المنسقية العة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم الأحد 7/1/2007

إن الخطايا والتجاديف التي يرتكبها بنو البشر تُغفر لهم

 

 

خادم الحرمين لوفد حزب الله: حكومة السنيورة خط أحمر

 السياسة - 2007 / 1 / 7

 أكد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لوفد حزب الله الذي زاره اخيرا, على ثوابت المملكة العربية السعودية تجاه التطورات اللبنانية, وابرزها اعتبار الرئيس فؤاد السنيورة وحكومته خطاً أحمر, ناصحا بضرورة الخروج من لغة الشارع والعودة عن استخدام التظاهرات والاعتصامات بديلا عن الحوار المطلوب.

وكانت مصادر لبنانية موثوقة اطلعت »السياسة« على تفاصيل هذه الزيارة بما يخالف الاجواء التي اشاعها حزب الله, وفيها ان وفد الحزب المؤلف من نائب الأمين العام الشيخ نعيم قاسم والوزير المستقيل محمد فنيش غادر بيروت إلى المملكة بتاريخ 26 الشهر الماضي خلال عطلة عيد الميلاد وليس عشية عيد الأضحى, وقد استقبل خادم الحرمين الوفد واستمع إلى موقفه, حيث اكد قاسم على مطالبة المعارضة اللبنانية بالعدالة في تشكيل الحكومة وتوزيع المناصب الوزارية, وبالتوافق حول القضايا المصيرية, وإلا فإن الخيار امام المعارضة هو مواصلة الضغط الشعبي »السلمي والديمقراطي« لتغيير الحكومة والمجيء بأخرى ذات طابع انتقالي تشرف على انتخابات نيابية مبكرة, وعرض قاسم »للمبادرات« التي قامت بها المعارضة مع الحكومة طالبا ان تتفهم المملكة موقفهم بهذا الشأن.

وكشفت المصادر ان خادم الحرمين الشريفين رد بشكل حاسم على طروحات وفد حزب الله, فاكد على اهتمام المملكة البالغ بلبنان وتطوراته دون ان تتدخل في شؤونه الداخلية لصالح طرف دون آخر, لكنها حسب قراءتها للتطورات الاقليمية والدولية, فان المصلحة العربية والاسلامية تتطلب الآن تهدئه الوضع اللبناني بشكل كامل, واللجوء إلى الحوار بدل استخدام الضغط الشعبي في الشارع لاحداث تغييرات حكومية, ونصح الملك عبدالله بن عبدالعزيز وفد حزب الله بالعودة عن هذا الاسلوب لان استمرار الاعتصامات والتظاهرات من شأنه التسبب بالفوضى والانهيار الاقتصادي واحداث انقلابات طائفية وزرع الشقاق بين اللبنانيين, وهذا أمر خطير جداً لا يرضي اي مسلم أو عربي.

وأبلغ خادم الحرمين الشريفين -حسبما أكدت المصادر نفسها-وفد حزب الله بشكل واضح وصريح, ان المملكة تعتبر الرئيس فؤاد السنيورة وحكومته بمثابة خط أحمر لا يجوز تعديه لان ذلك يمس بالشرعية الدستورية في لبنان. وجدد اصرار المملكة على قيام المحكمة الدولية واضطلاعها بمهامها كاملة لكشف كل الخيوط المتعلقة بجريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري, نظرا لما يعنيه ذلك من احقاق للحق في جريمة لا تطال لبنان وشعبه فقط وانما الانسانية جمعاء.

وكشفت المصادر الموثوقة ل¯ »السياسة« ان التقييم الأولي الذي اجراه حزب الله للزيارة بعد عودة وفده إلى بيروت , اكد على انها لم تحقق اغراضها ولم تؤد إلى تفهم الموقف السعودي لمطالب المعارضة, ولذلك فهو ابقى خبر الزيارة سريا خلال الايام الأولى التي اعقبتها ولم يكشف عنها إلا بعدما أعلن رئيس اللقاء الديمقراطي وليد جنبلاط مواقفه التصعيدية الاخيرة ضد سورية وحلفائها, فحاول الحزب تصوير المواقف الجنبلاطية بأنها ادت إلى تعطيل النتائج »الايجابية والطيبة« للزيارة.

 

بري يتهم الأكثرية بـ الهرطقة  الدستورية.. ويحملها مسؤولية خراب البلاد

 السنيورة: "باريس 3" ليس حربا على المعارضة  والاعتصام لن يغير شيئا لو بقوا عشرة أشهر

 بيروت - من عمر البردان:السياسة

فيما تنصب جهود الحكومة ورئيسها فؤاد السنيورة على تهيئة الاجواء المناسبة لانجاح مؤتمر "باريس-3" المقرر عقده في 25 الجاري في العاصمة الفرنسية بهدف انقاذ الوضع الاقتصادي المتهالك, تواصل قوى المعارضة العمل على تنفيذ مخططها الهادف الى اسقاط الحكومة من خلال التحضير لاطلاق المرحلة الثانية من مشروعها التصعيدي المرتقب الاسبوع المقبل, في ضوء التهديدات المتواصلة التي يطلقها قادتها, الامر الذي سيدفع بادخال البلد في المجهول, سيما بعدما وصلت الاعتصامات في وسط بيروت الى الطريق المسدود ولم تحقق اهدافها كما كان يرمي اصحابها.

وفي هذا الاطار حذر الرئيس السنيورة من ان الدعوات التي تطلق لتصعيد التحرك المعارض ليست في مصلحة لبنان واللبنانيين ولا في مصلحة من يدعو لذلك, الا اذا كان همه, هما غير لبناني, واشار الى وجود وجهتي نظر تسعى لمعالجة المشكلات والثانية كيف سنعمق المشكلة اكثر, وقال: ان لنا بعد مرور خمسة اسابيع على الاعتصام ان نجلس لنحسب ما تحقق وما لم يتحقق وما كان يبتغيه الذين قاموا بالتصعيد لانهم وصلوا الى نقطة تؤكد ان التغيير لن يحصل الا عبر المؤسسات والحوار والجلوس سوية. وسال: لماذا التاخر في ذلك وتحميل الناس اعباء ستزيد من مشكلاتهم ولن تاتي برغيف خبز واحد? واصفا الكلام حول التصعيد بانه اقرب ما يكون الى التهويل.

وشدد السنيورة على ان هناك مبادرة وحيدة للحل التي اخذت اراء كل الافرقاء وهي مبنية على موضوع المحكمة الدولية والحكومة والتزامن والتلازم والتوازن, مؤكدا على ان الاصلاح في لبنان ليس ترفا بل حاجة والان اصبح اكثر من حاجة وامرا حتميا, مذكرا بان البنود الاصلاحية تتكرر كل يوم على مدى اكثر من عشر سنوات والكل يشير اليها ثم نوقفها.

ورفض رئيس الحكومة وصف انعقاد مؤتمر "باريس-3" بانه حرب على المعارضة, مشددا على ان هذا المؤتمر هو للبنان الواحد الموحد, موضحا ان الدعم لا ياتي لفريق دون اخر, بل للاقتصاد اللبناني حتى يستطيع ان ينمو ويخلق فرص العمل ويحافظ عليها, محذرا من ان الاقتتال حول "باريس-3" لمنعه هو عملية انتحارية يرتكبها اللبناني, مذكرا بتجربة "باريس-2" الذي استطاع بهمة الرئيس الشهيد رفيق الحريري وبمساعدة الدول الشقيقة اعادة هيكلة الدين وتخفيض قيمته وعبء الفائدة, مشيرا الى انه لا يريد ان يبني اوهاما او اطلاق وعود وان من واجبه السعي للاستفادة من الظرف القائم.

وجدد السنيورة القول بان عملية الاعتصام غير مفيدة ولا تؤدي الى اي نتيجة, واشار الى ان التغيير يتم في المؤسسات الديموقراطية وفي مجلس النواب, فيما نغلق نحن مجلس النواب (في انتقاد غير مباشر للرئيس نبيه بري) ونرمي المفتاح ونفتح الشارع, مؤكدا انه لا يوجد اي بلد ديموقراطي يسمح بذلك, معربا عن اعتقاده بان المشاركين في الاعتصام سيدركون انه لم يحصل شيء في خمسة اسابيع وبالتالي لن يحصل شيء في عشرة اشهر.

وتعليقا على ما يتم تداوله من ان الاكثرية قد تلجا الى عقد جلسة لمجلس النواب برئاسة نائب رئيسه فريد مكاري لاقرار المحكمة الدولية, اعتبر الرئيس بري "ان هذا الامر هو تخريف وهرطقة, لافتا الى انه صار يجب ان نتوقع كل شيء منهم", واضاف: "انهم لا يجرؤون على القيام بهذه الخطوة, لان ثمنها سيكون باهظا جدا جدا الا اذا ارادوا تخريب البلد عن سابق تصور وتصميم", محملا فريق 14 اذار مسؤولية افشال المبادرات المحلية والعربية, وخاصة اللقاء الاخير لقيادة "حزب الله" مع الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز.

من جهته لفت وزير الثقافة وزير الخارجية بالوكالة طارق متري الى ان لبنان قائم على مجموعة كبيرة من التوازنات وان السياسة فيه تقوم على التسويات وابدى انزعاجه من استخدام اللغة العسكرية, قائلا: "لسنا في حرب لتكون بيننا هذه او حسم", لافتا الى انه على اي مبادرة ان تاخذ الافكار التي اكدت عليها ثوابت بكركي والافكار التي حملها الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى. وقال: لا حوار في هذه المسائل, لا مباشرة ولا وبالواسطة, لكنه اكد ان هذا الوضع لن يستمر طويلا, مرجحا عودة موسى لاستكمال مهمته من حيث انتهى.

الى ذلك, نوه عضو كتلة تيار المستقبل النيابية النائب رياض رحال بالخطوة الجريئة التي قامت بها الحكومة الشرعية والدستورية لاقرار مؤتمر "باريس-3".

وقال: ان مؤتمر "باريس-3" الذي اقرته الحكومة هو تاكيد على الاستقرار الاقتصادي الذي كان دوما وما يزال الهاجس الاكبر عند دولة الرئيس السنيورة.

واستغرب الهجمة على هذا المؤتمر من الانقلابيين على الدستور والطائف والذين ليس عندهم اي مشروع اقتصادي بديل بل كل ما عندهم السجالات الغوغائية والفارغة وغير المجدية للوطن.

وراى النائب السابق محمد عبد الحميد بيضون ان "المعارضة اذا سعت لافشال مؤتمر "باريس3-" ستكون كمن يلحس المبرد, فاهمية المؤتمر ليست في التفاصيل, وانما باعادة الثقة الى لبنان والدولة اللبنانية على الرغم من المديونية العالية والحصول على مساعدات وقروض ميسرة للحد من الاثار السلبية الكبيرة لهذه المديونية, اما اذا لم تحصل الدولة على هذه المساعدات والقروض فانها ستتجه الى حال من الافلاس وستصبح المعالجات لاحقا بالغة الصعوبة والتاثير وخصوصا على فئات الدخل المتوسط والمحدود".

واعتبر ان "ورقة العمل الاقتصادية المقدمة للمؤتمر هي مجال لاثبات تعاون مختلف الاطراف على تامين المصلحة الوطنية, وليس مجرد اثبات قدرة كل طرف على التخريب على الطرف الاخر وافشاله وافشال البلد معه كما كان يحصل في السابق, لذا فان واجب كل الكتل البرلمانية هي الاجتماع في المجلس النيابي ان لم يكن في جلسة عامة ففي اطار اللجان للتفاهم على الخطوط العامة للاصلاحات ولتاكيد جدية اللبنانيين في السير بالحلول المالية والاقتصادية التي تنقذ بلدهم واقناع الدول الشقيقة والصديقة بالتعاون والمساعدة".

 

 قاسم وفنيش سمعا من العاهل السعودي كلاماً حاسماً

خادم الحرمين لوفد حزب الله: حكومة السنيورة خط أحمر

 »السياسة«-خاص:

أكد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لوفد حزب الله الذي زاره اخيرا, على ثوابت المملكة العربية السعودية تجاه التطورات اللبنانية, وابرزها اعتبار الرئيس فؤاد السنيورة وحكومته خطاً أحمر, ناصحا بضرورة الخروج من لغة الشارع والعودة عن استخدام التظاهرات والاعتصامات بديلا عن الحوار المطلوب.

وكانت مصادر لبنانية موثوقة اطلعت »السياسة« على تفاصيل هذه الزيارة بما يخالف الاجواء التي اشاعها حزب الله, وفيها ان وفد الحزب المؤلف من نائب الأمين العام الشيخ نعيم قاسم والوزير المستقيل محمد فنيش غادر بيروت إلى المملكة بتاريخ 26 الشهر الماضي خلال عطلة عيد الميلاد وليس عشية عيد الأضحى, وقد استقبل خادم الحرمين الوفد واستمع إلى موقفه, حيث اكد قاسم على مطالبة المعارضة اللبنانية بالعدالة في تشكيل الحكومة وتوزيع المناصب الوزارية, وبالتوافق حول القضايا المصيرية, وإلا فإن الخيار امام المعارضة هو مواصلة الضغط الشعبي »السلمي والديمقراطي« لتغيير الحكومة والمجيء بأخرى ذات طابع انتقالي تشرف على انتخابات نيابية مبكرة, وعرض قاسم »للمبادرات« التي قامت بها المعارضة مع الحكومة طالبا ان تتفهم المملكة موقفهم بهذا الشأن.

وكشفت المصادر ان خادم الحرمين الشريفين رد بشكل حاسم على طروحات وفد حزب الله, فاكد على اهتمام المملكة البالغ بلبنان وتطوراته دون ان تتدخل في شؤونه الداخلية لصالح طرف دون آخر, لكنها حسب قراءتها للتطورات الاقليمية والدولية, فان المصلحة العربية والاسلامية تتطلب الآن تهدئه الوضع اللبناني بشكل كامل, واللجوء إلى الحوار بدل استخدام الضغط الشعبي في الشارع لاحداث تغييرات حكومية, ونصح الملك عبدالله بن عبدالعزيز وفد حزب الله بالعودة عن هذا الاسلوب لان استمرار الاعتصامات والتظاهرات من شأنه التسبب بالفوضى والانهيار الاقتصادي واحداث انقلابات طائفية وزرع الشقاق بين اللبنانيين, وهذا أمر خطير جداً لا يرضي اي مسلم أو عربي.

وأبلغ خادم الحرمين الشريفين -حسبما أكدت المصادر نفسها-وفد حزب الله بشكل واضح وصريح, ان المملكة تعتبر الرئيس فؤاد السنيورة وحكومته بمثابة خط أحمر لا يجوز تعديه لان ذلك يمس بالشرعية الدستورية في لبنان. وجدد اصرار المملكة على قيام المحكمة الدولية واضطلاعها بمهامها كاملة لكشف كل الخيوط المتعلقة بجريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري, نظرا لما يعنيه ذلك من احقاق للحق في جريمة لا تطال لبنان وشعبه فقط وانما الانسانية جمعاء.

وكشفت المصادر الموثوقة ل¯ »السياسة« ان التقييم الأولي الذي اجراه حزب الله للزيارة بعد عودة وفده إلى بيروت , اكد على انها لم تحقق اغراضها ولم تؤد إلى تفهم الموقف السعودي لمطالب المعارضة, ولذلك فهو ابقى خبر الزيارة سريا خلال الايام الأولى التي اعقبتها ولم يكشف عنها إلا بعدما أعلن رئيس اللقاء الديمقراطي وليد جنبلاط مواقفه التصعيدية الاخيرة ضد سورية وحلفائها, فحاول الحزب تصوير المواقف الجنبلاطية بأنها ادت إلى تعطيل النتائج »الايجابية والطيبة« للزيارة.

 

 أكد أن عون حليف لدمشق رغم انكاره المتواصل

  شمعون: قيام المحكمة الدولية  ممنوع لتنافيها مع مصلحة سورية

 بيروت - »السياسة«:

اعتبر رئيس حزب الوطنيين الاحرار دوري شمعون ان "الوضع مرتبط اليوم بشكل اساسي بموضوع المحكمة الدولية, فاذا تراجعت الحكومة عن السير في موضوع المحكمة تعود الامور الى مجراها بحسب الفريق الاخر", ورأى ان "قيام المحكمة الدولية ممنوع بالشكل المبرمج اليوم لان الامر ليس من مصلحة سورية, وما يتنافى مع مصلحة سورية يتنافى مع مصلحة العماد ميشال عون وحزب الله".

وقال: "عون حليف لدمشق اكثر من غيره, فهو اقام اتفاقا مع سورية وحلفائها منذ تموز 2004, وقد ساعدته في انتخاباته اجهزة الحقبة الماضية لكي يحقق النتائج التي حصل عليها, وهو يعتبر انه ما دام تم انسحاب الجيش السوري من لبنان فهذا يعني ان سورية لم تعد تتدخل بلبنان".

وسأل: "كيف يدعي عون بانه لم يتعامل مع سورية? فالدعم الذي حصل عليه في الانتخابات النيابية الاخيرة ووجود النائب ميشال المر, الحليف الاساسي لدمشق في كتلته, وتحالفه مع النائب السابق سليمان فرنجية, البدل عن ضائع, ادلة تؤكد هذا التعامل. عون حليف لسورية شئنا ام ابينا, لا يتحدث عن هذا الامر بصراحة لان ذلك ليس من مصلحته, ولكنه يغش فئة واسعة من اللبنانيين الذين بسببه فتك بهم السوريون وقتلوهم وخصوصا العسكر الذين استشهدوا عندما هرب من لبنان. اليوم يرى من مصلحته التحالف مع سورية معتبرا انه بهذه الطريقة يصل الى رئاسة الجمهورية. اذا كانت الرئاسة ستأتي عن يد سورية هنئيا له, ومن لا يستنتج تحالف عون مع سورية يكون أعمى".

واعتبر "ان "حزب الله وراء محاولة شل الحكومة ووضع اليد عليها بالتعاون مع العماد ميشال عون", وشدد على ان "الحكومة شرعية وميثاقية وحزب الله وحركة امل يحرضان شارعا رئيسا لمكاسب سياسية وتنفيذا للسياسات الايرانية والسورية".

وشن شمعون هجوما على النظام السوري, معتبرا "انه طالما يوجد "حزب البعث" في دمشق وهو لا يعترف بلبنان سيدا, حرا, مستقلا, طالما ستستمر الصعوبات التي نتعرض لها اليوم خصوصا في ظل وجود مجموعة في الداخل اللبناني مسيرة في هذا الاتجاه. السوريون لم يستوعبوا حتى اليوم انهم انسحبوا من لبنان ويقلقهم سعي اللبنانيين الى محكمة دولية قد تطالهم. ان اخر ما يتمناه بشار الاسد ان يوضع امام المحكمة مثل ميلوسوفيتش".

واشار الى "انه في حال برهن لبنان انه عاجز عن انشاء محكمة وجهاز عدلي محترم من قبل كل الدول, ستعمد الدول التي تدعم المحكمة الى استخدام الفصل السابع".

 

 الاتحاد العمالي العام يدعو للاعتصام  رفضا لسياسة الحكومة والهيئات الاقتصادية تؤكد دعمها لـ "باريس 3"

 بيروت - »السياسة«:

دعا رئيس الاتحاد العمالي العام غسان غصن, الى الاعتصام امام وزارة المالية ظهر الثلاثاء المقبل, "رفضا للسياسات الاقتصادية والاجتماعية التي تنتهجها الحكومة والحكومات السابقة, ورفضا لبرنامج لبنان الاقتصادي للمؤتمر الدولي لدعم لبنان".

واعلن غصن "رفض اي ضرائب مباشرة او غير مباشرة لا سيما زيادة الضريبة على القيمة المضافة, ورفض اية زيادات ضريبية على العمال والموظفين واصحاب الدخل المحدود واصحاب المهن الحرة". وطالب باعتماد سياسة مالية سليمة تبدا من اصلاح النظام الضريبي بفرض ضريبة تصاعدية على مداخيل اصحاب الثروات وارباحهم بما يؤمن توزيعا عادلا للثروة.

ومنع مشاريع الخصخصة التي تنال من حق العمال والموظفين في ديمومة عملهم وحقوقهم المكتسبة وحرمان الدولة من عائداتها المالية و المواطنين في حقهم بخدمات ضرورية باكلاف عادلة وممكنة.

والشروع في تنفيذ الاصلاح الاداري الحقيقي من خلال اعطاء الاستقلالية الكاملة للهيئات الرقابية ومكافحة الفساد والرشوة وهدر المال العام. وتصحيح الاجور بما يتناسب مع ارتفاع غلاء المعيشة منذ العام 1996 بما يحفظ القوة الشرائية للرواتب والاجور وزيادة الحد الادنى للاجر بما يتناسب مع الكلفة الواقعية للعيش الكريم واعتماد سلسلة متحركة للرواتب والاجور بما يتناسب وزيادة الاسعار.

الى ذلك اكدت الهيئات الاقتصادية اللبنانية تأييدها لمؤتمر "باريس3-" وتأمين كل مقومات نجاحه.

ولفت الوزير السابق عدنان القصار الى ان "الهيئات ستدرس هذا البرنامج في شكل شامل, وستقدم الى الرئيس فؤاد السنيورة ملاحظاتها حوله, مؤكدة عدم موافقتها على فرض اي ضرائب جديدة قبل المباشرة بتنفيذ الاصلاحات التي يتضمنها البرنامج".

وشدد على "ضرورة اشراك القطاع الخاص ممثلا بالهيئات الاقتصادية في اعداد التشريعات ورسم التوجهات الاقتصادية للحكومة وفي اللجنة التي اشار اليها البرنامج وتضم وزارتي المال والاقتصاد والمصرف المركزي من اجل متابعة تطبيق بنود البرنامج الاصلاحي واشراك هذا القطاع في الوفد اللبناني الذي سيشارك في اجتماعات "باريس3-" نظرا لدور القطاع الخاص الذي يعول عليه الجميع".

في غضون ذلك تراس رئيس الحكومة فؤاد السنيورة امس في السرايا الحكومية اجتماعا وزاريا حضره وزراء: التربية خالد قباني والشؤون الاجتماعية نائلة معوض والاقتصاد سامي حداد, وخصص للبحث في التقديمات الاجتماعية التي ستخرج عن مؤتمر "باريس3-" المقرر عقده في الخامس والعشرين من الشهر الجاري.

بعد الاجتماع قالت الوزيرة معوض: "للمرة الاولى في عرض حكومي جرى في هذه الورقة تخصيص جزء مهم يرتبط بالاوضاع الاجتماعية, كما كان للمرة الاولى في البيان الوزاري شق مهم يتعلق بالشؤون الاجتماعية وعمل لتقليص التفاوت بين المناطق, وايضا الشبكات الاجتماعية التي هي ضمن اهداف الالفية الثالثة, وهذه الشبكات تعني الفئات في المجتمع اللبناني التي هي في حاجة الى دعم".

وقالت: "الورقة ستقدم الى الجهات المانحة, وهي البداية وليست النهاية والحكومة والوزارات المختصة تتمنى ان تتلقى ملاحظات او اقتراحات حول هذه الورقة".

واكدت معوض "ضرورة التعاطي بايجابية مع هذا الموضوع, فللمرة الاولى تجري ملامسة الوضع الاجتماعي وتنسيق بين كل الوزارات والقطاعات المعنية, وحتى باريس 3 وما بعده سنتصل بكل القطاعات المعنية من نقابات واوساط اقتصادية ومالية والجامعات حتى لا تبقى هذه الورقة, كما جرب ان يصفها البعض, وكأنها منزلة بل ستصبح عملا ومن مسؤولية كل الفاعليات اللبنانية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتربوية لان كل الشعب اللبناني معني بهذا الموضوع, ونأمل ان نتعاطى مع هذا الحدث الذي سيجلب الى لبنان اهتمام كل دول العالم, ولاول مرة لن يكون مطلوب اي تغيير في الرسوم والضرائب واي مدخول اضافي كان على الشعب اللبناني ان يدفع ثمنه قبل عام 2008".

 

دوست بلازي يجري محادثات في السعودية حول لبنان ويشدد على انجاح مؤتمر "باريس-3"

 أ ف ب - 2007 / 1 / 6

 اجرى وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي اليوم السبت محادثات في السعودية حول الاوضاع في لبنان فيما تستعد باريس لاستقبال مؤتمر دولي للاطراف المانحة لمساعدة هذا البلد.

وقال دوست بلازي للصحافيين في مؤتمر صحافي مع نظيره السعودي الامير سعود الفيصل في الرياض التي زارها لبضع ساعات ان محادثات الوزيرين تطرقت "لما يمكن فعله من اجل مساعدة لبنان ومساعدة الحكومة اللبنانية على تخطي الازمة الحالية التي يعيشها اللبنانيون". وشدد دوست بلازي على اهمية انجاح مؤتمر "باريس-3" الذي تستضيفه بلاده في 25 كانون الثاني/يناير, مؤكدا ان المؤتمر "اساسي لاعادة اعمار لبنان وتنميته واستقراره".

كما جدد الوزير الفرنسي دعم بلاده لحكومة رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة مؤكدا ان الازمة السياسية الحالية في لبنان لن تعيق عقد المؤتمر. واضاف "على لبنان الا يتحول ابدا مجددا اسيرا للنزاعات والمصالح الغريبة عنه".

وتواجه حكومة السنيورة المدعومة من الغرب والسعودية, تحديا جادا يتمثل بمطالبة المعارضة اللبنانية وعلى راسها حزب الله الشيعي اللبناني القريب من سوريا, باسقاطها وتشكيل حكومة وحدة وطنية. الا ان وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل شدد على ضرورة ايجاد حل للازمة من اجل انجاح المؤتمر الذي يسعى لبنان من خلاله الى الحصول مساعدات مالية والتوصل الى اعادة جدولة لدينه العام الذي تجاوز اربعين مليار دولار في نهاية 2006.

وقال الوزير السعودي "المملكة من جانبها ترحب بمؤتمر باريس 3 الخاص بدعم لبنان وسوف تستمر في جهودها لانجاح المؤتمر غير انه من المهم الوصول الى صيغة للوفاق الوطني للأزمة اللبنانية الراهنة حتى يستطيع المؤتمر ان يحقق اهدافه". كما دعا الفيصل الاطراف في لبنان "الى الاستجابة لمبادرة الامين العام للجامعة العربية والتي تشكل الحل التوافقي الانسب في ظل الظروف التي يعيشها بمعزل عن اي تدخلات خارجية تستهدف وحدة لبنان واضعاف نسيجه الوطني".

وكان العاهل السعودي استقبل في نهاية الشهر الماضي وفدا من حزب الله واكد التنظيم الشيعي بعد ذلك ان السعودية يمكنها ان تلعب دورا في ايجاد حل للازمة اللبنانية. الى ذلك, تطرقت محادثات دوست بلازي والفيصل الى مشاكل الشرق الاوسط الاخرى بما في ذلك احتدام العنف في العراق ودعا الرجلان الى اشراك جميع الافرقاء والطوائف العراقية في العملية السياسية.

وقال دوست بلازي انه ونظيره السعودي "شددا على ضرورة اشراك جميع دول المنطقة (في الجهود من اجل حل الازمة) ان كانت هذه الدول تبدي استعدادا للمساهمة في استقرار العراق", في ما يبدو اشارة ضمنية الى ايران وسوريا. واضاف "ان لهذه الدول مكانا في الحوار بين العراق وجيرانه". وافاد مصدر دبلوماسي فرنسي لوكالة فرانس برس ان دوست بلازي توجه بعد الرياض الى مصر.

 

 

البطريرك صفير ترأس قداس الفصح والغطاس في بكركي

وطنية - 6/1/2007 (سياسة) ترأس البطريرك الماروني مار نصر الله بطرس صفير قداس عيد الفصح والغطاس في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي عاونه فيه المطرانان سمير مظلوم وشكر الله حرب، أمين سر البطريركية المونسنيور يوسف طوق والقيم البطريركي العام الخوري جوزف البواري في حضور حشد من المؤمنين. وتخلل القداس رتبة تبريك الماء.

 

الكاثوليكوس آرام الاول ترأس قداس الميلاد في كاتدرائية الارمن في انطلياس

ندعو إلى العودة لطاولة الحوار فلبنان لا يخضع لفريق أو طائفة

لا تقرعوا أبواب الغير فالخلاص ليس من الخارج بل في وحدتنا الذاتية

وطنية - 6/1/2007 (سياسة) احتفل كاثوليكوس الارمن لبيت كيليكيا آرام الاول بقداس الميلاد، صباح اليوم في كاتدرائية الارمن الارثوذكس في انطلياس، في حضور النائب هاغوب بقرادونيان ممثلا رئيس مجلس النواب نبيه بري، النائب ميشال المر، الوزير السابق الان طابوريان، سفير ارمينيا فاهان تير غيفونديان، نائب حاكم مصرف لبنان الان باليان، أعضاء الهيئة المركزية للكاثوليكوسية وممثلين عن الاحزاب والجمعيات الارمنية وحشد من المؤمنين.

عظة

وألقى الكاثوليكوس آرام الاول عظة بالمناسبة، استهلها بكلمات من تراتيل الملائكة: "سلام على الارض ومصالحة بين الناس". وقال: "ان تجسد يسوع المسيح كان بداية المصالحة على الارض حيث كان يسود حقد بغيض وكراهية، ظلم وحروب. أتى المسيح لتعميم المحبة بدل الحقد والتصالح بدل البغضاء".

وتطرق الى الوضع العام، فقال: "ان الوضع الحالي في العالم لا يختلف كثيرا عما كان عليه آنذاك، البغض مستفحل في كل مكان والتوترات والحروب يبعدان الناس عن بعضهم البعض وعن خالقهم. لذا، ان العالم اليوم بحاجة الى المحبة والوئام أكثر من اي وقت مضى. فعلينا ان نلتفت اليوم الى ولادة يسوع المسيح في بيت لحم". وتطرق الكاثوليكوس آرام الاول الى مواضيع الساعة في لبنان، فقال: "نحن الآن أمام استحقاقات ومخاطر عدة ومتنوعة. اننا ندمر لبنان وندفع بالشعب الى اليأس ونهين كرامته. أين المسؤولين السياسيين؟ أين هم رجالات الدولة؟ أين هم مؤسسات المجتمع المدني؟ أين هم مسؤولي الاحزاب والتيارات السياسية؟ اننا نفتقد اليوم النضج السياسي والمسؤولية الوطنية. ان ثقافتنا السياسية هي على حافة الافلاس التام. لا يحق لنا جر الوطن الى ما عليه اليوم. لا يحق لنا التلاعب بمصير الشعب. كفى عذابا ودمارا وسفك الدماء في هذا الوطن. ثلاثون عاما والشعب اللبناني لا يرى سوى الحرب والاستبداد والفقر والدم. بات الشعب يشفق عليه، فدعوه يعيش في سلام وبكرامة.

لا يجوز بعد اليوم ان يكون لبنان مسرحا للصراعات الاقليمية والدولية. ان الغير لا ينطلق الا من مصالحه الخاصة وعلى اللبنانيين ان يعملوا من منطلق مصالحهم الوطني. فعلينا ان لا نعطي للآخرين ذريعة للتدخل في شؤوننا الداخلية. ان مصالح لبنان العليا بالنسبة لنا هي غير قابلة للمساومة".

وشدد الكاثوليكوس آرام الاول على "كون لبنان ملكا لكل الطوائف اللبنانية دون استثناء"، وقال: "لا يفكرن أحد ان الحق الى جانبه فقط. الحق هو للبنان دون سواه. لا يفكرن احد ان لبنان ملكا له فقط. ان لبنان هو ملك لكل اللبنانيين دون استثناء. لا يفكرن احد انه لبناني اكثر من غيره. كلنا سواسية في لبنانيتنا ووطنيتنا. كلنا نحب لبنان وكلنا نجد أنفسنا في سبيل حريته واستقلاله وتحرير أراضيه. لبنان ليس ملكا لا للأكثرية ولا للأقلية. لبنان ملك الجميع، وهو وطن التعايش. لا يمكن للبنان أن يخضع لفريق أو لأكثرية أو لطائفة فهذا يؤدي إلى خلل ويزعزع أركان الوطن والتعايش السلمي، وعندئذ يفقد لبنان هويته الخاصة ورسالته المميزة.

بهذا الوعي والنضج السياسي علينا أن نعمل ومن خلال مؤسسات الدولة، ومن هذا المنطلق يجب أن يكون هناك تنسيقا تاما بين قرارات الحكومة، كل الحكومات، وميثاق عيشنا المشترك، فكلاهما يجب أن يكمل ويقوي أحدهما الآخر بدلا من أن يعاكس ويعادي أحدهما الآخر، وهنا يكمن سر قوتنا، فحذار، هنا قد يكمن ضعفنا أيضا والذي قد يستغل من الآخرين".

ووجه نداء إلى كل الفرقاء لحل الصراعات القائمة بتفاهم متبادل "لا بالبقاء في السرايا الحكومية ولا بالنزول إلى الشارع نصل إلى حل الأزمة القائمة ولا يمكن الوصول إلى قواسم مشتركة باتهامات متبادلة من على شاشات التلفزة أو المنابر أو بمقالات في الجرائد. فبدلا من تراشق الاتهامات من شارع إلى آخر والدفع بالبلد إلى الهلاك الذاتي، ندعو المسؤولين إلى الجلوس حول طاولة الحوار بمبدأ: لبنان فوق كل الاعتبارات، ولينطلق الحوار من مصالح لبنان العليا. نعم حاوروا بعضكم البعض بدلا من أن ينتقد كل منكم الآخر، في بلد مثل لبنان الذي يمتثل به كبلد للتعايش. ليس مسموحا أن يسود منطق النحن أو أنتم التقسيمي. إن لبنان هو نحن جماعي ونحن عائلة واحدة رغم اختلافاتنا الطائفية أو الدينية. نحن أبناء وطن واحد نعيش تحت راية واحدة في دولة واحدة. لا تقرعوا أبواب الغير إذ ان خلاص لبنان ليس من الخارج وإنما في وحدتنا الذاتية، وعلينا التشبث بقوتنا الذاتية وهي كامنة في وحدتنا وتعايشنا". وحذر اللبنانيين من "دفع البلد إلى فقدان قوته الداخلية"، وقال: "لنر ماذا يجري حولنا. إن الشباب يهاجرون والأدمغة تتضاءل والطاقات البشرية تضعف فيفقد الثقة ويتراجع الإيمان تجاه لبنان ووطنا يضعف شيئا فشيئا ونحن نستمر في مهاجمة بعضنا البعض ولا نتنبه إلى خطورة الوضع". ونبه الكاثوليكوس إلى انعكاسات الحالة القائمة على الساحة اللبنانية وختم: "إن شهداءنا، كل الشهداء الذين ضحوا بحياتهم في سبيل استقلال لبنان، يناشدوننا أن نتكاتف حول القيم اللبنانية العليا، حول مبادئه ومصالحه, أنقذوا لبنان، وطن المحبة والتعايش. هذا ما يطلب اليوم من قادتنا السياسيين، وغدا قد لا يجدي نفعا".

