات السوريين ممنوع عليهم العودة الى سوريا واذا عادوا سيدخلون السجن، الا يغذي هذا الامر الاحقاد؟"، مجددا التأكيد "ان البلد اهم من النظام". "البعث" واستكمالا للحملة الرسمية السورية على خدام، قررت القيادة القومية لحزب "البعث" الحاكم طرد نائب الرئيس السوري السابق. وأشارت في بيان اصدرته الى ان "افتراءاته وتلفيقاته تشكل تنكرا واضحا وفاضحا للتقاليد والقيم الوطنية والقومية". وأكد البيان "ان خدام خان الحزب والوطن والامة، متهما اياها بأنه "اختار بخطوته الخيانية ان يقدم خدمة رخيصة مدفوعة الثمن لأولئك الذين جندوا انفسهم وقواهم للصق تهمة اغتيال الحريري (الرئيس الشهيد) بسوريا فى محاولة يائسة منه لانقاذ تقريري ميليس (القاضي الالماني ديتليف) واعطائهما جرعة انعاشية لتصعيد الضغوط على سورية بتقديمه شهادة زائفة وملفقة".

بعبدا/ وامس، انضم مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية إلى الحملة السورية. واتهم خدام بانه "تعمد تحريف العديد من الوقائع في ما خص مواقف رئيس الجمهورية العماد اميل لحود حيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري. وذلك خدمة لاهداف ارتضى السيد خدام العمل لتحقيقها لأسباب معروفة تؤكدها طبيعية المعلومات والمعطيات التي ضخها عبر حديثه التلفزيوني". وأكد في بيان اصدره "ان رئيس الجمهورية لم يمارس اي ضغط على الرئيس الشهيد، وهو ليس من هواة التحريض ولا هو بحاجة الى مثل هذه الاساليب". كما حمل خدام "مسؤولية اتخاذ القرار بارسال الجيش اللبناني الى الجنوب من دون علم الرئيس حافظ الاسد".

ولفت الى ان "الرئيس لحود بادر فور معرفته بأمر سحب العناصر الامنية من عند الرئيس الشهيد الى ابلاغه عن استعداده لارسال عناصر من لواء الحرس الجمهوري لتأمين الحماية له، الا ان الرئيس الحريري رد شاكرا".

 

اعتكاف الوزراء محاولة لتفكيك الحكومة وتعديل البيان الوزاري لا يتمّ إلا بعد حوار مفتوح.

المستقبل - الاثنين 2 كانون الثاني 2006 - أعلن وزير الاتصالات مروان حمادة " أن الرد السوري على قنبلة نائب الرئيس السوري السابق عبدالحليم خدام قد يكون شرسا في بيروت"، ورأى ان سوريا "تحاول تفكيك الحكومة اللبنانية باعتكاف بعض الوزراء القريبين منها، وتحاول طرح فكرة حوار وطني هي بالنتيجة إلغاء للانتخابات النيابية التي جرت بمراقبة دولية، بالقول إن من خرج من المجلس بقرار شعبي يعود إليه بقرار سوري"، مؤكدا ان "إدخال اضافات الى البيان الوزاري لا يمكن ان يتم الا بعد حوار وطني مفتوح".

وطالب "حزب الله" بأن "يقف معنا في مواجهة التطاول السوري عبر الاغتيالات وعبر محاولة ضرب الاستقرار اللبناني". واكد "ان لا مجال لأي اشتباك مسلح بين "حزب الله" الذي كان ويستمر مقاومة لبنانية، وبين بقية القوى اللبنانية، ولكن في المقابل أقول إن "حزب الله" يحتاج للابقاء على سلاحه الى ما بعد تحرير كامل الاراضي الى إجماع لبناني، وهذا الاجماع بدأ يفقده نتيجة تصرفه حيال المحاكمة الدولة وتوسيع التحقيق، وتجاه محاولة فرضه نصاً يفتح الى ابد الآبدين قضية اقتناء السلاح أي الى زوال الاطماع الاسرائيلية"، مشددا على ان "علينا ان نتعظ ولا نستمر بحروب الآخرين على ارضنا وأن نعيد الأمن والتوافق داخليا على قرار الحرب والسلم الذي يجب أن يكون في مجلس الوزراء وفي لبنان".

وقال حمادة في حديث أمس إلى محطة "الحرة" الفضائية: " إن الرد السوري على قنبلة نائب الرئيس السوري السابق عبدالحليم خدام قد يكون شرسا في بيروت، فمنذ صدور القرار رقم 1636 حاولت سوريا التفجير في الجنوب، وتحاول تفكيك الحكومة اللبنانية باعتكاف بعض الوزراء القريبين من سوريا، وكذلك محاولة طرح فكرة حوار وطني هي بالنتيجة تجاوز للانتخابات النيابية التي جرت بمراقبة دولية، أي إلغاء الانتخابات، بالقول إن من خرج من المجلس بقرار شعبي يعود اليه بقرار سوري".

وقال حمادة في حديث أمس إلى محطة "الحرة" الفضائية: "كل هذه المحاولات بالاضافة الى عرقلة إعداد لبنان نفسه لمؤتمر القيامة الاقتصادية الذي ينوي التوجه اليه بمشروع اقتصادي مالي مكتمل..، كلّ هذه المحاولات بدأت قبل قنبلة عبدالحليم خدام وهي مرشحة لتزيد استعارا وربما شراسة مع هذه القنبلة، لأن الشاهد من البيت وهو وصف بدقة ما كنا قد قلناه للمحققين الدوليين عما جرى للرئيس رفيق الحريري في لقاء أول وثان وثالث وصولا الى لقاء الخمس عشرة دقيقة الأخير عندما فرض التمديد على لبنان وكان ذلك إيذانا بأن القرار 1559 سيأخذ مجراه".

أضاف: "ان بعض عملاء سوريا في لبنان ظنوا ان التحقيق الدولي سيضرب في صدقيته وشهوده واثباتاته، وبدأوا يبشرون اللبنانيين بعودة قريبة للهيمنة السورية، ولكن كل ذلك لم يمر ولن يمر، فالأكثرية النيابية باقية ومتماسكة أكثر من قبل في ضوء الاغتيالات وفي ضوء التحديات التي تواجه، والذي يدفع ببعض الفئات في لبنان الى تغيير البيان الذي صدر عن حكومة الائتلاف القائمة، والذي اراد من خلاله "حزب الله" وحركة "امل " إدخال اضافات الى البيان الوزاري لا علاقة لها به ولا يمكن ان تتم الا بعد حوار وطني مفتوح".

وأشار حمادة الى "ان لبنان يتجه الى شيء من الديموقراطية بفضل انتفاضة الرابع عشر من آذار والانتخابات التي تلت، ولن يستطيع أحد خرق هذا السقف الديموقراطي الذي يجعل من الأغلبية أغلبية تحكم عبر مجلس النواب ومن تركيبة مجلس الوزراء تخضع أيضا الى التصويت. هذا ما حاولوا إلغاءه خلال الأسابيع الماضية وهذا ما رفضناه قطعياً".

وحول مزارع شبعا قال حمادة: "إذا اثبتت سوريا بالاثباتات القانونية أن مزارع شبعا ليست سورية وهي لبنانية واعترفت بذلك، فنحن نستطيع أن نتجه الى مجلس الأمن الدولي ونقول طبقوا القرار 425 على هذه المزارع إنها ارض لبنانية، وبالتالي اذا رفضت اسرائيل نستطيع ان نعطي "حزب الله" التغطية السياسية لاستمرار المقاومة، أما اذا بقيت سوريا في هذا الموقف الضبابي الذي لا يجعلها تحارب على الجولان ولا تتحرش بإسرائيل الا عبر الدماء والتضحيات اللبنانية في جنوبنا المناضل فهذا غير مقبول. نحن نريد جوابا سوريا واضحا وبعد ذلك نتفق مع "حزب الله "على مدى بقاء هذا السلاح وتنظيمه لاحقا ضمن اطار اتفاق مع الجيش اللبناني كما جرى مع بقية القوى السياسية والعسكرية في لبنان قبل ذلك".

ولفت الى "وجود إمكانية كبيرة لزيادة نسبة لبننة "حزب الله"، فهو حزب لبناني في كوادره وقاعدته وممثل في المجلس النيابي وجزء من الحكومة اللبنانية، ولذا ما نطالب به "حزب الله" هو أن يقف معنا في مواجهة التطاول السوري عبر الاغتيالات وعبر محاولة ضرب الاستقرار اللبناني، وفي الوقت نفسه نؤكد لـ "حزب الله" أنه طالما بقيت المقاومة تستهدف تحرير الاراضي اللبنانية فنحن معها. لكنني اظن ان تاريخ العلاقة بين "حزب الله" وسوريا وايران قد يحول الى زمن معين دون ذلك، ولكن على الجميع أن يختاروا. ونقول لأشقائنا في "حزب الله" إنه لولا الحريات في لبنان ولولا الديموقراطيات في لبنان لم يكن "حزب الله" ليستطيع أن يقوم بمقاومته ضد اسرائيل، واسأل سوريا لماذا لا ترمي اسرائيل لا بحجر ولا بوردة ولا تطلق الصواريخ الا عبر عملائها في لبنان وتضع لبنان في مآزق؟. قرار الحرب والسلم يجب أن يكون في مجلس الوزراء وفي لبنان".

