المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم الأحد 29/1/2006

ها أنا أرسلكم نعاجاً بين ذئاب، فكونوا كالحياة دهاءً وكالحمام صفاءً

 

الثنائية الشيعية تتعاطى معها بإيجابية لكنها تنتظر المبادرة العربية...

زيارة الحريري لواشنطن: فرصة جديدة لحوار لبناني حول سلاح «حزب الله»

بيروت – وليد شقير- الحياة  - 29/01/06//

لقي تجاوباً من الادارة الأميركية بعد نقاش لهذه المسألة بينه وبين مستويات عدة من المسؤولين الأميركيين.

وعلمت «الحياة» أن المسؤولين الأميركيين طرحوا موضوع «حزب الله» وسلاحه في سياق اهتمامهم بتطبيق قرار مجلس الأمن الرقم 1559 وأن الحريري كرر مطالبته بألاّ يكون البند المتعلق بهذا السلاح في القرار موضوعاً على طاولة البحث في شكل سريع.

وأوضحت المصادر لـ «الحياة» ان الحريري شرح للمسؤولين الأميركيين حاجة اللبنانيين الى أولوية الحوار بين القوى الرئيسة المكونة للحياة السياسية في شأن هذا الموضوع، في سياق المحادثات التي تناولت إحدى النقاط التي اهتمت بها واشنطن وهي مساعدة لبنان على حفظ الاستقرار فيه سياسياً وأمنياً.

وقالت ان الحريري أشار الى ان حاجة لبنان الى المزيد من الاستقرار كأولوية تتطلب عدم الضغط على «حزب الله» وحشره في الزاوية بطرح مسألة سلاحه في وقت ليس البلد مهيئاً لمواجهة خضات قد تنجم عن الضغط في هذا الموضوع. وكرر الاشارة الى ان وجود «حزب الله» في الحياة السياسية بقوة وفي البرلمان وفي الحكومة يتيح اجراء حوار حول هذه المسألة، وبالتالي فإن لبنان يحتاج الى فرصة جديدة من المجتمع الدولي.

وذكرت المصادر ان الجانب الأميركي كان متفهماً لطرح الحريري، لا سيما انه جاء بعد ابداء الجانب الأميركي دعمه للاستقرار اللبناني سياسياً وأمنياً، سواء من طريق تقديم المساعدات الأمنية للأجهزة الأمنية أم من طريق وسائل الدعم العربي والدولي له من أجل وقف التدخل السوري في شؤون لبنان الداخلية ووقف الخروق الأمنية لأوضاعه.

وقالت المصادر نفسها ان موضوع «الاستقرار الأمني والسياسي» كان واحداً من ثلاثة مواضيع رئيسة تركزت عليها المحادثات اضافة الى موضوعي مؤتمر دعم لبنان اقتصادياً (بيروت – 1) الذي كان أساساً في المحادثات فضلاً عن التأكيد على دعم وصول التحقيق الدولي في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري الى نهايته من دون أي صفقة في شأنه خصوصاً ان بوش استخدم عبارات يقولها للمرة الأولى حين تحدث عن التحقيق «الحازم والشامل».وترقبت الأوساط السياسية في بيروت مدى انعكاس تصريحات الحريري في واشنطن عن الحاجة الى تأجيل تنفيذ حل الميليشيات اللبنانية ونزع سلاحها، في انتظار الحوار اللبناني الداخلي على مناخ المداولات من أجل عودة الوزراء الشيعة المعتكفين عن حضور جلسات مجلس الوزراء.

وقال مصدر نيابي في حركة «أمل» ان كلام الحريري إيجابي «لكننا نجري تقويماً للموقف لمعرفة ما إذا كان يكفي لإيجاد حل للعودة عن الاعتكاف». أما مصادر «حزب الله» فرأت أنه يفتح باباً على التداول بالحل، لكنها دعت الى ترقب «المبادرة العربية» وتحرك رئيس الاستخبارات المصرية اللواء عمر سليمان نحو سورية ولبنان لمعالجة التأزم بينهما. كان رئيس «اللقاء النيابي الديموقراطي» وليد جنبلاط أعلن أمس ان سلاح المقاومة «لا يستطيع ان يبقى خارج إطار المناقشة عندما يقولون ان هذا السلاح بمثابة الأعراض فيعني انهم أقفلوا باب المناقشة وهذا يعني ان لا حوار». وطالب بتثبيت هوية مزارع شبعا المحتلة وسيادة لبنان عليها «وعندها يكون للسلاح غرض محدد».وتمنى جنبلاط حصول توافق في الانتخابات الفرعية لملء المقعد الماروني الشاغر بوفاة النائب ادمون نعيم في دائرة عاليه - بعبدا، بين الصف «الحريص على استقلال لبنان وحريته»، مشيراً بذلك الى العماد ميشال عون وتياره مع قوى 14 آذار. وكان عون أعلن انه سيقوم بحوار مع «حزب الله» ومع جنبلاط في شأن الانتخابات، في حين قالت مصادر في تياره ان ترشح الزميلة مي شدياق للانتخابات بصفة مستقلة غير صحيح لأنها مرشحة عن «القوات اللبنانية» وأن العماد عون سيرشح إما النائب السابق بيار دكاش أو نقيب المحامين السابق شكيب قرطباوي ويطلب من الآخرين التوافق معه على واحد منهما.

وأعلن رئيس الهيئة التنفيذية لـ «القوات» الدكتور سمير جعجع مساء أمس «اننا سنظل نسعى للتفاهم حول هذا المقعد حتى اللحظة الأخيرة».

 

مصدر وزاري رأى استقباله كالرؤساء رسالة الى لحود

و«حزب الله» يترقب تأثير تحسن العلاقة مع دمشق على الداخل

الثنائية الشيعية تعتبر مواقف الحريري إيجابية

بيروت – وليد شقير     الحياة     - 29/01/06//

اعتبرت مصادر وزارية ان استقبال الرئيس الأميركي جورج بوش لزعيم تيار «المستقبل» النائب سعد الحريري وتعامله معه على الصعيدين السياسي والبروتوكولي مثل التعامل مع رؤساء الدول يشكل رسالة مهمة متعددة الاتجاهات أولها الى رئيس الجمهورية إميل لحود، بأن الولايات المتحدة تتعاطى مع الوضع اللبناني انطلاقاً من الاعتراف بزعامة تيار الاكثرية الموجودة في البرلمان اللبناني والتي تطمح الى التغيير في الرئاسة الأولى.

ورأت مصادر مراقبة ان هذه الرسالة تشمل سورية وسياستها تجاه لبنان خصوصاً أن بوش تحدث عن سياسة «الترهيب» السورية للبنان. إلا ان المصدر الوزاري اعتبر ان زيارة الحريري لواشنطن والاهتمام الذي لقيه على أعلى المستويات اضافة الى التصريحات التي أدلى بها والتجاوب الذي لقيه في بعض الطروحات والمواقف من المسؤولين الأميركيين تشكل نقلة مهمة يستطيع لبنان أن يستفيد منها إذا أحسن التصرف فيستغل التفهم الذي لقيه كلام الحريري لدى بوش من ان تطبيق القرار 1559 في ما يخص البند المتعلق بالميليشيات يفترض أن يؤجل الى الحوار اللبناني الداخلي من أجل التوافق بين الفرقاء المعنيين على آلية تساعد على هذا التطبيق.

ويضيف المصدر الوزاري ان هذا التفهم الأميركي للطلب اللبناني، مجدداً، يعني ان ثمة آجالاً جديدة للبنانيين تعطيهم فرصة ووقتاً يمكنهم خلالها ان يتجنبوا الضغوط الأميركية والدولية عليهم في ما يخص تنفيذ القرار الدولي. وهذا يفترض من بعض الأطراف المحليين تلقف نتائج زيارة الحريري بطريقة، كلما كانت ايجابية ساعدت على اطالة الآجال والمهل التي تعطيها واشنطن والمجتمع الدولي للبنان قبل الإصرار على تنفيذ البند المتعلق بالميليشيات. أما اذا تم التعاطي في شكل غير ايجابي مع الاختراق الذي حققته زيارة الحريري فإن هذا سينتج تسريعاً للضغوط على لبنان بعد مدة.

ورداً على سؤال عما اذا كان يقصد بالتعاطي الايجابي، قيادتي حركة «أمل» و «حزب الله»، وموقفهما في ما يخص الأزمة الوزارية، قال المصدر الوزاري، المطلع على جوانب من زيارة الحريري ان في إمكان «الثنائية الشيعية» الإفادة من تصريحات زعيم تيار «المستقبل» عند خروجه من البيت الأبيض من أجل التمهيد للعودة عن قرار اعتكاف الوزراء الشيعة الخمسة. فما حصل في واشنطن يضيف وقائع جديدة من الخطأ تجاهلها وعدم استغلالها لتليين موقف الثنائية من الأزمة الوزارية.

وفي المقابل تعتبر أوساط قيادتي الثنائية الشيعية في رد فعلها الأولي على كلام الحريري بعد لقائه بوش ان ما قيل له أثر ايجابي.

ويقول مصدر نيابي في حركة «أمل» ان نتائج زيارة الحريري «جيدة والسؤال الذي طرح في انتظار المزيد من التقويم لها، هو هل انها كافية لمعالجة أزمة الاعتكاف؟ فالحريري سبق أن قال كلاماً أكثر من الذي قاله في البيت الأبيض والمشكلة لم تكن في النيات أو المواقف. وفي انتظار تقويمنا التفصيلي فإن ما قاله كلام مسؤول وإيجابي وهو بالتأكيد يفتح باباً لمعالجة المشكلة»...

أما المصادر القيادية في «حزب الله» فمع اعتبارها ان كلام الحريري «ربما يفتح باباً على معالجة المشكلة الوزارية، وانه جيد في انتظار دراسته بدقة أكثر» فإنها مثل أوساط «أمل» تعتبر ان موقف الحريري هذا كان القاعدة التي كانت انطلقت منها المفاوضات التي حصلت معه في الرياض قبل زهاء شهر والتي تم التوصل خلالها الى اتفاق يعيد الوزراء الشيعة الى الحكومة، قبل أن يُنقض لأسباب تتعلق برفضه من بعض الأطراف.

وتشير مصادر «حزب الله» الى ان الحريري «سبق ان صرح لـ «سي أن أن» بأن المقاومة ليست ميليشيا وان رئيس الحكومة فؤاد السنيورة أكد ان المقاومة مقاومة وليست ميليشيا، وهذه مواقف تشكل أساساً للموقف اللبناني الذي يبغي اخراجاً يعتمد الحوار سبيلاً لمعالجة البند المتعلق بسلاح المقاومة في القرار 1559، باعتباره حواراً يحتاج الى وقت، مما يسمح للبنان برد الضغط الدولي عنه لمدة من الزمن». إلا ان المصادر في الحزب تنتظر، إضافة الى كلام الحريري ما ظهر الاسبوع الماضي من «استعدادات لبنانية ايجابية للتعاطي مع المبادرة العربية (لمعالجة التأزم في العلاقات اللبنانية – السورية) لعل التحرك على هذا الصعيد يفتح الأبواب أيضاً على حلحلة الأزمة الداخلية».

ورداً على سؤال حول علاقة المبادرة العربية التي هدفها معالجة التدهور بين بيروت ودمشق، والخلاف الداخلي ومطالبة الثنائية الشيعية بالتأكيد على ان المقاومة ليست ميليشيا لعودة الوزراء الشيعة الى الحكومة قالت مصادر الحزب: «إذا فصلنا بين مسألة العلاقات اللبنانية – السورية وبين موضوع المقاومة يكون هذا الفصل موضعياً. وصحيح ان التوافق على الشراكة بيننا وبين الآخرين (قوى 14 آذار) وعلى مسألة المقاومة هما بندان مطلوب التفاهم عليهما بمعزل عن القضايا الأخرى، إلا أن تحرك المبادرة العربية يخفف التوتر في العلاقات اللبنانية – السورية في شكل يرخي بظلاله على العلاقات اللبنانية – اللبنانية فيكون هناك مناخ مساعد على الحلحلة».

وتقول هذه المصادر ان المبادئ والأسس للعودة عن التأزم سبق التوصل اليها قبل تجميد الحلحلة، لكن ربط الموضوع بأزمة العلاقات اللبنانية – السورية ليس لأن التحرك العربي يتناول الأزمة الوزارية بل لأن حلحلة الأزمة بين اللبنانيين تتأثر ايجاباً بنجاح المبادرة في معالجة العلاقات بين البلدين.

ورأت المصادر ان البند الجوهري في المبادرة العربية ليس المشكلات التي تطرح عناوينها في بعض المواقف مثل موضوع السلاح الفلسطيني خارج المخيمات، ومن يطرح ذلك يعتبر ان العلاقات اللبنانية – السورية ليست هي الأساس في المشكلة في مقابل وجهة نظر أخرى تقول ان الأساس معالجة العلاقة بين البلدين. فموضوع السلاح الفلسطيني ليس عقدة في العلاقة خصوصاً ان المنظمات الفلسطينية أبدت استعداداً للحوار وحتى تلك الموصوفة بحسن علاقتها مع دمشق قام الحزب بالتواصل معها مع ضوء أخضر سوري لأن دمشق لا تعارض الحوار بل تؤيده.

وتنتهي المصادر في الحزب الى القول: «يجب النظر الى المشكلات كما هي. فالمشكلة هي ان فريقاً من اللبنانيين يدعو الى الفصل بين التحقيق في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري وبين العلاقات اللبنانية - السورية فتعالج الأخيرة من دون ربطها بالتحقيق. وهناك وجهة نظر تربط تحسين العلاقات وتؤجل البحث فيه في انتظار التحقيق، في مقابل الفريق الذي يرفض ربط العلاقات الثنائية بالتحقيق في الجريمة».

 

التيار الحر: شدياق مرشحة «القوات» وليست مستقلة

بيروت – حسن اللقيس     الحياة     - 29/01/06//

اعتبرت مصادر في «حزب التيار الوطني الحر» ان الإعلامية مي شدياق هي مرشحة «القوات اللبنانية» الى المقعد النيابي في دائرة بعبدا – عاليه الذي شغر بوفاة النائب ادمون نعيم. وقالت هذه المصادر ان اعلانها انها مرشحة مستقلة هو من «باب المناورة لإحراج النائب ميشال عون وكتلته وتصويره أمام الناخب المسيحي في هذه المنطقة على انه لم يتعاطف مع إحدى ضحايا النظام الأمني السوري - اللبناني».

وأكدت هذه المصادر ان المشكلة ليست مع شخص مي شدياق وان «التيار» وقف الى جانبها في محنتها وتعاطف معها وهي «انسانة محبوبة» ولكن هذا الجانب «لا علاقة له بالسياسة التي نحن في صددها اليوم والتي لها اعتبارات أخرى غير الاعتبارات الشخصية وان موقفنا لم يتغير وسنعلن اسم مرشحنا في الوقت المناسب». وقالت المصادر ذاتها ان «التيار» لا يمكن ان يقبل بشدياق كمرشحة توافق لأن الذي جرى هو نوع من «ضروب الاحتيال» السياسي الذي نرفضه لأن «القوات اللبنانية» تحاول تمرير مرشحتها على انها «مستقلة» ولم يعد خافياً على احد ان الآنسة مي ستكون في حال فوزها أو التوافق حولها في كتلة «القوات». واعتبرت المصادر ان هذا الأمر «لا حرج فيه ولا حياء» وان شدياق ستكون مرشحة معركة لأن «القوات اللبنانية» لديها مشكلة في منطقة بعبدا – عاليه في اختيار المرشحين. ولم تستبعد المصادر حصول توافق في هذه الانتخابات وتجنب معركة انتخابية حامية «ولكن على جميع القوى المعنية بهذه المعركة الادراك ان «التيار الوطني الحر» لن يقبل سوى بالدكتور بيار دكاش أو نقيب المحامين السابق شكيب قرطباوي كمرشح توافق خصوصاً أنهما ليسا أعضاء في «حزب التيار» وهما من الناشطين في حركة 14 آذار».

وسألت هذه المصادر قائل: «يريدون التوافق على أي أساس؟ وأين سيجلس النائب الذي سيتم التوافق حوله، هذه هي اللعبة. واذا كان التوافق على شخص لن يجلس في صفوف «كتلة الاصلاح والتغيير» فهذا يعني اننا انسحبنا من المعركة وهذا أمر غير وارد على الاطلاق في حساباتنا».

أما بالنسبة الى ترشيح «حزب الوطنيين الأحرار» لرئيسه دوري شمعون فرأت المصادر نفسها انها ليست معنية به وهذا حقه ولن نقبل به أيضاً كمرشح توافق. وأشارت هذه المصادر الى ان موقف البطريرك الماروني نصرالله صفير لا يزال حتى هذه الساعة محايداً، معربة عن اعتقادها بأنه سيظل كذلك وان «التيار الوطني الحر» يقدر دائماً لسيد بكركي مواقفه ونصائحه «التي تكون دائماً لوحدة الصف المسيحي واللبناني». واعتبرت المصادر انه انطلاقاً من الأحداث الراهنة فإن الكتلة الناخبة الشيعية في هذه الدائرة ستصوت لمصلحة مرشح «التيار» عكس الانتخابات الماضية.

ولم تستبعد هذه المصادر ان يتم اللقاء الذي كان مطروحاً منذ مدة بين النائب ميشال عون والأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله قبل الانتخابات وان كان هذا الأمر ليس ضرورياً ولكن كل شيء وارد». وتعتقد هذه المصادر بأن قوى 14 آذار، و «القوات اللبنانية» في شكل خاص، تسعى في خوضها هذه المعركة الى انتزاع الصفة التي اكتسبها النائب ميشال عون في انتخابات العام الماضي وهي تمثيله للفريق المسيحي في لبنان، ولذلك يخوض فريق 14 آذار هذه المعركة لتبديل هذه الصورة لأن مقعداً نيابياً واحداً لن يؤثر في الغالبية النيابية التي تتمتع بها هذه القوى».

 

جنبلاطتمنى توافقاً في عاليه – بعبدا وأصر على تثبيت لبنانية مزارع شبعا...

جنبلاط: اعتبار السلاح من الأعراض إقفال للنقاش

بيروت     الحياة     - 29/01/06//

تمنى رئيس «اللقاء النيابي الديموقراطي» وليد جنبلاط ان تكون الانتخابات الفرعية في منطقة بعبدا – عاليه «من منطلق توافقي لا تمزيقاً لصف 14 آذار». وقال: «ان معركة الحقيقة والاستقلال والسيادة طويلة لكن كُتب علينا السير فيها أياً كانت التهديدات أو الاغتيالات»، رافضاً ان يبقى الوضع بالنسبة الى مزارع شبعا «مبهماً» ومعتبراً ان «الكلام عن اعتبار سلاح المقاومة بمثابة الأعراض يعني اقفال باب المناقشة والحوار».

كلام جنبلاط جاء خلال استقباله في قصر المختارة وفداً ضم المئات من «تجمع حقوقيي 14 آذار» أيد مواقفه. وبعد الوقوف دقيقة صمت لغياب النائب ادمون نعيم، تحدث باسم التجمع رئيس قطاع المحامين في «القوات اللبنانية» سمير زغريني مؤيداً جنبلاط في نضاله من أجل التحرير، «متحدياً» التهديد.

ورأى زغريني ان «مؤتمر اتحاد المحامين العرب الذي عقد في دمشق في غياب نقابتي المحامين في بيروت وطرابلس لم يكن على المستوى المطلوب إلا في التصفيق والتهييص لنظام سياسي كانوا في ضيافته. فيما عقدت الألسن وتقلصت الأدمغة أمام شريط الجرائم الإرهابية التي ضربت لبنان وكأننا بهم في حالة تنويم مغناطيسي».

وحيا جنبلاط نقابتي بيروت والشمال والمحامين في جبل لبنان «على موقفهم المشرف بعدم حضورهم المؤتمر الذي تحوّل الى حفلة زجل. لكن مشهد البعض من المحامين العرب في دمشق بصراحة أحزنني، كم هذا العالم العربي، كم هذه النخبة – نخبة المحامين، بحاجة الى تطور في ما يتعلق بحماية حقوق الانسان والحريات والديموقراطية». وأضاف: «لا نلومهم جميعاً طبعاً، لكن كم يحتاج هذا العالم العربي الى صحوات وأمثلة في الديموقراطية والحريات مثل لبنان، حتى الشعب الفلسطيني وهو تحت الاحتلال وضعه أفضل من الذين اجتمعوا في دمشق وهو أكثر حيوية».

وقال: «ان في العراق على رغم كل شيء بدأت بذور التحرر والديموقراطية وتحت الاحتلال ونحن نصرّ على سيادتنا واستقلالنا وكل على طريقته في مرحلة معينة شرد عن الهوية اللبنانية لكن عدنا الى أنفسنا وتصالحنا، وأسمح لنفسي بأن أحيي كل شهيد لبناني». 

