المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم الجمعة 6/1/2006

الدُنيا مَلهَاةٌ عِندَ قَومٍ يُفكِرونَ، ومأسَاةٌ عِندَ قومٍ يعون. (ولبول)

 

قمة مصرية فرنسية حول سورية ولبنان .. وشيراك يحذر دمشق 

القاهرة -  + وكالات : 5/1/2006 

قال الرئيس المصري حسني مبارك انه ناقش مع نظيره الفرنسي جاك شيراك العديد من القضايا الإقليمية والدولية وعلى رأسها الملف السوري اللبناني والموقف في منطقة الشرق الأوسط والتعاون فى مجال مكافحة الإرهاب إضافة إلى العلاقات الثنائية بين مصر وفرنسا. وذكرت وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية ان الرئيس مبارك صرح بذلك عقب جلسة مباحثاته الأربعاء مع الرئيس الفرنسى شيراك فى قصر الاليزيه ثم توجه بعدها الى قصر الماريني بباريس حيث يقيم خلال زيارته لفرنسا. وكانت مباحثات الرئيسين مبارك وشيراك قد عقدت فور وصول الرئيس مبارك الى باريس في وقت سابق الأربعاء فى زيارة لفرنسا تستمر يومين. وشارك فى المباحثات الوفد المرافق للرئيس مبارك الذي ضم وزير الخارجية احمد ابوالغيط ورئيس ديوان رئيس الجمهورية الدكتور زكريا عزمي وسفير مصر فى باريس حاتم سيف النصر.

من جانبه ، قال شيراك ان على سورية ان تكون اكثر تعاونا مع لجنة التحقيق الدولية- في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري. وقال شيراك ردا على سؤال على هامش لقائه التقليدي بالصحافيين في باريس لمناسبة حلول رأس السنة كل ما يزعزع استقرار لبنان سينقلب في نهاية المطاف ضد سورية. وقال ردا على صحافي طرح الموضوع ذاته الوضع خطير يجب الانتباه كثيرا. وتمت الاشارة الى شبهات بتورط سورية في التقريرين المرحليين اللذين وضعتهما لجنة التحقيق الدولية في اغتيال الحريري في 14 شباط/فبراير 2005 في بيروت حين كانت دمشق لا تزال تمارس وصاية على لبنان. واكد نائب الرئيس السوري السابق عبد الحليم خدام الجمعة في مقابلة مع قناة العربية ان الرئيس السوري بشار الاسد وجه تهديدات مباشرة الى رفيق الحريري قبيل اغتياله.

وطلبت لجنة التحقيق الاستماع الى الرئيس السوري ووزير الخارجية السوري فاروق الشرع والى خدام ايضا. وكانت فرنسا تولت مع الولايات المتحدة وبريطانيا رعاية القرار 1636 الذي اعتمده مجلس الامن الدولي في 31 تشرين الاول/اكتوبر والذي دعا سورية الى التعاون الكامل مع لجنة التحقيق الدولية. 

 

لجنة التحقيق والقضاء اللبناني يحققان في ملف بنك المدينة 

بيروت – وكالات : 6/1/2006 

يكثف القضاء اللبناني تحقيقاته في ملف بنك (المدينة) الذي أشار إليه التقريران اللذان أصدرتهما لجنة التحقيق الدولية وذكرا ان الاختلاسات المالية التي حصلت فيه قد تكون متصلة بتمويل جريمة اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري ورفاقه. وذكر بيان أصدرته وزارة العدل عقب اجتماع لوزير العدل شارل رزق مع المدعي العام التمييزي القاضي سعيد ميرزا ان ملف بنك المدينة قسم إلى اربعة اجزاء رئيسية الاول يتعلق باموال المودعين والثاني يتعلق بسائر الدعاوى الجزائية المقامة بين المساهمين والمسؤولين في بنك المدينة. واوضح ان هذه الدعاوى التي يفوق عددها المائة ينظر بها القضاء اللبناني في مختلف المحافظات وتتناول مواضيع تزوير وسرقات واختلاسات. وذكر ان الجزء الثالث يتعلق بما اشار اليه تقريرا لجنة التحقيق الدولية من اعمال ذكر التقريران انها قد تكون متصلة بتمويل جريمة اغتيال الحريري ورفاقه. واضاف البيان ان هذا الجزء هو قيد التحقيق والمتابعة وتتم معالجته بالتنسيق بين النيابة العامة التمييزية ولجنة التحقيق الدولية. وقال ان الجزء الرابع من ملف بنك المدينة يتعلق بالفساد ويشمل جميع الأمور والقضايا المتعلقة بالرشوة وصرف النقوذ والاختلاسات وتبييض الأموال. وفي هذا الاطار اشار البيان الى ان النيابة العامة التمييزية تقوم باجراء الاستقصاءات وجمع الادلة على اختلاف انواعها ومن شتى المصادر بما فيها مصرف لبنان تمهيدا لتكوين ملف متكامل لاحالته امام القضاء المختص. واكد البيان ان القضاء اللبناني لن يتقاعس عن معالجة هذا الملف بجميع اجزائه الاربعة المذكورة.

 

شارون بغيبوبة عميقة وترقب إسرائيلي وعالمي لرحيله  

الجزيرة 5/1/2006:  يرقد رئيس الوزراء الاسرائيلي أرييل شارون في مستشفى هداسا بالقدس وهو يصارع الموت بعد نزيف دماغي تطلب تدخلا جراحيا مرتين، غير أن حالته الصحية لا تزال حرجة، حسب ما أفاد الأطباء المشرفون على وضعه وهو في الآن "غيبوبة عميقة" ستستمر 24 ساعة. وقال متحدث باسم مستشفى هداسا إن شارون أدخل في "غيبوبة عميقة" لمدة 24 ساعة على الأقل بعد العملية الجراحية التي خضع لها واستغرقت أكثر من سبع ساعات. من جانبه أكد مدير المستشفى شلومو مور يوسف أن الأطباء تمكنوا من وقف النزف الدماغي لدى شارون بعد جراحتين استغرقت إحداهما ست ساعات, لافتا إلى أنه لا يزال "في حال حرجة". وأوضح أن "رئيس الوزراء أدخل إلى المستشفى في نصف وعيه ويعاني ارتفاعا كبيرا في ضغط الدم ولاحظنا نزفا دماغيا حادا". ولا يزال الغموض يحيط بالحالة الصحية الحرجة جدا لشارون الذي تحدثت بعض الأنباء عن وفاته سريريا. وقالت القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي إن شارون الذي نقل على عجل إلى المستشفى يعاني من شلل نصفي في الجزء الأسفل من جسمه وإن حياته قد تكون في خطر. وأكد مراسل الجزيرة في فلسطين أن أوساطا إسرائيلية تتحدث فعلا عن إصابة شارون بشلل نصفي. ونقلت مراسلة الجزيرة عن مصادر إسرائيلية قولها إنه "يحتاج إلى معجزة لينجو".

وقد اعتبرت الصحف الإسرائيلية أن ساعة نهاية شارون قد دقت وصدرت بعضها صفحاتها الأولى بعناوين من قبيل "شارون: المعركة الأخيرة" أو "نهاية عقد". وتستبعد الأوساط الطبية والإعلامية إمكانية عودته للحياة السياسية حتى ولو نجا من الموت.

اضطراب سياسي

وأغرق هذا التدهور المفاجئ في الوضع الصحي لشارون إسرائيل في حالة من الاضطراب السياسي قبل ثلاثة أشهر من انتخابات عامة مبكرة ترجح استطلاعات الرأي فوز حزبه الجديد "كاديما" فيها.

وينص القانون على أنه في حال عجز رئيس الوزراء عن تولي مهماته سيحل نائب رئيس الوزراء محله لـ100 يوم، بعدها تحل الحكومة ويكلف الرئيس الإسرائيلي أحد أعضاء الكنسيت تشكيل حكومة جديدة خلال أسبوعين, مع إمكان تمديد المهلة أسبوعين إضافيين. وبشأن مصير الانتخابات التشريعية أكد عدة مسؤولين إسرائيليين اليوم أنها ستجرى في موعدها المقرر في 28 مارس/ آذار رغم تدهور الحال الصحية لشارون.

وفي السياق تسلم إيهود أولمرت نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي اليوم مهمة رئاسة الحكومة رسميا وترأس اجتماعا للحكومة أكد فيه أن "الحكومة تعمل". لكن محللين سياسيين أشاروا إلى نوع من الضبابية بشأن خلافة شارون على رأس حزب كاديما وحظوظ ذلك الحزب في الانتخابات القادمة إذا دخل المعركة بقيادة جديدة، خاصة أن استطلاعات الرأي كانت ترشحه للتقدم في الاقتراع المقبل.

ترقب عالمي

وتثير حالة شارون الصحية الخطيرة مخاوف شديدة بشأن مستقبل عملية السلام في الشرق الأوسط مع الفلسطينيين, حيث تعتبر الولايات المتحدة شارون طرفا مهما في العملية، في حين تعتبره أطراف فلسطينية عائقا حقيقيا أمام السلام.وبدا العالم العربي اليوم الخميس في حال من الترقب حيال مصير شارون الذي ينظر إليه على نطاق واسع في الشارع العربي على أنه مهندس المذابح ضد الفلسطينيين والعرب لكن البعض يعرب عن قلقه من أن يسبب غيابه مزيدا من الاضطرابات. فقد أجرى الرئيس الفلسطيني محمود عباس اتصالات بكبار المسؤولين في الحكومة الإسرائيلية عبر خلالها عن تمنياته لشارون بالشفاء. كما أعلن رئيس الوزراء الفلسطيني أحمد قريع أنه يتابع "بقلق كبير" التطورات الصحية لشارون. في مقابل ذلك اعتبرت حركة المقاومة الفلسطينية حماس أن الشرق الأوسط سيكون أفضل في غياب شارون. وقال المتحدث باسم الحركة مشير المصري إن "شارون نفذ العديد من العمليات الإرهابية ضد الفلسطينيين ويمتلك عقلية لا تعرف سوى القتل". وتمنت فرنسا وبريطانيا تعافيا سريعا لشارون, فيما لم تخف الإدارة الأميركية قلقها حيال خطورة الوضع الصحي لحليفها شارون. 

 

شارون يصارع الموت وعمليات متلاحقة فشلت في وقف نزيف دماغي حاد

وأولمرت تسلم الحكم

نهارنت 5/1/2006: يصارع رئيس الوزراء الاسرائيلي أرييل شارون منذ ما قبل منتصف ليل الأربعاء الخميس الموت بعدما أصيب بجلطة دماغية حادة، عمل على أثرها الأطباء جاهدين لوقف النزف الدماغي من دون أن تتمكن ساعات طويلة من العمليات الجراحية المتلاحقة من إخراجه من حالة الخطر الشديد على حياته. واعلن مدير مستشفى هداسا صباح الخميس ان شارون "في حالة خطيرة" وما زال يخضغ لعملية جراحية ستستمر "عدة ساعات" بعد الجلطة الدماغية الحادة التي اصابته. وقال البروفسور شلومو مور يوسف للصحافيين "يمكن القول ان حالته خطيرة (...) والوضع صعب".واضاف ان "الجراحة طويلة ومستمرة في الدماغ"، موضحا ان "رئيس الحكومة في حالة تخدير تام وتنفس اصطناعي"، متوقعا ان تستمر العملية عدة ساعات اخرى. واوضح مور يوسف ان رئيس الحكومة كان عندما نقل الى المستشفى "فاقد الوعي مع ضغط دم عال وتم نقله الى غرفة العمليات بسبب نزيف واسع ومكثف داخل دماغه". وقد تخللت العملية الجراحية التي يخضع لها "عملية تعقيم لفحص ومعرفة تأثيرات العملية على الدماغ ونتائجها وبعد ذلك اعيد الى غرفة العمليات. نواصل العملية لان هناك مناطق اخرى يجب معالجتها". ونقل عن مقربين من شارون أن رئيس الوزراء في حاجة لمعجزة في حين دعا نائب رئيس الحكومة ايهود اولمرت الذي تولى السلطة بعد ادخال شارون الى المستشفى الحكومة الاسرائيلية الى الانعقاد الطارىء لاتخاذ التدابير الكفيلة بادارة البلاد.واعلن تكتل الليكود بزعامة بنيامين نتنياهو عن ارجاء سحب وزرائه الأربعة من الحكومة.

 

وليد جنبلاط ماذا تريد ؟

 بقلم : شارل أيوب – الديار 5/1/2006

 وليد جنبلاط، بالله عليك ماذا تريد؟ تتحدث عن خط الحدود على المصنع، حيث نبقى كل مرة نمر فيها عشر دقائق على الأمن العام، ثم نمر على الجمارك، فيطلب منا فتح الصندوق وتفتيش السيارة، ولا حصانة معنوية لرئيس تحرير أو لأي شخصٍ يمر من هناك. وليد جنبلاط، تتحدث عن معلومات وتتهم آخرين وتستبيح كراماتهم، وتقول أن لديك معلومات ‏خطيرة، فلماذا لا تعلنها؟  تهجمت على رئيس جهاز أمن المطار الذي كان يدلّلك أنت وعائلتك ويوصلك إلى الطائرة، ‏ودائماً كان هناك ضابط في تصرفك، إما من آل تلحوق وإما من آل فراج في مطار بيروت، الجميع كان ينتظر طائرتك كي تسافر، ثم تقوم بالإساءة إلى رئيس جهاز أمن المطار وتتهمه ‏بالضلوع في جريمة اغتيال النائب الشهيد جبران التويني دون أي دليل، وتحاول تهشيم صورته أمام الرأي العام، والعميد وفيق شقير رئيس جهاز أمن المطار سلمت عليه في حياتي أربع أو ‏خمس مرات، أما أنت فألف مرة، ومع ذلك تهاجم كرامته ويبقى أمام الرأي العام متهماً، لأن تيار المستقبل يريد تعيين ضابط آخر مكانه.

 جريمة هي اتهام الناس بهذه الطريقة وتجريح كراماتهم، واستعمال الإطاحة بالكرامات من أجل تعيين ضابط بدل ضابط آخر. كان عليك أن تقول أنك تقبض من سعد الحريري ثمن المطالبة بتغيير رئيس جهاز أمن المطار كي يأتي أحد يخصه بدلاً من العميد وفيق شقير، ولكن هذه الدولة لا تحمي أحداً، فلا وزير ‏الداخلية ولا أي وزير يدافع عن مرؤوس تحت أمرته، والحقيقة هي إذا كان رئيس جهاز أمن ‏المطار متهماً فليتهم فوراً، وإذا كان غير متهم فعلى القضاء ملاحقة جنبلاط لأن كرامة الناس ليست على حسابه.‏

 يطل على برنامج شاشة المنار شاب اشتراكي، طبعاً مصادره قالت له أن يعلن تهجمه وأن يقول ‏أن شارل أيوب يزور دمشق، فماذا أخذنا نحن من دمشق وماذا أخذت أنت من دمشق؟  نحن أُسقطنا في الانتخابات من قبل المخابرات السورية، وانت تم دعمك لتأخذ كل الوزارات والنيابات؟

 وليد جنبلاط أنت خلال حرب الجبل لم تقاتل، قاتل عنك الفلسطيني، وبالتحديد قيادة أحمد جبريل وقيادة فتح الانتفاضة، ودفعتا 800 شهيد، وحمل عناصر الجيش العربي السوري الذخيرة على ‏اكتافهم لك، وكانت تقصف المدفعية السورية بكل قوتها دعماً لك، ومع ذلك تهاجم سوريا ‏اليوم، وتهاجم من يزورها. مما أنت خائف يا وليد جنبلاط؟ ألا تذكر أنك قتلت الملازم محمود الشامي وثلاثين جندياً معه ضلوا طريقهم على طريق عيتات ووقعوا في الأسر، فأرسلتهم الى الجيش اللبناني قطعاً مقطعة بأكياس النايلون ولم يرف لك جفن؟  وليد جنبلاط، أخذت من سوريا موازنة وزارة المهجرين في لبنان، وبلغت خلال السنوات العشر ‏مليارين و300 مليون دولار ولم تتحقق العودة الحقيقية، بل هدرت الأموال واستمرت الإدارة ‏المدنية التي كنت أقمتها من خلال وزارة المهجرين. وليد جنبلاط هدرت على الأقل ثلاثين الى أربعين بالمئة من ملياري دولار ولم يرف لك جفن، فمما أنت خائف وهارب إلى قصر المختارة؟  وليد جنبلاط، أنت والأكثرية بين يديك، المرسوم، وباب السجن، وأحكام في القضاء بعض ‏الأحيان، والتوقيفات، والجيش الذي يأتمر بأمر الحكومة، و18 ألف عنصر في قوى الأمن الداخلي، ولديك التنصت، ولديك كل شيء بين يديك، فمما تخاف يا وليد جنبلاط لتهرب إلى المختارة؟

 نحن نذهب على الطريق من بيروت إلى دمشق، لا مرافقة، لا حرس، لا سلاح، ولا شيء، وموتنا إذا ‏حصل ستعتبره مقصوداً برأيك لتغطية استشهاد صحافيين آخرين، وأتحداك انه طوال الخمس عشرة ‏سنة الماضية أن أكون قد حملت سلاحاً، أو أحد في «الديار» لديه رخصة سلاح من الجيش ومع ‏ذلك، فأنت خائف يا وليد بك في المختارة.  تقود الطائفة الدرزية إلى أين؟ فالطائفة الدرزية تريد الكرامة، وكرامتها محفوظة، تريد ‏العيش باستقرار في الجبل، والطائفة الدرزية عزيزة في الجبل، فما بك تقود طائفتك إلى حرب ‏ضد دمشق وضد سوريا؟  أما اذا كنت زعيماً وطنياً كبيراً، فالساحة التي يجب أن يأتي إليها القادة معروفة وهي ‏الحكم، فقد استلمت الحكم أنت والأكثرية الحاكمة حالياً، فلماذا لا تحكمون، لماذا لا تحمون ‏الناس، لماذا لا تتحملون المسؤولية؟  وليد جنبلاط، تتاجر بالجرائم، تدفع الناس إلى الموت وتهرب، وخائف أنت، ولماذا تخاف، ولم يرف لك جفن عندما ذبحت العائلات المسيحية في قرى الجبل؟

 تتحدث عن ممر المصنع الى دمشق، وأنت حصلت على بناية كاملة هدية من الحكومة السورية طوال ‏خمس وعشرين سنة، وأفخم منزل هناك، وكانت طريقك إلى دمشق، وكنت تمر أنت وأبو هيثم وأبو ‏الشهيد وأبو فراس، وكل أزلامك الذين يقتلون في بيروت والجبل ويغتالون الناس، وكنت سعيداً ولا يرف لك جفن. فمما تخاف يا وليد جنبلاط اليوم؟ وتتحدث عن المصنع، أتخاف منا نحن الذين ‏نزور دمشق ولا نحمل قطعة سلاح ونبقى على دائرة الأمن العام عشر دقائق للتدقيق في أوراقنا، ونفتح صناديق سياراتنا وننتظر في الصف، لأننا قررنا أن نبقى على عروبتنا في يوم عزّ فيه الوفاء للعروبة؟

 هل تعتقد أننا نحن مع القتل؟ هل تعتقد أننا للحظة واحدة نسكت عن دم الشهداء؟ ولكنك لا تتركنا ننتظر لجنة التحقيق المؤلفة من مئة محقق كي تقوم بعملها. خائف أنت في المختارة، ومما تخاف وأنت قد أقمت أمنك الذاتي في الجبل، فدوريات الأمن ‏الداخلي بأمرتك، وعناصرك يقيمون الحواجز ليلاً والصور لدينا في «الديار»، ومع ذلك نقول في زمن الخطورة من حقك أن تحمي نفسك وأن يحمي أهل الجبل أنفسهم من سيارة مفخخة. ولكن يا وليد جنبلاط، أنت لا تستحي، فتحسدنا على واقعنا الصعب، وتعيش أنت في الخوف، وتطلق الإتهامات، وتقرر وأنت في المختارة من يجب أن يحكم سوريا ومن يحكم العراق ومن يحكم ‏العالم.‏

 أنا أعرف يا وليد جنبلاط لماذا أنت خائف، أعرف مما أنت خائف، والسبب هو أنك قاتل ومرتكب هدراً وسرقة، أنت قاتل يا وليد جنبلاط لناظم القادري، للشهيد حبيب كيروز، ومشترك في قتل المفتي حسن خالد وغيرهم وغيرهم، واسرارك عند عبد الحليم خدام.

  وأنت مرتكب يا وليد جنبلاط لأن موازنة وزارة المهجرين جرى هدرها دون عودة الناس إلى بيوتهم إلاّ بنسبة ضئيلة جداً، والموازنات التي أخذتها كانت كافية لإعمار الجبل كله وكافية للمسيحيين والدروز.

 وليد جنبلاط، مما أنت خائف؟

 كل يوم تطلق تهمة، كل يوم تسيء لكرامات الناس، كل يوم تخبرنا خبراً جديداً، كل يوم تريد ‏فيه تغيير نظام في دولة عربية، فهل يمكن هذه الهستيريا أن تحكم الشعب اللبناني؟

 وليد جنبلاط، إن اليوم الذي ستحاكم فيه أنت ولست أنت وحدك، بل كل قادة الطوائف الذين ‏قتلوا الأبرياء والمساكين وسرقوا أموال الناس آتٍ لا محالة، ولذلك ستبقى خائفاً في ‏المختارة، مرتعباً ومرعوباً، وتطلق تصريحات جنونية، ولكن الناس سئموا من هذا الوضع، ‏ومحاكمة من قتل الناس وسرق أموالهم آتية وهم كثيرون، وهم الطائفيون والمذهبيون والسياسيون الفاسدون.

