المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم الثلاثاء 30/1/2007

لا يقع في بيت شقاق ويسعه البقاء

 

البطريرك صفير عرض مع رئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية المستجدات

جعجع: كل المحاولات لفرض الامور بالقوة لن تؤدي الا الى فتنة

في لبنان لا يمكن لاحد ان يفرض على الاخر ما يريده هو لا استطيع السكوت وانا ارى انقلابا يجري على الساحة اللبنانية

لو سار الامر معهم كما كان مرسوما لاكملوا في الايام التالية لا حل إلا بالعودة الى المؤسسات والأسس الديموقراطية

وطنية -29/1/2007 (سياسة ) استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير عصر اليوم رئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع وعرض معه المستجدات والتطورات العامة, وبعد اللقاء الذي دام 30 دقيقة وردا على سؤال قال جعجع: "ليس من امر طارئ استدعى هذا اللقاء مع البطريرك" معتبرا "ان هذا اللقاء يندرج في اطار اللقاءات التشاورية المستمرة مع صاحب الغبطة للبحث في المستجدات على الساحة".

وردا على سؤال آخرقال "البطريرك لا ينقم على احد, وكونه في موقع الاب البعيد عن الاحداث يحاول الضغط على كل الفرقاء للوصول الى حل", واعلن جعجع انه مرتاح للقاء مع صاحب الغبطة والامور التي بحثت بينهما، معتبرا "ان الوضع في البلد ليس مريحا".

وردا على سؤال عن الاتجاه الذي ستسلكه الاوضاع قال: "عليك ان تسأل الذين يقودون اليوم لانهم لا يعرفون الى اين يأخذون البلد وهم يسألون يوميا لماذا تحصل الفتنة في وسائل اعلامهم وبخطابهم السياسي وتحركاتهم يدفعون الناس بإتجاه الفتنة ومن ثم يسألون لماذا تحصل الفتنة, فهناك مشكلة كبيرة على هذا الصعيد".

وعن تحميل مسؤولي حزب الله القوات وجنبلاط مسؤولية الفتنة قال جعجع: "لاننا نحن من عطل البلد, ونحن الذين احتللنا الساحات ونصبنا الخيم فيها, وهل نحن من سمم الاجواء في البلد بفضل الضغوط المستمرة, وهل نحن الذين نزلنا الى الطرقات وقطعناها..؟ في وقت رئيس الحكومة والحكومة بغض النظر عن رأينا فيهم سعوا لادخال "شوية مليارات" جديدة لتعويم الاقتصاد اللبناني في هذه المرحلة الصعبة. ونحن الذين نزلنا الى الطرقات بحرقنا الدواليب وغيرها من القضايا وازلنا الشجر عن اطرافها كي لا ندع الناس تذهب الى اعمالها".

اضاف: "من المؤسف ان بعض المسؤولين, وخصوصا في حزب الله اما انهم لا يعرفون ماذا يفعلون حقيقة, اما انهم يعرفون الى اين يمكن ان تؤدي اعمالهم ويحاولون وضع المسؤولية فيها على الغير". واكد جعجع "ان كل المحاولات لفرض الامور بالقوة لن تؤدي الا الى فتنة كما جرى, لان التشنج السياسي والضغط على الارض والذي تخطى الاسبوع الماضي الاطر الديمقراطية حتى الذي يجري في ساحة رياض الصلح ليس ديموقراطيا, ان ما يجري ليس الا عملية احتلال عن سابق تصور وتصميم, يضعون الناس في الخيم وهؤلاء موظفون بمعاشات ويسألونك "لماذا تصير فتنة ويضعونها بضهر الغير".

وردا على سؤال حول اين تقف الامور الآن وماذا يجري قال جعجع: "كما يقولون سيستمرون على الموال نفسه, واذا استمروا هكذا سنحصل على النتائج نفسها التي وصلت اليها حتى الآن, فإذا كان هذا السياق ادى الى هنا, وإذا استمررنا به الى اين سيؤدي؟ الامر معروف الى اين سيؤدي.

وتابع "اذا فكروا انهم بمجرد ان يهددوا الناس ويضعونهم تحت ضغط نفسي سنخاف جميعا ونعطيهم ما يريدون، هذا الامر ليس صحيحا واحداث الشهرين الماضيين اثبتت ان الامور ليست هكذا، ففي لبنان لا يمكن لاحد ان يفرض على الاخر ما يريده هو. هناك نظام ديمقراطي، ومؤسسات ديمقراطية ومهل ديمقراطية علينا التقيد بها بحسب الاصول الديمقراطية. فاذا ارادوا تغيير مجلس النواب عليهم ان ينتظروا سنتين".

واوضح جعجع " اردنا تغيير رئيس الجمهورية جربنا الوسائل الديمقراطية وعندما لمسنا اننا لن نوفق بالاسلوب الديمقراطي الحضاري توقفنا رافضين تخطي الاصول الديمقراطية والضغوط، مع ان تغيير الرئيس لحود حاجة اكثر من ملحة للبلاد كافة. توقفنا منتظرين المهل الدستورية اي بعد 7 او 8 اشهر حتى يحين وقت الانتخابات الرئاسية عليهم انتظار المهل الدستورية فاذا ارادوا اسقاط الحكومة عليهم اما عبر تحالفات معينة ضمن المجلس النيابي،اما ان ينتظروا الانتخابات الرئاسية ومن بعدها تستقيل الحكومة وتشكل حكومة جديدة بشكل آخر اذا ارادوا او ان يأتوا الى مجلس النواب لفتح دورة استثنائية نطرح فيها كافة الامور، ومن الجملة ننتخب رئيسا جديدا للجمهورية، واذا لم يوافقوا فماذا نفعل هل نذهب الى مناطقهم ونقفل لهم طرقاتهم ونحرق الدواليب كي لا ندع الناس تذهب الى عملها، هل هذه هي الديمقراطية.

سئل: هل نحن امام مشكلة جديدة في 14 شباط المقبل لاننا مقبلون على الذكرى السنوية لاغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، والحكي عن انه من الممكن ان تقع المشاكل؟

اجاب: نحن لا نريد مشاكل مع احد، لا في المبدأ وعمليا لا يناسبنا الامر لا بل يضرنا ويضر بكل ما نفعله، وكل ما نحاول القيام به هو انه وبعد ربيع 2005 وبداية ثورة الارز ان نثبت ان لبنان قادر على بناء دولة قوية فاعلة متوازنة قادرة على حكم لبنان كما ينبغي ان تحكمه، من اجل ذلك فان اي مشكلة ليست لصالحنا، وهذه نقطة ضعف يحاول الاستفادة منها الفريق الاخر، عبر افتعاله للمشاكل من وقت الى اخر بكافة الطرق والوسائل لاثبات النظرية التي كانت مطروحة في السابق من انه "الله يساعدنا وتعتيرنا اذا خرجت سوريا من لبنان فمن يعود قادرا على حكم لبنان".

سئل: خيمهم موجودة فاين ستحتفلون بالذكرى؟

اجاب: نبحث هذا الامر في ما بيننا، وربما عبر بعض الاتصالات الهادئة وبواسطة بعض المسؤولين في الدولة او في الجيش مع الفريق الاخر، لاخلاء الساحة ولو في هذه المناسبة، "هيك بالمنيح " يعني صرلكم شهرين محتلينها، واليوم لدينا مناسبة فاسمحوا لنا فيها بهذه المناسبة فمن حق كل المواطنين ديمقراطيا التعبير عن رأيهم فساحة رياض الصلح لم تسجل لحزب الله او حركة امل بل هي باسم كل اللبنانيين.

سئل: مسؤولو حزب الله سألوك من انت لتنزل الى الشارع وتمنع العالم من حرق الدواليب فانت لست نائبا ولا وزيرا ولا مسؤولا فبأي صفة؟

اجاب: انا آخر انسان في هذه البلاد، ولا استطيع السكوت وانا ارى انقلابا يجري على الساحة اللبنانية، وكأن هذه البلاد لغيرنا وليست لنا. لا ابدا هذا الامر مرفوض، فنحن اول المعنيين في الامر، وعندما يصل الامر الى حد الانقلاب الكامل لا يظن احدكم ان ما كان يجري يوم الثلاثاء الماضي لعبة او مزحة، ما كان يجري محاولة انقلاب كامل، ولو سار الامر معهم كما كان مرسوما له لاكملوا ايام الاربعاء والخميس والجمعة، فلا يضحكون على الناس ويقولون انه ما جرى هو الذي كان مقصودا فقط، لا هذا ليس صحيحا وبكافة الاحوال تصريحات البعض منهم يوم الثلاثاء الاسود والبعض الاخر بعد الثلاثاء الاسود تفضح نواياهم، وكانوا حتى الساعة السابعة والثامنة مساء يجمعون التراب حول الحدث والحازمية ودار الصياد ومداخل بيروت وطريق المطار لاقفال البلد فلو لم يجر ما جرى في المناطق الشرقية لكان هذا التحرك مستمرا لاسقاط الوضع الحالي في لبنان، وتغيير الوضع القائم غير مقبول لان الاكثرية في لبنان ترفضه.

سئل: وعن اللقاء المسيحي -المسيحي وما جرى يوم الثلاثاء الفائت هل لا يزال هذا اللقاء مستمرا؟

اجاب: الذي جرى يوم الثلاثاء الفائت امر مؤسف للغاية وكان استثنائيا وليس القاعدة، القاعدة هي العلاقات التي كانت سائدة قبل نهار الثلاثاء التي يجب ان نعمل عليها جميعا لنعيدها الى ما كانت عليه في السابق، حيث من المفترض ان يكون هناك احترام متبادل ولغة ديمقراطية وطريقة تصرف ديمقراطي، فلا يقفل احد منا الطريق على الاخر. جميعا قادر على اقفال الطرقات ومن هناك لكل منا الحق في خياراته السياسية ومتابعتها ولكن بالطرق الديمقراطية من دون التعدي على حريات الاخرين.

ودعا جعجع من بكركي الى عودة الامور الى ما كانت عليه قبل الثلاثاء الاسود بين القوات اللبنانية والكتائب وكل أطراف "14 آذار" من جهة، و"التيار الوطني الحر" من جهة أخرى".

وأكد جعجع للبطريرك صفير التزامه "الهدنة الاعلامية بين "القوات اللبنانية" و"التيار الوطني"، والتي كان توجه بها في مؤتمره الصحافي الأخير"، لافتا الى أن "لدى البطريرك صفير حساسية كبيرة على الموضوع، ويتمنى أن تعود الأمور على ما كانت عليه قبل الثلاثاء، وهذا ما سيكون إن شاء الله".

وعما إذا كان العماد عون سيلتزم الأمر، قال الدكتور جعجع: "علينا السعي الى تحقيق هذا الأمر"، مشيرا إلى أن "الاتصالات لا تزال قائمة بين "القوات" و"التيار" عبر بعض الأفرقاء في شكل غير مباشر. علينا تخطي الكثير من الأمور والقفز عنها، ولا يجب تجميد التاريخ عند نقطة معينة، بل علينا التطلع الى الأمام حيث لدينا مستقبل طويل عريض يحتاج الى رعاية".

وعما اذا كانت هناك اتصالات لمعاودة الحوار، قال الدكتور جعجع: "هذا مطلبنا منذ البداية"، لافتا الى "تداخلات محلية وعربية ودولية تجري منذ مدة في محاولة لجمع رئيسي مجلس الوزراء فؤاد السنيورة ومجلس النواب الأستاذ نبيه بري أو بين النائب سعد الحريري والأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصر الله، من دون نتيجة. لكن عندما تصل الأمور الى هذا الحد لترتيب اجتماع داخلي بين أشخاص كانوا يلتقون يوميا عشرات المرات، فهذا يعني ان الأجواء غير طبيعية. أما الى متى ستبقى الأمور هكذا؟ فهذا يحتاج الى سؤال من يسوق الأمور. من يتحرك ويقوم بالخطوات. الحقيقة لا أحد يعرف الى متى؟ ولكن من المؤكد أنه تحت الضغط لن يستطيع أي فريق فرض الأمور على اللبنانيين".

وسأل: "لماذا يأخذون لبنان وشعبه رهينة؟ ليدعوا الناس يعبرون عن رأيهم بالذهاب الى أعمالهم وإكمال حياتهم الطبيعية. المنطق القائم مرفوض، وهو يؤدي الى التشنج السياسي والاجتماعي".

سئل: هل تعمد القوى الأمنية الى إزالة الخيم من ساحة رياض الصلح؟

أجاب: "برأيي، من واجباتها أن تعمد الى إزالة الخيم بعد اتصالات تجري مع كل الأطراف وجميع المسؤولين عنها. وتقول لهم هذه الساحة عامة، وأنتم تبسطون فيها منذ شهرين. هذه الساحة حق كل اللنانيين وملكهم. عليكم الافساح في المجال أمام الآخرين للسير فيها. من حق كل لبناني أن يذهب الى حيث يريد في لبنان".

ونفى أن تكون لديه أي معلومات حول عودة الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، وقال: "حتى الساعة لا شيء أكيد، لا شيء نهائي. إنه يحاول كثيرا، ولكن لم يظهر أي شيء نهائي".

وردا على سؤال، توجه الدكتور جعجع الى المسيحيين بالقول: "الوضع صعب، لكن عليهم ألا يخافوا، فمهما كانت الأوضاع صعبة سنظل نبحث عن طرق لمعالجتها وحلها، ولكن لن نسمح للفاجر بأكل مال التاجر".

وجدد تأكيده "أن لا حل إلا بالعودة الى المؤسسات الديموقراطية والأسس الديموقراطية". وقال: "علينا اعتماد الأساليب والطرق الديموقراطية، خصوصا لمن هم يتغنون بالديموقراطية عليهم احترام المهل الدستورية والأساليب الديموقراطية وعدم تخطيها".

وعما اذا كان يعد المسيحيين في المنطقة الشرقية بالعمل جاهدا مع "التيار الوطني الحر" لعدم تكرار ما حصل في الثلاثاء الأسود، قال: "علينا بذل جهودنا جميعا في هذا الاتجاه. هذا الأمر ينبغي ألا يحصل، وحتما لن يتكرر. علينا تحييد هذه المناطق عن التصرفات اللاديموقراطية، وأي فريق منا سيحاول اعتماد الطرق غير الديموقراطية سيجر الفريق الآخر الى الاسلوب نفسه، ولا نحتاج الى اعتماد هذا الأمر لأنه أمر مرفوض".

بعد ذلك، التقى الدكتور جعجع النائب البطريركي المطران سمير مظلوم.

 

الرئيس بري بحث مع نائب رئيس البرلمان البلجيكي وسفيرة بريطانيا التطورات

وطنية - 29/1/2007 (سياسة) إستقبل رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري قبل ظهر اليوم في عين التينة سفيرة بريطانيا فرنسيس ماري غي، وعرض معها التطورات الراهنة، في حضور النائب علي بزي ومسؤول العلاقات الخارجية في "حركة أمل" علي حمدان.

بعد اللقاء، قالت السفيرة ماري غي: "كان لي فرصة اللقاء مع الرئيس بري للاعراب عن إهتمام حكومة بلادي الشديد بما يجري في لبنان، ولأسأل دولته لماذا قال أنه لا يزال متفائلا في المستقبل كما ورد في بعض وسائل الإعلام اللبنانية. لقد شرح لي بعض المحادثات التي حصلت والتي تجعل لديه بعض الأمل في حل هذه الأزمة، وأعربت عن أملي في ذلك". أضافت: "إن الوضع لا يزال معقدا للغاية، وليس لدي أوصافا حول صعوبة الأمر، لكنني سررت لأن دولته لا يزال متفائلا".

سئلت: هل أنت متفائلة بعد لقائك الرئيس بري؟

أجابت: "بصفتي ديبلوماسية، من يعمل في هذا الإطار عليه أن يكون دائما متفائلا".

برلماني بلجيكي

بعدها، إستقبل الرئيس بري نائب رئيس البرلمان البلجيكي جان مارك دي ليجيه على رأس وفد برلماني، يرافقه سفير بلجيكا ستيفان دو لوكير، في حضور النائب بزي. وتم البحث في التطورات الراهنة في لبنان والمنطقة. وقال البرلماني البلجيكي بعد اللقاء: "لدى بلجيكا تاريخ عريق من الصداقة مع لبنان، ومنذ تشرين الثاني 2004 هناك تعاون بين مجلسي النواب في البلدين، وفي هذه الفترة تمت عدة زيارات متبادلة، فقد استقبلنا وفودا من البرلمان اللبناني، كما استقبلنا موظفين من البرلمان، ووضعنا في تصرفهم الاليات التي تعمل فيها الية عمل النظام الفيدرالي في بلجيكا، واعتقد انه علينا ان يعرف احدانا الاخر".

واضاف: "تناول البحث ايضا الوضع السياسي في لبنان والمنطقة، وبصفتنا برلمانيين نقوم بوظيفة مراقبة الحكومة في بلجيكا، ونطرح اسئلة عن سير العملية السياسية في بعض الدول، وماهية الوضع السياسي الداخلي في لبنان، وفي الوضع في المنطقة والعالم".

وتابع: "وفي هذا الاطار لقد مدد مجلس النواب البلجيكي اتفاقية التعاون، وسنستقبل من جديد وفدا نيابيا لبنانيا، ونحن اليوم زرنا رئيس مجلس النواب نبيه بري وإستمعنا اليه حول تصوره في شان الوضع السياسي في لبنان ونظرته للحلول المفترضة، وقد اصرينا على ان نكون موجودين هنا على الرغم من الحوادث الصعبة التي شهدها البلد وذلك من اجل استمرار التواصل بيننا للاعراب عن كل تمنياتنا ودعمنا لوضع هادىء في هذا البلد، واعتقد ان جوهر الكلام يجب ان يكون الحوار هنا، كما كان في تاريخنا في بلجيكا، فكل ديموقراطية يجب بناؤها، وان الشعب اللبناني مع ممثليه السياسيين عليه ان يجد الحلول الخاصة للوضع اللبناني، ونأمل ان نرى يوما توازنا سياسيا لبنانيا يبصر النور يأخذ في عين الاعتبار التطورات التي حدثت في لبنان في السنتين الماضيتين، وما اود قوله هو حل تفاوضي توافقي بين الطوائف الثلاث الكبرى في لبنان ومختلف القوى والاحزاب التي اجريناها مع نظرائنا اللبنانيين وسنلتقيهم بعد الظهر".

الحوت /ثم استقبل الرئيس بري رئيس مجلس ادارة شركة طيران الشرق الاوسط محمد الحوت، واطلع منه على احوال الشركة

 

السيد نصرالله في الليلة العاشرة من عاشوراء في الرويس: العالم العربي والاسلامي قاب قوسين او ادنى من الحاق

هزيمة تاريخية بالمشروع الاميركي الصهيوني في المنطقة ايران لا تسعى الى نشر التشيع بين السنة في العالم الاسلامي واذا كان هناك حالات تشيع يجب ان نفتش عن الاسباب الدافعة الى ذلك

وطنية- 29/1/2007 (سياسة) القى الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في الليلة العاشرة من ليالي عاشوراء في المجلس العاشورائي الذي اقامه في مجمع سيد الشهداء الرويس الكلمة الاتية : "أكدت رسالات السماء وعملت من اجل تحصين العلاقات الانسانية والعلاقات بين الناس وتحصين الانسان كفرد وتحصين علاقات هذا الانسان مع الغير. التحصين في مقابل كل الاخطار والتحديات الخارجية والداخلية. ومن هذه الاخطار الفتن التي تعمل الولايات المتحدة الاميركية على اشعالها في منطقتنا وتضع من اجل ذلك امكانيات هائلة لم يسبق لها مثيل في تاريخ الشعوب والامم. من اجل انجاز مشروع الفتنة الكبرى ليس في لبنان فقط وانما على امتداد العالمين العربي والاسلامي ولذلك امتنا امام اخطر مرحلة تمر بها منذ عقود من الزمن. مقابل ذلك نحن معنيون بالتحصين في الدرجة الاولى.

واحد مداخل التشويش وايجاد الفتن هو الكذب. عندما يأتي من يخترع قصصا ويفبرك معلومات ويضع سيناريوهات مفترضة ويقدمها للاخر هو يوقع الفتنة بين طرفين او بين امتين او شعبين حسب مستوى هذا الشخص الذي يكذب، ولذلك يأتي الاسلام ويقول الكذب حرام وبقدر ما يكون موضوع الكذب مهما وحساسا بقدر ما تكون المسؤولية اكبر والاثم اكبر وهناك اعمال كثيرة تؤدي الى الفتنة بين الناس وتخريب اي بيئة واي مجتمع ولذلك جاء الاسلام بتعاليمه ليردع عنها الفتنة، ولذلك وضع الاسلام مواصفات لمن يقبل منه الخبر وآليات لقبول انتقال الوقائع والتصديق بها وتركيب الاثار عليها.

واضاف: القاتل للنفس المحترمة هو مجرم سواء كان مسلما او مسيحيا سواء كان شيعيا ام سنيا ايا يكن القاتل فان انتماءه العائلي او الحزبي او السياسي او الطائفي لا يشكل غطاء له ولا حاميا له ولا حصنا له لا من عقاب في الدنيا ولا من عذاب في الاخرة هذا يعني الدين.

وقال" لو ذهبناالى واقع الامة الان في ما يثار في مسألة الشيعة والسنة عموما، تطرح احيانا تهم مثل: وجود مشروع تقوده ايران او تقوده الحركات الاسلامية الشيعية على امتداد العالمين العربي والاسلامي لتحويل السنة الى شيعة وان هناك مخططات ومراكز دراسات وبرامج واموالا هائلة تنفق على هذا الصعيد. عندما تأخذ هذه الفكرة لاي زعيم سني او عالم دين سني او حركة اسلامية سنية هنا يحدث الاستنفار وهذا حقه الطبيعي لكن هذا الموضوع يطرح بقوة وتعمل عليه بعض وسائل الاعلام الى حد ان بعض القادة العرب الكبار تطرقوا الى هذا الموضوع. وبالتأكيد الحديث عن هذا الموضوع انه مشروع كبير ويعمل له، هذا يدخل الامة الى فتنة لها اول وليس آخر.

وطالب بالتأكد وبالتحقيق من قبل الشيعة والسنة إذا كان هناك مشروع كهذا وهل هو صحيح أو غير صحيح أو جاء من فبرك هذا الموضوع وصاغه وكتبه ونظمه وقدمه الى بعض القادة والعلماء والجهات.

ونفى سماحته أن يكون هذا المشروع موجودا في لبنان أو غير لبنان, هدف هذا الكلام هو التحريض المذهبي والطائفي.

وكشف سماحته أنه طلب من السفير السعودي في لبنان أن تأتي لجنة خاصة من المملكة العربية السعودية الى لبنان للتدقق في صحة هذه المعطيات. لأن كل ما يشاع هو كذب وهدفه إذكاء نار الفتنة.

ونفى سماحته أن تكون الجمهورية الاسلامية في ايران تسعى الى نشر التشيع بين السنة في العالم الاسلامي وليس لدى الجمهورية الاسلامية مشروع من هذا النوع على الاطلاق، ولا هذه السياسة سياستهم ولا هي من توجهات قيادتهم.

واذا كان هناك حالات تشيع في هذا البلد او ذاك يجب ان نفتش عن الاسباب التي دفعتهم الى التشيع ولا نتهم احدا بالعمل لتشييعهم.

وقال: ما ذنب حزب الله اذا ما تشيع عدد من السنة على اثر انتصار حزب الله على الكيان الصهيوني.

ودعا سماحته الى التحقيق والتدقيق في هذا الموضوع. والنتيجة التي يوصل اليها المؤتمر العلمائي لتقريب المذاهب حاول ان يصل الى نتائج في هذا الموضوع.

وسأل سماحته هل يوجد مشروع لهلال شيعي في الحقيقة. وما هو الدليل على وجود هكذا مشروع. قبل ان نرتب اي اثر على هذا الموضوع ونفتح جبهات جديدة ومعسكرات جديدة، ونترك الجبهات المفتوحة وندير لها الظهر.

الانسان الحريص على دينه وعلى مصالح امته من المسلمين جميعا, يجب ان يدقق في كل ما يطرح وكذلك عندما نأتي الى الشيعة وتنقل اليهم مشاريع ومخططات وتهديدات تنسب الى اخواننا اهل السنة يجب على الشيعة ان بذهبوا ويدققوا ويجب ان نعرف ان هناك من يريد ان يبقى هذا الخصام وهذا القتال بيننا.

العالم العربي والاسلامي اليوم قاب قوسين او ادنى من الحاق هزيمة تاريخية بالمشروع الامريكي الصهيوني. لكن الذي يمنع او قد يمنع الحاق هذه الهزيمة هو للاسف العالم العربي والاسلامي الذي هو قاب قوسين او ادنى من فتنة طغياء عمياء يهرم فيها الكبير ويشيب فيها الصغير ويكدح فيها مؤمن حتى يلقى ربه. وهي الفتنة بين المسلمين. وكل هذا من صنع الاميركيين والصهاينة واجهزة المخابرات الذين صاغوا الاكاذيب من اجل اخافة المسلمين وارعابهم والقاء سوء الظن بين المسلمين بعضهم اتجاه بعض ودفع الامور الى التقاتل والحرب.

 

تكتل "التغيير والاصلاح" عقد اجتماعه الاسبوعي برئاسة العماد عون: إدانة عودة السلاح المليشياوي الى الظهور واستخدامه ضد المواطنين

تأكيد التكتل والمعارضة على الوقوف والتصدي لمحاولات اثارة كل اشكال الفتن الطائفية والمذهبية والفئوية

النائب كنعان: موقفنا ايجابي من كل المساعي العربية وغير العربية وأي تسوية لن يكتب لها النجاح إلا إذا قامت على أرضية وفاقية داخلية

نثمن عاليا رفض الشعب اللبناني من الانجرار إلى الفتنة والاقتتال الداخلي و محاولة إلغاء اي طرف سيؤدي الى إلغاء السيادة والديموقراطية

وطنية - 29/1/2007 (سياسة) عقد تكتل "التغيير والاصلاح"، بعد ظهر اليوم، اجتماعه الاسبوعي برئاسة النائب العماد ميشال عون، في دارته في الرابية، في حضور الاعضاء، وتم تدارس الاحداث والتطورات التي شهدها الاسبوع الماضي، وبعد الاجتماع اصدر المجتمعون بيانا، تلاه النائب ابراهيم كنعان، جاء فيه:

"أولا: يدين التكتل بشدة عودة السلاح الميليشياوي إلى الظهور تحت غطاء السلطة واستخدامه ضد المواطنين العزل كما حصل يومي الثلاثاء والخميس الماضيين، ما أدى إلى سقوط ضحايا وجرحى وأوقع أضرارا في ممتلكات الناس في مختلف المناطق اللبنانية، ويحذر من ضلوع حكومة الأمر الواقع وميليشياتها في مخطط يهدف إلى اشعال فتيل الفتنة والعودة بالبلاد إلى الاقتتال والحرب الأهلية. وفي هذا السياق يتساءل التكتل هل أن تعطيل الدولة واغتصاب دور الجيش والقوى الأمنية واستعادة أجواء الحرب الأهلية لا تصب في خانة مخططات التوطين والتقسيم التي طالما حذرنا منها ومن كانت لديه ضمانات يقدمها لطمأنة اللبنانيين في هذا الشأن فليقدمها إلى الشعب اللبناني.

ويرى التكتل أن هذا التوجه الذي أظهرته الحكومة بإطلاق ميليشياتها النار على المضربين يوم الثلاثاء الماضي وعلى طلاب الجامعة العربية يوم الخميس الفائت، يؤكد سقوط آخر مظاهر الشرعية والدستورية والميثاقية عنها ويضعها في خانة العاملين لصالح إسقاط الدولة.

وفي هذا الصدد يؤكد التكتل وقوفه والمعارضة الوطنية وتصديه لمحاولات إثارة كل أشكال الفتن الطائفية والمذهبية والفئوية بين اللبنانيين منعا لعودة عصر الميليشيات التي قادت لبنان إلى الحروب الداخلية والأهلية.

ثانيا: يؤكد التكتل موقفه الايجابي من كل المساعي العربية وغير العربية، التي تهدف إلى المساعدة في أيجاد مخرج من الأزمة المتفاقمة التي بلغت خط الانفجار، إلا أنه يرى أن أي تسوية لن يكتب لها النجاح والثبات إلا إذا قامت على أرضية وفاقية وطنية داخلية، بدأ التأسيس لها عبر ورقة التفاهم بين "التيار الوطني الحر" و"حزب الله" والتي مثلت في حينها نقطة الوسط في دائرة الوفاق الوطني الأوسع المنشود الذي يشمل الجميع ولا يستثني أو يعزل أحدا.

كما يؤكد التكتل أن الدعوات إلى الحوار التي يلجأ إليها البعض موسميا أو وفق حاجته كلما وجد نفسه في المأزق أو ساعيا إلى المزايدات والتضليل، لا تستقيم مع توصيفه كل مطلب لبناني داخلي ترفعه المعارضة بأنه مرتبط بقرار خارجي إيراني أو سوري أو غير ذلك.

ثالثا: يتوجه التكتل بالتعزية إلى ذوي الضحايا الذين سقطوا برصاص ميليشيات السلطة، ويتمنى الشفاء العاجل للجرحى والمصابين، ويثمن عاليا ما أظهره الشعب اللبناني في مختلف المناطق من جهوزية واندفاع وإصرار على إحقاق الحق، وخصوصا ما تحلى به من انضباط ورفض الانجرار إلى الفتنة والاقتتال الداخلي.

رابعا: يذكر التكتل حكومة الأمر الواقع، لا سيما وزيري الداخلية والعدل، بأن التقاعس في كشف مرتكبي جرائم الاغتيال، وآخرها جريمة اغتيال الوزير والنائب الشيخ بيار الجميل، والذي قد يكون متعمدا، لن يحملنا على التناسي أو النسيان في انتظار أن تأتي جريمة أخرى جديدة تغطي مسلسل الجريمة والتقاعس السلطوي في كشف أيٍ منها.

