المنسقية العة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم الاثنين 8 كانون الثاني 2007

إنجيل القدّيس يوحنّا وشَهِدَ يوحَنَّا قال: « رَأَيتُ الرُّوحَ يَنزِلُ مِنَ السَّماءِ كأَنَّه حَمامَة فيَستَقِرُّ علَيه وأَنا لَم أَكُنْ أَعرِفُه، ولكِنَّ الَّذي أَرسَلَني أُعَمِّدُ في الماءِ هو قالَ لي: إِنَّ الَّذي تَرى الرُّوحَ يَنزِلُ فيَستَقِرُّ علَيهِ، هو ذاكَ الَّذي يُعَمِّدُ في الرُّوحِ القُدُس وَأَنا رأَيتُ وشَهِدتُ أَنَّه هو ابنُ الله

 

منشآت افتراضية شبيهة بـ "ناتنز واصفهان وآراك"... والنفي السياسي خدعة تدريبات إسرائيلية في جبل طارق والنقب على ضرب إيران

 لم تعتبر أوساط دفاعية بريطانية في لندن امس ما كشف احد ضباط »الموساد« الاسرائيليين السابقين في صحيفة »صنداي تايمز« البريطانية النقاب عنه في ما يتعلق ب¯ »خطط اسرائيلية لضرب مواقع نووية ايرانية بأسلحة ذرية« معلومات »سخيفة« كما وصفها مسؤول عبري في تل ابيب, بل وجدت في هذا الكشف »تأكيداً لمعلومات متداولة منذ اشهر عدة عن استعدادات على الارض تقوم بها قيادة الجيش الاسرائيلي لمهاجمة البرنامج النووي الايراني من بينها تدريبات جوية على مجسمات تمثل عدد من المفاعلات ومراكز تخصيب اليورانيوم في الاراضي الايرانية«.

وقالت الاوساط ل¯ »السياسة« في لندن ان تلك المعلومات التي نشرتها »الصنداي تايمز« في صدر صفحتها الاولى امس نقلاً عن مراسلها في تل ابيب الضابط الاستخباري الاسرائيلي السابق عوزي محنعيمي »لا تقل صدقاً« وحقيقة عما كان زميله مردخاي فعنونو نشره قبل سنوات في الصحيفة نفسها وكشف فيه لاول مرة النقاب عن الترسانة النووية الاسرائيلية والذي نفته حكومات تل ابيب المتعاقبة بشدة بعد ذلك, لكنه تبين في نهاية المطاف انه حقيقة واقعة وان اسرائيل تمتلك اكثر منت 200 رأس نووي حربي«.

واكدت الاوساط الدفاعية البريطانية ل¯ »السياسة« ما ورد في معلومات الصحيفة لجهة »انتقال طيارين اسرائيليين بمقاتلاتهم وقاذفاتهم الجوية الى قاعدة جبل طارق الجوية البريطانية للتدرب على رحلة الالفي ميل المطلوبة للوصول الى ايران والعودة منها بعد تدمير مفاعلاتها وتخصيباتها النووية, مؤكداً انه »الى جانب ما ذكرته الصحيفة من ان تركيا قد تستخدم كممر للطائرات الاسرائيلية الى ايران فان معلوماتنا تقول ان هناك ممراً آخر مطروحاً هو الاردن ¯ العراق ¯ ايران هو الاكثر منطقية عسكرية لأنه الاقصر والاكثر امانا واقل تعقيدا وكلفة«.

وحول المواقع النووية التي قالت الصحيفة ان الطائرات الاسرائيلية ستستهدفها وهي ناتنز واراك واصفهان, ذكرت الاوساط البريطانية ان »دائرة الاستهدافات الاسرائيلية قد تتوسع اكثر من ذلك في حال تمنع الولايات المتحدة عن المشاركة في هذه العملية الدراماتيكية بحيث تشمل عددا اكبر من المواقع النووية الايرانية ومن مواقع الصواريخ العابرة لمنعها من الانطلاق نحو الدولة العبرية كرد ايراني منطقي وفوري على الضربة«.

وذكرت الاوساط ان استهداف موقع ناتنز بقنبلة اعماق نووية صغيرة دون غيره من المفاعلات ومواقع التخصيب الاخرى كما ذكرت الصحيفة, يعود الى ان عمليات التخصيب في هذا الموقع تتم تحت الارض على عمق نحو 30 مترا من الاسمنت المسلح والصخور, ولكونه بعيدا جدا عن الدول الخليجية التي يمكن ان تتأثر منشآتها النفطية وسكانها بالاشعاعات«.

وقالت معلومات الصحيفة البريطانية التي اثارت ضجة عالمية و»خوفا حقيقيا في ايران والخليج والعراق والدول الاخرى المحيطة بالدولة الفارسية« ان »سربين من الطائرات الاسرائيلية يتدربان على تدمير منشآت نووية ايرانية باستخدام قنبلة نووية صغيرة الحجم وخارقة للاعماق لاتتجاوز قوتها واحدا على 15 من قوتي قنبلتي هيروشيما وناكازاكي اليابانيتين عام 1945 استخدمتهما الولايات المتحدة لهزيمة اليابان في الحرب العالمية الثانية«.

واكدت المعلومات »انه ما ان يعطى سلاح الجو الاسرائيلي الضوء الاخضر, حتى تكون هناك مهمة واحدة وضربة واحدة تقضي على البرنامج النووي الايراني«.

ونسبت الصحيفة الى مصادر في »الموساد« قولها ان »ايران باتت على مسافة قصيرة جدا من الحصول على اليورانيوم المخصب الكافي لصنع الاسلحة النووية خلال العامين المقبلين«. واضافت ان »اسرائيل ستستخدم القنبلة النووية الصغيرة فقط (ضد ناتنز) في حال امتناع الولايات المتحدة عن المشاركة في حرب دولية تحالفية للقضاء على البرنامج النووي الايراني«. وذكرت الصحيفة ان »لقاءات عدة حصلت بين مسؤولين اميركيين واسرائيليين للبحث في عمل عسكري ضد ايران, وان محللين عسكريين رأوا في تسريب تفاصيل الهجوم الاسرائيلي امس محاولة للضغط على طهران لوقف عمليات تخصيب اليورانيوم, او الدفع بالطرف الاميركي لدخول الحرب مع ايران او لتهيئة الرأي العام الدولي لتقبل الهجوم الاسرائيلي«.

وقالت الصحيفة ان الاهداف الايرانية النووية التي تركز عليها اسرائيل هي:

-مجمع ناتنز لتخصيب اليورانيوم الاضخم وهو المستهدف بالضربة النووية.

¯ مجمع نووي قرب اصفهان حيث جرى في انفاقه تخزين 250 طنا من غاز التخصيب كما اعلن نائب الرئيس الايراني الاسبوع الماضي.

¯ مفاعل المياه الثقيلة في اراك الذي من المحتمل ان ينتج مستقبلا ما يكفي من البلوتونيوم لصنع اسلحة نووية.

ونسبت الصحيفة لمسؤولين اسرائيليين اعتقادهم ان القضاء على هذه المواقع النووية الايرانية الثلاثة المتجمعة وسط البلاد, سيؤخر نهائيا البرنامج النووي الايراني الى اجل غير مسمى ويقضي على مخاوف الشعب الاسرائيلي من التعرض مرة اخرى (بعد ما حل به على يد هتلر في مطلع الاربعينات) لعمليات ابادة جماعية, خصوصا وان الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد عبر عن أمله قبل نحو شهرين في ان تمسح اسرائيل من الخارطة.

وكشفت الصحيفة النقاب عن ان السربين الجويين الاسرائيليين المضطلعين بمهمة ضرب المنشآت النووية الايرانية »موجودان في منطقة حتزريم في صحراء النقب وفي تل نوف جنوب تل ابيب حيث اجريا تدريبات استخدام الاسلحة النووية التكتيكية في مهمتهما المقبلة, وان الجنرال اليعازر شكيدي قائد سلاح الجو اشرف بنفسه على تلك التدريبات«. وعلى الرغم من ان هذه الاستعدادات الاسرائيلية جدية, الا ان مصادر قريبة من وزارة الدفاع الاميركية(البنتاغون) ذكرت ان الولايات المتحدة »لا تحبذ منح الاسرائيليين الموافقة على استخدام اسلحة الدمار الشامل(النووية), لذلك على تل ابيب طلب الحصول على هذه الموافقة بعد وقوع الحدث, اي بعد ضربها ايران بسلاح نووي«.

 

طهران تتوعد تل أبيب بـ "ندم سريع" إذا هاجمتها

 طهران-الوكالات: حذرت ايران امس انها ستجعل اي عدو "يندم" على مهاجمتها, وذلك عقب نشر صحيفة "صنداي تايمز" البريطانية معلومات حول خطة اعدها الجيش الاسرائيلي لتدمير منشآت ايرانية لتخصيب اليورانيوم بضربة جوية يستخدم فيها سلاحا نوويا تكتيكيا.

وصرح محمد علي حسيني المتحدث باسم الخارجية الايرانية للصحافيين ان "اي عمل ضد الجمهورية الاسلامية لن يفلت من الرد وسيندم المعتدي على اي عمل مثل هذا بسرعة كبيرة". وقال حسيني ان هذه المعلومات تأتي "بعد ان اعترف رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت بان النظام الاسرائيلي يمتلك سلاحا نوويا" في اشارة الى زلة لسان اولمرت العام الماضي عندما كسر الصمت الرسمي المستمر منذ عشرات السنوات حول برنامج اسرائيل النووي. واضاف ان هذه المعلومات "ستقنع الرأي العام العالمي بان النظام الصهيوني يمثل التهديد الرئيسي للعالم والمنطقة". من جهة ثانية اكدت وزارة الخارجية الايرانية ان المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية آية الله علي خامنئي "في صحة جيدة" نافية بذلك شائعات عن وفاته. وقال المتحدث حسيني ردا على سؤال حول هذا الموضوع خلال مؤتمره الصحافي "نتمنى الصحة الجيدة للمرشد الاعلى. وهو (خامنئي) يتمتع بصحة جيدة". وكان الاميركي مايكل ليدن من المحافظين الجدد اكد على موقعه الالكتروني ان المرشد الاعلى للجمهورية الايرانية توفي دون ان يكشف مصادره. وفي الشأن النووي قال المتحدث الايراني إن بلاده لن تحد من تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة . وكان رئيس منظمة الطاقة الذرية الايرانية غلام رضا أقازاده قال الاسبوع الماضي إن السياسة التي تنتهجها بلاده حاليا لا تقضي بالحد من التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية بل ستواصل العمل في إطار ضوابط الوكالة واتفاقية حظر الانتشار النووي . على صعيد متصل انتقدت صحيفة ايرانية مواقف الحكومة الروسية "المزدوجة" في تعاملها مع طهران , مضيفة ان الضغوط الاميركية على موسكو ومحاولة روسيا ابعاد الانظار عن قضايا حقوق الانسان لديها وعلاقاتها ومصالحها التجارية والاقتصادية مع الدول الغربية ستجعلها توافق على اي عقوبات او اجراءات تتخذ ضد ايران بشأن برنامجها النووي. وحضت صحيفة »هونشهر« المسؤولين الايرانيين على اتخاذ اجراء حاسم بشأن موقف ايران من معاهدة حظر الانتشار النووي, مؤكدة ضرورة انسحاب ايران من المعاهدة مالم يتم التعامل معها على اساس عادل طبقا لنصوص وبنود هذه المعاهدة.

 

تشارك في اجتماع (6+2+1) رايس في الكويت 16 الجاري لمناقشة التدهور في العراق

 كتب-شوقي محمود:السياسة/ أكدت مصادر ديبلوماسية ل¯ »السياسة« ان اجتماع »6+2+1« الذي تستضيفه الكويت 16 الجاري سيعقد لمدة يوم واحد فقط وتشارك فيه وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس, إلى جانب وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي ومصر والأردن.

تجدر الاشارة إلى ان رايس ستزور المنطقة منتصف الشهر الجاري في جولة تشمل دولاً عدة بينها الكويت التي تم الاتفاق على عقد اجتماع الدول التسع فيها بدلاً من البحرين. المصادر أوضحت ايضا انه سيتم خلال هذا الاجتماع طرح قضايا المنطقة, سواء بالنسبة لمسيرة السلام في الشرق الأوسط والاوضاع الفلسطينية الحالية, اضافة إلى التطورات التي تشهدها الساحة العراقية, وكيفية مساعدة العراق للخروج من التدهور اليومي حاليا, اضافة إلى قضايا لبنان ودارفور ومكافحة الإرهاب.

 

 

البطريرك صفير ترأس قداس الاحد والتقى شخصيات ووفودا شعبية وتلا الجزء الثاني من رسالة البابا في يوم السلام العالمي

وطنية - 7/1/2007 (سياسة) ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير قداس الاحد الذي دعت اليه اللجنة الاسقفية "عدالة وسلام" في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي عاونه فيه المطارنة رولان ابو جودة, سمير مظلوم, شكرالله حرب ومارون صادر والآباء جوزف البواري, ميشال عويط, سامي بو شلهوب, عبدو ابو كسم وايلي صادر, في حضور ممثل السفير البابوي القائم باعمال السفارة المونسينيور فيسفالداس كالبوكاس وحشد من المؤمنين واعضاء اللجنة الاسقفية "عدالة وسلام". بعد الانجيل المقدس تلا البطريرك صفير الجزء الثاني من رسالة البابا بنيدكتوس السادس عشر, لمناسبة "يوم السلام العالمي" وجاء فيها: "علم العلاقات بين الكائنات الحية والسلام

8-ان البابا يوحنا بولس الثاني، كتب في رسالته "سنة المائة" يقول:" لم يهب الله الانسان الأرض وحسب، التي عليه أن يستخدمها، ويحترم النية الأصلية الصالحة، التي من أجلها أعطيت، ولكن الله هو أيضا أعطى الانسان عينه، لذاته، وعليه أن يحترم البنية الطبيعية والأخلاقية التي أعطيها". والانسان، بتجاوبه وما أعطاه الله من أوامر له ولأمثاله، بمقدوره أن يحيي عالم السلام. وفضلا عن علم العلاقات بين الكائنات المتعلق بالطبيعة، هناك علم علاقات بين الكائنات يمكننا أن نسميه " علم العلاقات بين الكائنات الخاص بالبشرية الذي يتطلب أحيانا "علم كائنات اجتماعية. وهذا يوجب على البشرية، اذا كانت ترغب حقا في السلام، أن تستحضر باستمرار الروابط القائمة بين علم الكائنات الحية، أي احترام الطبيعة، وعلم الكائنات الحية البشرية. ويدل الاختبار على أن كل موقف لا يحترم البيئة، يؤذي العيش الانساني المشترك، والعكس صحيح. ويظهر دائما بوضوح الرباط غير القابل للانفصام بين السلام مع الخليقة، والسلام بين الناس. وكلتا الحالتين تفترضان السلام مع الله. ان قصيدة الصلاة التي أنشدها القديس فرنسيس، والمعروفة باسم "انشودة الأخت الشمس" تشكل مثالا رائعا -هو دائما حالي- عن هذا العلم، علم العلاقات بين الكائنات ذات صيغ السلام المتعددة.

9- ان مشكلة التزود بالطاقة، التي يزداد خطرها، كل يوم، تساعدنا على تفهم كم هو وثيق الرباط بين هذين العلمين: علم الكائنات الحية وبيئتها وعلم الكائنات الاجتماعية البشرية. في هذه السنوات الأخيرة، تعهدت، تعهدا حيا، شعوب جديدة الانتاج الصناعي، وهذا ما يزيد الحاجة الى الطاقة. وهذا ما يحفز الى السعي، سعيا حثيثا، لا مثيل له، وراء الموارد المتاحة. وفي الوقت إياه، في بعض مناطق الكرة الأرضية، نجد بعض حالات تخلف كبير، حيث التطور متوقف عمليا، بخاصة بسبب ارتفاع أسعار الطاقة. ماذا يحل بشعوب هذه المناطق ؟ وأي نوع من التطور أو عدم التطور يفرضه عليهم تضاؤل التموين من الطاقة؟ واية ظلامة، وأية معارضة سيثير السباق الى ينابيع الطاقة؟ وكيف ستكون ردة فعل المبعدين عن هذا السباق؟ وهذه أسئلة تظهر بوضوح ان احترام الطبيعة مرتبط ارتباطا وثيقا بضرورة نسج علاقات بين الناس والشعوب تكون معها كرامة الناس موضوع انتباه، وهي علاقات بامكانها أن تسد حاجاتهم الحقيقية. وتدمير البيئة، وسؤ استعمالها الأناني، ووضع اليد بعنف على موارد الأرض تولد تمزقات، ونزاعات، وحروبا، لأنها ثمرة فهم غير انساني للتطور. وفي الواقع ان تطورا يقف عند حد المظهر التقني والاقتصادي ، ويهمل البعد الأدبي والديني، لا يكون تطورا انسانيا كاملا، وينتهي ، لأنه ذو اتجاه واحد، بتشجيع القدرة على تهديم الانسان.

نظرة تحجم الانسان

10- فمن الملح اذا، حتى في اطارالصعوبات الحالية والتوترات الدولية، الالتزام باحياء علم كائنات حية انساني يعمل على تنمية شجرة السلام. وللقيام في هذه التجربة، لا بد من الانقياد الى نظرة خاصة بالشخص لم تفسدها الأحكام المسبقة المتعلقة بالعقيدة والثقافة اللتين تحرضان على البغض والعنف. ونفهم ان نظرة الانسان تختلف في اختلاف الثقافات. وخلافا لذلك، لا يمكننا أن نقبل بترويج مفاهيم انسانية تخبئ بذور معارضة وعنف. ان المفاهيم عن الله التي تحض على التصلب، واللجؤ الى العنف تجاه أمثالنا، يستحيل أيضا التسليم بها. وهذه نقطة يجب التذكير بها بوضوح: ان حربا تشن باسم الله يستحيل قبولها. وعندما يكون هناك مفهوم عن الله في أساس ممارسات اجرامية، فهذه علامة ان مثل هذا المفهوم قد تحول نظاما عقائديا.

11- ولكن السلام اليوم ليس مسألة نزاع بين نظرتين تحجمان الانسان، أي بين العقائديات. انه أيضا مسألة لا مبالاة لما يشكل طبيعة الانسان الحقيقية. وفي الواقع ان العديدين من معاصرينا ينكرون وجود طبيعة بشرية خاصة، ويبررون أغرب التفاسير عن عناصر هي في جوهر تكوين الكائن البشري. وهنا أيضا لا بد من الوضوح: ان مفهوما "ضعيفا" عن الشخص، يقوم مقام أي مفهوم، ولو هجينا، لا يشجع على السلام الا ظاهرا. وهو في الواقع يحول دون الحوار الصادق، ويفتح الباب لظهور مواقف سلطوية، تقود الى ترك الانسان دون دفاع ، وبالتالي، تجعل منه فريسة سهلة للقمع والعنف.

الحقوق الانسانية والمنظمات الدولية

12-يفترض سلام حقيقي ثابت احترام حقوق الانسان. واذا كانت هذه الحقوق تقوم على مفهوم ضعيف للشخص البشري، كيف لا تخرج هي أيضا ضعيفة؟ ونرى هنا بوضوح نقصا عميقا في مفهوم نسبي للشخص، عندما يتعلق الأمر بتبرير هذه الحقوق والدفاع عنها. ويبدو هنا التناقض واضحا: تعرض الحقوق على أنها مطلقة، غير أن الأساس الذي تستند اليه هو فقط نسبي. هل هناك من عجب اذا انبرى أحدهم، أمام متطلبات هذا أو ذاك من الحقوق "المزعجة"، ليناقشها أو ليقرر وضعها جانبا؟ ان الحقوق المنسوبة الى الانسان يمكن تأكيدها، دونما خوف من تكذيب، اذا كانت فقط راسخة في مقتضيات الطبيعة الموضوعية التي أعطاها الخالق للانسان. وعلاوة على ذلك، انه من البديهي أن تتضمن حقوق الانسان هذه واجبات، عليه أن يقوم بها.

وفي هذا المجال، أعلن المهاتما غاندي بحق: "أن نهر غانج الحقوق ينحدر من جبال حملايا الواجبات". واذا أوضحنا هذه الشروط الأساسية، وهي أن حقوق الانسان، الخاضعة اليوم لهجمات متواصلة، يمكن الدفاع عنها بطريقة مؤاتية. ومن دون هذا الوضوح، ينتهي الأمر باستعمال العبارة ذاتها "حقوق انسانية"، والقائل يضمر أمورا متباينة فيما بينها: بالنسبة الى بعضهم، ان الشخص البشري هو مطبوع بطابع كرامة ثابتة، وفي حقوق لها دائما قيمتها في أي مكان وبالنسبة الى كل انسان. وبالنسبة الى بعضهم الآخر، الشخص البشري هو شخص تتبدل كرامته، وله حقوق قابلة للنقاش في مضمونها، في الزمان والمكان.