جنبلاط و «تجمع حقوقيي 14 آذار» يقفون دقيقة صمت حداداً على النائب نعيم (الحياة)

وتمنى جنبلاط ان «يتوسع لقاء 14 آذار ويشمل كل القوى التي شاركت في 14 آذار وهذا أفضل كي لا يكون هناك بعض من الحساسيات، والمعركة طويلة، المعركة من أجل الحقيقة طويلة، والمعركة من أجل السيادة طويلة، والمعركة من أجل الاستقلال طويلة، لكن كُتب علينا وسنسير في هذه المرحلة أياً كانت التهديدات أو الاغتيالات أو العقبات». وأكد انه «لن يستطيع أي كان وهذا النظام الاستبدادي ان يكبت لبنان، ولن يستطيع أيضاً أن يخوَّن كل الشعب على رغم الفتاوى الشرعية وغير الشرعية في بعض المناطق المقفلة. وصدرت فتوى طعن كما رأيتم وهناك محامون أمثال (المحامي) محمد مطر وغيره أيضاً هم في الجو الاستقلالي الليبرالي اللبناني». وقال: «اننا لا نستطيع أن نخالف الشرعية الدولية في الوقت نفسه أن نقبل وفي ظل الإبهام الموجود بالنسبة الى مزارع شبعا ان نُدخل لبنان في حلف أو محور كبير على حساب استقلاله وسيادته تحت شعار الصراع العربي – الاسرائيلي. فالشرعية الدولية فيها ثلاثة بنود أساسية، عدم دستورية لحود، والسلاح الفلسطيني والخطوة الأولى في هذا المجال ان يكون السلاح خارج المخيمات ممنوعاً، أما داخل المخيمات فيبقى في انتظار الحل والحوار. ونتمنى على السلطة الجديدة في فلسطين ان تتفهم هذه الهواجس». وتابع: «أما بالنسبة الى سلاح المقاومة وأكرر انه قام بواجبه لكن لا يستطيع ان يبقى خارج اطار المناقشة، وعندما يقولون ان هذا السلاح بمثابة الأعراض، فيعني انهم اقفلوا باب المناقشة، وعندما يُقفل باب المناقشة، يعني أيضاً لا حوار! لذلك نؤكد كما سبق وذكرت في الأندية العالمية ومع 14 آذار والجميع بأن هذا السلاح يجب أن نناقش ماهيته ونهائية وجوده باحترام قرارات الشرعية الدولية وتثبيت لبنانية مزارع شبعا».

وقال جنبلاط ان كلمة ترسيم الحدود «مطاطة»، وطالب بتثبيت هوية مزارع شبعا وسيادة لبنان عليها «وعندها يكون للسلاح غرض محدد. أما نحن فسلاحنا الحوار والكلمة، ولا تستطيع فئة، أو حزب، أو طائفة ان تنفرد بمصير لبنان، ولذلك أعتقد بأن السلاح في رأيي بحاجة الى إجماع».

وبالنسبة الى الانتخابات الفرعية في دائرة عاليه – بعبدا قال إننا «نريدها ان تكون اذا استطعنا مع الغير من القوى الفاعلة في الصف السيادي، والاستقلالي والحر، الصف الحريص على استقلال لبنان وحريته ودستوره، ان تكون منطلق توافق ولا تمزيق لصف 14 آذار».

كتلة «المستقبل» تدعو للمشاركة في إحياء ذكرى الحريري

دعت كتلة «تيار المستقبل» النيابية اللبنانيين «بكل طوائفهم ومناطقهم ومشاربهم السياسية الذين أثبتوا ولاءهم للبنان ووفاءهم لرفيق الحريري الى المشاركة في الحشد الجماهيري الكبير المقرر يوم الثلثاء في الرابع عشر من شباط (فبراير) في ساحة الحرية لنكون بصوت واحد وتحت علم واحد من أجل وطن واحد هو لبنان الذي استشهد من أجله الرئيس الشهيد وجميع شهداء الحرية». واعتبرت الكتلة في الاجتماع الاستثنائي الذي عقدته أمس وخصصته لبحث إحياء ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري ورفاقه «ان يوم الرابع عشر من شباط هو يوم حزين بتاريخ لبنان، فقد فيه الوطن أغلى الرجال». وقالت الكتلة في بيان لها: «كان رفيق الحريري قائداً تاريخياً حمل هموم الوطن وآماله وعمل بسعي دؤوب على تحقيق حريته وسيادته واستقلاله ووحدته الوطنية بقدر ما عمل على إعادة بنائه وإعادته الى الخريطة العربية والدولية».

 

تبادل اتهامات بين وزير الأشغال ورئيس الـ «ميدل ايست»

بيروت     الحياة   - 29/01/06//طرأ سجال جديد على الساحة اللبنانية محوره وزير الاشغال العامة والنقل محمد الصفدي ورئيس مجلس ادارة شركة طيران الشرق الاوسط محمد الحوت. وعقد الحوت مؤتمراً صحافياً أمس ليرد على كلام للصفدي أول من أمس، موضحاً ان «اموراً تحدث عنها الصفدي، إثر نشر عدد من وسائل الاعلام اللبنانية معلومات صحيحة عن انه رخص لزوجته وولده وابن أخيه شركة للخدمات الارضية في مطار بيروت. واتبع ذلك بمحاولة طرد «ميدل ايست» من مبنى الطيران العام في مطار رفيق الحريري الدولي». وأكد انه توضيحاً للامور، فان الشركة التابعة لـ «ميدل ايست» للخدمات الارضية حصلت على الترخيص. وأشار الحوت الى ان الخطة الاصلاحية التي تحدث عنها الصفدي «لم يتم تداولها مع احد، ولا اعلم اذا كانت هناك حقيقة خطة اصلاحية ام انه فقط تم ذكر هذا الكلام في معرض الدفاع عن النفس ورد الاتهامات».

وأكد ان «ميدل ايست» عمرها 60 عاماً، وهو دخل منذ ثلاثة اشهر الى مبنى الطيران العام «ولم يستطع ان يتحمل ان ننافسه على ثلاثة اشهر، فأراد طردنا من هذا المبنى». وأوضح ان للشركة «حقاً من الدولة وهو حصري معطى وليس امتيازاً بمفهوم المرافق العامة، انما هو استثمار وليس مخالفاً للدستور، ومجلس شورى الدولة اصدر قراراً بهذا المعنى، ولم تعطه الدولة اللبنانية مجاناً». وعن اتهام الشركة برشوة موظفي المطار، أكد الحوت انه يملك 200 سهم في الشركة قيمة السهم الاسمية 50 ليرة لبنانية. وسأل «هل اذا حققنا ربحاً في الشركة يكون لمصالح شخصية او انه لمصلحة لبنان؟ فهل اصبح من العيب ان يدافع المسؤول عن حقوق شركته؟ وهل المطلوب مني ومن مجلس ادارة الشركة وانتم لديكم مشاريع - يمكن ان تكون مشبوهة - فهل علينا ان نتنازل عن حقوق الشركة». واعتبر ان الكلام عن رشوة في مطار بيروت «خطير ومرفوض».وعن موقف مجلس الوزراء من هذه القضية، قال: «لا أعرف ما هو موقف مجلس الوزراء». وأكد «استمرار عمل الشركة، وأنا دخلت ضمن القانون وكتاب الوزير فيه تجاوز لحدود السلطة، وهو باطل وغير قابل للتطبيق». وأكد ان «اي الغاء لا يسير به مجلس الوزراء في حال أحال الوزير هذا الملف، وهو يرتب على الدولة اللبنانية مسؤوليات وتعويض كل عطل وضرر ودفع مبالغ تعويضاً لهذا الحق الحصري والغائه لتحقيق مصالح شخصية، فاعتقد ان هناك خطأ ما في البلد».

وأوضح ان ارباح الشركة التي «تذهب الى مصرف لبنان الذي يؤمن ما يقارب 80 في المئة من ارباحه للخزينة». وأكد بقاءه «على مسافة سياسية مع جميع السياسيين اثناء غرامهم واختلافاتهم لأننا نؤمن بان هذه الشركة لجميع اللبنانيين». واشار الى ان الوزير الصفدي «لا يعرف صلاحياته ولا يحق له محاسبتي ولا يدخل ذلك ضمن عمله». وذكر الرئيس الشهيد رفيق الحريري قائلاً «رحمه الله الذي أصر على فتح المطار خلال ستة اشهر، وصرفنا خلالها اكثر من ستة ملايين دولار من دون اوراق او اتفاق، ولكن مع الأسف، كان هناك رجال دولة يحترمون كلامهم ويلتزمونه».

ورد الوزير الصفدي أمس عبر مصادره بالقول ان «الحوت أكد في مؤتمره الصحافي عملياً صحة الاتهامات التي ساقها اليه وزير الاشغال، لا سيما لجهة تبنيه الخبر الذي نشرته احدى الصحف، ليتبين انه خبر مدسوس». ولاحظت المصادر ان الحوت «أقحم اسم الرئيس الشهيد رفيق الحريري في مسألة حساسة عندما قال ان الحريري انفق من جيبه ستة ملايين دولار لتجهيز المطار من دون عقود وعلى أساس كلام رجال، وبالتالي ثمة مشكلة تترتب على كلام الحوت لأنه كلام خطير ويستدعي التحقيق ويمس سمعة الرئيس الحريري».

 

حمادة وحرب أشادا بزيارة الحريري لواشنطن...

سجال بين وزيري الاتصالات والعمل حول الوزراء المعتكفين

بيروت     الحياة     - 29/01/06//وصف وزير الاتصالات مروان حمادة ما حققه رئيس كتلة «المستقبل» النيابية سعد الحريري في واشنطن «بأنه اختراق للبيت الأبيض بامتياز وللخارجية الأميركية والبنتاغون ولمجلس الأمن القومي» لافتاً الى إعلانه بعد الاجتماع مع الرئيس جورج بوش «ان تنفيذ القرار 1559 في الشق المتعلق بالمقاومة يتم في اطار الحوار الوطني». وسأل: «أين هي خارجيتنا التي بقيت ملحقة على مدى سنوات بوزارة الشرع؟ وهل نفتش عن تجميد الدعم للبنان؟».وأكد ان الحريري لم يتغير في البيت الأبيض وقال: «وما أبعده عمّن يخرجون من عند الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد والرئيس السوري بشار الأسد وهم يكررون الكلام كالببغاء». وأشار في حديث لإذاعة «صوت لبنان» الى «اننا نتجه الى محاولة اقناع الوزراء المعتكفين بالعودة الى الحكومة وفتح الحوار حول النقاط المطروحة من دون أن تكون الأولوية نزع سلاح المقاومة».

وأعرب عن اعتقاده بأن «كل المشكلة تكمن في العلاقة مع النظام السوري الذي لم يقبل إلا بحكم لبنان مباشرة وأن ينهب ويفرض على لبنان رئاسة ورجالات يريدها جهاز الاستخبارات السورية». وشدد على ان «تكون المحاكمة الدولية في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري حرة وخارج لبنان حتى لو كانت مختلطة بوجود قضاة لبنانيين»، مذكراً بأن «سورية رفضت ارسال الشهود الى لبنان وزجت بالعملاء لتضليل التحقيق».

ورد وزير العمل طراد حمادة، في بيان، على تصريحات الوزير حمادة، قائلاً ان «الشعب اللبناني يعرف أسباب اعتكاف الوزراء الخمسة، الواضحة للعيان من خلال المطالبة بشراكة داخل مجلس الوزراء، وممارسة هذه المشاركة بصناعة القرار السياسي وتنفيذه ومراقبته، لذلك رفعنا الصوت عالياً، في اكثر من استحقاق سياسي يعرفه اللبنانيون في التنبيه، والتصويب، والاعتراض على ممارسات في الحكومة، كانت تتسم بطابع التسرع، وعدم منح الفرص الكافية للحوار، الأمر الذي لا يتفق مع أصول الديموقراطية والمشاركة في الحكم وادارة شؤون البلاد والعباد، ولعل عينة عن هذه الأزمة التصريحات التي اطلقها الوزير حمادة التي لا تتصل بأسباب الحقيقة بل عارية عن كل حقيقة، تطلق جزافاً، من دون الانتباه الى تهافتها وتأثيرها في الوحدة الوطنية ومصالح اللبنانيين ومستقبلهم السياسي».

لكن وزير العمل اكد «حرصنا على الحوار داخل الحكومة، وعلى سيادة القرار الوطني اللبناني واستقلاله عن اي وصاية خارجية». وأسف «ان يصدر عن حمادة ما يتعارض وأبسط المبادئ والأصول الديموقراطية واحترام الرأي الآخر، في حق المشاركة في صناعة القرار السياسي من خلال اعتباره ان ما جرى في مجلس الوزراء، من اعتكاف الوزراء الخمسة ليس حقاً ديموقراطيا من حقوقهم، بل يذهب الى ما هو حجر على هذه الحقوق، ورمي لها بتهم الاصغاء للخارج».وأكد «ان «حزب الله» يمارس كل ما يجده لمصلحة لبنان».

صلوخ

من جهته، أعرب وزير الخارجية فوزي صلوخ المقاطع لجلسات مجلس الوزراء، عن تمنياته «في التوصل الى تشكيل حكومة وطنية في فلسطين، تمثل الشعب بجميع فئاته من اجل تحقيق السلام في المنطقة واستعادة الأراضي المحتلة وانشاء دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشريف، وعودة اللاجئين الفلسطينيين الى ديارهم». وأمل في «ان يحترم المجتمع الدولي خيارات الشعب الفلسطيني التي تكرست بنتائج الانتخابات الفلسطينية بطريقة شفافة وديموقراطية بشهادة جميع المراقبين لها من عرب وأجانب».

وأشار الى ان وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس سألته عن الوضع في لبنان على هامش حفل تنصيب الرئيسة الجديدة لليبيريا الن جونسون سيرليف فأجابها بأن «الحوار ماشي». ورأى ان المسعى المصري - السعودي «هو مسعى خير ويتوخى مصلحة اللبنانيين ومصلحة المنطقة». وقال: «ان العلاقات اللبنانية - السورية الجيدة مطلوبة، وضرورية لكلا البلدين نظراً الى التاريخ والجغرافيا وللعلاقات الاقتصادية والاجتماعية والعائلية، اضافة الى المصالح الاخرى المشتركة». وشدد على اهمية الحوار الهادئ وانهاء حال التوتر ما يفسح في المجال امام البحث في القضايا الاخرى المطروحة مثل انشاء علاقات ديبلوماسية، وترسيم الحدود ومشيراً الى تبادل رسائل حول هذا الترسيم بين رئيسي حكومتي البلدين».

وركز على اهمية الحوار «بأن يكون عقلانياً وموضوعياً، لأن ذلك كفيل بحل جميع مشاكلنا». ولفت الى «ان الهدوء في لبنان ينسحب على الهدوء في دول المنطقة التي لا تحتاج الى بؤر توتر جديدة». وقال: «طالما ان مزارع شبعا محتلة، فإننا لن نهمل وسيلة لتحريرها، والمقاومة هي حركة نضالية شريفة نذرت نفسها لتحرير الأراضي اللبنانية المحتلة، ومزارع شبعا وتلال كفرشوبا وشريط القمم في جبل حرمون هي اراض لبنانية ما زالت تحتلها اسرائيل».

واعتبر النائب بطرس حرب (من قوى 14 آذار) في حديث لـ«اذاعة الشرق» ان زيارة الحريري لواشنطن «فرصة لا تتكرر وتصب في مصلحة لبنان»، وقال: «ان للزيارة أهمية كبرى في ظل الجو الاقليمي السائد والتموجات السياسية الحاصلة حيث حمل مشكلات لبنان ومطالب قوى 14 آذار».

وأشاد حرب بمبادرة رئيس المجلس النيابي نبيه بري لعقد طاولة مستديرة للحوار، معتبراً «ان موضوع الحوار في التركيبة اللبنانية التعددية والمتنوعة الوسيلة الوحيدة لحل الخلافات وكل وسيلة أخرى بالقوة والعنف وبناء المتاريس لا تودي الى حل».

واشار الى «ان لا يمكن للبنان التنازل عن حقه في المقاومة وتحرير الاراضي». واعتبر «ان سورية تحاول ان تستعمل مزارع شبعا ليس لمساعدة لبنان على تحرير الارض وانما لكي يبقى الوضع في لبنان متأرجحاً، مما يؤدي الى تعطيل آلية التحرير، ويبقى موضوع الخلاف على السلاح اللبناني وغير اللبناني قائماً ومتأرجحاً، ويبقى الخلاف بين اللبنانيين عائقاً في وقت يحتاج لبنان الى اعادة بناء مؤسساته وتكريس وحدة ابنائه».

ودعا الى «احترام اتفاق الطائف في طرح المشكلات، واحترام الميثاق الوطني الذي تم التوافق عليه ولم ينفذ»، وقال: «ان رئيس الجمهورية فقد دوره السياسي نهائياً وهو لم يسهم في حماية لا المقدسات ولا الانجازات، وهو يتعاطى سلباً مع كل القضايا الوطنية واصبح جزءاً من التركيبة القديمة لنظام الوصاية ولن يسمح تحت اي ظرف كان من تعويمها».

عون - ادريسي

وكان السفير الايراني لدى لبنان مسعود ادريسي واصل جولاته على السياسيين والتقى امس، رئيس تكتل «التغيير والاصلاح النيابي» ميشال عون. واشار الى انه كان «هناك توافق في وجهات النظر في الامور التي طرحت وفي مقدمها التوافق على المقاومة اللبنانية الباسلة». واشاد بسياسة عون الحكيمة».

ورأى «ان المرء لم يعد يميز بين السياسة الاميركية والسياسة الاسرائيلية المعدة والمرسومة لهذه المنطقة»، وعن قول النائب وليد جنبلاط أن ايران هي «الوصي الجديد على لبنان» قال: «لا يمكن ان يزور التاريخ في هذا الشكل، اذ يعرف القاصي والداني ان طهران وعلى امتداد مسيرتها الطويلة الاخوية مع لبنان الشقيق كان لديها هم اساس وثابت وهو دعم الوحدة الوطنية والمقاومة الوطنية تجاه العدوان الاسرائيلي».

الحص اعتبر ان الازمة الوزارية اصبحت «مبتذلة»... بري :عودة الوزراء قبل الحوار

نقل رئيس المكتب السياسي للجماعة الاسلامية أسعد هرموش عن رئيس المجلس النيابي نبيه بري تأكيده «ان الحوار سيؤتي ثماره عما قريب بانطلاقة قوية عبر المجلس النيابي لكن ستكون هناك محطة قبل ذلك، هي عودة الاخوة الوزراء لممارسة دورهم داخل مؤسسة مجلس الوزراء، لأننا نعتبر ان الوزراء المقاومين داخل مجلس الوزراء يؤكدون رفضهم للتدخل الخارجي وهوية لبنان ووحدة كل اللبنانيين في سبيل إعمار هذا البلد وتحصينه والدفاع عن مقاومته وعن حقه بالحياة الحرة الكريمة».

ورحب رئيس الحكومة السابق سليم الحص بالمبادرة العربية تجاه لبنان وأزمته. واعتبر بعد لقائه بري «انها خطوة مشكورة»، داعياً الحكومة الى التعاون معها الى ابعد الحدود من دون ان يعني ذلك «إملاء حل على اللبنانيين وانما حوار معهم».

وذكّر الحص «بمؤتمر الطائف الذي استطاع، بمبادرة عربية، وضع حد لحرب استمرت 15 عاماً طرحت في خلالها مبادرات داخلية لم تجد أي منها حلولاً». ودعا الحص الى موقف لبناني جامع حيال القرار 1559، والى حل للازمة الوزارية التي اصبحت «مبتذلة». كما تناول البحث الحوار الوطني والمبادرة التي طرحها الرئيس بري في ابعادها ومضامينها. وكان الحص زار مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني وعرض معه الاوضاع الراهنة في ظل الازمة الحكومية والقرار 1559، وانعكاس ذلك على الواقع الشعبي الذي بات مفروزاً فئوياً.

وتمنى الحص ان تكون معركة بعبدا – عاليه الانتخابية حرة وحضارية. وانتقد الحص سياسة اميركا تجاه لبنان، معتبراً انها «لا تريد شيئاً في لبنان، وانما تريد عبر لبنان الكثير في سورية والعراق وفلسطين، وتحديداً من سورية في لبنان سلاح حزب الله». كما انتقد الموقف الاميركي الرافض لنتائج الانتخابات في فلسطين، «فإما ان تكون الديموقراطية تصب في مصلحة اميركا أو لا تكون الديموقراطية».