ثم أجاب النائب كنعان على أسئلة الصحافيين:

سئل: كيف تقوِّم الوضع على الساحة المسيحية اليوم بعد الظهور العلني الميليشيوي للقوات اللبنانية في الأيام الأخيرة؟

اجاب: "بالنسبة إلى الوضع المسيحي، هناك مبادرة قامت بها بكركي وهي قائمة على توقيع وتطبيق ميثاق شرف بين المسيحيين في الدرجة الأولى وبين اللبنانيين إذا أمكن، يتضمن ميثاق الشرف أن أي خلاف سياسي وهو شأن الأطراف السياسيين المسيحيين وغير المسيحيين، أما استعمال العنف والاحتكام اليه وتهديد الاستقرار والتكسير بدلا من التسكير، فهذه الأمور ليست من شأن الأطراف السياسيين ولا الأحزاب، لذلك كل ما ارتكز عليه ميثاق الشرف نحن أيدناه مسبقا. وهنا نسأل مرة آخرى ونجدد السؤال، لماذا التأخير في توقيع وتطبيق هذا الميثاق، علما أنه لا يحمل أي تنازل في السياسة أو أي اختلاط في المواقف إنما يؤيد الاحتكام الى الديموقراطية ونبذ ثقافة العنف والميليشيا التي خربت لبنان وأوصلتنا الى انهيار ليس فقط الاستقرار الداخلي إنما في السيادة والاستقلال والقرار الحر".

اضاف: "أذكر أن بعض الذين شعروا في مرحلة من المراحل ببعض القوة المصطنعة، عادوا ودفعوا ثمنا كبيرا جدا، لأن إلغاء أي طرف أو محاولة إلغائه على الساحة المسيحية تحديدا أو اللبنانية، سوف يؤدي الى إلغاء السيادة اللبنانية والديموقراطية في لبنان. لذلك يجب أن نتعظ من الماضي ويجب أن نلتف حول المبادرة التي طرحتها بكركي. وأسأل مجددا من يؤخر تطبيق وتوقيع ميثاق الشرف؟".

سئل: الدكتور سمير جعجع قد دعاكم إلى العودة الى الهدنة الإعلامية التي التزمتم بها، هل "التيار الوطني الحر" مستعد اليوم لالتزام هذه الهدنة؟

اجاب: "هناك ما هو أوسع من دعوة الدكتور جعجع، هناك دعوة سيد بكركي وهي قامت ليس فقط على الهدنة الإعلامية بل على تطبيق مبدأ عدم التجاذب الإعلامي في شكل غير لائق، وقامت أيضا على الاحتكام الى الديموقراطية وليس الى العنف والسلاح، وقامت أيضا على تغليب منطق الديموقراطية بين المسيحيين وبين اللبنانيين. نحن ندعو الدكتور جعجع الى التزام ميثاق الشرف الذي بادر به سيد بكركي والسادة المطارنة".

سئل: بالنسبة الى الأسبوع الماضي والأحداث الساخنة، هل هناك آلية عمل جديدة ستنتهجها المعارضة حيال هذه الأحداث؟

اجاب: "المعارضة هي كناية عن مكونات سياسية متنوعة ومختلفة التقت على تحقيق التوازن والشراكة في النظام وهي ليست جبهة أو طرفا واحدا، إنما هي أطراف كثر التقوا على مسألة أساسية وهي تحقيق التوازن واحترام الدستور في لبنان. آلية العمل ستكون متناغمة مع ما نقوله ونصرح اليوم عنه من مبادىء، وهي الحفاظ على الاستقرار، عدم الانجرار الى الفتنة الداخلية مع ما يتطلب ذلك من تضحيات، أعتقد أننا أظهرناها. فناشطو التيار الوطني الحر الذين تعرضوا في الأيام السابقة الى أبشع أنواع الممارسات وتزوير الحقائق في حقهم، الى أكثر من تعديات على معنوياتهم وشخصهم. أعتقد أن التعالي لم يكن بهدف تغيير المسار أو الخضوع لأي ترهيب وترغيب، وكل المجتمع اللبناني يعرف أن أشرس مقاوم في لبنان هو هذا المقاوم الذي ينتمي الى التيار، إنما ما حصل كان فقط من أجل الحفاظ على الاستقرار الداخلي. أي شيء ممكن أن يؤدي الى الفنتة سوف نضحي به حتى الشهادة".

سئل: لكن السلطة وحتى الآن وبعد سقوط الكثير من القتلى والجرحى، تظهر كأنها غير آبهة لما يجري والمهم بالنسبة إليها هو الحفاط على سلطتها، هل يمكن أن تضحوا بمطالبكم كمعارضة؟

اجاب: "إذا ضحينا بمطالبنا كمعارضة لن يكون هناك سلطة بعد اليوم، هم لا يعلمون أن السلطة في آخر المطاف قائمة على وجودنا واعترافنا بنظام ديموقراطي في لبنان، قائمة ليس فقط على قبولنا بل وعلى إيماننا ونضالنا من أجل الدولة في لبنان. لقد قال العماد عون "إننا اخترنا الدولة"، ومن يختار الدولة لا يختارها مع نقيضها، من يختار الدولة لا يتجاوز الجيش ولا القضاء ولا المسلمات والتفاهمات والمرجعيات، لذلك نحن نعتبر أن علة وجود هذه السلطة هو تمسكنا نحن بهذه المبادىء. عندما ننجر نحن لعمل كالعمل الذي قامت به مجموعات السلطة، تكون الكارثة الكبيرة وعندها يتحول لبنان مزرعة وميليشيات وتنتهي أسطورة الدولة وفكرة الدولة التي ناضلنا من أجلها منذ سنة 1988 وحتى اليوم، وسوف نبقى نناضل".

اضاف: "أذكر أن العلم اللبناني الذي حاولوا زجه في صراعات سياسية هو علمنا، وأينما يرتفع هذا العلم اللبناني نرتفع نحن معه لأن هذا هو علمنا، وأذكر أننا نحن من دفع الثمن في زمن كان كل الأطراف في لبنان يرفعون علما حزبيا وعلما معينا، كان نضالنا وتضحياتنا وشهداؤنا من أجل هذا العلم. أينما ارتفع هذا العلم في المناطق اللبنانية هو علمنا وليس علم أحد، لا علم رئيس حكومة الأمر الواقع فؤاد السنيورة ولا الأكثرية والأقلية، هذا علمنا وعلم شهدائنا وعلم تيارنا وسنرفعه حتى النهاية".

سئل: ما هو موقفكم من الصور المركبة التي أبرزها بالأمس النائب أنطوان زهرا، وكيف يمكن أن تكونوا سقطتم في هفوة كهذه أو خطأ؟

اجاب: "إذا وقفت الأمور على هذه الهفوة، أريد أن أبارك للزميل أنطوان زهرا بهذا الإنجاز الكبير، ولكن أريد أن أقول له شيئا: إن العصي والسلاح والجرحى الموجودين في المستشفيات وهو يعرفهم، وكل الاعتداءات والتوقيفات التي تحصل الآن، لا أعتقد أنها يمكن أن توضع في مقياس صورة. كان الهدف من الصورة القول "انتبهوا هناك سلاح" والسلاح ظهر والرصاص أيضا. الهدف من الصورة كان القول إننا لا نريد العودة الى الوراء والى منطق الميليشيا، خصوصا في ما بين المجتمع المسيحي والذي ظهر أننا كدنا نعود اليها في شكل دراماتيكي".

اضاف: "عندما نقول إن هذا الموضوع مفروض معالجته على خلفية مسلمات وتفاهمات أعلنها سيد بكركي، لا أعتقد أبدا أننا غير مدركين الخطورة والمخاطر التي تجرها مسألة كهذه خصوصا استعمال العنف وفي شكل يتجاوز القانون والدستور ومنطق الدولة. هذا كان الهدف من التوعية أما عملية الإشكالات خصوصا في موضوع صورة وغير صورة، فأنا أخضع للتحقيق القضائي وسبق أن قلنا إننا تحت القانون وما يظهره القضاء غدا من تعاط في هذه الملفات، وبدأت تظهر الحقائق، فحينذاك نعرف جميعنا أن كل ما كان يحكى عنه عن تجاوزات هو صحيح. وأكرر أن منطق التسكير على أهميته هو غير منطق التكسير".

سئل: ما هو التصور للخروج من الأزمة التي يمر بها البلد خصوصا أن اعتصام المعارضة لم يوصل إلى أي نتيجة بعد 56 يوما؟

اجاب: "هذا سؤال مشروع ويطرحه كل مواطن، أنا أيضا أضم صوتي الى صوتك وأذكر أننا نحن في المعارضة وحدنا لا نملك الحل، نحن في آخر الأمر نعبر عن توجس وأفكار ومطالب تؤيدها شريحة كبيرة من اللبنانيين. أنا أقول إن السلطة الحالية وهذه الدولة التي بعد 56 يوما لم تشعر أنه يجب أن تعالج في شكل جدي هذه الأزمة، أسأل السلطة التي نظريا في يدها الحل، فلتقل أنها لا تملك الحل".

سئل: لكن الرئيس السنيورة حاول بالأمس الاتصال بالعماد عون لكنه لم يرد عليه؟

اجاب: "هذه مثل الصورة".

سئل: ولكن الصورة أظهرت أن المقاتل تابع ل"حزب الله"؟

اجاب: "الصورة على أهميتها لا تنكر وجود السلاح، وهذا خطأ كبير ولا يجوز تجاوز الدولة ومنطقها وتجاوز القضاء والجيش، وهذا أمر يعيدنا الى الحرب الأهلية جميعنا يعرفها خصوصا في الوسط المسيحي، وطالبت أولا لماذا التأخير في تطبيق ميثاق الشرف؟،

ثانيا، في ما يتعلق باتصال الرئيس السنيورة، فإنه على أهميته إن لم يقترن بمشروع جدي لحل المشكلة الكبيرة التي نعيشها لا ينفع. لقد تشاورنا وتحاورنا واتصلنا بعضنا ببعض والتقينا مرات عدة، ولا مرة كان الباب مقفلا أمام الرئيس السنيورة، ولكن عليه أن يفهم أن هذا الوضع الخطير الذي نعيشه في حاجة الى معالجة جدية وبناءة وليس عملية اتصالات شكلية".

اضاف: "هذه الرسالة التي نحب أن تصل، أي مشروع جدي لتحقيق تسوية وحل في لبنان نحن نرحب به وقلنا ذلك في البيان، أما أي محاولة لاستيعابنا أو للمناورة أو فقط لذر الرماد في العيون، فالشعب لم يعد يتحمل محاولات كهذه، إذا فليوفروا مؤتمراتهم الصحافية والبروباغندا التي لا تنتقد الواقع الميليشياوي، وليوفروا أيضا اتصالاتهم الشكلية الى مبادرات ايجابية وجدية على قدر تضحيات هذا البلد وشعبه".

 

القاضي عيد استجوب موقوفي "التلفريون الجديد"

وطنية- 29/1/2007 (قضاء) استجوب قاضي التحقيق العدلي الياس عيد بعد ظهر اليوم الموقوفين من فريق محطة التلفزيون الجديد NTV الصحافي فراس حاطوم والمصور عبد خياط والمساعد محمد بربر بحضور وكيلتهم المحامية مايا حبلي التي تقدمت بطلبات جديدة لتخلية سبيلهم. كذلك تقدم وكيلا كل من الموقوفين المسؤول عن المبنى حيث شقة "الشاهد الملك" محمد زهير الصديق نسيم المصري وحارس المبنى خليل نادر، وأحال القاضي عيد الطلبات الى المدعي العام العدلي القاضي سعيد ميرزا لابداء الرأي تمهيدا لاتخاذ القرار في شأنها.

 

الرئيس السنيورة عرض الأوضاع مع مبارك وأمير قطر وملك الاردن واتصل بنظيره الايطالي وعمرو موسى ووزيرة خارجية قبرص

وطنية - 29/1/2007 (سياسة) تابع رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة، اليوم، اتصالاته العربية والدولية لتفعيل نتائج مؤتمر باريس 3- وإحاطة المسؤولين بالاوضاع المتصلة بلبنان والمنطقة. ولهذه الغاية، اجرى اتصالا بكل من: الرئيس المصري حسني مبارك، امير قطر الشيخ حمد ين خليفة آل ثاني، ملك الاردن عبد الله الثاني، رئيس الحكومة الايطالية رومانو برودي، الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى، ووزير خارجية قبرص يورغوس ليلي كاس.

 

اللجنة الاسقفية لرسالة العلمانيين اجتمعت في حريصا وبحثت في رسالة البابا وواقع الشراكة بين الحركات الرسولية

وطنية - 29/1/2007 (سياسة) عقدت اللجنة الاسقفية لرسالة العلمانيين مع المجلس الرسولي العلماني وجميع رؤساء الحركات الرسولية العلمانية العاملة في لبنان، أمس الاحد، لقاء موسعا في "بيت عنيا" في حاريصا، في حضور المطرانين جورج اسكندر وسليم غزال، الاب العام خليل علوان، والمونسنيور منصور لبكي، وجرى البحث في رسالة قداسة البابا بينيديكتوس السادس عشر "الشخص البشري... قلب السلام". وعرضت مسودة مشروع "راعوية الديموقراطية والسلام" وواقع الشراكة بين الحركات الرسولية في لبنان. وأجمع المجتمعون في بيان وزعته اللجنة الاعلامية في المجلس الرسولي العلماني على "نبذ كل أشكال العنف والتخاصم والاقتتال والتعبير المؤذي في الشارع، في كل المناطق اللبنانية", داعين المتخاصمين الى "المصالحة واعتماد التعبير الحضاري الذي يؤدي الى سلام دائم بين اللبنانيين".

واختتم اللقاء ب"تعيين لجنة مصغرة لدراسة النشاطات المشتركة المتوسطة والطويلة الاجل، وبمبادرات قريبة عبر تجسيد هذه المواقف ببيان موسع وبتحرك داعم للسلام". كما كررت اللجنة الاسقفية دعوة مسؤولي الحركات الى "مؤتمر معاينة واقع العلمانيين في لبنان في العاشر من شباط المقبل في بيت عنيا في حريصا، والى لقاء آخر في التاسع والعشرين من نيسان المقبل".

الجلسة الأولى

وكانت الجلسة العامة الأولى قد افتتحت بالصلاة، وبكلمة لرئيس اللجنة الاسقفية لرسالة العلمانيين المطران جورج اسنكدر, عبر فيها عن "حاجة الكنيسة في لبنان الى نهضة روحية واخلاقية", داعيا المسيحيين العلمانيين ولا سيما الملتزمين في الحركات الرسولية الى "المشاركة في ما بينهم ومع رعاتهم الكنسيين, في عملية نفض ما علق بكنيستهم من تخلف وانعزال وكسل وانانبة لتجددها وتجديد المجتمع في لبنان في اتجاه ملكوت الله, فيحقق المسيحيون، بالمشاركة مع اخوانهم ومواطنيهم، صناعة لبنان بلدا ورسالة في المشرق والعالم". كما عرض الامين العام للمجلس الرسولي العلماني طانيوس شهوان واقع الشراكة وتحدياتها في العمل الرسولي، داعيا المجتمع الى "عدم الخوف ذلك ان الخير والشر تعايشا منذ البداية. واثبتت البشرية قدرتها الدائمة على تجاوز الظروف الصعبة". وأكد "أن الشراكة الحقيقية بين الحركات الرسولية العلمانية تتحقق في الوحدة والتنوع"، معتبرا "أن المشكلة الاساسية التي يعانيها اللبنانيون بعد زوال الوصاية والاحتلال هي سوء استعمال الحرية على المستوى الشخصي والجماعي. ويقتضي معالجة هذا الواقع تجديد القيم والتزامها عبر ترشيد الافراد والجماعات على حسن استعمال الحرية".

وتناول شهوان "اشكالية التغيير"، معتبرا أنها "تقوم اولا على تغيير الذهنيات، وهذا ما يدعو اليه الارشاد الرسولي "رجاء جديد للبنان" ونصوص المجمع البطريركي الماروني". كما دعا الحركات الى "اطلاق مبادرات تكون بمثابة "اجابات رجاء" من هذه الحركات، وعدم الوقوف مكتوفو الايدي في واقع الاقتتال التي يحيطها في المجتمع اللبناني، من دون الخوف من الغرق في اوحال السياسة", مطاالبا ب"تحقيق نظرة الكنيسة منذ المجمع الفاتيكاني للسياسة باعتبارها "الفن الشريف" لتحقيق خير الشخص البشري والجماعة الانسانية في آن معا". وعبر عن "الحاجة الى تنشئة لابناء الحركات قادرة على تجسيد نماذج قداسة حديثة وعصرية". وفي الختام، عرضت الامينة المساعدة كلير سعيد تاريخ المجلس الرسولي العلماني وواقعه ومشاريعه الحالية والمستقبلية. وتلت هذه الجلسة حلقات حوار مصغرة ناقشت واقع الحركات الرسولية وأساليب التعاون في ما بينها.

الجلسة الثانية

وفي الجلسة العامة الثانية، اوجز جوزف خريش مضمون رسالة قداسة البابا ومسودة مشروع راعوية الديموقراطية والسلام. وقدم سمير سكاف المقترحات العملية حول تجسيد وترجمة مضمون رسالة البابا في الواقع اللبناني، التي اكدت ضرورة ان تتجند الكنيسة بالدفاع عن الحق", مؤكدا "التمسك بهذا الحق في الحياة الذي يمكن تجييره او التخلي عنه لاي كان حتى لحسنيي النية". ولفت إلى "ان القبول بوجود اي سلاح في لبنان هو تنازل عن هذا الحق", مشددا على "الحق في الحياة في لبنان", مؤكدا "حق عودة اللبنانيين الى وطنهم ورفض توطينهم في الخارج"، معتبرا ان كلفة العودة الى لبنان تفوق احيانا كلفة الهجرة منه، وهو ذكر بدعوة رسالة الباب الى التشهير بكل التجاوزات ضد الانسان". كما تحدث المطران غزال، في ختام هذه الجلسة، داعيا إلى الوحدة. وطالب المونسنيور لبكي ب"عدم الخوف"، مشددا على "اليأس ممنوع"، وعارضا بعض المقترحات العملية. واختتمت الجلسات الحوارية بالاحتفال بالذبيحة الالهية وغداء.

 

القاضي ميرزا بحث وبرامرتس في ملف الرئيس الحريري والاغتيالات الاخرى

وطنية - 29/1/2007 (قضاء) التقى النائب العام التمييزي القاضي سعيد ميرزا بعد ظهر اليوم، في مكتبه في قصر العدل، رئيس لجنة التحقيق الدولية في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه القاضي البلجيكي سيرج براميرتس، في حضور المحامية العامة التمييزية القاضية جوسلين ثابت وفريق عمل اللجنة الدولية المرافقة لبرامرتس، وبحث معه في ملف اغتيال الرئيس الحريري وملفات الاغتيالات الاخرى.

 

الرئيس السنيورة استقبل القاضي براميرتس

وطنية - 29/1/2007 (سياسة) استقبل رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة بعد ظهر اليوم رئيس لجنة التحقيق الدولية في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري القاضي سيرج براميرتس. وبعد لقاء دام قرابة الساعة، لم يشأ القاضي الدولي الإدلاء بأي تصريح.

 

هيئة الحوارالإسلامي -المسيحي ": للعودة الى لغة العقل والإيمان

وطنية - 29/1/2007 (سياسة) أسفت الهيئة الشبابية للحوار الإسلامي - المسيحي في بيان "لما جرى من إشكالات أمنية بين قوى المعارضة والسلطة من جراء الاضراب وقطع الطرق، مما أسفر عن مقتل ستة أشخاص وجرح المئات من الشباب". واستنكرت "الفوضى العشوائية التي لحقت بالاضراب العام، وأعادت لنا ذاكرة الحرب الأهلية"، معتبرة "ما جرى كان ضربة قاتلة للسلم ألي والتعايش بكل أشكاله". كما دعت إلى "العودة إلى لغة العقل والإيمان والابتعاد عن كل مثير للمشاعر والعودة إلى إحياء روح التعايش الذي نعتبره العمود الفقري للبنان"، مؤكدة "أهمية الحوار الذي يمكن أن يثمر إذا استقامت أهدافه وصفت بياته، وأن نعمل في سبيل التوحد بدل التفرق والتقارب بدل التنافر.

 

عمارالموسوي استنكر لجوء بعض الميليشيات الى السلاح والفتنة: هناك من يعطل التحقيق في جريمة اغتيال الوزير بيار الجميل

وطنية - 29/1/2007 (سياسة) اعتبر عضو المجلس السياسي ل"حزب الله" النائب السابق عمار الموسوي في احتفال بذكرى عاشوراء في بلدة الحلانية - قضاء بعلبك "ان هناك من يعطل التحقيق في جريمة اغتيال الوزير بيار الجميل ومن يقف وراءها". وقال: "هجوم سمير جعجع على الجيش واتهامه بالعجز غير بريء, والهدف من ذلك اخفاء الحقائق ومحاولة القول من جديد بأن لبنان لا يستطيع حماية نفسه ولا بد من استقدام قوات دولية لنشرها على الاراضي اللبنانية كافة تحت الفصل السابع, واذا حصل ذلك فسيجري التعامل مع هذه القوات على انها محتلة". ورأى "ان الدعم في مؤتمر باريس -3 للبنان، ليس لاعمار لبنان ومصلحته, بل لمصلحة الفريق السياسي الحاكم وادواته، ليستمر بالوقوف على رجليه وتنفيد ما وعد به"، مستنكرا "لجؤ بعض الميليشيات الى السلاح والفتنة والتعبئة والشحن الطائفي يوم الخميس".

 

منسق السياسة في "المردة": لن نسمح ل"القوات" بجر المسيحيين الى فتنة

الجيش هو الضمان لمنع هدر أي نقطة دم ونحن مطمئنون الى إجراءاته

وطنية- 29/1/2007 (سياسة) عقد منسق الشؤون السياسية في "تيار المردة" يوسف سعادة مؤتمرا صحافيا في مبنى "التيار" في بنشعي، دعا فيه "القوات اللبنانية" الى ان تسلم الامن للجيش والقوى الامنية "الذين هم الأساس لمنع حصول أي فتنة مسيحية - مسيحية وهدر أي نقطة دم". ورد سعاده على اتهام النائب انطوان زهرا "حول ما زعمه عن نصب كمين مسلح في البترون"، متسائلا: "من يأخذ النساء والاطفال الى التظاهر كيف تكون عنده النية الصدامية". وكشف سعادة عن اتصالات قام بها مع النائب زهرا بتوجيه من رئيس "تيار المرده" سليمان فرنجية تفاديا لأي مواجهة. وقال: "إننا نستنكر الاحداث التي حصلت يوم الخميس الماضي في بيروت، ونوجه في المناسبة تحية إكبار وتقدير الى السيد حسن نصرالله والاستاذ نبيه بري اللذين أكدا مجددا حرصهما على السلم الاهلي في البلد، ونأمل الا يتكرر هذا المشهد مجددا في اي منطقة في لبنان. وفي ما يتعلق بموضوع يوم الثلثاء الذي يعنينا، نرغب في الحديث عنه بعد سلسلة المغالطات وتزوير الحقائق التي جاءت على لسان رئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية (سمير جعجع) وكذلك على لسان نائب القوات اللبنانية الاستاذ انطوان زهرا. أقول في ما يتعلق بقرار الاعتصام وقطع الطرق إنه قرار اتخذته المعارضة بوجه الحكومة اللبنانية التي لم تسمع للناس لا في 10 كانون الاول ولا بعده والتي لم يرف جفن رئيسها بعد اكثر من خمسين يوما من التحركات، وهذا كان الهدف من التحرك والاعتصام عسانا نستطيع ان نجعل جفن الرئيس السنيورة يرف، ولم يكن بالحسبان ابدا حصول اي مواجهة مع القوات اللبنانية لاننا لا نعتبر ان القوات معنية بالتعامل مع المعتصمين او المتظاهرين. وإذا أردنا تسلسلا لاحداث يوم الثلثاء، فإنه منذ قرابة الساعة السادسة صباحا وفي منطقة كوسبا - الكورة تم اطلاق النار علينا من منزل نائب القوات اللبنانية فريد حبيب وسقط لنا جريحيان، واحد من تيار المرده وآخر من التيار الوطني الحر، وأحدهما إصابته بالرأس وكانت خطرة، ورغم ذلك طلبنا من المتظاهرين والمعتصمين ضبط النفس لأن هذه هي توجيهات المرده ورئيس تيار المرده. كذلك تمكنا من احتواء غضب المتظاهرين والناس. وبعد ذلك بنحو ربع ساعة، اقتحمت جرافة استأجرتها قوى الامن الداخلي المعتصمين على طريقة البترون الدولية بشكل لم يشهد له مثيل، ولا حتى في اي دولة فيها نظام قمعي في العالم، وكادت الجرافة ان تقتل العديد من النساء والاطفال والرجال. أصيبت ثلاث سيدات من تيار المرده والمشهد خلف ذعرا وتوترا كبيرين لاننا خفنا ان يكون عدد الضحايا في صفوف المتظاهرين كبيرا. وعندما سألنا الضابط في قوى الامن الداخلي المسؤول في المكان هل ما حصل معقول، فأجاب بأن ذلك ليس قصد قوى الامن بل إنهم كانوا يحاولون اعادة فتح الطريق، لكن السائق الذي هو مدني وتابع للقوات اللبنانية هو من اتخذ قرار الاقتحام بهذا الشكل. وبعد دقائق حاولت شاحنة كبيرة تابعة لاحدى شركات الترابة اقتحام موقع المتظاهرين وكادت ان تتسبب بكارثة اوقفناها بعد جهد بالتعاون مع القوى الامنية".

أضاف: "بالمصادفة تبين ان سائق الشاحنة قواتي، وعقب ذلك سيطرت اجواء من الحذر والخوف. ولو كانت عندنا نية الاعتداء على أحد، ولو لم تكن عندنا التوجيهات الصارمة بعدم الرد على أي استفزاز، لكان من الممكن الاعتداء على سائق الشاحنة. وبعد ذلك أطل سمير جعجع في حديث تلفزيوني ليقول إن القوات اتخذت قرار فتح الطرق واخذت المسؤولية على عاتقها، وبدأنا نشهد ضغطا قواتيا على اماكن وجودنا في كل المناطق، في الكورة والبترون، باستثناء طريق البترون الدولية التي لم نلاحظ عليها ضغطا قواتيا. وهنا شعرنا بأن الصدام قد يحصل، فناشد رئيس تيار المرده سليمان فرنجية عبر شاشة ال.بي.سي القوات اللبنانية وسمير جعجع تخفيف الاحتقان، وخصوصا ان هناك تاريخا اسود بيننا وبين القوات، ونحن نحاول ان نطوي هذه الصفحة. وتمنينا عليهم الا يحصل اي اشكال بين المعتصمين والقوات. بعد ذلك حصل اتصال من النائب زهرا وأبلغني شخصيا ان المناشدة وصلت، ولكن يجب إيجاد حل لموضوع الطرق، ونحن لا نرغب في حصول اي صدام. فقلت له بالطبع لا نريد الصدامات، ولكن هناك قرار المعارضة وتوجهنا ليس ضد القوات بل هو ضد الحكومة، ونستغرب وجود عناصر القوات قبالتنا وفي اماكن وجودنا. فالرجاء تخفيف الوجود القواتي. فوعدنا النائب زهرا خيرا. وبعد عشر دقائق من الاتصال الاول حصل هجوم قواتي على المعتصمين في كوسبا، ولولا تدخل الجيش بحزم وبعنف تجاه الفريقين لكان حصل امر لا نرغب فيه، ثم تكررت الاتصالات بعد هذه الحادثة وقلت للنائب زهرا: اذا كان بعد الاتصالات قد حصل ما حصل فكيف لو لم تكن المناشدة والاتصالات؟ فماذا كنتم تنوون فعله؟"

وتابع سعادة: "ثم عاودنا الاتصال مجددا تخفيفا للاحتقان وبتوجيه من رئيس تيار المرده، لنبلغ النائب انطوان زهرا ان المعارضة ستجتمع الساعة الرابعة، ومبدئيا سيكون قرار اعادة فتح الطرق وفك الاعتصام لانها تعتبر ان الغاية قد تحققت منه، وان الحكومة رأت غضب الناس ومدى اصرارهم على التغيير والمشاركة. فابلغناه بالوقت الذي سنترك فيه الطرق، والذي هو الساعة الرابعة والنصف، واستبقنا بذلك قرار المعارضة لتخفيف الاحتقان وعدم حصول مشاكل في المنطقة المسيحية في الشمال".

ورأى أنه "من الممكن ان يكون الاستاذ زهرا قد فهم من خلال الاتصالات أننا قد نكون في موقع ضعف أو من الممكن ان تكون نشوة الانتصار الوهمي الذي اعتبروا أنهم حققوه في بيروت وجبل لبنان جعلتهم يكملون "فتوحاتهم"، ونفاجأ بأنه عند الساعة الرابعة تماما تهاجم مجموعة كبيرة من شباب القوات المعتصمين عبر طريق فرعية بالعصي والحجارة، وقد وجدوا في منطقة وجود النساء والاطفال، فبدأ الصراخ ودبت الفوضى، وكانت هناك عناصر أمنية عددها غير كبير لانها لم تكن تتوقع قدوم القوات عبر هذه الطريق. فدبت الفوضى وحصل إطلاق نار من القواتيين والقوى الامنية، وقد وجدت قرب جثة القتيل القواتي في البترون فراغات لرصاصات عدة حسب التقرير الامني، وهنا لم يعد الوضع قابلا للضبط، فدبت الفوضى".