 

سفيرة أوستراليا زارت النائب عون:

نتمنى الأفضل للبنان والخروج من أزمته السياسية والاقتصادية الصعبة جدا

وطنية - 5/1/2006 (سياسة) التقى النائب العماد ميشال عون، اليوم في دارته في الرابية، سفيرة اوستراليا ستيفاني شوابسكي، في حضور المسؤول السياسي في "التيار الوطني الحر" ميشال دوشدارفيان. بعد اللقاء، صرحت السفيرة شوابسكي بأن "اللقاء تركز على موضوعين اساسيين: الموضوع الاقليمي والموضوع المحلي. وكانت الاجواء جيدة جدا. وقد شكرت للجنرال عون اعطائي جزءا من وقته وتوضيحه لرؤيته ولنقاط عدة". ووصفت الأزمة الحالية ب"الصعبة جدا"، وقالت: "نحن نتمنى الأفضل للبنان ليخرج من أزمته السياسية الاقتصادية". وفد عندقت ثم استقبل النائب عون وفدا من بلدة عندقت - عكار.

 

العماد عون ابرق الى حاكم امارة دبي معزيا بالشيخ مكتوم: وفاته خسارة فادحة ليس فقط للامارة بل للأمة العربية جمعاء

وطنية - 5/1/2006 (سياسة) ابرق النائب العماد ميشال عون، اليوم، الى حاكم امارة دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم وآل مكتوم، معزيا بوفاة نائب رئيس الامارات العربية المتحدة الشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم. وجاء في البرقية: "ان وفاة سمو الشيخ المغفور له مكتوم بن راشد آل مكتوم هي خسارة فادحة، ليس فقط لامارة دبي الشقيقة، بل للأمة العربية جمعاء، كون الفقيد يعتبر سندا قويا لقضايا العرب المحقة ونصيرا للحوار والسلام بين الشعوب. اننا اذ نعرب عن مشاركتكم العميقة ألم المصاب، نعلق آمالنا على قياداتكم الحكيمة لما فيه مصلحة شعبكم والشعوب العربية كافة".

 

النائب ابو فاعور نفى أن يكون النائب جنبلاط دعا الى احتلال سوريا

القوى الديموقراطية اللبنانية تدافع عن نفسها في مواجهة الجرائم

وطنية - 5/1/20056 (سياسة) اعتبر عضو "اللقاء الديموقراطي" النائب وائل ابو فاعور في تصريح اليوم ان "القوى الديموقراطية اللبنانية هي في موقع الدفاع عن النفس في مواجهة النظام السوري"، نافيا ان يكون النائب وليد جنبلاط يطالب باحتلال سوريا كما تطوعت احدى الصحف المحلية المكتوبة لتظهيره نقلا عن تصريح له الى "الواشنطن بوست". وقال: "هذا غير صحيح على الاطلاق، فموقف وليد جنبلاط لم يكن كذلك في يوم من الايام ولن يكون كذلك. موقفه هو أننا كحزب وكقوى ديموقراطية لبنانية في موقع دفاعي ازاء ما يقوم به النظام السوري في لبنان عبر ارتكاب الجرائم والاغتيالات السياسية. انه واضح، ويطلب ردع هذه الجرائم وردع النظام السوري عن الاستمرار في اعتداءاته في حق الشعب اللبناني والقيادات اللبنانية. إن النظام السوري دخل لبنان منتصف السبعينات بإيعاز وتغطية أميركيين وبصفقة مع الولايات المتحدة، والنظام السوري جدد عقد وصايته على لبنان في بداية التسعينات وايضا عندما قاتل تحت العلم الاميركي في العراق". أضاف: "عندما تحدث وليد جنبلاط عن العراق وعندما أدلى ببعض التصريحات والمواقف السياسية في تلك الفترة وتعرض لسحب تأشيرة دخوله الى الولايات المتحدة، لم يتضامن معه أحد من أدعياء العروبة في لبنان ومن القوى القومجية المتضامنة مع النظام السوري، لانهم في ذلك الوقت لم يكونوا يريدون تعكير صفو العلاقات السورية الاميركية أو تعطيل إمكان تجديد الصفقة السورية الاميركية على لبنان. لذلك فإن موقف وليد جنبلاط واضح وتاريخه واضح وليس في حاجة الى تفسيرات واجتهادات من أي كان".

 

التقدمي الاشتراكي أعلن تأسيس "وحدة الرد على الشتامين المأجورين"

وطنية - 5/1/2006 (سياسة) أعلن الحزب التقدمي الاشتراكي في بيان اليوم "تأسيس وحدة الرد على الشتامين المأجورين الذين يروجون منذ فترة الأفكار الخلاقة للنظام السوري"، ودشنت الوحدة عملها بالرد الآتي: "رغم كل الإرهاق الجسدي والنفسي الذي يتعرض له رئيس تحرير صحيفة "الديار" السورية شارل أيوب جراء زياراته اليومية المتكررة إلى دمشق بحثا عن يد تربت على كتفه وتمتد إلى جيبه لتزوده بما يحتاجه من أموال وإرشادات ضرورية لقيادة حملة مسعورة مماثلة لحملات الصحف السورية المملوكة والموجهة من النظام البائد، فإن "وحدة الرد على الشتامين المأجورين" قررت عدم إدراجه على لائحتها لما قد يتركه ذلك من اضطراب نفسي وعصبي إضافي يفرغه أيوب على صفحات جريدته التي تضم أيضا بين بعض أقلامها "شتامين" صغار يأتمرون بتوجيهات معلمهم في بيروت وزملائه في دمشق. إن "وحدة الرد على الشتامين المأجورين" إذ تكتفي بهذا القدر من الكلام، تقدر للأستاذ أيوب عاليا دوره القومي النبيل وجهوده المستمرة في تأدية دور الصحافة المأجورة بأمانة بالغة".

 

أبو العينين رحب بقرار الحكومة فتح ممثلية لمنظمة التحرير في بيروت: مدخل رئيسي وطبيعي وصحيح لتنظيم العلاقة الفلسطينية - اللبنانية

وطنية - صور - 5/1/2006 (سياسة) عقد امين سر حركة "فتح" وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان العميد سلطان ابو العينين، مؤتمرا صحافيا، في مكتبه في مخيم الرشيدية، اعتبر خلاله "قرار الحكومة اللبنانية بفتح ممثلية لمنظمة التحرير الفلسطينية في بيروت المدخل الرئيسي والطبيعي والصحيح لتنظيم العلاقة الفلسطينية - اللبنانية". وقال: "ان مجلس الوزراء تأخر كثيرا، لكن ان تأتي متأخرا خيرا من ان لا تأتي ابدا"، مشيرا الى "ان مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في بيروت كان قائما ولن يغلق بقرار او بمرسوم او بقانون، وان اغلق بفعل الاجتياح الاسرائيلي واحتلاله للعاصمة بيروت". واضاف: "هذا الموضوع ليس في حاجة الى قرار وانما في حاجة الى جانب معنوي باصدار هذا القرار من قبل الحكومة اللبنانية"، لافتا الى "ان هذه الخطوة الاساسية في الاتجاه الصحيح لتفعيل الحوار والوصول الى نتائج فلسطينية لبنانية مرضية لتؤمن الحقوق الفلسطينية التي طال زمن معاناتها، ومن جهة ثانية يطمئن لبنان ان هناك جدية مسؤولة فلسطينية تستطيع ان تكون ناظمة لهذه العلاقة على قاعدة الحقوق والواجبات. وعلى مبدأ السيادة اللبنانية على كامل الاراضي اللبنانية". واكد ابو العينين "ان وجود مكتب او ممثلية ستشرعه الحكومة اللبنانية بقرار او بأي صيغة يعطي الدفع لبدء الحوار اللبناني- الفلسطيني وبوفد موحد، وستكون منظمة التحرير الفلسطينية هي الجهة المسؤولة عن هذا الحوار، كما هي الجهة الحاوية التي تنظم هذه العلاقة، والحريصة كل الحرص على ان تكون ممثلة لكل الاطياف الفلسطينية على اختلاف انتماءاتهم". وقال: "نحن لا نريد استثناء احد، وان اراد احد ذلك فالامر متروك له"، معتبرا الحوار اللبناني الفلسطيني بانه "ليس اسير حل قضيته الخاصة به، رغم وجود الكثير من القضايا التي تهم العديد من مناضلي الشعب الفلسطيني معلن عنها او غير معلن"، داعيا الى معالجة هذا الملف لكافة ابناء الشعب الفلسطيني، مشيرا الى ان قضيته ليست في حاجة الى مخارج قانونية او ما الى ذلك لان الوقائع التي ساقها الحكم هي وقائع غير قانونية، ولان منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني ولانها ليست عصابة مسلحة، فهناك افتراء في ظل مناخ معين عند صدور هذا الحكم السياسي".

وتابع: "القانون اللبناني واضح وصريح ونحن لنا ملء الثقة بالحكومة اللبنانية. وان هذا الامر سيجد طريقه الى الحل وشأنه شأن بقية القضايا الامنية التي طالت العديد من ابناء الشعب الفلسطيني. ولذلك يجب ان تمثل هذه القضية الاولوية لكل ابناء هذا الشعب وان كانت "قضيتي" هي العنوان بحكم موقعي السياسي ورمزية الموقع الذي احتله في منظمة التحرير الفلسطينية". وحول السلاح الفلسطيني، رأى ابو العينين "ان اللبنانيين وبكل اطيافهم اجمعوا ان القرار 1559 قد نفذ فلماذا نطالب الفلسطينيين باعطاء الحياة لهذا القرار؟". واكد على تنظيم هذا السلاح "بحيث يكون قوة للوضع اللبناني الداخلي وقوة للشعب الفلسطيني الداخلي"، مؤكدا من ناحية ثانية "ان هذا السلاح لن يشكل لحظة من اللحظات عبئا للسلم الاهلي والاستقرار الداخلي في لبنان". ودعا ابو العينين الشعب الفلسطيني وقيادته الى "ان تعد نفسها لمواجهة المرحلة المقبلة مع قيادات اسرائيلية اكثر تزمتا واكثر عدوانية تجاه الشعب الفلسطيني والى عدم الاستبشار بعد غياب المجرم والقاتل شارون، بل ان هذا الامر سيزيد تعقيدا اكثر مما كان عليه سابقا". وقال: "علينا ان نتوقع تصعيد عدواني اسرائيلي بأشكال مختلفة نتيجة الفراغ السياسي الذي سيحصل داخل الحكومة الاسرائيلية بعد غياب شارون".

 

البطريرك صفير استقبل الوزير ازعور والسفير الاميركي ومهنئين بالاعياد

السفير فيلتمان:لا نزال نشعر بالقلق العميق إزاء الأداء السوري تجاه لبنان مستمرون في دعم الحكومة في سعيها للاصلاحات السياسية والاقتصادية والأمنية

وطنية - 5/1/2006 (سياسة) عرض البطريرك الماروني الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير، مع سفير الولايات المتحدة الاميركية جيفري فيلتمان، خلال استقباله اليوم في بكركي, الاوضاع العامة في البلاد, في حضور المستشار السياسي في السفارة جورج فريديرك. وبعد اللقاء قال السفير فيلتمان: "لقد أجريت اليوم, حوارا إيجابيا و بناء مع البطريرك صفير، وانتهزت الفرصة بالنيابة عن الولايات المتحدة الأميركية لكي أتمنى للبطريرك, وللبنانيين أحر التمنيات لمناسبة رأس السنة".

اضاف: "لقد لاحظنا أن صورة لبنان السياسية تختلف عن ما كانت عليه عندما اجتمعنا في الوقت نفسه العام الماضي. في ذلك الوقت بدا أنه من المستحيل لبعض الناس أن يتصوروا أن ثلاثة عقود من الاحتلال العسكري السوري الذي تدخل في أصغر التفاصيل في الحياة السياسية اللبنانية كان على وشك الانتهاء.

أما اليوم، فاللبنانيون أنفسهم قد استعادوا السيطرة على زمام الأمور و باتوا قادرين على اتخاذ القرارات حول كيفية دفع لبنان قدما نحوالأفضل". وقال: "لقد أطلعت البطريرك صفير على الحوارات والاجتماعات التي أجريتها في واشنطن اخيرا, وأكدت له استمرار دعم الولايات المتحدة الشديد و اهتمامها بالتغيير في لبنان.

وستبقى الشراكة بين لبنان و المجتمع الدولي قوية و متينة, وقد قلت له, كما كان واضحا خلال اجتماعاتي في واشنطن، بأن الولايات المتحدة لا تزال تشعر بالقلق العميق إزاء الأداء السوري تجاه لبنان. تأمل الولايات المتحدة في هذه السنة الجديدة أن تتبنى سوريا مواقف إيجابية تجاه لبنان, بروحية علاقات ديبلوماسية طبيعية و إيجابية, مبنية على مبادىء الاحترام المتبادل, و عدم التدخل في الشؤون الداخلية للآخرين,الأمرالذي يسعى إليه اللبنانيون من مختلف الخلفيات السياسية تجاه سوريا. كخطوة أولى, نأمل بأن تنفذ سوريا التزاماتها الدولية من خلال القرارات الدولية 1595، 1636، 1644 و ذلك بالتعاون الكامل و غير المشروط مع لجنة التحقيق الدولية المستقلة".

واكد "إن الولايات المتحدة لم و لن تساوم أو تعمل على صفقات ضد الالتزام الدولي واللبناني لكشف الحقيقة في اغتيال الرئيس رفيق الحريري, وإنهاء سلسلة الهجمات والاغتيالات المأسوية و المتداخلة التي عصفت بلبنان عام 2005". اضاف: "كما أخبرت البطريرك إن الولايات المتحدة الأميركية تعي التحديات التي يواجهها لبنان في هذه السنة الجديدة و تقدم دعمها له, وإن التغيير الذي بدأ في لبنان العام الماضي لم ينته بعد, لكن الولايات المتحدة تثق بالكامل بمقدرة و رؤية الشعب اللبناني. بالرغم من أن بعض السياسيين اللبنانيين يستعملون لغة تهدف إلى تقسيم اللبنانيين بين بعضهم البعض، نحن نؤمن أن الشعب اللبناني لن يقع في هذا الفخ, ونحن نعلم أن أكثرية اللبنانيين ملتزمة بسياسات و برامج تخدم مصلحة المواطنين. واشار الى انه طمأن البطريرك "أن الولايات المتحدة مستمرة بالتزامها دعم رئيس الوزراء وحكومته في سعيهم للاصلاحات السياسية والاقتصادية والمؤسساتية والأمنية من أجل تعزيز وحدة، وازدهار، وحرية، وأمن، وديموقراطية لبنان. وقال: هناك الكثير من العمل في الأيام المقبلة وان اللبنانيين يستطيعون في هذه السنة الجديدة أن يعتمدوا على دعم أصدقائهم الأميركيين.

وردا على سؤال حول الدعم المطلق لرئيس الحكومة, والحكومة اللبنانية وعزل رئاسة الجمهورية، قال السفير فيلتمان: "ان الولايات المتحدة تدعم السياسات والبرامج التي توحد وتساعد الشعب اللبناني لتحقيق الازدهار والديموقراطية التي يطمح اليها الشعب اللبناني". واضاف: "اما فيما يتعلق برئاسة الجمهورية هذا الموضوع تم التطرق اليه في قرار مجلس الامن 1559 الذي صدق في ايلول 2004، وهذا الجزء بنظر الادارة الاميركية لم ينفذ بعد".

وردا على سؤال آخر حول وصفة الوجود السوري في لبنان بالاحتلال قال: "ان المجتمع الدولي دعا الجيوش الاجنبية للانسحاب من لبنان وذلك في اطار القرار 1559، ورأينا ان الوجود السوري في لبنان شوش على النظام السياسي اللبناني، وكما اوضح نائب الرئيس السوري السابق عبد الحليم خدام في مقابلته التلفزيونية ان الوجود السوري في لبنان كان اكثر من وجود عسكري، كان للسوريين دور في الحياة السياسية، امر رأته الادارة الاميركية غير مقبول، وعلى اللبنانيين ان يقرروا من هي قياداتهم, ولم يكن اللبنانيون ابان العهد السوري العسكري من يقرر قياداتهم في الحكومة ومواقع المسؤولية".

وردا على سؤال رفض التعليق على وفاة رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون مكتفيا بالدعوة الى الهدوء في هذه المرحلة الانتقالية. اتحاد بلديات بشري وكان البطريرك صفير استقبل رئيس اتحاد بلديات قضاء بشري نوفل الشدراوي واعضاء الاتحاد, للتهنئة بالاعياد, ولاطلاع البطريرك على ابرز المشاريع التي ينوي الاتحاد تنفيذها في العام الجاري، خصوصا المتعلقة بحماية المواقع التراثية والروحية في المنطقة بكاملها ضمن الوادي المقدس ومحيطه وصولا الى الارز، اضافة الى تطوير السياحتين البيئية والدينية من خلال انشاء محطات سياحية في بشري والارز وسائر محيط الوادي. الاباتي خليفة كما التقى البطريرك صفير رئيس الرهبانية المارونية اللبنانية الاباتي الياس خليفة يرافقه امين السر الاب كلود ندرا، وطالب دعاوى القديسين ووكيل الرهبنة في روما الاب بولس القزي، ورئيس دير كفيفان الاب شربل زكرياالذي اشار الى "ان الزيارة تأتي في اطار اخذ بركة البطريرك، بخاصة في طلب اذنه لتعميم الصلوات وصور دعوى الاخ اسطفان نعمة. بدوره اشار الاب القزي الى انه تم تقديم الوثائق الصادرة عن مجمع القديسين في دعوى التطويب والتقديس الى غبطته بعد موافقة اللجنة التاريخية في 15 تشرين الثاني2005. جبور كذلك استقبل صفير عضو المكتب السياسي الكتائبي السابق ميشال جبور الذي وزع بعد اللقاء بيانا اشار الى "ان الزيارة لاخذ البركة الأبوية ولتهنئته بعيدي الميلاد ورأس السنة, وانه ابدى له أصدق الأمنيات بسنين مليئة بالسعادة والصحة والسلم الاهلي والوفاق لجميع اللبنانيين، كما تشاورنا معه في القضايا المصيرية التي تضع البلاد على محك التحديات وجودا ومفهوما ودورا".

اضاف: "اكدنا موقفنا الثابت ان لبنان لا يمكن ان يدار بأغلبية وأقلية بل بمنطق التوافق ومبادىء الديموقراطية التوافقية.وابدينا قلقنا الشديد من الانحراف المستمر في تطبيق اتفاق الطائف نصا وروحا وتشويه بنوده وتفسيره اعتباطيا". وقال: "توقفت امام البطريرك عند الحديث الذي ادلى به عبد الحليم خدام"، مضيفا: "الأجدى بنا اليوم ان نهتم بشؤوننا الداخلية المعقدة والخطرة وترك التدخل في الشؤون السورية الداخلية والصراع على السلطة فيها للسوريين أنفسهم وعدم صب الزيت على النار.

وفي كل الأحوال نحن لم ننس بعد مآثر السيد خدام وتصرفاته السيئة الذكر مع الشعب اللبناني وطريقة ادارته للشؤون اللبنانية ومسلسل الجرائم التي حصلت على أيامه ليس أقلها قتل الرئيس الشهيد بشير الجميل ورفاقه". زوار ومن الزوار ايضا، رئيس الهيئة التأسيسية لجامعة بني المشروقي القنصل كميل فنيانوس يرافقه الامين العام للمدارس الكاثوليكية الاب مروان ثابت، مدير العلاقات العامة في جامعة سيدة اللويزة سهيل مطر، الزميل انطوان شعبان مؤلف كتاب "المشروقيون في تاريخ لبنان" الذي قدم نسخة من مؤلفه المذكور الى البطريرك الذي كان قدم كلمة في مقدمة الكتاب. الوزير ازعور وظهرا استقبل البطريرك صفير وزير المالية جهاد ازعور في زيارة للتهنئة بالاعياد.

 

سترو زار بكركي

مسؤوليتنا توفير الأمن والسلام وملتزمون مساعدة لبنان ليكون دولة سيدة وحرة

وطنية - بكركي - 5/1/2006 (سياسة) زار وزير الخارجية البريطاني جاك سترو برفقة سفير بلاده جيمس واط والوفد المرافق، قبل ظهر اليوم، البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير في بكركي. وبعد اللقاء الذي استمر نصف ساعة، قال سترو: "لقد أجريت محادثات جيدة جدا مع صاحب الغبطة عن الوجود المسيحي الواسع في لبنان وموقع الطائفة المسيحية ، وعما يقوم به هو وأمثاله لتقوية وحدة المسيحيين وبناء مستقبل افضل للبنانيين. وقد عبرت لصاحبة الغبطة عن امتناني لاستقباله لي اليوم". سئل: لماذا هذا الفصل بين زيارتكم للمراجع الدينية وتجنبكم زيارة رئيس الجمهورية؟ أجاب: "كما قلت سابقا، انا أراعي بعض الحساسيات المحيطة بالرئاسة الاولى، وأرى ان من الافضل عدم تدخلنا في هذه الحساسيات، واعتبر ان زيارتي لرئيس الحكومة مهمة جدا ومن شأنها ان توجد نوعا من التوازن بين الطوائف في لبنان". قيل له: "يعتبر البعض في لبنان ان توقيت زيارتكم هو تدخل في الشؤون اللبنانية؟ أجاب: "لقد وردتني هذه الملاحظات، ولكن توقيت زيارتي للبنان يندرج ضمن مفكرة مواعدي، وقد أردت زيارة لبنان منذ زمن، ولكن البرلمان البريطاني حاليا ليس في حال انعقاد، ووجدت انها الفرصة المؤاتية لزيارة لبنان". سئل: هل تؤكد ان بلادكم لا تتدخل في الشأن اللبناني؟ أجاب: "نحن لا نتدخل في الشؤون اللبنانية، لكننا كعضو في المجتمع الدولي ومؤسس في مجلس الأمن، لدينا مسؤولية توفير الأمن والسلام في هذه المنطقة، والتزامنا حيال لبنان هو مساعدة لبنان لأن يكون دولة سيدة وحرة، وهذا ليس تدخلا".