وختم حمادة: "ان المخاطر على لبنان دائما تأتي من الخارج، وأؤكد كعضو في الحكومة وفي المجلس النيابي ان لا مجال لأي اشتباك مسلح بين "حزب الله"، الذي كان ويستمر مقاومة لبنانية، وبين بقية القوى اللبنانية، ولكن في المقابل أقول إن "حزب الله" يحتاج للابقاء على سلاحه الى ما بعد تحرير كامل الاراضي الى إجماع لبناني، وهذا الاجماع بدأ يفقده نتيجة تصرفه حيال المحاكمة الدولة وتوسيع التحقيق، وتجاه محاولة فرضه نصاً يفتح الى ابد الآبدين قضية اقتناء السلاح أي الى زوال الاطماع الاسرائيلية، وقد نكون في العام 3000 ولا تزال هناك اطماع. لذلك اقول ان علينا ان نتعظ ولا نستمر بحروب الآخرين على ارضنا وان نعيد الأمن والتوافق داخليا على قرارات الحرب والسلم

 

طهران: الديبلوماسيين الأربعة موجودون في اسرائيل

المستقبل - الاثنين 2 كانون الثاني 2006 - أعلن وزير الخارجية الايراني منوجهر متكى على وجود معلومات مؤكدة تشير الى نقل الديبلوماسيين الايرانيين الاربعة الذين اختطفوا خلال الاجتياح الاسرائيلي للبنان في العام 1982 الى الاراضي الفلسطينية المحتلة، مشيرا الى ضرورة اطلاع الرأي على تحديد مصير الديبلوماسيين الايرانيين.ونقلت وكالة "مهر" الايرانية للانباء، امس، عن متكى تأكيده فى كلمة القيت نيابة عنه فى ملتقى اقيم تكريما للديبلوماسيين الاربعة في مدينة بيرجند ضرورة "الكشف عن الممارسات اللاانسانية وغير القانونية التى ارتكبها الكيان الصهيوني وقضية اعتقال هؤلاء الديبلوماسيين"، معربا عن امله فى "ان يعود هؤلاء الديبلوماسيون الى عائلاتهم".واشار الى تشكيل لجنة لمتابعة هذه المسالة مؤكدا ان وزارته "تعتبر الدفاع عن حقوق الرعايا الايرانيين فى مختلف ارجاء العالم حقا مشروعا لها".وانتقد "الصمت المطبق الذى تلتزمه الدول الغربية والاوروبية التى تتشدق دائما بالدفاع عن حقوق الانسان، الممارسات اللاانسانية التي ارتكبها الكيان الصهيوني فى لبنان".(سانا)

 

الافراج عن المهندس طنوس في بغداد مساء اليوم

وطنية- 1/1/2005(سياسة) تبلغ وزير الخارجية والمغتربين فوزي صلوخ, من القائم بالاعمال اللبناني في بغداد حسن حجازي, انه تم مساء اليوم الافراج عن المهندس اللبناني كميل طنوس بعد الجهود الدبلوماسية التي قام بها لبنان مع السلطات العراقية خلال الساعات الماضية, وكان المهندس طنوس الذي يعمل في شركة شنايدر خطف امس من الشركة وهو الان في منزله في بغداد وبصحة جيدة. من ناحية ثانية , تلقى الوزير صلوخ اتصالا هاتفيا من اللبناني غاربيت شاكرجيان الذي افرج عنه قبل الظهر , وشكره على المساعدة التي بذلها للافراج عنه .

 

النائب خليل : الحوار الداخلي هو المدخل الحقيقي لتجاوز كل الازمات

وطنية- 1/1/2006(سياسة) اكد عضو كتلة التحرير والتنمية النيابية عضو المكتب السياسي لحركة امل النائب علي حسن خليل "ان الموقف الذي اعلنته حركة"امل" و"حزب الله" بالالتزام في الاتفاقات التي تمت مع القيادات السياسية ليس كلاما من اجل الاستفزاز وليس لحشر احد كما يحاول البعض تصوير الامور كما انه ليس لاجراح رئيس الحكومة , ان هذا الموقف نقوله من اجل فتح الابواب للحوار والتنسيق والتعاون لترجمة امال الناس بالمحافظة على الوطن ولاشعار الناس بالاطمئنان على المستقبل من خلال توحيد الكلمة والخطاب السياسي والرؤى حيال القضايا السياسية والمصيرية".

واعتبر النائب خليل "ان موقف وزراء حركة "امل" و"حزب الله" في مجلس الوزراء لم يكن قائم على قاعدة الرفض المطلق للمواضيع المطروحة بقدر ما كان الموقف موقف الحريص بأن تأتي القرارات منسجمة مع روح الدستور والوفاق الوطني وليس كما يحاول البعض تصوير الامور بأن موقف "امل" و"حزب الله" هو موقف المتجاوز للدستور ولمنطق الوفاق الوطني".

واكد خليل "ان حركة "امل" و"حزب الله" موقفهما واضح وثابت وجلي بأن النقاش السياسي يجب ان يدور تحت سقف الالتزام بالطائف والدستور وبأحكامه وروحه على قاعدة ان لا سلطة تناقض صيغة العيش المشترك في لبنان وان التفاهم والتنسيق المسبق هو الذي يؤمن التوافق الداخلي في البلاد".

كلام النائب خليل جاء خلال احتفال تأبيني اقامته حركة امل في بلدة السكسكية لمناسبة ذكرى مرور اسبوع المرحوم حسن محمد نصرالله، جدد فيه التأكيد على ان المواقف التي تصدر عن حركة"امل" هي مواقف لا تعبر عن مصلحة شخصية لتعزيز موقع حزبي او طائفي انما هي مواقف تعبر عن اداء سياسي مطلوب وضروري لحماية الوطن"، داعيا الى "تقديم منطق الوحدة الوطنية على ما عداه من مواقف وتقديم المصلحة الوطنية على ما عداها من مصالح اخرى".

واعتبر خليل "ان المبادرة الحوارية التي اطلقها الرئيس بري هي للتأكيد على ان الحوار الداخلي هو المدخل الحقيقي لتجاوز كل الازمات"، مذكرا بالثوابت التي تتمحور على اساسها المبادرة وفي مقدمها الحقيقة والقرار 1559 والعلاقة مع سوريا".

 

منظمة التحرير الفلسطينية احيت الذكرى الواحدة والاربعين لانطلاقة الثورة وكلمات شددت على ضرورة صمود المقاومة والحرص على استقرار الوطن وامنه

وطنية- 1/1/2006 (سياسة) احيت منظمة التحرير الفلسطينية وحركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" الذكرى الواحدة والاربعين لانطلاقة الثورة الفلسطينة, بمهرجان سياسي مركزي اقيم في باحة ملعب الشهيد سعد صايل في مخيم الرشيدية, بحضور امين سر حركة فتح وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان العميد سلطان ابو العينين، ممثل المطران جورج بقعوني الاب وليم نخلة, ممثل المطران شكرالله نبيل الحاج الاب شربل عبود ممثل النائبة بهية الحريري سعد الدين الحريري وممثلي الاحزاب والقوى الوطنية والاسلامية والفصائل الفلسطينية. وبعد عزف النشيدين اللبناني والفلسطيني وتقديم من جهاد الحنفي تحدث باسم "حزب الله" عضو قيادةالجنوب عباس قدوح, فقدم التحية والسلام الى مفجر الثورة الفلسطينية القائد الشهيد "ابو عمار" ولكل شهداء فلسطين منذ اول قطره دم سالت حتى اليوم. وقال:"ما احوجنا اليوم الى الرجال الذين وقفوا وصمدوا بوجه الاحتلال على الرغم من كل الدعم الخارجي".

وتطرق قدوح الى الوضع اللبناني "فتحدث عن الذين ينقلون البندقية من كتف الى كتف"، لافتا الى "ان النضال لم يكن يوما مساومة على وطن او على عروبة، بل هو من اجل التحرير, تحرير الوطن والعروبة والاسلام من رجس الصهيونية"، مبديا اسفه للذين يعطون دروسا في الوطنية، مؤكدا" حرص المقاومة على الوطن ومن اجل الدفاع عن اللبنانيين".

ودعا رئيس المؤتمر القومي العربي معن بشور الى "ضرورة معرفة كيف ومن قتل الرئيس عرفات"، مطالبا" بلجنة دولية تفتش عن اسباب قتله ليس لانه يستحق بل من اجل معرفة من يعرقل العملية لاسياسية في فلسطين او في غيرها". وقال:"ان دم الرئيس الشهيد عرفات، يجب ان لا يذهب هدرا". وتساءل بشور:" لمصلحة من يطرح موضوع سلاح المخيمات وهل يريدون الدخول بفتنة لبنانية- لبنانية ولبنانية- فلسطينية؟" وقال بشور:" ان هذا الملف وسلاح المقاومة اللبنانية ايضا لم يفتح خلال السنوات الخمسة التي تلت التحرير"، داعيا الى تطبيق القرارات الدولية وفي طليعتها القرار 194، مؤكدا "ان السلاح الفلسطيني هو قوة بوجه التوطين والترحيل" موجها سؤالا لرئيس الحكومة "كيف للحوار ان ينجح في ظل هذه الاجواء؟". غزال ووجه عضو المكتب السياسي في حركة "امل" محمد غزال التحية للرئيس الشهيد عرفات ولكل شهداء الثورة الفلسطينينة، منتقدا الصمت العربي والتأييد الدولي حيال مشاريع اسرائيل الاستعمارية.

ودعا غزال ابناء الانتفاضة "الى ان يثبتوا انهم قادرون على ممارسة حقهم الانتخابي كما اثبتوا انتم قادرون على ممارسة مقاومتهم:. وقال:"ان الاحتكام الى النتائج الشعبية والالتقاء حول موائد الحوار هي السبيل لفتح تاريخ زاهر لاجيالنا". وتطرق غزال الى القرار 1559 الهادف الى ازاحة اسرائيل، مشيرا الى "ان الدعوة المستمرة لتطبق بنوده خصوصا بعد الزلزال (اغتيال الرئيس الحريري)"، مجددا التأكيد على معرفة الحقيقة ومعرفة الجناة وانزال اشد العقوبات بحقهم، رافضا استغلال هذه الدماء الذكية الهادفة الى جعل لبنان ورقة في مهب رياح السياسة الدولية، ومنطلقا للتصويب نحو سوريا امام الضغط الاسرائيلي الاميركي المشترك. ودعا غزال "الى الاقلاع عن لغة التخاطب الطائفي والمذهبي والى ادراك طبيعة المرحلة الدقيقة"، متسائلا "لماذا توقف الحوار اللبناني- الفلسطيني,"داعيا الدولة اللبنانية ومنظمة التحرير الفلسطينية الى المباشرة بحوار بناء يوصلنا الى صيغة تؤمن السيادة للوطن والامن للجميع، منتقدا الاصوات التي تلتقي مع اللغة الدولية. وقال: "لا نقبل من احد ان يعطينا هوية لبنانية فمن قدم الشهداء وقاتل العدو الاسرائيلي، ومن سعى لتعزيز وحدة لبنان ودعمه وتمتين السلم الاهلي لا يمكن ان تعطى له شهادات بلبنانيته، داعيا الى الاقلاع عن كل اللغات التي من شأنها تخريب وحدتنا الوطنية وجعلها في مهب الريح لان لبنان لا يمكن ان يحكم بأكثرية مقابل أقلية انما يحتكم بالتوافق".