 

الأحرار" يطالب المعارضة بالتوقف عن توتير الأجواء: عليهم الإقرار ضمناً بسقوط ما قدموه من ذرائع

 قوى 14 آذار - 2007 / 1 / 6

 هنأ حزب "الوطنيين الاحرار" الحكومة بإقرار ورقة الإصلاحات الاقتصادية ـ الاجتماعية، مسجلا بعض الملاحظات. وطالب قوى المعارضة بـ"التوقف عن التهديد بالتصعيد وتوتير الاجواء وعن الإمعان في فرز المواطنين ودفع فريق منهم الى تنفيذ الاهداف الاقليمية"، لافتا الى "ضرورة الاقرار الضمني أقله، بسقوط الذرائع التي قدموها، ووضع حد للنزف الاقتصادي والبشري الذي يتسببون به". وجاء في بيان اثر اجتماع المجلس الاعلى للحزب الاسبوعي برئاسة رئيسه دوري شمعون وحضور الاعضاء أمس: "ندعو قوى المعارضة، في ضوء ما صدر عنها من اشارات ايجابية لاقتها تصريحات مماثلة لاصحاب المبادرات، الى التوقف عن التهديد بالتصعيد وتوتير الاجواء، وعن الامعان في فرز المواطنين ودفع فريق منهم الى تنفيذ الاهداف الاقليمية، وخصوصا السورية ـ الايرانية، انطلاقا من الساحة اللبنانية. ونلفتهم الى ضرورة الاقرار، الضمني أقله، بسقوط الذرائع التي قدموها، سواء قولهم بعدم شرعية الحكومة بعد الخروج المبرمج والمدروس والمعروف المرامي لوزراء "حزب الله" و"أمل" منها، او ادعائهم ان هدف حركتهم هو المشاركة فحسب".

وذكر "بما ادلى به قادة "حزب الله" عن المحكمة ذات الطابع الدولي، ـ من دون ان نتوقف عند استفزازات بعض الساعين الى دور او المدافعين استباقيا عن تورط في اعمال تقع ضمن صلاحية المحكمة ـ في شكل كشف ما كنا نعرفه ونعلنه عن نياتهم الحقيقية، وفي مقدمها احباط مشروع قيام المحكمة لاغراض تنطلق من التزامهم مصالح المحور السوري ـ الايراني". وطالبهم "بوضع حد للنزف الاقتصادي والبشري الذي يتسببون به والذي بلغ حدا قياسيا في الخسائر والهجرة، الا اذا كانوا يصرون على اكمال مسلسل استهداف الوطن وطاقاته وقدراته الذي تصاعد في حرب الصيف الماضي. وهذا ما يستدعي وقفة شاملة للبنانيين الرافضين رؤية وطنهم يدمر تحت انظارهم".

وتوجه الى "غلاة المعارضين ـ اصحاب الاهداف التي تتخطى حدود لبنان ـ ليكفوا عن جره الى الهاوية تحت وطأة التهديد المبطن، لأن صبر اللبنانيين المخلصين الذين لا تهمهم الا مصلحة وطنهم شارف على النفاد، وإن كانوا يرفضون الانزلاق في الوجهة التي يعمل الانقلابيون على جرهم اليها، والتي يدفع لبنان ثمنها لمصلحة حلفائهم الاقليميين".

وهنأ "الحكومة باقرار ورقة الاصلاحات الاقتصادية والاجتماعية على مشارف مؤتمر باريس ـ3 في الخامس والعشرين من الجاري، والذي يشكل فرصة تاريخية لمساعدة لبنان على تجاوز الازمات التي يتخبط فيها". ولاحظ "ان في متن الورقة الاصلاحية تدابير مؤلمة تستدعي تنازلات وتضحيات كضريبة لا بد من دفعها على اساس خطة الانقاذ الاقتصادي الوحيدة المتوافرة"، داعيا "الخبراء والهيئات الاقتصادية والعمالية التي تحفظت من الورقة الاصلاحية، او من بعض بنودها، او حتى الرافضين كل بنودها، الى اعتماد موقف بنّاء يتجلى بتقديم البدائل انطلاقا من الموضوعية والنظرة العلمية ومن مصلحة الوطن العليا". وطالب "الحكومة باعتماد الوسائل التي تحول دون الهدر والانفاق غير المجدي، وبأن تظل منفتحة على الملاحظات البناءة عملا بمبدأ المشاركة الذي نحرص على حسن تطبيقه".

وشدد على "حتمية اقفال ملف المهجرين، لاسيما وان الخطة الاصلاحية تلحظ انهاء مهمة الوزارة والصندوق المولجين معالجته في العام 2008"، مجددا المطالبة "بمعاملة المهجرين أسوة بالمتضررين من حرب الصيف الماضي على اساس العدالة والمساواة، والاخذ بارتفاع كلفة البناء والترميم التي لا يغطيها المبلغ الذي تم تحديده في مطلع التسعينات والذي لا يزال يعمل به". وركز في شكل خاص على "خصوصية ما يعرف بالمصالحات، في بلدات لا تتجاوز عدد اصابع اليدين، التي تمت برعاية وزارة شؤون المهجرين وضمانتها، لتنفيذ ما تضمنته الاتفاقات الموقعة لجهة دفع نفقات الترميم المنجز للمقيمين وتعويضات الفروع للعائدين، مع الاشارة الى ان التخلف عن ذلك يعد نكسا للوعود والالتزامات ويشكل سبب فرقة وحساسية بين المواطنين كلنا في غنى عنها. ويأتي في هذا السياق موضوع البلدات المتبقية مثل بريح وقرى الشحار الغربي على سبيل المثال".

 

وساطة موسى ما زالت تحظى بتأييد واسع والترويج لمبادرات أخرى يستهدف تطويقها

 إجماع عربي ودولي على العودة إلى طاولة الحوار 

الحياة - 2007 / 1 / 6 - محمد شقير

نفت مصادر ديبلوماسية عربية أي علم لها بمبادرات عربية لمساعدة لبنان على الخروج من المأزق السياسي الذي هو فيه الآن غير مبادرة الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى الذي حاول التوصل، خلال زيارته الأخيرة لبيروت، الى تسوية بين الأطراف المعنية تعيد الأمور الى نصابها وتفسح المجال أمام التهدئة والخروج من الشارع والاحتكام الى المؤسسات الدستورية. وأكدت المصادر لـ «الحياة» انه كثر في الآونة الأخيرة الحديث عن وجود استعداد سعودي لإطلاق مبادرة على خلفية استقبال خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وفداً من «حزب الله» ضم نائب الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم والوزير المستقيل محمد فنيش، لكنها رأت ان هناك مبالغة على هذا الصعيد خصوصاً أن القيادة السعودية ما زالت تدعم مبادرة موسى.

ولفتت المصادر نفسها الى أن أهمية استقبال الملك عبدالله وفد «حزب الله» تكمن في تطبيع العلاقات بين الطرفين من جهة وفي تأكيد المملكة وقوفها على مسافة واحدة من جميع الأطراف والطوائف، وأن ما تصبو إليه ليس تلطيف الأجواء بين الأطراف المحلية فحسب وإنما إقناعهم بأن لا بديل من الحوار وأن الجلوس الى الطاولة يوفر فرصة سانحة للتوافق على حلول للمشكلات العالقة. وأضافت ان تحرك القيادة السعودية في اتجاه لبنان ليس غريباً عنها وهي ما زالت تدعمه وتدعو الى التفاهم بين اللبنانيين لما لهذا البلد من تقدير خاص وموقع مميز لدى المملكة، مشيرة الى انها لم تتدخل بتفاصيل الأزمة اللبنانية بمقدار ما انها استوضحت وفد الحزب موقفه من بعض القضايا المطروحة.

وأشارت المصادر أيضاً الى رغبة المملكة الصادقة في الانفتاح على جميع الأطراف من دون إقصاء أحد، وهي كانت وجهت دعوات في السابق الى القيادات اللبنانية من الأكثرية والمعارضة على حد سواء، مؤكدة أن التواصل بين الرياض وبيروت ضروري لتوضيح حقيقة الموقف السعودي منعاً للجوء البعض الى اجتهادات ليست في محلها.

وبالنسبة الى زيارة رئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان لبيروت أكدت المصادر ذاتها انه لم يحمل مبادرة وكان صريحاً على هذا الصعيد، وهو كان على معرفة تامة بالخطوط العريضة لمبادرة موسى التي ناقشها مع القيادات اللبنانية وهذا ما يفسر حرصه الشديد على الوقوف على رأيها في الصيغة المقترحة لتشكيل حكومة وحدة وطنية وقوامها 19 وزيراً للأكثرية في مقابل عشرة وزراء للمعارضة و «وزير ملك» يتم التوافق عليه بين الطرفين على ان تطرح اسمه المعارضة وتوافق عليه قوى 14 آذار.

وأكدت المصادر أن أردوغان سأل رئيسي المجلس النيابي نبيه بري والحكومة فؤاد السنيورة عن الأسباب التي حالت دون إنضاج التسوية في شأن حكومة وحدة وطنية، كما سألهما عن العائق الذي يمنعهما من الاجتماع لحسم التباين في هذا الخصوص. وأضافت ان بري حمّل المسؤولية لقوى 14 آذار، بينما أبدى السنيورة كل استعداده للقاء بري وأن لا مشكلة في الذهاب معه الى عين التينة من أجل ذلك.

وتابعت المصادر ان أردوغان اقترح على بري والسنيورة الجلوس معاً الى جانب الآخرين للتفاهم على الملاحظات على مشروع المحكمة الدولية لمحاكمة المتهمين في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، مؤكدة أن أردوغان لم يسمع من رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد عندما استقبله في مقر إقامته في فندق فينيسيا أي تفاصيل عن المحكمة بذريعة انه مضطر للعودة الى قيادته. كما ان رعد لم يعط أي جواب على رغبة أردوغان في اجتماع بري والسنيورة وأبرز الأطراف المعنية مستمهلاً للعودة الى قيادته في هذا الخصوص، فيما نقلت المصادر عن سفير دولة كبرى قوله انه سأل أحد أقطاب المعارضة عن ملاحظاته على المحكمة الدولية وانه أجابه بأنه لم يتمكن حتى الساعة من الاطلاع بالتفصيل على مشروع المحكمة.

وأوضحت المصادر أن أردوغان كرر أكثر من مرة أمام زواره أن لا حل للمشكلة إذا لم يجلس جميع الأطراف معاً الى الطاولة ويطرح كل طرف هواجسه ومواقفه بصراحة.

ونقلت المصادر عن جهات عربية ودولية ان المعارضة بما فيها «حزب الله» لم تطرح ما لديها من ملاحظات خلافاً لما سمعه أردوغان من الرئيسين السوري بشار الأسد والإيراني محمود أحمدي نجاد عندما زار أخيراً دمشق وطهران. وفي هذا السياق ذكرت المصادر أن الأسد ونجاد توافقا على رفض وجود أي رابط بين جريمة اغتيال الرئيس الحريري والجرائم الأخرى، إضافة الى أن الرئيس السوري طلب صراحة ان تشطب من مشروع المحكمة العبارة الخاصة بالرئيس ومرؤوسيه بينما لم يأت الرئيس الإيراني على ذكرها.

وتابعت ان الموفدين الدوليين الذين زاروا دمشق أخيراً لاحظوا وحدة الموقف بين الرئيسين اللبناني إميل لحود والسوري بشار الأسد من خلال طلبهما تأجيل إقرار مشروع المحكمة الى حين صدور القرار الاتهامي في جريمة اغتيال الرئيس الحريري، على رغم أن الأسد لم يتطرق الى هذه المسألة في محادثاته مع أردوغان.

من جهة ثانية، قالت المصادر إن مواقف معظم الأطراف العربية والدولية من التطورات الراهنة في لبنان تتقاطع حول المسلمات الآتية:

- عدم وجود أي مبادرة عربية أو دولية غير مبادرة موسى وان استمرار الحديث في هذا الشأن يعني ان البعض لا يزال يراهن على كسب الوقت لجلاء حقيقة ما تشهده المنطقة من تطورات وللالتفاف على مبادرة الجامعة العربية، وهذا ما أكده السفير الفرنسي في بيروت برنار إيمييه عندما سئل عن رأيه في المبادرات الأخرى قائلاً إن باريس تدعم مبادرة واحدة اسمها مبادرة عمرو موسى.

- التحذير من الاستمرار في شحن الأجواء لما يرتبه من احتقان مذهبي وطائفي يدفع الوضع الى التصعيد ويضغط في اتجاه الفتنة.

- ان أي حل للمشكلة في لبنان يتطلب من كل الأطراف ان تأخذ في الاعتبار ضرورة تقديم تنازلات متبادلة لمصلحة انتاج تسوية تتجاوز المحكمة الدولية وتشكيل حكومة وحدة وطنية الى التفاهم على رئاسة الجمهورية التي يجب أن تكون الأساس في أي حل.

- ان طرفي النزاع هما في مأزق الآن وقد آن الأوان للعودة الى طاولة الحوار التي وحدها تشكل الوعاء الذي يتسع للجميع ليطرح كلٌّ ما عنده من أفكار ومخاوف بدلاً من التراشق الإعلامي وتبادل الاتهامات التي تخطت ما هو مألوف في الخطاب السياسي.

وعليه فإن التواصل العربي مع طرفي النزاع في لبنان يسهم في تنفيس الأجواء من أجل توفير الشروط لإنجاح مبادرة موسى الذي قرر عدم إخلاء الساحة والعودة في التوقيت المناسب الى بيروت ناصحاً المعنيين بتمرير الوقت سلماً وبالتخفيف ما أمكن من استخدام الشارع أو التصعيد.

 

شمعون: قيام المحكمة الدولية ممنوع لتنافيها مع مصلحة سوريا

على المعارضة التعالي عن لغة الشارع وتفنيد بنود الخطة الإصلاحية

وطنية- 6/1/2007 (سياسة) اعتبر رئيس حزب الوطنيين الأحرار دوري شمعون في حديث إلى إذاعة "لبنان الحر" ضمن برنامج "على مسؤوليتك" أن "الوضع مرتبط اليوم بشكل أساسي بموضوع المحكمة الدولية، فإذا تراجعت الحكومة عن السير في موضوع المحكمة تعود الأمور إلى مجراها بحسب الفريق الآخر"، ورأى أن "قيام المحكمة الدولية ممنوع بالشكل المبرمج اليوم لأن الأمر ليس من مصلحة سوريا، وما يتنافى مع مصلحة سوريا يتنافى مع مصلحة العماد ميشال عون وحزب الله".

وقال: "عون حليف لدمشق أكثر من غيره، فهو أقام اتفاقا مع سوريا وحلفائها منذ تموز 2004، وقد ساعدته في انتخاباته أجهزة الحقبة الماضية لكي يحقق النتائج التي حصل عليها، وهو يعتبر أنه ما دام تم انسحاب الجيش السوري من لبنان فهذا يعني أن سوريا لم تعد تتدخل بلبنان".

وسأل: "كيف يدعي عون بأنه لم يتعامل مع سوريا؟ فالدعم الذي حصل عليه في الانتخابات النيابية الأخيرة ووجود النائب ميشال المر، الحليف الأساسي لدمشق في كتلته، وتحالفه مع النائب السابق سليمان فرنجية، البدل عن ضائع، أدلة تؤكد هذا التعامل. عون حليف لسوريا شئنا أم أبينا، لا يتحدث عن هذا الأمر بصراحة لأن ذلك ليس من مصلحته، ولكنه يغش فئة واسعة من اللبنانيين الذين بسببه فتك بهم السوريون وقتلوهم وخصوصا العسكر الذين استشهدوا عندما هرب من لبنان. اليوم يرى من مصلحته التحالف مع سوريا معتبرا أنه بهذه الطريقة يصل إلى رئاسة الجمهورية. إذا كانت الرئاسة ستأتي عن يد سوريا هنئيا له، ومن لا يستنتج تحالف عون مع سوريا يكون أعمى".

وردا على سؤال عن استفزاز الأكثرية لفئة معينة عبر عقد جلسات لمجلس الوزراء على الرغم من إجماع قوى المعارضة على عدم شرعية الحكومة قال: "استقال الوزراء الشيعة من الحكومة احتجاجا بشكل أساسي على قضية المحكمة، فهل هذه المحكمة هي ضد الطائفة الشيعية؟ إنهم يستغلون هذه الطائفة للوصول إلى أهدافهم السياسية وفي مقدمها إسقاط المحكمة لأن سوريا ترفضها. وهذا الأسلوب الحاد في مواجهة الحكومة ومحاولة إسقاط المحكمة أو إضعافها، يعني أمرين: إما أن الامر لتأمين مصلحة سوريا, ما يعني انهم عملاء بيد سوريا اي "باش كاتب"، او ان لديهم مصلحة شخصية بعدم قيام المحكمة خوفا من ان تطالهم المحكمة بأي شيء, وعندما يبلغ بهم الامر حد الاستعداد لتخريب البلد لمنع قيام المحكمة, يحق للناس ان تتساءل عن الاسباب".

واعتبر "ان "حزب الله وراء محاولة شل الحكومة ووضع اليد عليها بالتعاون مع العماد ميشال عون"، وشدد على ان "الحكومة شرعية وميثاقية وحزب الله وحركة أمل يحرضان شارعا رئيسا لمكاسب سياسية وتنفيذا للسياسات الايرانية والسورية".

وقال شمعون: "لسنا في حاجة الى خلق اوضاع متشنجة تؤدي الى ردات فعل بين طائفة واخرى. من حق المعتصمين ان ينزلوا الى الساحات وفق الاسس الديموقراطية, ولكن لا يحق لهم شل البلد. فليحافظوا على الاستقرار الامني ويبقوا قدر ما يشاؤون في الشارع. نرفض اعتبار انعقاد مجلس الوزراء واقرار الخطة الاصلاحية بالخطوة التصعيدية, واذا كانت المعارضة ترغب في المحافظة على مصلحة البلد, عليها ان تتعالى عن لغة وسياسة الشارع, وتعمد الى تفنيد بنود الخطة ووضع ملاحظاتها عليها".

وشن هجوما على النظام السوري, معتبرا "انه طالما يوجد "حزب البعث" في دمشق وهو لا يعترف بلنان سيدا, حرا, مستقلا, طالما ستستمر الصعوبات التي نتعرض لها اليوم خصوصا في ظل وجود مجموعة في الداخل اللبناني مسيرة في هذا الاتجاه. السوريون لم يستوعبوا حتى اليوم انهم انسحبوا من لبنان ويقلقهم سعي اللبنانيين الى محكمة دولية قد تطالهم. ان آخر ما يتمناه بشار الاسد ان يوضع امام المحكمة مثل ميلوسوفيتش".

واشار الى "انه في حال برهن لبنان انه عاجز عن انشاء محكمة وجهاز عدلي محترم من قبل كل الدول, ستعمد الدول التي تدعم المحكمة الى استخدام الفصل السابع".

 

السفير الروسي لدى الأمم المتحدة: لا اقتراحات لإعادة درس المحكمة الدولية

 الحياة - 2007 / 1 / 5

 استبعد رئيس مجلس الأمن للشهر الجاري سفير روسيا لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين إحالة موضوع المحكمة ذات الطابع الدولي لمحاكمة الضالعين باغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري على مجلس الأمن وإصدار قرار جديد حولها. وأكد تشوركين رداً على سؤال لـ «الحياة» ان «ليس هناك أي اقتراحات حول إعادة دراسة المجلس لموضوع المحكمة الخاصة» حول لبنان. واعتبر ان المحكمة يجب «أن تلعب الدور الذي من المفترض ان تلعبه، أي ليس فقط ان تؤدي الى العدالة بل ايضاً تكون اساساً لتهدئة سياسية أكبر. فيجب ان تتمتع بدعم سياسي واسع».  وأعرب عن أمله في ان «يتابع الحوار للتوصل الى ارضية مشتركة بين القوى السياسية كافة».

 

 السفير الفرنسي يؤكد دعم باريس لحكومة السنيورة في احتفال في صور لتقليد الضباط الفرنسيين أوسمة:

 الشرق الاوسط - 2007 / 1 / 6

 أكد السفير الفرنسي لدى لبنان برنار إيمييه دعم بلاده لحكومة الرئيس فؤاد السنيورة، ووصفها بـ«الكفوءة» وقال إنها «ستخرج البلاد من أزمتها».

ودعا ايمييه، وكان يتحدث امس في مدينة صور بجنوب لبنان، جميع اللبنانيين الى «ان يكونوا متضامنين وموحدين لكي يتخطوا كل العقبات وينعم لبنان بالاستقرار والأمن والسلام من اجل اعادة الاعمار». وأضاف ان فرنسا ستسعى دائماً لمساعدة لبنان حكومة وشعباً لتخطي الازمة. ويجب ان نكون متفائلين بمؤتمر «باريس ـ3»، معبراً عن امله بنجاح هذا المؤتمر «ليكون لبنان بلداً معافى تسوده الديمقراطية والحرية والاحترام المتبادل بين كل ابنائه»، وقال: «يجب ان نكون ايضاً متفائلين بهذا البلد مع وجود القوات الدولية المعززة التي تعمل مع الحكومة اللبنانية وقواها الامنية على بسط الاستقرار والأمن والسلام على كامل ربوعه».

بدوره، شدد قائد قوات «اليونيفيل» المعززة في جنوب لبنان الجنرال الان بيلليغريني على «دور هذه القوات في تنفيذ القرار الدولي 1701 ومساعدة الدولة والجيش اللبناني على بسط سلطتهما على كامل الاراضي اللبنانية في الجنوب». واثنى على جهود عناصر الكتيبة الفرنسية ومهماتهم الانسانية في تقديم المساعدات للسكان المحليين، من ضمنها مساعدات طبية وتوزيع ادوات تثقيفية، بالإضافة الى المساعدة في الاعمار، كما مساهمتهم في تفجير القذائف غير المنفجرة. الاحتفال خصص لتقليد ضباط وجنود القوة الفرنسية العاملة في «اليونيفيل» الاوسمة نيابة عن الامين العام للامم المتحدة، وحضر الى جانب بيلليغريني والسفير ايمييه قادة «اليونيفيل» وممثل رئيس مجلس النواب النائب علي بزي وممثل قائد الجيش اللبناني العميد الركن الياس زعرب.

 

إيران والمجتمع الدولي

 النهار - 2007 / 1 / 6

 لبنان لا يمكن ان يكون بعيدا عما يجري في ايران وعن علاقات ايران في الخليج ومع المجتمع الدولي. وأهمية ايران واضحة ومتعددة الجانب.

فايران تحظى بخصائص بارزة في المجال الديني والموقع الجغرافي، وفي عدد سكانها وثروتها النفطية والغازية. وهناك التوجه السياسي الذي استدرج مفاوضات دولية في شأن البرنامج النووي الايراني وتمخض عنه قرار مجلس الامن الرقم 1737 الذي اقر عقوبات في حق ايران تستتبع عدم استيراد معدات وتقنيات لتخصيب الاورانيوم والصواريخ الباليستية. واضيف الى هذه العقوبات تجميد موجودات 12 ايرانيا من اصحاب المسؤوليات في نطاق الصناعة النووية و11 شركة.

يلاحظ ان العقوبات التي أقرت ليست قاسية. ومعلوم ان روسيا، مدعومة من الصين، أصرت على اقرار عقوبات معقولة من أجل استدراج ايران الى متابعة المحادثات مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، كما ان العقوبات المقررة لا تمنع روسيا من انشاء محطة كهرباء نووية في جنوب ايران ينتظر انجازها في خريف السنة المقبلة.

ولعل من المفيد التذكير بان التعاقد على انجاز اول محطتين نوويتين لانتاج الطاقة الكهربائية في ايران تم مع فرنسا والمانيا خلال حكم الشاه. وايران كانت ولا تزال تصر على ان برنامجها سلمي ولا يهدف الى انتاج القنابل النووية. ومعلوم ان اسرائيل، الدولة غير العضو في الوكالة الدولية للطاقة الذرية والدولة غير الموقعة لمعاهدة منع انتشار الاسلحة النووية تملك عددا من القنابل النووية. لذا وعلى رغم التركيز على الموضوع النووي، يمكن القول ان الامر الاكثر استقطابا للاهتمام والمتعلق، الى حد ما، بالمواجهة النووية، هو دور ايران في تأمين امدادات النفظ والغاز، وامكان لجوءها الى اعاقة تصدير النفط عبر مضيق هرمز جنوب مياه الخليج. وتتمتع ايران برابع أكبر احتياط نفطي في العالم بعد السعودية والعراق وروسيا اذ يبلغ 132 مليار برميل كما تحتوي على ثاني اكبر احتياط للغاز في العالم بعد روسيا، ولا يقرب من حجم احتياطها الا احتياط قطر في منطقة الشرق الاوسط. فاحتياط ايران من الغاز يبلغ 971 تريليون قدم مكعب. وحيث ان هذه الارقام تبدو خيالية، من المناسب الاشارة الى ان احتياط ايران من النفط يوازي 10 في المئة من مجموع الكميات المكتشفة عالمياً، واحتياط الغاز يوازي 16 في المئة من الاحتياطات العالمية. بيد ان وفرة كميات النفط والغاز لا تعني ان أهمية ايران في مجالات الانتاج والتصدير موازية لحجم الاحتياط. فالواقع ان ايران تنتج ما يساوي 4,2 ملايين برميل من النفط يوميا وتصدر من هذا الانتاج 2,6 مليوني برميل، في حين ان استهلاكها من النفط الخام يوازي 1,6 مليون برميل. وايران، البلد النفطي الكبير، تستورد بنزيناً لديها، وبعض مستورداتها يتوافر من دول خليجية ومن دول أبعد بكثير تشمل فرنسا والهند، الخ.

بالنسبة الى الغاز، الاوفر نسبيا في ايران، يمكن القول ان ايران لم تطور سوى حقول تحتوي على 30 في المئة من الغاز وقد تعاقدت مع روسيا وحديثاً مع الصين على تطوير حقول الغاز البحرية التي تواجه حقل الشمال في قطر وتتداخل مع بعض تضاريسه. ومن المعلوم ان قطر، قبل عام1995، كانت ملتزمة تخصيص ايران بنسبة مئوية من عائدات تطوير حقل الشمال، لكن هذا الالتزام الغي بعد الوجود الأميركي في قطر.

ان استعمالات الغاز، سواء للتدفئة، أو توليد الكهرباء، أو الانتاج الصناعي، أو كوقود للسيارات، أفضل وأنظف من استعمال المازوت والفيول أويل. وقد ركزت ايران جهوداً على هذا التوجه وبات نصف استهلاكها من الطاقة مصدره الغاز الطبيعي. وحيث ان ايران تأخرت في تطوير آبار الغاز، فقد حصرت تصديرها من الغاز بخط الى تركيا واهملت خطاً أنجز اواخر ايام الشاه لتصدير الغاز الى جنوب الاتحاد السوفياتي حينذاك، وبات هذا الخط يستعمل لاستيراد الغاز من تركستان الى ايران التي تستورد حاليا 200 مليون قدم مكعب من الغاز يوميا.

لم تنجز ايران حتى تاريخه مشاريع لتسييل الغاز وشحنه بواسطة ناقلات الغاز السائل كما تفعل قطر على نحو متسارع مما سيجعلها البلد الاول عالميا في هذا المجال خلال خمس سنوات، ومعلوم ان كل مشروع لتسييل الغاز وتصديره يستوجب إنجازه خمساً الى ست سنوات.

اذا فحصنا تهديد ايران بقطع امدادات النفط في حال اقرار عقوبات صارمة في حقها، والقرار 1737 ليس صارما، لن يشكل انقطاع النفط الايراني مشكلة اساسية في امدادات النفط العالمية. وجدير بالذكر ان منظمة "اوبيك" أقرت خفوضات في الانتاج والتصدير تقرب من نصف حجم صاردات ايران، والواقع ان ايران لا تستطيع ماليا تغطية حاجاتها لاستيراد المشتقات النفطية وحاجاتها لصيانة المنشآت النفطية المتقادمة العهد. وكانت ايران تنتج قبيل رحيل الشاه في صيف 1978 أكثر من ستة ملايين برميل من النفط يوميا، وبعد تسلم الامام الخميني قيادة البلاد أوصى بضبط الانتاج على مستوى مليوني برميل يوميا، كما اوقف الخميني مشروع تصدير الغاز الايراني الى روسيا.

اذا اوقفت ايران صادراتها النفطية، تخسر 80 في المئة من عائدات صادراتها الاجمالية، وكانت صادرات النفط قد وفرت لايران 46 مليار دولار عام 2005. ومعلوم ان اسعار المشتقات في ايران، سواء للبنزين أو المازوت، مخفوضة وكذلك أسعار الغاز، وتاليا فان انتاج النفط ضروري لاستمرار الكثير من الصناعات، لكن اهمال أعمال التطوير والصيانة منذ تاريخ الحرب العراقية – الايرانية تسبب بتقلص قدرات الانتاج بنسبة 30 في المئة.

هناك منهجان تستطيع ايران ان تؤثر، في حال اقرارهما، على امدادات النفط عالميا. الاول تضييق فرص التصدير لنفط الكويت والسعودية والعراق والامارات بمحاصرة المنافذ البحرية في مضيق هرمز. لكن هذا الخيار غير ممكن لانه يفتح أبواب الحرب على ايران. والولايات المتحدة وبعض القوى البحرية الاوروبية، وخصوصا البريطانية، والقوى الروسية والهندية موجودة بكثافة ولا يمكن ان تسمح بتنفيذ الحصار، وايران لن تقوم بعمل كهذا. وللتذكير فقط، نشير الى تصريحات وزير النفط الايراني في صيف 2006، ايام احتدام الحرب على لبنان والتلويح بامكان صدام اسرائيلي – سوري، اذ قال ان أي هجوم اسرائيلي على سوريا لن يمنع استمرار ايران في تصدير النفط الى بقية العالم.

اما الامكان الاهم لتأثير ايران على اسواق النفط الغاز العالمية، فتتمثل في فرص التعاون مع روسيا في مجالات النفط والغاز، واحتياطات روسيا وايران من الغاز توفر لما قبضة أهم بكثير على اسواق الغاز من قبضة دول "اوبيك" واتفاق ايران وروسيا على سياسة نفطية متكاملة وتخصيص شركة "غاز بروم" الروسية بمجال أوسع في صناعة النفط والغاز الايرانية، من شأنهما ان يؤديا خلال خمس الى ست سنوات الى انتاج روسيا وايران ما يعادل 60 – 70 في المئة من انتاج دول "أوبيك" اذا حسمنا منه الانتاج الايراني. بدأت روسيا تكرس بوضوح ثرواتها النفطية والغازية لتوسيع نفوذها في اوروبا والشرق الاقصى وزيادة مواردها المالية. وتهدف السياسة الروسية الى استقطاب ايران، وربما لهذا السبب كان قرار مجلس الأمن، بفعل تأثير روسيا، خفيف الوطأة ومرناً في الوقت ذاته.

مروان اسكندر

 

 المفتي قباني استقبل وفدا من الكنائس الانجيلية مهنئا بالاعياد 

 وكالات - 2007 / 1 / 6

 استقبل مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني وفدا من الكنائس الإنجيلية في لبنان وأميركا برئاسة القس شوقي بولس.

بعد اللقاء، تحدث باسم الوفد رئيس تجمع الشباب اللبناني فايز حمدان قائلا: "قدمنا لسماحته التهاني بالأعياد وتمنينا له التوفيق في مهامه الوطنية الجليلة وهو عماد لبنان ومحور وحدته وسلامته في مسيرة لبنان الحرية والكرامة والوطن النهائي لجميع ابنائه ونحن نصلي لأجل لبنان وحكومته برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة الذي ندعمه ونؤيده".

سلام

واستقبل مفتي الجمهورية عميد جريدة "اللواء" عبد الغني سلام ورئيس التحرير صلاح سلام والمدير العام ماجد منيمنة. وقال صلاح سلام بعد اللقاء: "بحثنا مع سماحته في الأوضاع السائدة في البلد بعدما بلغت هذا المستوى من التأزم، وكان الرأي متفقا على ضرورة استمرار المساعي العربية لاستعادة الحوار بين اللبنانيين وخصوصا أن لا حل في لبنان إلا عن طريق الحوار. وكان أيضا بحث في ضرورة استمرار التواصل بين القيادات الروحية الإسلامية على مختلف المستويات في المؤسسات الإسلامية للعمل على وأد الفتنة المذهبية وتعزيز الوحدة الإسلامية في لبنان التي هي الأساس في بنيان الوحدة الوطنية. ومن المتوقع أن نشهد قريبا خطوات عملية في هذا الاتجاه من شأنها أن تعزز الوحدة بين المسلمين في البلد وان تبعد شبح الفتنة المذهبية".

والتقى المفتي قباني وفد التجمع التنموي اللبناني برئاسة المحامي خالد الخير الذي قدم له درع التجمع عربون محبة وتقدير، وأشاد بمواقف سماحته الوطنية والإسلامية.  ثم استقبل وفدا من اتحاد الجمعيات الشمالية للتنمية والبيئة والتراث برئاسة المهندس مازن عبود، الذي أشار إلى انه "تم التباحث مع سماحته في إمكانية الدعوة إلى قمة روحية للضغط معنويا على الأطراف المتخاصمة في البلد بغية العودة إلى التفاهم والحوار، في ظل ما تشهده المنطقة من سخونة وحروب باردة على أكثر من صعيد". كما أعرب عبود عن خوفه من "تعطل لغة الحوار والتفاهم الداخلي جراء فقدان معظم الأطراف اللبنانية لأدوارها في إدارة اللعبة لحساب جهات دولية وإقليمية"، مبديا خشيته من "تلعثم المؤسسات الدستورية وتغيبها التدريجي لحساب الفوضى"، معتبرا "أن هذا سيدفع بالبلد حتما إلى المجهول، واللبنانيين إلى التقاتل العبثي في ظل تركيبة معدة سلفا لهكذا أوضاع".

ونوه المجتمعون "بحكمة المفتي قباني وبمساعي الأشقاء الحميدة لتقريب وجهات النظر ما بين أفراد الأسرة اللبنانية المتناحرين لدرء الفتنة وتحقيق الاستقرار".

 

انطوان سعد: الطوق الفارسي – الأسدي يطوّق العاصمة لأقامة دولة "حزب الله"

 النهار - 2007 / 1 / 6

 حمل النائب انطوان سعد "قوى المحور السوري - الايراني في لبنان، وفي مقدمها حزب الله مسؤولية تردي الاوضاع في لبنان على الاصعدة كافة، ولا سيما الاوضاع الامنية والاقتصادية التي تزداد تفاقما يوما بعد يوم في ضوء استمرار الاستيطان المنظم والطوق الذي فرضته قوى 8 آذار وسط بيروت للاطباق على المؤسسات وشل عملها وتحويل بيروت مدينة اشباح".

ورأى في تصريح امس ان هذا الوضع "يفرض الطوق الفارسي - الاسدي على قلب العاصمة من اجل قيام دولة حزب الله الفارسية في لبنان".