13- ان المنظمات الدولية ترجع دائما الى المحافظة على حقوق الانسان، وبخاصة منظمة الأمم المتحدة التي، باعلانها العالمي سنة 1948 أخذت على عاتقها تطوير حقوق الانسان. وهذا الاعلان نظر اليه على أنه نوع من التزام أدبي أخذته البشرية بكاملها على عاتقها. وهذا الاعلان ينظر اليه على أنه نوع من الالتزام الأدبي تعهدته البشرية جمعاء. وهذا ينطوي على حقيقة عميقة، خصوصا اذا اعتبرت الحقوق التي وصفها اعلان حقوق الانسان أن لها أساسا، ليس فقط في قرار الجمعية التي أقرتها، بل في طبيعة الانسان عينها، وفي ما له من كرامة لا تنتزع، لأن الله هو من خلقه. من الأهمية بمكان ألا يغيب عن بصر الأمم المتحدة الأساس الطبيعي لحقوق الانسان. وهذا ما يقيها خطر الانزلاق، وهو خطر دائما للأسف كامن، الى ترجمة تكون دائما وضعية. واذا صدف أن حدث ذلك، فستفقد المنظمات الدولية السلطة اللازمة لتقوم بدور المدافع عن حقوق الانسان والشعوب،الأساسية. وهذا هو مبرر وجودها وعملها.

حقوق دولية انسانية وحقوق داخل الدول

14- منذ ان صار الوعي بأن هناك حقوقا انسانية لا تنتزع لارتباطها بطبيعة الناس المشتركة، وضع حق دولي انساني تعهدت الدول بالتقيد به حتى في حال حرب. ولكن هذا لم يوضع للأسف موضع العمل بطريقة متناسقة، بمعزل عن الماضي، في بعض حالات حرب وقعت حديثا. وهذا ما حدث مثلا في النزاع الذي جرى، منذ بضعة أشهر، في لبنان الجنوبي، حيث أهمل، بقدر كبير، واجب "حماية الضحايا البريئة ومساعدتها"، والامتناع عن إدخال المدنيين في الصراع. وان نزاع لبنان المؤلم، ورقعة القتال الجديدة، بخاصة منذ ان وضع التهديد الاصولي موضع العمل صيغ عنف مبتكرة، يتطلب من المجموعة الدولية التذكير بالحق الدولي الانساني وتطبيقه على كل الحالات الحاضرة، حالات النزاع المسلح، بما فيها تلك التي يلحظها القانون الدولي الانساني المعمول به حالي. وعلاوة على ذلك، إن آفة الاصولية تقضي بتفكير عميق بالحدود الاخلاقية المتعلقة باستعمال الادوات الحالية الخاصة بالمحافظة على الأمن الوطني، وفي الواقع ان النزاعات لم تعد، أكثر فأكثر، تعلن امام المشاهد المقلقة التي رأيناها في هذه السنوات الاخيرة، ولا يمكن الدول الا ان تشعر بالحاجة إلى وضع قواعد أكثر وضوحا، في استطاعتها ان تقف في طريقة ناجعة في وجه الانفلات المأساوي الذي نشهده. إن الحرب تمثل دائما فشلا بالنسبة إلى المجموعة الدولية، وخسارة انسانية خطيرة . وعندما تبلغ الأمور هذا الحد، على الرغم من كل شيء، يجدر على الأقل انقاذ المبادىء الاساسية والقيم التي يبنى عليها العيش المدني المشترك، وذلك بوضع قواعد سلوك تحد قدر المستطاع من الضرر الناجم عن ذلك، وتحاول التخفيف من آلام المدنيين وجميع ضحايا النزاعات (7) .

15- وهناك عنصر آخر يثير قلقا شديدا وهو إرادة بعض الدول الواضحة حديثا في الحصول على أسلحة نووية. امام كارثة نووية محتملة، انتشر مناخ من عدم الثقة والخوف بعيد ذلك. وهذا يعيدنا إلى الوراء، إلى مخاوف "الحرب الباردة " وضيقاتها. ساد الأمل بالقضاء نهائيا على الخطر النووي يومذاك، وانه في إمكان الانسانية ان تتنفس الصعداء لمدة طويلة. وكم يبدو حاليا، في هذا الصدد ـ تنبيه المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني الذي يقول :"كل عمل حربي يسعى دونما تمييز إلى تدمير مدن بكاملها، ومناطق واسعة مع سكانها، انما هو جريمة ضد الله والانسان ذاته، يجب رذلها بقوة دونما تردد" (8) . لسؤ الحظ، هناك غيوم مهددة، لا تزال تتجمع في افق البشرية. والطريق الذي لا يمكنه ان يؤمن مستقبل سلام للجميع يمر ليس فقط في اتفاقيات دولية بغية ليس فقط عدم انتشار الأسلحة النووية، بل ايضا بغية الإلتزام بمتابعة العمل عن تصميم على التخفيف منها وتفكيكها نهائيا. لا يهملن شيء للوصول، بالمفاوضة، إلى تحقيق مثل هذه الاهداف!ان مصير البشرية جمعاء على المحك.

الكنيسة للدفاع عن تسامي الشخص البشري

16- أود أن اوجه نداء ملحا إلى شعب الله، لكيما يشعر كل مسيحي بأنه ملتزم بان يكون عاملا دونما كلل في سبيل السلام، ومدافعا جريئا عن كرامة الشخص البشري وحقوقه التي لا تنتزع.أن المسيحي، بروح الامتنان تجاه الرب لكونه دعي ليكون جزءا من كنيسته التي هي في العالم علامة تسامي الشخص البشري وحصانته" (9) لا يفتأ ابدا يسأل الرب خير السلام الأساسي الذي له اهمية كبرى في حياة كل من الناس، وفضلا عن ذلك، إنه يشعر بالفخر بخدمته باخلاص سخي، قضية السلام فيذهب إلى ملاقاة اخوانه، بخاصة اولئك الذين لا يتألمون من الفقر والحرمان فقط، بل ايضا إنهم محرومون من هذا الخير الثمين. لقد أوحى يسوع إلينا ان الله محبة" (1يو4:8) وان الدعوة الكبرى لكل شخص انما هي المحبة، في المسيح بامكاننا ان نجد الاسباب الأخيرة السامية لنصبح مدافعين ثابتين عن الكرامة الانسانية، وبناة سلام شجعانا.

17- لا نتوقفن اذن ابدا عن مساهمة كل مؤمن في العمل في سبيل تطوير انسانية حقيقية كاملة، وفق تعاليم الرسالات: "تقدم الشعوب" و"الاهتمام في الشأن الاجتماعي" التي نستعد للاحتفال على التوالي بمرور 40 و20 سنة على صدورهما. وفي بدء سنة 2007، أكل صلاتي الحارة من اجل البشرية جمعاء إلى ملكة السلام، والدة يسوع المسيح "سلامنا" (افسس 2/14) التي نتجه إليها، وسط المخاطر والمشاكل، بقلب مفعم بالرجاء آملين ان ترشدنا، مريم في ابنها إلى طريق السلام، وتنير اعيننا لنعرف ان نلتقي وجهه في وجه كل شخص بشري، قلب السلام".

الفاتيكان في الثامن من كانون الاول 2006.

البابا بنديكتوس السادس عشر.

استقبالات

بعد القداس استقبل البطريرك صفير المهنئين بالاعياد، فالتقى الرئيس السابق لمجلس ادارة مرفأ طرابلس انطوان حبيب، مدير بنك الاهلي الدولي- فرع باب ادريس، المصرفي جوزف الخوري، الكاتب حنا بركات الذي قدم للبطريرك صفير نسخة عن كتابه الجديد "البحيرة والتاريخ"، اللجنة الاسقفية "عدالة وسلام" برئاسة المطران مارون صادر والامين العام الدكتور فادي جرجس، المهندس جو صوما، رئيس مجلس ادارة المدير العام لمستشفى البوار الحكومي الدكتور شربل عازار، عضو مجلس حزب الكتلة الوطنية نخله اده ووفودا شعبية من مختلف المناطق اللبنانية.

كما استقبل البطريرك صفير وفدا من قيادة حزب العمال اللبناني برئاسة مارون الخولي الذي قال: "وضعته في اجواء التحرك الذي سيقوم به الحزب من خلال الاجتماع الذي سيعقد عند الحادية عشرة من قبل ظهر غد الاثنين في مقر بيت العامل لمسؤولي المكاتب العمالية في جميع الاحزاب اللبنانية في لقاء تضامني مع التحرك النقابي والعمالي في مواجهة البرنامج الاقتصادي المطروح من قبل الحكومة والذي يحمل المزيد من الاعباء الضريبية والمعيشية".

والتقى البطريرك صفير العميد ميشال الخوري ونجليه المهندسين رمزي وزياد في زيارة للتهنئة بالاعياد.

وكان البطريرك صفير قد التقى مساء امس الوزيرين جهاد ازعور وسامي حداد وعرض معهما للتطورات والمستجدات والاوضاع المالية والاقتصادية في البلاد.

 

الثلوج غطت المرتفعات الجبلية في عكار ابتداء من 800 متر 

 وكالات - 2007 / 1 / 7

 غطت الثلوج التي تساقطت على مدى الايام الثلاث الماضية، معظم المرتفعات الجبلية في عكار على ارتفاع 800 متر وما فوق، لا سيما غابات كرم شباط والمرغان والقموعة ووطى مشمش، التي تكللت اشجارها من ارز وشوح وكوكلان ولزاب، بالثلج الابيض. كما غطى البياض مختلف أرجاء بلدات اكروم وفنيدق وحرار وقبعيت وممنع وعكار العتيقة. وقد عملت جرافات الدفاع المدني والجيش اللبناني ووزارة الاشغال العامة على فتح معظم الطرقات الجبلية.

ونصحت مصادر الدفاع المدني سائقي السيارات على طريق القبيات - الهرمل باستخدام السلاسل المعدنية، لا سيما في الليل ومع ساعات الصباح الاولى، نظرا لتشكل الجليد على هذه الطريق. وأدى تساقط الامطار في المناطق الوسطية والساحلية من عكار، الى ارتفاع بسيط في منسوب انهر البارد والاسطوان وعرقة والكبير. الا ان نسبة المتساقطات في عكار ما زالت في مستوى متدن قياسا بالسنوات الماضية، وهذا ما اقلق المزارعين لجهة النقص المتزايد في مخزون عكار من المصادر السطحية والجوفية للمياه, مجددين مطالبة المسؤولين المعنيين البدء بتنفيذ المشاريع المائية الملحوظة منذ زمن ولا سيما السدود على مجاري الانهر والبحيرات الاصطناعية والطبيعية، وذلك للحد من هدر المياه الحاصل وخصوصا في مواسم الشتاء.

 

 الحريري: الهجوم على باريس 3 لن يصيب الحكومة ولا

القوى المؤيدة لها بل يصيب الإستقرار الإقتصادي والمعيشي للبنانيين

 نأسف ان يشكل "حزب الله" بقيادته واجهزته رأس حربة في الهجوم على باريس3 وعلى الحكومة ورئيسها والمحكمة الدولية 

وكالات- 2007 / 1 / 7

 صدر عن رئيس كتلة "المستقبل" النيابية النائب سعد الحريري البيان التالي :

يتعرض لبنان لموجة جديدة من الإرهاب السياسي والفكري تتزامن مع الإستعدادات الجارية لعقد مؤتمر باريس – 3 ، وما يشكله هذا المؤتمر من فرصة حقيقية لمعالجة مشكلاتنا الإقتصادية والمالية والإجتماعية .

وتجيء هذه الموجة في سياق حملات مدروسة وممولة لنشر الفوضى في الحياة العامة وتعطيل المؤسسات الدستورية ، وإنهاك الأوضاع المعيشية ، وعزل بعض المناطق عن سلطة القانون ، وترويض مصالح الناس على العيش مع الأزمات المفتوحة والطويلة الأمد ، والإستمرار في إستخدام بعض وسائل الإعلام في الترويج لسياسات الشحن المذهبي والطائفي وهدر دماء المدرجين على لوائح التخوين والتآمر.

ولن يكون من الغرابة بالنسبة لنا ، أن يلجأ منظمو هذه الموجة وسائر الموجات التحريضية التي سبقتها ، الى تحميل الحكومة وقوى 14 آذار مسؤولية وصول الحوار السياسي الى الجدار المسدود ، وهم الذين أتقنوا طوال الأشهر الماضية العمل على قلب الحقائق وتزوير المحاضر ، وأقفلوا الأبواب في وجه كل المبادرات ، وقطعوا الطريق مجدداً على عودة الأمين العام لجامعة الدول العربية السيد عمرو موسى ، بمثل ما قطعوا الطريق على الجهود المشكورة للمملكة العربية السعودية ، وإتخذوا من الحماية الإيرانية – السورية لمواقفهم ، سبيلاً لتطويع وتطويق وإبتزاز سائر المبادرات العربية .

وأنه لمن دواعي الأسف الشديد أن يشكل " حزب الله " بقيادته السياسية وأجهزته الإعلامية وقدراته اللوجستية وإمكاناته المالية ، رأس حربة في الهجوم المتجدد على باريس – 3 ، وذلك خلافاً للتعهدات التي سبق لأمينه العام أن أرسل إشارات واضحة في شأنها ، وقوله في غير مجال أنه لن يفرط بمؤتمر باريس -3 .

ويتعاظم الشعور بالأسف حيال موقف " حزب الله " أيضاً عندما يسحب هجومه على الحكومة ورئيسها ، الى الهجوم على المحكمة الدولية ، وأن يتخذ من بعض المواقف وردات الفعل على حملات التخوين وإستباحة دم عدد من القيادات والوزراء ، مدخلاً للتنكيل بهذه المحكمة ، والطعن بصدقية الأهداف التي ترمي إليها .

لقد سبق أن أعلنا غير مرة ، أن حزب الله غير معني في الجريمة التي إستهدفت الرئيس الشهيد رفيق الحريري . ونحن إذ نؤكد مجدداً على هذا الموقف ، ليس من باب إعطاء صكوك بالبراءة لأحد ، وإنما من باب تسليط الضوء على الحقيقة لما نعرفها ونراها ، نستغرب في الوقت ذاته أن تصر قيادات حزب الله ، على إعتبار المحكمة الدولية كما لو أنها مشروع دولي لمحاكمة الحزب ، وهي التي تعلم علم اليقين ، أن لا دور لهذه المحكمة ولا مشروع لها ولا نظام لها ، سوى إقامة ميزان العدالة ، تجاه المجرمين الحقيقيين الذين خططوا ونفذوا جريمة إغتيال الرئيس الشهيد ورفاقه ، وسائر الجرائم التي هزت لبنان وإستهدفت مجموعة من خيرة أبنائه ورموزه الوطنية ، آخرهم الشهيد بيار أمين الجميل الذي تصادف ذكرى أربعينه اليوم .

إن حزب الله ، وبكل صراحة ، لا يستطيع أن يطلب من اللبنانيين ، أو في الحد الأدنى من فئة كبيرة من اللبنانيين ، أن يطووا صفحة المحكمة الدولية بداعي أن هذه المحكمة يمكن أن تفجر العلاقات اللبنانية – السورية ، أو أن تطاول بالإتهام بعض رموز وشخصيات النظام السياسي والأمني في سوريا.

إن جوهر التصعيد الجاري في لبنان حالياً يكمن في هذه المسألة ، وفي المحاولات التي لم تتوقف منذ أكثر من سنة ، لإقامة شبكة أمان لبنانية داخلية للنظام السوري في مواجهة المحكمة الدولية . ولم يعد سراً على أحد، أن جهود معظم المبادرات توقفت عند هذه النقطة ، وأن العديد من سعاة الخير العرب وغير العرب ، يجمعون على أن الحل والربط موجود في دمشق وليس في بيروت ، وأن حلفاء النظام السوري في لبنان لا يملكون القرار في هذا الشأن لأن مفتاح القرار موجود في قصر المهاجرين .

إننا أمام حلقات مترابطة من مخطط ، لا يستطيع حزب الله ، مهما كان بارعاً في إيجاد المخارج الإعلامية والسياسية ، أن يحجب عنه صفة المخطط الخارجي الذي يستهدف لبنان . فمن محاولة فرط الوضع الحكومي، الى محاولة فرط المؤسسات الدستورية ، الى محاولة فرط المحكمة الدولية ، الى محاولة فرط باريس – 3 ، نواجه الآن لاعباً خارجياً واحداً في مصير لبنان ، نخشى ألا يتورع عن العمل على فرط الإستقرار الوطني ومصير السلام الأهلي ، وهو الذي أثبتت التجارب أنه لا يقل شراسة عن التلاعب بهذا المصير عن العدوان الإسرائيلي ، بل أنه ، وللأسف الشديد، يتكامل مع الأهداف المدمرة لذلك العدوان ويعطيه من خلال تأجيج الصراع الداخلي ، ما عجز عن تحقيقه في حرب الـ 33 يوماً ضد لبنان .

إن ما تشهده البلاد هذه الأيام ، هو محاولات متكررة لتعطيل النظام العام وإقفال أي نافذة للرهان على إستقرار الأوضاع الداخلية وإيجاد حلول للمشكلات الإقتصادية .

إن مؤتمر باريس – 3 ، يتعرض لعملية تفجير سياسي من الداخل ، بل هو يتعرض لما يشبه محاولة إغتيال واضحة الأهداف ، تتولى تنفيذها والتخطيط لها ، قيادات وشخصيات يفترض أن تكون مسؤولة عن حماية هذا المؤتمر وتوفير مقومات النجاح له.

إننا أمام حلقة جديدة من حلقات السعي الى الفوضى في لبنان ، لا نرى سبباً للسكوت عنها أو التخفي عن مواجهتها . وإذا كان المتضررون من إعادة نهوض لبنان وتجديد الثقة بدوره ومكانته الإقتصادية في محيطه والعالم ، يجدون في الإنقضاض على باريس – 3 وسيلة لتعطيل مشروع النهوض والإصلاح فإننا من جهتنا لن نعطي هؤلاء ، ولا أية قوى خارجية تتألم لنجاح لبنان وإزدهاره ، فرصة التخريب على واحدة من أنبل المهمات التي تتولاها الحكومة الوطنية .

إن الحملات التي نشهدها هذه الأيام ، ودعوات الإعتصام والتخبط في الفوضى والتهديد بتعطيل المؤسسات والمرافق العامة ، تعيدنا بالذاكرة الى تلك الحملات التي كانت تنظم ضد جهود الرئيس الشهيد رفيق الحريري ، ومحاولاته المتكررة لحشد المساهمة العربية والعالمية في دعم لبنان وإيجاد حلول للمسألة الإقتصادية . واللبنانيون لن ينسوا كيف شوهوا الحقائق وفبركوا الملفات وعطلوا الإصلاحات وشرعوا الأبواب أمام مراكمة الدين العام ، وحاربوا الفساد بنشر أصابع الفساد في كل مواقع القرار والسلطة . اللبنانيون لن ينسوا ماذا فعلوا بمؤتمر باريس – 2 ، وكيف تحركت أدوات النظام الأمني اللبناني – السوري المشترك ، من أعلى رأس في هرم الدولة، الى أصغر مأمور لدى غرف المخابرات في الرملة البيضاء وعنجر، لإطاحة نتائج هذا المؤتمر وتعطيل الإمكانات التي أتيحت للبنان من خلاله .

ما أشبه اليوم بالبارحة ، وما اشبه المحاولات التي يقومون بها الآن ، بتلك التي نظموها ضد رفيق الحريري ، حتى لكأننا أصبحنا فعلاً أمام نسخة متجددة لنظام أمنى آخر ، هو النظام الأمني – السياسي المالي الإقليمي الإيراني – السوري المشترك ، الذي لا يرى مصلحة في نجاح الدولة اللبنانية ، وإعادة حشد المجتمع الغربي والدولي، على دعم البرنامج اللبناني لوقف الإنهيار الإقتصادي والإجتماعي وتوفير مقومات الصمود للإستقرار الوطني ، ومواجهة الإستحقاقات والنتائج المترتبة على العدوان الإسرائيلي الأخير .

إننا ، وبكل صراحة ، نأبى على حزب الله تحديداً ، أن يكون جزءاً من مشروع على هذا المستوى من الخطورة ، وأن يشكل غطاء ، أو منطلقاً ، لدعوات التحريض على العصيان التي ينادي بها البعض ممن يطيب لهم إطالة مشوار العذاب اللبناني ، ولا يرف لهم جفن إذا إنهار الهيكل على أهله في لبنان ، طالما أن هذا الإنهيار يرضي الأسياد ويوفر الحماية لبعض أنظمة الجوار .

إنني أتوجه الى حزب الله ، وبكل أمانة وصدق ، الى أن يعطي نفسه والبلاد ، فرصة حقيقية لإلتقاط الأنفاس ، وإيجاد مخرج فعال من المأزق الذي يتخبط فيه مع الجميع ، ولا طائل ولا فائدة ولا جدوى من الإعتصام في زواياه .

إن أبواب الحوار لا يجوز أن تغلق ، وأن لبنان لا يجوز أن يفقد مناعة اللجوء الى المؤسسات في حل مشكلاته الداخلية ، بمثل ما لا يجوز تعطيل هذه المؤسسات وضرب الغايات التي قامت من أجلها .