وذكر بأن زهرا "تحدث عقب ذلك عن كمين مسلح نصبناه نحن، والسؤال الاول الذي نطرحه: هل ننصب كمينا وأكثر من نصف المعتصمين في البترون كانوا نساء واطفالا؟ وهل الذي يريد نصب كمائن مسلحة يأخذ معه كل هذا العدد من النساء والاطفال؟ ثم إن الموجودين في المنطقة من القواتيين كانوا في مكتب النائب زهرا الذي يبعد نحو دقيقتين عن مكان الاعتصام، فلو كانت عندنا النية لافتعال احداث امنية لكنا نحن قصدناهم وافتعلنا مشكلة معهم، لكننا ضبط جمهورنا وأصررنا على ضبط النفس ومنعنا احدا من الاقتراب من أماكن القواتيين".

وقال: "ان النائب زهرا تحدث عن انزعاج أهل البترون من الحضور الزغرتاوي فيها، وهنا لا بد لي من تذكيره بأن مرشح المرده في البترون نال 2184 صوتا والنائب زهرا 625 صوتا، فكيف يسمح لنفسه بالحديث عن اهل البترون ويقول انهم انزعجوا من المرده، فيما نحن اخذنا نسبة 78% وهو 22%؟ وفي هذا السياق اذا كنا نرغب في الحديث عن الحضور في المناطق، فسمير جعجع والحضور الامني الذي معه والذي هو معروف الى اي منطقة ينتمي، ماذا يفعل هذا الجهاز في بزمار ومعراب وكوسبا؟ هل الذي واجهوا المتظاهرين هم من كوسبا؟ الذين وجدوا من القوات في ضهر العين هل هم من ضهر العين؟ لا. الذين ساندوهم كانوا ينتمون الى تيار المستقبل".

واضاف: "أما بالنسبة الى المؤتمر الصحافي لسمير جعجع فانه كان يتكلم كمن يشعر بنشوة الانتصار، ربما لانه قد يكون عاد بالزمن الى ايام يحبها حيث القتل والضرب والفلتان الامني، دون ان يذكر الجيش اللبناني، كأن البلد ليس فيه جيش او قوى امنية".

واعتبر أنه "بمنطق جعجع والقوات هناك فصل بين الجيش والدولة, اي الدولة بالنسبة اليهم وزارات وعمال وموظفون، أما الامن فهو امن ذاتي. وقد يكون جعجع أراد تقديم براءة ذمة لسعد الحريري ولوليد جنبلاط ليقول ان القوات ليست ضعيفة في الشارع المسيحي بخلاف ما يشاع، والدليل انها فتحت الطرق وكسرت الحواجز، وبالتالي يفرض نفسه على انه شريك اساسي وليس ضعيفا". وأكد "أننا ضد اي فتنة ولن نسمح للقوات بجر الساحة المسيحية الى فتنة مسيحية - مسيحية".

وحول تعرض المعتصمين في ساحتي رياض الصلح والشهداء لتهديد بازالة الخيم، قال سعادة: "الاعتداء على المواطنين العزل في الساحات كما قالها أكثر من مرة في هذين اليومين مسؤولون من حزب الله ومن امل، هو محاولة احداث فتنة في البلد, لانه غير مسموح اي اعتداء على المعتصمين. ومعلوماتنا تقول ان الجيش يمنع حدوث اي اعتداء، ونحن مطمئنون الى تدابير الجيش".

 

اللقاء العلمائي" في صور استغرب بيان المفتتين الامين ودالي بلطة: لا يمثلان اهل المدينة ولن نقبل قيام احد بزرع بذور الفتنة والتفرقة

وطنية - 29/1/2007 (سياسة) عقد "اللقاء العلمائي" في مدينة صور اجتماعا اليوم في مقرالحوزة العلمية في المدينة، تداول خلاله في الاوضاع المستجدة الاخيرة على الساحة الوطنية. ودعا الجميع الى "الوقوف امام مسؤولياتهم لعدم جر البلاد الى اتون الفتنة التي يعمل عليها البعض ليل نهار". كما درس المجتمعون البيان الاخير الذي صدر عن مفتيي صور السيد علي الامين والشيخ محمد دالي بلطة. وفي نهاية الاجتماع اصدر المجتمعون البيان التالي:

"استقبل اللقاء العلمائي في مدينة صور بيان سماحة المفتيين علي الامين ومحمد دالي بلطة بالاستغراب الشديد، فسماحة المفتيين الكريمين، المكلفين اصلا بشؤون دينية تتعلق بعلاقة الانسان بخالقه، قد اضافا من تلقاء نفسيهما الى دور كل منهما الديني ادوارا اخرى اقتصادية وتشريعية وسياسية، وكان الامر ليكون مقبولا من الناس لو انه جاء متوازنا ولم يتخذ موقفا منحازا لاحد طرفي النزاع في لبنان (وهو ما يفترض عادة في دور رجال الدين)، إلا ان انحيازه التام لجهة السلطة وفريق 14 شباط قد وضع سماحة المفتيين الكريمين في دائرة الاتهام بأنهما منحازان سياسيا لهذا الفريق ويروجان لسياسته وهو ما يتناقض مع دور كل منهما كمفت لصور ولكل ابناء هذه المدينة صاحبة التاريخ العريق في الوحدة الوطنية والعيش المشترك بين جميع الطوائف والمذاهب.

وباستعراض بيان المفتيين، فقد لوحظ انه قد نوه بالنجاح المنقطع النظير لمؤتمر باريس 3 وبالتظاهرة الدولية التي تجلت من خلاله لدعم لبنان وكنا نود لو ان هذا البيان قد تضمن ايضا ادانة لبعض الدول التي شاركت في المؤتمر والتي ساهمت بدعم لبنان ماديا بعد ان كانت قد ساهمت بتدميره وقتل ابنائه عبر دعم اسرائيل ماديا وعسكريا بمليارات الدولارات لتدمير الجنوب على رؤوس ابنائه كالولايات المتحدة وبريطانيا مثلا. وكان لافتا الدور التشريعي الذي تقمصه المفتيان عبر الدعوة الى انعقاد مجلس النواب لمواكبة النجاح الباهر الذي تحقق في باريس 3 !! ولحسن الحظ فإن البيان لم يتضمن فتوى دستورية بجواز انعقاد المجلس برئاسة نائب الرئيس !! اما عن التنويه بدعوة القيادات لسحب المعتصمين من وسط بيروت، فقد فات سماحتهما تحديد صنف هذه القيادات بأنها من فريق 14 شباط فقط دون ان يأخذا في الاعتبار ان هناك رأيا آخرا في الوطن لا يؤيد هذا التوجه ويسعى لتحقيق مطالب محقة من خلال اعتصامه السلمي الحضاري المشروع.

وتضمن البيان تنويها بالجيش قيادة وافرادا وبالدور البناء الذي يقوم به حفاظا على الامن والاستقرار وهذا امر جيد بعد حملة الاستهداف الشباطية التي شككت بدور جيشنا الوطني وحاولت النيل من كرامته ومعنوياته لاهداف لم تعد خافية على احد وكان حريا ان يتم استنكار هذه الحملة المشبوهة على الجيش.

ان البيان الذي صدر عن سماحة المفتيين لا يمثل اهالي صور ولا يمثل الرأي العام الغالب في صور وهو يمثل من اصدره فقط وبعض من حولهما ومن يقف وراءهما من فريق السلطة الذي وللاسف لم يبق امامه سوى استخدام رجال الدين في الدفاع عن مشروعه الذي دخل طور الاحتضار. نحن كلقاء علمائي في مدينة صور لن نقبل ان يقوم احد بزرع بذور الفتنة والتفرقة بين ابناء المدينة الذين عاشوا اخوة واحبة في احلك ظروف الحرب واقساها والذين لم يعرف عنهم طيلة تاريخهم المديد انهم انقسموا يوما على خلفية طائفية او مذهبية ولن نسمح ابدا لذلك ان يحصل في مدينة استحقت بجدارة ان يطلق عليها اسم مدينة العيش المشترك.

ان بيان المفتيين الكريمين لم يفعل شيئا سوى تأجيج حالة الاحتقان المذهبي البغيض بدل ان يعمل على تهدئة الخواطر فيما لو جاء متزنا ومعتدلا. يقول رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم "الفتنة نائمة لعن الله من ايقظها"، صدق رسول الله".

 

انتشار كثيف للقوات الاسرائيلية عند بوابة فاطمة واستحداث نقاط مراقبة

وطنية - 29/1/2007 (امن) أفاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" في مرجعيون سامر وهبي، عن انتشار كثيف للقوات الاسرائيلية بمحاذاة الشريط الشائك عند بوابة فاطمة في بلدة كفركلا الحدودية، حيث تقوم ورش اسرائيلية باستحداث نقاط مراقبة وحفر للخنادق، في خطوة هي الاولى منذ عدوان تموز الماضي.

وجاب عدد من سيارات "الهامر" المصفحة منطقة بوابة فاطمة، وسجل انتشار ملحوظ لجنود الاحتلال قرب السياج الشائك حيث اتخذ العديد منهم وضعيات قتالية وصوبوا رشاشاتهم الثقيلة والمتوسطة باتجاه السيارات والمارة اللبنانيين الذين كانوا يعبرون على الطريق بين كفركلا والعديسة، وهددوا باطلاق النيران على عدد من السيارات التي توقف اصحابها لمشاهدة الاشغال الاسرائيلية. وعملت اربع جرافات اسرائيلية على حفر خنادق متعددة بمحاذاة الشريط الشائك فيما حملت شاحنات كبيرة "بلوكات اسمنتية" وتم وضعها قرب السياج الفاصل. كما تمركز جنود اسرائيليون في دشم مستحدثة وراقبوا الجانب اللبناني. في المقابل، سجل تحرك لعدد من آليات "الفاب" التابعة للكتيبة الاسبانية في المنطقة، وراقب عناصرها الاشغال الاسرائيلية دون ان يتدخلوا لحماية المدنيين اللبنانيين، في وقت حلقت طوافة دولية في سماء المنطقة، وصولا الى أجواء الوزاني والعرقوب. وكانت قوة اسرائيلية تقدمت قرابة الاولى من بعد ظهر اليوم الى الجانب اللبناني من بلدة الغجر المحتلة، واستطلع عدد من الضباط والجنود الاسرائيليين المنطقة وراقبوا الاشغال التي قامت بها الكتيبة الاسبانية العاملة في اطار "اليونيفيل" من ازالة الأتربة والردميات من الطريق التي تصل منطقة الوزاني بالغجر وصولا الى العباسية والمجيدية. وشوهد عدد من الجنود الاسرائيليين يحملون مناظير ويراقبون المنطقة في وقت منعت العناصر الاسبانية عبر حاجزها القائم عند مدخل العباسية، أيا من المزارعين اللبنانيين من التوجه الى اراضيهم قرب الغجر المحتلة.

 

سوليدا":انتهاكات حقوق الانسان تهدد بأن تشكل عائقا اساسيا امام رفع النقاب عن الحقيقة في قضية اغتيال الرئيس الحريري

المعتقلون لم توجه اليهم اي تهم تبرر ابقاءهم قيد الاحتجاز

وطنية - 29/1/2007 (سياسة) اصدرت "سوليدا" بيان اليوم جاء فيه : "هناك على الاقل 8 اشخاص معتقلين في سجن روميه المركزي في اطار التحقيقات في اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري، في الرابع عشر من شهر شباط (فبراير) عام 2005 في بيروت. تتولى التحقيق في هذه الجريمة لجنة تحقيق دولية بقيادة السيد ديتليف ميليس اولا، ثم تلاه السيد سيرج برامرتس، بالتنسيق مع القضاء اللبناني. وفي سياق هذا التحقيق، تم اعتقال على الاقل ثمانية اشخاص هم: ايمن طربيه، مصطفى تلال مستو، احمد عبد العال، محمود عبد العال، اللواء جميل السيد، اللواء ريمون عازار، اللواء علي الحاج واللواء مصطفى حمدان".

واضافت: "مضى على اعتقال هؤلاء الاشخاص اكثر من عام من دون ان توجه في حقهم اي تهم متعلقة بهذه القضية، وان اعتقالهم يستند اما الى توصيات لجنة التحقيق الدولية واما الى تحقيقات القضاء اللبناني باختلاف كل قضية. ولكن وبعد مضي عام على اعتقالهم لم يتم رفع النقاب عن اي عنصر او معطيات جديدة من شأنها توجيه اتهامات رسمية في حق هؤلاء المتهمين. ويشير التقرير الصادر عن السيد برامرتس والمؤرخ في 12 كانون الاول 2006 الى ان لجنة التحقيق الدولية سلمت القضاء اللبناني معلومات "عن اشخاص محتجزين"، علما انه من شأن هذه المعطيات ان تساعد السلطات اللبنانية على اتخاذ التدابير التي تراها ضرورية او مناسبة والمتعلقة بمسألة احتجازهم". واعاد التقرير كذلك التأكيد ان القضاء اللبناني هو الوحيد الذي يمكنه ان يتخذ القرارات المتعلقة باعتقال هؤلاء الاشخاص".

وتابعت: "هذه التصريحات لم تؤخذ في الاعتبار ولم تتم ملاحقتها او العمل بها. ويبدو ان هؤلاء الاشخاص المذكورين اعلاه هم اليوم ضحايا للاعتقال التعسفي لا سيما انه لم توجه اليهم اي تهم من شأنها ان تبرر ابقاءهم قيد الاحتجاز هم اليوم معتقلون بموجب الاجراءات حيز التنفيذ المرتبطة بعمل المجلس العدلي الذي يعتبر المرجع القضائي الاعلى في البلد وهو الذي يتيح اعتقال المشتبه فيهم لفترة غير محددة. لكن يجدر الذكر هنا انه يتعارض واحكام المادة 92 من الميثاق العالمي حول الحقوق المدنية والسياسية ولبنان عضو فيه، يلحظ هنا الميثاق : " يحق لكل شخص معتقل(..) ان يتلقى في اقرب مهلة انذارا يتضمن التهم كافة الموجهة ضده".

لا بد من الاشارة هنا الى انه يمكن توجيه الانتقادات الى ظروف اعتقالهم بحيث انه تم وضعهم، ومنذ اليوم الاول لاعتقالهم، في سجن انفرادي. وتعتبر لجنة حقوق الانسان التابعة للامم المتحدة منذ العام 1992 هذا الاجراء انتهاكا للبند السابع للميثاق العالمي حول الحقوق المدنية والسياسية مانعة اعمال التعذيب (...) والممارسات غير الانسانية. وتم اخيرا تجنيب ايمن طربيه ومصطفى طلال مستو هذه الممارسات غير الانسانية اذ نقلا في السابع من شهر ديسمبر كانون الاول 2006 الى قسم اخر من السجن حيث تم اخراجهما من الحجز الانفرادي بعد عام وثلاثة اشهر.

ووفق معلومات اكيدة يعاني كل من: احمد عبد العال، ايمن طربيه ومصطفى طلال مستو مشاكل صحية خطيرة". وقالت: "نطالب اليوم قاضي التحقيق الياس عيد والمدعي العام سعيد ميرزا باتخاذ التدابير اللازمة المتعلقة بهؤلاء المحتجزين، لمنع عمليات الاحتجاز التعسفية والمطولة والممارسات السيئة ان تؤثر سلبا على المحكمة الدولية، علما ان عمل هذه الاخيرة تواجه اليوم بعض الانتقادات المتعلقة بارتكاب بعض الاجراءات التي تناهض حقوق الانسان العالمية. ونحن نذكر مجددا السلطات اللبنانية بانها يجب ان تمتنع عن القيام بأي اعمال تعذيب في حق المتحتجزين. كما نذكرها بمبدأ ان المتهم بريء حتى تثبت ادانته وبتعهدات لبنان الدولية ولا سيما الميثاق الدولي حول الحقوق المدنية والسياسية التي تنص على المعايير المتعلقة بالحق بالحصول على محاكمة عادلة".

وختمت: "تحتفظ "سوليدا" بحق رفع هذه القضية امام السلطات الدولية المختصة لدرس الوضع القانوني والقضائي لهؤلاء الاشخاص".

 

إرجاء متابعة النظر في الدعوى ضد حبيب يونس ورفاقه

وطنية - 29/1/2007 (قضاء) ارجأ القاضي المنفرد الجزائي في بيروت هاني حلمي الحجار الى الثاني عشر من شهر آذار المقبل، متابعة النظر في دعوى الحق العام ضد حبيب يونس، ناجي عوده وجوزف الخوري طوق في جرم اثارة النعرات الطائفية بعدما غابت الشاهدة دنيز عطا الله. وقرر تغريمها مبلغ 500 الف ليرة وتكرار دعوتها.

 

الكاثوليكوس آرام الأول زار شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز للتهنئة ودعا الى تمتين جسور الثقة المتبادلة بين الفرقاء بالتفاهم والحوار

وطنية-29/1/2007 (سياسة) زار كاثوليكوس الأرمن لبيت كيليكيا آرام الأول شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن لتهنئته بمنصبه الجديد، يرافقه مطران لبنان للطائفة الأرمنية كيغام خاتشريان، والمطران كوميداس أوهانيان وعضو لجنة الحوار الاسلامي - المسيحي الدكتور جان سلمانيان. وقال الكاثوليكوس بعد اللقاء:"تشاورنا مع الشيخ حسن عن الأوضاع في لبنان. لا يمكن استمرار الوضع على ما هو عليه.ان البلد يواجه أزمة اقتصادية واجتماعية حادة والمجتمع الدولي يراقب بأسى وقلق شديدين مسار التطورات الداخلية، أما نحن فنستمر في تعميق الازمة وتعقيدها". واضاف:"قلنا ونذكر ان لبنان بلد التعايش بين كل مكونات هذه العائلة الكبيرة. لا يحق لاي جهة فرض آرائها على الاخرين. يجب ان تعالج الخلافات والتباينات بروح التعايش والتنازلات المتبادلة والحوار. ان مشهد الشوارع في الاسبوع الماضي لا يتماشى مع القيم اللبنانية". وسأل "هل سيقول لنا الاخرون ماذا علينا ان نفعل وهل سيجدون حلولا لمشاكلنا؟

أليس لنا النضج الكافي لحل مشاكلنا الداخلية؟"، لافتا الى انه "بدلا من توجيه الاتهامات المتبادلة علينا الجلوس الى طاولة الحوار". وتابع:"قرأنا في الصحف ان معظم الجسور المهدمة في حرب تموز قد اعيد بناؤها وهذا خبر يفرحنا. ولكن ما يحزننا اننا نعمر الجسور المادية فيما نهدم جسور التواصل بين قلوب ابناء الوطن الواحد. يجب اعادة ترميم الجسور النفسية وهذا لا يحقق فقط بالمساعدات الخارجية، بل بالايمان الجماعي والتصميم والثقة المتبادلة". ودعا الى "تمتين جسور الثقة المتبادلة بين الفرقاء بالتفاهم والحوار والتنازلات المتبادلة، وعدم انتظار الغير ليبادر الى مساعدتنا، بل يجب ان نتشاور اليوم قبل الغد لان الغد قد يكون متأخرا".

 

اللبنانيون في إسرائيل يحيون ذكرى استشهاد عقل هاشم

 في الذكرى السابعة لاستشهاد العقيد عقل هاشم، أقيم قداس عن راحة نفسه وأرواح شهداء جيش لبنان الجنوبي في كنيسة القديسين مار بطرس وبولس اللبنانية في عكا، نهار السبت الذي وافق 07/1/27،  حضره حشد من اللبنانيين الذين اتوا من مناطق مختلفة.

ترأس القداس كاهن الرعية الذي القى كلمة مؤثرة تناولت معنى الشهادة والتضحيات التي قدمها جيش لبنان الجنوبي في سبيل الوطن، مفتتحا اياها بالمزمور 19 " الصديق كالنخل يزهر  /  ومثل ارز لبنان ينمو"،  كاصدق تعبير للكلام عن "الابطال الحقيقيين وعن  البطولة الحقة" في سبيل  لبنان،"فالموت لا يقدر ان يضع حدا للحياة (..) وهكذا هو النخل كلما شاب ازهر وهكذا هو الارز كلما شاخ تجبر" كالشهداء امثال عقل هاشم الذي توجه  الى روحه بتحية  قائلا "يا قائدا جبارا لم ينحن يوما،  ويا حكيما حكمته الحق وغايته الشهادة، ، ويا نبيا ضحى بذاته في سبيل قضيته،  ويا ملكا مثل سيده مات من اجل اخوته،  ويا كاهنا قدم ذاته قربانا على مذبح الوطن (...) لم اعرفك ولكن من خلال عيونهم تعرفت عليك، انا لم اسمعك يوما ولكن من سيل كلامهم تعرفت عليك، انا لم ارك قط ولكن في مزايا عيونهم نظرت اليك فاذا بي امام الحقيقة الحقيقية(...) الطوبى كل الطوبى لسماء ضمت الى صدرها ارواح هكذا شهداء اما الطوبى الاكبر فهي لارض انبتت هكذا ابطال "  وتوجه كاهن الرعية الى اللبنانيين في اسرائيل قائلا :" الطوبى كل الطوبى لكم انتم شهداءنا الاحياء لانكم تعيشون الشهادة كل يوم اذ اقتلعتم من احضان ارضكم الام لتزرعوا في ارض جديدة، اذ اقتلعتم من حضارة ما ركعت الا لله وما عاشت الا للاخلاق وكرامة الانسان (...) اخوتي جل  ما يطلبه منا شهداؤنا هو الوفاء للعهد والاخلاص للقضية فلا تتركن سيول هذه الارض الجديدة تجرفكم (...) ايتها الحضارة ، اي انتم ، التي اعطت عقل واخوته الشهداء لا تتوقفي، وان شبتي فانت تثمرين في  المشيب (...) عقل لم يمت فلا يزال حي في الذاكرة والقلوب وعلى مثاله لم يمت واحد من الشهداء "وختم كلمته مناجيا روح الشهداء بعبارات السرمد والشوق والمجد ...

 

 بينهم قائد اللواء الثاني مرشح عون لخلافة العماد ميشال سليمان

 تسعة ضباط آخرين متواطئين ينضمون إلى "لائحة الـ 14"

 لندن- كتب حميد غريافي:السياسة/تفاعل موضوع نشر »السياسة« السبت الماضي لائحة أسماء الضباط الاربعة عشر في الجيش اللبناني الذين خرجوا على اوامر قيادتهم وانحازوا يوم »الثلاثاء الاسود« الى جانب قوى 8 اذار ضد الحكومة والدولة, وقام بعضهم في مدينة جبيل باصدار الامر الى عناصره باطلاق النار على النائب السابق فارس سعيد احد ابرز قوى الرابع عشر من اذار, حيث اكد بيان صادر عن قيادة الجيش احالة بعض هؤلاء الضباط على التحقيق داعياً النائب سعيد الى الاطلاع على سيره. واحدث نشر »السياسة« الاسماء هذه ضجة في الاوساط اللبنانية السياسية والشعبية حيث تناقلته معظم نشرات الانترنت الصادرة يومياً عن عشرات الاحزاب والجهات الشعبية, ما دفع بمصدر موثوق في وزارة الدفاع الى تزويد »السياسة« في لندن امس الاثنين بأسماء تسعة ضباط اخرين اكد مشاركتهم الثلاثاء الاسبق في محاولات التصدي لقوى 14 اذار في شوارع وطرقات المناطق المسيحية خصوصاً والاعتداء عليهم.

وتكمل »السياسة« اليوم لائحة ال¯ 23 ضابطاً متعاوناً مع ميشال عون وحلفائه الانقلابيين بنشر لائحة اسماء الضباط التسعة الاضافية التي زودها بها مصدر وزارة الدفاع والتي ارسلت من بيروت الى الامم المتحدة في نيويورك لضمها الى لائحة ال¯ 14 ضابطاً تمهيداً للبحث الجدي في ادراجهم على لائحة حزب الله الارهابية بصفتهم متعاونين مع حلفائه ومعه شخصياً وهذه الاسماء الجديدة هي:

النقيب محمد الامين الذي شارك مع عناصره باطلاق النار على موكب النائب السابق فارس سعيد.

الضابط ايلي عقل الذي كان من ضمن »مجموعة ضباط جبيل«.

المقدم سليم فغالي الذين فصله اميل لحود من القصر الجمهوري لحراسة عون في الرابية, وهو أمر غير قانوني, وكان يدير من منزل عون عمليات القمع الثلاثاء الاسبق في المناطق المسيحية.

المقدم زخيا خوري الذي كان ايضاً ينسق مع الجماعات العونية من مقره في القصر الجمهوري.

العميد جان قهوجي قائد اللواء الثاني المرشح من قبل عون لخلافة العماد ميشال سليمان في قيادة الجيش وكانت مهمته التنسيق مع النائب العوني ابراهيم كنعان في الطرقات والشوارع ضد قوى 14 اذار.

العقيد موريس حداد في جهاز الامن العسكري كان يضطلع بتنفيذ »اوامر« ميشال عون خلال الاحداث.

المقدم جهاد طربيه في فرع التحقيقات بمديرية الاستخبارات العسكرية ويخشى ان يتدخل في التحقيق بمحاولة اغتيال النائب سعيد للفلفة المحاولة.

العميد ارمان طبشي مدير الافراد في الجيش اللبناني كان هو الآخر ضالعاً مع جماعات 8 اذار.

العميد جرمانوس قائد اللواء الاول في الجيش الذي يؤكد مصدر وزارة الدفاع انه »ينسق مع حزب الله لوجوده في احد المواقع الحدودية مع سورية التي يقال ان السلاح الى الحزب يدخل عبره الى حسن نصر الله«.

وكشف احد اعضاء اللوبي اللبناني البارزين في واشنطن ل¯ »السياسة« النقاب امس في اتصال بها في لندن, عن ان »اللائحة المكتملة حتى الآن بأسماء الضباط اللبنانيين ال¯ 23 المتعاونين مع عون وحزب الله وجماعاتهما, هي في طريقها الان الى الامانة العامة للاتحاد الاوروبي في بروكسل بعدما رفعت الى مكتب الامين العام للامم المتحدة في نيويورك بان كي - مون, اولاً في وضع من تضمنتهم من اسماء للضباط اللبنانيين على لائحة الارهاب الاوروبية التي تعمل جهات داخل قوى 14 اذار كي تشمل حزب الله الذي كان رئيس الحكومة الاسبق رفيق الحريري توسط لدى فرنسا وبلجيكا وايطاليا لمنع ضمه الى تلك اللائحة.

ونقل السياسي اللبناني في واشنطن عن اوساط 14 اذار في بيروت تأكيدهم ان حكومة السنيورة »ستطلب من وزارة الدفاع وقيادة الجيش تجميد هؤلاء الضباط ال¯ 23 حتى نهاية التحقيقات العسكرية ومن ثم نقلهم من مراكزهم الى مواقع ادارية في الوزارة والقيادة.

  

حلفاء دمشق يحذرون من إحياء ذكرى الحريري... قرب ضريحه

 أجواء سوداوية تخيم فوق بيروت: موسى يشترط لعودته تجاوب الجميع

 بيروت - من عمر البردان: السياسة

أكدت مصادر ديبلوماسية عربية في بيروت ل¯ »السياسة« أن الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى لن يعود إلى لبنان لمتابعة مساعيه إذا لم تتوافر الإرادة السياسية من جانب كافة الأطراف لتسهيل نجاح مهمته, وأضافت أن موسى يحضر فعلاً لعودته مع الموفد السوداني الرئاسي مصطفى عثمان اسماعيل, لكنه ينتظر نتائج الاتصالات التي تجري في أكثر من مكان لبلورة تصور مقبول لحل الأزمة خصوصاً ما تقوم به الرياض وطهران, وأوضحت المصادر أن موسى أبلغ رئيس الحكومة فؤاد السنيورة أنه يتابع بقلق مجريات الأحداث اللبنانية ولديه خوف من إمكانية تجددها إذا لم يبادر المعنيون إلى اتخاذ خطوات عملية وفعالة لإنجاح مبادرته. وفي هذا الإطار نقل السفير السوداني في لبنان جمال ابراهيم إلى رئيس الجمهورية إميل لحود رسالة من الرئيس عمر البشير بوصفه رئيس القمة العربية, ولفت ابراهيم إلى وجود إشارات إيجابية لحل الأزمة اللبنانية واستئناف المساعي العربية وقال ليس بعيداً أن يحضر الأمين العام للجامعة العربية والموفد السوداني إلى بيروت لمواصلة المساعي.

من جهته أكد وزير الخارجية المستقيل فوزي صلوخ أن الاتصالات العربية تجري في العمق للتوصل إلى حل للأزمة الراهنة, لكنه أشار إلى أن الأمين العام للجامعة أبلغه عدم نيته العودة إلى لبنان قبل تحضير أرضية إيجابية لعودته.

في هذا الوقت عادت لغة التصعيد الكلامية لتبرز من قبل حلفاء إيران وسورية الذين حذروا قوى 14 مارس (آذار) من إحياء ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري في وسط بيروت وحيث يقع ضريحه, وقد أعلن أكثر من قيادي في حزب الله عن رفضهم إزالة خيم المعتصمين ليتسنى للأكثرية إحياء الذكرى في ساحة الشهداء, وحذروا من الإقدام على ما أسموه »التحرش« بالمعتصمين محملاً السلطة مسؤولية ما قد يحدث جراء ذلك.

في المواقف قال السفير الروسي سيرغي بوكين بعد لقائه رئيس الحكومة فؤاد السنيورة إنه لا مفر الآن من إقامة الجسور بين الأفرقاء اللبنانيين من خلال جهود اللبنانيين أولاً, وأعرب عن اعتقاده أنه لا بد الآن, وبأسرع ما يمكن, من إيجاد صيغة مقبولة للجميع لبداية الحوار الوطني اللبناني - اللبناني أولاً, وضرورة بذل الجهود الجماعية الخارجية لمساعدة اللبنانيين على الاستمرار في الحوار, وأبدى تأييده للجهود العربية ولمساعي عمرو موسى.