واشار الى ان "المبادرات التي حملها محبو لبنان وفيها مصلحة لبنان وشعبه تعطلت امام اصرار حزب الله على تعطيل المحكمة ذات الطابع الدولي بناء على اوامر سورية واضحة، وبتخطيط فارسي لأن رأس محور الشر والقتل في دمشق هو رهن قيام المحكمة. فليس مستغربا هذا الاستقتال السوري من اجل نسفها باي ثمن، انما استقتال اطراف وقوى لبنانية لتعطيل المحكمة خصوصا مع توسع التحقيق ليشمل الجرائم التي بدأت مع الشهيد الحي والمقاوم الحقيقي مروان حمادة وصولا الى جريمة اغتيال الوزير والنائب بيار الجميل". وسأل: "لماذا هذا الانبطاح والاستماتة امام السوري ومن اجله، ولماذا يرفض (رئيس الجمهورية اميل) لحود ربط الجرائم بعضها ببعض". واذ اكد ان "حكومة الرئيس فؤاد السنيورة مستمرة حتى اقالة لحود وانتخاب رئيس جديد للبنان"، حذر من "انجراف بعضهم وراء المال الفارسي الذي يحاول حزب الله من خلاله توسيع مربعاته الامنية وحدود دولته عبر شراء الاراضي والعقارات والاملاك". ورأى في القبض على عناصر من الحزب السوري القومي الاجتماعي "تأكيدا على ان الأيدي السورية لا تزال طائلة في لبنان من اجل تخريب السلم الاهلي والقيام باعمال ارهابية". ودعا القوى الامنية الى "تنظيف البلاد من المرتزقة والمأجورين ومعاقبة جميع المخلين بالامن".

 

 إده: هدف الجنرال الوصول إلى السلطة والبقاء فيها ومعظم الرؤساء العسكريين لم يتركوها إلاّ مكرهين

 النهار - 2007 / 1 / 6

 انتقد عميد حزب الكتلة الوطنية كارلوس اده أمس قوى المعارضة، كذلك انتقد بشدة النائب العماد ميشال عون ورأى أن "هدف الجنرال الوصول الى السلطة والبقاء فيها"، ملاحظاً أن "معظم العسكريين الذين وصلوا الى السلطة في العالم العربي لم يتركوها الاّ مكرهين".

أدلى العميد اده بالتصريح الآتي: "ما ان اعلن رئيس الحكومة فؤاد السنيورة الخطوط العريضة لورقة الحكومة للاصلاح الاقتصادي المزمع عرضه على مؤتمر باريس 3، حتى تعالت الاصوات في قوى المعارضة رافضة مضمون الورقة ومكيلة الانتقادات والاتهامات والشعارات الديماغوجية التي سئمها اللبنانيون.

ولنبدأ اولا بانتقادات حزب الله للخطة الحكومية. اننا لم نر لهم يوما اي رؤية اقتصادية، ولعل الموضوع الاقتصادي لديهم ينحصر في المساعدات المالية التي تصل اليهم من ايران وفي موضوع الكهرباء الذي لهم به معرفة عميقة.

اما بالنسبة الى ما سمعناه وسمعه اللبنانيون جميعا على لسان العماد ميشال عون في اجتماع كتلته النيابية بعد ساعات قليلة من اعلان الورقة الحكومية، وبطبيعة الحال قبل ان يتمكن اي كان من قراءة هذه الورقة، فقد اعلن الجنرال على شاشات التلفزة انه ضد الورقة الحكومية من دون حاجة الى قراءتها!

ولا بد هنا من سؤال من اراد فتح دمشق في السابق ومحرر مزارع شبعا اليوم، وربما القدس غداً اين هو مشروعه الاقتصادي الشهير؟ اين هي تلك الرائعة التي صور للناس قبل الانتخابات أنها المشروع الوحيد والذي ما بعده مشروع؟ اين هو هذا النص الذي قالت فيه حاشية الجنرال ما لم يقله ابو نوّاس في الخمرة وحتى قبل كتابة هذا المشروع الذي لم يوضع على ورق الا بعد اصرارنا على اصحابه بضرورة نشره علنا. وكم كانت المفاجأة كبيرة عندما شاهدنا ماسماه الجنرال مشروعا اقتصاديا لا يتعدى صفحتين من العناوين العريضة التي تشبه كل شيء الا المشروع الاقتصادي الجدي، وهذه العناوين يمكن أي شخص ان يضع افضل منها لو قام ببحث بسيط وسريع على الانترنت؟ انها حقا اضحوكة معيبة!

أما عن كلام الجنرال الدائم على الفساد وضرورة مكافحته فحدث ولا حرج . واذكر هنا تماما عندما ذهبت لزيارته بعد عودته الى لبنان وقبل الانتخابات، وكنت برفقة الامين العام للكتلة الوطنية آنذاك الدكتور جوزف مراد، وعرضت عليه مشروعنا الاقتصادي وضرورة تعديل قانون السرية المصرفية لرفعها حكما عن الموظفين العامين، والنواب والوزراء الخ... وكم كانت مفاجأتنا وخيبتنا كبيرتين عندما رفض الجنرال بحزم هذا الطرح قائلا حرفيا انه لا يرى لماذا يجب منع شخص ما جمع ثروة في افريقيا مثلا بأي وسائل كانت من ان يأتي وينفق من هذه الثروة على العمل السياسي في لبنان؟ هل علينا أن نزيد؟ مع الأسف نعم.

اذا كان الجنرال لا يمتلك خطة اقتصادية، واذا كان مشروعه لمكافحة الفساد موجها الى خصومه السياسيين فحسب، واذا كان عاجزا عن اقتراح مشروع سياسي وطني يدافع فعليا عن السيادة اللبنانية، واذا كانت مواقفه تنحصر في المطالب التي تخدم مصالح حلفائه فما هي اذا اهدافه الحقيقية، هو الذي يوظف كل طاقاته من اجل الوصول الى قصر بعبدا؟

ان تحليلاً موضوعياً للوقائع يسمح بتلخيص اهداف الجنرال بثلاثة:الوصول الى السلطة، البقاء فيها، واستثمارها.

الوصول اولاً: هذا امر سهل الاثبات عندما نشاهد التقلب السياسي للجنرال وتغيير مواقفه وتصريحاته وحروبه المتتالية السابقة وارتباطه اخيرا بدولتين يمثل نظاماهما السياسيان نقيض القيم التي تصبو اليها غالبية اللبنانيين منذ اجيال ودعمه لحرب تدميرية للبلاد واقتصادها. فما تراه يكون وضع الجمهورية التي يحلم بترؤسها يوما من الأيام، وكل ذلك من اجل الوصول؟

البقاء ثانيا: يكفي هنا ان ننظر الى معظم العسكريين الذي وصلوا الى السلطة في العالم العربي، فهم لم يتركوها الا مكرهين طبعاً، باستثناء اللواء فؤاد شهاب الذي يشكل نقيضا للعمادين عون ولحود.

استثمار السلطة اخيراً: وهنا ايضا يجب العودة الى بعض الامثلة على العسكريين الذين تسلّموا السلطة في المنطقة. فمن البديهي ان السلطة لم تؤد الى افقار عائلات هؤلاء الحكّام وحاشيتهم، وعلى كل حال ان العماد عون لم يصل الى السلطة بعد وقد بدأت اشاعات عن الثروات العقارية في محيطه تنتشر، فمن اين لهم هذا؟ ولماذا معارضة رفع السرية المصرفية عن السياسيين؟

إعطاء المثل

في المناسبة، وقبل ان نبدأ عملية التدقيق المالي الدولي الغالية على قلب الجنرال، نتمنى عليه ان يبدأ باعطاء المثل بنفسه لمن ينتقدهم وللشعب اللبناني العظيم. فالمعروف ان آلاف اللبنانيين ساهموا في الاعوام من 1988 الى 1990 في تمويل حركة العماد عون السياسية من خلال هبات وتضحيات مالية كبرى، وهذا امر يعرفه جميع اللبنانيين. فهل صرح العماد عون عن هذه الهبات وسدد الضريبة المتوجبة عليها، علما ان قانون رسم الانتقال الصادر عام 1959 يفرض رسميا على الهبات التي يتلقاها الاشخاص الطبيعيون والمعنويون وبنسب ترتفع مع بعد نسبة القرابة بين الواهب والموهوب له. فعلى سبيل المثال عندما اوصى ريمون اده بمبلغ من المال يوازي 200 الف دولار الى حزب الكتلة الوطنية (وهو في المناسبة اكبر مبلغ تلقاه الحزب منذ انشائه) تم التصريح عنه للدوائر المالية التي استوفت على هذا المبلغ ما يوازي 63 الف دولار اميركي.

أليس الاجدر بالجنرال ان يبدأ بنفسه قبل ان يطالب بالتدقيق الدولي للغير، وخصوصا ان الدول المتقدمة التي يريد الجنرال التمثل بها دائما تعتبر التهرب الضريبي وجها اساسيا من وجوه الفساد. فعلى الجنرال ان يثبت للبنانيين ان مواقفه متطابقة فعلا وقولا، لان الفساد مفهوم قانوني دولي ولا ينحصر بالمفهوم الذي يعطيه الجنرال له. وان لبنان لن يتقدم الا بعدما يتمكن شعبه من الحكم على زعمائه بناء على تطابق اقوالهم مع افعالهم وليس على مواقفهم الديماغوجية، وذلك كما كان يفعل ريمون اده وبيار اده عندما كانا يوجهان الانتقادات الى أحد، او يطالبان باجراءات معينة، فكانا يبدآن بنفسهما لاعطاء المثل.

واخيراً، اتحفنا الجنرال في عدد جريدة "السفير" الصادر في 30/12/2006 بالقول انه سيبدأ بحجز الاماكن في دير الصليب لبعض الساكنين في السرايا الحكومية والقصور، ولعل من المفيد اكثر البدء بحجز الاماكن لأولئك المصابين بجنون العظمة ومن لا يزالون يؤمنون بهم، واولئك الذين لم يكن يجب ان يخرجوا من ذاك المكان قبل انتهاء العلاج".

 

فرنسا تسعى لدى دول الخليج لضمان نجاح مؤتمر باريس 3

 النهار - 2007 / 1 / 6

 كتب خليل فليحان:

هل أخطأ رئيس الوزراء فؤاد السنيورة عندما عقد جلسة لمجلس الوزراء اول من امس الخميس اقرت ورقة العمل لمؤتمر باريس 3؟ هل كان عليه ان ينتظر تسوية مع المعارضة لا يبدو انها ستتحقق في وقت قريب رغم المساعي السعودية والمصرية والتركية وجهود الامين العام لجامعة الدول العربية؟

مصادر ديبلوماسية في بيروت ايدت الخطوة التي اقدم عليها السنيورة واكدت انه لم يكن امامه متسع من الوقت لينتظر المساعي لحل قضيتي المحكمة ذات الطابع الدولي التي ستنظر في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري وموضوع الشراكة في ادارة شؤون البلاد من خلال تحويل الحكومة الحالية حكومة وحدة وطنية والتوصل الى اتفاق على الوزير المحايد.

ولفتت الى ان الجلسة قبل الاخيرة التي عقدها مجلس الوزراء كانت في 12/12/2006 اي قبل 24 يوما، وتحاشى الرئيس السنيورة الدعوة الى اي جلسة لئلا يغيظ المعارضة التي لا تزال تعتصم في وسط بيروت وتشل الحركة التجارية فيه وتحول دون ارتياده الطبيعي من اللبنانيين والوفود العربية التي كانت تقصد بيروت في موسم الاعياد.

واشارت الى ان ما قام به السنيورة كان لا بد منه لان اجتماعا سيعقد في العاصمة الفرنسية الاربعاء المقبل تحضيرا لمؤتمر باريس 3 لاعمار لبنان، وتقرر ان يشارك فيه وزيرا المال جهاد ازعور والاقتصاد والتجارة سامي حداد وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة، وسألت: "أيعقل ان تهتم فرنسا بمساعدة لبنان وتسعى الى توفير اكثر من ملياري دولار للتخفيف من عجز الموازنة واعادة الثقة الى السوق اللبناني وان تتخلف الحكومة اللبنانية عن القيام بما عليها؟

ان وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي يزور السعودية اليوم للاجتماع الى الملك عبد الله بن عبد العزيز والى نظيره الامير سعود الفيصل للتشاور حول حجم مساعدة المملكة في مؤتمر باريس 3، وفي خضم الازمة السياسية المتفاقمة والاعتصام المستمر في لبنان منذ 37 يوما.

واشارت الى معلومات ديبلوماسية فرنسية تقول ان باريس تأمل في ان تشارك دول الخليج بقوة في المؤتمر.

واستغربت رد فعل المعارضة على اجتماع الحكومة وتهديدها بخطوات تصعيدية نوعية تبقى بعيدة عن المساس بالسلم الاهلي، وتكون في اطار اعلان اضرابات في صفوف القطاعات العمالية وسوى ذلك بذريعة ان الحكومة الحالية "غير دستورية وغير ميثاقية".

وتدعو المصادر نفسها المعارضة الى الاعتراف بان شرائح واسعة من اللبنانيين تدعم الحكومة كما هي عليه، وتتمنى ان يعود اليها الوزراء الشيعة، اضافة الى ان المجتمع الدولي ودول مجلس التعاون الخليجي ودول عربية اخرى مؤثرة وفاعلة تدعمها.

وأملت في عدم لجوء المعارضة الى اساليب تؤثر مباشرة على عقد المؤتمر لانه لمصلحة اللبنانيين كافة، ونتائجه لن تقتصر على حكومة السنيورة، في حين يبدو ان الوصول الى تسوية ترضي المعارضة لا تزال صعبة ومعقدة رغم المساعي العربية والتركية الكثيفة وان الامين العام عمرو موسى لا يزال ينتظر في القاهرة اشارات من المعارضة ليعود الى بيروت كي يعاود مهمته في تذليل بعض النقاط العالقة حول تعديلات على مسودة اتفاق المحكمة وتوسيع الحكومة لتتحول حكومة وحدة وطنية تطالب بها المعارضة ولا تعارضها الموالاة. ولاحظت عدم حصول اي تدخل اميركي او فرنسي علني للمساهمة في حل الازمة اللبنانية، مضيفة ان واشنطن وباريس تشجعان المساعي المصرية والسعودية ووساطة عمرو موسى توصلا الى الحل المتوازن والمتوازي في اقرب وقت ولابعاد شبح الفتنة المذهبية وتحويل لبنان عراقا آخر. وافادت ان الوضع المتأزم في لبنان ومدى تأثيره على مؤتمر باريس 3 كان مدار بحث بين وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس والممثل الاعلى للسياسة الخارجية والامن العام المشترك للاتحاد الاوروبي خافيير سولانا في واشنطن، وقد اتفقا على القيام بجولة على عدد من دول المنطقة من اجل السعي الى مخارج للازمة اللبنانية.

 

 "الصيغة" اللبنانية تمثّل حاجة عربيّة وتركيّة وغربيّة ودوليّة

 المستقبل - 2007 / 1 / 6

 نصير الأسعد

من نافل القول أن ثمة اهتماماً عربياً ـ غربياً ـ دولياً بالوضع في لبنان، لوحظ بلوغه مدى واسعاً خلال الشهور الأخيرة. واذا كان هذا الاهتمام يتخذ في وجه رئيسي من وجوهه صيغة دعم قوي لحكومة الرئيس فؤاد السنيورة، فإن وراءه فكرةً أو "فلسفة" من المفيد تسليط الضوء عليها بما يساعد على فهم طبيعة "المبادرات" التي يشهدها لبنان.

أردوغان: زيارته تعلن أن تركيا "معنيّة"

وكي تكون الأمور واضحةً منذ البداية، ينبغي القول إن الاهتمام المشار إليه يشمل تركيا التي زار رئيس وزرائها رجب طيب أردوغان بيروت قبل أيام قليلة، ولا بد من تعيين الأبعاد الرئيسية لهذه الزيارة ودلالاتها.

فبصرف النظر عن مآل الجانب المتعلق بـ"الوساطة" التي يمكن أن يقوم أردوغان بها في اللحظة الإقليمية ـ الدولية الراهنة، فإن زيارته الى لبنان تشكّل إعلاناً واضحاً عن أن تركيا ليست فقط "مهتمّة" بلبنان بل إنها "معنيّة" به أيضاً.

صارت تركيا معنيّة في المباشر بلبنان وبما يجري فيه، وهي دولةٌ إقليميةٌ رئيسية في المنطقة، لأسباب عدّة. ففي لبنان تدخّل جارٍ على قدم وساق من قبل قوى إقليمية جارة لتركيا، أبرزها إيران. ثم عندما يقول أردوغان علناً إن ما يجري في لبنان إذ ينطوي على خطر فتنة مذهبية، إنما ينعكس على المنطقة كلها، فهو يعني تماماً ما يقول من زاويتَين على الأقل: فمن زاوية أولى يشكّل التمدّد الإيراني في منطقة الشرق الأوسط خطراً على مصالح تركيا وموقعها ودورها، بين علاقتها بأوروبا من ناحية وعلاقتها بالشرق العربي والإسلامي من ناحية ثانية، ومن الزاوية الثانية فإن "المشروع الإقليمي الإيراني" يتضمّن مخاطر "فرز" على مستوى المنطقة وكياناتها، بما يشرّع المنطقة للفوضى. وإلى ذلك يضاف أن تركيا لا يمكن أن تكون "محايدة" حيال "لعبة" تجري في حديقتَيها الأمامية والخلفية على السواء. ولهذه الأسباب مجتمعةً وغيرها، فإن في استقرار لبنان مصلحةً تركية لم يتردّد المسؤول التركي في تأكيدها.

"النظام العربي" و"الشارع العربي"

هذا من الجانب التركي. أما من الجانب العربي، فيبدو أن الأمور تسلك المسار التركي نفسه مع اعتبارات عربية "إضافية".

لا شك في أن "المشروع الإقليمي الإيراني" يثير قلقاً عربياً كبيراً. ويتبدّى هذا القلق بشكل رئيسي على مستوى "النظام العربي الرسمي"، ولا يزال بدرجة أقل على مستوى "الشارع العربي" الذي يتشكّل "وعيه" مِن معطيات عدّة: فبين "الديموقراطية" التي لا يجدُها في العديد من "الأمكنة" العربية وبطء "الجرعات" الديموقراطية في "أمكنة" أخرى، وبين تحميله أنظمة المنطقة مسؤولية التهميش الذي أصاب العرب في ظلّ "المدّ الأميركي" منذ تسعينات القرن الماضي، وبينَ بقاء القضية الفلسطينية بدون حلّ، وبين ما يجري في العراق من تمزيق لوحدة هذا البلد العربي.. "يستقبل" الشارع العربي "الشعارات" الإيرانية، و"يؤخذ" بمقاومة "حزب الله" وما يصاحبها من بطولات فعليّة. وعليه فإن "التفاوت" بين وعي "النظام العربي" من جهة، ووعي "الشارع العربي" من جهة ثانية، ذو أسباب موضوعيّة، لكنّه تفاوتٌ قابل للردم كلّما اتضح انّ الصراع يتعلّق بهويّة المنطقة وكلّما استقامت أمور الإصلاح المتدرّج في دول المنطقة.

"النظام العربي" و"الصحوة" والتدرّج

ومع التحوّلات التي شهدها لبنان منذ جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، "تدرّج" موقف "النظام العربي" حيالَ هذه التحوّلات. وإذا كان مما لا شكّ فيه أن "النظام العربي" تضامنَ مع لبنان ضدّ هذه الجريمة وسائر الجرائم الإرهابية، فإنه بدا خلال عام تقريباً "حذراً" إزاء المتغيّرات اللبنانية.

بعضُ "النظام العربي" قاربَ حركة 14 آذار 2005 ونتائجها سواء لجهة خروج سوريا من لبنان أو لجهة استعادة مسار "الديموقراطية اللبنانية" على أنها نموذجٌ يمكن أن "يجتاح" المنطقة لتبدو الديموقراطية "زاحفة" باتجاه دول عدّة.

غير أن "النظام العربي" بمحصّلته الرئيسية، بدا شديد التخوّف من أن تكون لحركة 14 آذار مفاعيل "تُستخدم" ضد النظام السوري داخل سوريا أو يمكن أن تكون حافزاً للولايات المتحدة على حمل لواء إسقاط هذا النظام الذي يتدخّل في مواقع أخرى غير لبنان أيضاً. وكان موقف "النظام العربي" ضد ما يؤدي الى إسقاط نظام الأسد ومع محاولة إنقاذه على أساس مصالحته مع قرارات الشرعية الدولية. والحُجّة الرئيسية التي راجت في تلك الفترة، كانت أن "النظام العربي" يرفض عراقاً ثانياً في سوريا، ما يعمّم الفوضى ويطلق حالةً من الاضطراب الإقليمي.

على أن التطوّرات التي حصلت بعد ذلك، ولا سيما في الربع الثاني من العام الماضي، ثمّ تحديداً حرب تموز على أرض لبنان، وبعدَها استدارةُ "حزب الله" نحو الداخل بدعم سوري ـ إيراني، جعلت "النظام العربي" يبدو أمام "صحوة" بالمعنى الحرفيّ للكلمة.

تبيّن له أن "المشروع الإيراني" يواصل تمدّده باتجاه مفاصل في المنطقة وباتجاه فلسطين.

وتبيّن له أن النظام السوري يُحكم التحاقه بالمشروع الإيراني بحيث يستحيل فكّه عنه.

وتبيّن له أن التحالف السوري ـ الإيراني الإقليمي يغذّي بأشكال ووسائل مختلفة حالات أصولية خطيرة في المنطقة. وتبيّن له أن ما حاول إنقاذ سوريا منه، أي "النموذج" العراقي، يقوم هذا التحالف بـ"تصديره" إلى لبنان. ومع كل هذه التطوّرات في "وعي" حقيقة ما يجري، لمس "النظام العربي" أن حركة 14 آذار ليست "حالة ثورية" ضدّه تطرُق أبواب تغيير الأنظمة، بل هي حركة استقلال وحركة استعادة النظام السياسي إلى سياق ديموقراطي طبيعي لبنانياً، وهي حركة اعتدال وتعاون على المستوى العربي. ولمس "النظام العربي" أن حركة 14 آذار هي في نهاية المطاف حركة ردّ اعتبار إلى اتفاق الطائف الذي رعاه "النظام العربي" أي ردّ اعتبار إلى "الصيغة اللبنانية" بما هي صيغة العيش المشترك، وكل ذلك بما لا يجعل من لبنان بؤرة اضطراب مقلقة للعرب.

مقولة أوروبية جديدة: الحل في لبنان

مدخل إلى الحل في المنطقة

تزامنت هذه "الصحوة" على مستوى "النظام العربي" مع تنامي قناعة غربية بأن ما يجري في لبنان على يد التحالف السوري ـ الإيراني يسيرُ باتجاه تعميم الفوضى الإقليمية، في وقت تراجع أوروبا والولايات المتحدة نتائج غزو العراق على العراق نفسه وعلى الوضع الإقليمي ككل.

وفي هذا المجال، برزت في الآونة الأخيرة وعلى ألسنة العديد من القادة الأوروبيين، مقولة "جديدة" ينبغي الانتباه جيداً إليها.

تفيد هذه المقولة "الجديدة" التي ظهّرها رئيس الوزراء الايطالي رومانو برودي اثناء زيارته بيروت قبل مدة، أن "الحل في لبنان هو مفتاح الحل في منطقة الشرق الأوسط".

طبعاً لم يقُل برودي ولا أي من قادة أوروبا إن أزمة لبنان هي أصل أزمة المنطقة. ولم يتنكّر أي منهم لحقيقة أن القضية الفلسطينية هي أساس الأزمة الإقليمية. لكنهم في مقولتهم الجديدة انما يعلنون بشكل واضح أن المطلوب "لبننة" الحل في العراق مثلاً وليس "عرقنة" لبنان، أي انهم يقتربون أكثر من اعتبار أن "الصيغة اللبنانية" تصحّ لأن تكون نموذجاً يعتمد في حلّ المشكلة العراقية إذا كان لا بدّ من وقف الحروب المتداخلة في العراق وإذا كان لا بدّ من انسحاب "التحالف الدولي" من بلاد الرافدين.

الاهتمام بـ"الصيغة اللبنانية"

إذاً، بالعودة إلى نقطة الانطلاق في هذا النصّ، فإن الاهتمام العربيّ ـ الغربيّ ـ الدولي بلبنان، يرتكز على اهتمام بـ"الصيغة اللبنانية" بما هي صيغة صالحة في لبنان وارتضاها اللبنانيون لتنظيم علاقاتهم، وبما هي صيغة صالحة لتطوير حلول لأكثر من أزمة في المنطقة. وعليه، فإن "صحوة" النظام العربي على هذه الصيغة انما هي دفاع عن لبنان وعن استقرار المنطقة، والاهتمام الدولي بلبنان هو في الوقت نفسه اهتمام بالاستقرار الإقليمي.

وهكذا فإن "الصورة" واضحة: النظامان العربي والدولي وبينهما تركيا يقفون بجانب لبنان الصيغة ونظامه السياسي الديموقراطي.

الاهتمام ليس بمشروع سلطوي

من الصعب أن يفهم التحالف السوري ـ الإيراني في لبنان أبعاد الاهتمام العربي ـ التركي ـ الغربي ـ الدولي على حقيقتها. من الصعب أن يفهم أن النظام العربي وتركيا لا يهتمان ويبادران لأسباب سنّية وإن كان الاعتبار السنّي فعلياً وحقيقياً. ومن الصعب أن يفهم أن الاهتمام الغربي والدولي ليس لأسباب مسيحية، خاصة بعد أن أكدت الكنيسة اللبنانية نفسها في خلاصات المجمع الماروني أن "الموارنة للبنان وليس لبنان للموارنة". ومن الصعب أن يفهم أن الاهتمام والتحرك العربيين والدوليين ليسا تدخلاً في صراع على السلطة مع فريق ضدّ فريق، بل هما في مجال الدفاع عن "نظام" سياسي وليس عن "سلطة" بذاتها. وإلا، لا تفسير لدخول الجهات المبادِرة في تفاصيل التركيبة الحكومية والـ19 + 10 + 1 والثلث وما أدراك ما الثلث، لو أن المسألة في لبنان مسألة حكومية بحتة، ولا تفسير لاضطرار رئيس الوزراء التركي، البعيد تماماً عن "التفاصيل اللبنانية" إلى الدخول في "ممرّ" هذه التفاصيل لو لم يكن على قناعة بأن المسألة في لبنان تتجاوز العنوان الحكومي الداخلي. اللغة الخشبية والقوالب الجامدة معدّة سلفاً للقول إن ثمة تدخلاً عربياً ودولياً في الشؤون اللبنانية الداخلية، وان ثمة مشروعاً أميركياً ـ غربياً يستتبع حركة 14 آذار ويؤيّدها. بيد أن ما يجب أن يكون في حساب التحالف السوري ـ الإيراني في لبنان، أن كل هذه المواقع العربية والتركية والغربية والدولية "تتدخّل" حفاظاً على "الصيغة اللبنانية" التي غدت "حاجة" عربية ودولية بكل معنى الكلمة.

المظلّة الواقية والدعم "غير العابر" على "التحالف" أن يعي أن إعلان هذه المواقع كافة أنها ليست محايدة حيال ما يجري في لبنان، يعني أنها تدرك خطورة المضاعفات على الصعد كافة. وعندما تدعو الى عدم الخطأ في الحسابات، فإنها لا تهدّد، بل تهدف الى "تبصير" المعنيين جميعاً بأنه ليس مسموحاً التلاعب بـ"الصيغة ـ الحاجة"، وبأنها تقف جداراً فاصلاً في وجه الفتنة في لبنان.. أي في وجه أي مغامرة بالصيغة لن تكون آثارها مقتصرةً على لبنان.

في المقابل، إذا كان مقياس نجاح هذا الاهتمام وما ينتجه من مبادرات، هو قدرتُه في مدى زمنيّ قريب على إنتاج حلول "عملية" لعناوين ليست في الواقع سوى "ظاهر" الأزمة، فإن ذلك لن يكون مفيداً باعتبار أن الأمر تحكمه معادلات متداخلة و"طويل الأمد". لكن هذا الاهتمام ناجحٌ وفقاً لكل المقاييس الأخرى. ذلك أنه يشكّل مظلّة واقية فوق الوضع اللبناني، فضلاً عن كونه تأكيداً لحقيقة أن الموقف العربي ـ التركي ـ الدولي ليس دعماً عابراً للبنان الذي بات دعمُه عنواناً استراتيجياً وفقاً لكل المعاني الآنفة ولكل الأبعاد المشار إليها.

 

 

 ارتياح لبناني لزيارة وفد «حزب الله» إلى السعودية واعتبارها خطوة لإعادة تحريك الوساطة العربية

 وفد من الحزب الاشتراكي ينقل للمجلس الشيعي تهاني جنبلاط بالأعياد

الشرق الاوسط - 2007 / 1 / 6

 أشاعت الزيارة التي قام بها وفد من «حزب الله» الاسبوع الماضي، للمملكة العربية السعودية حيث استقبله خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، مناخات إيجابية في لبنان، وتحول الحديث السياسي عن موجة التشنج الى التوقع ان تعيد الايام القليلة المقبلة تحريك المساعي العربية، ولاسيما مبادرة الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى، لتضييق شقة التباين بين مواقف الاكثرية المؤيدة لحكومة الرئيس فؤاد السنيورة ومواقف المعارضة التي تنفذ اعتصاما في وسط بيروت منذ 35 يوما وتطالب بتشكيل حكومة وحدة وطنية كمنطلق لمعالجة الازمة السياسية.

وانعكاسا للمناخات الايجابية قام وفد من الحزب التقدمي الاشتراكي الذي يرأسه النائب وليد جنبلاط بزيارة نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبد الامير قبلان، في مقر المجلس الشيعي في ضاحية بيروت الجنوبية، وضم الوفد النائبين وائل ابو فاعور وعلاء الدين ترو وأمين السر العام للحزب المقدم شريف فياض وزاهر رعد.

وقال قبلان لزواره: «نحن نرفض خطابات الاستفزاز والتشنج ونريد ان نحفظ بلادنا بتلاقينا وتعاوننا وتضامننا لان وطننا اصبح ساحة صراع بين اجهزة المخابرات التي تعمل لمصلحتها، فيما المطلوب ان نعمل جميعا متضامنين لمصلحة بلادنا، وهذا يحتم علينا انقاذ وطننا وتشكيل حكومة وحدة وطنية تضم كل المكونات الطائفية والسياسية في لبنان».

وبعد اللقاء، قال فياض: الاعياد هي مناسبة لمد جسور التلاقي بين الجميع كما عبر عن ذلك الشيخ عبد الامير قبلان. وأضاف «نحن نرى ان الحوار الوطني في هذه الازمة السياسية الكبرى في البلاد لا بد ان ينتج حوارا وعودة الى التلاقي بين القوى السياسية الحية وبين كل القوى المكونة للبنان في الخروج من هذه الازمة ولصون شرعية البلاد ومؤسسات الدولة، وللاحتكام الى الدولة ومؤسساتها والشرعية في كل امورنا، وهذا لا يصح ولا يتحقق الا اذا عاد الجميع الى طاولة الحوار وإذا كان العقل هو الذي يقود امورنا...». وقال «نقلنا لسماحته تهاني رئيس الحزب التقدمي وليد جنبلاط وتهاني قيادة الحزب، ونأمل ان تبقى جسور التواصل موجودة بين كل القوى في لبنان».

الى ذلك، قال الرئيس السابق للحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي «اننا نتمنى على السيد عمرو موسى معاودة مساعيه، وان يتقاطع في ذلك مع جهود الاشقاء العرب وقي مقدمهم المملكة العربية السعودية». وأضاف: ان المملكة العربية السعودية دائمة الحرص والقلق على لبنان واللبنانيين ولا تتردد في بذل اي مسعى للبحث عن حل. وما مبادرتها الاخيرة في استقبال وفد قيادة حزب الله الا تأكيد للحرص على وحدة لبنان واللبنانيين، خصوصا المسلمين، ووقوفها على مسافة واحدة من الجميع في سبيل حل الازمة الراهنة. اننا، على الرغم من تأييدنا وتثميننا للمبادرات الخارجية، نرى ان الحل الانجع يجب ان يتأتى من توافق اللبنانيين وإجماعهم.

بدوره، اكد الوزير جان أوغاسبيان (قوى 14 آذار) أن «زيارة وفد حزب الله للسعودية كان لها إيجابيات كثيرة وأكدت الدور المحوري الذي تقوم به المملكة، وهو دور مشكور. وأعطت إشارة واضحة الى أنها تقف على مسافة واحدة من الاطراف اللبنانية، وأبرزت حرصها على الوحدة الداخلية اللبنانية وعلى وجوب إيجاد مخرج للوضع الحالي»، لافتا إلى أن «الزيارة تؤكد وجود نيات لدى حزب الله للوصول إلى تفاهم ومخرج للمعضلة الحالية». وأبدى تفاؤله بهذه الزيارة وعول على دور المملكة العربية السعودية للوصول الى تسوية ما في أسرع وقت ممكن».

ووصف رئيس «الكتلة الشعبية» في البرلمان النائب الياس سكاف استقبال خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ووزير خارجيته الامير سعود الفيصل، وفدا من قيادة «حزب الله» بـ«الخطوة الايجابية في تخطي الحواجز النفسية على طريق الاعداد لإخراج الأزمة اللبنانية من دائرة الحلقة المفرغة». وتمنى «ان تستتبع السعودية مساعيها الحميدة في الانفتاح على جميع اطراف قوى المعارضة الوطنية اللبنانية كمدخل لإعادة التضامن العربي وإخراج لبنان من دائرة الصراع الاقليمي ـ الدولي». وزير الخارجية الاسبق فارس بويز، قال اثر لقائه البطريرك الماروني نصر الله صفير «ان تشعبات الازمة اللبنانية الخارجية تجعل من الصعب ايجاد حلول لها بمعزل عن مناخات دولية ووساطات دولية واقليمية فاعلة. وعلينا ان نعلم نحن كلبنانيين ان جعل لبنان ساحة لصراع الآخرين يجعل منا ذخيرة ورهائن عند الغير».

النائب في كتلة «القوات اللبنانية» انطوان زهرا قال في حديث تلفزيوني «إن كل مبادرات الحل بما فيها أفكار مبادرة السيد عمرو موسى هي مبادرات من رئيس الحكومة»، مذكرا بأن «كل البحث الذي تم في الحوار والتشاور من صيغ (19ـ9ـ2) و(19ـ10ـ1) كلها حلول اقترحها الرئيس السنيورة، هذه مبادراته، ومن عرقل الحلول هو إصرار فريق 8 آذار على تشكيل حكومة تحول دون الوصول الى تشكيل المحكمة الدولية».

 

 ماذا عن الملف المهمل منذ سنوات طويلة؟ 700 معتقل لبناني في سوريا و38 وسيلة تعذيب

 الشراع - 2007 / 1 / 6

 رغم كل الجهود الجبارة التي تقوم بها لجنة اهالي المعتقلين، والمتابعة الدقيقة والمطالبة الملحة، فإنه لم يتم اماطة اللثام عن قضية المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية والذين قارب عددهم الـ 700 معتقل.((الشراع)) زارت الخيمة التي نصبها اهالي المعتقلين في وسط بيروت قبالة مبنى ((الاسكوا))، حيث يمكثون فيها ليلاً نهاراً ويبيتون فيها بالمداورة، وقد رووا بعض قصصهم المأساوية وتحدثوا عما آلت اليه قضيتهم.