والقى كلمة منظمة التحرير الفلسطينية عضو المكتب السياسي للجبهة الديموقراطية على فيصل فدعا" الى اعادة ترتيب البيت الفلسطيني عبر الترجمة الامنية لاعلان "القاهرة", مما يوفر المناخات السليمة لاعادة صياغة النظام السياسي الفلسطيني على اسس ديموقراطية, في اطار الانتخابات التشريعية والمحلية مما يعكس التعددية السياسية ايجابا, ويؤدي الى تشكيل حكومة اتحاد وطني، واجراء عملية اصلاح سياسي شامل وتغيير ديموقراطي, يكرس المشاركة الجماعية في القرارات وادارة الصراع ومكافحة الفساد, لتأمين مقومات الصمود للشعب الفلسطيني وتثبيت حق الانتفاضة والتمسك بسلاحها في استراتيجية كفاحية وتفاوضية, تقوم على اساس تطبيق قرارات الشرعية الدولية تضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس وعودة اللاجئين. ودعا فيصل "الى معالجة الملف الفلسطيني في لبنان رزمة واحدة، وعلى اسس سياسية واجتماعية بعيدا عن حشره بالزاوية او ضمن القرار 1559 الذي يعتبر سلاح المقاومة واللاجئين ميليشيا مسلحة" مشددا على ضرورة حوار يقوم على دعم نضال اللاجئين ويحقق عودتهم الى ديارهم.

واخيرا، تحدث باسم حركة "فتح" سلطان ابو العينين فأكد البقاء والوفاء لمدرسة الرئيس عرفات, وحفظ الثوابت الوطنية الفلسطينية، منتقداالديموقراطية التي تتحدث عنها الولايات المتحدة الاميركية ، واصفا دعوة اقصاء حركة "حماس" عن الانتخابات التشريعية بالفتنة الداخلية الفلسطينية. وبخصوص ما يجري داخل حركة "فتح" حذر ابو العينين من ان يكون مقعدا في المجلس التشريعي لأي كان على حساب هذه الحركة ,التي قدمت الشهداء والقادة، منتقدا الادعاءات بالفساد تارة وبالهدر تارة اخرى.

وقال: "لقد حفظناها عن ضهر قلب, فان الحركة ستبقى حاملة لكل المشاعل الفلسطينية وللحاضر والماضي والمستقبل للقضية الفلسطينية وللشهداء وللقدس وللدولة وللاجئين". ووصف الحديث المتكرر عن بنود القرار 1559 بالامتحان، قائلا:" كفانا 57 عاما من الامتحانات فقد تجاوزنا هذه المرحلة، ونؤكد ان هذا القرار صياغة اسرائيلية بامتياز والسلاح الفلسطيني في المخيمات هو سلاح مقاومة، وان الولايات المتحدة الاميركية تريد من هذا القرار تحويل لبنان الى مستعمرة صغيرة, لتكون قاعدة الارتكاز لمصالحها في منطقة الشرق الاوسط, بعد ان صعب عليها ابتلاع العراق لتكون منه قاعدة الارتكاز باتجاه سوريا وايران". مؤكدا "ان الفلسطينيين في لبنان لن يكونوا عصا على فريق لبناني ضد سواه او ضد اي بلد عربي", مشيرا "الى ان هذا السلاح سيبقى ويجب ان يبقى مطلبا لبنانيا امام الضغوطات الاميركية، والحقوق المدنية والاجتماعية للاجئين الفلسطينيين ليست قضية انسانية اجتماعية وليست لقمة عيش ابدا, انها قضية سياسية بامتياز:. منتقدا بعض اللبنانيين الذين يشجعون الى تنفيذ القرار 1559 متسائلا عن باقي القرارات ومنها القرار 194. وختم ابو العيننين مؤكدا على تنظيم هذا السلاح كي لا يكون عبئا على السلم الاهلي اللبناني او على الداخل الفلسطيني. وكانت مخيمات صيدا شهدت مسيرات حاشدة بالمناسبة.

 

مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية رد على حديث خدام ل "العربية

وطنية - 1/1/2006 (سياسة) صدر عن مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية البيان الآتي: "ادلى نائب الرئيس السوري السابق السيد عبد الحليم خدام بحديث الى محطة "العربية" التلفزيونية تعمد فيه تحريف العديد من الوقائع في ما خص مواقف رئيس الجمهورية العماد اميل لحود حيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، في محاولة منه لاقامة رابط بين ما سماه "التحريض" على الرئيس الشهيد، وجريمة الاغتيال النكراء التي أودت بحياته، وذلك خدمة لاهداف ارتضى السيد خدام العمل لتحقيقها لأسباب معروفة تؤكدها طبيعية المعلومات والمعطيات التي "ضخها" عبر حديثه التلفزيوني الذي جاء ملتبسا في الزمان والمكان، ولعل بعض ردود الفعل الداخلية المبرمجة التي صدرت على هذه التصريحات من السياسيين انفسهم الذين ينتدبون لهذه المهمات، تؤشر الى جانب مما رمى اليه السيد خدام". وتوضيحا لما ورد في حديث السيد خدام في ما خص مواقف رئيس الجمهورية يهم مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية ايضاح الآتي" –

اولا: قال السيد خدام "ان عقبات وضعها الرئيس لحود أدت الى اعتذار الرئيس الشهيد عن تشكيل الحكومة الاولى في عهده في العام 1998". والواقع الذي يعرفه السيد خدام وغيره من المعنيين ان الرئيس الشهيد اعتبر يومها ان عدد النواب الذين سموه لتشكيل الحكومة يجب ان يكون موازيا لعدد النواب الذين انتخبوا يومها الرئيس لحود لرئاسة الجمهورية. في حين ان العدد الفعلي للنواب الذين سموه لم يكن كذلك، وأبلغ الرئيس لحود يومها انه لن يقبل بأصوات نيابية اقل مما نالها رئيس الجمهورية. فطلب اليه الرئيس لحود ان يأخذ مهلة يومين ويعود اليه بقراره النهائي مؤكدا له رغبته في التعاون في اول حكومة تشكل في عهده. وقبل صعود الرئيس الحريري الى القصر الجمهورية بيوم واحد لاعلام الرئيس لحود بموقفه، فوجىء رئيس الجمهورية بتصريحات للرئيس الشهيد عبر الاعلام الخارجي " سي.ان.ان" و"رويترز" يعلن فيها عن عزمه الاعتذار عن تشكيل الحكومة الجديدة وذلك قبل ان يطلع رئيس الجمهورية على هذا القرار بحجة مخالفة الرئيس لحود للدستور، وطلب يومها اعادة اجراء الاستشارات النيابية مرة ثانية، الامر الذي اعتبره الرئيس لحود مخالفا للدستور، والعودة الى الوقائع والمعلومات الموثقة في وسائل الاعلام تؤكد ان رئيس الجمهورية لم يمارس اي ضغط على الرئيس الشهيد الذي اتخذ قراره من تلقاء نفسه ولاعتبارات خاصة به".

- ثانيا: ادعى السيد خدام ان الرئيس لحود "شن حملات تحريض عدة ضد الرئيس الشهيد كان يتأثر بها الرئيس بشار الاسد"، في حين ان الوقائع تؤكد ان الرئيس لحود ليس لديه وسائل اعلام يستعملها للتحريض على الرئيس الشهيد ومعروف اين كان الاعلام في معظمه ولا يزال، علما ان الرئيس الشهيد شكل حكومتين في عهد الرئيس لحود حققتا الكثير من الانجازات بفضل التعاون الذي قام بين رئيس الجمهورية وبينه، واذا كان حصل بعض التباين في وجهات النظر حول أمور تتعلق بادارة شؤون الدولة والرؤية الي عدد من المشاريع التي كانت موضع بحث ونقاش في حينه مثل خصخصة الهاتف الخلوي وقطاعي الكهرباء والماء واراضي سوليدير. الا ان ذلك لم يفسد يوما للود قضية بين الرجلين التي اتسمت العلاقة الشخصية بينهما بالكثير من المودة والتقدير المتبادل، فضلا عن ان الرئيس لحود ليس من هواة التحريض ولا هو بحاجة الى مثل هذه الاساليب التي يعرف السياسيون اللبنانيون من كان يقوم بها".

- ثالثا: لم تكن مستغربة حملة السيد خدام على الرئيس لحود، واعلانه بأنه لم يدعم التمديد له، لان الرئيس لحود رفض منذ كان قائدا للجيش مخططا يقضي بإرسال الجيش الى الجنوب ومنع المقاومة من مواجهة الاحتلال الاسرائيلي آنذاك. وقد اتخذ المجلس الاعلى للدفاع يومها قرارا خطيا موثقا في المحاضر الرسمية، بنشر الجيش في الجنوب وتجريد المقاومة من سلاحها وابلغ الى قائد الجيش(العماد لحود في حينه) لتنفيذه، لكن العماد لحود رفض التنفيذ، معتبرا ان مثل هذا القرار سيشعل حربا اهلية جديدة في البلاد ويقضي على مسيرة السلم الاهلي والوفاق الوطني بعد اقل من ثلاث سنوات من صدور اتفاق الطائف، الا ان المجلس الاعلى للدفاع اصر على قراره وجاء من يبلغ العماد لحود ان سوريا موافقة على هذا التدبير لان منطقة الشرق الاوسط مقبلة على تطورات سياسية جديدة. الا ان العماد لحود تمسك بموقفه الرافض وغادر مقر قيادة الجيش في اليرزة عائدا الى منزله في بعبدات قائلا لمن راجعه ومنهم الرئيس الشهيد، يأن يتولى غيره قيادة الجيش. وقد اظهرت الاتصالات التي اجريت فيما بعد مع دمشق ان الرئيس الراحل حافظ الاسد لم يكن على علم بالقرار ولا هو وافق عليه، بل ان السيد خدام لم يكن بعيدا عن هذا القرار الذي كان يمكن ان يؤدي لو نفذ في حينه الى نشوء مواجهة بين الجيش والمقاومة الوطنية كانت ستعرض وحدة البلاد والمؤسسة الوطنية للخطر الشديد، فضلا عن انها كانت اعاقت بشكل اساسي تحرير القسم الاكبر من الجنوب من الاحتلال الاسرائيلي. علما ان احباط الرئيس لحود، وكان يومها قائدا للجيش، هذا المخطط كان السبب في اول لقاء جمعه مع الرئيس الراحل حافظ الاسد بعد مرور اربع سنوات على تسلمه قيادة الجيش.