عضو اللقاء الديمقراطي النائب وائل أبو فاعور أسف لتعمد »حزب الله« في اليومين الماضيين إطلاق اتهامات لا تساعد على تنفيس الاحتقان في البلاد, وبالتالي لا مصداقية لها, معرباً عن اعتقاده أن من ينصب كميناً فعلياً لحزب الله هو النظام السوري, وأوضح أن قوى الأكثرية لم تتخذ حتى الآن قراراً بالنزول إلى ساحة رياض الصلح لإزالة المخيمات التي أصبحت دون جدوى, بل لا زالت تتعامل مع ما تقوم به قوى 8 مارس (آذار) بمنطق الاحتواء السياسي.

وكشف أبو فاعور أن هناك سلة مطالب قدمها النظام السوري إلى السعودية عبر المسؤول الإيراني علي لاريجاني وهي تتضمن خمس نقاط تعقد الأمور في البلاد, وتمنى على الرئيس نبيه بري القيام بجهد لإنهاء الأزمة.

وانتقد النائب عمار حوري تحذيرات النائب عن حزب الله محمد رعد للأكثرية من مغبة النزول إلى الشارع في ذكرى استشهاد الحريري, لافتاً إلى أن مثل هذا الكلام ترك استياءً عارماً, وطالب رعد بإصدار توضيح لكلامه. بدوره لاحظ النائب وليد عيدو أن صيحات التهديد والوعيد عادت لتطل برأسها, وقال بدلاً من إنهاء الاعتصام تم تزويد المعتصمين بالسلاح والهراوات والسلاسل المعدنية تمهيداً لأحداث شبيهة بما جرى في شارع المصارف يوم الخميس الأسود, وأكد أن تهديد بيروت وأهلها بالغزوات والاتهامات المريضة والمتشنجة ضد الرموز الوطنية لن تخيف أحداً ولن تجعلنا نتراجع عن مواقفنا الثابتة في إسقاط الفتنة التي يحاولون جرنا إليها وفي الانحياز للبنان السيد الحر المستقل, ونقول لهؤلاء: اخرجوا من بيروت وعودوا إلى رشدكم واعلموا أن لبيروت رباً يحيمها وأهلاً يدافعون عنها.

وخاطب النائب أكرم شهيب قادة حزب الله قائلاً إن دم اللبنانيين ليس رخيصاً, فاخرجوا من كهوفكم إلى رحاب الوطن وأطفئوا فتيل الفتنة وعودوا إلى صوابكم كي لا تبقوا أداة رخيصة في يد نظام آل الأسد الذي يساوم مع إسرائيل على دم اللبنانيين جميعاً.

وعلق رئيس حزب السلام اللبناني روجيه إدة على التطورات الأمنية المستجدة, وقال إن الحرب الأهلية فتحت في 12 يوليو الماضي واستؤنفت في الأول من ديسمبر بالتخييم في وسط بيروت, ورأى أن المحور السوري - الإيراني له أدواته وحلفاؤه في لبنان وفلسطين يحركهم في هذه المعركة. ولاحظ أن لبنان مرشح للحرب الأهلية وللتفكيك والتفجير الذي سيطال سائر دول المنطقة مستغرباً ألا تكون سورية حذرة بما فيه الكفاية لمخاطر اندلاع الحرب الأهلية في لبنان على كيانها ونظامها ومستقبل أهلها. على صعيد المعارضة سأل النائب علي بزي ألا يعلم من يتحفوننا على شاشات التلفزة ماذا سيحصل لو وقعت الفتنة? وقال نحن لا نريد أن ينتصر فريق وينهزم آخر, وشئنا أم أبينا نحن محكومون بالديمقراطية ونقول للسلطة استندي ما شئت إلى دعم دولي وعربي إذا كان لصالح لبنان, لكن علينا أن نلتفت إلى أزمة اللبنانيين بعيداً عن الغلبة والاستغلال. بدوره قال النائب عن حزب الله أمين شري إذا ما أراد الفريق الحاكم أن يصعد عملياته تحت عنوان الفتنة المتنقلة إلى ساحتي الشهداء ورياض الصلح, فسيكون هذا الأمر محاولة للهجوم على السلم الأهلي, وعندها هناك تدبير آخر للمعارضة

 

التيار الشيعي الحر لنصرالله: من نصبك والياً على الشيعة?

 بيروت - »السياسة«: علق المنسق العام ل¯ »التيار الشيعي الحر« محمد الحاج حسن على خطاب الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله فسأله: من نصبك والياً على الشيعة وناطقاً رسمياً باسمهم? وأضاف: نحن نقدر تضحيات رجال المقاومة من أجل هذا الوطن لكن كيف نبقي مسلسل استغلال الدماء من أجل التسلط على اللبنانيين وتهديد مستقبلهم? وقال: إن المتعجرفين والمنغلقين والمتقاعسين والمصنفين وأصحاب لغة التخوين لا يستطيعون أن يعيشوا مع الناس والأحرار, وبالتالي فالسيد نصرالله وحاشيته يريد إخضاع الجميع لأوامره والعيش تحت جناحيه المتمثلين بالنظامين الإيراني والسوري, ورأى أن حزب الله يعجز عن قراءة نفسه خارج إطار السلاح ونحن نقول السلاح ليس ضمانة للشيعة بل لنحرهم في لبنان والمنطقة العربية.

وناشد الحاج حسن العقال وأهل الشورى والمعتدلين في الطائفة الشيعية أن يتحركوا لوضع حد لتصرفات »حزب الله« وقيادته التي لم تتوان يوماً عن التحريض والشتم باسم الدين والتشيع ومستقبل الطائفة الشيعية ولبنان, وقال نحن نريد العيش مع كل أهلنا اللبنانيين مسلمين ومسيحيين فلماذا يحاول السيد نصرالله محاصرتنا في كانتون يحكمه السلاح ولغة القتال وثقافة الموت? واتهم حزب الله بأنه يوهم الشيعة بحماية مصالحهم فيما هو يعزلهم متكلاً على صناديق الدولارات التي جمعها من مسروقات التخابر الدولي ومطابع التزوير وارتباطاته بالمافيا العالمية. ووجه الحاج حسن كلامه لنصرالله وللرئيس نبيه بري قائلاً: أنتم تآمرتم وما زلتم على أهلنا في بعلبك والهرمل هذه المنطقة التي احتضنت حركة الإمام موسى الصدر وقدمت خيرة شبابها في سبيل المقاومة وها هي تكافأ بالعزل والتهميش والتجويع وإلصاق أبشع الصور بها. وتساءل: ماذا يوجد في قيادة حزب الله لمنطقة الهرمل وبعلبك من الأمين العام إلى نائبه إلى رئيس الهيئة التنفيذية وما شاكل? وفي حركة »أمل« من الرئيس إلى نائبه إلى رئيس الهيئة الشرعية والتنفيذية والسياسية إلى المديرين العامين إلى الضباط في السلك العسكري إلى تصريح محاصيل التبغ والاستنسابية في السعر? كل هذا يستدعي منا أن نسألهم لماذا علينا تقديم الدم وفلذات الأكباد وهم يسكنون العروش التي بنيت على أطنان دماء أبنائنا?

وتوجه إلى العماد ميشال عون قائلاً: رأفة بالمسيحيين وبعذاباتهم طيلة السنوات الماضية, فلا تقتل مستقبلهم ولا تمارس سياسة الأكاذيب والأضاليل وأعمال الصبية ولا تكون مطية للآخرين.

 

 اده: المحور الايراني - السوري فتح حربا ومعاركها في الربيع ولبنان مرشح للحرب الاهلية

 وكالات- 2007 / 1 / 29

 رأى رئيس حزب السلام اللبناني روجيه اده ان "الحرب مفتوحة وأنها فتحت في12 تموز واستؤنفت في الاول من كانون الاول وانها مشروع حرب اهلية لتغيير طبيعة لبنان، ملتقى الحضارات وواجهة الشرق على الغرب والغرب على الشرق، والذي من اجله اجتمع العالم لدعمه في مؤتمر باريس - 3 وقدم له 7.6 مليار دولار".

واعتبر اده ان "للمحور الايراني - السوري ادواته وحلفاءه في لبنان وفلسطين ويحركهم في هذه المعركة الكونية" لافتا الى ان "هذا المحور فتح حربا وإن معارك هذه الحرب مقبلة هذا العام وهذا الربيع ومفتوحة على الساحة اللبنانية وتبعا لذلك فإن لبنان مرشح للحرب الاهلية وللتفكك والتفجير الذاتي الذي سيطاول سائر دول المنطقة مستغربا الا تكون سوريا حذرة بما فيه الكفاية لمخاطر اندلاع الحرب الاهلية في لبنان على كيانها ونظامها ومستقبل اهلها". وشدد على انه "لا يمكن لحزب الله اسقاط الحكومة في الشارع وانما يمكنه اذا استمر على هذا المنوال ان يفجر الكيان اللبناني لكنه قد ينتهي في جبل عامل وبعلبك - الهرمل".

ودعا اده اللبنانيين الى ان يكونوا حذرين جدا حتى لا يتحول "الثلثاء الاسود" الى بداية "عام لبنان الاسود" وقال: "حتى لا يحصل ذلك، علينا ان نعترف بان هناك معادلة قوة على الارض في كل منطقة من مناطق لبنان وبين كل طائفة وداخل كل طائفة ولذا لا يمكن حزب الله ولا اي فريق آخر ان يحسم المعركة من دون ان يخرب على طائفته وعلى اهله وعلى سائر لبنان. وفيما حض المعارضة على التمثل بالاضراب العام السلمي الفعلي الذي قادته المعارضة في العام 1952 والذي لم يشهد قطع طرقات او حرق دواليب او حمل سلاح، اكد انه "لا يمكن الجيش الا ان يكون المرجعية الامنية التي تحسم، داعيا اياه الى ان يقوم بواجبه لجهة حفظ الامن ومنع قطع الطرقات بتاتا". ووجه رسالة تقدير واحترام الى الجيش والى قيادته وقائده، داعيا اياه الا يترك الساحات العامة في وسط بيروت كما هي عليه اليوم، "ولا حتى لأسبوع"، لافتا الى ان "وجود هذه الخيَم، واغتصاب بيروت الذي يرافقه ترداد الزجل الاعلامي يعزز مشاعر الرفض والغضب والفتنة ويغذيها يوميا".

مؤتمر مدريد: وردا على سؤال حول مشاركته في مؤتمر مدريد، الذي انعقد مطلع هذا الشهر وما اذا كان هذا المؤتمر اثار نقاطا جديدة لعملية السلام في لبنان والمنطقة قال: "ان ما لاحظته في مدريد هو ان هناك اجماعا على اعتبار المبادرة العربية، التي اقرت عام 2002 في مؤتمر الجامعة العربية في بيروت وصودق عليها بالاجماع، تشكل القاعدة التفاوضية لأي مدريد مقبل يهدف لتحقيق السلام الشامل".

كذلك لاحظ ان "وجود اسرائيل في المؤتمر كان قويا ومتنوع الاتجاهات ويؤكد الاهتمام بالمفاوضة بالجولان وفق مبدأ مقايضة الارض والامن بالسلام". ولفت الى ان "الجديد في السياسة الاسرائيلية، والذي اكدته وزيرة الخارجية الاسرائيلية المرشحة لرئاسة حزب كاديما والوزارة، في حال سقوط ايهود اولمرت المتوقع عاجلا ام آجلا، هو ان اسرائيل باتت تعتبر، وللمرة الاولى في تاريخها، ان اقامة دولة فلسطين اصبحت هدفا استراتيجيا ولم تعد مطلبا عربيا او اميركيا او دوليا فحسب وهذا يشكل تغييرا استراتيجيا مهما ويؤشر الى وجود حظوظ لنجاح المبادرة العربية وتحقيق السلام الشامل عام 2008.

اما في ما يتعلق بعملية السلام مع لبنان فأكد اده نه تحدث في الاجتماعات التي كانت مخصصة لموضوع لبنان وسوريا وفلسطين وأن همّه الاساسي كان دائما التركيز على ضرورة بناء الثقة بين المعنيين بالسلام بدءا بالتطبيق الكامل بصدقية وجدية للقرار 1701. واعتبر انه بمجرد تطبيق هذا القرار، الذي قبلت به اسرائيل وقبل به العالم العربي وايران وسوريا وحزب الله، يمكن الاطمئنان الى ان هناك ارادة جدية بالسلام.

لكن اده اعرب عن خشيته من ان تحاول سوريا المفاوضة على حساب لبنان، ووضع شرطا اساسيا لاثبات حسن النيات الاسرائيلية والسورية، تطبيق القرار 1701 توصلا وقف اطلاق النار النهائي والترسيم الدقيق لحدود لبنان مع اسرائيل على اساس اتفاق الهدنة المصادق عليه من الامم المتحدة تحت الفصل السابع منذ آب 1949، وقال: إن الخطوات التي تبني الثقة تفرض الاخذ في الاعتبار امن لبنان واستقراره واستكمال عملية استقلاله وتطبيق القرار الدولي 1701 لتحرير كل شبر من الاراضي اللبنانية وتحديدا مزارع شبعا بحيث لا يكون بعد ذلك بين لبنان واسرائيل، للتوصل الى اتفاق سلام، سوى ان يكون لبنان الى جانب سوريا والفلسطينيين وسائر العرب على طاولة مفاوضات مدريد المقبلة المتوقعة في خلال عام على الاكثر توصلا الى السلام الشامل على اساس المبادرة العربية التي طرحها خادم الحرمين وصوّت عليها بالاجماع مؤتمر الجامعة العربية في بيروت عام 2002.

وعن توطين الفلسطينيين في لبنان اكد اده ان التوطين يشكل مشكلة للامن القومي في لبنان وان جميع الاطراف متفقة على رفض التوطين في لبنان وعدم الوقوع في هذا الفخ، لذا دعا المؤتمرين، لا سيما العرب منهم الذين وقعوا اتفاقات سلام مع اسرائيل ان يتولوا مهمة استثناء الفلسطينيين المقيمين في لبنان لاستحالة توطينهم من مبدأ "الخيار بين حق العودة والتعويض" الذي اقره المؤتمرون في مؤتمر مدريد الاول بمشاركة الرئيس حافظ الاسد.

 

حوري استغرب تحذير رعد من اقامة اي تجمع بالقرب من اعتصام المعارضة وطلب نفيا او توضيحا حول هذا الكلام الفتنة

وكالات - 2007 / 1 / 29

 استغرب عضو كتلة تيار المستقبل النائب عمار حوري تحذير عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد من اقامة اي تجمع او اعتصام قريب من اعتصام المعارضة في وسط بيروت وطلب منه ان يصدر نفيا او توضيحا عن هذا الكلام الفتنة. وقال: نحن اعتدنا في حالات كثيرة ان نسمع من الحاج رعد حكما ولكن تصريحه بهذا الامر ليس موفقا. كلام حوري جاء في مداخلة تلفزيونية قال فيها ردا على سؤال عن اجتماع قوى 14 اذار لاتخاذ قرار حول ما قاله في الامس النائب محمد رعد عن التحذير من اقامة اعتصام قرب اعتصام المعارضة، الواضح ان النائب رعد اخذ دور الدولة في تعيين المكان الذي فيه يمارس الاشخاص حريتهم، وهذا الامر مستغرب جدا، مشيرا الى ان قوى 14 اذار وكتيار المستقبل لها نشاط معين هو في طور الدراسة لمناسبة 14 شباط، لافتا الى ان منع التجمع امام ضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري يشبه منع الاحتفال بيوم عاشوراء، فهو بهذا الكبر وبهذا الحجم. وقال: كلام السيد حسن في الامس تضمن جانبا ايجابيا جدا عندما دعا من منطلق شرعي وديني الى سحب الكثير من فتائل الفتنة، ولكن ما صدر عن النائب رعد يصب في خانة الفتنة. وتمنى النائب حوري من النائب رعد ان يصدر نفيا او توضيحا عن هذا الكلام الفتنة. اضاف: هذا التصريح ليس موفقا ونحن اعتدنا من الحاج رعد وفي حالات كثيرة ان نسمع حكما.

 

جنبلاط: لا يريدون الدولة لأنها تجهض مشروع دولتهم الخاصة ويقولون إنهم ضد الفتنة والحرب الداخلية ثم يحرضون في اتجاههما 

وكالات- 2007 / 1 / 29

 اكد رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط انه "مهما حاولوا وجاهدوا في سبيل تحقيق احلامهم السياسية سيبقى لبنان بحرياته وتنوعه ونظامه الديموقراطي التعددي وسيبقى وجهه العربي المعتدل الذي نصت عليه وثيقة الوفاق وسيبقى ابناؤه متمسكين بمؤسساتهم الدستورية رغم كل محاولات تعطيلها واسقاطها، مشددا على ان وجه لبنان الحضاري هو الذي سينتصر في نهاية المطاف. ادلى جنبلاط بموقفه الاسبوعي لجريدة "الانباء" الصادرة عن الحزب التقدمي الاشتراكي ينشر غدا، ومما جاء فيه: "يقولون انهم ضد الفتنة والحرب الداخلية، ثم يحرضون باتجاهها، يقولون انهم مع الدولة ثم يرسلون عصاباتهم المسلحة الى الشوارع، انهم يريدون تخريب لبنان والقضاء على مقوماته السياسية وعلى نظامه الديموقراطي لأنه تحرر من الوصاية السورية بعد عقود من الهيمنة والسيطرة، ولأن ابناءه قرروا حماية استقلاله وسيادته والشروع في مشروع بناء الدولة. انهم لا يريدون الدولة لأنها بكل بساطة تجهض مشروع دولتهم الخاصة التي قاموا ببنائها خلال السنوات الماضية وفيها السلاح والترسانات والتمويل والمؤسسات والجيش والعسكر والاعلام، وقيام الدولة اللبنانية الفعلية من شأنه ان يقوض كل ذلك. من هنا نفهم خطابهم المتوتر، ومن هنا ندرك اسباب التحريض المتواصل الذي يمارسوه، ومن هنا ايضا، وهو الاهم، نعرف لماذا استقالوا من الحكومة ولماذا ارادوا إنجاح الاضراب عنوة عن اللبنانيين في يوم الثلثاء الاسود وهو كان الخطوة التنفيذية الاولى من مشروعهم الانقلابي الذي يريد تغيير وجه لبنان. مهما حاولوا وجاهدوا في سبيل تحقيق احلامهم السياسية، سيبقى لبنان بحرياته وتنوعه ونظامه الديموقراطي التعددي وسيبقى وجهه العربي المعتدل الذي نصب عليه وثيقة الوفاق الوطني (اتفاق الطائف)، وسيبقى ابناؤه متمسكين بمؤسساتهم الدستورية رغم كل محاولات تعطيلها واسقاطها. لقد إلتأم بالامس القريب في باريس وبرعاية من صديق لبنان الكبير الرئيس جاك شيراك حشد من الدول والمؤسسات لتقديم الدعم للبنان بوجهه الحضاري الحقيقي والذي حاولوا تشويهه بأدائهم. الاكيد ان هذا الوجه الحقيقي هو الذي سينتصر في نهاية المطاف".

 

 لعبة الشارع تنقلب على حسابات حزب الله 

 إيلاف - 2007 / 1 / 29 - إيلي الحاج

بات هاجس الفتنة مؤرقاً للبنانيين منذ أيام، لا تنفع في طرده مواقف سياسية ترفضه ، خصوصاً بعدما تبين لهم على مدى ساعات طويلة وقاسية، يومي الخميس والثلاثاء الماضيين أن دينامية التصعيد والمواجهة أقوى من الضوابط والخطوط المرسومة للصراع، الى حد اضطر معه الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله الى ان يلقي بكل ثقله ونفوذه لتهدئة الموقف وان يصدر فتوى دينية لسحب الناس من الشارع ويناشد عائلات الضحايا والجرحى الاقلاع عن التفكير بأخذ الثأر في الشارع لأن الثأر سيكون من "أسياد القتلة". وقد كان الشارع بوضوح نقطة قوة لتحالف "حزب الله" و"التيار العوني" وأحزاب وشخصيات أخرى عندما أطلقت تحركها قبل شهرين. كان نقطة قوة ل"حزب الله" تحديدا الذي أثبت قدرة فائقة في الحشد الشعبي ولعب هذه الورقة بدقة وحذر لئلا تنقلب عليه وتعطي بنتائج عكسية. لكن الشارع اليوم يبدو أنه انقلب نقطة ضعف لدى الحزب إستناداً إلى ما اعترف به السيد حسن نصرالله مراراً، وما يشير اليه عبر اجراءات الضبط الشديدة وسياسة ضبط النفس. والسؤال الذي بات مطروحاً: هل أن قوى الأكثرية أو قوى 145 آذار /مارس في وارد الضغط على نقطة الضعف هذه واللجوء الى لعبة ورقة الشارع من جهتها لإحراج" حزب الله "ووضعه أمام خيارين : إما التورط أكثر في لعبة الشارع التي أصبحت خاسرة له، وإما الانسحاب من الشارع بما في ذلك وسط العاصمة وساحاتها حيث نصب المخيم الكبير، خصوصا مع اقتراب موعد الذكرى السنوية الثانية لاغتيال الرئيس رفيق الحريري في١٤ شباط/ فبراير ؟

بمعنى آخرهل تقدم الأكثرية على التشدد انطلاقا من قراءة سياسية ترى ان ورقة الشارع استنفدت وان المعارضة وصلت الى طريق مسدود، أم تقدم على ملاقاة المعارضة في منتصف الطريق انطلاقا من ان واقع توازن الرعب في الشارع هو الذي يؤسس لتسوية "لا غالب ولا مغلوب" وينضج شروطها وظروفها ، مع ما يعنيه ذلك من تنازلات متبادلة؟ السيد حسن نصرالله أكد في خطبة ليلة أمس:" لن ننجر الى الفتة ولن نستسلم " ، وثمة من اعتبر انكلامه على عدم الانجرار الى الفتنة هو اعتراف ضمني بأنه في موقع دفاعي لا هجومي، وبأن عدم الاستسلام فيه خفض لسقف الطموحات والأهداف. . وعندما يقول أمين عام "حزب الله" انه ليس في وارد الاستسلام فيعني انه ليس في وارد الانسحاب من الشارع من دون ثمن سياسي وتحقيق حد معقول من أهداف المعارضة التي أعلنها . فإلى أي مدى يستطيع السيد نصرالله ان يستمر في هذه السياسة الدقيقة وفي اقامة حد فاصل والتوفيق والجمع بين عدم الفتنة وعدم الاستسلام؟

مدير عام اليونسكو

ومن باريس شجب ماتسورا بشدة اليوم أعمال العنف والتظاهرات التي وقعت يوم 25 كانون الثاني/يناير أمام حرم الجامعة العربية في بيروت، معلناً: "أشعر بقلق وحزن عميقين إزاء هذه الأعمال التي تتهدد أمن الطلاب والحق في التعليم وتضعهما في خطر". كما ذكَّر بأن "الجامعة تمثل ليس فقط مكاناً أساسياً لامتلاك المعارف، وإنما، وبالدرجة الأولى، مجالاً مَدَنياً تتبلور فيه قيم التسامح والعيش معاً". وأضاف: "أدعو الشباب اللبنانيين إلى اعتماد اللاعنف والحوار ضمن مدارسهم وجامعاتهم. ففي حين يواجه لبنان هجرة أهل الاختصاص والخبرات، أصبح الحفاظ على الشروط المؤاتية لممارسة التعليم في جو يكتنفه الهدوء مهماً أكثر من أي وقت مضى. وهذا يشكل بالفعل أحد مفاتيح السلام والتنمية في لبنان". وتزامن الحادث المأساوي مع عقد المؤتمر الدولي "باريس 3" في العاصمة الفرنسية لمساعدة لبنان ودعمه. وكانت اليونسكو ممثلة فيه، على غرار سائر الوكالات المتخصصة التابعة لمنظومة الأمم المتحدة، بالأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون.

وفي هذا السياق، اجتمعت نائبة المدير العام لقطاع الثقافة، فرنسواز ريفيير، بوزير الثقافة ووزير الخارجية بالوكالة طارق متري. ونقلت له تهاني المدير العام للدعم المالي الكبير الذي حصل عليه لبنان من المجتمع الدولي، واستعداد اليونسكو لمساعدة السلطات اللبنانية في تنفيذ برنامج الإصلاح وإعادة البناء. وستشارك اليونسكو بنشاط في هذا الجهد، لا سيما عبر مكتبها الإقليمي للتربية في بيروت، ومعهدها الدولي للتخطيط التربوي، ومكتبها الدولي للتربية، ومعهد اليونسكو للإحصاء.

كما أعادت ريفيير التأكيد على استعداد اليونسكو لدعم المؤسسات الثقافية والجامعية ووسائل الإعلام والأوساط المهنية المعنية والفنانين والصحافيين بهدف إحياء الحياة الفكرية والثقافية مجدداً في لبنان، صوناً لقيم التسامح والتعددية والمواطنة السلمية في هذا البلد.

 

النائب مصطفى هاشم دعا "حزب الله" و"امل" الى المشاركة في ذكرى الحريري: الحملة على النائب جنبلاط لا تصب في مناخ التهدئة والدعوات الى لجم التوتر 

وكالات - 2007 / 1 / 29

 دعا عضو كتلة "المستقبل" النائب مصطفى هاشم في حديث تلفزيوني، "قيادتي "حزب الله" وحركة "امل" الى المشاركة في احياء الذكرى الثانية للرئيس الشهيد رفيق الحريري بقراءة الفاتحة الى جانب ضريحه في ساحة الشهداء في الرابع عشر من شباط بدل التحذير من التقاتل والفتنة". ودعا المعارضين الى "العودة الى المؤسسات والانسحاب والاقلاع عن لغة الشارع التي اثبتت الوقائع انها لن تؤدي الى اي نتيجة كما شدد على ضرورة العودة للحوار للاتفاق على المواضيع المختلف حولها لتجنيب البلد فتنة نحن في غنى عنها". ورد على "كل ما وصفه بالتحريض بتصوير "تيار المستقبل" ميليشيا مسلحة"، مؤكدا ان "شباب "تيار المستقبل" هم طلاب مثقفون ولا يملكون اي سلاح". ولم يستبعد ان تكون "بعض الاطراف الغريبة تستغل التطورات لتعميق وبث روح الفتنة في الساحة اللبنانية".

الى ذلك، اعتبر النائب هاشم، في بيان اليوم، ان "الحملة المركزة على رئيس "اللقاء الديموقراطي" وليد جنبلاط، تستهدف النيل من رمز وطني معروف بوطنيته والتزامه وحرصه الكامل على استقرار البلاد. وبالتالي لا تصب هذه الحملة في مناخ التهدئة والدعوات الصادقة الى لجم التوتر التي سمعنا عنها بالامس، باعتبار اتهام رجل وطني مثل وليد جنبلاط امرا بالغ الخطورة ولا يدل على وجود نيات صافية في شأن ايجاد مخارج حيث بات الجميع يعلم ان مثل هذه الحملات لم تجر الا التوتر والاحتقان والتصعيد والتهييج وتصب الزيت على النار، وتؤكد وجود قرار لدى بعض الجهات بالانجرار وراء مدبري الفتن ايا كانوا عبر مناخ من التوتير الاعلامي وتركيب الصور والافلام واختلاق القصص والروايات وبث الشائعات والاضاليل وحملات التخوين بما لا يتوافق مع المصلحة الوطنية، ما سينتج منه منع لجم التدهور والسير بالبلاد الى مسار الحرب الاهلية، ما نحذر من نتائجه وانعكاساته". ورأى في الكلام على "تسليح معتصمي رياض الصلح بالهراوات والجنازير والعصي واستعدادهم وكأنه مخيم حربي لشن الهجمات والغارات واحتكار الساحات وتحريمها لجهات وجعلها حلالا لاخرين، تأكيدا اخر لخطورة الذي يحضر، اذ بدل ان تفتح ساحات الوطن، وبدل ان نسير معا لنضع ورودا في الرابع عشر من شباط على ضريح كبير الشهداء الرئيس الشهيد رفيق الحريري، بدل كل ذلك تصدر مواقف غير مسؤولة وتتماهى اكثر مع القتلة المجرمين الذين كان همهم ولا يزال عدم معرفة الحقيقة في شأن هذه الجريمة والتعامي عنها، مع تأكيدنا أن الشهيد الحريري هو شهيد كل لبنان وشهيد الوحدة والاستقلال.

 

عيدو : صيحات التهديد والوعيد لن تخيف احدا

وكالات- 2007 / 1 / 29

 لاحظ النائب وليد عيدو ان صيحات التهديد والوعيد عادت امس لتطل برأسها. وتحدث عن تزويد المعتصمين بالسلاح والهراوات والجنازير وطمأن مَن اسماهم بـ"قوى الدواليب" الى ان صيحات التهديد والوعيد "لن تخيف احدا ولن تجعلنا نتراجع عن مواقفنا الثابتة". تعليقا على صيحات التهديد والوعيد واستباحة الدماء، ادلى النائب وليد عيدو بالتصريح الآتي ردا على احداث اقطاب المعارضة. بعد احداث الاسبوع الاسود، وتصريحات التهدئة التي صدرت عن اقطاب المعارضة، اعتقدنا - عن خطأ - ان هناك عودة للعقل، وإن معسكر رياض الصلح قد ينتهي من قلب العاصمة لمصلحة حوار ودور للمؤسسات الدستورية. لكن صيحات التهديد والوعيد عادت امس لتطل برأسها. وبدل انهاء الاعتصام تم تزويد المعتصمين بالسلاح والهراوات والجنازير تمهيدا ربما لأحداث شبيهة بأحداث شارع المصارف يوم الخميس الاسود، وذلك في وزارتي المال والاتصالات ضربا لمؤتمر رفيق الحريري باريس - 3 او ربما تمهيدا لافتعال احداث في قلب العاصمة على مسافة من ذكرى اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري في الرابع عشر من شهر شباط المقبل. ما يهمنا اسماعه لقوى الدواليب، ان صيحات التهديد والوعيد والتهديد بالغزوات لبيروت وأهلها، وكذلك الاتهامات المريضة والمتشنجة ضد رموز وطنية في 14 اذار، لن تخيف احدا ولن تجعلنا نتراجع عن مواقفنا الثابتة اولا في اسقاط اجواء الفتنة التي يحاولون جرنا اليها وثانيا في الانحياز للبنان السيد الحر المستقل. نقول لهؤلاء: اخرجوا من بيروت وعودوا الى رشدكم، واعلموا ان لبيروت ربّاً يحميها وكذلك لها اهل يحمونها ويدافعون عنها.

