المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم الأربعاء 31/1/2007

اسهروا إذن لأنكم لا تعلمون اليوم ولا الساعة

 

البطريرك صفيرعرض التطورات مع وفد برلماني بلجيكي وشخصيات زارته

وطنية-30/1/2007 (سياسة) عرض البطريرك الماروني الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير الاوضاع العامة في البلاد مع زواره في الصرح البطريركي في بكركي. فاستقبل على التوالي: النائب والوزير السابق الياس الخازن، رئيس رابطة النواب السابقين شفيق بدر، رئيس حركة التغيير ايلي محفوض، الدكتور رينيه الجميل ورفيق ابي يونس. كما التقى المرشد العام للسجون الاب ايلي نصر الذي وجه لغبطته دعوة للمشاركة في المؤتمر العالمي للجنة العالمية الكاثوليكية لرعوية السجون والذي سينعقد في روما ما بين 5 و 12 ايلول 2007 تحت عنوان "اكتشاف وجه المسيح في كل سجن"، والذي سيشارك فيه كرادلة واساقفة ومرشدي السجون والمنظمات الدولية من ستين دولة. وظهرا استقبل البطريرك صفير الوفد البرلماني البلجيكي الذي يزور لبنان برئاسة نائب رئيس البرلمان جان مارك دي ليجييه في حضور السفير البلجيكي في لبنان ستيفان دو لوكير وجرى عرض التطورات والمستجدات محليا واقليميا.

 

حزب الله بعد انهيار شريكه المسيحي إعادة الانقسام الأهلي إلى اصوله التاريخية

الثلائاء 30 يناير - بلال خبيز -ايلاف

بلال خبيز: شاع في وسائل الإعلام وبين السياسيين في لبنان إثر احداث يوم الثلاثاء الأسود، ان طلباً ايرانياً واضحاً وصريحاً حدا بحزب الله إلى تعليق عمليات قطع الطرق في بيروت والمناطق. وأغلب الظن ان مثل هذا الطلب قد طُلب فعلاً من حزب الله، وكان له أثره الكبير في قرار الحزب المذكور. وليس مستغرباً ومستهجناً ان يخضع حزب الله للإرادة الإيرانية وينفذ مطالبها، خصوصاً إذا ما تذكرنا ان السيد حسن نصرالله في خطبته الاخيرة امام مجلس العزاء العاشورائي ليل 28 جانفي – كانون الثاني اعاد تأكيد خصوعه الواضح لسلطة ولاية الفقيه المتمثل بالسيد خامنئي وارث الولاية من المرشد الروحي للثورة الإيرانية وقائدها الاول الراحل إية الله الخميني. مع ذلك لا يمكن النظر إلى حزب الله وسلوكه في الداخل اللبناني بوصفه لا يملك حق التقرير في اي خطوة يريد القيام بها، او يرى مصلحة له في ادائها.

وسبق للسيد حسن نصرالله ان اعلن في خضم الأزمة الطاحنة التي عصفت بلبنان منذ بداية الأسبوع الاخير من شهر جانفي – كانون الثاني، ان الجمهورية الإسلامية لن تحرج اصدقائها في لبنان. مما يعني ان هامش المناورة والحركة التي يملكها الحزب لا يستهان بمجالها الواسع. وكان الزميل نصير الأسعد قد اشار في مقالة نشرتها صحيفة "المستقبل" اللبنانية ان الجمهورية الإسلامية في ايران التي تجد نفسها مضطرة إلى ابداء قدر من المرونة في المواقف حيال لبنان والعراق وفلسطين في هذه الفترة، وبعد تجدد الهجوم الاميركي على المنطقة، تحسن ايضاً التفاوض "على الحامي"، بمعنى انها تحاول الاستفادة من اي اختلال في موازين القوى في الساحة الداخلية اللبنانية لصالح حزب الله تحسيناً لشروطها في المفاوضات.

لكن تبعية حزب الله للسيد الإيراني وخدمته سيداً آخر هو السيد السوري لا تعفي من ملاحظة التغيرات في موازين القوى الحاصلة في لبنان، والتي تم تظهيرها على نحو واضح في احداث يوم الثلاثاء الأسود. حيث ان ما جرى في المناطق الشرقية من بيروت وفي مناطق المتن وكسروان وبعض شمال لبنان، اثبت هشاشة الموقع العوني في المعادلة المارونية العامة. إذ جوبه التيار الوطني الحر في ذلك اليوم بمزاج شعبي غالب يؤثر عدم الإنزلاق إلى خطوات تصعيدية كبيرة من قبيل التجاوب مع الإضراب العام الذي دعت إليه المعارضة التي يقودها حزب الله، فضلاً عن نجاح رئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية السيد سمير جعجع في تحشيد محازبيه لمواجهة مناصري التيار الوطني الحر بزعامة الجنرال ميشال عون مما ادى إلى فتح الطرق كافة في المناطق المسيحية عموماً من بيروت وجبل لبنان وشماله.

هذا الهزال الذي اصاب الجنرال عون وتياره في الوسط المسيحي عموماً ادى إلى اخراج قادة حزب الله عن طورهم في التصريحات الأخيرة. فتركز هجوم هؤلاء في الأيام التي تلت هذه الحادثة على خطين متوازيين ويتسمان بالحدة نفسها. فوجهوا للزعيم الدرزي وليد جنبلاط وقائد القوات اللبنانية سمير جعجع اتهامات بالغة الخطورة وشنوا عليهما حرباً مواقفية لا مجال فيها لأي لبس او غموض، ولا مجال فيها لأي تراجع. والهدف من هذا كله في ما يبدو يمكن رده إلى اتجاهين يؤشران إلى وجهة الهجوم الذي ينوي حزب الله تركيزه في المقبل من الأيام. حيث يريد حزب الله، عملاً بالنصيحة الإيرانية المتخوفة من انتشار نار الفتنة الشيعية – السنية خارج حدود العراق، إلى تركيز الهجوم مجدداً على الطابور الخامس الذي يذكي نار هذه الفتنة، وهذا الطابور الخامس، بحسب قادة حزب الله، ليس اقل من طائفتين كبيرتين من الطوائف اللبنانية. فحزب الله الذي يريد تجنب الفتنة الشيعية – السنية في لبنان يحاول اعادة الانقسام الاهلي اللبناني إلى خطه التاريخي الأصلي اي الانقسام المسيحي – المسلم، مضيفاً إليه عنصراً جديداً هو الطائفة الدرزية التي يناصبها حزب الله اليوم اعلى درجات العداء. وبهذا يستبدل حزب الله الفتنة الراهنة بفتنة من الماضي اللبناني، وينفخ في نار الانقسام الاهلي المسيحي – الإسلامي بما يصب حكماً في غير مصلحة الجنرال عون.

والحق ان مثل هذا السلوك المكشوف انما يفصح عن يقين حزب اللهي بانهيار الحليف المسيحي الذي مثله الجنرال ميشال عون طوال الشهور الماضية. مما يعني حكماً انهيار النصاب السياسي الذي مكن حزب الله من الانتقال داخلياً من موقع المدافع عن نفسه امام قرقعة التدويل التي علا زعيقها إثر اغتيال الرئيس رفيق الحريري، والتي تغذت من نصاب سياسي غالب تمثل في الاجماع المسيحي - السني - الدرزي في مواجهة حزب الله وحركة امل وبعض نثريات الطوائف الأخرى. مما جعل حزب الله يشعر في تلك الأيام ان النصاب السياسي المتشكل في مواجهته قادر على فرض شروطه باعتبار انه نصاب غالب ويستطيع محاصرة الطائفة الشيعية بصرف النظر عن مدى حجم قوتها وقدرتها على المناورة والتعطيل.

لم يكن حزب الله على المستوى الداخلي قادراً على الانتقال من حال الدفاع التي وسمت سلوكه في الفترة التي اعقبت اغتيال الرئيس الحريري إلى حال الهجوم التي بدأت بشائرها الخطيرة تطل على اللبنانيين منذ اعلان ورقة التفاهم بين حزب الله وتيار الجنرال عون التي تم توقيعها والاعلان عنها في السادس من شباط – فبراير من العام الماضي من دون تحقيق التوازن في الميزان السياسي الداخلي، مما جعل حليفه العوني درة تاج حملته المعارضة. وبتهاوي التأييد الشعبي للجنرال عون وتياره في الوسط المسيحي وجد حزب الله نفسه مجبراً على البحث مجدداً عن تأمين تحالف سياسي جديد يوازن التحالف المتشكل في مواجهة مشاريعه وخططه. وهو إذ ينظر بعين المترقب لنتائج المباحثات السعودية – الإيرانية فإنه يطمح إلى ادخال البلد في انقسام اسلامي - مسيحي يستعيد كل تراث الحرب الأهلية السابقة. وهذا ما حرص على ابرازه كل قادته المفوهين في الخطب التي اعقبت ثلاثاء لبنان الأسود.

دعاه إلى الكف عن إرهاب الناس وتخويفهم

 

الأسعد: إلى أين تأخذ اللبنانيين يا سيّد حسن؟

المستقبل - الاربعاء 31 كانون الثاني 2007 - صريفا ـ "المستقبل"

سأل رئيس "تيار لبنان ـ الكفاءات" أحمد الأسعد الأمين العام لـ"حزب الله" السيّد حسن نصرالله: "إلى أين تأخذ اللبنانيين يا سيّد حسن إلى أين؟

وهل نحن فعلاً ذاهبون على متن سفن. كما قال نائبك الشيخ نعيم قاسم؟". وقال الأسعد في الاحتفال العاشورائي الذي أقامه في دارته في صريفا: "كفى تخويف الناس وإرهابهم لتبقى تحت رحمتكم ورحمة سلاحكم"، وسأل "إلى أين تأخذنا يا "سيّد حسن" ولماذا تمسككم الأعمى بإيران، وما الذي نجنيه نحن الشيعة في لبنان من هذا التمسك والتبعية لإيران، هل هي التكنولوجيا الديموقراطية؟". أضاف: "قد نفهم اضطراركم للتعاون مع سوريا وإيران ما قبل العام 2000، لكن اليوم لماذا هذا التمسك بإيران، لماذا التمسك بدولة لم تحارب معنا في أشد وأحلك الظروف، ونحن ألسنا شيعة لبنانيين، ننتمي إلى هذا الوطن العربي ومنذ متى كان الفرس يحبون العرب ويدافعون عنهم أليس احتقار العرب مغروساً في نفوس الفرس"؟.

وتابع: "ألم نصبح في الحقيقة وقوداً للدفاع عن هذا النظام الإيراني، لكن لماذا من أجل حفنة من الدولارات، وهل ما يصلكم من إيران من أموال كافٍ لتوفير حياة كريمة. لن أقول لكل اللبنانيين بل على الأقل لكل الشيعة في لبنان". وسأل الأسعد حزب الله: "عدا الشعارات أين مشروعكم العلمي والعملي من أجل مكافحة ومواجهة الفساد في لبنان؟ أين هو وهل يمكن ان تتولى الإصلاح ومحاربة الفساد مجموعة كانت من أهم رموز الفاسدين في عصر الوصاية السورية؟".

وأضاف: أين خطتكم الاقتصادية؟ هل لديكم موازنة بديلة؟ تقولون إن الأموال التي ستأتي من "باريس 3" ستذهب للفوائد المرتفعة في المصارف لمصلحة أصحاب السلطة، هذا كلام غير دقيق يا سيّد حسن؟ ألا تعلمون ان هبة بقيمة 4 مليارات دولار من إيران إلى الخزينة اللبنانية ستنعكس ايجاباً فماذا تنتظرون يا سيّد حسن؟ أم انه مجرد كلام لانكم تعلمون بأن إيران لا تستطيع دفع مبالغ كهذه؟ فإيران في نهاية الأمر ليست دولة غنية ولا دولة عظمى؟".

وقال: "فكوا تبعيتكم وارتباطاتكم بإيران يا سيّد حسن، اختاروا لبنان، وسترون ان جميع اللبنانيين سيمنعون أية محاولة تجاهكم، ومن أية جهة جاءت".

ودان الأسعد أعمال الشغب يومي الثلاثاء والخميس الماضيين، كما انتقد استخدام مصطلح "الوزراء الشيعة" إعلامياً، بل يجب استخدام "وزراء حزب الله" أو "وزراء حركة أمل"، وتطرق إلى موضوع التعويضات سواء من حزب الله أو من مجلس الجنوب، فقال "إن حزب الله يعوض على اتباعه وهو غير مسؤول قانونياً وإن كان مسؤولاً اخلاقياً، فيما مجلس الجنوب يتبع الدولة وهو للجميع وهو مسؤول قانونياً وأخلاقياً للدفع للجميع".

 

 النائب الخازن: لا استمرارية للبنان الا عبر قبول الآخر والتواصل معه

وطنية - 30/1/2007 (سياسة) أكد عضو "تكتل الاصلاح والتغيير" النائب الدكتور فريد الخازن، في حديث الى "صوت لبنان"، "ان ليس هناك من استمرارية للبنان كما نعرف ونريده الا عبر قبول الآخر والتواصل معه". وأسف "ان نضطر للحديث عن تحييد الجامعات او منطقة أو حي أو شارع وكأننا نقول ان الفتنة مسموحة في مكان وغير مسموحة في مكان آخر، ومن المؤسف اننا وصلنا الى هذا الكلام او هذا الخطاب السياسي". وقال: "الجامعات كانت ولا تزال واحات مفتوحة للحوار وتحصيل العلم والمعرفة، خصوصا للتواصل بين مكونات المجتمع اللبناني. وفي بلد مثل لبنان الجامعات لها دور كبير في موضوع التواصل والانفتاح على الآخر وقبول الآخر وايضا للتنافس السياسي، لكن التنافس السياسي السلمي الديموقراطي. يعني، المطلوب ان لا تتحول الجامعات الى ساحات متقابلة او الى مكان للفتنة او لصدامات مسلحة كما شهدنا الاسبوع الفائت".

أضاف: "هنا أتوجه الى الطلاب أولا ان لا تقبلوا ان تستعملوا وقودا لأي فتنة، وأتوجه الى المسؤولين والسياسيين ان لا يستخدموا الجامعات ويحولوها الى ساحات للنزاع، يعني المسؤولية مشتركة عند الجميع. فالتنافس السياسي الديموقراطي مكانه الاساسي هو الجامعات، تحصل انتخابات في الجامعات وتكون ديموقراطية وتشكل تجربة مهمة للطلاب لكن التنافس السياسي شيء واحداث الفتنة عبر الجامعات وفي الجامعات مسألة خطيرة جدا".

وعن الحديث، عن هدنة على المستوى السياسي وحظوظ نجاح هذا الموضوع وجديته، رأى النائب الخازن "انه لا يظن أن اي طرف في لبنان يسعى الى احداث حرب في لبنان او الى احداث وضع يؤدي الى حرب"، وقال: "لا اعتقد ان في ذلك مصلحة لأي طرف لبناني. نتكلم عن الهدنة وعن وقف اطلاق نار كلامي وتحريضي وغيره، وهذا أمر أساسي. واذا كان فعلا هناك من يدعو ونسمع الجميع يدعو الى هذا الامر، صحيح انهم يعنون ما يقولون وهذا يعني ان التحريض والشحن الكلامي والسياسي يجب ان يتوقف، لأنه يجب تخطي مرور هذه المرحلة ومن ثم الانتقال الى مرحلة توافق على حل سياسي قبل ان نمر بمرحلة هدنة فعلية تمهد لأي اتفاق سياسي". وتابع: "الاسبوع الماضي، عدنا الى الوراء بشكل كبير، وعلينا استعادة الموقع الذي كنا عليه قبل، كي نصل الى تفاهم سياسي لأن الأمور لا تحل عبر هدنة وهدنة اخرى وصدام، ومن ثم العودة الى هدنة والمطلوب هو حل سياسي، والحل السياسي يتمثل بحكومة وبالتفاهم حول الحكومة وحول المحكمة وهذا هو المدخل الصحيح لانهاء الازمة التي تمر بها البلاد ووضع حد لها". وهل يقرأ تكريس هدنة في الأفق لوقف التشنج والاحتكاك، أشار النائب الخازن الى "ان هذا ما نريده وما نتمناه، وعندي شعور يمكن ان يكون هناك التزام هذه المرة بالهدنة، وبالنتيجة ليس هناك خيار الا العودة الى الدولة ومؤسساتها الشرعية. وليس من مكان آخر للبنانيين يمكن أن يلتقوا فيه ويتواصلوا في الشأن السياسي تحديدا وفي الشأن الاقتصادي خصوصا بعد باريس - 3". وشدد على "ان ليس هناك من أداة أخرى وهذا يتطلب توافق سياسي حول كل المسائل المطروحة، والهدنة هي مرحلة فنحن علينا الانتقال من هدنة الى تفاهم حول المسائل السياسية المطروحة للخروج من الأزمة".