 

أهالي ضحايا طائرة كوتونو ناشدوا الوزير سترو التدخل لتعويضهم

وطنية- 5/1/2006 (سياسة) ناشد أهالي ضحايا كارثة طائرة كوتونو في بيان اليوم وزير خارجية بريطانيا جاك سترو لمناسبة زيارته لبنان، "التدخل مع شركات التأمين لدفع حقوق الأهالي وقيمة التأمين للراكب والبالغة 75 ألف دولار. فحكومة بريطانيا العظمى صاحبة التجربة الرائدة في الديموقراطية والعدالة وحقوق الإنسان، هل ترضى بإضاعة حقوق الأهالي وعدم التدخل؟". وتمنى البيان "الاهتمام بهذه القضية الإنسانية التي هي مأساة بحجم وطننا لبنان".

 

"بعض المسيحيين المرتزقة أصبحوا صوت معلمهم سعد الحريري"

فرنجية: تدريبات "للقوات" في اللقلوق و"المستقبل " في الاردن

مسلسل الاغتيالات مستمر طالما المناخ السياسي على حاله

المركزية 5/1/2006- حذر الوزير والنائب السابق سليمان فرنجية من حرب جديدة في لبنان مستندا الى معلومات يملكها حول تدريبات تقوم بها "القوات اللبنانية" في اللقلوق وتيار المستقبل في الاردن، وشبه بعض المسيحيين بـ "المرتزقة" الذين اصبحوا صوت معلمهم (سعد الحريري). وتوقع فرنجية في حديث الى مجلة "الماغازين" ينشر غدا ان يستمر مسلسل الاغتيالات في لبنان مادام المناخ السياسي على حاله لافتا الى ان كل رجل سياسي قد يكون ضحية محتملة وان هدف هذه الاغتيالات هو ابعاد المسيحيين عن الطائفة الشيعية وتقريبهم من الطائفة السنية. وأبدى خشيته من ان تكون الشخصيات المسيحية المعتدلة هي الاكثر استهدافا، فتوجه الاصابع الى "حزب الله" من أجل تحريض المسيحيين على التحول نحو السنّة.

وقال: تتملكني مخاوف كبيرة على حياة البطريرك الماروني الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير والنائب العماد ميشال عون. ودعا المسيحيين الى البقاء في موقع الحياد بإزاء الصراع السني - الشيعي والا فخطر كبير يهدد حضورهم في لبنان متسائلا: لماذا يخوض المسيحيون معركة مع "حزب الله" ارادها سعد الحريري ولم لا يخوض هو هذه المعركة؟  وذكر المسيحيين بأنهم هم من خاضوا معركة إخراج السوريين من لبنان ليحصدوا في النتيجة أربعة مقاعد وزارية ثانوية فيما حصد الحريري حصة الاسد.

وشكر الله لانه لم يتعرف على شخص نائب الرئيس السوري السابق عبد الحليم خدام قائلا: "لست من هؤلاء من الذين كانوا يخدمون المخططات السياسية والمنافع الشخصية لذلك الرجل، وذكر بعبارة خدام الشهيرة: "المسيحيون لا يحكمون الا بالجزمة". وإعتبر ان لبنان أصبح ساحة لتصفية الحسابات محملا مسؤولية الازمة للاكثرية التي تحاول السيطرة وترغب في الغاء الآخرين داعيا الى تطبيق الديموقراطية التوافقية بحيث يتمكن جميع الافرقاء من المشاركة في إعادة إعمار لبنان جديد.

وأشار الى ان النائبين وليد جنبلاط وسعد الحريري خدعا "حزب الله" والاميركيين في خلال الانتخابات النيابية وعندما دقت ساعة الحقيقة إختاروا المجتمع الدولي على حساب ما يطمئن اللبنانيين.

وقال: قائد القوات اللبنانية تصالح مع جنبلاط لانه درزي وهو وجه دائما بندقيته في إتجاه المسيحيين أما حيال سائر الطوائف فلم يكن لديه مشكلة ونفى ان يكون يغطي الفاعلين في حادثة ضهر العين داعيا الجهات المختصة الى القاء القبض عليهم. وأبدى فرنجية خشيته من ان يكون سمير جعجع قد أقنع زوجته ستريدا بعدم اشتراكه في مجزرة إهدن كما إستطاع إقناعها بأن حبيقة هو الذي نفذ محاولة إغتيال أسعد شفتري والتي ذهبت ضحيتها والدة ستريدا.

 

جنبلاط يحث واشنطن على احتلال سوريا!

السفير 5/1/2006: حث النائب وليد جنبلاط الادارة الاميركية امس على احتلال سوريا وإطاحة نظامها على غرار ما فعلت في العراق الذي قال انها غزته <<باسم حكم الاغلبية>>، ورأى ان المسألة اللبنانية السورية ترتبط بإيران التي اعتبر انها تستخدم تحالفها مع الرئيس بشار الأسد وحزب الله في معركتها الاستراتيجية ضد اسرائيل والولايات المتحدة. ووصف جنبلاط في اتصال مع صحيفة <<واشنطن بوست>> الاميركية، تصريحات نائب الرئيس السوري السابق عبد الحليم خدام، ب<<العاصفة>> للأسد وحليفه اللبناني الأساسي، حزب الله. ونبه جنبلاط، مع ازدياد عزلة الأسد، من أن الوضع سيصبح أخطر بالنسبة الى لبنان قائلا <<كلما ضغطتم أكثر على السوريين، ازدادوا عدوانية هنا>>. واعتبر جنبلاط أن الحل الثابت الوحيد يكمن في تغيير النظام في سوريا عبر حل يقود الأسد إلى المحاكمة من خلال الأمم المتحدة، كما جرى مع الزعيم اليوغوسلافي السابق سلوبودان ميلوسيفيتش. أضاف ان ما يجعل المسألة اللبنانية السورية بشكل خاص متقلبة، هو أنها ترتبط بالنظام الإيراني الأصولي الجديد للرئيس محمود أحمدي نجاد، حيث تستخدم إيران تحالفها مع الأسد وحزب الله في معركتها الاستراتيجية الأوسع ضد إسرائيل والولايات المتحدة. وأوضح <<إن الأمر يبدو كأننا ندافع عن المنشآت الإيرانية النووية من حدود لبنان>>. وقال جنبلاط إنه يأمل أن تساند أميركا ثورة الأرز، وأبلغ الكاتب في الصحيفة ديفيد اغناسيوس بأنه <<إذا كان بوش يعتبر لبنان أحد إنجازاته الكبرى، فالآن هو الوقت لحماية لبنان>>. وحين سئل عما يريده من أميركا أجاب <<لقد أتيتم إلى العراق باسم حكم الأكثرية. بإمكانكم فعل الشيء ذاته في سوريا>>.

وتساءل الكاتب: ماذا بإمكان الولايات المتحدة أن تفعل، واقعياً، لمنع الوضع السوري اللبناني من الانفجار؟ يكمن جزء من الجواب في الالتصاق بتحقيق الأمم المتحدة الذي ينتزع على مهل الحقيقة حول اغتيال الرئيس رفيق الحريري. وقالت الصحيفة ان التحدي بالنسبة الى الولايات المتحدة يكمن في مساعدة لبنان وجعله قويا بما يكفي لمقاومة الهيمنة السورية. وقد يحصل تطور مهم كاتفاق بوساطة أميركية لانسحاب إسرائيلي من منطقة مزارع شبعا على الحدود اللبنانية، مع موافقة من الأمم المتحدة على لبنانية هذه الارض، ما قد يمنح الحكومة اللبنانية نصراً رمزياً، ويزيل مبرر حزب الله للاحتفاظ بالميليشيا. وخلصت الى القول: يجب أن توضع هذه المسألة على رأس برنامج وزيرة الخارجية الأميركية كوندليسا رايس، فيما تستهل العام الجديد على أنغام شريط موسيقي قديم ل<<العراب>>.  

 

سجال متفجّر بين حماده وبهجت سليمان

النهار 5/1/2005:  "اندلع" سجال حاد للغاية ليل امس عبر شاشة تلفزيون "المستقبل" من خلال برنامج "الاستحقاق" الذي يقدمه الزميل علي حماده، حين اتصل هاتفيا به رئيس شعبة الامن الداخلي السوري سابقا اللواء بهجت سليمان وادلى بمداخلة سرعان ما استدعت ردا "ناريا" من الوزير مروان حماده ثم كانت مداخلة مقتضبة لرئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط. وقد ادلى سليمان بكلام مكتوب ابدى فيه "عتبه على الاعلام اللبناني تجاه سوريا". وتحدث عن "حماية سوريا للمسيحيين، وكذلك للدروز" وحمل بشدة على جنبلاط وغمز من قناته في حرب الجبل وقال انه لم يرفع السلاح في وجه اسرائيل. ووصف عبد الحليم خدام في حديثه بانه "كالديك الرومي المنفوخ" واتهم الوزير حماده بانه "فبرك الشاهد الكاذب زهير الصديق". وطلب اعطاء "جائزة نوبل للسلام الى الرئيس بشار الاسد". وكانت للوزير حماده مداخلة رد فيها على سليمان مؤكدا ان "تضحيات ودماء قدمت من اجل سوريا في الجبل من جهات يتهمها سليمان اليوم بالعمالة لاسرائيل". وقال انه "اذا كان هناك من جائزة نوبل يطالب بها فهي جائزة نوبل للاجرام". اما النائب جنبلاط فقال ان موقفه بعد اغتيال والده كمال جنبلاط يتركه للتاريخ ليحكم عليه، والتضحيات التي قدمها من اجل الجيش السوري يتركها ايضا للتاريخ". وقال: "ليست هكذا تكون العروبة. نحن العروبة الحقيقية".

 

لحود رد قانون المجلس الدستوري الى المجلس

يخالف الدستور ومبدأ الحياد ولا يضمن حقوق الأقلية

كتبت ريتا شرارة: النهار 5/1/2006

قرر رئيس الجمهورية اميل لحود في 3 كانون الثاني بالمرسوم رقم 16088 اعادة قانون تعديل بعض مواد القانون رقم 250/93 تاريخ 14/7/1993 وتعديلاته المتعلق بانشاء المجلس الدستوري. وبالفعل، حط المرسوم رحاله في مجلس النواب قبل يومين بعدما اطلع مجلس الوزراء في الجلسة التي عقدها في 15/12/2005 على الاسباب الموجبة للاعادة وعلى المادتين القانونيتين المتعلقتين بالاعادة.

ماذا اولا في الحيثيات التي دفعت برئيس الجمهورية الى رفض توقيع القانون؟ توقف لحود عند المادة الاولى من القانون وفيها اشارة الى آلية اختيار اعضاء المجلس الدستوري والشروط التي يجب ان تتوافر في كل منهم، كما على الاكثرية الموصوفة التي يجب ان تتمتع بها قرارات المجلس الدستوري (سبعة اعضاء على الاقل) في النزاعات والطعون الناشئة من الانتخابات النيابية.

 الدستوري الحاليين فور اكتمال تأليف المجلس الدستوري واداء اليمين القانونية، والغاء انتخاب الاعضاء الجدد الذين جرى انتخابهم من مجلس النواب على ان يعين الاعضاء العشرة معا وفقا للآلية الاختبار والشروط الجديدة وان يحفظ الاعضاء الذين انتهت خدماتهم بموجب هذا القانون مخصصاتهم كاملة عن المدة التي حرموا فيها ممارسة عملهم. "يخالف الدستور" / ورأى رئيس الجمهورية ان القانون بالمضمون المذكور آنفا، يخالف المادتين 19 و20 من الدستور والمبادئ العامة الدستورية او ذات القيمة الدستورية وقاعدة الاشتراع، ويتضمن مغالطات جوهرية. وقال:"ان المجلس الدستوري من اهم انجازات وثيقة الوفاق الوطني اللبناني، وقد ناطت به المادة الدستورية التي انشأته وهي المادة 19 من الدستور التي ادخلت الى صلبه بالقانون الدستوري رقم 18 تاريخ 21/9/1990 مراقبة دستورية القوانين وبت النزاعات والطعون الناشئة من الانتخابات الرئاسية والنيابية. وقد نصت المادة الاولى من القانون رقم 250/93 وتعديلاته (انشاء المجلس الدستوري) تنفيذا لاحكام المادة 19 اعلاه من الدستور على ان المجلس الدستوري هيئة دستورية مستقلة ذات صفة قضائية". وأضاف: "ان المادة 20 من الدستور تنص على استقلال السلطة القضائية ووجوب توافر ضمانات للقضاة والمتقاضين معا ينص عليها القانون تجسيدا لهذه الاستقلالية وتأمينا للحياد التام الملازم لها في اصدار الاحكام والقرارات القضائية. كذلك، ان مقدمة الدستور تنص على مبدأ الفصل بين السلطات القائم عليها نظام لبنان الدستوري بحيث لا تطغى سلطة على اخرى وتحجب عنها ممارسة اختصاصاتها بالضمانات والحدود المنصوص عنها في الدستور والقوانين المرعية. وتنص المقدمة ذاتها ايضا على مبدأ المساواة في الحقوق والواجبات بين المواطنين دون تمايز او مفاضلة. ويعود الدستور مكررا هذا المبدأ من باب الوصف والتوكيد في المادتين 7 و12 منه". وفي اعتبار لحود ان المجلس الدستوري "من حيث انه سلطة دستورية مستقلة ذات صفة قضائية، انما يجب ان يعطي الضمانات كاملة لاستقلاله هذا وحياده من حيث انه هو بالذات ضامن حقوق الاقلية، اي اقلية، بالنظر في النزاعات والطعون الناشئة من الانتخابات النيابية التي تعبر عن الارادة المباشرة للناخب في انتخاب ممثليه النواب، وغير المباشرة في انتخاب ممثليه النواب رئيس الجمهورية، وذلك عبر بته النزاعات والطعون الناشئة من الانتخابات الرئاسية، كون الشعب هو مصدر السلطات وصاحب السيادة التي يمارسها عبر المؤسسات الدستورية على ما ورد في الفقرة "هـ" من مقدمة الدستور".

حياد المجلس/ وبحسب لحود فان المجلس الدستوري لن يكون مستقلا او حياديا او محققا غايات انشائه اذا تم انهاء ولاية بعض اعضائه قبل انتهائها او اذا تم الغاء انتخاب الاعضاء الجدد الذين سبق لمجلس النواب ان انتخبهم اصولا او اذا تم تعيين جميع اعضائه دفعة واحدة من اكثرية في مجلس النواب او في مجلس الوزراء. ولن يكون على الخصائص هذه التي يجب ان يتميز بها في ممارسته مهماته الدستورية اذا اختير اعضاؤه وفقا للآلية الموصوفة في القانون، وهي آلية تطيح مبدأ الفصل بين السلطات حيث تستمع السلطة المراقبة الى السلطة المراقبة وتقف على آرائها قبل رفع محضر بذلك الى مرجعي تعيين اعضائها، على ان يحصل استيضاح المرشحين من لجنة نيابية تضع لنفسها نظاما داخليا لهذه الغاية". وفي حيثيات رده القانون، يقول رئيس الجمهورية انه "يتأتى من مبدأ الاستقلالية القضائية المنصوص عليه في الدستور والمرادف والملازم لمبدأ فصل السلطات المنصوص عليه ايضا في الدستور ان يمتنع المشترع عن كف يد سلطة قضائية بالنظر في قضايا عالقة لديها، فيبادر الى تقرير آلية انشاء هيئة محكمة للنظر في هذه القضايا العالقة لدى هيئة قضائية قائمة كما هو وارد في القانون الحالي بحيث اراد انهاء ولاية جميع الحاليين فور اكتمال تعيين الاعضاء الجدد لهيئة المجلس الدستوري وأدائهم اليمين الدستورية وفقا لاحكام هذا القانون، مما يعني ان الهيئة الكاملة الجديدة والمعينة دفعة واحدة بجميع اعضائها سوف يتم اختيارها وستنظر في الطعون النيابية المقدمة اصولا لدى المجلس بعدما عرف فحواها والجهات السياسية التي ينتمي اليها الطاعنون. كما ان هذا الامر ينسحب على القانون الحالي الذي لا يمكن ان ينظر فيه بصورة مستقلة وحيادية في حال الطعن بدستوريته، مجلس دستوري مؤلف على النحو المشار اليه في هذا القانون".

"مغالطات جوهرية"/ ولاحظ:"ان مبدأ المساواة يقضي بان يتساوى اللبنانيون لدى القانون في الحقوق والواجبات وتولي الوظائف العامة دون ان يكون لاحد ميزة على الآخر الا من حيث الاستحقاق والجدارة بحسب الشروط التي ينص عليها القانون، مما يدعو الى التوقف مليا عند مفارقة انهاء ولاية اعضاء المجلس الدستوري قبل انتهائها والغاء انتخاب آخرين حصل اصولا من السلطة المشترعة من جهة، وتعيين هيئة جديدة بكاملها بشروط مستحدثة لا تتوافر لا في جميع الاعضاء الحاليين ولا سيما غير المنتهية ولايتهم ولا في جميع الاعضاء المنتخبين. اضافة الى مخالفة القانون اعلاه للدستور والمبادئ العامة الدستورية او ذات القيمة الدستورية، ان هذا القانون يخالف قواعد التشريع المعتمدة والتي توجب ان يكون العمل التشريعي اي القانون عاما ومجردا وغير شخصي في حين انه يتجلى من هذا القانون انه لا يتسم بالشمولية والتجرد والبعد غير الشخصي لاحكامه ولا سيما انهاءه ولاية بعض الاعضاء قبل انتهائها قانونا او الغاء انتخاب مجلس النواب اصولا بعض الاعضاء الآخرين. وبما انه، اضافة الى كل ما سبق، يحتوي القانون على مغالطات جوهرية ومتفاوتة في الخطورة منها على سبيل المثال العودة عن تعديل المادة الثالثة من القانون رقم 250/93 (انشاء المجلس الدستوري) لجهة جواز اختيار اعضاء المجلس الدستوري من بين القضاة العاملين، مما يرمي الى افراغ ملاك كل من القضاء العدلي والقضاء الاداري وسائر اجهزة الرقابة القضائية من عناصر عاملة قد تكون احوج اليها بفعل الموقع والممارسة والخبرة وما تبقى من سني الوظيفة لديها (...)".

وقرر لحود بناء على الاسباب المذكورة سابقا في المادة الاولى من المرسوم اعادة القانون الى مجلس النواب لاعادة النظر فيه على ان يكلف رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة، بموجب المادة الثانية، تنفيذ احكام ذاك المرسوم.

 

عون لـ"النهار": التحالف الرباعي شيكات من دون رصيد

هم قوى 13 تشرين ونحن فريق 14 آذار

كتب رضوان عقيل: النهار 5/1/2006

يلمس زائر رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون في دارته في الرابية انه يتحدث بشفافية ومن دون قفازات، حتى لو اختلف محدثه معه في الرأي. فما يعلنه في اللقاءات الصحافية والتلفزيونية يكرره حتى في المجالس الخاصة والضيقة. في جلسة اتخذت طابع الدردشة اكثر من اسلوب الاسئلة والردود، استهل الجنرال الحديث بالعلاقة التي كانت تربطه بالشهيد جبران تويني الذي التقاه اكثر من مرة بعد الانتخابات النيابية ونصحه مرات بمغادرة لبنان لفترة طويلة حفاظاً على سلامته.  لكن اصابع الاجرام استهدفت الرجل الذي خاض صولات وجولات مع الجنرال، ورغم اختلافهما في تحليل بعض الامور بقيت اواصر المودة والاحترام المتبادل تميّز علاقتهما. استقبل الجنرال بسرور قرار غسان تويني الترشح في بيروت ليحتل مقعد نجله في مجلس النواب. ولسان حال عون يقول ان تحذيرات عدة تلقاها تويني الابن وبعضها من جهات خارجية، لكنه يبدي عتبه على السلطات الامنية اللبنانية المعنية التي لم توفر الحماية الامنية المطلوبة لاعلامي ورجل سياسي من وزن جبران تويني. لا ينفك عون عن ابداء عتبه الشديد على اطراف في 14 آذار يتهمونه ويشنون عليه حملات على اساس ان تياره الشعبي والسياسي "يغرّد خارج هذا الفريق". ويتساءل: "اذا سكتنا تقوم القيامة ثم يرددون أنّي  صرت سوريا. الامَ يستندون في هذا الكلام؟". ويرى ان غالبية قوى فريق 14 آذار هي من "13 تشرين الاول (1990) ما عدا قلة قليلة جداً". ويعود بالحديث الى ما رافق الانتخابات النيابية وخصوصاً في الشمال من حملات تجييش طائفي، و"هل يسأل احد عن الناخبين في هذه المنطقة على سبيل المثال؟".ويوجه سلسلة من الملاحظات الى ما واكب تشكيل "التحالف الرباعي" وما وصل اليه اليوم. ويعتبر انه اشبه بشيكات من دون رصيد ابتكرت اثناء ولادة هذا التحالف الذي يحصد اليوم نتيجة ما زرعه.

