المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم السبت 21/1/2006

إياكم أن يضُلَّكم أحد

 

اقترب وقت الحسم في علاقة إيران وسورية و «حزب الله»

نيويورك - راغدة درغام      الحياة     - 20/01/06//

التفكير الاستراتيجي العميق في المستقبل البعيد لكل من إيران وسورية و «حزب الله» اللبناني سيخلص الى استنتاجات واقعية هي أن الوسيلة الوحيدة لإمكان امتلاك إيران القدرات النووية لاحقاً هي لجم التصعيد والتهديد والتحالفات الخاطئة، والعودة الى التفاوض على الملف النووي من موقع دولة ذات وزن اقليمي تُحسن استخدام أوراقها في الوقت المناسب بحكمة وحنكة ورؤيوية. منطقياً، يجب أن يؤدي هذا الاستنتاج بـ «حزب الله» الى إدراك هشاشة قيمته في الحسابات الإيرانية واحتمال اضطرارها الى التضحية به في موازين «المقابل» من أجل موازين القوى. وهذا يعني أن على «حزب الله» إعادة النظر في مقومات وجوده من معادلة واضحة جوهرها أن نزع سلاحه آتٍ بصورة أو بأخرى، فمن الأفضل له أن يعزز انخراطه السياسي في بلاده بدلاً من التضحية بالانجازات التي حققتها الطائفة الشيعية في لبنان بأخطاء يرتكبها. ويعني أيضاً أن على القيادة السورية أن لا تراهن على استعادة دورها كمالك للورقة الإيرانية في منطقة الخليج، إذ أنها قد تصبح الشوكة في الخاصرة الإيرانية التي قد تضطر طهران الى اقتلاعها.

لا يزال وارداً جداً أن يتخذ الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد قرار استدعاء الحرب الاقليمية من أجل حشد المشاعر الإسلامية والعربية وراء الزعامة الإيرانية للقضايا الإسلامية والعربية. وعليه، لا يزال في قائمة الخيارات الإيرانية خيار تصعيد المواجهة مع الغرب، بدلاً من احتوائها، مما يتطلب تعزيز المحور الثلاثي بين طهران ودمشق و «حزب الله».

هذا الخيار يستدعي، بكل تأكيد، استخدام لبنان ساحة أساسية بقرار تتبناه إيران وسورية وينفذه «حزب الله» في لبنان. الطرفان الرئيسيان اللذان يتبنيان مبدأ «علي وعلى أعدائي» في مثل هذا السيناريو هما النظام السوري و «حزب الله»، إذ أن اندلاع الحرب الاقليمية سيؤدي الى التنفيذ الحرفي لناحية «عليّ» في عبارة «عليّ وعلى أعدائي». لذلك، ليس حكيماً لأي من الطرفين العربيين في المحور الثلاثي أن يحتفيا بالحرب التي قد تستدعيها إيران لأهداف الزعامة في العالمين الإسلامي والعربي.

صحيح أن «حزب الله» يستفيد من الزعامة الإيرانية، لكن الحرب التي تتطلبها هذه الزعامة في حال تبني طهران لخيار الحرب ستؤدي الى انهاء «حزب الله» وليس فقط الى تدمير لبنان. صحيح أن دمشق قد ترى في الحرب الاقليمية أفضل وسيلة لصد الضغوط الدولية عليها، إنما لا حرب ستعفي النظام السوري من المحاسبة إذا ثبت أنه اختلق حرباً أو احتضنها للتغطية على تورط القيادات الأهلية وغيرها في سلسلة اغتيالات، أبرزها اغتيال رئيس الحكومة اللبنانية السابق رفيق الحريري. الطبقة الحاكمة في إيران تفهم ذلك تماماً. لذلك، وحتى عندما يقوم الرئيس الثوري أحمدي نجاد بزيارة دمشق في عز التحقيق الدولي، فإن طهران ستنصاع للاستنتاجات وعواقبها إذا ما خلصت «اللجنة الدولية المستقلة للتحقيق» الى تورط النظام السوري بجريمة ارتكاب العمل الإرهابي، فطهران تعرف مصلحتها وتعرف متى تُقدم ومتى تتراجع عن الإقدام.

تعرف مَن يشكّل دخيرة لها ومَن بات عبئاً عليها. «حزب الله» دخل خانة العبء بعدما كان الذخيرة لإيران. فهو يقاوم قرارات دولية مُلزمة لا مفر من تنفيذها. طهران تفهم الاضطرار للرضوخ للقرارات الدولية، فهي فعلت ذلك مجبرة، ما أدى بآية الله الخميني للقول إنه يوافق على القرار 508 وكأنه يتجرع «كأس السم».

القيادة الإيرانية تفهم أيضاً أن أوروبا جاهزة مع الولايات النتحدة للاصرار على تفكيك ميليشيات «حزب الله» والميليشيات الفلسطينية في لبنان والتي تدعمها إيران أيضاً وتمولها بالمال والسلاح. ففي الماضي، تردد جزء من الأوروبيين في تصنيف «حزب الله» كمنظمة «إرهابية»، في موقف مختلف عن الموقف الأميركي. إنما لا أوروبا ولا روسيا ولا الصين، في وارد اعفاء «حزب الله» أو الميليشيات الفلسطينية من تطبيق القرار 1559 القاضي بتفكيك جميع الميليشيات في لبنان وتجريدها من السلاح.

لا أحد في موسكو أو بكين أو في العواصم العربية والإسلامية يتوجه الى مجلس الأمن للاحتجاج على نزع سلاح الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية، ولا حتى طهران نفسها. فهذا قرار دولي وليس قراراً أميركياً. إنه يتمتع الآن بالاجماع، عملياً، وذلك بعدما كان لاقى الاقتناع. يتمتع بالاجماع لأن هناك اجماعاً في مجلس الأمن على دعم حكومة رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة، الذي أقام حواراً داخلياً بشأن مسألة اسلحة الميليشيات بموافقة دولية ولفترة زمنية معقولة، إنما ليس لأمد مفتوح الزمن وليس للتهرب من تنفيذ القرار. في التقرير الأخير للأمين العام كوفي أنان حول تنفيذ القرار 1559، قال أنان في اشارة الى «حزب الله» وانخراطه كحزب سياسي في لبنان: «إن جماعة تشارك في العملية السياسية الديموقراطية لتشكيل الرأي وصنع القرار لا يمكنها أن تمتلك في الوقت ذاته قدرة تنفيذية مسلحة مستقلة خارج نطاق سلطة الدولة». وأضاف التقرير الذي أعده المبعوث الخاص لمراقبة تنفيذ القرار 1559 تيري رود لارسن «بشكل أعمّ، ان وجود جماعات مسلحة تتحدى سيطرة الحكومة الشرعية، التي يخول لها بحكم مركزها الاستفراد باستخدام القوة في كل ارجاء البلاد، يتناقض مع استعادة سيادة البلد وسلامته ووحدته واستقلاله السياسي واحترامها على نحو تام».

«حزب الله» لا يتحدى فقط مبدأ نزع سلاحه بصفته الميليشيا اللبنانية الوحيدة مصراً على الاحتفاظ بمكانته الحزبية السياسية وبسلاحه معاً على رغم أنه يُناقض احترام سيادة الدولة اللبنانية ويقوّض احترامها. انه يفاوض ايضاً على «حقوق» الفصائل الفلسطينية وميليشياتها في الاحتفاظ بأسلحتها باعتبارها «مقاومة» متحدياً صراحة سلطة الدولة اللبنانية وهيبة الحكومة والجيش اللبناني. فليقرر «حزب الله» من هو ولمن يعمل لأن في الوضوح خدمة له وللبنان. نعرف انه يعارض اتهام سورية بالتورط في اغتيال الحريري، انما ليس واضحاً لماذا يطالب بالتفاوض على مطلب الحكومة اللبنانية المعني بالسلاح الفلسطيني في لبنان، داخل المخيمات أو خارجها.

واقع الأمر ان ليس في استطاعة «حزب الله» ان يتصرف كدولة داخل دولة أو كميليشيا داخل جيش. أمامه الاختيار كفرصة أخيرة: إما أنه حزب سياسي فائق الاهمية في لبنان، أو انه ناطق باسم المصالح السورية والميليشيات الفلسطينية والزعامة الايرانية يحمل السلاح من أجلها على حساب أهله في لبنان. في الخيار الأول حكمة، وفي الثاني دمار لـ «حزب الله».

الحكمة، عموماً، بضاعة ايرانية رغم انها نادرة في الايام الاخيرة. لكن القيادة الايرانية، تقليدياً، تعرف طريق العودة الى الصواب. ولذلك فليس مستبعداً ان تكون عناصر الصفقة في صدد الإعداد. مثل هذه الصفقة تتطلب التضحية بسورية وكذلك بـ «حزب الله» إذا برزت في الأفق بوادر الاستعداد للاقرار البطيء اللاحق بحتمية وواقعية تحول ايران الى دولة نووية، على نسق السكوت على امتلاك الهند وباكستان واسرائيل وكوريا الشمالية السلاح النووي. فالتصعيد القائم قد يكون جزءاً من التهدئة الآتية شرط التفاهم على متطلبات اليوم وغايات الغد. ولأن ايران تمتلك أدوات الانتقام من العقاب وتفهم بدقة متطلبات فن التمركز الاستراتيجي، فإن الغرب يفهم حدوده معها. هذا شرط ألا تصل الحذاقة الايرانية الى درجة التهور. إذا تهورت ايران فإنها ستتقلص الى دولة معزولة، صبغتها رعاية الارهاب والجرائم والاغتيالات والتخريب، وبذلك لن تخسر فقط طموحات الزعامة وانما ايضاً ما جنته نتيجة أخطاء إدارة جورج دبليو بوش (أو حساباتها) بدءاً من تصور «الهلال الشيعي» الذي وضعه المحافظون الجدد في غمرة حماسهم.

الدول الخليجية العربية قد يخطر لها ان ايران الطامحة بالنووي والعظمة والزعامة قادرة على تنفيذ الطموحات لأنها تمتلك أوراق النفط والعراق وفتح جبهة لبنان عبر «حزب الله».ليس تماماً. بعض هذه الأوراق محروقة أصلاً اعتماداً على ما تقرره طهران. فإذا قررت ان تكون دولة نووية مقبولة في نهاية المطاف، فإن طهران مضطرة للتضحية الآن بقطبي الحلف الثلاثي، أما إذا قررت المغالاة بأهميتها الانتقالية والمغامرة بطموحاتها النووية وبتحولها الى دولة منبوذة، فإنها ستستدعي حرب الزعامة على حساب المنطقة العربية.

في أي من الحالين، لم تعد سورية مالكة الورقة الايرانية في الخليج، ومن فكر بتلك المعادلة أخير، ليس إلا رابضاً في الأمس غائباً عن معطيات اليوم. فدمشق اليوم عالة على طهران وعلى أي عاصمة اقليمية تلجأ اليها للمساعدة مع طهران أو ضدها.

دمشق متهمة بتجنب التعاون مع التحقيق الدولي الذي اقره مجلس الأمن بموجب الفصل السابع من الميثاق. ومجلس الأمن خول لجنة التحقيق مهام لا سابق لها لإتمام التحقيق متوعداً باجراءات عقابية في حال تعطيل التحقيق ورفض التعاون معه.

الرئيس الجديد للجنة الدولية المستقلة، البلجيكي سيرج برامرتز سيتسلم قيادة التحقيق قريباًمن الالماني ديتليف ميليس الذي توصل الى الاستنتاج بأن للنظام السوري ذراعاً ودوراً في الاغتيالات بناء على ما جمعه من أدلة واستنتاجات.

برامرتز أعد نفسه وهو متشوق لأن يترك بصماته على التحقيق بعد الاطلاع على ما توصل اليه الفريق الضخم التابع للجنة الدولية المستقلة. انه جاهز الآن وهو سيحيي اعمال اللجنة بعدما تهيأ للبعض انها انحسرت أو خضعت لقرارات القيادة السورية برفض الشهادة أو تقديم بعض المشتبه بهم الى التحقيق. الخطوة التي اتخذتها السلطات الاميركية بتجميد أموال صهر الرئيس السوري ورئيس الاستخبارات العسكرية السورية، آصف شوكت، لم تأت من فراغ، فهو مصنف «مشتبهاً به» حسب رسائل اللجنة الدولية المستقلة الى السلطات السورية وغيرها.

اللجنة الدولية المستقلة ستطلب قريباً من السلطات السورية توقيف عدد من المسؤولين الامنيين الكبار بصفتهم «مشتبهاً بهم» في اغتيال رفيق الحريري. وهذا سيفتح جبهة جديدة في العلاقة السورية مع التحقيق الدولي.

لا وساطة عربية في هذا، فردية أو ثنائية أو عبر الأمين العام لجامعة الدول العربية السيد عمرو موسى. فهذا قرار دولي وتحقيق دولي ولا دور لاي طرف فيه. انه تحقيق في جرائم وليس مؤامرة على العروبة واستقرارها. فإذا كان للأطراف العربية، أفراداً أو جماعات، ان تلعب دوراً من أجل سورية، عليها ان تتنبه لكلمة «وساطة» أو «توسط»، عليها ان تقاوم دعوات بعض قيادات المحور الثلاثي الى الوساطة والتوسط. فهذا دور في منتهى الخطورة لأنه إما يقدم غطاء الحماية من الاستحقاقات، او يفتح الباب على المساومات، أو يقطع الطريق على الإقرار الضروري بأنه حان زمن الحسم والمحاسبة.

 

دمشق: مواقفنا الوطنية والقومية وراء الإجراء الأميركي بحق شوكت

 برامرتس في بيروت يتعهد الحياد والتكتم وانان يتحفظ عن البيان الرئاسي لتنفيذ الـقرار الدولي رقم 1559

نيويورك , بيروت، دمشق - راغدة درغام     الحياة     - 20/01/06//

اعلن الرئيس الجديد للجنة الدولية المكلفة التحقيق في جريمة اغتيال رئيس الحكومة اللبناني السابق رفيق الحريري القاضي البلجيكي سيرج برامرتس ان اللجنة ستواصل تنفيذ ولايتها في شكل حيادي ومستقل وفقاً لقرارات مجلس الأمن، وأنه سيبذل اقصى جهده بغية عدم خذلان عائلات الضحايا والشعب اللبناني والمجتمع الدولي. ووصل برامرتس الى بيروت في السابعة مساء امس لمباشرة مهماته، في وقت دانت دمشق قرار وزارة الخرانة الأميركية تجميد ارصدة رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية في سورية اللواء آصف شوكت، معتبرة ان الأسباب التي بني عليها القرار تشكّل مواقف وطنية بالنسبة الى الرأي العام السوري والعربي. وجاء في بيان رسمي سوري ان الإجراء الأميركي يؤكد انخراط الإدارة الأميركية في حماية سياسات اسرائيل. ووصل برامرتس الى مطار بيروت وسط تدابير امنية. وتلا، قبل ان ينتقل الى مقر اللجنة في «مونتي فيردي»، بياناً معداً سلفاً باللغتين الإنكليزية والفرنسية، بعدها أُبلغ الصحافيون انه لن يرد على اية اسئلة منهم. وقال برامرتس في بيانه: «انه لشرف لي ان يختارني الأمين العام للأمم المتحدة للقيام بهذه المهمة. وأولاني المجتمع الدولي ثقته وستظل الأولوية بالنسبة إلي مساعدة السلطات اللبنانية في اطار التحقيق. كما ستؤمّن اللجنة المساعدة التقنية، بحسب الاقتضاء، للتحقيق في التفجيرات الإرهابية التي شهدها لبنان منذ الأول من تشرين الأول (اكتوبر) 2004». وأشاد بجهود سلفه القاضي الألماني ديتليف ميليس، وقال ان اللجنة «ستواصل تنفيذ ولايتها في شكل حيادي ومستقل وفقاً لقرارات مجلس الأمن». وأضاف: «أدرك تماماً الآمال المعلقة علينا من قبل عائلات الضحايا والشعب اللبناني والمجتمع الدولي، وسأبذل قصارى جهدي بغية عدم خذله». وتوجه برامرتس الى الصحافيين قائلاً: تصريحاتي ستكون مقتضبة للحفاظ على سرية التحقيق». من جهة اخرى، قالت مصادر رسمية لـ «الحياة» ان التحقيقات المستمرة مع المجموعة التي اوقفها القضاء العسكري اللبناني الأسبوع الماضي بتهمة التحضير للقيام بأعمال ارهابية وحمل اسلحة غير مرخصة وتزوير اوراق خاصة، لم تحسم في شكل نهائي انتماء المجموعة الى تنظيم «القاعدة» في انتظار اكتمال تلك التحقيقات. وكان فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي ألقى القبض على 13 عنصراً من جنسيات لبنانية وسورية وأردنية وفلسطينية وسعودية، وأحالهم بعد التحقيقات الأولية على القضاء العسكري الذي ادعى عليهم وأصدر مذكرات توقيف وجاهية في حقهم الاثنين الماضي.

وأكدت المصادر لـ «الحياة» ان اكتشاف عناصر المجموعة جاء في سياق بحث القوى الأمنية عن المدعو خالد مدحت طه (فلسطيني الجنسية) الذي ورد اسمه في تقرير لجنة التحقيق الدولية في اغتيال الحريري، على انه اصطحب احمد ابوعدس الذي كان ظهر في شريط فيديو بوصفه الانتحاري الذي نفذ عملية الاغتيال، الى سورية قبل الجريمة بأسابيع. وذكرت المصادر ان الجهات الأمنية اللبنانية حصلت على معلومات تفيد ان طه عاد الى لبنان قبل اسابيع قليلة فرصدت قريبين له، احدهما يدعى عبدالله حلاق الذي اوقف مع المجموعة لاحقاً في مدينة صيدا. واشارت المصادر الى ان حلاق اعترف بوجود شقة يتردد عليها آخرون في حي البسطة في بيروت فدهمتها القوى الأمنية واعتقلت احد عناصر المجموعة وعثرت على اسلحة، ثم تبين لاحقاً ان هناك 3 شقق اخرى تستخدمها المجموعة التي «جاء معظم افرادها من سورية». وقالت المصادر الرسمية ان هناك اقتناعاً بأن خالد طه هو الذي اصطحب احمد ابو عدس الى سورية. وكانت السلطات اللبنانية وبطلب من لجنة التحقيق الدولية طلبت من الحكومة السورية تسليمها طه لكنها ردت بأنها لم تعثر عليه وطلبت صورة له. وفي نيويورك، كشف السفير البريطاني لدى الأمم المتحدة السر أمير جونز بيري، أنه بحث مع براميرتز أثناء وجود الأخير في نيويورك ما وعد به ميليس من ايداع قائمة لدى مجلس الأمن بأسماء الذين صنفتهم اللجنة الدولية المستقلة «مشتبهاً بهم» في التورط باغتيال الحريري ورفاقه. وقال بيري لـ «الحياة» إنه طرح الموضوع بهدف تسلم مجلس الأمن تلك القائمة والتي، بحسب مصادر أخرى في مجلس الأمن، تضم اسم اللواء آصف شوكت، الى جانب آخرين من القيادات الأمنية السورية. وأكد جونز بيري أن «لندن ستنظر في الأمر» لترى اذا كان أمامها خيارات مماثلة للاجراءات الأميركية ضد شوكت. وقال ان الاجراءات التي قد يتخذها مجلس الأمن ضد شوكت وغيره «تعتمد على المعلومات التي سيقدمها» رئيس لجنة التحقيق.