 

نصر الله يتهم واشنطن وعملاءها في لبنان بالعمل على إثارة الفتنة

بوش يتوعد بمحاسبة إيران وسورية وحزب الله على بث الفوضى في لبنان 

بيروت-»السياسة«: واشنطن - الوكالات: اتهم الرئيس جورج بوش ايران وسورية وحزب الله باثارة احداث العنف في الاونة الاخيرة في لبنان سعيا الى الاطاحة بحكومة السنيورة وقال انه "يجب محاسبة اولئك المسؤولين عن بث الفوضى ". وكانت تصريحات بوش الاولى التي يدلي بها تعقيبا على المعارك التي وقعت الاسبوع الماضي بين انصار الحكومة اللبنانية وخصومها وخلفت اربعة قتلى و200 جريح معيدة الى الاذهان ذكريات الحرب الاهلية في لبنان بين عامي 1975 و1990 . وقال بوش في بيان مكتوب "اني أشعر بخيبة أمل شديدة بسبب العنف واراقة الدماء في الاونة الاخيرة في شوارع لبنان ". وكرر بوش اتهام الولايات المتحدة لطهران ودمشق وحزب الله بمحاولة الاطاحة بالحكومة المنتخبة لرئيس الوزراء فؤاد السنيورة. وقال بوش "اولئك المسؤولون عن بث الفوضى يجب محاسبتهم" وأضاف قوله "سورية وايران وحزب الله يعملون لزعزعة المجتمع اللبناني وأهدافهم واضحة ". واضاف " انهم يثيرون العنف لمنع انشاء محكمة خاصة فيما يتصل باغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري ولمنع التنفيذ الكامل لقرارات مجلس الامن التابع للامم المتحدة الداعية الى نزع سلاح حزب الله ولاسقاط حكومة لبنان المنتخبة انتخابا ديمقراطيا" . وتعهد بوش بمواصلة دعم لبنان قائلا انه سيطلب من الكونغرس تخصيص 770 مليون دولار معونة للبنان التي وعدت بها واشنطن الاسبوع الماضي في اطار مساعدات دولية قيمتها 7.6 بليون دولار تعهد بها المانحون في مؤتمر بباريس. واعلن الرئيس بوش ان شعب ايران سيواجه "الحرمان" بسبب الطموحات النووية لقادته وحذر طهران بشدة من "زرع الخلاف والاذية" في العراق.وفي مقابلة مع الاذاعة الوطنية العامة قال بوش انه لا يخطط لاجتياح ايران لكنه حذر من انه "اذا صعدت ايران تحركها العسكري في العراق على حساب جنودنا والشعب العراقي البريء, فسنرد بحزم".

في المقابل حذر السيد حسن نصر الله الامين العام لحزب الله اللبناني في كلمة ألقاها امس خلال احتفالات إحياء ذكرى عاشوراء التي تعد الاهم بالنسبة للمسلمين الشيعة من أن لبنان سيبقى "مقبرة للغزاة"وهاجم نصر الله في الكلمة, التي ألقاها أمام عشرات الالاف من أنصاره الشيعة في يوم عاشوراء الرئيس الاميركي وإسرائيل لانهما يحاولان تدمير "حركات المقاومة عبر التقاتل.. لانهم (الولايات المتحدة وإسرائيل) يعدون من خلال أدواتهم وعملائهم لحرب أهلية في لبنان.اليوم في فلسطين هناك تقاتل داخلي ودم.والعراق يزداد كل يوم غرقا بالدم" وأضاف نصر الله بالقول إن "المقاومة اللبنانية" لن تهزم و"لن نسمح بأن يذل لبنان.هذا اللبنان الذي حطم معنويات أعتى الجيوش في العالم ودمر معنويات الجيش الذي لا يقهر .هذا اللبنان عصي على الذل. عصي على الاحتلال"وشدد على أن "لبنان..كان دائما مقبرة للغزاة وسوف يبقى دائما مقبرة للغزاة إن شاء الله" وذلك في إشارة إلى ما تعلنه حركته من انتصار حققته على إسرائيل في حرب ال¯ 33 يوما التي نشبت بين الجانبين في الصيف الماضي وقال الامين العام لحزب الله في كلمته "أنهم يعدون من خلال أدواتهم وعملائهم لحرب أهلية في لبنان" مشددا على أن "المقاومة في لبنان..تعلن الصبر والتحدي أمام الانجرار إلى أي حرب أهلية". واكد نصر الله ان المقاومة لم تضعف وقال "انني اؤكد جنوبا على جهوزية المقاومة ... من يظن ان المقاومة ضعفت ان المقاومة يئست.. ان المقاومة تعبت.. هو واهم واهم واهم " .ومنذ الصباح الباكر خرجت الحشود من الرجال والنساء والاطفال وهم يرتدون السواد في موكب بمعقل حزب الله في ضاحية بيروت الجنوبية لاحياء ذكرى عاشوراء وهم يهتفون "الموت لاميركا.. الموت لاسرائيل " ولطم رجال ونساء وأطفال صدورهم وحمل البعض أعلاما حمراء وصفراء وسوداء كتبت عليها شعارات دينية. وهتفت الجموع "هيهات من الذلة " .وفي تلك الاثناء , حذر المرجع الشيعي الاعلى في لبنان السيد محمد حسين فضل الله دول الخليج من توفير الغطاء لاي خطط أميركية تستهدف توسيع رقعة الصراع في المنطقة ودعا فضل الله الشعب الاميركي للتفكير مليا في الدرب الذي تمضي عليه إدارته لتحقيق "طموحاتها الجنونية والجامحة"

 

دمشق رفضت المحكمة الدولية وأصرت على الثلث المعطل وانتخابات مبكرة

السعودية رفضت الشروط السورية "التهدئة"وموسى في بيروت غدا لاستئناف وساطته

بيروت ¯ من عمر البردان: القاهرة ¯ يو.بي.أي:

بين الدعوات إلى المطالبة بهدنة إعلامية تخفف من وطأة التشنج السياسي والطائفي القائم, استناداً إلى ما طالب به رئيس الحكومة فؤاد السنيورة, وبين مساعي رئيس مجلس النواب نبيه بري لتحييد الجامعات اللبنانية عن الصراع السياسي القائم, تستمر حالة الترقب والحذر مسيطرة على الأوضاع الداخلية اللبنانية, في ظل مراوحة الاتصالات المحلية والخارجية دون حصول تقدم جوهري يطمئن اللبنانيين على منع تجدد المواجهات الطائفية ويفتح الطريق لحل سياسي مضمون من جانب قوى النزاع. في هذا الوقت كشفت مصادر نيابية بارزة في قوى 14 آذار ل¯"السياسة" أن النظام السوري يرفض وبأي شكل من الأشكال البحث في موضوع المحكمة الدولية, لا بل إنه لا يريد أن يسمع من أحد بكلمة محكمة دولية. وتشير المصادر إلى أن المسؤولين السوريين بعثوا برسالة واضحة المعنى إلى المملكة العربية السعودية نقلها المسؤول الإيراني علي لاريجاني الذي قابل خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز وتتضمن عدة نقاط كشرط أساسي للدخول في أي تسوية لتهدئة الأوضاع في لبنان وتسهيل الطريق أمام إنجاح المفاوضات وهذه النقاط هي:

أولاً: رفض إنشاء أي محكمة دولية إلا بعد انتهاء التحقيق, وبعدها يتم البحث في ما إذا كان ثمة ضرورة لوجود محكمة.

ثانياً: إعداد قانون انتخابات خلال ثلاثة أشهر, يصار بعدها إلى إجراء انتخابات نيابية في مهلة 6 أشهر.

ثالثاً: تشكيل حكومة وحدة وطنية يكون فيها للمعارضة الثلث زائد واحد.

رابعاً: إجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها ورفض البحث في إجراء أي انتخابات رئاسية مبكرة.ولفتت المصادر إلى أن الجانب السعودي رفض الطلب السوري ورأى فيه تناقضاً واضحاً مع ما تنص عليه المبادرة العربية التي يعمل على أساسها الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى, في وقت أشارت في مصادر ديبلوماسية لبنانية إلى أن دمشق من خلال هذا الموقف تؤكد أنها لا زالت حجر العثرة الأساسي والمعرقل الأول لنجاح المبادرة العربية ولاتفاق اللبنانيين على نزع فتيل الانفجار الذي يهدد لبنان بحرب أهلية حقيقية, لا بل أكثر من ذلك بحسب هذه المصادر, وكأن سورية تريد أن تقول للعالم بأن خراب لبنان هو الثمن للإصرار على المحكمة الدولية, وهذا الأمر لا يمكن القبول به بأي شكل من الأشكال. إلى ذلك, اعتبر وزير العدل شارل رزق أن نظام المحكمة الدولية ليس منزهاً ويمكن إعادة النظر به شرط الاتفاق المسبق على الملاحظات التي ستقدم وعدم المساس بالجوهر الأساسي للمحكمة. ورأى أن مؤتمر "باريس-3" ليس هبة, بل هو مساعدة أعطيت مقابل إصلاحات يجب القيام بها.

الى ذلك افادت مصادر ديبلوماسية عربية امس ان الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى سيتوجه الى بيروت الخميس المقبل لاستئناف وساطته بين الاطراف اللبنانية المتنازعة.

ويأتي الكشف عن استئناف وساطة موسى في الوقت الذي استبعد فيه السفير السعودي في لبنان عبدالعزيز خوجة عودة قريبة لموسى الى بيروت.

وقالت المصادر ان موسى قرر العودة الى بيروت بعد اتصالات اجراها مع الفرقاء المعنيين بالازمة في لبنان ومن بينهم الرئيس اميل لحود ورئيس الوزراء فؤاد السنيورة وامين عام حزب الله حسن نصر الله. واضافت ان موسى ابلغ من الاطراف اللبنانية انها تعول على مبادرته في حل الازمة. واشارت المصادر الى ان موسى ابلغ اطراف المعارضة بان هناك مرونة من قبل الاطراف المشاركة في الحكومة مما يستوجب اظهار مرونة من قبل المعارضة كذلك.

وكان موسى قد اجرى جولات كثيرة من الاتصالات مع الاطراف اللبنانية الشهر الماضي الا انه لم يفلح في اقناعها بحل الازمة الدائرة منذ اشهر.

 

 بعدما فشل في إشعال الفتنة يومي الثلاثاء أو الخميس الأسودين/دمشق تستعد لتحويل ذكرى 14 شباط إلى حرب أهلية وعملاؤها في لبنان يحشدون في بيروت وضواحيها

لندن - كتب حميد غريافي:السياسة

على الرغم من المفاوضات السلحفاتية الدائرة بين السعوديين والإيرانيين لإيجاد مخرج ولو موقت للأزمة اللبنانية التي باتت تهدد بحرب داخلية, وعلى الرغم من ظهور ضغوط مارستها طهران على »حزب الله« وتوابعه في بعض المحطات المسدودة المنذرة بالتفجير الأسبوع الماضي, إلا أن معلومات حصلت عليها »السياسة« من أوساط أمنية لبنانية في بيروت أمس ومن مصادر ديبلوماسية أوروبية في باريس أكدت أن هناك »استعدادات سرية في صفوف عناصر حزب الله المخيمة في ساحة رياض الصلح بقلب العاصمة وفي المناطق السنية - الشيعية المتداخلة أو المتقابلة حولها, لاستكمال الهجمة الغوغائية الدموية التي كانت تلك الضغوط الإيرانية جمدتها مساء الخميس الماضي بسحب أنصار »8 آذار« من تخوم جامعة بيروت العربية ومن طريق المطار ورفع الحصار عن بيروت, بمباشرة العمل على تطوير هذه الهجمة من »سلمية« إلى »عسكرية« عن طريق استقدام كميات من الأسلحة الخفيفة والقنابل اليدوية إلى بعض الخيام المنصوبة حول مقر رئاسة الحكومة وساحة الشهداء وشارع المصارف, وعناصر قتالية من حزب الله حلت محل المعتصمين وتسلمت المنطقة التجارية بكاملها والمناطق المحيطة ببيروت بشكل عام, إما استباقاً لتلك المفاوضات الدائرة في كل من الرياض وطهران لمفاجأتها بالتفجير بحيث تصبح عديمة الجدوى, أو انتظاراً ليوم الرابع عشر من فبراير, بعد نحو خمسة عشر يوماً حيث قررت قوى 14 آذار الحاكمة إنزال مؤيديها إلى ساحة الشهداء في الذكرى الثانية لاغتيال رفيق الحريري في عرض عضلات مقابل, كي يستغل نظام بشار الأسد هذه »الفرصة الذهبية« لضرب ضربته الثانية لإشعال الفتنة, بعدما فشلت ضربته الأولى يومي الثلاثاء والخميس الأسبقين في تحقيق هدفه هذا«.

وأكدت الأوساط الأمنية اللبنانية في اتصال بها من لندن أن »جماعات مسلحة من حزب الله وحركة أمل والحزبين القومي السوري, والبعث وبعض المجموعات الإسلامية التابعة لسورية, تستكشف منذ السبت الفائت المباني المشرفة على ساحتي رياض الصلح والشهداء تمهيداً لنشر مراقبة أو قناصة على سطوحها وفي طوابقها العليا, ما يعطي انطباعاً بوجود خطة تفجيرية قبل أو خلال حشد 14 شباط المقبل في قلب العاصمة«.

وقالت الأوساط استناداً إلى معلومات أمنية لبنانية من عدة أجهزة, أن المئات من عناصر حزب الله وحركة أمل ينزحون منذ نهاية الأسبوع الفائت عن الجنوب والبقاع باتجاه بيروت في سيارات, تحسباً لانسداد الطريقين الساحلي والجبلي (بيروت - دمشق) في حال اندلاع معارك, وعدم التمكن بعد ذلك من وصول إمدادات بشرية وتسليحية إلى المناطق الشيعية في تخوم بيروت, فيما تشاهد ابتداء من حلول الظلام عشرات العناصر الاستخبارية من الحزب والحركة وعناصر حزبية متعاملة معها تجوب أحياء وشوارع المناطق السنية ولكن بطرق فردية دون تجمعات تلفت الأنظار, رغم وجود متفرق علني لبعض سكان تلك الأحياء يقوم بحراستها ليل نهار«.

وقال ديبلوماسي فرنسي في باريس ل¯ »السياسة« أمس إن »الإيرانيين لو شاؤوا فعلاً لحلوا الأزمة في لبنان في ساعة واحدة, إلا أنهم على ما يبدو لا يستطيعون تجاوز حليفهم بشار الأسد ومصالحه هناك إذ ليس لديهم حلفاء آخرون, كما أنهم وسعوا في مفاوضاتهم المستمرة مع السعوديين حلقة مطالبهم مقابل إنهاء تمرد حزب الله و8 آذار على الدولة اللبنانية لتشمل وضعهم المأزوم في العراق بعد ظهور بدايات ستراتيجية جورج بوش هناك المصممة على اجتثاث التدخل الإيراني في البلاد, والتي بدأت باعتقال الديبلوماسيين والأمنيين الإيرانيين الستة الأسبوع الأسبق وبالقضاء على 300 مقاتل من »جند السماء« في كربلاء خلال الساعات الثماني والأربعين الماضية وهم مجموعة مستقلة تابعة لطهران, والمباشرة بتضييق الخناق على جيش المهدي بقيادة مقتدى الصدر العميل الأكبر لإيران«.

إلا أن السعوديين على ما يبدو »غير قادرين فعلاً على حمل بوش وستراتيجيته المعلنة على التراجع ولو جزئياً - حسب الديبلوماسي - كما أنهم غير متحمسين كثيراً للتدخل في الصراع النووي بين الطرفين, بالإضافة إلى أنهم يرون في هذه المطالب الإيرانية سقفاً أعلى بكثير من سقف الأزمة اللبنانية التي تعتبر بمثابة قشة في البيدرين الإيرانييين العراقي والنووي, لذلك في تصورنا, قد لا تصل تلك المفاوضات سريعاً إلى خاتمة سعيدة«.

 

قائد الجيش: لن نتهاون في ملاحقة المخلين بالامن وسوقهم إلى العدالة

بيروت - »السياسة«: عممت قيادة الجيش-مديرية التوجيه توجيهات قائد الجيش العماد ميشال سليمان الى العسكريين بعنوان "وحدة الجيش ودوره, والتزام العسكريين الولاء الكامل للمؤسسة", وجاء فيها: "يوم انتشرتم في الجنوب بعد غياب قسري دام نحو خمسة وثلاثين عاما, تكرست وحدتكم الوطنية وانتم في موقعكم الطبيعي تقومون باداء مهمتكم الاساسية دفاعا عن حياض الوطن وذودا عن سيادته واستقلاله, ومهمتكم هذه, لم تحل دون بقائكم مضطلعين بمهامكم في الداخل حفاظا على مسيرة الامن والاستقرار وصونا للوحدة الوطنية. واكد سليمان "انها لن تتهاون ابدا في ملاحقة المخلين بالامن, لتوقيفهم وسوقهم الى العدالة. واعلموا ان ما حصل لن يتكرر, فانتم مدعوون الى تطبيق القوانين والتعليمات باشراف رؤسائكم بدقة متناهية وبكل حياد وتجرد, كي نفوت على العبثين بالامن فرصة صرفنا عن مهمتنا في الجنوب, التي نصر على التمسك بها, انطلاقا من قناعتنا الراسخة بان دوركم في الداخل يتكامل مع دوركم في الجنوب, ونجاحكم في الجنوب يحصن مهمتكم في الداخل".

 

"متابعة 14 آذار" تدعو "حزب الله" للتبصر في التطورات المقلقة 

بيروت - »السياسة«: عقدت هيئة المتابعة لقوى 14 اذار اجتماعا امس في دارة رئيس كتلة "المستقبل" النيابية في قريطم واصدرت البيان التالي:

اولا: بعد اسبوع على الثلاثاء الاسود وما تلاه من احداث دامية يوم الخميس وما تخللهما من تجاوز غير مسبوق من قبل "حزب الله" للضوابط الدستورية والسياسة التي تحمي السلم الاهلي في لبنان ومن انتهاكات صارخة للحقوق الاساسية للمواطنين وتعديات فاضحة عليهم وعلى الاملاك الخاصة والعامة, تامل قوى 14 اذار ان تكون تلك الفترة قد اتاحت ل¯"حزب الله" فرصة التبصر العميق في تلك التطورات المقلقة وفي مدى المخاطر الامنية والسياسية والوطنية التي باتت تترتب عن اصراره على محاولة تغيير وجه لبنان بالقوة ورغما عن ارادة الغالبية الساحقة للبنانيين. ثانيا: ان قوى 14 اذار, اذ تتوجه مجددا بالتعزية المخلصة الى اهالي جميع الذين سقطوا في تلك الاحداث. ثالثا: توقفت قوى 14 اذار امام البيان الاخير لقيادة الجيش وهي ترى فيه موقفا وطنيا حكيما يعكس الدور المرتجى من هذه المؤسسة الوطنية في الحفاظ على السلم الاهلي ووحدة اللبنانيين.