نقول لهم تعالوا الى الحوار والى المؤسسات، فإن هذا هو السبيل الوحيد لانقاذ الوطن من محنته، واقلعوا عن اللعب بنار الطائفية والمذهبية والحروب الداخلية بعد حرب خارجية مدمرة واقلعوا عن التهديد واستباحة الدماء، فإن ذلك لن يجدي نفعا، بل يدفع نحو الفتنة التي نرفضها والتي يتم التحريض عليها يوميا من دون كلل.

 

ثلاثة تنظيمات فلسطينية تبنت العملية ردا على تدنيس الاقصى

 مقتل ثلاثة اسرائيليين في هجوم استشهادي  في ايلات واولمرت يتوعد الفلسطينيين

 عواصم - الوكالات: قالت الشرطة الاسرائيلية ان مهاجما فلسطينيا نفذ هجوما انتحاريا وقتل ثلاثة أفراد في مخبز بمنتجع ايلات الاسرائيلي على البحر الاحمر امس في أول هجوم من نوعه داخل اسرائيل منذ تسعة شهور.وأعلنت كل من حركة "الجهاد الاسلامي" و"كتائب شهداء الاقصى" التابعة لحركة "فتح" التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس و"جيش المؤمنين" وهو جماعة لم تكن معروفة من قبل مسؤوليتها عن الهجوم. ويأتي الهجوم قبل أربعة أيام من اجتماع لجنة الوساطة الرباعية لاحلال السلام في الشرق الاوسط في واشنطن ضمن تجدد الجهود لاحياء عملية السلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين. وهذه هي المرة الاولى التي يقع فيها هجوم انتحاري في ايلات. وقالت حركة "الجهاد الاسلامي" و"كتائب شهداء الاقصى" ان التفجير يأتي "ردا على تدنيس الاقصى المبارك" في اشارة الى عمليات التنقيب عن اثار في الاونة الاخيرة والتي قال مسؤولون اسرائيليون انها لم تلحق أضرارا بالمسجد الاقصى.

وهز الانفجار المخبز الواقع في منطقة سكنية بعيدة عن الفنادق على الشاطئ. وانتشرت أرغفة الخبز التي ما زالت موضوعة على الصواني على الرصيف الملطخ بالدماء. وقال أحد السكان ويدعى بني مازجيني لراديو اسرائيل " رأيت رجلا يرتدي معطفا أسود اللون ومعه حقيبة. بالنسبة لايلات حيث الاحوال الجوية حارة من الغريب رؤية شخص يسير مرتديا معطفا. قلت لنفسي لماذا يرتدي هذا الاحمق هذه الملابس .. بعد ثوان سمعت دوي انفجار كبير. اهتز المبنى."

ولم يجر الاعلان عن هوية الضحايا. وقالت "الجهاد" و"كتائب شهداء الاقصى" في بيان: " تأتي عمليتنا البطولية هذه اعلانا منا عن بدء تنفيذ عمليات نصرة الاقصى وشعبنا الفلسطيني في سياق ردنا الطبيعي على عدوان هذا الاحتلال الهمجي وحصاره الظالم."

وقال ميكي روزنفيلد المتحدث باسم الشرطة " قتل ثلاثة أفراد والمهاجم" في المخبز. وكانت الشرطة تقول في باديء الامر ان الانفجار ناجم عن تسرب غاز.

وصرح متحدث باسم "كتائب شهداء الاقصى" ان المهاجم الذي نفذ الهجوم الاستشهادي يدعى محمد فيصل السكسك (21 عاما) وهو من مدينة غزة.

وأثار التفجير المخاوف في اسرائيل من امكانية ضرب السياحة في ايلات. وتوعد الناطق باسم سرايا القدس "العدو الصهيوني بمزيد من العمليات النوعية والتي تدخل تحت اسم (ذوبان الجليد) داخل العمق الصهيوني إذا ما أقدم الاحتلال على أية حماقات بحق كوادر ومجاهدي المقاومة الفلسطينية".

وزار نحو 180 ألف سائح أجنبي المنتجع العام الماضي. ولم تشهد المدينة أعمال عنف في الانتفاضة الفلسطينية المندلعة ضد الاحتلال الاسرائيلي منذ أكثر من ستة أعوام. وقالت ميري ايسين المتحدثة باسم رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود أولمرت ردا على سؤال عما ستقوله للاجانب الذين يعتزمون قضاء عطلة في ايلات " في عام 2006 نجحنا في الحيلولة دون شن العديد من الهجمات الانتحارية وسنستمر في القيام بذلك. الحضور الى اسرائيل امن كما كان في الماضي."

وقال معلقون معنيون بالشؤون العسكرية الاسرائيلية ان المهاجم ربما عبر من غزة الى مصر ثم شق طريقه عبر شبه جزيرة سيناء الى نقطة حدودية أمكنه العبور منها قرب ايلات. وذكر متحدث باسم "الجهاد الاسلامي" ان السكسك تسلل عبر الاردن الواقع أيضا على الحدود مع ايلات المدينة التي يقطنها 57 ألف ساكن والتي تبعد نحو 350 كيلومترا جنوبي القدس المحتلة , لكن السلطات الاردنية نفت بشدة ان يكون الانتحاري دخل اراضيها.

وكان اخر هجوم انتحاري فلسطيني وقع داخل اسرائيل في 17 ابريل من العام الماضي وأسفر عن سقوط 11 قتيلاً خارج مطعم في تل أبيب في هجوم أعلنت حركة "الجهاد الاسلامي" مسؤوليتها عنه. وفي اول رد فعل توعد رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت بشن "حرب بلا هوادة ضد الارهابيين وقادتهم" , وقال امام اعضاء من حزبه كاديما في الكنيست "سنبحث هذا الحدث بكل تفاصيله وسنستخلص النتائج منه تمهيدا لاعطاء التوجيهات لاجهزتنا الامنية لمتابعة حربها بلا هوادة ضد الارهابيين وقادتهم". من جهته دان البيت الابيض بشدة تفجير ايلات , وجاء في بيان اصدره المتحدث باسم البيت الابيض توني سنو "ان الولايات المتحدة تدين بشدة التفجير الارهابي في ايلات اليوم (امس) والذي اسفر عن مقتل ثلاثة مدنيين على الاقل". واضاف "ونبعث بتعازينا الى الضحايا وعائلاتهم والشعب الاسرائيلي". بدورها دانت الرئاسة الالمانية للاتحاد الاوروبي الهجوم ووصفته بانه محاولة لوقف التقدم في عملية السلام الهشة في الشرق الاوسط. وقال المتحدث باسم الخارجية الالمانية جينز بلوتنر "ندين هذا الهجوم بشدة. ونعرب عن تعاطفنا مع عائلات واصدقاء الضحايا". واضاف "ان هذا الهجوم هو وبكل وضوح محاولة لتدمير امل تحقيق تقدم في العلاقات الاسرائيلية الفلسطينية".

 

 بوش يحذر طهران من أي نشاط عسكري يستهدف الجنود الأميركيين

 بولتون: حان الوقت لتغيير النظام في إيران...وتقسيم العراق لا يعنينا

 عواصم-الوكالات: اعتبر السفير الاميركي السابق لدى الامم المتحدة جون بولتون في مقابلة نشرتها امس صحيفة "لوموند" الفرنسية ان المباحثات حول البرنامج النووي الايراني "فشلت" وان الحل الوحيد يكمن في "تغيير النظام" في طهران. وقال بولتون احد ابرز "الصقور" المقربين من الرئيس الاميركي جورج بوش "يجب الاعتراف بذلك: لقد فشلت المفاوضات. الوقت ليس في صالحنا". واضاف "الرد الوحيد هو عزلهم (الايرانيين) على الصعيد الدولي وكذلك على الصعيدين السياسي والاقتصادي. وعلى المدى الطويل, وآمل ليس المدى البعيد جدا ان يكون الحل الفعلي الوحيد تغيير النظام".

وردا على سؤال ما اذا كانت ادارة بوش تبحث هذا الخيار قال "لا, تغيير النظام ليس جزءا من اطار العمل". وحول العراق قال بولتون انه "لا يزال يعتقد بان القرار الجوهري بالاطاحة بنظام صدام حسين كان القرار الصائب" واضاف "اذا عدنا الى الوراء, فانه كان علينا ان ننقل السلطة الى العراقيين بشكل اسرع" بعد سقوط بغداد. و حول قرار الرئيس الاميركي المثير للجدل القاضي بارسال تعزيزات الى القوات الاميركية في العراق, قال "انه اخر جهد" للولايات المتحدة. واضاف "اذا لم يصحح العراقيون الوضع فهذه مشكلتهم". كما تطرق السفير السابق الى احتمال تقسيم العراق بين الطوائف الشيعية والسنية والكردية, مشيرا الى ان هذا لن يتناقض بالضرورة مع المصالح الاميركية. وقال "لا تملك الولايات المتحدة اي مصلحة ستراتيجية في ان يكون هناك عراق واحد او ثلاثة. لدينا مصلحة ستراتيجية في تأمين عدم نشوء دولة مفلسة تماما تتحول الى ملجأ للارهابيين او دولة ارهابية". واضاف "سواء كانت هناك دولة او ثلاث دول , وسواء تولى ادارتها الشيعة او ائتلاف معين, فهذا امر لا علاقة له بمصلحتنا الستراتيجية". من جهته حذر الرئيس الاميركي جورج بوش من ان الولايات المتحدة سترد "بحزم" اذا كثفت ايران نشاطها العسكري ضد الجنود الاميركيين في العراق. وقال بوش في حديث لاذاعة ان.بي.ار الوطنية الاميركية التي بثت مقتطفات منه "اذا كثفت ايران نشاطها العسكري في العراق على حساب جنودنا او ابرياء عراقين, فاننا سنرد بحزم". في غضون ذلك اطلق متحدث رسمى ايراني اشارات تكشف عن حالة استياء في حكومة الرئيس محمود أحمدي نجاد من التصريحات التي ادلى بها علاء الدين بروجردي رئيس لجنة الامن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الايراني حول قيام ايران بتركيب ثلاثة الاف جهاز للطرد المركزي فيما المح الى ان نجاد سيعلن قريبا ما وصفه "بالخبر السار المتعلق ببرنامجنا النووي". فقد صرح المتحدث باسم الخارجيه الايرانية محمد علي حسيني في مؤتمره الصحفي الاسبوعي بطهران بأن "الرئيس أحمدي نجاد سيعلن الخبر السار المتعلق ببرنامج ايران النووي" , مضيفا ان مسألة اجهزة الطرد المركزي الثلاثة الاف "مسأله فنيه بحته وان اعطاء الايضاحات حولها هو من اختصاص هيئة الطاقة الذرية الايرانية".

 

المحور الإيراني ـ السوري الذي يرعى التقاتل الفلسطيني ـ الفلسطيني عينه على "فرط" الجيش اللبناني وتهديم الحكم المركزي

"حزب الله" يحضّر الحرب الأهلية وعون يطلب سلاحاً

المستقبل - الاثنين 29 كانون الثاني 2007 - فارس خشّان

حال "حزب الله" كحال كاتب فرنسي اسمه جيرار دوفيلييه. يعتمد هذا المؤلف للروايات الجاسوسية التي لا تباع في المكتبات المهمة بل في أكشاك الصحف اسلوبا فريدا من نوعه، بحيث ينسج نظرية خيالية حول حدث معين في بلد ما، ويموهه باختيار أبطاله من بين لاعبين بارزين حقيقيين، وكذلك حال الأمكنة والتطورات الأمنية والعسكرية والسياسية، بحيث ينتهي قارئه، ولو كان مدركا ان المسألة مجرد خيال بخيال، الى اعتماد توصيفاته الايجابية أو السلبية للاعبين، ولا يبقى للمتضرر من لعبة التشويق التي تختلط فيها كل أنواع الإثارة المستنسخة من رواية الى أخرى، سوى ان يرد على هذا الكاتب بالشتيمة، فمتى تقفل طرق المنطق تنفتح الآفاق على الشتيمة.

حال "حزب الله"

هكذا هي حال "حزب الله". يقتحم مناطق آهلة وينشر الذعر بين الأهلين، ثم يتهمهم عندما يهبون للدفاع عن أنفسهم بأنهم عناصر ميليشيا ويذهب في أسلوب دعائي معيب، لا يصح إلا في العقليات الهادفة الى إنتاج الحروب الأهلية، الى نشر اسماء أناس عاديين ويشهر بهم ويحرض عليهم، متبعا سلوكية جيرار دوفيلييه، ولكن ليس في كتب مصنفة مسبقا، بل على ألسنة أناس يتسترون بالتأليه، وعلى منابر أتخمت اللبنانيين بتسويق نفسها على أنها صوت لمقاومة العدو الصهيوني.

"حزب الله" المدجج بالسلاح، والحامي لمجموعة من الأشخاص المدرجين على لائحة الارهاب العالمي، والمتلقي أوامره من إيران، والمنسق سلوكياته مع المخابرات السورية، والمتحالف مع قوى الحروب الأهلية في فلسطين والعراق، والحامي لقوى الإجرام والفساد في لبنان، والمعطل للمؤسسات، والموزع للأموال والسلاح، والمنتهك لأحكام الدستور، والمتجاوز لإرادة اللبنانيين، والمسبب لتدمير مبرمج للإقتصاد الوطني، مباشرة بشل الحركة ومداورة باستدراج العدو، لا يشعر بحد أدنى من الخجل وهو يتهم الآخرين بما ينطبق حصرا عليه.  وأمام هذه السلوكية ثمة من بات على اقتناع أن "حزب الله" يسد كل المنافذ على المنطق. من يراقب ردات الفعل على "روايات حزب الله" يدرك أنه يستدرج الناس الى شتمه. مع فائض الخيال في التعاطي الاتهامي مع الآخرين، لم يعد ثمة من منفذ الى النقاش المنطقي.

"حزب الله" والحرب الأهلية

ولأن "حزب الله" هو كذلك، فإن من حق أي مراقب أن يعتبر أن الكلام على ضوء خارج من النفق المظلم ليس سوى سراب.

ذلك أن "حزب الله" قد سدّ كل الطرق الى الحوار، ونقل كل إمكانيات التفاهم الى الخارج. وضع لبنان في مهب ايران وسوريا. عند السيد علي خامنئي يكمن الحل وتكمن المشكلة. والسيد خامنئي ليس على عجلة من أمره. برنامجه النووي أهم من كل اللبنانيين. و"السيد" بشار الاسد المستاء من انتقال الملف الى العهدة الايرانية يحضر نفسه، من خلال أدواته التدميرية أو القاتلة، لتكوين حق النقض المانع لأي تسوية ممكن ان تخرج من قم ولا تحقق له أهدافه من تخريب لبنان.

وبهذا المعنى، فإن القضية اللبنانية، مهما تقدست فهي لن تكون بقداسة القضية الفلسطينية، ومع ذلك أخذت ايران وسوريا الفلسطينيين الذين أنهكهم الصراع غير المتكافئ مع الكيان الصهيوني الى حرب أهلية. وفي اعتقاد أكثر من سياسي لبناني واوروبي أن المحور الايراني ـ السوري انتقل الى اعتماد العقيدة "البنلادنية"، بحيث بات على اقتناع ان ضمان فرض الذات على الخارطة الدولية يقتضي السيطرة على العالم العربي، بضرب خاصرته الضعيفة بالحروب الأهلية.

ولأن المسألة هي كذلك، فإن مشروع "حزب الله" أخطر من أي رهان على إمكان العودة الى لغة الحوار الداخلي، لأن هذا الحزب بالمعنى السياسي الحقيقي والعميق ليس حزبا لبنانيا بل فصيل يتدثر بالهوية اللبنانية من أجل تحقيق أهداف سادته المتربعين على عرش "التكليف الديني" في قم الايرانية.

عدّة المواجهة

وبذلك، يبدو ان القوى السياسية اللبنانية باتت أمام تحدي إبقاء "حزب الله" تحت المراقبة، فعقليته العسكرية تتيح له، عند الشعور بمأزق، التراجع، ولكن على قاعدة إعادة تجميع القوة للهجوم مجددا، وهي تدفعه، حين اكتشاف خطأ خطته التكتيكية، الى المناورة كسبا للوقت الكافي لإدخال تعديلات على هذه الخطة.

عون يطلب سلاحا

وهنا بالتحديد، تكمن الحاجة الى اليقظة.على سبيل المثال، يستحيل على "القوات اللبنانية" أن تنام على "مجد" فرط حالة العماد ميشال عون في الشارع، فـ"جنرال الحروب الخاسرة" طلب علنا، ومن خلال "المنار" ـ النموذج الصارخ لديموقراطية "حزب الله" ـ تسليح مراكز "التيار الوطني الحر". هذا يعني أن الجولة الجديدة في المناطق الموكول أمر السيطرة عليها لعون و"الحزب السوري القومي الاجتماعي" و"المردة" لن تكون جولة بالدواليب المحروقة والسيارات "المعطلة" والتراب، بل ستكون جولة بالسلاح الآتي من "مخازن المقاومة الاسلامية" بعدما أتى المال من خزائن هذه "المقاومة".

"حزب الله" عينه على قوة الجبل

وسد المنافذ الى بيروت، لن يكون في المرة المقبلة موكولاً الى مئات المسلحين المتدثرين وراء "حرقة الدواليب"، بل سيكون أمره معقوداً على الآلاف منهم، بعدما أثبت رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط قدرة فائقة على تحريك كل مناصريه في الشوف وعاليه لفرض فتح هذه المنافذ، في التوقيت الذي شاءه مناسبا.

ذلك أنه، عندما وصلت قوة من الجيش اللبناني الى نقطة القطع النارية ـ الترابية لطريق مطار رفيق الحريري الدولي، ليل الثلاثاء الماضي طالبة من "ملائكة حسن نصرالله" الانسحاب، إستنكر المسؤول عن تلك "البقعة السماوية" هذا الأمر "البشري"، لأن التعليمات الإلهية الموحى بها إليهم تفترض إبقاء هذه الطريق مقطوعة حتى انتهاء مؤتمر باريس ـ3، أي الى ما بعد الخامس والعشرين من كانون الثاني 2007، إلا ان الضابط الآمر في الفرقة العسكرية طلب من "كبير ملائكة طريق المطار" مراجعة قيادته التي أعطت الجيش اللبناني إشارة الموافقة على فتح الطريق. وهذا ما اتضح ونُفّذ، بعد دقائق.

ولكن كيف فُتحت الطريق الى مطار رفيق الحريري الدولي، في هذا التوقيت بالذات؟

يروي مصدر مسؤول في قوى الرابع عشر من آذار ان رئيس "اللقاء الديموقراطي" انتقل بعد ظهر الثلاثاء الأسود الى السرايا الكبيرة، حيث صادف وصول مدير المخابرات في الجيش اللبناني جورج خوري للانضمام الى اجتماع أمني يرأسه رئيس الحكومة فؤاد السنيورة، فأبلغه جنبلاط أنه في حال كان الجيش اللبناني غير قادر على فتح طريق المطار لينتقل منها السنيورة للمشاركة في مؤتمر باريس ـ3 وليتمكن هو بالذات من عبورها في طريقه الى المختارة، فإنه سيوجه ليلا نداء الى ابناء الجبل بأن "حزب الله" يحاصره في بيروت ويطلب منهم فك الحصار عنه.

نصرالله وحصرمة الطريق الجديدة

وحال الطريق الجديدة، لن يكون في الخطة الجديدة أفضل. حسن نصرالله بالذات كان أول من حرض على هذه المنطقة. سبق له قبل مدة ان أعلن لمناصريه ان في هذه المنطقة "تشكلت المجموعة التي حاولت اغتيالي". ومنذ ذاك الاعلان والطريق الجديدة تتعرض لغزوة تلو الغزوة، وفق سلوكية تعرف عليها اللبنانيون في مواكبة الاعلام الحربي لأي هجوم يشنه "حزب الله" على موقع اسرائيلي. ما حصل في هذه المنطقة، يوم الخميس المقبل، أفهم "حزب الله" ان السيطرة على بيروت ليست "نزهة" ولذلك هو يعد العدة لما هو ليس بنزهة.

الجيش وقبلات "حزب الله" المسمومة

ومن يتعمق في هذه الحقائق يدرك أنها في عمقها تشكل مؤامرة على دور المؤسسة العسكرية التي لا تنال من "حزب الله" وأتباعه سوى "القبلات السامة". هذه المؤامرة إستبقت محاولة الانقلاب يوم الثلاثاء الأسود بالشائعات التي حاولت ان تنال من ثبات نائب رئيس الحكومة، وزير الدفاع الياس المر في موقعه الوزاري مستفيدة من أدائه الهادئ، كما من قائد الجيش العماد ميشال سليمان مستفيدة من "الليونة التي لا تنكسر" التي تميّز أداءه.

في واقع الحال، فإن "حزب الله" يستهدف "فرط" هذا الجيش، فهو يفتح في وجهه الجبهة الداخلية، على الرغم من إدراكه ان ذلك بمثابة ما سماه يوما الوزير الياس المر الخنجر في الظهر. الجيش اللبناني الذي يدير وجهه الى اسرائيل والى سوريا، إنفاذا للقرار 1701 الذي وافق عليه "حزب الله" في خضم "انتصاره الالهي"، بنحو 23 ألف عسكري، ويحمي المؤسسات العامة بآلاف اخرى، مطلوب منه أن يمنع الفتنة على امتداد لبنان، من دون أن يريق دما. مهمة يدرك العقل العسكري لـ"حزب الله" استحالتها.

الخطة الجهنمو ـ إلهية

وفي حال نجح "حزب الله" في مؤامرة فرط الجيش اللبناني، يكون قد ضمن وقوع الحرب الأهلية التي لا تمنع تشكيل المحكمة ذات الطابع الدولي فحسب، بل تجعل من إيران محور استرضاء، ومن دمشق "الإطفائي" الجاهز. ولهذا السبب بالتحديد، يخطئ كثيراً كل سيادي يمكن ان يأخذه الحماس الى مستوى النيل من هيبة الجيش اللبناني، بسبب عدم قيامه بالدور الذي يتخيّله له. فضرب المؤسسة العسكرية هو الهدف الأسمى لـ "حزب الله"، لأنه في هذه الحالة يكون هذا الحزب نظريا هو الميليشيا الأقوى، عدة وعديداً وتدريباً، وتستباح مجددا الساحة الجنوبية بحيث تترك القوات الدولية فيها "فريسة" للأعمال الارهابية التي يوفر لها أيمن الظواهري الغطاء الإعلامي كما وفّر أحمد أبو عدس الغطاء لاغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وتستدرج اسرائيل الى حرب على كل الجبهات الايرانية بما في ذلك على جبهة الجولان السورية، بحيث تفرض قواعد لعبة جديدة في المنطقة قوامها التناغم "اليهودي ـ الفارسي" الذي يكون له قوة دفع في الولايات المتحدة الأميركية، بحيث تكون العامل الحاسم على تغيير وجه الشرق الأوسط، وفق القواعد التي جرى فيها تغيير القواعد في العراق بعد حرب خلع الرئيس صدام حسين.

إنها الخطة الجهنمو ـ إلهية.

 

وصول القائد الجديد للقوة الدولية المعززة الى بيروت

أ ف ب - 2007 / 1 / 29

 وصل القائد الجديد للقوة الدولية المعززة في جنوب لبنان (يونيفيل) الجنرال الايطالي كلاوديو غراسيانو الاثنين الى بيروت. وكان في استقباله في مطار بيروت عدد من الضباط الكبار في الجيش اللبناني بحسب مراسل وكالة فرانس برس. وقال مصدر في قوة اليونيفيل ان غراسيانو سيتسلم مهماته رسميا الجمعة المقبل ليخلف الجنرال الفرنسي الان بيليغريني. وتولى غراسيانو قيادة لواء كابول في اطار قوة الحلف الاطلسي للمساعدة في حفظ الامن في افغانستان بين تموز/يوليو 2005 وشباط/فبراير 2006. وايطاليا هي اكبر مشارك في قوة الامم المتحدة في جنوب لبنان بكتيبة من نحو 2500 عنصر فيما تشارك فرنسا ب1650 جنديا. وتم تعزيز قوة اليونيفيل في جنوب لبنان بموجب القرار الدولي 1701 الذي انهى الاعمال الحربية بين حزب الله الشيعي واسرائيل اثر نزاع عسكري في الصيف الفائت.

 

وصول الدفعة الاخيرة من الكتيبة القطرية العاملة في "اليونيفيل" 

 وكالات - 2007 / 1 / 29

 وصلت اليوم الى بيروت الدفعة الثانية والاخيرة من الكتيبة القطرية العاملة ضمن قوات حفظ السلام الدولية "اليونيفيل" في الجنوب، وكان في استقبالها في مطار رفيق الحريري الدولي، القائم باعمال السفارة القطرية احمد الكواري. ضمت هذه الدفعة 173 عنصرا من قوة الواجب القطرية بين ضابط وعكسري من ذوي الاختصاصات المختلفة، يرافقهم قائد الكتيبة العقيد الركن عبد العزيز النعيمي. وقد غادرت القوةالمطار مباشرة الى مركز الكتيبة في خراج الطيري - حداثا، في القطاع الاوسط. وكان العقيد النعيمي لفت لدى وصول الدفعة الى ان "قوة الواجب القطرية ستتوجه مباشرة الى الجنوب اللبناني لتنضم الى الدفعة التي سبقتها ويصبح بالتالي عدد افراد الكتيبة القطرية 203. اما العتاد فسيتم نقله بحرا. هذا وستشمل مناطق عمل الكتيبة تبنين، بنت جبيل، عيناتا وعيتا الشعب على مساحة تمتد حتى عمق 20 كيلومترا". وقال:"ان تجهيزات القوة القطرية مع الامم المتحدة، وهي القوة العربية الوحيدة المشاركة في قوات اليونيفيل، استدعت اشهرا من التحضير لتلك المهمة مع الجهات الحكومية اللبنانية. وقد جاءت الى لبنان بناء على توجيهات صاحب السمو امير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، للمشاركة في قوات اليونيفيل بعد صدور قرار الامم المتحدة 1701 لدعم السلام في المنطقة ودعم الجيش اللبناني ومساعدته في تنفيذ هذا القرار".

اشارة الى ان حضور الكتيبة القطرية الى لبنان تخطى الدور التقليدي للحضور العسكري ليشمل آفاقا انمائية وانسانية بالتنسيق مع الجيش اللبناني والهيئات المحلية والبعثات القطرية في لبنان، وفي مقدمها "برنامج قطر لاعادة اعمار جنوب لبنان". وتندرج هذه المبادرة في اطار الجهود التي بذلتها دولة قطر ولا تزال لمساعدة لبنان على اكثر من صعيد". يذكر ان قطر هي عضو في مجلس الامن وكانت ترأسته في كانون الاول الماضي. اما دور الكتيبة القطرية فمنصوص عليه في القرار 1701 ويقوم على مراقبة وقف اطلاق النار ومساعدة الجيش اللبناني في اعادة الانتشار في الجنوب، اضافة الى تأمين الحدود ونقاط العبور تحت طلب الحكومة وتقديم الدعم والمساعدات الانسانية.

 

 النائب دي فريج استنكر حديث الموسوي الى محطة "نيو.تي.في." وطالب باعادة احياء طاولة الحوار وحضور السيد نصرالله شخصيا 

وكالات- 2007 / 1 / 29

 إستنكر النائب نبيل دي فريج كلام مسؤول العلاقات الدولية في "حزب الله" السيد نواف الموسوي على شاشة تلفزيون "نيو. تي. في." في دعوته اهالي شهداء الطريق الجديدة الى الانتقام, اذا ارادوا من رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط. وقال:"هذا الكلام يذكرنا بحملات التحريض على الرئيس الحريري قبل اغتياله". وتساءل النائب دي فريج عن التناقضات الحاصلة في المواقف, "فمن جهة نسمع خطاب السيد حسن نصرالله يطلب فيه من اهالي الشهداء عدم الانتقام والعض على الجرح, لأن الانتقام يخدم مصلحة اسرائيل وهذا صحيح, ومن جهة اخرى وبعد اقل من ساعة نسمع السيد نواف الموسوي يدعو اهالي الشهداء الى الانتقام اذا ارادوا من النائب وليد جنبلاط". وفي الختام، دعا النائب دي فريج الرئيس نبيه بري الى اعادة احياء طاولة الحوار اليوم قبل الغد, مصرا على حضور السيد نصرالله شخصيا وليس من ينوب عنه. 