ولا يخفي عون ملاحظاته على الاجراءات الامنية التي تتخذها السلطات اللبنانية وخصوصاً وزارة الداخلية. ويعتقد ان ثمة مجموعة من الاجراءات والامور التقنية ومراقبة المخابرات الهاتفية ينبغي اتباعها بحسب رأيه.

ولا يعارض طلب المساعدة من الولايات المتحدة وفرنسا في هذا الخصوص. ويذكر هنا بالحملات الاعلامية التي استهدفت الرئيس عمر كرامي وحكومته والوزير السابق سليمان فرنجية آنذاك.

ويعتب على السلطات المعنية التي لم تتمكن من الامساك بخيوط 15 جريمة، بدء ا من محاولة اغتيال الوزير مروان حماده. ويرفض الجنرال توجيه الاتهامات لان بعض الجهات في رأيه "تغشّ الرأي العام". وفي جعبته ايضاً ملاحظات على ما حصل اخيراً في تعيينات قوى الامن الداخلي لأن كتلته النيابية سبق ان طالبت بـ"اعادة هيكلة قوى الامن الداخلي".

ويصف التعيينات الاخيرة "كأنها من عام 1943". ويشدد على ضرورة تدريب العناصر في القوى الامنية واتباع التقنيات العالمية والمطلوبة في هذا الحقل من مراقبة وتنصت بغية تطويق الخلايا الارهابية وتفكيكها.

بالحديث عن القنبلة التي فجرها النائب السابق للرئيس السوري عبد الحليم خدام، يرد عون بسرعة: "خدام كان يؤمن مصالح سوريا في بلده ولبنان" ويذكر انه بعد مرور ساعات على اغتيال الرئيس رفيق الحريري صرح خدام لصحيفة اميركية: "ان اسرائيل هي التي قتلت الحريري".

ويأسف الجنرال وهو يتحدث بمرارة الى "التبخّر" الذي يصيب تصريحات خدام وحكمت الشهابي وغازي كنعان.  ويصف علاقة الرئيس الشهيد الحريري والنائب وليد جنبلاط بهؤلاء بعبارة "العصر الذهبي".

وعن الموضوع الساخن والحاضر دائماً على ألسنة الاكثرية النيابية، وهو دعوة الرئيس اميل لحود الى الاستقالة، يرد عون بعفويته المعهودة: "هذا الموضوع اصبح وراءنا. بدهم  يسقطوا لحود وأبقى انا قاعد في الرابية".

لقاء نصرالله

يفهم زائر الجنرال ان اجتماعه المقرر مع الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله كان سيتم في الساعات الماضية لولا استمرار الازمة الحكومية بين الوزراء الشيعة ورئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة. وكأنه يقول انه "يفضل عدم عقد هذا اللقاء المنتظر الآن حتى لا يفسّره البعض في غير محله. والقصد من موقفه هذا انه لا يريد الظهور كأنه يقوّي فريقاً ضد آخر. ويقول ان قنوات الاتصال مفتوحة بين الحزب و"التيار الوطني الحر". والحل الذي يطرحه عون للخروج من الازمة الحالية هو تشكيل حكومة اقطاب يتولّى اركانها مناقشة الامور العادية داخل مجلس الوزراء نهاراً وتوفير حلول للقضايا العالقة في جلسات ليلية بغية تفادي جلب المشكلات الى مجلس الوزراء. ولدى سؤاله عن وجهة نظره في تسليم سلاح "حزب الله" الى السلطات اللبنانية يعود بالذاكرة الى اوائل التسعينات: "سبق ان طرحت على الحزب سؤالا عام 1993 هو الآتي: لو فرضنا انه تم تحرير الجنوب، الى من تسلمون البندقية؟ ورد الحزب علي آنذاك: في ضوء الوضع نقرر ونجيب". ويعتقد ان الحزب في حاجة الى تلقي شروط مقنعة وموضوعية وان سلاح المقاومة هو حلقة من امور اجتماعية وسياسية مرتبطة بتسليم سلاح الحزب. لا يدعي عون انه يملك حلولا سحرية في موضوع هذا السلاح، وهو من النقاط التي سيناقشها مع نصرالله في الاجتماع. ويشدد على "مصارحة قيادة الحزب وعدم الكذب عليها كما فعل الغير والاقرار بصعوبة الوقوف امام قرار دولي، الا اني سأتفاهم مع الحزب على القبول بالشروط التي تقوم على حلول عملية وعقلانية". ولا يعارض في الوقت نفسه المبادرة التي اطلقها رئيس مجلس النواب نبيه بري. وعن العلاقة برئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط والهدنة بين المختارة والرابية، يرد عون: "رفع جنبلاط سماعة الهاتف وابلغني على طريقته انه في الاقامة الجبرية ولا يقدر على زيارتي الآن، واجبته: انا لست عاتبا عليك". ويختم الجنرال دردشته مع "النهار" بعبارة: "انا لا اخاصم احدا".

 

وثيقة سياسية وعقائدية غير مسبوقة في تاريخ سوريا

اعترافات خدام تدين النظام ولا تحجب الماضي

كتب نقولا ناصيف: النهار 5/1/2006

لم يسبق في تاريخ سوريا مذ افتتحت الانقلابات العسكرية في العالم العربي عام 1949 ان شهدت ما أقدم عليه النائب السابق للرئيس السوري عبد الحليم خدام مساء الجمعة (23 كانون الاول) عندما ادلى بشهادة مناوئة لنظام بلاده، معلناً انشقاقاً متأخراً بعدما كان قد جُرّد من مواقعه في السلطة. في الغالب  اعتاد رجال الحكم في سوريا على مرّ حقبهم تصفية الحسابات في ما بينهم بالانقلابات والاغتيالات: ثلاث مرات في سنة واحدة عام 1949، ثم عام 1954، فعام 1960 وعام 1963، وكذلك عام 1966، ثم عام 1970. وعلى امتداد 51 عاماً من تاريخ سوريا لم يجرِ انتقال سليم للسلطة الا مرة واحدة عام 2000 عندما توفي الرئيس حافظ الاسد، بأن انتقلت الخلافة من الاب الى الابن عبر تعديل للدستور من ضمن نظام الحكم نفسه، بالرجال اياهم والحزب اياه والجيش اياه. كانت تلك المرة الاولى ايضاً في تاريخ هذا البلد تحصل خلافة للسلطة ضمن البيت الواحد، ولا تراق نقطة دم، ولا يُقال ان ثمة "مؤامرة" حيكت. وعلى امتداد اكثر من نصف قرن من عمر الانقلابات العسكرية في سوريا والتي كانت، كذلك، فاتحة ولادة ما يُعرف اليوم بـ"النظام الامني"، كان يُكتشف امر عصيان او انقلابيين في وقت لاحق. وفي الغالب ايضاً بعد تصفية العصيان والانقلابيين من اجل المحافظة على نظام الحكم. كانت هذه حال ما قيل عن سليم حاطوم عام 1966، وعبد الكريم الجندي عام 1969، وصلاح جديد عام 1970، ورفعت الاسد عام 1984، وغازي كنعان عام 2005. وكان هؤلاء اما يفرون او  يبعدون او يُعلن انتحارهم، وكان يُقال في لبنان انهم "انتحروهم". كان العصيان لا يأتي الا من الضباط، من رجال النظام نفسه. أما السياسيون فليسوا هم رجال الحكم وإنما واجهته.

وحده عبد الحليم خدام سجل سابقة بأن قدم مرافعة اعترافات كانت في شقيها، السوري واللبناني، بمثابة وثيقة سياسية وعقائدية انطوت على ادانة خطيرة للنظام الذي كان قد أخرجه من السلطة في 21 تموز الفائت. والواقع ان خدام الذي عرفه اللبنانيون منذ عام 1975 وزيراً للخارجية ثم عام 1984 نائباً للرئيس السوري، كان رأس فريق مكّن الاسد الأب حتى عام 2000 من ان يحكم لبنان 25 عاماً. تباعاً حتى عام 2000 تساقط رجال الفريق الذي ادار الملف اللبناني مذ بدأت "المبادرة السورية" في الحرب اللبنانية في 24 ايار 1975: كان فيه، الى خدام، زهير محسن وحكمت الشهابي وناجي جميل ومحمد الخولي ورفعت الاسد وعلي المدني وعلي دوبا ومحمد ناصيف وبهجت سليمان وابرهيم الحويجي ومحمد غانم وغازي كنعان. كان خدام المدني الوحيد بين ضباط تولوا لعبة "النظام الامني" في لبنان، ونجح بأن جعل معظم السياسيين اللبنانيين حلفاء دمشق في فلك اللعبة الأمنية، مرة أدواتها وأخرى ضحاياها. ولسنوات طويلة اقتصر الفريق على ثلاثة حتى عام 1998: خدام والشهابي وكنعان الذين ما لبثوا ان انهاروا بدورهم بعد تسلم الاسد الابن الحكم. سقط اولهم حكمت الشهابي باحالته على التقاعد عام 1998، ثم بكفّ يد خدام وانتهاء باقصاء كنعان عام 2002 قبل ان يُطوى نهائياً في 26 نيسان 2005  النفوذ السياسي السوري بالانسحاب الشامل للجيش السوري واستخباراته العسكرية من لبنان. وتكتسب اعترافات النائب الأول السابق للرئيس السوري جديتها وخطورتها من عدة معطيات:

اولها: انه وضع حداً فاصلاً بين حكم الاسد الاب والاسد الابن، وميّز احدهما عن الاخر في مقاربته الملف اللبناني. على ان تمييزاً كهذا لا يعدو كونه شكلياً حيال ما يتصل بالوضع اللبناني خصوصاً، وان أُبدِلَ رجال بآخرين. ظل الملف اللبناني ملفاً في دمشق، والكماشة الأمنية نفسها، والطبقة السياسية اللبنانية المتعاونة هي هي التي كانت تدير السلطة اللبنانية وكالة عن القرار السوري.

وفي واقع الامر فان آخر رجال الاسد الاب في حكم لبنان كان غازي كنعان الذي استمر سنتين اخريين بعد تسلم الاسد الابن الحكم، واشرف على انتخابات 2000، من غير ان يكون بعيداً عن خدام الذي كان لا يزال في منصبه، وان مجرداً من اي دور في الملف اللبناني. إذذاك شعر خدام ان حكم السياسيين الذي صنعه يحل محله حكم العسكريين الذي يبدأ في لبنان حيث يفترض ان يكون انتهى في سوريا في ضوء التقلبات الاقليمية والدولية، لكن الحصيلة واحدة: سوريا هي التي تحكم لبنان.

ثانيها: ان الرئيس الابن كالرئيس الاب حافظ على توازن قوى بين اجنحة النظام بالنسبة الى المسؤولين السوريين الذين كانوا يقاربون الملف اللبناني من دمشق او من عنجر. كان ثمة سياسيون لبنانيون يتصلون بضباط سوريين ويحجمون عن الاتصال بآخرين. ولذا قيل في لبنان انه كان لكل من خدام والشهابي وناصيف وسليمان وكنعان بعد انتقاله الى الداخل السوري) رجاله، كما صار لرستم غزالة بدوره رجاله، وصار في السنتين الاخيرتين لكل من ماهر الاسد وآصف شوكت رجاله. وكانت هذه الحال مع رجال الخولي وغانم ورفعت الاسد.

وتالياً عكس الامر دلالة واضحة هي حاجة الرئيس السوري الى آراء متشعبة الوضع في لبنان، وتوزيع ولاءات السياسيين اللبنانيين على الضباط السوريين، والتعامل مع الوضع اللبناني على انه معادلة سياسية: ليس فيها حلفاء دائمون ولا اعداء دائمون، وليس فيها حلفاء واعداء لا يُستغنى عنهم. كان الرئيس الاب يبدو احياناً اقل تصلباً من خدام والشهابي وكنعان، وكان هؤلاء بدورهم يتقاسمون ادوارهم بالطريقة نفسها. وفي الحصيلة كانت آلة المرجعية هي نفسها: يترك الرئيس الاب لرجاله جميعاً ان يجتهدوا في ادارة الملف اللبناني، ولكنه كان يستمد قراره اخيراً مما كان يقوله خدام والشهابي وكنعان. بعد عام 2000 استمد الرئيس الابن قراره مما كان يقوله له كنعان ثم غزالة، بالتزامن مع توليه مباشرة ادارة الملف اللبناني.

ثالثها: ان اعترافات خدام اذ وجهّت ادانة مباشرة الى نظام بلاده حيال الكثير مما عاناه لبنان في الاشهر الاخيرة بدءاً باغتيال الرئيس رفيق الحريري، لا تحجب حقائق السنوات التي سبقتها. في مصادر مسؤولين لبنانيين ان الحويجي هو مَن خطط لاغتيال كمال جنبلاط بعدما سمع مسؤول امني لبناني كبير صيف 1976 من الشهابي في دمشق يقول "سنلاحق كمال جنبلاط الى داخل أقبية المختارة"، وان الخولي هو مَن خطط لاغتيال الرئيس بشير الجميل، وان الاجتماع الذي عقده خدام مع الرئيس رينه معوض قبل ايام من اغتياله كان الأسوأ بالنسبة الى الاخير في حياته السياسية في ضوء ما كان سمعه من محدثه. بل واقع الامر ان خدام الذي قال عام 1981 إن مسيحيي بشير الجميّل (الذين هم في ما بعد مسيحيو سمير جعجع وميشال عون) لا يمثلون اكثر من خمسة في المئة، وصف بعد الغاء الرئيس امين الجميّل اتفاق 17 ايار 1984 انه احسن الرؤساء اللبنانيين بعدما كان تحفظ عن مطالبة وليد جنبلاط ونبيه بري آنذاك بتقصير ولايته بعد "حرب الجبل" و"انتفاضة 6 شباط". وهو الرجل الذي يذكر اللبنانيون انه كان اول مَن فلسف اتفاق الطائف اذ قال بعيد انتخابات 1992 ان بدء مدة السنتين لانسحاب الجيش السوري من لبنان تبدأ بعد الغاء الطائفية السياسية في هذا البلد. وللكثير الذين يذكرون فان في حوزة بعض السياسيين اللبنانيين وثيقة "الاتفاق الثلاثي" بيد خدام الذي صنع انتخابات 1992 و1996، وحكومات الحقبة تلك، وصنع الطبقة السياسية التي انهارت في 14 آذار 2004. كان رجل انتخاب الرئيس الياس الهراوي وأول الداعين الى تمديد ولايته.

مع ذلك كله، فان رجل النظام منذ عام 1970، ورجلاً حكم لبنان في الظل منذ عام 1976، اضاف الكثير من الحقائق التي كان يحتاج اليها اللبنانيون منذ 14 شباط الفائت. وربما كان هؤلاء يأملون لو ان ما ادلى به كان اقرب الى مراجعة الذات منه الى تصفية حساب مع نظام بلاده، وتحدث عن كل ما حدث منذ عام 1978 وما كانت تريده دمشق بدءاً من اولى الحروب السورية في لبنان: "حرب المئة يوم" في الاشرفية.

 

"هآرتس": كميات كبيرة من السلاح هرّبت من دمشق

قد تستخدم وسيلة رادعة بين أيدي عملاء سوريا في لبنان

النهار 5/1/2006: خصص المعلق في "هآرتس" تسفي برئيل مقالته امس للحديث عن الدور الجديد للسلاح الفلسطيني في لبنان والازمة الحكومية وموقف اسرائيل من تطورات الوضع اللبناني، ننقل بعض ما جاء فيه: "(...) السلاح الفلسطيني يقسم الى نوعين: سلاح داخل المخيمات الفلسطينية وآخر خارجها، وهو الذي يشكل المشكلة سواء من حيث الكمية او النوعية بالنسبة الى النزاع السياسي الدائر بين سوريا ولبنان. فالمعلومات المتوافرة في لبنان و(اسرائيل) ان كميات كبيرة من السلاح هربت من سوريا الى لبنان خلال السنة المنصرمة وقد تستخدم وسيلة رادعة بين يدي عملاء سوريا. يضاف الى ذلك الشكوك التي قام المحقق الدولي ديتليف ميليس بالتحقيق فيها وسيتابعها من سيخلفه، والمتصلة بتورط اطراف فلسطينيين في اغتيال شخصيات لبنانية بينها رئيس الحكومة رفيق الحريري والصحافي جبران تويني".

لكن لهذا السلاح اليوم انعكاسات مهمة على الازمة السياسية في لبنان التي بدأت منتصف الشهر الماضي حين اقدم الوزراء الذين يمثلون "حزب الله" و"حركة أمل" الشيعيين على تعليق عضويتهم في الحكومة بعد اقدامها على اتخاذ قرار بالتقدم بطلب انشاء محكمة دولية لمحاكمة المتهمين في جريمة الحريري...

السلاح الفلسطيني موجود في لبنان منذ الستينات بالاستناد الى اتفاق القاهرة الموقع من جانب الحكومة المصرية بزعامة عبد الناصر والحكومة اللبنانية وياسر عرفات، والذي سمح للفلسطينيين بالاحتفاظ بسلاحهم ضمن شروط معينة من اجل مواصلة حربهم ضد اسرائيل... ولكن بعد خروج الفلسطينيين من لبنان عام 1983 سلم الفلسطينيون غالبية السلاح الثقيل الذي كان في حوزتهم للحكومة اللبنانية واحتفظوا بسلاحهم الخفيف داخل مخيمات اللاجئين للدفاع عن انفسهم... واليوم بات لهذا السلاح اهمية كبيرة في ظل المناورات التي ترغب سوريا في القيام بها في لبنان بعد خروج قواتها من هناك. عندما التقى الاسد زعماء الفصائل الفلسطينية، وفي ما بعد في تشرين الثاني عندما التقى هؤلاء وزير الخارجية الايراني اعطي هذا السلاح صفة سلاح المقاومة، اي السلاح الذي يمكن استخدامه في الصراع مع اسرائيل من لبنان. وبذلك وضع الاسد المنظمات الفلسطينية على طريق الاحتكاك مع الحكومة اللبنانية الجديدة للسنيورة... ولا يشكل هذا مشكلة للحكومة اللبنانية فقط وانما يشمل ايضاً "حزب الله". فاذا عارض الحزب تجريد المنظمات الفلسطينية من سلاحها فسيجد نفسه خارج الاجماع اللبناني ولا يمكنه القول ان هناك فارقاً بين سلاحه والسلاح الفلسطيني. فاذا كان هذا السلاح موجهاً فعلاً لمقاومة اسرائيل حينئذ لا تصبح المهمة محصورة به ويصبح الفلسطينيون ايضاً مؤتمنين على أمن لبنان الأمر الذي لن يقبل به اي لبناني... هذا الوضع السياسي الحساس يفرض على اسرائيل ضبطاً للنفس في سياسة الرد لأن اي عملية لا لزوم لها ضد هدف غير دقيق بما فيه الكفاية سيشكل ذريعة لـ"حزب الله"... وهكذا تحولت اسرائيل الآن جزءاً لا يتجزأ من السياسة اللبنانية، وفي استطاعتها ان تتحرر من هذا الوضع اذا قررت المبادرة الى الانسحاب من مزارع شبعا وحرمان "حزب الله" الحجة التي يستخدمها لهجماته".ر. ح.

 

بهجت سليمان يهاجم خدام وسياسيين لبنانيين

الخميس, 05 يناير,  - البلد 5/1/20052006

هاجم المسؤول السابق للأمن الداخلي في دمشق اللواء بهجت سليمان نائب الرئيس السوري السابق عبد الحليم خدام, واصفاً اياه بأنه لا يستحق المغفرة, وكان بمنأى عن المحاسبة عن الفساد, لأنه كان أحد المساعدين للرئيس الراحل حافظ الأسد. وقال في مداخلة هاتفية عبر برنامج "الاستحقاق" الذي يبث على شاشة المستقبل, ان خدام وقع في تناقضات لا حصر لها, اذ كيف يقول (خلال المقابلة مع محطة العربية) انه لم ير غازي كنعان منذ سنة ونصف ثم يقول ان الأخير أخبره بتهديد الرئيس بشار الأسد للرئيس الراحل رفيق الحريري.

وقال: "ان النظام الوطني في سورية هو المعبر عن مصالح الشعب السوري", معتبراً ان أي محاولة للنيل من الرئيس الأسد هي محاولة لزعزعة النظام الوطني". ورد النائب مروان حمادة بعد ما جرى تناوله في مداخلة سليمان, مؤكداً ان العلاقة مستمرة مع الشعب السوري وان المشكلة اللبنانية هي مع النظام في سورية. وختم بالقول: اذا كان من جائزة نوبل يستحقها الرئيس بشار الأسد فهي جائزة نوبل للإجرام".

 

التسوية نضجت... والوزراء الخمسة عائدون

الخميس, 05 يناير, 2006 -- البلد 5/1/20052006

"الوزراء الخمسة" قد يحضرون جلسة مجلس الوزراء اليوم وإذا لم يحضروا فالمتوقع صدور موقف يؤكد مشاركتهم في الجلسة المقبلة.هذه الحصيلة أكدتها مساء أمس لـ "صدى البلد" أوساط مطلعة على سير الاتصالات الجارية في بيروت وجدّة وقالت: "ان التسوية أنجزت". وإذ رجحت عدم حضور الوزراء الخمسة جلسة اليوم في السراي الكبير أكدت حضورهم الاجتماع المقبل. أضافت هذه الأوساط ان "عدم إعلان التسوية مرده انتظار إنهاء الرئيس نبيه بري اتصالاته في السعودية وعدم حضور جلسة اليوم يبرره عدم وجود بنود مهمة تستدعي المشاركة". ولاحظ مصدر سياسي ان "التحول في موقف حزب الله وأمل بدأ قبيل تصريحات عبد الحليم خدام ثم جاءت هذه التصريحات لتسرّع التراجع والضبضبة". وقال المصدر إياه ان تركيز هيئة متابعة 14 آذار على مسألة رئيس الجمهورية جاءت بعد ملاحظتها محاولات لاستبعاد هذا الموضوع عن جدول أعمال مبادرات الحوار المطروحة. وبدا رئيس الحكومة فؤاد السنيورة مرتاحاً مساء أمس عندما سئل عن المشاورات بشأن الحكومة حيث قال: "الاتصالات مستمرة وقد تتواصل الأسبوع المقبل والذي سيليه".