 

الفيصل: إيران بادرت لدرء الفتنة بين السنة والشيعة في العراق ولبنان

للرياض- يو بي أي: أعلن وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل ان ايران هي من بادرت وأبدت الرؤية بالتعاون مع المملكة لدرء الفتنة بين السنة والشيعة في العراق ولبنان. وقال الفيصل في مؤتمر صحافي مشترك عقده امس في الرياض مع نظيره المغربي محمد بن عيسى ان المملكة لا تبغي الا الخير للجانبين »الايراني والعراقي«, مشيراً الى ان المملكة لا تهدف الا للسلام في المنطقة مؤكداً ان »الاتصالات جارية بين الرياض وطهران«.

وقال »ان المبعوث السعودي في طهران يدرس كافة الجهود المبذولة للتهدئة ونزع فتيل الازمة في العراق ولبنان« مشيراً الى انه موجود »لدراسة ما يمكن ان تقدمه ايران«. وقال الفيصل ان »المبادرة لن تنجح الا ان يليها عمل على ارض الواقع« خصوصاً في العراق ولبنان. وعن تعيين عادل الجبير سفيرا لدى واشنطن مع انه ليس من العائلة المالكة, كما هي العادة, قال الفيصل »ان السفير يعين بناء على قدرته وليس على انتمائه للعائلة المالكة«. وعن زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الى المملكة الشهر المقبل كشف الفيصل انه »ستوقع عدد من الاتفاقيات بين روسيا والمملكة«. وقال »نتوقع انه بلقاء العاهل السعودي مع بوتين, الذي التقاه العام الماضي, مرة اخرى سينتقلون الى مستوى اكبر من التعاون بين البلدين في جميع المجالات«. واعلن الفيصل »ان هناك مبعوثا في موسكو سيبحث في الترتيبات ويستعرض التجهيزات الخاصة بالزيارة بما فيها الاتفاقات التي يتم توقيعها بين البلدين والتي ستساعد في دفع التعاون السياسي والاجتماعي بين البلدين«. وقال انني »متأكد ان نتائج الرئيس الروسي الى المملكة ستوضح اننا تقدمنا بسرعة كبيرة بعد زيارة خادم الحرمين الى روسيا ونحن حريصون على زيادة الانجازات التي تمت حتى الآن«.

واعرب عن »تفاؤله بمستقبل لبنان« منوها بمؤتمر باريس 3 الذي جمع فيه لبنان نحو 6.7 بليون دولار. وقال الفيصل »العالم كله ابدى حرصه على استقرار لبنان والتجمع الذي حصل في باريس مؤشر حقيقي على ما يلاقيه لبنان من تأييد دولي للخروج من كبوته التي هو فيها, مؤكداً انه متفائل وغير متشائم بمستقبل لبنان«. واضاف »نتمنى ان يسود الحوار وتنطفئ المجابهات التي تدور حالياً وتستبدل بالمواجهة على طاولة الحوار«. وشكلت المساهمة السعودية اكبر مساهمة فردية من احدى الدول المشاركة في باريس 3 . واعلن الفيصل في باريس مساعدة قدرها بليون دولار لدعم المشاريع التنموية في لبنان ومنحة بقيمة مئة مليون دولار الى الحكومة لدعم الموازنة العامة. وقال الفيصل »ان لا احد احرص على فلسطين من الفلسطينيين انفسهم ولا أحد يعلم بخفايا القضية الفلسطينية اكثر من الفلسطينيين انفسهم«. واعرب عن امله في استجابة الفلسطينيين »لوقف هدر الدم الفلسطيني »ودعاهم الى سرعة عقد الاجتماع الذي دعا اليه العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز في الحرم الملكي في مكة المكرمة »ليتصارحوا ويتكاشفوا«. واكد الفيصل ان المملكة »لن تتراجع عن استضافتها القمة العربية التي ستعقد في الرياض«.

 

روسيا ترى امكانية لتعليق العقوبات وواشنطن مستاءة من ضعف الحصار الاوروبي على طهران/فرنسا تحذر ايران من "خيارات غير ديبلوماسية" واميركا تقود رفضا غربيا لاقتراح البرادعي 

عواصم - الوكالات : حذرت فرنسا ايران من مواجهة "خيارات اخرى " اذا رفضت الحل الديبلوماسي لملفها النووي في الوقت الذي قوبل فيه اقتراح المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي بوقف متبادل للعقوبات والتخصيب برفض الدول الغربية وسط انباء عن ضغوط اميركية على الاوروبيين لتشديد الحصار الاقتصادي على ايران . وفي ما يبدو انها علامة نفاد صبر حذر وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي في مقال له نشر امس في صحيفة "لوموند" من ان رفض ايران طريق الحل الديبلوماسي للازمة الناتجة عن ملفها النووي, يعرضها "لخيارات اخرى". واضاف "على السلطات الايرانية ان تفهم انها برفضها حلا ديبلوماسيا, فان تفتح بنفسها الطريق امام خيارات اخرى", في وقت تزداد التساؤلات عن الهدف من تعزيز الوجود العسكري الاميركي في الخليج. وقال دوست بلازي ان "الحل الوحيد القائم على التفاوض الذي تدافع عنه فرنسا يمكن ان يتجاوب مع مصالح الجميع", مشيرا الى ان على المجتمع الدولي "ان يكون حاسما" بشان "المبادىء" انما "منفتحا ايضا على الحوار" مع طهران. لكن وزير الخارجية الفرنسي نفى احتمال مشاركة فرنسا في عمل عسكري اميركي ضد طهران قائلا ان باريس لا يمكنها "بالتأكيد الانجرار الى حلول لا يفكر بها اليوم مجلس الامن الدولي". واشار الى ان الاوساط الايرانية بدأت تتساءل حول السياسة التي يتبعها الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد في الملف النووي وقال "للمرة الاولى, هناك جدل في ايران", مشيرا الى ان بعض المسؤولين الايرانيين "يطرحون اسئلة حول اسس السياسة الخارجية والسياسة النووية" لدى الرئيس احمدي نجاد. في غضون ذلك ابدت الدول الغربية, وعلى رأسها واشنطن, شكوكا في دعوة المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي الى تعليق موقت ومتزامن لتخصيب اليورانيوم من جانب ايران وتطبيق العقوبات من جانب المجتمع الدولي.

واكد مسؤولون اميركيون وبريطانيون والمان, منذ عرض هذا الاقتراح, تمسكهم بالقرار 1737 الصادر عن مجلس الامن الدولي في 23 ديسمبر الذي يفرض عقوبات اقتصادية وتجارية على ايران بسبب رفضها تعليق تخصيب اليورانيوم.

وذكر القائم بالاعمال الاميركي في الامم المتحدة الخاندرو وولف في نيويورك ان النص الذي اقر بالاجماع يحدد "الطريق المؤدي الى تعليق العقوبات وهو يمر بتعليق ايران لانشطة التخصيب, يليها رد من مجلس الامن" وقال "الامر واضح جدا ولا يتحمل تأويلا". ورأى المندوب الاميركي في الوكالة الدولية للطاقة الذرية غريغوري شولت ان "مجلس الامن سيعلق العقوبات في حال علقت ايران كل الانشطة المتعلقة بالتخصيب والابحاث والتطوير". واضاف ان "تعليق هذه الانشطة يساعد على اقناع الناس بان هدف الايرانيين ليس السعي الى الحصول على المعرفة لانتاج اليورانيوم المخصب واستخدامه لغايات عسكرية". في الجانب البريطاني, شدد المتحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية على وضوح القرار الصادر عن مجلس الامن الذي "يطالب ايران بتعليق تخصيب اليورانيوم" وقال "تم اتخاذ القرار وننتظر ان تتجاوب طهران معه". ولم يغلق كبير المفاوضين الايرانيين حول الملف النووي علي لاريجاني الباب امام اقتراح البرادعي, داعيا الى "ايلائه مزيدا من الدراسة" الا ان قرار طهران اخيرا منع دخول 38 مفتشا تابعين للوكالة الدولية للطاقة الذرية الى ايران "ليس مؤشرا جيدا", بحسب ما قال ديبلوماسي اوروبي في فيينا. ورأى مارك فيتزباتريك, الخبير في شؤون الحد من انتشار السلاح النووي في المعهد الدولي للدراسات الستراتيجية, ان العنصر الاساسي في طرح البرادعي هو ان "على الغرب ان يصدق طهران لمجرد اعلانها شفهيا تعليق انشطتها".

في المقابل قال السفير الروسي لدى الامم المتحدة فيتالي تشوركين الاثنين ان تعليق العقوبات "وارد كاحتمال في القرار 1737" مع التشديد على ان ذلك يفترض "تعليق بعض النشاطات في ايران" وانه لا بد من "التحقق" من هذا التعليق واضاف تشوركين "شخصيا افهم تصريح البرادعي على انه تذكير مفيد جدا للبنود الايجابية الواردة في القرار". من جهته قال السفير الاسرائيلي في فرنسا دانيال شيك ان المجموعة الدولية يجب ان "تبدي نفاد صبر" حيال البرنامج النووي الايراني مؤكدا ان طهران "ليست محصنة ازاء العقوبات". وقال السفير امام نادي الصحافة الاميركي الاوروبي في باريس "لقد مضت ثلاثة او اربعة اعوام على المفاوضات مع ايران" مشيرا الى ان "ايران ناورت بشكل ان سنوات ذات اهمية قصوى للابحاث النووية الايرانية قد مرت". على صعيد متصل كشف مسؤولون اوروبيون واميركيون بان الحكومات الاوروبية تقاوم مطالب ادارة الرئيس الاميركي جورج بوش بتقليص دعمها للصادرات الى ايران فضلا عن منع المعاملات التجارية وتجميد اصول بعض الشركات الايرانية . وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" ان هذه المقاومة من جانب الدول الاوروبية تهدد بفتح صدع جديد فى العلاقات بين أوروبا والولايات المتحدة بشأن ايران .

 

الوزير فتفت: كلام السيد نصرالله مؤشر جيد قرأناه بشكل ايجابي 

 وكالات- 2007 / 1 / 30

 رأى وزير الشباب والرياضة الدكتور أحمد فتفت, أن كلام الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله عن الحل السياسي, يشكل "إشارة إيجابية بالنسبة إلينا", مشيرا في الوقت نفسه الى أنه لا يرى في هذا الموقف "تراجعا من قبل المعارضة". وقال في إتصال مع محطة "العربية": "أن كلام السيد نصر الله كان إيجابيا على عكس ما نراه ونسمعه في الأيام والأسابيع الماضية, وهو مؤشر جيد قرأناه بشكل إيجابي وهذا ما يفسر البيان الذي صدر عن مكتب رئيس الحكومة الأستاذ فؤاد السنيورة في هذا الخصوص". وأكد "إننا منذ اليوم الأول قلنا أن الحل لن يكون إلا على طاولة الحوار, اليوم قبل الغد". وقال: "مثلما لدى المعارضة ثوابت, نحن أيضا لدينا ثوابت, وإذا كانت ثوابتهم هي الثوابت الإصلاحية, فهذا يعني أننا سنتلاقى في الكثير من النقاط, أما إذا كانت ثوابتهم تتعلق بمحاولة السيطرة على الحكومة والسلطة, فهذا موضوع آخر"، مؤكدا الإستعداد لمناقشة النقاط الإصلاحية في أي مجال كان, ضمن الأطر المؤسساتية والدستورية, وضمن الأعراف اللبنانية".

 

المكتب الاعلامي للرئيس السنيورة يعلق على كلام السيد حسن نصرالله: خطوة ايجابية مشكورة ندعمها إذ لا خلاص إلا بالحوار الهادىء ولتكن ذكرى استشهاد الامام الحسين دعوة إلى التلاقي لا الطلاق 

السراي - 2007 / 1 / 30 - أصدر المكتب الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة البيان الآتي "تعليقا على الكلام الصادر على لسان الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في ذكرى عاشوراء والذي جاء فيه: "نحن في المعارضة نؤكد الحل السياسي والسلمي للأزمة القائمة في لبنان، ونؤكد ان مطالبنا سياسية والحل والتسوية لا يمكن أن يكونا إلا سياسيين وندعم أي مبادرة بهذا الخصوص"،علقت مصادر رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة بالترحيب بهذا الموقف من السيد نصرالله لتأكيده التمسك بالحل السياسي في هذا الظرف بالذات، واعتبرت هذا الكلام بمثابة خطوة ايجابية، ولفتت الى ان السيد نصرالله عمد خلال اليومين الماضيين الى التشديد في اكثر من مناسبة على نبذ الفتنة ونبذ استخدام العنف او السلاح في التعاطي الداخلي وهذا سعي مطلوب وتأكيد مشكور ندعمه ونؤيده ونسعى اليه بكل قوة ونعتقد انه يجب ان يدعم ويساند إذ لا خلاص لنا نحن اللبنانيين الا بالحوار السياسي الهادىء البعيد عن التشنج. وتعتبر مصادر الرئيس السنيورة ان مناسبة ذكرى استشهاد الامام الحسين يجب ان تشكل دعوة للجميع إلى التلاقي وليس إلى الطلاق ولبذل الجهد من اجل معالجة المسائل المعلقة بالحوار والانفتاح والتفهم المتبادل".

 

النائب الحريري التقى في موسكو رئيس مجلس الأمن القومي ونائب رئيس الدوما: الأكثرية تتمسك بالحوار للوصول الى حلول للأزمة القائمة ولا نريد غير الحوار

ايفانوف: الوضع اللبناني ما زال متوترا ونتوقع توافق اللبنانيين لحل المشاكل

تشيلينغاروف: لايجاد حل وسط مع المعارضة ونحن ضد اي تدخل أجنبي في شؤون لبنان

وطنية - 30/1/2007 (سياسة) زار رئيس كتلة "المستقبل" النيابية النائب سعد الحريري، عند الخامسة عصر اليوم بتوقيت موسكو، الرابعة بتوقيت بيروت، رئيس مجلس الامن القومي الروسي ايغور ايفانوف في الكرملين، وعقد معه اجتماعا استمر ساعة وربع الساعة، وحضره النائب باسم السبع والنائب السابق غطاس خوري ومستشار النائب الحريري للشؤون الروسية جورج شعبان. وتناول البحث خلاله تطور الاوضاع في لبنان والمنطقة والمساعي الروسية المبذولة لمساعدة لبنان على حل الازمة التي يمر بها. في بداية اللقاء استهل ايفانوف الحديث بالقول: "يسرنا ان نرحب بكم في موسكو، ولقد انعقد مؤتمر باريس-3 لمساعدة لبنان، وشكل دليلا اضافيا للتضامن الدولي مع لبنان. وللاسف فان الوضع اللبناني ما زال متوترا، و نحن نتوقع توافق القوى السياسية اللبنانية للوصول الى حل للمشاكل ولاستقرار لبنان. وآمل ان تمكننا المحادثات التي سنجريها اليوم معكم للوصول الى الاستقرار في بلدكم". من ناحيته قال النائب الحريري: "ان الوضع في منطقة الشرق الاوسط يواجه ازمات وهناك ترابط كبير بينها. ان دور موسكو كبير بالنسبة للحل في هذه المنطقة، لانه يمكنها ان تلعب دورا كبيرا في حل ازمات الشرق الاوسط. ولقد اكتسبت بلادكم والرئيس فلاديمير بوتين وانتم، الاحترام الكبير في الدول العربية، والتشاور معكم يفيدنا ويساعدنا في ايجاد الحلول وخصوصا في لبنان. وكما قلتم فان مؤتمر باريس-3 شكل موقفا دوليا متضامنا مع لبنان والشعب اللبناني، وموقف روسيا كذلك كان مشرفا لبلادنا من خلال دعمها لها في مختلف المجالات ووقوفها الى جانب مسألة انشاء المحكمة الدولية لمحاكمة المجرمين الذين اغتالوا الرئيس الحريري، والتي تشكل اساسا للاستقرار في لبنان. وأود ان اقول لكم اننا مع الحوار في لبنان ونحن نريد الحوار ولا نريد غير الحوار".

تصريح النائب الحريري

ولدى مغادرته الكرملين، أدلى النائب الحريري بالتصريح التالي: "لقد بحثنا في الازمات والمشاكل التي تعيشها المنطقة، في لبنان وفلسطين والعراق والمشاكل الاخرى في ايران، وطلبنا من السيد ايفانوف امكانية ان تلعب روسيا دورا ايجابيا كبيرا في حل هذه الازمات. نحن مرتاحون جدا الى موقف روسيا من المحكمة الدولية، وقد سمعنا من السيد ايفانوف خلال اللقاء تشديده على ضرورة الحوار بين اللبنانيين والتوافق في ما بينهم لان ذلك يشكل الاساس في حل الازمة في لبنان ولان الشارع لا يحل المشاكل بل يزيدها تعقيدا ويزيد تراكم الازمات. وكما تعلمون هناك زيارة مرتقبة للرئيس الروسي الى المنطقة، ونأمل ان تؤدي الى المساعدة على حل الازمات في منطقة الشرق الاوسط. لقد شكرنا المسؤولين الروس على الدور الذي تقوم به موسكو ودعمها لمؤتمر باريس-3 والمساعدة في نجاحه".

وختم بالقول: "ان لروسيا دورا كبيرا يمكن ان تلعبه، ونحن نأمل من أصدقائها ان يسمعوا نصيحتها لحل الازمات في المنطقة".

لقاء مع نائب رئيس مجلس الدوما

وكان النائب الحريري استهل لقاءاته في موسكو باجتماع عقده بعد الظهر مع نائب رئيس مجلس الدوما ارتور تشيلينغاروف، في حضور الوفد اللبناني المرافق، تم خلاله عرض للاوضاع في لبنان والمنطقة.  في مستهل اللقاء تحدث تشيلينغاروف موجها كلامه الى النائب الحريري بالقول: "لقد حافظت على كل الصفات الجيدة التي كان يتمتع بها والدك الذي كان صديقا كبيرا لي ولروسيا، وقد ورثتم عنه الحكمة، وكلنا ثقة بأنكم ستتمكنون من لعب دور فاعل في استقرار بلدكم. لا بد من ايجاد الحلول للازمة الحالية في لبنان من خلال الحكمة التي يتميز بها الشعب اللبناني، ووضع حد لحالة عدم الاستقرار التي يعيشها بلدكم لان الوضع الحالي لا يساعد ابناء هذا الشعب على العيش بأمان وحرية". واضاف: "ان مؤتمر باريس-3 نتجت عنه قرارات مهمة لمساعدة لبنان، ونحن في روسيا قدمنا مساعدة لا بأس بها لاعادة بناء الطرق والجسور التي دمرت بفعل الحرب الاخيرة خلال شهر تموز الماضي، ونحن مستعدون لمواصلة تقديم هذه المساعدات بشكل عملي اكبر".