 

رئيس كتلة"المستقبل"النيابية النائب سعد الحريري انهى زيارته الى واشنطن

وطنية:28/1/2005(سياسة)صدر عن المكتب الإعلامي لرئيس كتلة المستقبل النيابية النائب سعد الحريري,البيان التالي:اختتم رئيس كتلة "المستقبل" النيابية النائب سعد الحريري زيارته إلى واشنطن التي غادرها قبل الظهر بعد أن توج لقاءاته في العاصمة الاميركية بلقاء الرئيس الأميركي جورج بوش في البيت الأبيض و نائبه ديك تشيني و كبار المسؤولين في الإدارة الاميركية و عرض معهم التطورات في لبنان و المنطقة. و كان النائب الحريري التقى في مقر إقامته عضوي الكونغرس الأميركي داريل عيسى و راي لحود و عرض معهما العلاقات اللبنانية -الاميركية . كما استقبل النائب الحريري وفداً من الجمعية الوطنية اللبنانية الاميركية ثم وفدا من القوات اللبنانية في أميركا برئاسة جوزيف جبيلي فوفدا من شباب 14 آذار في نيويورك.

 

النائب ميشال عون عرض مع سفير الجمهورية الايرانية الروابط الثنائية والمستجدات

السفير الادريسي: اكدت سياسة بلدي الثابتة لدعم الوحدة الوطنية في لبنان اميركا ترتكز على ثابت وحيد وهو تأمين الغطاء والامن اللازمين لاسرائيل

وطنية - 28/1/2006 (سياسة) التقى النائب العماد ميشال عون صباح اليوم، سفير الجمهورية الاسلامية الايرانية مسعود الادريسي، يرافقه وفد ديبلوماسي. وبعد اللقاء قال السفير الادريسي: "كانت مناسبة ثمينة للغاية تحدثنا خلالها مع العماد حول مختلف الامور ذات الاهتمام المشترك، سواء في ما يتعلق بالروابط الثنائية بين البلدين الشقيقين او حول التطورات السياسية على صعيد المنطقة بشكل عام".

اضاف: "نحن عندما نرى لبنان الشقيق يمر في مثل هذه الظروف الحساسة والحرجة لا بد لنا ان نرفع وتيرة التلاقي والتعاون والتشاور وتبادل وجهات النظر مع الشخصيات الوطنية السياسية الفاعلة والمؤثرة على الساحة السياسية في لبنان من امثال النائب ميشال عون".

وتابع: "وقد كان هناك توافق في وجهات النظر مع حضرته في الامور التي تم طرحها وفي مقدمها التوافق على ان المقاومة اللبنانية الباسلة كانت ولا تزال رمزا وعنوانا للكرامة والسيادة اللبنانية، اذ تصدت بكل شرف وفخر واعتزاز للاحتلال الاسرائيلي، وتمكنت من طرده من القسم الاكبر من الاراضي اللبنانية المحتلة. ولا بد لنا في هذا اللقاء ان نؤكد لسيادة العماد السياسة الايرانية الثابتة والمبدئية في مجال دعم الوحدة الوطنية في هذا البلد الشقيق. كما ثمنا السياسة الحكيمة المتبعة من قبله في مجال دعم هذه الوحدة ايضا، وفي مجال الانفتاح والحوار والتلاقي البناء مع كل التيارات السياسية الغيورة على لبنان".

سئل: ما رأيكم بتصريحات الرئيس الاميركي جورج بوش امس، في ما خص العلاقات مع سوريا وان الولايات المتحدة ستدعم لبنان في مواجهة السياسة السورية؟

أجاب: "نحن نعبر في الحقيقة انه لا يستطيع المرء التمييز بين السياسة الاميركية والسياسة الاسرائيلية المعدة والمرسومة لهذه المنطقة، ونعتقد ان كل السياسات الاميركية المرسومة من الولايات المتحدة الاميركية ترتكز سواء كان، تجاه لبنان وسوريا وايران، على أمر ثابت ووحيد وهو تأمين العطاء والامن اللازمين للكيان الاسرائيلي، وبالتالي فهذه السياسة الاميركية لا تأخذ في الاعتبار المصالح الوطنية لا لسوريا ولا للبنان ولا لأي بلد آخر".

سئل: ما رأيكم بما قاله النائب وليد جنبلاط بأن ايران في البلد الوصي الجديد للبنان؟

أجاب: "نحن في الحقيقة نعتبر انه لا يمكن ان يزور التاريخ في هذا الشكل، حيث يعرف القاصي والداني ان الجمهورية الايرانية الاسلامية وعلى امتداد مسيرتها الطويلة الاخوية مع لبنان الشقيق وكان لديها هم اساسي وثابت وهو دعم الوحدة الوطنية من جهة، ودعم المقاومة الوطنية واللبنانية تجاه العدوان الاسرائيلي من جهة اخرى". ثم استقبل النائب العماد ميشال عون وفدا من طلاب كلية ادارة الاعمال في الجامعة اللبنانية-الفرع الثاني في الاشرفية.

 

بيضون:لا التدويل ولا التعريب يحل مشاكل اللبنانيين في قضاياهم الاساسية

وطنية-28/1/2006(سياسة) استغرب النائب السابق محمد عبد الحميد بيضون في بيان "ان يحصر رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة الوساطة المصرية بموضوع السلاح الفلسطيني خارج المخيمات وكأنه يريد ان يقول انه ليس هناك مبادرة عربية متكاملة لمعالجة ملف العلاقات اللبنانية السورية، وان مهمة اللواء عمر سليمان هي فقط لمنع التدخل السوري في لبنان وليست على مستوى أشمل واوسع لتشمل المواضيع التي تضمنتها ورقة العمل التي حملها وزير الخارجية السعودي منذ أسبوعين".

ورأى بيضون انه لا التدويل ولا التعريب قد يحل مشاكل اللبنانيين اذا لم يكن هنالك جهد داخلي حقيقي للاتفاق على القضايا الاساسية، مشير الىالازمة الوزارية التي تراوح مكانها منذ شهر ونصف مما يؤدي الى تأجيل القضايا الاساسية، بدءا من الخطة الاقتصادية لمؤتمر دعم لبنان وصولا الى موازنة 2006 مرورا باوضاع الجامعة اللبنانية التي وصلت الى فراغ تام". ولفت بيضون الى "الخلافات بين الرؤساء التي تؤخر تعيين المجلس الاعلى للقضاء وهذا يعني تعطيل عمل القضاء، والتعامل بعدم الجدية مع جريمة رهيبة بحجم اغتيال جبران تويني والاهم ان هذا الموضوع لا تعرض على مجلس الوزراء الذي تعود الصلاحية اليه عند اختلاف الرئاسات لبت الموضوع سلبا او ايجابا وما يحصل اليوم هو تعطيل للسلطة الاجرائية وللحكم واعادة شخصنة الحكم والمؤسسات، وهذا الامر لايبشر بامكانية النهوض بمؤسسات الدولة".

 

 

الشرق : الحريري التقى بوش 50 دقيقة الرئيس الاميركي وصف المحادثات بأنها "مهمة جداً ومثيرة للاهتمام" الحريري

جريدة الشرق 28/1/2006: البارز على المستوى اللبناني امس كان اللقاء بين الرئيس الاميركي جورج بوش ورئيس كتلة "المستقبل" النيابية النائب سعد الحريري في البيت الأبيض. وقد خصت ادارة بوش النائب الحريري بلقاء يليق بالمسؤولين الحكوميين مع انه لا يتسلم أي منصب حكومي، وهو اللقاء الاول من نوعه بين رئيس اميركي ونائب لبناني، وقد استغرق خمسين دقيقة بحضور وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس ومستشار الرئيس الأميركي لشؤون الأمن القومي ستيفن هادلي. وفي نهاية اللقاء قال بوش: "أود الترحيب بالنائب اللبناني سعد الحريري في المكتب البيضاوي. لقد اجرينا محادثات مهمة جداً ومثيرة للاهتمام بشأن رغبتنا المشتركة في رؤية لبنان حراً، حراً من اي تدخل اجنبي، ومن الترهيب، وقادراً على رسم مساره بنفسه". اضاف "ان الشعب الاميركي حزين على تلك الخسائر البشرية، ونحن ندرك مدى صعوبة الموقف عليكم وعلى والدتكم التي كان لنا شرف لقائها وعلى العائلة ايضاً، اننا نفكر بوالدكم، الرجل الذي أحب لبنان كثيراً، ومن المهم جداً ان يسير التحقيق في جريمة اغتيال والدكم قدماً.

ونحن نتوقع ان يكون تحقيقاً كاملاً وحازماً، وان يحاسب الأشخاص المسؤولون عن وفاة والدكم"،

أود ان اشكركم. وتابع "ان الكثير من الناس يودون رؤية لبنان مزدهراً ومتقدماً، وكذلك انا. وسيكون من المهم بمكان للمنطقة أن تبلغ الديموقراطية في لبنان ذروتها. ولا شك في انني اركز على العمل مع العالم الحر على تذكير سورية بضرورة الالتزام بقرار الأمم المتحدة الرقم 1559، حتى نتوصل الى تحقيق العدالة. وقد تحدثت عن مؤتمر المانحين الذي نعمل على تنظيمه مع المجتمع الدولي لمساعدة الشعب اللبناني على المضي الى الأمام. ونحن نقّدر عالياً اقتراحاتكم ونصائحكم".

ثم اجتمع النائب الحريري بنائب الرئيس الاميركي ديك تشيني في مكتبه في البيت الأبيض على مدى عشرين دقيقة.

ولدى مغادرته البيت الأبيض سئل النائب الحريري عن لقائه مع الرئيس بوش فأجاب: "كان اللقاء ودياً جداً، وكان الرئيس بوش مهتماً بما يحصل في لبنان، ويتابع ما يجري والاوضاع الأمنية التي حصلت في لبنان اخيراً والاغتيالات وخاصة الاغتيال الاخير الذي طال النائب جبران تويني، وقد ابدى قلقاً حول الاوضاع الامنية، وتحدث عن دعمه للبنان في شتى الوسائل الممكنة لتدعيم موقف لبنان في المنطقة".

سئل: هل تم التطرق بشكل محدد لمسألة نزع سلاح حزب الله؟.

أجاب: "هناك القرار 1559 الذي نطلب دائماً تأجيل الحديث عنه ريثما يجري حوار وطني في لبنان حوله، ومنذ البداية شددنا على هذا الأمر لكي نتفاهم على صيغة بشأنه، وكانت هناك موافقة على ذلك، ونحن في لبنان لدينا فرصة لنتحاور فيما بيننا حول هذا الموضوع، ونفتح حواراً وطنياً بشأنه".

 ما طبيعة المساعدات الأمنية التي طلبتموها؟.

"كما تعلمون لبنان لديه نقص كبير في المعدات الجديدة، ولدينا مشاكل امنية يجب حلها، وذلك من خلال تجهيز قوى الأمن الداخلي والجيش بالمعدات العسكرية اللازمة واجهزة الاتصالات الحديثة وغيرها من المستلزمات". >

ماذا حققتم للبنان خلال زيارتكم لواشنطن؟.

- "في رأيي لقد حققنا دعماً للتحقيق الدولي في اغتيال الرئيس رفيق الحريري لمعرفة الحقيقة كاملة، كما حصلنا على موافقة الولايات المتحدة على عقد مؤتمر بيروت - 1 وحصلنا كذلك على موافقة مبدئية على المساعدات العسكرية للبنان لتعزيز قواه الأمنية والعسكرية، كما سعينا الى تمتين العلاقات بين لبنان والولايات المتحدة وهي علاقات علينا ان نحافظ عليها كما نفعل مع سائر الدول الصديقة التي ساهمت في تحرير لبنان وساعدته على مواجهة التحديات الكبرى التي واجهها".

> ما موقف الولايات المتحدة من الوساطات العربية التي هدفت الى نزع فتيل الأزمة بين لبنان وسورية؟.

- "نحن نرحب دائماً بهكذا مبادرات والمملكة العربية السعودية كانت دائماً حاضنة للبنان في جميع المراحل، ولولا المملكة لما توقفت الحرب في لبنان، وهذا أمر واضح للجميع. والمبادرة التي تقوم بها المملكة هي لاستقرار لبنان ولوقف الاغتيالات التي يتعرض لها الشعب اللبناني. المملكة هي اساس للاستقرار في المنطقة، ومصر كذلك بالنسبة الى لبنان. الملك عبد الله والرئيس المصري حسني مبارك كانا دائماً حريصين حرصاً تاماً على الاستقرار، وعلى مجريات التحقيق في اغتيال رفيق الحريري ومعرفة الحقيقة، وضرورة احترام قرارات للأمم المتحدة لأن الدول العربية والجامعة العربية لطالما احترمتا قرارات الشرعية الدولية".

> أين اصبحت الحلول المطروحة لعودة وزراء حركة "امل" و"حزب الله" الى الحكومة؟.

- "في رأيي سيحصل حوار جدي وان شاء الله تكون العودة قريباً لأن البلد بحاجة الى وقوف الجميع جنباً الى جنب لمواجهة التحديات الكبيرة، ويجب ايجاد الحلول لعودة هؤلاء الوزراء. وبرأيي اذا وضعنا لبنان اولاً وأن تكون المصلحة اللبنانية هي الأساس الأول والاخير لكل اللبنانيين فسنجد ان الحل بسيط جداً".

> هل هناك تنازلات معينة لحل هذه الأزمة؟.

- "لا توجد تنازلات امام مصلحة لبنان واللبنانيين، مصلحة لبنان هي المصلحة الكبرى والمصلحة الأولى".

> هل تحدثتم مع الرئيس بوش حول صيغة معينة لاخراج لبنان من ورطته الحالية؟.

- "لبنان ليس في ورطة، لبنان بلد حر ومستقل استعاد استقلاله وحريته، وهناك امل كبير لدى لبنان واللبنانيين وعلينا ان نعمل للمحافظة على لبنان، كما فعل الشعب اللبناني في 14 اذار، وقال كلمته بأن لبنان لن يكون الا موحداً وان الوحدة الوطنية هي اساس المحافظة على لبنان".

> ماذا بحثت خلال لقائك مع نائب الرئيس ديك تشيني؟.

- لقد تحدثنا عن لبنان والمنطقة، والمساعدة في عقد مؤتمر الدول المانحة في لبنان ونحن نعمل على تحديد موعد لهذا المؤتمر قريباً، وقد اجتمعت مع رئيس البنك الدولي والمدير التنفيذي لصندوق النقد الذي ابلغني ان الصندوق سيرسل بعثة الى لبنان في السابع من شباط المقبل للبدء بالعمل جدياً على عقد هذا المؤتمر".

> ما رأيك في ما يتعلق بالملف النووي الايراني؟.

- "نحن نعتقد ان الاستقرار والسلام في المنطقة امران ضروريان، ولا نريد المزيد من عدم الاستقرار، وهذا امر يجب على كل قادة المنطقة التفكير به، وبأننا شهدنا ما يكفي من النزاعات في المنطقة، فالسلام والاستقرار هو كل ما يريده الشعبان اللبناني والايراني، وكل شعوب المنطقة".

ورداً على سؤال عن الرئيس الايراني قال النائب الحريري ان الشعب الايراني قد انتخب احمدي نجاد، وله يعود الحق بالحكم عليه.

وكان النائب الحريري قد التقى في مبنى الكابيتول رئيس لجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس الاميركي السيناتور ريتشارد لوغار وعرض معه تطورات الاوضاع في لبنان والمنطقة. كما زار السيناتور تشاك هاغيل في حضور نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري وتناول البحث شؤوناً مشتركة. واستقبل النائب الحريري في مقر اقامته السفراء العرب المعتمدين في واشنطن، وتحدث اليهم عن الاوضاع في لبنان والمنطقة، كذلك استقبل المرشح لرئاسة الجمهورية في لبنان الدكتور شبلي الملاط الذي سلمه مجموعة من مؤلفاته.

الى ذلك قال الحريري قبيل لقائه الرئيس الاميركي تعليقاً على فوز حركة "حماس" ان الحركة يمكنها ان تكسب المصداقية بنبذ الارهاب والاعتراف باسرائيل. وقال في حديث نقلته وكالة الصحافة الفرنسية "من البديهي انه اذا نبذت حماس الارهاب وقبلت اسرائيل فان (الحوار) سيكون ممكناً".

اما في الداخل اللبناني فقد فرض استحقاق الانتخابات النيابية الفرعية في دائرة بعبدا - عاليه نفسه بنداً رئيسياً في سلم الاهتمامات بعد اعلان كل من رئيس حزب "الوطنيين الأحرار" دوري شمعون والاعلامية مي شدياق ترشحهما للانتخابات. وقد دفع هذا الترشيح المفاجىء بقوى "14 آذار" الى التريث مجدداً في حسم موقفها، علماً ان معلومات ترددت عن اتصالات أجرتها اطراف في "القوات اللبنانية" مع شدياق التي تتابع علاجها في باريس، والايعاز اليها بتقديم ترشيحها لملء مقعد "القوات" الذي شغر بوفاة النائب ادمون نعيم. وبررت شدياق خطوتها بوجود "رغبة عميقة" لديها في العمل من خلال المجلس النيابي حتى لا يصيب احد ما اصابها وحتى لا يتكرر كل فترة مسلسل الاجرام الذي يضرب لبنان".

من جهته، اوضح حزب "الوطنيين الأحرار" الذي رشح رئيسه للانتخابات "اكمال المشاورات مع حلفائه في 14 آذار لكنه لفت الى تفضيله التوصل "الى توافق حول ترشيحه في شكل يوفر التوتر والتشنج ويكون خطوة باتجاه اعادة اللحمة واطلاق الحوار". وفيما لم تحدد "قوى 14 آذار" موقفها بعد مفسحة في المجال امام الاتصالات والمشاورات للاتفاق على مرشح واحد لخوض الانتخابات، اعلن رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع انه ازاء ترشح شمعون وشدياق "لن نتمكن من أخذ موقف فوري نظراً لدقة المعركة وحساسيتها وضرورة اجراء حسابات دقيقة واكمال التشاور خصوصاً داخل الصف المسيحي". وأشار الى ان "الحزب التقدمي الاشتراكي" وتيار "المستقبل" أبديا موقفاً واضحاً جداً تجاهنا من دون أي لبس او غموض، لافتاً الى "امكان التوصل الى اتفاق مع النائب العماد ميشال عون، الا ان هذا الاحتمال صعب"، واعتبر ان المعركة ستكون "على خيارات سياسية كبيرة جداً حتى على المستوى الاستراتيجي، وتطال بنتائجها ولو في شكل من الأشكال الصراع الذي يدور في المنطقة كلها". وبدا من هذه المعطيات ان خيار التوافق على النائب السابق بيار دكاش لا يزال مستبعداً حتى الآن، وأعلن دكاش الى ان احداً لم يتصل به بعد، والطلب منه الترشح، لكنه نقل عن البطريرك الماروني نصر الله صفير ترحيبه بمساعي التوافق.

في غضون ذلك، راوحت العقدة الحكومية مكانها، بالرغم من اشاعة معلومات عن ايجابيات تحيط الاتصالات الجارية بشأنها، في حين تركز الاهتمام على تتبع مسار المبادرة العربية لتخفيف الاحتقان بين بعض القوى السياسية اللبنانية وسورية. وهذان الموضوعان كانا محور اجتماع استثنائي للجنة التنسيق والحوار النيابية "لقوى 14 آذار" وهيئة المتابعة لها في بيت الكتائب المركزي، حيث دعتا الوزراء المقاطعين الى العودة "الى مؤسسة الحكومة على قاعدة لبنان اولاً وعلى اساس البيان الوزاري"، وأكدتا الجهوزية "للتعامل ايجاباً مع كل المبادرات خاصة العربية منها، وفق الثوابت الوطنية"، كما اكدتا تمسك "قوى 14 آذار" بوحدانية سلاح الشرعية (...) وتجاوز روحية الحرب الأهلية". واعتبر المجتمعون ان احياء ذكرى الرئيس الشهيد رفيق الحريري في 14 شباط "واجب وطني ومسؤولية وطنية".

من جهته، رد وزير الزراعة الدكتور طلال الساحلي بعنف على وزير الاتصالات مروان حماده، موضحاً "اننا لا ننكر علاقتنا مع سورية، ولا ننسى ما قدمته للمقاومة والتحرير"، كما اننا مصرون على التوصل الى الحقيقة في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد الحريري، واننا في الوقت نفسه، لسنا موظفين عند احد ولا نأتمر بأمر أحد، كما يفعل البعض. ودعا الساحلي حماده الى الكف عن الغمز "من قنوات الوطنيين، بما لا يفيد لبنان واستقراره ووحدته الوطنية كلما اقتربنا من انجاز حل للأزمة القائمة، لأن اللبنانيين باتوا يعلمون تماماً من اين تصدر اصوات النشاز التي تعرقل الحلول وتدفع باتجاه الفتن الداخلية".

على صعيد آخر، أجرى مساعد الامين العام للأمم المتحدة للشؤون القانونية نيكولاس ميشال مشاورات مع المسؤولين اللبنانيين لاستمزاج آرائهم حول المحكمة ذات الطابع الدولي التي طلبت الحكومة من الأمم المتحدة تشكيلها. ووعد ميشال الذين التقاهم بتزويدهم بنماذج لاشكال هذه المحكمة في العالم، بعدما تبين خلال محادثاته انه لا يحمل معه صيغة ما، كما ان ليس لدى لبنان اي تصور عن هذه المحكمة.