 

الشيخ الحاج حسن: الضمانة الوحيدة للشيعة في لبنان هي مؤسسات الدولة 

 وكالات - 2007 / 1 / 29

 شدد المنسق العام ل"التيار الشيعي الحر" الشيخ محمد الحاج حسن، في بيان أصدره اليوم، على "أن الضمانة الوحيدة للشيعة في لبنان هي مؤسسات الدولة والانخراط الكلي في مشروع الدولة الديموقراطية والايمان الحقيقي بلبنان الوطن النهائي لجميع ابنائه". ورأى الشيخ الحاج حسن "أن الوضع في لبنان خطير، مناشدا العقال وأهل الشورى والمعتدلين في الطائفة الشيعية أن يتحركوا لوضع حد لتصرفات "حزب الله"، وخصوصا ان السلاح ليس ضمانة للشيعة بل نحر لهم في لبنان والمنطقة العربية". وإعتبر "أن المتعجرفين والمنغلقين والمتقاعسين والمصنفين وأصحاب لغة التخوين لا يمكن أن يعيشوا مع الناس والاحرار، نحن نريد العيش مع كل أهلنا اللبنانيين مسلمين ومسيحيين لان العزلة جهل وضعف والمواجهة هي أقصى درجات الضعف". ودعا الى "التفكير بعقلانية وتروي، والبحث عن المصلحة الوطنية لان إيران تستخدمنا دمى لمصالحها وستبيعنا في أول بازار دولي يخدم مصالحها ومشاريعها، ومن يريد الثأر من الاميركيين فليقفل مؤسساته في اميركا وليمتنع عن التحالف معها في العراق".

 

الأمير بندر يجري محادثات مطولة مع خامنئي ويتوجه إلى واشنطن 

 اللواء - 2007 / 1 / 29

 "اللـــواء" - خاص: كشفت مصادر مطلعة لــ "اللــواء" أن رئيس مجلس الأمن القومي السعودي وموفد الملك عبد الله بن عبد العزيز إلى طهران الأمير بندر بن سلطان، أجرى محادثات مطولة مع مرشد الجمهورية الإسلامية السيد علي خامنئي استغرقت ما مجموعه خمس عشرة ساعة على عدة جلسات متلاحقة شمل خلالها البحث ملفات المنطقة الساخنة، وفي مقدمها الوضع في فلسطين والعراق ولبنان، إضافة الى قضايا الأمن في الخليج والعلاقات الأميركية - الإيرانية·

وكانت وجهات النظر متقاربة في العديد من النقاط التي شملها البحث· وربطت بعض الأوساط بين نتائج هذه المحادثات والموقف الأخير الذي أعلنه الأمين العام لمجلس الأمن القومي الإيراني علي لاريجاني عن حاجة إيران الى بعض الوقت لدراسة موضوعي وقف تخصيب اليورانيوم والعقوبات التي فرضها مجلس الأمن قبل انتهاء عودة المجلس لمراجعة الملف النووي الإيراني·

 

ورجحت الأوساط توجه الأمير بندر الى واشنطن لإجراء محادثات عاجلة مع كبار المسؤولين في الإدارة الأميركية·

من جهة أخرى أعلنت طهران امس انها بحاجة للوقت لدراسة اقتراح المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية بتعليق الانشطة النووية الايرانية والعقوبات التي فرضها مجلس الامن الدولي على ايران في ان واحد· وقال كبير المفاوضين النوويين الايرانيين علي لاريجاني عندما سئل عن الاقتراح "ايران بحاجة للوقت لدراسة مثل هذه المبادرة لترى ان كانت تنطوي على حل لقضية ايران النووية"· وقال لاريجاني في مؤتمر صحافي مع وزير الامن القومي الروسي الزائر ايجور ايفانوف "قضية ايران النووية لها تشعبات كثيرة ولا نستطيع ان نرد بالقبول او الرفض على اقتراح كهذا· فمثل هذا الاقتراح يجب تعديله"·

وكان محمد البرادعي مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية ابلغ منتدى دافوس بأن اي عمل عسكري ضد مواقع ايران النووية سيكون ضربا من الجنون وان على الجانبين الكف عن استعراض القوة والبدء في إجراء حوار مباشر·وقال ايفانوف ان "اقتراح البرادعي·· يمكن بحثه ومن خلاله يمكن التوصل الى حل سياسي لهذه القضية (النووية)"·

 

 الأمين العام لحزب الله يدين تصريحات بوش

رويترز - 2007 / 1 / 29

 أدان الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله الرئيس الامريكي جورج بوش يوم الاحد لقوله ان جماعة حزب الله تشكل تهديدا كبيرا لبلاده مثلها في ذلك مثل تنظيم القاعدة. وقال نصر الله الذي خطب في حشد كبير في احتفال ديني في ضاحية بيروت الجنوبية ان الدافع وراء تصريحات بوش ليس دور حزب الله في أحدث ازمة سياسية في لبنان. واضاف الامين العام لحزب الله قوله في اول رد على خطاب بوش عن حالة الأمة الاسبوع الماضي ان بوش هاجم حزب الله لانه يساند الشعب الفلسطيني ويقاتل اسرائيل. وقال بوش في خطابه ان الولايات المتحدة تواجه "خطرا متزايدا من جانب شيعة متطرفين معادين ايضا لأمريكا (مثل القاعدة) يسعون بإصرار للهيمنة على الشرق الاوسط." وقتل سبعة اشخاص واصيب نحو 400 في اعمال عنف في لبنان الاسبوع الماضي بين مؤيدي الحكومة اللبنانية ومناهضيها.

وقال نصر الله ان حزب الله لن يُجر الى صراع طائفي وان الفائز الوحيد في هذه الحالة سيكون اسرائيل والادارة الامريكية.

 

 فريقا عمل سعودي وايراني يواصلان مشاوراتهما لتحقيق انفراج لبناني قبل 14 شباط

 الحياة - 2007 / 1 / 29 - محمد شقير

وصفت مصادر سياسية لبنانية مواكبة للمساعي السعودية – الايرانية الهادفة الى مساعدة القوى المحلية على التوافق على مخرج للأزمة الراهنة، الوضع السياسي بأنه في حال انتظار حتى ظهور النتائج النهائية لهذه المساعي التي لم تتوقف بموازاة التحرك الذي يقوم به سفيرا المملكة العربية السعودية في بيروت عبدالعزيز خوجة وايران محمد رضا شيباني في اتجاه جميع الأطراف لتنفيس أجواء الاحتقان. وأكدت المصادر لـ «الحياة» أن فريقي عمل سعودي وايراني باشرا أمس لقاءاتهما في طهران، مشيرة الى توافق رئيسي مجلسي الأمن القومي السعودي الأمير بندر بن سلطان بن عبدالعزيز والايراني محمد علي لاريجاني على تشكيل فريق عمل مشترك يقوّم حالياً ما آلت اليه الاتصالات بين الرياض وطهران، التي يتابعها أطراف أساسيون في السلطة والمعارضة في لبنان.

وإذ تحدثت هذه المصادر عن زيارة الأمير بندر بن سلطان واشنطن حالياً من دون أن تتوسع في أسبابها وأهدافها قالت ان لها علاقة مباشرة بالجهود الناشطة لانقاذ لبنان وتوفير فرصة لعودة قواه السياسية الى طاولة الحوار. ولفتت الى أن الجهد السعودي – الايراني منصبّ حالياً على مساعدة أطراف النزاع في لبنان على التغلب على مشكلاتهم العالقة والتفاهم على مخارج لها، مؤكدة أن الرياض وطهران تتطلعان الى انجاز تقدم في هذا المجال يمكن أن يؤسس لمشروع تسوية مشرفة للجميع يفترض أن يرى النور قبل 14 شباط (فبراير) المقبل وهو الموعد الذي حددته الأكثرية لإحياء الذكرى الثانية لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري.

وأشارت المصادر نفسها الى أن الرياض وطهران، من خلال مسعاهما المشترك، تمارسان كل أشكال الضغوط على الأطراف اللبنانيين لاستيعاب الاحتقان المذهبي والطائفي وأيضاً لقطع الطريق على تكرار الفلتان الأمني الذي عاشته بيروت وعدد من المناطق اللبنانية يومي الثلثاء والخميس الماضيين.

واعتبرت المصادر أن هذا الأسبوع وبدءاً من اليوم سيكون حاسماً في شأن دفع القوى المحلية نحو التوافق مبدية مخاوفها من أن تضع إطالة أمد الأزمة الى ما بعد 14 شباط لبنان أمام خيارات صعبة لا يريدها أحد، لكنها ستفرض كأمر واقع نظراً الى أن الأكثرية تستعد للنزول الى الشارع لإحياء الذكرى الثانية لاستشهاد الرئيس الحريري التي قد تتزامن في حال تعثرت المساعي ووصلت الى طريق مسدود مع بقاء المعارضة في ساحتي رياض الصلح والشهداء في الوسط التجاري لبيروت.

وأوضحت أن الرياض وطهران لن توفرا أي جهد لفتح آفاق سياسية أمام القوى المحلية بحثاً عن مخرج مقبول وعلى قاعدة لا غالب ولا مغلوب التي كان طرحها الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى باعتبار أن التغلب على المأزق يشكل انتصاراً لكل اللبنانيين.

وتابعت المصادر أن المملكة العربية السعودية تتواصل من خلال سفيرها في بيروت مع رئيسي المجلس النيابي نبيه بري والحكومة فؤاد السنيورة وقوى أساسية في الأكثرية، مؤكدة أن بري يتابع مع قيادة «حزب الله» المشاورات مع السفير خوجة. وأكدت المصادر نفسها أن السفير شيباني يتواصل مع بري وقيادة الحزب وشخصيات أخرى في المعارضة، إضافة الى تواصل القيادة الايرانية مع القيادة السورية للتشاور في المقترحات التي قد تعطي دفعاً للمساعي السعودية – الايرانية. وكشفت ان المحادثات الايرانية – السورية ما زالت مفتوحة وقائمة على أكثر من صعيد، فيما لم تتوقف المساعي بين الرياض وطهران، مؤكدة أن الأخيرة راغبة في دعم التوافق اللبناني - اللبناني وهي تنصح دمشق بضرورة اعطاء فرصة للبنانيين ليتجاوزا المحنة التي يمرون فيها.

وأكدت هذه المصادر أن الرياض وطهران تمارسان الضغوط على القوى اللبنانية لقطع الطريق على المغالاة في التصعيد، خصوصاً من جانب المعارضة التي كانت تحدثت عن نيتها اطلاق برنامج جديد للتحرك من دون ان تحدد موعده. وقالت ان المساعي السعودية – الايرانية نجحت الثلثاء الماضي عشية انتهاء الإضراب العام في اقناع قوى فاعلة في المعارضة بوقف هذا الاضراب الذي كانت تخطط لمواصلته أياماً عدة من أجل الضغط على الحكومة والأكثرية للرضوخ لمطالبها.

وأضافت أن تدخل الرياض وطهران لدى المعارضة جاء في الوقت المناسب وهذا ما اضطرها الى تعليق الاضراب العام الذي كان عدد من قادتها أعلن أصلاً أنه سينفذ ليوم واحد فقط، في مواقف تتعارض مع مواقف قادة آخرين فيها أكدوا أن الاضراب سيستمر وأن البحث جار حول استنباط وسائل جديدة للضغط على الحكومة. وتابعت المصادر أن التحرك السعودي – الايراني انطلق من المخاوف من أن يؤدي الاحتقان، اذا ما استمر، الى فتنة بين السنّة والشيعة تتعارض مع حرص البلدين على منع حصولها في العراق ولبنان، مشيرة الى أن خروج القوى المسيحية في المعارضة من معادلة اللجوء الى الشارع أملى عليهما التحرك بسرعة، نظراً الى أن أي اشكال يمكن أن يحصل سيدرج تحت تسمية الصراع المذهبي بين السنّة والشيعة.

وبالنسبة الى اجواء المساعي السعودية – الايرانية قالت هذه المصادر انها حققت بعض التقدم، لكن لا شيء ملموساً حتى الساعة. وعزت السبب الى أن الاتصالات السورية – الايرانية لم تبلغ الأهداف المرجوة، على الأقل من الزاوية التي تطمح اليها طهران التي ليست في وارد التخلي عن تحالفها مع دمشق، لكنها في الوقت نفسه تفضل ايجاد تسوية للمشكلة اللبنانية لأن لطهران رؤية قد تتميز فيها عن الرؤية السورية. فدمشق تمارس ضغطاً لاسترداد نفوذها في لبنان بينما تريد طهران الحفاظ على القوة التي يتمتع بها «حزب الله».

ورأت هذه المصادر ان احباط أي مشروع لإثارة فتنة مذهبية في لبنان بات يحتاج من وجهة نظر الرياض وطهران الى حل سياسي تأملان بأن يتحقق اليوم قبل الغد. وأضافت أن السنيورة يتابع التطورات في اتصالاته المفتوحة مع موسى الموجود حالياً في أديس ابابا، وقالت ان عودة الأخير الى بيروت واردة لكن يجب أن تكون مقرونة هذه المرة بتقدم في المشاورات وعندها يعود موسى الى بيروت لتفعيل المبادرة العربية مدعوماً هذه المرة بنتيجة المساعي السعودية – الايرانية.

وعلى هذا الصعيد، تؤكد أوساط مقربة من قوى أساسية في المعارضة أن الأخيرة تتواصل مع السفير شيباني وبري وأن المساعي السعودية – الايرانية مستمرة في محاولة جادة لإيجاد مخارج للأمور العالقة والمعقدة وأن البلدين يحاولان مساعدة اللبنانيين لتدوير الزوايا على أساس تبادل التنازلات أو التسهيلات لمصلحة التسوية، مكررة اتهامها الأكثرية بانها أوصلت البلد وبسبب تعنتها الى طريق مسدود.

 

 حمادة يدعو الى الحوار والتوقف عن حماية القتلة

 المستقبل - 2007 / 1 / 29

 طالب وزيرالاتصالات مروان حمادة بالعودة الى الحوار، داعيا الى "تحويل لجنة الحوار الى هيئة حوار دائم تواكب العمل الحكومي حتى انتظام هذا العمل، والى التوقف عن حماية القتلة". واكد في حديث اذاعي امس، انه "لا يجوز ان يبقى الشارع فالتا والزعماء لا يتصلون مع بعضهم الا بعد سقوط الشهداء".

ورأى ان "الاتصالات السعودية ـ الايرانية وكأنها فتحت آفاقا جديدة للتفاهم، وحاصرت المخاطر الكامنة نتيجة التجاذب السياسي والطائفي والمذهبي"، مشددا على "ان المحكمة يجب ان تأخذ مجراها". وقال:"يجب الا نحتمل المزيد، وان العالم بأسره دعم لبنان ونظامه الديموقراطي ويجب ان يقرأه جميع اللبنانيين".

 

اعتصام المعارضة اللبنانية دخل يومه الستين ونصرالله يتهم اقطابا في السلطة بالسعي الى فتنة شيعية سنية

أ ف ب - 2007 / 1 / 29

 دخل الاعتصام المفتوح للمعارضة اللبنانية الاثنين يومه الستين وذلك للمطالبة باسقاط الحكومة برئاسة فؤاد السنيورة واجراء انتخابات نيابية مبكرة.

وكانت المعارضة التي يقودها حزب الله الشيعي بدأت هذا الاعتصام في الاول من كانون الاول/ديسمبر الفائت عبر تظاهرة حاشدة في محيط السرايا الحكومية تلتها تظاهرة اخرى في العاشر من الشهر نفسه. ونظمت المعارضة الثلاثاء الفائت اضرابا عاما تخلله قطع طرق في بيروت والمناطق ومواجهات دامية في المناطق المسيحية بين مناصري النائب المعارض ميشال عون المتحالف مع حزب الله ومؤيدي حزب القوات اللبنانية اسفرت عن ثلاثة قتلى وعشرات الجرحى.

وتلى ذلك الخميس مواجهات دامية في احياء مسلمة عدة من بيروت على خلفية صدام بين طلاب سنة وشيعة في جامعة بيروت العربية ادت ايضا الى اربعة قتلى واكثر من 150 جريحا. وتتهم الغالبية النيابية المناهضة لسوريا المعارضة بالسعي الى تعطيل المحكمة الدولية لمحاكمة الضالعين في اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري فيما تعتبر المعارضة ان الحكومة اللبنانية تخضع لسيطرة الولايات المتحدة وفرنسا. وكان الامين العام لحزب الله الشيعي حسن نصرالله اتهم الاحد اقطابا في السلطة اللبنانية بالعمل لاثارة الفتنة بين السنة والشيعة في لبنان. وقال نصرالله في خطاب امام حشد من مناصريه "ثمة اقطاب في الفريق الحاكم يعملون لاثارة الفتنة بين الشيعة والسنة خدمة لاسرائيل". واضاف ان ما حصل يوم الخميس من مواجهات في بيروت "هو كمين نصب في مكان فيه طلاب سنة وشيعة بهدف جرنا الى القتال". وتابع نصرالله "يجب اعدام المسؤولين عن حادثة يوم الخميس (...) دور الجيش اللبناني كان كبيرا جدا وقيادة حزب الله كانت معنية بوقف الفتنة واضطررنا الى استخدام لغة الواجب الديني" عبر اصدار فتوى تحض على الانسحاب من الشوارع وترك الامور للجيش. واعتبر ان "بعض قادة الفريق الحاكم باتوا مكشوفين لانهم يريدون ان تقع هذه الفتنة ويعملون لها ليل نهار" متهما هؤلاء ب"تضليل الرأي العام العربي والعالمي عبر التنكر للمسيحيين في المعارضة والتركيز على حزب الله".

 

 نصرالله ومطبات شوارع العاصمة

 مهى عون - 2007 / 1 / 29

 أثبتت وقائع أحداث الاسبوع المنصرم ولا سيما تلك المتعلقة إن "بثلثاء الغيمة السوداء" أو"بخميس الفتنة"، بأن السيد حسن نصرالله تفاجأ بالمطبات المزوعة والمشرورة بكثافة في كافة شوارع بيروت وأزقتها. وهذا التفاجوء ليس سوى نتاج تقصير في الدراية والتخطيط. ووقوع نصرالله في المحظور، أي في تفاجؤه بالمستجدات، فارتكابه ثلاثة أخطاء دراماتيكية متتالية وفي فترة لا تتعدى الأسبوع، عمل على تلويث صورته الألهية، والمفترض أن تكون معصومة عن الخطأ.

وللذين لم يقودوا من قبل سيارتهم على طرقات العاصمة اللبنانية أو ضواحيها، لا بد من الاشارة إلى تواجد الكثير من المطبات، والتي هي بمثابة نتؤآت مزعجة، أقل ما يقال فيها أنها تفاجىء السائق الغير عالم بوجودها، أو الساهي عن الاحتراز لدنوها. وبعيداً عن الغوص في جدلية أحقية وجود هذه المطبات الفعلي على الطرقات أو عدم وجوده، جل ما يهمنا في سياق ذكرها، هو وجه الشبه فيما بينها، كونها ثشكل أسباباً مباشرة لحوادث خطرة، مثل اصطدام صدر السائق بمقود سيارته أو تعريض الراكب الجالس بقربه إلى مخاطر جمة، وبين تلك الناتجة عن تقصير وعدم الدراية والتي تجلت عند قادة المعارضة، وعلى رأسهم السيد نصرالله، حين قرروا النزول إلى الشارع وعدم الاحتراز لتواجد مطبات كثيرة ومختلفة، قد تعترضهم وتعرض بالتالي محازبيهم وأنصارهم لشتى أنواع المخاطر والمهالك.

يبقى أن المطبات أياً كان شكلها، فهي إذ تعبر عن شيء، فهي تعبر عن ثقافة المسؤولين عن الشارع من جهة، والمتعاملين أو المستهلكين لهذا الشارع من جهة أخرى. وهي ثقافة يمكن اختصارها بثقافة "الأمر الواقع"، قد تنسحب على مجمل نهج الساسة اللبنانيين، وقد تميز مسار وتاريخ تعامل الدولة مع الشعب ومنذ أن رأى هذا الكيان اللبناني النور. لآنه في غياب انضباط "القادة"، أو "الزعماء"وهم كثر والحمد لله، وفي ظل تخطيهم للقوانين الصارمة والتي تحرم استعمال الشارع والساحات بشكل اعتباطي وفوضوي، واعتبارهم الشارع امتداداً لملكهم الخاص، واندفاعهم بشكل فاضح وصارخ للتعدي على حرية الآخرين وحقوقهم، لا بد للدولة حتى تخرج من المراوحة، من استعمال حيالهم وتجاه "أمر واقعهم " هذا الوسائل المؤلمة اسوة بالمطبات التي أوجدتها على الطرقات .

الا أن تسامح الدولة وتساهلها مع "الانقلابيين"، لا يبرر أو يفسر تأخر أقطاب المعارضة، عن التقدير الكافي والوافي لمردودات وامكانيات الشارع المفترضة من ناحية، ومطباته القاتلة من ناحية أخرى. والسؤال هو هل كان يدري سيد المقاومة قبل نزوله إلى الشارع بهذا الكم من المطبات المهلكة، أو أنه اكتفى بتجاهلها؟ والسؤال يتمحور أيضاً حول عجزه عن استشراف النتائج الكارثية لمغامرة الاعتصام في ساحات بيروت والتي شارفت مدتها على الشهرين. وفي حال رد ذلك إلى تعنت فريق السلطة ومكابرته، قد يسائله التاريخ يوماً وهو العليم بالأمور وخفايا الأمور،عن عدم توقعه انتفاء تراجع وتخلي الأكثرية عن سلطة تمسك بها جيداً بموجب الدستور والانتخابات . فتلك كانت غلطته الأولى .

أما الثانية فلقد جاءت بسبب التسرع الاستلحاقي والتي سببتها الغلطة الأولى وربما لطمر هذه الأخيرة واخفائها عن الأعين. ولقد تجلت خطيئته الثانية بتفاجئه وحلفائه، خلال تظاهرة قطع الطرقات وحرق الدواليب، وتلويث سماء العاصمة بمواد سامة وسرطانية، بالظهور المسلح من الناحية المقابلة. فهل كان يظن السيد نصرالله بأن خصومه في الشارع سوف يقدمون لأنصاره وأنصار حلفائه، الورود ويلاقونه بالأهازيج؟ لماذا لم يأخذ بعين الاعتبار بأن "أعداء الداخل" هؤلاء، ليسوا من جمعية فرسان مريم بالضرورة، ولا من جنس الملائكة أو القديسين.

أما خطيئته الثالثة وقد تكون الأعظم والأخطر، فكانت بتفاجؤه باندلاع بوادر الفتنة المذهبية نهار "الخميس الأسود"، الأمر الذي اضطره لاستحضار مسألة الفتوى، مع العلم أن الفتوى وسيلة لا يلجاء اليها السيد نصرالله إلا في الحالات القصوى. ولولا تدخل الجيش عن طربق فرض منع التجوال، لكان دخل الشارع الاسلامي بشقيه السني والشيعي بدوامة عنف، من المتعذر توقع تطوراتها ونتائجها.

إذاً يمكن القول أن نصرالله عندما قرر تحصيل مطالبه عبر الشارع اللبناني، ساعياً وراء تحقيف الأهداف الاقليمية الموكل تحقيقها، لم يكن يتوقع مصادفة ما صادفه من مطبات ومفاجآت. إذ يمكن القول أن جملة مواقفه الأخيرة والمتمثلة بتشديده وتأكيده على نيته في استبعاد الفتنة المذهبية، وتردداه في كل مناسبة مقولة أن الفتنة المذهبية هي "خط أحمر"، لم تشكل درعاً كافياً ووافياً بوجه اشتعال الفتنة وكما قال البطريرك صفير "إيقاظها". والذي غاب عن تخطيطات نصرالله هو واقع يقول بأنه في حال استعمال الشارع كوسيلة ضغط، يجب أخذ كل أطر الشارع بعين الاعتبار أي بإيجابياته وسلبياته. ولا يمكن الاعتماد على الايجابيات فقط، ونسيان أو تناسي السلبيات، لانها أي هذه السلبيات غالباً ما تفاجى المراهنين على الشارع، وترتد عليهم بالأسواء. والواضح والجلي والبديهي هو أن الشارع ليس جبهة قتال يمكن التحكم تماما بنوعية الاسلحة المستعملة فيها، كما وأيضاً بتوقيت اشعالها. ولقد علمنا التاريخ أيضاً، بأن الشارع قد يباغت المتعاملين معه من خلال هذين العاملين بالذات، أي نوعية وحجم الرد، كما وأيضاً توقيته. والجدير بالذكر أيضاً أن الشارع ليس مدرسة، ولا حرم مقفل على الدخلاء، فالشارع ساحة مشرعة للجميع، ولا سيما لما يسمى بالطوابير الخامسة والتى غالباً ما تختلف أهدفها عن أهداف المتصارعين في الشارع. يبقى أنه يمكن اختصار الناتج النهائي لهذه الايام السود، بما يسمى "توازن الرعب". وكل الأمل أن يدوم هذا التوازن حتى تنأى شوارع بيروت وساحاتها عن تقاتل الاخوة البغيض. فما دام الشارع بات يقابله شارع آخر، والطائفة تقف بوجها طائفة أخرى يمكن المراهنة على هذا النوع من الجمود والهدنة. ونقول هدنة لان المصالح الاقليمية قد تعود وتحرك الوضع خدمة لافتعال ضغوطاً معينة على المجتمع الدولي، خاصة في حال تحققت التوقعات بالنسبة للضربة المحتملة على إيران. عندها لا حول ولا قوة، ويبقى الأمل في عدم انجرار اللبنانيين ووقوفهم بوجه تحولهم إلى وقود، مرة أخرى خدمة لمصالح الاخرين.

 

موسى: ما حصل لا يسرّنا ولا يطمئننا...وليس من مصلحة أحد تفجير لبنان وإلاّ حرق أصابعه وأصابعنا كلّنا!!! 

 الرأي - 2007 / 1 / 29 - دولاّ عيد

أسبوع جديد يطلّ على اللبنانيين الخائفين على مصيرهم ومستقبلهم ومستقبل أبنائهم من تفجير الوضع الأمني مجدّدا" والذهاب هذه المرة الى حرب مفتوحة يعلمون كيف ومن أين تبدأ ولكن نتائجها تبقى ضبابية غير محدّدة في حين يمكن القول أنّها ستكون "كارثية" على جميع الأطراف.

ووسط الحذر اللبناني من تجدّد المواجهات والإشتباكات تعيش بيروت اليوم وغدا" عطلة تهديئية "عاشورية" في الوقت نفسه، بهدف طمأنة النفوس وتهدئة الخواطر. أمّا السياسيون فلا يتوانون عن متابعة اللقاءات والإتصالات بهدف الإتفاق على إعادة إحياء المبادرة العربية في ظلّ المساعي السعودية- الإيرانية المستمرة...

فهل يعود الأمين العام للجامعة العربية هذا الأسبوع الى بيروت ومن أين سيبدأ مبادرته؟؟!!!! ربط موسى مرة جديدة عودته الى بيروت من أجل إعادة إحياء المبادرة العربية بأنّه يجب أن تكون هذه المسألة ناجحة ومفيدة مشيرا" الى أنّه يجب أن يتأكّد أنّ الإرادة السياسية لحلّ الأزمة اللبنانية موجودة في الطوابق الأربعة من المبنى الذي سبق وتحدّث عنه عندما كان في لبنان، أي الطابق اللبناني ومن ثم العربي فالإقليمي فالدولي. فبرأي موسى إنّ الأمور لا تحسم إلاّ بالتفاهم وبضرورة وجود هذه الإرادة عن طريق أخذ كلّ طرف للمصالح السياسية للطرف الآخر بالإعتبار. والحلّ يتطلّب توازنا" بين مصالح الجميع ومصالح اللبنانيين.

أمّا الصيغة الأنسب للحلّ فهي برأيه، تلك التي تقوم عليها المبادرة العربية "لا غالب ولا مغلوب" لأنّ أي صيغة أخرى مثل "رابح رابح" أو "خاسر خاسر" أو "رابح خاسر" لا تؤدّي الى نتيجة توافقية. وتكون البداية وفق المبادرة العربية بالمحكمة ذات الطابع الدولي التي يجب إقرارها ولكن إبعادها في الوقت نفسه عن التسييس عن طريق الأخذ بالملاحظات والتعديلات المقترحة عليها. ومن ثم بحث مسألة تشكيل حكومة وحدة وطنية والقضاء على سيطرة فريق على آخر واعتماد صيغة 19+10+ الوزير الحادي عشر- الذي أطلق عليه إسم لويس الحادي عشر- بضمانة معينة. المشكلة هنا بحاجة الى التحريك من قبل السياسيين والإتفاق في هذا السياق، من قبل الفريقين على إسم سياسي لبناني لديه قاعدة من الحياد والموضوعية مع بعض الضمانات في مسائل معنية أي ليس المطلوب منه الدخول مجدّدا" في المناورات لإسقاط الحكومة أو للتحيّز للأكثرية. ويتمتّع هذا الوزير بحقّ التصويت وبصلاحيات أي وزير آخر.

وتتضمّن المبادرة أيضا" إمكانية إجراء إنتخابات رئاسية مبكرة مع استمرار الرئيس إميل لحود حتى نهاية عهده، لكن هذه المسألة غير مطروحة الآن، يليها موضوع وضع قانون إنتخابي جديد من أجل إجراء الإنتخابات النيابية."كنا على وشك الحصول على التنازلات من قبل الطرفين- يضيف موسى- من أجل إقرار هذه "السّلة" من الإقتراحات ولكن اصطدمنا ببعض العوائق"... وأشار الى أنّ المبادرة لا تشمل سلاح حزب الله وأنّ هذا الأمر ليس مطروحا" لا من قبل الأكثرية ولا من قبل المعارضة. وما الذي يوجد هذه الإرادة التي تحدّث عنها بعد كلّ ما جرى أخيرا"، قال:" ما يحصل لا يسرّنا ولا يطمئننا لهذا نعمل لإعادة مرة أخرى، القطار الى السكّة لكي يسير مجدّدا"، مضيفا" أنّه ليس من مصلحة أحد تفجير لبنان لأنّه سوف يحرق أصابعه وأصابعنا كلّنا، ولهذا علينا أن ناخذ من السياسيين ما يضمن عدم التفجير لا أن نجلس مطمئنين على اعتبار أنّ أحدا" لا يريد التفجير، فإذا ترك الوضع على ما هو عليه فسوف ينفجر في وجه اللبنانيين وفي وجهنا".