 

واشنطن تتوقع "إذعاناً" من دمشق وقد تتخذ "إجراءات إضافية"

الخميس, 05 يناير, 2006 - البلد 5/1/20052006

أبلغت الولايات المتحدة سورية انه يجب على رئيسها ومسؤولين كبار آخرين ان يخضعوا للاستجواب على ايدي محققي الامم المتحدة الذين يحققون في مقتل رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري. وأكد السفير الاميركي لدى الامم المتحدة جون بولتون ان "لا احد يتمتع بحصانة من الالتزام بتقديم الشهادة الى لجنة شرعية قضائية".

 

 حجز أموال شريك لرامي مخلوف

الخميس, 05 يناير, 2006 - البلد 5/1/20052006

 أكدت مصادر سورية ان السلطات القضائية قامت أمس بالحجز الاحتياطي والاحترازي ووضع اليد على الأموال المنقولة وغير المنقولة لرجل الأعمال السوري نادر قلعي المدير التنفيذي لشركة "سيرتيل" للهاتف النقال في سورية. وقالت هذه المصادر ان هذا الاجراء قد يتطور من احترازي احتياطي الى ما يعرف بالحجز التنفيذي بحيث لا يستطيع قلعي التصرف بأي شيء مثل البيع او الشراء. وتوقعت ان تتوالى الأسماء المشابهة لتشمل متنفذين وبعض ابنائهم. الجدير ذكره ان قلعي هو شريك رجل الأعمال رامي مخلوف, ابن خال الرئيس السوري بشار الاسد.

 

شخصيات شمالية نالت حصة الأسد في حديث خدام

الخميس, 05 يناير, 2006

 صفوح منجد - البلد 5/1/20052006

تابعت الأوساط الشمالية باهتمام شديد ورود مجموعة من أسماء القيادات الطرابلسية والشمالية وشخصيات سياسية من الأحياء والراحلين، في الحديث التلفزيوني الذي أدلى به النائب السابق للرئيس السوري عبد الحليم خدام، وباعتقاد هذه الأوساط ان تداعيات عدة وعلى مستويات مختلفة من المؤكد والمحتمل ان تبدأ بالظهور خلال الأيام القليلة المقبلة نظراً للمواضيع التي ارتبطت مع ذكر هذه الأسماء، سلباً أو إيجاباً، سيما وانها ترددت أكثر من مرة على لسان السيد خدام، خلال الحديث التلفزيوني، وهي، أي هذه الأسماء، فاقت في عددها وموضوعاتها ما ورد من أسماء شخصيات لبنانية في مختلف المناطق، وكان لها دورها وثقلها السياسيان خلال الفترة التي تولى فيها السيد خدام الملف اللبناني.

ولفتت الأوساط المتابعة في حديث السيد خدام تأكيده على صفة الاعتدال التي كان يتمتع بها كل من الرئيسين الشهيدين رينيه معوض ورشيد كرامي اللذين قضيا اغتيالاً في الفترة التي كان خدام يتولى خلالها الملف اللبناني، من دون أي إشارة الى المعلومات التي يملكها حيال هاتين الجريمتين، حيث توقف عند اجتماعه مع الرئيس معوض في مقر القوات السورية في الشمال قبل أيام قليلة من اغتياله وإبلاغه ضرورة الإسراع في تشكيل حكومة جديدة، إضافة الى معلومات تلقاها من أمين عام الحزب الشيوعي السابق الشهيد جورج حاوي تتعلق بالتخطيط لاغتياله على يد أحد العسكريين اللبنانيين في منطقة عكار، من دون ان يعطي أي معلومات حول عملية التفجير التي ذهب ضحيتها الرئيس معوض في العاصمة بيروت عقب الاحتفال بعيد الاستقلال في العام 1989.

وفي حين أورد خدام ان كلاً من الرئيس نجيب ميقاتي والوزير السابق سليمان فرنجية كانا من جملة الشخصيات اللبنانية التي تعرضت للإهانة من قبل العميد رستم غزالي، فقد أشار الى ان فرنيجة كان من ضمن القيادات اللبنانية التي حرّضت ضد سياسة الرئيس الشهيد رفيق الحريري، كما هو الحال بالنسبة للرئيس عمر كرامي الذي كان يرأس الحكومة اللبنانية عند وقوع جريمة اغتيال الحريري.

وتوقف خدام عند المساعي التي بذلها لتشكيل حكومة الرئيس كرامي الأولى في عهد الرئيس الياس الهراوي، الثانية بعد اتفاق الطائف، والتي حملت شعار حكومة الاتحاد الوطني بانضمام قائد القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع الى الحكومة ومن ثم تراجعه وانتدابه ممثلاً عنه في الحكومة روجيه ديب، ولم يعط خدام أي تفاصيل حول جريمة تفجير كنيسة "سيدة النجاة" والتي اتهم بها الدكتور جعجع وسجن أحد عشر عاماً من دون ان يشير التحقيق الى أي علاقة له بهذه الجريمة، حيث أكد خدام عدم وجود معلومات لديه حول هذه القضية.

وتوقفت الأوساط الشمالية المتابعة عند مسألة عدم تطرق السيد خدام في حواره التلفزيوني لطبيعة العلاقات بين القيادة السورية والرئيس معوض بعيد انتخابه رئيساً للجمهورية خلال الجلسة الشهيرة التي عقدها المجلس النيابي في قاعدة القليعات الجوية في عكار عقب الانتهاء من أعمال مؤتمر الطائف وإقرار وثيقة الوفاق الوطني، حيث تقاطعت المعلومات في حينه عن تردي هذه العلاقات بين الجانبين وبلغت الذروة خلال الاجتماع الثاني بين الرئيس معوض والسيد خدام في منزل الأول ببلدة إهدن الشمالية، وهو الاجتماع الذي غادره خدام، كما تشير المصادر، وهو في حالة عدم ارتياح.

وفي ما يشبه هذه المسألة تجاهل خدام أيضاً طبيعة العلاقات بين القيادة السورية والرئيس عمر كرامي الذي قدم استقالة حكومته الأولى تحت وقع التظاهرات التي نظمها الحكم آنذاك بدعم مباشر من القوى المدعومة من دمشق، حيث نقلت أوساط مقربة من نائب الرئيس السوري في حينه عبد الحليم خدام "ان عائلة كرامي ستشهد تباعاً أفولاً سياسياً في طرابلس"، الأمر الذي تمت ترجمته في انتخابات العام 1996، حيث فاز كرامي (عمر) بصعوبة في تلك الانتخابات النيابية، وخسارة كل أعضاء قائمته الانتخابية في حين سجل فوز ابن عمه أحمد كرامي في تلك الدورة الانتخابية.

وتعبيراً عن استيائه لهذا الوضع قام الرئيس كرامي في حينه بزيارة عاجلة الى دمشق واجتمع الى خدام متهماً القوى المحسوبة على سورية في طرابلس والشمال بالعمل على إسقاطه في الانتخابات، وتروي المصادر ان خدام في حينه تناول ورقة كانت الى جانبه فيها نتائج الانتخابات على صعيد الأقلام والصناديق في مختلف مناطق طرابلس والشمال، ولم تكن قد صدرت رسمياً في لبنان، وواجه كرامي بقوله "ماذا نفعل يا دولة الرئيس وها هي الأرقام تشير الى انك لم تحظ بأكثرية الأصوات في صندوقة النوري حيث تقترع".

وكما هو معروف فالرئيس كرامي خرج يومذاك من اجتماعه مع خدام ليتخذ قراره الشهير بالعزوف عن حضور جلسات المجلس النيابي طوال دورته بين عامي (1996 ـــ 2000) وكان يردد في مجالسه العامة والخاصة كلاماً عن تردي علاقاته مع القيادة السورية التي كان يدأب على انتقادها في أحيان عديدة.

واهتمت الأوساط المتابعة بالمعلومات التي أوردها السيد خدام حول التقارير التي كانت ترفعها بعض الجهات الأمنية اللبنانية للإساءة الى الوزير جان عبيد وتحريض القيادة السورية عليه كمثال للتلفيقات ضد شخصيات وقيادات لبنانية عديدة لا تربطها علاقات طبيعية مع بعبدا، وعلى خلفية مواقف هذه الشخصيات من مسألة التمديد للرئيس اميل لحود، واستبعادها لاحقاً من إمكانية الوصول الى كرسي الرئاسة الأولى.

 

 عون: أخاف أن نتهم سورية بالاغتيالات بينما يقف الفاعل الحقيقي متفرجاً

الخميس, 05 يناير, 2006 - البلد 5/1/20052006

شنّ رئيس كتلة الاصلاح والتغيير النائب العماد ميشال عون هجوماً على الأكثرية النيابية وإعلامها، واتهم قوى الرابع عشر من آذار بتحوير مواقفه وآرائه ووصفها بـ"قوى الثالث عشر من تشرين". وحذر من أن يكون البعض يسلك طريقاً خاطئاً في البحث عن الفاعل في جرائم الاغتيال السياسي، "فبعد 15 جريمة لم نعرف أي شيء وأخاف أن نكون نتهم سورية ويمكن أن يكون الفاعل الحقيقي طرفاً غير سوري وهو يقف ويتفرج مبسوطاً". وكرّر دعوته الى حوار وطني الى طاولة مستديرة تجمع تيار المستقبل وحلفاءه والمعارضة وحلفاءها بالإضافة الى الثنائي الشيعي، وانتقد تعامل الحكومة مع الملف الأمني وطالبها بالاستقالة إذا عجزت عن معالجة أزمتها وتشكيل حكومة جديدة. واعتبر في مقابلة على شاشة تلفزيون "أن بي أن" أمس، أن حديث نائب الرئيس السوري المنشق عبد الحليم خدام الى تلفزيون العربية أعاد إحياء لجنة التحقيق الدولية ووصفه بـ"نقطة إيجابية لا تلغي سجلاً من المآسي" معتبراً أن خدام كان مسؤولاً عن "إبداع اجرامي من الحذف الجسدي والسياسي حين كان الملف المخابراتي في يده". ووصف الصدام السياسي بين النائب وليد جنبلاط والنظام السوري بـ "جرائم الغرام" معتبراً أن الهجوم المستمرّ على الرئيس اميل لحود "هو لعبة لإلهاء الرأي العام في ظل غرق البلاد في أزمة الحكم". وقال انه قد يقوم بجولة أوروبية في مطلع الشهر المقبل وانه تشاور هاتفياً مع رئيس كتلة المستقبل النيابية النائب سعد الحريري في إمكانية لقائه.

 

يوسف كنج يطالب بمحاكمة السوريين

الخميس, 05 يناير, 2006 – البلد 5/1/2005

طالب المرجع الديني الشيعي يوسف كنج بمحاكمة جميع السوريين الذين أخطأوا في لبنان في العقود الثلاثة ومنهم عبد الحليم خدام كما طالب بوجوب ترسيم الحدود وإنشاء سفارة في لبنان وسفارة في سورية لكل من البلدين. وسأل قوى الرابع عشر من آذار: هل نسي اللبنانيون الأخطاء التي وقعت بحق الطائفة الشيعية ولا سيما مجزرة فتح الله بينما كان الجميع مع سورية.

 

الشيعي الأعلى": قرارات الحكومة في غياب 5 وزراء تناقض العيش المشترك

الخميس, 05 يناير, 2006

اعتبر المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى ان "قرارات الحكومة في غياب الوزراء الخمسة تناقض العيش المشترك. ورأى ان المقاومة من الثوابت وسلاحها ليس ميليشيوياً ولا ينطبق عليه القرار 1559".

وحذر في بيان أصدره عقب اجتماعه الدوري بهيئتيه الشرعية والتنفيذية برئاسة الشيخ عبد الأمير قبلان من محاولة تقسيم قرية الغجر. وأسف المجلس لـ"الخطاب السياسي المتشنج الذي يشيع حالاً من القلق والخوف ويبعد اللبنانيين عن بعضهم" مؤكداً "ان العيش المشترك هو اشتراك في القرار وتحمل المسؤولية وتطبيق الدستور نصاً وروحاً". وأذاع عضو الهيئة الشرعية المفتي الشيخ خليل شقير البيان الختامي وأكد فيه "أهمية العمل من أجل انهاء الأزمة الحكومية من خلال الحوار الجدي والمسؤول. وجدد الدعوة الى استعادة منطق التفاهم والتوافق في اتخاذ القرارات الأساسية والمصيرية انطلاقاً من مفهوم الشراكة الوطنية الكاملة في القرار بعيداً عن أي تفرد، وهي الشراكة التي لا ينهض لبنان إلا بالاحتكام اليها في ادارة شؤون الدولة. وينوه المجلس بالمبادرة الحوارية التي أطلقها رئيس مجلس النواب نبيه بري للحوار الوطني ويدعو اللبنانيين الى التجاوب معها، ورأى في انعقاد جلسات مجلس الوزراء في غياب وزراء طائفة بأكملها مخالفة صريحة لوثيقة الوفاق الوطني، وذكر بالنص الدستوري الذي يعتبر ان لا شرعية لأي سلطة تناقض صيغة العيش المشترك، وبالتالي فان قرارات الحكومة في غياب الوزراء الخمسة تفتقد الى شرعية تلك الصيغة. ورفض بشدة التطاول على تضحيات الشعب اللبناني المقاوم، الذي هزم العدو الاسرائيلي وأخرجه من معظم الأرض اللبنانية، ولا يزال هذا الشعب من خلال مقاومته البطلة يعمل على استكمال تحرير أرضه، وأسراه، ويواجه اي محاولة اسرائيلية للمس بأمنه وسيادته، ويؤكد المجلس ان المقاومة هي من الثوابت الوطنية التي يقاس من خلالها الولاء للوطن، وهو ولاء كتب بدم الشهداء، وان سلاحها ليس سلاحاً ميليشيوياً ولا ينطبق عليه القرار 1559". وحذّر البيان من السياسة الاسرائيلية التي تحاول تقسيم بلدة الغجر تتويجاً للاعتداءات والخروقات المستمرة للسيادة اللبنانية، ويدعو الدولة اللبنانية الى الإسراع في مواجهة هذا الاعتداء الاسرائيلي الجديد.

ودعا الى مقاربة العلاقات اللبنانية ـ السورية بعيداً من التوترات القائمة التي تعمق أزمة العلاقات الرسمية بما يضر بمصالح الشعبين والدولتين معاً، ويخدم المشاريع الأجنبية التي تعمل على الإيقاع بين الأشقاء. وأهاب المجلس بالقيادات السياسية اعتماد لغة العقل والمنطق في مقاربة القضايا الداخلية من دون استثارة العصبيات المذهبية او المناطقية، ودعا الى الارتقاء بالخطاب السياسي بعيداً عن لغة التشنج والتوتر المذهبي الذي يهدد الوحدة الوطنية.

 

إشاعات وبيانات تشحن الأجواء الصيداوية

تهديد ثالث للنابلسي والعثور على "أم 16" في سيارة

النقيب هنري منصور خلال الكشف على "الرانج روفر"

صيدا ــ مكتب "اللواء":ما زالت مدينة صيدا ومنطقتها تعيش الهاجس الأمني، فمن البيانات المدسوسة الى العثور على بندقية حربية، وتلقي رئيس "هيئة علماء جبل عامل" العلامة الشيخ عفيف النابلسي تهديداً بالقتل هو الثالث، وصولاً الى عدة اشاعات انتشرت في المدينة· كل ذلك جعل من الشائعات تهيمن على اجواء المدينة وسط تساؤلات عن المراد بذلك، وخصوصاً ان "عاصمة الجنوب" شهدت بعد استشهاد الرئيس رفيق الحريري تقارباً بين مختلف التيارات وشكلت نموذجاً في التماسك الوطني·

وكانت عناصر مفرزة السير في صيدا اوقفت سيارة "رانج روفر" جردوني اللون تحمل الرقم 196779 /و ولعدم تسديد صاحبه الميكانيك ونقلته الى "مرآب فاضل" في صيدا، لكن صباح امس (الاربعاء) سمع صاحب المرآب ابو علي فاضل صوتاً غريباً صادراً من "الرانج" فأبلغ القوى الأمنية التي حضرت منها قوة من فصيلة درك صيدا بإمرة النقيب هنري منصور وخبير عسكري قام بالكشف على "الرانج" الذي تبين خلوه من المتفجرات، إلا انه عثر بداخله على بندقية حربية من نوع "م-16" اميركية الصنع لم تستخدم من قبل ودون "مشط" وذخيرة، فصادرتها واتصلت بصاحب "الرانج" المسجل رسمياً باسم يوسف محمد ضاهر وتم استدعاؤه لمعرفة التفاصيل· الى ذلك، عُلم ان العلامة النابلسي تلقى تهديداً بالقتل عبر الانترنت بواسطة "E-mail" موقع من جماعة تطلق على نفسها اسم "احفاد أمير المؤمنين معاوية بن ابي سفيان" بعدما كان جاءه تهديدان سابقان باسم تنظيم "القاعدة - ولاية لبنان - عمر بن الخطاب

 

قصة الانقلاب الفاشل في سورية/ايلاف 6 كانون الثاني 

الخميس 5 يناير - نبيل شرف الدين من القاهرة : بينما عاد الرئيس المصري حسني مبارك إلى القاهرة اليوم الخميس من باريس، مختتماً جولة مكوكية عبر خلالها البحرين الأحمر والأبيض، ليحاصر أزمة توشك أن تعصف بالنظام الحاكم في دمشق، فقد كشفت مصادر دبلوماسية غربية عما أسمته "انقلاب قصر" فاشل جرى إحباطه مؤخراً في سورية، موضحة أن سبب عدم مشاركة الرئيس السوري في اجتماع القمة الطارئ، الذي استضافته مدينة جدة السعودية بين الرئيس المصري والعاهل السعودي، يرجع إلى نصيحة تلقاها بالبقاء في دمشق لمتابعة الأوضاع هناك، إثر تلك الأنباء التي أشارت إلى "انقلاب قصر"، قاده مقربون من الرئيس السوري، في صدارتهم السيدة بشرى شقيقة الرئيس بشار الأسد، وزوجة آصف شوكت رئيس الاستخبارات العسكرية، التي قادت احتجاجاً صاخباً داخل القصر ضد توجه نحو موافقة بشار الأسد على السماح بالتحقيق مع صهره، الذي أشار إليه تقرير ميليس باعتباره متهماً في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري .

اتصالات بخدام

وحسب معلومات توافرت لدى (إيلاف) فقد التقى بالفعل مسؤولان مصريان كبيران عبد الحليم خدام في باريس، إلا أنه لم يتسن التحقق مما إذا كان الرئيس مبارك ذاته قد استقبل خدام، لكن في كل الأحوال فإن الاتصالات المصرية مع نائب الرئيس السوري السابق أصبحت مسألة محسومة، واستهدفت في المقام الأول، وفقاً لدبلوماسي غربي، محاولة لإثنائه عن المضي قدماً في اتجاه توريط دمشق مع المجتمع الدولي، وأوضح ذات المصدر أن باريس لم تمانع في إجراء اتصالات بهذا الشأن، إذ تنفي أي صلة لها بما أثاره خدام من تصريحات، كما تنفي أيضاً علمها بأية خطوات أخرى ربما يقدم عليها الرجل الثاني سابقاً في النظام الحاكم بدمشق .

ونفى دبلوماسي فرنسي وجود اتصالات بين باريس وخدام، وقال إن بلاده ليست معنية بمغادرة خدام سورية التي تركها لأسباب داخلية، و"إنه ليس من مصلحة باريس أن يكون لها اتصال معه، لأن ذلك يضعف موقفها حيال دمشق، فضلاً عن أن خدام لم يكن يوماً صديقاً لباريس"، حسب تعبير الدبلوماسي الفرنسي . ويبدي مراقبون مخاوف من ألا يكون انشقاق خدام هو الأخير من نوعه، لهذا تلقت دمشق نصائح باتخاذ سلسلة إجراءات عاجلة لإعادة ترتيب البيت السوري من الداخل، وهي المهمة التي يبدو أن فريقاً يقوده الرئيس بشّار الأسد يضطلع بها الآن، وتشير معلومات (إيلاف) إلى أن هذه الإجراءات ربما تطال بعض المقربين من القصر الحاكم . أما عبد الحليم خدام الذي يعيش حالياً في منفاه الباريسي منذ اشهر عدة، كان أحد أبرز القريبين من الرئيس السوري الراحل حافظ الاسد، الذي حكم سورية طوال ثلاثين عاما، ولدى وفاته في العام 2000، قاد خدام مخطط تمهيد الطريق أمام نجله بشار ليتسلم مقاليد الحكم، لكن الحرس القديم اتهم لاحقا بعرقلة انفتاح النظام نحو مزيد من الديمقراطية والإصلاحات في البلاد .