إن مؤتمر باريس -3 فرصة إستثنائية للبنان ، ندعو الى حمايتها والمشاركة في مناقشتها وتوفير مقومات النجاح لها ، وتحييدها عن مخلفات الصراع السياسي . إن الهجوم على باريس – 3 ، لن يصيب الحكومة ولا القوى المؤيدة لها ، بقدر ما يمكن أن يصيب الإستقرار الإقتصادي والمعيشي للبنانيين .

إن تلك الحملة التي يخوضونها اليوم ببعض الناس ، تسيء الى مصالح الناس ، بل الى المصلحة المباشرة لمجموع اللبنانيين الذين يتطلعون منذ سنوات لبرنامج إقتصادي مالي – إداري – معيشي ، يضبط المسار الإقتصادي للدولة ويعالج بوضوعية الآثار المعروفة لتراكم الدين العام .

إنني إذ أحذر من سلبيات الإستغراق في سياسات التصعيد والتلويح بالفوضى، أدعو كل اللبنانيين المعنيين بحماية دور الدولة ومؤسساتها الدستورية ، الى الإلتفاف حول الأهداف النبيلة لمؤتمر باريس -3 ، وأخص بالذكر الهيئات الإقتصادية والنقابية والإنتاجية ، والقطاعات الشبابية والأهلية، التي تدرك المعنى الحقيقي لنجاح هذا المؤتمر ، بمثل ما تدرك المعاني الخطيرة والسلبية للتحركات العشوائية والظالمة التي لن تقود البلاد إلا إلى المزيد من التعثر والتأزم الإقتصادي والمعيشي . وإذا كان هناك من يصر على العبث بالمصير والإستقرار الوطني ، فنحن بالتأكيد لن نخلي الساحة له ، وسنكون له بالمرصاد ، مهما تمترس وراء أسباب الدعم الخارجي .

 

شهيب علق على كلام الرئيس بري: نثق بالسعودية وبقادتها ونأمل ان يسمع "حزب الله" صوت المسؤولية ممن هو حريص على المنطقة 

 وكالات- 2007 / 1 / 7

 علق النائب اكرم شهيب على ما نقله الصحافي ابراهيم عوض عن رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري فقال: "اتهمنا دولة الرئيس بري في حديثه للصحافي ابراهيم عوض باننا أعلنا حالة الاستنفار بعد ان علمنا بزيارة وفد من "حزب الله" الى المملكة العربية السعودية، والحقيقة اننا عكس ذلك استبشرنا خيرا بالزيارة وكنا سعداء لاننا نثق بالمملكة العربية السعودية وبقادتها وأملنا ان يسمع "حزب الله" صوت العقل المحب للبنان، والحريص على وحدته ومؤسساته الدستورية، وان يسمع الوفد صوت المسؤولية ممن هو حريص على أمن واستقرار المنطقة والذي عكسه خادم الحرمين الشريفين الذي وقف مع لبنان قبل العدوان الاسرائيلي وخلاله وبعده، وحذر دائما من مشاريع استعمال لبنان منصة وساحة لصواريخ الفرس ولعبث البعث السوري، وكما وقفت المملكة دائما مع لبنان وشعبه منذ الطائف وقبله وبعده، كما ان لانفتاح مصر على "حزب الله" واللقاء اللافت والهام لسفيرها في لبنان, يعكس مستوى المسؤولية التي تشعر بها الدول العربية المحبة والحاضنة للبنان. فالمملكة ومصر هما محور البركة والخير لهذا الوطن".

وتابع: "اما "المبادرة المثلجة" التي سمعنا عنها وقرأنا عنها نحن والحكومة، فاننا لم نشكك بنوايا دولة رئيس المجلس, خصوصا وانه حاول من طاولة الحوار الى طاولة التشاور، ثم شكل مرجعا لمبادرة السيد عمرو موسى، ونعلم انه كما دولة الرئيس فؤاد السنيورة قاوم سياسيا وديبلوماسيا إبان العدوان والحصار الاسرائيلي ليبقى لبنان، ونحن اليوم كما الامس مع اي حل يضمن وحدة الوطن ويحمي مؤسساته الدستورية دون خطف او ارتهان منعا لتعطيل حق لبنان واصراره بقيام المحكمة ذات الطابع الدولي المرفوضة ممن أيديهم ملطخة كما قرارهم بدماء سياديي هذا الوطن، وحقنا ان لا نثق والسيد حسن نصر الله هو القائل :" اننا لا نثق بهم ونحن على حق، وانهم لا يثقون بنا وهم على حق". فالايجابية الوحيدة في هذا القول اعترافه ان هناك رأي آخر في البلد وهذا تنازل مهم منه، لكن لنا الحق ان نسأل الى أين يأخذنا هذا الحزب, والى أي مشروع في ظل التأكيد الدائم على انعدام الثقة بين شركاء الوطن، فلا مبادرة تنفع ولا حل يفيد بعد هذا الكلام وبعد ما سمعناه عن الطائف والمحكمة الدولية وباريس -3. ونسأل: هل يريدون دولة!!... بعدها يا دولة الرئيس لن تنفع أية عجيبة، حتى لو كانت من جزر القمر على حد قولك، ونطمئن من " لا يثق بنا ولا نثق به " اننا نتمايز كقوى 14 آذار باننا لا نحيد عن الثوابت، ثوابت الحرية والوحدة الوطنية والطائف والمحكمة الدولية ولا نقبل املاءات من أي كان سواء كانت من أوراق سورية يحملها اخوة صادقو القصد, او من كلام عن مبادرات نقلها سفراء أجانب, اننا عولنا كثيرا ولا نزال على مبادرة عربية لا يكون الحل والربط فيها في دمشق او في طهران. ونرحب بأي مبادرة تبنى على ثوابت استقلال وحرية وسيادة الوطن واتفاق الطائف والمحكمة الدولية".

 

 التكتل النقابي المستقل" ناقش البرنامج الاقتصادي الى باريس - 3: لعدم المشاركة الا في تحركات طابعها نقابي بعيد عن الابتزاز السياسي 

 وكالات - 2007 / 1 / 7

 عقد التكتل النقابي المستقل، اجتماعا طارئا عند الحادية عشرة قبل ظهر اليوم في مقره في ذوق مصبح، برئاسة رئيسه جورج العلم وحضور اعضاء هيئة المكتب. وناقش البرنامج الاقتصادي للبنان الى مؤتمر باريس الدولي والمواقف الصادرة حوله وأصدر البيان التالي:

"اولا: ان الازمة المالية والاقتصادية والاجتماعية التي يمر بها لبنان، والمديونية القاتلة التي وصل اليها، والناتجة أصلا عن سياسة الهيمنة والوصاية التي حكمت البلاد منذ العام 1990 ورفضناها كنقابيين وبامكاناتنا المتواضعة، نعود اليوم لندعو الى مناقشة جدية وموضوعية للوصول الى عقد اجتماعي بين الدولة وأصحاب العمل والعمال، ونضع حدا فاصلا بين انهيارات المرحلة السابقة والمرحلة الحالية ولإعادة الثقة بين اطراف الانتاج بعيدا عن التهويل والتحديات.

ثانيا: ان البرنامج الذي قدمته الحكومة، ورغم قناعتنا بالحاجة الماسة للبلاد له ولباريس -3، كان حري بالحكومة ان تناقشه مع أصحاب العلاقة قبل إعلانه. ان التكتل النقابي المستقل ومع موافقته على بنود كثيرة في البرنامج، يؤكد رفضه للسياسة الضريبية المطروحة لانها تطاول بالاساس ذوي الدخل المحدود بدءا من الضريبة على القيمة المضافة الى ضريبة الاملاك المبنية والرواتب وطريقة احتساب الفوائد والمحروقات وغيره. أما موضوع الخصخصة فان الشك يراودنا بصورة خاصة حول مصير العاملين في القطاعات المنوي بيعها وعليه ندعو الحكومة الى حوار سريع وجدي لايجاد حلول لكل هذه المسائل بعيدا عن التشنج والانتقائية.

ثالثا: ان الحلول الجدية للمشاكل الاجتماعية يجب ان ترافق اي ضريبة، والتي يفترض ان تكون في دولة الرعاية، وأول من يطبق القوانين بدءا من دفع المستحقات لاصحابها وتسديد المتوجبات للضمان الاجتماعي والحوار في ما يتعلق بالمجلس الاقتصادي الاجتماعي والبحث في موضوع الاجور المجمدة منذ العام 1996، ورغم معرفتنا وحرصنا على الميزانية ومالية الدولة، الا انه قد آن الأوان لوضع سياسة اجتماعية واضحة تؤمن الاستقرار لسنوات وتعيد للطبقة الوسطى رونقها وللفقراء حقوقهم.

رابعا: اننا نهيب بالاتحادات والنقابات واللجان العمالية ان تحذو حذو نقابيي التكتل النقابي المستقل باعلانهم الاستقلال التام عن الغائيات السياسية والحزبية والابتعاد عن الخيم بكل أنواعها وأصنافها، فلقمة المواطن لا خيمة لها ولا سياسة. لذا ندعو جميع النقابيين خصوصا الملتزمين بتوجهات التكتل المستقل وفي كل القطاعات، الى عدم المشاركة الا في تحركات ذات طابع نقابي ومطلبي وبعيدا عن الابتزاز السياسي، وهذا غير متوفر في الظروف الحالية".

 

الشيخ الجوزو: متى تتوقفون عن تنفيذ التعليمات الشامية؟

وطنية- 7/1/2007 (سياسة) صرح الشيخ محمد علي الجوزو بما يلي: "احتلوا ارض الاوزاعي، احتلوا ارض الجناح، احتلوا الرمل العالي، احتلوا طريق المطار، وبنوا المساجد والمستشفيات ومحطات البنزين، والقرى السياحية على جانبي الطريق، واخيرا احتلوا ساحة رياض الصلح، وربما فكروا ببناء قرية سياحية هناك

هذه هي الانتصارات التي أحرزها حزب الله، انها انتصارات آلهية، لان الله عز وجل أعطى حزب الله، ورهط حزب الله ما لم يعطه احدا من العالمين

حلال عليهم تلك الارض التي اخذت غصبا في ظل ممارسات الحرب الاهلية، وحرب تموز، والتي اصبحت ملكا عضوضا لآل حزب الله وانصاره وأعوانه وشيعته.

واليوم ينفق حزب الله على كل من يشارك في المظاهرة عشرين دولارا بالتمام والكمال من الاموال الحلال التي جمعها الحزب لبناء القرى والجسور التي دمرتها دولة العدوان الصهيوني

حتى الخيام فهي خيام المعونات العربية والتركية التي اعطيت للحزب لايواء المشردين من ابناء الجنوب، حتى الاعاشات والاغاثات تحولت الى ساحة رياض الصلح لاطعام الطعام، واغاثة الملهوف على تلك الساحة التي تشهد تمثال بطل الاستقلال الاول، وعلى الساحة التي تشهد ضريح بطل الاستقلال الثاني رفيق الحريري. وكلاهما استشهد بأيد سورية، الاول بأيدي القوميين السوريين والثاني بأيدي أحباب سوريا في لبنان وانصار سوريا في لبنان وأزلام سوريا في لبنان من أعلى قمة في لبنان الى فرقة زغلول الدامور الزجلية في ساحة رياض الصلح. ثم يتهم الآخرون بانهم سرقوا البلد واغتصبوا خيرات البلد، وأكلوا الاخضر واليابس في هذا البلد.

اللصوص أبرياء، والقتلة أبرياء. والمتهم هو من يسعى الى تحقيق العدالة عن طريق المحكمة ذات الطابع الدولي. لقد قتل من قتل بأيد عربية شريفة ونبيلة وليست عميلة لاميركا او لاسرائيل. والمتهم بالعمالة هو من يسعى لتحقيق العدالة، أرأيتم شرا من ذلك؟ اخبرونا بربكم على من نوقع حد السرقة؟ وعلى من نوقع حد القتل غيلة وغدرا؟ من هم لصوص المغارة؟ ومن هم رموز العصابات التي فتكت بالناس وقتلت الناس في المخيمات وفجرت السيارات بالقادة والزعماء الدينيين، في الماضي والحاضر؟ قتل امرىء في غابة جريمة لا تغتفر وقتل شعب آمن جريمة فيها نظر نحيل السؤال الى ابطال المظاهرات الذين يريدون حكومة "وحدة وطنية" للمشاركة في القرار. اي قرار؟ ونحيل السؤال الى الاتحاد العمالي "ربيب الاجهزة اياها" ونسأل الجميع: متى تتوقفون عن تنفيذ التعليمات الشامية؟

 

المطران الراعي ترأس احتفالا روحيا في سهيلة ودعا الى التمسك بالتراث الروحي لمجتمعنا

وطنية- 7/1/2007(سياسة) ترأس المطران بشارة الراعي احتفالا روحيا احيته مدرسة سان سوفور في سهيلة كسروان بمناسبة عيد الغطاس، بمشاركة رئيس كاريتاس لبنان الاب لويس سماحة، رئيس المدرسة الاب عبدالله عاصي، وحشد من الفاعليات الثقافية والاجتماعية وطلاب المدرسة واوليائهم.

بداية الاحتفال كلمة ترحيب للاب عاصي ودعوة للعودة الى الينابيع الروحية في مواجهة الاخطار التي تحملها حضارة العصر المادية على شبابنا وعائلاتنا. واكد عاصي "سهر المدرسة المتواصل على تحقيق التلازم الدائم بين مكتسبات العلوم الحديثة وبين القيم الروحية والاخلاقية الموروثة".

ثم كانت مداخلة للمطران الراعي تناول فيها معاني المناسبة الدينية، وتطرق الى الاوضاع العامة, فقال:" يوما بعد يوم يبتعد مجتمعنا عن تراثه الروحي، الذي شكل سبيل خلاص له عبر تاريخه الطويل، ولا يزال يشكل عناصر القوة لتحصينه وحماية وحدة عائلاته وشبابه من اخطار الانقسامات والتفكك والضياع, وان ما نواجهه على الساحتين الاجتماعية والوطنية يتطلب منا ارتقاء بخطابنا وعلاقاتنا الى مستوى قبول الاخر ومحبته واحترامه والحرص على حقوقه الطبيعية بغض النظر عن حقوق الاختلاف السياسي. وها هي الكنيسة ترشد المؤمنين من جميع الطوائف والمذاهب في لبنان الى تلمس طريق الخلاص من خلال ثوابتها القائمة على عيش الاخوة وتقاسم اعباء الحياة والتطلع الى المستقبل الواحد فوق ارض لبنان وتحقيق الديموقراطية التوافقية والمشاركة الحقيقية في ادارة الشأن الوطني. وكل هذه المبادىء تعود بجذورها الى القيم الروحية التي ميزت الحضور المسيحي في هذه البقعة من العالم".

وختم المطران الراعي ب "الدعوة الى تعزيز رسالة المؤسسات التربوية لجهة زرع هذه المفاهيم وثقافة التلاقي والحوار في نفوس طلابها، واعدادها لمستقبل الوحدة والتضامن

 

حواجز محبة في عكار لتوزيع القربان عن روح الشهيد بيار الجميل

وطنية - 7/1/2007 (متفرقات) لمناسبة ذكرى مرور اربعين يوم على استشهاد الوزير بيار امين الجميل اقام كتائبيو عكار حواجز محبة على العديد من الطرقات الرئيسية في المنطقة جرى خلالها توزيع قطع من القربان عليها صورة للشهيد الجميل على معظم ركاب السيارات العابرة في الوقت الذي تقبلت فيه قيادة اقليم عكار الكتائبي التعازي في مركزها في بلدة منيارة حيث رفعت صورة كبيرة للشهيد الجميل على الواجهة الخارجية للمركز.

 

النائب شهيب علق على كلام الرئيس بري: نثق بالسعودية وبقادتها

ونأمل ان يسمع "حزب الله" صوت المسؤولية ممن هو حريص على المنطقة

وطنية- 7/1/2007 (سياسة) علق النائب اكرم شهيب على ما نقله الصحافي ابراهيم عوض عن رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري فقال: "اتهمنا دولة الرئيس بري في حديثه للصحافي ابراهيم عوض باننا أعلنا حالة الاستنفار بعد ان علمنا بزيارة وفد من "حزب الله" الى المملكة العربية السعودية، والحقيقة اننا عكس ذلك استبشرنا خيرا بالزيارة وكنا سعداء لاننا نثق بالمملكة العربية السعودية وبقادتها وأملنا ان يسمع "حزب الله" صوت العقل المحب للبنان، والحريص على وحدته ومؤسساته الدستورية، وان يسمع الوفد صوت المسؤولية ممن هو حريص على أمن واستقرار المنطقة والذي عكسه خادم الحرمين الشريفين الذي وقف مع لبنان قبل العدوان الاسرائيلي وخلاله وبعده، وحذر دائما من مشاريع استعمال لبنان منصة وساحة لصواريخ الفرس ولعبث البعث السوري، وكما وقفت المملكة دائما مع لبنان وشعبه منذ الطائف وقبله وبعده، كما ان لانفتاح مصر على "حزب الله" واللقاء اللافت والهام لسفيرها في لبنان, يعكس مستوى المسؤولية التي تشعر بها الدول العربية المحبة والحاضنة للبنان. فالمملكة ومصر هما محور البركة والخير لهذا الوطن".

وتابع: "اما "المبادرة المثلجة" التي سمعنا عنها وقرأنا عنها نحن والحكومة، فاننا لم نشكك بنوايا دولة رئيس المجلس, خصوصا وانه حاول من طاولة الحوار الى طاولة التشاور، ثم شكل مرجعا لمبادرة السيد عمرو موسى، ونعلم انه كما دولة الرئيس فؤاد السنيورة قاوم سياسيا وديبلوماسيا إبان العدوان والحصار الاسرائيلي ليبقى لبنان، ونحن اليوم كما الامس مع اي حل يضمن وحدة الوطن ويحمي مؤسساته الدستورية دون خطف او ارتهان منعا لتعطيل حق لبنان واصراره بقيام المحكمة ذات الطابع الدولي المرفوضة ممن أيديهم ملطخة كما قرارهم بدماء سياديي هذا الوطن، وحقنا ان لا نثق والسيد حسن نصر الله هو القائل :" اننا لا نثق بهم ونحن على حق، وانهم لا يثقون بنا وهم على حق". فالايجابية الوحيدة في هذا القول اعترافه ان هناك رأي آخر في البلد وهذا تنازل مهم منه، لكن لنا الحق ان نسأل الى أين يأخذنا هذا الحزب, والى أي مشروع في ظل التأكيد الدائم على انعدام الثقة بين شركاء الوطن، فلا مبادرة تنفع ولا حل يفيد بعد هذا الكلام وبعد ما سمعناه عن الطائف والمحكمة الدولية وباريس -3. ونسأل: هل يريدون دولة!!... بعدها يا دولة الرئيس لن تنفع أية عجيبة، حتى لو كانت من جزر القمر على حد قولك، ونطمئن من " لا يثق بنا ولا نثق به " اننا نتمايز كقوى 14 آذار باننا لا نحيد عن الثوابت، ثوابت الحرية والوحدة الوطنية والطائف والمحكمة الدولية ولا نقبل املاءات من أي كان سواء كانت من أوراق سورية يحملها اخوة صادقو القصد, او من كلام عن مبادرات نقلها سفراء أجانب, اننا عولنا كثيرا ولا نزال على مبادرة عربية لا يكون الحل والربط فيها في دمشق او في طهران. ونرحب بأي مبادرة تبنى على ثوابت استقلال وحرية وسيادة الوطن واتفاق الطائف والمحكمة الدولية".

 

ارسلان استنكر "استمرار حجز حرية الاعلاميين في التلفزيون الجديد واعلن دعمه لتحرك الاتحاد العمالي كخطوة نحو المصالحة الوطنية

وطنية -7-1-2007 (سياسة) عقد رئيس الحزب الديموقاطي اللبناني النائب السابق طلال ارسلان مؤتمرا صحافيا في منزله في خلدة، بحضور رئيس بلدية عرمون فضيل الجوهري واعضاء المكتب السياسي في الحزب، وخصصه للوضع الاقتصادي والتحرك العمالي وورقة باريس3 التي طرحتها الحكومة، وقال أرسلان في مؤتمره: "لقد مضى لغاية الآن حوالي الثلاثة أسابيع على اعتقال الحرية الاعلامية، من خلال توقيف الاعلاميين من قناة "نيو تي في" المستقلة والحرة، فراس حاطوم وعبد خياط ومحمد بربر، بينما المجرمين بحق الوحدة الوطنية والسلم الأهلي يسرحون ويمرحون ومعهم سارقي المال العام ومجوعي الشعب، المأمورين من السفارات، المنفذين لأوامر الخارج على حساب مصالح لبنان وحقوق اللبنانيين. باختصار: إن استمرار حجز حرية الاعلاميين وبقاء المجرمين طليقي الحركة، متمتعين بالحماية والحصانة، يدل بما لا يقبل الشك على مدى الحاجة الماسة الى قيام السلطة القضائية المستقلة التي من دونها لا مجال لتحصين الحريات العامة والحقوق الفردية، وفي مقدمتها حريتي الرأي والاعلام. من هنا أهمية الانتفاضة الديمقراطية الوطنية العارمة التي يجسدها الاعتصام التاريخي الكبير دفاعاً عن الدستور والميثاق والسلم الاهلي، الاعتصام الذي يشكل ركيزة التصعيد الذي سوف تقدم عليه المعارضة في ضوء استمرار الحكومة الفاقدة للشرعية بالاعتداء على الدستور وانتحال صفة تمثيل لبنان، الأمر الذي يجعلها تقدم على توريط لبنان بديون جديدة عبر مؤتمر (باريس 3) وبفرض ضرائب اضافية على اللبنانيين الذين ينوأون أصلاً تحت أوزان الضرائب.