- رابعا: قال السيد خدام ان الرئيس الشهيد ابلغه انه اتفق مع الرئيس لحود على تأمين 60 عنصرا لحمايته ثم سحبت هذه العناصر وترك له ستة عناصر. والحقيقة انه على رغم عدم مسؤولية رئيس الجمهورية عن حماية الشخصيات الرسمية والسياسية لانها من اختصاص الجهاز الامني المعني، فان الرئيس لحود بادر فور معرفته بأمر سحب العناصر الامنية من عند الرئيس الشهيد الى ابلاغه عن استعداده لارسال عناصر من لواء الحرس الجمهوري لتامين الحماية له، ورد الرئيس الحريري شاكرا رئيس الجمهورية على مبادرته وابلغه انه امن الحراسة من جهازه الامني الخاص. ان مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية اذ يضع هذه المعطيات بتصرف الرأي العام، يامل ان يكون قد اضاءت جانبا من الحقيقة المجردة، خلافا لما جاء في حديث السيد خدام".

 

البطريرك صفير ترأس قداس رأس السنة واستقبل المهنئين في بكركي وتلا رسالة البابا بنديكتوس السادس عشر في يوم السلام العالمي

وطنية- 1/1/2006 (سياسة) ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير قداس رأس السنة في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي، عاونه فيه المطرانان رولان ابو جوده وشكر الله حرب، والآباء ميشال عويط، جوزف البواري ويوسف طوق، في حضور حشد من المؤمنين. بعد الانجيل المقدس، القى البطريرك صفير عظة بعنوان "تعرفون الحق والحق يحرركم"، تناول فيها رسالة السلام التي وجهها البابا بنديكتوس السادس عشر الى العالم، وجاء فيها:

1- في رسالة السلام التي وجهها البابا بنديكتوس السادس عشر الى العالم، على مثال سلفه المثلث الرحمة البابا يوحنا بولس الثاني، حيا اولا جميع الرجال والنساء في العالم، وخصوصا المتألمين من جراء العنف والنزاعات المسلحة. واقر بجميل سلفيه المباشرين: بولس السادس ويوحنا بولس الثاني اللذين عرفا ان يقرأا في احداث التاريخ تدخل العناية الالهية التي لا تنسى ابدا مصائر الجنس البشري. وقد شاء ان يسير على خطاهما في رسالته هذه الاولى بعد اعتلائه سدة بطرس، مؤكدا عزمه على مواصلة خدمة السلام. واشار الى ان اسم بنديكتوس الذي اختاره بعد ان صار حبرا اعظم يدل على التزامه العمل في سبيل السلام، بدليل ان القديس بنديكتوس شفيع اوروبا كان ملهما لمدينة تسعى الى السلام، وان البابا بنديكتوس الخامس عشر شجب الحرب الكونية الاولى على "انها مجزرة لا فائدة منها"، وقد بذل ما بوسعه لحمل الجميع على الاعتراف بفوائد السلام.

2- وموضوع الرسالة هذه السنة: "السلام ينبع من الحقيقة". وهذا يعني ان الانسان عندما يستضيء بنور الحقيقة، فهو يسير على طريق السلام. والوثيقة المجمعية "فرح وامل" اكدت، يوم صدورها منذ اربعين سنة، ان البشرية "لن تفلح في بناء عالم يكون حقا اكثر انسانية لجميع الناس، وفي كل مكان على الارض، الا اذا تجدد الجميع باطنيا، والتفوا حول السلام". ولكن ما معنى حقيقة السلام؟ للاجابة على هذا السؤال يجب ان نرسخ في الذهن ان السلام لا يعني غياب النزاع المسلح، بل يعني "ثمرة نظام غرسه المؤسس الالهي في المجتمع البشري"، وهو نظام يجب ان يعمل على تحقيقه اناس يتوقون دائما الى عدالة اكمل".

والسلام، بما انه حصيلة نظام ثابت اراده الله، يملك حقيقة باطنية لا تقهر، وهو يتلاءم و"توقا عميقا ورجاء يعيشان فينا بطريقة لا يمكن القضاء عليها". فالسلام، اذا حددناه هكذا، يبدو كانه هبة سماوية ونعمة الهية. وهو يتطلب، على كل المستويات، ممارسة اكبر مسؤولية، اي معرفة تطبيق التاريخ البشري وفق النظام الالهي، وفي الحقيقة والعدالة والحرية والمحبة. وعندما يغيب التسليم بنظام الاشياء الفائقة الطبيعة، واحترام قواعد الحوار التي هي قانون الاخلاق الشامل، المكتوب في قلب الانسان، وعندما يتعثر ويمنع تطوير الشخص تطويرا كاملا، وصيانة حقوقه الاساسية، وعندما تكره شعوب كثيرة على ان تسام الظلم وفوارق لا تطاق، كيف السبيل الى الامل بتحقيق خير السلام؟ ذلك ان العناصر الاساسية التي تعطي شكلا لحقيقة هذا الخير هي مفقودة. لقد وصف القديس اغوسطينوس السلام بانه: "طمأنينة النظام" اي الوضع الذي يفسح في المجال، في النهاية، لاحترام حقيقة الانسان احتراما كاملا، وتحقيق هذه الحقيقة.

3- ومن بامكانه ان يمنع تحقيق السلام، وما الذي يمنعه؟ في هذا المجال، يوضح سفر التكوين انه الكذب الذي فاه به، منذ بدء التاريخ، الكائن ذو اللسانين الذي وصفه الانجيلي يوحنا بانه "ابو الكذب". والكذب هو احدى الخطايا التي اتى على ذكرها آخر فصل في سفر الرؤيا، عندما اراد ان يتكلم عن اخراج الكذابين خارج اورشليم السماوية. "ليبق خارجا...كل من يحب الكذب ويعمل به".

وترتبط بالكذب مأساة الخطيئة وما نتج عنها من نتائج وخيمة احدثت ولا تزال عواقب مدمرة في حياة الافراد والشعوب. ويكفي ان نفكر بما حدث في القرن الاخير، عندما شوهت الحقيقة انظمة عقائدية وسياسية ضالة تشويها منظما، وافضت الى استغلال عدد كبير من الرجال والنساء، فقضت على عائلات وجماعات برمتها. وكيف لا نقلق، بعد هذه التجارب، امام اكاذيب عصرنا التي تشكل اطارا لمشاهد تهدد بالموت في مناطق عديدة في العالم؟ ان البحث الحقيقي عن السلام ينطلق من الوعي بان معضلة الحقيقة والكذب تهم كل رجل وامرأة، وهي حاسمة بالنسبة الى مستقبل السلام على ارضنا.

4- السلام يشكل توقا عميقا يستحيل القضاء عليه، وهو حاضر في قلب كل انسان يقطع النظر عن الهويات الثقافية. لذلك على كل من الناس ان يشعر بانه ملتزم بخدمة خير ثمين، فيحرص على ان لا يتسرب اي نوع من الزيف يفسد العلاقات. كل الناس ينتمون الى عائلة وحيدة واحدة، والمبالغة في تضخيم فوارقهم تناقض هذه الحقيقة الاساسية. يجب ان نعود الى اليقين بان لنا، في النهاية، مصيرا مشتركا فائق الطبيعة، لكي نثمن الفوارق التاريخية والثقافية، دون ان تتعارض، وان نناقش مع الاشخاص الذين يختلفون عنا ثقافة. هذه هي الحقائق البسيطة التي تجعل السلام ممكنا. وهي تصبح مفهومة اذا اصغينا الى قلبنا بصدق نية. ويبدو اذ ذاك السلام بحلة جديدة: ليس كغياب حرب، بل كعيش مشترك بين مواطنين في مجتمع تحكمه العدالة، مجتمع يتحقق فيه خير كل من الناس، قدر المستطاع.

ان حقيقة السلام تدعو كل الناس الى ارساء علاقات خصيبة صادقة، وهي تشجعهم على البحث عن طرق الصفح والمصالحة، والسير عليها، وعلى الشفافية في النقاش، والامانة في الكلام المقطوع. وتلميذ المسيح الذي يشعر بان الشر يحاصره، وبانه بالتالي في حاجة الى تدخل المعلم الالهي ليحرره، يتجه اليه بثقة، وهو يعرف ان هذا المعلم "لم يرتكب خطيئة، ولم يكن في فمه مكر". وفي الواقع ان يسوع حدد ذاته بقوله انه الحقيقة في ذاته، وقد ابدى اشمئزازه، في سفر الرؤيا، من كل "الذين يحبون الكذب- ويمارسونه". فهو الذي يكشف حقيقة الانسان والتاريخ. وبقوة نعمته، بامكان الانسان ان يكون في الحقيقة، وان يحيا منها، لانه وحده صادق تماما وامين. يسوع هو الحقيقة التي تعطينا السلام.

5- يجب ان يكون لحقيقة السلام قيمة بذاتها، وان يشع نورها عندما نكون في وضع حرب مأساوي. يقول آباء المجمع الفاتيكاني الثاني: "لا يصبح كل شيء مباحا بين الاعداء، عندما تندلع الحرب". والمجموعة الدولية اوجدت لنفسها قانونا يحد من اضرار الحرب على المواطنين المدنيين. والكرسي الرسولي ساند هذا القانون، اعتقادا منه ان حقيقة السلام موجودة ايضا في الحرب. وهذا القانون الانساني الدولي يجب ان تحترمه جميع الدول، وتطبقه، وتعززه بقواعد تواجه النزاعات المسلحة، والاسلحة الجديدة المعقدة.