واستخدم عدد من المصادر المطلعة على ملف اللجنة الدولية، والتي لها معرفة شخصية بكل من ميليس وبرامرتس، تعبير «الاستمرارية» في وصف «المرحلة الجديدة من التحقيق». وقال أحد المصادر إن برامرتس «سيستمر بالعمل الذي بدأه ميليس. إنه لا يبدأ بسياسة جديدة للتحقيق، فالاطر لم تتغير، وستكون هناك استمرارية، إذ أنه لا يبدأ من الصفر». وأشار الى أن برامرتس «عمل عن قرب وبتنسيق مع ميليس لفترة طويلة» وتجمعهما علاقة مهنية تتميز بالاحترام المتبادل. مصادر أخرى أشارت إلى أن برامرتس يرث عن ميليس «المقابلات تلك التي اجريت وتلك التي طلبت اللجنة اجراءها»، في اشارة الى طلب اجراء مقابلة مع الرئيس بشار الأسد بصفة «شاهد» وطلب استجواب شوكت بصفة «مشتبه به». وتوقعت ان يرفض برامرتس ابرام «مذكرة تفاهم» على تطبيق قرارات مجلس الأمن الملزمة كما رفضها ميليس، لأنه بدوره لا يريد الدخول في مفاوضات تنتقص من صلاحياته. ولم تستبعد المصادر أن يقوم برامرتس بزيارة دمشق، مستغلاً المرحلة الجديدة لإعطاء فرصة جديدة لدمشق للتعاون التام مع التحقيق. لكنها توقعت أيضاً أن يتحرك بحزم في الإطار الذي وضعته اللجنة لجهة التقدم الى السلطات السورية بطلب توقيف مجموعة من «المشتبه بهم». الى ذلك، حرّكت الديبلوماسية الفرنسية - البريطانية - الأميركية مجلس الأمن عبر دفعها نحو تبني بيان رئاسي في شأن القرار 1559 وذلك من أجل تفعيل دور المجلس ازاء هذا القرار الذي طالب بنزع سلاح كل الميليشات اللبنانية وغير اللبنانية. وقالت المصادر المطلعة إن الخطوة الأولى هي تبني مجلس الأمن هذا البيان، والخطوة التالية هي احياء الاهتمام الدولي باجراءات تطبيق القرار 1559 بكامله. وفي هذا الإطار، بدأت المحادثات حول إمكان قيام مبعوث الأمين العام الخاص لمتابعة تطبيق القرار 1559، تيري رود لارسن، بجولة على المنطقة.

وتحفظ الأمين العام كوفي أنان على اصدار مجلس الأمن بياناً رئاسياً في شأن القرار 1559 للدفع بتجريد الميليشيات من السلاح. وقال للصحافة إن «القرارات لا تُطبق بين ليلة وضحاها»، مشيراً الى أن الحكومة اللبنانية تعمل على المسألة «ضمن أجهزتها»، ومشدداً على ضرورة تجنب أي ما من شأنه أن يؤدي الى «ضرب استقرار البلد».  وسألت «الحياة» الأمين العام في اعقاب اجتماعه بالصحافة إن كان قصد حقاً القول إنه لا يرى ضرورة لاصدار مجلس الأمن بياناً رئاسياً في شأن 1559، فقال إنه علّق على فكرة المطالبة «بتجريد الميليشيات من السلاح الآن»، وانه «ليس متأكداً أن البيان الرئاسي سيكون مساعداً، إذ أن اللبنانيين أنفسهم يبحثون في الأمر». وتابع: «انتِ تعرفين الوضع على الأرض وهو وضع خطير».

وفي ما يخص الاسلحة والعتاد التي يقال إنها تتدفق من سورية الى الميليشيات، قال أنان: «علينا أن نفعل كل شيء من أجل اقناع أولئك الذين يشحنون الاسلحة الى لبنان بالكف عن ذلك. فالوضع في غاية الحساسية... فنحن لسنا في حاجة الى المزيد من السلاح أو التحريض». ورد رئيس مجلس الأمن للشهر الجاري سفير تنزانيا أوغستين ماهيغا، على موقف الأمين العام، بقوله الى «الحياة» تعليقاً على تحفظ أنان عن اصدار مجلس الأمن بياناً رئاسياً: «ان رأي مجلس الأمن هو اننا في حاجة اليه (بيان رئاسي) ولذلك فهو موضع بحث. قد يكون في الإمكان تعديل الفحوى. لكن رغبة عدد كبير من أعضاء مجلس الأمن هي بإصدار هذا البيان في هذا المنعطف». وأضاف ان اصدار البيان «سيكون مساعداً للحكومة اللبنانية، وهو أيضاً يأتي بإدراك جديد للوضع وبرسالة فحواها ان المجلس مستمر في قلقه».

 

سجال نووي بين إيران وجنبلاط

الجمعة 20 يناير - إيلاف / إيلاف من بيروت : يزداد يوما بعد يوم موقع رئيس "اللقاء الديموقراطي" اللبناني النائب وليد جنبلاط تعرضا إلى هجمات من صحف وسياسيين خارج لبنان يؤيدون محور سورية- إيران – "حزب الله" ، مما يستدعي من الزعيم التقدمي الاشتراكي وحزبه، ردودا تجعل الأمر أشبه بسجالات . فبعد الصحف السورية، شنت الصحافة الايرانية حملة على جنبلاط وصلت إلى حد اتهامه بأنه "يؤديء دور الراعي لمصالح الولايات المتحدة والكيان الصهيوني" ، ولم تتوانَ عن القول إنه "قبل بهذا الدور السخيف القائم على الغدر". وذلك في تعقيب على تصريحاته التي دعا فيها إلى تحديد دور سلاح "المقاومة الإسلامية" بعد الإنتهاء من تحرير جنوب لبنان من الاحتلال الإسرائيلي ، وترسيم الحدود مع سورية لتبيان لبنانية مزارع شبعا التي ذكر جنبلاط أن المجتمع الدولي يعتبرها سورية، وكذلك إصراره على أن يفك "حزب الله" ارتباطه بنظام دمشق المشتبه بتورطه في اغتيال رئيس الحكومة اللبنانية السابق رفيق الحريري، فضلا عن أن الزعيم الدرزي اتهم إيران بأنها تستخدم لبنان ورقة مساومة وضغط في نزاعها مع المجتمع الدولي حول ملفها النووي.

ورداً على الحملة الإيرانية عليه  نقل عن جنبلاط قوله:"عندما يصبح رجل مثقف متسامح مخلص مثل( رئيس إيران السابق)  محمد خاتمي عميلا للصهيونية في نظر الرئيس الحالي احمدي نجاد، يصبح سهلا على الاعلام الرسمي الإيراني التهجم علينا، ولكن على نجاد إدراك ان لبنان لن يكون وقودا للمفاعل النووي الايراني". وأضاف: "مثلما رفضنا بدعة تلازم المسارين السوري واللبناني ليتحكم بنا النظام السوري ، سنرفض حتما تلازم المسارات الثلاثة التي أضاف البعض فيها الدفاع عن إيران الى هموم اللبنانيين".

 الأزمة من مصر / وفي مصر وزعت "اللجنة العربية لمساندة المقاومة الاسلامية في لبنان" المتعاطفة مع "البعث" السوري بياناً موقعا من اربعين شخصية مصرية من مثقفين وسياسيين أعلنت "تأييدنا للمقاومة اللبنانية بقيادة حزب الله ضد المؤامرة الأميركية التي تستهدفها وتستهدف سورية ومواقفها العروبية". وندد البيان بما سمته  "التصريحات غير المسؤولة التي تفوه بها السياسي اللبناني وليد جنبلاط ضد حزب الله ووصفه لسلاح الحزب بسلاح الغدر في حضرة مساعد وزيرة الخارجية الأميركية ديفيد ولش لكي يوجه السياسات والعملاء في الاتجاه الذي تريده واشنطن وتل ابيب اي الفوضى البناءة لتخريب سورية ولبنان والمنطقة العربية".

 وفي تقرير صحافي من القاهرة، ذكر ان ثمة حالة شعبية مصرية تتضامن مع النظام السوري وتتخوف من سيناريو عراقي آخر وعبّرت عنها مقالات وتعليقات للمحللين  معظمهم ناصريون تتحدث عن "المخطط الأميركي الذي يستهدف سورية""،كما ان افتتاحيات بعض الصحف ومنها "الاهرام" استنكرت طلب لجنة التحقيق مثول الرئيس بشار الاسد امامها لاستجوابه ، معتبرة أن ذلك  "يمثل تجاوزا للخطوط الحمراء لأن سورية في النهاية دولة كبيرة ومحورية ولا يمكن التعامل معها بمنطق الاملاء واهانة هيبة الدولة". غير ان هذه المقالات تخللتها أصوات في الصحافة القومية وان خافتة تلقي باللائمة على النظام السوري وممارساته في لبنان، بل وتدعو سورية صراحة  إلى أن "تكف يد البطش في لبنان"، وذهبت  بعض الصحف المستقلة مثل "الدستور" إلى اعتبار ان محاولات الحكم المصري  الدفاع عن النظام السوري انما تندرج في اطار الحفاظ على سيناريو التوريث الذي يعد له  نظام الرئيس حسني مبارك  كي يتولى نجله جمال من بعده ، وفي هذا الإطار يهم النظام المصري بمكان أن يبقى الاسد في منصبه لأنه "يشكل بروفة"  لما ستؤول اليه الاوضاع في مصر.

ومن جهتها أصدرت مفوضية الاعلام في الحزب التقدمي الاشتراكي البيان الآتي: "تواصل الاوركسترا الاعلامية حفلات الشتائم اليومية مع انضمام بعض الصحف الايرانية الى الحملة ضد رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، وهو ما يؤشر الى صحة الموقف السياسي الذي يحذر من نمو المحور السوري الايراني ودخوله المباشر على خط الواقع اللبناني الداخلي، بما يهدف الى توظيف الازمة السياسية في المصلحة الايرانية التي تخوض مواجهة مع المجتمع الدولي تتطلب حشد كل الاوراق القابلة للاستثمار ومنها الورقة اللبنانية".

ضاف البيان ان جولة الاتهامات والتخوين اليومية من الاعلام السوري ابرز ما يفقدها صدقيتها انها صادرة عن نظام مارس القتل والارهاب في حق الشخصيات الوطنية اللبنانية والفلسطينية والسورية على مدى اعوام حكمه، وهي ساقطة سقوط كاتبيها ومحركيهم. "أما بالنسبة لانضمام فتح الانتفاضة ايضاً الى جوقة الشتامين، فذلك ليس مستغربا على قوى تدّعي النضال في سبيل القضية الفلسطينية وهي تدور في فلك النظام السوري وتخدم محاولاته المستمرة لتوتير الاوضاع في لبنان". واشار البيان الى ان الحزب التقدمي "الذي ناضل في سبيل الثورة الفلسطينية الحقة، وليس ثورة المخابرات والاقبية، لا يحتاج الى شهادات سلوك، خصوصا من هذه القوى البالية، لا بل ان تهجمات هذه البقايا هي دليل على افلاسها التام". وتمنى الحزب التقدمي الاشتراكي على جوقة الشتامين الجدد "عدم هدر الوقت والحبر على تفاهات لم تعد تنطلي على احد"، ودعا ابطال الجوقة ونجومها "الى متابعة شؤونهم الداخلية، والكف عن التدخل في المسائل اللبنانية".

 

إيران وسورية: لبنان أرض المواجهة مع الغرب 

الجمعة 20 يناير - ايلاف

لعل المتابع اللبناني لما يجري في بلاده وحولها هو الأكثر اهتماماً على وجه الأرض بزيارة رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية أحمدي نجاد إلى سورية اليوم، فالرئيس العقائدي المتقشف الذي لا يشبه الرؤساء يأتي من أقصى التشدد في طهران إلى سورية المجاورة للبنان الذي تتعلق الفئة الأوسع من شيعته بالتعاليم الخمينية وتالياً بسلاح يعبّر عن القوة ويحميها، قوة تتمثل في إيران اليوم بالقنبلة النووية التي يصر نجاد على امتلاكها، وفي لبنان بصواريخ "المقاومة الإسلامية" وملحقاتها . يجيء نجاد ليلتقي في عاصمة البلد الجار للبنان رئيس جمهورية عقائدياً هو أيضاً وشاباً مثله، ومثله يذهب في الأخطار إلى النهاية، وإن بتردد، وإن من موقع أضعف نظراً إلى فارق في الحجم بين سورية وإيران تعوضه عاصمة الأمويين بقوة الجغرافية التي تجعلها في قلب الحدث ، بينما تحتاج إيران إلى جهد وإلى واسطة "حزب الله" وخلفه شيعة لبنان لتلعب فيه دوراً يخولها اعتبار نفسها  من قلب نسيج المنطقة حتى لو تكلمت العربية بلسان أعجمي ، ألم يقل نجاد أمس عندما سئل عن سلاح "حزب الله" : "نرفض أي تدخل أجنبي"؟. إنما عندما يلتقي قرب لبنان الرئيسان الشابان المأزومة علاقات بلديهما الخارجية والمصران على تحدي المجتمع الدولي ، أو الغرب كما يعتبرانه، يكون من الحكمة أن يقلق كل لبناني لأن المواجهة قد تحصل على أرضه. 

 من هذا المنطلق نقل قول عن رئيس "اللقاء الديمقراطي" وليد جنبلاط الذي تساجل حزبه مع صحف إيران في اليومين الماضيين، مفاده ان الرئيس السوري بشار الاسد لا يزال يمارس لعبة "كسب الوقت" في انتظار تفعيل معاهدة دفاع مشترك بين دمشق وطهران، الامر الذي يعني من وجهة نظره ربط لبنان بمحور سوري – ايراني بات  قيد التشكّل والتبلور، بعدما تحكم نجاد في القرار الإيراني.

 وكانت اسبوعية "جينز" الدفاعية الأميركية كشفت اخيرا ان ايران وسورية وقعتا في ١٨ تشرين الثاني (نوفمبر) معاهدة استراتيجية تنص على ان تدعم كل منهما الاخرى ، ففي حال تعرض ايران لعقوبات دولية تتحول سورية الى مستودع للمواد الايرانية النووية، أما اذا تعرضت سورية للعقوبات، فإن ايران تظل تمدها بالمساعدات المالية، وكل ذلك مقابل ان تبقي دمشق خط ايصال السلاح والدعم ل "حزب الله" في لبنان مفتوحا.  وتقول مصادر  مناهضة لتوجهات إيران في لبنان، إن طهران تتطلع الى جعل الجنوب اللبناني مسرحا تلتقي فيه كل الاحزاب الفلسطينية الاسلامية ، مثل "حماس" و"الجهاد الإسلامي"  اضافة الى مقاتلي "حزب الله" وعناصر مقاتلة من" الحرس الثوري الايراني" بهدف فتح جبهة قتالية مباشرة على الحدود مع اسرائيل. وتقول مصادر دبلوماسية اوروبية ان الموقف الايراني في إيران الآخذ في التصعيد يشكل مصدر قلق إضافياً لدول أوروبا وللولايات المتحدة إذ بات بعض المسؤولين في هذه الدول يعتبرون أن ايران تستخدم سورية وليس "حزب الله" فحسب ورقة للضغط والتفاوض، مما يوجب التعامل بكثير من الحذر مع الوضع اللبناني وما يمكن ان يبرز فيه من مطبات أمنية مفاجئة، فلسطينية او غيرها.

لذلك تتعامل مراجع وزارية في لبنان بحذر مع المعلومات عن تزايد حجم التأثير الايراني في الفصائل الفلسطينية المنتمية الى "قوى التحالف" المدعومة من سورية. وفي اعتقادها ان طهران بدأت تتبع سياسة جديدة حيال لبنان تحاول من خلالها تجميع أكبر عدد من الاوراق، ليس من اجل استخدامها وانما للتلويح بقدرتها على التأثير في مجريات الاحداث في لبنان من أجل ممارسة الضغط على الولايات المتحدة والمجموعة الاوروبية في معركة طهران "النووية". وبكلام آخر، ترى المصادر ان طهران كانت تحظى بتأثير في لبنان من خلال البوابة السورية، أما اليوم فإنها تتمتع بدور مباشر. ولاحظت أن لإعادة السفير الايراني محمد حسين اختري الى منصبه السابق في دمشق علاقة مباشرة بالنفوذ والسياسة اللذين تتبعهما القيادة الايرانية الجديدة. ولم ينف مصدر قريب من مراكز القرار في دمشق في حديث إلى وكالة "يونايتد برس انترنشونال" أمس أن القمة  بين الرئيسين الأسد ونجاد تحمل "رسالة قوية جدا"، وتأتي في وقت تتعرض فيه الدولتان المتحالفتان والمتفقتان حول معظم الملفات ـ باستثناء بعض الخلافات في الملف العراقي ـ لضغوط دولية.

وقال إن "الرسالة القوية تقضي بأن البلدين ليسا معزولين وان تحالفهما الاستراتيجي في مقدمة الأوراق التي يمتلكانها في وجه الضغوط التي يتعرضان لها سواء على صعيد الملف النووي في الجانب الإيراني أو على صعيد التحقيق الدولي في جريمة اغتيال رئيس الحكومة اللبنانية السابق رفيق الحريري" والمحاولات المحمومة لتوريط سورية فيها". وأشار إلى أهمية القمة في هذا التوقيت الذي تخضع فيه البلدان لضغوط من الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة ، مضيفا ان سورية تدعم حصول إيران على الطاقة النووية للاستخدام السلمي بعيدا عن الأهداف العسكرية في وقت يتفق الجانبان على ضرورة وجود قواعد للتحقيق الدولي في جريمة اغتيال الحريري بعيدا عن التهم المسبقة.

وحرص المصدر على القول إن سورية "تقف على مسافة واحدة من السعودية تماما كإيران وتأخذ في الاعتبار خشية السعودية من السلاح غير التقليدي الذي تشكك بان إيران تسعى لامتلاكه"، مضيفا أن العلاقات المتميزة والمواقف شبه المتطابقة بين طهران ودمشق لا تعني تهميشا للعلاقات مع مصر أو الرياض أو أن ذلك على حسابهما. وكان وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل أعرب أخيرا عن قلق بلاده بشأن إمكان امتلاك ايران لسلاح نووي داعيا اياها الى التخلي عن أسلحة الدمار الشامل التي يمكن لها أن تهدد المنطقة.

والمح المصدر إلى أن القمة بين الأسد ونجاد ستسفر عن إعلان بعض المواقف المعروفة، بالإضافة إلى مواقف ضمنية تخص بعض الملفات الشائكة. واشار إلى اتفاق بين الجانبين على مشروعية المقاومة في لبنان وفلسطين في حين لا تصل التباينات بشأن الملف العراقي إلى درجة الخلاف "إنما تمايز بين وجهة نظر سورية بصفتها دولة عربية ووجهة نظر إيران حول الملف بصفتها دولة إسلامية".