ودعا نائب رئيس مجلس الدوما الى ايجاد حل وسط مع المعارضة في لبنان عن طريق المؤسسات الدستورية، وفي مقدمها البرلمان اللبناني، مؤكدا ان بلاده ضد أي تدخل خارجي في الشؤون الداخلية اللبنانية. ورد النائب الحريري بكلمة شكر فيها نائب رئيس الدوما على عاطفته تجاه لبنان، مشددا على اهمية الحوار "الذي تتمسك به الاكثرية للوصول الى حلول للازمة القائمة حاليا في لبنان".

 

هيئة صون القيم في الشمال جالت على نواب وفاعليات طرابلسية: لدرء الفتنة واعادة أجواء العيش المشترك بين كل أطياف المدينة

النائب الجسر: هناك أياد تعبث بالأمن لاشاعة الخوف واختلاق الأوهام

النائب ونوس: البلد مليء بالعقلاء وما حدث سببه سياسي وليس مذهبيا

وطنية - طرابلس - 30/1/2007 (سياسة) جالت "هيئة صون القيم في الشمال" التي تضم ممثلين عن المرجعيات الروحية في الشمال، على الفاعليات السياسية الطرابلسية، لبحث سبل منع تكرار الاحداث التي شهدتها منطقتا التبانة وجبل محسن. بدأت الهيئة جولتها بزيارة النائب السابق علي عيد في جبل محسن، حيث بحثت السبل الآيلة الى معالجة ذيول الأحداث الاخيرة. بعد ذلك التقت مدير مكتب الرئيس نجيب ميقاتي الدكتور عبد الاله ميقاتي وجرى التأكيد على الوحدة بين ابناء المدينة. ثم انتقلت الى منزل منسق تيار المستقبل في الشمال النائب سمير الجسر وعقدت جلسة في حضور النائب عن المقعد العلوي في طرابلس بدر ونوس. قال بعدها ممثل دار الفتوى في الهيئة الشيخ مروان الأيوبي: "ان المظاهر التي شهدتها طرابلس مؤخرا هي غريبة عن عاداتها، لذلك قمنا بهذا التحرك من اجل قطع دابر الفتنة، ومن اجل اعادة أجواء الاخاء والمحبة الى طرابلس بجناحيها (العلوي - السني) ولاعادة اجواء الوفاق والعيش المشترك بين كل أطياف المدينة". وطالب الشيخ الأيوبي "العقلاء والقيمين على هذه المدينة، ان يضافروا جهودهم من اجل درء فتنة عمياء. ونحن واثقون ان القوى الامنية والسلطة القضائية هي التي يناط بها وضع اليد على هذه الاشكالات ونترك لها القرار في بت الامر".

وختم بالقول: "لا للشائعات المغرضة والتوتير المذهبي، نعم لوحدة الاسر والعيش المشترك".

ودعا النائب الجسر الجميع "الى العمل من اجل الانسان في مسيرته"، معتبرا "ان هذا التحرك جاء على اثر الاحداث التي جرت في منطقتي التبانة وجبل محسن والتي لا تعكس اجواء المدينة. وقد تم الاتفاق على وأد الفتنة". وحذر من "ان هناك ايادي شريرة تعبث في أمن المدينة من اجل اشاعة الخوف واختلاق الأوهام"، متمنيا على القضاء "ان يحسم هذه الامور وتجري محاسبة وملاحقة كل الذين اشتركوا في أعمال الشغب". وأشار الى "ان اجتماع دار الاوقاف الذي ضم الفاعليات في طرابلس عكس ارتياحا داخل المدينة". وقال النائب ونوس: "البلد مليء بالعقلاء، وقد اجتمعنا اليوم مع فئة منهم لوأد الفتنة التي كان سببها جدل سياسي وليس مذهبيا. ونحن كعلويين في هذا البلد جزء من نسيجه، وان ما يجمعنا فيه اكثر مما يفرقنا". كما تحدث الشيخ محمد حيدر فقال: "نؤكد على دورنا الذي لا يحل محل القانون والمرجعيات القضائية، ونحن نؤكد على العيش المشترك والتلاقي بين اهل المدينة. وما حصل في طرابلس بعيد عن الاقتتال المذهبي والطائفي، ولكن ربما هناك شحن حصل في المنطقتين وسوف نعمل معا على تجاوز ما حصل". وبعد ذلك التقت الهيئة النائب في التكتل الطرابلسي محمد عبد اللطيف كبارة، للغاية نفسها. ووزع المكتب الاعلامي للحزب العربي الديموقراطي بيانا حول لقاء الهيئة مع الأمين العام للحزب علي يوسف عيد، أفاد فيه ان الحوار دار "حول العيش المشترك ونبذ الطائفية وقطع دابر الفتنة حتى لا نقع في المحظور". وأكد "ان المجتمع اللبناني عموما والشمالي خصوصا سيبقى واحدا موحدا رغم كل الضغوط الخارجية التي ضده للتفرقة".

 

العريس تلقى اتصالات مستنكرة من الرئيس بري والمفتي قباني وشخصيات:

التخريب لن ينال من عزيمتي على القيام بواجبي الوطني بكل اتزان

وطنية - 30/1/2007 (سياسة) عقد رئيس بلدية بيروت المهندس عبد المنعم العريس مؤتمرا صحافيا في دار البلدية بعد ظهر اليوم، اعلن فيه ان منزله في بلدة الخرطوم في منطقة صيدا تعرض للحرق والتخريب فجرا. وقال العريس في حضور أعضاء المجلس البلدي لمدينة بيروت "ان ما حصل من اعتداء على املاكي وحرق لمنزلي بصورة متعمدة وعن سابق تصور وتصميم من قبل مخربين، لا يمكن قبوله وهو يتعارض مع دعوة السيد حسن نصر الله الى التعامل الديموقراطي في حل الشؤون الداخلية، على ان يكون اي تصرف منطبقا مع احكام القانون وسلطة الدولة". ووصف العمل بانه "غير مألوف لدى الشعب اللبناني، وهو يتناقض مع دعوة السيد نصر الله الى التهدئة وضبط النفس". وقال: "من لا يستطيع ضبط جمهوره عليه ان لا يدخل في تجييش ومهاترات". واعتبر "ما حصل رسالة واضحة موجهة الى اهل بيروت والى صيغة التعايش التي يجسدها ابناء العاصمة، الذين لي شرف تمثيلهم في رئاسة مجلس بلديتهم". واذ لفت الى انه لا يتكلم بصفته الشخصية بل كرئيس لمجلس بلدية بيروت، قال: "ان الضرر الذي أصاب ممتلكاتي لن ينال من عزيمتي واصراري على القيام بواجبي الوطني بكل اعتدال واتزان من اجل بيروت ولبنان"، مؤكدا استمراره واعضاء المجلس البلدي "في تحمل مسؤولياتنا المجسدة لروح الوفاق الوطني والعيش المشترك الذي حمل لواءه واستشهد في سبيله الرئيس رفيق الحريري".

اضاف:"الرسالة وصلت وأبلغت عن الحادث الى المراجع القضائية والقوى الامنية والمخفر القريب من مكان الحادث". ووزع العريس "رسالة تهديد وجهت اليه وفيها: "يا عملاء اسرائيل ،اننا نحذركم من ان هذه الارض لن تدنس. يا اتباع سعد الحريري ووليد جنبلاط وسمير جعجع، قسما بدماء الشهداء ان دعستم هذه الارض مرة ثانية الموت لكم ولن تخرجوا منها احياء. يا عملاء تيار المستقبل اننا نحذركم ولكم الموت". وأوضح العريس انه كان تلقى قبل ايام هو والعاملين لديه في الخرطوم رسائل تهديد شفوية.

المجلس البلدي

من جهته وزع المجلس البلدي بيانا استنكر فيه الحادث ووصفه بانه "عمل جبان"، داعيا "اهل الخير وذوي الحس الوطني العالي، الى وقفة حازمة بازاء ما يهدد الوطن والعاصمة من حوادث وأفعال تنذر بأوخم العواقب وأكثرها إيلاما". وتلقى العريس سيلا من الاتصالات الهاتفية والبرقيات المستنكرة لما تعرض له منزله، ومن أبرز المتصلين: رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري، مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني، رئيس كتلة المستقبل النائب سعد الدين الحريري، المطران بولس مطر، المطران الياس عودة، رؤساء بلديات وجمعيات اهلية، جمعية آل العريس ومن مواطنين كثر في الداخل والخارج، الفاعليات البيروتية، مدعي عام التمييز القاضي سعيد ميرزا، ومن النائب العام في الجنوب القاضي عوني رمضان.

 

الشيخ قاسم: لا يوجد فتنة سنية-شيعية في لبنان ورموز الحرب تحرض وتستفز

حاضرون أن نتفق من خلال نقاش مع كل الحلفاء لنصل الى قانون انتخابي عادل

وطنية - 30/1/2007 (سياسة) أكد نائب الأمين العام ل"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم، في كلمة له في المجلس العاشورائي ليل أمس في مدرسة شاهد، أنه "لا يوجد فتنة سنية شيعية في لبنان"، وقال: "راجعوا التاريخ، خلال كل تاريخنا في لبنان ليس عندنا فتنة سنية شيعية. حصلت الحرب الاهلية سنة 1975 ولم يكن لدينا مشكلة سنية شيعية، وحصلت فتن كثيرة ولم تحصل الفتنة السنية الشيعية، وعقدنا اتفاقات مع الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وبعدها الاتفاق الرباعي لتأكيد مستوى التلاحم الذي لا ينظر أبدا في احتمال لوجود فتنة سنية شيعية. إذا هذه الفتنة غير موجودة في الاصل، كل الفترة الماضية لم تكن موجودة، لا عند الشيعة ولا عند السنة، لا عند قيادات الشيعة ولا عند قيادات السنة على خلافهم السياسي وعلى اختلاف آرائهم".

أضاف: "نعم، نشأ في الفترة الاخيرة خلاف سياسي، ومن الطبيعي أن يختلف الناس على المستوى السياسي، إلا أن رموز الحرب اللبنانية الذين تعودوا على القتل على الهوية، وعلى تدمير البيوت لإيجاد التغيير الديمغرافي، هذه الرموز هي التي تحاول أن تحرض عند السنة لتقول لهم بوجود فتنة سنية شيعية، وتستفز الشيعة لتقول لهم بأنه يوجد فتنة سنية شيعية، لكن لو عدنا إلى قيادات السنة والشيعة، لا يوجد بينهم من يدعو إلى فتنة إنما تأتينا هذه الدعوات من رموز الحرب الذين لا يستطيعون الحياة ولا يستطيعون السيطرة إلا في الشارع مع بنادقهم واعتداءاتهم على الناس، وإذا ظن البعض أن رموز الحرب تابت، أقول لهم إنما رأيتم توبة مغشوشة لفترة زمنية محدودة، لأنهم ظنوا أنهم سيسيطرون على الدولة من مفاصلها، فإذا أخذوا البلد بسيطرة على الدولة من دون إبراز الوجه الآخر، فهذا جيد، وإذ بهم بعد أن ساروا قليلا، وجدوا أن المعادلات وتوازن القوى لا تسمح لهم بأن يأخذوا الدستور والقوانين إلى حيث يريدون، فشعروا بالعجز من موقعهم في السلطة، فعادوا إلى موقعهم في العدوان والآثام وحرب عام 1975، ليعبروا بأساليبهم، إذ أنهم لا يتمكنون ولن يتمكنوا من أن يقودوا البلد على طريقتهم بالوسائل المعروفة، فلجأوا إلى هذه الاعمال الخبيثة التي تحركوا فيها من خلال ميليشياتهم وسلاحهم وعملياتهم العدوانية، وهذا دليل أن هؤلاء يشكلون خطرا على هذا البلد".

وناشد الشيخ قاسم، "إخواننا السنة وأهلنا الشيعة بأن إنتبهوا من الذي يحرك الفتنة، قاتل الله من حرك الفتنة وأيقظها، وسنكون لها بالمرصاد مهما حصل ومهما كانت الصعوبات والمرارات. وتأكدوا أنه لولا وجود المعارضة الوطنية اللبنانية الحكيمة والمدركة لأهدافها، والصادقة مع شعبها، وحصل ما حصل يوم الخميس، لوقعت الحرب الاهلية، ولكن لم تقع لأن إرادتنا كانت قوية في أن نمنع مثيري الفتنة في أن يدخلوا بين الاطراف، وخرجنا منها جميعا بعون الله تعالى . وأوضح أننا دعونا وندعو إلى إيجاد تغيير حقيقي في لبنان من خلال الانتخابات النيابية المبكرة، لأن هذه الانتخابات التي حصلت حصلت بناء على اتفاقات سياسية أخل بها الاطراف، وحصلت بناء على قانون انتخابي لم يرض عنه أحد وفرض فرضا، وكانت هناك طعون ببعض النواب لم ينظر فيها المجلس الدستوري، إذا كل الاختيار في الانتخابات النيابية الماضية كان فيه التباسات. نحن نقول كمعارضة أننا أكثرية شعبية، وأنتم تقولون كقوى سلطة أنكم أكثرية شعبية، إذا دعوا الانتخابات النيابية تكشفنا أو تكشفكم، لماذا أنتم خائفون من الانتخابات النيابية؟ خوضوها في ظل أي قانون تختارونه، على أساس القضاء أو المحافظة، أكثري أو نسبي، كما تشاؤون. نحن حاضرون أن نتفق من خلال نقاش مع كل الحلفاء لنصل إلى نتيجة وقانون انتخابي عادل ومنصف، عندها من يكون له أكثرية، ليعمل وحده ضمن الاكثرية، وليكرس في هذا البلد أن الاكثرية هي التي تحكم بدون توافق إذا كان هذا ما يريده، ويلتزم الجميع بهذا الامر، علما أننا حاضرون عندما تكون الاكثرية عندنا أن نشركهم، لأننا نريد أن تكون هناك حالة توافقية في هذا البلد ليطمئن الجميع".

 

النائب ميشال عون استقبل وفدا نيابيا بلجيكيا

وطنية- 30/1/2007 (سياسة) استقبل النائب العماد ميشال عون اليوم في الرابية وفدا نيابيا بلجيكيا برئاسة نائب رئيس المجلس النيابي جان مارك ديليزيه يرافقه سفير بلجيكا ستيفان لوكير، في إطار مشروع تنسيق التعاون النيابي بين البلدين.

حضر اللقاء مسؤول الاتصالات الديبلوماسية في "التيار الوطني الحر" ميشال دوشادرفيان.

 

الوزير رزق دعا الى احياء دور المؤسسات الدستورية واشاد بالمساعي السعودية-الايرانية لحل الازمة سلميا

وطنية-30/1/2007(سياسة) أعلن وزير العدل الدكتور شارل رزق "أن نتائج مؤتمر باريس 3 تؤكد الاهتمام الكبير للسلطات المالية والسياسية في العالم بلبنان وأهميته المفصلية في العالم ودوره التقليدي الذي قفز اليوم إلى الواجهة نظراً للمآسي التي يعيشها وللمرحلة التي تمر بها المنطقة". وتحدث الوزير رزق في اتصال هاتفي لإذاعة "صوت لبنان " عن الدور البارز الذي لعبه الرئيس الفرنسي جاك شيراك واهتمام أوروبا الكبير بلبنان، والمساعدة الأميركية التي تميّزت بحضور وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس . وقال وزير العدل:"إن الدعم المالي الذي أُعطي للبنان ليس هبةً بل مساعدةً في مقابل برنامج يترجم عبر الورقة الاقتصادية التي عرضها لبنان والتي لا يمكن أن نعتبرها خطةً بالمعنى التفصيلي والشامل". ودعا إلى "نهضة سياسية بإعادة إحياء دور المؤسسات الدستورية من مجلس نيابي ، ورئاسة جمهورية وحكومة بالتعاون مع بعضها البعض", مشيداً بالدور السعودي والتقارب السعودي ـ الإيراني الذي أمل الوزير رزق أن تترجم نتائجه قريباً على الساحة اللبنانية.

وحول هذه الاتصالات السعودية الإيرانية, قال وزير العدل:"إن التقارب السعودي ـ الإيراني ينطلق من مصلحة إيرانية سعودية مشتركة وهما دولتان كبيرتان لهما تأثير فعّال على صعيد المنطقة ، ولكل منهما مصلحة بجوار مسالم وسليم فيما بينهما حيث هناك مناطق سعودية تتأثّر طبعاً بإيران والعكس بالعكس" . وتمنى الوزير رزق "أن تؤدّي الامتدادات الاقتصادية والسياسية والطائفية لكل من الدولتين في لبنان إلى التقارب المنشود". وتحدّث عن الحواجز الطائفية والمذهبية التي شهدتها بيروت في الأيام الأخيرة فقال"إن هذه الحواجز موجودة منذ زمن حيث اعتقدنا أننا تجاوزنا الحدّة التي أوصلتنا إلى ما وصلنا إليه بين عامَيْ 1975 و 1990 ، إلا أنه تبين أن هناك رواسب وتداعيات". ودعا الوزير رزق إلى "تجاوز الطائفية ببناء ميثاق وطني جديد ونظام انتخابي يُمكّننا من صهر الطوائف في بوتقة لبنانية واحدة". واعتبر "أن وضع مشروع قانون انتخابي جديد هو موضوع أساسي", قائلا :" من واجبي كوزير عدل أن أقترح مشاريع قوانين، وهذا ما باشرت به مع فريق عمل قضائي بوضع مشروع قانون انتخابي جديد انطلاقاً من المشروع الذي وضعته الهيئة الوطنية لقانون الانتخاب برئاسة الوزير فؤاد بطرس".