الآباء البيض

والدة المعتقل بشارة طانيوس رومية، روت تفاصيل اعتقال ولدها بشارة وقالت: اعتقل ولدي منذ 28 سنة، وكان عمره آنذاك 16 سنة كنت احضر عزاء لإحدى قريباتي التي توفيت في منطقة رياق البقاعية، وجاء ليأخذني الى المنـزل، وهناك تم اختطافه، في البدء ذهبت الى منطقة تسمى بـ((الآباء البيض))، وقابلت ((أبا علي))، وهو مسؤول في المخابرات السورية، لأنه تردد ان ابني موجود هناك، ولكنه ابى ان يعترف بذلك، الى ان استدليت الى المكان الذي تم نقله اليه، وبقيت ازوره لمدة سنة.. ومنذ تاريخه لم اعد اراه.

# هل ذهبت الى سوريا وسألت عنه؟

- نعم ذهبت كثيراً الى سوريا، وكان جوابهم انه يوجد لديهم عدة اشخاص يحملون اسم ((بشارة رومية))، ولكن اسماء آبائهم وأمهاتهم غير معروفة، ثم قصدت سجن صيدنايا لكن لم اعثر على ولدي.

# الآن هل لديك معلومات عنه؟

- تأتيني بعض الاخبار انه ما زال حياً، ولكن عندما رأيته وقابلته في السنة الاولى لاختطافه، كان مع الدولة، فهل من المعقول ان تقتل الدولة الاسير بالطبع لا، وأخباره ما زالت تردني حتى الآن.

# لمن تودين توجيه كلمة؟

- اطلب من الدولة اللبنانية ان لا تتركنا نطالب بهذه القضية وحدنا، وأناشد جميع الدول العربية والاجنبية ان تتعاطف مع قضيتنا الانسانية، وأقول للرئيس بشار الاسد، كرمى لعيون اولادك اشفق على اولادنا وأطلق سراحهم.. (اجهشت بالبكاء) بعلي مات اثر ذبحة قلبية حسرة على ولده، وابني الثاني توفي في حادث سير عندما كان ذاهباً الى الوزير الراحل ايلي حبيقة ليطلب منه المساعدة في قضية شقيقه.

ننتظر منذ 21 سنة

وحالة السيدة فاطمة الزيات لا تبدو اخف وطأة من حال ام بشارة، السيدة فاطمة روت لنا قصة ولديها المعتقلين والدموع لم تفارق عينيها لحظة وبادرتنا بالقول: ((والله تعبت يا بنتي من كثر ما حكيت قصتي وبكيت، بس ما رح اقطع الامل)) وأضافت سلمت ولدي غسان وفادي فخر الدين عبدو منذ 21 سنة للحاج مصطفى الديراني بعدما طلب مني ذلك، بحجة التحقيق معهما لمدة نصف ساعة فقط، ما زلت انتظز منذ 21 سنة انتهاء هذه ((النصف ساعة)).

# هل راجعت الحاج مصطفى الديراني بعدما طال غياب ولديك؟

- نعم كثيراً، وقال لي بالحرف الواحد: ((طاروا من يدي لأنني سلمتهم الى حزب الله)).

# هل اجتمعتم او قابلتم احداً من مسؤولي حزب الله؟

- لم نستطع الوصول للسيد حسن نصر الله، ولكن زارنا في الخيمة المسؤول في حزب الله غالب ابو زينب وشرحنا له قصتنا، وقال لنا ((ان شاء الله خير))، (ثم اجهشت بالبكاء واضافت): دخيلك يا بنتي، بدي وجّه كلمة للسيد نصر الله عبركم:

# تفضلي؟

- اقول له ليس لدي احد سواك لتساعدني على ارجاع ولدي، انت فقدت ولدك وتعرف كم هو صعب فقدان الابن فكيف اذا كانا اثنين، ارجوك واتوسل اليك وأدعو بأن لا يحرمك الله اولادك، ساعدني، انا ((عم بركض لحالي، ما الي حدا مريضة وما عندي غير هالولدين اللي اخذوهما.

# الآن هل تعرفين شيئاً عن ولديك؟

- ابداً.

# متى رأيتهما آخر مرة؟

- بقيت ازورهما لمدة ثلاث سنوات لانهما كانا في ثكنة فتح الله في البسطا الفوقا، وكان يأخذني الى هناك عماد مغنية وعبد الهادي حمادة ومصطفى الديراني، ومنذ ذلك الحين لم اعد اعرف عنهما شيئاً (واستطردت) نهار السبت الماضي وجهت نداء للشيخ عبد الامير قبلان، ولكنه لم يرد حتى الآن.

# هل انت متأكدة من انهما ما زالا على قيد الحياة؟

- اسمع ((خبريات)) من هنا وهناك انهما بخير وموجودان في سوريا، ابني الصغير كان مريضاً في القلب عندما اخذوه وكان عمره 16 سنة، وأذكر ان ولديّ غسان وفادي زاراني مرة في البيت، وطلبا مني صوراً لهما، وعندما سألتهما عن السبب قالا: سيأخذوننا الى ايران، احضروا غسان الساعة 12 ثم اخذوه ثم احضروا فادي الساعة الواحدة ليلاً واخذوه بعد ساعة.

بطرس ما زال حياً

لقاؤنا الثالث كان مع سيدة خوند شقيقة المعتقل بطرس خوند، سيدة روت حادثة اعتقال شقيقها: سنة 1992 اخذوا شقيقي بطرس من امام بيته في حرش تابت، وبشكل علني حيث قطعوا الطريق اولاً ثم اخذوه.

# من اخذه تحديداً؟

- ومن يستطيع ان يأخذ احداً في ذلك الوقت الا السوريون او بإذن منهم، ولكنني اشك ان يكون ايلي حبيقة هو الذي سلم شقيقي بطرس العضو في حزب الكتائب.

# لماذا؟

- ((حتى يزيحه من الطريق))، لأنه لو كان شقيقي بطرس موجودا،ً لما وصل ايلي حبيقة الى الوزارة.

# وهل تسمعون اخباراً عن حقيقة وجوده في سوريا؟

- عندي ورقة، يعود تاريخها لمدة سنتين، اعطانا اياها صحافي كان مسجوناً في سوريا، تثبت ان شقيقي دخل الى المستشفى في سوريا للمعالجة، هذه الورقة اعطتنا الامل انه ما زال حياً، وموجوداً في سوريا، كما ان بعض المفرج عنهم، افادوا انهم كانوا يتكلمون معه من تحت الابواب في السجن، فهناك غير مسموح ان يتلاقوا.

# هل ذهبت الى سوريا وسألت عنه؟

- نعم، ذهبت اكثر من مرة ثم قمنا كوفد من لجنة المعتقلين بزيارة وزير الداخلية السوري السابق علي حمود، ووعدنا خيراً ولكن من دون جدوى.

ولعل اكثر ما استوقفنا دموع داود عون والد المعتقل جوزف الذي ما زال يأمل بعودة نجله، رغم مرور 25 سنة على اعتقاله.

بدأ داود حديثه متسائلاً: ((مش عارف لوين بدي روح بعد حتى اسأل عن ابني))، اخذوه من البقاع من منطقة ((عميق)) وهو كان عسكرياً في الجيش اللبناني، خطفوه بعد الاجتياح الاسرائيلي للبنان سنة 1982 بثلاثة ايام.

# هل من اخبار تأتيكم عنه؟

- كانت زوجي تذهب دائماً الى سوريا وتسأل عنه، ويقولون لها انه موجود، ونحن معنا شهود من آل شعيا، مكثوا مع ولدي في السجن اكثر من 15 سنة في فرع فلسطين.

# وهل كانوا يسمحون لزوجك برؤيته ومقابلته؟

- آخر مرة شاهدت زوجي ولدها جوزيف، عن بعد اكثر من خمسين متراً كان واقفاً على شباك زنزانته، منذ اكثر من عشر سنوات، ولكنهم كانوا يتظاهرون بأنهم اعطوها ورقة تحمل اذناً بمقابلة ولدها، ثم يأخذون منها المال، وبعد ان تنتظر لساعات يرسلون احدهم ليطردها او ليقول لها ان ابنك قد خرج من السجن منذ وقت طويل.

# لمن تود توجيه كلمة اخيرة؟

- للرئيس بشار الاسد، وأقول له: ((دخيلك، كرمال الله اتركلنا ولادنا، اذا بتحب ولادك، انت اب وتعرف ما هو شعورنا)).

عاد

مدير جمعية ((Solid)) غازي عاد يتابع القضية وهو لا يوفر مناسبة الا ويحاول ابرازها بقوة، ويؤكد عاد مدى اهمية الخيمة التي لا يفارقها اهالي المعتقلين ليلاً نهاراً، وبالمداورة وهي منصوبة مقابل مبنى الاسكوا في وسط بيروت سألناه:

# متى بدأتم العمل بملف المعتقلين في السجون السورية؟

- بدأنا في اوئل التسعينيات أي منذ حوالى ستة عشر عاماً، لكن الوضع في البلد آنذاك، لم يكن يسمح بطرح مثل هذا الموضوع، لأنه يعتبر وكأنه يعرقل السلم الاهلي والعلاقة المميزة بين لبنان وسوريا ووحدة المسار، وكانوا يتهموننا بتسييس الملف، رغم انه كان يوجد ممارسات من قبل القوات السورية التي كانت تقوم بالاعتقالات خلافاً للقانون اللبناني، والمخالفة الثانية والتي هي اشد وأدهى وهي نقل المعتقلين من الاراضي اللبنانية الى الاراضي السورية، وهذا ما يعتبر مخالفاً للقانون الدولي، وهذه المخالفات كانت تحل بشكل منهجي ومبرمج، ولم يكن احد يتقبلنا او يسمح لنا حتى بالتكلم بهذا الملف، ثم قطعنا مراحل مهمة وصولاً الى سنة 2005 وتحديداً بعد الانسحاب السوري، حيث جرى الاعتراف الرسمي اللبناني بمشكلة معتقلين لبنانيين في السجون السورية، وعندما استقبلنا رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي، وكان هذا اول لقاء لنا مع مسؤول لبناني رسمي، ونقل مطالبنا الى الرئيس السوري بشار الاسد في اجتماعه معه في 4 ايار/ماريو 2005، وتم الاتفاق يومها على تشكيل لجنة لبنانية – سورية لمعالجة هذا الملف، ثم تبنت حكومة الرئيس السنيورة في بيانها الوزاري هذه القضية التي تبنتها ايضاً اللجنة اللبنانية – السورية المشتركة وطالبت بمتابعة الملف من خلال هذه اللجنة، علماً انه لدينا اعتراض على اللجان السابقة، وعلى هذه اللجنة تحديداً.

# لماذا، من اية ناحية؟

- لأن اللجان السابقة فشلت، ونستطيع ان نقول ايضاً عن اللجنة الحالية انها فشلت بعدما اجتمعت اكثر من 13 مرة، من دون تسجيل أي تقدم.

# سبق وقابلتم وزير الداخلية السوري السابق علي حمود، الذي طلب مهلة ثلاثة اشهر للرد على كافة الاسئلة التي طرحها الاهالي عليه بعدما اعترف بوجود لبنانيين مدنيين وعسكريين في السجون السورية، ما الذي حدث بعد ذلك؟

- الاهم من هذا انه اعترف بذلك بمشاركة مدير السجون في سوريا العميد سراج وبوجوده، ثم حددوا موعداً للسيدة سونيا عيد وهي مسؤولة اللجنة عندنا في 2 تشرين الثاني/نوفمبر فما كان من السوريين الا ان الغوا الموعد بعدما وصل الوفد الى الحدود، بحجة ان وزير الداخلية غير موجود في مكتبه، ولم نعد نسمع أي رد.

# هل من خطة تحرّك جديدة؟

- توصلنا الى ان اهم تحرّك هو ان نقيم اعتصاماً طويل الامد امام مبنى الامم المتحدة بعدما اعتبرنا ان الانسحاب السوري من لبنان وفقاً للقرار 1559 ناقص طالما ان هذا الملف لم يحل بعد، ثانياً لعدم ثقتنا باللجان المحلية واللجان المشتركة، وبالتالي للمطالبة بلجنة دولية لاننا نعتبر ان النظام الامني السوري السابق هو الذي اقدم على هذه الجريمة، وسكوتنا في الماضي عن هذه الجريمة اوصلنا الى جرائم اخرى.

# عام 2000 قدرتم عدد المعتقلين اللبنانيين بـ 200 معتقل لا تعرفون مصيرهم، هل من جديد؟

- منذ ان بدأنا اعتصامنا اصبح لدينا 700 اسم، فبعد الانسحاب السوري لم تعد الناس خائفة من الكلام والابلاغ عن ابنائها، وقد يزيد هذا الرقم عندما يأتينا المزيد من الاهالي للابلاغ عن اولادهم المعتقلين.

# هل هناك اعتراف سوري رسمي باعتقال لبنانيين؟

- يوجد اعتراف رسمي صادر عن رئيس الوزراء السوري محمد ناجي العطري، في حديث اعطاه لجريدة اسبانية بتاريخ 4 ايار/مايو 2005 وعدا ذلك لا يوجد أي اعتراف، فهناك تناقض في مصادرهم بين معترفين بوجود معتقلين لبنانيين وبين رافضي الاعتراف.

# وزير الخارجية البريطاني جاك سترو، وعدكم بملاحقة قضيتكم جدياً، وأوعز الى السفير البريطاني السابق جيمس واط متابعتها ووضع تقرير عنها، ما الجديد الذي قدمته بريطانيا لكم؟

- حتى الآن لا جديد، ولكن الخطوة التي نعتبرها انها متقدمة هو التصريح الذي ادلى به الرئيس الاميركي جورج بوش الشهر الماضي، وقال فيه ان على سوريا ان تكشف مصير اللبنانيين الذين تم اعتقالهم اثناء احتلالها للبنان، نعتبر ان هذا التصريح مفيد لأنه صادر عن اعلى سلطة اميركية، ونحن نعلم اليوم ان الولايات المتحدة الاميركية قادرة اكثر من غيرها ان تطرح في مجلس الامن هذا الموضوع، وتستمر فيه وصولاً الى تشكيل لجنة دولية.

# هل تأتيكم معلومات عن وضع المعتقلين اللبنانيين؟

- ليس لدينا معلومات دقيقة جداً.

# والمفرج عنهم، ماذا يخبرون؟

- المفرج عنهم لا يتكلمون كثيراً في الموضوع، لأن عامل الخوف ما زال يؤثر عليهم لأنهم مهددون بأن لا يتكلموا، ولا نستطيع ان نعتمد على المعطيات التي بحوزتهم، لأن نظام السجون في سوريا وطريقة التعاطي مع المساجين بداخلها، ونقلهم من سجن الى آخر، ووضعهم احياناً في سجون انفرادية وتغيير اسمائهم، تمنع المفرج عنهم ان يكون لديهم معلومات عن غيرهم، ولكن مع هذا، استطاعوا ان يتعرفوا على عدة اسماء.

# ولكن هل اكد المفرج عنهم لكم وجود معتقلين لبنانيين؟

- بالطبع، وأكدوا وجودهم.

# وهل يتعرضون للتعذيب؟

- الوضع سيىء جداً بالنسبة للتعذيب، وأود ان اشير الى تقرير صادر عن منظمة العفو الدولية في تشرين الاول/اكتوبر عام 1987 ويحكي عن 38 وسيلة تعذيب، ابتداء من العبد الاسود، بساط الريح، الفلقة، الدولاب، الكرسي الالماني، الكرسي السوري المتطور، وعدة اساليب اخرى.

# برأيك الى أي مدى يمكن ان تساعدكم هذه الخيمة المنصوبة امام مبنى الاسكوا التي يداوم فيها اهالي المعتقلين؟

- الخيمة ساعدت كثيراً وأهم ما حققناه من خلالها هو اعتراف رسمي لبناني وسياسي من كافة الاحزاب بهذا الملف، اثير اعلامياً عربياً ودولياً ومحلياً، وأصبحت قضيتنا مطروحة ووصلت الى الامم المتحدة بدليل زيارة مساعد الامين العام للشؤون السياسية ابراهيم الجمبري الى الخيمة، وقوله ان هذا الاعتصام قد وصل الى الامين العام للأمم المتحدة كوفي عنان الذي سيعمل شخصياً على هذا الملف، ومن ابرز النتائج التي اعطانا إياها هذا الاعتصام هو دخوله في القرار 1559، وآخر تقرير لـ تيري رود لارسن الذي قدمه لمجلس الامن، ذكر فيه موضوع المعتقلين اللبنانيين الموجودين في السجون السورية، ونعتبرها خطوة متقدمة.

# الى متى ستبقون معتصمين في الخيمة؟

- حتى نصل الى مطلبنا بتشكيل لجنة دولية.

# وهل تدعمكم القيادات اللبنانية؟

- الجميع اعترف بقضيتنا، لكن مشكلتنا عند الحكومة اللبنانية التي يجب ان تطالب بمعتقلينا، وهي حتى الآن لم تفعل، علماً اننا اجتمعنا اكثر من خمس مرات مع الرئيس السنيورة.

# هل من كلمة اخيرة؟

- نطالب الحكومة اللبنانية بالتحرك الفوري تجاه مجلس الامن لأن رود لارسن طرح هذا الموضوع هناك، وصولاً الى تشكيل لجنة دولية، لأننا لن نصل الى حل بدونها والا فنحن باقون هنا.

تحقيق هلا بلوط

أهالي المعتقلين في السجون السورية للأسد: اشفق على اولادنا وافرج عنهم

*مدير ((سوليد)) غازي عاد لـ((الشراع)): وزير الداخلية السوري السابق علي حمود اعترف بوجود معتقلين ولن نفك الاعتصام حتى تشكيل لجنة دولية

*والدة المعتقل بشارة طانيوس: والده مات حسرة عليه

*فاطمة الزيات تنتظر ولديها غسان وفادي عبدو: منذ 21 سنة سلمت ولديّ الى مصطفى الديراني ثم قال لي ((طاروا من يدي لأنني سلمتهم الى حزب الله))

*سيدة خوند شقيقة المعتقل بطرس خوند: اشك ان يكون ايلي حبيقة سلّم شقيقي ليزيحه من الطريق، ولو كان بطرس موجوداً لما وصل حبيقة الى الوزارة

*داود عون والد المعتقل جوزف عون: كنا ندفع المال للسوريين ثم يطردوننا

 

 

شيراك: مؤتمر باريس ـ3 مناسبة لترجمة تضامننا مع لبنان أفعالاً 

 بوش: سوريا تعرف المطلوب وهو المضي في محكمة الحريري بأسرع وقت

المستقبل - 2007 / 1 / 6

 استبعدت القمة الاميركية ـ الالمانية، امس، اي امكانية لشراكة "بناءة" مع سوريا وشددت على دعم سيادة لبنان وديموقراطيته وحكومته، ففيما اكد الرئيس الاميركي جورج بوش ان المطلوب من دمشق معروف وهو المضي في المحكمة ذات الطابع الدولي لـ"اخضاع الناس للمحاسبة" في اسرع وقت ممكن، اعتبرت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل ان سوريا "ضيعت" الكثير من الفرص، في وقت قال الرئيس الفرنسي جاك شيراك ان لبنان "اسير جيرانه" و"يدفع ضريبة مثقلة لنزاعات المنطقة" داعيا اللبنانيين الى ان يلتفوا حول حكومتهم الشرعية والمحكمة الدولية ومؤكدا ان مؤتمر باريس ـ3 سيكون "المناسبة لترجمة تضامننا افعالا".

وفي مؤتمر صحافي مشترك مع المستشارة الالمانية انغيلا ميركل في البيت الابيض امس، قال الرئيس الاميركي جورج بوش: "لقد تحدثنا عن لبنان. وهناك شيء واحد اكيد هو ان هذه الادارة، وانا واثق بان المستشار ميركل على حد سواء، سيدعمان حكومة السنيورة. اليس مدهشا ان الديموقراطيات الشابة تهاجم دائما من قبل رادكاليين ومتطرفين، ولبنان مثال على ذلك. واعتقد ان اولئك المحظوظين منا الذين يعيشون في مجتمعات حرة عليهم واجب دعم الديموقراطيات كتلك التي في لبنان".

وتحدث بوش عن المحكمة الدولية وسوريا، واكد ان "سوريا تعلم تماما ما هو مطلوب منها لكي يعاد النظر اليها كدولة بناءة". وقال: "رأيي الخاص ان ما نحتاج اليه هو المضي في محكمة الحريري (المحكمة الخاصة بجريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري) في أسرع وقت ممكن، واخضاع الناس للمحاسبة. اذا اغتالوا احدا، يجب محاسبتهم. يحتاج الناس لانهاء هذه المسألة. موقفي ازاء سوريا هو انها يمكن ان تكون شريكا بناء اكثر، ولكنها لم تفعل. هم (السوريون) ليسوا بحاجة لإبلاغهم بذلك في اجتماع بعد اجتماع بعد اجتماع. لقد ابلغوا بذلك هنا في مؤتمر صحافي مثل هذا المؤتمر. هم يعرفون بالضبط ما عليهم فعله. والخيار يعود لهم".

واشار بوش الى انه بحث مع ميركل مسألة ايران، وقال انه شكر "دعم المستشارة ميركل القوي لصدور قرار عن مجلس الامن حول ايران استنادا الى الفصل السابع (من ميثاق الأمم المتحدة)"، موضحا "لقد كانت رسالة مهمة الى ايران بان العالم الحر يريد مستقبلا سلميا. ونحن لا نرى مستقبلا سلميا مع الإيرانيين وهم يطورون أسلحة نووية"، وخاطب ميركل بالقول "سنستمر في العمل معا حول الموضوع الإيراني. من المهم لنا المتابعة بشكل منتظم، حول هذا القرار الصادر استنادا الى الفصل السابع بهدف حل هذا الموضوع بشكل سلمي".

بدورها، اعربت ميركل عن اعتقادها بان "العمل الاساسي حقا يكمن في دفع المسائل الى الامام لتقديم دعم الى رئيس الوزراء السنيورة من اجل تطوير لبنان ذو سيادة حقيقية". واوضحت: "اعتقد انه يجب دفع سوريا الى هناك. بالنظر مثلا الى الجهود التي قام بها الاتحاد الاوروبي وبالنظر الى حقيقة ان وزير الخارجية الالماني (والتر فرانك شتاينماير) ذهب الى هناك للحديث اليهم، اعطيت سوريا الكثير من الفرص. لسوء الحظ تركوا هذه الفرص تضيع من دون ان يفعلوا شيئا. نتوقع ان تتغير سوريا، ولكن لسوء الحظ حتى الان لم نتلق اي رسائل تبعث على التفاؤل".

وفي قصر الاليزيه، اكد الرئيس الفرنسي جاك شيراك في خطاب امام الديبلوماسيين بمناسبة العام الجديد ان "لبنان اسير جيرانه وانه يدفع ضريبة مثقلة لنزاعات المنطقة". وقال: "لا تطمح فرنسا الا لان يكون لبنان سيدا ومستقلا وديموقراطيا، وتريد مواصلة علاقات مبنية على الثقة مع كل الطوائف التي تشكل لبنان. يجب على اللبنانيين، الاقوياء بقيم التعددية والحرية التي قام على اساسها بلدهم، اليوم ان يجتموعوا لبناء مستقبلهم بعيدا عن التدخلات الخارجية. وبالالتفاف حول الحكومة الشرعية وفي اطار البحث عن الحقيقة، وخاصة من خلال تشكيل المحكمة ذات الطابع الدولي، يجب عليهم مجتمعين تجديد بناء بلادهم".

اضاف شيراك: "ان مؤتمر باريس حول اعادة اعمار لبنان الذي اصبح ممكنا عبر الجهد الذي قرره اللبنانيون انفسهم، سيكون في 25 كانون الثاني المناسبة لترجمة تضامننا افعالا".

وبالنسبة الى سوريا، قال الرئيس الفرنسي: "يريد المجتمع الدولي ان تساهم سوريا في عودة الاستقرار لكي تستطيع استعادة موضعها. هكذا يمكننا ان نتقدم باتجاه هذا السلام العادل الذي تدافع فرنسا عنه بلا كلل".

وبشأن ايران، اوضح شيراك ان طهران "تغذي مخاوف العالم بنشاطاتها النووية وتصريحات بعض قادتها الاستفزازية وغير المقبولة". وقال: "يعود الهيا ان تعيد الثقة بقرار سيادي. وان تعليق انشطتها المرتبطة بالتخصيب في الوقت ذاته الذي تبدأ مفاوضات يأمل في حصولها المجتمع الدولي، سيفتح الباب، ضمن احترام خياراتها السياسية، للتعاون ثم لشراكة جديدة في خدمة الاستقرار والسلام وازدهار المنطقة برمتها".

 

الرئيس السنيورة: مؤتمر باريس3 للبنان الواحد الموحد ولخلق فرص عمل لكل اللبنانيين وليس لفريق دون فريق

هناك وجهتا نظر في البلد الاولى تدعو الى الحوار والثانية الى التوغل اكثر في المشكلة وتعميقها

برنامج الاصلاح يتضمن مشاريع لتحريك عجلة الاقتصاد بينها اعفاءات وتسهيلات ضريبية وتمويل مؤسسات

وطنية-6/1/2007(سياسة) أعلن رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة "ان مؤتمر باريس - 3 هو للبنان الواحد الموحد وللبنانيين جميعا وللاقتصاد اللبناني ولخزينة الدولة ولخلق فرص عمل للبنانيين وليس لفريق دون فريق". وقال:" هناك وجهتا نظر في البلد واحدة تقول هناك مشكلة تعالوا لنرى كيفية حلها، وأخرى تقول تعالوا لنرى كيف نوغل اكثر في المشكلة، وبالتالي تعميقها وهناك قاعدة تقول اذا كنت في حفرة لا تحفر اكثر". وأعلن الرئيس السنيورة "انه من ضمن برنامج الاصلاح الحكومي المطروح على باريس - 3 هناك مشاريع لتحريك عجلة الاقتصاد منها اعفاءات ضريبية بالنسبة للمواطنين وتسهيلات ضريبية وتمويل لمؤسسات القطاع الخاص ومؤسسات صغيرة ومتوسطة بمبلغ 900 مليون دولار، كذلك هناك ورقة حول الشؤون الاجتماعية لكيفية معالجة الفقر وزيادة التقديمات للطبقات الأشد حرمانا". وكشف الرئيس السنيورة عن جانب من قصة الدين العام حيث أوضح "ان الدين العام في لبنان عام 1992 كان عمليا 3 مليارات دولار وهذا المبلغ مع فوائده اصبحت قيمته الى نهاية 2006 في حدود 15 مليار وخمسماية مليون دولار ". كلام الرئيس السنيورة جاء في حديث الى الزميلة وردة ضمن برنامج " صالون السبت " من اذاعة صوت لبنان, في ما يلي نصه :

سئل: هل انتم حكومة ضعيفة استمدت قوتها من مشاركة "حزب الله"، وعندما خرج من الحكومة تجلى ضعفها واستطاعت المعارضة الوصول الى خلف السرايا ولولا الاستدراك السريع لاقتحمته؟

أجاب: "أول شيء، اللبنانيون يتذكرون ان هذه الحكومة عندما أتت انما أتت بتأييد عارم من قبل مجلس النواب ومن قبل اللبنانيين وهي ما زالت، والجميع يعلم أنها تتمتع بتأييد الغالبية من أعضاء مجلس النواب وايضا بغالبية كبيرة جدا من اللبنانيين وهذا أمر يعرفه الجميع وان كانوا يحاولون تغطيته بين وقت وآخر. هذه الحكومة سعت خلال كل فترة وجودها للخروج من كل الاشكالات التي تواجدت بسبب الظروف الداخلية والاقليمية وايضا بسبب الجريمة الكبيرة التي ارتكبت في حق الرئيس الشهيد رفيق الحريري وايضا كل الجرائم التي تلت لأن هذه الحكومة عانت من كل هذه المآزق واستطاعت ان تتقدم وتتخطى هذه المشاكل الداخلية السياسية والمشاكل الاقليمية وايضا المشاكل الاقتصادية حيث حققت انجازات في هذا الشأن".

أضاف: "القول بانها حكومة ضعيفة، على العكس، نرى ان هناك منطقين في البلد، الاول يقول ان هذه حكومة ضعيفة لانها حاولت تمرير جميع القرارات التي اتخذتها الحكومة بالاتفاق وبالاجماع، وبالتالي يقول ان هذا نوع من الضعف ويتهمها ايضا بالاستئثار، فكيف يمكن ان تكون ضعيفة وكيف يمكن ان تكون مستأثرة ومتسلطة كما يدعون. ان كل القرارات التي اتخذتها الحكومة كانت بالاجماع والقرار الوحيد الذي كانت نتيجة تصويت، وهذا ما ينص عليه الدستور، هو موضوع المحكمة ذات الطابع الدولي. وهذه الحكومة التي يقال عنها مستأثرة حينا وضعيفة حينا هي الحكومة التي استطاعت ان تقف في وجه العدوان الاسرائيلي وهي التي وقفت باجماع جميع اللبنانيين وطبيعي كل واحد من اللبنانيين كان له موقف. هناك ناس وقفوا على الحدود ودافعوا عن الارض وبالتالي سقطوا شهداء وضحوا، وهناك ناس صمدوا في ارضهم، وهناك ناس نزحوا واحتضنوا من قبل جميع اللبنانيين. وهذه الحكومة هي الحكومة التي استطاعت ان تحقق عمليا وقف الاعمال العدوانية، وهذه الحكومة هي التي اتخذت القرار الذي لم تتجرأ أي حكومة في الماضي ولم يتح لها اي من الحكومات ان تأخذ قرار ارسال الجيش الى الجنوب، وهذه الحكومة التي توصلت الى القرار 1701 واستطاعت تغييره بما يتفق مع مصلحة لبنان، وهذه الحكومة التي حققت الانسحاب الاسرائيلي. يجب ان لا ننسى هذا الامر بأن اسرائيل دخلت واحتلت ارضا جديدة في لبنان على طول الحدود اللبنانية واستطاعت، بما لها من صدقية وبما لها من موقف حازم ومستندة الى دعم كامل من اللبنانيين، ان تحقق الانسحاب الاسرائيلي، فلا يمكن على الاطلاق ان تتهم الحكومة بأنها ضعيفة بل على العكس من ذلك".

سئل: تقول ان هذه الحكومة حائزة على غالبية كبيرة في مجلس النواب ولكن مجلس النواب مقفل بوجهها، فلماذا كرئيس حكومة حائزة على ثقة كبيرة ودولتك شخصيا حزت على ثقة كبيرة من مجلس النواب، لماذا سمحت للأمور ان تصل الى هنا؟

أجاب: "أعود واكرر ان هذه الحكومة كانت قوية وما زالت. والقرارات التي اتخذتها كانت جيدة، واحيانا ينسى البعض ما قامت به هذه الحكومة. ان اول ما قامت به انها اتخذت قرارا باعادة الاعتبار لقانون الجمعيات الذي لم تتجرأ حكومات في الماضي ان تتخذه والذي هو ببساطة اعادة الاعتبار للانسان ولحريته. هذا في موضوع الحريات والديموقراطية. وهذه الحكومة استطاعت ان تؤلف لجنة من اجل دراسة قانون الانتخاب، وهذا الموضوع لم تقم الحكومات الماضية على مدى سنوات طويلة ومعروف ان موضوع الانتخاب هو القضية التي نبقى مختلفين حولها حتى آخر ثلاثة أو اربعة اسابيع من الانتخابات. الحكومة اتخذت قرارا بتأليف لجنة، من اول شهر شكلت، وبالتالي هذه الحكومة اصدرت مجموعة كبيرة من القوانين الاساسية ان كان في موضوع الاصلاحات الاقتصادية او الاصلاحات السياسية او في موضوع الاصلاحات الادارية. وهذه الحكومة قامت بكل هذه الامور وهي تواجه بسلسلة لا متناهية من الافخاخ على الطريق كما ووجهت بعمليات الاعتكاف وتخطتها. ووجهت ايضا بالموضوع المتعلق بالعلاقة مع سورية وفي موضوع طاولة الحوار".

كل هذه التحديات ووجهت بها وكانت محطات على الطريق واستطاعت الحكومة بحلمها وصبرها وحزمها ان تتخطى كل هذه المآزق واهم هذه المآزق العدوان الاسرائيلي. معنا تقاس قوة الحكومة او عدم قوتها، واليوم وقوف الحكومة بهذا الموقف المدافع عن الديموقراطية وعن الحريات في البلد يؤكد ان اي تحول لا يحصل في الشارع ولا يحصل بعملية ما يسمى الانقلاب في البلد، هذا انقلاب على الدستور وانقلاب على المؤسسات الديمقراطية، هذه الحكومة وقفت بحزم، وقفت استنادا الى دعم مجلس النواب والى دعم المواطنين وايضا هناك دعم عربي للحكومة وهذا كله يؤكد ان هذه الحكومة ليست ضعيفة على الاطلاق، ولكن موقف الحكومة دائما هو موقف الاحتضان لكافة فئات المواطنين، يجب ان نميز ما بين الشدة في الكلام والشدة في المواقف، فالشدة ليست بالصراخ والصوت العالي، انما الشدة في الموقف. نحن ابناء وطن واحد نحتضن ابناءنا في اي موقع كانوا حتى نستطيع المحافظة على وحدة اللبنانيين. وانا اعتقد ان موضوع قوة الحكومة يكمن في هذا الدعم".

سئل: اذا سألوك في المعارضة كم هو مهم ان تربح الدعم الدولي كله وتخسر دعم شعبك الموجود في الشارع امامك هنا في ساحة رياض الصلح، ماذا تقول؟

اجاب: "انا دائما اقول ان استمرار اي حكومة هو منوط بمقدار ما يستمر الدعم لها من قبل المؤسسات الدستورية، هي حق مجلس النواب وثانيا المواطنين، ولا يجب ان تستمر اي حكومة طالما لا تتمتع باكثرية مجلس النواب وايضا بأكثرية المواطنين وهذه الحكومة تتمتع بهما".

وتابع: "الموضوع بأن هناك من يعترض، نعم انني وقفت عدة مرات وعبرت عن اعتزازي واحترامي وتقديري لموقفهم, وقلت وما زلت اقول, بأن عملية الاعتصام في هذه الطريقة غير مفيدة ولا تؤدي الى نتيجة, ومن حقهم التظاهر والاحتجاج, ويجب ان تحافظ اي حكومة ديمقراطية على هذا الحق, وفي كل المراحل كنت اعبر عن هذا الموقف. يحق لهم ان يتظاهروا يوم واثنين وثلاثة, ولكن بعدها اين يتم التغيير؟ التغيير يتم في المؤسسات الديمقراطية وفي مجلس النواب, وهذا بلد ديمقراطي ونحن هنا ماذا نفعل؟ نقفل مجلس النواب ونرمي مفتاحه في البحر, ونقول بعد ذلك, نفتح الشارع, فهل هذه هي الوسيلة للحل, والكل يعلم انه ما من بلد مثل لبنان. نحن نعرف ان هذا الامر لا يوصل الى نتيجة, بل على العكس هذا يفتح الباب على مزيد من التوازنات في ظل الوضع في المنطقة الحافل بالكثير من التشنجات. نحن نضيف بهذه الممارسات المزيد من التشنجات على وضع لا يحتمل, وفي التالي لماذا اخذ هذه المخاطر ودفع البلاد في هذا الاتجاه, ونحن نعلم جميعا انها لا تؤدي الى نتيجة ولا يمكن ان تؤدي الى تغيير".