وشدد المصدر على أن "الجانبين يريان مشروعية لحزب الله وسلاحه طالما هناك مزارع شبعا المحتلة وأسرى لبنانيون وذلك في مواجهة القوى الفردية أو السياسية وشبه السياسية في لبنان التي تركز على ضرورة التخلص من سلاح حزب الله". كما ركز على ان القمة تندرج في سياق الزيارات المستمرة والمتبادلة بين المسؤولين في البلدين والتنسيق والتشاور القائم منذ تحالف الجانبين عقب الثورة الإسلامية في إيران عام 1979. وأشار إلى أن القمة ستخرج بتأكيد على تحالف البلدين بعيدا عن سياسية المحاور التي تدينها سورية قبل غيرها، في محاولة لطمأنة بعض الدول العربية التي تخشى إيران كمصر والسعودية وحتى الأردن.

من جهته، اعتبر المحلل السياسي السوري عماد حورية أن الزيارة "حالة إعلامية أكثر مما هي سياسية ، وهي حالة ستكون فيها سورية المستفيد الأكبر"، الا انه لفت إلى أهميتها في هذا التوقيت كونها تعطي البلاد "هامشا للمناورة عربيا ودوليا خصوصاً أن ما من دولة في المنطقة باستثناء سورية لديها علاقة متميزة مع طهران". ورأى مصدر إيراني في القمة أهمية خاصة "إذ انها تجيء في ظروف دقيقة ومعقدة للغاية بسبب الضغوط على الجانبين"، وأشار إلى أن الزيارة تؤكد إستراتيجية العلاقات بين دمشق وطهران "مهما كانت الظروف او الضغوط".

وأكد المصدر ليونايتد برس انترناشيونال ان الجانبين ينسقان باستمرار في ما بينهما لا سيما على صعيد دعم المقاومة اللبنانية والفلسطينية "معنويا على الأقل". وتجنب التعليق على الخلاف بين دمشق وطهران حيال الملف العراقي، مكتفيا بالقول "إن الحوار مع الحكومة العراقية سيأتي بنتيجة من وجهة نظر طهران بينما لا ترى دمشق أفقا لهذا الحوار". وكان مسؤولون سوريون رأوا أن جانبا مهما من الشعب العراقي يتحفظ عن نتائج الانتخابات في البلد، في إشارة إلى التمثيل السني. وسخر المصدر من "قضية الهلال الشيعي التي تقلق بعض الدول في المنطقة" وفي مقدمتها الأردن ومصر السعودية، مشيرا إلى أن "لا صحة لهذه الفكرة" ومعربا عن اقتناعه بان الدول الآنفة الذكر باتت تعرف "أن الطرح غير واقعي وانه من المحال إقامة محور بغداد ـ دمشق ـ بيروت ـ طهران". وتعتبر العلاقات الاقتصادية من أبرز المواضيع الرئيسة التي ستبحث في قمة الغد، وفقا للمصادر السورية. ويبلغ حجم التبادل التجاري بين الجانبين 120 مليون دولار متضمنة الاستثمارات المشتركة ومشاريع صناعية. ومن بين المشاريع الإيرانية السورية المشتركة في سورية ، مشروع تحديث محطات كهربائية بقيمة 750 مليون دولار إضافة إلى توسيع معمل للاسمنت وسط البلاد وبناء عشر صوامع للحبوب ومصنع مشترك لإنتاج أول سيارة في سورية. كما تعد سورية المنطقة المفضلة لدى الشيعة الإيرانيين خصوصا سياحيا لوجود ضريح السيدة زينب بالقرب من العاصمة والذي يزوره ألاف الإيرانيين والشيعة يوميا.

 

 المجلس الاعلى للروم الكاثوليك شجب الاعتداء على مدافن الطائفة

ينم عن نوايا خبيثة تضمرالشر وتسعى لاثارة الفتنة والاساءة للوحدة

وطنية - 20/1/2006 (سياسة) استنكر المجلس الاعلى لطائفة الروم الكاثوليك الاعتداء على مدافن الطائفة، واصدر المجلس بيانا جاء فيه: "ان المجلس الاعلى لطائفة الروم الكاثوليك يستنكر ويدين الاعتداء الآثم الذي تعرضت له مدافن الطائفة في رأس النبع. ان هذا الاعتداء ، فضلا عن انه تدنيس للمقدسات، ينم عن نوايا خبيثة تضمر الشر وتسعى لاثارة الفتنة واشاعة البلبلة والاضطراب والاساءة الى الوحدة الوطنية. ان المجلس الاعلى يطالب السلطة بذل اقصى الجهود للكشف عن الجناة وانزال اقصى العقوبات بهم".

 

الاستماع الى شاهدين في جريمة اغتيال الرئيس الحريري

وطنية - 20/1/2006 (قضاء) تابع قاضي التحقيق العدلي في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، القاضي الياس عيد، تحقيقاته اليوم، فاستمع الى افادتي شاهدين.

 

البطريرك صفير عرض مع زواره تطورات الاوضاع والمطالب العمالية: الحد الادنى للاجور لا يتعدى الثلاثمائة الف ليرة وهي ليست كافية

وطنية - 20/1/2006 (سياسة) رأى البطريرك الماروني الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير "ان هناك مشاكل كثيرة لا نجهلها، سياسية واقتصادية واجتماعية، مؤكدا ضرورة ايجاد حل لكل هذه الامور، مشددا على ضرورة التوفيق بين مطالب العمال والصناعيين، آملا ان يولي اولياء الامر ما تستحق هذه الامور من اولويات. معتبرا ان الحد الادنى للاجور في لبنان، في هذه الايام، لا يتعدى الثلاثمائة الف ليرة لبنانية، وهي ليست بكافية. كلام البطريرك صفير جاء خلال استقباله وفدا من قيادة حزب العمال اللبناني برئاسة مارون الخولي الذي القى كلمة اشاد فيها بمواقف البطريرك الوطنية واهتمامه بالشؤون الاجتماعية والاقتصادية والعمالية.

ورد البطريرك صفير بكلمة قال فيها: "القضية العمالية هي قضية اساسية تهم الكنيسة، ليس في لبنان فقط وانما في العالم باسره، ولذلك نحن نوليها ما تستحق من اهتمام، ونحاول ان نشرح رسائل الاحبار الاعظمين في هذا المجال، والرسالة الاولى التي اصدرتها الكنيسة كانت في ايام البابا لاوون السادس عشر ولها اهمية كبرى، والباباوات الذين اتوا بعده يعودون دائما اليها". واضاف: "العامل هو في اساس الوطن، وعلى سواعد العمال تقوم الاوطان، انما يجب ان يكون لهم حقوق، وهذه الحقوق يجب ان تؤمن لهم، ونحن نعرف ان الحد الادنى في لبنان، في هذه الايام، لا يتعدى الثلاثمائة الف ليرة لبنانية، وهي ليست بكافية، ويجب ان ينعم العامل بما يستحقه من حياة كريمة، ولكن من جهة نرى بعض الصناعيين يأتون الينا ويقولون ان الصناعة بائرة في لبنان ولا يمكنهم ان يضيفوا على الاعباء التي يحملونها، وهذا يعود وفي النهاية الى الذين يتولون الامر بحيث يوفقون بين مطالب العمال ومطالب الصناعيين، ولكن الوضع السياسي في البلد، كما تعلمون، ونحن نعيشه وانتم تعيشونه معا، واننا نأمل ان يأتي يوم يتحقق فيه الانصاف بين العمال والصناعيين بحيث ان الصناعيين ينعمون بما لهم من حق، وبحيث تتوفر للصناعيين ايضا ما يحتاجون اليه من مصادر ليصدروا بضائعهم التي يضعونها في لبنان".

وقال: "لا شك ان المشكلة شائكة، وانتم تعانون منها كل يوم، ولكن ليست بمستحيلة الحل لذلك، نأمل ان يولي اولياء الامر ما تستحق هذه الامور من اولويات، وبالطبع هناك مشاكل كثيرة لا نجهلها منها سياسية اخرى بين جيراننا وبين بعضنا البعض، اضافة الى مشاكل السلاح الذي هو بأيد اناس دون غيرهم، ويجب ايجاد حل لكل هذه الامور، واولى الاوليات تأمين للعامل اللبناني واللبناني ما يحتاج اليه لعيش كريم، وهذا ما نطالب به معكم".

بعدها استقبل البطريرك صفير الشيخ سركيس سركيس يرافقه قنصل بيلاروسيا ايلي سركيس وريمون سركيس، في زيارة للتهنئة بالاعياد. وأمل سركيس بعد اللقاء: "ان تحمل السنة الجديدة الطمأنينة والسلام لجميع اللبنانيين"، منوها بدور البطريرك صفير الوطني لخدمة جميع ابنائه على مختلف طوائفهم. ومن زوار الصرح على التوالي راعي ابرشية بعلبك - الهرمل للروم الملكيين الكاثوليك المطران الياس رحال، رئيس حزب العمال الديمقراطي الياس ابو رزق، ثم رئيسة تجمع سيدات الاعمال اللبنانيات ليلى سلهب كرامي، وظهرا التقى العميد المتقاعد ادونيس نعمة واستبقاه الى مائدة بكركي.

 

النائب أبي نصر: نجاح الحوار مرهون بمدى تسليم الافرقاء بنهائية الكيان اللبناني

وطنية - 20/1/2006 (سياسة)

 رأى عضو تكتل الاصلاح والتغيير النائب نعمة الله ابي نصر ان "نجاح الحوار المرتقب مرهون بمدى تسليم جميع الافرقاء اللبنانيين بنهائية الكيان اللبناني كوطن لجميع ابنائه، وان يمتلك الافرقاء حرية القرار والتصرف بغض النظر عن المواقف العربية والاقليمية والدولية". واعتبر النائب ابي نصر في حديث الى برنامج "لبنان اليوم" من تلفزيون لبنان ان "رئاسة الجمهورية ومجلسي النواب والوزراء الامكنة المناسبة للحوار بين اللبنانيين". وايد مبادرة الرئيس نبيه بري الحوارية معتبرا ان "نجاحها يعتمد على النوايا والذهنية المفتوحة". وعلق ابي نصر على كلام الامين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصر الله ورأى فيه "ايجابيات عدة المطلوب تجسيدها وتكريسها عبر الحوار الجدي". واوضح ان "اللبنانيين قالوا ان سلاح "حزب الله" هو سلاح مقاوم وليس سلاحا ارهابيا، ولكن حقنا ان نتساءل الى اين والى متى عبر طاولة الحوار؟". وطالب ابي نصر ب"عودة الوزراء الخمسة الى الحكومة او استقالة الحكومة وتأليف حكومة وحدة وطنية جديدة".

 

نائبة وزير خارجية ايطاليا وصلت الى بيروت للتعريف بكتاب كراكسي "السلام والمتوسط"

وطنية - 20/1/2005 (سياسة) وصلت الى بيروت بعد ظهر اليوم، نائبة وزير خارجية ايطاليا مارغريتا بونيفير، آتية من روما على متن طائرة خاصة، في اطار زيارة رسمية الى لبنان تستمر حتى بعد ظهر غد السبت، للتعريف بكتاب "السلام والمتوسط " لرئيس الوزراء الايطالي السابق بنيتو كراكسي. وتلتقي رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري ورئيس مجلس الوزراء الاستاذ فؤاد السنيورة والامين العام لوزارة الخارجية بالوكالة السفير بطرس عساكر. كان في استقبال بونيفير في "مطار رفيق الحريري الدولي - بيروت"، رئيس مجلس القضاء الاعلى القاضي انطوان خير ممثلا وزير العدل الدكتور شارل رزق، وسفير ايطاليا فرنكو ميستريتا وأركان السفارة. وفور وصول المسؤولة الايطالية الى المطار عقدت خلوة مع القاضي خير حضرها السفير ميستريتا، ودامت حوالى 20 دقيقة، غادرت بعدها من دون الادلاء بأي تصريح.

 

 

اضافة الرئيس السنيورة تداول والقاضي برامرتز في تحقيقات اللجنة الدولية وعرض مع رئيس بعثة الصليب الأحمر موضوع الزيارات للاسرى والمعتقلين

وطنية - 20/1/2006 (سياسة)استقبل رئيس مجلس الوزراء الاستاذ فؤاد السنيورة في الاولى بعد ظهر اليوم في السراي الكبير، رئيس لجنة التحقيق الدولية الجديد في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري سيرج برامرتز وتداول معه في التحقيقات الجارية من قبل اللجنة في هذه الجريمة. الصليب الاحمر الدولي كما استقبل الرئيس السنيورة رئيس بعثة الصليب الأحمر الدولي في لبنان دانيال كافولي الذي قال بعد اللقاء :" لقد بحثنا مواضيع عامة حول التطورات الأخيرة في لبنان، خصوصا مواضيع تهم الصليب الأحمرالدولي والسلطات اللبنانية بشكل عام." سئل :هل هناك من جديد حول المعتقلين اللبنانيين في السجون الاسرائلية أو السورية؟ اجاب:" فيما يتعلق بالمعتقلين في إسرائيل، نحن نتابع زياراتنا للمعتقلين اللبنانيين والفلسطينيين في السجون الاسرائلية،اما بالنسبة للمعتقلين في السجون السورية، فنحن على صعيد بعثة الصليب الأحمر الدولي في لبنان، ليس لدينا أي جديد، لأننا لا نقوم بزيارة السجون السورية ، وفي هذا الإطار إن فاللجان اللبنانية والسورية التي تلتقي على الحدود بشكل دوري، واعتقد أن هناك لقاء اليوم آو غدا، وهذه اللجان تقوم بتبادل المعلومات حول هذا الموضوع، ونحن ليس لدينا أي نشاطات على هذا المستوى، ولكننا ندعم العائلات ونطرح الموضوع مع الجميع لأنه موضع اهتمام الجميع".

 

تعرض مدافن ابرشية بيروت الكاثوليكية للتخريب

والمطرانية دعت الدولة الى الاضطلاع بمسؤولياتها

وطنية - 20/1/2006 (امن) جاءنا من مطرانية الروم الملكيين الكاثوليك لأبرشية بيروت وجبيل وتوابعهما، البيان الاتي: "ليل الاربعاء 18 - 19 الحالي، تسلل مخربون الى مدافن ابرشية بيروت في رأس النبع، واعتدوا عليها، وكسروا اجزاء من القبور وعددا من الصلبان، وانسحبوا غير آبهين بالقوى الامنية المحيطة بالمدافن من الشرق والغرب. فاذ نستنكر هذا الاعتداء بشدة، منددين بمظاهر الفلتان الامني الذي بدأ يطاول الاماكن المقدسة، ويعبث بقيمنا الدينية ما يبعث على القلق، ندعو الدولة الى الاضطلاع بمسؤولياتها في وجه اصرار اعداء لبنان، كانوا من كانوا، على تخريب البلد واذكاء الفتنة".

 

لبنان أبلغ قيادة "الطوارئ" عزمه الجدي على نشر الجيش

أنان يصدر اليوم تقريره حول التجديد لـ"اليونفيل"

المستقبل - الجمعة 20 كانون الثاني 2006 - يُصدر اليوم الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان تقريره الذي سيوصي به بالتجديد للقوة الدولية العاملة في الجنوب "اليونفيل"، التي تنتهي الولاية الحالية لمهمتها في 31 كانون الثاني الجاري، مدة ستة اشهر جديدة تبدأ في الأول من شهر شباط المقبل وحتى 31 تموز 2006.

وقالت مصادر ديبلوماسية ان انان سيحيل تقريره على مجلس الأمن الدولي، الذي يرتقب ان تقوم الدول الاعضاء فيه بمشاورات لوضع مشروع قرار يدرسه المجلس في جلسة يعقدها في 31 كانون الثاني الجاري مخصصة لاقرار التجديد لـ"اليونفيل"، وفق قرار خاص في هذا الشأن، وذلك بناء على توصية انان، وعلى الطلب الرسمي اللبناني الى الأمين العام بالتجديد لهذه القوة ستة اشهر مع الحفاظ على مهمتها الحالية في حفظ الامن والسلام الدوليين، وعلى عديدها الذي يبلغ 2000 عنصر.

وتتوقع المصادر ان يكون تقرير انان متوازنا، وان يأخذ في الاعتبار الموقف اللبناني الايجابي في ما خص رغبة الحكومة اللبنانية بتعزيز وجود قواتها النظامية في الجنوب، وهو الموقف الذي كان لبنان ابلغه إلى أكثر من عاصمة مهتمة بالوضع اللبناني عبر القنوات الديبلوماسية.

كما ان لبنان سلم قيادة "اليونفيل" رسالة مفادها انه يدرس خطوة نشر مزيد من قواته الأمنية النظامية من جيش وقوى أمن داخلي في الجنوب، بايجابية، في حين يأمل ان يكون لهذه الرسالة تأثير على مضمون تقرير انان، الذي يتوقع ان يطالب لبنان بمزيد من الاجراءات لنشر الجيش والقوى النظامية في الجنوب، تمهيداً لتسلم الدولة الامن في هذه المنطقة وفي كل الأراضي اللبنانية بواسطة سلطتها الذاتية، وانسجاماً مع ضرورة تنفيذ لبنان للقرار 1614 والذي يطلب نشر الجيش في الجنوب، فضلاً عن القرار 1559، الذي يطلب أيضاً تحقيق ذلك. يذكر ان البيان الرئاسي المتوقع صدوره اليوم عن مجلس الأمن حول التقرير الثالث للموفد الخاص للامين العام للأمم المتحدة لمراقبة تنفيذ القرار 1559 تيري ـ رود لارسن، يرتقب ان يدعو لبنان الى نشر الجيش في الجنوب استكمالاً لتنفيذ هذا القرار. وتشير المصادر الى خطوات عملية ستتخذها الحكومة على صعيد زيادة عدد القوة الامنية المشتركة في الجنوب من 400 الى 700 عنصر، وسيتم نقل الضباط اللبنانيين من قانا الى الناقورة، وستقوم هذه القوة بدوريات مشتركة مع "اليونفيل" وأخرى مستقلة لحفظ الأمن في الجنوب.

 

 

مجلس الوزراء يعتبر البيان الوزاري "متقدماً" على إعلان ان "المقاومة ليست ميليشيا"

الجمعة, 20 يناير, 2006

شدد على تنفيذ قراراته في شأن السلاح الفلسطيني

أعلن وزير الإعلام غازي العريضي ان مجلس الوزراء لم يناقش في جلسته مساء أمس ما طلبه الأمين العام لــ"حزب الله" السيد حسن نصرالله, لجهة الإعلان "ان المقاومة ليست ميليشيا" لأن البيان الوزاري واضح في الموقف من المقاومة.

لكن المجلس تناول هذا الموضوع في مداولاته هذه القضية, وتم التأكيد على ان البيان الوزاري متقدم في موضوع المقاومة عن عبارة "ان المقاومة ليست ميليشيا" وان لا داعي "لتأكيد المؤكد". وبعد الجلسة تحدث لعريضي فقال: "في بداية الجلسة قال الرئيس فؤاد السنيورة: منذ أسبوعين لم يعقد مجلس الوزراء اجتماعاً وقد طرأت تطورات وأحداث واجتمعت مع كل السادة الوزراء وأبلغت اليهم كل ما جرى في السعودية ومصر والتفاصيل في شأن المواضيع التي أثيرت, الجديد في كل ذلك هو في زيارة كل من دبي والكويت واللقاءات التي جرت في الطائرة, هناك تقدم في الحديث مع الرئيس نبيه بري لتفعيل المبادرة الحوارية التي أعلنها وموقفنا لم يتغير نحن متمسكون بزملائنا الذين نتمنى عودتهم والانضمام الينا مجدداً لاستكمال مسيرة الحكومة. لقد وقع خلال الأيام الماضية حادث في الناعمة تجسد بالاعتداء على مواطنين لبنانيين ولا يستطيع مجلس الوزراء إلا ان يدين هذا العمل ويؤكد ان موقفه صارم لجهة رفض وجود السلاح الفلسطيني خارج المخيمات".