وأعلن موسى أنّ بعد كلّ ما جرى يجب على القادة اللبنانيين الجلوس الى طاولة الحوار. هذه مسألة مهمة وراقية يجب أن تشكّل جزءا" من العمل السياسي اللبناني خصوصا" اليوم عندما نتكلّم عن عدم ثقة وعدم تواصل فيما بينهم. وأنّ لديه ثقة في القدرة اللبنانية الجماعية على الخروج من الأنفاق المظلمة واسترداد الصحة. فترة النقاهة تبقى قصيرة، ومع الدعم الذي حصل عليه لبنان من مؤتمر "باريس3" يجب إعادة فتح الباب مجدّدا" أمام الحلّ السياسي. أمّا موسى الموجود حاليا" في دافوس قينتقل على ما قال، منها الى أديس أبابا للمشاركة في مؤتمر هناك، ما يعني أنّ زيارته الى بيروت لن تحصل هذا الأسبوع وأنّه سوف يتصل بكلّ من الرئيسين فؤاد السنيورة ونبيه برّي إثر عودته من أديس أبابا للإطلاع على مجريات الأمور وتحديد بالتالي موعد العودة الى لبنان.

في مقابل ذلك ينشط بعض السفراء الأجانب والعرب المعتمدين في لبنان للتواصل مع السياسيين الللبنانيين بهدف المساهمة في إيجاد الحلول التوافقية المناسبة التي تحمي مصالح جميع الأطراف في لبنان ما يجنّبه والمنطقة من حرب إضافية تضاف الى الحروب المندلعة في أماكن عدة مثل العراق وفلسطين، لا سيما وأنّ الأمور متداخلة بين بعضها البعض. ولكن الإتهامات المتواصلة بين بعض القادة السياسيين لا تبشّر خيرا" على الرغم من وجود نيّة لدى الغالبية بضرورة العودة الى طاولة الحوار. فهل يدعو الرئيس برّي الى انعقادها- هو الذي أبدى تفاؤله أخيرا"- ووفق أي صيغة وتحت أي عنوان. مع العلم أنّ الأكثرية تطلب منه اليوم فتح دورة للمجلس النيابي من أجل حلّ بعض المسائل العالقة والعمل على إقرارها.

ويسعى السياسيون أيضا" الى إيجاد حلّ لمشكلة تاريخ 14شباط الآتية بعد أسبوعين، ففريق 14آذار يخطّط لإحياء ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري الثانية - كما الأولى- في وسط بيروت وتحديدا" في ساحة الشهداء حيث مكان الضريح وهي مناسبة هامة جدا" بالنسبة الى هذا الفريق الذي أتار المشكلة الخلافية الأولى بين الأفرقاء من خلال السعي لإقرار النظام الأساسي للمحكمة ذات الطابع الدولي من دون الأخذ برأي قوى المعارضة على مضمون هذا النظام وملاحظاتها عليه، وفي ظلّ مراوحة التحقيق الدولي مكانه وعدم كشفه عن قتلة الحريري ورفاقه بعد سنتين على استشهادهم...

 

 النائب أبو فاعور: النظام السوري ينصب كمينا ل"حزب الله" وأخشى أن يكون آخر ضحاياه 

 هناك إيجابية في الإتصالات الاقليمية تصطدم برفض سوريا للمحكمة الدولية 

وكالات - 2007 / 1 / 29

 رأى النائب وائل أبو فاعور في حديث الى إذاعة "صوت لبنان" وردا على كلام للأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصر الله عن كمين نصب يوم الخميس الماضي بهدف جر البلاد الى الفتنة، ان "حزب الله" تعمد للأسف في اليومين الماضيين إطلاق إتهامات بلغت أقصى مداها في الأمس بكلام الأمين العام ل"حزب الله" أو بكلام أحد مسؤوليه على شاشة ال.نيو.تي.في.، مؤكدا ضرورة البعد عن الإتهامات التي لا تساعد على تنفيس الإحتقان في البلاد بل تزيد من حالة التشنج، إضافة الى أن ليس لذلك أي مصداقية على الإطلاق".

أضاف: "الكلام عن نصب كمائن، والكلام في هذا الإطار، أعتقد أن من ينصب كمينا فعليا ل"حزب الله" هو النظام السوري. وأخشى أن يكون "حزب الله" آخر ضحايا هذا النظام، والسؤال عبر ما آلت اليه أوضاع الحزب الداخلية وعلاقاته الداخلية وطبيعة علاقاته بالقوى السياسية الأخرى". وقال: "ليس هناك شهيد ل14 آذار وليس هناك شهيد ل8 آذار, جميع الشهداء الذين سقطوا يومي الثلاثاء والخميس الأسودين هم شهداء كل الشعب اللبناني، شهداء كل لبنان، شهداء إستقلال لبنان وشهداء كل القوى السياسية في لبنان، وليس من المفيد التحريض بهذا الشكل. وأؤكد أن هناك قضاء وأجهزة أمنية وجيشا، وكل هذه المؤسسات الشرعية تحظى بتوافق اللبنانيين وبدعمهم وثقتهم، ولتفتح تحقيقات في كل ما حصل، وليصل التحقيق الى خواتيمه في كل هذه القضايا". وردا على سؤال عن الإجراءات التي ستتبعها قوى 14 آذار، مع تخوف الناس وتحذيرات "المعارضة" من التقدم بإتجاه المعتصمين في ساحتي الشهداء ورياض الصلح، وقرب موعد الذكرى الثانية لإستشهاد الرئيس رفيق الحريري في 14 شباط المقبل، قال: "للأسف ان بعض الأحزاب وبعض وسائل الإعلام التابعة لها تطلق الأكاذيب ثم تبدأ بالتعامل معها على أساس أنها أمر واقع ووقائع سياسية يجب الرد عليها، لم يطرح أبدا لدى قوى 14 آذار النزول الى ساحة رياض الصلح لإزالة المخيمات التي أصبحت من دون جدوى ومن دون قيمة، وأصبحت إعاقة موصوفة للحياة في تلك المنطقة من دون أن تقدم أي إضافة سياسية وشعبية، لكن هذا الموضوع لم يطرح، وقوى 14 آذار لم تتخذ حتى اللحظة أي إتجاه على الإطلاق لخلق مواجهة في الشارع. إن قوى 14 آذار لا تزال تتعامل بمنطق الإحتواء السياسي لكل ما تقوم به قوى 8 آذار من إستفزازات وتحركات وتحرشات، وبالتالي الضخ في هذا الشكل والكذب في هذا الشكل، وان هناك من يريد إزالة الخيم ومواجهة الخيم، وهذا الأمر غير مطروح على الإطلاق، وأعتقد أن المقصود منه خلق المزيد من التشنج". وحول تعبير الرئيس بري بأنه أصبح أكثر تفاؤلا بالإتصالات الجارية بعد لقائه مع سفير المملكة العربية السعودية، قال: "لكي نكون صادقين ولكي لا نضلل الشعب اللبناني، حتى هذه اللحظة ليس هناك تقدم في الإتصالات التي تحصل. هناك أجواء إيجابية على مستوى الإتصالات الإقليمية تصطدم بعقبة رفض النظام السوري لأي تسوية يكون من ضمنها المحكمة الدولية. وعلى العكس من ذلك هناك سلة مطالب قدمها النظام السوري رفعت عبر لاريجاني الى المملكة العربية السعودية، وبالتالي الى قوى 14 آذار، تتضمن خمس نقاط كلها تعقد الأمور في البلاد وتمنع التسوية السياسية. لذلك، أتمنى ورهاننا كبير على الرئيس بري أن يقوم بجهد، وهو جهد مأمول منه بحكم موقعه ومسؤوليته الوطنية. لكن لا نزال حتى اللحظة ندور تحت سقف رفض النظام السوري، وما له من تأثير على أي تسوية سياسية داخلية، وإلتزام قوى سياسية لبنانية بهذا الموضوع".

 

اجتماعات سعودية – إيرانية في طهران وعودة موسى إلى بيروت مرتبطة بنتائجها

 الحياة - 2007 / 1 / 29 - محمد شقير

تتوجه أنظار اللبنانيين الى طهران حيث تتواصل المشاورات السعودية – الإيرانية، من خلال فريقي عمل من البلدين، في محاولة جادة لمساعدة أطراف الصراع في لبنان على التغلب على مشكلاتهم العالقة والمعقدة والتوصل الى مخرج للأزمة التي تجاوزت الأسبوع الماضي الخطوط الحمر وأنذرت بمضاعفات امنية وسياسية، يمكن ان تجر البلاد الى الفوضى والمجهول. وعلمت «الحياة»، من مصادر سياسية نافذة في الموالاة والمعارضة، ان فريقي العمل السعودي والإيراني اجتمعا امس في طهران لاستكمال مساعيهما الهادفة الى تجنب تطور الأزمة وانعكاسها سلباً على العلاقة بين السنّة والشيعة، وهي المساعي التي كان بدأها رئيسا مجلس الأمن القومي السعودي الأمير بندر بن سلطان بن عبدالعزيز والايراني علي لاريجاني.

وبحسب المعلومات فإن المحادثات السعودية – الإيرانية تزامنت امس مع توجه الأمير بندر الى واشنطن في ظل الحديث عن توسيع نطاق الاتصالات السعودية الهادفة الى تحييد لبنان عن سياسة المحاور في المنطقة، وتوفير الظروف السياسية والأمنية لإعادة الاعتبار الى مبادرة الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى في ضوء تأكيد مصادر وزارية ونيابية بارزة ان لا مشكلة في عودته الى بيروت وأنه سيكون جاهزاً للمجيء إليها بدءاً من بعد غد الأربعاء، لكن هذه المرة مع تحقيق تقدم يؤدي الى التوافق، وهذا ما تسعى إليه الرياض وطهران. واستناداً الى هذه المعلومات فإن التخفيف من حدة التوتر في المنطقة الذي يهدد باندلاع اشتباكات سياسية وعسكرية سيساعد لبنان على تجاوز محنته واسترداد حيويته بعدما اصبح على «كف عفريت»، كما اكد قيادي بارز لـ «الحياة» ما زال يراهن على نجاح المساعي السعودية – الإيرانية.

وكشف هذا القيادي انه يتوقع أسبوعاً أكثر هدوءاً من الأسبوع الماضي الذي كاد يضغط بكل الأشكال على البلد، واضعاً قياداته على اختلاف انتماءاتهم امام خيارات صعبة اضطرتها الى دعم جهود التهدئة. ولفت الى ان المساعي السعودية – الإيرانية، اذا ما كُتبت لها نهاية سعيدة بتوافق لبناني – لبناني وعدم ممانعة سورية تحاول طهران التوصل إليها عبر اتصالاتها المفتوحة مع القيادة السورية، تهدف اولاً وأخيراً الى توفير كل الشروط لإنتاج تسوية متوازنة ومتلازمة من شأنها ان تشجع موسى على العودة الى بيروت على وجه السرعة خصوصاً ان الرياض وطهران لا تعدّان لتسوية نيابة عن اطراف النزاع بمقدار ما انهما تتحركان لإعادة دور المؤسسات الدستورية من خلال استئناف الحوار أو اشكال اخرى من التشاور.

وإذ نفى القيادي نفسه وجود نية لدى الرياض وطهران لإطلاق مبادرة خاصة بلبنان، أكد وزير بارز لـ «الحياة» ان التحرك السعودي – الإيراني يهدف الى تحضير تسوية تترجم الى خطوات ملموسة قبل 14 شباط (فبراير) المقبل ذكرى مرور سنتين على اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري. وفي هذا السياق قال الوزير ان لا مصلحة لأحد في الاحتكام الى الشارع وما قد ينتج منه من عنف وفوضى وأن الأكثرية تدرس النزول إليه لإحياء ذكرى استشهاد الحريري فيما المعارضة تواصل اعتصامها في ساحتي الشهداء ورياض الصلح. وحذّر من خطورة النزول الى الشارع في استعراض سياسي في وجه الشارع الآخر الذي تعتصم فيه قوى المعارضة. وقال ان الإسراع في الحل المدعوم بمساع سعودية – إيرانية يوفر على البلد المزيد من التأزم ويعطي لموسى فرصة جديدة قد تكون الأخيرة امام اللبنانيين للتغلب على نقاط الاختلاف لمصلحة التفاهم على تسوية. واعترف بحجم الضغوط التي ما زالت تمارسها الرياض وطهران لدى الأطراف الذين تربطهم بهما علاقة جيدة من اجل التهدئة وعدم التصعيد.

وعلى هذا الصعيد، قال مصدر قيادي في المعارضة ان الدور السعودي – الإيراني يكمن في تقديم الدعم للبنانيين من اجل حلحلة أمورهم المعقدة أو تلك التي ما زالت عالقة، إضافة الى ان البلدين يحضان اطراف النزاع على «تدوير الزوايا» التي تستدعي تنازلاً من هنا وتراجعاً من هناك ما يؤسس لتسوية على خلفية ما كان أعلنه موسى سابقاً بأنه لن يكون هناك غالب أو مغلوب. وفيما شدد المصدر على ان الفرصة ما زالت قائمة امام الحل السياسي، اكد انه اصبح لدى الرياض وطهران مادة سياسية دسمة هي خلاصة للاتصالات التي اجرتاها بأطراف النزاع، مشيراً الى ان العاصمتين تقومان بتقويم ما ورد إليهما من اقتراحات لاستيضاح بعض المواقف وتوضيب بعضها الآخر لافتاً الى ان هذا ما يعكف على إنجازه فريقا العمل من البلدين.

بري والسنيورة

وبالنسبة الى مساعي السفير السعودي في بيروت عبدالعزيز خوجة لترتيب لقاء بين رئيسي المجلس النيابي نبيه بري والحكومة فؤاد السنيورة، نقل الزوار عن الأول قوله ان لا مشكلة شخصية بينه وبين السنيورة، وأنه لو كانت شخصية لبادر الى زيارته في منزله او في السراي الكبيرة من اجل حلها.

وأكد بري بحسب ما نقل عنه زواره ان لا احد يعترض على الدعوة الى العودة الى الحوار أو التشاور إنما السؤال هو: «ماذا لو جلسنا الى الطاولة وانتهينا من دون توافق». ويؤكد رئيس المجلس ايضاً ان لا بد من توفير الأجواء لعودة الحوار «وهذا ما نراهن عليه من خلال المسعى السعودي – الإيراني وعندها لن تكون هناك مشكلة امام عودة موسى، ليس لإحياء المبادرة العربية فحسب، وإنما ليكون شاهداً على توافق اللبنانيين»، مشيراً الى «ان الشرط الوحيد للتسوية يكون بمبادرة كل فريق الى ان يعطي شيئاً، فأنا على سبيل المثال أعطي شيئاً للسنيورة كممثل لفريق سياسي وهو في المقابل يعطيني شيئاً كممثل للمعارضة».

بدوره قال السنيورة لـ «الحياة» ان «لا مشكلة في ان أذهب اليوم قبل الغد للقاء الرئيس بري، وأنا لا عقدة عندي لا في اللقاء ولا في المكان». وأضاف: «انا اعرف ان فتح الدورة الاستثنائية للمجلس النيابي يحتاج الى إصدار مرسوم يوقع عليه رئيسا الجمهورية والحكومة وأن الأكثرية في البرلمان طالبت الرئيس اميل لحود في عريضة وجهتها إليه بضرورة فتح هذه الدورة، لكن ما أقصده، انه كان في وسع رئيس المجلس قبل انتهاء الدورة العادية دعوة الهيئة العامة الى الانعقاد للتشاور في ما آلت إليه الأوضاع وبالتالي نحن جاهزون كما في السابق للعودة الى طاولة الحوار».

 

 هل أخطأ كمال صليبي بخصوص الشيعة ؟ 

الإثنين 29 يناير - النهار اللبنانية - يوسف معوّض

 عندما كتب كمال صليبي أن لبنان "كوحدة تاريخية، مجموعة من الطوائف المتآلفة ضمن إطار سياسي واحد" كان يعني أن تاريخ لبنان هو تاريخ العلاقات بين الطوائف التي تكونه. كلام استثار المؤرخين "الجدد" من قوميين وماركسيين في أواخر الستينات. فالقوميون السوريون والقوميون العرب بشتى تسمياتهم يعتبرون الأمة واحدة وأنه لا يجوز التوقف عند ظاهرة المِلل، وهي صنيعة الدولة العثمانية لزرع بذور التفرقة بين أبناء الوطن الواحد، فخلقت مشكلة استغلها الاستعمار الغربي باسم سياسة "فرّق تسد" ليسهل عليه لعب دور الحكم بين الأطراف المتناحرة.

في المقابل، كان المؤرخون المنتمون إلى مدرسة الحتمية التاريخية يبحثون بشكل حصري عن صراع طبقات في مفاصل تاريخ جبل لبنان غير عابئين بالهوية الطائفية وبالولاءات الغريزية. وتالياً كان من السهل عند اندلاع الحرب اللبنانية الخلط بين المسيحيين وطبقة الأثرياء من جهة والمسلمين والكادحين من جهة أخرى. ومن تجليات هذا المنظار قيام مفهوم الطائفة - الطبقة وغيرها من غرائب التفسيرات وعجائب الطروحات.

توارى الفكر القومي وصارت الملل الدينية والمذهبية "متحدات" أو "وحدات" جديرة بالبحث من دون حياء، وكذلك غاب الفكر الماركسي وانحسرت مدرسته الفكرية. فالتطورات الأخيرة أعطت الحق كل الحق لتوصيف الأستاذ كمال صليبي وهو خريج المدرسة التاريخية الإنكليزية التي تقارب الأحداث على أنها وقائع ولا تنطلق من مفهوم دوغمائي يفرض تفسيره الحتمي على مجريات الأمور، فتكون النتيجة معروفة مع طرح الإشكالية.

لنعترف أن لكل طائفة في لبنان جواً عاماً غالباً وربما يكون كاسحاً. فإن اعترض عليه بعض المثقفين مثل منى فياض خلال الصيف الماضي (وهذه الاستقلالية الذاتية تشرفها)، فهذا لا يشكل سوى استثناء للقاعدة وهذا لا يحول دون اصطفافات طائفية تعبر عن أكثريات ساحقة يتعرض من يقف في وجهها للتهميش أو التخوين إن لم نقل التكفير.

في مدخل كتابه "تاريخ لبنان الحديث" يرسم كمال صليبي صورة عن خصائص كل طائفة لبنانية وكيف تتميز بها عن أخواتها. فيعالج الطوائف ذات القاعدة الريفية على أنها مختلفة عن الطوائف المنطبعة بالسمات المدينية. والطوائف الريفية الثلاث تتميز بذراع عسكري يتجلى بشكل تلقائي في كل نزاع يدور على الساحة. يقول إن الموارنة عرفوا بالنشاط والاندفاع إلا أنهم ينقسمون على أنفسهم في أحلك الظروف ولأتفه الأسباب. بينما عرف الدروز بالتنظيم الاجتماعي المحكم. وبين هلالين فالحمد لله إذاً أن المسيحيين شبه مجردين من السلاح في هذه الساعات الحالكة وإلا لكانوا أول من لجأ إليه لحل النزاعات في ما بينهم. ولنا في الماضي القريب أمثلة مؤسفة على ذلك. أما الطائفة الشيعية فهي تتميز بنظر الصليبي "بالحذر السياسي وضعف التنظيم الاجتماعي".

تحولات حصلت منذ كتابة هذه السطور ولم يعد هذا الكلام ينطبق اليوم على الطائفة الشيعية التي نظمت صفوفها أيّما تنظيم. واضح أن الشيعة خرجوا من القمقم ولن يعودوا إليه، كما قال في حينه أحد رجال دينهم، إلا أن الانتظام الذي كونته الطائفة بفضل "حزب الله" جعلها تتخلى عن حذرها السياسي المعهود. تحول آخر عاشته الطائفة الموزعة بين الجنوب والبقاع وضاحية بيروت الجنوبية وهو اعتماد لبنان وطناً نهائياً على لسان الإمام موسى الصدر، أي أنها تبنت شعار الـ"10452 كلم مربع". وفي هذا الشأن ما يميزها عن الطائفتين الريفيتين الأخريين. فالماروني إذا "إنحشر" لا بد أن يحلم بالإمارة أو بالمتصرفية وكذلك الدرزي فلا شك في أنه يترحم على الجبل الصغير أو على حدود قائمقامية جنوب نهر بيروت. أحلام يقظة، ربما، إنما قد تدغدغ خيال بعض الفكر الأقلّوي. الدرزي والماروني قد يتنازلان عن بعض الأقضية لتأمين راحة البال وإن كان ذلك بشكل مجازي. أما الشيعي فبماذا يحلم إلاّ بلبنان كامل متكامل؟ باختصار إن كان الموارنة هم ملح لبنان حسب ما قاله ميشال أبو جودة، وإن كان الدروز سر لبنان بما أعطوا من دهاء سياسي، فلا بد أن يكون الشيعة ضمان وحدة الوطن. فالشيعي لم يعرف عصراً ذهبياً في بلاد الشام منذ دولة المماليك وفتاوى ابن تيمية والحملات على كسروان. لا حدود ثابتة تريحه سوى حدود لبنان الكبير التي رفضها في مطلع الانتداب. فليس من الوارد أن يتقوقع شيعة اليوم داخل محافظة أو إقليم، وكل لبنان ملعبهم.

بالنتيجة كيف يكون للشيعة مشروع غير مشروع الدولة الذي لا ينفك الرئيس حسين الحسيني يؤكد عليه. إلا أنه من المفارقة أن ثمة تعارضاً بين الطموح الوحدوي والسلوك التقسيمي. فالشيعة قيادة وقاعدة يطمحون إلى الدولة وفي الوقت نفسه يؤسسون لمربعات أمنية ومناطق نفوذ. هذه الازدواجية تذكرنا بسلوك الموارنة الذين حملوا مشروع حداثة وانفتاح بسعيهم إلى إقامة دولة لبنان الكبير، إلا أنهم في الوقت نفسه عاثوا في البلاد فساداً. فكانوا تالياً عنصراً أساسياً في دكّ أسس الدولة التي هي ضمانتهم. هل تقع الفاطمية السياسية في الأخطاء التي وقعت فيها المارونية السياسية، وهي (أي الفاطمية) التي حملت على مدى أجيال صوت المقهورين في هذا الشرق؟ مهما قيل، فإن تشبث "حزب الله" بسلاحه سيدفع الفرقاء الآخرين للسعي الى أمن ذاتي. والمربعات الأمنية هنا قد تؤسس لا محالة لمربعات أمنية هناك.

الملفت أن أبرز الداعين إلى الوحدة هم بالذات من يدفع نحو التجزئة والتفكك؟ والمغالاة التي طبعت تاريخ الشيعة ولازمته قد تقودهم إلى المجهول كما أدت المزايدات بالموارنة إلى التناحر والإحباط.

 

 عندما يصبح إلغاء الوطن..أسلوباً لـ "تقاسم السلطة"!!

 المستقبل - 2007 / 1 / 29  محمد مشموشي(*)

لا اللبنانيون الذين يتغنون بالوطن، وبما يسمونه "الدولة القوية والقادرة والعادلة"، يتصرفون كمن يعمل فعلا من أجل ما يتغنى به، ولا غيرهم ممن يقولون انهم يسعون لـ"المشاركة الحقيقية" في السلطة من أجل تصحيح مسارها يقدمون أي دليل على أنهم ممن يهمه أمر الوطن أو أمر الدولة.

هذا على الأقل ما كشفته بوضوح، هو أقرب الى الفضيحة، ممارسات الأسبوع الماضي على امتداد لبنان، حيث تحول قادة الاضراب الى أقرب ما يكونون "قطاع طرق"، بقدر ما أكده دعاة المشاركة في السلطة من خلال اثبات أنهم، لتحقيق هدفهم، لا يلوون على شيء بما فيه تهديد الوطن والدولة في أساس وجودهما: العيش المشترك. سلطة بعضهم الذي يحلم برئاسة الجمهورية، وبعضهم الآخر الذي يصوب على رئاسة الحكومة، والثالث الذي يكتفي بمقعد وزاري أو بمجرد العودة الى الصورة، الى جانب الأقوى والأفعل من بينهم الذي لا يقبل بما هو أدنى من مصادرة القرار.. القرار كله.

هذه واحدة، لكن الفضيحة الأكبر هي أن هؤلاء جميعا لا يتورعون، لتغطية أهدافهم المبيتة، عن تحميل السلطة القائمة والأكثرية النيابية التي تدعمها، وان بلغات مختلفة، مسؤولية الانهيار البنيوي الذي يدفعون البلاد اليه.. عن طريق حشر السلطة عبر التهديد والوعيد أمام خيار واحد ووحيد: اما القبول بما نريد، وبحسب شروطنا، أو هدم الهيكل بما ومن فيه.

قد يظن البعض، خصوصاً ممن أدمنوا على البراءة أو حسن الظن، أن في هذا الكلام بعض المبالغة أو أقله تحميل المعارضين أكثر مما يتحملون. لكن نظرة سريعة على ما حدث يوم "الثلاثاء الأسود"، كما وصف بحق، وبعده يوم "الخميس الأكثر سواداً"، كفيلة بكشف الحقائق كما يأتي:

أولا: بعد "الثلاثاء الأسود"، خرج قادة المعارضة بنعوت على ذلك اليوم تبدأ من أنه "ناجح الى أقصى حد" ومن أنه "ديموقراطي بامتياز" وصولا الى أنه "مسالم وسلمي، ربما على طريقة غاندي".

ولكن كيف كان ذلك؟!

باعتماد أسلوب "قطاع الطرق" بكل ما تعنيه هذه الكلمة، لا لشيء الا لخداع الرأي العام في الداخل وفي الخارج وايهامه بأن الغالبية المطلقة من الشعب اللبناني شاركت بحرية واختيار كاملين في الاضراب الذي وصف بأنه "شعبي وسلمي".

"قطاع الطرق"؟!، هل يجب، هنا، الاعتذار المسبق عن استخدام هذا التعبير؟!، لا على الاطلاق، ربما لسبب واحد هو أنه لا فرق ـ من وجهة نظر القانون ـ بين من يقطع الطريق لمنع انسان من أداء عمله أو الوصول الى موقع هذا العمل ومن يقطعها لسلب هذا الانسان مدخوله (قوت يومه وقوت عياله) نتيجة هذا العمل.

ثم ومن دون نكء الجراح بتذكير المضربين بالعدد الكبير من الضحايا (4 شهداء و200 جريح) في ختام اليوم السلمي العظيم، ألا يجب الوقوف ولو للحظة عند القول الذي يرقى الى ما يقارب القاعدة الشرعية من "ان قطع الأرزاق من قطع الأعناق"؟!.

أكثر من ذلك، فأصحاب هذه النظرية في كيفية قيادة الشعب الى ما يصفونه باعادة تأسيس "الوطن" وبناء "الدولة القوية والقادرة والعادلة"، لم يقفوا عند هذا التناقض بين النظرية والممارسة، وانما عمدوا الى وعد (ووعيد) مواطنيهم بأنهم سيشهدون قريبا جدا، بعد يوم أو أيام على أبعد تقدير، المزيد من الشيء نفسه.. ومما، كما قيل، لم يخطر على البال!!.

ثانيا: لقد تفاوتت بوضوح كامل، ولكن من دون أن تتباين في المحتوى، الحجج التي قدمها قادة الاضراب لقرارهم تعليقه في ساعة متقدمة من مساء الثلاثاء. قال أحدهم ان التحرك كان مقررا في الأصل ليوم واحد فقط، وقال آخر انه هو شخصيا من وضع حدا للاضراب بعد أن حاولت أطراف موالية استغلاله من أجل احداث فتنة في "منطقته"، بينما قال ثالث ان "الرسالة" المبتغاة يجب أن تكون قد وصلت الى من أرسلت اليه، مع التشديد على أنه اذا بدا أن المعني لم يتسلمها، أو أنه أصم السمع عنها، فستكون "الرسالة" التالية أكثر دويا بحيث لا يستطيع أن يتجاهلها من في أذنيه صمم!!.

ما يعنيه هذا التفاوت في التفسير هو أن الجامع المشترك، وربما الوحيد، بين القادة ـ المضربين لا يتعدى كونه "حرية" كل منهم في طريقة مخاطبة جمهوره ـ يفضل هنا استخدام كلمة بيئته ـ لتحشيده خلفه من جهة وفي مواجهة الجماهير الأخرى ـ وهي هنا البيئات الأخرى أيضا ـ من جهة ثانية. ولا تصب مثل هذه "الحرية"، برغم النفي المكرر المعاد، الا في جدول التباعد (لا نقول، أقله مؤقتا، الحرب الأهلية) بين هذه البيئة والبيئات الأخرى. يحدث ذلك مع أن هدف الاضراب، والخطاب السياسي، ليس الا اقتطاع حصة لهذا أو ذاك في السلطة، اما عن طريق "المشاركة" مع القائمين عليها أو عبر الاستيلاء الكامل عليها، من دون اعارة أي اهتمام لأية مخاطر أخرى.. فضلا عن حاضر البلد السيئ باعتراف الجميع أو بمستقبله.. أو بحاضر ومستقبل الوطن والدولة والشعب الخ..

وغني عن التذكير أنه، من أجل هذه الغاية، تم سابقا ويتم الآن التلاعب بالأولويات حسب الحاجة.. فهي مرة تشكيل حكومة وحدة وطنية، وأخرى اجراء انتخابات نيابية مبكرة، وثالثة اقالة الحكومة واستبدالها بأخرى انتقالية بمهمة وضع قانون جديد للانتخاب ثم الاشراف على الانتخابات، ورابعة وخامسة تكرار مقولة ان الحكومة "فاقدة للشرعية" وهي لا تلزم اذا لا المعارضة ولا البلد ولا الناس (تحريضا لهم على العصيان) بأي قرار اتخذته أو ستتخذه.