سئل: في هذا الاحتقان في لبنان, تطلون دولة الرئيس اليوم بخطة اصلاحية, تقول المعارضة ان البنود مكررة ولا شيء تحقق منها, طبعا دولتك, استبقت الانتقادات وفي سابقة ايضا أجبت على البعض منها, يبقى السؤال, حقا نحن امام ورقة اصلاحية ضرورية, ولكن كيف من الممكن ان يتلاقى جميع الافرقاء ويتوافقوا عليها من بعد كل هذا الشرخ؟

اجاب: "في سؤالك قلت كلمة دقيقة جدا, بانها ليست جديدة, موضوع الاصلاح في لبنان ليس جديدا".

قيل له: لكنه لم يتحقق.

اجاب: "لأنه لم تكن هناك ارادة سياسية لذلك. الاصلاح في لبنان ليس خرقا, بل هو حاجة والآن اصبح اكثر من حاجة واكثر من امر حتمي, انه يمس حتى مستوانا الاخلاقي في اننا نرى الحاجة, حاجة البلد وحاجة المواطنين ونتعامى عنها, ولا نقوم بما ينبغي ان نقوم به. موضوع الاصلاح في البلد موجود على مدى اكثر من عشر سنوات, وهذه البنود تتكرر كل سنة وكل يوم, وكل الناس يتكلمون فيها, والكل يقول ويؤشر عليها. لا يوجد اي موازنة من موازنات الاعوام الماضية الا وأشرت وذكرت وبينت كل هذه الاصلاحات. في الموازنة التي جرى اعدادها بالنسبة للعام 2005 وقدمت في العام 2004, وضعت كل هذه النقاط مبينة لها بكل وضوح".

وقال: "نحن الآن في وضع بعد استمرار هذا التردي والذي زاده ما حصل أيضا في الاجتياح الإسرائيلي الأخير, إذ أصبحنا الآن في حاجة ماسة إلى أن نرتفع ونرتقي إلى ما يحتاجه البلد ويحتاجه اللبنانيون، وبالتالي ليس الآن الموضوع موضوع من يقول أنه لم يؤخذ رأيه، هذا الموضوع مفتوح للجميع، وعلى الجميع أن يدلي برأيه علما أن هذه الورقة التي جرى النظر فيها في مجلس الوزراء تتضمن المواضيع ذاتها التي بحثت مع الجميع خلال الفترة الأخيرة من عام 2005 وأيضا في النصف الأول من عام 2006، وجرى تداولها مع شتى الفرقاء السياسيين وعقدت لأجلها جلسات ومناقشات, وبين فيها ما هو التردي الحاصل في الاقتصاد والأوضاع المعيشية للناس والمالية التي وصلت إلى الحد الذي نحن عليه. ما هو العمل إذا؟ هل هو في أن نغطي رأسنا بالرمال ونتعامى عن هذه القضية, ونحن نعلم أن هناك حاجات ماسة، ليس فقط أن نقول أن الدولة تقترض, ولكن يجب أن نعرف أن الذي يقرضنا هل سيستمر في ذلك, ما دام عندنا هذا العجز المتراكم؟ هناك استحقاقات، هل نحن قادرون على تسديدها، وهل نحن قادرون على أن نبقي اقتصادنا ينمو, ونشكل إمكانية لخلق فرص عمل للناس أو نحافظ على الوظائف التي لدى القطاع الخاص. هل تستطيع الدولة الاستمرار في تمويل حاجاتها وهل تستطيع الدولة الاستمرار في تامين المحروقات لكهرباء لبنان؟ ".

سئل:هل بامكان فريق ان يقرر بمفرده الحرب والسلم في لبنان ولماذا حكومة ما زالت تتمتع بثقة المجلس النيابي ليس بامكانها اطلاق مشروع لانقاذ لبنان وما هي بدائل الفريق الذي ينتقد باريس 3 وخطة الحكومة الانقاذية. هل هناك بدائل قدمت؟

اجاب:" على الاطلاق, ولكن هناك نقطة هي ان هناك فريقا اخذ البلد الى حرب. نحن لا ننكر ان اسرائيل عدوة لبنان ولا ننكر ان اسرائيل تتحين الفرص دائما من اجل الايقاع بلبنان ووحدة اللبنانيين. كل هذا نعرفه ولكن لا نأخذ البلد الى منطقة نشعر ان فيها مخاطر غير محسوبة والتي كان ذكرها سماحة السيد حسن نصرالله والذي قال انه لو كان يعرف ان هذه العملية ستؤدي الى ما ادت اليه لما اقدم عليها. هذا يعني ان الامر كان يلزمه المزيد من التحسس وبالتالي لا يجوز ان يأخذ فريق واحد البلد الى الحرب,

وفي هذا الموضوع من واجب الحكومة ان تضع الناس في حقيقة الامر وتحاول تجنيبهم المخاطر, يعني هل واجب الحكومة ان تتعالى عن الموضوع وان تقول لندع الامور تتردى وبعد ذلك يواجه البلد مخاطر غير محسوبة وغير معلومة بشكل يهدد رزق ومعيشة ومستوى حياة الناس؟ هل هذا هو المطلوب ام المطلوب ان نضع الامور على الطاولة ونناقش فيها وهي ما زالت حتى الان عرضة للنقاش, وغالبية هذه الامور ستكون في مواد قانونية سترسل الى مجلس النواب".

سئل: نحن نعيش حرب المراسيم والقوانين التي لا توقع وهنا اريد العودة الى توقيت مؤتمر باريس 3 والاصرار عليه لماذا الاصرار على انعقاده في ظل هذه الاجواء السياسية الملبدة؟ هل هو في اطار الشجاعة وتأكيدا لشرعية ام العناد السياسي والاستمرارية من قبل حكومتكم, ام انتم على قناعة بامكانية فصل الاقتصاد عن السياسة من اجل انهاض لبنان,ام هي حرب على المعارضة؟

اجاب:" لا هي حرب على المعارضة ولا هي قصة شجاعة او جبن ولا هي اي من هذه الامور اطلاقا. نحن اللبنانيون معروفون باننا دائما نحاول عمل تبريرات طويلة عريضة لامور عديدة.لنعود بالتالي الى ايلول 2005 عندما كانت الحكومة عمرها شهرين وكانت مدركة لدقة الاوضاع المالية والاقتصادية. ذهبنا واجتمعنا مع المؤسسات الدولية وعدد من الدول الصديقة والشقيقة. كانت الحكومة موجودة وكان التوجه انذاك ان يصار الى عقد مؤتمر بيروت في نهاية العام 2005 او مطلع 2006, وبالتالي خلال هذه الفترة نحن خضنا عملية من اجل وضع ورقة نتفاهم عليها وقلنا ان من اهم الامور ان نتفاهم نحن كلبنانيين على هذا الموضوع. خضنا عمليات اقناع على مدى الاشهر الستة الاولى من عام 2006 وعلى مدى هذه الفترة جرت جملة من اللقاءات مع كل الهيئات الاقتصادية والعمالية والفئات الاخرى. حتى المعلمون اجتمعنا معهم وكل الناس اجتمعنا معهم من اجل ان يدرك الجميع طبيعة ودقة المرحلة. الذي جرى ان العدوان الاسرائيلي جاء في تموز وبالتالي لم يعد بالامكان البحث في هذا الامر, المشكلة لم تكن في الثلاجة انما تتفاقم وتزيد وبالتالي التعامي عنها يعني ان نأخذ البلد الى ان يصل الى نقطة بحيث قشة صغيرة تربك الدولة وهذا الامر لا يجوز. نحن نحاول ان نجد حلا".

سئل: لمن هذا المؤتمر, لاي لبنان, هل لبنان المشلول ام لبنان المنقسم سياسيا وينحرف طائفيا, ومن سيتلقى نتائج هذا المؤتمر وايضا البعض يقول ان الدول المانحة لن تقدم اكثر من الوعود طالما لم يتوافر التوافق اللبناني على الورقة الاصلاحية؟

اجاب:" هذا المؤتمر للبنان الواحد الموحد وللبنانيين جميعا, وهذا الدعم لا يأتي لفريق من اللبنانيين دون آخر انما هو للاقتصاد اللبناني ولخزينة الدولة اللبنانية ودعم ايضا للاقتصاد ليستطيع هذا الاقتصاد ان ينمو ويخلق فرص العمل ويحافظ على فرص العمل الموجودة بالنسبة للبنانيين. اذا هذا المؤتمر ليس لفريق وبالتالي هذا يعرفه الجميع وعندنا تجربة ماضية. تجربة باريس 2 حيث استطاع لبنان وبهمة الرئيس الشهيد رفيق الحريري, رحمه الله, أن يحصل على دعم من الدول الشقيقة والصديقة بمقدار 2 مليار و400 مليون دولار اضافة الى ما حصل عليه من دعم آخر على شكل قروض ميسرة لآجال طويلة ودعم المؤسسات المالية, مصرف لبنان والمصارف, حتى تستطيع اعادة هيكلة ما يسمى الدين العام وخفض قيمته وعبء الفائدة.

نحن من واجبنا ان نسعى وان نحاول ان نؤمن الدعم اللازم للبنان, ونحن كنا نقول في الماضي بأن علينا واجب اصلاحي وجهد اضافي يجب ان يقدم من الخارج.

اليوم وبعد تفاقم المشكلة هناك جهد استثنائي يجب ان يبذل من لبنان واستثنائي يجب ان يبذل من الخارج. وانا اعتقد ان ما نسعى اليه هو مزيج من الهبات ومن القروض الميسرة حيث استطعنا كحكومة ان نحقق انجازا استنادا الى هذه الجدية التي تتسم بها الحكومة وموقفها الحازم بالاصلاحات وبضروريتها وحتميتها لان كل تأخير هو عملية كلفة اضافية على اللبنانيين، وما استطعنا الحصول عليه هو تفهم لدى الاشقاء ولدى ايضا من يرغب من هذه الدول بتأجيل الخطوات التي تؤدي الى الاصلاحات على الصعيد المالي من اجل زيادة واردات الخزينة، الى ما بعد نهاية عام 2007 والمباشرة بالاصلاحات الهيكلية على صعيد الادارة وعلى صعيد المؤسسات. نحن سنذهب الى باريس وسنتفاوض مع كل هؤلاء الاشقاء والاصدقاء والمؤسسات الدولية الذين يدركون الوضع الاستثنائي الذي وصل اليه لبنان وهو ليس نتيجة يوم او سنة, بل هو نتيجة تراكم على مدى 30 عاما.

الدين العام في لبنان كان عمليا 3 مليارات دولار في نهاية العام 1992, عشرة بالمئة منهم بالدولار وتسعين بالمئة بالليرة اللبنانية, وسأترك لكل شخص ان يجري حسبة بسيطة ليرى هذا الدين المتراكم على اللبنانيين على مدى 15 سنة حيث اصبحت قيمته قياسا للفائدة, ولا سيما ان لبنان لم يكن لديه فائض وانما عجز دائم, في نهاية 2006 في حدود 15 مليارا وخمسماية مليون دولار .

ما اقوله الآن اننا سنذهب الى المؤتمر للحصول على مساعدات وقروض ونقول اننا جادون ونريد معالجة مشاكلنا التي يعرفها جميع اللبنانيين. لا احد راض عن وضع الكهرباء وهي تكلف سنويا مليار دولار والناس يشكون من ان الكهرباء تنقطع ولا احد يصلحها على مدى ايام, ونحن بحاجة الى استبدال محطتين في محطات الكهرباء (الذوق والجية)اذ لا امكانية لديهما للبقاء اكثر من سنتين ، علينا ان نعاج مشاكلنا ونرتقب كيف نجد الحلول, فالحكم ارتقاب. اما مشاكل التعليم والصحة والضمان والادارة سنقول ان هذا هو تصورنا ومن الطبيعي المجتمع الدولي لن يقول (على راسي وعيني) ولكن هذا ضمن الاصلاح والكل يعرف ان هذا غير ممكن، اذا العالم مستعد للمساعدة ولكن سيقول لنا هل تريد مني المساعدة واانت مستمر في عملية ادارة غير صحيحة للشأن العام في كل مرحلة وكل شأن. سيقول اننا على استعداد للمساعدة مقابل ان تساعد نفسك, كالذي يطلب من ربه ان يربح ورقة يانصيب وهو لم يشتر الورقة".

سئل: ولكن من دون توافق داخلي من يسمعك سيسأل بأي ثمن وما هو الثمن المطلوب من لبنان في زمن المحاور والمعادلات الدولية القائمة, خصوصا وقد ربط البعض النجاح في الحصول على الدعم ببطاقة موافقة على مشروع التوطين في لبنان، ورئيس الجمهورية يسأل هل يطلق المؤتمر قبل رحيل شيراك؟

اجاب:" الحقيقة كل هذا الكلام لا يقنع احدا غير قائله, وفخامة الرئيس يعرف ان هذا الكلام غير صحيح ويعرف الامر جيدا وبالتالي سيقول ذلك ليبرر ".

سئل: ليبرر ماذا؟

اجاب:" ليبرر رفضه لمؤتمر باريس. لماذا هناك رغبة لمساعدة لبنان؟ فقد أثبت لبنان انه تعرض لمآس طويلة خلال ثلاثين سنة وخيضت حروب على الارض اللبنانية وبدماء اللبنانيين، وهناك ادراك بان لبنان عانى كثيرا وهو مهم بتكوينه وطبعه لانه بلد يسهم الى حد بعيد ليس فقط في استقراره لذاته وانما للمنطقة والعالم, ونتيجة التحولات على مدى العقود القليلة الماضية لم يعد هناك بلد في الدنيا يستطيع ان يعتبر نفسه في منأى عما يجري في لبنان نتيجة تداخل الامور. استقرار لبنان يعني بالنسبة للعالم اسهاما أساسيا في استقرار المنطقة والعالم نتيجة العديد من العوامل، وهذه الحكومة أثبتت انها حكومة شرعية ودستورية وأثبتت على مدى الايام بممارستها, قدرة في شتى الامور وجدية وصدقية ومستوى رفيع من الأداء تميز خلال الحرب التي شنت على لبنان, وهذا الامر طبيعي وهناك ادراك لهذا الأمر وفي لبنان والعالم العربي رأوا امام أعينهم والناس كانت تراقب ما يحصل وايضا العالم . الامر الطبيعي بالنسبة لنا اننا بحاجة لتلقي الدعم من الخارج ولم يعد يمكن ان يستقيم وضعنا دون مساعدة من الاشقاء ".

سئل: ولكن لدينا استحقاقات ؟

اجاب:" هناك خلط بين موضوع السيولة بان علينا استحقاقات في 2007 وهو أمر داهم ولكن هناك عبء كبير وهو حجم الدين بالمقارنة مع الناتج المحلي ودخل البلد، ليس هناك بلد في الدنيا لديه دين بالمقارنة مع دخله مثل لبنان، الدول في اوروبا واميركا والعالم وضعوا معايير اسمها معايير (ماسترخت) بانه لا يجب ان يزيد الدين العام عن ستين بالمئة من الناتج المحلي. نحن لدينا 180 % وهذا أمر أصبح يتطلب معالجة ونحن بحاجة فعليا الى دعم استثنائي من الخارج, وبالتالي لا يمكن الحصول عليه اذا لم نقم بدعم أنفسنا، علينا ان نقوم بذلك لان الأمر هو لنا والقضية تهمنا ونؤكد على ضرورة ان نقوم بهذا العمل ولا نستطيع الطلب من الآخرين اذا لم نقم بذلك.

وبالنسبة الى التوطين, اولا هذا الموضوع قضية توافق عليها اللبنانيون مرة والى الأبد. انتهى الموضوع وليس هناك من توطين مهما كان الأمر، سمعت كلاما معيبا من احد الاشخاص بان الرئيس الحريري كان يقول ذلك. أريد ان أقول, والله على ما أقول شهيد, سمعت الرئيس الحريري مرات وفي لقاءات في أكثر العواصم في العالم وكنت الى جانبه وهو يقول: نحن بالنسبة لنا كلبنانيين من أهم الامور التي توافقنا عليها ولدينا موقف موحد منها ان لا توطين بالنسبة للبنان ولا نقبل به من الناحية القومية، لا نقبل ان يستبدل الفلسطينيون وطنهم بوطن آخر. وبالتالي الكلام الذي يطرح حول التوطين هو كلام هلوسات والمقصود منه ذر الرماد في العيون ومحاولة تعمية الناس عن مشاكلها. يجب ان ندرك ان لدينا مشكلة ومشكلة كبيرة جدا تهدد الاستقرار الاقتصادي والمالي والنقدي في لبنان, وبالتالي لا يمكن معالجتها الا من خلال هذه الحزمة من الاصلاحات والدعم الكبير الاستثنائي من الخارج ومن الدول العربية أساسا, وباستثناء هذا الامر هناك مخاطر غير محمودة يتحملها لبنان وبالتالي يتحملها من يعرقل هذا الموضوع. من لديه طرح بديل فليتقدم الآن وغدا وبعد شهر او شهرين. لماذا لا يتقدم؟ اما القول انهم يذهبون لوحدهم فغير صحيح. يذهبون (على راس السطح)".

سئل: واضح ان المعارضة لم تقدم بدائل عن الورقة الاصلاحية او مشروعا اقتصاديا للانقاذ, ولكن ماذا ستقدم هذه الورقة الاصلاحية لتخفيف معاناة الناس وتعويض الضرائب ورفع سعر المحروقات الواردة في الورقة. وفي اطار ما يقال عن الدين والمديونية فان كل طفل يولد في لبنان يتحمل مسؤولية سداد 20 الف دولار من الدين. ماذا نقول للبنانيين؟

اجاب:" أولا نريد ان نمنع المزيد من التدهور, بمعنى ان عدم المباشرة في العملية الاصلاحية وعدم الحصول على الدعم ستكون نتيجته مزيد من التدهور لاوضاع اللبنانيين المعيشية والاقتصادية, ولمنع حصول هذا الأمر علينا ان نبادر سريعا في القيام بهذه الخطوات. الأمر الثاني ان هذا سيؤدي مباشرة الى البدء بتحسين مستويات الخدمات التي تتحقق لدى اللبنانيين واهمها استعادة الاقتصاد اللبناني لانفاسه ونموه. فنحن سنة ألفين وستة كان يفترض ان يكون لدينا نمو داخلي, وعندما يحصل ذلك في الاقتصاد ، كل 1% نمو يخلق عشرات الالاف من فرص العمل الجديدة, وعندما يستطيع لبنان تحقيق 6% نمو حقيقي في الناتج المحلي فهذا يعني عشرات الالاف من فرص العمل وفتح بيوت وتحسين مستوى معيشة وان يبقى الناس في اشغالهم . ماذا حصل؟ بعد الحرب الاخيرة التي شنتها اسرائيل, بدل ان يكون لدينا نمو وفرص عمل جديدة سيصبح لدينا ربما ناقص 5%. يعني بشحطة قلم, اضافة الى الناس الذين استشهدوا وماتوا, خسرنا ما يزيد من مليارين وخمسمئة مليون دولار. هذا فقط فرق دخل واول عمل نقوم به هو عودة الاقتصاد ليخلق فرص عمل جديدة, وثانيا البدء بالمعالجات وتمكين الدول اللبنانية من تطبيق هذه الورقة التي ينظر اليها الناس كأنها الخطة الاقتصادية. هذا برنامج معد حسب الطريقة المعتمدة لدى دول العالم في حالات شبيهة من هذا النوع عند تقديم طلب دعم من دول اخرى وحسب الاسلوب المعتمد من صندوق النقد الدولي. لكن هذا دونه جهود وهناك ورقة مجلس الوزراء يوم الخميس التي لها علاقة بتحريك عجلة الاقتصاد. هناك ثلاثة محاور اساسية وهذه كلها فيها اجراءات ومشاريع قوانين احدها اعفاءات ضريبية بالنسبة للمواطنين وتسهيلات ضريبية, والامر الثاني هو تمويل مؤسسات القطاع الخاص, فقد استطعنا ان نحصل على تمويل للقطاع الخاص ومؤسسات صغيرة ومتوسطة عن طريق مؤسسات لبنانية بمبلغ 900 مليون دولار وايضا جملة من الاجراءات لتحفيز حركة الاقتصاد وتشجيع الصادرات, والى جانب ذلك هنا ورقة حول موضوع الشؤون الاجتماعية وكيفية معالجة الفقر في كل المناطق اللبنانية وزيادة التقديمات لتلك الفئات الاشد حرمانا في البلد, كما هناك خطوات اخرى لتحريك عجلة بعض القطاعات الاقتصادية واصلاحات في عدد من القطاعات مثل قطاع النقل لمعالجة قضية اسعار النقل وموضوع المحروقات وغيره. خلال سنة 2006 ازلنا كل ما له علاقة من اعباء تفرض على اللبنانيين بعبارة اخرى لن تكون هذه الاعباء الا بالتزامن مع التحسن الجاري في الوضع الاقتصادي والوضع المعيشي".

سئل: تتحدث عن فرصة عمل وتقديمات وتحسن ونحن عشية تصعيد ويحكى عن عصيان مدني وايقاف العمل للموظفين التابعين للمعارضة. تتحدث كأن الحكومة في جهة وشارع آخر في جهة اخرى والبعض يتحدث عن تصعيد ابتداء من يوم الاثنين والحكومة تتحدث عن انقاذ لبنان؟

اجاب:" طبيعي هناك وجهتا نظر في البلد: واحدة تقول هناك مشكلة تعالوا لنرى كيفية الحل وآخرى تعالوا لنرى كيف نوغل اكثر في المشكلة وبالتالي تعميقها. هناك قاعدة تقول اذا كنت في حفرة لا تحفر اكثر, واعتقد ان الدعوات لمزيد من التصعيد ليست في صالح لبنان واللبنانيين, ومن يدعو الى هذه العملية همه ليس لبنانيا وهذا امر آخر لن ادخل فيه. ما يجري من كلام وبعد مرور 5 اسابيع على الاعتصام والتظاهر آن لنا ان نجلس ونجري حسابا لما تحقق وما لم يتحقق مما كان يبتغى. الذين قالوا بعمليات التصعيد وصلوا الى نقطة بأن التغيير لا يمكن ان يحصل الا عبر المؤسسات الدستورية اولا وعبر الحوار والجلوس سويا ثانيا, فلماذا التأخير في ذلك, ولماذا نحمل الدولة والناس اعباء ستزيد من مشاكلهم ولن تاتي برغيف خبز واحد, بل بالعكس هناك ارغفة عديدة سيصار الى تدميرها لقاء لا شيء على الاطلاق, واعتقد ان ما يقال حول تصعيد هو اقرب ما يكون الى التهويل, وحتى لو حاولوا ذلك من قطع طرق وغيره, يعرفون ان هذا الامر لن يجدي شيئا وموقف الحكومة انها ضد قطع الطرق لانه تعد على حريات الاخرين وبالتالي تنتهي حريات الناس الذين يقولون بالتظاهر لانهم يتعرضون لحريات الاخرين, وهذا ليس لصالح احد على الاطلاق, واعتقد الان ان علينا توجيه الانظار نحو المشكلة الحقيقية. هناك مشكلة سياسية نعم وقد طرحنا بدائل عديدة وصيغ مختلفة وقلنا ان ليس هناك من حل على الاطلاق الا بالجلوس سويا. هذا البلد وبعد 65 سنة من الاستقلال لا يستسيغ اطلاقا ان يأتي فريق ليفرض حلا على فريق اخر ولا سيما ان هذا الفريق ليس اكثرية ".

سئل: كيف يمكن للاصلاح ان يتحقق في غياب الاستقرار السياسي؟ من يستثمر في بلد غير مستقر؟

اجاب:" صحيح ، واقول هذه هي المشكلة واوفر طريق للحل. ايها اللبنانيون انظروا امامكم فاما ان تضعوا عقلكم في رأسكم واما ان تكون الامور صعبة".

سئل: تقول ذلك باستمرار والعماد ميشال عون يقول لا اصدق الرئيس السنيورة ويهدد.

اجاب:" نعم قلتها مرات عديدة ولكن الفرق الان انه يقول كلامه وعلي ان استمع واضع هذا الكلام بتصرف جميع اللبنانيين فهم واعون ومدركون ويعرفون مشاكلهم. هناك اناس يقولون بالتصعيد ولكن بماذا يعدون الناس, والى اين هم ذاهبون بهم, وكيف يعالجون مشكلة الدين والاقتصاد وفرص العمل والادارة والقطاعات المختلفة؟ الحكومة تقول ان هذه هي طريق المعالجة وما تريد القيام به لتحسين وضع المالية العامة والاقتصاد والمجيء بمساعدات من الخارج, وبالتالي عليك المقارنة وتقول ان المشكلة هي القبول بالاخر. انا اتيت ب 90% وبقي 10% من الحل لتأمين الاستقرار, ومن يريد دفع البلاد نحو عدم الاستقرار فهو الطرف الذي يعرقل الحل ويأخذ البلد نحو الانهيار. ما نقوله ليس تحميل فريق المسؤولية، نقول هذه سلة الحلول وهذه يدنا مبسوطة للتباحث والحوار والمناقشة. في الموضوع السياسي طرحنا كل الصيغ الملائمة, وفي الموضوع الاقتصادي طرحنا حلولا وما زلنا. لم نتوقف ولن نتوقف عن الحوار وبحث اي قضية واذا كان هناك احد لديه طرح افضل من الطرح الذي قدمناه لاصلاح اي شأن من الشؤون سنعتمده ولسنا منغلقين, واذا كان هناك من لديه اصلاح في موضوع الكهرباء غير الصيغة التي نقترحها فأهلا وسهلا. سنغير رأينا ونعتمد الصيغة اما ان يأخذنا الى المجهول ويقول لا أريد معناه الى اين يأخذ البلد".

سئل: ولكن يقولون ان الفساد بالادارة سيتكفل بمؤتمر باريس -3 وعشرة مؤتمرات معه؟

اجاب:" لماذا نقول اننا نريد فعليا ترشيق الادارة وتحسينها في الوقت نفسه والاستعانة بالقطاع الخاص وذلك ليس فيه أمرا جديدا".

سئل: لماذا الثقة مفقودة؟

اجاب:" هذه الحكومة التي كانت موجودة وهم سموها ولم يخطر ذلك على بالي بانها حكومة المقاومةالسياسية وفجأة بعد ليلة وضحاها ماذا الذي تغير الا انه جاءت أوامر من الخارج تقول انها حكومة تآمرت على المقاومة، الكل يعرف ماذا كان موقف الحكومة من حزب الله، ليس المهم ماذا نقول هنا، المهم ماذا نقول في مواقع القرار في العالم، ماذا قمنا في الدفاع عن حزب الله في الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وكل دولة زرناها ومع كل مسؤول قلنا ذلك ولا نقول ذلك الا لقناعتنا، جاء القرار بانه يجب ان نهزم اميركا في لبنان، وسمعنا ان الحكومة هي حكومة فيلتمان وهم يعرفون انه كلام (خونفوشاري) ليس له أساس ولا قيمة، الامر الثاني هو موضوع المحكمة ذات الطابع الدولي التي نسمع كثيرا باننا مع المحكمة ذات الطابع الدولي ولكن لم يقدم احد حتى هذه اللحظة اي فكرة او انتقاد او فاصلة حول موضوع المحكمة ذات الطابع الدولي. فخامة الرئيس وضع ورقة من 34 صفحة أخذنا ما يؤخذ منها، والامر الثاني هو ان يصار الى مناقشة هذا الامر ومن لديه اطلاع حول المحاكم ذات الطابع الدولي يعرف ان هذه الامور لا يمكن الاخذ بها لكن كنا منفتحين للجلوس وقد دعوت أول مرة وأجلنا. هذه المحكمة ذات الطابع الدولي هي قضية بالنسبة للبنانيين ونحن لا نريد من هذه المحكمة لا لكي نتهم احد زورا ولا ان نوقع بأحد وليس بنيتنا كل الكلام السياسي الذي يقوله هذا الطرف او ذاك. هذه المحكمة جرت دراستها بكل موضوعية من قبل قاضيين من أفضل قضاتنا وذهبوا ودرسوا الموضوع مع قضاة من الامم المتحدة ووضعوا نصوصا وجرى دراستها من قبل جميع الاطراف في مجلس الامن الدولي وقامت وعلى رأسهم الاتحاد الروسي بدراسة معمقة لكل فاصلة ونقطة كي يتحسب كي لا يكون هناك تفسير وتخوف من قبل البعض او احتمال يمكن استعمالها لاغراض سياسية، وجرى اقرار الامر بالاجماع من قبل مجلس الامن. قلنا عندما وصلت كمسودة تعالوا لنبحثها، كان هناك أطراف لا يريدون ذلك ويقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم ولكن على اي حال قلنا اننا حاضرون لبحث الموضوع ولم يوافقوا وأقول الآن وقلتها مرات عديدة، نحن مع اخواننا في الوطن وزملائنا في الحكومة تعالوا الى كلمة سواء وقدموا ملاحظاتكم لافهم ماذا يريدون".

سئل: اي مخرج ترى للمأزق السياسي اليوم ولسنا اليوم من زمن اي مبادرة والمعارضة تحمل الاكثرية فشل كل المبادرات والافكار وآخر اتهام من الرئيس بري صديقك الذي أتهمك باسقاط المبادرة السعودية؟

اجاب:" أي مبادرة سعودية، هذا كلام قديم اذا كان المبادرة الاولى وكي لا نخلط شعبان برمضان، هناك مبادرة وحيدة موجودة التي اخذت بعين الاعتبار كل الافكار لمختلف الفرقاء وايضا والافكار التي صدرت من مجلس المطارنة وهي مبنية على عدة أمور، أولا على موضوع المحكمة والحكومة والتزامن والتلازم والتوازن وطرحت أفكار عديدة مثل ( 19-10-1) والواحد الذي قيل عنه وفكرته اساسا ان يؤخذ من الاكثرية ما يظنه اعضاء الاقلية بقدرتهم على الفرض والقول بانه لا يمكن فرض فكرة من الافكار الموضوعة في الدستور وتحتاج الى أكثرية الثلثين الا بالاتفاق مع الاقلية وقدرتهم على التعطيل او دفع الحكومة نحو الاستقالة، يأخذون هذين الأمرين لجعلهم مدفوعين حتما للتعاون سوية من اجل الاقرار. هذا "الواحد" هو رئيس في حركة عدم الانحياز بين الطرفين اذا كانا متفقين فهو كسواه يصوت ويطرح ولكن اذا اختلفا حول اي شأن أمره محسوم بان لا يكون مع فريق ضد آخر، هذا الموقف الذي يعرفه الكل ودولة الرئيس يعرف ما قلناه عن دوره (الواحد) والقصة ليست قصة ثلاثة واجبار الآخرين لانه بالنهاية من حركة عدم الانحياز وبالتالي تتفق انت ورئيس الحكومة بعد توسيع الحكومة ان تجلسا معا حتى تتفقا بشأنه.

نوسع الحكومة تتفق انت واياه سويا وتجلسوا في غرفة الى ان تتفقوا عليه، ما هذه القصة. الامر الثاني، انه يوجد موضوع التوازن والتلازم الذي هو التلازم بين المحكمة والحكومة. كانوا يقولون الاكثرية نحن نريد المحكمة قبل البحث بشأن الحكومة وكانت الأقلية تقول نحن نريد الحكومة الموسعة قبل البحث بالمحكمة. ايضا اقترحنا صيغة تلازم ان نتفق على كل هذه الامور وباللحظة التي يتم فيها على وشك ان يقر مشروع المحكمة بالصيغة التي نتفق عليها بما فيها موضوع انه سيكون فريق عمل يدرس ويطلع ونسمع منه، ما هذا الموضوع، اي ملاحظات بالصيغة التي يتم فيها الاقرار يتم توقيع المرسوم لتوسيع الحكومة. ان هذا الموضوع يوجد شغلة اساسية تنطلب منا الذي هو احتضان الاقلية والاكثرية ببعضهما البعض، وليست عملية كسر لان اول شيء بالانظمة الديموقراطية، الاقلية لا تكسر الاكثرية لكن مع ذلك نقول، لا نريد كسر الاقلية ولا نكسر الاكثرية، نريد الوطن ان يكون هو الكاسب. كيف يكسب الوطن ان يشعر الجميع بانه هو حاصل على شيء بنتيجة هذا العملية بما يؤدي الى ازالة هذا الاحتقان ولا سيما هذا الاحتقان لم يعد أمرا محصورا في لبنان، يوجد مشكلة تتوسع وتأخذ المنطقة وبالتالي نريد فطنين وحذرين وأريد ان أقول شيئا عن أن من ينظر اآن الى صورة تموز وآب وكيف كان اللبنانيون متراصين تجاه العدو الاسرائيلي ومنعنا اسرائيل من الانتصار آنذاك كيف نحن بيدنا وبطرحنا وبأسلوب العمل الذي نفعله وبهذه الاجواء، الاعتصامات والتهديد وعظائم الامور كيف نحقق بيدنا ما تريده اسرائيل وما لم تستطع ان تحققه في الفترة الماضية".

سئل: ماذا عن الاشارات في الايام المقبلة، حلول او تصعيد؟

اجاب:" انا بالمناسبة ليس عندي عداوة شخصية مع احد على الاطلاق".

سئل: لا يوجد استقبال ولا لقاء وجها لوجه مع رئيس المجلس

اجاب:" هذا بلد في النهاية يجب ان يدرك الجميع ان لا احد يخطر بباله او يظن انه بالنهاية يبقى مقاطعة على الاطلاق، وبالتالي انا قولي للآخرين ان آخر المطاف سنتلاقى فلماذا نضيع الوقت ولماذا نوتر الدولة واعصاب الناس؟"

سئل: ما الرسالة التي ترسلها عبر هذا اللقاء للرئيس بري صديقك وماذا تقول له؟

اجاب:" ما زلت أناشد السيد حسن نصر الله وأناشد الرئيس بري وأناشد الجنرال عون وأناشد كل فريق من اللبنانيين. حاولوا ان تتحسبوا وتنظروا امامكم للمخاطر اللامحسوبة وانظروا الى المزالق التي يمكن ان ننزلق اليها. انظروا كيف نقامر بلقمة عيش اللبنانيين. انظروا كيف نقامر بهذه الصيغة الفريدة التي فيها لبنان. انظروا كيف نقامر بموضوع الخلاف بين المسلمين والمسيحيين وبهذه الاوضاع في كل المنطقة".

سئل: يوجد جهات عندها شكوك وعندهم شؤون وشجون مثلما سبق وقلت انهم يتهمونكم كحكومة، لا تنظروا الى ظروفهم؟

اجاب:" يوجد لوحدة لجبران مصور اثنان غير جالسين وجها لوجه بل "دايرين ظهورهم" الى بعض هكذا الوضع الآن بين اللبنانيين. لا احد يسمع الثاني. انا اقول استديري قليلا اسمعيني لاسمعك اما الاستمرار بهذا الاسلوب لا يوصل الى نتيجة".