6- وشكر قداسته المنظمات الدولية التي تسعى الى تطبيق هذا القانون الانساني الدولي، وخص الجنود الذين انتدبوا لمهمات سلمية. ولكن حقيقة السلام يفسدها الارهاب الذي، بتهديداته واعماله الاجرامية، يضع العالم في حالة قلق واضطراب. وذكر بان سلفيه رذلا الارهاب، خصوصا يوحنا بولس الثاني الذي قال: "من يقتل باعمال ارهابية يغذي مشاعر احتقار للبشرية، ويبرهن عن يأس من الحياة والمستقبل: ومن هذا المنظار، يمكن بغض كل شيء وتدميره". ليست العدمية وحدها، لكن التعصب الديني المدعو اليوم اصولية ايضا، بامكانها ان تدفع الى اقوال واعمال ارهابية. لذلك رذله البابا يوحنا بولس الثاني وحذر منه بقوله: "فرض ما يراه بعضهم حقيقة بالعنف، هو انتهاك لكرامة الانسان، وكرامة الله، الذي خلق الانسان على صورته".

7- وبعد فالعدمية والاصولية لهما علاقة خاطئة بالحقيقة: العدميون ينكرون وجود الحقيقة، والاصوليون يدعون القدرة على فرضها بالقوة. والعدمية والاصولية، وان كانت لهما اصول مختلفة، وان كانتا مظهرين لاطار ثقافي مختلف، فهما يشتركان في احتقار الانسان، وحياته، وبالتالي احتقار الله، احتقارا خطيرا. وفي اساس ذلك كله تشويه حقيقة الله: فالعدمية تنكر وجود الله، وعنايته في التاريخ، والاصولية المتعصبة تشوه وجهه تعالى المحب الرحيم، وتستبدله باصنام على مثالها. ولدى تحليل اسباب هذا المظهر المعاصر للارهاب، من المرغوب فيه، فضلا عن الاسباب السياسية والاجتماعية، ان نستحضر الاسباب الثقافية والدينية والعقائدية العميقة.

8- وأمام هذه المخاطر، من واجب الكاثوليك أن يكثفوا الشهادة "لانجيل السلام" ويعلنوا أن الاقرار بحقيقة الله هي الشرط، الذي من دونه لا تدعم حقيقة السلام. فالله هو المحبة التي تخلص، والأب المحب الذي يريد أن يرى أبناءه يعترفون بعضهم ببعض على أنهم اخوة يبحثون بطريقة مسؤولة عن وضع مواهبهم المختلفة في خدمة خير العائلة البشرية. والله هو ينبوع الرجاء الذي لا ينضب، هذا الرجاء الذي يعطي الحياة الشخصية والجماعية معناها. والله، الله وحده، يجعل كل عمل خير وسلام فاعلا ومفيدا. وقد أبان التاريخ أن كل حرب تشن على الله لاستئصاله من قلوب الناس تقود البشرية الخائفة الفقيرة الى اختيارات لا مستقبل لها. وهذا يجب ان يشجع المؤمنين على الشهادة لله الذي هو حق ومحبة، بوضعهم نفوسهم في خدمة السلام في تعاون مسكوني ومع باقي الأديان وجميع ذوي الارادة الصالحة.

9-واذا ألقينا نظرة على عالم اليوم، نرى أن هناك علامات مشجعة على طريق بناء السلام. وقد تضاءلت النزاعات المسلحة، وهي خطوات خجولة على درب السلام، لكنها تؤذن بمستقبل مطمئن خاصة للشعوب المستشهدة في فلسطين، أرض المسيح، وبعض مناطق افريقيا وآسيا التي تنتظر منذ سنين خاتمة مسيرة السلام والمصالحة. وهذه علامات تتطلب التدعيم بعمل جامع دؤوب من قبل المنظمات الدولية المدعوة الى استباق النزاعات وايجاد حلول سلمية لها. كل هذا يجب ألا يحملنا على تفاؤل ساذج لأنه لا يمكننا أن ننسى أن هناك نزاعات أخوية دامية تتواصل، وحروبا مدمرة تزرع الموت والدموع في أماكن كبيرة من العالم، وهناك حالات تختبىء النار فيها تحت الرماد وبامكانها أن تندلع مجددا وتحدث خرابا لا يعرف مداه. وهناك سلطات، بدلا من أن تحفز على السلام، تستثير لدى المواطنين مشاعر عدائية تجاه شعوب أخرى، وهي تضع في خطر توازنات دقيقة أدركوها بفضل مفاوضات شاقة، وتعرض هكذا مستقبل البشرية لمخاطر أمنية مجهولة. وما القول عن الحكومات التي تعول على ما لها من أسلحة نووية لتضمن أمن بلدانها. وهو أمن وهمي، وعن حرب نووية ان يكون هناك منتصر بل ضحايا فقط. وحقيقة السلام تتطلب من الجميع، سواء أكانوا حكومات تملك أسلحة نووية أم حكومات تسعى الى امتلاكها، أن يغيروا اتجاههم ويميلوا الى نزع سلاحهم النووي بصورة مضطردة، وأن ما يوفرون من أموال بامكانهم استعمالها في مشاريع تطوير لمصلحة جميع السكان وبخاصة الفقراء.

10- ومن المؤسف ان نرى تجارة الأسلحة مزدهرة فيما تقابل باللامبالاة جهود الأسرة الدولية السياسية والقانونية، المبذولة في سبيل تحصين طريق نزع السلاح. وما عساه يكون مصير السلام اذا تواصلت الجهود لانتاج أسلحة جديدة. والبشرية جمعاء تتوق من أعماق قلبها الى رؤية الأسرة الدولية تتحلى بالشجاعة والحكمة لتعمل على نزع الأسلحة، وتفسح في المجال لسلام ينعم به جميع الناس والشعوب. وأول من يستفيد من ذلك البلدان الفقيرة التواقة الى التطوير الذي وعدت به منظمة الأمم المتحدة التي احتفلت هذه السنة بمرور ستين عاما على انشائها, والكنيسة الكاثوليكية، اذ تؤكد ثقتها بهذه المنظمة الدولية، تتمنى لها التجدد المؤسساتي والعملاني لكي تتجاوب ومتطلبات العصر الحاضر المطبوع بالعولمة. ويجب أن تكون منظمة الأمم المتحدة اداة فاعلة لتقدم قيم العدالة والتضامن والسلام في العالم. وأما الكنيسة، الوفية للرسالة، التي وكلها اليها مؤسسها، لا تفتأ تعلن في كل مكان "انجيل السلام". وهي، اذ توقن أنها تقوم بخدمة لا بد منها لجميع الذين يعملون في سبيل السلام، تذكر الجميع بأن السلام الطويل الأمد، يجب أن يبنى على صخرة حقيقة الله، وحقيقة الانسان.

وهذه الحقيقة وحدها بامكانها أن تؤثر في العقول لتعمل في سبيل العدالة، وتفتحها على المحبة والتضامن، وتشجع جميع الناس على العمل من أجل انسانية حرة ومتضامنة، أجل ان أساس سلام صحيح يستند فقط الى حقيقة الله والانسان. 11- وفي ختام الرسالة توجه قداسته الى المؤمنين بالمسيح ليكرر دعوته اياهم ليكونوا تلامذة للرب واعين متأهبين للخدمة. وعندما نسمع الانجيل، ايها الأخوة والأخوات، يقول قداسته، نتعلم كيف نبني السلام على حقيقة يومية توحي بها الينا وصية المحبة. لا بد لكل جماعة أن تلتزم عمل تربية وشهادة ينمي في كل واحد منا وعينا لسرعة اكتشاف حقيقة السلام، والشهادة لها، يخرجان، على وجه التأكيد أكثر اقناعا وسطوعا. وطلب أخيرا أن نلفت الى مريم، ام أمير السلام، لنسألها، في مستهل هذه السنة، أن تساعد شعب الله، ليكون في كل ظرف، صانع سلام، ويستضيء بالحقيقة التي تحرر. وأمنيتنا يقول قداسته أن تتمكن البشرية بشفاعتها، من تقدير هذا الخير الأساسي تقديرا متناميا، وأن تلتزم تدعيم حقيقته في العالم لتنقل الى الأجيال المقبلة مستقبلا أكثر هدوءا وأمانا.

وبعد القداس استقبل البطريرك صفير المهنئين بالأعياد فالتقى على التوالي: رئيس رابطة آل أبو جودة قنصل بريطانيا وليم زرد أبو جودة في حضور النائب البطريركي العام المطران رولان أبو جودة، النائب سمير عازار، نقيب أصحاب المستشفيات سليمان هارون يرافقه الدكتور ألكسندر الجلخ والمدير العام لمستشفى العين والأذن الدولي بيار الجلخ، مدير المخابرات العميد الركن جورج خوري وعقيلته، النائب فريد الخازن، المهندس جو صوما، الدكتور ناجي غاريوس، رئيس منظمة لبنان للأمم المتحدة سمير الضاهر، الزميل ابراهيم الخوري ونجله الدكتور عبده ووفودا شعبية من مختلف المناطق.

 

توقع عزله من حزب «البعث» وإصدار مذكرة توقيف دولية ودعوة الى

محاسبة «الخداميين» ... سورية: إجراءات لمحاكمة خدام بالفساد ومس الشعور القومي ... ونواب يريدون تحريك الادعاء عليه بـ «الخيانة العظمى»

دمشق - ابراهيم حميدي  الحياة - 01/01/06//

قالت مصادر سورية رفيعة المستوى لـ «الحياة» أمس إن السلطات السورية «ستحاسب» نائب الرئيس السابق عبدالحليم خدام وستحاكمه بتهم تتعلق بـ «الفساد»، عبر إعادة فتح ملف نفايات تدمر التي تعود الى نهاية الثمانينات و«بث أخبار كاذبة في الخارج تسيئ الى الشعور القومي السوري»، وذلك على خلفية تصريحاته الى قناة «العربية» الفضائية مساء أول من أمس. وذهب اعضاء في مجلس الشعب السوري (البرلمان) الى ضرورة «تحريك دعوى ضد خدام بتهمة الخيانة العظمى».