ووضع السنيورة مجلس الوزراء في جو لقائه أمس الأول مع رئيس الجمهورية العماد اميل لحود وإثارة مسألة تعيين أعضاء المجلس الأعلى للقضاء وضرورة الاسراع في ذلك وكان اتفاق على عقد اجتماع في نهاية الأسبوع بينهما في حضور وزير العدل لإنهاء هذا الموضوع لأن ثمة ضرورة لتفعيل العمل القضائي من جهة وتعيين محقق عدلي في جريمة اغتيال النائب الشهيد جبران تويني من جهة أخرى.

وأكد السنيورة ضرورة فتح دورة استثنائية لمجلس النواب لإقرار سلسلة من القوانين غير الموازنات المطروحة وقال ان رئيس الجمهورية سيتشاور في هذا الشأن مع رئيس المجلس النيابي في وقت يمارس نواب حقهم في توقيع عريضة يطالبون فيها بفتح دورة استثنائية.

وفي رده على اسئلة الصحافيين أوضح الوزير العريضي انهم ابلغوا في مجلس الوزراء ان رئيس الجمهورية لم يرفض فتح دورة استثنائية وان ما ورد في الصحف لم يكن صحيحا.

وعن كلام السيد نصرالله لجهة ان يصدر عن مجلس الوزراء في مقرراته جملة تقول "ان المقاومة ليست ميليشيا" قال العريضي: "ان هذا الامر لم يبحث، واذا كانت تتوافق مع البيان الوزاري لماذا لا يعود الوزراء على اساس البيان الوزاري هل لتأكيد المؤكد. هذا رأي سماحة السيد الذي نحترم ونكرم لكن هذا الامر لم يطرح في مجلس الوزراء والبيان الوزاري نلتزمه جميعا، موضحا انه شخصيا لم يعد يعلم اين هي هذه المشكلة لانها بدأت في مكان وانطلقت الى امكنة عدة وفي كل الحالات اتمنى على المستوى الشخصي وباسم المجلس.

 

السنيورة يتوجه الأحد الى عمان ويلتقي الملك عبداللـه والبخيت

النهار 20/1/2006: يسافر رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة صباح الاحد المقبل الى عمان على رأس وفد وزاري حيث يترأس ونظيره الاردني معروف البخيت اجتماع اللجنة العليا المشتركة الاردنية اللبنانية ويجري محادثات مع المسؤولين الاردنيين وفي مقدمهم العاهل الاردني الملك عبدالله. ويتوقع ان يعقد خلال اجتماع اللجنة عدد من الاتفاقات الثنائية. وكان السنيورة استقبل امس في السرايا وفدا من حزب الطاشناق برئاسة رئيس الحزب هوفيك مخيتاريان ضم النائب أغوب بقرادونيان واستيفان دير بدروسيان الذي قال على الاثر: "تشاورنا مع الرئيس السنيورة في المستجدات اللبنانية وكررنا موقفنا الداعم للتوافق على المبادىء الاساسية". كما استقبل النائب عبدالله فرحات، ثم نائبي زحلة عاصم عراجي وكميل المعلوف، وعلى الاثر قال عراجي: "هنأنا الرئيس السنيورة بعيد الاضحى وبالحج، وتناول الحديث الشؤون الوطنية وتمنينا ان ننتقل الى مرحلة الحوار الوطني. كما تحدثنا عن حاجات منطقة البقاع وخصوصا منطقة زحلة في فترة الركود الاقتصادي والتجاير،  والوضع الزراعي الصعب، ودولة الرئيس كان متفهما ونشكره على الاهتمام الذي أبداه لمعالجة المطالب الملحة".

نائبة وزير الخارجية الايطالي اليوم في بيروت

النهار 20/1/2006: تبدأ نائبة وزير الخارجية الايطالي مرغريتا بونيفيد، بعد ظهر اليوم، زيارة لبيروت للتعريف بكتاب "السلام والمتوسط" الذي وضعه رئيس الوزراء السابق بينيتو كراكسي. وفي برنامجها لقاءات ابرزها على التوالي مع رئيس مجلس القضاء الاعلى انطوان خير في الثانية والنصف، ورئيس لجنة حقوق الانسان النائب ميشال موسى السادسة مساء في البريستول، ورئيس الحكومة فؤاد السنيورة السابعة مساء في السرايا. ويقيم لها السفير الايطالي فرنكو ميستريتا مأدبة عشاء تكريمية في السفارة الثامنة مساء على ان تقابل رئيس مجلس النواب نبيه بري غدا.

 

بويز: لا يجوز نسيان تضحيات المقاومة والحوار يقتضي حرية بعيداً من ارتباطات خارجية

النهار 20/1/2006: شدد الوزير السابق فارس بويز على انه "لا يجوز على الاطلاق ان ننسى تضحيات المقاومة البطولية وانجازاتها ودورها الاكبر في تحرير البلاد من خلال اعتبارها ميليشيا"،ورأى "ان الميليشيا في المفهوم المعتمد هي مجموعة منظمة مسلحة غالبا ما تفتقر الى قضية، وان كانت لها قضية لقد تكون هذه القضية غريبة عن مبدأ الاجماع الوطني حولها".

أضاف بويز في تصريح أمس: "ان اهداف المقاومة بعد التحرير  ومهماتها والتوافق على عملها وسلاحها تشكل موضوع الحوار الذي يفترض ان يحسم موضوع مزارع شبعا، وهذا الحسم لا يكون الا باقرار سوري يقدم الى الامم المتحدة بلبنانية هذه المزارع وعندئذ يتفق على اسلوب تحريرها. وكيفما كان الخلاف في الرأي في سلاح المقاومة او عملها لا يجوز ان يبحث الامر الا تحت عنوان المقاومة التي حررت جنوب لبنان من الاحتلال الاسرائيلي. وان استمرارها في مهمتها يرتبط بتكريس لبنانية مزارع شبعا وبالاتفاق على النهج الذي ستمارسه الدولة حيال هذا الامر.

ان الشرط الاساسي لاي حوار يكمن في حرية الافرقاء المتحاورين واستقلاليتهم ووطنيتهم وقدرتهم على اتخاذ قرار بعيدا من ارتباطاتهم ومن اصطفافهم الاقليمي او الدولي. والمؤسف اليوم ان معظم الافرقاء يظهرون كأنهم فقدوا حرية التصرف من خلال هذا الاصطفاف. والسؤال اولا والشرط المسبق لاي حوار هو: من يستطيع ان يقدم على الحوار وكم من الافرقاء يستطيعون ذلك لاتخاذ قرارات بملء ارادتهم بعيدا من اي التزام حيال الخارج؟ الجواب هو قلة قليلة. ان اي حوار يتطلب ايضا تحديدا واضحا للنقاط الخلافية وقدرة للافرقاء على التزام الموقف الذي سيتخذونه اولا، ومن ثم التزام القرار الذي تتخذه الاكثرية، ومن هنا تنشأ مشكلة استصدار نتيجة الحوار، وهل تكون مبنية على الاكثرية العددية او على منطق الديموقراطية التوافقية السائد في لبنان؟ هذا موضوع جدل لم يحسم بعد في اذهان الافرقاء فيما معلوم ان لبنان لا يمكن ان يبنى على منطق الاكثرية العددية، وان اعتقد ذلك فريق فسيعود حتما عن هذا الاعتقاد مستقبلا اذا تغيرت تحالفاته الداخلية. فما معنى التوافق في القضايا الاساسية المصيرية ان كانت ظروف تكتيكية تستطيع الغاءه او محوه؟"

ولفت بويز الى ان لا أحد، ومهما يكن السبب يمكنه ان ينقض حق الناس في التظاهر والتعبير عن الرأي الا عندما تكون ثمة مؤشرات واضحة الى الاخلال بالامن".

 

مجلس فاتحة عن روح شمس الدين في ذكراه اليوم

النهار 20/1/2006: تقيم الجمعية الخيرية الثقافية ومؤسسة الامام شمس الدين للحوار وعائلته مجلس فاتحة عن روحه في الذكرى الخامسة لرحيله في المجمع في مستديرة شاتيلا، من الثالثة الى الخامسة بعد ظهر اليوم.

 

أين كنتم أيام الشطب والإلغاء ؟

النهار 20/1/2006: ادمون صعب

"ليست لدى الشيعة نية لحكم لبنان، واقصى ما يطمحون اليه هو الشراكة  مع بقية  اللبنانيين (...) والهلال الشيعي  لا مقومات له وهو مشروع تحريضي".السيد حسن نصرالله الأمين العام لـ"حزب الله"("الحياة" 18/1/2006)

الذين تابعوا الحوار التلفزيوني مساء أول من امس مع الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله، أبدوا ارتياحهم الى اللهجة المسالمة التي تحدث بها رئيس المقاومة، والمقاربة الهادئة جدا لأسباب الخلاف بين فريق الغالبية وحركة "أمل" و"حزب الله" حول القرار 1559 والذي أدى الى تعليق مشاركة ممثلي الثنائي الشيعي في جلسات مجلس الوزراء. والواقع ان المقاومة هي "أم الصبي"، ومطلوب منها التنازل عن فكرة فسخه ليبقى حياً. وثمة من يشبّه لبنان بالمرأة الحامل وقد شارفت الوضع وتنتابها آلام حادة وهي تصرخ بين الحين والآخر بسبب التنازع على المواقع في السلطة، وعلى القرار خصوصا، بعد انتهاء نظام الوصاية اثر خروج القوات السورية ومخابراتها من لبنان في 26 نيسان الماضي، وما أعقب ذلك من تغييرات لم يكن اللبنانيون قد استعدوا لها، ولا حسبوا لها حسابا. ويؤكد أصحاب التشبيه ان المرأة لم تكن تتوقع حملا، وهي أمضت عقدا ونصف عقد تجرب الحمل فلم توفّق، الى ان حملت فجأة، وأجري لها مسح وفحص صوتي أظهرا انها سترزق ذكرا. وأفاد الاطباء المتابعون لها ان ولادتها ستكون صعبة، وربما استلزمت عملية قيصرية، ولكن لا خوف عليها ولا على الصبي، وإن ملأت العالم صراخا.

وعندما نقول ان المقاومة هي أم الصبي، فانما نعني  أنها لن تسمح بان تخرب البلاد، من اجل ان "يقوّم" كل فريق كلمته. كذلك نقول يجب الا نيأس من التوافق والتفاهم على حل، مهما يكن صعبا. وهنا نخالف "سيّد الشهداء" عندما يبدي يأسه من الحل اللبناني في الحديث الذي ادلى به الى الزميلة "الحياة" قبل يومين، مستعيدا لازمة نشيد اليأس من استرجاع السيادة والاستقلال والقرار الحر بقوله "(...) ان ما جرى في الاسابيع الاخيرة يدل على ان من الصعب ان يدير اللبنانيون شؤونهم لو تركوا لانفسهم". وكان البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير ومعه مجلس المطارنة الموارنة دأبوا منذ عام 2000 على رفض هذه المقولة والمطالبة بترك اللبنانيين يديرون شؤونهم بانفسهم، بعيدا من تدخلات الخارج. وقد منح هذا الموقف اللبنانيين الامل في استرجاع القرار الحر، رغم الظروف الصعبة التي واجهوا، دون ان تشاركهم المقاومة في هذا الموقف بسبب تحالفها الاستراتيجي مع سوريا. وهو التحالف الذي وفّر عليها المتاعب التي تُصادف حاليا وتُضطرها الى المحاربة على اكثر من جبهة. وقد وجهت بلسان نصرالله نداء الى العرب الى "التدخل بين لبنان وسوريا"، بدل ان تطلب هذا الامر من نفسها، لانها الاقرب الى سوريا، وكونها لبنانية ولديها جسور مع دمشق فهي الأَولى بالمعروف، ولا نظن ان الآخرين اعرف منها واقدر في هذا المجال.

كذلك نريد مخالفة السيّد في ما قاله لـ"الحياة" في دفاعه عن المقاومة في "الحرب" التي تُشن عليها، من انه يحس "ان ثمة اشخاصا في البلد لا يريدون بناء دولة، ولا يريدون للبنانيين ان يتوافقوا"، وان الحل هو في ان يكون هناك اطراف آخرون يدعمون من الخارج هذا الفريق او ذاك، ويغلّبون هذا الرأي على ذاك، اذا لم يفرضوه، "وهذا يعني يقول نصرالله "اننا في حاجة الى الشقيق العربي ليتدخل بيننا".

وهذا الهروب الى الامام، في نظرنا، من مواجهة اللبنانيين بعضهم بعضا بالحقائق المتنوعة، قديمها والجديد، يفرض توقفاً، وإن للحظة، من اجل التأمل في ما حال ويحول الى الآن دون "بناء دولة" والذي رده نصرالله الى "العقلية السائدة حالياً، عقلية العزل والالغاء والشطب".

علماً ان هذه العقلية ليست بنت ساعتها، بل هي سائدة منذ قيام المقاومة وفي عهد الوصاية السورية على لبنان وقد دفع ثمنها فريق اساسي وشريك في الصيغة اللبنانية، هو المسيحي الذي طالما نعتته الثقافة التي سادت خلال فترة الاحتلال الاسرائيلي لاجزاء من الجنوب والبقاع الغربي قبل ان تحررها المقاومة في ايار 2000، بأنه "متصهين" وربّت اجيالاً على هذه الثقافة التي لا تزال آثارها ماثلة في اجزاء كبيرة من "الغيتو" الشيعي الذي حصرت المقاومة قسماً كبيراً من الشعب داخله، وعزلته عن سائر الاجزاء، والسيد نصرالله أعرف من الآخرين بهذا الامر.

والتاريخ يشهد ان الذين تعرضوا لـ"العزل والالغاء والشطب"، مرة بالاغتيال كالرئيسين الشهيدين بشير الجميل ورنيه معوض، ومرة بالنفي الاختياري كالعميد ريمون اده، والقسري كالعماد ميشال عون، ومرة ثالثة بالزج في اظلم السجون كالدكتور سمير جعجع، فضلاً عن الملاحقات والمطاردات ومختلف انواع التعذيب، هم المقاومون لنظام الوصاية و"العزل والالغاء والشطب" التي تعرض لها هؤلاء بعد ابعاد ممثليهم عن المشاركة في السلطة اكثر من عقد ونصف عقد، دون ان يصدر عن"حزب الله" والمقاومة عموماً موقف واحد او كلمة واحدة رفضاً لهذا الامر... !

وها هو الفريق المسيحي المذكور يجاهر اليوم، من البطريرك الماروني الى الدكتور جعجع والعماد عون، برفض "عقلية العزل والالغاء والشطب" التي يمكن ان يمارسها اي طرف، وخصوصاً من يظنون انفسهم انهم الغالبية، متناسين انهم يحتاجون الى "حزب الله" و"امل" اكثر من حاجتهم الى اي طرف خارجي لاقامة جسور في الداخل، ومع سوريا كذلك، ولا سيما اذا استمر التحقيق الدولي طويلاً. علماً ان ملف التحقيق في اغتيال الرئيس الاميركي جون كينيدي لا يزال مفتوحاً رغم مرور اكثر من اربعين سنة عليه.

ان ما نحتاج اليه في هذه الايام هو الواقعية والتعقّل اذا كنا حقاً نبحث  عن حلول، وليس عن هروب، ودعوة الخارج العربي الى نصرة فريق على آخر، رداً على اتهام  فريق في الداخل بأنه يشرك فريقاً اجنبياً، وتحديداً اميركياً - فرنسياً، في القرار المحلي، وخصوصاً حيال المقاومة وتطبيق القرار 1559.

من هنا يجب ان نبدأ.

ولعل  الخطوة الاولى على طريق "بناء دولة بالتوافق"، تكون بالنظر الى المقاومة من خلال كونها  كقطعة النقد الواحدة ذات وجهين مقاوم وميليشياوي. وهذه الازدواجية بين المقاومة والميليشيا، تجعل موضوع المقاومة  متعارضاً في الاساس مع مشروع الدولة والقدرة على التغلب على قيام سلطة موازية  لسلطة الدولة تستقل في منابذ شعبية ومربعات أمنية. كما ينحصر في المقاومة دون سواها  قرار الحرب والسلم بسبب الطابع الميليشياوي الملازم لها والذي يصعب التخلص منه لأنه اللحم بالنسبة الى العظم في الجسم المقاوم. لذلك كان المطلوب نزع الطابع الميليشياوي عن المقاومة،  اي ايجاد صيغة لعملها بالتنسيق مع الجيش وربط قرارها بمجلس مقاومة تتمثل فيه السلطة السياسية وقيادة الجيش. على ان يوضع ترتيب تدريجي،  كما في كل الدول التي نشأت فيها مقاومة، لانخراط المقاومين في الاجهزة الشرعية وتسليم السلاح الى الجيش في نهاية  المطاف على ما اقترح العماد ميشال عون ووافقه نصرالله.

هل ندم "حزب الله" على عدم وفاء الغالبية بالاتفاق الرباعي؟

لا بأس، لأنه كان تجاوزاً لفكرة  "بناء دولة"، على أساس توافقي على ما قال نصرالله.

فهل هذا  كان المطلوب يا سيد؟

 

إلى السيد حسن نصراللـه عن "قداسة المقاومة"

المقدَّسون العلمانيون لم يقدَّسوا

النهار 20/1/2006: نشرت جريدة "السفير" في عددها الصادر في 17 كانون الثاني 2006 حديثاً نقل عن سماحة السيد حسن نصرالله قال فيه رداً على السجالات الدائرة بين الحزب والزعيم الاشتراكي وليد جنبلاط أنه يقبل النقد والشتائم عدا المسّ بقدسية المقاومة. وقد وضعت "السفير" هذه الجملة كمانشيت في العدد المشار اليه. وليسمح لنا سماحة السيد حسن نصرالله ان لا نوافقه على ما يقول إن أهم إنجاز يقوم به وليد جنبلاط الآن هو إلغاء طابع القداسة عن المقاومة الاسلامية. فاذا كانت المقاومة ضد اسرائيل قداسة، فإن الحزب الشيوعي اللبناني ومنظمة العمل الشيوعي والحزب السوري القومي الاجتماعي والشعب اللبناني الطيب في بيروت والجبل والبقاع والجنوب يأتون في طليعة المقدَّسين الذين واجهوا قوى الاحتلال الاسرائيلي دون أن يمنحهم النظام السوري حق احتكار العمل المقاوم في لبنان كما فعل بالنسبة لـ"حزب الله".

كما أن هؤلاء المقدّسين كانوا فقراء لم تقف خلفهم دول نفطية تمدّهم بالمال والسلاح كما هو الامر مع المقاومة الاسلامية حالياً.

من ناحية أخرى فإن هؤلاء المقدّسين العلمانيين لم يهدفوا في العمليات التي قاموا بها الى توظيف هذه العمليات في خدمة أغراض لا صلة لها بالتحرير، بل لأجل الدفاع عن النظام السوري والايراني وتحسين مواقعهما في المفاوضة مع الولايات المتحدة والغرب كما هو الامر مع المقاومة الاسلامية (...).كما أني أقول هذا لأني لم أفهم كيف أنكم لم تطرحوا يوماً مسألة السبب في تشجيع النظام السوري المقاومة ضد اسرائيل من لبنان ولا يجيزها من سوريا بحيث تقاس المواجهة مع اسرائيل بمكيالين مختلفين، بل متناقضين.