 

باسيل : القوات تريد المعركة لا جنبلاط والوفاق يكون على مرشح التيار

أسعد بشارة - الديار 28 كانون الثاني 2006 

قدر الدكتور ادمون نعيم ان يرحل في هذا التوقيت وقدر بعبدا عاليه ان تكون مرة جديدة المختبر لمعركة قاسية في قلب البيت المسيحي وفي قلب البيت اللبناني على السواء معركة بعبدا عاليه ستكون استفتاء حقيقياً للرأي العام المسيحي على نقطة جوهرية واحدة، وهي خط العماد عون منذ انتهاء شهر العسل الذي كان يجمعه بـ 14 اذار. 

  فالجنرال الذي يرى ان هذه المعركة ستكون الاستفتاء الاهم على ما يعتبره تضليلا وتزويرا مرتكبا بحقه من قبل فريق 14 آذار كاد ان يصوره عميلا سوريا فيما الاخرون وابرزهم القوات اللبنانية التي تريد استفتاء الشارع المسيحي على صوابية موقعها وخياراتها  تحالفاتها والمعركة فتحت بين مصراعين اساسيين هما التيار الوطني والقوات اللبنانية مصارعين قانويين لهم صلاحية حسم المعركة للقوات او التيار وقد تجعل التعبئة التي بدأت منذ اليوم المصارعين الثانويين اساسيين جدا والمقصود بهذا الكلام النائب وليد جنبلاط وحزب الله.

وقد فتحت المعركة في الشكل اولاً وبعد ساعات على وفاة الدكتور نعيم فقد اتصلت المؤسسة اللبنانية للارسال بالعماد عون وسألته حول خوض المعركة فأجاب واستفاض فقامت ال  LBC الاشارة في نشرتها المسائية الى ان عون اعلن خوضه الانتخابات بعد ساعة واحدة من وفاة نعيم وهذا ما فسر على انه سلاح جديد في المعركة اراد تصوير الجنرال وكأنه متعطش للانتقام السياسي وانه لم يراع حرمة موت نائب بحجم الدكتور ادمون نعيم.

ماذا يقول المهندس جبران باسيل لمعركة بعبدا عاليه وكيف يتعاطي معها منذ الآن؟

 يقول القيادي في التيار الوطني المهندس جبران باسيل للديار بان المعركة فتحت على التيار الوطني من الطرف السياسي الذي ينتمي اليه النائب الراحل الدكتور ادمون نعيم فالـ  LBC  وكأنها تنصب فخاً للعماد عون في حديثه الصباحي معها فقد ارادت اجراء حديث معه حول القضايا الداخلية فاذا بها تسأل عن ما بعد وفاة الدكتور نعيم وبهذا تكون المعركة قد ‏فتحوها هم وليس نحن وهذه لعبة ديموقراطية نحترمها لكن المطلوب بعض الاخلاق في السياسة.

 واضاف باسيل: اسمع البعض يقول ان الدكتور جعجع يريد الاتصال شخصيا بالجنرال عون لترك ‏المقعد للقوات اللبنانية وهذا شيء غريب لان الامور السياسية لا تؤخذ «بالاملية» ثم ان الاكثرية حينما تكون معهم يستشرسون ضدنا وعندما لا تكون معهم يستعملون سلاح «الاملية».

اما عن ترشيح الزميلة مي شدياق فقال باسيل: مي شدياق تحظى باحترام وتقدير كل الناس وهناك اجماع على اعتبارها مناضلة في سبيل الوطن بعد استهدافها لكن لا يجوز ادخالها كطرف في معركة من هذا النوع بحيث يصبح كل من يترشح ضدها كأنه شريك في الاعتداء الذي تعرضت له.

وعن امكان قبول التيار بمشرح وفاقي قال باسيل: الوفاق يجب ان يتم لكن على المرشح الذي  تطرحه كتلة الاصلاح والتغيير واذا ارادونا ان نتنازل عن هذا المقعد فليعيدوا لنا المقاعد العشرة الاخرى التي اخذوها في بعبدا عاليه بالتزوير ونحن نقبل، فتلك الانتخابات وبغض النظر عن التحالفات التي حصلت كانت لتكون في صالحنا كليا لولا التزوير وهناك طعون قانونية. وعن تحالف التيار مع حزب الله قال باسيل: ليس هناك تحالف مع الحزب لان لا قوائم ترشيحات مشتركة فنحن نطرح مرشحنا ومن يؤيده نشكره.

وعن موقف الفرقاء الباقين، وخصوصا النائب جنبلاط قال باسيل: النائب جنبلاط لا يريد المعركة والقوات تريدها لانهم اليوم يمثلون في المنطقة نحو 15% واذا نالوا ثلاثين بالمئة من الاصوات سيعتبرون انفسهم رابحين وسيعتبرون كل الاطراف المسيحية التي ستعطيهم اصواتا تحت جناحهم.

وقال باسيل: لذلك اقول ان منطقة بعبدا عاليه ستثأر لنفسها بهذه المعركة وستعيد تصويب الامور بعدما ساهمت الممارسات الخاطئة في انتخابات العام 2005 بحرمانها من التمثيل الحقيقي واذا ارادوا التوافق الحقيقي فليكن على الارقام التي تتكلم اما الكلام عن ان هذا المقعد هو للقوات اللبنانية فهذا منطق مردود لان المسيحيين في بعبدا عاليه بغالبيتهم اعطوا لائحة الاصلاح والتغيير بنسب متفاوتة.

 

النائب ابراهيم كنعان تحدّث عن الانتخابات الفرعية والوضع الحكومي

tayyar.org 28 كانون الثاني 2005 

قال النائب ابراهيم كنعان أن التيار الوطني الحرّ تعاطى مع موضوع الانتخابات الفرعية في بعبدا عاليه بأسلوب صريح ومباشر في إطار احترام الرأي العام اللبناني ومن دون أي خبث سياسي، وضمن الاحترام الكامل الكبير للراحل الكبير النائب ادمون نعيم، فيما البعض كان ناشطاً على هذا الخط قبل وفاته، علماً أن كلام الرئيس عون في هذا السياق جاء رداً على سؤال من إحدى الوسائل الإعلامية.

وعما إذا كان التيار ينظر إلى انتخابات بعبدا عاليه كمعركة إعادة الاعتبار التي خسرها في الانتخابات العامة السابقة قال كنعان: نحن ليس عندنا في السياسة شيء اسمه ثأر أو أحقاد، وبعد عودة العماد عون من المنفى قلنا إننا على أبواب مرحلة جديدة رغم أن التيار الوطني كان الأكثر معاناة من النظام السابق، وقد مدّدنا أيدينا إلى الجميع من دون استثناء وما زلنا نطالب بالجلوس مع الجميع إلى طاولة حوار وطني من دون أي شروط أو تحفظات.

ورأى كنعان أن هناك معركة تخاض ضد التيار الوطني الحرّ انطلاقاً من حسابات سلطوية وسياسية لأطراف فضّلوا عدم التعاون مع التيار، وتحالفوا مع 8 آذار سواء في الانتخابات النيابية أو في الحكومة من دون أن تكون هناك أي رؤيا مشتركة في السياسة تؤمن مستقبل لبنان وتضمنه، وهذه استراتيجية خاطئة قامت على انعدام التحالف السياسي السليم. أما نحن فبالعكس خضنا الانتخابات النيابية مع حلفاء محليّين موجودين على الساحة، ولكن تحت برنامج اتفقنا معهم عليه، وأعتقد بأن تكتل التغيير والإصلاح ما زال منسجماً مع قناعاته في مواقفه السياسية السيادية ولا أحد يستطيع تصنيفه مع هذا الطرف أو ذاك. لقد كان التكتل سبّاقاً إلى الدعوة لأن تكون كل المبادرات نابعة من داخل لبنان لا من خارجه وأن يجري الحوار ضمن المؤسسات، ولو تجاوب الآخرون بصدق لما كانت الأمور وصلت إلى ما هي عليه الآن.

وعن تخوّف البعض من ان تؤدّي الانتخابات في دائرة بعبدا عاليه إلى مواجهة مسيحية مسيحية بين التيار الوطني الحرّ و"القوات اللبنانية" على مقعد تعتبره القوات خاصاً بها قال: اعتقد أن إخواننا في القوات يجب أن يوافقوننا الرأي أنه ليس هناك ما يعتبر مقعداً قواتياً وآخر عونياً أو اشتراكياً أو ... الجميع يعلم أنه كانت هناك انتخابات وكنا نحن في الموقع الآخر، وكان هناك تنافس، وقد أوصلت هذه الانتخابات بحكم التحالف الرباعي وسواه إلى نتيجة احترمناها. واليوم بعد وفاة المغفور له النائب ادمون نعيم شغر مقعد ماروني، وستجري الانتخابات ديمقراطياً لملئه. نحن لا نستطيع أن نكون متناقضين فنقول للعالم كله وللأنظمة الديمقراطية في العالم أننا بلد ديمقراطي ونطمح إلى استعادة دورنا ورسالتنا في هذه المنطقة، ونخاف من إجراء انتخابات فرعية وفق هذه الديمقراطية. وأنا أدعو كل الأحزاب اللبنانية والتيارات السياسية والقوى الفاعلة في بعبدا عاليه إلى أن تجري هذه الانتخابات في شكل يبدّد هذه الصورة من ذهن الرأي العام اللبناني والعالم، إذا لم يكن هنالك مجال للتوافق بالرغم من أنه ليس هناك من مفاوضات جارية بيننا وبين القوات اللبنانية حول موضوع انتخابات بعبدا عاليه، فإنّ احتمال حصول لقاء بين الطرفين هو أمر وارد في السياسة في أي لحظة، وسواء حصل أو لم يحصل فلتكن الانتخابات ديمقراطية تعطي صورة راقية عن التنافس تحت سقف القانون والنظام الديمقراطي، والذي يفوز سنسارع إلى تهنئته والمباركة له بإرادة الناخبين وثقتهم.

وعما إذا كان هنالك تحالف مع "حزب الله" قال كنعان: لا يجوز الحكم على الأمور مسبقاً، ونحن نتمنى دعم الجميع، إذ اننا بصدد انتخابات فرعية على مقعد واحد وليس انتخابات عامة تفترض وجود تحالفات واسعة. وإذا حصل إجماع على مرشحنا فسوف نرحّب بذلك، لأننا ننظر إلى الأمر ليس من خلال مقعد نيابي إضافي بل من منظار سياسي وطني، بعيداً عن كل شعور ثأري علماً أن الوقت مبكر للحديث عن تحالفات.

وعن ردّ التيار الوطني الحرّ على مبادرة النائب جنبلاط بالانفتاح على العماد عون قال كنعان نحن ردينا على الانفتاح بالانفتاح على إيجابية وليد بك بمثلها وجرت لقاءات في الرابيه والمختاره ولسنا في حال قطيعة مع اللقاء الديمقراطي. المهم ان نتوصل إلى تفاهم جدّي بالمضمون وبالسياسة لكي نجنّب البلاد أي خضّات قد تحصل نتيجة الخلافات أو التباينات السياسية. هناك ملفات ومشكلات كثيرة يجب التفاهم على معالجتها وإيجاد الحلول لها.

وعن أن الحكومة غير فاعلة أم لا قال: اترك هذا التقييم للرأي العام اللبناني الذي يعرف جيداً ما تعانيه هذه الحكومة من وضع وتحسد عليه، سواء من حيث اعتكاف وزراء أو الوضع السياسي غير المستقر أو الشلل في كل المؤسسات بما فيها المؤسسات الأمنية. وهذه الحكومة لم تعد مقبولة ويجب أن تستقيل لتأليف حكومة أقطاب، والتوافق أمر مطلوب وضروري.

وعما إذا كان هناك في داخل الحكومة أطراف تدفع باتجاه الانفجار والتحريض على الحرب، قال هناك قول فرنسي مفاده أن الحكم هو رؤيا واستشراف للمستقبل ونحن نرى أن هذا الاصطفاف لا يخدم عملية تحصين السيادة في البلاد، والانقسامات الداخلية السابقة هي التي جاءت بالوصاية وأدخلتها إلى اللعبة السياسية الداخلية فأحكمت سيطرتها على النظام. يجب عدم الدفع في اتجاه الحالة العاطفية والغرائزية ودفع الشباب والمجتمع اللبنانيين للوقوف في وجه بعضهم البعض، فهذا لا يخدم 14 آذار.

وعن دور الحكومة في هذا المجال قال: نحن في بلد ديمقراطي، الحكومة تمثّل السلطة المؤتمنة قبل غيرها والمسؤولة عن الوضع الحاصل، ولا عذر أو مبرّرات تخفيفية لها في هذا المجال. فالمسؤول لا يمكن أن يكون غير مسؤول.

وتساءل كنعان هل ان المسيحيين مشاركون اليوم بمعنى الشراكة في القرار، الشراكة في صياغة المستقبل سواء على صعيد التعيينات أو القرارات السياسية؟ وكل هذه المعايير للشراكة غير موجودة فعلياً ولم تأخذ في الاعتبار أن هناك شراكة حقيقية عند قيام ما سُمّي بالتحالف الرباعي، ومن يحرص على التوازن في البلد وعلى الوفاق لا يجب أن يخدع نفسه أو اللبنانيين، بل عليه الخروج من عملية الخبث السياسي وعملية تجميل الأمور وتغليفها بغلافات سطحية غير حقيقية أو واقعية.

وأضاف: نحن كنا وما زلنا في المعارضة ضد الحلف الرباعي ولكن أين أصبح هذا الحلف؟

وقال أن العماد عون ليس في صدد هدف سلطوي إنما في صدد الحفاظ على ما تحقّق بعد 15 سنة من النضال في سبيل استقلال وسيادة لبنان، وهو لا يتحقّق وفق استراتيجيتنا إلاّ من خلال التمثيل الصحيح والتوازن والمشاركة الفعلية في المؤسسات ممّا يحصّن الداخل اللبناني من الخروقات على أنواعها.

 

 شمعون ينقل عن ستريدا جعجع تأكيدها دعم شدياق للمعركة

عون لا يحرجه ترشيحها ويسأل عمن يملك صك ملكية لاي مقعد

دنيز عطاالله حداد –السفير:  سقط التوافق في بعبدا عاليه. وما الكلام العلني عن <<السعي والحرص على التوافق>> الذي تردده كافة الاطراف المعنية الا من باب <<التقية>> وفي احسن الاحوال <<لياقات>> لها حساباتها السياسية. فالانتخابات تسير بخطى سريعة الى <<معركة>> لن يوفر فيها سلاح. ومع اعلان ترشح كل من رئيس <<حزب الوطنيين الاحرار>> دوري شمعون والزميلة مي شدياق يصبح اعلان <<التيار الوطني الحر>> عن مرشحه مسألة وقت. لا يغير في ذلك ما قاله رئيس الهيئة التنفيذية في <<القوات اللبنانية>> سمير جعجع من أنه يتريث في الدرس ولا قول الزميلة شدياق انها مرشحة <<مستقلة>> ولا اشارة النائب ميشال عون ل<<السفير>> عن امكانية التوافق حول <<خيار او اثنين يمكن ان نطرحهما>>.

الانتخابات حاصلة في بعبدا عاليه. و<<الامور تتجه الى معركة>> كما أكد شمعون ل<<السفير>> كاشفا <<ان ستريدا جعجع زارتني مع جماعة القوات امس (الاول) وقالت انهم يفكرون بثلاثة اسماء مي شدياق وصلاح حنين وحضرتي. وقالت انهم يشكون في امكانية التوصل الى توافق وهم اختاروا مي للمعركة. وقلت لها مع احترامي وتقديري لمي فانني أرى المعركة ثقيلة عليها>>.

وردا على جعجع الذي اشار سابقا الى <<ان هذا المقعد يخص القوات اللبنانية>> قال شمعون <<لقد شغل كميل شمعون هذا المقعد منذ خمسين سنة. وكان لنا على الدوام نواب في هذه المنطقة منهم شقيق النائب الراحل نديم نعيم ومحمود عمار وسواهما. ونحن ما غبنا عن هذه المنطقة الا بسبب الاحداث>>.

ترتسم على وجه عون ابتسامة <<ذات مغزى>> وهو يسمع هذا الكلام ويسأل عن <<صك ملكية أي مقعد لاي فريق أو جهة>>. تسأله <<السفير>>: يطلب منك الدكتور جعجع مساعدته على الحفاظ على مقعد بعبدا عاليه هل ستفعل؟

<<موضوع فيه نظر>>

أي يمكن ان تساعده على الحفاظ على المقعد؟ واستطرادا، ماذا تعني الانتخابات اذا لم تكن تنافسا ديموقراطيا على مقعد نيابي؟

<<انت تجيبين عني. اعتمد السؤال كجواب. يجب أن نقف دائما عند رغبات الرأي العام من خلال الانتخابات. والا لا معنى للديموقراطية التي تمنع الارث والتجيير. نحن لا نملك أي صوت. هذه الاصوات تمنح لنا وهي وكالة لا يمكن ان نعيد توكيلها>>.

الكلام عن التوافق يظهر الانتخابات احيانا وكأنها كأس مرة يجب تجنبها...

<<هذا في المجتمع البدائي الذي يخاف من الانتخابات. المجتمع المتحضر يمارسها بروح رياضية. من لديه نزعة الى العنف يخاف من الانتخابات أما من يعرف أن يخسر من دون ان ينهار وان يربح من دون ان يسكر فالانتخابات افضل تمرين له على الديموقراطية>>.

وعما اذا كان ذلك يعني سقوط أية امكانية للتوافق يقول عون <<امكانية التوافق قائمة حتى لو كان هناك مرشحون وسنطرح في الوقت المناسب خيارا أو خيارين نعتبرهما مرشحي توافق. القرار ليس لي وحدي. سنجتمع في التيار الذي هو عصب الانتخابات ونقرر>>.

لماذا عليك ان تسمي انت المرشح التوافقي؟ لماذا لا يمكن اعتبار دوري شمعون مرشحا توافقيا مثلا؟

<<اين سيجلس هذا المرشح التوافقي في النهاية؟>>.

وعما اذا كان سيتحالف مع <<حزب الله؟>> قال <<الموضوع أقل من تحالف مع سائر الاطراف. فبحسب النظام اللبناني هذا المقعد لمرشح ماروني سندعو الى تأييده كل الناخبين. من يشعر اننا أقرب اليه سيدعمنا ومن يشعر ان موقع المرشح الآخر اقرب اليه سيدعمه. نحن لسنا في معرض اقامة تحالفات لانه مقعد واحد وللطائفة المارونية>>.

هل سيحرجكم ترشيح مي شدياق وهي من دفعت بجسدها ضريبة حرية الرأي والموقف السياسي؟

لا احراج اطلاقا. نحن نقدر مي ونحبها. لكن لا يمكن الاخذ بهذا المبدأ فقط. كثر من اللبنانيين اصيبوا في خلال الاحداث ومنهم من ماتوا. نحن نقدر تضحيات الجميع لكن لا يمكن الاستناد الى هذا المعطى فقط في العمل السياسي. هناك معايير اخرى للعمل ولا بد من مسار سياسي يقوم على برامج ورؤى ومفاهيم محددة. نحن لا نختلف مع مي. خلافنا مع الاكثرية وبعض طروحاتها السياسية.

ووسط هذه الاجواء فشل المحاولون على خط بكركي، لتشجيعها على الدفع باتجاه مرشح محدد تحت شعار التوافق، في اقناع البطريرك نصرالله صفير بتبني مرشح معين على اساس انه توافقي. واصر صفير على مواقفه المبدئية التي رددها امام جميع زواره. فهو مع التوافق ويتمنى <<تجنيب المسيحيين معركة تنكأ الجراح أو تقود الى خلق اخرى>>. لكنه، كمؤمن لا يلدغ مرتين، لن يدعم ولا حتى بالايحاء فريقا أو آخر. فكما نقل زوار مطلعون <<ان البطريرك صفير يعتبر الانتخابات ارقى انواع العمل السياسي وهي محطة هامة في مسار الديموقراطية، شرط ان تتم في اجواء تنافسية راقية بعيدا عن التشنجات التي قد تؤثر على توتير الشارع، المتوتر اصلا، بسبب عوامل كثيرة ليس العامل الاقتصادي اقلها>>. وقد حرص صفير على افهام رسالته الى كافة الافرقاء، كل باللغة التي يفهمها.

وكالعادة تكثر الزيارات الى بكركي وتزداد المراسيل. لكن الرهان على تغيير موقف البطريرك خاسر وهو <<يصلي من اجل ان يهدي الله ابناءنا الى ما يبعد عنهم المشاكل ويؤمن مصلحة الوطن>>.