إن التحايل على الناس، على الشعب اللبناني المعذب المتألم، الذي أمعنت الطغمة المتسلطة على مرافق الدولة بإفقاره وتحطيم مرتكزات عيشه عبر جلده بالضرائب المتتالية وإغراقه بالمديونية، إن هذا التحايل الكريه الذي تمارسه نقابة الجريمة المنظمة يزيدنا تصميماً على إزاحتها وتحرير الوطن منها. فهي إن استتب لها الأمر وتمكنت من ترسيخ دعائم ديكتاتوريتها المافياوية المتوحشة، الفاقدة لأي إحساس انساني، ستقدم على ارتكاب جرائم لا يتصورها العقل في مجال استباحة السلم الأهلي والسطو على الاملاك الخاصة بعد العامة واستعباد الناس.

وما الاعلان عن سلة الضرائب الجديدة التي تقدم الى اللبنانيين بعناوين إصلاحية مخادعة زائفة، سوى مثال عما سيحل باللبنانيين على أيدي نقابة الجريمة المنظمة.

إنني، بالمناسبة، أتوجه الى إخوتي اللبنانيين الذين ما زالوا يقولون بشرعية الطغمة المنتهكة للدستور والميثاق، المهددة للسلم الأهلي، أتوجه إليهم، وأكثريتهم الساحقة من الفقراء، وأدعوهم الى المشاركة في يوم الاحتجاج الوطني الذي ينظمه الاتحاد العمالي العام بعد غد الثلثاء، لأن الضرائب الجديدة التي يريد الفاسدون فرضها هي بمثابة جرائم ترتكب بحق الانسان اللبناني. أدعو الفقراء المؤيدين للطغمة المستولية على مقدرات الدولة، أدعوهم للدفاع عن حقهم في العيش الكريم، وعن حقهم في الغذاء، وعن حقهم في الدواء، وعن حقهم في العمل، وعن حقهم في التمتع بالحياة ولو بالحد الأدنى من التمتع. وأقول لهم: لا نطلب منكم أن تتعاطفوا معنا بل تعاطفوا مع مصالحكم الاقتصادية والمعيشية. فالضرائب لا ترحمكم ولا ترحمنا. فمثلما أن الضرائب ليس لها دين ولا طائفة ولا مذهب، كذلك الفقر والقلة والحاجة والمرض والجوع ليس لهم دين ولا طائفة ولا مذهب. لذا، علينا جميعا أن نلبي نداء الاتحاد العمالي العام لرفض الضرائب الاضافية القاتلة التي يريدون فرضها علينا تغطية للعجز الذي تسببت به سياسة المديونية العامة التي اعتمدوها وليغطوا العجز الهائل الذي أحدثه ويحدثه نهج الاستيلاء على المال العام، بلا رقابة ولا حساب.

فليكن يوم الثلاثاء مناسبة لوضع مدماك أساس للمصالحة الوطنية على مستوى القاعدة لطالما أن المصالحة على مستوى القيادات أمر صعب التحقيق.

وليكن يوم الثلاثاء هو يوم انتفاضة فقراء لبنان، أيا كانت انتماءاتهم السياسية، ضد سلسلة المظالم الجديدة التي تحملها لنا الضرائب الاضافية التي ينوي السنيورة ومن معه فرضها على المواطنين دونما تمييز ما بين مؤيديه ومعارضيه. قولوا لي: منذ متى كان الاصلاح يمر على أجساد الفقراء متجنبا فرض الضرائب على كبار الاثرياء؟. إنه فصل جديد من فصول الفساد والافساد والظلم ومعاملة الناس بوحشية وانعدام الاحساس. تذكروا جيدا أن الفساد المستدام لا ينتج إصلاحا. والاصلاح الفعلي يبدأ بفرض ضريبة على الثروات التي تكونت أثناء الحرب وبسبب الحرب ونتيجة لمفاعيل الحرب، بالاضافة الى الضريبة التصاعدية العادلة. ولا اصلاح من دون عدالة ضريبية. إن المشاركة في يوم الاحتجاج الوطني خطوة في طريق وقف التدهور واعادة توحيد البلاد، إذ أن المجتمع المنقسم على نفسه لا ينتج سوى دولة جائرة وفاسدة.

فيا فقراء لبنان، إتحدوا واليوم يومكم". "سئل أرسلان لماذا تعترضون على باريس3 ؟ فقال:" من ضمن اولويات المعارضة مسألة الوضع الاقتصادي والمعيشي والاجتماعي وهذه السلطة الساقطة والفاقدة للشرعية الدستورية والميثاقية لم تعد تخجل وهي تتجه نحو زيادة المديونية العامة وهم يعدوننا بباريس 3 تحت شعار المديونية العامة، وتحت شعار زيادة الضرائب وسعر صفيحة البنزين والمحروقات وبالتالي لا يوجد رحمة تجاه الناس". "وردا على سؤال آخر قال ارسلان:" لن نخرج من الشارع قبل اسقاط هذه الحكومة وقبل تحقيق مطالب المعارضة، ولا خروج من المأزق الا بانتخابات مبكرة عبر حكومة انتقالية وعندها صحتين على مين بيربح". "وسئل اذا ما كان اهل السلطة يستأثرون بالحكم، أجاب: "يحاولون أخذ رئاسة الجمهورية والآن رئاسة مجلس النواب، فهل بهذه الطريقة يكافئون الرئيس نبيه بري الذي تحمل أوساخهم طوال سنتين، هؤلاء متواطئون على كل ما يرمز لمصالح البلد والمقاومة، ونقول: نفسنا طويل وما في أطول من نفس المعارضة".

"وسئل: اذا بقيت الاوضاع على حالها والبلد معطّل حتى الصيف ماذا ستفعل المعارضة؟. فرد: "لا تخافوا مش رح يضل الوضع للصيف، المشكلة ليست عندنا، وهم في الحكم، وبالتالي يتحملون المسؤولية. عليهم ضبط زعرانهم الفلتانة على الاموال العامة، عندها تحل المشكلة. فرنسا أمهم الحنون وضعت ضريبة على الثروات التي تحققت في الحرب، فلماذا لا يفعلوا هنا ذلك "شو ربنا خالقهم بقفة"؟، فلا يحاسبون، لماذا لا يضع نواب الاكثرية اموالهم كودائع في مصارف لبنان بدل تهريبها الى الخارج، اذا فعلوا ذلك تحل المشكلة". ورحب ارسلان بالجهود العربية "وتحديدا السعودية والمصرية، وبموقفهم الحيادي". وعلق على هجوم النائب وليد جنبلاط على المعارضة فاعتبر أن " هذا الخطاب الهستيري يعني خسارة مشروعهم وفقدانهم لتوازنهم وهذا الكلام لصالح المعارضة، فكرامة حزب الله من كرامتنا كرامة نبيه بري من كرامتنا، والمعارضة واحدة وليس هناك أي خلاف بيني وبين الرئيس نبيه بري، فهو صديق". واستقبل النائب السابق طلال ارسلان اليوم وفودا شعبية من مناطق عاليه والشوف والمتن الاعلى وبيروت، كما التقى مشايخا من راشيا وحاصبيا ورؤساء بلديات ومخاتير.

 

حزب الكتائب أحيا ذكرى اربعين الوزير والنائب الشهيد بيار الجميل

الرئيس الجميل: امام ورع الشهادة وبطولة الشباب تصغر الخلافات

المطران مطر: بلادنا لن تصير كما يبغي الظالمون مقبرة للشهداء

وطنية- 7/1/2007 (سياسة) أحيا "حزب الكتائب اللبنانية" الذكرى الاربعين للشهيد الوزير والنائب بيار امين الجميل ورفيقه سمير الشرتوني في قداس وجناز أقيم الحادية عشرة من قبل ظهر اليوم, في كنيسة مار انطونيوس الكبير في جديدة المتن, على مقربة من موقع جريمة الاغتيال الذي تم في 21 تشرين الثاني الماضي, في حضور الرئيس الاعلى للحزب الرئيس امين الجميل وعقيلته السيدة جويس، عقيلة الشهيد باتريسيا وشقيقه سامي وشقيقته نيكول وزوجها ميشال مكتف، النائب صولانج بشير الجميل ونجليها نديم ويمنى وعائلة الشهيد الشرتوني. كما حضر وزير التربية خالد قباني ممثلا رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة، الوزير مروان حمادة ممثلا رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط، الوزير جو سركيس، نادر الحريري ممثلا رئيس "تيار المستقبل" النائب سعد الحريري.

وحضر النواب: بطرس حرب، انطوان غانم، فؤاد السعد، هنري حلو، انطوان اندراوس، فريد حبيب، جورج عدوان، روبير غانم، بيار دكاش، اكرم شهيب، غسان مخيبر وانطوان زهرا، المدير العام لوزارة الصناعة جورج خوري، العميدان روبير جبور وجوزف الحجل ممثلين المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء اشرف ريفي ورئيس الاركان. وحضر رئيس الهيئة التنفيذية ل"القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع، رئيس حزب "الكتائب اللبنانية" كريم بقرادوني ونوابه والامين العام للحزب واعضاء المكتب السياسي، الرئيس السابق للحزب ايلي كرامة، رئيس حزب الوطنيين الاحرار دوري شمعون والامين العام للحزب الياس بو عاصي، رئيس حركة التجدد الديموقراطي نسيب لحود، نقيبا الصحافة والمحررين محمد البعلبكي وملحم كرم، رئيس جمعية الصناعيين فادي عبود، رئيس مجلس ادارة المدير العام للمؤسسة الوطنية للاسكان انطوان شمعون ، قائمقام المتن مارلين حداد، رئيس بلدية الجديدة-البوشرية-السد انطوان جبارة، نائلة جبران تويني، الاعلامية مي شدياق، الوزير السابق شاهي برصوميان مع وفد من حزب الطاشناق، وعدد من الوزراء والنواب السابقين ورؤساء بلديات ومخاتير المتن وقوى 14 اذار وشخصيات رسمية وسياسية وحزبية ونقابية وعسكرية وحشد من الكتائبيين والاصدقاء من المناطق اللبنانية كافة كما حضر الرئيس العام للرهبنة الانطونية الاباتي بولس التنوري واعضاء مجلس المدبرين الاباتي بولس نعمان والاباتي روفايل لطيف وعدد من الكهنة ترأس القداس رئيس اساقفة بيروت للطائفة المارونية المطران بولس مطر عاونه لفيف من الاباء والكهنة, وخدمته جوقة قاديشا بقيادة الاب يوسف طنوس.

المطران مطر

بعد الانجيل المقدس القى المطران مطر العظة الآتية "في ذكرى الاربعين لاستشهاد عريس شهداء لبنان الوزير الشيخ بيار امين الجميل، نستلهم لحظة الصلاة التي دعا اليها ليلة الفاجعة والده المفجوع فخامة الرئيس الشيخ امين الجميل والتي ابتغى بفضلها الحفاظ على شهادة نجله وحبيبه نقية وطاهرة فتكون خليقة بافتداء لبنان.

وكم كانت هذه اللحظة كبيرة ومنيرة. فهي التي بصفائها وقدسيتها غيرت في الحال الجو الاسود الذي غيم فوق سماء لبنان، منتشلة اياه من هوة اليأس الذي اراد الجناة ومن وراءهم ان يزجوه في اعماقها. وبنعمة من عند الله مست قلب الرئيس والعائلة والمحبين جميعا، تحول الحزن في الوطن الى رجاء، وعتمة الليل المكفهر الى ضياء، والخسارة التي لا تعوض الى قربانة تجلت على مذبح الرب الذي قبلها فصيرها ينبوع حياة لا ينضب ومصدر قوة لا يقوى عليه موت ولا يحده فناء.

واذ نقيم اليوم الذبيحة الالهية على مقربة من المكان الذي سقط فيه شهيدنا الغالي برصاص الجريمة والغدر، وفي الكنيسة التي شهدت, بتلوع الام الحنون، استشهاد ولد من اعز اولادها على مرأى منها دون ان تقوى على مد يد المعونة له وهو يضرج بدمائه، فاننا نستلهم ايضا، لنقوى على المصاب جلجلة الرب يسوع له المجد حيث انتهى مسمرا على صليبه ، متروكا من الناس ومذللا، وحيث دحرج الحجر عن باب قبره وقام من الموت منتصرا حتى على العداوة التي لفت قلوب مبغضيه وصالبيه. وكما تحولت جلجلة المسيح الى كنيسة قيامة بنيت فوقها، فاننا نطلب من رب السماء ان يحول هذا المكان الذي سقط فيه شهيدنا الى مساحة رجاء جديد بقيامة حقيقية للبنان تنصره حتى على العداوة التي تعمي قلوب مبغضيه وقاتليه.

هذا هو الايمان الذي يهدي قلوبنا وينير بصائرنا، فنتأكد ان بلادنا العزيزة التي استشهد من اجلها خيرة الرجال لن تصير كما يبغي الظالمون مقبرة للشهداء، بل ستبقى بفضلهم حديقة حياة وزهرة حرية وجمال يفوح عبيرها في كل هذا الشرق وعلى مدى العالم الفسيح. وبمقدار ما تسيل من اجلها دماء بريئة وزكية، بهذا المقدار يزيد تعلقنا بها واستعدادنا للتضحية في سبيلها. وهل ننسى ان ايماننا يقوم على الفداء وعلى تقدمة ابن الله حياته على الصليب محبة باخوته البشر اجمعين، ليغسلهم من ادرانهم ويرد اليهم بهاء الخليقة الاول الذي ضيعوه, والكنيسة التي اسسها الرب وسقاها بدمه كرمة روحية طالعة من اجل نشر انجيل السلام، ألم يكن لاغصانها ان تكبر وتمتد بفضل دم الشهداء الى حد ان اي مذبح في معابدها كان يبنى باستمرار على عظام شهيد يصبح لها شفيعا ومن اجلها مصليا؟ وان كان للوطن قدسية تبرر الاستعداد لبذل المهج والارواح في سبيله فلأنه يحتوي على رفات الابطال والشهداء ولان ارضه المباركة هي صلة الوصل، كما هي روحه، بين ماضيه وحاضره ومستقبله.

لكن قتلة الشيخ بيار امين الجميل الذي زينه الله بنور الشهادة والذي يذكر اسمه واسم جده الكبير، رجل الاستقلال ومؤسس حزب الكتائب اللبنانية، بالصخرة التي بنيت عليها مرحلة جديدة من حياة لبنان، لم يكن في نيتهم ان يمنحوه فرصة للشهادة بل ان يزيلوه من الوجود ويلغوا عمله ويخربوا نضاله الى الابد. فالضمائر الحرة لا بد من ان تصرخ حيال الجريمة وتقول:" لماذا قتلوه وماذا فعل هذا البريء الذي لم تلطخ نقطة دم واحدة يده ولا ضميره، حتى يكون له مثل هذا المصير؟.

انه بكل بساطة رمز للبنان العائد الى الحياة، لبنان الحرية والقوة والمحبة والاخاء. ولبنان هذا لا يريده البعض فيما الحضارة تقضي بان يتبناه الشرق والغرب معا وبأن يحترموا وجوده الحامل بذار الخير للانسانية المتصالحة والمتقدمة في كل مكان. لقد قتل بيار الجميل لانه يمثل طموح لبنان وكرامته ويمثل في الوقت عينه مأساة لبنان والثمن المقدم من اجل بقائه. لم يكن غريبا عنه ان يختصر حياته بأنشودة تقول:"هوى وطني فوق كل هوى". فهو ابن دوحة كريمة ارتبط تاريخها بتاريخ لبنان منذ مئات السنين. وهي التي قدمت على مذبح الوطن الشهيد تلو الشهيد، ولم تجف بعد دماء عمه الرئيس الشيخ بشير الجميل الذي كان زينة الابطال الذين فتحوا صدورهم لنار الفداء ليبقى وطنهم عزيزا، وسيبقى. فما ان صار فتى يافعا حتى مشى في درب النضال الوطني غير هياب بالمصاعب وفي يقينه قناعة لا تتزحزح بأن من ماتوا من عائلته ومن حزبه ومن بني قومه ودفعوا في سبيل بلادهم اغلى الاثمان، قد ماتوا جميعهم ليحيا لبنان.

كان على الوطن ان يستعيد هويته وسيادته وقراره الحر، بعد انتهاء الحرب على ارضه وتعثر مسيرة السلام العادل في الداخل والخارج معا. فلم يشعر هذا المناضل الشاب انه يعمل ضد احد من بلاده بل اخذ يرفع الصوت من اجل لم الشمل والتذكير بثوابت لبنان الحضارية التي يجب ان يجمع عليها اللبنانيون في كل حين. لم يتكلم عن لبنان كحزبي لان الحزب عنده هو طريقة نضال فيما لبنان هو الغاية، بل كلبناني جامع، فانبرى زعيما او مشروع زعيم وطني بامتياز على الرغم من حداثة اختباره السياسي. وعرف كيف يخاطب الناس ويكسب محبتهم وتأييدهم لانه اراد ان يكون معهم صادقا وورقة مفتوحة يقراها ويعرفها كل انسان. لم يضع في اولوياته وصوله الشخصي للقيادة بل اراد ايصال وطنه الى شاطىء الامان والى استعادة وجهه التاريخي الاصيل. فلأن كنا اليوم نخشى تغيير وجه لبنان والخلل في تركيبته الاجتماعية واختياره السياسي، فان بيار الجميل حذر ويحذر مواطنيه بكل بساطة عبر حياته واستشهاده الا يقبلوا بغير لبنان الرسالة الذي عرفوه. فهذا الوطن قد صنعه الله والشعب عبر لقاء طوائفه على الخير والاحترام المتبادل والتعاون الصادق والكرامة المصانة للجميع. وما جمعه الله هكذا يجب الا يفرقه انسان.

ولم يجد هذا الرجل المخلص اي تناقض بين وطنيته وحزبيته. بل هو الذي اسهم الاسهام الكبير في مد الجسور لتعاون بناء من الجميع مع حزبه، وللعمل معا من اجل لبنان، ودعا جميع محازبيه دعوة مستجابة الى الوحدة فيما بينهم والى خدمة وطنهم الواحد. لقد كان على يقين من ان هذا التراث قد تعرض زورا للتشويه والى بسط غطاء النسيان على شهادته وشهدائه، فأيقظ القلوب من جديد الى معرفة الحق والى الاعتراف بالحقيقة بشأن لبنان الذي يعود ابناؤه اليوم ويجمعون على المطالبة بحقوقه كاملة مثلما يقرون بواجباته.

هكذا اختصر الشهيد بيار الجميل حقيقة لبنان العائد الى ساحة الحياة والى المشاركة في صنع مصير المنطقة وفي تلاقي الحضارات. ولن ينال الذين اغتالوه لا من روح الشهيد ولا من الوطن الذي افتداه فصار امنع واقوى. اما الظالمون مهما طال بهم الزمن، فهم الى تراجع وانكفاء، واما لبنان فإلى عزة وحضارة وبقاء. فمعادلة التاريخ هي على هذا المنحى: اما ان يبقى لبنان ومعه الحياة المتطورة للمنطقة بأسرها، واما ان يمس لبنان بوجوده ورسالته لا سمح الله ويتحول مصير المنطقة كلها الى تقهقر انساني رهيب.

ولسوف تبقى يا عريس الشهداء منارة في حياة وطنك وضمير مواطنيك، وتكون حافزا لجيل الشباب من حولك ليتابع المسيرة حتى اكتمالها. ولينزلك الله في ملكوته السماوي، ويسكب على والديك العزيزين والعائلة فردا فردا وعلى محازبيك ومحبيك وجميع مواطنيك بلسم العزاء. باستشهادك صار الوطن اغلى، فاسأل ربك الذي صرت اقرب اليه خلاصا لهذا الوطن العزيز، وحياة هنيئة لمواطنيك تعود وتظهر فيها ملامح ابتسامتك الحلوة التي ستبقى على الدهر علامة فرح، وستبقى اقوى من الموت".

النوايا

وتلا النوايا كل من رئيس جمعية الصناعيين فادي عبود، نايلة جبران تويني، النائب السابق فارس سعيد، شربل الشرتوني، منير داغر والسيدة باتريسيا الجميل

الرئيس الجميل/ وبعد القداس ألقى الرئيس الجميل كلمة قال فيها 

"ايها الاصدقاء،

اشكركم من الصميم لوجودكم بيننا مجددا اليوم، وأود ان أشكر الشعب اللبناني بكل فئاته في لبنان والمهجر ، هذا الشعب الذي صدم وتألم مثلنا وتضامن معنا في هذه المحنة الاليمة التي اصابتنا باغتيال حبيبي بيار ورفيقه العزيز سمير

لن ننسى كل هؤلاء الذين صبروا في بكفيا لساعات للوصول الينا وتقديم التعازي، ان هذا الاندفاع وهذه المحبة تركت الاثر الكبير لدى عائلتنا وحزبنا وزادتنا تصميما وارادة في اكمال الطريق من اجل لبنان ، لبنان الحرية والكرامة .