كما لا أفهم إطلاقاً لماذا هذه الحمية في الدفاع عن الشعب الفلسطيني داخل الاراضي المحتلة في حين أنكم وقفتم لامبالين ايام عمليات اقتحام مخيمات الشعب الفلسطيني في لبنان التي جرت في الثمانينات من قبل حلفاء سوريا مما أدى الى تشريد كثير من الفلسطينيين وإحلال سوريين مكانهم في هذه المخيمات. حين جرى تأسيس حزبكم سميتموه "حزب الله" كي تجعلوا كل من ينتقد مواقفكم وكأنه ينتقد مواقف الله سبحانه وتعالى، فحميتم أنفسكم ضمن أجواء قداسة، في حين أنكم لستم بقديسين بل بشر مثل غيركم غير معصومين. دعني أذكركم يا سيدي بأنه اذا كان ثمة معصومون بحسب المذهب الشيعي فهم الأئمة الاثنا عشر وبعد هذا لا يوجد من معصومين لا أنتم ولا غيركم، فلقد أخطأتم أحياناً كما أخطأ غيركم وأصبتم أحياناً أخرى كما أصاب غيركم. إن النضال ضد اسرائيل ليس من شأنه أن يضفي هالة القداسة على أحد، والمقاومة ضد اسرائيل يجب ألاّ تكون وسيلة للتمايز عن غيركم من القوى السياسية بحيث ترفضوا أي انتقاد لكم بحجّة قداسة المقاومة. إن سماحتكم مدعوون الى الرد على الاسئلة التي يطرحها الزعيم الوطني وليد جنبلاط وغيره من القوى السياسية وهي:

أولاً: لماذا تريدون وضع لبنان في مواجهة المجتمع الدولي بإصراركم على اعتبار مزارع شبعا أرضاً لبنانية (وهي كذلك)، في حين أنكم ترفضون الطلب من النظام السوري اتخاذ موقف رسمي يقرّ بلبنانية هذه المزارع؟

ثانياً: لماذا لا تجيبون عن التساؤلات التي يطرحها الكثيرون حول ان اعمال المقاومة التي يمكن القيام بها في هذا الظرف ليس من شأنها أن تؤدي الى التحرير، خصوصاً بعد الاتفاقات والتفاهمات التي تمت مع اسرائيل عبر بعض القوى الدولية، بقدر ما تؤدي الى وضع قضية المقاومة ضد اسرائيل ورقة مساومة بأيدي سوريا وايران في مواجهتهما للغرب حول بعض القضايا التي لا علاقة لقضية التحرير بها؟

ثالثاً: لماذا تتجاهلون ما قامت به قوى 14 آذار من مواقف ايجابية لجهة رفضها تطبيق القرار 1559 لجهة نزع سلاح الميليشيات (و"حزب الله" ميليشيا) الا بنتيجة تفاهم داخلي سلميّ وحوار يقوم بين القوى المعنية وأنتم الاساس فيها؟

رابعاً: لماذا تتجاهلون ان القرار 1559 لجهة نزع سلاح الميليشيات هو طبق الاصل عن أحد قرارات مؤتمر الطائف الذي أسس للنظام اللبناني الجديد ويحظى بقبول جميع أطراف المجتمع اللبناني؟

خامساً: لماذا تغامرون مباشرة أم بالواسطة بإطلاق صواريخ الكاتيوشا التي ليس من شأنها أكثر من أن تنشر الذعر بين المدنيين الاسرائيليين المقيمين في منطقة الجليل وتغامروا بردود الفعل الاسرائيلية الممكنة التي قد تصيب في البلاد مقتلاً اذا ما جرى تدمير البنية التحتية فيه؟

سادساً: لماذا لا تدركون أنه باستثناء المواطنين الجنوبيين الذي يعيشون تحت حمى بندقية "حزب الله" الوحيدة بقرار سوري حيث لا تقبل بندقية غيرها، وباستثناء بعض من يدينون لكم بالطاعة وليس بالاقتناع فإن الغالبية الساحقة من الشعب اللبناني لا يشاطرونكم سياسة المغامرة التي تنفذونها دون موافقة منهم، في حين أنهم سيدفعون ثمنها حتماً؟

تلك اسئلة يجب على سماحتكم وعلى حزبكم الرد عليها ليس بالوعيد ولا بالاحتماء بالقداسة، بل عليكم ان تناقشوها مع غيرها من الاسئلة مع باقي القوى السياسية على أساس مناقشة الندّ للندّ وليس على أساس انها مناقشة بين قديس ولص.

ومن يدري، يمكن أن تكونوا مصيبين في مواقفكم، الا أنكم لستم قديسين لمجرد قيامكم برفع السلاح في وجه اسرائيل.

 

كلام في الفتاوى السياسية: وحدة الكيانين السياسي والديني

النهار 20/1/2006:

بقلم الشيخ عفيف النابلسي/ رئيس هيئة علماء جبل عامل

من المفاهيم ما قد امتزج واختلط باللبس والمغالطة، ومنها مفهوم ومقولة فصل الديني عن السياسي فصلاً يجعل كل ما هو ديني في خانة مقفلة، وكل ما هو سياسي في خانة مقفلة أخرى، بحيث تنقطع الصلة بينهما، ويصبح كل واحد منهما كياناً مفهومياً منعزلاً عن الآخر، وموضوعاً يمنع على غير الدينيين أن يتداولوه أو يبحثوه إن كان الصنف المعروض دينياً، وعلى غير السياسيين أن يتعاملوا معه ويتعقبوه إن كان الصنف المعروض سياسياً. ولا يرى البعض في ضوء ذلك ما يمنع الفصل القاسي والدموي أحياناً لهذه الثنائية، الذي يكفل إبعاد ما هو ديني عما هو سياسي.

ولنا في ذلك كلام يطول ويطول لا مكان له الآن ولكن - لا أقلّ - أقول: إن السعي وراء فصل الديني عن السياسي هو سعي وراء سراب، واندفاعة غير واعية نحو موقف لا يستند إلى العقل ولا إلى العلم بشيء. وحتى إنه يمثل تناقضاً في ما يتعلق بالممارسة اليومية للإنسان أينما وُجِدَ هذا الإنسان، ويعقد حياته السلوكية وعلاقاته وفلسفته الناشئة من تفاعل الرموز والأفكار الدينية بالزمنية.

إذاً، نسقط هذه المقولة منذ البداية ونخرجها من دائرة البحث، ونعتبر الديني والسياسي بمثابة الروح للجسد، وأن شطر أحدهما عن الآخر يفقِد الجوهر ذاته، والموضوع صلاحيته وفاعليته. والتاريخ يروي لنا ما قد حدث عندما أريد إلغاء العقل ودور العلم والمعرفة والتجارب من حياة الإنسان. وكذلك هو نفسه يحدثنا عما حدث عندما تمَّ إقصاء القيم والأخلاق والدين من مجال العلاقات الإنسانية. لذلك، ما نريد تأسيسه أو تأكيده هو هذه المقولة الرائعة للشهيد المجتهد آغا "مدرس" عندما قال: "سياستنا عين ديانتنا، وديانتنا عين سياستنا".

وأظن أن في هذا التحديد لمعنى هذه الفلسفة ما يقوِّم الأداء الإنساني في الحياة، والموقف من كل ما يحيط بالإنسان من مشكلات وأوضاع ونظم وأفكار وثقافات ترتسم على صورة واقعه.

والسياسة وتحولاتها خاضعة كما بقية الأشياء الأخرى إلى الفكرة التي تبنيناها وأسسنا عليها منهجنا، أي إلى ترشيد من الدين كي لا تنحرف الأفعال والخطابات التي يقوم بها الساسة عن الخط الديني الاخلاقي. ولهذا نرى الدين ينزل عند كل تفصيل من تفاصيل الحياة الإنسانية حتى قيل:"ما من واقعة إلا ولله فيها حكم"، ما يعني أن الدين يقف في خط الإرشاد والتوجيه والتنبيه وفرض الحكم المناسب عند كل واقعة تعترض سبيل الإنسان.

وقد يجد البعض في تدخل الدين في كل صغيرة وكبيرة ما يدعو إلى النفور، خصوصاً إذا تعارض ذلك مع مصالحه وأسلوب تفكيره ونمط الحياة التي يعيشها. فيتخذ من كل ما يصدر عن علماء الدين موقفاً سلبياً لأنه يباين ما هو عليه. بيد أن مراعاة القيم التي يقوم عليها كل مجتمع تستوجب تدخلاً من قبل علماء الدين العارفين بأحكام الشريعة. فهم يرون ذلك من واجباتهم ومسؤولياتهم الأساسية لحماية الإنسان من تعميات أهل الجهل والباطل، وخصوصاً عندما تشتدّ الفتن ويعم الشذوذ. فقد ورد في الحديث أنه "إذا ظهرت البدع فعلى العالم أن يظهر علمه، فإن لم يفعل سلب نور الإيمان". وليست الأحكام والمواقف والفتاوى التي يطلقها أرباب العلم والدين إلا من باب الحرص على استقرار المجتمع وثبات القيم والحفاظ على جوهر الإنسان من التلوث والإنحراف. إذ إن الموقف الشرعي أو الفتاوى الشرعية التي يطلقها العلماء ما هي إلا خلاصة موجزة لما يُعتقد أنه الأصلح والأنسب والأفضل للإنسان في مجال العمل. وليست الأمور منوطة في جانبها السياسي فقط، بل إن الأبعاد الفسيحة للفكر الإسلامي في تناوله مختلف القضايا تتطلب من يحدد للمكلفين المواقف العملية أو ما يسمى بالوظائف العملية خصوصاً عند فقد الدليل الإجتهادي على الحكم الشرعي المحصل من الكتاب والسنة وبقية الأصول.

وقد عُرف عن الشيعة الإمامية أن الفقيه الجامع لشرائط الفقاهة لديه السلطة الكاملة في إصدار التشريع الإجتهادي المناسب في مجالات الفراغ التشريعي. ومن ضمن هذه المجالات التي تمتد إليها سلطة الفقيه التشريعية تلك المتعلقة بالموضوعات الخارجية التي هي واحدة من مجالات عمله  المهمة التي تستوجب منه استنباط الحكم المناسب وإبلاغه إلى الناس. وهناك أمثلة كثيرة على تدخل الفقيه في مثل هذه الموضوعات نذكر منها:

-1 فتوى الميرزا محمد حسن الشيرازي( 1851-1894) المعروفة بفتوى تحريم التنباك، وذلك على إثر إقدام الشاه ناصر الدين على توقيع إتفاقية مع شركة الدخان الإيرانية البريطانية التي أعطيت إمتيازاً باستثمار التبغ لمدة خمسين سنة مقابل مردود زهيد للفلاحين وللحكومة الإيرانية، حتى سرت النقمة بين الفلاحين، وجرت حركات مناهضة لسياسة الشركة، فأصدر الميرزا الشيرازي فتوى نهى فيها عن استعمال الدخان، وجاءت صياغة الفتوى على الشكل التالي: "التدخين الآن حرام، هو بمثابة محاربة إمام الزمان".

-2 فتوى مراجع النجف بوجوب قتال الإحتلال البريطاني، في ما سمي آنذاك ثورة العشرين. فعلى الرغم من سياسة العثمانيين العدائية ضد الشيعة التي تسببت بالعديد من المواجهات الدموية والثورات المتنقلة من قبل الشيعة الإمامية، إلا أن المراجع وجدوا أن خطورة الإحتلال البريطاني تستوجب غض الطرف عن جرائم العثمانيين وانتهاكاتهم، ومؤازرتهم لصد الإحتلال البريطاني لأنهم أيقنوا أن المرحلة تتطلب وحدة إسلامية عامة لمواجهة القوات البريطانية الغازية التي لم تكن أهدافها تنطلي على أحد.

من هنا، يمكن معرفة ظروف ومقتضيات كل حكم إجتهادي صدر عن المراجع في تلك الفترة في ضوء المصالح العامة للمسلمين بطريقة تنعكس إيجاباً على وحدة المسلمين وتمنع عن الأعداء التسلل عبر منافذ الإختلافات المذهبية التي نشأت بين المسلمين الشيعة والعثمانيين قبل مجيء القوات البريطانية المحتلة.

-3 فتوى المرجع الديني السيد محسن الحكيم الذي حرَّم التعامل مع حكومة عبد الكريم قاسم باعتبار أنها كانت إمتداداً  للإيديويوجيا الشيوعية. والمعروف على المستوى النظري مدى الخلاف الفكري بين الإسلام والشيوعية. فقد نشأت بين أتباع الإسلام والشيوعية صدامات وصراعات فكرية وسياسية حادَّة مع بروز الشيوعية واتساعها خصوصاً في العالم الإسلامي والعربي. ونظراً الى الخطورة القصوى التي كانت تسببها الأفكار الشيوعية على الأجيال الإسلامية، فقد كرَّست مرجعية السيد محمد باقر الصدر إهتماماً واسعاً للتصدي لمثل هذه الأفكار. وأقامت سجالات حادَّة  لنقض المباني الفكرية والسلوكية التي تقوم عليها الشيوعية. وفي كل الأحوال، فقد وصل الأمر بالسيد الحكيم أن أصدر فتوى مثيرة للجدل عندما اعتبر الشيوعية كفراً وإلحاداً وما ذلك الا لإيقاف المد الشيوعي داخل العراق وإخراج أتباعه من الحكم بشكل كامل.

-4 فتوى المرجعيات الإيرانية بحرمة الصلاة خلف كل إمام لا يحمل إجازة من مرجعه. فإبَّان إحتدام الصراع بين التيار الديني والسلطة البهلوية الممثلة بالشاه رضا بهلوي، حاول الشاه القيام بسياسة التفافية من خلال إرسال أكثر من ثلاثة آلاف من مخابرات السافاك الإيرانية على هيئة علماء دين ومبلغين في المجال الديني إلى القرى والدساكر في مختلف أنحاء إيران. كانت هذه الحملة تستهدف تدجين الناس وإرعابهم وإخافتهم من الإنجرار في ثوارت ضد النظام، ومحاولة بث الفكر التخاذلي والإستسلامي الذي يمنع هؤلاء الناس من التحرك في وجه أي مطلب سياسي. فأفتى الفقهاء إثر ذلك بحرمة الصلاة خلف أي إمام لا يحمل وكالة خطية من المراجع المعروفين. وهكذا فشلت محاولة الشاه، وارتدَّ على عقبه يجرّ أذيال الخيبة والخسران.

والشيء نفسه جرى مع المرجع السيد محمد باقر الصدر عند اصطدامه بالأمن البعثي في العراق، فأصدر فتوى مماثلة لقطع الطريق أمام لصوص الدين خشية أن يخربوا عقول الناس.

-5  فتوى استاذنا الكبير المفكر السيد محمد باقر الصدر بشأن انتساب طلبة العلوم الدينية إلى الأحزاب السياسية. فقد استفتى السيد حسين هادي الصدر المرجع السيد محمد باقر الصدر بحرمة أو حليَّة الدخول في الأحزاب السياسية. فأفتى المرجع الصدر بأنه يحرم على طالب الحوزة الدينية في النجف وغيرها من الحوزات العلمية في العراق الإنخراط في الأحزاب والتجمعات الحزبية.

سبب هذه الفتوى أن المرجع السيد محمد باقر الصدر كان يرى خطراً حقيقياً على الحوزة العلمية وعلى طلبة العلوم الدينية من الملاحقة والتصفية والإنتقام من قبل النظام البعثي في العراق. وقد سألته يوماً عن هذه الفتوى لأعرف موجبات مثل هذا الموقف الشرعي ومقتضياته فأجاب رحمه الله: "بأني حرّمت هذا - ويقصد الدخول في الأحزاب - على الطلبة  لحفظهم من ملاحقة النظام لهم، ولحفظ الحوزة من الزوال. ولمَّا تغيرت الأوضاع السياسية وانطلقت الصحوة الإسلامية بقيادة الإمام الخميني، قال الشهيد الأستاذ محمد باقر الصدر آنذاك: "رفعت يدي عن تلك الفتوى لأن الأسباب التي دعت إليها زالت". وهذا مطابق لما هو معروف في الدرس الأصولي بأنه مع تغيّر الموضوع يتغير الحكم".

وصادف أن التقيت بعد مدة من الزمن بأستاذنا الإمام المغيّب السيد موسى الصدر، فتحادثنا حول هذه الفتوى فقال لي إن الشباب "زعلانين" من السيد الصدر، ويقصد بالشباب قيادات وكوادر حزب الدعوة . فأجبته بأني لو كنت مكان السيد محمد باقر لفعلت الأمر نفسه لأن الذي أوجب صدور هذه الفتوى منه كان خطيراً للغاية. وذكَّرته حينها بقصة الإمام الصادق (ع) مع أحد صحابته زرارة بن أعين ولهذه القصة مرجعها ومناسبتها التي لا مجال لذكرها الآن.

-6  فتوى الإمام موسى الصدر بحرمة التعامل مع إسرائيل حينما قال: "التعامل مع إسرائيل حرام"، وذلك على إثر الحركة الفاعلة التي كانت تقوم بها قوات الإحتلال الإسرائيلي لتطبيع العلاقات مع اللبنانيين والوصول إلى مرحلة من السلام والهدوء بين الجانبين. لكن الإمام كان مدركاً لمخاطر التطبيع السياسي والثقافي والإقتصادي الذي سيكرس الإعتراف بالكيان الصهيوني، وتالياً ببقاء هذا الكيان في جسم الأمة على أساس أنه جزء منها ومن واقعها المعاصر.

بعد هذا الإستعراض أقول أن الفتاوى التي كانت تصدر عن كبار علماء الإمامية حين تصديهم للواقع السياسي الضاغط، لم تكن تقتصر على مقاربة متميزة للمفردات والمعادلات السياسية القائمة، وإن كان ذلك يشكل جزءاً مهماً من صورة تكوُّن الفتوى. بل إن الأهم من ذلك أن هذه الفتاوى تؤكد شرعية النظر إلى الواقع السياسي وان للمراجع والمجتهدين من زاوية إشرافهم على مصالح الأمة والناس صلاحية التدخل وإصدار الموقف العلمي والموضوعي في كل مناسبة وظرف يتطلب دخول المرجع والمجتهد على هذا الخطّ.

ومن جانب آخر، من المفيد التأكيد أن البنية الفتاوائية تتأسس وفق المنهج الإستنباطي الإجتهادي المعروف لدى الإمامية، فيسعى المجتهد الى تبرير الأسباب الموجبة والأدلة الإجتهادية في كل ما يتعلق بتنقيح موضوع الحكم من الموضوعات، وخصوصاً في مجالات الفراغ التشريعي حيث يلتبس  الكثير من قضايا المجتمع والانسان ويتداخل.

في كل الأحوال، إن المستنَد الذي ينطلق منه المجتهد في إصدار موقفه الإجتهادي "السياسي" مستند شرعي يُراعى من خلاله المبادىء العامة في عملية الإستنباط والإجتهاد، وذلك حسب ما تقتضيه الأدلة الشرعية وما يؤدي إليه نظر المجتهد عند توافر المعطيات الصحيحة من قبل أهل الخبرة - الاخير عنصر اضافي يقوّي منطلقات الفتوى- فيتخذ المجتهد عندها الحكم المناسب بناء على تبعية الحكم وجوباً أو نهياً وغير ذلك للمصالح والمفاسد.