كما دعا وزير العدل "بصفتي مواطناً لبنانياً وليس كمسؤول في الحكومة إلى الاتعاظ من الأحداث وإلى مراجعة طريقة ممارسة نظامنا الطائفي التي أوصلتنا إلى حائط مسدود". وقال:" إذا تقاعسنا بعد اليوم، فنحن أمام أحد أمرين:إما أن نستمر كما نحن وبالتالي تكون عندنا حواجز طائفية كل ستة أشهر . وإما أن نتجاوز ذلك ببناء وحدة وطنية تقوم على انتماءات سياسية تتجاوز الطائفيات". وعن المحكمة الدولية, قال الوزير رزق :" ما يُحْزنني كثيراً هو أن تكون المحكمة الدولية أصبحت جزءاً من الأزمة السياسية أو من خلاف سياسي ، لأنني انطلقت في تحضيري مسوّدة نظام هذه المحكمة من الإجماع اللبناني الذي تجلّى في مؤتمر الحوار الوطني". وأكد "أن هذا الإجماع ممكن ولكن علينا أن نرى ما هي الملاحظات التي يقدّمها كل طرف انطلاقاً من اعترافنا جميعاً ، بدءاً برئيس الحكومة ، أن نظام المحكمة ليس منزلاً ، ويمكن إعادة النظر به شرط أن يتم الاتفاق على الملاحظات التي يؤخذ بها مع عدم المساس طبعاً بجوهر نظام المحكمة". وختم وزير العدل تصريحه قائلا :" سيكون للبنان عاجلاً أم آجلاً محكمة دولية للنظر في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه وجرائم الاغتيالات الأخرى التي شهدها لبنان ، وهذا مطلب شعبي وضميري يتجاوز الفئات اللبنانية المختلفة".

وقال:" لن تذهب المحكمة الدولية ضحيّة الحلول واقتراحات الحلول القائمة حالياً في الكواليس ".

 

قيادة الجيش: لن نتهاون ابدا في ملاحقة المخلين بالامن وسوقهم الى العدالة 

أنتم مدعوون لتطبيق القوانين والتعليمات بدقة وحياد وتجرد 

وكالات - 2007 / 1 / 30

 عممت قيادة الجيش- مديرية التوجيه توجيهات قائد الجيش العماد ميشال سليمان الى العسكريين بعنوان "وحدة الجيش ودوره، والتزام العسكريين الولاء الكامل للمؤسسة"، وجاء فيها: "يوم انتشرتم في الجنوب بعد غياب قسري دام نحو خمسة وثلاثين عاما، تكرست وحدتكم الوطنية وانتم في موقعكم الطبيعي تقومون باداء مهمتكم الاساسية دفاعا عن حياض الوطن وذودا عن سيادته واستقلاله، ومهمتكم هذه، لم تحل دون بقائكم مضطلعين بمهامكم في الداخل حفاظا على مسيرة الامن والاستقرار وصونا للوحدة الوطنية. وبالامس، تعرضتم لامتحان كبير، اذ وقفتم بين نارين، تواجهون كيد الفتنة بصدوركم، فسقط منكم عشرات الجرحى بالرصاص والآلات الحادة والحجارة، استخدمها مواطنون اخوة لكم، غررت بهم التجاذبات السياسية، فصبرتم ولم تبادلوا الاذى بمثله، وترويتم مبرهنين عن انضباط وحرص شديد على هؤلاء الاخوة، رغم ان التعليمات والقوانين التي ترعى تطبيق عمليات حفظ الامن، تتيح لكم عند تعرضكم وتعرض المواطنين في اجسادهم واملاكهم، استعمال السلاح بشكل متدرج، لان مطلق النار ورامي الحجارة متساويان تجاه القانون، لا بل ان رمي الحجارة اشد ايلاما ومهانة، فالعسكري لا يرجم من قبل احد، والمواطن لا يرجم اخاه المواطن، ولو ان هذه التصرفات التي كشفت حقيقة نوايا البعض، كانت فقط بحق العسكريين، لتحملتموها من دون رد، لكن أرواح الناس وأرزاقهم ليست في مطلق الاحوال ملكا للغير، ولا سلعة في سوق التجاذبات السياسية والمصالح الشخصية.

والقيادة اذ تتمنى الشفاء العاجل لرفاقكم العسكريين الجرحى، تؤكد أنها لن تتهاون ابدا في ملاحقة المخلين بالامن، لتوقيفهم وسوقهم الى العدالة. واعلموا ان ما حصل لن يتكرر، فانتم مدعوون الى تطبيق القوانين والتعليمات باشراف رؤسائكم بدقة متناهية وبكل حياد وتجرد، كي نفوت على العبثين بالامن فرصة صرفنا عن مهمتنا في الجنوب، التي نصر على التمسك بها، انطلاقا من قناعتنا الراسخة بان دوركم في الداخل يتكامل مع دوركم في الجنوب، ونجاحكم في الجنوب يحصن مهمتكم في الداخل. ان وحدة الجيش اليوم، هي اقوى من اي وقت مضى، وستزداد صلابة ومناعة كلما خاض العسكريون غمار التجارب القاسية، وسيبقى هذا الجيش صمام أمان الوطن وملاذ شعبه، يتابع أداء دوره الوطني الجامع، النابع من العقيدة العسكرية والثوابت الوطنية التي شكلت ولا تزال ضمانة تماسكه وقدرته على تنفيذ مختلف المهام، بمنأى عن أي أحداث أو تطورات مستجدة مهما بلغ شأنها، ولن يدخل عسكريوه في تقديم الغالي والنفيس، حفاظا على سلامة الشعب وذودا عن الوطن".

 

حماده: لم أرَ كشيراك وفياً لصديقه

 النهار - 2007 / 1 / 30

 أقامت عقيلة الرئيس الشهيد السيدة نازك رفيق الحريري عشاء تكريمياً في باريس لوزير الاتصالات مروان حماده وذلك لمناسبة اعلان الرئاسة الفرنسية أن الرئيس جاك شيراك قلد حماده وسام جوقة الشرف من رتبة ضابط وذلك خلال حفل خاص اقيم مساء السبت الماضي في قصر الاليزيه وحضرته السيدة الحريري وعائلة الوزير حماده وعدد من الاصدقاء والسياسيين والاعلاميين. واوضحت الرئاسة الفرنسية ان الرئيس شيراك أراد من خلال ذلك تكريم الوزير اللبناني لجهوده في سبيل السلام والحرية والديموقراطية في لبنان والمساهمة في الصداقة بين فرنسا ولبنان. وقال الوزير حماده: "ان تكريمي امام السيدة نازك الحريري وأبناء الرئيس الشهيد واولادي وحفيدي وبعض الشخصيات ورفاقي الأقرباء وخصوصا وليد جنبلاط، جعلنا جميعا نشعر ان رفيق الحريري معنا ويبتسم لرؤية هذا الجمع الذي يعّبر عن الحركة الاستقلالية التي رواها بدمائه، ويقول لنا: لا تتوقفوا في منتصف الطريق، فالعدالة ستأتي، والحقيقة ستظهر، ولبنان سيحصل على استقلاله".

وأضاف: "لم أرَ في حياتي شخصاً وفياً لصديقه كالرئيس الفرنسي جاك شيراك الذي اشكره وأعتز بكلماته. وهذا الوسام قد تقرر منحي اياه بعد شهرين من محاولة اغتيالي عندما تعرضت لنزف في الرأس ووقف الى جانبي الرئيس الشهيد رفيق الحريري وابلغني يومها ان الرئيس شيراك سيمنحني الوسام تقديراً لما قدمته من اجل حرية لبنان وديموقراطيته". واكدت السيدة الحريري "ان هذا التكريم هو تقدير من عائلة الرئيس الشهيد ورغبته كون الوزير حماده هو الشهيد الحي، وقد ساهم في العديد من الشؤون السياسية والثقافية من أجل اعلاء شأن لبنان وملاحقته قضية الرئيس الشهيد رفيق الحريري والعمل لتكريس استقلال لبنان".

 

 "المنار": عنصر أمني من "المستقبل" - الحقيقة: مسعف يخلي

المستقبل - 2007 / 1 / 30

 قطّاع الطرق، أصحاب المربع الأمني المستحدث في وسط بيروت، الميليشياويون الذين قرروا، دفاعاً عن دويلتهم المدججة بالسلاح، تخريب لبنان ورميه في أتون الحروب الأبدية... هؤلاء، أصحاب مخيلة الشغب والتحطيم والحرائق، الذين يتقنون رفع السواتر واحتلال الشوارع، قاموا أثناء نثر الفتنة واشعالها، بحملة اعلامية منظمة ومحقونة بالأكاذيب والشائعات وبلغة تحريضية اجرامية لا تتورع عن التزوير والتلفيق. فبعد انفضاح التزوير في الصورة المركبة التي رفعها ميشال عون (راجع الصحف أمس)، وبعد تبدد الكذبة الفادحة التي حاول "حزب الله" اشاعتها بأن "شبان الطريق الجديدة اعتدوا على الطريق الجديدة"... تأتي الآن فضيحة التقرير الملفق الذي بثته وتبثه قناة "المنار" حول ما سمته "العناصر الأمنية التابعة للنائب سعد الحريري".

منذ مساء الأحد عمدت قناة "المنار" الى بث تقرير مصوّر يظهر فيه أحد الأشخاص، وادعت ان اسمه "عصام.ع"، وهو يرتدي درعاً واقية من الرصاص ويحمل في يده جهازاً لاسلكياً، مشيراً ـ التقرير ـ الى ان هذا الشخص هو من العناصر الأمنية التابعة للنائب سعد الحريري، بل هو أحد حراسه الشخصيين، وانه كان في الميدان يشرف على توجيه الشبان و"يدير معركة" الطريق الجديدة. وبما ان هذه الرواية لا تحمل مقدار ذرة من الحقيقة، فقد تكشفت، بسرعة، حقيقة التزوير والتلفيق، اذ ان الشخص الذي يظهر في التقرير لم يكن سوى ضابط آلية اسعاف، يعمل في جهاز الدفاع المدني، وعضو "جمعية التقوى الاجتماعية الاسلامية". ومن حيثيات عمله هذا أن يكون مرتدياً درعاً واقية وحاملاً لجهاز لاسلكي مرخص، وان يكون في مكان الحوادث مسعفاً ومنقذاً.

المسعف، الذي رأته "المنار" عنصراً أمنياً تابعاً لسعد الحريري وقالت ان اسمه عصام.ع، ليس الا ضابط اسعاف اسمه سامر عبدان وقد تفاجأ بما بثته "المنار" بعدما أخبره رفاقه مراراً بالتقرير المصوّر وألحّوا عليه أن يشاهده. "المستقبل" قابلت سامر عبدان ليشرح لها حيثيات ما جرى. فقال: "شاهدت التقرير وأنا غير مصدّق ما جاء فيه من اتهامات كأن أكون أحد عناصر فريق الحماية للشيخ سعد الحريري، أو أني كنت أعطي التعليمات عبر جهاز اللاسلكي للشباب المشتبكين مع الذين كانوا يحاولون اقتحام الجامعة العربية".

وإذ نفى سامر بشدة هذه الاتهامات، روى كيف انه أثناء الأحداث سارع كعنصر في الدفاع المدني الى المنطقة "لاجلاء المصابين من المدنيين والعسكريين، ومساعدة المواطنين على الاختباء من الرصاص المنهمر بغزارة".

ويضيف: "من الطبيعي كعنصر في الدفاع المدني، بل من الواجب عليّ، أن أرتدي درعاً واقية وان أحمل جهاز اتصال لاسلكي، فهاتان الأداتان من أهم أعتدة المسعف". وبنبرة حائرة يقول سامر عبدان "لا أعرف لماذا تناولتني شاشة المنار بهذه الطريقة، ولماذا كل هذه الاتهامات الباطلة... أشعر اليوم بخطر على حياتي، وإنني أحمّل قناة المنار المسؤولية عن أي سوء قد يصيبني، كما أطالبها بتقصّي الحقيقة عن أي خبر، وان لا تطلق الروايات ضد الناس جزافاً، خصوصاً وان مسؤولي الهيئات الصحية في حزب الله يعرفون جيداً أني عملت كعنصر في الدفاع المدني لاجلاء الجرحى ومساعدة المرضى وتوزيع المؤن وإغاثة الناس أثناء عدوان تموز".وأخيراً، يطالب سامر عبدان قناة "المنار" بضرورة بث توضيح واعتذار، يعيدان الاعتبار له وصوناً للحقيقة والموضوعية. من جهتها، أصدرت "جمعية التقوى الاجتماعية الاسلامية"، والتي ينتمي اليها سامر عبدان، بياناً يرد على افتراءات قناة "المنار"، جاء فيه:

"يهمنا أن نفيد في جمعية التقوى الاجتماعية الاسلامية ان الشخص الذي ظهر في التقرير هو أحد عناصر جهاز الدفاع المدني التابع للجمعية وكان موجوداً في تلك المنطقة ضمن ثلاثة طواقم كانت موجودة في المنطقة والتي عملت على اجلاء المصابين من المدنيين والعسكريين بالاضافة الى تأمين سحب الطلاب من الجامعة ومساعدة رجال الاطفاء الذين عملوا على اخماد الحرائق التي نشبت في موقف الجامعة. ان ظهور الأخ المسعف الذي ظهر مرتدياً درعاً ويحمل الجهاز لا يعني انه عنصر أمني حيث ان من أهم عتاد المسعف في هكذا حوادث هو الدرع لحمايته والجهاز للتبليغ عن أي اصابات أو أمور طارئة قد تحدث.

ان جهاز الدفاع المدني التابع للجمعية يعمل في كل المناطق اللبنانية من دون تفرقة أو تمييز طوال الأعوام السبعة عشر السابقة وبخاصة في الاعتداءات الاسرائيلية الأخيرة والتي عملنا فيها في الجنوب وبيروت والضاحية الجنوبية والبقاع من ضمن العمل الاغاثي وعمل الدفاع المدني.

وتفيد الجمعية أنها تتعامل مع الخبر بافتراض حسن النية، مع التحذير ان تكرار مثل هذه الأمور من شأنه زيادة نار الفتنة بين أبناء المجتمع الواحد، طالبة من قناة المنار بث هذا التوضيح عبر نشرات أخبارها وإظهار هذا التوضيح على الموقع الخاص بالقناة على الانترنت، والرجوع الى ميثاق الشرف التي تعمل من خلاله الوسائل الاعلامية.

مع الاحتفاظ باللجوء الى حقنا القانوني بالمداعاة ضد أي جهة تعمل على تشويه سمعتنا وتلفيق الأخبار الكاذبة بحقنا". بين رواية "المنار" والحقيقة المتكشفة أمامنا، مسافة شاسعة من الافتراء والكذب، هي عينها المسافة الفاصلة بين طلاب الحقيقة والعدالة والمحكمة الدولية وطلاب الحروب والفتن والوصايات. بل بين حقيقة سامر عبدان وتقرير تلفزيون "المنار" سنجد الفارق بين المخيلة الميليشياوية وإرادة الحياة والسلام. فهل يتّعظ الكذَبة"؟.

"المنار" يأسف ولا يعتذر

اضطر تلفزيون "المنار" مساء أمس الى الاعتراف بالخطأ الذي ارتكبه أول من أمس عندما بثّ التقرير عن المسعف سامر عبدان متهماً إياه بأنه عنصر أمني تابع للنائب سعد الحريري كان يتولى توجيه العناصر الميليشياوية خلال احداث الخميس الأسود. ومع اضطرار "المنار" للاعتراف بالخطأ "غير المقصود" إلا انه اكتفى بـ "إبداء الأسف" من دون أن يبلغ الاعتذار من هذا الخطأ، هذا مع تجهيل تام للجهة المتضررة من خطئه هذا، مكتفياً بالحديث عن "ضرر معنوي قد يكون أصاب بعض الأفراد"، فيما كانت "أخلاقية المهنة" التي تحدث عنها "المنار" تقتضي أقلّه الاعتذار من النائب الحريري ومن المسعف سامر عبدان.

 

اتهامات بوش و.. الدولة

مازن بلال

تكرار الرئيس الأمريكي جورج بوش لاتهماته تجاه سورية وإيران و.. "حزب الله" لم تعد شأنا عابرا يهدف لتكرار الضغط، او رسم ملامح الأهداف القادمة للإدارة الأمريكية، فهذا الاستهداف حتى وإن كانت له علاقة مباشرة بالسياسة الخارجية الأمريكية، لكنه يمس عصبا حساسا داخل مجتمعات المنطقة، ويدخل في عمق الوعي بخصوصية التشكيلات السياسية القائمة، على الأخص ان ما يطلقه الرئيس الأمريكي اليوم مختلف نوعيا عن تهديداته في السنتين الماضيتين، لأنه يترافق مع رسم ملامح "خارطة مذهبية" يتم التعامل معها عبر عمليات "الشحن" الإعلامي. تأكيدات بوش الحالية حول التدخلات السورية والإيرانمية لزعزعة الاستقرار في لبنان، تكرس إعلاميا على الأقل "بلورة" الحلف الذي ظهر خلال حرب تموز، ويضم ما اصطلحت بعض مراكز البحث الأمريكي على تسميته بـ"الدول السنية"، في مقابل "الدول المارقة"، التي تشكل وفق تصريحات سابقة للملك عبد الثاني "الهلال الشيعي".

ومشكلة سياسة الأحلاف كما تبدو اليوم متباينة مع الاستراتيجيات السابقة التي ظهرت في المنطقة خلال الخمسينات، فالأحلاف السابقة كانت تتعامل مع السياسة الخارجية للدول وعلاقاتها مع "المعسكر الغربي"، لكن هذه العلاقة اليوم يتم نسجها خارج إطار "مفهوم الدول"، وتشكا حاليا ضمن نمط مذهبي يتجاوز الدولة، فهي علاقة تحمل بذاتها تكسيرا لمفهوم الدولة، وإعادة تبعية المجتمعات للمرجعيات التي كانت قائمة سابقا، وبالتالي تهميش التعبير الحقوقي الجامع للمواطنين، وتشتيته على فرضيات لم تعد تملك على الأرض وجود فعلي.