سئل: ممكن ان تحضر مع حكومتك جلسة تطلب الاكثرية انعقادها بغياب الرئيس بري؟

اجاب:" انا لا اعتقد، هذا الموضوع سابق لاوانه والبحث فيه. هذا الامر ينبغي ان تعود العقول الى معالجته لا الى ايقاد مزيد من التشنجات. لا اعتقد ان هذا وقته وبالتالي اعتقد ان الرئيس بري طالب وهو زعيم فريق بالبلد، صحيح هذا حقه ولكن هو رئيس السلطة التشريعية بالبلد وبالتالي لا تستطيع السلطة التشريعية ان تبقى في غياب عما يجري، يجب ان تكون المكان الذي يتم فيه البحث والحوار. نحن لجأنا الى طاولة الحوار كوسيلة عوضا وليس معنى ذلك استبدال للسلطات الدستورية. يجب ان يعود مجلس النواب كي يمارس حقه ودوره وواجباته وبالتالي هذا الامر ليس بتغييب المجلس نحل المشاكل، سيرجع الرئيس بري وهو رجل مسؤول وعليه واجبات وهو واجب وطني كبير واعتقد ان الواجب يقضي ان يعاد لمجلس النواب دوره الذي هو معطل حتى الآن وهذا الامر لا يجوز على الاطلاق ان يستمر، وبالتالي حتى في هذا المجلس قادرين ان نصل ونتفاهم مع بعضنا ونتفهم هواجس بعضنا وليس بالكسر. نحن لا نريد ذلك فالبلد لا يستسيغ الكسر".

سئل: ناشدت الجميع في المعارضة ماذا تنتظر؟

اجاب:" عندي قناعة كاملة بان العقل سيسود في لبنان. ما زلت أناشد ومؤمن انه لا يوجد طريق بهذا الاسلوب والارادة لدى اللبنانيين يجب ان تسود وأي اسلوب اخر ستأخذ البلاد الى مزيد من التدهور. اللبنانيون يريدون العيش. اللبناني يريد ان يعيش اتركوه يعيش, اتركوه يعبر عن رأيه, يتصرف بحرية, اما ان يتعرض اللبناني كل يوم لحقنة من التوتير والهياج بهذه الطريق, سواء عبر وسائل الاعلام او عبر التصرفات التي يقوم بها البعض, فاللبناني في النهاية سيكفر بهذه البلد ويكفر بمستقبله, وبالتالي الى اين نأخذ شبابنا ، الى مزيد من الهجرة ومزيد من الشكوك بما يسمى الطبقة السياسية في لبنان التي, ال حد كبير, كفر بها اللبنانيون ولم يعد لديهم ثقة بها".

سئل:هل تخاف من التوتير الامني بعد القبض على ذخائر واسلحة والى اين هذه الملفات الامنية؟

اجاب:" ابليس لم يمت، وبالتالي يوجد اناس لديهم رغبة ان ياخذوا البلد نحو مزيد من التوتير وتوجد الاكثرية الساحقة من اللبنانيين والدولة والعقلاء والاقطاب الذين يدركون مصلحة البلد ويعلمون ان ليس من المصلحة على الاطلاق الانقياد نحو التوجهات التي تؤدي الى مزيد من خلق اجواء تصعيد او انفلات امني او ما شابه ذلك. انا اعتقد ان احتمالات التوتيرات الامنية ضئيلة رغم محاولة البعض, وسيستمر هذا البعض بالقيام بذلك ولكن الاجهزة الامنية لديها العزم ولديها التصميم على ان تعالج هذه الامور وتؤمن للبنانيين مستوى رفيعا من الامن ان شاء الله, وهذا لا يمنع ان البعض سيحاول وهذا هم الحكومة ان تمنع هذه المحاولات وتبذل كل الجهود من اجل تعزيز القوى الامنية وبالتالي هي مستمرة ايضا في اجراء التحقيقات".

سئل: متى ينتهي الاعتصام وتعود الحياة الطبيعية عشية مؤتمر باريس 3؟

اجاب:"(انك لن تهدي من احببت ان الله يهدي من يشاء)، انا اعتقد ان الاخوان الموجودين من ابنائنا يجب ان يدركوا ان بعد خمسة اسابيع لم يحصل شيء, وبالتالي بعد عشر اسابيع لن يحصل شيء. ان الظن ان الحكومة ستفرط, فالحكومة لن تفرط. هذا الموضوع ليس انقلابا. هناك اساليب ديموقراطية. لقد شبعنا من تجارب في الناس, تجارب انقلابية نعلم الى اين اوصلت, هذا بلد يتمسك فيه الناس بالديموقراطية وبالمؤسسات الدستورية وبحريتهم ولقمة عيشهم, وبالتالي لا يريدون الذهاب الى المهوار. الى اين ياخذون هؤلاء الناس وبماذا يعدونهم. دعونا نسألهم الى اين تأخذوننا, اعملوا لنا برنامجا وقولوا لنا ما سيحدث ".

سئل: يعدونهم بنظام جديد، بحكومة وحدة وطنية، بنظام يتساوى به الجميع، بلا استئثار، وفرص عمل، ولا محسوبيات ولا فساد؟

اجاب:" نظرية افلاطون. لا توجد نظريات افلاطونية. الان يريدون من اللبنانيين ان يعرفوا بالقلم والورقة. قل لي الى اين تأخذني، ماذا ستفعل لي، يوجد عندي مشاكل كيف ستحلها؟، اما تتكلم بالنظريات فكلنا مؤمنون بما يسمى لبنان العدالة والحرية. جيد، انا اريد برنامجك وكيف ستطبقه، يوجد فريق يقول لك انا آخذك بهذا البرنامج لاحاول ان اخرجك من هذا المازق. هناك تعاون في السياسة, نعم. لكن انا اقول لك هذا البرنامج الذي ينادي به الفريق الاخر لا يقول فيه الى اين ياخذك".

سئل:اذا عدم وجود رؤية لدى المعارضة هو الذي اوقف الانقلاب الفعلي الذي كانوا يخططون له؟

اجاب:" كان تحركهم مبنيا على حسابات غير دقيقة وفرضيات لم تتحقق. هذا الذي حصل، انا اعود واقول هذا هو الوضع الذي امامنا وكيف يمكن لنا ان نخرج منه؟ الذي لديه طروحات فليتقدم بها، فليقل ماذا يريد وما لا يريد. ان يقول لي اريد المحكمة ذات الطابع الدولي ويتوقف عند ذلك, يقول لي انا غير موافق مع هذه الطروحات الاصلاحية فليقل لي".

سئل: هناك اولويات تتحرك وتتغير، اليوم اخر اولوية اصبحت انتخابات نيابية مبكرة، القصة بحاجة الى حسم ، من اين سيأتي الحسم؟ ماذا تقول للبنانيين؟ هل من مبادرات للحلول ستأتينا من الخارج؟

اجاب:" الحل سيخرج من لبنان وتأتي مباركة ربما من اشقائنا العرب, ولكن الحل سيأتي من لبنان وليس من خارجه عندما يقتنع الفرقاء بالحل ".

سئل: سياسة الكسر في لبنان ممنوعة. كيف سيتم التلاقي ؟

اجاب:" اشقاؤنا واصدقاؤنا في العالم يقولون تفضلوا يا اخوان نحن على استعداد ان نساعدكم وهذه هو طبيعة المساعدة وهذا حجم المساعدة وهذه الحلول التي نقترحها عليكم والتي هي ناتجة عن برنامج اصلاح انتم وضعتموه مئة بالمئة, وناتج من لبنان وطور في لبنان على مدى العشر سنوات الماضية وليس صناعة خارجية، هذا برنامج صنع في لبنان على مدى سنوات وبني حجرة حجرة. وكل هذه الطروحات ليس فيها امر جديد واحد،وطرحت على مدى السنوات الماضية وتلكأنا في اعتمادها. سيأتون ويقولون لنا تفضلوا نحن مستعدون ان نعاونكم على اساس هذا البرنامج, ونتمنى ان يكون تعاونا جيدا وكبيرا, وبالتالي حتى تنجحوا في هذا الامر يجب ان تهتموا باوضاعكم وتركزوا اموركم وتتوحدوا بين بعضكم والا تكونوا انتم مسؤولين عن النتائج. المجتمع العربي والدولي يأتي ويجتمع ويحضر كل امكاناته,ولكن انت يجب ان تساعد نفسك وتسير خطوة لتؤكد في النهاية انك فعليا تستحق هذه المساعدة, وهذه ليست شروطا تأتي من الخارج".

سئل: اذا لم تتم التسوية وانتهى الاعتصام او اذا انتهى الاعتصام وتمت التسوية بمبادرة, فهل في الحالتين سيعقد مؤتمر باريس -3 في موعده ولن يؤجل او يعطل؟

اجاب:" مؤتمر باريس -3 يجب ان ننأى به عن الصراعات الداخلية ، باريس - 3 غير معمول لفريق من اللبنانيين. الحكومات في البلد تأتي وتذهب بينما الثقة التي يبنيها البلد في تعامله مع العالم هي التي تبقى والناس تتعاون معك على هذا التراكم من الثقة ومن المسؤولية وما تبنيه الحكومات, وبالتالي نحن الآن امام هذا الوضع وعلى اللبنانيين ان يدركوا ان هذا البرنامج ليس لمصلحة فريق دون فريق بل لمصلحة كل لبنان. الاقتتال حول باريس - 3 لمنعه هو عملية انتحارية يرتكبها البعض بحق لبنان, وهذا ليس امرا طبيعيا ان تفعل شيئا ضد مصلحتك وضد مصلحة كل اللبنانيين, لان البديل الآخر, قل لي انت ماذا عنك؟ هل سيقول البعض قصة قديمة؟ نحن قلنا لك حتى لا ندخل في جدل: الحكومة قالت تفضلوا نحن ارسلنا مشروع قانون له سبعة اشهر في مجلس النواب, هذا المشروع الذي ارسلناه يصار بموجبه التدقيق في جميع الواردات والنفقات التي تحملتها الدولة على مدى 15 سنة الماضية, فليتحمل كل واحد مسؤوليته. انتهينا من هذا تفضلوا وعينوا من خلال هذا القانون مدققي حسابات يتولون هذه العملية. نحن نتطلع للمستقبل. ماذا نقول للناس: نريد النظر الى الوراء باستمرار او امشي الى الامام وستقع في الحفرات. انا أسير على الطريق وبالتالي انا أقول سنعطي الاهمية اللازمة للسابق ونتولاها وننظر الى الامام لمعالجة مشاكل اللبنانيين. توجد استحقاقات خلال السنة القادمة وقضية النمو بالاقتصاد وكيف نعالج موضوع خلق فرص عمل للناس ونعالج اوضاعنا الاقتصادية ومؤسساتنا وقطاعاتنا الاقتصادية. توجد قطاعات اقتصادية اثناء الحرب تشارف على الهاوية او الافلاس وبالتالي ستؤدي الى تسريح آلاف بل عشرات الألاف من العمال ".

 

وفد الجمعية البريطانية العربية جال في المناطق الجنوبية

الشيخ قاووق: نريد انقاذ لبنان من اجتياح الوصايات الاجنبية

وطنية- 6/1/2007 (سياسة) جال وفد الجمعية البريطانية العربية في المناطق الجنوبية ضمن زيارته للبنان بهدف إطلاع الرأي العام الغربي على طبيعة الاوضاع في المنطقة. ضم الوفد رئيس المفوضية الاوروبية الاسبق رئيس وزراء لوكسمبورغ جال سانتير، رئيس البرلمان الاسكتلندي الاسبق ديفيد ستيل ونوابا بريطانيين يرافقهم رئيس الجمعية نظمي قوجي وعضو تجمع اللجان والروابط الشعبية الدكتور ناصر حيدر.

المحطة الاولى للوفد كانت عند بوابة فاطمة بمواكبة امنية مشددة تولتها سرية الفهود في قوى الامن الداخلي ودورية للجيش، وقام اعضاء الوفد بالتقاط صورة تذكارية وراقبوا مستوطنةالمطلة الاسرائيلية المحاذية للمنطقة ولوحظ انضمام سفيرة بريطانيا في بيروت فرنسيس غي للوفد.

بعد ذلك، انتقل الوفد الى معتقل الخيام حيث كان في استقبالهم مسؤول منطقة الجنوب في "حزب الله" الشيخ نبيل قاووق في قاعة اعدت خصيصا عند مدخل المعتقل الذي دمرت كل مبانيه وغرفه بالغارات الجوية الاسرائيلية في عدوان تموز الاخير. أما السفيرة غي فلم تدخل القاعة بل تجولت بين ركام المعتقل وتوقفت عند الناحية الشرقية المقابلة لمزارع شبعا المحتلة مع عدد من الشخصيات المرافقة لها.

وفي قاعة المعتقل عقد لقاء بين الشيخ قاووق والوفد البريطاني، وتحدث قوجي فقال:" أملنا كبير بان تتاح هذه الفرصة لان يزور هذا الوفد البريطاني لبنان وهذه المنطقة لكي يطلع عن كثب على الاوضاع فيها ولكي ينقل الصورة الحقيقية وليس المشوهة التي تنقلها بعض وسائل الاعلام الغربية".

ثم قال الشيخ قاووق:" نرحب بكم على ارض الجنوب، هذه الارض التي تحررت بعطاءات وتضحيات الشباب والشعب اللبناني، ونرحب بكم في معتقل الخيام هذا المكان الذي كان في السنوات الماضية رمزا للارهاب الاسرائيلي وفي العدوان الاخير ارادوا تدمير هذا الرمز في محاولة اسرائيلية للتعتيم على الجرائم والارهاب التي مارسوها في هذه المنطقة".

أضاف:"النوايا العدوانية الاسرائيلية هي اساس الشر في المنطقة واساس الازمة اللبنانية واساس بقاء مبرر المقاومة لان المقاومة ستحرر الارض التي ما تزال محتلة في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وتريد ان تكون الى جانب الجيش اللبناني لتأمين حماية لبنان من اي عدوان اسرائيلي محتمل".

وتناول "السياسات الخاطئة التي تعتمدها إدارة الرئيس الاميركي جورج بوش في المنطقة والتي تعتمد على الحروب والقتل خدمة للمشاريع الاسرائيلية"، مبديا ارتياحه "لتفهم الشعبين البريطاني والاميركي لسياسات جورج بوش وطوني بلير".

وقال:"نحن في لبنان استطعنا ان نواجه العدوان العسكري الاسرائيلي وننتصر والان نواجه الاجتياح والمشروع الاميركي وسننتصر ولن يطول الوقت حتى يعلن الرئيس الاميركي جورج بوش انه سيأخذ العبرة مما حصل وسيعيد رسم استراتيجيات جديدة للسياسة الاميركية في لبنان والمنطقة، واؤكد لكم ان المشروع الاميركي الان في مأزق والادارة الاميركية تعيش في لحظة ضياع استراتيجيات سياسية في المنطقة. نحن في المعارضة الوطنية اللبنانية لا نريد مواجهة بين اللبنانيين، نريد المواجهة مع خصمنا الحقيقي وهو المشروع الاميركي والوصايات الاجنبية. نريد انقاذ لبنان من اجتياح الوصايات الاجنبية ونريد حكومة لجميع اللبنانيين يكون فيها شراكة لجميع الاطراف والطوائف. اعطيناهم الفرصة الكاملة ليجربوا سياسة الاستئثار والتفرد بالقرار السياسي ولكن هذه السياسة اوصلتهم الى الطريق المسدود".

اضاف:" اؤكد ان مطالب المعارضة الوطنية هي وطنية مئة بالمئة وهي من اجل حماية المصالح الوطنية من التدخل الاميركي بشكل خاص. نريد حكومة تكون فيها كلمة اللبنانيين مسموعة اكثر من السفير الاميركي وغيره. نريد حكومة لجميع اللبنانيين يكون فيها القرار للبنانيين وليس القرار هو املاءات اميركية ولا بريطانية ولا فرنسية ولا سعودية ولا ايرانية ولا سورية، ونحن نراهن على الاصوات والضمائر الحرة في العالم وخصوصا في بريطانيا، واذ نشكر كل النواب والجمعيات الاهلية والصحافة البريطانية التي وقفت لتقول لطوني بلير كفى انقيادا وراء السياسة المجنونة لجورج بوش".

بعد ذلك عرض الشيخ قاووق امام الوفد لقنابل عنقودية اسرائيلية القتها القوات الاسرائيلية في عدوانها الاخير على المناطق الجنوبية وقدم لهم صورا فوتوغرافية لنماذج من هذه القنابل، ثم جال والوفد في ارض المعتقل المدمر ولوحظ ان السفيرة البريطانية التي كانت تنتظر طوال وقت وجود الشيخ قاووق والوفد في القاعة في باحة المعتقل لم تقترب من الوفد اثناء تجواله بين ركام المعتقل المدمر.

بعد ذلك انتقل الوفد البريطاني الى مرجعيون حيث أولم لهم طارق ابو سمرا.

 

ارسلان استقبل وفدا من المنظمات الشبابية في 8 آذار: لبنان أصبح مرتهنا بشكل لم يسبق له مثيل الى الخارج

تواطأوا مع العدوان الاسرائيلي وأكملوا اليوم بطرحهم هذه الورقة التي بشرنا من خلالها بالمزيد من الضرائب

وطنية- 6/1/2007 (سياسة) التقى رئيس الحزب الديموقراطي اللبناني النائب السابق طلال أرسلان، في منزله في خلدة امس، وفدا من المنظمات الشبابية في 8 آذار، في حضور أعضاء المكتب السياسي في الحزب صالح العريضي، علمان الجردي ونسيب الجوهري.

واعتبر ارسلان امام الوفد "ان الاعتصام الذي تشهده بيروت اليوم هو جزء اساسي من تحرك المعارضة، وما يعطيه طابع الحضارة والجدية هو قطاع السيدات والقطاع الطلابي، فهذان القطاعان يفعلان دوره". وقال: "طبعا للمعارضة عنوان كان منذ البداية المشاركة في السلطة تحت شعار حكومة اتحاد وطني ومن ثم انتخابات نيابية مبكرة. انما ما اريد أن أؤكده هو أن هذا الشعار هو المطروح من قبل المعارضة، الا أن جوهر الموضوع وخلفيته هو أن لبنان مع هكذا سلطة أصبح مرتهنا بشكل لم يسبق له مثيل الى الخارج، وهو ينفذ أجندة لا تتبع للبنان ولا لخياراته. تواطأوا مع العدوان الاسرائيلي الأخير على لبنان، وأكملوا اليوم بطرحهم هذه الورقة التي بشرنا من خلالها بالمزيد من الضرائب وما يسمى بالاصلاحات الشكلية، وهي بالتالي تحت عنوان "باريس 3" والتي تندرج تحت المديونية العامة وزيادتها". أضاف: "انهم يدورون حول نفس الموضوع ولا حلول جذرية لما وعدوا به الشعب اللبناني، وكأن ما نبهنا منه في السنوات بأن ال45 مليار دولار دين سيصبحوا 50 أو 60 مليار دولار، عمليا هذا المبلغ هو برسم الشعب اللبناني وبالتالي فان الشعب اللبناني هو المسؤول عن ايفاء هذا الدين لقاء أثمان سياسية معروفة باتت واضحة لنا، بدأت مع العدوان الاسرائيلي وما تزال آثارها حتى يومنا هذا. وعلى هذا الاساس فان لبنان يكون قد تعرض لعدوانين، عدوان خارجي عليه هو العدوان الخماسي، وكانت السلطة خلاله متواطئة أقله بوقوفها على الحياد، والحياد في الدول التي تحترم نفسها يعني تواطؤ، والحياد يعني أيضا خيانة. لقد حاولوا حشر المقاومة بالورقة المذهبية والطائفية، الا أننا جمعيا هنا موجودون لنؤكد أن هذه هي المقاومة الوطنية. صحيح أن آليتها العسكرية هي بلون مذهبي معين، انما غطائها السياسي هو غطاء لبناني شامل، وهذا لم يقدروا على تحمله فحاولوا تحميل المقاومة من خلال الاعتصامات الأخيرة باعطائها اللون الطائفي والمذهبي انما تحركاتكم كطلاب الى جانب تحركاتنا في المعارضة أثبتت ان هذه المقاومة هي جزء لا يتجزأ من النسيج الوطني اللبناني".

وتابع ارسلان: "اننا نعتبر أن هذا الاعتصام هو لإستعادة الحرية والسيادة والاستقلال والديموقراطية والعيش المشترك في هذا البلد، لأن أهل السلطة عرابو الفتنة المذهبية والطائفية في هذا البلد. لقد وصلنا في لبنان الى مرحلة أسوأ من مرحلة الفوضى، ان هذه السلطة هي الأسوأ من الفوضى، وكيف يمكن ترك سلطة كهذه السلطة على هواها تتمادى، ونسمع رئيس حكومة سابق ووزير داخلية يقول الشارع مقابل الشارع وبدأ رئيس هذه الحكومة بالتحدث عن قطع طريق الناعمة؟، عندها أصبح الموضوع موضوع قطاع طرق وليس موضوع حكم وسلطة".

وقال: "في كل دول العالم التي تحترم نفسها، تصبر السلطة على المعارضة، انما هنا في لبنان كيف يطلب من المعارضة أن تصبر على السلطة ووتحمل آدائها، هذا أمر غريب، وكأن هناك سابق تصور وتصميم الى تحرك قد يؤدي الى فتنة مذهبية تحديدا سنية- شيعية، لأنهم عرابو هذه الفتنة. لقد لعبت قوتان أساسيتان دورا ضامنا بتحييد البلاد عن هذا الصراع، حكمة السيد حسن نصرالله وحكمة العماد ميشال عون، وبالتالي فان الوثيقة التي أبرمت بين "حزب الله" والتيار الوطني الحر" حيدت البلد عن كثير من الامور التي كانت من الممكن أن تستغل على المستوى الداخلي، ولهذا فاني أعتبر أن هذه الوثيقة هي وطنية عامة تخصنا جميعا، وبالتحديد تخص كل الوطنيين في هذا البلد. وأقولها بصراحة لو كان أداء المعارضة بنسبة ربع أداء أهل السلطة لكانت الدماء قد وصلت الى البحر منذ سنة أو سنتين. اننا قد التزمنا أخلاقية التعاطي بالامور السياسية بحد معين بعيد كل البعد عن الغرائز الطائفية والمذهبية، في حين ان فريق السلطة قد التزم الفتنة، لقد التزموا نموذج العراق على ان يأتوا به الى بيروت ومن هنا يتم تعميمه على المنطقة. ان هذه السلطة أصبحت فعلا مشبوهة ومتواطئة وهي عرابة أجندة خارجية أجنبية لتكون ادوات تنفيذية في لبنان لتحقيق هذا المشروع. من هنا تبرز أهمية الاعتصام الذي تنفذه المعارضة اليوم، وقرار المعارضة المطلق كأحزاب وقوى سياسية وفعاليات بأن لا مجال أبدا من الخروج من الشارع قبل تنفيذ مطالب المعارضة، ولا مجال اليوم الا لتفعيل الاعتصام وتطويره وسنثبت بأن هذه السلطة هي ساقطة بارادة الشعب اللبناني". وتحدث باسم المنظمات الشبابية فادي حنا فقال: "لقد جئنا اليوم لنرى أحد قادة المعارضة الاساسيين، وهو مثال للعيش المشترك. نحن نؤكد من هنا مطلب المعارضة بالتصعيد، وخلال هذا الاسبوع سيثبت شباب المعارضة أنهم بجهوزية كاملة للتحرك وفق هذا التصعيد، وللمطالبة ليس فقط بحكومة الوحدة الوطنية تمهيدا لانتخابات نيابية مبكرة، انما للمطالبة أيضا بالقضايا المعيشية".

 

قتيل إثر انفجار قنبلة عنقودية في بلدة يحمر-الشقيف

وطنية - 6/1/2007 (متفرقات) أفاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" في النبطية علي داود أن المواطن حسين علي علي احمد (70 سنة) من بلدة يحمر-الشقيف, توفي إثر إصابته بقنبلة عنقودية اسرائيلية بينما كان يعمل في حقل أمام منزله في البلدة منذ ثلاثة أشهر, حيث كان أصيب برأسه وجسده ما أدى الى إصابته بالشلل. وقد خضع الى عدة عمليات جراحية في مستشفيات بيروت, لكنه ما لبث أن قضى متأثرا بجروحه. وشيع علي احمد في بلدته في موكب مهيب تقدمه عدد من النواب والشخصيات ورؤساء بلديات وحشد من اهالي البلدة والجوار. وأم الصلاة على الجثمان إمام البلدة الشيخ نزار سعيد. وناشد اهالي يحمر المسؤولين العمل على إزالة القنابل العنقودية الاسرائيلية من بلدتهم ومحيطها ومن الحقول الزراعية, والتي كانت ألقتها الطائرات الحربية المعادية خلال "عدوان تموز" وأدت الى قتل وجرح زهاء العشرة مواطنين من البلدة.

 

اجتماع وزاري في السراي للبحث في التقديمات الاجتماعية لباريس-3 والرئيس السنيورة اتصل بنظيره الفسلطيني والموفد السوداني

الوزيرة معوض: تكملة مساعدات المؤتمر مرتبطة بالإصلاحات المطلوبة مستعدون لأي ملاحظات تحسن الأوضاع المالية والاقتصادية والاجتماعية

وطنية- 6/1/2007 (سياسة) عقد في السراي الحكومي اليوم اجتماع وزراي حضره وزراء: التربية خالد قباني والشؤون الاجتماعية نائلة معوض والاقتصاد سامي حداد، وخصص للبحث في التقديمات الاجتماعية التي ستخرج عن مؤتمر باريس -3 المقرر عقده في الخامس والعشرين من الشهر الجاري.

بعد الاجتماع قالت الوزيرة معوض: "كان لدينا اليوم أول اجتماع بعد قرار مجلس الوزراء بإقرار ورقة العمل التي ستقدم إلى مؤتمر باريس 3 الذي سيعقد في 25 الجاري. للمرة الأولى في عرض حكومي جرى في هذه الورقة تخصيص جزء مهم يرتبط بالأوضاع الاجتماعية، كما كان للمرة الأولى في البيان الوزاري شق مهم يتعلق بالشؤون الاجتماعية وعمل لتقليص التفاوت بين المناطق، وأيضا الشبكات الاجتماعية التي هي ضمن أهداف الألفية الثالثة، وهذه الشبكات تعني الفئات في المجتمع اللبناني التي هي في حاجة إلى دعم، وهي المسنين وبالتأكيد المعوقين والسيدات ربات المنازل والأطفال، وهذا العمل يتطلب تنسيقا وزاريا بين 6 وزارات معنية بالمواضيع الاجتماعية هي: الشؤون الاجتماعية والتربية والصحة والعمل والاقتصاد والمالية. وهذه اللجنة الوزارية ستقونن بحيث يكون هناك مرسوم يعطي إطارا قانونيا لهذا العمل بين كل الوزارات".

أضافت: "سمعنا ردود فعل عدة حول الورقة التي عرضتها الحكومة. وأنا أؤكد أولا أن هذه الورقة ستقدم إلى الجهات المانحة، وهي البداية وليست النهاية والحكومة والوزارات المختصة تتمنى أن تتلقى ملاحظات أو اقتراحات حول هذه الورقة. علينا أن نسلم إلى بقية المعنيين دراسة تفصيلية خارج الورقة لكل وزارة، فوزارة الشؤون الاجتماعية ستعرض ابتداء من الأسبوع المقبل الرؤيا الاجتماعية للانماء الاجتماعي وللاهتمام بالفئات المهمشة في المجتمع وكيف يمكن للوزارة أن تساعد في إحداث تنمية الأشخاص والمناطق. وهنا بنوع خاص بعد هذه الحرب المدمرة على لبنان مؤشرات اجتماعية وإنسانية تغيرت. حضرت معنا في الاجتماع مديرة الإحصاء الدكتورة مارال توتاليان التي كانت أعدت أول دراسة عام 2004 حول الأوضاع المعيشية وميزانية الأسرة، وقد طلبنا منها خلال الشهرين المقبلين تحديث هذا التقرير حتى عام 2006 مع تأثيرات الحرب الإسرائيلية على لبنان ووضع مؤشر خاص للمحافظات والمناطق".

وقالت: "أؤكد ضرورة التعاطي بإيجابية مع هذا الموضوع، فللمرة الأولى تجري ملامسة الوضع الاجتماعي وتنسيق بين كل الوزارات والقطاعات المعنية، وحتى باريس 3 وما بعده سنتصل بكل القطاعات المعنية من نقابات وأوساط اقتصادية ومالية والجامعات حتى لا تبقى هذه الورقة، كما جرب أن يصفها البعض، وكأنها منزلة بل ستصبح عملا ومن مسؤولية كل الفاعليات اللبنانية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتربوية لأن كل الشعب اللبناني معني بهذا الموضوع، ونأمل أن نتعاطى مع هذا الحدث الذي سيجلب إلى لبنان اهتمام كل دول العالم، ولأول مرة لن يكون مطلوب أي تغيير في الرسوم والضرائب وأي مدخول إضافي كان على الشعب اللبناني أن يدفع ثمنه قبل عام 2008".

أضافت الوزيرة معوض: "في باريس 3 لدينا إمكانية كبيرة للحصول على مساعدات للبنان ولكن تكملة هذه المساعدات سيكون مرتبطا بالإصلاحات المطلوبة من الدولة اللبنانية والإدارات ومن مجلس النواب الذي عليه أن يقر ويدرس كل القوانين المرتبطة بالإصلاحات والتي هي كذلك مدخلا للاصلاحات. من يريد أن يطلع أكثر أو يبدي أي ملاحظة نحن مستعدون لذلك شرط ألا يكون الانتقاد لمجرد الانتقاد بل يكون هناك ملاحظات عملية لنحسن الوضع المالي والاقتصادي والاجتماعي الذي هو ليس ملك الحكومة أو الأكثرية بل كل الشعب اللبناني الذي يعيش اليوم المأساة بكل فئاته".

سئلت: ما ردك على تحرك الاتحاد العمالي العام حول هذه الورقة؟

أجابت: "لطالما ناضلت من أجل الحريات العامة وأي إضراب تحت سقف القانون هو مسموح بل ومرغوب، لكن الإضراب ليس الوسيلة الوحيدة بل نتمنى على الاتحاد أن نتواصل لنرى اقتراحاته العملية لأنها فرصة فريدة لمساعدة لبنان وحرام أن نضيعها وأن يكون الجو السياسي مؤثرا على النية العربية والدولية بمساعدة لبنان الغير مربوطة بأي طلب أو شرط سياسي".

سئلت: ولا حتى الشروط التي تحدث عنها رئيس الجمهورية؟

أجابت: "آسف أن فخامة الرئيس الذي يفترض أن يكون الحكم والدعامة الأساسية لخروج لبنان من هذه المأساة الاقتصادية والاجتماعية، يجزم بنوع من عدم الدقة على بعض الشروط المطلوبة من لبنان والتي لا نخضع ابدا لها، وليس هناك أي شرط وبالتالي في قضية التوطين بالذات لطالما ناضلنا لتطبيق الطائف، وفي الحكومة كنا دائما نقول أن الطائف هو السقف، وفي النقاط السبع تحدثنا عن تطبيق الطائف الذي يتضمن أول بند فيه رفض كل لبنان للتوطين ولا يزال التوطين مرفوضا. أما الاهتمام بالحياة اليومية داخل المخيمات الفلسطينية أمر مطلوب لأن طريقة حياتهم تتناقض مع أي مفهوم لحقوق الإنسان كما أنه يجب ألا تكون هذه المخيمات مربعات أمنية بل جزء من الأراضي اللبنانية الخاضعة لسلطة الدولة اللبنانية".

اتصالات وكان الرئيس السنيورة اتصل برئيس الوزراء الفلسطيني اسماعيل هنية مهنئا بسلامة العودة من الحج وكان بحث في الأوضاع الراهنة المحيطة بلبنان والمنطقة وفلسطين. كذلك اتصل الرئيس السنيورة بالموفد السوداني إلى لبنان مصطفى عثمان إسماعيل وكان تداول في الأوضاع والتطورات منذ سفره حتى الآن.

 

اساتذة الثانوي: الورقة الاصلاحية لا تختلف عن ورقة" بيروت -1" التي رفضناها

وطنية - 6/1/2007 (متفرقات) أكدت رابطة اساتذة التعليم الثانوي الرسمي في لبنان، في بيان اصدرته اثر اجتماع لهيئتها الادارية، انها "أشد الناس تمسكا بالاصلاح الاقتصادي والمالي والاجتماعي، بشرط الا يكون على حساب الطبقة العاملة وذوي الدخل المحدود ومنهم الاساتذة والمعلمون". ورأت "في قراءة أولية للورقة الاصلاحية المعدة لمؤتمر باريس 3 ان مضمونها لا يختلف في شيء عن مضمون الورقة التي كانت معدة لمؤتمر بيروت 1 التي سبق للرابطة ولهيئة التنسيق النقابية ان رفضتها وتحركت في مواجهتها على مدى السنوات الاربع الماضية، والتي خاضت الهيئة الادارية الجديدة للرابطة انتخاباتها تحت عنوان رفضها ورفض كل المشاريع الاصلاحية المشبوهة التي تنقض على حقوق الاساتذة والموظفين والطبقات العاملة وعلى المكاسب المشروعة لهم".

وجددت رفضها لكل هذه المشاريع، مشيرة الى انها "ستصدر لاحقا دراسة مفصلة حول الورقة الاصلاحية تفند فيها المخاطر التي تتضمنها".

من جهة ثانية، حددت الرابطة مواعيد انتخابات الفروع في المحافظات الخمس التي تبدأ في بيروت يوم الجمعة في 19 الحالي.

 

الوزير متري في حديث اذاعي: الحكومة تستعد لباريس 3 منذ اكثر من سنة

ولبنان لن يذهب الى المؤتمر لتوقيع معاهدة غير قابلة للنقض لى أي مبادرة أن تأخذ بأفكار ثوابت بكركي وعمرو موسى

وطنية - 6/1/2007 (سياسة) لفت وزير الثقافة طارق متري، في حديث الى برنامج "صالون السبت" من اذاعة "صوت لبنان"، الى "ان لبنان قائم على مجموعة كبيرة من التوازنات، وان السياسة فيه تقوم على التسويات"، مبديا انزعاجه من استخدام اللغة العسكرية، قائلا: "لسنا في حرب لتكون بيننا هدنة أو حسم".

ورأى الوزير متري "ان على أي مبادرة أن تأخذ الافكار التي أكدت عليها ثوابت بكركي والافكار الاربع التي حملها الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى"، وقال: "في الوقت الحاضر لا حوار في هذه المسائل لا مباشرة ولا بالواسطة"، مؤكدا "ان هذا الوضع لن يستمر طويلا، وربما سيعود موسى لاستكمال مهمته من حيث انتهى". ولفت وزير الثقافة الى "ان السراي الحكومي ليس كما يصوره البعض رمزا لاستئثار طائفة معينة بالسلطة، بل هو مثل رئاسة الجمهورية لجميع اللبنانيين، ومن واجب القوى الامنية ان تحميها في كل الظروف". وحذر من "وجود شيء على حدود تعطيل النظام القائم عبر منطق يخرج عن الاصول الديموقراطية". وعن مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري، لفت متري الى "قول الرئيس بري انه وضعها في الثلاجة"، وقال: "اذا كانت هناك نية لمبادرة حقيقية بهدف ايجاد مخارج للازمة، فمن الضروري حصول توافق على الامر بين الفرقاء اللبنانيين"، مؤكدا "ان احدا لا يجازف في الاعلان عن مبادرة لم يناقشها مع المعنيين بها اي الجهة الاخرى في الصراع السياسي".