واكرر شكري وشكر العائلة والكتائب الى قداسة البابا بنديكتوس السادس عشر والى سائر الملوك والرؤساء والمسؤولين الكبار في الدول الشقيقة والصديقة ، واخص بالشكر غبطة ابينا البطريرك مار نصر الله بطرس صفير على مواساته العميقة لنا، وقد كرمنا وترأس شخصيا مراسم الوداع وكذلك لسيادة مطران بيروت بولس مطر، كما اشكر سائر رؤساء الطوائف ورجال الدين، واتوجه بالشكر العميق الى دولة رئيس مجلس النواب الصديق نبيه بري ودولة رئيس مجلس الوزراء العزيز فؤاد السنيورة والى الوزراء والنواب زملاء واصدقاء بيار، وشكري لرؤساء البعثات الديبلوماسية والشخصيات الروحية والسياسية والاجتماعية والنقابية والهيئات الاهلية

ايها الاحباء،

جرح بيار وسمير نحمله نحن، عائلتا الجميل وشرتوني وجميع رفاقهما مدى الحياة.. اما جرح لبنان فيحمله شعب لبنان كله وعلى مدى اجيال واجيال، فمن مشارف الاستشهاد نتطلع الى فوق، نتطلع بصفاء الجروح الى لبنان الغد الذي يحلم به اطفال شهدائنا الصغار الصغار.

امام ورع الشهادة وبطولة الشباب الذين حملوا راية الحرية والتحرير تصغر الخلافات السياسية التي تخيم علينا في هذه الايام .

هناك ضمير سياسي وطني ينادينا كي نترفع فوق مصالحنا المحلية والآنية ونتطلع الى لبنان الكل، نتطلع الى هذا الشعب الطيب والمعذب، الى هذا الوطن المتنوع ، الفريد في الشرق، وأظنني انني أعبر عن شعور كل مواطن وفي كل مناطق لبنان,اذ اقول: كفى تجريحا، كفى تقسيما، كفى عنفا، لبنان يستحق اكثر مما نعطيه، ان لم نعطه الكثير اليوم قد لا يعطينا التاريخ فرصة اخرى .

ايها الاحباء،

عهدنا لكم ان نواصل الشهادة من اجل لبنان، عهدنا لكم ان نكمل مسيرة النضال بعزم وايمان، أيا تكن الصعوبات والتحديات .

عهدنا لكم ان يعود لبنان موئل الحق والحقيقة، لا نلين ولا نستكين الا اذ سادت العدالة في ربوعه، وهي فرصتنا الآن طالما ان المجتمع الدولي بأسره متضامن معنا من اجل تحقيقها .

عهدنا لكم ان نفجر انتفاضة الاستقلال، ونحقق طموحات شعبنا الذي يطالب بالدولة القوية ، العادلة، النظيفة والشفافة .

نضالنا هو من اجل لبنان الحرية، العزة والعنفوان .عشتم وعاش لبنان ".

والقى الفنان رفعت طربيه قصيدة للشاعر مالك طوق بعنوان "الشهيد " كما تلا رسالة والد لابنه الشهيد .

وتوجه الرئيس الجميل مع الحضور الى مكان ارتكاب الجريمة حيث وضع اكليلا من الزهر ورفع الستار عن نصب تذكاري للشهيد بيار امين الجميل في الشارع الممتد من كنيسة مار تقلا البوشرية الى كنيسة مار انطونيوس الكبير .

 

النائب الساحلي: الاجتماع الوزاري امر خطير وسابقة تهدد ميثاق العيش المشترك

وطنية- 7/1/2007 (سياسة) اعتبر عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب نوار الساحلي، في احتفال تأبيني في منطقة الشويفات، ان كلام الرئيس فؤاد السنيورة امس لاحدى الاذاعات هو "مكابرة استخفاف بعقول الناس وكأن ليس هناك ازمة سياسية مستفحلة في البلد، وانه لو بقي دهورا يغتصب السلطة ويحتل السرايا فان حق المعارضة المتضامنة سينتصر كما ستنتصر الوحدة الوطنية ومبدأ المشاركة واستغرب النائب الساحلي كلام الرئيس السنيورة عن "العودة الى الحوار علما ان فريقه المتسلط هو الذي يجهض كل المبادرات وهو الذي افشل التشاور الذي سبق النزول الى الشارع واعتبر "ان الاجتماع الوزاري الذي حصل نهار الخميس الفائت هو امر خطير ويشكل سابقة تهدد ميثاق العيش المشترك، وقد تسمح لأي فريق في المستقبل بالاستهتار بهذا المبدأ الميثاقي الدستوري واكد النائب الساحلي "ان فريق السلطة تخلى عن قراره واصبح مرتهنا بالكامل للادارة الاميركية التي تعطيهم الامر اليومي وآخرها تصريح فيلتمان الذي تحدث عن حياة او موت.

 

النائب حميد:المعارضة لن تفرط بالثوابت وتصر على المحكمة الدولية وليس المحكمة التي يراد منها غايات خبيثة لا تمت الى الحقيقة بصلة

وطنية - 7/1/2007 (سياسة) إنتقد عضو المكتب السياسي لحركة "أمل" النائب ايوب حميد ما أسماها "المجموعة الحكومية اللاشرعية لاستمرارها في سياسة الاستفراد والاستئثار بالقرار السياسي دون مراعاة التوازنات التي تحكم لبنان وتضمن عيشه المشترك". وقال: "ان هذه المجموعة المتسلطة والمغتصبة للقانون تعمل بايحاء من الخارج وتمعن في افشال المبادرات التي من شأنها حل المسائل الشائكة لتمرير مشاريع مشبوهة تضر بالوطن والمواطن وتعزز الارتهان السياسي والاقتصادي وتزيد من الازمات الاجتماعية". وتحدث النائب حميد خلال حفل تأبيني في بلدة قبريخا وحمل على "بعض رجال السياسة الذين يستخدمون الفاظا وتعابير أقل ما يقال فيها انها تبعث على الاشمئزاز, وتهدف الى دفع الناس الى الفتن والاقتتال, فيصفون ابناء وطنهم بالمجوس وباتباع ثقافة الموت والقتل".

اضاف: "شتان ما بين ثقافة الموت والعبث بمصائر الناس التي يتبعون اليها وبين ثقافة الاستشهاد التي نعتز بها والتي هي من صلب تاريخنا لأنها تشكل البعث الحقيقي للحياة بعزة وكرامة وقال: "ان هذا النوع من الخطاب السياسي يدل على الافلاس الذي وصل اليه البعض والمأزق الكبير الذي يعيشونه ولو تغطوا بعناوين باتت مفضوحة اهدافها", مؤكدا "ان المعارضة الوطنية اللبنانية لن تفرط بالثوابت الوطنية الداخلية وتصر على اقرار المحكمة ذات الطابع الدولي التي تريد كشف الحقيقة في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري, وليس المحكمة التي يريدها البعض سبيلا الى غايات خبيثة لا تمت الى الحقيقة بصلة".

 

النائب الخليل: الاصلاح قرار سياسي قبل ان يكون قرارا ماليا واداريا

برنامج الحكومة الاقتصادي اصبح حاجة ملحة شرط ان يلقى توافقا سياسيا

وطنية- 7/1/2007 (سياسة) اكد النائب انور الخليل، خلال استقباله وفودا شعبية ودينية وطلابية وثقافية من مناطق مرجعيون، حاصبيا، العرقوب والنبطية أمت دارته في زغلة لمناسبة الاعياد، "ان برنامج الاصلاح الاقتصادي الذي اقره مجلس الوزراء في اجتماعه الاخير اصبح حاجة ملحة لاسباب عديدة شرط ان يلقى توافقا سياسيا من كافة الاطراف"، معتبرا "ان الاصلاح هو قرار سياسي قبل ان يكون قرارا ماليا واداريا". وقال النائب الخليل: "تم البحث في قسم من عناصر البرنامج الاقتصادي ويجب ان يستكمل البحث في القسم الآخر للتوافق عليه". اضاف: "ألا يكفي ما اعترانا من انقسام وتشتت في المواقف لنذهب بهذا البرنامج المهم دون ان نكون متأكدين وواثقين باننا نقدر على حتمية النتائج، اقول في ذلك خطأ واضح  وتابع: "اتوجه بالكلام الى دولة الرئيس فؤاد السنيورة، من هنا مقابل خلوات البياضة، لاكون صادقا بكل كلمة وذلك ليس من باب الانتقاد لكن من باب التوجه الى رجل أعرف انه قادر على التحليل وممسك بزمام العلم المالي، أقول له لا تستعجل الامور، ان في الاستعجال خطأ كبير. لا تحرق هذه الورقة، لا تترك هذا البرنامج يضيع من خلال ما ضاع من برامج اصلاحية منذ العام 97 حتى هذا اليوم، واقول هذا الكلام امامكم وذلك ضنا على عمل الحكومة وموقفها وموقف المعارضة ايضا، وانني اعلم ان احدا لا ينبغي ان يكون ظالما على المواطنين والناس والعباد في هذا الوطن الجريح. اننا نقول للجميع انه آن الاوان ان نعود لنبحث كل هذه الامور على طاولة الحوار والتشاور اللتين ارادهما ايضا الرئيس بري في اكثر من محاولة لكي يجمع الشتات ولكي يعيد الناس الى الحوار والتفاهم فالتوافق".

وختم بالقول: "ارجو من الله العلي القدير بان يرسم طريق الحكمة والتبصر والتعقل امام الجميع لاننا اذا لم نتوحد في الرؤية والعمل فلبنان سيواجه مخاطر كبيرة، حرام علينا ان نضيفها الى ما عاناه الوطن وهذا البلد ومواطنيه الشرفاء، فهناك مشكل كبير يواجه هذا الوطن، وفي ظل هذا الانقسام المريع والمخيف الذي لا يجوز، امام هذا الانقسام الكبير اقول آن الاوان لاكثرية المواطنين على اختلاف مذاهبهم ان يقفوا صفا واحدا باتجاه الجميع ويقولوا لهم عودوا الى طاولة الحوار، لا تنقسموا، فان الله مع الجماعة

الوزير فرعون: لبنان لا يقوم على "غالب ومغلوب والسلطة ابدت انفتاحا كاملا على مطلب المشاركة

وطنية-7/1/2007(سياسة) اكد وزير الدولة لشؤون مجلس النواب ميشال فرعون في حديث الى اذاعة "صوت الشعب" ضمن برنامج "ما بعد الحدث", "ان لبنان لا يقوم على منطق الغالب والمغلوب, لأنه مبني على الديموقراطية التوافقية ومبدأ حل الأزمات من خلال الحوار", لافتاً الى "أن السلطة أبدت انفتاحاً كاملاً على مطلب المعارضة بالمشاركة في الحكومة", ومذكراً بالاقتراح الذي حمله امين عام جامعة الدول العربية عمرو موسى "الذي يضمن مسألة توسيع الحكومة ضمن صيغة تحول دون تعطيل هذه الحكومة, الى جانب حل لمسألة المحكمة الدولية التي تتعرض لمحاولات لعرقلة قيامها وكشف أن الأغلبية أعربت عن موافقتها على مشاركة أربعة وزراء من كتلة "التغيير والأصلاح" في الحكومة وذلك على طاولة التشاور الى جانب مشاركة "حزب الله" و حركة "أمل", لافتاً الى "أن المطلوب هو حكومة وفاق وطني وليس فقط توسيعها فقط, وانما حصول توافق حول عملها وبيانها الوزاري والقرارات الدولية والمحكمة الدولية, وأن لا تتحول خلال الأشهر العشرة المتبقية من عمرها الى حكومة خلاف وطني  وقال "ان المعارضة تمسك برئاسة الجمهورية ورئاسة مجلس النواب المجمد اليوم, ولهذا فان الاستغناء عن الثلث المعطل يدخل البلد في أزمة مفتوحة وفراغ كلي دون امكانية قيام حكومة اخرى اذا ما تم اسقاط هذه الحكومة وكشف الوزير فرعون "ان جلسات الحوار أرست معادلة مفادها أن تبقى هذه الحكومة طالما انه لا امكانية للاتفاق على تغيير رئيس الجمهورية", لافتاً الى "ان مسألة الثلث المعطل مرتبطة بموضوع المحكمة الدولية وأزمة الثقة القائمة", ومتهماً فريق المعارضة "بالانقلاب على المحكمة الدولية والخروج على الدستور والمؤسسات من خلال المواجهة السياسية الحاصلة رغم التوافق الذي حصل على طاولة الحوار".

وقال "انه لو شارك الوزراء الشيعة في جلسة مجلس الوزراء التي خصصت لاقرار المحكمة لتمت مناقشة ملاحظات هؤلاء لأن الصيغة ليست منزلة رغم انها احتاجت أكثر من سنة كي تبصر النور دون أن يرد الى الحكومة اي ملاحظة من قبل فريق المعارضة, ولهذا نقول أن المحكمة تتعرض للعرقلة".

ولفت الى "ان كل الأطراف لديها مخاوف من تسييس المحكمة ولهذا كان اللجوء الى مجلس الأمن كي تعطى المحكمة الضمانة", مشيراً الى" أن المحكمة هي الضمانة للعدالة", ومؤكداً انه "من الطبيعي أن يكون لنتائج المحكمة انعكاسات سياسية ولكنها ليست تسييسا للمحكمة".

وقال "ان الأغلبية على استعداد للوقوف عند ملاحظات المعارضة من مسألة المحكمة ولكن من دون تفريغها من مضمونها", لافتاً الى "ان الاتفاق الذي حصل حول التوافق في مجلس الوزراء هو الضمانة للمعارضة", ونافياً "أن يكون مجلس الوزراء قد أصدر أي قرار دون موافقة الوزراء الشيعة, وأن تكون مسألة نزع سلاح المقاومة قد عرضت على مجلس الوزراء بعد حرب تموز"., وقال "انه جرى طرح مسألة غياب السلاح, وذلك من باب تفسير القرار 1701".

اضاف أنه أبلغ الرئيس نبيه بري "أنه في حال فتح دورة استثنائية لمجلس النواب, فان رئيس الحكومة لن يطرح الثقة بحكومته", مشيراً الى "انه خلال حرب تموز طلب رئيس الحكومة من رئيس الجمهورية مرتين الموافقة على طلب فتح دورة استثائية, لكن الرئيس بري كان يصر على تأجيل الامر".

وأكد "أن الأكثرية ستسير في موضوع المحكمة خطوة خطوة", لافتاً ال "ان الرئيس بري استلم عملياً العريضة النيابية وهذا يشكل احراجاً له", ومشيراً الى "أن الجسور مع الرئيس بري مهمة للغاية", وقال:" اما الخطوة الثانية فهي الانفتاح والدعوة للحوار لحل أزمة الحكم بشكل شامل". ونفى "وجود قرار بالدعوة لعقد جلسة لمجلس النواب خارج مقر المجلس وبدعوة من نائب رئيسه, ولكن ثمة كلام حول هذا الطرح ولفت الى "ان مبادرة الرئيس بري كانت تقوم على أساس تأليف حكومة من عشرة أشخاص (3 للمعارضة,3 للسلطة, و4 حياديين), لكن النائب وليد جنبلاط رفضها لأنها ستكون على حساب الأغلبية". وقال "ان مبادرة موسى لم تفشل وهو حقق نتائج مهمة بعدما وافقت الأغلبية على طرحه ثم حصل انقلاب على هذا الحل واعتبر "ان مؤتمر باريس 3 فرصة للبنان", لافتاً الى" ان الافكار التي تتضمنها الورقة الاصلاحية ليست جديدة وهي عرضت مرتين على طاولة مجلس الوزراء",وأضاف:"ان المسألة تخص جميع اللبنانيين حتى من ينتقدها يعي أهميتها التي تتجاوز الخلاف الداخلي وللجميع مصلحة في احترام موعد المؤتمر لأن نتائجه ستعود على الجميع بمن فيهم المعارضة في حال استلمت الحكم في المستقبل، اما عرقلة باريس-3 فستكون نتائجها خطيرة والثمن المالي والاقتصادي عالٍ على جميع اللبنانيين ولفت الى "ان رد السلطة على تصعيد المعارضة سيكون بالهدوء والدعوة للعودة الى المؤسسات ، اما الحكومة فقد أوفت بالتزاماتها خاصة في مسألة اعادة بناء الجنوب وهذا حق لأهل الجنوب الذين تحملوا ما لا تحمد عقباه وقد تحول الجنوب الى ورشة عمل كبيرة يشارك فيها الاهالي والمؤسسات ، وفي نفس الوقت من حق أهل العاصمة ان يتنفسوا اقتصادياً بعد ان شلت الحركة بعد حرب تموز ويجب ان يرفع الاعتصام ليستعيد الوسط التجاري حركته المهمة على صعيدي العاصمة والوطن

 

النائب حب الله: لا نريد الغاء احد ولا نقبل ان يلغينا احد

البلد لا يستقيم الا بالتوافق بين ابنائه من خلال حكومة وطنية

وطنية - 7/1/2007 (سياسة) رأى عضو "كتلة الوفاء للمقاومة" النائب حسن حب الله "أن المعارضة اللبنانية استطاعت من خلال استمرار تحركاتها ان تقدم الى العالم وجه لبنان الحضاري"، مشيرا الى "ان اللبنانيين قادرون على ان يعبروا ويحتجوا باساليب حضارية حتى يحققوا جميع مطالبهم الوطنية المحقة"، لافتا الى "انه في المقابل يوجد فريق متسلط على رأس حكومة ما زالت تمعن في استمرار الازمة من خلال افشال كل المبادرات ولم تتجاوب مع أي مبادرة عربية ظنا منه ان الدعم الخارجي كاف من أجل البقاء في السراي الحكومي وكان النائب حب الله تحدث في خلال الاحتفال الذي نظمته الهيئات النسائية في "حزب الله" في بلدة ميس الجبل بمناسبة عيد الغدير, وقال "إن هذه الحكومة اللادستورية تحاول ان تفرض هيمنتها على شعبها من خلال الدعم الخارجي والرعاية الاميركية التي ولا زالت تدعم العدو الاسرائيلي على حساب المصالح اللبنانية"، مشددا "ان المعارضة لا تريد إلغاء أي فريق لبناني بل تريد ان تشارك جميع الافرقاء في صناعة القرار السياسي لهذا البلد بعيدا عن أي املاءات وتدخلات خارجية أضاف: "لا نريد الغاء احد ولا نقبل ان يلغينا احد, لان هذا البلد لا يستقيم الا بالتوافق بين جميع ابنائه من خلال بناء حكومة تأخذ على عاتقها إدارة شؤون البلد تكون محل اهتمام كل اطياف الشعب اللبناني وختم "ان لبنان الذي اخرج كل المحتلين قادر على اسقاط كل انواع الوصاية الاجنبية"، داعيا "الجميع الى وقفة تأمل للحفاظ على مستقبل لبنان السياسي والاقتصادي والاجتماعي".

 

جمعية محترف راشيا" أعلنت المطران عودة شخصية عام 2006

وطنية- 7/1/2007 (متفرقات) أعلن رئيس "جمعية محترف راشيا للثقافة والفنون" شوقي دلال في مؤتمر صحافي اليوم، المطران الياس عودة شخصية عام 2006 نتيجة استطلاع أجرته الجمعية في كل المناطق بعنوان "من ترى شخصية العام الإنسانية والثقافية الجامعة؟ وأوضح أن تكريما ثقافيا سيقام للمطران عودة يشارك فيه رؤساء جمعيات ثقافية يتسلم خلاله درع المحترف

 

النائب بزي: نعيش حفلة جنون دستورية تمارسها الاكثرية الحاكمة

وطنية- 7/1/2007 (سياسة) اعتبر عضو المكتب السياسي في حركة "أمل" النائب علي بزي ان "سياسة المكابرة والتسلط التي تمارسها قوى الاكثرية هي التي أقفلت الابواب على مبادرة الأمين العام للجامعة العربية الدكتور عمرو موسى وعلى كل مساعي الخير وأطلقت النار على الافكار التي كان يود الرئيس نبيه بري ان يطرحها كمبادرة للتخليص من هذه الازمة السياسية". وقال خلال احتفال أقامته الحركة في شحور لمناسبة يوم الغدير: "نعيش حفلة جنون دستورية تمارسها هذه الاكثرية الحاكمة من انتهاكات فاضحة ومستمرة للدستور وللميثاق الوطني وآخر البدع الدعوة إلى عقد جلسة نيابية لمجلس النواب يدعو اليها نائب رئيس المجلس النيابي. كما نسفوا الحكومة بأكثريتهم وشوهوا موقع رئاسة الجمهورية ومقامها يريدون تعطيل المؤسسة الام، مجلس النواب. نقول لهم من موقع الحرص على المؤسسات الدستورية ومصالح كل اللبنانيين، انكم بلغتم سن الرشد السياسي ولكنكم لم تبلغوا سن الرشد الوطني، فالمجلس النيابي من الخطوط الحمر لا نسمح بالاستهتار به او الهرطقة والبدع الدستورية عليه". وأكد "البقاء في الاعتصام مع كل الحرص على الوحدة والاستقرار ومسيرة السلم الاهلي، والاجراءات والخطوات التي ستعلنها قيادة المعارضة في الايام المقبلة تأخذ في الاعتبار الانموذج الحضاري الراقي السليم في التعبير الديموقراطي في اعتصامها لتحقيق حكومة وحدة وطنية على قاعدة الشراكة والتوافق لا على منطق الهيمنة والتسلط والاستقواء بالمتغيرات الخارجية. ويخطىء من يتوهم بانه يستطيع ان يدير شؤون البلد بمفرده".