عمليا ومنذ بدأ الحديث عن "هلال شيعي" تحول التنظير في مسالة السياسة باتجاه "المرجعيات الدينية"، وأصبحت التصريحات الخاصة لهم تشكل معيارا لقياس "الصراع الافتراضي" بين المذاهب. وهذا الأمر سبقه في مرحلة احتلال العراق صعود الأحزاب الدينية التي أنتجت شكلا من السلطة في العراق قائم على أساس "الاقتسام" المذهبي للدولة وليس للسلطة، لأنه انعكس مباشرة داخل الجهاز التنفيذي للدولة، لتصبح بعض الأجهزة والمؤسسات معبرة عن فئة دون اخرى. ومسالة الأحلاف الحالية التي تظهر في خطاب بوش وكانها شانا عابرا لأنه يريد من خلالها التأكيد على "الديمقراطية" لم تؤثر في خارطة المنطقة فقط، بل حتى في طبيعة التعامل السياسي الداخلي وعلى الأخص في لبنان والعراق، وانتقلت على شكل حرص "مذهبي" باتجاه بعض القيادات في السعودية، لتنتج خطابا سياسيا لا يبدو حريصا على تكريس مفهوم الدولة، بقدر غيرته "الماضوية" على مسألة "المذهب". وفي هذا السياق بدأنا نشهد فصابا في الخطاب السياسي الذي يبدو أحيانا حريصا على لبنان، بينما يظهر في مواقع أخرى متجاوزا لأي مفهوم سياسي حديث. فعندما يتم تحويل الصراع مع إيران إلى شكل مذهبي، أو تبرير الحرب بين المقاومة وإسرائيل وفق تجليات مذهبية، فإن أي خطاب آخر لن يكون مقنعا، مادمنا كسرنا الرؤية الأساسية لمفهوم الدولة ووضعنها ضمن تعابير تنتمي إلى العصور الوسطى.

 

إيران حلت مكان سورية في الاتصالات حوله

دمشق أقنعت طهران بعدم استعجال مخرج للبنان فاقترح بري تجميد المحكمة وحكومة من 19 – 11وليد شقير, الحياة (المملكة المتحدة)

قالت أوساط سياسية مواكبة من قرب للاتصالات الجارية بين المملكة العربية السعودية وايران حول الوضع اللبناني، إنها على رغم انتظارها صدور نتائج عملية، لم تظهر حتى الساعة تدعم المخرج من الأزمة اللبنانية المتعاظمة، فإنها تدل الى أن طهران حلّت مكان دمشق في عملية البحث عن الحلول، على رغم الدور الأساس لسورية في لبنان عبر حلفائها في المعارضة.

وتعزو هذه الأوساط تقدم دور ايران في الاتصالات الجارية الى مجموعة من العوامل الموضوعية منها:

 تعاظم ثقل طهران في الداخل اللبناني، ليس فقط من طريق صلتها التاريخية والعميقة مع «حزب الله»، بل بسبب توسع صلاتها بأفرقاء المعارضة الآخرين، سواء عبر الحزب أو بطريقة مباشرة منذ أن قررت دعم الفريق المعارض في مطلبه قيام حكومة وحدة وطنية كما جاء في تصريحات علنية من عدد من المسؤولين فيها منذ آخر الصيف الماضي.

 اقتناع دمشق بأن تحالفها مع طهران متين واستراتيجي وغير قابل للاهتزاز ويقينها بأن القيادة الايرانية لن تتخلى عن هذا التحالف في أي شكل من الأشكال ومهما اشتدت الضغوط على أي من الدولتين، لأن ما يجمعهما من خلال تصديهما للضغوط أعمق وأقوى من أي تفاوض أو عروض التسويات وبالتالي فإن دمشق مطمئنة الى حصول الاتصالات مع طهران، خصوصاً انها مطلعة على التفاصيل كلها.

 شبه الانقطاع في الاتصالات السعودية – السورية نتيجة تراكمات كثيرة خلال الأشهر الماضية منها خطاب الرئيس السوري بشار الأسد الذي وصف فيه بعض القادة العرب «بأنصاف الرجال» في 15 آب (اغسطس) من العام الماضي، وبالتالي تفضيل السعودية البحث في الوضع اللبناني عبر طهران بدلاً من دمشق في هذه الظروف، خصوصاً أن التواصل بين الدولتين يتناول مسائل أوسع من الوضع اللبناني، أي العراق وفلسطين والعلاقات السنيّة – الشيعية والعمل على معالجة الحساسيات وتجنب الفتنة.

وتفيد المعطيات التي تجمعت لدى مصادر عدة أن الجانب السوري استطاع، بحكم التحالف، اقناع طهران بإعادة النظر بما توصلت اليه من نتائج في اتصالاتها مع السعودية، قبل أسبوعين، تقوم على دعم مخرج للمأزق السياسي الداخلي وبين الافرقاء المحليين، على قاعدة التوافق على معالجة الخلافات بين المعارضة والأكثرية حول المحكمة ذات الطابع الدولي لمحاكمة المتهمين في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه وسائر الجرائم المرتبطة بها، عبر لجنة خبراء أو قضاة من الجانبين تدرس ملاحظات المعارضة على مشروع المحكمة وتحيل تقريراً بها الى مجلس الوزراء، بعد توسيعه في سياق تنفيذ مطلب المعارضة قيام حكومة وحدة وطنية على أساس 19 للأكثرية + 10 للمعارضة + 1 وزير ملك يتم اختياره من بين خمسة أسماء تطرحها المعارضة ويسمي واحداً منهم قادة الأكثرية أو رئيس الحكومة فؤاد السنيورة.

وأوضحت مصادر مواكبة للاتصالات الايرانية – السعودية أن الجانب الايراني تبنى الموقف السوري الرافض البحث في بت أمر المحكمة ذات الطابع الدولي قبل انتهاء التحقيق الدولي وتوسيع الحكومة على أساس 19+11 (للمعارضة) وأن يكون برنامجها اجراء انتخابات نيابية مبكرة، وهي النقطة التي لم ترد لا في مبادرة الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى ولا في التوافق الايراني – السعودي على مسودة للحلول كانت الرياض حضرت لها في لقاءاتها مع قطبي المعارضة الرئيسين أي «حزب الله» ورئيس المجلس النيابي نبيه بري ثم دعمتها طهران. وأكدت المصادر المواكبة أن سكرتير مجلس الأمن القومي الايراني الدكتور علي لاريجاني، حمل الاثنين الماضي 22 كانون الثاني (يناير) ورقة مكتوبة بالموقف السوري، الى الرياض.

وفي معلومات بعض القوى السياسية اللبنانية المطلعة على الموقف السوري أن في دمشق من أبلغ طهران في سياق معارضة الورقة المدعومة من ايران والسعودية (قبل حصول تحرك المعارضة يوم الثلثاء 23 الجاري بيومين) أن المعارضة في لبنان قادرة على الامساك بزمام الأمور وعلى تغيير الاوضاع في لبنان عبر تحركاتها المتصاعدة التي ستنفذها، وأن لا ضرورة لاستعجال التسوية قبل أن تواصل القوى الحليفة في لبنان هذه التحركات. وفي رأي مصادر سياسية تجمعت لديها معطيات عن التقويم السوري للوضع اللبناني وعلاقته بالمشهد الاقليمي، أن بعض القيادة السورية يرى أن انتظار المزيد من النفوذ والسيطرة في لبنان عبر الحلفاء اللبنانيين يزيد من القوة التفاوضية للتحالف الايراني – السوري مع القوى الأخرى سواء أكانت الولايات المتحدة الأميركية ودول الغرب، أم الدول العربية ولا سيما السعودية في علاقتها بطهران ودمشق.

وعلى رغم عدم ممانعة طهران أمام التقديرات السورية هذه، فإن المنحى الخطير الذي أخذه تصعيد المعارضة الثلثاء دفع القيادة الايرانية الى تجنب المزيد من الحساسية السنّية – الشيعية، ما دفعها الى نصح حلفائها، عبر السفير في بيروت محمد علي شيباني، بتجميد التحركات الاحتجاجية في اليوم التالي، مخافة الفلتان على الصعيد المذهبي. وهو ما تحرص القيادة الايرانية على تجنبه خصوصاً أنه كان أساس تكثيفها اتصالاتها مع الرياض.

إلا أن مصادر في الأكثرية، تتابع من جهتها الاتصالات الخارجية الجارية، تعتبر أن التشدد السوري ازاء الورقة المدعومة من طهران والرياض، كان فاعلاً في انتاج تصلب لدى بعض قادة المعارضة الذين يتولون المفاوضات على المخارج الممكنة. وهو أخذ مظاهر عدة بحسب نظرة كل فريق في المعارضة. فالأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله رفع السقف «باستبعاده» أن تقبل المعارضة بأي حل لا يشمل اجراء الانتخابات النيابية المبكرة. مع أنه قال: «لا أريد أن أجزم مسبقاً...» (بهذا الشرط).

وانعكس التشدد عند الرئيس بري، يوم الثلثاء الشهير، وفي ظل قطع المعارضة للطرقات وحرق الاطارات، موقفاً جديداً له حين سأله أحد السفراء الأجانب عن الحل الذي يراه لوقف التصعيد فأجاب: «وضع المحكمة ذات الطابع الدولي في الثلاجة واستقالة السنيورة بحيث تصبح الحكومة حكومة تصريف أعمال، فيعود الوزراء المستقيلون اليها في هذه الحال». (صلاحيات حكومة تصريف الأعمال ضيقة وفق الدستور). إلا أن بري عاد فعدّل من اقتراحه في اليوم التالي في حديث له مع أحد السفراء العرب فبقي على رأيه «وضع المحكمة في الثلاجة»، لكنه اقترح توسيع حكومة السنيورة على أساس 19+11، متجنباً مطلب الانتخابات النيابية المبكرة لأنه غير متحمس له. لكن بري ما زال يراهن على رغم هذين الاقتراحين، على أن تفتح الاتصالات الايرانية – السعودية كوة في جدار العلاقة السورية – السعودية في شكل يسمح بالتوصل الى مخرج يوافق عليه الجميع.

 

حرب عالمية قائمة ثالثة بين الغرب والاسلام

صالح النعامي

قال افرايم هليفي الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات الإسرائيلي للعمليات الخارجية " الموساد " أن العالم الآن يمر في أوج حرب عالمية ثالثة بين الإسلام والغرب. ونقلت صحيفة " هارتس " الاسرائيلية في عددها الصادر الإثنين أن المشكلة تكمن في أن العالم وخصوصاً الغرب لا يدرك هذه الحقيقة. وتأتي تصريحات هليفي هذه في غمرة حديث الكثير من الساسة والنخب المثقفة في الدولة العبرية عن أن صدام حضارات قائم حالياً بين الغرب والإسلام. وقد كرر رئيس حزب الليكود الإسرائيلي المعارض أقواله السابقة بأن الصراع بين إسرائيل والعرب لم ينشأ بسبب احتلال الدولة العبرية للأراضي العربية، بل بسبب عدم تسليم المسلمين والعرب بوجود إسرائيل " كممثلة للحضارة الغربية في الشرق الأوسط ".

واضاف نتنياهو على هامش مشاركته في مؤتمر الحصانة القومية الذي عقده مركز " هرتسليا متعدد الاتجاهات "، أن دعم الولايات المتحدة والغرب لإسرائيل "ليس منة " بل هو استحقاق يفرضه الدور الذي تقوم به اسرائيل في مواجهة العالم العربي. وهاجم نتنياهو الساسة الإسرائيليين الذين يبدون استعدادهم للتنازل عما يعتبره مناطق تشكل " ذخر استراتيجي " لإسرائيل من اجل " السلام القاتل " مع العرب. من ناحيته قال الدكتور عوزي عراد مدير مركز " هرتسليا متعدد الاتجاهات "، أهم مركز أبحاث في إسرائيل، والذي سبق له أن رأس مركز الابحاث الخاص بجهاز الموساد لعدة سنوات أن حرب الحضارات التي تفرض على إسرائيل يجب أن تقنع العالم الغربي ببناء حلف معها يقوم على أساس مواجهة " الغول الإسلامي ". وكرر عراد ما كان قد صرح في الماضي من أنه يتوجب بأن تعتمد إسرائيل في بناء استراتيجيتها المستقبلية على ما تنبأ بها المؤرخ الأمريكي اليهودي برنارد لويس أحد المتحمسين لفكرة " صراع الحضارات "، معتبراً أن تواصل الدولة العبرية العيش في المنطقة بناء على التسويات السياسية مهما كانت، لأن هذه التسويات – حسب عراد – كانت بين اسرائيل وأنظمة الحكم العربية، في الوقت الذي لم تسلم الشعوب العربية في الدو ل التي وقعت على هذه التسويات بوجود إسرائيل.

ويشير عراد الى ما يحدث في مصر، مشدداً على أنه على الرغم من ان مصر كانت أول دولة عربية توقع على معاهدة سلام مع إسرائيل، إلا أن شعبها هو الشعب الذي يكمن أكبر قدر من العداء تجاه الدولة العبرية و" شعبها " كما يقول. أما المستشرق الدكتور جاي باخور الباحث في " مركز هرتسليا " متعدد الاتجاهات فيقول أنه إنطلاقاً من صراع الحضارات الحتمي، فأنه على إسرائيل أن تقنع الولايات المتحدة بإحداث المزيد من التفكك في العالم العربي، على اعتبار أن التفكك يقلص من قدرة العرب على الصمود في هذه الحرب. ويشير باخور الى العراق كنموذج مهم للتجربة، مؤكداً أنه يتوجب أن يتم تقسيم العراق الى ثلاث دول شيعية في الجنوب، وسنية في الوسط، وكردية في الشمال.

 

مصادر سورية تتوقع مفاجآت دراماتيكية في عمل لجنة التحقيق الدولية

الخليج (الإمارات العربية المتحدة)

أكدت مصادر واسعة الاطلاع في العاصمة السورية أن شهر آذار/مارس المقبل سيحمل مفاجآت دراماتيكية، ستؤثر في مسار عمل لجنة التحقيق الدولية الخاصة بالكشف عن جريمة اغتيال رئيس وزراء لبنان السابق رفيق الحريري وتقديمهم للمحاكمة. وأوضحت هذه المصادر أن الزيارة المرتقبة التي سيقوم بها رئيس اللجنة الدولية القاضي سيرج برايمرتز إلى موسكو في شهر آذار / مارس القادم غاية في الأهمية، لأنه سيتم خلالها حسم موضوع الكشف عن أسماء الدول التي لم تتعاون مع اللجنة الدولية. وحسب هذه المصادر فإن افتعال حكومة السنيورة للأزمة حول مناقشة قانون المحكمة الدولية، وإصرارها على تجاوز الأصول الدستورية لإقرار ذلك جاء تماشياً مع ضغوط كبيرة مارستها الولايات المتحدة وفرنسا ، في محاولة لاستباق اضطرار لجنة التحقيق على الكشف عن أسماء الدول غير المتعاونة. وأضافت المصادر السورية أن من بين الدول غير المتعاونة ثلاث دول عربية رفضت المصادر تسميتها، وسبع دول منها الولايات المتحدة، وفرنسا، وألمانيا، وأستراليا، و”إسرائيل”. واختتمت هذه المصادر القول، إن عدم تعاون هذه الدول مع لجنة التحقيق الدولية يفضح بما لا لبس فيه حقيقة سعيها إلى تسييس عمل اللجنة ، وعلى وجه الخصوص الولايات المتحدة وفرنسا.

 

يوم الكفر والتحدّي والتعدّي على الكرامات!

المستقبل - الثلاثاء 30 كانون الثاني 2007 - نقولا نصر(*)

رائعاً كان الثلاثاء 23 كانون الثاني 2007 في لبنان، وإن سقط فيه قتلى وجرحى. كان كذلك، لأنه كشف أموراً وحقائق، لم تكن بالطبع سابقاً مجهولة بالتمام والكمال، لكن المشهد أوضحها وظهّرها ووثقها وعمّق فهمها، كما قد تشير الى كل ذلك إفادة أو صك صادر عن كاتب عدل، زوّد بالوقائع. من قام بذلك العمل المجيد؟ معارضة تسمي نفسها وطنية، في طبعة تصعيد جديد، رقمه 3. وماذا جرى بالضبط منذ الفجر؟ إقدام ما يقارب 50 تجمعاً أساسياً، توزعت على كل المناطق، لا سيما بيروت وساحل جبل لبنان الشمالي والرمل العالي في الضاحية الجنوبية لبيروت، على قطع الطرق العامة، لا سيما الأوتوسترادات الرئيسة، بإحراق الدواليب والسواتر الترابية أو السيارات المحروقة. لماذا؟ لمنع الناس من المرور، من التوجه الى مراكز عملهم أو لقضاء حاجاتهم اليومية.

مبدئياً، أرادت المعارضة الكريمة أن يكون ذلك اليوم يوم إضراب شامل، بل استفتاء حول حجم شعبيتها الحقيقية. لكن قطع الطرق عطل لها بالكامل مشروعها، لأن الناس لم تتمكن من التنقل بحرية أو الإقفال بحرية، أو الفتح بحرية. مما يعني أن المعارضة كانت تدرك سلفاً أن الإضراب ـ الاستفتاء لن يكون لصالحها وأنها كانت تهاب صفعة موجعة ترتد عليها سلباً. وهي قررت في نهاية الأمر عرض عضلاتها بالطريقة التي شاهدنا بأم العين على الشاشات، أي اعتماد القوة وقهر الناس، كي لا تتاح للناس فرصة التعبير الحر عما تريد أو ترفض.