وذكر الوزير متري بأن الحكومة تستعد لمؤتمر باريس 3 منذ اكثر من سنة، مشددا على "ان لبنان لن يذهب الى المؤتمر لتوقيع معاهدة غير قابلة للنقض".

ووصف ما ذكر بأن البرنامج الاقتصادي والاجتماعي وضع من دون شراكة، "غير دقيق لأن عناصر البرنامج موجودة في البيان الوزاري"، مشيرا الى انه "كان هناك اجماع في الحكومة على الجزء الاكبر من الورقة"، موضحا انها تتضمن الكثير من المقترحات التي تحتاج الى مشاريع قوانين".

وأشار الى "ان الحكومة سمعت جيدا مطالبات المعارضة"، ولفت الى "ان كل حركة احتجاجية تعبر عن نفسها بتظاهرة او اضراب"، لكنه لاحظ "ان ما يجري عندنا هو وسيلة لاظهار القوة الشعبية ثم نفاوض في السياسة".

وقال: "ان الرئيس فؤاد السنيورة الشرعي والدستوري أظهر شجاعة كبيرة، ومن حق رؤساء الدول ان يشيدوا به لا بل من واجبهم"، مؤكدا "ان ليس للرئيس السنيورة علاقة خاصة مع أي من الزعماء الدوليين الذين يدعمون لبنان ولا مصالح شخصية له في ذلك".

وأشار الى انه "خلال سنة وسبعة اشهر من عمر الحكومة أعيد بناء رصيد لبنان في العالم، وقد ارتفع هذا الرصيد خلال العدوان الاسرائيلي حيث بنى صدقية للبلد".

وأعلن "ان مجلس المطارنة الموارنة والبطريرك الماروني مار نصر الله بطرس صفير والحكومة يتحدثون عن لبننة الحلول، لكن الواقعية تظهر ان الاطراف الداخلية مهما علا صوتها وتغيرت اولوياتها تدرك ان علاج المشكلات اللبنانية يتخطى هذه القوى". وتوقف الوزير متري عند الاهتمام الدولي بلبنان، مشيرا الى ان انعقاد مؤتمر باريس 3 "يظهر مدى جدية المجتمع الدولي في الاهتمام به". ورأى ان هناك تداخلا بين عناصر خارجية وأخرى داخلية في الموضوع اللبناني منذ العام 1975، ملاحظا "ان الوضع كان ينفجر عند وجود التناقضات ونصل الى تسوية عندما يصبح الوضع الداخلي قادرا على تقبل مبادرات خارجية". وعن اتهام الحكومة بالتقصير في معرفة من اغتال الوزير الشهيد بيار الجميل، سأل الوزير متري: "هل يمكن ان تعرف الحكومة من اغتال احد اعضائها وتسكت؟"

ورد عدم قدرة الحكومة على كشف الجرائم التي وقعت الى "الضعف والوهن الذي اصاب الامكانات المادية والتقنية بعد انسحاب سوريا". واعتبر "ان اقرار المحكمة ذات الطابع الدولي يعطي دفعا كبيرا للأمور ويسمح بسرعة بكشف المعلومات التي تجمعت لدى لجنة التحقيق الدولية في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري".

ورأى "ان هناك مبالغة لدى الكثيرين بتوقع تغير جذري في سياسة الولايات المتحدة الشرق اوسطية". وأعرب عن اعتقاده بأن هذا التغيير لم يحصل، مشيرا الى "ان السياسة الخارجية لا تتغير بشكل جذري لمجرد وجود تخبط في السياسة في العراق".

 

المطران كلاس ترأس قداس الغطاس في كنيسة يوحنا الذهبي الفم-طريق الشام

وطنية- 6/1/2007 (متفرقات) ترأس متروبوليت بيروت وجبيل وتوابعهما لطائفة الروم الملكيين الكاثوليك المطران يوسف كلاس قداسا صباح اليوم لمناسبة عيد الغطاس في كنيسة يوحنا الذهبي الفم - طريق الشام، بمعاونة النائب الاسقفي الارشمندريت سليمان سمور والاب اندره فرح وخدمة جوقة الكنيسة بقيادة كميل الهبر والشماس مروان الاسطا وحضور حشد من ابناء الرعية. بعد الانجيل القى المطران كلاس عظة بعنوان "لقد رأى يوحنا روح الله ينزل مثل حمامة ويحل على يسوع"، جاء فيها: "ما اعظم الحدث الذي نحتفل به في هذا اليوم والذي وصفته صلواتنا بالقول:" خالق الدنيا يظهر في الدنيا"، لكي يضيء للجالسين في الظلام. لقد ظهر السيد المسيح في ايام يوحنا. ثم بقي على الارض على الرغم من موته على الصليب، لكي يظهر باستمرار للمؤمنين به. لقد ظهر في الزمن، فقلب الزمن رأسا على عقب، واعادنا الى بدء الخليقة. فاكتشفنا به مصدرنا الاول، الذي هو الله. وبظهوره في الاردن يتجدد خلق طبيعتنا.

لاول مرة في التاريخ، يظهر لنا الله ابونا حقيقة ابنه الوحيد مخلصنا: عندما ظهر الثالوث الاقدس: الآب بصوته، والابن بانتصابه واعتماده في الاردن، والروح القدس بشكل حمامة، اكتمل ظهور الله في العالم. نور الله الذي لا يدرك ظهر علينا. فلا يليق بنا ان نعيش يوم العيد، الذي نحن فيه، كما لو كان يوما من ايام السنة. علينا ان نعيش هذا الاحتفال في حالة سجود لله وفي حالة اندهاش وكاننا نكتشف لاول مرة هذه العطية الاتية من عند الله.

السماوات قد انفتحت، وهذا يعني ان قلب ابينا وإلهنا قد انفتح باتجاهنا نحن البشر: لقد تمزق قلب الآب رحمة وشفقة علينا. فظهر يسوع كلمته الازلية وعرفه يوحنا، ثم عرفه تلاميذه، قم عرفته الكنيسة برمتها. ونحن اليوم مقيمون على هذه المعرفة".

اضاف:" يترتب اذن علينا نحن المترفعين المتشامخين كبرا، ان نرتضي بالتواضع نمارسه، وبالحقيقة نجاهر بها. والحقيقة اننا مصابون بالنقص والمحدودية، واصناف الوهن والضعف. وبدل ان نغتاظ ونغتم ونحمل همنا، ونجتر غمنا وننزله في الاخرين يلزمنا ان نفتح قلبنا للرب، الذي ينتظر ردة فعلنا، لكي يتبنانا على الرغم من ضعفنا. ومتى استسلمنا بين يدي الرب بايمان وفرح روحي، ينحدر حينئذ الروح القدس. ويحل علينا كما حل على يسوع في الاردن. ونسمع من الله الآب هذه الكلمات العذبة:" انت ابني الحبيب الذي به سررت". الروح القدس هو حياتنا، وبه نلد مجددا باستمرار ونصير ابناء الله بمقدار ما تواضع السيد المسيح، بمقدار ذلك يمنحنا ذاته. وها هو ذا الخبز والخمر في القداس الالهي يشيران الى عطاء السيد المسيح الكامل به نحصل على الحياة الابدية ان تناولناهما بإيمان. وبمقدار ما نتواضع امام السيد، بمقدار ذلك يكون ترحيبنا به صحيحا. فلنفرح اليوم فرحا آتيا من الروح القدس. ولنطلب منه ان يجعلنا نلج في تواضع السيد غير المدرك، ونشترك به. انه انحدر الى قلوبنا ليصب فيها محبته. فكل الشكر له وكل الحب لمن احبنا اولا".

وقال: "لقد اخلى الله ذاته في الاردن، مبينا ان لا حب اعظم من ان يبذل الانسان نفسه عن احبائه. وهذا الحب يكفينا. ولا شيء يخيفنا، ولا شيء يتسبب لنا بالاضطراب، لاننا اودعنا المسيح الهنا كل حياتنا وكل رجائنا، ولو كانت الاوضاع المدنية في لبنان سائرة الى المجهول. لا تعلقوا رجاءكم على بني البشر،"لان ليس عندهم خلاص"، ولا سيما عندما يتفرقون شيعا متصارعة في بلد ضيق، ضعيف السلطان، مشرع على التدخلات الخارجية، محتاج الى التروي والتصبر والثقة المتباداة. وما يلزمنا هو السعي الى ممارسة الفطنة والحكمة وبعد النظر، بعيدا عن تخرصات المنجمين ونبؤات الرائين".

وختم:"لا تضطرب قلوبكم ايها الاخوة. وتذكروا بأي شيء وضع بولس كل رجائه. عندما تبصر بتواضع كلمة الله، الذي وجد كإنسان خاطىء في الهيئة في الاردن. وصار طائعا حتى الموت. لدى هذا التواضع، ولدى ظهور المسيح في اعماق قلب بولس، هتف هذا الاخير:"فلتجثوا لاسم يسوع كل ركبة في السماء وعلى الارض وتحت الارض لان يسوع هو رب لمجد الله". امام تواضع السيد المسيح في الاردن فلنقل في اعماقنا بمحبة وثقة: آمين, آمين, آمين".

وبعد القداس اقيمت صلاة تبريك الماء المقدس.

 

بيضون: اذا سعت المعارضة إلى إفشال باريس -3 ستكون كمن يلحس المبرد

وطنية- 6/1/2007 (سياسة) رأى النائب السابق محمد عبد الحميد بيضون ان "المعارضة اذا سعت لافشال مؤتمر باريس -3 ستكون كمن يلحس المبرد، فأهمية المؤتمر ليست في التفاصيل، وانما باعادة الثقة الى لبنان والدولة اللبنانية على الرغم من المديونية العالية والحصول على مساعدات وقروض ميسرة للحد من الآثار السلبية الكبيرة لهذه المديونية، اما اذا لم تحصل الدولة على هذه المساعدات والقروض فانها ستتجه الى حال من الافلاس وستصبح المعالجات لاحقا بالغة الصعوبة والتأثير وخصوصا على فئات الدخل المتوسط والمحدود". واعتبر ان "ورقة العمل الاقتصادية المقدمة للمؤتمر هي مجال لاثبات تعاون مختلف الاطراف على تأمين المصلحة الوطنية، وليس مجرد اثبات قدرة كل طرف على التخريب على الطرف الآخر وافشاله وافشال البلد معه كما كان يحصل في السابق، لذا فان واجب كل الكتل البرلمانية هي الاجتماع في المجلس النيابي ان لم يكن في جلسة عامة ففي اطار اللجان للتفاهم على الخطوط العامة للاصلاحات ولتأكيد جدية اللبنانيين في السير بالحلول المالية والاقتصادية التي تنقذ بلدهم واقناع الدول الشقيقة الصديقة بالتعاون والمساعدة". واكد بيضون ان "المعالجات الاقتصادية ونجاح المؤتمر يجب ان تخرج عن اطار الازمة السياسية والانقسام القائم حاليا، فإنجاح المؤتمر يستحق من المعارضة ان تدرس تمديد هدنة الاعياد الى ما بعد المؤتمر لاثبات المسؤولية والجدية في التعاطي مع هذا الشأن الوطني وليس مجرد القيام بردود فعل غاضبة على الحكومة او رئيسها وخصوصا ان أطراف المعارضة وقبل استقالتها من الحكومة كانت مشاركة في إعداد ورقة العمل هذه ومتفقة مع الأكثرية على خطوطها العامة".

ورأى ان "المواطن اللبناني يستهجن تصرف عدد من المسؤولين اللبنانيين لجهة اعتبارهم ان الازمة الحالية التي تعصف بالبلد هي مسؤولية الخارج وان الحلول تأتي من الخارج أكان هذا الخارج عربي أم دولي"، وأكد ان "هذا النوع من المسؤولين يريد الحكم من دون المسؤوليات المترتبة عليه ويريد الكراسي دون تحمل الواجبات، وهذا الامر يمثل أقصى درجات الاستهتار بالمواطنين وبمصلحة الوطن والدولة، وهؤلاء ليسوا على مستوى انقاذ البلد بل على مستوى استدعاء الخارج لتمزيق الداخل".

 

اعتصام للاتحاد العمالي الثلاثاء رفضا لسياسة الحكومة الاقتصادية

غصن: دعوتنا الى فريقي 14 و8 آذار وغيرهم لأن تحركنا نقابي مطلبي

وطنية- 6/1/2007 (سياسة) دعا رئيس الاتحاد العمالي العام غسان غصن، في مؤتمر صحافي عقده اليوم، الى الاعتصام امام وزارة المالية- جسر العدلية، الحادية عشرة من قبل ظهر الثلاثاء المقبل، "رفضا للسياسات الاقتصادية والاجتماعية التي تنتهجها الحكومة والحكومات السابقة، ورفضا لبرنامج لبنان الاقتصادي للمؤتمر الدولي لدعم لبنان". واعلن غصن "رفض أي ضرائب مباشرة أو غير مباشرة لا سيما زيادة الضريبة على القيمة المضافة، ورفض أية زيادات ضريبية على العمال والموظفين وأصحاب الدخل المحدود وأصحاب المهن الحرة".

وطالب ب:

- إعتماد سياسة مالية سليمة تبدأ من إصلاح النظام الضريبي بفرض ضريبة تصاعدية على مداخيل أصحاب الثروات وارباحهم بما يؤمن توزيعا عادلا للثروة.

- منع مشاريع الخصخصة التي تنال من حق العمال والموظفين في ديمومة عملهم وحقوقهم المكتسبة وحرمان الدولة من عائداتها المالية و المواطنين في حقهم بخدمات ضرورية بأكلاف عادلة وممكنة.

- الشروع في تنفيذ الإصلاح الإداري الحقيقي من خلال إعطاء الاستقلالية الكاملة للهيئات الرقابية ومكافحة الفساد والرشوة وهدر المال العام.

- تصحيح الأجور بما يتناسب مع ارتفاع غلاء المعيشة منذ العام 1996 بما يحفظ القوة الشرائية للرواتب والأجور وزيادة الحد الأدنى للأجر بما يتناسب مع الكلفة الواقعية للعيش الكريم واعتماد سلسلة متحركة للرواتب والأجور بما يتناسب وزيادة الأسعار.

- حماية الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي وتطويره ودفع الدولة متوجباتها وديونها المتراكمة قبل 16/1/2007 من أجل استمرار الصناديق في تأدية تقديماتها للمضمونين.

- تحصين المؤسسة التربوية الوطنية ودعمها، وترسيخ استقلالية الجامعة الوطنية والنهوض بأوضاعها وأوضاع التعليم الرسمي، وربطها بسوق العمل حتى لا نستمر في تخريج عاطلين عن العمل.

- رفع الغبن عن المناطق الريفية وتحقيق الإنماء المتوازن الحقيقي.

-عدم جعل لبنان سوقا استهلاكيا مفتوحا لمنظمة التجارة الحرة وتحكم سياسات العولمة التي تؤثر سلبا على قطاعات الانتاج الوطنية.

- زيادة إنتاجية القطاعات الزراعية والصناعية والخدماتية وتمكينها من المنافسة بتخفيض كلفة الإنتاج حتى تكون قادرة على المشاركة في عملية النهوض الاقتصادي.

- مكافحة البطالة الظاهرة والمستترة، ووقف حالة النزف المستمرة بهجرة الأدمغة والطاقات الشابة نتيجة الركود الاقتصادي المستشري.

- تحقيق دولة الرعاية للمواطن وليس دولة الجباية.

- من أجل ضرورة التعجيل في التوصل إلى عقد أمان اجتماعي، وليس برامج اقتصادية تزيد ديون لبنان وارتهانه لصندوق النقد الدولي وبيع مرافقه العامة المنتجة.

وردا على اسئلة الصحافيين أوضح غصن "ان التحرك سيكون على مراحل ويبدأ بالاعتصام الثلاثاء الى التظاهر والاضراب العام", مذكرا ب"ان تحرك الاتحاد سلمي". وطلب الى السلطات المختصة "تأمين الحماية اللازمة للمعتصمين ولتحرك الاتحاد الذي سيكون من منطلق مطلبي شعبي, خصوصا وان ما طرح في برنامج "باريس 3" يتناول فئات الشعب في كاملها وليس فئات محددة".

وكرر غصن الدعوة "الى الافرقاء كافة للمشاركة في هذا التحرك حفاظا على لقمة عيش كريمة للمواطنين بعيدا عن الضرائب والرسوم".

وأشار الى "ان هذا البرنامج هو وصفة من البنك الدولي تهدف الى افقار اللبنانيين بكاملهم دون تمييز او استثناء".

وردا على سؤال حول القوى السياسية الداعمة للتحرك, قال: "حتى الساعة, لم نتلق اي اتصال من اي فريق, ودعوتنا الى كل المعنيين من 14 الى 8 آذار وغيرهم, لأننا لا نميز بين فريق وآخر, بل اننا نتحرك من الناحية الاجتماعية النقابية المطلبية".

 

النائب رحال :اقرار "باريس 3" خطوة الجريئة

وطنية - 6/1/2007 (سياسة) نوه عضو كتلة تيار المستقبل النيابية النائب الدكتور رياض رحال بالخطوة الجريئة التي قامت بها الحكومة الشرعية الدستورية بأعضائها ورئيسها دولة الرئيس فؤاد السنيورة لأقرار مؤتمر باريس 3. واضاف رحال، ان مؤتمر باريس 3 الذي اقرته الحكومة هو تأكيد على الاستقرار الاقتصادي الذي كان دوما وما يزال الهاجس الاكبر عند دولة الرئيس السنيورة. واننا نستغرب الهجمة على هذا المؤتمر من الانقلابين على الدستور والطائف والذين ليس عندهم اي مشروع اقتصادي بديل بل كل ما عندهم السجالات الغوغائية والفارغة والغير مجدية للوطن. وقال رحال "اننا ندعوا هؤلاء للرجوع الى ضمائرهم والعودة الى الحوار ضمن المؤسسات الدستورية لتأمين الاستقرار السياسي وبدوره يكون دعما للاستقرار الاقتصادي وانجاح مؤتمر باريس 3".

 

الجمال حول ما نشر عن معادلة شهادة جامعية بتدخل من رئيس الجمهورية: الطلب سجل رسميا وهو قيد الدرس ولم تصدر المعادلة ولم اتلق اي اتصال

وطنية- 6/1/2007 (سياسة) صدر عن المدير العام للتعليم العالي الدكتور احمد الجمال ما يلي: "كتب عدد من الصحف ووسائل الإعلام ان المديرية العامة للتعليم العالي أصدرت قرارات بمعادلة شهادة بناء على تدخل من فخامة رئيس الجمهورية، وأن هذا الإجراء تم عبر إعداد قرار جوال بذلك. إن هذه المعلومات منافية للصحة ولم يجر أي اتصال من رئاسة الجمهورية بالمدير العام للتعليم العالي ولا يوجد أي تدخل في عمل لجنة المعادلات التي تعمل باستقلالية عن الوزارة بموجب القوانين والأنظمة النافذة، ولم يصدر أي قرار معادلة، وانما ووفاقا للأصول، تم ارسال ملفات جميع الذين تقدموا بطلبات معادلة الى مقرر لجنة المعادلات لدرسها قبل عرضها على اللجنة كما هو معتاد، ولا يصدر أي قرار بالمعادلة إلا بعد توقيع أعضاء اللجنة على محضر بهذا الصدد. ان ملف السفير المعين السيد كفلكيان تم تقديمه الى المديرية العامة للتعليم العالي بحسب الأصول، وتم تسجيله في قلم لجنة المعادلات للتعليم العالي، وما زالت المعاملة قيد الدرس. وبالتالي فإن ما وصل الى الصحف من معلومات ليس له اي أساس من الصحة".

 

النائب هاشم: التوافق والوفاق خشبة الخلاص للوطن

وطنية - 6/1/2007 (سياسة) اعتبر عضو "كتلة التحرير والتنمية" النيابية النائب الدكتور قاسم هاشم "ان الفريق الحاكم مستمر في إفشال كل المبادرات العربية والمحلية, وآخرها مبادرة الرئيس نبيه بري التي اطلقوا النار عليها قبل ان تعلن, لأن الفريق المذكور لا يمكن ان يعيش إلا بالاستفراد والاستقواء والاستئثار بالسلطة, وهذااصبح نهج قيادة لدى البعض الذي تخلى عن مبدأ الشراكة الذي قام عليه هذا الوطن ما يهدد الاستقرار لأن التوافق والوفاق هما خشبة الخلاص للوطن".

النائب هاشم تحدث في خلال ندوة صحافية في مرجعيون فقال: "لقد آن الآوان للفريق الحاكم ان يقلع عن سياسته, وعن العقلية التي ينتهجها, وان يعود الى رشده السياسي والى القناعة بأن هذا الوطن لا يمكن ان يبنى إلا بمشاركة كل مكونات المجتمع اللبناني بالشراكة الحقيقة الفاعلة. وان ما سمي بالورقة الاصلاحية الاقتصادية والتي يبدوان الحكومة الفاقدة للشرعية ما زالت تضرب بعرض الحائط كل ما وصلت اليه الامور في السياسة العامة في هذا البلد".

اضاف: "لو كان هناك حكومة كان عليها ان تفتح باب النقاش مع كل القطاعات الاقتصادية والاجتماعية للخروج بشبه إجماع حول هذه الورقة التي لا يمكن ان ترى النور, وتحض بالاجماع الدولي الا بالتوافق عليها بين مكونات المجتمع اللبناني, فكيف الحال اليوم والبلد في حالة انقسام حاد ويطرح هذا الفريق من جانب واحد هذه الورقة وكأنها امر واقع مفروض على الشعب اللبناني ليحمله المزيد من الاعباء الضريبية والاقتصادية وليزيد من مديونية الخزينة لاعوام واعوام".

ورأى "ان المعارضة بصدد تعقيد تحركها خلال الايام المقبلة بعد دراسة الخطوات الآيلة الى تحقيق مطالبها لإخراج الوطن من الازمة السياسية الراهنة والنفق السياسيي المظلم, لأن الفريق الحاكم افشل كل المبادرات العربية والمحلية قبل ولادتها", لافتا الى "ان المعارضة تعتمد القانون في تحركها والوسائل الديموقراطية المشروعة, وقوى المعارضة الوطنية مؤتمنة على مصالح الناس, وتحركها يستمر في وتيرة تصعيدها في المستقبل القريب وهي تدرس كل الخطوات التي يمكن ان تنطلق بها في المستقبل وهي تحركات سلمية وهذا حق يحفظه الدستور للوصول الى الاهداف التي وضعتها من أجل التغيير, وحدها الشراكة الدولية الحقيقة خشبة الخلاص, لكن الرهان على الخارج لا يزيد إلا الازمات والمأزق والمخاطر على الوطن, ويهدد مصيره في النهاية اذا ما تمادى البعض في رهانه وارتباطه وادارة الظهر لأبناء شعبه ولتحركاتهم وللخروج عن ارادتهم".

 

رئاسة الجمهورية: الرئيس لحود لا يتدخل في عمل الادارات العامة

وطنية- 6/12/2007 (سياسة) صدر عن مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية البيان الآتي: "أوردت وسائل اعلام مكتوبة ومرئية ومسموعة خبرا مفاده ان رئيس الجمهورية العماد اميل لحود تدخل لدى المدير العام للتعليم العالي السيد احمد الجمال للاسراع في انجاز معادلة شهادة السفير المعين في كازاخستان السيد فاسكين كافلكيان. يؤكد مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية ان هذاالخبر غير صحيح وهو مختلق جملة وتفصيلا ولا اساس له، علما ان موقف رئيس الجمهورية ثابت ودائم ومعروف لجهة رفضه التدخل في عمل الادارات والمؤسسات العامة لاي سبب كان".

 

قداديس في مرجعيون والنبطية لمناسبة عيد الغطاس والكلمات شددت على "التلاقي والتعاون حتى يبقى لنا لبنان"

وطنية - 6/1/2006 (متفرقات) ترأس رئيس اساقفة بانياس وقيصرية فيليبوس للروم الملكيين الكاثوليك في مرجعيون المتروبوليت جاورجيوس حداد قداسا، لمناسبة عيد الغطاس، في كاتدرائية القديس بطرس في جديدة مرجعيون، وألقى عظة قال فيها: "نفتقد الرحمة بين بعضنا البعض في هذا البلد، بينما الله يفتقدنا بمحبته ورحمته ويظهر لنا بأسراره ونسمع صوته يقول في هذه المناسبة هذا هو ابني الحبيب السيد المسيح".

أضاف: "يجب ان نحترم كل انسان ونظهر له محبتنا معترفين بأنه كائن موجود ولا نستطيع ان نعيش من دونه وبذلك يجب ان نمد ايدينا لبعضنا البعض ونسامح ونغفر بما قد أسأنا به الى بعضنا في الماضي وفي الحاضر فلا يكون لنا خلاص ولا للبنان الخلاص الا بالتلاقي والتعاون والالتفاف حول بعضنا في هذا البلد حتى يبقى لنا لبنان". وفي كنيسة مار جرجس في مرجعيون، ترأس متروبوليت صور وصيدا ومرجعيون للروم الارثوذكس المطران الياس كفوري قداسا، وألقى كلمة اعتبر فيها "ان وحدتنا الوطنية هي خشبة الخلاص، فننجو من جميع المهالك والمخاطر المحدقة بنا". وقال: "عبثا نبحث عن حلول تأتينا من الخارج، الحلول نجدها في الداخل شرط ان نحب بعضنا وان نثق ببعضنا وان يحترم الواحد منا الآخر ويقبله كما هو، فهذا العيد للسمو والارتفاع فوق الصغائر والاحقاد والانانيات".

ودعا المطران كفوري الى التجرد عن المصالح الخاصة والدخول في وحدة حقيقية تخلص لبنان وتعيد له بهاءه وجماله الذي كان له"، مشددا على "ان يعم لبنان جو المحبة الصادقة". وقال: "يتحدثون عن مخارج وحلول كثيرة وهي بالفعل موجودة ولا يمكن للانسان ان يصلح بلده اذا لم يبدأ باصلاح نفسه أولا وبعد ذلك يجتمع الصالحون فيشكلون مجتمعا صالحا". وسأل السياسيين: "لماذا لا يوجد حتى اليوم قانون انتخاب عادل يساوي بين كل المناطق والمواطنين".

النبطية

وفي النبطية، ترأس رئيس دير مار انطونيوس الدكتور جان مارون مغامس قداسا لمناسبة عيد الغطاس، قال فيه: "في هذا العيد، ندعو الى قبول الآخر واحترامه، وان يعيش الجميع في حياة مشتركة مع بعضهم بمحبة ووحدة وطنية".

أضاف: "نحن هنا في هذا الوطن اسلام ومسيحيون ودروز نعيش في وحدة وطنية تتجسد في تكامل 18 طائفة وفي حياة مشتركة تجمعهم المصالحة في بداية هذه السنة". ودعا الى التسامح والصفح بين جميع اللبنانيين تحت خيمة الوطن، مشيرا الى "ان الحروب فرقتنا عن بعضنا لكن ارادة اللبنانيين كانت اقوى".

وطالب ب"الاقلاع عن المحسوبيات والانانيات، فالوطن لا يقوم الا بتضافر جهود ابنائه وجميع المسؤولين والرؤساء الروحيين"، وشدد على "الرجوع الى طاولة الحوار واعادة جسور المحبة بين المعارضة والموالاة لأن الوطن للجميع".

وفي بلدة الكفور، ترأس الاب حبيب جبر قداسا شدد فيه على المحبة والوحدة والتلاقي. كما ترأس الكاهن روبير سمعان قداسا في كنسية السيدة في النبطية.

 

رد على انتقادات "حزب الله" ورفض عون للورقة الاصلاحية

إده: هل صرّح الجنرال عن هبات اللبنانيين وسدّد الضرائب المتوجبة عليها؟

المستقبل - السبت 6 كانون الثاني 2007 - رد عميد حزب "الكتلة الوطنية اللبنانية" كارلوس اده على انتقادات "حزب الله" ورفض رئيس تكتلة "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون ورقة الحكومة الاصلاحية. ولفت الى "اننا لم نر للحزب أية رؤية اقتصادية"، سائلا عون عن "مشروعه الاقتصادي الشهير، وعما اذا كان صرح عن الهبات التي قدمها له اللبنانيون وسدد الضريبة المتوجبة عليها؟". وأوضح ان "المفاجأة كانت كبيرة عندما شاهدنا ما سمّاه الجنرال مشروعا اقتصاديا لا يتعدى كونه صفحتين من العناوين العريضة التي تشبه كل شيء الا المشروع الاقتصادي الجدي"، معتبرا ان "أهداف الجنرال تتلخص بثلاثة: الوصول الى السلطة، البقاء فيها، واستثمارها".

وقال اده في تصريح أمس: "ما ان اعلن رئيس الحكومة فؤاد السنيورة الخطوط العريضة لورقة الحكومة للاصلاح الاقتصادي المزمع عرضه على مؤتمر باريس ـ3، حتى تعالت الاصوات في قوى المعارضة رافضة لمضمون الورقة ومكيلة الانتقادات والشعارات الديماغوجية التي سئم منها اللبنانيون. ولنبدأ اولا بانتقادات "حزب الله" للخطة الحكومية، في حين اننا لم نر لهم يوما اية رؤية اقتصادية، ولعل الموضوع الاقتصادي لديهم ينحصر بالمساعدات المالية التي تصلهم من ايران وبموضوع الكهرباء الذي لهم به معرفة عميقة. اما بالنسبة الى ما سمعناه وسمعه اللبنانيون جميعا على لسان العماد ميشال عون في اجتماع كتلته النيابية بعد ساعات قليلة من اعلان الورقة الحكومية وبطبيعة الحال قبل ان يتمكن اي كان من قراءة هذه الورقة، فقد اعلن الجنرال على شاشات التلفزة انه ضد الورقة الحكومية من دون حاجة الى قراءتها". أضاف: "لا بد هنا من سؤال من اراد فتح دمشق في السابق ومحرر مزارع شبعا اليوم، وربما القدس غدا، اين هو مشروعه الاقتصادي الشهير؟ اين هي تلك الرائعة التي صوّرها للناس قبل الانتخابات بأنها المشروع الوحيد والذي ما بعده مشروع؟ أين هو هذا النص الذي قالت فيه حاشية الجنرال ما لم يقله ابو نوّاس في الخمر وحتى قبل كتابة هذا المشروع الذي لم يتم وضعه على ورق الا بعد اصرارنا على اصحابه بضرورة نشره علنا. وكم كانت المفاجأة كبيرة عندما شاهدنا ما سماه الجنرال مشروعا اقتصاديا لا يتعدى كونه صفحتين من العناوين العريضة التي تشبه كل شيء الا المشروع الاقتصادي الجدي. وهذه العناوين يمكن لأي شخص ان يضع افضل منها لو قام ببحث بسيط وسريع على الانترنت!! انها حقاً اضحوكة معيبة!".

وتابع: "اما كلام الجنرال الدائم عن الفساد وعن ضرورة مكافحته فحدث ولا حرج. واذكر هنا تماما عندما ذهبت لزيارته بعد عودته الى لبنان وقبل الانتخابات، وكنت برفقة الامين العام للكتلة الوطنية آنذاك الدكتور جوزف مراد، وعرضت عليه مشروعنا الاقتصادي وضرورة تعديل قانون السرية المصرفية لرفعها حكما عن الموظفين العامين النواب والوزراء. وكم كانت مفاجأتنا وخيبة املنا كبيرتين عندما رفض الجنرال بحزم هذا الطرح قائلا حرفيا انه لا يرى لماذا يجب منع شخص ما جمع ثروة في افريقيا مثلا بأي وسائل كانت من ان يأتي وينفق من هذه الثروة على العمل السياسي في لبنان؟ هل علينا ان نزيد؟ يا للاسف نعم".

وسأل "اذا كان ليس لدى الجنرال من خطة اقتصادية واذا كان مشروعه لمكافحة الفساد موجها الى خصومه السياسيين فحسب، واذا كان عاجزا عن اقتراح مشروع سياسي وطني يدافع فعليا عن السيادة اللبنانية، واذا كانت مواقفه تنحصر بالمطالب التي تخدم مصالح حلفائه، فما هي اذا اهدافه الحقيقية هو الذي يوظف كل طاقاته من اجل الوصول الى قصر بعبدا؟".

واشار الى "ان تحليلا موضوعيا للوقائع تسمح بتلخيص اهداف الجنرال بثلاثة: الوصول الى السلطة، البقاء فيها واستثمارها". وقال: "الوصول اولا: وهذا امر سهل الاثبات عندما نشاهد التقلب السياسي للجنرال وتغيير مواقفه وتصريحاته وحروبه المتتالية السابقة وارتباطه اخيرا بدولتين يمثل نظاميهما السياسي نقيض القيم التي يصبو اليها غالبية اللبنانيين منذ اجيال ودعمه لحرب تدميرية للبلاد واقتصادها. فما تراه يكون وضع الجمهورية التي يحلم بترؤسها يوما من الايام؟ كل ذلك من اجل الوصول. البقاء ثانيا: ويكفي هنا ان ننظر الى معظم العسكريين الذين وصلوا الى السلطة في العالم العربي لم يتركوها الا مكرهين، طبعا باستثناء اللواء فؤاد شهاب الذي يشكل نقيضاً للعمادين عون ولحود. استثمار السلطة اخيرا، وهنا ايضا يجب العودة الى بعض الامثلة من العسكريين الذي استلموا السلطة في المنطقة، فمن البديهي ان السلطة لم تؤد الى افقار عائلات هؤلاء الحكّام وحاشيتهم. وعلى كل حال، ان العماد عون لم يصل الى السلطة بعد وقد باتت اشاعات الثروات العقارية تنتشر في محيطه. فمن اين لهم هذا؟ ولماذا معارضة رفع السرية المصرفية عن السياسيين؟".

وتمنى على الجنرال "قبل ان نبدأ بعملية التدقيق المالي الدولي الغالية على قلبه، ان يبدأ بإعطاء المثل بنفسه للذين ينتقدهم وللشعب اللبناني العظيم. فمن المعروف ان آلاف اللبنانيين قد أسهموا في الاعوام 1988 الى 1990 بتمويل حركة العماد عون السياسية عن طريق هبات وتضحيات مالية كبرى، وهذا امر يعرفه جميع اللبنانيين فهل قام العماد عون بالتصريح عن هذه الهبات وتسديد الضريبة المتوجبة عليها؟ علما ان قانون رسم الانتقال الصادر العام 1959 يفرض رسماً على الهبات التي يتلقاها الاشخاص الطبيعيين والمعنويين وبنسب ترتفع مع بعد نسبة القرابة بين الواهب والموهوب له. فعلى سبيل المثال عندما أوصى ريمون اده بمبلغ من المال يوازي 200 الف دولار الى حزب الكتلة الوطنية ـ وهو بالمناسبة اكبر مبلغ تلقاه الحزب منذ انشائه ـ فقد تم التصريح عنه للدوائر المالية التي استوفت على هذا المبلغ ما يوازي 63 الف دولار اميركي. أفليس من الاجدى بالجنرال ان يبدأ بنفسه قبل ان يطالب بالتدقيق الدولي بالنسبة الى الغير؟ خصوصا ان الدول المتقدمة التي يريد الجنرال التمثل بها دائما تعتبر التهرب الضريبي وجها اساسيا من وجوه الفساد. فعلى الجنرال ان يثبت للبنانيين ان مواقفه متطابقة فعلا وقولا، لأن الفساد مفهوم قانوني دولي ولا ينحصر بالمفهوم الذي يعطيه الجنرال له. ان لبنان لن يتقدم الا بعدما يتمكن شعبه من الحكم على زعمائه بناء على تطابق اقوالهم مع افعالهم وليس على مواقفهم الديموغرافية كما كان يفعل ريمون اده وبيار اده عندما كانا يوجهان الانتقادات لأحد، او يطالبان بإجراءات معينة فكانا يبدآن بنفسيهما لإعطاء المثل".