 

الشيخ قبلان: اللبنانيون محكومون بالتوافق مهما بلغ سقف التحديات والصراعات والسجالات السياسية والاعلامية

وطنية- 7/1/2007(سياسة) نبه نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبد الامير قبلان الى "خطورة استمرار الحكومة في اتخاذ قرارات احادية بمعزل عن مشاركة الاخرين وموافقتهم"، معتبرا "ان انقاذ الوطن والنهوض به هما من مسؤولية الجميع"، وداعيا الى "الاستجابة لمصلحة لبنان ومؤسساته وابنائه بعيدا عن سياسة الاستئثار والكيدية وشدد الشيخ قبلان على "اهمية الخروج من نفق الصراعات والخلافات والتجاذبات التي لا طائل منها"، مؤكدا على "ان وحدة اللبنانيين وتشكيل حكومة وحدة وطنية حقيقية يشكلان بداية الطريق الى الحل المنشود وقال الشيخ قبلان في كلمة ألقاها في حسينية جبشيت:" ان لبنان الذي يعاني من الازمات والمشكلات الكثيرة يحتاج الى صحوة وطنية ومسؤولة من الجميع والى التخلي عن الخطابات والمواقف المتشنجة والانفعالية التي تساهم في تعقيد الازمة وتعرقل كل المبادرات الانقاذية المحلية والعربية". واكد "ان لا بديل بين الافرقاء المختلفين عن التلاقي والحوار بمسؤولية وصراحة وشفافية بعيدا عن الحسابات الخاطئة وبخاصة ان التجارب في لبنان اثبتت ان اللبنانيين محكومون بالتوافق مهما بلغ سقف التحديات والصراعات والسجالات السياسية والاعلامية".

ودعا الى "وقف اصدار الاحكام المسبقة والاتهامات الجاهزة الشخصية والسياسية والالفاظ والمواقف التي تساهم في "صب الزيت على النار" وتعرقل امكانية العودة الى طاولة الحوار. كما تصيب مقتلا من مشروع الدولة الواحدة التي نسعى اليها"، معتبرا "ان مسؤولية الجميع اطفاء الحرائق بدل اشعالها والتحرك وفق مقتضيات المصلحة الوطنية العليا وليس وفق مصالح آنية وسياسية وطائفية". ورفض الشيخ قبلان "اية مواقف استباقية او تحميل للمسؤولية لاي فريق لبناني من دون الاخر، فالجميع في مركب واحد وعليهم العمل سويا لانقاذه من الامواج العاتية والمؤامرات والاستهدافات"، داعيا الحكومة الى "عدم الاسراع في اتخاذ قراراتها او التفرد بأي منها لا سيما واننا في مرحلة حساسة تقتضي التعاون والتماسك والتشاور والاخذ بعين الاعتبار مصلحة الناس لا سيما الفقراء منهم"، ومعتبرا "ان اي ورقة اصلاحية لا تخدم هؤلاء او تخفف عنهم عبء الضغوط الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية لا جدوى منها، والاولوية يجب ان تعطى للاوضاع والمشكلات المعيشية حيث يعاني المواطنون من ارتفاع كبير في الاسعار من دون حسيب او رقيب، ولم يعد بمقدورهم الخضوع لضرائب ورسوم جديدة. فالحل لهذه المشكلات يجب ان يكون شاملا متكاملا بمنأى عن الحسابات والصراعات الخاصة". واكد الشيخ قبلان "ان لا فتنة بين اللبنانيين, لا بين المذاهب ولا بين الطوائف لان الازمة التي يعاني منها لبنان هي سياسية ووطنية, ومختلف الافرقاء عليهم واجب التخلي عن عنادهم ومصالحهم من اجل مصلحة الوطن وشعبه وشدد على "اهمية دور رجل الدين من كل الطوائف, فهو الواعظ والداعي الى المحبة والتسامح, الرافض لكل خطابات التحريض الطائفي والمذهبي ولكل مشاريع الفتن والتفرقة"، وقال:" على رجال الدين ان يكونوا بمثابة الاطفائي لكل الحرائق التي يريد اعداء لبنان اشعالها". وعبر عن "فخره واعتزازه بالمقاومة وشبابها وتوجهاتها الوطنية والانسانية"، موجها التحية لشباب المقاومة "الذين قدموا الكثير من اجل وحدة الوطن وعزته". وكان الشيخ قبلان زار بلدة الحميري وقدم التعازي لآل خشاب.

 

البزري عرض مع السفير الإيراني ووفد رسمي الاوضاع المحلية والاقليمية

إيران تبذل كل الجهود لتسوية الأوضاع والخروج من المحنة وحل المشاكل

وطنية - 7/1/2007 (سياسة) إستقبل رئيس بلدية صيدا الدكتور عبد الرحمن البزري في منزله سفير الجمهورية الإسلامية في إيران محمد رضا شيباني يرافقه مستشاره السياسي صابري بابائي وكبار الموظفين في السفارة، في حضور عضو المجلس البلدي في مدينة صيدا الحاج محمد كوثراني, وتم إستعراض مختلف الأوضاع المحلية والإقليمية في المنطقة. وأكد السفير شيباني على "مواقف الجمهورية الإسلامية في إيران الداعمة للبنان, ولمقاومته الباسلة في وجه العدو الصهيوني، وحرص المسؤولين في إيران على وحدة الكلمة لكافة القوى, وأن تحظى أية مبادرات تجاه لبنان بإجماع الشعب".

البزري

وإثراللقاء قال البزري: "نرحب بزيارة السفير شيباني إلى صيدا, وإستعرضنا الأوضاع في المنطقة ولا سيما في لبنان وفلسطين وإيران نتيجة لمحاولات تمرير المشروع الأميركي الهادف لتفتيت المنطقة أضاف: "كان هناك تقدير واضح من قبل الجمهورية الإسلامية في إيران للدور الوطني والإسلامي المميز والجامع الذي مارسته مدينة صيدا وقياداتها طوال فترة الأحداث وخلال هذه الأزمات، ولا سيما دور قيادات المدينة الوطنية في دعم المقاومة ووقوفها سدا منيعا في وجه مخططات العدو ومحاولاته لزرع الفتن المذهبية. وأبدى السفير شيباني إستعداد الجمهورية الإسلامية في إيران لمساعدة اللبنانيين للخروج من محنتهم، ووقوفها إلى جانب المؤمنين بوحدة البلاد، واعدا ب"أن تبذل إيران كل الجهود الممكنة لتسوية الأوضاع على الساحة اللبنانية بما يساعد لبنان واللبنانيين على الخروج من هذه المحنة وحل مشاكلهم السياسية".

 

حايك: لجوء الاكثريةالى التستر وراءعناوين اصلاحية واقتصادية هروب من الازمة السياسية

وطنية - 7/1/2007 (سياسة) اعتبر رئيس المكتب السياسي لحركةأمل الحاج جميل حايك أن بعض رموز الاكثرية باتت تقلقهم عوامل الوحدة والاستقرار في لبنان لذلك يسعون دائما للتفرقة والتصويب على أية مبادرة لحل الازمة، وكأن زعامتهم وحضورهم لا يستمر الا من التفرقة ولا يجدون موقعا لهم اذا ساد الوفاق في الوطن. ورأى حايك، أن الفريق الاكثري بأستمراره في تجاوز وخرق الدستور والقوانين تحول الى مطاحن كبرى للدستور وللقوانين وأصبح هذا الفريق بارعا في فن تناسل الازمات ورصفها على مدى الوطن بعدما هشم بعض المؤسات واتجه بأستهدافاته الى مؤسسات أخرى ظنا منه أنه يستطيع النيل منها الا أن هذه المؤسسات عصية ومحصنة بارادة رجالها وعنفوان قادتها، ومحصنه بحضور وتأييد جماهيري فاعل.. حايك الذي كان يتحدث في احتفال أقامته حركة أمل لمناسبة عيد الغدير في بلدة طيردبا بحضور فعاليات وشخصيات روحية واجتماعية وحزبية.قال: "لم تمر في حياتنا السياسية في لبنان اكثرية تخاف الشراكة وتخاف أن تجتمع مع الآخرين. متسائلا هل هناك بعض المشاريع يريد هذا الفريق الاكثري أن يمررها من خلال هذا التباعد ومن خلال هذا الاستهداف المستمر للمبادرات العربية والداخلية؟ ورأى حايك في لجوء الفريق الاكثري الى التستر وراء عناوين اصلاحية واقتصادية هروب من الازمة السياسية التي يتخبط بها وما هو الاستمرار في سياسة الاستئثار والاستخفاف بارادة الشعب لذلك كان موقف الاتحاد العمالي العام بالدعوة الى الاعتصام بعدما أقصي ومعه الهيئات الاقتصادية من المشاركة في مواجهة الهموم التي يعيشها الوطن والمواطن، مؤكدا أنه من غير المسموح بعد اليوم أن نكون عجينا لرغيفهم ومن غير المسموح بعد اليوم أن نكون وقودا لنارهم أو أن يأخذوا البلد الى أمر لا يحمد عقباه وختم "أن هذه المحاولات ستبوء بالفشل وسوف ترتد على أصحابها لأننا من مدرسة لا تعرف التمييز ولا تصنف المواطنين، ومن مدرسة تؤمن أن الطائفية والمذهبية ليست من الدين لأن الدين هو رحمة وتسامح وأن الوطن لجميع ابنائه دون أي تمييز أو تفرقة.

 

قريطم: باريس3 فرصة ثمينة لتطبيق الاصلاحات الاقتصادية

التوافق السياسي هو مدخل للاصلاح والتعافي الاقتصادي

وطنية- 7/1/2007 (اقتصاد) اعتبر رئيس غرفة التجارة والصناعة والزراعة في بيروت وجبل لبنان غازي قريطم ان انعقاد مؤتمر باريس-3 هو استمرار للدعم السياسي والاقتصادي والمالي الدولي للبنان، وهو فرصة ثمينة للحكومة لتتمكن من خلالها تطبيق الاصلاحات الاقتصادية من جهة، ومعالجة ازمة المديونية العامة من جهة اخرى"، واكد "ان برنامج الحكومة للاصلاح الاقتصادي الذي ستتقدم به الى مؤتمر باريس-3 يشكل حلا ناجعا للأزمة الاقتصادية التي يعاني منها لبنان".

ورأى "ان الدعم الدولي لبرنامج الحكومة لن يحقق نتائجه المرجوة ما لم تواكبه اصلاحات جذرية داخلية ان على مستوى الادارة العامة، او على مستوى الانفاق العام والموازنة العامة او على مستوى اصلاح القطاع الاجتماعي وتحسين بيئة الاعمال". واشاد ب"المقاربات الشاملة التي اجرتها الحكومة لمكامن التأزم كلها"، مثمنا "مرونتها في التعامل مع آثار العدوان الاسرائيلي على لبنان، وادخالها تعديلات على برنامجها الاصلاحي، ان على مستوى عملية اعادة الاعمار، وان على مستوى معالجة الاوضاع الاجتماعية المتردية من جراء النزوح، وان على مستوى دعم مؤسسات الاعمال لكي تعاود حركتها الاعتيادية ورأى "انه في حال تطبيق هذا البرنامج، فلا بد للاقتصاد اللبناني ان يحقق نموا بنسب مؤثرة، خصوصا ان مسالة رفع الرسوم الضريبية مؤجلة لسنة كاملة، ما يتيح لفرص النمو ان تتحقق، وما يجعل من وقع هذه الرسوم اخف بكثير على كل من الانفاق الاستثماري والاستهلاكي". وأهاب قريطم بالزعماء السياسيين كافة "التعالي على الخلافات والتعاطي بمسؤولية مع الاستحقاقات الداهمة، فالتوافق السياسي هو مدخل للاصلاح والتعافي الاقتصادي".

 

الوزير صلوخ أسف للمغالطات التي يقع فيها الاعلام في متابعة موضوع تنفيذ التشكيلات الدبلوماسية

توقيعي لمشاريع المراسيم تنفيذ لقرار مجلس الوزراء في تاريخ 12/10/2006 وهو تاريخ سابق لاعلان الاستقالة

الوضع القانوني للسفير كالفكيان ينطبق على القوانين والوقت لانجاز المعاملة ناتج حصرا عن ظروف عملانية محضة

وطنية - 7-1-2006 (سياسة) أوضح وزير الخارجية والمغتربين المستقيل فوزي صلوخ ما يدور حول موضوع التشكيلات الدبلوماسية, مشيرا الى "أن الموضوع يأخذ طريقه الادارية وفق القوانين المرعية وموافقة الدول على تعيين السفراء لديها", نافيا "تدخل رئيس الجمهورية العماد اميل لحود لدى لجنة المعادلات حول معادلة اجازة السفير المعين في كازاخستان فاسكين كافلكيان, وان قرار المعادلة يسير وفق الاجراءات التي تتخذ في هذا الصدد, وان قرار معادلة اجازة السفير اللواء مروان زين المعين في السعودية لم يصدر حتى تاريخه واكد الوزير صلوخ في حديث إذاعي "أن توقيعه على مشروع مرسوم التشكيلات هو تنفيذ لقرار مجلس الوزراء الصادر في 12/10/2006", معربا عن اسفه "للمغالطات التي تقع فيها وسائل الاعلام من حيث متابعة موضوع تنفيذ التشكيلات الدبلوماسية, والتي في النتيجة تسيء الى كبار المسؤولين والموظفين المعنيين بالتشكيلات, وتوضيحا للامور نؤكد على النقاط الآتية :

اولا: ان عبارة محضر جوال التي تداولتها بعض وسائل الاعلام لا مكان لها في القانون او التعامل الاداري في لبنان, وان الاصول الادارية المعتمدة في هذا المجال هي الآتية "أ- اتخذ قرار في مجلس الوزراء في تاريخ 12/10/2006 باجراء تشكيلات دبلوماسية وتعيين سبعة سفراء من خارج الملاك وتصنيف ثمانية عشر مستشارا في السلك الخارجي الى الفئة الاولى .

"ب- بالنسبة الى السفراء المعينين في الخارج, تنتظر الوزارة ردود موافقة الدول المعتمدين لديها, ويقضي العرف الدبلوماسي المتبع دوليا بان لا تعطي الدولة المضيفة الموافقة قبل مرور شهر في الحد الادنى, كما تتجاوز هذه الفترة في الكثير من الدول مدة الشهرين, وفي التالي لا تستطيع الوزارة ان تباشر الاجراءات في اصدار المرسوم تنفيذا لقرار مجلس الوزراء, الا بعد ورود الموافقة المشار اليها.

"ج- تعد الوزارة مشروع المرسوم وتودعه مجلس الخدمة المدنية للموافقة عليه من حيث اكتماله الشكليات الادارية.

"د- بعد موافقة مجلس الخدمة المدنية, يحال مشروع المرسوم الى وزارة المالية, فرئاسة مجلس الوزراء ومنها الى رئاسة الجمهورية حيث يصدر المرسوم بصيغته النهائية بعد توقيع فخامة الرئيس عليه وترقيمه وتأريخه.

ثانيا: اما فيما يتعلق بالسفراء من خارج الملاك, يفرض القانون حيازتهم شهادة جامعية في الحقوق او ما يعادلها رسميا, وفي التالي فان بعض هؤلاء السفراء كالسفير فاسكين كافلكيان يحوز على شهادة جامعية غير شهادة الحقوق, وفي التالي يقتضي اجراء معادلتها امام لجنة المعادلات الرسمية, وهذا ما يتطلب انجازه بعض الوقت, وفي التالي لم يتم تجاوز هذه الاجراءات بأي شكل كما اشير, وهو خبر عار عن الصحة تماما, وكذلك الامر بالنسبة الى اللواء مروان زين المرشح للسفارة في الرياض, ان قرار لجنة المعادلات لم يصدر حتى تاريخه".

سئل: ما هي دستورية توقيع الوزير على مشروع مرسوم وهو مستقيل, او استقالة غير مقبولة؟

اجاب: "في ما يتعلق بدستورية توقيع الوزير, فان توقيعي لمشاريع المراسيم المذكورة انما هو تنفيذ لقرار مجلس الوزراء المتخذ في تاريخ 12/10/2006, وهو تاريخ سابق لاعلان الاستقالة".

سئل: ما هي حقيقة تدخل رئيس الجمهورية لدى لجنة المعادلات, من اجل تسوية وضع السفير المرشح للسفارة في كازاخستان؟

اجاب: "نأسف للمغالطة التي لامست حدود التشويه والعرقلة حول اتهام فخامة الرئيس في التدخل لدى لجنة المعادلات, واؤكد أن الوضع القانوني للسفير كالفكيان هو وضع سليم في شكل كامل, وينطبق على القوانين والانظمة المرعية الاجراء, وان الوقت الذي استغرقه انجاز المعاملة ناتج حصرا عن ظروف عملانية محضة, لا علاقة لها في جوهر الموضوع, وفي التالي لا داعي لتدخل اي مرجع فيه, وقد حرصنا منذ البداية على ان تأخذ الامور مجراها الطبيعي".

وختم الوزير صلوخ قائلا: "بعد تكرار المغالطات من بعض وسائل الاعلام في هذا الموضوع بالذات, وعلى الرغم من التوضيحات العديدة سواء من وزارة الخارجية والمغتربين, او من الامانة العامة لرئاسة الجمهورية, يؤسفني ان يتعاطى بعض الاعلاميين في هذا الشكل مع موضوع حساس من دون العودة الى المراجع المعنية لتقصي الحقيقة".

 

جنبلاط: طفح الكيل ولا نريد أطماع الامبرياليّة الفارسية

"حزب الله" يخطف طائفة عربية عريقة ويريد خطف القرار اللبناني

المستقبل - الاحد 7 كانون الثاني 2007 - رأى رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط "ان "حزب الله" يريد خطف طائفة عربية عريقة، ويريد خطف لبنان وقراره المستقلّ بأوامر غير لبنانيّة ولحساب المشروع الفارسي والنظام السوري". ولاحظ ان رفض الحزب والنظام السوري وإيران للمحكمة الدوليّة "يشير ربما إلى تورّط الحزب أو جهازه الأمني وما يُسمّى عماد مغنية في بعض الجرائم"، لافتا الى "ان أحد الأركان الكبار قال بأن النظام السوري لا يريد المحكمة الدوليّة، ويخاف من البند الثالث حول علاقة الرئيس بالمرؤوس". واستغرب تعطيل الرئيس نبيه برّي لمؤسسة مجلس النواب "وكأن هناك مسدساً موجّهاً إلى رأسه من المحور الايراني ـ السوري". ورفض اللقاء بالامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله "إلا على طاولة الحوار، مؤكداً الاستعداد للعودة إليها.

وقال جنبلاط في حديث إلى تلفزيون "أبوظبي" امس عن وجود تبدّلات في مواقفه: "في السياسة ليس هناك تبدّلات بل معطيات تتغيّر وفق الظروف. عندما رأينا ان ممثلي "حزب الله" جرّوا ممثلي حركة "أمل" في الحكومة إلى الاعتكاف والاستقالة عندما كانت الحكومة على مشارف التوقيع على معاهدة المحكمة الدوليّة التي أُقرت من مجلس الأمن، ذكّرنا هذا الأمر عندما انسحبوا بتاريخ 12 كانون الأول 2005 أيضاً والاعتكاف سبعة أسابيع، في الوقت الذي كان مطروحاً فيه مبدأ تشكيل المحكمة وذاك النهار الأسود الذي اغتيل فيه جبران تويني، وبعد عام إلا شهر انسحبوا مجدداً، إذاً يبدو ان بعضهم لا يريد المحكمة، وسمعتها من الأركان الكبار من فريق 8 آذار ان النظام السوري لا يريد أن يسمع بالمحكمة الدوليّة، وقد تأكدنا لاحقاً من خلال زيارة رئيس وزراء تركيا رجب طيب اردوغان ان للجمهورية الايرانية ملاحظات، وهم لا يريدون الترابط بين الجرائم التي حصلت، أي في مكان ما يخشون ان "حزب الله" أو البعض منه على الأقل متورّط في بعض من هذه الجرائم أو كلها، لا أدري، والنظام السوري لا يريد المحكمة في المبدأ ويريد تغيير البند الثالث في المحكمة وهو مسؤولية الرئيس على المرؤوس، وهذا أيضاً يعني برأيي ان بشار (الأسد) يخاف إذا ما طالت المحكمة أحد المسؤولين أن يطاله وربما حتى يخاف من مرؤوسيه على نفسه".