وفي ما خصَّ الفتوى التي أطلقناها بشأن حرمة دخول بدلاء عن "امل" و"حزب الله" في الحكومة، والتي أثارت جدلاً فكرياً وسياسياً على الساحة اللبنانية، فإنها- وإن كانت ظرفية تتبدل مع تبدل الموضوع كما أشرنا سالفاً مع الفتوى التي أصدرها السيد محمد باقر الصدر وغيرها من الفتاوى- إلا أنها من منظارنا الإجتهادي، ووفق لحاظنا لهذه المسألة الحساسة من مختلف الجوانب- كانت تستدعي تدخلنا الشرعي وإبداء الموقف المناسب إزاء هذه القضية. بناء على تنقيحنا لموضوع الحكم في ما يتعلق بهذه المسألة الخارجية والتي يحق لنا من ضمن الصلاحيات المعطاة للفقيه في التشريع ضمن ما يسمى بمنطقة الفراغ إبداء الحكم الذي تلاحظ فيه الإعتبارات السياسية الطارئة. وقد جاءت الفتوى في المقام المذكور مشتملة على أساسيات فقهية في الإفتاء منها ما يستلزم وجوب الحفاظ على النظام العام، وهذا الوجوب كما هو معلوم هو من التكاليف الشرعية القطعية إلى غيرها من المسائل الثانوية الأخرى المؤدية إلى رفع الضرر والمخاطر عن المسلمين وعن المجتمع بأسره أمام الأعداء.

وقد وجدنا  أن العناوين وموضوع الحكم تنطبق وتصدق على ما ذهبنا إليه ووجدنا أيضاً من النصوص والأدلة الشرعية من روايات وغيرها ما يناسب فتوانا التي تقتضي القول الفصل في الجواب على هذه الحادثة.

وخلاصة القول أن الفتاوى السياسية - إن صحّت تسميتها بهذه التسمية التي تصدر عن المجتهدين والفقهاء هي مواقف شرعية أيضاً لما بيّناه من وحدة الكيانين السياسي والديني، وأنها لا تخضع بأي شكل من الأشكال إلى التجاذبات والمناكفات السائدة عادة بين السياسيين. بل إن أصالة الفتاوى - وأنا أتحدث في ما يخص الإمامية - تجعلها مكللة بالوعي والمسؤولية الأخلاقية وكل ما يبعد هذا الموقف من منزلقات الحسابات والمعادلات المصالحية التي غالباً ما تكون فريسة الأهواء.

رئيس هيئة علماء جبل عامل

الشيخ عفيف النابلسي

 

 

ميليشيا حزب الله أو "أخوية" حزب الله؟

التنظيم الآرامي الديمقراطي – السويد- أمانة الإعلام          

من حضر مقابلة جورج صليبي مع السيد حسن نصرالله في تلفزيون نيوتيفي (الجديد) أمس الأربعاء 18 ك2 2006 صدمه التغيّر الهائل عند سماحة الإمام، لا من ناحية المبادئ، فهذا أمر مستحيل عند الراديكاليين أمثاله، ولكن من ناحية الشكل. إن السيد حسن نصرالله لبس الأمس ثياب الحمل حتى بات لا يعرفه أحد، فكنت تخاله "تلميذ البيزنسون" لا يطالب المعتدين عليه ولو بالإعتذار، لا بل يذهب أبعد من ذلك بكثير ليعرض عليهم أن يقدّم لهم (مجانا؟) حمايتهم الشخصية (من المتفجرّات؟ بدون تعليق)... والعجيب هنا أنّ هذا التغيّر لم يمسّ سماحته فحسب، بل تعدّاه الى "الشباب" في الحركة وأتباعها، وأتباعهم. ومن عاش في لبنان طوال حكم طغمة الطائف وتعاظم حزب الله، بغض النظر عن تطبيق الطائف أو عدمه، يرى العجب العجاب في تظاهرة الأمس الطويلة العريضة وقد غابت عنها السواطير والفؤؤس وغيرها من أدوات الإرهاب المفضوحة المرافقة للرهط نفسه، بل والأهم من ذلك، غياب الأعلام التي كانت في العادة تضم كل أطياف الميليشيات بأشكالها وألوانها والتي كانت تظهر هوية أصحابها وتكاد تخفي ألوان القلة الضئيلة من احتمالات الأعلام اللبنانية. أما الأمس وعلى العكس، فالأعلام اللبنانية غطّت كل ما تحتها، حتى لتخال حملتها كلهم لبنانيين، فكأن البراثن كلها أخفتها ثياب الحمل (بفتح الميم).

وبما أن التغيّر مستحيل في مبادئ حزب راديكالي كحزب الله، فلن نتطرق إلى موضوع وهمي كهذا يرفضه أصحابه، ولنذهب دغري إلى التغيّر في الشكل، وهو الواقعي والحرزان.

ففي الشكل، قدم سماحة السيد نصرالله طروحات حزب الله غير منقوصة ولا أنملة، بأمبالاج ولا أحلى. فكلامه كان شبه دعوة لجميع اللبنانين للإنضمام في صفوف حزب الله، ولكن بما أنه يعرف أن ما كل الأشياء تسمّى بأسمائها، فقد بدأ بالأشياء التي تسمّى لينتقل بعدها الى ما لا يسمّى.

 

فكيف يمكن لسماحته أن يحزبل لبنان كلّه؟ المسألة بسيطة. يبدأ بما يعتبره مسلّمة المسلّمات والباقي هيّن. فبما أن سماحته من الذين يعتقدون أن أساس الأسس لبناء الدولة اللبنانية (أو أي دولة أخرى) يبدأ من النظرة الى إسرائيل، فيطرح هذه المسلّمة في البداية فتسقط أسوار الأعداء بعدها بأسهل ما يكون، على طريقة الدومينو. وهكذا بدأ سماحته بتوجيه السؤال الى جورج: هل إسرائيل عدو أم لا؟ ومن يتوقّع من جورج (أو من غيره) إجابة على هذا السؤال دون أن ينخطف صوته؟ وهل هذا سؤال يُطرح؟ هذا موضوع خارج عن إطار المناقشة وعواقب المخالفات معروفة الوخامة. طبعا، إسرائيل عدو "خلقة". ومن يناقش الموضوع فهو عميل. والعميل مصيره العقاب، والعقاب على درجات، والدرجات يحددها صاحب الحق المكتسب بالمقاومة، والمقاومة ماركة مسجلة، نكاد نقول: مسجلة تسجيلا: ليس فقط في سجلات البشر القابلة للتحريف، بل في سجلات الله. إسألوا حزب الله!

إذن، بعد أن حسم سماحة السيد موضوع المقبولين و غير المقبولين في الحوار "الوطني" تحت طائلة العقاب الأرضي والأبدي، بقي أن يردّد على مسامعنا، مبادئ حزب الله، الذي جلس بلا منازع على طاولة المفاوضات إنطلاقا من النيوتيفي. فتصبح بذلك مبادئ حزب الله مبادئ الجميع، بلا استثناء.

ولكن "أين التغيير؟" تقولون. إن كان سماحته ذكّر جورج بأنه غير مستعد لمفاوضة الذين لا يعتبرون إسرائيل عدوة، أين التغيير إذن؟ هنا بيت القصيد. برأينا أن التغيّر الكبير يكمن في الشكل، أو الأمبالاج (أو التعليب)، ولهذا فلقد أضاف سماحته قائلا لجورج ولملايين المتفرّجين، أنه مستعد للجلوس معهم وشرب القهوة معهم، ولكن ليس للتفاوض معهم بشأن لبنان. تصوّروا التغيّر: تناول القهوة مع الجاحدين الملحدين، وأمس كان قد حكمهم بالإعدام! هذا الموقف من شأنه تبرير الجلوس مع "الكفــّار" من عيار سمير جعجع وميشال عون وغيرهم، خاصة وأن منهم من خالط الإسرائيليين... دعك من أنه لا يعرف من منهم قد يحالف إسرائيل في المستقبل، كما قال لجورج وللملايين أمس. نعم، عند السؤال إن كان يظن أن أحدا بعد لا يعتبر اسرائيل عدوا، أجاب سماحته، "لا أعرف".

الجدير بالذكر أن سماحته أكّد لجورج ان أجهزة الأمن التابعة لحزب الله لا تغطي كل بقاع الأرض اللبنانية، إلاّ إذا... "وصلها معلومات عن وجود عملاء لإسرائيل".  ولكن لم يوضح سماحته شيئا عن الإجراء الحزباللهي في حال ذلك الوجود. لأنه من الصعب المعرفة إن كانوا ممن يشرب القهوة معهم أو ممن يمشى في جنازتهم. إذن، الرسالة المبعوثة الى الذين لا يعتبرون اسرائيل عدوا هي التالية: سماحة الإمام يمكنه أن يقرر ما إذا كنتم ممن يدعون الى القهوة أو يرسلون الى المقابر. وعلى أهل الذمة أن يتذكروا هذه المنــــّة بأنه قد فتح مجال لشرب القهوة معهم، في بعض الحالات، مع التحفظ. وسنرى لاحقا بفضل من جاءت هذه المنـــّة.

إذن، في المبدأ لا تغيير. هكذا كان الإمام في عصر الفتوحات، يقرر من من الذمّيين يُقتل ومن منهم يترك على قيد الحياة ليكون مصدر ثروة للمسلمين.

يبقى سؤال هامّ لم نجب عليه: ما الذي جعل السيد نصرالله قائد حزب الله يتحوّل، ولو في الشكل، من ذاك الصارخ المهدّد المتوعّد الذي نعرفه الى هذا "تلميذ البيزنسون" الذي لا نكاد نعرفه، وما الذي جعل حملة السواطير والفؤوس يتحولون الى حركات "شبابية"، فقط أمس؟ الجواب ليس في ضرب المندل.

هاكم بعض التفسيرات السياسية:

 أولا: القرارت الدولية وعلى رأسها القرار 1559، نالت وبصورة نادرة جدا إجماعا دوليا، حشد حتى المتكاذبين المتناقضين المتنافسين في سياساتهم الخارجية (مثلا الأمريكان والروس وفرنسا والصين) ضد "محور الشر" والحركات الإرهابية. فحزب الله مدعو أكثر من أي وقت مضى لارتداء ملابس أخرى.

ثانيا: الجدية التي يتعامل فيها المجتمع الدولي تظهر أنيابا سياسية وأمنية وعسكرية واقتصادية تنذر بتشليح حزب الله، ليس فقط سلاحه، بل مواقع سلطة حقيقية ولو أن السلبطة قد مكّنته من السطو عليها.

ثالثا: يتأكد لحزب الله أكثر فأكثر أن الحليف الوحيد الذي يمكنه أن يحميه من القوة الخارجية الداهمة هو الرهينة المحلية، أي الذميين في الداخل. فالحل يجب أن يطبخ في الداخل.

لهذه الأسباب كلها نرى أن حزب الله، يستعمل الذكاء الطبيعي الذي تمنحه الطبيعة وغريزة حب البقاء عند خطر الزوال، فيتوسّل الفريق اللبناني، على "علاّته" لتقطيع الخطر الداهم.

أما السؤال إذا كانت خطة حزب الله ستنجح، رغم كونها مفضوحة للغاية، فالجواب عليه انموذجي. حسب الخبرة التاريخية، إذا قدّر للفريق الذي يفاوضه حزب الله أن يرأسه ذميّون فالنتيجة محسومة لصالح حزب الله، مهما كانت الظروف والوسائل والشروط، مثال على ذلك تمسّك حزب الله بأميل لحود. والجواب على هذا السؤال (الحزورة) من شأنه ايضاح مصير حزب الله إن يبقى ميليشيا فاتحة على حسابها أو يتحول الى "أخوية". وبهذا لا نعني أن تحوّل حزب الله الى أخوية يمنعه من إدارة الكانتون الشيعي، بل على العكس. أن صحّ الصحيح، فتصبح ميليشيا حزب الله، جيش الدفاع الشيعي وجزءا من الجيش اللبناني، بينما يتحوّل جناحه السياسي الى برلمان الكانتون، في انتظار أن يقتنع كل اللبنانيين بالحزبلة. والى ذلك الحين فإن الفدرلة لا تتعارض مع الحزبلة، وحزب الله بالهم طويل، حسب أدبياتهم.

التنظيم الآرامي الديمقراطي - السويد

أمانة الإعلام           

 

بيان للمثقفين الشيعة ردا على الدعوى المقامة ضد الشيخ النابلسي

عبر من موقع شرعي مسؤول عن موقف سياسي لا ينقض سلطان الاحكام الشرعية

الافتاء ليس محصورا بهيئة شرعية ومن يحق له التقييم هم المراجع الدينية

وطنية - 20/1/2006 (سياسة) صدر عن لقاء المثقفين الشيعة الذي عقد بعد ظهر اليوم، في مجمع السيدة الزهراء في صيدا، في حضور النائب السابق جورج نجم ومجموعة من الحقوقيين، تضامنا مع رئيس هيئة علماء جبل عامل الشيخ عفيف النابلسي، البيان الآتي: "في ظل التطورات المتسارعة والخطيرة التي يمر بها لبنان، وفي ظل الهجمة المبرمجة والتدخلات الخارجية السافرة في الشؤون اللبنانية وحركات بعض السفراء المكوكية والأزمة اللبنانية تحت وطأة الضغط الدولي لتطبيق القرار 1559 لجهة نزع سلاح المقاومة بالقوة، ولما عجز المجتمع الدولي عن تحقيق هذا الهدف، لجأ الى تعكير الساحة الداخلية اللبنانية الداعمة للمقاومة بكل وسائله المتاحة ضد المقاومة ونهجها وسيدها وإسكات الأصوات الداعمة لها من رجال دين وساسة وسواهم، مدعومة بوسائل إعلامية محلية وخارجية لشحن النفوس ضد المقاومة ونهجها علهم بذلك يتوصلون الى ايجاد شرخ بين المقاومة وجماهيرها البطلة لاستدراجها الى الشارع ولاضفاء صفة الميليشيا عليها". وسأل: "هل يعقل أن لا يلبى طلب سيد المقاومة سماحة الأمين العام لحزب الله من الحكومة اللبنانية بكلمة واحدة هي ان المقاومة ليست ميليشيا وهو الذي قدم الغالي والنفيس من أجل سيادة وحرية واستقلال لبنان لو لم يشعر بالخطر الفادح بذلك؟ وهذا اختبار لنوايا الحكومة، فهل هي صادقة ووفية للمقاومة؟ وقد أتى الاعتكاف الأخير لوزراء الطائفة الشيعية قرارا حكيما يعتبر صمام الأمان للبنان ونعتز به.

وقد رافق هذا الاعتكاف خضة كبيرة في الشارع الداخلي اللبناني وتأليب بعض الأصوات ضد المقاومة ونهجها وسيدها. وما تصريحات السفير الأميركي والتصريحات السياسية بوجود فتاوى تحريم، كذلك الأصوات التي توقف عندها البعض بأن لا أهلية لمن يعطي التحريم، كل هذه الأصوات والمواقف تصب في خانة واحدة وهي اسكات الصوت المقاوم".

أضاف: "وقد طالعتنا بعض وسائل الاعلام بشكوى لم يسبق لها مثيل في تاريخ القضاء اللبناني، بالادعاء على رمز ديني كبير مشهود له باعتراف من هم أهل الفقه بمكانته وأهليته ووطنيته، وما سمعناه البارحة الا خير دليل على مقام هذا العلامة، والأخطر من ذلك الادعاء عليه بانتحال صفة لا تخوله الافتاء وانه يثير النعرات الطائفية وتهديد السلم الأهلي، وبمطالعة قانونية متناقضة في الشكل والأساس هدفها فولكلور اعلامي وتشويه رمز كبير من رموز الطائفة في هذا الظرف الحساس وحتما هؤلاء لا يعرفون العلامة الشيخ النابلسي ثقافة وعلما ومكانة دينية، وخصوصا وظيفة الفقيه وعالم الدين المسلم، متجاهلين مؤلفاته الفقهية الغنية والمتنوعة والزاخرة التي أغنت المكتبات الاسلامية ثقافة دينية ودنيوية وهو كذلك له دور في الحوار الاسلامي - المسيحي، وبالتالي فان دوره الايجابي بين الطوائف الاسلامية وانفتاحه على الأديان الأخرى جعلاه يبادر الى زيارة تاريخية لغبطة البطريرك (الماروني مار نصرالله بطرس) صفير والمراجع الروحية المسيحية والاسلامية، ونذكر بنشاطه الحافل في مجمع السيدة الزهراء في صيدا الذي هو صرح يؤمه كل الشخصيات الاسلامية والمسيحية باعتباره رمز الاعتدال وصاحب الكلمة الشجاعة. وقد تصدى للعدو الصهيوني في أحلك الظروف في صيدا، وأهل هذه المدينة البطلة الصامدة يعرفون مكانته، والرجوع الى الأرشيف الاعلامي خير شاهد على كل هذه الكلمات".

وتابع البيان:" الأهم من كل هذا هو أن الافتاء ليس محصورا بهيئة شرعية في المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى فقط بل بخارجها ونحن نعلم بوجود كبار المفتين خارج الهيئة الشرعية، ومنهم كان العلامة الشيخ عفيف النابلسي الذي هو ليس ظاهرة غير عادية لان من افتى بالدليل الشرعي، والدليل اصطلاحا هو استنباط الاحكام الشرعية التي هي من صفة العالم النابلسي، اضافة الى ورعه وتقواه، وما شهادات كبار المراجع الدينية الامس واليوم الا خير دليل على ذلك، ثم انكم كيف تتجرأون على نعته بانتحال صفة ومن اعطاكم الصفة بتقييم هذا العالم الجليل؟ وما هي مكانتكم الدينية والفقهية في اعطاء الدرجات؟ اليس هو انتحال صفة اوليس هذا مسبب للنعرات الطائفية والعصبية؟ اليس هذا يهدد العيش المشترك والسلم الاهلي؟ فقط من يحق له تقييم هذا العالم هم كبار المراجع الدينية وممثلوها، والمؤسف المضحك انكم تتكلمون عن ابن خلدون، والسؤال متى كان ابن خلدون مرجعا فقهيا دينيا، وماذا يمثل ابن خلدون بالنسبة الى الفقه الاسلامي والعالم الاسلامي؟ وللتذكير فان ابن خلدون صاحب نظرية سياسية تعتمد على العصبية وهذا ما يدل على جهل هؤلاء حتى بنظريات ابن خلدون".