حصلت إشكالات أمنية، عندما منع أو حاول قطاع الطرق منع المارة من المرور، والمرور على الطرق العامة هو حق طبيعي لكل المواطنين. سقط خمسة قتلى وأكثر من مئة جريح. حصل اعتداء على الأشخاص والأملاك الخاصة والعامة. تضررت أو أحرقت سيارات، كما تكسّرت واجهات محال برشق الحجارة. وتحوّلت بعض الأزقة الى حلبة زعران يريدون الدخول إليها عنوة، رغم أنف السكان الأصليين. وكان من بين اللافت إقدام "حزب الله"، كما حصل مرات عدة سابقاً، و"كلما دق الكوز بالجرّة"، على قطع الطرق المؤدية الى مطار بيروت الدولي، وكأن هذه المنطقة ملك خاص له، ثم إقدام النائب ميشال عون (الذي نخصه لاحقاً بكلام يعجبه في متن هذا المقال) على تحدّي إرادة المتنيين والكسروانيين والجبيليين تحديداً، في شكل لم تعرفه يوماً هذه المناطق، التي كانت آمنة على مدى الحرب اللبنانية، كما كانت الخزان التاريخي للمقاومة اللبنانية ـ المسيحية الأصيلة، التي لا تعنيها في الأصل مقاومة "حزب الله"، على الأقل من حيث الأشكال التي تتخذها... ميشال عون الذي هو عملياً في هذه الأيام دمية طيّعة بيد السيد حسن نصرالله.

عقد المطالب المستحيلة

حتى 23 الجاري، يكون قد مضى على تحرك المعارضة في الشارع 54 يوماً: في البدء تظاهرات صاخبة في "ساحة رياض الصلح"، تحوّلت الى منبر خطابات رنانة أو أمسيات شعرية، اتخذت كلها شكل متراس سياسي، فيه تكرار مملّ لمطالب داخلية، تشابكت بها وفيها هموم تتصل بمعضلات شرق أوسطية، وفيها حملات تتسم بالأدب الشتائمي الرفيع الموجه الى حكومة، يريدون إسقاطها بالكلام البذيء. ونصبت خيم سادها تدريجاً الصمت والسبات. الى أن وصلنا الى تصعيد الكانون الثاني.

وجاء الآن وقت تلخيص ما طرحوا، مجمل ما بدأوا به وما انتهوا إليه:

1 ـ قبل الدخول في التفاصيل، من حق الناس أن تقول لهم: "فهمنا كل ما تريدون، أخذنا علماً بذلك. لا جدوى من التكرار. تفضلوا واخرجوا من الشارع والشوارع، وعودوا الى منازلكم. ولا يجديكم نفعاً البقاء في الشارع ومن حق الشارع وأهله أن يتنفّس ويتخلّص منكم".

2 ـ تريدون إسقاط الحكومة؟ بغض النظر عن دستورية وميثاقية هذه الحكومة، أو واقع أي حكومة أخرى، فالإسقاط غير ممكن في لبنان. عودوا بالمختصر الى مجلس النواب: هو وحده يجيبكم والكلمة الفصل هي له وحده. كان المجلس منحها ثقته بأغلبية 92 صوتاً. وهي سترحل حتماً في شكل طبيعي، إذا التأم المجلس وحجب عنها الثقة.

3 ـ تريدون "حكومة وحدة وطنية" يتمثّل فيها الجميع؟ هذا غير ممكن. حكومة كهذه ستكون "صندوق فرجة" ولن تستطيع الحكم، خصوصاً إذا تضمّنت ثلثاً معطلاً أو ثلثاً زائد واحد، يجعلها دائماً تحت رحمة السقوط الآلي، عندما يشاء المعطّلون، علماً أن هذا الطراز من الحكومات لا نجده في أي دولة في العالم.

4 ـ طرحتم البديل "الأعظم": حكومة 12 (6+6). من تحت الدلفة الى تحت المزراب. شي "بضحك". ثم كيف القفز الأرنبي من حكومة موجودة الى حكومة أخرى، خصوصاً كهذه تتساوى فيها أكثرية ومعارضة؟

5 ـ تريدون أن تضع هذه الحكومة، التي تصرّون عليها، قانوناً جديداً للانتخابات النيابية. لماذا تقوم حكومة من هذا الطراز بذلك؟ أمن أجل أن تعيدنا الى قوانين أسوأ من قوانين غازي كنعان؟

6 ـ تريدون انتخابات "مبكرة". لماذا مبكرة؟ كل شيء يحصل في حينه. ولاية المجلس الحالي تنتهي في العام 2009. لماذا الاستعجال؟ لماذا هذا المجلس لا يعجبكم، ألأنه أول مجلس ينتخب بحرية كاملة بعد انسحاب الجيش السوري من لبنان، علماً أن كل المجالس التي رأت النور منذ العام 1992 حتى العام 2000، كانت ممهورة بطابع التدخّل السوري المعروف. النواب السابقون متعجلون؟ ليست هي حال الحاليين. أما النواب الحاليون، الذين يطمحون الى تكبير حجم حلفائهم، فهذا أمر لا يهم سواهم.

7 ـ أخيراً، لا تضيعوا وقتكم في توسل المحال. عودوا الى مجلس النواب، الذي هو المرجع الوحيد لحصول الممكن والمعقول. وما عدا ذلك هو باطل ومستحيل.

عبر اليوم الأسود

إن التقييم الموضوعي لما حصل في ذلك اليوم الأسود والمشؤوم يقود الى استنتاج ما يلي:

1 ـ الإضراب العام، بالطريقة التي جرى بها، شلّ الحركة في البلاد وأحدث فيها تخريباً وتكسيراً، وهو لم يكن إطلاقاً فرصة أو مجالاً للتعبير الحرّ عن الرأي. وهذا هو انطباع الرأي العام والشعب اللبناني، بغض النظر عن الجانب السياسي من الموضوع.

2 ـ اعتبرت قوى 14 آذار ذلك الإضراب انتصاراً معنوياً لها، وهزيمة للمضربين، قطّاع الطرق.

3 ـ فيما اعتبرت المعارضة، حسب ما ورد في البيان الذي أصدرته مساء الثلاثاء، أن الإضراب كان ناجحاً بامتياز، من وجهة نظرها، عبر التأييد الشامل لها ولمطالبها. وهي، مع إعلانها ختم المرحلة الثالثة من تحركها، أشارت الى تصعيد آخر، تحضّر له. وضرير البصر والبصيرة يسقط في الحفرة مرة بعد مرة، إذا لم ترشده يد دليل.

4 ـ أما الحصيلة، على مستوى الشعب اللبناني ككل، فكانت اشمئزازاً، بل غضباً لكل ما حصل في الشارع من فوضى وصدامات، ثم تخوفاً من أن تتطوّر الأمور نحو الأخطر والأعظم.

5 ـ على مستوى النخب الفكرية والسياسية، كانت هناك صرخة مدوية، تدعو الى الكف نهائياً عن توسل الشارع لخدمة وتحقيق أي مطلب سياسي، حرصاً على السلامة العامة والاستقرار الأمني، الذي لا يجوز لأي كان تعريضه للخطر، رغم أنف المتهورين والمغامرين.

المغامران الكبيران

تتكون معارضة 8 آذار من عدة قوى متحالفة معروفة جيداً. ولا نغالي أو نجدف، إذا وضعنا مجمل تلك القوى، استناداً الى الوقائع، في خانة ثنائية: حلفاء سوريا وحلفاء إيران، الذين يجمعهما حلف واحد جامع. وهي ظاهرة لا نجدها في أي بلد عربي آخر، وفي سوريا بالذات: قيادات تأتمر علناً بأوامر صادرة عن دمشق وطهران. في سائر الدول العربية، هناك سلطة وهناك أحزاب أو تكتلات حزبية أو سياسية، ولا يسمح حكام أي بلد عربي بقيام تحركات سياسية، صادرة عن قوى خاصة، أي غير رسمية، بأي عمل يمس السلطة الرسمية القائمة، وتمنع أي تحرك من هذا الطراز بمختلف الأساليب المتاحة.

ومن المؤسف والمؤلم أن يدعي أركان المعارضة كي يبرروا ولاءهم للجهة القريبة، التي ترعاهم، باختلاق معادلة أخرى وهمية، ذلك أن المجتمع الدولي وسائر الدول تتعامل مع السلطة القائمة في لبنان علناً، ولا تمد أي فريق لبناني بالمال والسلاح، سراً أو من وراء الستار.

وإذا خرجنا من العموميات، تأكد ويتأكد للجميع أن الدينامو المحرك بمجمل تحركات المعارضة الحالية هو شخصان: أولهما السيد حسن نصرالله، أمين عام "حزب الله"، وثانيهما النائب ميشال عون، الخاضع عملياً للأول، كما سنثبت ذلك لاحقاً.

ما هي المعطيات والاعتبارات، التي تحكم تصرفات "حزب الله"؟ يمكن تلخيصها بالآتي:

1 ـ إنه حزب، حديث العهد، مرتبط عضوياً وإيديولوجياً بإيران ونظامها السياسي، غير مجرّب حتى الآن بالعمق في كل ما يتصل بالنظام الديموقراطي البرلماني المعتمد في لبنان. صحيح أنه شارك في الحكومة الحالية، لكنه لم يشارك في أي حكومة أخرى سابقة. لديه كتلة نيابية، لكنه بعيد كل البعد عن ممارسة اللعبة البرلمانية حسب أصولها وآلياتها المعتمدة في لبنان.

2 ـ إنه يتلقى سيلاً مفتوحاً من المال والسلاح من إيران. وهو يوظف حالياً هالة الدعم الإيراني سياسياً، بتحوله من الجنوب الى العاصمة وعمق الأراضي اللبنانية. وهو عملياً القائد الأعلى للمعارضة، بل المنظم الأعلى لتحركاتها. والمطلب الأول الذي رفعته المعارضة (حكومة وحدة وطنية) هو من صنع السيد حسن نصرالله، إثر الحملة الشرسة المتجنية التي شنّها على الحكومة بعد انتهاء حرب تموز.

3 ـ في البدء ومنذ البدء، كان "حزب الله" مرتبطاً بإيران وسوريا، ومقاومته تغذّت من المال والسلاح الوارد من هاتين الجبهتين. بعد انسحاب إسرائيل من لبنان في 25/5/2000، وبعد تطبيق القرار 425، كان من المفترض أن يقدم "حزب الله" على تسليم سلاحه الى الدولة وأن يترك أمر معالجة قضية مزارع شبعا للسلطة اللبنانية. وهو لم يفعل، وبعد الكارثة الرهيبة التي حلت في لبنان، خلال حرب تموز 2006، وغداة ذهاب الجيش اللبناني الى الجنوب بكثافة، تطبيقاً لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701، كان من المفروض أن يحسم "حزب الله" نهائياً أمر مقاومته، بحيث يتخلى نهائياً عنها، لكن هذا الأمر لم يحصل، بل نراه متأهباً لارتكاب هفوات أخرى، ربما شبيهة بعملية خطف الجنديين الإسرائيليين في 12 تموز. بمعنى آخر، "حزب الله" مصرّ على استمرار مقاومته الى أبد الآبدين.

4 ـ وبتوجهه من الجنوب الى الداخل اللبناني سياسياً، فهو يسعى الى أمرين: تعزيز موقعه السياسي وتكبير حجمه السياسي، ثم الاستمرار في مقاومته الأحادية. وهذان الأمران لا يصبان إطلاقاً في مصلحة لبنان، دولة وشعباً.

أما العماد ميشال، فقصته قصة مغايرة تماماً، منذ أن كان رئيساً للحكومة العسكرية السداسية (22/9/1988 ـ 13/10/1990) حتى اليوم.

1 ـ خلال تجربته الأولى في الحكم، حصل باختصار ما يلي. بعد انفراط حكومته فور تأليفها بانسحاب الوزراء المسلمين الثلاثة منها، قام ببطولتين: محاولة إلغاء "القوات اللبنانية"، التي قصفت ظهره أمنياً، إذ لم يستطع مثلاً الدخول الى الأشرفية أو الذهاب الى أبعد من الضبية شمالاً. وفي "14 آذار" 1989 فتح حرب تحرير لبنان من الاحتلال السوري، وهي كانت مسدودة الأفق في حينه لخلل مريع في توازن القوى. ولـ"التفنيص" على الناس، قال في أحد الأيام أنه "هزّ المسمار"، مسمار الاحتلال السوري طبعاً، لكن المسمار بقي في مكانه صامداً، أو أفلت من يده، ثم فات في مكان آخر. في حينه، كان قصر بعبدا، الذي أقام فيه الجنرال، خالياً من رئيس جمهورية، وهو كانت مهمته الأساسية محصورة بتأمين انتخاب رئيس يخلف الرئيس أمين الجميل. لكن هذا الأمر لم يهتم به إطلاقاً، بل راح يغامر سياسياً، بعد أن غامر عسكرياً. حلّ مجلس النواب في 4/11/1989، قبل يوم واحد من التئام المجلس النيابي في مطار القليعات، حيث انتخب الرئيس رينيه معوض رئيساً للجمهورية. حلّ مجلس النواب وكان مدركاً لاستحالة إجراء انتخابات نيابية. ثم بدل التعاون مع الرئيس معوض، الذي حاول تأليف حكومة وفاق وطني حقيقية، راح يقاطعه ويحمل على اتفاق الطائف. باختصار، فشل ميشال عون في السياسة، كما فشل في حربه العسكرية الثنائية. وفي 13/10/1990، طرد من قصر بعبدا، لجأ الى السفارة الفرنسية، ثم أمضى 14 عاماً لاجئاً سياسياً في فرنسا.

2 ـ عاد عون الى لبنان في 7/5/2005. في البدء، وقبل أن يعود بأربعة أشهر، كان من صلب حركة 14 آذار. وبعد انتخابه نائباً راح ينسحب تدريجاً من هذه الحركة، الى أن انضم لاحقاً الى مناضل أصيل في حركة 8 آذار. وتحول الى حليف مباشر لـ"حزب الله"، منكراً أصله وفصله، وخصماً لانتفاضة الاستقلال. عجيب أمر هذا الرجل: بعد أن تحرر لبنان على يد غيره من الاحتلال السوري، أي رواد الاستقلال في حركة 14 آذار، راح ينزعج خاطره، إذا وجه أي انتقاد الى دمشق، دمشق التي غمرتنا بعطف جرائمها السياسية الكبيرة في لبنان، بعد التمديد المشؤوم بالفرض السوري للرئيس لحود.

3 ـ ما زال ميشال عون يعتبر نفسه الممثل الأكبر للمسيحيين. أيَ مسيح يعبد هذا الرجل؟ الذي وقع في قبضة السيد حسن نصرالله، وهذه القبضة بالذات جردته تلقائياً من أي رصيد مسيحي؟ لقد تحول في 23 كانون الثاني، مع مناصريه، الى قطّاع طرق. أين تحديداً؟ في المتن وكسروان وجبيل، وهي مناطق لم تعرف، على مدى حرب 1975 ـ 1990، هذا النوع من الفلتان الأمني والزعرنات، بل كانت ملجأ آمناً للبنانيين والمسيحيين، الذين كانوا يقصدونها، هرباً من أماكن أخرى مضطربة. ثم كانت المناطق المسيحية المذكورة عرين، بل خزان المقاومة اللبنانية، التي أسسها وقادها بشير الجميل. وإذا ألقينا نظرة على القيادات المسيحية التي كان لها الوزن الكبير، نذكر عمالقة كبيار الجميل، مؤسس الكتائب، أو كميل شمعون وسواهم... أما ميشال عون، فهو تحوّل الى مجرد قزم على المستويين المسيحي واللبناني... عُدْ الى باريس أو الى جهنم الحمراء، أيها السياسي التافه، الذي يخجل به أي لبناني، لأنه أصبح متآمراً على سيادة الدولة اللبنانية وكرامتها وحرمتها ومستقبل لبنان. إرحل من لبنان أيها الدجال والجبان.

 

المنسّق العام للتيّار الشيعي الحرّ الشيخ محمّد الحاج حسن على يعلق خطاب السيّد حسن نصرالله الأخير

بسم الله الرحمن الرحيم

29/1/2007:

علّق المنسّق العام للتيّار الشيعي الحرّ الشيخ محمّد الحاج حسن على خطاب السيّد حسن نصرالله الأخير وما تلاه من مواقف لمسؤولي حزب الله بالقول : إنّ التشيّع الحقيقي عبر التاريخ لفظ كلّ الحركات المتشددة العنفية ، وأنّ المنادين بولاية الفقيه هم مغالين ( من الغلاة ) وقال في بيان اليوم: إنّ الحسين (ع) كان يواجه الظالمين من منطق التمسّك بمظلوميته والحجة المنطقية لردع الظالم عن ظلمه ولم يمارس العنف وسفك الدم من أجل تحقيق ما يصبو إليه ، والإمام علي (ع) كان مسالما" في زمن الخلفاء الراشدين ولم يقاتل لاسترجاع الخلافة حفاظا" على وحدة المسلمين وإيمانا" منه بأنّ الإسلام بسلامة ومصان ، وكان يتعاون معهم ويطبق ما أنزل الله بحكمة ودراية حتى تجلّت فيه كلّ صفات الإنسانية العالية ...

ونحن اليوم في لبنان ومنذ سنة ونصف ونحن نسمع كلاما" تحريضيا" يعبّئ الناس ويشحن النفوس كتحضير لمعركة داخلية ويتحدّث نصر الله باسم عموم الشيعة في لبنان وهنا أسأل السيد حسن نصرالله : من نصّبك واليا" عليهم وناطق رسمي باسمهم ؟ نحن نقدّر ونجلّ تضحيات رجال المقاومة الّذين ضحوا بأنفسهم من أجل هذا الوطن ولكن أن نُبقي مسلسل استغلال الدماء من أجل التسلّط على اللبنانيين وتهديد مستقبلهم فهذا ممنوع ..