مصر والسعودية/ كرة الثلج الشامية تكبر إذن، وعلاقات القاهرة وواشنطن لا تمر الآن بأفضل أحوالها، لهذا كانت بداية تحرك الرئيس المصري حسني مبارك لدى السعودية للعمل معاً في اتجاهين : الأول أن تتحرك الرياض لدى واشنطن لتخفيف الضغوط على دمشق، حيث دعا العاهل السعودي لضرورة إقناع واشنطن بإثناء اللجنة الدولية عن طلبها باستجواب بشار الأسد، والبحث عن أي صيغة أخرى من شأنها حفظ ماء وجه النظام السوري، حتى لا يضطر رأسه إلى المثول أمام لجنة التحقيق بأي طريقة كانت .

الأمر الثاني الذي تصدر أجندة الرئيس المصري والعاهل السعودي هو إقناع الرئيس السوري بأهمية الإقدام على خطوة قوية وحاسمة تكفل استمراره على رأس السلطة، وتعزز مكانته كحاكم قوي في البلاد، من خلال ضرب بعض "مراكز القوى"، التي وصفت بأنها أصبحت عبئاً على النظام أكثر مما تشكل دعماً له في هذه الظروف الدقيقة التي يمكن أن تعصف بالبلاد وربما تمتد تداعياتها إلى المنطقة برمتها . ويسود اتفاق بين المراقبين للشأن السوري مؤداه أن بشار الأسد لا يملك سلطات ولا خبرات ولا "كاريزما" والده، لذلك كان عليه من اللحظة الأولى تقاسم السلطة مع الآخرين، خاصة شقيقه ماهر قائد الحرس الجمهوري، وصهره آصف شوكت مدير الاستخبارات العسكرية، وزوجته بشرى (شقيقة بشار)، والتي يتردد بقوة أنها تلعب أدواراً هامة ومفصلية من وراء الستار"، على حد تعبير مراقبين تحدثت معهم (إيلاف) في هذا الملف . أما الأمر الأخير فيتمثل في إقناع النائب سعد الحريري بضرورة تهدئة التصعيد الذي يقوده الآن، حتى لا تخرج الأمور والضغوط من دائرة السيطرة الإقليمية .

 

الأزمة الحكومية تراوح في لبنان وكلام خدام يؤثر/6 كانون الثاني 

الخميس 5 يناير –ايلاف 6 كانون الثاني

 إيلي الحاج من بيروت : تراوح الأزمة الحكومية في لبنان مكانها . فالوزراء الشيعة الخمسة لا يعودون عن مقاطعتهم جلسات مجلس الوزراء ولا يستقيلون، وبعد انتظار لقاء تم مساء أمس بين رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس تيار "المستقبل سعد الحريري في الرياض ، ينعقد لقاء بين الحريري ورئيس الحكومة فؤاد السنيورة الذي يغادر إلى السعودية السبت لأداء فريضة الحج. وتعطي هذه الاتصالات السياسية فرصة اضافية لتفادي الوصول الى الطريق المسدود. أما الاسباب التي أملت "فسحة انتظار" وتأجيل القرارات والاجوبة النهائية فهي:

- "هدنة الأعياد" التي بدأت مع رأس السنة وتنتهي مع انتهاء عطلة عيد الأضحى.

- المداخلات والوساطات العربية التي شملت الفريق الشيعي في لبنان وتمنت عليه الاحتكام الى الحلول والمخارج السياسية والاستمرار في الحوار مع النائب الحريري.

- المبادرة الحوارية التي أطلقها الرئيس بري والتي لا تزال "حية ترزق"، ويتوقع لها ان تدخل حيّز التنفيذ على ارض الواقع السياسي بعد عودة بري من السعودية حيث يقوم بزيارة خاصة للحج تحولت الى زيارة عمل، وبات في حكم المؤكد ان يلتقي بري هناك الملك عبدالله بن عبد العزيز، وان يبادر فور عودته الى بيروت الى تحريك موضوع طاولة الحوار المستديرة في مجلس النواب: حوار لبناني لبناني تحت غطاء عربي (مصري سعودي تحديداً) .

- تقاذف كرة الحوار والمسؤولية من دون ان تستقر في ملعب اي من طرفي المواجهة، ذلك ان فريق التحالف الشيعي (حركة "أمل" و"حزب الله") اختار ان يضع الكرة في ملعب "الأكثرية والنائب الحريري خصوصا" بإعلان التزامه اتفاقاً تم التوصل اليه في الرياض لتصبح المشكلة مشكلة الحريري مع حلفائه الذين بادروا الى تفشيل الاتفاق ومع

الرئيس السنيورة الذي أسقط الاتفاق رافعا شعار "لا لاتفاق قاهرة جديد" وتحت ستار المشاورات مع الأفرقاء والشركاء في الحكومة... ولكن النائب سعد الحريري رد الكرة الى ملعب "حزب الله" من خلال اعترافه بالتوصل الى مشروع اتفاق مع موفده وموفد "أمل" إلى الرياض، ولكنه اعتبره اتفاقا غير نهائي في انتظار التشاور مع الحلفاء... وبدا واضحا ان الاتفاق لا يزال في دائرة الاهتزاز وان الحريري "تنصل منه" لسببين رئيسيين:

- المواقف الصادرة عن "حزب الله" والتي أحرجت رئيس تيار "المستقبل" وأظهرت وجود أزمة ثقة ، من خلال إيحاء الحزب أن قوى ١٤ آذار/ مارس تكمن ل "المقاومة الإسلامية" وتستقوي بالمجتمع الدولي والقرار الدولي 1559 ، وكذلك من خلال تلويح الحزب الشيعي بفرض إجراءانتخابات مبكرة بالتحالف مع العماد ميشال عون والحملة المنظمة على الحكومة ورئيسها.

- عدم موافقة الشركاء والحلفاء في قوى 14 آذار( مارس )على اتفاق الرياض، في حين حرص الحريري على التأكيد انه "لن يطعن حلفاءه في الظهر" وان علاقته مع رئيس اللقاء الديمقراطي وليد جنبلاط "ستمتد لمئة سنة". كما حرص على الغاء كل فارق وتمايز بينهما وعلى تبني موقف جنبلاط الذي يربط الموقف من "حزب الله" بموقف الحزب من النظام السوري والرئيس إميل لحود، كما يربط الموقف من سلاح المقاومة بتحرير مزارع شبعا واطلاق الاسرى اللبنانيين حصراً وليس أكثر.

- تصريحات النائب السابق لرئيس الجمهورية السورية عبد الحليم خدام المثيرة والدراماتيكية التي أعادت جدولة المواضيع والاهتمامات والمواقف، وتسببت بإعادة خلط اوراق اللعبة الداخلية ، إذ أن الغالبية البرلمانية والحكومية أصابها شعور بالانتعاش بعد تأكيد خدام تورط النظام السوري في اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري، وهذه القوى تتوقع ان يقدم "حزب الله" على مراجعة سياسته وحساباته ومن ضمنها موقفه من النظام السوري، الذي بات الدفاع عنه والتضامن معه، أصعب من قبل.

ولئلا يكون الفراغ تاماً في انتظار الحل الذي يحفظ ماء الوجه للقوة الشيعية، أصدر المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى بياناً أمس اعتبر فيه أن قرارات مجلس الوزراء غير شرعية في غياب الوزراء الشيعة مستنداً إلى نص دستوري يعتبر ان "لا شرعية لأي سلطة تناقض صيغة العيش المشترك". وهو موقف لم يتوقف أي فريق عنده لاعتباره من مستلزمات رفع سقف الخلاف من دون رغبة حقيقية في خوضه.

 

المطلوب محاكمة حزب البعث قبل خدام 

ايلاف- الخميس 5 يناير -  ماجد رشيد العويد

ما يُستغرَب من حديث النائب السابق لرئيس الجمهورية عبد الحليم خدام لفضائية العربية نزوعه نحو لغة الشرف والفروسية وهو الفاسد ابن النظام الفاسد على مدى يزيد على أربعين عاماً نأت خلالها سورية عن أن تكون دولة حق، وناءت بما حمّلها خدامُ وزملاؤه من أعباء الفقر والتجهيل وسياسات البطش الشمولية. وفي هذا الحديث ذهب خدام إلى اتهام زملائه بالإثراء الفاحش من دون أن يشير إليهم بالاسم، وإن أشار إلى الدائرة القريبة من النظام، ونسي أنه أحد الذين أثروا ثراء فاحشاً في ظل الحكم البعثي .

ورفضي، كما هو حال الكثيرين، لحديث خدام لا يأتي في إطار الدفاع عن نظام أصابته الشيخوخة، وإنما في إطار وضع الحقائق مكانها. على أن ما هو مهم في هذا الحديث هو دلالته، فهذا ركن من أركان نظام أرعب سورية في فترة ماضية، وهو نفسه الذي قضى على ربيع دمشق، وهو الذي رافق الرئيس الراحل حافظ الأسد في مراحل حياته السياسية كلها، وخروجه اليوم على هذا النظام لا يبشر بالخير له، للنظام، بل يدق ربما المسمار الأخير في نعشه. ويذكرنا أيضاً هذا الخروج أو الانقلاب بخروج وانقلاب صهري الرئيس العراقي السابق وغيرهما عليه.

وليس من جديد في ما ذهب إليه النائب السابق، فالشارع السوري ومن خلال أزمته الاقتصادية يعلم جيداً أن الذين أفقروه هم خدام ونظامه، غير أن الجديد، هو في فضح البعثيين بعضهم بعضاً، وعلى رؤوس الأشهاد، والجديد أيضاً أن هؤلاء هم البعثيون الذين سرقوا الوطن وهم اليوم الذين يقومون على بيعه. المضحك هو ما ظهر في مجلس الشعب السوري، فأين كان أعضاؤه من فساد خدام قبل انشقاقه على نظامه، لماذا لم يذهب هؤلاء "الشرفاء" إلى طلب محاكمته يوم دفن النفايات النووية طالما أنهم يمثلون الشعب، ولماذا لم يتنادوا إلى محاكمته يوم سرق ما كشفوا عنه، مليار ومئة مليون دولار، ولماذا لا يذهب هذا المجلس "العتيد" إلى محاكمة مَن هم على رأس عملهم ينهبون ويسرقون، أم تراه حقاً مجلس دمى بحسب وصف البعض له؟ لماذا يعيب البعثيون عبر مجلسهم الهالك على خدام فساده اليوم ولم يعيبوا عليه هذا قبل اليوم، ولماذا لم يحاكموه، وهو بين ظهرانيهم؟ إن من يجب أن يُقدّم إلى المحاكمة ليس خدام فحسب وإنما حزب البعث بكامله، مع مؤسساته الخربة.. بهذا فقط يستقيم الحديث. ولا يستحق خدام أن يُمنح من المعارضين كتاب البراءة بقدر ما يستحق أن يُشنق مع أمثاله في ساحة المرجة الدمشقية عبرة للفاسدين في كل مكان وزمان سوريين.

ماجد رشيد العويد

 

قنبلة خدام وشظاياها 

الخميس 5 يناير - ايلاف

القنبلة المدوية شديدة الإنفجار التى فجرها السيد عبد الحليم خدام نائب الرئيس السورى السابق بحديثه الخاص الذى أدلى به لقناة العربية التليفزيونية الفضائية لم تصب فقط النظام السورى برئيسه ورموزه، بل أصابت أيضا المواطن العربى فى كل مكان بصدمة شديدة وجديدة من مشاعر الإحباط والإنتكاسات، وكأن هذا المواطن فى حاجة إلى مزيد من الصدمات فى مسلسل الرعب والإحباط والتخبط وحلقاته المتتابعة من سقوط بغداد، وليلة القبض على فاطمة.. آسف أقصد ليلة القبض على صدام، وإنبطاح العقيد الليبى القذافى وتغيير بوصلة مواقفه السياسية 180 درجة، وتسميم عرفات وغيابه المفاجىء من على المسرح الفلسطينى، وإغتيال رفيق الحريرى فى وضح النهار! ومسلسل الصدمات هذا جرى ويجرى بالتوازى مع مسلسل آخر هو مسلسل العنف الدموى الرهيب فى العراق وفلسطين.!! الطامة الكبرى فى أحداث ومشاهد المسلسلين أن المواطن العربى لم يكن أبدا فاعلا مرفوع الرأس والكرامة والنخوة، بل هو " مفعول به "...، دائما منصوب، ومنصوب عليه!!!  لقد تناثرت شظايا القنبلة " الخدامية " فى عدة عواصم فعالة ومؤثرة.. فى القاهرة والرياض، وبيروت وتل أبيب، وباريس وواشنطون. هذا الحديث القنبلة الذى أذاعته قناة " العربية " فى الثلاثين من ديسمبر الماضى لا يقدم أجوبة بقدر ما يثير الكثير من الاسئلة وعلامات الاستفهام والتعجب، ولذا فإنه يتطلب قراءة جديدة ومتأنية.. قراءة تغوص تحت سطح الأحداث المتلاحقة والمعقدة.

التحليل التالى هو محاولة جادة وموضوعية لوضع النقاط على الحروف، وبعيدا عن نظرية المؤامرة والتفسير التآمرى للأحداث،.. قراءة تربط احداث قد تبدو فى ظاهرها متباعدة ومنفصلة بينما هى فى صميم الموضوع... محاولة لاستكشاف الأسباب والدوافع والأهداف الحقيقية الكامنة وراء إقدام عبد الحليم خدام على تفجير قنبلته " العنقودية " شديدة الإنفجار فى هذا التوقيت الحرج بالذات!.... قراءة تسلط الضوء ليس على ما قاله خدام وإنما على ما لم يقله فى حديثه للعربية من العاصمة الفرنسية.

اعادة القراءة المتأنية لهذا الحديث تصبح بالتالى امرا لا مفر منه، وحتى لا نقع - كعادتنا - فى العالم العربى والصحافة العربية فريسة لعملية تمويه وخداع مخابراتى Disinformation نكون نحن اخر من يعلم حقيقتها وأول ضحاياها.!!ولكى نفهم ما حدث ولماذا؟ يجب فى البداية التوقف عند حقائق وملاحظات ست أراها جديرة بالتأمل والتحليل:

أولا: لقد أدلى السيد عبد الحليم خدام بحديثه لتليفزيون العربية وهو مقيم فى العاصمة الفرنسية باريس، ويتمتع بحماية السلطات الفرنسية وأجهزتها الأمنية والمخابراتية،... أدلى به فى باريس درة أوروبا وعاصمة النور، وليس فى أية عاصمة من العواصم العربية، ولم يكن ذلك من قبيل الصدف، وإن كان من المفارقات وسخرية الأقدار!!.. إنها مفارقة لها مغزاها ودلالتها تكشف طبيعة الأوضاع والأمور فى النظام العربى المهترىء ككل، ولا يستعصى إدراكها على القارىء العربى اللماح.

ثانيا: لقد إختار السيد عبد الحليم خدام قناة " العربية " التليفزيونية التى تبث إرسالها من دبى، ولم يختر مثلا قناة "الجزيرة" القطرية الواسعة الإنتشار أو قناة المستقبل اللبنانية والمملوكة لعائلة الحريرى، ولا نعتقد أيضا أن هذا الإختيار كان وليد الصدفة.

ثالثا: إن القصر الذى يقيم فيه السيد عبد الحليم خدام فى باريس هو أحد القصور المملوكة لعائلة الحريرى اللبنانية ولعل أهم وأخطر ما كشفه نائب الرئيس السورى السابق فى حديثه يتعلق بتورط النظام السورى فى جريمة إغتيال رفيق الحريرى رئيس وزراء لبنان السابق، وهنا يبرز سؤال منطقى يطرح نفسه بقوة: هل عبد الحليم خدام يقيم فى هذا القصر كـ " ضيف شرف " كما كان يفعل فى حياة الملياردير اللبنانى ـ السعودى الراحل أم أن القصر هو " مقدم أتعاب " فى صفقة كبيرة غامضة لم نشهد منها غير الفصل الأول فقط؟!!!

رابعا: إن أى مراقب أو محلل سياسى أو خبير إعلامى يدرك تماما أن قرار بث حديث خطير كهذا فى قناة تليفزيونية عربية، حتى ولو كان سبقا صحفيا وإعلاميا عالميا، وهو بالفعل كذلك بكل المقاييس هو قرار يتعدى إختصاصات ومسئوليات المحطة، بل ويتعدى حتى سلطات من يملكها، إذ أنه لابد من الحصول مسبقا على ضوء أخضر من جهات سيادية عليا وأجهزة أمنية نافذة هى التى تقرر ما الذى يذاع ويعرض، وما الذى يحذف ويقطع، وبطبيعة الحال فإن المشاهد العربى لا علم له بمقدار ما تم حذفه أو كم ما اقتطعه مقص الرقيب.؟!!

خامسا: لقد أذاعت العربية حديث عبد الحليم خدام فى 30 ديسمبر الماضى، والمعروف أنه كان قد إستقال ( أو أقيل ) من منصبة كنائب للرئيس السورى فى 6 يونية 2005، ثم غادر دمشق إلى باريس للإقامة هناك فترة ليعكف على كتابة مذكراته، وقيل أن مغادرته قد تمت بمباركة الرئيس السورى بشار الأسد، وهذا يعنى، وبعد الحديث القنبلة، أن خدام كان يعتزم أمرا ما وربما قبل استقالته بفترة زمنية لا يستطيع تحديدها إلا هو نفسه، وأن ستة أشهر على الإقل قد مرت بين الإستقالة وتاريخ إذاعة الحديث – الفيلم التليفزيونى الغير مكتمل الأجزاء بعد، وخلال تلك الستة أشهر جرت أشياء كثيرة لم يتعرض لها السيد عبد الحليم خدام فى حديثه التليفزيونى للعربية، لعل أهمها أنه لابد وأن يكون قد أبرم صفقة لم تعرف تفاصيلها الكاملة بعد بينه وبين الحكومة الفرنسية يحظى بمقتضاها السيد خدام بحق اللجوء السياسى إلى فرنسا وليس بالضرورة أن يعلن خبر كهذا فى حينه، لكى يتمتع بالحماية الضرورية لتأمين حياته وحياة أفراد عائلته، والتى تم تأمين خروجها مع أموالهم وممتللكاتهم من الأراضى السورية، ومثل هذه الحماية التى ستوفرها الحكومة الفرنسية لشخصية سياسية كبيرة بحجم عبد الحليم خدام لن توفرها له باريس من أجل " كرمال عيونه " بلغة ولهجة إخوانا الشوام، وإنما لابد من مقابل وثمن ورسوم باهظة التكاليف، يتعين على السيد عبد الحليم خدام أن يدفعها بالكامل دفعة واحدة، ولا يدفعها من جيبه أو من حسابات سرية له فى بنوك سويسرية أو فرنسية أو أمريكية، وإنما يدفعها من " ذاكرته " وخزانة أسراره العميقة، وهى ذاكرة طويلة وبعيدة نظرا للمناصب الرفيعة العديدة التى شغلها بالقرب من قمة النظام الحاكم فى سورية لمدة تقترب من 35 عاما، ولذا فإن التحليل السياسى الدقيق لابد أن يفترض ضرورة تعرض السيد عبد الحليم خدام لما يعرف فى عالم المخابرات الخفى بعملية Debriefing أو استجواب مرهق يستمر عدة أيام أو أسابيع تقوم به أحهزة مخابرات محترفة، ويتعين على كل من يخضع له أن يجيب على جميع الأسئلة فلا مجال لأسئلة إختيارية، كلها إجبارية فأين المفر؟!! فما بالك إذا كان " الصيد الثمين " قد دخل القفص بمحض إختياره وكامل إرادته.!!

وكان أول من أدرك هذه الحقيقة هو النظام السورى نفسه وأجهزة مخابراته النافذة، والتى لاشك جن جنونها مع النظام، ولذا جاء رد الفعل سريعا وفوريا، فى بلد غالبا ما يسير كل شىء فيه ببطء شديد، فاجتمع مجلس الشعب السورى فى صباح أول يناير ـ أول يوم فى العام الجديد، فى جلسة طارئة مع قيادات حزب البعث الحاكم ليصدر قرارا يتهم فيه نائب الرئيس السورى السابق بالخيانة العظمى والعمالة، وليرد لخدام " تهنئته وهديته " بمناسبة العام الجديد بأحسن أو أسوأ منها.

إن عملية " الإستجواب المخابراتى " مع شخصية عربية كبيرة بحجم خدام تمثل وحدها كارثة بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معان!!

إنها حقا كارثة ومأساة تذهب بالعقول وتدمى القلوب أن يعرف " الأجنبى " قبل المواطن السورى والمواطن العربى أخص خصائص الشأن السورى والشأن العربى، بينما تظل عقول الناس فى عالمنا العربى حبيسة قماقم من الظلام لا ينفذ إليها النور إلا بفضيحة مدوية.!!

سادسا: إن هذه ليست المرة الأولى التى تتعرض فيها سورية والنظام السورى الى فضيحة وكارثة تتعلق بمنصب " نائب الرئيس السورى" فقد حلت بالنظام السورى منذ حوالى 40 عاما فضيحة مدوية، عندما اكتشف النظام، وبالصدفة البحتة أن نائب الرئيس السورى كمال أمين ثابت هو بعينه " إيلى كوهين " أخطر جاسوس فى اسرائيل زرعه جهاز المخابرات الإسرائيلى " الموساد " فى سورية فى عام 1962حتى وصل إلى منصب نائب الرئيس السورى أمين الحافظ،.!!!