الى ذلك، وفيما <<الاستعدادات>> لدى الطرفين المسيحيين الابرز <<التيار الوطني الحر>> و<<القوات اللبنانية>> على اشدها تراقب <<قوى دعم>> الطرفين المشهد عن مسافة غير محايدة. ف<<حزب الله>>، كما <<التقدمي الاشتراكي>> معنيان بالمعركة لحسابات اخرى. وهما، ومع نشاط الاول غير المعلن، وتحرك الثاني العلني، يلتقيان على مجموعة حسابات لا بد من تصفيتها.

ترشحت الزميلة شدياق مستقلة. ترشح دوري شمعون. تبقى الاسماء المطروحة شكيب قرطباوي، بيار دكاش، صلاح حنين وحكمت ديب. وفيما يجد أي محايد صعوبة في ايجاد مآخذ على أي من هذه الاسماء ان على الصعيد الوطني أو السياسي و<<النضالي>> او الانفتاحي الحواري، الا ان الكلمة الفصل ستكون ل<<التيار الوطني الحر>>. وتميل قاعدة <<التيار>> باتجاه ترشيح ديب كونه ينتمي اليها في حين ان الآخرين قريبون ويصلحون اكثر كمرشحي توافق وليس مرشحي معركة تشير كل الدلالات الى حصولها بعد ان فتحت باكرا.

خلاف بين "التيار" و"القوات" يوقع جريحين في الـ AUT جبيل

, 28 يناير, 2006 - البلد

   تسبب خلاف وقع بين طلاب ينتمون الى كل من "التيار الوطني الحر" و"حزب القوات اللبنانية" في جامعة الـ AUT في جبيل بوقوع جريحين من بين الطلاب هما ايلي مرعب والياس زغيب، وذلك أثناء انعقاد جمعية عمومية للطلاب في حضور ممثلين عن الإدارة لمناقشة موضوع تحديد انتخابات جديدة بعدما كانت الحكومة الطلابية السابقة قد استقالت.

 

 جعجع: هناك امكانية للتفاهم مع عون

, 28 يناير, 2006 - البلد

 اعبر النائب اغوب بقرادونيان "ان الحوار هو المخرج الوحيد، وبالتالي العقلانية والارتفاع الى المسؤولية الكبرى، ونحن لا نستطيع الاستمرار في الاجواء المتشنجة وفي الجو المشحون، والشعب يعيش معاناة كبيرة وعميقة"، مشيرا الى "اننا مدعوون للجلوس الى طاولة حوار للخروج بنتيجة تخدم الوطن وتحصن مفهوم السيادة والاستقلال". وقال، بعد زيارته رئيس الهيئة التنفيذية لـ "القوات اللبنانية" سمير جعجع في الارز على رأس وفد من حزب الطاشناق، ضم الامين العام هوفيك مخيتاريان وستيبان دير بدروسيان:

"لم نحمل رسالة، الجنرال عون عنده مسؤولون وأشخاص يتعاطون هذا الشأن، نحن أتينا كحزب الطاشناق، ولكن اذا استطعنا ان نقرب وجهات النظر فنحن دائما ساعون الى ذلك، واذا كان في إمكاننا الخدمة في هذا الموضوع فسنحاول، ولكن لم نحمل رسالة معينة سواء من الجنرال الى الحكيم أو العكس". وأعلن امام وفد من زحلة إمكان التوصل الى اتفاق مع النائب العماد ميشال عون حول الانتخابات الفرعية في دائرة بعبدا - عاليه

وقال: "علينا إكمال التشاور خصوصا داخل الصف المسيحي, و"الاشتراكي" و"المستقبل" أبديا موقفا واضحا تجاهنا.

 

 شيراك يدعو سورية الى “التعاون

, 28 يناير, 2006 – البلد

دد الرئيس الفرنسي جاك شيراك أمس التذكير بـ “أهداف فرنسا والأسرة الدولية لمصلحة الاستقلال والسيادة والديمقراطية في لبنان” مؤكداً “ضرورة تعاون سورية الكامل مع لجنة التحقيق الدولية” في اغتيال الرئيس رفيق الحريري. وكان شيراك التقى أمس أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني في قصر الاليزيه في حضور وزير الخارجية الشيخ حمد بن جبر وتناول البحث عدداً من القضايا الثنائية والاقليمية.

وبعد اللقاء قال الناطق باسم الاليزيه جيروم بونافون: “اللقاء تطرق أيضاً الى لبنان وسورية. وان رئيس الجمهورية ذكّر بأهداف فرنسا والأسرة الدولية اللتين تعملان لمصلحة الاستقلال والسيادة والديمقراطية في لبنان. وشدد على ضرورة تعاون سورية الكامل مع لجنة التحقيق الدولية في اغتيال الحريري”.وعن الموضوع النووي الايراني قال بونافون نقلاً عن شيراك: “انه ذكر ان على ايران الالتزام بواجباتها. مشدداً على ان الأوروبيين فضلوا دائماً طريق التعاون والحوار، وهم قلقون من القرارات الأخيرة التي اتخذتها ايران، وأن مجلس الحكام في الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي سيعقد اجتماعاته في 2 و3 شباط المقبل سيكون مناسبة لتذكير ايران بواجباتها وخلق الشروط لكي تستأنف مفاوضاتها”.

وتم الاتفاق بين الجانبين على “التعاون والحوار السياسي في الأمم المتحدة ومجلس الأمن لمصلحة السلام وتسوية النزاعات”.

يذكر ان قطر عضو غير دائم في مجلس الأمن منذ الأول من كانون الثاني ولم ترشح أي معلومات عن المحادثات من الجانب القطري.

 

 مصارحة سياسي من قلب "14 آذار" إلى أكثريته:هنا فشلتم وهذه هي الأخطار وهكذا تضلّلون

, 28 يناير, 2006 – جان عزيز- البلد

"فلنتوقف عن تضليل الناس اعلامياً، ولنجرّب مصارحتهم ومكاشفتهم"، هذه النصيحة توجهها احدى شخصيات حركة 14 آذار البارزة، الى قيادة هذه الحركة والممسكين بأكثريتيها النيابية والحكومية.

وبهذه النصيحة نفسها تعلق الشخصية الشديدة الاطلاع اقليمياً ودولياً، على آخر التطورات المسجلة من بيروت الى واشنطن مروراً بالقاهرة والرياض. ويسهب السياسي المعارض في تفصيل أصعدة المصارحة المطلوبة، على أكثر من مستوى وفي أكثر من مجال، كالآتي:

1 ــ فلنصارح الناس ان المصلحة السياسية الاستراتيجية للغرب الديمقراطي، وخصوصاً لأميركا، في لبنان قد تراجعت وان الانتصار الثلاثي الذي كان موعوداً في بيروت، قد أحبط بشكل كبير، ومسؤولية فريق السلطة عن هذا الاحباط كبيرة. ذلك أن "الانتصار التحريري" الذي أراده الغرب الديمقراطي للبنان، باخراج النظام السوري منه، أجهض نتيجة سياسة الأكثرية الحكومية الحالية، التي عجزت عن استكمال الانسحاب المخابراتي السوري بقواها الذاتية، وتخاذلت عن مراجعة الشرعية الدولية لاتمام هذا الانسحاب وفق أحكام القرار 1559 وآليته التنفيذية الواضحة. و"الانتصار الديمقراطي" الذي أريد للبنان عبر الانتخابات النيابية الأخيرة واعادة تكوين سلطته السيدة المستقلة، أجهضه أيضاً فريق الأكثرية نفسها، منذ "تآمره" على قانون الانتخابات وحتى مساومته على "السلطة البديلة". أما "الانتصار على القوى الارهابية"، كما يفهمها الغرب، فأسقطته الأكثرية ذاتها أيضاً بعدما قررت عقد صفقة مع "قوى السلاح غير الشرعي"، من لبنانية وغير لبنانية، وبعدما انكشفت ازدواجيتها في اللغة والسلوك في الداخل والخارج، حيال هذه المسألة.

2 ــ يتابع السياسي نفسه، لنصارح الناس ان هذا الفشل الثلاثي، لم يدفع الغرب ولا واشنطن خصوصاً الى عقد صفقة مع سورية. لكنه جعل "سياسة المسدس الموجه" الى رأس النظام في دمشق، تتراجع لتحل محلها "سياسة المسطرة المرفوعة فوق أصابعه الطويلة". وهذا التراجع عرف السوريون كيف يستخدمونه ويستنفدونه، خصوصاً بعدما ترافق مع نتيجة ثانية للفشل اللبناني، ألا وهي دخول "الوسطاء" العرب على الخط. ولنصارح الناس يتابع السياسي المن قلب حركة 14 آذار، بأن المسؤول العربي الذي بدأ أولى خطوات الوساطة قبل أسابيع طويلة، أبلغنا في لندن أن مصير النظام في دمشق لم يعد مطروحاً، وأن فورية ملف التحقيق في اغتيال الرئيس رفيق الحريري باتت مرشحة لتأجيل زمني متوسط المدى.

ولنصارح الناس بأن هذا الواقع سمح بقيام المبادرة المصرية السعودية المعاكسة لمصالح الفريق السيادي اللبناني، على عكس ما يقوله أسياد الأكثرية النيابية تعمية وتضليلاً، وان ذلك ترافق مع مؤشرات لأزمة أخرى بين الرياض وبين هؤلاء، تحمل جوانب مالية باتت معروفة من الجميع، وتنذر بالضغط عليهم في الواقع اللبناني بالذات.

3 ــ لنصارح الناس ثالثاً، بأن البيان الرئاسي الصادر أخيراً عن مجلس الأمن هو في الجوهر نكسة للتطلع السيادي اللبناني، على عكس ما سوّق له اعلام الأكثرية نفسها على طريقة أحمد سعيد وانتصاراته الوهمية. فصيغة البيان الرئاسي أشرت الى العجز عن استصدار قرار جديد في مجلس الأمن. وصياغته بلغة "الملاحظة و"الأسف" أشرت الى زوال زمن الادانة والقرار الدوليين والأهم أن هذين التراجعين حتّما تراجعاً أساسياً عن الاشارة الى أحكام الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، كما كان قد ورد في القرار 1644، وكما كان مستحيلاً ان يرد في مجرد بيان رئاسي.

4 ــ ولنصارح الناس رابعاً، كما يقول السياسي نفسه بأن زيارات واشنطن والقاهرة الأخيرة، ليست سوى اخراج للعودة الى المبادرة السعودية غير المتكافئة. بعدما يكون "العائدون" قد حفظوا بعض ماء وجههم نتيجة اطلالاتهم الدولية الشكلية، فيقبلون على التنازل في المضمون من موقع غير المهزوم اعلامياً.

5 ـــ ولنصارح الناس أيضاً وأيضاً بأن سورية توشك على العودة الى سيناريو مشابه للسيناريو الذي اعتمده الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد بين العامين 1983 و1988. بحيث تكون الفوضى الشاملة سياسياً وأمنياً وحتى عسكرياً، سيدة الموقف من اللحظة وحتى الاستحقاق الرئاسي المقبل في خريف العام 2007 بما يسمح لدمشق عندها بالتفاوض مع واشنطن مجدداً، وفق صيغة: اما الاتفاق معنا، على طريقة اتفاق مورفي ــ الأسد، واما تفاقم الفوضى، كما تفاقمت في حينه. ويكون حينها جاك شيراك في بيته وواشنطن مهتمة ببيتها الأبيض.

6 ـــ ولنصارح الناس أخيراً أن أياً من أسياد الأكثرية الحاكمة لا يملك تصوراً لمواجهة هذه الأخطار. حتى ان أحدهم بدأ اجراءات استثنائية، مثل شراء منزل كبير في منطقة ايل سان لوي في قلب العاصمة الفرنسية، تحسباً لاحتمال الاقامة الدائمة في الخارج، وترك منزله الصغير الآخر لأولاده الذين يشغلونه حالياً.

ولنصارح الناس بأن التعمية على كل هذه الحقائق بشاشتين وبضع أوراق، أو باختلاق المعارك التنفيسية والبطولات الوهمية، لن يؤدي الاّ الى تعميق المأزق.

ماذا تقترح عليهم اذاً؟ يجيب السياسي نفسه: المشكلة أنهم يحرقون كل أوراق الاقتراحات ومراحل المخارج. حتى باتت قنوات الحلول النظرية، رئاسياً وحكومياً ونيابياً، جميعها مسدودة في وجههم ووجهنا. تبقى العودة الى 14 آذار، وهو ما يستعدون لاحراقه أيضاً في عاليه ــ بعبدا، بدءاً من الأمس وما قبله. تبقى بارقة صغيرة لم تتأكد بعد، هي تلك الماثلة تلميحاً في تصريح سمير جعجع أمس الأول، حين ربط رئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية بين احتفاظ حزبه بالمقعد النيابي الشاغر وبين تصحيح التمثيل المسيحي، بدءاً برئاسة الجمهورية. وهي بارقة تحتاج الى مزيد من التأكيد والتبلور لتتحول ثغرة ممكنة في الحائط المسدود.

هل ذلك ممكن؟ لم لا، يعتقد السياسي نفسه، فجعجع من القلة المدركين انه في حال تأكدت عودة سورية ما الى لبنان، لن يكون في مواجهتها الا الذين فعلوا ذلك يوم كان هو في المعتقل والعماد ميشال عون في المنفى أما الآخرون فقد ينتقلون للاقامة الدائمة في قصورهم خارج لبنان، أو يسارعون الى بناء قصور جديدة "لضابط ريف دمشق" هذه المرة، يعبّدونها بتعريجهم على طريق الشام، من منطلق ان البيت بيتهم بالنسبة الى الضيف، كما الى المضيف.

 

 8 آذار و14 آذار في واد والمسيحيون في واد آخر

خط بعبدا – عاليه يشغل عون وجعجع وشمعون

كتبت هيام القصيفي: من طهران الى بغداد ودمشق وبيروت ورام الله، ينشط فريق 8 آذار، ويذهب الرئيس نبيه بري والسيد حسن نصرالله الى دمشق لملاقاة الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد، والبحث معه في تداعيات الموقف والمبادرات العربية والصراع الاميركي الايراني وحيثياته، والضغوط على سوريا. وبين الولايات المتحدة والسعودية ومصر، ينشط تيار "المستقبل" ويذهب النائب سعد الحريري الى واشنطن، والرئيس فؤاد السنيورة الى مصر، فيما ينشط المسيحيون على خط بعبدا - عاليه، تحركهم الخلافات الداخلية، التي قال البطريرك الماروني عنها انهم لن يتعلموا منها شيئا. صارت  الترشيحات المتعددة  للمقعد الماروني تختزل كل ازمة المنطقة وتداعيات الصراعات الاقليمية، من دون ان يعبأ المسيحيون بما يرسم للبنان ولا للمنطقة، ولا لمستقبل هذا الوجود المسيحي الذي صار همه الاكبر اعادة رسم صراع التسعينات بين العماد عون وسمير جعجع بنسخة 2006، بتشجيع " انتخابي" من اولئك المتحركين من 8 آذار الى 14 آذار، من دمشق الى واشنطن.

خمسة ايام على وفاة النائب ادمون نعيم، وصار المسرح الانتخابي شبه جاهز، وبدا يتبلور ما كانت القوى السياسية وخصوصا اصحاب الحق في المقعد الانتخابي، يعدّون له منذ شهرين.

حتى الامس أعلن رئيس حزب الوطنيين الاحرار دوري شمعون ترشحه، واعلنت الزميلة مي شدياق ترشحها ايضا من باريس، في وقت يتريث العماد ميشال عون في اعلان مرشحه، وهو في هذه الحال يعطي نفسه الوقت الكافي، من اجل تبيان الصورة الانتخابية لدى من يعتبره الفريق الاخر.

لم يكن ترشح شمعون مفاجئا، رغم ان الحديث كان متداولا عن احقية نزوله كمرشح انتخابي باعتباره رئيسا للبلدية في دير القمر. الا ان ثمة سابقة اخذ بها حين ترشحت السيدة ميرنا المر للنيابة في معركة المتن الفرعية عام 2002 ، اضافة الى ان حزب الوطنيين الاحرار ينتمي الى فريق الاكثرية النيابية، التي تستطيع اذا لم يؤخذ بهذه المراجعة ان تعدل الفقرة المتعلقة بحق رئيس البلدية في الترشح، لكون حزب الاحرار  واحداً من افرقاء 14 آذار، من " اكثر الذين ظلمهم فريق 14 آذار"، بحسب الامين العام للحزب الياس ابو عاصي. ورغم ان الدورة الاستثنائية للمجلس ستفتح قريبا، فان جدول اعمالها محدد، لكن الدورة العادية تبدأ الثلثاء الذي يلي 15 آذار المقبل، اي في 21 آذار ، مع العلم ان نعيم توفي في 24 الجاري والانتخابات يجب ان تحصل خلال ستين يوما من وفاته، مما يعني ان المهل دقيقة جداً من اجل السير بهذا التعديل لمصلحة شمعون اذا قررت الاكثرية النيابية دعمه.

يتمتع شمعون بقاعدة قوية في دائرة بعبدا – عاليه التي تحتفظ لعائلة شمعون بمكانة محترمة، من ايام الرئيس كميل شمعون ونجله داني الذي اغتيل في بعبدا، وحوكم قائد "القوات اللبنانية" بجرم اغتياله، مع العلم ان شمعون لم يزر حتى تاريخه منطقة الارز. ثمة قاعدة للوطنيين الاحرار في هذه المنطقة، وثمة تضامن مع شمعون الذي ظلمه العماد ميشال عون وظلمته "القوات اللبنانية" والنائب وليد جنبلاط، يوم اعلنت اللائحة الانتخابية في الشوف من دير القمر، من دون ان يكون لكميل دوري شمعون اي نصيب فيها.

بحسب ابو عاصي، فان الحزب يحق له ترشيح رئيسه، انطلاقا من حق الممارسة الديموقراطية، والترشيح هو بهدف اعادة التواصل بين كل افرقاء 14 آذار بمن فيهم الجنرال ميشال عون. اما بالنسبة الى التوافق ، فمن الاكيد ان هذا الموضوع يطرح حين يصير اوانه وحين يدرس جديا امكانات كل مرشح من فريق 14 آذار وامكاناته للفوز. ونتمنى على الجنرال  ان يكون متجاوبا مع توجهات 14آذار".

اليوم يسعى شمعون الى استعادة حق حزبه النيابي، وهو الذي حقق  نجاحات في الانتخابات البلدية. لكن السؤال هل يكون ترشيح شمعون مدعوما من قوى 14 آذار التي تعتبر ان التوافق هو الاهم، وان المقعد هو لـ"القوات اللبنانية"؟ اول من امس اخذت "القوات" علما بترشيح شمعون. رغم ان ثمة مصادر "قواتية" كانت اكدت انها هي من طرحت اسم شمعون على الجنرال عون. وبالامس خلال اجتماع قوى 14 آذار، تبلغ المجتمعون ترشيح شمعون وشدياق، فدار حوار بين عدد من المشاركين.

واشارت مصادر المجتمعين الى حدوث تباين في موضوع معركة بعبدا – عاليه، إذ ان بعض المشاركين تحدث عن ضرورة التوافق على مرشح واحد وعدم جر المسيحيين الى معركة داخلية يكونون وقودها بين "حزب الله" من جهة وتيار "المستقبل" والحزب التقدمي الاشتراكي من جهة اخرى، فان ثمة من دعا الى اعتبار هذه المعركة حدا فاصلا بين 8 آذار و 14 آذار، وضرورة دعوة عون الى حسم خياره بين هذين الحدين.

وفي ما كان الرئيس امين الجميل يشدد على ضرورة التوافق في هذه المعركة تجنيبا لانعكاساتها السلبية على المسيحيين، بدا واضحا ان "القوات" بدأت تعد معركتها السياسية والاعلامية لمواجهة المعركة الانتخابية مع عون.

في انتخابات عام 2005، كانت ظروف المعركة مختلفة. جعجع في السجن، وعون يعود الى بيروت، صاحب اطلالات متعددة على شاشة " المؤسسة اللبنانية للارسال". ومعلوم ما تعنيه هذه الاطلالات في اي معركة انتخابية. اليوم تغيرت الظروف، وإذا قررت "القوات" خوض المعركة باي مرشح سواء من داخل البيت أو من الحلفاء، فلن يكون لعون النصيب نفسه، هذا على الاقل ما رشح من لقاءات عقدت في الارز، التي  بات ساكنها يطل يوميا على اللبنانيين لمواكبة الانتخابات النيابية.

في المقابل يقف عون متريثا في اختيار المرشح الذي سيخوض المعركة به لمواجهة "القوات"، ولو كان العنوان حق الممارسة الديموقراطية. لكن البحث عن مرشح توافقي لا يزال مطروحا لديه، من دون ان يتبلور من قريب او من بعيد اسم هذا المرشح.

لكن الاكيد ان ثمة من يفضل بين كل عناصر هذا المشهد الانتخابي، ان ينصرف عون وجعجع الى مراجعة ما يحدث في المنطقة وان يتوافقا فعليا وليس عبر الاعلام على مرشح توافقي، فخط بعبدا - عاليه ليس اهم من كل المواضيع الاستراتيجية كقانون الانتخاب والتوازن في الادارات والوظائف والوضع الديموغرافي، التي يمكن ان تكون عنصرا حيويا في وجود المسيحيين في لبنان.