سئل "هل لهذا حرّضتم على اغتياله؟"، فأجاب: "لا أبداً. نحن تعلمنا التهذيب وأصوله، بشار "مهذّب" يرسل لنا قتلة، سيّارات مفخّخة، يهدّدنا، يقول عن رئيس حكومة "عبد مأمور عند عبد مأمور"، فجاوبته بالمثل".

دولة "حزب الله"

سئل "الحكومة صمدت، والمعارضة تقول بأنها ستصعّد، مَن سيتألّم أولاً؟"، فأجاب: "مَن هم المعارضة؟! المعارضة حزب مموّل ومسلّح من الجمهورية الإسلاميّة. فئة تخطف طائفة بكاملها أو القسم الأكبر من الطائفة العريقة اللبنانيّة العربيّة إلى مكان آخر، يخطف القرار الوطني اللبناني المستقلّ. المعارضة هي "حزب الله" الذي هو أداة في المشروع الفارسي، والنظام السوري في المنطقة. نحن لا نريد ذلك بل نريد لبنان بلداً مستقلاً. لا نريد أطماع الامبرياليّة الفارسية في لبنان". واعتبر ان "التيار الوطني الحر" وغيره "كلهم تفاصيل وأتباع لـ"حزب الله".

وعما اذا كان "حزب الله" لبنانياً، قال: "إن جذوره من الشعبيّة اللبنانيّة ولكن هذا التمويل الهائل وهذا التسليح أصبح دولة ضمن دولة لحساب مشاريع لا علاقة للبنان بها".

سئل "يلاحظ ان تصريحاتكم تأتي في فترات الهدوء النسبي؟"، فأجاب: "لا، غير صحيح، عندما وصل كلامهم إلى الذروة وتكرار انّ مروان حمادة كان ينسّق مع المخابرات الإسرائيليّة في كيفيّة قصف مقرّ "حزب الله" وحسن نصرالله، كما يُقال في العربي الدارج "طفح الكيل"، وكفى".

قيل له "الشيخ نعيم قاسم قال انكم تطوّرون الأزمة السنّية ـ الشيعيّة"، فرد قائلا: "غير صحيح هذا الكلام، لا يريدون المحكمة. ايران، لا تريد المحكمة لرفض الاغتيالات. أكرر، ربما الجهاز الأمني لدى "حزب الله" أو ما يُسمّى عماد مغنية متورّط في بعض الجرائم. رأينا كيف أنه في يوم اغتيال جبران تويني قدموا في بعض المناطق مع الأسف ضيافة الحلوى. والنظام السوري لا يريد المحكمة، ولن أكشف مَن هو هذا الركن لكنه ركن كبير قال ذلك سياسياً".

وسئل "لبنان إلى أين؟"، فأجاب: "لبنان كان على وشك الاستقرار وتطبيق الطائف والاستقلال وبناء علاقات ديبلوماسيّة مع سوريا، وترسيم الحدود معها، طبعاً أرسلنا الجيش نهائياً إلى الجنوب، وكنّا على وشك إقرار ربّما صيغة معيّنة مرنة تستوعب فيها الدولة ميليشيا "حزب الله"، فجأة ذهب نصرالله إلى الحرب منفرداً بأمر ايران وأدخلنا في هذه الدوّامة، وفي الأسبوع الذي تلا نهاية الحرب قال انه يريد حكومة وحدة وطنيّة. في النهاية يريد الانقلاب على هذه الحكومة لأنه تلقى تعليمات من خامنئي الذي قال بدوره انه يريد أن يهزم المشروع الأميركي في لبنان، وبشار الأسد أثنى على هذا الأمر. إذاً، مع الأسف أدخلنا نصرالله وحلفاؤه في محور اقليمي لا نريده".

وعما اذا كانت تجري اتصالات لعقد لقاء بينه وبين نصرالله، قال: "لا أريد أن أجتمع به، لا أكثر ولا أقل. إذا كان لا بد من الوصول إلى اجتماع ما، فلنعد إلى طاولة الحوار على الأسس التي اتفقنا عليها قبل الحرب".

بري المعطّل

قيل له: "الرئيس برّي يحرص على القول فريق السلطة أو الموالاة ولا يقول..."، فأجاب: "غريب! الرئيس برّي هو رأس احدى مؤسسات السلطة وعطّل هذه المؤسسة. غريب هذا الأمر، وأعتقد أن الرئيس برّي حاله كحال هذا المواطن اللبناني الشيعي المعتدل، مخطوف، أعتقد أنّ الرئيس برّي في مكان ما هناك مسدّس موجّه على رأسه من القوى المحورية السورية ـ الايرانية. رأيناه في طهران عندما ذهب للقاء المسؤولين هناك كيف كانت قبل الظهر الحكومة برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة شرعيّة ودستوريّة، أما بعد الظهر عندما التقى المرشد الإلهي الروحي أصبحت الحكومة غير دستورية ولا شرعية، أتى الوحي الإلهي!!".

سئل "إذا صعّدت المعارضة، هل يكون هناك تصعيد من جانبكم؟"، فأجاب: "نحن على استعداد للوصول إلى الحوار وفق الثوابت لاتفاق الطائف. اتفاق الطائف ينصّ على أن يكون الجنوب تحت سيطرة الدولة، وحصريّة السلاح للدولة، ولا أعتقد ان أحداً في العالم يقبل بوجود جيش ضمن جيش شرعي، وبتمويل خارج اطار الدولة، ونظام أمني خارج اطار النظام الأمني للدولة، لا أعتقد أن هذا الأمر مقبول وليس هناك سابقة. هناك ثوابت، في ايرلندا الشمالية توصلوا رويداً رويداً إلى حلّ. هناك فئة، هناك حزب يخطف لبنان بأوامر غير لبنانيّة. نحن على استعداد للعودة إلى الحوار وفق هذه الثوابت".

المبادرات العربية

وعما اذا كان يعلق آمالاً على المبادرات العربية إذا لم تتفق الأطراف، قال: "هناك أطراف لبنانيّة، وهناك أطراف غير لبنانيّة، علينا أن نوضح. الأطراف اللبنانيّة هي التي تريد بناء دولة وتثبيت الدولة وحصريّة السلاح بالجيش اللبناني، وسيطرة الدولة على كل الأراضي، وهناك أطراف ومناطق ليست تحت سلطة الدولة، هذا هو الحال".

سئل "هناك كلام قديم لكم يؤخذ عليكم بأنكم تفضّلون الزبّالين في أميركا على بعض العروبيين؟"، فأجاب: "نعم قلت ذلك وأصرّ على هذا القول، طالما انّ النظام السوري بالتحديد لا يحترم أحداً. حرّية الإنسان وكرامته عند هذا النظام لا تُحترم. اتّهمونا في مرحلة معيّنة بأننا أدوات فأجبتهم، على الأقل في بلاد الغرب وبعض البلاد العربية حقوق الإنسان مصانة".

سئل "لماذا لم تقل مثلاً إنني أبيع هويتي اللبنانيّة وليس عروبتي؟"، فأجاب: "أعتقد أنه ما من أحد في العالم يستطيع أن "يغبّر" على عروبتي وعلى عروبة كمال جنبلاط الذي قتله النظام السوري، كفانا مزايدات".

 مهمة استطلاعية في المنطقة لاستجلاء حقيقة الوضع

وفد الجمعية البريطانية العربية يجول في المناطق الجنوبية

المستقبل - الاحد 7 كانون الثاني 2007 - جال وفد الجمعية البريطانية العربية في المناطق الجنوبية ضمن زيارته للبنان، بهدف اطلاع الرأي العام الغربي على طبيعة الاوضاع في المنطقة. وضم الوفد رئيس المفوضية الاوروبية السابق رئيس وزراء لوكسمبورغ جال سانتير، رئيس البرلمان الاسكتلندي الاسبق ديفيد ستيل ونوابا بريطانيين يرافقهم رئيس الجمعية نظمي قوجي وعضو تجمع اللجان والروابط الشعبية ناصر حيدر.المحطة الاولى للوفد كانت عند بوابة فاطمة بمواكبة امنية مشددة تولتها سرية الفهود في قوى الامن الداخلي ودورية للجيش. وقام اعضاء الوفد بالتقاط صورة تذكارية، وراقبوا مستوطنة المطلة الاسرائيلية المحاذية للمنطقة. ولوحظ انضمام سفيرة بريطانيا في بيروت فرنسيس غي للوفد.بعد ذلك، انتقل الوفد الى معتقل الخيام حيث كان في استقبالهم مسؤول منطقة الجنوب في "حزب الله" الشيخ نبيل قاووق في قاعة اعدت خصيصا عند مدخل المعتقل الذي دُمرت كل مبانيه وغرفه في الغارات الجوية الاسرائيلية في عدوان تموز الاخير. أما السفيرة غي فلم تدخل القاعة بل تجولت بين ركام المعتقل وتوقفت عند الناحية الشرقية المقابلة لمزارع شبعا المحتلة مع عدد من الشخصيات المرافقة لها.

وتحدّث قوجي فأمل ان تتيح زيارة الوفد البريطاني للمنطقة ان يطلع من كثب على الاوضاع فيها لكي ينقل الصورة الحقيقية وليس المشوهة التي تنقلها بعض وسائل الاعلام الغربية. وقال قاووق، نرحب بكم في معتقل الخيام، هذا المكان الذي كان في السنوات الماضية رمزا للارهاب الاسرائيلي. وفي العدوان الاخير، ارادوا تدمير هذا الرمز في محاولة اسرائيلية للتعتيم على الجرائم والارهاب اللذين مارسوهما في هذه المنطقة. أضاف، النوايا العدوانية الاسرائيلية هي اساس الشر في المنطقة واساس الازمة اللبنانية واساس بقاء مبرّر المقاومة لأن المقاومة ستحرر الارض التي لا تزال محتلة في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وتريد ان تكون الى جانب الجيش اللبناني لتأمين حماية لبنان من اي عدوان اسرائيلي محتمل.

وتناول "السياسات الخاطئة التي تعتمدها إدارة الرئيس الاميركي جورج بوش في المنطقة والتي تعتمد على الحروب والقتل خدمة للمشاريع الاسرائيلية"، مبديا ارتياحه "لتفهم الشعبين البريطاني والاميركي لسياسات جورج بوش وطوني بلير". وقال، نحن في لبنان استطعنا ان نواجه العدوان العسكري الاسرائيلي وننتصر. نحن في المعارضة الوطنية اللبنانية لا نريد مواجهة بين اللبنانيين. نريد حكومة لجميع اللبنانيين يكون فيها القرار للبنانيين وليس القرار هو املاءات اميركية ولا بريطانية ولا فرنسية ولا سعودية ولا ايرانية ولا سورية.

بعد ذلك، عرض قاووق امام الوفد قنابل عنقودية اسرائيلية ألقتها القوات الاسرائيلية في عدوانها الاخير على المناطق الجنوبية، ثم جال والوفد في ارض المعتقل المدمر. ولوحظ ان السفيرة البريطانية التي كانت تنتظر طوال وقت وجود الشيخ قاووق والوفد في القاعة في باحة المعتقل، لم تقترب من الوفد في اثناء تجواله بين ركام المعتقل المدمر.بعد ذلك انتقل الوفد البريطاني الى مرجعيون حيث أولم لهم طارق ابو سمرا، في حضور قائمقام مرجعيون بالإنابة قاسم نصار، رئيس بلدية مرجعيون فؤاد حمرا، والمتروبوليت الياس الكفوري، وقائد القطاع الشرقي في قوة اليونيفيل المعززة الجنرال الاسباني غارسيا سانشيز وضباط القيادة.

ويعتزم الوفد توجيه دعوات للبرلمانيين اللبنانيين لزيارة البرلمان البريطاني والبرلمان الأوروبي، وإطلاع الرأي العام الغربي على حقيقة الموقف في المنطقة.

واعتبر قوجي أن "من الضروري أن يستمع السياسيون الأوروبيون إلى وجهات نظر قادة وسياسيي المنطقة حول ما يجري. فالكثير مما يتم تداوله في وسائل الإعلام، نسخ مجتزئة من الصورة هناك. والمنظمة تسعى إلى ردم الهوة بين العالم الغربي والدول العربية، واستحداث آليات للتفاهم".

وعن هدف الزيارة، قال قوجي "الزيارة مقدمة لمبادرة سياسية ـ اقتصادية تتبناها المنظمة وتسعى إلى انفتاح الغرب على قضايا المنطقة. ولن تقتصر المبادرة على سوريا ولبنان، لكنها ستشمل بعض الدول العربية".كما تحدثت العضو المستقل في البرلمان البريطاني، ووزيرة التعاون الدولي السابقة كلير شورت عن هدف الزيارة ومهمة الوفد الاستطلاعية واستجلاء حقيقة الوضع في المنطقة العربية

 حزب الله فاقد الأهلية ولا يأخذ مصالح اللبنانيين في الاعتبار"

سعيد يحذر من استغلال معاناة الناس والورقة الاقتصادية للانقلاب على الحكومة وتغطية الفشل في تحقيق أهداف سياسية

المستقبل - الاحد 7 كانون الثاني 2007 - اكد النائب السابق فارس سعيد ان "لا خوف على الدعم الدولي والعربي لمسيرة النهوض التي تخوضها حكومة لبنان برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة، طالما ان هذه الحكومة موجودة وتتمتع بثقة المجلس النيابي، وبثقة غالبية الشعب اللبناني". ولاحظ انه "في كل مرة يعود لبنان الى دائرة الاهتمام الدولي أكان على المستوى الاقتصادي، أم السياسي هناك أطراف لبنانية جاهزة فوراً للاعتراض على هذه العودة، وكأن هناك خطة معتمدة من بعض الأطراف التي تدين بولائها لخارج لبنان قبل لبنان، وبالتالي تريد عودة لبنان الى ما كان عليه قبل الانسحاب السوري، وخصوصا ان يتحول المجتمع اللبناني الى مجتمع ريعي"، محذرا من "استخدام معاناة الناس للانقلاب مرة جديدة على الحكومة وإعطاء مشهد للخارج بأن هذه الحكومة ولو شاركت في "باريس ـ3"، هي في موقع اعتراض من شريحة من المجتمع اللبناني".وقال في حديث لاذاعة "الشرق" أمس: "هناك أطراف لديها علاقة مع إيران تستمد المال منها، وتوزعه على جمهور معين، لالحاق كل اللبنانيين بهذا الطرف، وهو المتوكل بانشاء اقتصاد ريعي بينما طلب اللبنانيين أن يكون هناك دولة لبنانية ترعى شؤون المواطنين، تخوض عملية نهوض اقتصادي ولو كانت موجعة، تكون متكاملة مع نظرة من المجتمع الدولي لمساعدة لبنان، كل لبنان".

ورأى أنه "بعد انسداد الأفق السياسي للحركة الاعتراضية التي انطلقت في الأول من كانون، وبرهنت مع الوقت بأنها غير قادرة على تحقيق انجازات سياسية، انتهى الموضوع الى مهرجان منظم من فريق سياسي واحد، وبالتالي نقطة استقطاب شعبية بالنسبة الى اللبنانيين، وثانياً غير قابل على تحقيق أهداف سياسية، وبالتالي يأخذون اليوم الورقة الاقتصادية ذريعة. ومرة جديدة سوف تستنفر المعارضة الطبقات الشقيقة والعاملة والنقابات بحجة أن الورقة الاصلاحية تزيد على المواطنين ضرائب ورسوما وتضحيات اضافية، وبالتالي سوف تستخدم ورقة النقابات".

واذ اعتبر ان "من حق النقابات كما الهيئات الاقتصادية، والجميع التعبير عن آرائه بالورقة الاقتصادية، هذا مصدر غنى وإثراء لنجاح الورقة، ولنجاح باريس ـ3"، مشيرا الى أن "عودة لبنان الى الاهتمام الدولي أمر ملح وضروري، ولا خيار أو بديل آخر".

اضاف: "إذا كان هناك داخل الورقة الاصلاحية بعض الأمور والنقاط التي تنظر بها النقابات والهيئات فهذا أمر مشروع ومنطقي، لكن استخدام معاناة الناس وفقرها للانقلاب مرة جديدة على الحكومة في لبنان وإعطاء مشهد للخارج بأن هذه الحكومة ولو شاركت في "باريس ـ3"، هي موقع اعتراض من شريحة من المجتمع اللبناني، هذا شيء نحذر منه، وهو موضوع لا علاقة له بنسبة الضريبة على القيمة المضافة، او بنسبة التضحيات المالية، هذا موضوع سياسي بامتياز".

ولفت الى ان "هناك فريق يريد ان يستخدم سياسياً الورقة الاقتصادية للانقلاب على الحكومة بعدما فشل في تحقيق أهداف سياسية، ويحاول أن يسجل أهدافا اقتصادية".

وأكد انه "لا يجوز للمشهد السياسي أن ينقسم. يقال ان قوى 14 آذار ليس عندها قلب على المجتمع اللبناني والعمال، وأن قوى 8 آذار حريصة على مستقبل اللبنانيين وعلى رخائهم الاقتصادي، هذا أمر غير قابل للتصديق"، مذكرا بأن "من يقوم بحرب 12 تموز من دون أي حسيب أو رقيب ولا يقبل حتى سؤال: لماذا، وكيف، والتوقيت، وبأي اتجاه، وبأي ثمن مدمر للبنان واقتصاده، ولا يأخذ بالاعتبار مصالح اللبناني في القطاعات السياحية والمصرفية، ولا بحياتهم، ولا بمصالحهم الخاصة، ليس بإمكان هذا الفريق أن يأتي ليخبرنا اليوم بأنه حريص على جيوب اللبنانيين، وهم الذين دفعوا ضريبة الحرب بالأرقام والأثمان الكبيرة".

واوضح ان "في الورقة الاقتصادية نقاطا عديدة تحتاج الى دراسة وتدقيق ومطابقة في الأرقام والرؤى والاتجاهات، وعلى قوى 14 آذار، والحكومة اللبنانية أن تقوم بعملية توضيح ونقاش مع سائر المعنيين، أي كل اللبنانيين. لكن من ينتقد الورقة الاقتصادية، يلزمه على الأقل أهلية لكي ينتقد. وفاقد الأهلية هو الذي لا يأخذ مصالح اللبنانيين بعين الاعتبار عندما يقود لبنان في مغامرة كلفت لبنان أثمانا بشرية ومادية هائلة. هذه الجهة وتحديداً "حزب الله" هي فاقدة الأهلية لهذا الموضوع وخصوصا أن كل حركتها، وكل نظرتها الاقتصادية في لبنان ترتكز على شبكة علاقات ومصالح مع جمهورها، تقضي بأن تكون هي الوسيطة في فريق اقليمي. ايران، تبعث بالمال ليوزعه "حزب الله" على جمهوره، وربما على بعض الأطراف السياسية المتحالفة اليوم معه".

الدور الايراني

وتطرق الى الدور الايراني فقال: "ان السفير الايراني مع الاحترام لموقعه وموقع ايران في المنطقة، الا أنه لا أحد مقتنع الى الآن بأن "حزب الله" هو الذي يتكلم ويقول، وهو لا يستحي اصلاً من تمويله، وايديولوجيته، وسلاحه والمعالم المشتركة مع ايران. وبالتالي لا يمكن لأحد أن يوافق السفير الايراني بأن ايران لا تتدخل في لبنان. ايران خرجت فقط من الجنوب مع تنفيذ القرار 1701، ونحن نذكر انه في 24/5 /2000، حين تحرر الجنوب من العدو الاسرائيلي بفضل المقاومة الاسلامية آنذاك وتضامن من كل اللبنانيين، زار وزير خارجية ايران الجنوب، وتمشى على الخط الأزرق باشارة سياسية وديبلوماسية واضحة أن ايران أصبحت موجودة على البحر الأبيض المتوسط وهي جزء لا يتجزأ من الصراع العربي ـ الاسرائيلي. وكل الكلام الذي سمعناه في المرحلة الماضية والاتهامات التي أطلقها قادة من "حزب الله" باتجاه قادة العواصم العربية، وبأن هؤلاء القادة تخلوا عن قضية فلسطين المركزية، وأصبحت ايران رأس الحربة في الدفاع عن مصالح العرب والمسلمين، كل هذا الكلام سمعناه ويدل على نفوذ ايراني كامل في تحريك الخيارات الكبرى لـ"حزب الله"". واعتبر "أن هذا الحزب يدور بشكل كامل في فلك الارادات الايرانية والسورية ايضاً في لبنان. وهذه ليست أول مرة ترهن قوة لبنانية نفسها للخارج. هذا موضوع دفع اللبنانيون ثمنه معاناة كبيرة".

وتمنى أن يعي "حزب الله" وجمهوره خطورة المسألة. وقال: "هذا الحزب يبرز اليوم أمام اللبنانيين منذ خروج الجيش السوري كأنه الاداة في لبنان، التي تسعى الى تعطيل كل ما يمكن أن يبنى فيه. وقد اصبح اداة تعطيل لكل ما تقوم به هذه الحكومة أو اللبنانيون من أجل النهوض ببلدهم وإنهاء هذه المرحلة الاستقلالية. وكلما طالت المرحلة الاستقلالية كلما انعكس ذلك عدم استقرار سياسي وأمني واقتصادي، وهذا التعطيل المقصود منه إشعار اللبناني بعدم قدرة الحكومة وهذه القوى السياسية المحتضنة على النهوض ونقل لبنان من مرحلة الى أخرى".