ويتوقع ان تتخذ القيادة القومية لحزب «البعث» الحاكم قراراً يتضمن نزع عضوية الحزب والقيادة عن خدام، علماً انه أعفي من منصبه كنائب للرئيس وخسر عضويته في القيادة القطرية لـ «البعث» في المؤتمر العاشر في بداية حزيران (يونيو) الماضي. ودعت مصادر اخرى الى ضرورة «محاسبة الخداميين» في النظام السوري.

وعقد مجلس الشعب السوري قبل ظهر أمس، جلسة لمناقشة تصريحات خدام، تحدث فيها معظم النواب من حزب «البعث» والأحزاب التابعة لـ «الجبهة الوطنية التقدمية» المرخصة. وعلمت «الحياة» امس ان القيادة القطرية لـ «البعث» عقدت أمس اجتماعاً لمناقشة تصريحات خدام. وقالت المصادر إن هناك «غضباً عارماً من كلامه»، قبل ان تطرح تساؤلات عن «توقيت ادلائه بهذه التصريحات قبل بدء جولة جديدة من قبل لجنة التحقيق الدولية باغتيال رئيس الحكومة اللبناني السابق رفيق الحريري».

وخلال الجلسة العلنية للبرلمان، طالب النائب الدمشقي المستقل ورجل الأعمال بهاء الدين حسن بـ «اعتقال خدام عبر الانتربول الدولي». واتهم النائب اكرم الجندي خدام بـ «الفساد»، في حين رأى النائب عن الحزب الشيوعي حنين نمر بالرد على كلام خدام بالقيام باصلاحات سياسية واقتصادية.

وقطع رئيس البرلمان محمود الابرش المداخلات مرات عدة ليقول ان «عدداً من السوريين يتصلون بمقسم البرلمان مطالبين باعتقال خدام» قبل ان يشير الى ان «المقسم تعطل من كثرة الاتصال من الاخوة السوريين والعرب».

وقال النائب محمد حميدو: «منذ العام 1996، كانت هناك قضية أمام محكمة الأمن الاقتصادي ضد خدام بقضية النفايات»، علماً أن محكمة الأمن الاقتصادي الغيت اخيراً بمرسوم رئاسي. وزاد حميدو: «قبل شهر قلت ان خدام هو رأس الفساد»، قبل ان يدعو الى اصدار» قانون محاكمة الفساد».

وفي اطار انتقاده لخدام عرج النائب خالد نجاتي على قناة «العربية»، قائلاً انها «لا تحمل أي شيء من اسمها»، ثم طالب بمحاكمة نائب الرئيس السابق بـ «تهمة الخيانة العظمى». وقالت النائبة نيبال المعلم، خدام «بلط البحر» عندما اقام ميناء قرب مدينة بانياس، وانه «خائن لخبز الوطن» وتحدث عن «الفقر والفقراء من برجه العاجي» في باريس وان «الشعب وقائده سياج متين ضد الخونة» وان «تصريحات الخائن لن تفك من عزيمتنا». وحمل النائب مير علم خدام مسؤولية «اخطاء سورية في لبنان» وان الرئيس الأسد كان يشير الى خدام عندما تحدث «اخطاء» خلال خطابه في آذار (مارس) الماضي.

وفي ختام الجلسة، أعلن رئيس المجلس محمود الأبرش انه تم التصويت بـ «الاجماع» على «الطلب من وزير العدل تحريك دعوى على عبدالحليم خدام بتهمة الخيانة العظمى». وقال الأبرش «ان مجلس الشعب صوت بالاجماع على الطلب من وزير العدل محمد الغفري تحريك دعوى على عبدالحليم خدام بتهمة الخيانة العظمى».

كما وجه المجلس برقية الى الرئيس الأسد اعلن فيها «باسم الشعب العربي السوري وقوفه خلف قيادتكم الحكيمة والشجاعة». وأضافت البرقية ان مجلس الشعب «يستنكر ويدين ما ورد على لسان عبدالحليم خدام من تصريحات ترمي الى النيل من مواقف سورية الصامدة في وجه المخطط العدواني الذي يحاك ضدها والذي انضم الى جوقته المذكور ونطلب باسم الشعب محاكمته بجرم الخيانة العظمى بحق الوطن والشعب».

وكان خدام قدم استقالته من «المناصب الحزبية والسياسية كافة» خلال المؤتمر القطري العاشر. وقالت المصادر ان الرئيس بشار الأسد اصدر بعدها مرسوماً تضمن طي مرسوم رئاسي سابق كان اصدره الرئيس الراحل حافظ الاسد العام 1984 بتعيين ثلاثة نواب له هم: رفعت الأسد للشؤون الأمنية الذي اعفي من منصبه نهاية التسعينات، وزهير مشارقة للشؤون الثقافية والدينية وخدام للشؤون السياسية اللذان فقدا منصبيهما في المرسوم الأخير.

 

اتهموه بخيانة الوطن والشعب. نواب سوريون يطالبون بفتح ملفات فساد خدام وعائلته

دمشق – محمد الخضر     الحياة  - 01/01/06//

هاجم أعضاء في مجلس الشعب السوري بشدة نائب الرئيس السوري السابق عبدالحليم خدام إثر تصريحاته أول من أمس عبر محطة «العربية» الفضائية، داعين الى محاكمته بـ «تهمة الخيانة» وفتح «ملفات الفساد» المتعلقة به وبأبنائه. وتناول أعضاء المجلس في مداخلات بثها التلفزيون السوري الرسمي تصريحات خدام «التي تأتي خدمة للضغوط الدولية على سورية»، معتبرين أنه «أساء لسورية ولكرامة السوريين عندما ظهر بتلك الصورة من قصره الفخم في باريس ليوجه تهمة ضد قيادتها ورموزها خدمة لأسياده في الولايات المتحدة وسعد الحريري».

ورأى النائب خالد نجاتي ان خدام «اختار اللجوء الى جوقة التآمر التي لا تترك فرصة ضمن مخطط تآمري ضد سورية». وأضاف ان خدام «قدم ورقة مجانية ثمنها بخس مثله وأمثاله»، فيما قال العضو غالب عنيز ان خدام «خرّب البلد ويريد الآن الجلوس على تلتها». وأضاف: «ان العالم كله انتقد تقرير ميليس وقال انه ليس مهنياً وليس احترافياً ليأتي خدام ويشيد بالتقرير»، سائلاً: «هل ترك المنصب يفقد العقل بهذا الشكل؟». ورأى عضو مجلس الشعب اسماعيل مرعي ان كلام خدام أساء لـ «حالة الصمود والتلاحم الكبيرة بين الشعب وقائده»، مضيفاً: «لقد أساء لأهالي الجولان المحتل الذين يعلنون كل يوم تضامنهم مع وطنهم في وجه الضغوط عليها وهو الذي كان أول محافظ للقنيطرة».

وقال عضو المجلس نايف أبا زيد أن سورية «لا ترتضي بأولئك الذين دنسوا العروبة»، مؤكداً ان السوريين «لن يسامحوا خدام الذي يحلم بالعودة فوق دبابة أميركية».

وقال عضو مجلس الشعب عمار ساعاتي: «أبارك لك بالدفعة التي تلقيتها من القزم السياسي سعد الحريري وأسياده في الولايات المتحدة»، سائلاً: «هل من المعقول ان تصل وقاحة هذا الرجل وأبنائه الى حد التفنن في سرقة الشعب والاستفادة من الكرسي بحيث يمتلك سلسلة قصور بدءاً من ريف دمشق في وسط العاصمة والساحل السوري وكان الفرنسية وباريس؟». وانتقد ساعاتي سلوك أبنائه وزوجته التي «غيرت في احدى المرات مسار طائرة سورية ومنعتها من الهبوط في احدى العواصم الأوروبية»، قبل ان يشير الى «تفنن أبنائه بإقامة المشاريع التجارية» والى سلسلة المطاعم التي يملكونها ومتاجر ابنته في حي «أبو رمانة» الدمشقي الفخم.  وقالت عضو المجلس صباح حمودة انه «خائن للوطن والشعب»، داعية لـ «محاكمته هو وأفراد عائلته وكل مسؤول أخذ من المال العام»، فيما طالب العضو زكريا مير علم النائب العام للجمهورية بـ «اعادة فتح التحقيق بملف النفايات النووية ومحاكمته بسبب تعطيله العدالة وحماية أبنائه من المحاكمة».

وقال مير علم ان خدام «تدخل بصفته السياسية لتعطيل تطبيق العدالة على أبنائه» اذ أصر على «استجواب أبنائه في غرفة وزير العدل الأسبق من قبل قاضي التحقيق الاقتصادي».

وأشار عضو المجلس محمد حميدو الى وجود قضية فساد بحق أبناء خدام ومحاولة ادخالهم النفايات النووية الى بادية تدمر وهي أمام القضاء الاقتصادي منذ عام 1990، داعياً الى استصدار قانون يمنع اسقاط الدعاوى بالتقادم والبدء بقانون جديد لمكافحة الفساد يحاسب على أساسه باعتباره «رأس الفساد».