 

 

"حراس الارز": تنفيذ الـ 1559 دون لف ودوران

http://www.annaharonline.com/htd/SEYA060128-17.HTM

حض حزب "حراس الارز – حركة القومية اللبنانية" الحكومة على انقاذ لبنان بتنفيذ القرارات الدولية دون لف ودوران، وخصوصا القرار 1559.

واصدر بيانا جاء فيه: "يتوالى صدور القرارات الدولية والبيانات الرئاسية عن مجلس الامن وكلها تصب في خدمة لبنان وتأتي لدعم استقلاله وسيادته وحريته المستعادة  بعد ثلاثة عقود من الاحتلال السوري، حتى اصبح لبنان يحتل المرتبة الاولى بين البلدان الاكثر رعاية من قبل المجتمع الدولي. وبمقدار ما يشعر اللبنانيون بأنهم ليسوا متروكين دوليا، وبأن مظلة  من الامان العالمي تحمي بلدهم، رغم الاخطار التي ما زالت محدقة بشعبه وقياداته، يقلقهم عدم تجاوب حكومتهم مع هذا الزخم الدولي والتعامل معه ببعض الخفة حينا، وبعض الحذر حينا اخر، وبكثير من التردد احيانا اخرى،  مما يتيح لليأس ان  يعاود تسلله الى النفوس المحبطة  اصلا، بينما المطلوب مواقف حازمة  وواضحة  تزاوج بين الارادة اللبنانية بالتحرر والانعتاق والارادة الدولية  بالدعم والمساندة. الى هذه الحكومة نقول: مرتا مرتا تهتمين  بأمور كثيرة  والمطلوب واحد: انقاذ لبنان، وهذا الانقاذ لا يتم الا بتطبيق القرارات الدولية، لا سيما تلك الصادرة في الاشهر الـ 18 الاخيرة، وتحديدا القرار 1559 من دون مماطلة  او لف ودوران.

من جهة ثانية ننوه بموقف الحكومة الرافض لوجود السلاح في ايدي المنظمات الفلسطينية، وندعوها الى حزم امرها سريعا في سحبه  من ايديها، خصوصا تلك التي لا تزال تأتمر بالنظام السوري وتنفذ اوامره في لبنان، وهذا تمهيدا  لسحبه من باقي المنظمات اللبنانية، لأن الشعب لن يطمئن  الا الى بندقية واحدة  هي بندقية الشرعية اللبنانية المتمثلة بالجيش وقوى الامن الداخلي وعلى جميع الاراضي اللبنانية. اما خطاب الرئيس السوري الاخير فلم يفاجئنا، لا من حيث لهجته الحاقدة  والمكابرة، ولا من حيث تحديه المجتمع الدولي وقلب الحقائق، واستهداف اللبنانيين، مما يؤكد ان اطماع النظام  السوري بالهيمنة مجددا على لبنان ما زالت  قائمة رغم  حالة الضعف والعجز  التي وصل اليها. لكننا نطمئنه، والشعب اللبناني الى جانبنا، الى ان لبنان سيبقى عاصيا عليه وعلى كل طامع اخر، وسيبقى لأهله، كل اهله، غير منتقص منهم مواطن،  وستبقى ارضه، كل ارضه،  غير منتقص منها شبر، وان الطمع السوري بابتلاع لبنان ولى  الى غير رجعة وتحطم  على صخرة المقاومة اللبنانية الاصيلة... فعله يقتنع بهذه الحقيقة  فيرتاح  ويريح".

 

 

 

 

 

دكـــــــــاش: لـــــم أتبلـــــــغ بعـــــــد طــــــــرح اسمي مــــــــن أي جـهـــــــة

 

كشف النائب السابق بيار دكاش انه لم يتبلغ من اي جهة حتى الساعة طرح اسمه مرشحاً توافقياً للانتخاب الفرعي في دائرة بعبدا – عاليه. واشار الى "ان البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير ابلغه مباركته لاي مسعى توافقي والابتعاد عن المعارك الانتخابية تجنبا للمشاكل".

 

وقال امس في حديث الى "وكالة الانباء المركزية": "سمعت بطرح اسمي ولم اتبلغ ذلك من التيار الوطني الحر ولا من اي جهة اخرى، ولكن في حال طرح اسمي فانا موافق حتما لاني رجل ديموقراطي، وان الفرقة الكبيرة بين مختلف الزعامات والتجاذبات السياسية الداخلية والاقليمية والدولية والمواقف المتشنجة تجعلنا نتهيّب الموقف، فما يحصل في الجامعات من معارك بين الطلاب يدعو الى اليقظة، واذا كان ثمة مجال، فلتكن هذه المرة المعركة وفاقية، فنخوضها من اجل الوفاق ونخلص الشعب من المأساة".

 

وعن زيارته لبكركي ولقائه البطريرك صفير، علق: "عرضنا الواقع، وقد بارك كل مسعى يعود بالخير على جميع اللبنانيين، وتمنّى الخير لكل عمل توافقي يبعد المشكلات".

 

واعتبر دكاش انه اذا تم التوافق عليه، فإن الأمر سيكون شرفا كبيرا له، وخصوصا اذا حصل ذلك من "التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية"، لافتا الى انه سيزور الفاعليات والقيادات، عملا بمبدأ الوفاق، وفي حال التوافق  على شخص آخر فهو لن يترشح حتما.

 

 

 

رعد: يطالبوننا بمهادنة اسرائيل وملاحقة سوريا لاسقاط نظامها

 

سأل رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد "لماذا الهجمة على المقاومة في لبنان؟ ولماذا هذه التحولات في ساحتنا؟".

 

جاء كلامه في احتفال اقامه "حزب الله" في مجمع الامام المهدي في الغازية (الزهراني) تكريماً للحجاج.

 

ودعا الى "مزيد من التريث والتروي والهدوء ومراجعة المواقف حتى لا تصدر دعوات من المفترض الا نوجهها الى حيث توجه"، مؤكداً "اننا في مرحلة نقف فيها على خطوط تماس مع الاستكبار العالمي وان هناك مواجهة ساخنة ليست فقط عسكرية وانما تستهدف تغيير مضمون الامة". فلماذا الهجمة على المقاومة في لبنان؟ ولماذا هذه التحولات التي في ساحتنا اللبنانية؟. ان المقاومة الاسلامية هي من قدمت نموذجاً في تغليب مصلحة لبنان العليا على كل المصالح الفئوية والشخصية والحزبية والطائفية في هذا البلد".

 

ورأى ان "هناك منطقاً جديداً في لبنان هو منطق المستعمرين الجدد الذين لا يحرصون على وحدة لبنان ولا على السلم الاهلي فيه ولا على استعادة حقه في ارضه.

 

ما هذا المنطق؟ ومن اين اتى الى لبنان؟ لقد اصبح المطلوب ان يبقى التوتر قائماً بين لبنان وسوريا وان يخفف بين لبنان واسرائيل. المطلوب الآن مهادنة اسرائيل، اما سوريا فيجب ان نلاحقها حتى نسقط نظامها، المطلوب ان نرسم الحدود بيننا وبين السوريين، اما مع فلسطين المحتلة فلسنا مستعجلين".ولفت رعد الى "ان المستقبل يقرره اللبنانيون الشرفاء، فلا احد يستطيع ان يضعه في جيبه ويقول ان هذه القوى فقط هي التي تقرر مستقبل البلد وحدها".

 

واعتبر ان نتائج الانتخابات الفلسطينية ستغير المنهج الاستكباري التآمري الذي سيعتمده الرئيس الاميركي جورج بوش وحلفاؤه وازلامه، وان هذا اليوم شكّل انقلاباً على مستوى المنطقة لان خيار الجهاد كشف نفسه بوضوح على انه تعبير عن ارادة الناس وتحت شعار الديموقراطية التي صمت آذاننا لشدة ما سمعنا عنها في هذه الايام".

 

 

انتهاء زمن الصفقات على حساب لبنان [2]

بقلم الدكتور داود الصايغ

انتهى الجزء الاول من دراسة "انتهاء زمن الصفقات" بالسؤال الآتي: هل انتهت الصفقات؟ الأكيد ان زمن الصفقات انتهى، لان مبررها قد انتفى ولم يعد هنالك من حاجة لاميركا او من مصلحة لها بأن تعقد صفقات مع سوريا وبالتحديد على حساب لبنان.

وهنا الجزء الثاني:

ما الذي تغيّر بين الآباء والأبناء؟

فما حصل بين الرئيس جورج بوش الأب والرئيس حافظ الأسد عام 1990 لن يتكرر مع الرئيس جورج بوش الأبن والرئيس بشار الأسد سنة 2006، لسبب رئيسي هو ان اميركا تعرف ان العالم تغير، والمصالح تبدلت، والزمن نقل خطاه على رسم آخر.

اميركا تعاملت مع المتغيرات على اساس ما حصل بعد زوال الأتحاد السوفياتي، وبروزها هي قوة احادية وقيادتها لحركة اسمها العولمة، لا قدرة لها على ايقافها، لأن المجتمع الأميركي يخضع لتحولات من داخله لا يمكن للحكومة الأميركية ان تحد منها او ان تراقبها. ففي ذلك قوة اميركا. فقوة اميركا الفعلية كامنة في مجتمعها وليس في سياستها. والمجتمع الأميركي يقود التطورات العلمية والأقتصادية وكل ما له علاقة بالمستقبل، وبالحداثة. والقرار السياسي في اميركا ينبع من اعتبارات مختلفة عن الأعتبارات المتعارف عليها في بلدان اخرى. فالمصلحة هي اولاً وانطلاقاً من عوامل عديدة. فاذا كانت اميركا تظلم في اماكن وازمنة محددة   – ولبنان كان من بين الذين لحقهم الظلم الأميركي طوال سنوات محنته الست عشرة – إلا ان استعداء القوة الأساسية في العالم ينم عن ابتعاد عن رؤية الواقع الدولي اليوم.

واذا كان الرئيس الراحل حافظ الأسد قد تمكن من الصعود بسوريا الى مركز القوة الأقليمية في منتصف الثمانينات، فان ذلك كان بسبب احداث وتطورات، منها حرب تشرين 1973، واوجه الصراع العربي – الاسرائيلي الذي كانت سوريا طرفاً عسكرياً رئيسياً فيه، وترجمة هذا الصراع في حروب لبنان الطويلة والمدمرة. لأنه في ظل تلك الظروف تمكن نظام حكم حافظ الأسد من احكام قبضته على الوضع الداخلي، ومن احكام قبضته على لبنان، ومن فرض احترامه على الساحة الدولية، لاعباً ماهراً بين واشنطن وموسكو ايام الأنقسام الدولي والثنائية الدولية.

وكان حافظ الأسد احيط، حتى من جانب الأدارة الأميركية، بنظرة فيها جوانب الهالة الشخصية، تأثرت بها الخارجية الأميركية تحديداً ولسنوات طويلة، نتيجة سياسة وزير الخارجية الأسبق في عهدي ريتشارد نيكسون وجيرالد فورد وهنري كيسنجر، الذي لم يبخل باشادته في مذكراته بالرئيس السوري الراحل حافظ الأسد، الذي كان يطبق عملياً نظرية هنري كيسنجر في الدول القادرة على فرض الأمن والأستقرار داخل حدودها. وهي النظرية التي كانت دفعت بوزير الخارجية الأميركي الأسبق الى عدم الاعتراف او التعامل مع الفلسطينيين باعتبارهم غير موجودين داخل كيان معروف وقوي. والنظرية ذاتها هي التي جعلته ينظر الى لبنان (في كتابي مذكراته) نظرة غير واثقة، لأن عناصر الفوضى وعدم الاستقرار فيه كانت اقوى من توقه الى الديموقراطية. وهو كان يفضل النظام الآمن ولو على حساب الديموقراطية، على النظام الديموقراطي غير القادر على حماية مرتكزات نظامه.

فنظرة الأدارة الأميركية يومذاك، اي في حقبة السبعينات ونهاية الثمانينات، وحتى سقوط جدار برلين وتفكك الأتحاد السوفياتي وانظمة اوروبا الشرقية الماركسية – اللينينية، لم تكن تمانع في وجود انظمة متشددة في منطقة الشرق الأوسط، على صداقة معها، او حتى على حياد.

كل شيء تغير بعد ذلك، وخصوصاً مع وصول جورج دبليو بوش واحداث 11 ايلول 2001 وحربي افغانستان والعراق، وانتخاب بوش لولاية ثانية، اتاحت له المضي في سياسته الشرق اوسطية.

أين موقع لبنان في العلاقة بين أميركا وسوريا؟

خلال سنوات تلك التطورات يجدر طرح السؤال الآخر الآتي: هل تغيرت سوريا ؟

للاجابة عن هذا السؤال يفترض البحث في متغيرات الداخل، وفي العلاقة مع لبنان، وفي العلاقة مع المجتمع الدولي ومع اميركا تحديداً وهي مواضيع عميقة، متشعبة ومترابطة في ما بينها، وتحتاج الى معالجات طويلة قد لا يكون هنا مجالها كلها.

فما يهمنا تحديداً في هذا البحث هو التالي : اين كان لبنان في العلاقة بين اميركا وسوريا؟

انه كان في الموقع الأساسي. لأنه ثبت، بما لا يقبل الشك، والبراهين الساطعة تدل على ذلك، ان سياسة سوريا في لبنان، وتحديداً خلال السنوات الخمس عشرة الماضية، وصلت الى حد عدم تصور الخروج من لبنان.

كانت سوريا، في علاقتها باميركا، مستعدة للتعاون في مجالات عدة، وتحديداً في التعاون المخابراتي بعد 11 ايلول 2001، وفي المجال الأقتصادي واستضافة الاستثمارات الأميركية، وفي الترحيب بالحوار الذي كانت تجسده وفود سياسية اميركية متنوعة تزور دمشق. ولم ينسَ الكثيرون بعد صورة وزيرة الخارجية السابقة مادلين اولبرايت تأتي للتعزية بالرئيس حافظ الأسد. والرئيس الفرنسي جاك شيراك كان حاضراً ايضاً يومذاك، مع مسؤولين غربيين آخرين، كان من بينهم وزير خارجية الفاتيكان السابق المونسينيور جان لوي توران.

كان ذلك في زمن وصول بشار الأسد، خلفاً لوالده، ومراهنة الغرب على انجاحه، وهو ما تجسد من ثمّ في زيارات الأسد لعدد من العواصم الأوروبية، وبداية محادثات بين دمشق والأتحاد الأوروبي.

هل يمكن القول ان ظروف حرب العراق في نيسان 2003، (رغم ان قانون محاسبة سوريا الذي تم على مرحلتين: محاسبة سوريا في البدء واضافة موضوع استعادة سيادة لبنان من ثمّ كان قد اقر قبل ذلك، عام 2002) كانت المنطلق للتراجع النهائي في العلاقة بين اميركا وسوريا.

ان وصول العلاقة بين اميركا وسوريا الى مرحلة التأزم بات غير قابل للترميم على الطريقة السورية التقليدية، اي عبر السياسة المتبعة في الأخذ والعطاء، اعطاء ما تطلبه اميركا على الصعيد الأمني والمخابراتي ومحاربة الارهاب، ولكن مقابل لبنان.

ولذا، يذكر الجميع انه عند زيارة مساعد وزير الخارجية الأميركي وليم بيرنز لدمشق في ايلول 2004، حرصت المصادر السورية على القول ان موضوع لبنان لم يثر في اللقاء مع الرئيس السوري، او انه اثير عرضاً، وان بيرنز "انتحى جانباً بالرئيس السوري بعد انتهاء محادثاتهما، بعيداً من الوفدين السوري والأميركي، وقال له انه سيدلي ببيان معد سلفاً يتناول القرار 1559، وهو يأمل في ألا يعكس مضمون بيانه اي رد فعل على النتائج الأيجابية للمحادثات التي اجرياها، مشدداً له على ان مهمته الرئيسية في دمشق هي المسألة العراقية والاتفاق على برنامج لمراقبة الحدود العراقية – السورية". (النهار ، 14 ايلول 2004)

ولكن المصادر الأميركية ذكرت يومذاك أن الموضوع اللبناني نال حيزاً لافتاً من ضمن الملف الذي حمله الديبلوماسي الأميركي. وان لبنان يندرج في لائحة من سبعة مطالب بات الأصرار الأميركي عليها قاطعاً منذ زيارة وزير الخارجية كولن باول لسوريا ولبنان في 3 ايار 2003" وهي تتناول الى جانب العراق ومراقبة حدوده، تبييض الأموال والارهاب والأموال العراقية المجمدة في المصارف السورية والتنظيمات الأصولية ، كـ"حماس" و"حزب الله" ، التي تحظى بدعم سوري، واسلحة الدمار الشامل ولبنان الذي ينطوي بدوره على اكثر من مطلب كانسحاب الجيش السوري من اراضيه وعدم التدخل في الشؤون اللبنانية وترك حرية القرار لشعبه وبسط الجيش اللبناني سيطرته على اراضيه". وفي تلك المحادثات اثار بيرنز موضوع القرار 1559. وقد فهم يومذاك ان سؤ الفهم الحاصل بين الأميركيين والسوريين يكمن في ان الأميركيين لا يربطون بين الموضوعين العراقي واللبناني بالنسبة الى سوريا، اي انهم يفصلون تماماً بين القرار 1559 وقانون محاسبة سوريا والعقوبات الاقتصادية الناشئة عنها، وبين تعاون دمشق في مراقبة مشددة لحدودها مع العراق. وقد فهم ايضاً بصورة واضحة ان سياسة المقايضة لم تعد قائمة من قِبَل واشنطن، رغم استمرار حلفاء سوريا في لبنان في الترويج لها، ويعطون مثلاً على ذلك استقبال المسؤولين السوريين للمسؤولين العراقيين (اياد علاوي وابرهيم الجعفري) لتفسير من قِبَلهم بأن ذلك يشكّل تنازلاً سورياً كبيراً، يفترض ان يدخل في حساب العلاقة مع اميركا.

لكن سؤ الفهم لعله اقدم واعمق من ذلك، رغم ان كولن باول، عندما زار دمشق في ايار 2003، صرح "بأنه جاء ليرى بنفسه اذا كان المسؤولون السوريون قد فهموا معنى التبدل الاستراتيجي الذي ترتب على الحدث العراقي …".

مع العلم ان التبدلات الأساسية بدأت تتكوّن بعد 11 ايلول 2001، ومصادفة وجود فريق عمل حول الرئيس جورج دبليو بوش معروف باتجاهاته المتشددة من جهة، وبنظرته الديموقراطية في منطقة الشرق الأوسط، عبّر عنها الرئيس الأميركي تباعاً في خطبه منذ عام 2002، ثم في خطابه في تشرين الثاني عام 2003 حول "الحرية في العراق والشرق الأوسط"، وقد رسخ كل ذلك في خطاب ولايته الثانية في 20 كانون الثاني 2005.

وبما ان المنطلقات الأساسية للسياسة الشرق اوسطية انطلقت بعد 11 ايلول 2001، مع اعتقاد اخذ يزداد رسوخاً يوماً بعد يوم بأن مواجهة الارهاب لا تتحقق إلا بالديموقراطية، كما قال والتر راسل ميد  من مجلس العلاقات الخارجية في نيويورك (النهار ، تشرين الأول 2004)، فان مآخذ العديد من الكتاب والمحللين التقت على القول أن نظام الحكم السوري لم يستوعب تلك المتغيرات الأساسية للسياسة الأميركية بعد احداث ايلول تلك. وكما كتب وليام هاريس (المراقب العربي، تموز 2005) بأن "تعزيز القوة السورية في لبنان يخالف عملياً مشروع ادارة الرئيس بوش حول دمقرطة الشرق الأوسط. ولذا فقد توالت الأخطاء السورية […] وجاء الاحتلال الأميركي للعراق ليؤكد للسوريين حكمة سياستهم، حيث نظروا الى استمرار احتلالهم للبنان بعداً استراتيجياً وورقة مناورة ديبلوماسية وسياسية تكرسهم كلاعب اقليمي كبير. وقد وجد بشار الاسد التشجيع من عاملين: الأول رغبة الخارجية الفرنسية والفاتيكان في فتح حوار مع "حزب الله"، والثاني المأزق الأميركي في العراق وعدم جدية مواقف دول شرق الأطلسي في الموضوع العراقي، كل ذلك اعطى النظام السوري الثقة بأن سياسته اللبنانية لم تواجه باعتراض كبير".

فهل عجزت سوريا عن رؤية التغيير في الروزنامة معها، وخصوصاً بعد التقارب الذي حصل بين فرنسا واميركا وادى الى صدور القرار 1559 ؟

فقد تساءلت جريدة "لوموند" في عددها الصادر في  31 تشرين الثاني 2004 وتحت عنوان "باريس وواشنطن حليفان موضوعيان ضد سوريا" مع الكاتب باتريس كلود عن الخلفيات التي حملت فرنسا، الدولة الغربية الكبرى الأكثر تصميماً على معارضة الحرب الوقائية ضد العراق، على الأتفاق مع اميركا في موضوع سوريا ولبنان.