اضاف البيان:" وما اردفتموه من المواد القانونية لا ينطبق على سماحته الذي عبر عن موقف سياسي مقتنع به من موقع شرعي مسؤول وهذا الموقف لا ينقض سلطان الاحكام الشرعية ولا يعيق مواطنا لبنانيا من ممارسة حقوقه، ومتى كان سابقا الاتيان بوزراء شيعة يرتكز على قاعدة دينية ام فتوى زمنية من هنا وهناك، ثم ان الشيخ النابلسي لم يمنع ولم يردع اي وسيلة ابدا سوى ابداء رأي فقهي بصفته عالما دينيا في ظل المحاولات والتدخلات الخارجية على الطائفة الكريمة ومقاومتها البطلة". وختم البيان:" يؤكد لقاء المثقفين الشيعة دعمه الكامل لسماحة العلامة المجاهد الشيخ عفيف النابلسي ويستنكر الهجمة الشرسة لهذا الرمز الديني الكبير ويعلن وقوفه الى جانبه مع كل الوطنيين من رجال دين وسياسيين ومفكرين واعلاميين ومثقفين ومناصرين للمقاومة ونهجها، ويطالب اللقاء بوقف فوري للاساءة التي طالت هذا الرمز الكبير كما يهيب اللقاء بالمقامات الدينية اللبنانية ان تتخذ على الفور موقفا واضحا من هذه القضية التي تهدد السلم الاهلي والعيش المشترك وسوف يعمل لقاء المثقفين الشيعة على تشكيل لجنة قانونية لمتابعة ومقاضاة كل من تسول له نفسه التطاول والنيل من اي مقام ديني كبير، ويخشى اللقاء من ان يكون وراء هذه النعرات التي تطال المقامات بعض الدول والسفارات لاسكات كل صوت مقاوم يدافع عن هذه الارض بالكلمة الجريئة والموقف الشجاع لان الكلمة قرين السلاح".

 

الشيخ يزبك استنكر "التطاول على العلماء وما تعرض له الشيخ النابلسي

لا نقبل ان نلغى او ان نلغي احدا ونحن شركاء في هذا الوطن ولسنا دخلاء

وطنية - 20/1/2006 (سياسة) استنكر الوكيل الشرعي العام في لبنان لمرشد الجمهورية الاسلامية الايرانية الامام الخامنئي، الشيخ محمد يزبك، في خطبة الجمعة في بعلبك، "التطاول على العلماء ولا سيما ما تعرض له الشيخ عفيف النابلسي, وسأل كيف يمكن الجمع بين الحرية وهذا التطاول الذي كنا بغنى عنه؟". واعتبر انه "من قصور النظر المراهنة على التفريق بين الكتلتين الكبيرتين للشيعة في لبنان لا من باب الطائفية، بل من باب الحرص على لبنان وحمايته, وعلى الجميع العمل على حماية الوطن من كل طامع بأيد متشابكة بين الدولة والمقاومة, فالمقاومة كانت وستبقى ذراع الوطن وعينه الساهرة".

واهاب الشيخ يزبك بالجميع "تحمل مسؤولياتهم لبناء دولة المؤسسات والقانون, لا دولة الافراد والمحسوبيات، وان تكون الدولة التي تنظر للجميع بعين واحدة وان تعمل مع الجميع تحت سقف واحد لا تحت صيف وشتاء دون تمييز، وبعيدا عن الامتيازات وهواجس ما نزل بها من سلطان، تفرق ولا توحد، وان لا تترك المواطن لقدره يعاني من ظروفه وقسوة الحياة, وان يكون هناك تخطيط لرفع الحيف". وخاطب الشيخ يزبك اللبنانيين "بأن يصرخوا في وجه الاميركي لانه لا يحمل لنا الا الفتنة وما يصب في مشروعه التفتيتي للمنطقة، وليس ادل على ذلك ما يجري على الساحتين الفلسطينية والعراقية, فكل الضغوط القاسية التي تمارس على المنطقة هي بغية تفكيكها واستبعاد الناس تحت شعار الديمقراطية والحرية".

على صعيد اخر، تحدث الشيخ يزبك في الاحتفال الذي اقامه "حزب الله" في مقام السيدة خولة في مدينة بعلبك فقال: "نحن لا نقبل ان نلغى او ان نلغي احدا ولبنان لا يبنى بالغاء البعض للبعض الاخر وعزله انما لبنان يبنى بكل ابنائه". ودعا كل اللبنانيين "الى التفاهم ورفض الوصاية الاجنبية من حيث اتت وللترحيب بمن يريد مساعدتنا", مضيفا ان "الاستقواء بالخارج يخرب لبنان ولا يعمره". وتابع: "ان انفتاحنا على الاخر ومد اليد ليس من باب الخوف والضعف بل من باب خوفنا على لبنان وعلى الاخر, فنحن شركاء في هذا الوطن ولسنا دخلاء وعلى الكل في لبنان ان يدرك ان مواطنه شريك وليس دخيلا".

 

الرئيس بري اتصل بالشيخ النابلسي مستنكرا الدعوى المقامة ضده

الرموز الوطنية والمقامات الروحية يجب ان تحظى بالاحترام المطلق

وطنية - 20/1/2006 (سياسة) أجرى رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري اتصالا هاتفيا برئيس هيئة علماء جبل عامل الشيخ عفيف النابلسي، مبديا باسمه وباسم حركة "امل" استنكاره الشديد للدعوى المقامة ضده، وأعرب عن تضامنه وتأييده له وشجبه المطلق "لهذه المحاولات التي تستهدف المقامات الدينية وعلى رأسهم سماحة الشيخ". وأعلن الرئيس بري وقوفه بجانب الشيخ النابلسي ووضع كل الامكانات "لوقف مثل هذا العمل الذي يزيد الشرخ في الساحة اللبنانية". وقال: "إن الرموز الوطنية والمقامات الروحية يجب ان تحظى بالاحترام المطلق من مختلف فئات المجتمع، سواء كانت هذه الرموز اسلامية ام مسيحية".

 

الشيخ النابلسي: لن تثنينا الاباطيل عن حماية المقاومة وسلاحها وندعو الى الابتعاد عن الخطاب الانفعالي وايقاف الحملات الاعلامية

 وطنية - صيدا - 20/1/2006 (سياسة) اصدر رئيس هيئة علماء جبل عامل الشيخ عفيف النابلسي بيانا جاء فيه: "اننا نريد ان يتحرك الواقع السياسي الى الجانب التوفيقي الذي يحمي الجميع ويحقق التوازن السليم بين مختلف الاطراف على الساحة اللبنانية، واننا ندعو الى الابتعاد عن الخطاب الانفعالي الذي يترك انعكاسا سلبيا على الشارع الشعبي، وندعو الى ايقاف الحملة الاعلامية ضد المقاومة وسلاحها لأنها تخدم في شكل مباشر العدو الاسرائيلي، وتخدم مصالح الادارة الاميركية التي تسعى الى زرع الفتنة والشقاق بين اللبنانيين، فما من مصلحة لأحد من اللبنانيين على الاطلاق التعرض للمقاومة لانها تكشف الكثير من اوراق القوة التي يملكها لبنان". أضاف: "انني من هذا المنطلق اتوجه الى كل من يحب ان يسمع او من به صمم، اننا سنبقى مع المقاومة، وسنبقى ندافع عن سلاح المقاومة، وسنبقى ندافع عن وحدة لبنان وعيشه المشترك وسلمه الاهلي، وسنبقى دعاة التوافق والاخوة والمحبة بين اللبنانيين، ومهما حاولوا وافتعلوا من اكاذيب واباطيل، فذلك لن يثنينا عن الخط الذي يحفظ لبنان وسيادته وحريته واستقلاله، ولن ننزلق الى ترهات البعض، بل سنقول لهم رفقا رفقا وسلاما سلاما". من جهة ثانية، اصدر المرجع الديني الشيخ يوسف كنج بيانا طالب فيه دار الفتوى بمحاكمة الذين تقدموا بدعوى ضد الشيخ النابلسي، لأنهم "يتدخلون في الشؤون الدينية ويثيرون النعرات الطائفية"، معتبرا "أن مسألة ان شخصا مجتهد او غير مجتهد تعود الى المرجعية الدينية العليا لا الى النواب او بعض العوام".

 

مواقف استنكرت إقامة دعوى قضائية ضد رئيس هيئة علماء جبل عامل

والرئيس بري اتصل متضامنا ودعا الى احترام المقامات الروحية

الشيخ النابلسي: لن تثنينا الاباطيل عن حماية المقاومة وسلاحها وندعو الى الابتعاد عن الخطاب الانفعالي ووقف الحملات الاعلامية

وطنية - 20/1/2006 (سياسة) صدر اليوم مزيد من المواقف المتضامنة مع رئيس هيئة علماء جبل عامل الشيخ عفيف النابلسي والمستنكرة إقامة دعوى قضائية ضده، فيما أكد هو أن "الاباطيل لن تثنينا عن حماية المقاومة وسلاحها"، داعيا الى "الابتعاد عن الخطاب الانفعالي ووقف الحملات الاعلامية". وأصدر الشيخ النابلسي بيانا جاء فيه: "اننا نريد ان يتحرك الواقع السياسي الى الجانب التوفيقي الذي يحمي الجميع ويحقق التوازن السليم بين مختلف الاطراف على الساحة اللبنانية، واننا ندعو الى الابتعاد عن الخطاب الانفعالي الذي يترك انعكاسا سلبيا على الشارع الشعبي، وندعو الى ايقاف الحملة الاعلامية ضد المقاومة وسلاحها لأنها تخدم في شكل مباشر العدو الاسرائيلي، وتخدم مصالح الادارة الاميركية التي تسعى الى زرع الفتنة والشقاق بين اللبنانيين، فما من مصلحة لأحد من اللبنانيين على الاطلاق التعرض للمقاومة لانها تكشف الكثير من اوراق القوة التي يملكها لبنان".

أضاف: "انني من هذا المنطلق اتوجه الى كل من يحب ان يسمع او من به صمم، اننا سنبقى مع المقاومة، وسنبقى ندافع عن سلاح المقاومة، وسنبقى ندافع عن وحدة لبنان وعيشه المشترك وسلمه الاهلي، وسنبقى دعاة التوافق والاخوة والمحبة بين اللبنانيين، ومهما حاولوا وافتعلوا من اكاذيب واباطيل، فذلك لن يثنينا عن الخط الذي يحفظ لبنان وسيادته وحريته واستقلاله، ولن ننزلق الى ترهات البعض، بل سنقول لهم رفقا رفقا وسلاما سلاما". من جهة ثانية، اصدر المرجع الديني الشيخ يوسف كنج بيانا طالب فيه دار الفتوى بمحاكمة الذين تقدموا بدعوى ضد الشيخ النابلسي، لأنهم "يتدخلون في الشؤون الدينية ويثيرون النعرات الطائفية"، معتبرا "أن مسألة ان شخصا مجتهد او غير مجتهد تعود الى المرجعية الدينية العليا لا الى النواب او بعض العوام". الرئيس بري وكان رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري اتصالا هاتفيا بالشيخ النابلسي، مبديا باسمه وباسم حركة "امل" استنكاره الشديد للدعوى المقامة ضده، وأعرب عن تضامنه وتأييده له وشجبه المطلق "لهذه المحاولات التي تستهدف المقامات الدينية وعلى رأسهم سماحة الشيخ". وأعلن الرئيس بري وقوفه بجانب الشيخ النابلسي ووضع كل الامكانات "لوقف مثل هذا العمل الذي يزيد الشرخ في الساحة اللبنانية". وقال: "إن الرموز الوطنية والمقامات الروحية يجب ان تحظى بالاحترام المطلق من مختلف فئات المجتمع، سواء كانت هذه الرموز اسلامية ام مسيحية". وفود واتصالات في موازاة ذلك، أمت وفود سياسية ودينية واجتماعية منزل الشيخ النابلسي, مستنكرة الدعوى المقدمة ضده.

وتلقى الشيخ النابلسي سيلا من الاتصالات المنددة بالدعوى من النواب السادة: عبد اللطيف الزين, علي عسيران واسامة سعد, والنائب السابق جورج نجم, والقاضي العلامة جعفر الامين, وامين سر الافتاء الدرزي الشيخ نجيب مسعود, والعلامة السيد احمد شوقي الامين, والشيخ ماهر حمود, وسلوى الامين.

كذلك تلقى اتصالات من بلاد الاغتراب.

من جهة أخرى، عقد عدد من المحامين اللبنانيين ولقاء المثقفين الشيعة، مؤتمرا صحافيا في مجمع السيدة الزهراء في صيدا, ردوا فيه على الدعوى القضائية الموجهة ضد الشيخ النابلسي من بعض الشخصيات اللبنانية "والتي تضمنت تطاولا وقدحا وذما على مقام سماحته". وتحدث في المؤتمر النائب السابق جورج نجم, فاكد وقوفه بجانب الشيخ النابلسي ورأى "ان من يقف وراء هذه الحملة بعض السفارات التي تحاول ان تفرق وتمزق لبنان من داخله". وقال: "ان المقاومة هي الركن الاساس في بناء لبنان الحديث, وان سلاح المقاومة هو السلاح المدافع عن كرامة لبنان وعزته, وهذا السلاح الذي اجبر العدو الاسرائيلي على الخروج ذليلا من ارضنا الطاهرة, هو اليوم موقع اتهام من الولايات المتحدة وسفارتها في لبنان".

واضاف: "نقول لهؤلاء جميعا ومن يقف معهم ان هذا السلاح هو السلاح الذي سيبني لبنان الحديث, وهو سلاح الجيش وسلاح الشرعية الذين سيبقون صفا واحدا للدفاع عن لبنان ضد اسرائيل, وهذا السلاح وجد لخدمة لبنان والذود عن كرامته والدفاع عنه".

ورأى "ان التهجم على العلامة النابلسي جاء لانه يقف مع سلاح المقاومة ومع وحدة لبنان, ومع المسيحيين قبل المسلمين ومع السنة قبل الشيعة". رضا ثم تحدث رئيس لقاء المثقفين الشيعة الدكتور رائف رضا فقال "انه في ظل التطورات المتسارعة الخطيرة التي يمر بها لبنان, وفي ظل الهجمة المبرمجة والتدخلات الخارجية السافرة بالشؤون اللبنانية وحركات بعض السفراء المكوكية في الشوارع والازقة اللبنانية تحت وطأة الضغط الدولي من اجل تطبيق القرار 1559 لجهة نزع سلاح المقاومة بالقوة, ولما عجز المجتمع الدولي من تحقيق هذا الهدف, لجأ البعض الى تعكير الساحة الداخلية اللبنانية الداعمة للمقاومة بكافة وسائله المتاحة ضد المقاومة ونهجها وسيدها واسكات الاصوات الداعمة لها ضد رجال دين وسياسيين وسواهم, مدعومة بوسائل اعلامية محلية وخارجية لشحن النفوس ضد المقاومة ونهجها علهم بذلك يتوصلون الى ايجاد شرخ بين المقاومة وجماهيرها لاستدراجها الى الشارع لاضفاء صفة الميليشيا عليها".

اضاف: "ان لقاء المثقفين الشيعة يؤكد دعمه الكامل للشيخ النابلسي, ويستنكر هذه الهجمة الشرسة لهذا الرمز الديني الكبير, ويعلن وقوفه الى جانب كل الوطنيين من رجال دين وسياسة واعلام وثقافة ومناصرين للمقاومة ونهجها, ويطالب الوقف الفوري للاساءة التي طالت هذا الرمز الكبير. كما يهيب اللقاء بالمقامات الدينية اللبنانية ان تتخذ موقفا واضحا من هذه القضية التي تهدد السلم الاهلي والعيش المشترك, وسوف يعمل لقاء المثقفين الشيعة على تشكيل لجنة قانونية لمتابعة ومقاضاة كل من تسول له نفسه التطاول والنيل من اي مقام ديني كبير, ويخشى من ان يكون وراء هذه النعرات على تلك المقامات بعض الدول والسفارات لاسكات كل صوت مقاوم يدافع عن هذه الارض بالكلمة الجريئة والموقف الشجاع".

 واعتبر سفير المنظمة الدولية لحقوق الانسان في لبنان علي عقيل خليل "ان ما حصل في خصوص الدعوى على العلامة النابلسي يعتبر خرقا خطيرا للاعلان العالمي لحقوق الانسان", واسف للتطاول على المقامات الدينية, واكد "ان المقاومة ليست ارهابا, وقد شرعتها المواثيق الدولية وشرعة الامم المتحدة".

وقال منسق لجنة المحامين احمد شداد "ان الفتوى التي اصدرها الشيخ النابلسي لم تلحق اي ضرر او مساس لاطياف المجتمع اللبناني الاخرى, لا من حيث حرية المعتقد او المساس بالسلم الاهلي, ولا تحمل اية اشارات لتهديد او عنف كما ورد في عريضة الشكوى, واننا نحتفظ بكامل حقوقنا لملاحقة كل من سبق وادلى وتقدم بالشكوى ضد العلامة النابلسي".

 

نصر الله والافتقاد الى الحريري

وليد شقير- الحياة - 20/01/06//

يفتقد الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله الرئيس الشهيد رفيق الحريري. وهو في اجابته عن سؤال لـ «الحياة» قال انه «لو كان موجوداً في أزمة كهذه (الخلاف بين الحزب وحركة «امل» من جهة وفريق الأكثرية في الحكومة والذي ادى الى اعتكاف الوزراء الشيعة الخمسة المستمر من دون مخرج لعودتهم الى مجلس الوزراء) لتغيّر الكثير من الأمور أو لكانت عولجت في سرعة».

ولعل افتقاد نصر الله كقائد وزعيم كبير، الرئيس الحريري هو لسان حال معظم الزعماء اللبنانيين، سواء من صف حلفائه ام من صف خصومه الذين اختلفوا معه ثم وجدوا فراغاً اخذ يمس وجودهم السياسي نتيجة جريمة إلغاء وجوده. ولربما أراد نصر الله القول بالحديث عن تغيّر الكثير في سياق الأزمة الراهنة في لبنان، لو كان الحريري موجوداً، انه لو كان الحريري ما زال على قيد الحياة، لما كانت هذه الأزمة اصلاً. ولو كان الحريري على قيد الحياة لما كانت الحكومة اللبنانية ستبحث في الطلب من مجلس الأمن الدولي البت في طلب لبنان إنشاء محكمة ذات طابع دولي لمحاكمة المتهمين باغتيال الرئيس الشهيد، وأن تتوسع مهمة لجنة التحقيق الدولية في الجريمة، لتشمل الجرائم الأخرى، بعد اغتيال الشهيد جبران تويني في 12 كانون الأول (ديسمبر) الماضي. وبالتالي لما حصل الخلاف بين الحزب ومعه حركة «امل» وبين قوى حليفة للحزب، حول هذين الموضوعين في مجلس الوزراء، وهو الخلاف الذي أنتج الأزمة الراهنة، التي يجرى البحث عن مخرج منها، تحت عنوان هو غير الذي تسبب بها. ان الحال الوجدانية لنصر الله، وهو يفتقد الحريري، هي حال الكثير من الزعماء اللبنانيين الذين كانوا يتمنون لو ان الرجل كان حياً، لتجنب قرارات ومواقف يفرض اغتياله بما يعنيه ويرمي إليه، اتخاذها. إلا ان حال نصر الله، من هذه الزاوية، تضعه في وضع حرج للغاية في مواجهة تسلسل للأحداث، لا يقل حراجة عن وضع غيره من الزعماء اللبنانيين، سواء لأنهم مستهدفون ام لأنهم يخوضون صراعاً مريراً تداخلت فيه العوامل المحلية مع الإقليمية والدولية.