 وإيلى كوهين هو فى الأصل مصرى ـ يهودى، ولد فى مدينة الإسكندرية فى عام 1924 بإسم " إلياهو شاؤل كوهين "، ثم هاجر إلى إسرائيل فى عام 1957 بعد عام واحد من العدوان الثلاثى على مصر، وهناك جنده الموساد الإسرائيلى لمواهبه الخاصة التى كان يتمتع بها، ودربه تدريبا جيدا، وعندما أوشكوا على إرساله الى سورية قامت الوحدة الثنائية بين مصر وسوريا، فتراجع الموساد عن إرساله الى دمشق مخافة أن يكتشف المصريون أمره وهويته الحقيقية، فعينوه فى قسم الإستماع بالموساد لمتابعة كل ما يذيعه راديو دمشق وحتى يتعود أكثر على اللهجة السورية وانتظروا حتى حدث الإنفصال بين سوريا ومصر فى عام 1961 ووضعوا خطة كبيرة لتقديمه أولا كمهاجر سورى ثرى لأوساط الجالية السورية الكبيرة فى الأرجنتين قبل زرعه فى سورية كجاسوس حتى وصل الى منصب نائب الرئيس، وعندما اكتشف أمره قبض عليه وقدم للمحاكمة وأعدم شنقا فى ميدان عام فى يوم 18 مايو عام 1965 بعد أن رفضت سورية كل الضغوط والنداءات الدولية التى حشدتها إسرائيل بهدف الإفراج عنه أو تخفيف حكم الإعدام...، ولعل أخطر الأسرار التى سربها إيلى كوهين إلى إسرائيل هو قيامه بتهريب خرائط التحصينات العسكرية لمرتفعات الجولان السورية، والتى مكنت اسرائيل بسهولة من احتلالها فى حرب يونية عام 1967، وهى نفس المرتفعات التى لازالت سورية تحاول استردادها حتى اليوم.!! ولازالت نادية أرملة ابلى كوهين، والحكومات الإسرائيلية المتعاقبة تحاول استرداد رفات الجاسوس الإسرائيلى دون جدوى.

تلك كانت فضيحة الأمس منذ 40 عاما، وبطلها نائب رئيس سورى جاسوس وعميل يهودى من أصل مصرى، وأما بطل فضيحة اليوم فهو أيضا نائب رئيس سورى لمدة 21 عاما، لكنه سورى ولد فى مدينة بانياس فى شمال غرب سورية فى عام 1932، وهو مسلم سنى، ولا ينتمى للطائفة العلوية التى تحكم سورية منذ عام 1970.

فلماذا فعل عبد الحليم خدام مافعل؟!

ما هى دوافعه وأسبابه؟

هل هى تصفية حسابات قديمة بينه وبين النظام الحالى فى سورية؟

أم أنه أراد أن يتغدى بالنظام السورى الحاكم قبل أن يتعشى به النظام؟!

هل هو طموح الرجل الذى مل لعب دور " الرجل الثانى "، ويريد أن يصبح " الرجل الأول " ضمن مخطط كبير تشترك فيه قوى دولية كبيرة ونافذة؟

الإجابة على هذه الأسئلة وغيرها هى موضوع الحلقة القادمة بإذن الله.

مسعد حجازى -كاتب وصحفى مصرى ـ كندى-Mossad_Hegazy@hotmail.com

 

سوريا مخطئة.. لكنها ليست اسرائيل! 

الخميس 5 يناير -  هاني نقشبندي - ايلاف

قرأت كثيرا ما كتب عن سوريا وانشقاق خدام.نعم النظام السوري مخطئ. وخدام مخطئ. نعم.. موقف مجلس الشعب السوري مهزلة.وموقف المسؤولين السوريين مهزلة اخرى..لكن ذلك يجب ان لا يدفعنا الى الهجوم على سوريا كما لو اننا نهاجم اسرائيل. لا يجب ان يتحول موقفنا من النظام، الى موقفنا من الانسان.

سوريا لا تحتاج اليوم من يقطع اوصالها. سوريا تحتاج من يكون صادقا معها في الرأي، ولو كان قاسيا.

لكن ما اقرأه اليوم هو خلاف كل ذلك. فبين شامت بها، ومتشف بسياستها، تقع معظم مقالات كتابنا. وهذا خطأ اعظم من اخطاء السياسة السورية نفسها. كل العام اليوم يقف ضد سوريا. من امريكا الى فرنسا. واذ ليس من حقنا ان ندعم المخطئ ان اخطأ، فليس من حقنا ايضا ان نقف ضده قبل ان نعطيه فرصة تصحيح الخطأ. والمخطئون كثر في العالم العربي. انا لست ادافع عن نظام بطش كثيرا.. لكني ادافع عن شعب.

عندما تحادثت مع مجموعة اصدقاء عن اهمية ان يتعاون النظام السوري مع العالم حتى يمكن للعرب ان يساعدوه ويقفوا معه، وجدت ان النظرة التي يحملها الكثيرون هي ان سوريا حالة ميئوس منها.

بعضهم قال انه لا يمكن لسوريا ان تتطور الا بعد ان يذهب البعث. بعضهم الآخر قال انه لا يمكن لسوريا ان تتحسن الا بسقوط الرؤوس الكبيرة ولو بقي البعث. في رأيي ان تحديد سيناريو واحد او اثنين فقط لا يخدم القضية. فليست المسألة هي في البعث، او في الرؤوس الكبيرة. المسألة ابعد من ان تتعدى حدود اسمين او ثلاثة او عشرة اسماء. المسألة تتعقل بثقافة امة كاملة. لو ازيح البعث السوري او ذهب اسم او اثنين او الاسماء العشرة كلها، فلن يتغير حال المجتمع بالضرورة، ان لم يتغير التفكير السوري نفسه. تفكير الانسان السوري نفسه. تفكير الشارع السوري نفسه. هو حال مشابه تماما، مطابق تماما، للشارع العربي بأسره.

لا يمكن ان تغير نظاما دون ان تتغير عقلية الشارع الذي يحكمه النظام. اطاحت اميركا بالنظام العراقي. لكن البطش ما انتهى، ولا الديكتاتورية انتهت، ولا الظلم انتهى. فهل نريد عراقا جديدا في سوريا؟ اذا ليس هو بقاء شخص او ذهابه ما سيغير المجتمع للافضل. ما يضمن الأفضل هو تطور ثقافة المجتمع ككل. هذا التطور هو ما ينبغي ان ينصرف اليه الجهد. نتساوى في ذلك كلنا: سوريون وعراقيون ومصريون وخليجيون ومغاربيون.. نحن نريد اصلاح سوريا، لا قطع رأسها. والاصلاح، كما تؤكد قياداتنا العربية، كل يوم، يجب ان ينبع من الداخل، لا من الخارج. المثقفون الذين يقولون، ايضا، ان التغيير يجب ان ينبع من الداخل، هم انفسهم الذين يقولون ان سوريا حالة ميؤوس منها، ويصفقون لاميركا وفرنسا لمزيد من الضغط عليها. القيادة يمكن ان تسقط في اي وقت، او تبقى، لكن ذلك لن يضمن ان تصبح سوريا في وضع افضل او اسوء، ما يضمن الوضع الافضل هو تتطور الشارع السوري نفسه، تطور الخطاب الموجه له، لا كلمات التحريض والاثارة والعنف.. فلسنا نريد عراقا آخر.

 

هسام آخر في بيروت 

الخميس 5 يناير - السفير اللبنانية

هسام آخر في بيروت: إبراهيم ميشال جرجورة قدم نفسه شاهداً ثم ادعى <<فبركة أقواله>>!

ميليس يواكب التحقيق ومساعدوه يستمعون إلى خدام 

 مع قرب عودة فريق لجنة التحقيق الدولية في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري كاملا الى لبنان، كشفت مصادر رسمية واسعة الاطلاع ان رئيس اللجنة الدولية المستقيل ديتليف ميليس عقد اجتماعات مع مسؤولين رفيعي المستوى في بيروت بعيدا عن الاضواء خلال زيارته الاخيرة الى بيروت، اضافة الى اجتماعات خاصة مع العاملين في اللجنة ممن ظلوا في بيروت، بعدما عقد اجتماعات اخرى مع الفريق الموجود في الخارج خلال عطلة الاعياد. وقالت المصادر ان ميليس اشار الى انه هو من رشح المدعي العام البلجيكي سيرج براميرتز لخلافته وانه عقد معه اجتماعات مكثفة لاجل اقناعه بتولي المهمة، وانه يعرفه من ملفات سابقة، حتى انه تعاون معه في ملف ملهى برلين وان آخرين من فريق اللجنة بينهم نائب ميليس غيرهارد ليمان يعرفه ايضا، وان احدى ميزات رئيس اللجنة الجديد اتقانه للغة الالمانية ما يساعد على عدم احداث تغييرات كبيرة في الفريق القيادي للجنة التحقيق. وحسب هذه المصادر فان ميليس اعرب خلال الاجتماعات التي عقدها مؤخرا عن اعتقاده بضرورة الاسراع في طلب تشكيل محكمة دولية، وانه لا يمانع في تولي منصب المدعي العام فيها اذا كان الامر يفيد، خصوصا وانه اتفق مع انان وناقش مع خلفه طريقة استمرار حضوره في عمل اللجنة والمساعدة حيث يجب، وانه ترك عنوانه في برلين وارقام هواتفه مع مسؤولين لبنانيين رفيعي المستوى بغية الاستجابة لاي طلب يعتقدون انه يفيد به من الخارج. وان وجوده في اوروبا يسهل عليه الحركة والتواصل بعيدا عن الاجراءات الامنية المشددة التي لازمته في بيروت.

وفهم ان ميليس ناقش ترتيبات خاصة لعمل اللجنة بينها انجاز ما لم ينجزه هو سابقا وخصوصا النظام الداخلي لعمل اللجنة ولائحة الاجراءات الواجب اتباعها وفق ما نص عليه القرار 1595. وان النقاش تطرق ايضا الى لوائح العاملين في اللجنة من الذين سوف تجدد عقودهم او الذين سوف يتم انهاء خدماتهم. وان ميليس مرتاح الى العملية الجارية الان وهو يعتقد انه لن يحصل تغيير جوهري على شكل اللجنة وفريق العمل الاساسي فيها.

إفادة خدام / من جهة ثانية، ذكرت مصادر دبلوماسية مطلعة ل<<السفير>> ان لجنة التحقيق الدولية اوفدت مسؤولا رفيعا فيها الى العاصمة الفرنسية وعقد اجتماعا مع نائب الرئيس السوري عبد الحليم خدام وانه جرى الاتفاق على عقد اجتماعات اخرى معه خلال الاسبوع المقبل للاستماع الى افادته كاملة والتدقيق معه في بعض ما اورده في مقابلته التلفزيونية الاخيرة مع قناة <<العربية>>. ولم تنف المصادر ما اشير اليه سابقا من ان خدام كان قد قدم افادة مفصلة امام لجنة التحقيق ولكنه اشترط عدم الاعلان عن هويته بانتظار حصول ترتيبات تخص نقل افراد عائلته الى خارج سوريا.

هسام جديد/ لكن الخبر الجديد والمفاجئ هو المتعلق بشاهد سوري جديد يبدو ان له قصة مشابهة لقصة الشاهد هسام هسام. وهو يدعى إبراهيم ميشال جرجورة، والدته ايفلين، من مواليد سوريا العام 1974 ويحمل الجنسية السورية، وله أقارب في لبنان كانوا قد حصلوا على الجنسية اللبنانية قبل سنوات عدة، وقد وصل الى لبنان قبل سنوات عدة ويقيم في منطقة ذوق مصبح ويعمل كميكانيكي، وكانت له صلة سابقة بالمخابرات السورية. جرجورة لجأ قبل مدة الى جهات لبنانية طالبا العون لتسهيل انتقاله الى سوريا، لان لديه ما يخيفه من البقاء في لبنان، وقبل ايام قليلة، زار جرجورة مكاتب الزميلة <<الديار>> طالبا الاجتماع مع رئيس تحريرها الزميل شارل أيوب، الذي لم يكن موجودا في المكتب وتحادث معه على الهاتف ثم اجتمع مع احد المسؤولين في الجريدة وقدم له معلومات بحوزته حول أمور كثيرة، لكن أيوب أجرى اتصالات بالجهات الأمنية والقضائية طالبا الحضور لتسلمه. وتولت مجموعة من مديرية المخابرات في الجيش اللبناني تسلم جرجورة ونقله في وقت لاحق الى النيابة العامة التمييزية.

بدأت قصة جرجورة كما قال هو في روايته انه سبق ان فقد أوراقه الثبوتية بعد انسحاب القوات السورية من لبنان، وسرعان ما تبين انه كان يحمل اقامة منتهية الصلاحية، وبعد توقيفه من قبل دورية في الجيش اللبناني، تم نقله إلى الأمن العام حيث طلبت النيابة العامة اتخاذ الإجراءات لترحيله. وقد طلب خلال وجوده في السجن مقابلة احد الضباط وان لديه معلومات تتعلق بجريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وتم ترتيب لقاء سريع له مع احد الضباط الذي طلب إليه الانتظار ليعض الوقت، قبل أن تحضر دورية من قوى الأمن الداخلي وتنقله بحسب ما ذكر إلى مبنى في بيروت حيث تبين له في وقت لاحق انه المبنى الذي يقطن في إحدى شققه احدى الشخصيات السياسية الناشطة في متابعة قضية الحريري. وقال جرجورة انه ظل ساعات منتظرا مع شخص آخر في غرفة خاصة عند مدخل المبنى، وتم خلال هذه الفترة سؤاله عما لديه من معلومات، وان من كان يتحدث اليه كان يختفي لبعض الوقت ويعود ويسأل اسئلة جديدة. وانه جرت عملية تدقيق معه في بعض الأسماء والأمكنة، وذلك قبل أن يتم اصطحابه الى شقة تلك الشخصية التي قدم جرجورة وصفا مفصلا لها وحصل بينهما حوار حول ما لديه. وكانت روايته تستند الى انه كان احد اعضاء فريق المراقبة لموكب الرئيس الحريري وانه كان يقف في آخر شارع فوش حيث كان يقدم معلومات للاخرين عن خط سير الموكب. وقال انه كان يتعاون مع ضابط مخابرات سوري لا يعمل في لبنان وقال ان اسمه الاول عبد الكريم. وحسب رواية جرجورة نفسه، فانه سمع من تلك الشخصية كلاما مشجعا على ان شهادته سوف تساهم في كشف الحقيقة وان في لبنان من يقدر له هذا العمل وانه في حال كان يحتاج الى مساعدة فسوف توفر له بكل الطرق. لكن المهم هو ما الذي سيقوله امام لجنة التحقيق الدولية، وادعى جرجورة انه ظل في المبنى نفسه لاكثر من يوم حيث تم <<تلقينه>> رواية حول مشاركته وانه اعطي اسماء اشخاص وامكنة لم يكن يعرفها لانه كان يعيش في <<المنطقة المسيحية>> من بيروت، وجرى تدريبه وتم اختباره لاكثر من مرة قبل ان يصبح جاهزا للادلاء بافادته امام لجنة التحقيق. ويضيف انه حصل على الف دولار اميركي ووعد بتسهيل اموره الاخرى.

وفي وقت لاحق حضرت سيارة لبنانية ذات زجاج اسود قاتم، وبداخلها اشخاص اجانب حيث تم نقله الى مقر لجنة التحقيق الدولية في المونتي فردي. وانه اخضع للتحقيق هناك 5 مرات، وانه التقى بالشاهد الفار هسام هسام اكثر من مرة هناك وبآخرين هم من الشهود السوريين، وان اللجنة سالته بالتفصيل عما يعرفه ودققت معه في كل ما قاله ثم طلبت اليه اتخاذ اجراءات خاصة، وانه سوف يمثل امام المحقق اللبناني.

وقال جرجورة انه نقل بمرافقة رجال قوى الامن الداخلي الى النيابة العامة التمييزية حيث قابل القاضي سعيد ميرزا الذي استمع الى افادته قبل ان يحيله الى قاضي التحقيق العدلي الياس عيد الذي استجوبه لساعات طويلة قبل ان يطلق سراحه بموجب تفاهم مع لجنة التحقيق الدولية بحسب ما ذكر جرجورة نفسه في روايته.

وادعى جرجورة انه وبعدما شاهد هسام هسام على شاشة التلفزيون كشف عن الذي حصل معه لاحد اقربائه الذي نصحه بتسليم نفسه الى السلطات المعنية ولكنه ابدى خشيته زاعما انه تلقى معاملة سيئة وتهديدات. وقال انه يفكر بالسفر الى سوريا لانه سبق ان وعد المحقق اللبناني بالعودة اليه في نهاية كانون الثاني مع مستندات تثبت روايته وان الاخير حدد له موعدا لجلسة تحقيق جديدة في الرابع من شباط المقبل.

وقال جرجورة ان مخاوفه ازدادت مع انتقال هسام الى دمشق لان الاخير يعرفه وسوف يبلغ السلطات السورية عنه وان عائلته سوف تكون بخطر. وان <<تعاطف السلطات السورية>> مع هسام شجعه على خطوة مماثلة ولكنه لا يعرف كيفية الانتقال الى سوريا مع تشدد الاجراءات على الحدود من جهة ومراقبته من جهة ثانية. وقرر في نهاية الامر كما ذكر في روايته الانتقال الى مكاتب اشخاص يعتقد ان بمقدروهم ايصاله الى سوريا بعد ان يطلعهم على حقيقة ما حصل معه.

المصادر الامنية الرسمية ابلغت <<السفير>> ان هذه الشخصية حقيقية، وان ما حصل معه في مكاتب <<الديار>> واضح، وانه سبق ان اخضع للتحقيق من قبل لجنة التحقيق الدولية ومن قبل المحقق العدلي، ولكنها لا تعرف مدى صدقيته، وان فرع المعلومات في قوى الامن الداخلي حاول الاستماع اليه قبل بضعة ايام ولكنه رفض الحديث واصر على التكلم فقط امام جهات قضائية ما اوجب نقله الى النيابة العامة حيث تسلمه المعنيون هناك.

مداخلة سليمان/ الى ذلك قدم اللواء السوري بهجت سليمان مداخلة هاتفية في برنامج <<الاستحقاق>> مع الزميل علي حمادة في محطة <<المستقبل>> نفى فيها كل التهم الموجهة الى سوريا وحمل على نائب الرئيس السوري السابق عبد الحليم خدام مشيرا الى ان <<من يهدد لا يقتل واذا كان هناك من يتهم سوريا بتهديد الحريري فذلك يعني انها ليست وراء اغتياله>> وحمل على عدد من حلفاء سوريا السابقين الذين انقلبوا عليها واتهمهم بانهم اصبحوا من مروجي الشرق الاوسط الكبير وقال انه لو وافق الرئيس السوري الدكتور بشار الاسد على السير في هذا المشروع لتم منحه جائزة نوبل.

 

هل هو شاهد زور أم شاهد من الداخل؟ 

الأربعاء 4 يناير - الاهرام المصرية

الخميس:05. 01. 2006

مـرسي عطـا الله

 لا أعرف ما إذا كان إحساسي صادقا أم أنه مجرد هواجس مؤقتة وطارئة نشأت بفعل زلزال التصريحات التي أدلي بها نائب الرئيس السوري السابق عبدالحليم خدام وأحدثت فرقعة سياسية بالغة في المنطقة بأسرها قبل أن تسقط آخر الأوراق في سنة‏2005.. وأغلب الظن ـ حسب اعتقادي ـ أن الرجل الذي لم يمض علي تركه لموقعه في دمشق سوي بضعة أشهر والذي كان شريكا في منطقة صناعة القرار السوري لأكثر من 40‏ عاما متصلةقد ارتضي لنفسه أن يكون حصان طروادة للهجوم المرتقب ضد سوريا والذي يتزامن مع حزمة من الرياح والأعاصير التي تنبيء بأن المنطقة كلها ـ وليس سوريا وحدها ـ مقبلة علي شتاء سياسي عاصف تتغذي أمطاره وتتكثف سحبه بغرور وصلافة القوة التي أصبحت عنوانا بارزا لواقع دولي جديد اختار منطقة الشرق الأوسط ـ تحديدا ـ لكي تكون ميدان الرماية والتدريب لوضع مخططات الهيمنة وفرض النفوذ وفرض الوصاية موضع التنفيذ.

وربما يكون ضروريا أن أشير ـ في البداية ـ إلي أن مبعث قلقي من تصريحات السيد خادم لايتعلق فقط بمضمون ما قاله الرجل من منفاه الاختياري في أحد قصور باريس, وإنما في التوقيت الحرج الذي جاءت فيه هذه التصريحات متزامنة مع نقل ملف التحقيق في جريمة اغتيال الحريري التي يراد الصاقها بسوريا إلي محقق دولي جديد ربما يتمكن من إنجاز ما لم يستطع المحقق السابق ديتليف ميليس أن يحققه خصوصا بعد انكشاف قصة الشاهد المقنع حسام حسام وأدي لنسف جانب كبير من مصداقية تقرير ميليس.