 

 

نبذ للخيارات الاقليمية والعروبية وخلاف دائم على الهوية كيف يُعيد اللبنانيون إكتشاف لبنان؟

محمد قواص   الحياة   - 01/01/06 / لم يختلف اللبنانيون منذ الاستقلال كثيراً على سبل العيش اليومي المشترك. لم ينقسموا على مشروع موازنة، ولم يتشتتوا حول برامج تعليمية، ولم يتفرقوا حول خطط إجتماعية أو صحية. إختلف اللبنانيون دائما حول الهوية.وقد يفسر تاريخ نشوء الدولة اللبنانية وجاهة عدم إتفاق أهل البلد على وظيفته وهويته. فبعضهم أراده كيانا نهائيا يرعى أمة متماسكة، فيما أراده بعض آخر مشروعا مرحليا في الطريق إلى هدف أرقى وأعم. ولأن نشوء الكيان جاء بناء على إرادة خارجية (كما شأن بقية كيانات المنطقة)، فإن اللبنانيين تعودوا الإتكال على إمتداداتهم الخارجية، إقليمية أو دولية، في تدعيم وجهات نظرهم حول معنى الكيان / البلد في الشكل والمضمون. منطقان تصادما وتعايشا في فلسفة المعنى السياسي للبنان. أحدهما، «اللبناني»، يدافع عن لبنان جغرافية وتاريخاً وروحية عيش ويستلهم حججه من تاريخ يعود الى ما قبل العهد العربي ومن مراجع تقفز فوق العربي وقبل ذلك العثماني من أجل الالتقاء مع المقدس التوراتي في سعي لمنح لبنان رسالة سماوية وحضارية كونية، ويعتمد على تواصل البلد مع قيّم الحضارة الغربية والعالمية ومكتسباتها في مجالات الحرية والديموقراطية. على ان هذا التواصل لا ينفي إنتماء لبنان الى محيطه الجغرافي والتاريخي يؤثر فيه ويتأثر به. ولبنان ضمن هذا المنطق «ذو وجه عربي» يتحرى الحياد ويستقوي بضعفه.

وفي مقابل اللبننة إنبرى، من دون كلل، مفهوم آخر يعتبر لبنان كيانا إصطناعيا أنشأته صفقة فرنسية - بريطانية (سايكس- بيكو)، وبالتالي لا يعكس طبيعية الأشياء ومنطقها. وإنطلاقا من «إصطناعية» الكيان يسعى هذا المفهوم إلى ربط مصير لبنان بمصير التبدلات الاقليمية والدولية من خلال المسالك القومية (العربية) والإسلامية والأممية. خيضت الحرب الاهلية في لبنان تحت شعارات الدفاع عن لبنان، من طرف، والدفاع عن عروبة لبنان، من قبل طرف آخر. ففي وقت اُخذت على فريق «اللبننة» ارتباطاته الخارجية (الغربية وحتى الاسرائيلية)، أُخذ على الفريق المقابل ربط مصير البلد بمزاجية التحولات العربية، وجعل القضايا العربية والعالمية أولوية تسبق الأولوية اللبنانية.

إنتهت الحرب اللبنانية بتوجيه ضربة كبرى الى «المتلبنين» لمصلحة «خيار لبنان العربي». جاء اتفاق الطائف وليد قرار عربي عُهد بتنفيذه سياسيا وأمنيا وعسكريا إلى جهة عربية. وجاءت حرب الكويت لتمنح دمشق ضوءا أخضر من الغرب نفسه (لا سيما الولايات المتحدة) لتثبيت «الخيار العربي» للبنان بالوسائل التي ترتأيها دمشق. على أن المشروع العروبي فقد مبرراته في ظل تراجع الفكرة القومية من جهة وعلى أرضية احتكار دمشق لعروبية السلوك اللبناني من جهة أخرى. ولا شك في أن الصلح المصري الاردني مع إسرائيل ورواج طرق الإتصال العلني والسري مع الكيان الصهيوني من قبل عدد يتصاعد من الدول العربية، أعطى «العروبة» اللبنانية جرعات من النسبية والواقعية، يضاف إلى ذلك وصول العروبيين واليساريين إلى حال إشباع حتى التخمة في شأن طموحاتهم «الوطنية» وزوال حال «الحرمان» الوطني التي كانت محفزا دائما لمواجهة «الانعزالية» اللبنانية. ومواكبة للتطور اللبناني المحلي وتبدل العقلية السياسية المحلية، أنشأ الفلسطينيون سلطتهم على قاعدة إتفاقات أوسلو البعيدة عن كلاسيكية تعريب القضية. وفي الفترة نفسها جاهر الاردنيون في تخصيب فكرة «الاردن أولا»، فيما أسس الخليجيون تجمعهم الإقليمي، فيما إزدهر عقب احتلال صدام حسين الكويت المنطق الكياني الخليجي والمجاهرة في البعد عن ترابط مصير البلد بمصير المجموعة.

وفي ظل الكفر العربي بالعروبة، أعلن الزعيم الليبي معمر القذافي قراره الانسحاب من الجامعة العربية لمصلحة الخيار الأفريقي قبل أن يتوصل إلى صفقة مع الولايات المتحدة لفك العزلة عن بلاده، فيما تحولت القمم العربية تجمعات فولكلورية تبدأ بالخلاف وتنتهي بالوفاق من دون أن تؤثر تلك المؤسسة الوحدوية في مصائر الشعوب العربية وسيرورتها.

وفي مواجهة ضمور الطموح العروبي الوحدوي، أجرى أصحاب مفهوم «اللبننة» مراجعة فكرية وسياسية وسلوكية أفضت إلى نبذ منطق العنف ورفض العودة إلى مسالك الحرب وإنتقاد لبعض سلوكياتها. كما أجمعت الشخصيات والكيانات المعبّرة عن ذلك المفهوم على عروبة لبنان (كما ثبت ذلك إتفاق الطائف) وعلى ضرورة عدم الإبتعاد عن هموم المنطقة وإشكالياتها. كما راكم أصحاب «اللبننة» إستحقاقا تلو آخر لتأكيد التمسك بلبنان الواحد وبالتعايش السلمي لكل اللبنانيين، وجرى نبذ كافة أشكال التقسيم وصيغ الفيديرالية لمصلحة الكيان الواحد، وتم التأكيد دائما على أن إقامة علاقات متميزة مع سورية مصلحة لبنانية تمليها قواعد التاريخ والجغرافيا.

نضج المفهومان وأخضعا لإمتحان معقّد: الاحتلال الاسرائيلي لجنوب لبنان. إبان تلك الفترة جرى تثبيت إجماع لبناني (فعلي أو إعلامي) على دعم المقاومة من فترتها الوطنية العلمانية الى تلك الاسلامية. وجرى إتفاق المفهومين على دعم السعي الى تحرير الاراضي اللبنانية. ولاحت لدى «العروبيين» حتى ما قبل التحرير ميول واضحة لدعم تلك المقاومة حتى تحرير الاراضي اللبنانية دون غيرها. أي ان ذلك المعسكر أنهى أحلامه العروبية والإقليمية والأممية وأبدى تمسكا بلبنان وبالمنطق اللبناني للأمور. على أن سلوك أصحاب مفهوم «اللبننة» الداعم للمقاومة جرى تدعيمه من قبل سلوك طوباوي لـ»حزب الله» تمثل في عدم انجراره الى ممارسة سلوك كيدي إنتقامي بعد التحرير ضد القرى والمواطنين (لا سيما المسيحيين منهم) الذين تعاملوا مع قوات الاحتلال. أصبح اللبنانيون لبنانيين بإمتياز. خرجت تظاهراتهم عقب إغتيال الرئيس رفيق الحريري تحمل الوان العلم اللبناني (سواء في 8 أو 14 آذار/مارس). المعسكرات السياسية تختلف في ما بينها على قاعدة خدمة لبنان دون غيره. خيضت الانتخابات التشريعية في البلاد وراء شعارات لبنانية بحتة منطلقة من لحظة دراماتيكية لبنانية بحتة. تماهت التيارات التاريخية اللبنانية، وتناست تناقضاتها العائدة الى مفاهيم الحرب لمصلحة البحث عن كيانية الكيان اللبناني.

على هذه الارضية يجري النقاش اللبناني الراهن: «حزب الله» وحركة «أمل» يدافعان عن لبنانية البلد في توجسهما من إرتهان دولي للبلاد. في حين ترُدُ الاطراف المقابلة بالتمسك بالسيادة والقرار اللبناني من خلال التخلص من الوصاية السورية. ويمكن هنا تسجيل مفارقة نزوع الكيانات السياسية اللبنانية نحو التعبير عن الفخر بلبنانيتها في مقابل جهات تشكك في لبنانية كيانات أخرى. كما أن نضج اللبننة لدى التيارات السياسية اللبنانية هيأ التسليم بأن إسرائيل عدو لا مجال للتعامل او إعادة التعامل معه (تصريحات سمير جعجع في هذا الشأن)، إضافة إلى نضج مبدأ عدم الارتهان للخارج سواء كان هذا الخارج غربيا (إمبرياليا متآمراً...) أو كان الإرتهان إقليميا (وطنيا عربيا أو إسلاميا).

الخطاب الراهن خطاب محلي يستلهم «الوطنية» من مدى التصاقها بـ «اللبنانية». فـ»مجموعة 14 آذار» مدعوة يوميا إلى إثبات عدم خضوعها لإجندة دولية وتبرير سياساتها ضمن إعتبارات لبنانية. فيما «حزب الله» مدعو إلى التأكيد على عدم إرتهان قراراته في السياسة وفي الميدان إلى أجندات سورية - إيرانية. ولعل في هذا السعي الإرتجالي تعبيد لدروب التعرف على لبنان الحديث ووظيفته في القرن الواحد والعشرين، وهي وظيفة لا يمكنها الإستكانة إلى المحلي البيتي كما انها لا يمكن ان تتبرأ من البيئي الاقليمي. ربما هي مرحلة يجوز فيها التمرن على تطبيق «الطائف» دستورا انتقاليا نحو الدستور النهائي في لبنان الوطن النهائي.

* كاتب لبناني.

 

خدام والمؤامرة

عبدالله اسكندر     الحياة     - 01/01/06//

لعل اكثر ما يلفت في القراءة التي قدمها نائب الرئيس السوري السابق عبدالحليم خدام للأزمة الداخلية التي تواجهها سورية وللأزمة في علاقتها مع لبنان هو ان واقع الحال ليس مرتبطاً بمؤامرة خارجية وإنما هو نتيجة لإدارة داخلية ولاخطاء ذاتية. وإذ تحدث عن ضغوط خارجية على سورية، فإنه ردها الى سوء تلك الادارة والاخطاء، معتبراً ان وضعاً داخلياً يسوده التفرد والفساد وتحكم الأجهزة لن يكون غير قادر على مواجهة هذه الضغوط فحسب، وإنما وراء الضعف الذي يوفر الدوافع لهذه الضغوط.