فهل التعبير عن ان سوريا عجزت عن القراءة تمثل بما اعلنه وزير خارجيتها فاروق الشرع على اثر صدور القرار 1559 بأن هنالك ست دول صوتت ضد القرار … دون ان يرى أن القرار اصبح نافذاً باصوات الأعضاء التسعة الباقين؟ وهل فاروق الشرع كان يحتاج الى اجماع الأصوات ربما ليقتنع بحدوث التغيرات، كما حدث بعد ذلك في الأول من تشرين الثاني 2005، عندما اجمع وزراء خارجية الدول الأعضاء لمجلس الأمن الذين كان من بينهم وزراء خارجية روسيا والصين والجزائر، الذين طلبوا الى سوريا وعبر الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، وفي اجماع لافت، وعبر القرار 1636، التعاون مع لجنة التحقيق الدولية، تحت طائلة "اجراءَات اضافية"؟

ماذا قال ادوارد والكر؟

فالتبدلات الأميركية في روزنامة علاقاتها بسوريا كانت حصلت قبل استشهاد الرئيس رفيق الحريري واضطرار الجيش السوري الى الانسحاب من لبنان في نهاية نيسان 2005.

ورغم ذلك استمرت التسريبات والأشاعات  والاشارات التي حاول حلفاء سوريا في لبنان تفسيرها بأن اتفاقاً سورياً اميركياً بات وشيكاً، ساعد على ذلك صدور القرار 1644 الذي رأى فيه هؤلاء تراجعاً من المجتمع الدولي، والذي صدر في منتصف كانون الأول 2005.

فهذا القرار وصفه بعض المراقبين لدى صدوره بأنه ارضى مختلف الأفرقاء، بعدما كان هدف مراجعة الحكومة اللبنانية لمجلس الأمن هو توسيع التحقيق في مختلف الجرائم التي وقعت منذ الأول من تشرين الأول 2004، تاريخ محاولة اغتيال مروان حمادة. اذ رغم ان هذا القرار مدد مهمة لجنة التحقيق الدولية ستة اشهر اضافية، واعلن استعداد الأمين العام لمساعدة لبنان في موضوع "طبيعة  المحكمة ذات الطابع الدولي وشكلها"، والموافقة على المساعدة التقنية للنظر في الجرائم التي توالت منذ الأول من تشرين الأول 2004، رغم ذلك، فان سوريا وحلفاءها في لبنان، ولأن مجلس الأمن لم يفرض عقوبات على سوريا، ولم يقر التوسع بالتحقيقات خارج اطار المساعدة التقنية، فانهم اعتبروا ان هذا القرار بمنزلة انتصار لهم. وذلك  كدليل على الموقف الدفاعي المتوقع لاي اشارة من اي جهة اتت، حتى وإن انطلقت من تفسير خاص لقرار مجلس الامن ذاك لمحاولة البرهان بأن القبضة الدولية اصبحت تميل الى التراخي حيال سوريا… وان هنالك صفقة ما في الافق.

فالذين كانوا وما زالوا يأملون في الصفقات، ينسون ربما ان جورج بوش الاب، عندما وافق على المزيد من اطلاق يد سوريا في لبنان في بداية التسعينات، في ظروف حرب الخليج والتحالف الدولي ضد العراق، فلانه كان في حاجة كبرى لان يكون السوريون الى جانبه.

اما اليوم، وفي حرب العراق الثانية، فقد تبين ان اميركا ليست في حاجة الى سوريا من اجل تنفيذ سياستها العراقية من جهة، وانه لدى الرئيس جورج بوش الابن سياسة لبنانية بدا في وقت من الاوقات بأنها تحتل مركزاً متقدماً في سياسة واشنطن الشرق اوسطية، وذلك فضلاً عن جميع المتغيرات في الوضع الدولي وفي السياسة الخارجية للرئيس جورج بوش الابن.

وفي هذا الاطار ابدى السفير ادوارد والكر، المساعد السابق لوزيرة الخارجية (مادلين اولبرايت في عهد الرئيس كلينتون) رأيه في مقالة نشرها في 4 تشرين الاول صادرة عن معهد دراسات الشرق الاوسط بعنوان "ما من صفقة هذه المرة"، يعالج فيها المواضيع المتداخلة المتعلقة بالنظام السوري، وبالتحقيق الدولي وبمهمة لجنة التحقيق الدولية وبانتفاضة الشعب اللبناني. فهو يستخلص انه بالنسبة الى الرئيس جورج بوش  "فان الخيار يتأرجح بين مزيد من خسارة مصداقية اميركا من خلال عقد صفقة، والظهور وكأنه في هذا الاطار، او المضي في تدعيم القيم التي تبقى المنارة للشعوب المقموعة والمحرومة من السلطة. وهذا يجب ان يكون خطاً احمر في سياسة بوش الخارجية، لانه لا يمكن لواشنطن ان تدعو الى حكم القانون اذا كانت اعتبارات السياسة الخارجية ستستثني المجرمين من الملاحقة. ويجب ان يستمر ميليس في تحقيقه بدون تدخل من قِبَل واشنطن او من قِبَل دمشق […] واذا كان هنالك من احتمال لتليين المواقف فان على جورج بوش ان يضع شروطه […] ويخلص والكر محذراً من ان ينتهي ربيع بيروت مثل ربيع براغ عام 1968، لان توجهات اوروبا واميركا في سبيل انهاء حكم الطغاة ستتلقى اذاك ضربة قاضية".

وفي 11 كانون الثاني 2005 ادلى السفير الاميركي في لبنان جيفري فيلتمان بتصريح مسهب ومهم في الارز، اثر مقابلته الدكتور سمير جعجع قال فيه من بين ما قال: "ان الولايات المتحدة لا تدعم اي جهود واي صفقات او وعود تقايض او تستبدل سيادة لبنان باستقراره من خلال التدخل الخارجي […] واود هنا ان اشير الى ان الولايات المتحدة تتوقع من سوريا التنفيذ الكامل لالتزاماتها الدولية ومن ضمنها الالتزامات المتعلقة بحرية لبنان وسيادته بالاضافة الى الالتزامات ذات الصلة بالتحقيق الدولي في اغتيال الرئيس الحريري. وليست هنالك اي صفقة تخفف مطلب التعاون السوري غير المشروط او تخففه".

مرجعية الدستور

كلام السفير الاميركي جاء بعد تصريحات جديدة لوزيرة الخارجية كوندوليزا رايس، وهو سعى تحديداً لان يرد في آنٍ على مواقف المتوجسين من احتمال عقد الصفقة وعلى آمال الراغبين فيها للاهداف المعروفة.

ولكن اذا كانت الصفقة غير واردة لمختلف الاسباب المذكورة، فهل هذا يعني ان خيارات لبنان اعيد تحديدها بالنسبة الى التزاماته العربية، والى علاقته بسوريا، وان لبنان صار في اطار الخيارات الغربية. كلا.

فالسمة البارزة للمرحلة التي يجتازها لبنان حالياً، لعلها ادق مرحلة في تاريخه، ليست متمثلة في التنكر للخيارات، ولبنان العربي الهوية والانتماء صار خيار الجميع دون استثناء، بل في نتائج عملية الانتقال بالذات. لان لبنان، اذ يصبح مرجعية ذاته، فهذا يستدعي توقفاً عند ثلاث نقاط :

الاولى تتعلق بمرجعية الدستور الجديد المنبثق من اتفاقية الطائف والذي لم يتسن للبنان تطبيقه حتى منتصف عام 2005 خارج المرجعية السورية. كانت دمشق هي المرجعية ولم يكن الدستور وذلك منذ عام 1990 وحتى منتصف عام 2005. والخلافات كانت تحل في دمشق. فعمل المؤسسات الدستورية لم يتحقق،  بل ان السلطات كان  بعضها متداخلاً في البعض الآخر الى حد الفوضى في السنوات الاخيرة بخاصة، وتحديداً ما بعد عام 2000، وتنامي سلطات الاجهزة الامنية.

فهذا الواقع الجديد، المتمثل امنياً بعدم قدرة الحكومة المنبثقة من انتخابات الربيع الماضي من السيطرة الامنية والمخابراتية على مجمل الاراضي ومجمل المرافق، هو نتيجة الوضع السابق. وما الاغتيالات والانفجارات التي جرت سوى دليل على ذلك.

ثم ان عدم التجانس القائم بين رئيس الجمهورية والاكثرية الشعبية والنيابية المنبثقة من 14 آذار 2005 والانتخابات النيابية، يشكل عثرة كبرى امام تحقيق تضامن السلطة التنفيذية، في ظل اصرار رئيس الجمهورية على البقاء في منصبه، رغم كل ما اصاب الرئاسة من امتهان وبخاصة بعد التحقيق الدولي في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري واعتقال المعاونين الامنيين لرئيس الجمهورية، ودعوة غالبية سياسية له الى التنحي، كان آخرها ما طرحه امامه مباشرة البطريرك صفير يوم عيد الميلاد في 25 كانون الاول 2005، وذلك فضلاً عن مقاطعة واضحة من المجتمع الدولي، الذي دعا، عبر القرار 1559، الى اجراء انتخابات رئاسية وفق احكام الدستور.

وهكذا فان الجانب المتعلق بحسن سير عمل النظام السياسي وانتظام المؤسسات لم يتحقق بعد. وان الازمة الحكومية المتمثلة بانسحاب الوزراء الشيعة من الحكومة وتعليق نشاطهم فيها، هو دليل على طبيعة مرحلة الصراع ببعديه الخارجي والداخلي، لان القوى السياسية التي يمثلها هؤلاء الوزراء هي على النقيض في موقفها من القوى الاخرى الممثلة في الحكومة، بالنسبة الى سوريا تحديداً، والى العلاقة معها. وقد تبين ان البيان الوزاري الذي قامت على اساسه هذه الحكومة، لم يعد كافياً  لإلزام الوزراء المنسحبين بالتضامن الوزاري، الذي هو من ابرز عناصر النظام البرلماني.

ولكن هل هذا يعني ان اللبنانيين مختلفون على الثوابت، وان عناصر الاتفاق في ما بينهم مختلة، وان ما يفرقهم اصبح خطراً؟ كلا.

ان من يقرأ الوضع الداخلي من خلال هذا التباين يفترض به ألا يرى انقساماً. لان الامور يجب ان تقرأ بالجملة وليس بالاحداث المنفصلة. فالامور لم تصل بعد الى نهايتها. وثانياً لان نتائج خروج سوريا من لبنان، بعد ثلاثين عاماً وترسيخ وجودها بأشكال وطرق مختلفة، لعل آثارها تظهر اليوم وهي لم تظهر فور خروجها. هذا لا يعني ان لبنان دخل في وضع اللااستقرار والتضعضع، لان الانتقال من المرجعية السورية والعودة الى الذات ينطويان بصورة متوقعة على هذه الازمات، وخصوصاً على خلفية الموضوع الاساسي المتعلق بالتحقيق الدولي وبالقرارات الدولية التي تطلب الى سوريا التعاون معها.

ماذا قال هيكل لحافظ الاسد ؟

النقطة الثانية هي موضوع الانتماء العربي والانفتاح على الغرب والتعاون معه.

في عودته الى ذاته، يعود لبنان الى ثوابته، التي منها انفتاحه على الغرب. لان لبنان خرج من فخ المفاضلات المشبوهة : إما دمشق وإما واشنطن. إما دمشق وإما باريس. فلبنان غير المنتقص العروبة هو مكتمل الانفتاح. ليس عليه ان يقدم امتحاناً في عروبته اذا ما كانت علاقته جيدة باوروبا وبالولايات المتحدة. لان قوة لبنان ودوره وسره وفائدة وجوده تكمن في هذا الموضوع. وقد كان بالغ الخطأ تغييب سياسته الخارجية في السنوات الاخيرة بحجة التنسيق مع سوريا في هذه السياسة، فتعطل دور لبنان الخارجي، فيما عدا الاتصالات والمبادرات التي كان يقوم بها الرئيس رفيق الحريري. وسوريا تعرف شيئاً منها، وهو ما كان يقدره الرئيس الراحل حافظ الاسد.

ومع اميركا تحديداً، يعرف لبنان ان استعداءها خطأ، وان العمل على تغيير سياستها تجاهه وتجاه القضايا العربية العادلة هو امر ممكن من خلال الوسائل التي يتيحها النظام الاميركي، بل انه الامر المفيد. وقد سبق للكاتب المصري محمد حسنين هيكل كما قال مرة في حديث تلفزيوني له، انه نبّه الرئيس حافظ الاسد الى ذلك، عندما اشار عليه بالاطلاع على طريقة اتخاذ القرار في واشنطن، وكذلك في اسرائيل، واقترح عليه ان يجتمع بالنائب العربي في الكنيست الاسرائيلي عزمي بشارة لكي يفهم منه طريقة اتخاذ القرار في اسرائيل.

ولبنانيو اميركا اصبحوا يعرفون ذلك، وهم الذين يمثلون ثلاثة ملايين اميركي من اصل لبناني، يشغل العديد منهم مراكز عالية في الادارة او في المجتمع المدني الاميركي.

فلبنان، في عودته الى ذاته، عاد الى دوره، الى ضرورته، لانه ضرورة لمحيطه وللعالم. وادارة الرئيس جورج بوش، انتهت الى هذا الاقتناع، لعوامل عدة لعل من بينها اقترابها من الشرق مباشرة، بعد حرب العراق، وسياسة بوش للشرق الاوسط، ورؤية لبنان على حقيقته وعلى دوره، وهو ما لم تكن الإدارات السابقة على ادراك ووعي له.

عروبة لبنان في المفهوم السوري

النقطة الثالثة هي في العلاقة مع سوريا.

انها في الوقت الحاضر علاقة سيئة، او انها بالغة السؤ.

التحدي الكبير هو في امكانية تطبيع العلاقة بعد كل ما جرى، لان البلدين محكومان بالتفاهم والتعاون.

ولعل اخطر كلام في شأن الانسحاب السوري هو ما اورده الرئيس بشار الاسد، في 10 تشرين الثاني 2005 في جامعة دمشق عندما قال : " […] لم تكن مشكلتنا بالنسبة الى البقاء أو عدم البقاء في لبنان هي القرارات الدولية، كانت المشكلة هي موافقة الشعب اللبناني أو عدم موافقته. وما حصل بعد اغتيال الرئيس الحريري هو انقلاب جذري في المواقف لدى بعض شرائح المجتمع اللبناني التي اندفعت بحالة عاطفية، غرر بها من قِبَل الإعلام اللبناني أو غرر بها من قِبَل بعض المسؤولين اللبنانيين، فكان القرار في ذلك الوقت هي الانسحاب فوراً ولم نعلنه. قبل الاعلان، أنا اتحدث عن الايام التي تلت اغتيال الحريري والتداعيات التي حصلت في لبنان".

فالرئيس السوري اعترف ان اللبنانيين هم الذين دفعوا بسوريا الى الخروج من لبنان. وهذا الاعتراف بحد ذاته هو اقرار بالفشل الذي منيت به السياسة السورية في لبنان.

وان مراجعة هذه السياسة هي موضوع طويل لا يتسع له كل المجال هنا، وخصوصاً لان التبعة في ذلك لا تقع على سوريا وحدها، التي كان يهمها في بداية مراحل الحرب المحافظة على وحدة لبنان وعلى عروبته. اما ما رافق ذلك وما جرى بعده من ممارسات، ومن وصول لبنان الى حافة الفوضى السياسية والدستورية وضياع المسؤوليات وتعطيل الحلول المالية مثل مؤتمر باريس 2، والى استشراء الفساد وتحوله الى اسلوب حكم على كل المستويات، والى ضرب استقلالية القضاء والدخول الى القطاع الابرز الباقي لحماية الاقتصاد اللبناني وهو القطاع المصرفي من خلال قضية بنك المدينة، فكلها تدل على انه لم يبق هنالك شيء كثير من الاهداف المعلنة للبداية، الى ما جرى بعد ذلك والاجواء التي ادت الى الكارثة باستشهاد الرئيس رفيق الحريري.

فالمواقف السورية الحالية، التي يعبّر عنها المسؤولون السوريون وعلى رأسهم الرئيس بشار الاسد، تتحدث دائماً عن الخيار العربي للبنان. لانه في المفهوم السوري فان خيار لبنان العربي هو خيار سوري. وذلك يعود الى زمن وضع الاتفاق الثلاثي في 28 كانون الاول 1985.

فلقد ورد في مطلع الفصل الرابع من ذلك الاتفاق، وفي موضوع العلاقات المميزة بين لبنان وسوريا       ما يلي : "ان التعبير الابرز لعروبة لبنان هو في علاقته المميزة بسوريا وحتمية الارتباط المصيري بها.

"من هذا المنطلق يجب ان تستند العلاقات على نظرة تكامل استراتيجي بين لبنان وسوريا. وذلك ان قضاياهما المصيرية واحدة، بحكم الانتماء والتاريخ والجغرافيا مما يقتضي درجة عالية من التنسيق في كل المجالات".

فعروبة لبنان في المفهوم السوري هي في حتمية ارتباطه بسوريا.

ورغم ان الاتفاق الثلاثي سقط بعد ذلك، إلا ان المفهوم لم يسقط، ولعله يشكل الركيزة الاساسية للمضمون العقائدي – اذا كان هنالك من مضمون عقائدي – لسياسة سوريا في لبنان، منذ عام 1975 وحتى اليوم. وهذا ما يفسر صعوبة انسحاب سوريا من لبنان.

فكل السياسة السورية في لبنان، خلال السنوات الطويلة الماضية، وليس فقط بعد عام 2000، تركزت على عدم الخوض الجدي في موضوع الخروج من لبنان، حتى وإن كان اتفاق الطائف نص على وجوب اعادة نشر القوات السورية، حتى البقاع، بعد سنتين من بدء وضع الاتفاق المذكور موضع التنفيذ، وهو ما كان مفروضاً ان يحصل عام 1992.

ولاجل ذلك لم ينجح اي حوار لبناني – سوري في ما يعود الى الانسحاب السوري او الى استعادة القرار اللبناني المستقل، على نحو ما كان ينادي به البطريرك مار نصرالله بطرس صفير، وعلى ما تشهد به المهمة التي حاول تأديتها الوزير الاسبق فؤاد بطرس، بمعرفة من البطريرك الماروني، ولقاءَاته مع الرئيس بشار الاسد. والمهمة توقفت لانه لم يكن لدى البطريرك صفير من مطالب غير الموضوع الاساسي المتعلق بالوجود السوري واستعادة القرار المستقل. ولو كان لدى البطريرك من مطالب محددة تتعلق بالمناصب الوزارية والنيابية والادارية والقضائية وحتى بقانون الانتخاب، لكانت القيادة السورية رحبت بذلك ولبّت مطالب بكركي. لان هذه القيادة لم تكن تفهم العلاقة مع اللبنانيين إلا من خلال مطالب القوى والطوائف. ولاجل ذلك، ورغم كل الاتصالات التي جرت مع بكركي، باسم دمشق، وحركة الموفدين السوريين او الذين نقلوا رسائل سورية الى البطريرك، فلم يكن هنالك من مجال لتلبية مطالب بكركي التي كانت محصورة بالموضوع الاساسي، وليس بالمناصب.

ولهذا السبب، احجم البطريرك صفير عن زيارة دمشق، رغم الدعوات، وهو لم يذهب اليها حتى للمشاركة في استقبال البابا الراحل يوحنا بولس الثاني اثناء زيارته لسوريا في ايار 2002، لانه ادرك ان الحوار مع القيادة السورية لا يمكنه ان يصل الى الموضوع الاساسي، اي الى موضوع وجودها في لبنان، واستعادة القرار المستقل.

ولكن مهما يكن حجم المشكلة التي نتجت من الانسحاب السوري، إن بالنسبة الى لبنان بما هو متمثل في عودته الى ذاته والى قراره المستقل وعمل مؤسساته، والى علاقاته الطبيعية والضرورية مع الغرب، او بالنسبة الى سوريا التي اضطرت الى الخروج من لبنان، وهي اليوم في مواجهة حادة مع المجتمع الدولي بسبب اصرار مجلس الامن على تنفيذ قراراته بالنسبة الى التحقيق الدولي، إلا ان تطبيع العلاقة مع سوريا لا يبدو متعذراً، بعد جلاء الحقيقة في موضوع استشهاد الرئيس رفيق الحريري، وبصرف النظر عن طبيعة النظام السياسي في كل من البلدين.