هنا أيضا يبدو موقع الوطن والدولة، وموقع جماهير الشعب حاضرا ومستقبلا، أشبه بالأسئلة الأخرى عن قضايا أخرى يمكنها جميعا أن تنتظر.. السلطة هي المسألة، والمشاركة فيها هي القضية، وعلى الطريق اليهما لم توفر في السابق ولا يجوز الآن توفير أية وسيلة ممكنة من دون اللجوء اليها.

ثالثا: عندما يجيء ذكر المحكمة ذات الطابع الدولي، يأتي الرد بسرعة "لا خلاف عليها من حيث المبدأ، لكن لنا حولها حديث طويل"، وعندما يصل الى باريس ـ3 والورقة الاصلاحية، يأتي الجواب سريعا كذلك "لا خلاف أيضا، لكن حديثنا حولهما طويل كذلك"، وعندما يقال ان هذه الحكومة ـ وفق تعريفكم ـ ليست سوى "حكومة فيلتمان" وقد لا يكون جائزا ان تشتركوا فيها برئاسة سفير "الدولة العدوة والمعتدية"، يأتي الجواب سريعا بدوره "لا بأس ما دام لدينا الثلث الضامن، وفي أي حال فكله يهون من أجل لبنان وصيانة مستقبله واستقراره وعيشه المشترك" الخ..

واذا صدف، بعد ذلك كله، أن سأل سائل: لماذا اذا، وتحت الشعار اياه (من أجل لبنان وصيانة مستقبله واستقراره وعيشه المشترك)، لا تبادرون الى "الحديث الطويل" حول المحكمة والورقة الاصلاحية، ولا تضعون تاليا ملاحظاتكم عليهما وتنشرونها في الصحف (تأكيدا لعدم اعترافكم بالحكومة!)، يأتي الجواب بالسرعة نفسها: لسنا، ولن نكون يوما، مجرد شهود أو سعاة بريد.. مطلبنا الشراكة، والشراكة الحقيقية، لا أقل ولا أكثر.

لا مجازفة في القول ان هذا "المنطق"، على تهافته في الشكل والمضمون، هو الذي يضع البلاد والعباد معا أمام مصير بات معلوما جدا، وليس مجهولا كما يردد بعض الغيارى على البلد، ومؤداه الانجرار الى ما ظن اللبنانيون كلهم أنه لن يعود أبدا: الى أعوام القهر اللبناني العام والشامل، القهر الذي لم ينج منه أحد في هذا البلد، تقتيلا وتدميرا وتهجيراً.

ولأن الجميع، بمن فيهم المعارضون أنفسهم، يدركون جيدا هذه الحقيقة المرة وهم يحذرون علنا وبوضوح من الانجرار الى هذا المصير "المعلوم"، فاللبنانيون المقهورون ـ وهم يزدادون قهرا كل يوم ـ لا يملكون الا أن يتساءلوا بحزن عن معنى "القرادية" التي تتردد يومياً: لا عودة من الشارع من دون التحقيق الكامل وغير المنقوص للأهداف.. وأية أهداف، غير الحرب الأهلية التي لن تكون خطوط تماسها هذه المرة الا خطوطا بين بناية وبناية أخرى ملاصقة لها؟!.

وهل يعي "الاصطفافيون"، هؤلاء الواقفون في الصف بانتظار أن تأتيهم "التعليمات"، الى أي منزلق ينزلقون؟!.

(*) كاتب وصحافي لبناني

 

 الكاتب السياسي والباحث التاريخي ربط ما ينفذ اليوم  بمخطط يملك وثيقته "نهرو" منذ العام 1956

 سيمون عواد لـ "السياسة": تقسيم الشرق مذهبيا سيولد قوميات وأثنيات على أساس إقليمي

 بيروت - من ليندا عثمان: السياسة

لا يمكن لاي سياسي, في راي محاورنا الباحث التاريخي والكاتب السياسي سيمون عواد ان يتعاطى السياسة ما لم يكن دخل بهو التاريخ, لانه يكون كالطبيب الذي لم يدخل عيادة او كالمحامي الذي لم يتدرج في مكتب محاماة, ومع ذلك, فمعظم السياسيين يتخبطون في الاخطاء لانهم يجهلون الاسباب والعلل اي تشخيص اية مشكلة بما تستحقه من دراسة وفهم.

عواد نقل ما لا يقل عن ثلاثة الاف صفحة لموسوعة جواد بولس التاريخية بالفرنسية, "شعوب الشرق الادنى وحضاراته" المخمسة الاجزاء والتي قدمها الجنرال شارل ديغول والمؤرخ البريطاني المعروف ارنولد توينبي "الى العربية", كما اسهم في صياغة المذكرات التي كتبها الجنرال اميل البستاني. فضلا عن كتابته مذكرات هنري فرعون, واسهامه في مذكرات كميل نوفل ترجمات البيت الابيض ونشر معظمها في "دار عواد" التي يملكها في بيروت كما انه حاليا انشا جريدة سياسية اسبوعية في الولايات المتحدة الاميركية هي: "New Arab vision " حيث يتولى رئاسة تحريرها.

تجربة طويلة في التاليف والكتابة والنشر ومعايشة الاحداث في صلبها انطلاقا من توليه نيابة رئاسة تحرير مجلة "القضايا المعاصرة", التي كانت تصدر عن دار النهار في مطلع السبعينيات الى جانب السفير محمد علي حمادة, ونشره العديد من الكتب: كلمات بلا حدود, الذي يتضمن اسرارا سياسية لم تنشر و"دور الاسر في تاريخ لبنان" الذي قدمه الرئيس شارل حلو, و"مصير الله" الذي نشره في مطلع شبابه, وقدمه ميخائيل نعيمة وجواد بولس والفيلسوف اللبناني كمال يوسف الحاج والعلامة الشيخ عبد الله العلايلي.

تجربة غنية في البحث والتاليف والحوارات والندوات والمحاضرات رصدتها »السياسة« في هذا الحوار:

* كونك نقلت الموسوعة التاريخية لجواد بولس المخمسة الاجزاء, والتي قدمها الجنرال شارل ديغول والمؤرخ البريطاني ارنولد توينبي, الى العربية, كيف تنظر من النافذة التاريخية الى ما يجري حاليا في لبنان والمنطقة?

- منذ ثلاثة الاف سنة ق.م. والمعطيات التاريخية تنم بوضوح عن مصدر الموجات البشرية التي تدفقت على الشرق وتفاعلت فيه حتى استقرت.

اول اشارة الى مصدر هذه الموجات كانت في الالف الرابع, حيث اقام السومريون القادمون من سهول روسيا السيبرية في المنطقة السفلى لبلاد الرافدين (بلاد سومر).

والاكاديون الاولون, وهم ساميون من البادية السورية العربية, استقروا في بلاد الرافدين الوسطى (بلاد اكاد وبابل لاحقا). فالبادية السورية راحت تطلق, على فترات متلاحقة, جماعات من الرحل لاحتلال الاراضي الزراعية. وبلاد الرافدين راحت تندفع نحو سورية الشمالية وصولا الى المتوسط... ومصر في اتجاه فلسطين وفينيقيا للدفاع ضد اي هجوم من بلاد الرافدين او اسيا. اذا, كان الممر اللبناني-الفلسطيني محط اطماع هندو-اوروبية في اسيا الصغرى وارمينيا وايران واليونان واسيويين قادمين من مناطق بعيدة.

ولبنان, الذي شاءت جغرافيته ان يكون على مفترق طرق دولية كبيرة منذ القدم, وقعت ارضه تحت حوافر الغزاة, فلم يستطع الغزاة طبعه بطابعهم بل يمكن القول انه هو الذي طبع الغزاة. وقد ظلت هذه الثابتة الجغرافية راسخة في الجماعات اللبنانية التي توالت على ارضه وان اختلفت على قسمته في مراحل من التاريخ سبقت ظهور الاديان السماوية وتنازعها على السلطة والنفوذ وسط تجاذب مذهبي مفتعل بعدما بات هم القوى العظمى, وعلى راسها الولايات المتحدة الاميركية, حماية النفط واسرائيل.

لناخذ العامل الداخلي قبل ظهور الاديان السماوية مثلا, ففي نصوص راس شمرا العائدة الى 1400 ق.م. ما يدل على انه كانت هناك اديان بدائية وثنية تنضوي تحت تجمعي "ايل" و"بعل". وكانت بينهما صراعات موسمية ظاهرها الحقوق والوظائف وباطنها مطامع اقليمية كان يحركها في الجوار جماعات "داغان" في سورية لصالح جماعة "بعل" والفراعنة في مصر لصالح جماعة "ايل". الا ان هذه الصراعات سرعان ما كانت تنتهي بتوصل اللبنانيين القدامى الى تسوية اثر اكتشافهم مرارة التدخلات الخارجية ونياتها التوسعية التسلطية.

* ولكن الا ترى ان حالة المنطقة اليوم قد فجرت المسالة الشرقية المتعلقة بالاقليات?

- اولا لنعترف اننا كنا ضحية حربنا الخاسرة مع روما يوم اضطر هنيبعل الى التراجع اخر لحظة تحت ضغط الداخل السياسي في قرطاجة.

منذ ذلك الحين انتصر خط الحرب على خط السلم في العالم. فانتصار روما كرس خلقية الانقسام والتقاتل منذ اكثر من الفي عام, واوجد حالة تُعرف "بالاقليات" و"الاكثريات" في العالم. كانت الحرب بالنسبة الى لبنان منذ عهد هنيبعل, وقبله زينون, الخط الفكري وسيلة لبلوغ السلام, فيما كانت بالنسبة الى روما و"الرومات الجديدة" غاية في حد ذاتها.

فمشكلة الاقليات اقدم بكثير مما نتصور. الا انها لم تبرز بحدة الا في العهد العثماني في اواسط القرن السادس عشر. ومنذ ذلك الحين اخذت تتفاعل وتنخر في بنية الامبراطورية العثمانية حتى قضت عليها.

صحيح انها بدات دينية الا انه اختل فيها عاملا القومية والدين حتى انتهت الامبراطورية الكبيرة التي دامت اربعمئة سنة الى الانقسام والاقتسام.

* ولكن أليس ثمة اهمية للعوامل الاقتصادية لتلعب دورا في ايقاظ النعرات والحروب?

- كل الحروب, قديمها وحديثها, بدات بعوامل اقتصادية واطماع. مثلما هي اليوم بدافع النفط "الاقتصادي" وغدا "المياه".

فثمة وجهان لحربين بارزتين نشاتا نتيجة عوامل اقتصادية واثرتا تاثيرا بينا في حياة العالم: النازية والشيوعية. فالنازية ما كانت لتنطلق لولا الجشع اليهودي. ولولا بطر القياصرة المستهتر لما كان ماركس, ومن ورائه هيغل. ومن يدري غدا, قد يقوم اليانكي في اميركا قيامة هتلر.

اما "الحرب الباردة" التي عادت الى مسرحنا في الشرق الاوسط, بعد افول النفوذ الشيوعي كقوة مواجهة للراسمالية الاميركية, والتي نعاني من اثارها اليوم فهي الحرب المقنعة التي تتحارب فيها القوتان الغربية والشرقية والتي اضيفت الصين اليها حديثا, اما هذه الحرب الباردة فتحارب من خلالها القوى الفرعية والشرقية بالواسطة وان كانت وجها الى وجه. فمصانع الاسلحة تتبارى في التصنيع المتقدم, وهي بذلك تنتج, وانتاجها بحاجة الى تصريف, ولا تصريف بدون استهلاك, ولا استهلاك الا في المعارك والفتن والثورات والحروب. لذلك نرى شرارة حرب الكبار تصل الى مناطق نفوذهم المباشر في الشرق الاوسط والقارة الافريقية, حتى ان المنظومة الاشتراكية كانت ضحية هذا السحر.

ورغم ان منظمة الامم المتحدة جاءت بعيد الحرب العالمية الثانية لتضع حدا للحروب, الا انها لم تتمكن من وضع حد لانتاج الاسلحة, وهنا سر اخفاقها.

لذلك لا سبيل الى ايقاف الحروب, طالما ان هناك قابيلا وهابيلا, بل الى تنفيسها حتى لا تقضي على البشرية والحضارة معا بضربة قاضية, اي بضربة نووية لا تُبقي بشرا او حجرا على وجه الارض.

* ضمن هذه المعادلة الشائكة, كيف للبنان ان ينجو من براثنها المتغلغلة في كل جوانبه?

- باستيعاب نفسه.. وبالعودة الى معادلة الارادة في العيش المشترك, وان بصيغة معدلة تتجاوب مع صيغ العصر.

وعليه ان يُبقي المبدا الروحي, الذي يولد المشاعر العليا وفي راسها التضامن الاجتماعي او الشعور الوطني في الازمات.

على ان الاهم من ذلك كله هو حرصه على الحرية المنسجمة التي بدونها لا معنى لبقائه رقعة انسانية متميزة في هذا الشرق. ولنتذكر دائما ان ثمن الحرية عذاب الا انه عذب, وان ثمنها الام الا انها امال.

ولم تهزني في هذا المجال وصية الشاعر المجري الذي حمل راية قومه الى التحرر عندما قال: "اذا مُت فانزعوا جلدي وشدوا منه طبلا تقرعون عليه كلما دعا الواجب ليكون نداء الذي قضى تحت العلم".

هكذا افهم رسالة الاستقلال حية في موت الذين استُشهدوا او ناضلوا في سبيل الحياة الحرة الكريمة.

* اعود الى سؤالك. الا تعتقد ان صيغة لبنان اهتزت بفعل اثارة المسالة الشرقية?

- كثيرون يختلط عليهم الامر في تحديد المسالة الشرقية بعلاقات الشرق والغرب, مع انها في العمق هي مسالة الاقليات في الشرق وفي كل مكان.

واذا رجعنا الى التاريخ العربي, نجد ان الاكثريات ليست مهمة ازاء النوعيات القيادية التي قادت العرب بعد المرحلة الاموية, وكلها غريبة, اكاد اقول عن المحيط العربي وليس عن اهله فقط. وخير دليل صلاح الدين الايوبي, ولا استثني من المرحلة الحديثة والقريبة من ذاكرتنا سوى الرئيس جمال عبد الناصر الذي اوجد ثقلا سياسيا للعرب ككلمة ورفع صوتهم في المحافل الدولية عبر انضمامه الى مجموعة دول عدم الانحياز كقوة ثالثة في مواجهة الجبارين انذاك الولايات المتحدة الاميركية والاتحاد السوفياتي السابق. اذا, وسط هذا التناقض المذهبي الكبير, وموجزه لبنان تبرز اسرائيل المستفيدة الكبرى من هذا الصراع الذي اتخذ منحى دمويا تصاعديا خطيرا في العراق وسياسيا عميقا في لبنان... اذ من مصلحة الدول الكبرى الاستفادة من هذا التناقض لتقاسم الخيرات النفطية وسواها واضعاف الكيانات لتكون اسرائيل هي الكيان "الاقلي" الاكبر المهيمن عسكريا, واقتصاديا عبر الممر الاميركي.

اوَلم تُشِر وثيقة سرية يملكها نهرو قبيل احداث 1958 في لبنان (وقد اطلعني عليها الشاعر الصديق عمر ابو ريشة الذي كان سفيرا وصديقا لنهرو وهي الان ضمن اوراقه المودعة في مكتبة الكونغرس الاميركي الى جانب شخصية شرقية كبيرة هي الصديق الذي عرفته عن كثب وعمق هو الدكتور شارل مالك) اوَلم تُشِر هذه الوثيقة الى هذا المخطط الكبير?! فهذا المخطط حتى الان, وفي ظل التناقضات العربية وتنافس القياديين, يبدو احتمالا وشيكا اذا لم تتوحد الجهود العربية وتقفز فوق انانياته القيادية لتواجهه بالتضامن وارى انه اذا تقسم الشرق الاوسط, او اذا توزع في احسن الاحوال, على اساس مذهبي مع وجود العامل الايراني الممتد عبر العراق وسوريا ولبنان وفلسطين سينتقل لاحقا الى قوميات واثنيات اوروبية غربية وشرقية على اساس "اقليمي". فالمعروف ان الاقاليم التي وحدتها المسيحية عادت, بعد فترات انقطاع اليوم, الى نغمتها القديمة والتباهي بجذورها التاريخية بغض النظر عن الدين: الباسك, البروتون, البوردلي, الالزاس واللورين... وفي المانيا الهلفيت, السوديت... بالاضافة الى اوروبا الشرقية. بمعنى ان اوروبا كلها معرضة للبلقنة بفعل بلقنة الشرق. ومن يدري? قد يكون لهذه البلقنة حسنة وحيدة هي انه لا تعود هناك حروب كبيرة بين دول كبرى.

* اذا, انت من المعتقدين بان الصراع اللبناني هو شرارة المسالة الشرقية, وليس كما صُور لطمس القضية الفلسطينية?

- بل ان القضية الفلسطينية هي في صلب هذا الصراع وجوانبه المتعلقة بعودة اللاجئين من لبنان وسورية الى ديارهم. فانا لا انكر ان اسرائيل تخشى من قيام الدولة الفلسطينية, الا انها تخشى من ان تصبح هذه الدولة قاعدة سوفياتية او صينية او ايرانية او ما الى ذلك, بل لان الدولة الفلسطينية تشكل خطرا على الكيان الصهيوني في فلسطين, بل لانها تُعتبر بحسب كتاب "غي تاراد" الصادر عن دار "روبير لافون" الفرنسية الرقم 22 مشؤوما وفق نبؤات حزقيال. فهيكل سليمان دمر للمرة الاولى عام 598 ومجموع هذا التاريخ 8+9+5=22, وتجسد الخطر العربي لدى اعلان قيام اسرائيل كان عام 1948 ومجموعة 8+4+9+1 =22 وعدد الدول العربية اليوم هو 21 فاذا قامت الدولة الفلسطينية اصبح 22. ويتخوف الاسرائيليون "العارفون" بحسب النبؤات.. لاعتبارات مستمدة من الخوارط الماورائية التي يعتمدونها, رغم تقدمهم بالمعنى المادي التكنولوجي والمتطور في مجرى المبتكرات النووية والالكترونية من كل مجموع ارقام مساوٍ لل¯22?!

* في خلاصة تفكيرك ورؤياك التاريخية, لماذا الاقليات الموزعة في دول صغيرة تعرضت للتفجير, فيما بقيت الاقليات المنضوية في الاتحاد السوفياتي السابق طيلة 70 عاما بمناى عن هذا التفجير وكذلك في الولايات المتحدة الاميركية?

- يُقاس الرقي الاجتماعي بقدرة المجتمع المتحضر على هضم الاقليات او استيعابها وحملها على الانسجام مع الشعب الواحد في بوتقة الامة الموحدة.

الاتحاد السوفياتي السابق او الدولة الروسية في عهودها القيصرية كانت مؤلفة من شعوب وقبائل وجماعات متباينة لغة واصلا ولونا وعرقا ومفهومات ونمط حياة وتقاليد وعادات... ولم يكن هذا الخليط ليخلو من منازعات وثورات واضطرابات تعالجها السلطة المركزية بقوة السلاح. ولما جاء النظام الشيوعي اعتمد نظام الجمهورية المتمتعة بادارة محلية شبه مستقلة, تجعل كل واحد من الاقليات العديدة مطمئنة الى وجودها المعترف به في تركيب جسم الدولة الواحدة. وهذا نوع من اللامركزية يساعد على ايجاد نوع من التفاهم السياسي لا نستطيع اعتباره انسجاما شعبيا او تكاملا قوميا.

اما في اميركا فيختلف وضع الاقليات من حيث الاصول والمذاهب واللغات التي ينتمي اليها المواطنون الاميركيون.

ففيما احتضن الاتحاد السوفياتي السابق شعوبا وجماعات مستقرة في ارضها استوردت اميركا مهاجرين من مختلف شعوب الارض الى وطن جديد. ففي حين يقيم المواطن في الاتحاد السوفياتي السابق ولو انفصل على ارضه ومحيطه وبيئته, فان المواطن الاميركي ظل الى حدٍّ ما اوروبيا او افريقيا او شرقيا وحافظ الى حدٍّ ما ايضا على معتقداته وعاداته وتقاليده فضلا عن لونه. الاقليات في الشرق, وهنا بيت القصيد, تختلف بتنوعاتها القومية والدينية والطائفية. فهي اقليات تتمتع بنوع من الوحدة الجغرافية لا المركزية الجغرافية على غرار الاتحاد السوفياتي السابق او التمركز الجغرافي على غرار اميركا اي انها في اكثريتها تستقر في ارض مشتركة لها, وهي تؤلف مجتمعات وطنية مصغرة في داخل مجتمعاتها الكبيرة وتحافظ على تقاليدها وعاداتها النابعة من عقيدتها وحياتها الخاصة.

* وكيف ترى الحل في لبنان في تركيبته الطائفية المتنوعة والتي تتفجر بفعل تدخلات اقليمية وتداخلات دولية من خلالها?

- لقد لحظ اتفاق "الطائف" كمرحلة اساسية لانهاء الحروب المتعددة الشعارات والعناوين على ارض لبنان في تكريس التوازن في السلطات التنفيذية والتشريعية وسواها غير انه قيدها ببعضها بعضا حتى باتت عاجزة عن الحركة الا بالتوافق والاتفاق كما حصل الان نتيجة التجاذب والشحن من كل جانب اقليمي ودولي.

غير انه لحظ في المقابل حلا لامركزيا اداريا مهما لتخفيف الشكوى من هيمنة فريق على فريق. الا انه لم يُعمل به نتيجة الوصاية السورية التي كانت مركزية بامتياز. لذا لا بد من تحييد الشكوى في كل مرة ومن كل طائفة او مذهب بتقوية العامل اللامركزي من خلال اللامركزية الادارية.

 

حدادة التقى قيادات من الأحزاب الإشتراكية واليسارية في باريس : لا مدخل الى حل الأزمة إلا بالعودة الى الشعب عبر انتخابات مبكرة

الدعم العالمي للبنان سيتحول حكما الى عبء على الفئات الشعبية تشكيل حكومة مؤقتة تأخذ صلاحيات رئيس الجمهورية والمجلس النيابي وتنظم إنتخابات مبكرة على أساس قانون ديمقراطي يرتكز على النسبية

وطنيةـ29/1/2007(سياسة)إلتقى الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني الدكتور خالد حدادة قيادة الحزب الإشتراكي الفرنسي، ممثلة بأمين السر الوطني للحزب الإشتراكي "موريس برود" وأعضاء لجنة العلاقات الخارجية، وتخلل اللقاء عرض للوضع السياسي في المنطقة وفي لبنان بشكل خاص والعلاقات اللبنانية ـ الفرنسية،إضافة الى العلاقات الثنائية بين الحزبين. وشرح حدادة لقيادة الحزب الإشتراكي موقف الحزب الشيوعي المعارض من موقعه الوطني الديمقراطي للسلطة الحالية في لبنان، عارضا مبادرة الحزب لحل الأزمة الحالية في لبنان بما يفتح المجال لتأسيس دولة وطنية ديمقراطية، بديلة لاتحاد إمارات الطوائف الذي يجعل لبنان دائما عرضة للتوترات الأهلية الداخلية، المترافقة مع تدخلات خارجية مؤججة للتناقضات الداخلية وموظفة لها. وذكر حدادة في هذا المجال بانعكاسات التصعيد الأميركي الخطير في المنطقة وما يخلقه من حروب وفتن من العراق الى فلسطين ولبنان. مطالبا في شكل خاص بموقف واضح من استمرار الإعتداءات الإسرائيلية على لبنان بأشكالها المختلفة. وانتقد حدادة حكومة السنيورة المسؤولة في شكل مباشر وأساسي عما وصل اليه الوضع الراهن والنتائج الكارثية لتمسكها بالسلطة وارتكازها على الدعم الدولي وخصوصا الأميركي، ما يهدد ببقاء لبنان في خضم توتر اهلي قد يتحول الى حرب أهلية جديدة. مشددا على السياسة المنحازة للرئيس الفرنسي شيراك التي لا تساهم بتطوير علاقات واضحة وجدية بين فرنسا وكل الشعب اللبناني وليس بعضه.

كما أكد حدادة موقف الحزب من التحركات الأخيرة آخذا على المعارضة الحالية عدم طرحها حتى هذه اللحظة مشروعا متكاملاً للتغيير الديمقراطي، مما يجعل حركتها تراوح في ميدان تجديد النظام الطائفي التحاصصي نفسه.

وانتقد حدادة الطريقة التي تم فيها التحضير لمؤتمر باريس (3) والذي أفقده جزءا أساسيا من أهميته، حيث برز جانب التظاهر السياسي المتمثل بتصريحات السيدة رايس والرئيس شيراك والتي تؤشر الى أن الدعم المقر لن يخرج عن كونه محاولة خارجية لتدعيم طرف سياسي متوافق مع مصالح أميركا في شكل خاص.

وشرح حدادة للوفد الإشتراكي، العواقب الإقتصادية ـ الإجتماعية، للسياسة النيوليبرالية المعتمدة منذ بداية التسعينات والتي أوقعت لبنان تحت دين عام تجاوز أكثر من 45 مليار دولار من دون خلق آليات اقتصادية تعزز إمكانية تحويل أي دعم دولي لإنهاض حقيقي للاقتصاد الوطني.

وأكد حدادة، أن القرارات الجديدة لباريس 3 وفي ظل النظام نفسه القائم على المحاصصة المحتضنة للفساد والهدر، وفي ظل السياسة المالية والإقتصادية للحكومة فأن ما يسمى بدعم عالمي للبنان سيتحول حكما الى عبء على الشعب اللبناني وكافة فئاته الشعبية، وعلى شبابه في المستقبل خصوصا، وأن المساعدات التي قدمت لم تتجاوز 10% من المبلغ المقر والباقي أتى تحت صيغة ديون ميسرة. وهذا ما يخفف من الضجة المثارة حول الآثار الإيجابية للمؤتمر ويحصرها في شكل خاص بدوافعها السياسية. أما بخصوص الدعوة للعودة الى المؤسسات، فأشار حدادة الى أن المؤسسات الدستورية كلها في لبنان تعاني أزمة حقيقية من رئاسة الجمهورية، الى الحكومة الى مجلس النواب. وفي هكذا حال وفي إطار النظام الديمقراطي لا يبقى كمدخل الى حل الأزمة إلا العودة الى المؤسسة الأهم والتي هي الشعب اللبناني عبر انتخابات مبكرة، فالأحتكام الى الشعب هو المدخل لتخفيف التوتر، خصوصا أن الحكومة الحالية كانت قد أتت بعد إنتخابات جرت في ظروف توترات مشابهة. ولذلك فالحزب الشيوعي ركز في مبادرته على إستقالة الحكومة الحالية تشكيل حكومة مؤقتة تأخذ صلاحيات رئيس الجمهورية والمجلس النيابي وتنظم إنتخابات مبكرة على أساس قانون ديمقراطي يرتكز على النسبية وخارج القيد الطائفي ويمهد لإنتخاب مجلس شيوخ، وذلك وفقا لإتفاق الطائف. كما تحقق هذه الحكومة مطلب التوافق حول إنشاء المحكمة الدولية التي كان الحزب أول من أيدها خاصة وأن الإغتيالات طالت من ضمن من طالتهم شخصية وطنية، يسارية وعربية، مهمة، من وزن الشهيد جورج حاوي وآخرين. وأكد المسؤول الإشتراكي على إهتمام حزبه بتطوير العلاقات الخاصة بين الحزبين وعلى أولوية بناء النظام العلماني الديمقراطي كحل جذري للحالة المتكررة في لبنان، واعدا بدراسة جدية لمبادرة الحزب وإمكانية المساعدة لتطوير السياسة الفرنسية تجاهه من أجل تحويلها فعلاً الى سياسة داعية لسيادة لينان واستقلاله ووحدة شعبه بإطار وطن مستقل وديمقراطي.

وكان الدكتور حدادة إلتقى في بروكسيل مع وفدين، الأول من الحزب الإشتراكي الأوروبي (الذي يضم كل الأحزب الإشتراكية في أوروبا) وبرئاسة نائب أمين عام الحزب الإشتراكي الأوروبي "يونيك بوليت" ومع وفد من الحزب الإشتراكي البلجيكي برئاسة مسؤول العلاقات الدولية السيد "اتيان غودان".

وعرض حدادة مع الحزبين الأوضاع السياسية والعلاقات الخاصة. وخلال اللقاءات مع الأحزاب الإشتراكية استغرب الأمين العام للحزب الشيوعي، الظروف التي انعقد فيها إجتماع الإشتراكية الدولية في بيروت منذ شهرين، وتحديدا تلك المفارقة التي جعلت من اليمين اللبناني والأكثر تطرفا فيه، ومن ممثلي النهج النيوليبرالي، ضيوفا للمؤتمر بغياب اليسار اللبناني والقوى الديمقراطية، متمنيا على قيادة هذه الأحزاب المساعدة في تصحيح هذا الموقع الناتج عن غياب حزب إشتراكي حقيقي في لبنان، يلعب على الأقل جزءاً من الدور الإصلاحي الديمقراطي التاريخي للشهيد الكبير كمال جنبلا،ط وذلك في إطار يسار لبناني موحد، علماني وديمقراطي وغير طائفي أو مذهبي. وفي إطار آخر إلتقى الدكتور حدادة، كتلة اليسار في البرلمان الأوروبي ورئيسها "فرنسيس وورتز" حيث تمّ الإتفاق على تنظيم نشاطات لاحقة في البرلمان الأوروبي والبرلمانات الوطنية الأوروبية بالتنسيق مع الحزب الشيوعي اللبناني. والتقى الدكتور حدادة أيضاً قيادة الحزب الشيوعي الفرنسي تم التباحث في تعزيز العلاقة بين الحزبين، وتطوير أطر التضامن مع الشعب اللبناني في وجه الإعتداءات الإسرائيلية، وكذلك في دعم مبادرات الحزب على مستوى المنطقة وفي شكل خاص مبادرة الحزب لتجاوز المرحلة الخطيرة في لبنان. والتقى حدادة كذلك قيادة التجمع الشيوعي الثوري في فرنسا.