وختم: "اخيرا، أتحفنا الجنرال في عدد جريدة السفير الصادر في 30/12/2006 بالقول بانه سيبدأ بحجز الاماكن في دير الصليب لبعض المساكين في السرايا الحكومية والقصور، ولعله قد يكون من المفيد اكثر البدء بحجز الاماكن لأولئك المصابين بجنون العظمة ومن لا يزالون يؤمنون بهم واولئك الذين لم يكن يجب ان يخرجوا من هذا قبل انتهاء العلاج".

 

الأبالسة المنجمون والقديسون نحوهم

المستقبل - السبت 6 كانون الثاني 2007 - الاب ميشال سبع (*)

كما في كل عام، اجتمع الابالسة ليقرروا مصير السنة القادمة الجديدة وكذا فعل القديسون، وبعدما جالوا وصالوا في الكرة الأرضية وصلتنا "نتف" من (وصلتهم) عن لبنان. في مجمع الابالسة، تنبأ الابليس الأول فقال، ان مجموعات المعتصمين سوف تتحرك بزعامة المردة نحو المرفأ والمطار فتحوطه وتمنع الدخول إليه في حين لا تمنع الخروج منه، اما بزعامة التيار الحر فسوف تتقدم نحو السرايا وتدخل عناصر إلى الطابق الأرضي وتمنع الخروج منه، اما جماعة حزب الله والآخرون فلسوف يلبسون الثياب الملونة للمردة والتيار كي يكونوا عدداً خلفياً داعماً للكثرة.

وعلق الابليس الثاني، وأزيد، فإن صداما محدوداً سيكون مع رجال الأمن والجيش لن يتدخل ولن يكون هناك قتلى وقد يكون هناك جرحى، فعلق الثالث، ولسوف يطلق مجهول النار على أحدهم وسيتهم رجال الأمن بذلك. الابليس الرابع قال، هذه كلها مقدمات، لأن جماعة 14 آذار سوف تقوم بالخطوة الأكثر حماسة، فإن جماعة تيار المستقبل سوف تحيط وسط بيروت كإحاطة الأسوار بالمعصم ولسوف تغلق على وسط بيروت المدخل البحري من جهة البيال ومن جهة الكنيسة الانجيلية الفوقا، وتقوم منظمات الكتائب بإغلاق مدخل بيروت من الجميزة والصيفي ولن تدع أحداً يخرج أو يدخل، فانبرى الابليس الخامس يزيد، ستقوم مجموعات تابعة للكتائب بإحاطة المتن الشمالي ووضع حواجز في حين ستقوم جماعات القوات بإغلاق طريق الشمال ووضع حواجز على الشياح ـ عين الرمانة وكذلك في الأشرفية، واما السنة فستقوم بحشود في طرابلس وصيدا في حين ان التيار الحر سيغلق كسروان وجبيل والاوتوستراد، اما جماعة جنبلاط فسوف تغلق الجبل في حين ان جماعة ارسلان ستغلق الشويفات اما جماعة أمل فلسوف تغلق طريق صيدا ـ صور ويغلق حزب الله طريق النبطية في حين ان البقاع سيبقى مكشوفا.

والجيش سينتشر أمام كل مجموعة لا يتدخل بانتظار الصدام ولن يدخل الزواريب تاركا كل جماعة تحل مشاكلها الداخلية.

وختم الابليس، ولا تنسوا، فإن الجنرال سيغير مكانه إلى جونية تارة وإلى جبيل تارة اخرى.

قهقه الابالسة وقالوا، (علقت) هذا هو شعارنا للعام الجديد.

في ذات الوقت اجتمع القديسون وتتداولوا وتنبأوا فقال القديس الأول، اني أرى حركة ناشطة بين الرئيس بري والسيد نصرالله ومن ثم زيارة يقوم بها الرئيس بري إلى البطريرك صفير ثم إلى الرئيس لحود ثم لقاء مع الشيخ سعد والرئيس السنيورة وهي حركة ستترك ارتياحا لدى المواطنين، وتابع القديس الثاني، سيتفق المعنيون السابقون على السحب التدريجي للمعتصمين في مقابل إعلان الرئيس السنيورة عن رغبته في الاستقالة من اجل تشكيل حكومة جديدة وفي المقابل ايضاً، وبمجرد استقالة الحكومة سيستقيل رئيس الجمهورية فاتحاً المجال لانتخاب رئيس جديد يتسلم الرئاسة بعد انتهاء ولاية الرئيس لحود.

وتابع القديس الثالث، وبعد الانسحاب التام من بيروت ستتشكل حكومة جديدة تعلن في برنامجها الوزاري تنظيم العلاقة مع سلاح حزب الله وترسيم وتنظيم الحدود مع سوريا وكذلك تشكيل المجلس الدستوري وإقرار المحكمة ذات الطابع الدولي.  أضاف القديس الرابع، وسيكون هناك مؤتمر وطني شامل برعاية رئيس الجمهورية الجديد تتم المصالحة بين كافة الأطراف ويتم انعقاد باريس 3 الذي كان قد تأجل إلى ذلك الحين، اما القديس الخامس فقال، ان هذا كله سيتم قبل بداية الربيع حتى يعود الازدهار والازهرار إلى لبنان الحبيب.

ورغم ان الله سبحانه وتعالى يحب القديسين أكثر من الابالسة، إلا انه يترك الحرية للبنانيين كي يختاروا لأن الله الذي قدّس الحرية قدّس الديموقراطية ولا يريد ان يحرم أحداً منها شرط ان يختارها لنفسه. بين مجمع الابالسة ومجمع القديسين خصام في الواقع وتوافق في التنبؤ، كل ينضح بما فيه، مجمع الابالسة يريد الشر ويفرح به، ومجمع القديسين يريد الخير ويبتهج به، وإذا أراد اللبنانيون ان يجتمعوا فليس لهم ان يتنبأوا، فالتنبؤ للقديسين والابالسة، اما صناعة الواقع فهو عمل الناس، ولا تقوم للنبوءة قيامة إلا إذا تغافل الناس عن صناعة واقعهم وصياغة حاضرهم وبناء مستقبلهم.  عام 2007 عام كأي عام آخر، ولبنان سيبقى وطناً كما هو دوماً، لكن المتغير هو اما دمعة تجر دمعة على خد أم وطفل وحبيبة، واما بسمة تنفرج فيها شفاه الكل. لبنان، الذي خرّج قديسين وابالسة واهدى بهم العالم صفاته سيتفوق عليهم جميعاً لأن التنبؤات تخرج عنه اما قراراته فتخرج منه. وقيل، ان الابالسة هي مصالح الآخرين على أرض لبنان، وان القديسين هي دعوات الأمهات وأحلام الشباب، وإذا كانت الأولى الأقوى فالثانية هي الأكثر ثباتاً ومرتجى.

(*) استاذ في الإعلام

 

محفوض: مشكلة المجلس الحالي شعوره بأنه ملزم بتلقي التعليمات من السوريين

المستقبل - السبت 6 كانون الثاني 2007

لفت رئيس "حركة التغيير" إيلي محفوض، الى انه "منذ العام 1992 لم يعرف لبنان مجلسا اشتراعيا لبنانيا صافيا، بل كانت المجالس سورية بإمتياز، وكنا نشهد ونشاهد مسرحية رفع الايدي". ورأى انه "بات لزاماً على الدولة اللبنانية ان تبدأ ورشة الغاء او تعديل الاتفاقات التي عقدت بين لبنان يوم كان تحت الاحتلال السوري وبين الدولة المحتلة وهي سوريا بما فيها الاتفاقات المتعلقة بالامن والعسكر والاقتصاد والمياه"، مشيرا الى ان "رئيس مجلس النواب نبيه بري هو صنيعة السوري خلال عقود من الزمن وانه وغيره من المحسوبين على سوريا لم يصدقوا ان الجيش السوري ومخابراته انسحبوا من لبنان".

وقال في ندوة سياسية دعت اليها "القوات اللبنانية" ـ فرع المنصورية، بعنوان "لبنان الى أين": "انني اطمئنكم اليوم، السوري لم يعد بإمكانه استعمال لبنان ورقة في الاعيبه الدولية مع اميركا، السوري لم يعد يملك مفتاح لبنان، انتزعت منه الوكالة الحصرية، ولم يعد هو صاحب الفصل في لبنان، كلّ ذلك بفضل القرار 1559 الذي جاء كخشبة خلاص للبنان، وبمثابة الصيغة التنفيذية لاتفاق الطائف، ولكن نحن نتطلع لاحقا الى رعاية دولية اشمل واضمن تحمي المستقبل، ونحن نتطلع للامم المتحدة ولكل عواصم القرار، لكل من بيده قرار العالم، نتطلع الى ضمانات دولية لعدم تكرار ما حصل منذ ثلاثين سنة".

ورأى أن "المشكلة هي في ان السوري اطلق كذبة كبيرة وجعل الناس تصدقها بعدما استعملها الحكام والمسؤولون لتغدو حقيقة. هذه الكذبة مفادها ان المسيحيين استنجدوا بسوريا لحمايتهم والصحيح ان السوري اعدّ بإحكام للمؤامرة ـ المخطط". وقال: "نحن كلبنانيين ماذا نريد من السوري؟، ممنوع على سوريا ان تتدخل في شؤون لبنان الخارجية منها والداخلية. ممنوع على سوريا ان تعتدي على لبنان وعلى ارضه مهما بلغت الظروف وتحت اية حجة، فدير العشاير وبعلبك والهرمل شأنها شأن الاشرفية وجونيه وجزين. ممنوع على سوريا ان تساند او تساعد او تأوي اي مجرم او خارج عن القانون يكون قد تطاول على السيادة اللبنانية، أو ان تكون منطلقا لأي عمل حربي، ولا ان تكون قاعدة لأعمال عسكرية او ارهابية لغاصب او لمحتل او لطامع بأرض لبنان. ممنوع على سوريا ان تهوّل على لبنان او ان تمارس كبرياء عسكريا او سلطويا وان تتطلع الى لبنان وكأنه قاصر وتابع. ممنوع على سوريا الا ان تتعامل مع لبنان بواسطة القنوات الديبلوماسية، ممنوع على سوريا ان تعتبر ان امن لبنان من امنها، فأمن لبنان هو امن لبنان وحده وليس من مسؤولية او صلاحية اية دولة بما فيها سوريا. أضاف: "هذه الممنوعات وحدها تؤسس لعلاقات طبيعية مع سوريا، انا ضد استعمال عبارة العلاقات المميزة، العلاقات الطبيعية وحدها تصحح الاخطاء التاريخية التي ارتكبت. من هنا بات لزاماً على الدولة اللبنانية ان تبدأ بورشة الغاء او تعديل لكل الاتفاقات التي عقدت بين لبنان يوم كان تحت الاحتلال السوري وبين الدولة المحتلة وهي سوريا، وعندما اقول الاتفاقات اعني كل الاتفاقات المتعلق منها بالامن والعسكر والاقتصاد والمياه".

المجلس النيابي

وتابع: "اما بالنسبة للانتخابات النيابية والقانون فكلكم تعلمون انه ومنذ انتخابات العام 1992 ومن ثمّ في العام 96 وبعدها في الالفين، كان المجلس النيابي يتشكل من عنجر والبوريفاج. نحن امام بقايا الاحتلال اوليس رئيس المجلس النيابي نبيه بري هو صنيعة السوري خلال عقود من الزمن؟ 13 سنة رئيسا للمجلس، اولم يعد من شخصيات شيعية في لبنان الا بري؟ بلى، الطائفة الشيعية التي انجبت الامام موسى الصدر لن تبخل على لبنان بشخصيات للوصول الى رئاسة المجلس. اذاً المشكلة اليوم في المجلس الحالي انه لا يزال يشعر بأنه ملزم بتلقي التعليمات والتوجيهات والاوامر من السوريين. ولا ابالغ ان قلت بأن بري وغيره من المحسوبين على سوريا، لم يصدقوا حتى الساعة ان الجيش السوري ومخابراته انسحبوا من لبنان. والسؤال المطروح اليوم، ما هو الحلّ لإنقاذ الوضع؟ وكيف السبيل للوصول الى برلمان لبناني يصنع في لبنان؟ المطلوب قانون على مستوى لبنان وعلى مستوى اللبنانيين".

وأردف: "المطلوب قانون عصري يوازي ويساوي بين اللبنانيين. وطالما نحن في ظل تشريع طائفي مذهبي، فلا يعقل ان نضع قانونا يضرب فئة من اللبنانيين على حساب فئات اخرى، هذا من جهة. ومن جهة اخرى لا يمكن بعد اليوم ان تنتخب اكثرية عددية من طائفة معينة لأقلية عددية من طائفة اخرى. واقول لكم مجلسنا النيابي اليوم وان جرى انتخابه بعد زوال الاحتلال، الا انه وصل بقانون ضابط احتلال، ولا يزال يحوي بعض نواب محسوبين على سوريا، يعملون من اجل مصالحها، هؤلاء يجب انقاذهم واستعادتهم من البراثن السورية، ويجب اعادة لبننتهم ليعودوا لبنانيين وليقولوا معنا لبنان اولا واخيرا".

ورأى أن "على كل منطقة ان تفرز نوابها بيديها، لا ان يسقط نواب لها بالمظلات. وهذ الكلام ينطبق على كثير من القرى والبلدات كبشري مثلا. ولعلّ الدائرة الاصغر هي الانسب اليوم، حتى اذا تمكنا من تقسيم القضاء فيكون افضل، لأنه كلما ضاقت الدائرة الانتخابية كلما كان الناخب على بيّنة ومعرفة ومقربة من المرشحين، وتاليا كلما كانت المحاسبة فاعلة اكثر".

الانتماء الى الدولة

واعتبر أن "لبنان لا لون له ولا هو لطائفة معينة ولا هو لمذهب معين، والديموقراطية لا تعني ابدا العددية، بل التعددية. وفي لبنان لا يمكن ان تعلو طائفة على اخرى، او ان تهيمن طائفة على اخرى". وقال: "على كل لبناني مهما كانت هويته ومذهبه ومنطقته، ان يقتنع بأن لا الطائفة ولا الحزب ولا هذه المرجعية الدينية او تلك، بإمكانهم الوصول الى وطن قادر ماسك غير ممسوك، وطن للجميع. وحده الانتماء الى وطن بإمكانه اعطاء النظام الجديد اياً كان شكله ديمومة واستمرارية، وحده الانتماء الى الدولة بالمفهوم العصري بإمكانه ان ينقلنا من الواقع الطائفي الى الواقع الوطني. المطلوب مع النظام العصري الجديد ان يكون الموظف في خدمة المواطن، لأنه يعلم ان راتبه وتعويضاته تدفع له من المواطن، وهو يعمل من اجله ولمصلحته، من هنا البدء بالكلام عن المحاسبة، فممنوع على اي موظف ان يكشّر عن انيابه امام مواطن صاحب معاملة ما، وهذا ايضا يعرض الموظف للمحاسبة والمساءلة هذا كله للوصول الى مرحلة تأطير الادارة والتخفيف من الاعباء عبر البدء باستعمال البريد لإنجاز كافة المعاملات".

وختم بالقول: "كونوا انتم ولا تصدقوا كل سياسي ينقلب على مواقفه، وعلى تاريخه، لا تصدقوا من يبيع الشعارات من اجل منصب او مال او جاه، احكموا على القيادات من خلال الثبات على المواقف، ومن خلال التضحيات، كونوا انتم ولا تسمحوا لأحد ان يستعملكم لأغراضه ولإرثه العائلي، كونوا انتم ولا تنحنوا الا للخالق وللبنان".

 

تسعى إلى فرض حقيقة كونها دولة  نووية لها وزنها في محيطها الإقليمي

إيران أشعلت المنطقة رداً على منعها من الانضمام إلى النادي النووي

 إعداد -محمد إبراهيم الدسوقي:

المفهوم التقليدي للحرب الذي وضعه الألماني كارل فون كلاوزفيتزر يقوم على أن الحرب عمل عنيف لإجبار الخصم على التسليم لإرادتنا, ومعلوم أن منطق الحرب لا يكون بالضرورة بمعناه العسكري فحسب, بل والسياسي أيضا.

بناء على ذلك فإن إيران تريد فرض إرادتها على الولايات المتحدة والغرب ودول الجوار والمتمثلة في قبولها طوعا أو كرها لحقيقة كونها قوة نووية لها وزنها واعتبارها, الإرادة الإيرانية قوبلت بإرادة مغايرة تتجسد في الرفض الأميركي والغربي والاقليمي جلوس إيران على المقعد العاشر في النادي النووي العالمي, الذي انضمت إليه أخيرا كوريا الشمالية, عقب إجراء تجربة نووية في العاشر من أكتوبر الماضي.

تضاد إرادة المعسكرين الإيراني والغربي استلزم -وبصورة حتمية- إظهار "العين الحمراء" للدولة الإسلامية الإيرانية الشاعرة باستحقاقها نيل اعتراف دولي واقليمي بمكانتها ووضعها كطرف عنده المؤهلات والقدرات لتغيير موازين القوى في محيطه الاقليمي.

وكانت الترجمة العملية استصدار قرار ¯ صاغته الدول الأوروبية ¯ بإجماع أصوات الدول الأعضاء في مجلس الأمن بفرض عقوبات على إيران عقابا لها على تحديها للرغبة الدولية المطالبة إياها بالتخلي عن أنشطتها النووية, مع شيوع هاجس لدى الأسرة الدولية بأن ترك الحبل على الغارب للجانب الإيراني سيتمخض عنه في نهاية المطاف لامتلاكها " قنبلة نووية شيعية".

ولم تجد طهران إلى جوارها من كانت تظن أنهم سيقفون بجانبها, خاصة الصين وروسيا, اللتين صوتتا لمصلحة مشروع القرار الأوروبي, بعد أن رفضت بإصرار شديد عدم وقف عمليات تخصيب اليورانيوم.

ومن قراءة الأحداث السابقة على صدور القرار نلحظ أن إيران تلبسها حالة من الثقة الزائدة والمفرطة في النفس وأنها معصومة ومحصنة من العقاب, وترجم هذا في شكل مواقف متطرفة اتبعها الرئيس أحمدي نجاد, ظنا منه بأنها ستكون العازل الواقي لبلاده من مكائد وعقوبات الغرب.

سلوك نجاد الغارق في التشدد لم يرق لكثير من الجماعات الإيرانية في الداخل, حتى إن النكتة المنتشرة حاليا في طهران تقول إن الرئيس الإيراني الأسبق أكبر هاشمي رافسنجاني سئل عن الاسم الذي سيطلق على طريق سريع قيد الإنشاء, فأجاب طريق الشهيد أحمدي نجاد. والمغزى أن نجاد يهوى السير على الطرق الوعرة المنزلقة, بما يفيد بأن تصرفاته ستكون باتجاه التحدي والاستفزاز, وأميركا لا تكف عن تزويده بالحجج والأعذار المحفزة له لمناطحة واشنطن ومن يقف معها.

وقد استفزت واشنطن طهران اخيرا باعتقال القوات الأميركية مسؤولين إيرانيين وحراسهما في بغداد, مع أنهما كانا في زيارة للعاصمة العراقية بدعوة من الرئيس جلال طالباني, تنفيذا لاتفاق عراقي إيراني بتعزيز التعاون الأمني بين البلدين بما يعود بالاستقرار للعراق. عملية الاعتقال ومعها فرض عقوبات على الحكومة الإيرانية دفعا بإيران لزاوية ضيقة حوصرت داخلها من جميع الجهات.

إزاء هذا الموقف لم يكن هناك بد أمام طهران سوى رد الصاع صاعين لأميركا ولكل من ساندها, مستغلة أظافرها ومخالبها الطويلة في العراق ولبنان والأراضي الفلسطينية, حتى تستطيع التخفيف مما ستواجهه في غضون الأسابيع والأشهر المقبلة, ولكي تتخذ منها ورقة مساومة وضغط تلعب بها عند الجلوس على طاولة التفاوض مع الولايات المتحدة أو من ينوب عنها.

بالتالي فإن التحرش الإيراني بأميركا في مواطن الالتهاب المزمنة في المناطق الثلاث السالفة سيكون له اليد العليا, وهو ما سيزيد برميل البارود المحتقن في الشرق الأوسط التهابا, قد يقوده للانفجار في لحظة جنون, ولنفصل ما نرمي إليه..

تقرير بيكر- هاملتون ورد في توصياته أن إيران جزء من حل مشكلات أميركا في العراق وأن إدارة بوش مدعوة لفتح حوار مباشر معها لتستخدم نفوذها وتأثيرها على الشيعة العراقيين لوقف الحرب الطائفية مع السنة, ومتابعة مشاركتها في العملية السياسية الجارية في البلاد. أما الآن وفي ظل التطورات المتصلة بالملف النووي الإيراني فإن طهران ستتحول لشوكة في ظهر الولايات المتحدة وستصبح عنصرا يضاعف من متاعبها في العراق التي ستكون احدى ساحات الرد الإيراني على قرار فرض العقوبات على طهران.

اليوم يوجد لإيران حشود ضخمة من عملاء أجهزة مخابراتها ينتشرون في المدن والقرى العراقية يوفرون الأموال والأسلحة للعناصر الشيعية المسلحة, وتحدثت تقارير أميركية أخيرا عن أن إيران أرسلت عناصر من جيش المهدي التابع للزعيم الشيعي الشاب مقتدى الصدر لتلقي تدريبات عسكرية في لبنان تحت إشراف حزب الله, ويستوعب الكل في الجماعات الشيعية في العراق, وبالذات في المجلس الأعلى للثورة الإسلامية وحزب الدعوة, انه حينما تندلع الحرب الأهلية في البلاد فإن الساند والداعم سيكون إيران التي لن تترك شيعة العراق في العراء عند تصديهم للسنة الذين سيحظون في هذه الحالة على تدعيم من أطراف عدة في دول عربية تتخوف من التغلغل الشيعي في المنطقة.

علاوة على توفير السلاح والمال للشيعة العراقيين فإن إيران تساعدهم بصورة ما في تهريب البترول وبيعه في السوق السوداء لجمع أموال تستغل في تسليح وتحصين أتباعهم, والمدخل الإيراني لإزعاج الأميركيين سيكون عبر إيغار صدور الشيعة ومنعهم من التعاطي الايجابي مع محاولات نزع أسلحتهم وعدم إقامة العراقيل مقابل العملية السياسية المتعثرة. وبالتبعية وقف أو بالأحرى تعطيل المساعي الأميركية لتغيير ستراتيجية واشنطن في العراق, بعد اعترافها متأخرة بأنها لا تحقق انتصارا هناك.

وقد ثارت مشكلة قبل أيام عقب اعتقال القوات الأميركية لمسؤولين إيرانيين كانا في زيارة للعاصمة العراقية بدعوة من الرئيس العراقي, وذكر الجيش الأميركي أن المعتقلين متورطان في الاعداد لشن هجمات ضد الشرطة العراقية, بعد العثور بحوزتهما على خرائط وشرائط فيديو ووثائق تكشف عن طبيعة مهمتهما في بغداد.

وتبعا لما صرح به المتحدث باسم الجيش الأميركي فان القوات الأميركية تلقت معلومات مخابراتية موثوق في صحتها تربط فيما بين المسؤولين الإيرانيين والتجهيز لعمليات إجرامية, على حد تعبيره, ضد المدنيين العراقيين وعناصر الشرطة. واعتقال المسؤولين عزز كثيرا اتهامات واشنطن المتكررة لطهران بالتدخل في الشؤون العراقية بشكل يثير الاضطرابات ويزيد من أعمال العنف.

والحادث يظهر أن طهران عازمة على إثارة القلاقل والخلافات في الساحة العراقية وتعقيد المهمة الأميركية في تهدئة الجبهة العراقية المستعرة بالحرب الطائفية بين الشيعة والسنة.

ومما سيحمس طهران لمواصلة أداء دور المزعج لأميركا في العراق أن إدارة بوش تبدي امتناعا عن الأخذ بتوصية بيكر ¯ هاملتون بالاقتراب من إيران وإشراكها في جهود تهدئة الجبهة العراقية المشتعلة, ثم إنها لم تقدم حسن النوايا بإبداء ولو رغبة في مكافأتها إن تدخلت وساعدتها في العراق.

ويرى كينث بولك, مدير مركز سابان الأميركي لسياسات الشرق الأوسط أن أميركا باستطاعتها نسبيا تحييد الإزعاج الإيراني في العراق بواسطة التقارب مع طهران من ناحية أن للطرفين مصالح يرغبان في المحافظة عليها. ويقترح كينث أن تتوقف إيران عن مد الشيعة بالسلاح والمال والمدربين العسكريين, وأن تفتح صفحة جديدة من التفاهم فيما بين أجهزة المخابرات في البلدين وأن يكون ذلك من خلال تشكيل مجموعة إقليمية تتولى الولايات المتحدة ابلاغ الأعضاء فيها بما يدور في العراق, وفي المقابل تقدم الدول الأعضاء مساعدات اقتصادية وسياسية وعسكرية إن لزم الأمر لبغداد.

وأضاف أن تشعب مشكلات العراق أصبح يلزم بتدخل دول الجوار الصديقة للولايات المتحدة والتي يهمها ألا تحترق بلهيب الحرب الطائفية الشيعية السنية في العراق, خصوصا انه يجب عدم توقع قيام إيران بإنقاذ العراق نيابة عن الغرب والولايات المتحدة والقوى الاقليمية في الشرق الأوسط الخائفة من الخطط الإيرانية الجاهزة لإعلان الجمهورية الإسلامية الإيرانية القوة المسيطرة على الشرق الأوسط.

ولهذا فإن مصلحة إيران منحصرة في أن تكثف الضغوط والخسائر الأميركية في العراق أملا في أن يأتي الوقت الذي يتكرر فيه سيناريو الحرب الفيتنامية بهروب أميركا من العراق, وحينها سيهب الشيعة العراقيون ومن خلفهم إيران لتأسيس دولة شيعية في بلاد الرافدين.

ولا يتوقف الأمر في العراق على مجرد تمويل عدد من الأحزاب والميليشيات الشيعية, حيث أعلن السفير الإيراني لدى بغداد حسن كاظمي قمي, أن بلاده تعتزم تشييد ثلاثة مستشفيات وإقامة صندوق ائتمان بقيمة بليون دولار لقطاع الأعمال التجارية, وكلنا يعرف أن مثل هذه الإجراءات جعلت من »حزب الله« اللبناني قوة مسيطرة في جنوب لبنان بقانون الأمر الواقع, لأن الحكومة عجزت عن مجاراتها وتركت لها الحبل على الغارب.

المناوشات الإيرانية مع الأميركيين لن تكون ساحتها الوحيدة في العراق, فطهران عندها ساحات أرحب وأوسع تستطيع أيضا التحرك فيها بخفة وسهولة, وأولاها لبنان بحكم صلتها الوطيدة مع »حزب الله« الحائز على تسليح وتدريب وأموال من الحكومة الإيرانية, وإلا من أين حصل الحزب على ملايين الدولارات التي دفعها كتعويضات للشيعة اللبنانيين عما لحق بمنازلهم من أضرار خلال الحرب مع إسرائيل.

ومن قبل صدور قرار مجلس الأمن رقم »1701« الذي نص على فرض عقوبات على طهران فإن إيران استغلت صلتها وحفزت حزب الله على مجابهة حكومة السنيورة الذي تصفه بصديق أميركا والغرب, وبالتالي فإنه مستحق للعقاب, والذي تراه انه معاقبة للغرب وأميركا على موقفها المتعصب والمتسم بالتشدد تجاه برنامجها النووي السلمي.

وبالتأكيد فإن وقوعها مرة أخرى تحت رحمة العقوبات الدولية سيزيد غضب إيران وحنقها على واشنطن وعلى كل من يدعمها ويصنف في خانة أصدقائها.

الساحة الأخرى الجاهزة لتفجيرها هي الأراضي الفلسطينية, فحكومة إسماعيل هنية دخلت في صراع مفتوح مع الرئيس محمود عباس وحركة »فتح«. وأميركا ومن خلفها إسرائيل تؤكدان يوميا أنهما غير راضيتين عن استمرارها في السلطة, رغم أنها وصلت إليها عبر صناديق الاقتراع.

وبما أن طهران تؤيد إقامة حكومات ذات صبغة دينية تماثل تلك القائمة فيها, فإنها ستعتبر أن صالحها في مساندة حكومة هنية بالمال والسلاح, لأن هزيمتها ورحيلها من الحكم سيضرب مشروع الحكومات الإسلامية في مقتل, وأن إطالة أمد وجودها سيغيظ الأميركيين والإسرائيليين وهذا هو المراد. لكن هذا سيعني أن التنازع بين هنية وأبو مازن سينقلب لمرجل تشتد سخونته بمرور الوقت إلى أن يجيء الوقت لانفجاره مدمرا ما يصادفه.

جبهات الاختراق الإيرانية أضيف إليها أفغانستان, حيث تئن القوات الدولية من العودة القوية لحركة طالبان وإرهاقها بهجماتها المتواصلة وبسط سيطرتها على أجزاء شاسعة في الجنوب, وكان الجزء الغربي من أفغانستان المنطقة الخصبة لكي تبني فيه طهران دعائم نفوذها المتزايد في هذا البلد.

ومن المعروف أنه عند بدء الحملة الأميركية للاطاحة بنظام حركة طالبان في أفغانستان عام 2001 قدمت إيران معلومات مخابراتية قيمة للولايات المتحدة حول طالبان وتنظيم »القاعدة« والوضع الداخلي على الساحة الأفغانية.

ومن خلال هذا التعاون أثبتت طهران أن لديها قدرة براغماتية على مد يدها لمن تعتبرهم في معية الأعداء وكان محركها مصالحها الذاتية التي حتمت عليها وضع يدها في يد »الشيطان الأكبر« وهو التوصيف الشائع في إيران عند الحديث عن أميركا.

وتتعاقب الأيام وتحاول طهران توسيع نفوذها في أفغانستان بواسطة التركيز على تمويل مشاريع خدمية في غرب أفغانستان لاعادة الاعمار, وهي المنطقة المحاذية للحدود الفاصلة بين البلدين, وترافق كل هذا مع كثافة في نشاط أجهزة المخابرات الإيرانية طبقا لما كتبه دافيد رود مراسل صحيفة " نيويورك تايمز" الأميركية في مقال مهم بهذا الخصوص نشر اخيراً.

التقرير السالف سلط الأضواء الكاشفة على حزمة من الحقائق, من بينها تخصيص بعض الإذاعات الإيرانية التي تبث من داخل المنطقة الموازية للحدود الأفغانية الإيرانية لبث مواد تحريضية ضد الولايات المتحدة.

كما أن طهران تزود المدارس الدينية الشيعية بالمال ومعها بعض أمراء الحرب الأهلية الأفغانية والذين تربط البعض منهم علاقات متينة مع المخابرات الإيرانية, وتولى إيرانيون تدريب عدد من العاملين في الوزارات الأفغانية.

وافتتحت السفارة الإيرانية في كابول جزءا خاصا بإيران في المكتبة المركزية لجامعة كابول, ويقول الموظفون في المكتبة إن الإقبال على الركن الإيراني كبير ويفوق الركن الأميركي في نفس المكتبة.

ومع تباطؤ الاقتصاد الأفغاني بفعل السياسات الأميركية المتخبطة, وتقاعس المجتمع الدولي عن المساعدة والوفاء بما تعهد به في الماضي, وبسبب هجمات حركة طالبان العائدة لواجهة الأحداث في أفغانستان بقوة, اتجه الكثير من الأفغان للبحث عن فرص للعمل في إيران للهروب من واقعهم التعيس المر.

وفي كل صباح يتجمع المئات أمام البعثات الديبلوماسية الإيرانية في هيرات وغيرها من المدن للحصول على تأشيرة دخول, وقال المسؤولون الإيرانيون إنه تم إصدار نحو 450 ألف تأشيرة للأفغان إبان عام 2006 بعد أن كانت 250 ألفا في 2005.

هذه المعطيات تفصح عن أن إيران أوجدت لنفسها قاعدة ثابتة في أفغانستان, وسيصبح بمقدورها إن أرادت تحريك الأحداث في اتجاهات تسير عكس اتجاه المصالح والرغبات الأميركية, وستكون طهران كالألم المبرح في ظهر الولايات المتحدة في أفغانستان, ولا تستبعد أن تحاول التقرب من حركة »طالبان« وقادتها نكاية في أميركا, على الرغم من أنها ساهمت في الاطاحة بهم لأنهم كانوا عاملا في تقوية ساعد السنة.

وفي الوقت الراهن ظهرت مؤشرات في سماء المنطقة توحي بأن هناك استعدادات بدأت, قد تقود في حال تطورها إلى مواجهة عسكرية مع إيران, ربما لا يكون الغرب البادئ فيها, مع تصميم طهران على مواصلة تخصيب اليورانيوم, رغم العقوبات وتحذيرات الغرب غير المنقطعة مما ستتعرض له نتيجة ذلك.

أولى هذه المؤشرات الإعلان الأميركي عن عزم واشنطن إرسال حاملة طائرات إلى الخليج, وسعيها للحد من الفوضى الأمنية في العراق, ومحاولة إعادة العملية السياسية لمسارها الطبيعي بإحراز تقدم في تقريب وجهات النظر بين الفرقاء على الساحة السياسية العراقية.

تبع هذا تحرك أوروبي قاده رئيس الوزراء البريطاني توني بلير خلال جولته الأخيرة في الشرق الأوسط, أملا في إحداث تغيير ايجابي في مسار التفاوض الإسرائيلي- الفلسطيني, بالإضافة إلى الاشارات والرسائل المشفرة من الجانب الأميركي بترحيبه بمد جسور التفاهم والتحاور مع سورية.

وتوفرت قرائن تفيد بأن إيران تعاني من وطأة العزلة على بعض الأصعدة, وتمثل ذلك في تصريح وزير النفط الإيراني كاظم همانة بأن الضغوط الأميركية منعت شركات أجنبية كثيرة من الاستثمار في قطاعها البترولي, وأنها لم تتسلم المعدات التي اشترتها تحت حجج وذرائع متنوعة, كما رفضت البنوك الدولية إقراضها أموالا أو المساهمة في المشاريع النفطية.

وتزامن ذلك مع إعلان انخفاض عائدات إيران من صادراتها النفطية بنسبة تتراوح ما بين 10 و 12 في المئة سنويا طبقا لما أعلنته الأكاديمية الوطنية الأميركية للعلوم التي توقعت توقف هذه الصادرات نهائيا عام 2015 إذا لم تحصل على حاجتها من المعدات المطلوبة. تلك المؤشرات وما قد يستجد منها تشير إلى أن مساهمة طهران في تفجير برميل البارود في الشرق الأوسط ستكون عالية جداً.