فلولا اغتيال الحريري، لما اضطر نصر الله لأن يكون في موقع الدفاع عن سورية، ازاء تأكيد مرجعية مثل لجنة التحقيق الدولية «اشتباهها بضباط امنيين سوريين كبار بالتورط في الجريمة»، وإزاء اتهام اصدقاء لـ «حزب الله» دمشق. ولما كان مضطراً لأن يتحفظ عن تقريري رئيس لجنة التحقيق ديتليف ميليس، ومن ثم عن طلب محكمة ذات طابع دولي وتوسع التحقيق الدولي بالجرائم الأخرى، ولما اضطر لأن يوافق على ان يمارس إعلام الحزب تلك التعبئة الإعلامية في مواجهة التحقيق الدولي، والتي تساهم في تصعيد الانقسام الطائفي والمذهبي فيغذيه الموقف المضاد من زعماء آخرين... ولو كان الحريري حياً، لما اضطرت دمشق لأن تواجه الضغوط عليها في التحقيق الدولي، بأوراق لها على الساحة اللبنانية تستدرج المزيد من التدخل الدولي، ولما اضطر نصر الله لأن يستمع الى اوصاف من النوع الذي يعتبره قابلاً بالوصايتين السورية والإيرانية، بسبب دعمه للتظاهر تحت شعار الوقوف ضد الوصاية الأميركية... وهي أوصاف يحجب تكرارها الوصف الذي يحب ويحبه له الآخرون: سيد المقاومة. ويمكن للمرء ان يتصور ان السيد نصر الله، مثله مثل عدد قليل من الزعماء اللبنانيين، يصابون بالأرق ليلاً من تلك الورطة التي وضع فيها قتلة الحريري، لبنان واللبنانيين، على رغم اختلاف المواقع والمواقف الراهنة لهؤلاء الزعماء. الافتقاد الى الحريري يعيد الى الأذهان ان عملية الاغتيال هي الحدث المركزي الذي تتفرع منه الأحداث الأخرى ما يجعل التحقيق في حد ذاته، يستولد مواقف منه وأخرى بعيدة منه لكنها تتصل به.

 

أسرة آل الصباح تطلب من الشيخ صباح الأحمد الصباح قيادة البلاد 

20/01/2006  - راديو سوا

صرح مصدر رفيع المستوى لوكالة الأنباء الفرنسية بأن الأسرة الحاكمة في الكويت اتفقت على أنه يتعين أن يصبح الشيخ صباح الأحمد الصباح أميرا للبلاد. وكان جدل سياسي قد ساد دولة الكويت الغنية بالنفط إثر تولي الشيخ سعد العبد الله الصباح منصب الأمير إثر وفاة أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح وذلك بسبب اعتلال صحته وعدم قدرته على أداء اليمين القانونية. وقال المصدر الذي رفض الكشف عن هويته إن الغالبية العظمى من أفراد الأسرة توافدوا صباح الجمعة على منزل الشيخ صباح وأعربوا عن ثقتهم الكاملة فيه ليكون الأمير الجديد للبلاد بالنظر للحالة الصحية للأمير الحالي. وقد قبل الشيخ صباح الطلب خلال الاجتماع الذي ضم جميع الكبار في الأسرة الحاكمة تقريبا. وبث تلفزيون الكويت الذي تملكه الدولة فيما بعد مشاهد لأعضاء الأسرة وهم يصافحون الشيخ الصباح في منزله. وقال بيان رسمي بهذا الخصوص إن أعضاء الأسرة الحاكمة طلبوا من الشيخ الصباح قيادة البلاد وقد قبل طلبهم. وجاء في البيان أن أفراد الأسرة جددوا ثقتهم بالشيخ الصباح إضافة إلى ثقة أمير البلاد الراحل به وناشدوه الاستمرار في قيادة البلاد، ولم يتضمن البيان أية تفاصيل أخرى. وأضاف المصدر أن أفراد الأسرة الذين حضروا الاجتماع كانوا يمثلون جميع الفروع المختلفة للأسرة الحاكمة بمن فيهم كبار الأعضاء في فرع أسرة السالم التي ينتمي إليها الشيخ سعد. وكان الشيخ سعد البالغ من العمر 75 عاما والذي كان يشغل منصب ولي العهد منذ زمن طويل قد عين أميرا للبلاد في أعقاب وفاة الأمير الشيخ جابر الأحمد الصباح. ويعاني الشيخ سعد من مشاكل صحية منذ أن أجريت له عملية جراحية في القولون عام 1997. هذا ولم يتضح بعد ما إذا كان الشيخ سعد سيبارك هذه الخطوة، فإذا وافق على ذلك فإن الشيخ الصباح سيعين رسميا أميرا للبلاد وسيتولى سلطاته الدستورية بعد أداء اليمين القانونية أمام مجلس الأمة الكويتي. أما إذا لم يوافق على ذلك، فإن بإمكان الحكومة تحويل القضية إلى البرلمان المنتخب. ويتعين على البرلمان بموجب الدستور الكويتي وقانون عام 1964 التصويت بأغلبية الثلثين لملء منصب الأمير الشاغر وتمهيد الطريق أمام تعيين زعيم جديد للبلاد.

 

 

الشيخ قاسم: لن نسمح بالوصاية الأميركية أن تتحكم بلبنان الفرص لم تنعدم لمعالجة تعليق عضوية وزراء "حزب الله" و"أمل" نحتاج بعضنا بعضا لنبني لبنان الجميع لا لبنان الفئة أو الطائفة

وطنية20/1/2006(سياسة) أكد نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم "ان الوصاية الأمريكية على لبنان واضحة كوضوح الشمس"، وعدد في حفل أقامه المركز التربوي في لجنة امداد الامام الخميني في ثانوية اهل البيت ـ زقاق البلاط بمناسبة عيد الغدير، بعضا من هذه التدخلات :

1-التدخل والإملاءات التي يمارسها السفير الأمريكي وكذلك الإدارة الأمريكية على لبنان بشكل دائم ومستمر حتى لو أردنا أن نجري إحصاء لكلمات الرئيس جورج بوش التي نسمعها عبر وسائل الإعلام لرأينا أن كلمة لبنان وشؤون لبنان تفوق عشرات المرات الحديث عن أي ولاية أمريكية إن لم أقل عن كل أمريكا.

2-ربط المساعدات للبنان بالموقف السياسي، وهذا ما صرحت به وزيرة الخارجية الأمريكية كونداليزا رايس عندما أتت إلى لبنان، وقالت: المسألة الاقتصادية وإنعاش لبنان له دلالة سياسية وله انعكاس سياسي.

3-الإعلام الصريح لمساعد وزيرة الخارجية الأمريكية ديفيد وولش اليوم بأنه يرى وجود الحزب في الحكومة خطأ فادحا ويجب أن يصحح هذا الخطأ، فهو لا يريد أن يكون الحزب في الحكومة، هل يعني أن وولش يحدد من يكون في داخل الحكومة ومن لا يكون؟ نحن ننتظر أن نستمع إلى المواقف الجريئة من شركائنا في الحكم ومن شركائنا في الدولة ليردوا على تصريحات نائب وزيرة الخارجية الأمريكية بما يقوله وبما يتدخل به في شؤون لبنان.

4 - عطلت أميركا اتفاقين عقدا مع تيار المستقبل، وكانا اتفاقين من أجل تسوية الأوضاع وحل مشكلة الأزمة الحكومية، فلم يبق مسؤول أميركي إلا وضغط وحرك واتصل واستصرح في الداخل والخارج من أجل منع هذين الاتفاقين لأنه يرى أن الوفاق في الداخل معارض للمشروع وللخطوات الأمريكية.

5- منذ أسبوع، تصدرت عناوين الصحف الجولة التي قام بها السفير الأمريكي جيفري فيلتمان ليجمع بعض القوى في مقابل قوى أخرى، وليشجع ويعد ويرغب ويهدد تحت عنوان إنكم إذا لم تجتمعوا فإن البلد سيذهب الى مكان آخر، إذا اجتمعوا في مقابل "حزب الله" وحركة "أمل" وآخرين، وهذا ما كان ظاهرا من خلال وسائل الاعلام، ولم تستنكره السفارة الامريكية.

أضاف: "بصراحة نقول، لن نسمح للوصاية الأمريكية أن تتحكم بلبنان، سنتظاهر ونرفع الصوت، ونجتمع مع كل الشباب وكل الناس الرافضين لهذه الوصاية، ولتعلم أمريكا أن لبنان عصي على هذه الوصاية، لا تظنوا أنكم تدخلون لبنان بقوتكم، فقوتكم لا تصنع لكم حضورا في لبنان، الواقع الشعبي هو الذي يصنع حضورا، وشعبنا في لبنان يرفض الوصاية الأمريكية. نريد لبنان مستقلا على المستوى الإقليمي والدولي، ولا نقبل بوصاية. فقد أصبحنا نملك الرشد الكافي لندير شؤوننا كدولة حرة ومستقلة, وبعد التحرير يختلف لبنان عما قبل التحرير، وبالتالي، تعاطوا مع لبنان كدولة ذات كرامة وسيادة عندها نناقش الأمور من موقع الأسياد، أما من موقع الوصاية فهذا أمر مرفوض وستثبت الأيام أن الوصاية الأمريكية غير قابلة للحياة في لبنان".

وقال: "بالنسبة لما تبقى من القرار 1559 فهو أمر واحد، اسمه طمأنة إسرائيل بإضعاف قدرة لبنان وسحب سبب قوته بالمقاومة وسلاحها، من أجل أن تتابع إسرائيل مشروعها التوسعي في فلسطين وفي كل المنطقة العربية، لم يبق من القرار 1559 حسب الفهم الأمريكي والمشروع الإسرائيلي إلا هذا النص، ونحن نرفض أن يعود لبنان ضعيفا، نريد لبنان قويا، ولا يصح لأحد أن يطالب بإضعاف لبنان، كل بلد في العالم يفكر كيف يكون جيشه وشعبه قويا، وكيف تكون مقاومته قوية، كيف يستطيع حماية بلده في مواجهة المتغيرات والتحديات، إلاَّ البعض في لبنان يفتشون عن أسباب ضعفنا ليضعونا في مهب الريح الدولية، لماذا؟ ولمصلحة من؟ إذا كان البعض يستفيد من ضعف لبنان فحرام عليه أن يضعف لبنان من أجل مصالحه، فليفكر أن يكون لبنان قويا عندها سيستفيد الجميع إن شاء الله تعالى".

 وفي شأن الأزمة الوزارية، اعتبر "أن الفرص لم تتوقف، ولم تنعدم بعد لمعالجة تعليق عضوية وزراء "أمل" و"حزب الله" في الحكومة، والأمور ليست معقدة، نحن نريد أمرين: نريد تصحيح مسار المشاركة الذي كان قائما، وأخطأ البعض في كيفية تطبيقه لنعود شركاء كما بدأنا عند تأليف الحكومة، ونريد تأكيدا ان المقاومة ليست ميليشيا, وكلكم تقولون عبر وسائل الإعلام أن المقاومة ليست ميليشيا, ما هو مطلوب أن تؤكدوا هذا الأمر بشكل مجتمع من أجل إعطاء الطمأنة في أن الوصاية الأمريكية لا تمر على أحد، وأن إملاءات تيري رود لارسن لا محل لها في الحكومة أو في خارجها، نحن نريد أن نريح الجميع في أن نكون معا في فهم واحد من دون علامات استفهام، ومن دون شكوك متبادلة لا سمح الله بشكل أو بآخر". ودعا إلى "حوار جدي وفق الأسس الخمسة التالية:

1- أن نحدد عناوين الخلاف الرئيسية والحقيقية، وهي على ما أعتقد: كيفية حماية لبنان، العلاقات اللبنانية - السورية، الوصاية ورفضها، قانون الانتخابات، الإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي، المشاركة في كيفية إدارة البلد.

2- أن نراعي المصلحة اللبنانية ورؤى مكونات المجتمع اللبناني، لا أن نأخذ الأمور تحت عنوان المكاسب الخاصة في مقابل الآخرين.

3- ألا نضع شروطا مسبقة في الممنوعات والمسموحات لأن الحوار يفترض أن يكون كل شيء على الطاولة، عندك مخاوف مني، وعندي مخاوف منك، إذا، تناقش ما تريد وأناقش ما أريد.

4- أن نبتعد عن السجالات الإعلامية لأنها تضر الحوار، ولا تجعله يتقدم ولا خطوة واحدة.

5- أن نبتعد عن فكرة الاستئثار أو فكرة الغالب والمغلوب، لأن لبنان لا يمكن أن يبنى على قاعدة الغالب والمغلوب، ولا يمكن أن يكون هناك حوار جدي إذا كان هناك غالب ومغلوب، فمن يناقش من؟ المغلوب سيعطل الحوار خشية أن يؤكل في الحوار، والغالب إذا دخل في الحوار يجيره في الاتجاه الذي يريده، فالحوار يتطلب تكافؤا، وبالتالي يجب أن يجلس الناس مع بعضهم البعض من دون غبن ولا خوف". ونصح الشيخ قاسم ب"إبعاد نقاط الاتفاق عن السجال اليومي، فبعض الأمور محسومة عند كل اللبنانيين، لماذا نثيرها دائما، ونضع علامات استفهام حولها، أعتقد أن نقاط الاتفاق بين اللبنانيين الأساسية أربع:

1- كشف الحقيقة عن قتلة الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وهذا محل إجماع لبناني، فلماذا يحضر البعض موضوع التحقيق، ويحاول أن يدخله في كل شيء، فهذا يضعف التحقيق ويجعله مفردة خلاف وسجال لبناني في الوقت الذي يقول فيه الجميع بالوصول إلى الحقيقة، فلنترك التحقيق ليصل إلى نهايته، ولا نستبق التحقيق باتهامات جاهزة، انتظروا النتيجة القضائية.

2- الكل يقول أن إسرائيل عدو لبنان، إذا، علينا أن نترجم هذا الأمر عمليا كيف نتعاطى مع عدو لنا؟ كيف نحتاط ونحذر من اعتداءاته؟ وكيف نتعاون مع بعضنا البعض حتى لا يتحكم بنا هذا العدو.

3- الكل يؤكد على استقلال لبنان، وللاستقلال معنى واحد هو ألا تكون هناك قوة أجنبية تتحكم بشؤون لبنان، كلنا نريد الاستقلال، تعالوا نتفاهم كيف نحصنه، لكن لا نضع الاستقلال في بازار النقاش، لا يوجد في لبنان من يريد استقلالا بينما غيره لا يريد الاستقلال. الكل يريده، فالشعارات واحدة والأعلام واحدة، والحمد لله لم تعد هناك ساحات أصبحت هناك ساحة واحدة للجميع، كلهم يتباهون برفع العلم اللبناني، وكلهم يتحدثون عن السيادة والاستقلال، وكلهم لا يريدون الأجنبي، إذا هذه ليست نقطة خلاف لماذا نثيرها؟ 4- ضرورة الإصلاح السياسي والاقتصادي، وهذا أيضا مطلب جميع اللبنانيين، إذا، فلننزع هذه الأمور من النقاش المباشر، ونعتبر أنها من المسلمات، ولننطلق لبناء لبناننا. لبنان يبنى بمواطنيه وفئاته المختلفة, فلا جماعة 14 آذار يستطيعون بناء لبنان وحدهم أو يقيسونه على مقاسهم, ولا جماعة 8 آذار كذلك، ولا غيرهم, نحن جميعا في حاجة الى بعضنا بعضا لنبني لبنان الجميع، وليس لبنان الفئة أو الطائفة".

حزب الله" استغرب حديث وولش عبر "المؤسسة اللبنانية للارسال"

يمثل ذروة التدخل الاميركي في الشؤون الداخلية اللبنانية ونعتز بألا تحظى مشاركتنا برضى الاميركي وما يهمنا ثقة الشعب فقط

وطنية - 20/1/2006 (سياسة) أعرب "حزب الله" في بيان عن استغرابه لل"وقاحة الاميركية المتواصلة، التي تحاول الاستخفاف بعقول اللبنانيين، وتعمل على الاستهانة بكرامتهم والانتقاص من سيادتهم". وقال: "إن حديث مساعد وزير الخارجية الاميركية ديفيد وولش عبر "المؤسسة اللبنانية للارسال"، والذي كذب بطريقة غير مباشرة نفي سفارة بلاده في لبنان عن طلب إخراج "حزب الله" من الحكومة، يمثل ذروة التدخل الاميركي في الشؤون الداخلية اللبنانية، ويستدعي من الحريصين على سيادة البلد واستقلاله رفضه واستنكاره"، متسائلا: "كيف يسمح السيد وولش لنفسه أن يحدد لنفسه، كأميركي كما قال، من يفترض أن يكون أو لا يكون أصلا في الحكومة اللبنانية؟". أضاف: "إذ نعتز بألا تحظى مشاركة "حزب الله" بالحكومة برضى الاميركي، فإن ما يهم "حزب الله" أن يحظى فقط بثقة ورضى الشعب اللبناني، الذي يرفض إملاءات هذا الموظف الاميركي، الذي وبصلافة، بدا في حديثه كأنه يرسم للبنانيين سياساتهم وأولوياتهم إبتداء من قمة الهرم في السلطة عبر وصايا ونصائح سعت وتسعى إلى تأليب اللبنانيين على بعضهم وتخريب الوفاق الداخلي". وتابع: "فيما لا ننتظر من وولش وادارته كلاما ينصف مقاومة اللبنانيين ضد الاحتلال الاسرائيلي، ونتوقع منه أن ينعتها بالإرهاب الذي تعتبر الولايات المتحدة سيدته في العالم، ومارست أبشع صنوفه على مر تاريخها، فإن الأغرب بحديث وولش كلامه عن تظاهرة طلاب لبنان الرافضين لوصاية بلاده أمام السفارة الاميركية في عوكر، ووصفه إياها بأنها ليست كبيرة وواسعة وتصويرها كأنها تقف قبالة شعارات الحرية والتغيير بطريقة يقصد بها تشويه الحقائق وتزويرها، كما تعودنا دائما من إدارة الأضاليل الاميركية التي يزعجها التعبير الحي والصادق عن إلارادة الحقيقية بالتحرر من هيمنة الولايات المتحدة ووصايتها".

 

الرئيس السنيورة ترأس اجتماعا وزاريا لبحث موضوع خصخصة قطاع الاتصالات واستقبل سفراء السعودية وبريطانيا ومصر ونائبة وزير خارجية ايطاليا

وطنية - 20/1/2006 (سياسة) ترأس رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة الخامسة من مساء اليوم في السرايا الحكومية اجتماعا تنسيقيا، حضره وزراء: الاتصالات مروان حماده، المالية جهاد ازعور والمهجرين نعمة طعمة، النائب غازي يوسف، مدير عام وزارة الاتصالات الدكتور عبد المنعم يوسف وممثلين عن الهيئة الاستشارية " MORGAN.P.J" ومستشار الرئيس السنيورة محمد شطح، وتم البحث في موضوع خصخصة قطاع الاتصالات. السفير خوجة ثم استقبل الرئيس السنيورة السادسة والنصف مساء، السفير السعودي في بيروت عبد العزيز خوجة وعرض معه التطورات والعلاقات الثنائية. السفير واط ثم استقبل السفير البريطاني في لبنان جيمس واط، وعرض معه التطورات والاوضاع الاقليمية والعلاقات الثنائية بين البلدين. نائبة وزير خارجية ايطاليا والتقى السابعة مساء نائبة وزير خارجية ايطاليا مرغريتا بونيفر في حضور السفير الايطالي فرانكو ميستريتا، وعرض معها التطورات والعلاقات الثنائية. السفير المصري ثم استقبل السفير المصري في لبنان حسين ضرار، وعرض معه التطورات.