إنّ المتعجرفين والمنغلقين والمتقاعسين والمصنفين وأصحاب لغة التخوين لا يمكن أن يعيشوا مع الناس والأحرار ، وبالتالي فالسيّد نصرالله وحاشيته يريد إخضاع الجميع لأوامره والعيش تحت جناحيه المتمثلتين بالنظامين الإيراني والسوري ... حزب الله يعجز عن قراءة نفسه خارج إطار السلاح ونحن نقول السلاح ليس ضمانة للشيعة بل لنحر الشيعة في لبنان والمنطقة العربية ، والضمانة الوحيدة هي مؤسسات الدولة والإنخراط الكلّي بمشروع الدولة الديمقراطية والإيمان الحقيقي بلبنان الوطن النهائي لجميع أبناءه .. الوضع في لبنان خطير وأناشد العقّال وأهل الشورى والمعتدلين في الطائفة الشيعية أن يتحرّكوا لوضع حدّ لتصرفات حزب الله وقيادته التي لم تتوانى يوما" عن التحريض والشتم وكلّ ذلك باسم بالتستّر باسم الدين والتشيّع  ولتقديم النصح إلى السيّد نصرالله الّذي بات موقفه وتصرفه يشكل خطرا" أساسيا" على مصير ومستقبل الطائفة الشيعية ولبنان . نحن نريد العيش مع كلّ أهلنا اللبنانيين مسلمين ومسيحيين فلماذا يحاول السيّد نصرالله محاصرتنا في كونتون يحكمه السلاح ولغة القتال وثقافة الموت ؟ أيّها الإخوة يا أبناء طائفتي الشيعية الكريمة ، العزلة جهل وضعف ، والمواجهة العنيفة هي أقصى درجات الضعف وبات حزب الله في ذروة ضعفه لأنّه لا يسلك إلاّ طريق الخطاب العنفي والإستفزازي وهو يوهم الشيعة أنّه يحمي مصالحهم ويعزز موقعهم فيما هو يعزلهم عن العالم أجمع متّكلا" على صناديق الدولارات التي جمعها من مسروقات التخابر الدولي ومطابع التزوير وارتباطاته بالمافيا العالمية .

صبرنا طيلة السنوات الماضية واليوم طفح الكيل معنا وهنا وبكل شجاعة وقناعة وطمأنينة أقول للسيد حسن نصرالله وللرئيس نبيه بري أنتم تآمرتم وما زلتم على أهلنا في بعلبك الهرمل وعلى أهلنا في هذه المنطقة التي احتضنت نهضة حركيّة الإمام موسى الصدر وخرّجت رجالات النضال ضد الإستعمار وقدّمت خيرة شبابها في سبيل المقاومة وحزب الله تُكافئ بالعزل والتهميش والتجويع وإلصاق أبشع الصور بها ..

فلماذا يتعاطى حزب الله وحركة أمل معنا بالمنهج المناطقي ؟ وإن قالوا لا فأنا أسألكم ( وهون بدي إعتذر من أهلي وأحبتي في الجنوب وهم أرواحنا ودماؤنا فداء لهم ) ماذا لنا في قيادة حزب الله من الأمين العام إلى نائبه إلى رئيس الهيئة التنفيذية وما شاكل ... حركة أمل من الرئيس إلى نائب الرئيس إلى رئيس الهيئة الشرعية والتنفيذية والسياسية .. إلى المدراء العامين إلى الضباط في السلك العسكري إلى تصريف محاصيل التبغ والإستنسابية في السعر .. كلّ هذا يستدعي منّأ أن نسألهم لماذا علينا تقديم الدم وفلذات الأكباد وهم يسكنون العروش التي بنيت على أطنان دماء أبناءنا ؟ إبن بعلبك لن يسكت يا سيّد حسن ولا يحق لك ولا لغيرك أن ينطق باسم عموم المنطقة .. وأهل مكّة أدرى بشعابها ونحن أدرى بمصلحة أهلنا ومستقبلهم .

... وسمعنا موقف أحدهم على إحدى المحطات وهو يكيل الشتائم للزعيم وليد جنبلاط ويحرّض ويثير الفتنة ومن ثم صاحب اللبيكات (لبيك يا نصرالله ) يحذّر منها .. عجيب أمرهم يحذرون من الفتنة وهم يشتمون الناس ويهتكون الحرمات ويحرضون على القتل والفتنة والإنشقاق.. وأحد نوابهم يتهجّم بشكل سافر على الزعيم سعد الحريري والدكتور سمير جعجعج مذكّرا" بالحرب اللبنانية وسفك الدم وغير ذلك من شعارات الإستهلاك التي يستخدمها عادة حزب الله لتجييش الناس فهل نسينا دماء أحبتنا التي أريقت في معارك الصراع من أجل الوجود والإستيلاء على زعامة الطائفة بين حزب الله وحركة أمل ؟ ألم يسفكوا الدماء الشيعية اللبنانية ؟ ومن سفك دماء الشيخ خضر طليس في عين بورضاي وإخواننا من الجيش اللبناني ؟ ومن مارس الإعتداء الدموي على مؤسس المقاومة وقادها الشيخ صبحي الطفيلي ؟ أنصحهم أن يتعقّلوا وأن يهدأوا وأن يكفّوا عن لغة التهديد والوعيد لأننا استيقظنا وسنتصدى لكل من يحاول الإعتداء على كرامتنا وحقوقنا بعد اليوم .. وأقول لكم يا أبناء طائفتي فكّروا بعقلانية وتروّي وابحثوا عن مصلحتنا الوطنية فإيران تستخدمنا دمى لمصالحها وستبيعنا في أول بازار دولي يخدم مصالحها ومشاريعها وإياكم والإنجرار خلف خطابات الثأر والإقتتال لأن عاقبة ذلك وخيمة وثمنها كبير ، ومن يريد الثأر من الأميركيين فليقفلوا مؤسساتها في أميركا وليمتنعوا عن التحالف معهم في العراق وأعجبتني صورة ذات معنى كبير متشابهة في الشكل والمضمون .. صورة الجعفري في العراق يعطي رامسفيلد سيف الحق سيف علي بن أبي طالب (ع) وصورة نصرالله يعطي بندقية المقاومة لرستم غزالي وكلاهما يسلمان أعناقنا للطغاة والمجرمين .

وأخيرا" ، أمّا الجنرال عون المصاب بجنون العظمة ، حدّث ولا حرج ، نقول له : رأفة بالمسيحيين وبعذاباتهم طيلة السنوات الماضية لا تقتل مستقبلهم ولا تمارس سياسة الأكاذيب والأضاليل وأعمال الصبية ولا تكون مطية للآخرين ، هناك ما يجمع بين حزب الله وعون الأول يريد أن يحكم لبنان بالنظام الإسلامي النجادي العنفي والثاني يريد أن يحكم لبنان بهوس السلطة وأكثر ما يجذب حزب الله إلى عون هو تمزيقه للصف المسيحي ولقوى 14 آذار لا سيما أن ذاكرتنا لم تضعف ولم ننسى موقف حزب الله العدائي والتخويني لعون حتى منتصف 2005 . فلماذا يا جنرال تنادي بشعارات مزيفة خالية من أي مضمون .. تفضّل واضغط على لحود صديقك وحليفك ومتمم صفقة عودتك أن يوقع على مرسوم الإنتخاب الفرعي في المتن ولقّن قوى 14 آذار الدرس المناسب .. عجبا" للمصابين بانفصام الشخصية واشهد اللهم أني قد بلّغت .

المكتب الإعلامي 

 

الرئيس الاميركي يحــذر إيــران وســوريــا و"حــزب اللــه"

واشنطن - و ص ف - أ ب - أسف الرئيس الاميركي جورج بوش امس ، لاعمال العنف الاخيرة في لبنان . ورأى ان ايران وسوريا و"حزب الله " يجب ان "تحاسب" على سعيها الى زعزعة الاستقرار في هذا البلد.

وجاء في بيان له "بينما يسعى اصدقاء لبنان الى مساعدة الحكومة اللبنانية على بناء دولة حرة سيدة ومزدهرة، تعمل سوريا وايران وحزب الله على زعزعة المجتمع اللبناني... ان هؤلاء المسؤولين عن افتعال الفوضى يجب ان يحاسبوا" على أعمالهم.

وقال: "لقد حزنت كثيرا بسبب أعمال العنف الدموية التي حصلت في شوارع لبنان. والمثير للقلق أكثر فأكثر ان أعمال العنف هذه حصلت بينما كان زعماء لبنان الشرعيون وأصدقاؤهم مجتمعين في باريس للمساعدة في ضمان قيام مستقبل سلمي ومزدهر لهذه البلاد". وأضاف "ان أهدافهم واضحة. انهم يفتعلون العنف لمنع انشاء المحكمة الخاصة رداً على اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري، ولمنع التطبيق الكامل لقرارات مجلس الامن التي تدعو الى نزع سلاح حزب الله، ولاسقاط الحكومة اللبنانية المنتخبة ديموقراطيا".

وأفد ان المساعدة الاميركية لتحقيق السلام والتنمية في لبنان ستبلغ مليار دولار في أقل من ستة أشهر في حال مصادقة الكونغرس عليها. وقال: "ان هذا رمز قوي لدعم الشعب الاميركي والتزامه مستقبل لبنان".

 

 

الأسد ومبارك ناقشا هاتفياً الأوضاع الفلسطينية

دمشق – و ص ف - أعلن مصدر رسمي سوري ان الرئيس السوري بشار الاسد بحث في اتصال هاتفي مع الرئيس المصري حسني مبارك في المواجهات بين حركتي "فتح" والمقاومة الاسلامية "حماس" في الاراضي الفلسطينية.

وأفادت الوكالة العربية السورية للأنباء "سانا" ان المحادثات تناولت "الاقتتال الدائر في الاراضي الفلسطينية وكيفية التحرك لوقف هذا الاقتتال".

وتشهد العلاقات بين مصر وسوريا فتوراً منذ الخطاب الذي ألقاه الاسد في 15 آب ووصف فيه بـ"انصاف الرجال" زعماء عرب لم يسمهم انتقدوا "مغامرة حزب الله" اثر خطفه جنديين اسرائيليين. واعتبرت الصحف الرسمية المصرية في حينه كلامه هجوماً مباشراً على مبارك.

 

بوش يلوّح لايران برد حازم في العراق

الحكيم: الاقاليم الحل الامثل لمشاكلنا

في إطار قرار الادارة الاميركية التصدي للنشاط الايراني في العراق، حذر الرئيس الاميركي جورج بوش من ان واشنطن سترد "بحزم" اذا كثفت طهران نشاطها العسكري ضد الجنود الاميركيين، ورد البيت الابيض بريبة على ابداء الجمهورية الاسلامية عزمها على تعزيز علاقاتها الاقتصادية والعسكرية مع العراق، لافتاً الى انها لم تضطلع حتى الان بدور "بناء" في هذا البلد.

وفي بغداد، جدد زعيم "المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق" عبد العزيز الحكيم دعوته الى اقامة نظام اقاليم فيديرالية، معتبراً أن الطريق الامثل لحل المشاكل في العراق هو إقامة اقليم الوسط والجنوب واقليم بغداد وأكد أنه يدين قتل السنة وتهجيرهم مثلما يدين قتل الشيعة وتهجيرهم، وطالب دول الجوار بـ"الكف عن التحشيد الطائفي". وقال بوش في حديث الى اذاعة "ان بي ار" الوطنية الاميركية: "اذا كثفت ايران نشاطها العسكري في العراق على حساب جنودنا أو أبرياء عراقيين، سنرد بحزم". واتخذت واشنطن قرارها هذا بعدما لاحظت في نهاية 2006 زيادة في الدعم الايراني للميليشيات المتورطة في اعمال عنف طائفية وتكثيف تزويدها العبوات الناسفة التي تستخدم ضد الجنود الاميركيين. واوضحت الادارة الاميركية ان الجنود الاميركيين سيتمكنون من استخدام كل الوسائل الضرورية لحماية انفسهم.

وهدد بوش الجمعة بانه "اذا حاول احد مهاجمة جنودنا او منعهم من تحقيق اهدافهم او حاول قتل ابرياء في العراق، سنتصدى له". الى ذلك، رد الناطق باسم البيت الابيض طوني سنو على حديث السفير الايراني في بغداد حسن كاظمي قمي عن خطة طموحة لتعزيز التعاون الاقتصادي والعسكري مع العراق، بان قرار التعاون مع ايران يعود الى الحكومة العراقية. وقال:"اننا دائما نعرب عن املنا في ان تضطلع ايران بدور بناء في المنطقة"، لكن "حتى الان لم يكن هذا الدور بناء". واتهم ايران "بالسعي الى امتلاك اسلحة نووية ودعم المجموعات التي ترتكب اعمال العنف ضد الجنود الاميركيين والعراقيين وزعزعة استقرار الديموقراطية في افغانستان ولبنان".

الحكيم/وفي بغداد، دعا عبد العزيز الحكيم في كلمة القاها في ذكرى عاشوراء في مسجد الخلاني بوسط بغداد، كل دول الجوار الى "اتقاء الله في دمائنا والكف عن التحشيد الطائفي والمبادرة الى منع ومحاسبة من يصدر فتوى من اراضيهم بقتل الشيعة في العراق". وقال أن "لا سبيل لنا الا التعايش في سلام بيننا ولا سبيل لنا إلا التعايش مع الجيران والعالم ولا سبيل لهم الا التعايش معنا ايضا". وأضاف: "ليعلم الجميع ان الذين يتآمرون على العراق اليوم ليسوا مواطنين سنة وانما مجموعات تسعى الى تحقيق أهداف سياسية بهدف تقويض تجربة التحولات في العراق".

وأعرب عن اعتقاده ان "اقامة الاقاليم ستساعدنا في حل الكثير من المشاكل التي نعانيها، بل تمثل الحل الامثل لها". واوضح ان "اقامة اقاليم الوسط والجنوب واقليم بغداد ضرورة بعد الرجوع الى الشعب والتصويت على ذلك مباشرة".

المهدي المنتظر/أمنياً، خفضت السلطات العراقية حصيلة العملية العسكرية التي استهدفت الجماعة المتشددة "جند السماء"، قرب النجف الاحد، بينما تضاربت التصريحات عن دوافع الجماعة وارتباطاتها، وسط معلومات عن مقتل زعيمها الذي ادعى "أنه المهدي المنتظر"، الامام الثاني عشر للشيعة، في الاشتباكات.

 

لهيب جهنم اللبناني

علي حماده/النهار

صحيح أن الاسبوع الفائت كان أسبوعا أسود بكل المقاييس، وان ما شهدته طرق لبنان، وأحياء مدنه الكبرى، وفي مقدمها العاصمة بيروت، كان أشبه بـ"بروفه" "لحرب أهلية محتملة. لكن الصحيح ايضا هو ان الخروج الجزئي من الشارع الذي أعلنه الامين العام لـ"حزب ولاية الفقيه" في فتواه ضد ما سماه "الفتنة المذهبية"، ليس كافيا في ظل بقاء عوامل التفجير الداخلي. فاستمرار الاعتصامات في قلب بيروت الغاضبة، معطوفا على التحريض الاعلامي والخطاب التخويني والتهديدي، ولا سيما كلام أحد المسؤولين المتطرفين في "حزب ولاية الفقيه" الداعي بنتائجه، اذا استجيبت الدعوة الى قتل النائب وليد جنبلاط، مؤداه ان الانفجار الكبير يظل في متناول اليد، وربما هو أقرب مما يعتقد البعض. فمن يقول بمنع الفتنة في خطابه لا يهدد الناس كما يفعل السيد حسن نصرالله وأعوانه، وهم غافلون عن هذا الانهيار الكبير في هالتهم ومكانتهم محليا وعربيا واسلاميا. فمن تعليق صور نصرالله من الخليج الى المحيط، بما فيها الازهر الشريف، يعود "حزب ولاية الفقيه" ليكون عبارة عن ميليشيا مسلحة تحاول قهر لبنانيين في سياق تنفيذ سياسة فارسية توسعية. هذه هي الصورة التي تتجذر اليوم بين العرب والمسلمين بغالبيتهم العظمى. ولسوف تزداد تلك الصورة قتامة كلما رأى العالمان العربي والاسلامي كيف يندفع "حزب ولاية الفقيه" نحو الآمنين في مدنهم وقراهم وأحيائهم لاخضاعهم بالقوة والترهيب على النحو الحاصل منذ أكثر من شهرين في قلب بيروت وصولا الى الاسبوع الفائت الاسود.

ويخطئ المسؤولون عن "حزب ولاية الفقيه" ان هم اعتقدوا انه يسهل التحريض على قتل وليد جنبلاط، حرفا للأنظار عما يفتعلونه هم بأهل الشارع الاسلامي العريض في بيروت والبقاع الغربي والاقليم وعكار وطرابلس وصيدا. ويخطئون اكثر ان ظنوا ان كلفة الاصطدام بالطائفة الدرزية يمكن تحملها بسهولة، كما ان هضمها في السياسة ليس بالامر اليسير. ولعل من المفيد بمكان دعوة العلماء من المسؤولين عن "حزب ولاية الفقيه" الى قراءة تاريخ لبنان القريب والبعيد بدقة، والافادة من دروسه بدلا من توهم القدرة على السيطرة على بلد "زاره" الغزاة على مر التاريخ: هو بقي وهم ذهبوا! ان التصعيد والتحريض ليسا حلا. اللهم الا اذا كان السيد حسن نصرالله وأعوانه سائرين حقيقة على درب تفجير الكيان اللبناني بكل ما فيه، على رؤوس الجميع. ولعل الحل يكون بالعودة الى جادة الصواب، بالنزول من السماء قليلا لرؤية ما يعتمل في نفوس البشر الغاضبين، ولملامسة المشاعر الحقيقية التي تتملك غالبية اللبنانيين من جراء الاعتداء على حيواتهم من الخارج، وان بأدوات داخلية. ان "حزب ولاية الفقيه" مدعو الى التعقل، والانسحاب من بيروت، والعودة الى المؤسسات الوطنية الدستورية. وبخلاف ذلك يكون يواصل الاستثمار في فتنة داخلية ستلتهمه بنيرانها. فهل يجانب لهيب جهنم اللبناني؟