واذا كان صحيحاً ان لبنان يلقى حالياً دعماً دولياً لافتاً، ليس من المتوقع ان يضعف، وان يلقى تضامناً عربياً متمثلاً بمحاولة مساعدته، إلا ان التطور الاساسي الذي تحقق عام 2005 هو في الانتفاضة الداخلية، وما تجلى يوم 14 آذار 2005، وهو اليوم الذي نظر فيه العالم الى صورة لبنان الحقيقية، الى صورته البهية.

 

البطريرك صفير في قداس إحتفالي في الذكرى السنوية للمكرسين والمكرسات: لا سبيل إلى المحبة إلا بالصلاة ويجب أن نتضامن مع المتألمين والمهمشين ونشاركهم في كفاحهم في سبيل العدالة والسلام وتحريرهم لتحقيق طموحهم وطنية - 28/1/2006 (متفرقات) ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير قداسا إحتفاليا، في بكركي، في كنيسة الصرح الخارجية، في الذكرى السنوية ليوم المكرسين والمكرسات، وفي حضور لفيف من المطارنة والراهبان والراهبات من مختلف الكنائس الكاثوليكية. بعد الانجيل المقدس، ألقى البطريرك صفير عظة "إن شئت أن تكون كاملا"، قال فيها: "كان يسوع في نواحي اليهودية في عبر الاردن, فقدم اليه أناس من مختلف الطبقات الاجتماعية, وراحوا يجادلونه في امور كثيرة منها: العزوبة والزواج والاطفال ومباركتهم, والغنى واخطاره. واذا بشاب غني يقترب منه، ويسأله قائلا: ماذا علي أن أصنع لانال الحياة الابدية؟، قال له يسوع: "احفظ الوصايا"، وشرحها له, أجاب الشاب: "هذه حفظتها منذ صباي. ماذا ينقصني بعد؟ قال له يسوع: "إن شئت أن تكون كاملا, فاذهب وبع ما تملك، واعط الفقراء, فيكون لك كنز في السماء، وتعال اتبعني". الحياة المكرسة تقوم على اتباع الرب يسوع في جميع مراحل حياته، وهذا خيار لا يخلو من صعوبات ومشقات, ولكنه خيار مجز له مكافأته الكبرى، وهي السماء. وأما الصعوبات والمشقات، فما من مؤمن إلا ويدركها, والمكرسون والمكرسات يعيشونها كل يوم, وليس بالقليل أن يترك المدعو بيته، وإخوانه وأخواته، وأهل مودته وذوي قرباه، ومحيطه الاليف الذي نشأ وترعرع فيه, ورفاق الصبا ليذهب ليقبع في دير, بعيدا عن كل من وما ذكرنا. هذا فضلا عما يجب أن يأخذ نفسه به من شدة، وأن يسير، في غالب الاحيان, عكس ما يرغب فيه من أمور الدنيا، حتى لكأنه في صراع دائم مع إرادته ونفسه. وهذا كله يقتضي له ايمان بالله لا يتزعزع، وثقة عمياء بالعناية الالهية, ويقظة على الذات مستمرة, فضلا عما يقاسي أحيانا المكرس كالمكرسة في يومهما من متاعب يضعانهما في مواجهة مع من يعملان معهم من الناس، سواء أكانوا طلابا ثانويين ام جامعيين ام ايتاما ومرضى, وعجزة قد يكون المجتمع نبذهم, ولكن من نذروا نفوسهم لله في كنيسته, يقبلونهم بطيبة خاطر يقينا منهم انهم إخوة المسيح واحباؤه الذين جاد بدمه على الصليب في سبيلهم, وهم لا شك انهم يذكرون جيدا ما سيقوله لهم ولسواهم يوم الدينونة العظمى: "كنت جائعا وعطشانا, وغريبا ومريضا, ومحبوسا وعريانا, فأتيتم الى نجدتي. ويعرفون أن كل ما يعملونه لاحد هؤلاء الصغار، وهم إخوته, فله قد عملوه. وهذا القول لا بل هذا الموقف من الطبقة البائسة من الناس توجز لنا تعليم السيد المسيح وعقيدته, وهي عقيدة المحبة, المزدوجة: محبة الله ومحبة الناس, وكلتاهما تسيران معا, ولا سبيل الى ايقاع الفرقة بينهما. فمن احب الله وابغض الناس, ابتعد عن الله, وتنكر له ولتعاليمه. ومن احب الناس من دون الله, تجاهل الله ووقع في عبادة الاصنام, لذلك قال: "هذه هي وصيتي أن يحب بعضكم بعضا, كما أنا احببتكم". ومحبته ايانا كلفته اثمن ما لدى الانسان, ألا وهو حياته, لذلك قال: "كما أنا احببتكم". وليس في محبة الله ايانا مزاح, يقول باسكال: وقد ابان لنا ان هذه المحبة يجب ان تتجسد اعمالا ملموسة, فالمحبة ليست مجانية, ولا نظرية, ولا كلامية. واذا كانت كذلك فلا قيمة لها. ولا قيمة لحياة لا تكلف أصحابها اي مشقة او تضحية. أضاف: "أنتم احبائي, ان تعملوا بما اوصيتكم به"، والا كنتم عبيدا. "والعبد لا يعلم ما يعمل سيده". اما انتم فأحباء, يقول الرب, لاني اعلمتكم بما سمعته من الاب. وانا اخترتكم, ولستم انتم من اخترتموني". وأنهى وصيته بقوله: "بهذا اوصيكم, ان تحبوا بعضكم بعضا". فالمحبة هي الالف والياء في الدين المسيحي. وتذكرون انشودة بولس الرسول في المحبة التي اوردها في الفصل الثالث عشر من رسالته الاولى الى اهل كورنتس, وجاء فيها: "لو نطقت بألسنة الناس والملائكة, ولو أوتيت النبوة, وعلمت جميع الاسرار, ونقلت الجبال بما رسخ في من ايمان, وبذلت اموالي لاطعام المساكين، وأسلمت جسدي للحريق, ولم تكن في المحبة, فلا انتفع شيئا". فلا سبيل إلى ممارسة هذه المحبة, إلا إذا لجأنا الى الصلاة لان القوة تأتينا من الله وليس منا، وعرفنا كيف نعيش في وسط الجماعة الديرية, وانطلقنا منها الى نشر الرسالة الانجيلية الموكولة الينا. لذلك، نرى ان هناك رابطا متينا بين الصلاة والجماعة الديرية والرسالة، على ما جاء في الرسالة عن صورة مجددة للحياة الرهبانية من منظار العدالة والسلام واستقامة الخلق: "فالصلاة, والحياة الديرية, من دون القيام بالرسالة في العالم تقودان الى الانطواء الاناني على الذات, والحياة الديرية والرسالة من دون الصلاة تنحرفان بنا الى السطحية وضيق النظر. والصلاة والرسالة من دون الحياة الديرية تميلان الى النظريات العقائدية وضيق النظر ايضا. وسر النجاح يمكن في الاهتمام, في وقت معا, بتعهد هذه الابعاد الثلاثة: الصلاة والحياة الديرية والرسالة, إضافة الى العناية بالفقراء في عالم اليوم وآمالهم". والرب يسوع يقول: "الفقراء معكم في كل حين". وخصوصا في هذه الايام، وهناك, "فان المحبة" الذي ينطلق كل يوم في العاصمة ليحمل بعض الطعام لهؤلاء الناس الذين لفظهم المجتمع اللبناني, ولم يساعدهم, إلا قلة من بينهم على ايجاد مأوى، وطعام وشراب وكساء. وهم يعيشون من دون أمل في انتظار اليوم الاخير. وهذا لا يقدم عن مجتمع نعيش فيه صورة كنا برغب في ان تكون على شيء من الجاذبية. ومن واجبنا, على ما يقول احد المؤمنين: "أن نسهم في البحث لنفهم اسباب هذه الآفات, وان نتضامن مع آلام المتألمين والمهمشين, ونشاركهم في كفاحهم في سبيل العدالة والسلام، وتحريرهم التام بمساعدتهم لتحقيق طموحهم الى حياة لائقة". وإنا نسأل الله, بشفاعة السيدة العذراء, ان يقبل تجديد تكريس كل المكرسين لله في العالم، وخصوصا عندنا في لبنان, كما قبل ابنه الالهي يوم قدمه سمعان الشيخ في الهيكل متوسلين اليه ان يمدنا بالايمان والقوة لكي نكون كما يريدنا كاملين, ليكون لنا كنز في السماء".

 

 

النائب جنبلاط التقى ممثلين عن تجمع حقوقيي "14 آذار" في المختارة ووفدا مسيحيا من كفرنبرخ وبحث مع شمعون في القضايا الراهنة واستبقى السفير الاسباني وعقيلته إلى الغداء في حضور الوزير طعمة

 سلاح المقاومة قام بواجبه لكن لا يستطيع أن يبقى خارج اطار المناقشة عندما يقولون أنه بمثابة الاعراض فيعني أنهم أقفلوا الباب ولا حوار حان الاوان لوضع حد للاستخفاف بالعقول لاننا نعي خطورة الوضع اللبناني ندرك ضرورة التلاقي لتوحيد الكلمة ونضع مصلحة لبنان فوق كل اعتبار لن نقبل في ظل الوضع في شبعا إدخال البلد في حلف على حساب استقلاله نريد إنتخابات بعبدا - عاليه منطلقا للتوافق لا تمزيقا لصف 14 آذار

وطنية - 28/1/2006 (سياسة) تمنى رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط "أن تكون الانتخابات الفرعية في منطقة بعبدا - عاليه من منطلق توافقي، لا تمزيقا لصف "14 آذار"، معتبرا "أن معركة الحقيقة والاستقلال والسيادة طويلة، لكنه كتب علينا السير في هذه المعركة أيا كانت التهديدات أو الاغتيالات"، رافضا "أن يبقى الوضع بالنسبة إلى مزارع شبعا مبهما، وأن يدخل لبنان في محور أو حلف على حساب استقلاله وسيادته"، معتبرا "أن الكلام عن أن سلاح المقاومة بمثابة الاعراض يعني اقفال باب المناقشة والحوار".

كلام النائب جنبلاط جاء خلال استقباله في قصر المختارة وفدا ضم المئات من تجمع حقوقيي "14 آذار" جاءه مؤيدا مواقفه، ومؤكدا "الوقوف معه في مسيرته الاستقلالية والسيادية". زغريني وبعد كلمة من مفوض العدل في الحزب التقدمي الاشتراكي المحامي غسان محمود، والوقوف دقيقة صمت لغياب النائب إدمون نعيم، تحدث باسم التجمع رئيس قطاع المحامين في "القوات اللبنانية" سمير زغريني، مؤيدا "النائب جنبلاط في إرادته لبنان دولة حرة وسيدة ومستقلة، والنضال في سبيل التحرير، متحديا التهديد، ونحن معك في كلام الحق والحقيقة عن وطن يستأهل التضحية من أجله حتى الشهادة، وطن على أسس ومبادىء دستورية شريفة"، متسائلا: "أين الخطأ إن ناديت بإحترام سيادة لبنان وحقوق المواطن والحريات العامة؟".

أضاف: "لم يكن مؤتمر "اتحاد المحامين العرب"، الذي انعقد في دمشق بغياب نقابتي المحامين في بيروت وطرابلس على المستوى المطلوب، إلا في التصفيق والتهييص لنظام سياسي كانوا في حاضرته وضيافته فيما عقدت الالسن وتقلصت الادمغة امام شريط الجرائم الارهابية التي ضربت لبنان، كأنهم في حال تنويم مغناطيسي.

حان الاوان لوضع حد للاستخفاف بعقول البشر، لاننا نعي خطورة الوضع اللبناني، وندرك ضرورة التلاقي لتوحيد الكلمة، ونضع مصلحة لبنان فوق كل اعتبار". النائب جنبلاط وألقى النائب جنبلاط كلمة استهلها بتوجيه تحية إلى "نقابتي بيروت والشمال والمحامين في جبل لبنان على موقفهم المشرف بعدم حضورهم المؤتمر الذي تحول، وكما قال أحدهم، الى حفلة زجل "مؤتمر المحامين العرب" في دمشق. لكن مشهد بعض المحامين العرب في دمشق أحزنني بصراحة... كم هذا العالم العربي، كم هذه النخبة - نخبة المحامين. في النهاية، المحامون نخبة وفي حاجة الى تطور في ما يتعلق بحماية حقوق الانسان والحريات والديموقراطية، لا نلومهم جميعا طبعا، لكن كم هذا العالم العربي في حاجة الى صحوات وأمثلة في الديموقراطية والحريات مثل لبنان، حتى الشعب الفلسطيني وهو تحت الاحتلال وضعه أفضل من الذين اجتمعوا في دمشق، الشعب الفسطيني تحت الاحتلال أثبت حيوية أكبر من هؤلاء الذين اجتمعوا في دمشق".

أضاف: "ربما سأقول شيئا غريبا على البعض، في العراق رغم كل شيء، وتحت الاحتلال، بدأت بذور التحرر والديموقراطية. نحن نصر على سيادتنا واستقلالنا، وكل على طريقته في مرحلة معينة شرد عن الهوية اللبنانية على طريقته، لكن عدنا الى انفسنا وتصالحنا. أسمح لنفسي بأن احيي كل شهيد في لبنان بغض النظر عن الموقع الذي سقط فيه، لأنه في النهاية هو لبناني، وسقط من أجل فكرة معينة، ودفاعا عن لبنان. تصالحنا، وأتمنى عليكم فقط إذا أمكن في أن يتوسع لقاء "14 آذار"، ويشمل كل القوى التي شاركت في "14 آذار"، وهذا أفضل كي لا يكون هناك بعض من الحساسيات". ولفت إلى أن "المعركة طويلة، والمعركة من أجل الحقيقة طويلة، والمعركة من أجل السيادة طويلة، والمعركة من أجل الاستقلال طويلة، لكن كتب علينا وسنسير في هذه المعركة أيا كانت التهديدات او الاغتيالات او العقبات، ولن يستطيع أبدا ايا كان هذا النظام الاستبدادي في دمشق أن يكبت لبنان، ولن يستطيع ايضا ان يخون كل الشعب أبدا، رغم الفتاوى الشرعية وغير الشرعية. في بعض المناطق المقفلة، صدرت فتوى طعن، كما رأيتموه في الفتوى الشرعية. نعم، هناك محامون أمثال: محمد مطر وغيره في الخط الاستقلالي الليبرالي اللبناني، نحن نريد الاحترام والتأكيد على الشرعية الدولية، لا نستطيع ان نخالفها، ولكن في الوقت نفسه لن نقبل، وفي ظل الابهام الموجود بالنسبة إلى مزارع شبعا، ان ندخل لبنان في حلف او محور كبير على حساب استقلاله وسيادته تحت شعار الصراع العربي - الاسرائيلي". وتابع: "الآن، هناك بنود ثلاثة أساسية في الشرعية الدولية: عدم دستورية (رئيس الجمهورية العماد إميل) لحود والسلاح الفلسطيني. والخطوة الاولى في هذا المجال، أن يكون السلاح خارج المخيمات ممنوعا، أما داخل المخيمات فيبقى في انتظار الحل والحوار"، متمنيا على "السلطة الجديدة في فلسطين أن تتفهم هذه الهواجس".

وقال: "اما بالنسبة إلى سلاح المقاومة، أعود وأكرر، أن هذا السلاح قام بواجبه، لكن لا يستطيع أن يبقى خارج اطار المناقشة، وعندما يقولون أن هذا السلاح بمثابة الاعراض فيعني أنهم أقفلوا باب المناقشة، وعندما يقفل باب المناقشة يعني، أيضا، لا حوار".

وأكد النائب جنبلاط "كما سبق وذكرت في الاندية العالمية ومع "14 آذار" والجميع، يجب مناقشة ماهية هذا السلاح ونهايته ووجوده باحترام قرارات الشرعية الدولية، وتثبيت لبنانية مزارع شبعا. كلمة ترسيم الحدود مطاطة، تثبيت هوية مزارع شبعا وسيادة لبنان على المزارع كون شبعا عقاريا لبنانية، لكن تثبيت السيادة اساس، وعندها يكون للسلاح غرض محدد. أما نحن فسلاحنا الحوار والكلمة، ولا تستطيع فئة او حزب او طائفة ان تنفرد بمصير لبنان، ولذلك اعتقد بأن السلاح برأيي في حاجة الى اجماع. وفي ما يتعلق بالإنتخابات الفرعية في بعبدا - عاليه، قال: "نريدها أن تكون إذا استطعنا معكم ومع القوى الفاعلة الأخرى في الصف السيادي والاستقلالي والحر، الصف الحريص على استقلال لبنان وحريته"، متمنيا "أن تكون منطلقا للتوافق لا تمزيقا لصف 14 آذار". كما التقى النائب جنبلاط وفدا مسيحيا من عائلات يارد وعبود ويوسف والخوري ورعد وسعد من بلدة كفرنبرخ الشوف ووفودا اخرى. واستقبل، ظهرا، رئيس حزب الوطنيين الاحرار دوري شمعون. والتقى السفير الاسباني ميغيل انخل كاريادو وعقيلته، واستبقاهما الى مائدة الغداء في حضور وزير المهجرين نعمة طعمة.

 

تمليك المقاعد النيابية : هل هي أسس ديمقراطية الاكثرية ؟ 

المسؤول في التيار الوطني الحر المحامي لوسيان عون  29 كانون الثاني 2005 

هل هذه ديمقراطية الاكثرية المزعومة ؟

فوجئنا منذ أيام بسيل من التصاريح العائدة لسياسيين ممن يدَعون الانتماء الى ما عرف ب" الاكثرية " يفاتحون الشعب اللبناني بمفاهيم جديدة ومصطلحات ابرزها ما أعلنه هؤلاء عن " اكتساب ملكية " المقاعد النيابية لمجرد تبوَئها لمرة واحدة !!

هل هو منطق " أكثري"، أم توجه برسم الصرف والتطبيق والتنفيذ على الساحة السياسية؟ أم تفرَد ملكي – بفتح الميم واللام – أطاح بتلك الديمقراطية التي استبسل أولئك أصلاً لتطبيقها ، لكنها تحولت بعد " نصر مبين "بالوسائل التي شهدها اللبنانيون الى ديكتاتورية تتولى تمليك هذا وذاك من النواب المنتخبين فتوزع عليهم صكوك التملك والبراءة والاتهام في آن واحد بعدما حوَلوا المجلس النيابي وحصاناته الى محميات لارتكاب المحرمات !

هذا المقعد ملك لفلان وذاك لفلان !

فبموجب أي دستور يعمل هؤلاء ، وبالاستناد الى أي قانون انتخابي ؟ وأية مادة هي التي تنص على تحويل تولي مقعد نيابي الى مملكة تصدر فيها صكوك وشهادات تمليك؟ وما هي المعايير التي تجيز اعتبار النائب "مالكاً" مقعداً نيابياً يورثه الى أولاده وأحفاده من بعده، يجاهر بتملكه أمام الآخرين فيحرمهم حق الترشح عنه والفوز به ، وبوقاحة لافتة.

هل أضحت ديمقراطيتهم شعاراً وأداة لممارسة ما عجز عنه الاحتلال على مدى ثلاثين عاماً ماضياً ؟

وهل أصبحت المقاعد النيابية سلعاً تباع وتشترى ويقايض عليها، أم أن التداول بها على النحو المشار اليه ليس سوى انعكاس لضعف في مواجهة الشعب والناخبين والرأي الحر، فتكون الوسيلة الفضلى المساومة على مقعد من هنا ، واستجداء مقعد آخر من هناك ؟

أوليست تلك الممارسات تعيدنا بالذاكرة الى ما عانى منه لبنان أقله طوال الخمسة عشر عاماً ماضياً ؟

وهل أن حكم الاكثرية يؤسس على "قضم" المقاعد النيابية عن طريق الرشاوى و" البهورة " والانتزاع والا الويل والثبور ؟ أم أن ارساء قواعد هذا الحكم تقوم على "تمليك" ما ليس ملكاً الا للشعب دون سواه تأميناً لتوكيل من هو مؤهل لتولي ادارة الشان العام والتشريع لاربع سنوات وأربع سنوات فقط ؟

كلمة عيب أصدق تعبير عن هذا الواقع الذي جرى تحويل الديمقراطية فيه الى مزارع يسعى البعض الى احكام السيطرة عليها بطرق غير ديمقراطية ، بل غير مألوفة،  هذا المنطق الاعوج الذي ووجه به شغور المقعد النيابي الاخير الذي كان يتولاه الراحل الدكتور ادمون نعيم نزل كالصاعقة على أهل القانون والعلم والمعرفة والثقافة، سؤال واحد يختصر مائة سؤال وسؤال بعد كل الذي صدر عن بعض "المتمسكين" بالديمقراطية تبين أنها ديمقراطيتهم هم، ولا هي تشبه أية ديمقراطية أخرى لو كان النائب الراحل ادمون نعيم ما يزال على قيد الحياة وسمع هؤلاء جهابزة "ديمقراطية الاكثرية" يستفيضون في شرح نظرية " تمليك المقاعد النيابية " الحديثة الشهيرة ، ماذا كان عساه ليعلق ويقول