ومن الواضح ان هذه القراءة التي بدأت تظهر مؤشراتها، منذ اغتيال الحريري الذي جاء خدام «بصفته الشخصية» ليعزي عائلته، عندما اصر على عدم تسمية اسرائيل كمسؤولة عن الاغتيال، ومعلناً على نحو غير مباشر انه ينبغي التفتيش في الداخل اللبناني والسوري عن هذه المسؤولية. وتقطع مثل هذه القراءة مع ذلك التراث من الادارة السياسية، والذي يلقي مسؤولية كل الأزمات على عدو ما وعلى قوى متآمرة، ليقول ان ما يقوم به هو الافضل والأحسن، وأي معارضة له تخدم العدو والمؤامرة. ومثل هذا التراث هو الذي انهى دور المؤسسات وانتهى على النحو الذي وصفه خدام.

وإذا كانت شهادة النائب السابق للرئيس السوري مجروحة نظرا الى الدور الكبير الذي لعبه، عندما كان هذا التراث في ذروة مجده، وإذا كان بعضهم قد يندفع الى اعتبارها كيدية بعد إخراج الرجل من السلطة بتهمة انتمائه الى الحرس القديم الذي يعيق الاصلاح والتقدم، فإن قراءته للأحداث عن بعد، وهو في خضم كتابة مذكراته، لم تترافق مع برنامج آخر للحكم يطمح الى العودة اليه. أي أن هذه القراءة تستمد قيمتها من كون صاحبها لا يطرح نفسه كزعيم معارض صاحب برنامج وتحالفات، ويرغب في إحداث انقلاب داخلي يطيح القائم ليجلس مكانه. لقد اراد لشهادته ان تكون في «مصلحة الوطن» وليس «النظام».

فكان التحليل متطابقاً مع الفكرة التي قدمها خدام عن أسباب الأزمة، وهي العوامل الذاتية والداخلية وليس المؤامرة، هذه المؤامرة التي ينجح النظام ما دام قائما في إحباطها، منذ حرب 1967، عندما قال النظام إنه احبط مؤامرة العدوان الاسرائيلي، بدليل انه لم يسقط بنتيجتها... وما زال النظام يعتبر ان المؤامرة مستمرة وان وظيفته التصدي لها بغض النظر عن كل انواع الأزمات الداخلية المتراكمة والتي يتحدث عنها النظام نفسه وأركانه الحاليون، مع فارق أساسي وهو ان هذه الأزمات يمكنها الانتظار الى حين وصول النظام الى بر الامان.

وصف خدام وضع النظام الذي بات يقتصر على «الحلقة الضيقة» وكيفية نشوء الفساد وأسباب احباط الاصلاح في الداخل، وكيفية ادارة العلاقة مع لبنان وصولاً الى اغتيال الحريري والأزمة الحالية بين البلدين، لكن الأهم من كل ذلك إسقاطه لأولوية الحفاظ على النظام بأي ثمن، بما يعيد الى هذا النظام وظيفته الأساسية في خدمة الوطن وليس ان يكون الوطن في خدمة النظام. وهو في ذلك يقدم مخرجاً وطنياً لأزمة النظام، يقوم على الانفتاح الداخلي أولاً وقبل كل شيء، وفي اتجاه تلبية حاجات سياسية واقتصادية تفرضها تطورات الحياة والتغيرات في المنطقة والعالم... إلا إذا اعتبر كلام خدام، وهذا الأرجح، كتعبير عن المؤامرة.

 

"مكتب الاعلام "في رئاسة الجمهورية رد على "مكتب" رئيس كتلة المستقبل: النائب الحريري يحرك حملات جوقة المهاجمين التي تستهدف رئاسة الجمهورية

وطنية ـ 1 ـ 1 ـ 2006 (سياسة)صدر عن مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية البيان الآتي: "ردا على البيان الذي صدر مساء اليوم عن رئيس كتلة نواب المستقبل النائب سعد الحريري، يهم مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية أن يؤكد أن ما ورد في هذا الرد من كلام انفعالي، لا يلغي الحقيقة المثبتة والموثقة لا سيما في ما خص موضوع إرسال الجيش الى الجنوب وفق ما جاء في محضر المجلس الأعلى للدفاع رقم 17 تاريخ 2/8/1993 ومحضر قرارات المجلس الرقم 18 في التاريخ نفسه.

لقد امتنعت رئاسة الجمهورية حتى الآن عن الرد عما يصدر عن النائب الحريري من مواقف وردود فعل، احتراما لذكرى والده الرئيس الشهيد، إلا أن تمادي النائب الحريري في تفعيل جوقة المهاجمين والمنتقدين والشتامين، سيؤدي الى وضع النقاط على الحروف وإطلاع الرأي العام على الدور الذي يلعبه النائب الحريري في تمويل الحملات التي تستهدف رئاسة الجمهورية لأسباب شخصية ومعروفة الغايات.

إن مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية إذ يلفت الى هذه الحقيقة يعرف سلفا ان جوقة الشتامين التي يحركها النائب الحريري ستبادر فورا الى معاودة الحملات على رئيس الجمهورية، لكن الرأي العام سيعرف بالنتيجة سبب هذه الحملات وسيميز إذ ذاك بين الحق والباطل".

 

المكتب الاعلامي للنائب سعد الحريري أسف ان يتحول رئيس الجمهورية الى اداة اعلامية لمصلحة طرف اقليمي

وطنية ـ 1ـ 1 ـ 2005 (سياسة) صدر عن المكتب الاعلامي لرئيس كتلة "المستقبل" النائب سعد رفيق الحريري البيان الآتي: "لا يستطيع أي لبناني إلا أن يشعر بالأسف الشديد وهو يستمع الى البيانات المتتالية التي تصدر عن رئاسة الجمهورية، ويتفاقم هذا الأسف عندما يزج رئيس الجمهورية في لبنان الرئاسة في مسائل تسيء اليها والى صدقيتها بمثل ما تسيء الى اللبنانيين عموما، الذين يتوقعون من رئيس الجمهورية أن يكون في مستوى الموقع الذي يحتله.

وبمجرد أن يتحول رئيس جمهورية لبنان في هذه اللحظة بالذات الى أداة إعلامية لا وظيفة لها سوى تنظيم الردود من هنا وهناك تصبح الاساءة مضاعفة، عندما يشعر أي لبناني بأن رئيس الجمهورية يقوم بوظيفة اعلامية لمصلحة طرف اقليمي، وينضم الى جوقة الردود التي استهدفت خلال الساعات الماضية نائب الرئيس السوري السابق السيد عبد الحليم خدام، لمجرد أنه أدلى بشهادة تاريخية هي في مصلحة لبنان ومصلحة الحقيقة التي يدافع عنها اللبنانيون جميعا. ليس مستغربا على رئيس الجمهورية الذي افتتح عهده بمخالفة دستورية عبر تزوير المادة 53 من الدستور ومدد له بانتهاك الدستور وخلافا لإرادة اللبنانيين، أن يختتم عهده بتلفيق كل الحقائق التاريخية والدستورية المتعلقة بالرئيس الشهيد رفيق الحريري.

ان المكتب الاعلامي للنائب الحريري يذكر الرئيس اميل لحود بأن الرئيس الشهيد رفيق الحريري رفض تشكيل الحكومة الأولى في عهده المشؤوم، لكي لا يشارك في هرطقة دستورية هدفها إضعاف موقع رئاسة الحكومة وتجاوز اتفاق الطائف وارتكاب البدع القانونية التي لا تمت الى الدستور بصلة والتي يعرف اللبنانيون بأي أقبية سوداء حبكت. وعلى أي حال فإن التاريخ كفيل بأن يكشف لوائح المحرضين على اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري والذين يعرفهم اللبنانيون جيدا، سواء كانوا في مواقع المسؤولية أو كانوا أبواقا اعلامية لأسيادهم في الداخل والخارج. وكما أنصف التاريخ الرئيس الشهيد على لسان المقاومة ورموزها، يعرف كيف ينصف دور هذا الرجل التاريخي في توفير الغطاء الدولي للمقاومة في لبنان.

إن تاريخ الشهيد رفيق الحريري لا يحتاج لأي شهادة من أي حفنة لا دور لها في حماية استقلال لبنان وتحرير أراضيه، سوى العمل على تثبيت مواقعها في السلطة حتى ولو كان على حساب الدستور ورغما عن إرادة اللبنانيين جميعا. فهكذا وصلوا الى السلطة عام 1998 وهكذا جرى التمديد لهم في العام 2004 وهم للأسف الشديد ما يزالون يسيرون على نفس الخطى التي جعلت من مجلس النواب اللبناني أداة طيعة في يد النظام الأمني في وقت من الأوقات.

ولا يسع المكتب الاعلامي للنائب الحريري أخيرا، إلا أن ينبه كل الحريصين على هيبة الرئاسة ودورها ومكانتها الى وجوب تقديم النصح لمن يحتاج لمثل هذا النصح وألا تتحول رئاسة الجمهورية في لبنان صوتا ينضم الى فرق الردح والقدح التي استمعنا اليها خلال ال24 ساعة الماضية من خلال مجلس الشعب السوري".

 

النائب ابو فاعور دان تهجمات النواب السوريين على القيادات اللبنانية المعارضة

وطنية- 1/1/2006( سياسة) حيا عضو قيادة الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وائل ابو فاعور الحيوية غير المألوفة التي انتابت عددا من اعضاء مجلس الشعب السوري الذين انهالوا بالاتهامات والتهجمات على الشخصيات والقيادات اللبنانية التي رفضت وترفض هيمنة النظام السوري على لبنان. وتمنى النائب ابو فاعور بمناسبة الاعياد الشفاء من اعراض الحيويات المفاجئة , وبأن تأتي ايام تكون هذه الاستفاقة بدافع ذاتي , وبقناعة ذاتية , وليس بتكرار ببغائي لمعزوفة النظام الحاكم الذي لا يزال يعتقد واهما ان بامكانه ان يكون معيارا للعروبة الحقيقية , وان يجهد لعروبة احد في لبنان في الصباح ليسلخها عنه في المساء كما تعود وبعض من مأجوريه في لبنان.