إن الرجل الذي كان ملء السمع والبصر في المطبخ الرئيسي للسياسة السورية لأكثر من أربعة عقود متصلة علي المستويين الحزبي والتنفيذي أثار لغطا كثيرا بما قاله بعد خمسة أشهر فقط من خروجه من السلطة وفتح الباب لتكهنات واجتهادات وشائعات لم يكن لها أن تتردد علانية علي الألسنة والشفاه وفوق صفحات الصحف ومنابر الإعلام لولا الانقلاب المفاجيء والانشقاق الغريب الذي عكسته تصريحات خدام علي المسألة السورية برمتها.أريد أن أقول بوضوح ـ ودون أدني حساسية أو حرج ـ إن ما أقدم عليه عبدالحليم خدام بمضمونه اللفظي وتوقيته الزمني ومكانه الجغرافي قد زاد من حجة أصحاب نظرية المؤامرة في العالم العربي والذين بدأوا في الدق علي نغمة العملاء النائمين في أحضان السلطة في بعض العواصم العربية من أجل إثارة الفتن وإحداث الارتباكات المطلوبة وهم في مقاعد السلطة ثم إثارة الغبار وإطلاق العواصف فور خروجهم من السلطةوالحقيقة أن المشكلة أبعد وأشمل مما يتردد في إطار نظرية المؤامرة التي لا أملك أن أؤيدها أو أن أنفيها ولكنها مشكلة تتعلق ببعض من أوصلتهم الظروف والمقادير إلي الصفوف الأولي دون أن يكونوا مؤهلين لها وقادرين علي تحمل مسئولياتها في السراء والضراء علي حد سواء ثم إن المشكلة ـ وفق أي مقياس سياسي دقيق ـ ليست مشكلة عبدالحليم خدام وحده ولكنها مشكلة كثيرين ـ في العالم العربي ـ وصلوا إلي مقدمة الصفوف بعلم محدود وبقدرات محدوة‏ فضلا عن جهل فاضح بدروس التاريخ وقصور معيب عن الفهم الاستراتيجي الذي يختلف كثيرا عن ذلك الفهم التكتيكي الذي يجيده بعض الوصوليين اعتمادا علي قليل من الدهاء ومزيد من الخبث!.

وتلك بالفعل أحد أهم عناصر أزمة الحكم في بعض الدول العربية التي ربما تكون قد نجحت في مجاراة بعض مظاهر الحداثة والقدرة علي التعامل مع تقنيات العصر وأدواته ولكنها مازالت بعيدة وبعيدة جدا عن قدرة الولوج إلي الحداثة المطلوبة في الفكر وفي التصور الذي يؤدي إلي وضع الرجل المناسب في المكان المناسب!.

ولست أريد أن استطرد كثيرا في مناقشة العموميات ـ رغم أهميتها ـ ولكنني ـ في ذات الوقت ـ لا أستطيع أن أتجاهل أن ماحدث يمس أفكارا وأدوارا وأحداثا ترتبط بتاريخ سوريا الحديث علي مدي يزيد علي 0 عاما وان أهميتها وخطورتها ترجع إلي أن سوريا ـ بل المنطقة كلها ـ تمر حاليا بظروف دقيقة لاتحتمل مثل هذه الانشقاقات والانقلابات.. ولو حتي بالروايات والتصريحات عبر الفضائيا!.

بل إنني من هول الصدمة لم أتعامل مع هذه التصريحات الصادمة بفكر سياسي يدرك حقيقة المتغيرات التي قد تنتقل بشخص من فكر إلي آخر‏,‏ وإنما تعاملت معها باعتبار أنها تعكس واقعا مخيفا بالمنظور الأخلاقي علي ضوء سجل الرجل في السياسة السورية لأكثر من أربعة عقود‏,‏ وان محاولة التنصل من المسئولية بعد أشهر قليلة من ترك السلطة ليس مجرد تآكل سياسي في نطاق دمشق وإنما هو تآكل أخلاقي ربما يكون جزءا من مخطط كبير يستهدف أن يجعل كل شيء في سوريا قابلا للتصدع وقابلا للانهيار‏.‏

إن من حق عبدالحليم خدام أن ينتقد نظام الحكم الذي انتمي اليه طوال مشواره السياسي الطويل‏..‏ ولو أنه فعل ذلك من داخل النظام قبل أن يترك السلطة أو فعل ذلك من داخل سوريا قبل أن يرتب للهروب الكبير إلي المنفي الاختياري لكان قد اكتسب مصداقية أعمق ولحظيت تصريحاته باحترام أكبر‏..‏ لكن ملابسات القصة كلها بدءا من الخروج إلي السلطة ومرورا بالخروج إلي المنفي‏..‏ ووصولا إلي الخروج علي وطنه في لحظة صعبة تصب بعدا جديدا عن دوائر المصداقية والاحترام والشجاعة في ابداء الرأي‏!.‏

لعلي أكون أكثر وضوحا وأتساءل ـ مثلما يتساءل الكثيرون في العالم العربي ـ عن مدي مصداقية ماتحدث عنه عبدالحليم خدام عن غياب الديمقراطية وانتشار الفساد واتساع مساحة الفقر‏..‏ وهو الرجل الذي كان صوت سوريا القوي المعبر عنها في الخارج والمبرر لكل سياسات الداخل؟

هل بمقدور أحد أن يصدق انتقادات خدام لما سماه الحلقة الضيقة الممسكة بدفة الحكم والمحيطة بالرئيس‏,‏ وهو الذي كان طوال هذه العقود المتصلة أبرز أعضاء الحلقة الضيقة وألصق الناس وأكثر اقترابا بالرئيس الراحل حافظ الأسد وبالرئيس الحالي بشار الأسد؟.وفي اعتقادي أن الذين تعاملوا مع تصريحات عبدالحليم خدام علي أنها شهادة من قلب النظام السوري ينطبق عليها القول المأثور: وشهد شاهد من أهلها قد فاتهم صحة الاشتراطات التي يجب أن تتوافر في هذا الشاهد وأهمها أن يقول شهادته وهو وسط أهله.. ومن هنا فإن التوصيف الصحيح لما فعله عبدالحليم خدام هو أن المحامي الدائم المعمر للعائلة السورية قد تحول بين يوم وليلة إلي مدع عام يوجه الاتهامات للعائلة ثم إلي قاض يصدر ضدها أحكاما نهائية وباترة‏!.

وإذن ماذا؟ في اعتقادي أننا بحاجة إلي قراءة عربية لهذا الموقف الصارم وليس مجرد قراءة سورية يغلب عليها طابع الحسرة والندم والأسي والألم... أو مجرد قراءة لبنانية بمفردات المعارضة يغلب عليها طابع الفرحة والتشفي واستعجال ساعة الانتقام!.نحن بحاجة إلي قراءة عربية تعي الدرس ولاتسمح بامكانية تكراره في عواصم عربية أخري خصوصا أن هذه الظاهرة لم يعد لها وجود سوي في عالمنا العربي الذي مازال بعض من يتعاطون السياسة فيه غير قادرين علي التفرقة بين حق الخلاف السياسي وبين خطيئة اللدد في الخصومة إلي حد اللجوء لسياسة هدم المعبد علي رؤوس الجميع. ومهما قيل عن سوء الإدارة أو تراكم الأخطاء في أي قطر عربي فإن السعي لإصلاح الوضع والضغط باتجاه تعديل المسار ينبغي أن يتم من داخل الوطن وليس من خارج الحدود لأن مثل هذه الشهادات المتأخرة لايمكن تبرئتها من كونها شهادات مجروحة ومحاطة بشبهات مكانية وزمانية لافتة!.أريد أن أقول إن الزلزال الذي فجرته تصريحات عبدالحليم خدام يؤكد أن هناك غيابا فاضحا للثقافة السياسية الصحيحة التي يجب أن يتسلح بها من يتولون مثل تلك المناصب الرفيعة والحساسة في أوطانهم والتي تتيح لهم حق الاطلاع وسعة المعرفة بأخص وأدق الأسرار!.

وهنا يجب القول بأنه إذا لم تكن هناك خطوط حمراء يعرفها السياسي العربي ويعرف معها حدوده التي يجب أن يقف عندها في ظل أي خلاف فإنه لن يكون غريبا ولا مفاجئا أن تتكرر قصة خدام في عواصم عربية أخري وأن تصبح أوطاننا قابلة للاختراق مع أي خلاف سياسي عند سدة الحكم.

لقد آن الأوان لكي يخرج العالم العربي من العباءة القبلية التي تحول أي خلاف سياسي في الداخل إلي ما يشبه نزاعات القبائل في قديم الزمن حيث نزعات الثأر والانتقام ورغبات التشفي وتصفية الحسابات.

ودون أن أغضب أحدا أو أن أتجاوز حدودا فإنني أستطيع أن ألخص ما أقدم عليه عبدالحليم خدام في أنه ربما يكون صحيحا أنه أزمة نظام في سوريا ولكن الأكثر صحة والأشد معقولية هو أنه انعكاس لأزمة يمر بها العالم العربي منذ سنوات وانه بدون حاجة إلي التلاعب بالألفاظ فإن الكل في محنة ولا سبيل للخروج منها إلا بسرعة الخروج من العقلية القبلية في التعاطي السياسي مع القضايا المصيرية!.

وليت أولئك الذين يتعاطون السياسة في عالمنا العربي وينعمون ببريقها أن يدركوا أن علاقات الخصام الإنساني شيء والانتقال بعلاقات الخصام السياسي إلي مناطق الخطر المحظورة شيء آخر!.

وعلي الذين صدعوا رؤوسنا من فوق مقاعد السلطة في العالم العربي بشعارات القومية والانتماء أن يدركوا أن الانتماء والقومية لا يتأكدان سوي في الممارسة والسلوك الذي يؤكد مصداقية هذه الشعارات وتطابق الفعل مع القول.وأظن أن معظم ما شهدناه في الأيام الأخيرة كان عنوانا سيئا لغياب الانتماء والقومية والشعور بالمسئولية!.هكذا قرأت الأحداث وفهمت الوقائع.. وعذرا إذا كنت قد شططت أو تجاوزت!.

 

دمشق تطلب رأيا قانونيا دوليا في شأن طلب ميليس «لقاء» الاسد... مبارك

لعدم المساس بالرئاسة السورية وشيراك للتعاون مع التحقيق واستقرار لبنان

باريس , دمشق , نيويورك - رندة تقي الدين , ابراهيم حميدي , راغدة درغام     الحياة     - 05/01/06//اكدت مصادر رفيعة المستوى في دمشق لـ «الحياة» ان سورية طلبت من خبراء في القانون الدولي رأيا قانونيا في شأن طلب القاضي ديتليف ميليس رئيس لجنة التحقييق الدولية في اغتيال رئيس الحكومة اللبناني السابق رفيق الحريري «لقاء» الرئيس بشار الاسد، مشيرة الى الموقف النهائي في هذا الصدد سيكون «في اطار السيادة الوطنية واحترام مقام الرئاسة». واستأثر هذا الموضوع بقمة الرئيسين الفرنسي جاك شيراك والمصري حسني مبارك التي عقدت امس في قصر الاليزيه. وكان مبارك رغب بالقيام بهذه الزيارة لمحاولة تليين الموقف الفرنسي ودفعه الى عدم المساس بالرئاسة السورية وزعزعة استقرار النظام السوري، الامر الذي قد تكون له تداعيات في المنطقة، خصوصاً لبنان، بحسب مصدر ديبلوماسي عربي مطلع على الموقف المصري.

إلا ان شيراك جدد، وفقاً لما أكده الناطق باسم الرئاسة جيروم بونافون، تمسكه الحازم بضرورة احترام كل الدول لقرارات مجلس الأمن، خصوصاً سورية، والتعاون الكامل مع هذه القرارات. وقال بونافون ان مبارك وضع شيراك في صورة اتصالاته المختلفة في شأن هذا الموضوع وعرض عليه نتائج القمة المصرية - السعودية.

واضاف ان موقف شيراك مفاده ان على سورية ان تتعاون مع لجنة التحقيق، اذ ان تقرير القاضي ميليس يظهر عدداً من الأمور، وان المحققين طلبوا الاستماع الى عدد من الأشخاص وعلى سورية التعاون كي يحاكم المتهمون وهذا هو الهدف.

وذكر ان الرئيسين الفرنسي والمصري تطرقا الى أمن لبنان واستقراره، وعبرا عن التزامهما أن يسود الاستقرار والأمن فيه، مبديان دعمهما لذلك عبر اعادة بناء قواته الأمنية.

واكد مصدر فرنسي ان مصر قلقة على استقرار سورية، لكنها في الوقت نفسه تتمسك بضرورة التعاون السوري الكامل مع لجنة التحقيق. واشار المصدر الى استياء مصري من سياسة الرئيس الاسد مثلما كان الامر مع الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين. ونقل المصدر عن شيراك قوله الى الرئيس المصري ان يستمر في جهوده لاقناع دمشق بالتعاون لانه «الاحتمال الوحيد» امامها، وان لا توفر هذه الجهود فرصة لسورية للتهرب من مسؤوليتها.

الى ذلك، قال مصدر ديبلوماسي عربي ان مبارك يسعى الى تفادي المساس بالرئاسة السورية، كما يبذل جهودا لدى سورية لاقناعها بتسليم بعض المتهمين السوريين الى لجنة التحقيق والتضحية بهم في مقابل حماية مركز الرئاسة، وذلك حرصاً على عدم زعزعة المنطقة وتدهور الأمن في لبنان.

وكان شيراك صرح، على هامش لقائه التقليدي الصحافيين في باريس لمناسبة حلول راس السنة، ان على سورية «ان تكون اكثر تعاونا مع لجنة التحقيق الدولية». وقال، ردا على سؤال: «كل ما يزعزع استقرار لبنان سينقلب في نهاية المطاف ضد سورية». واضاف ان «الوضع خطير، يجب الانتباه كثيرا».

دمشق و«لقاء» الاسد

وفي دمشق، قالت مصادر سورية رفيعة المستوى لـ»الحياة» ان الحكومة السورية طلبت، من عدد من كبار الخبراء السوريين والاجانب في القانون الدولي، رأيا قانونيا في شأن طلب ميليس «لقاء» الرئيس الاسد. واكدت ان «القرار النهائي الذي ستتخذه سورية سواء كان بالايجاب او بالرفض، سيكون في اطار السيادة الوطنية واحترام مقام الرئاسة»، مشيرة الى تأكيدات الرئيس الاسد على «اهتمام سورية بكشف الحقيقة ودورها في احقاق الحق».

واكدت مصادراخرى لـ»الحياة» ان الحكومة السورية بعثت قبل يومين برسالة الى ميليس تتضمن «تأكيد التعاون الكامل» مع فريق التحقيق الدولي، و»عدم وجود أي مشكلة» في شأن الطلبات التي قدمها وتتضمن «لقاء» الوزير فاروق الشرع في دمشق واعادة «استجواب» شخصيتين في فيينا وعدد من الشهود في»مونتي فيردي» في شمال بيروت، علما ان ميليس ترك للجانب السوري «تحديد جميع شروط واجراءات شكل ومضمون» لقاء الرئيس الاسد.

لكن دمشق اقترحت تأجيل حصول بعض الاستجوابات في فيينا الى ما بعد عيد الاضحى المبارك بدلا من الاسبوع المقبل، ذلك بعدما اكدت ان المطلوب استجوابهم هم من الذين استجوبوا في فيينا بداية الشهر الماضي، وان لا اسماء جديدة في القائمة.

الصين

وفي نيويورك، شدد سفير الصين لدى الأمم المتحدة، وانغ غوانغيا، على «الأهمية البالغة لاستمرار التعاون بين الحكومة السورية وبين لجنة التحقيق». وقال في تصريحات الى «الحياة» ان «الأمر عائد الى رئيس الدولة السورية ليقرر ان كان سيوافق على اعطاء المقابلة للجنة الدولية أم لا ما دام هناك تعاون مستمر من الجانب السوري» مع التحقيق. وأضاف غوانغيا ان «رئيس الدولة، من وجهة نظري، له دائماً حق الحصانة وحق الامتياز»، متعمداً التكرار أن هذا هو التقويم من «وجهة نظري» بدل القول المعتاد أن هذا هو موقف الصين.

وأقر غوانغيا بأن «من حق اللجنة الدولية المستقلة أن تطلب مقابلة من تشاء» الا انه تابع: «لكن من حق الآخرين أيضاً أن يقرروا ان أرادوا الموافقة على المقابلة... ففي وسع اللجنة أن تطلب المقابلة، نعم. انما الموافقة أو عدم الموافقة عائد الى الآخرين».

وحض السفير الصيني على «الحذر» وعلى «العناية» إذ «علينا احترام رؤساء الدول. فهم في موقع يمكنهم من القول نعم أو لا. هذا هو رأيي». وعندما سئل عما اذا كان الرد السلبي يشكل رفضا للامتثال، قال «لا أعتقد».

وفي ما يخص طلب اللجنة الدولية استجواب صهر الرئيس ورئيس الاستخبارات العسكرية السورية آصف شوكت وعدم تلبية الحكومة السورية هذا الطلب حتى الآن، قال السفير الصيني: «يجب أن يكون هناك تعاون بين الحكومة السورية وبين اللجنة الدولية، وآمل ان يتمكن الطرفان منذ الاتفاق على أفضل آليات التعاون. فيجب أن يتجنب أي من الطرفين إحراج الطرف الآخر». واشار الى آصف شوكت «من حق اللجنة أن تتقدم بالطلب، والأمر عائد الى الحكومة السورية لتقرر ما اذا كان من المناسب لصهر الرئيس ان يذهب الى هناك (فيينا)». سفير روسيا، اندريه دينسوف، رفض التعليق على طلب اللجنة مقابلة الرئيس السوري وأكد أهمية «التعاون» وتنفيذ قرارات مجلس الأمن. السفير البريطاني السير امير جونز بيري قال ان القرارات واضحة ومحددة وتنص على انه في حال تقديم اللجنة الدولية مؤشرات على عدم التعاون «على مجلس الأمن أن يرد إزاء ذلك. واذا ما حدث هذا، ان بريطانيا ستعمل مع آخرين ضاغطة من أجل اجراءات».

 

نفى علمه بأي مشروع قرار ضد «حزب الله» ايرلي لـ«الحياة»: واشنطن متمسكة بـ1559 وعلى سورية الإجابة عن الأسئلة لا طرحها

واشنطن – جويس كرم     الحياة     - 05/01/06//

دعت وزارة الخارجية الأميركية الحكومة السورية الى «تقديم الإجابات بدل طرح الأسئلة»، مجددة دعمها لمطالب لجنة التحقيق الدولية في اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري. ونفى الناطق باسم الوزارة آدم ايرلي في تصريح الى «الحياة» علمه بأي قرار دولي حول «حزب الله» تسعى إليه الولايات المتحدة، مؤكداً تمسك الإدارة الأميركية بالقرار 1559. أكد ايرلــي ان واشنطــن تدعــم مطالب المحقق الدولي ديتليف ميليس «ولن تتعدى صلاحياتها بانتهاك استقلالية التقرير او المزايدة على ميليس»، ورأى ان على سورية التعاون بالكامل و «الإجابة عن الأسئلة بــدل طرحها أو شن هجومات دعائية».

وجدد ايرلي اتهام «حزب الله» والمجموعات الفلسطينية المسلحة بالوقوف وراء الانتهاكات الأمنية الأخيرة على الحدود اللبنانية – الإسرائيلية، مشيراً الى «معرفتهم الكاملة بكل شاردة وواردة تحصل في تلك البقعة».

وقال ايرلي انه ليس على علم بأي عملية سياسية تشارك فيها الولايات المتحدة لصوغ قرار دولي في مجلس الأمن ضد «حزب الله»، وذكر بالقرار 1559 وضرورة نزع سلاح المنظمة وبسط الحكومة اللبنانية سلطتها على كامل الأراضي اللبنانية. وعن الخلاف الأميركي – اللبناني حول المواطن محمد علي حمادي وهو عضو في «حزب الله» ووصل الى لبنان بعد إطلاقه من ألمانيا اخيراً على رغم وجود طلب من الولايات المتحدة لتسليمه لها بتهمة قتل عسكري اميركي عام 1987، أكد ايرلي ان الولايات المتحدة تصر على محاكمته في اراضيها وستعمل بهذا الاتجاه.

 

حتى يبقى من يخبّر في غابة الطوائف

جورج ابو معشر- الديار 5/1/2006  

قتل امرئٍ في غابة جريمة لا تغتفر وقتل شعب آمن مسألة فيها نظر.

ما قاله جبران خليل جبران في زمنه كان شعراً فلسَفياً ولكنه في أيامنا هذه أصبح واقعاً ملموساً منحوساً مشؤوماً. ذلك ان القتل في غابة حرجية لا يختلف عن القتل في غابة الطوائف بحسب قول العلاّمة الشيخ حمد حسين فضل الله بين فندقي فينيسيا والسان جورج!!.. اما قتل الشعب الآمن فمسألة - قلّ - فيها النظر او يكاد في مرحلة يعيشها الشعب ‏اللبناني وهو في حالة نزاع قاتل.ومن لا يصدّق ما نقول، او يتعامى عن الرؤية فليقرأ ما اعلنه مؤخراً وزير المالية جهاد ‏ازعور عن الواقع الخطير الذي تعيشه طبقة الشعب - الآمن - المتوسطة او المتبقّي منها. ناهيك بالطبقة - الآمنة - هي الأخرى ذات الانتشار الافقي الواسع.

يقول الوزير ازعور: امامنا فرصة سانحة للحصول على دعم دولي للبرنامج الاقتصادي الذي ‏تحضره الحكومة السنيورية اذا ابتعدنا والكلام للوزير ازعور عن مهالك السياسة والمواقف ‏البطولية.

ولم يخف معاليه خوفه كل خوفه من احتمال ان تمر هذه الفرصة من دون الاستفادة الكاملة لان الدعم الدولي لن يكون موجوداً بعد الآن! كفانا وطنجية وأنانية ومتاجرة بلبنان الذي بات بلسان شبابه يلفظ المسؤول اي مسؤول كما يلفظ البحر الجيفة!؟ الشعب في غابة الجوع فرادى وجماعة وقتله يعاقب عليه الجرم الذي لا يُغتفر وبجرم المسألة التي فيها نظر.فاحذروا صولة الكريم اذا جاع لانها ستكون اخطر من صولة اللئيم اذا شبع، وضحوا ببعض من مكاسب ونكايات وأطووا شعار - انا او لا احد - حتى يبقى منا احد يخبّر احدا!!