وطمأن الى "أن ثقة اللبنانيين بأنفسهم أولاً وبحكومتهم هي ثقة كبيرة جداً، والفريق المعارض لا يشتغل بذكاء وانما بشكل مفضوح، مما يعطي قوى 14 آذار أساليب المواجهة، لان الحريص على لبنان لا يقوم بمغامرة 12 تموز، وكل الحركة السياسية التي يقومون بها في الاعتصامات تصب في مصلحة ايران وسوريا. الاولى تريد تحسين ظروف حوارها مع الأميركيين وتستخدم "حزب الله" كأداة. والثانية تريد الإطاحة بالمحكمة الدولية وتحقيق حلمها الاستعماري القديم بالعودة الى لبنان، وهذا يرفضه الشعب اللبناني. وحزب الله أصبح اليوم في دائرة الاتهام لدى غالبية هذا الشعب بأنه رأس حربة قيام لبنان ونهوضه، واداة التعطيل التي يشهدها اليوم. ومؤسف جداً هذا الدور السلبي لحزب الله بعدما كان حزباً طليعياً في حركات التحرير الوطنية والعربية".

 

آخر ما يتمناه الأسد أن يكون وضعه مثل ميلوسوفيتش

شمعون: عون حليف لسوريا أكثر من غيره وقيام المحكمة ممنوع لتنافيها مع مصلحتها

المستقبل - الاحد 7 كانون الثاني 2007 - رأى رئيس "حزب الوطنيين الأحرار" دوري شمعون أن "قيام المحكمة الدولية ممنوع بالشكل المبرمج اليوم لأن الأمر ليس من مصلحة سوريا، وما يتنافى مع مصلحة سوريا يتنافى مع مصلحة العماد ميشال عون وحزب الله"، معتبرا أن "عون حليف لسوريا شئنا أم أبينا، ومن لا يستنتج تحالف عون مع سوريا يكون أعمى". واكد أن "محاولة إسقاط المحكمة أو إضعافها، يعني إما أن الامر لتأمين مصلحة سوريا، ما يعني انهم عملاء بيد سوريا اي "باش كاتب"، او ان لديهم مصلحة شخصية بعدم قيام المحكمة خوفا من ان تطالهم المحكمة بأي شيء". ودعا "المعارضة اذا كانت ترغب في المحافظة على مصلحة البلد، الى ان تتعالى عن لغة الشارع وسياسته، وتعمد الى تفنيد بنود الخطة ووضع ملاحظاتها عليها". وقال في حديث إلى إذاعة "لبنان الحر" ضمن برنامج "على مسؤوليتك" أمس: "الوضع مرتبط اليوم بشكل أساسي بموضوع المحكمة الدولية، فإذا تراجعت الحكومة عن السير في موضوع المحكمة تعود الأمور إلى مجراها بحسب الفريق الآخر". ولاحظ أن "قيام المحكمة الدولية ممنوع بالشكل المبرمج اليوم لأن الأمر ليس من مصلحة سوريا، وما يتنافى مع مصلحة سوريا يتنافى مع مصلحة العماد ميشال عون وحزب الله".

اضاف: "عون حليف لدمشق أكثر من غيره، فهو أقام اتفاقا مع سوريا وحلفائها منذ تموز 2004، وقد ساعدته في انتخاباته أجهزة الحقبة الماضية لكي يحقق النتائج التي حصل عليها، وهو يعتبر أنه ما دام تم انسحاب الجيش السوري من لبنان فهذا يعني أن سوريا لم تعد تتدخل بلبنان".

وسأل: "كيف يدّعي عون بأنه لم يتعامل مع سوريا؟ فالدعم الذي حصل عليه في الانتخابات النيابية الأخيرة ووجود النائب ميشال المر، الحليف الأساسي لدمشق في كتلته، وتحالفه مع النائب السابق سليمان فرنجية، البدل عن ضائع، أدلة تؤكد هذا التعامل"، مشددا على أن "عون حليف لسوريا شئنا أم أبينا، لا يتحدث عن هذا الأمر بصراحة لأن ذلك ليس من مصلحته، ولكنه يغش فئة واسعة من اللبنانيين الذين بسببه فتك بهم السوريون وقتلوهم وخصوصا العسكر الذين استشهدوا عندما هرب من لبنان. اليوم يرى من مصلحته التحالف مع سوريا معتبرا أنه بهذه الطريقة يصل إلى رئاسة الجمهورية. إذا كانت الرئاسة ستأتي عن يد سوريا هنئيا له، ومن لا يستنتج تحالف عون مع سوريا يكون أعمى".

وعن استفزاز الأكثرية لفئة معينة عبر عقد جلسات لمجلس الوزراء على الرغم من إجماع قوى المعارضة على عدم شرعية الحكومة، قال: "استقال الوزراء الشيعة من الحكومة احتجاجا بشكل أساسي على قضية المحكمة، فهل هذه المحكمة هي ضد الطائفة الشيعية؟ إنهم يستغلون هذه الطائفة للوصول إلى أهدافهم السياسية وفي مقدمها إسقاط المحكمة لأن سوريا ترفضها. وهذا الأسلوب الحاد في مواجهة الحكومة ومحاولة إسقاط المحكمة أو إضعافها، يعني أمرين: إما أن الامر لتأمين مصلحة سوريا، ما يعني انهم عملاء بيد سوريا اي "باش كاتب"، او ان لديهم مصلحة شخصية بعدم قيام المحكمة خوفا من ان تطالهم المحكمة بأي شيء، وعندما يبلغ بهم الامر حد الاستعداد لتخريب البلد لمنع قيام المحكمة، يحق للناس ان تتساءل عن الاسباب".

واعتبر أن "حزب الله وراء محاولة شل الحكومة ووضع اليد عليها بالتعاون مع العماد ميشال عون"، مؤكدا أن "الحكومة شرعية وميثاقية و"حزب الله" وحركة "أمل" يحرضان شارعا رئيسا لمكاسب سياسية وتنفيذا للسياسات الايرانية والسورية".

وقال: "لسنا في حاجة الى خلق اوضاع متشنجة تؤدي الى ردات فعل بين طائفة واخرى. من حق المعتصمين ان ينزلوا الى الساحات وفق الاسس الديموقراطية، ولكن لا يحق لهم شل البلد. فليحافظوا على الاستقرار الامني ويبقوا قدر ما يشاؤون في الشارع".ورفض اعتبار انعقاد مجلس الوزراء واقرار الخطة الاصلاحية خطوة تصعيدية، قائلا: "اذا كانت المعارضة ترغب في المحافظة على مصلحة البلد، عليها ان تتعالى عن لغة الشارع وسياسته، وتعمد الى تفنيد بنود الخطة ووضع ملاحظاتها عليها".ورأى أنه "طالما يوجد "حزب البعث" في دمشق وهو لا يعترف بلبنان سيدا، حرا، مستقلا، طالما ستستمر الصعوبات التي نتعرض لها اليوم خصوصا في ظل وجود مجموعة في الداخل اللبناني مسيرة في هذا الاتجاه. السوريون لم يستوعبوا حتى اليوم انهم انسحبوا من لبنان ويقلقهم سعي اللبنانيين الى محكمة دولية قد تطالهم. ان آخر ما يتمناه بشار الاسد ان يوضع امام المحكمة مثل ميلوسوفيتش". واشار الى أنه "في حال برهن لبنان انه عاجز عن انشاء محكمة وجهاز عدلي محترم من كل الدول، ستعمد الدول التي تدعم المحكمة الى استخدام الفصل السابع".

 

2007: تصعيد اميركي ضد سوريا

الأحد 7 يناير -ايلاف

بهية مارديني من دمشق: مع مطلع 2007 صعّدت واشنطن من سياساتها ضد سوريا، وفرضت عقوبات على شركات روسية وصينية وكوريا شمالية لـ"بيعها ايران وسورية صواريخ وغيرها من الاسلحة"، كما ا علنت تجميد الأصول المملوكة لثلاث مؤسسات بحثية سورية بدعوى" الاسهام في نشر اسلحة الدمار الشامل"، في حين دعت الرئيسة الجديدة لمجلس النواب الأمريكي النائبة الديمقراطية نانسي بيلوسي إلى إشراك سوريا في مؤتمر إقليمي حول الوضع في العراق.  ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن مسؤولين اميركيين "ان العقوبات طالت ثلاث شركات صينية حكومية ، وثلاث شركات روسية ، وشركة تعدين كورية شمالية ، وذلك وفق قانون اميركي صادر عام 2005 يقضي بفرض عقوبات على من يبيع ايران وسورية أسلحة " .  وبموجب هذه العقوبات فإن الادارة الاميركية ستمتنع عن التعامل مع هذه الشركات او دعمها مدة سنتين، كما تحظر على الشركات الاميركية بيعها سلعا محددة . وافادت الواشنطن بوست ان هذه "الشركات باعت ايران وسورية اسلحة وتحديدا الصواريخ لسورية".

روسيا ترد ببيان شديد اللهجة

وفي حين لم يصدر اي رد فعل سوري على هذا القرار، انتقدت وزارة الخارجية الروسية العقوبات التى فرضتها الولايات المتحدة على عدد من شركاتها، حيث اكدت في بيان اليوم أن "هذه الشركات تعمل على الدوام بما يتفق بالكامل مع التشريعات الروسية في مجال الرقابة على صادرات الاسلحة" ، وقال البيان "انها ليست المرة الاولى التي تعمد فيها الولايات المتحدة انطلاقا من القانون الامريكى الداخلي الى توجيه اتهامات غير مبررة الى شركات روسية" ، منوها الى انها "ليست الحادثة الاولى التي تبذل فيها الولايات المتحدة محاولات باطلة لتطبيق تشريعاتها الداخلية على شركات اجنبية وارغامها على العمل بموجب القواعد الامريكية"، وقال ا لبيان انه "يحق للولايات المتحدة ان تختار الجهات التى تتعاون او لا تتعاون معها أما ما يتعلق بالشركات الروسية ، فانها ستعمل على الدوام انطلاقا من مصالح روسيا وضمن اطر التشريعات الروسية أى ما يتفق بالكامل مع الالتزامات الروسية فى مجال الرقابة على صادرات الاسلحة".

وأعلن رئيس مجلس الاتحاد الروسي سيرغى ميرونوف ان قيام الولايات المتحدة بفرض عقوبات على ثلاث شركات روسية لصنع وتصدير الاسلحة "يهدف الى تمهيد الطريق أمام الشركات الامريكية فى اسواق الاسلحة الدولية".

وأكد ميرونوف اليوم ان هذه العقوبات هى "هدية من الساسة الاميركيين لشركاتهم مشيرا الى ان الشركات الروسية تتقيد بالقواعد الدولية فى مجال تصدير الاسلحة".

وحول الموضوع ذاته قال قسطنطين كوساتشوف رئيس لجنة العلاقات الدولية في مجلس الدوما ان "الرقابة على تصدير الاسلحة فى روسيا تعتبر صارمة جدا وتتفق مع الاليات والالتزامات الدولية، ووصف كوساتشوف العقوبات الامريكية بانها" مجحفة وباطلة "،واضاف" ان الامريكيين يعملون بصورة سطحية وقصيرة النظر".

وكانت وزارة الخزانة الأميركية اعلنت منذ ايام عن تجميد الأصول المملوكة لثلاث مؤسسات بحثية سورية بدعوى الاسهام في نشر اسلحة الدمار الشامل ، وقال وكيل وزارة الخزانة لشؤون الارهاب والاستخبارات المالية ستيوارت ليفي في بيا ان "سوريا تستخدم منظمات حكومية رسمية لتطوير اسلحة غير تقليدية والصواريخ التي تقوم بحمل هذه الأسلحة".

ونوه ليفي ان المؤسسات المعنية بالقرار هي "المعهد الأعلى للعلوم التطبيقية والتكنولوجيا ومعهد الالكترونيات والمعمل الوطني للمواصفات والمعايرة". وتعهد ليفي بأن تقوم الولايات المتحدة "بمواصلة اتخاذ الاجراءات اللازمة لمنع من يقومون بنشر اسلحة الدمار الشامل تحت رعاية حكومية من استخدام النظام المالي الدولي".

ولفت الى ان تلك المؤسسات تابعة لمركز الدراسات العلمية والابحاث في سوريا الذي كان الرئيس جورج بوش قد اصدر امرا بتصنيفه كمؤسسة تسهم في نشر اسلحة الدمار الشامل في 29 يونيو من العام 2005 باعتباره مسؤولا عن تطوير وانتاج الاسلحة غير التقليدية والصواريخ التي تقوم بحملها وتطوير الاسلحة البيولوجية والكيميائية.  وبمقتضى هذا القرار يحظر على جميع المؤسسات والاشخاص الاميركيين اجراء اي صفقات مع المؤسسات السورية الثلاث فضلا عن تجميد أي اصول مملوكة لها في الولايات المتحدة او تحت سيطرة اي مؤسسة أمريكية. ومنذ تشرين الاول(اكتوبر) عام 2005 اصدرت وزارة الخزانة الأميركية قرارات باعتبار ان 21 مؤسسة تسهم في نشر اسلحة الدمار الشامل ،من بينها ثماني مؤسسات من كوريا الشمالية واربع مؤسسات ايرانية واربع صينية على صلة بأنشطة التسلح الايرانية، ومؤسسة سويسرية وشخص سويسري على صلة بكوريا الشمالية بالاضافة الى ما قررت حول المؤسسات السورية الثلاث.

الدعوة الى مشاركة سوريا في لقاء حول العراق

من جانبها قالت الرئيسة الجديدة لمجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي في مقابلة صحفية الجمعة إنه "يجب مشاركة إيران وسورية فى لقاء إقليمي حول العراق" وهو الامر الذي نصحت به لجنة بيكر هاملتون بخصوص العراق.  ودعت بيلوسي إلى "إصلاح الصورة السيئة التي تركتها الولايات المتحدة فى العراق عبر العمل على تحقيق تقارب متعدد الأطراف حيال القضايا الخارجية فضلا عن دعم المؤسسات الدولية ".

وكانت بيلوسي دعت في خطابها الاخير بعد انتخابها، الى التغيير، لا سيما في العراق. وقالت ان "انتخابات 2006 كانت دعوة الى التغيير ليس فقط تغيير الغالبية في الكونغرس بل تغيير الاتجاه بالنسبة الى بلادنا. لم يعبر الاميركيون يوما عن ضرورة تغيير الاتجاه بمثل هذا الوضوح الذي ظهر في ما يتعلق بالعراق".

و بيلوسي المرأة الاولى التي تنتخب على راس مجلس النواب الاميركي، تتبنى بقوة القيم الاكثر تقدمية في الحزب الديموقراطي، الا انها تشكل ايضا احد رموز الانقسامات داخل حزبها ، بحسب تقارير متعددة .  ودخلت النائبة عن سان فرانسيسكو تاريخ الولايات المتحدة بصفتها المراة الاولى التي تتولى رئاسة المجلس النيابي ،والثالثة من حيث التراتبية بين مسؤولي البلاد بعد الرئيس ونائب الرئيس ، وسيتحتم على ادارة الرئيس الاميركي جورج بوش في المستقبل التعامل مع بيلوسي التي تعتبر عدوة الجمهوريين اللدودة منذ سنوات خلال ترؤسها كتلة الاقلية الديموقراطية في مجلس النواب الاميركي، وبيلوسي من النواب القلائل الذين صوتوا في 2002 ضد اللجوء الى القوة في العراق ، وقد اكدت باستمرار انه في حال فوز الديموقراطيين بالغالبية، فسيسعون الى الحصول على سحب تدريجي للقوات الاميركية من العراق بحلول نهاية العام 2007.

 

الصنداي تايمز تكشف عن سيناريو إسرائيلي ضد نووي إيران

الأحد 7 يناير -بي. بي. سي. لندن: "حالما يعطى الضوء الأخضر، ستكون المهمة واحدة وستكون الضربة واحدة وسيتم دمار المشروع النووي الإيراني برمته" بهذه الكلمات كشفت مصادر عسكرية اسرائيلية عن سيناريو خاطف تعمل اسرائيل على تطبيقه للقضاء على مشروع ايران النووي "ناتانز". و تضيف المصادر العسكرية و في حديث لصحيفة الصنداي تايمز البريطانية الصادرة اليوم ان سيناريو الضربة النووية التي تخطط إسرائيل لتوجيهها إلى منشأة ناتانز النووية الإيرانية يتلخّص كالتالي: قنابل تقليدية موجهة بالليزر تقوم أولا بفتح "أنفاق" في الأهداف. ومن ثم تطلق على الفور "القنابل النووية الصغيرة" على منشأة ناتانز، لتنفجر عميقا تحت الأرض وتقلص المخاطر التي ستنشأ عن الغبار الذري المتساقط.

وكشفت الصنداي تايمز ، التي انفردت بنشر الخبر على صدر صفحتها الأولى وخصصت مساحات واسعة لتفاصيله وللرسوم البيانية والخرائط المفترضة للهجوم على صفحاتها الداخلية، كشفت أن إسرائيل قد انتهت لتوها من إعداد الخطط السرية لتدمير التجهيزات النووية الإيرانية لتخصيب اليورانيوم المشع وذلك باستخدام ما أسمته "سلاحاّ نووياّ تكتيكياّ".  وإمعانا في ذكرها لتفاصيل الخطة المزعومة، كشفت الصحيفة عن قيام سربين من طائرات سلاح الجوي الإسرائيلي بإجراء تدريبات عملية لتفجير المنشأة الإيرانية من خلال استخدام قنابل نووية ذات قدرات منخفضة، ولكنها في الوقت ذاته قادرة على اختراق المنشآت المحصنة تحت الأرض.

وقالت الصحيفة إن جهاز الاستخبارات الإسرائيلية-الموساد- قام بشكل جزئي بالتشجيع على الخطط الجديدة، التي كشفتها لها المصادر الإسرائيلية الأسبوع الماضي، وكذلك في إطار تقديراتها أن إيران على وشك إنتاج ما يكفي من مادة اليورانيوم المخصب لصنع قنابل نووية خلال سنتين.  وفي ظل الحديث عن هجوم نووي تقول مصادر إسرائيلية إنه لن يتم اللجوء إلى الخيار النووي هذا إلا إذا استبعد خيار تسديد ضربة تقليدية وإذا رفضت الولايات المتحدة التدخل لوقف المشروع النووي الإيراني.وقد حذرت اسرائيل مرارا المجتمع الدولي من البرنامج النووي الايراني معتبرة انه يشكل تهديدا في وقت يعتقد ان اسرائيل هي الدولة الوحيدة في الشرق الاوسط التي تمتلك اسلحة نووية حيث يتردد انها تمتلك 200 رأس حربي.

 

"الصيغة" اللبنانية تمثّل حاجة عربيّة وتركيّة وغربيّة ودوليّة

المستقبل - 2007 / 1 / 6  - نصير الأسعد

من نافل القول أن ثمة اهتماماً عربياً ـ غربياً ـ دولياً بالوضع في لبنان، لوحظ بلوغه مدى واسعاً خلال الشهور الأخيرة. واذا كان هذا الاهتمام يتخذ في وجه رئيسي من وجوهه صيغة دعم قوي لحكومة الرئيس فؤاد السنيورة، فإن وراءه فكرةً أو "فلسفة" من المفيد تسليط الضوء عليها بما يساعد على فهم طبيعة "المبادرات" التي يشهدها لبنان.

أردوغان: زيارته تعلن أن تركيا "معنيّة"

وكي تكون الأمور واضحةً منذ البداية، ينبغي القول إن الاهتمام المشار إليه يشمل تركيا التي زار رئيس وزرائها رجب طيب أردوغان بيروت قبل أيام قليلة، ولا بد من تعيين الأبعاد الرئيسية لهذه الزيارة ودلالاتها.

فبصرف النظر عن مآل الجانب المتعلق بـ"الوساطة" التي يمكن أن يقوم أردوغان بها في اللحظة الإقليمية ـ الدولية الراهنة، فإن زيارته الى لبنان تشكّل إعلاناً واضحاً عن أن تركيا ليست فقط "مهتمّة" بلبنان بل إنها "معنيّة" به أيضاً.

صارت تركيا معنيّة في المباشر بلبنان وبما يجري فيه، وهي دولةٌ إقليميةٌ رئيسية في المنطقة، لأسباب عدّة. ففي لبنان تدخّل جارٍ على قدم وساق من قبل قوى إقليمية جارة لتركيا، أبرزها إيران. ثم عندما يقول أردوغان علناً إن ما يجري في لبنان إذ ينطوي على خطر فتنة مذهبية، إنما ينعكس على المنطقة كلها، فهو يعني تماماً ما يقول من زاويتَين على الأقل: فمن زاوية أولى يشكّل التمدّد الإيراني في منطقة الشرق الأوسط خطراً على مصالح تركيا وموقعها ودورها، بين علاقتها بأوروبا من ناحية وعلاقتها بالشرق العربي والإسلامي من ناحية ثانية، ومن الزاوية الثانية فإن "المشروع الإقليمي الإيراني" يتضمّن مخاطر "فرز" على مستوى المنطقة وكياناتها، بما يشرّع المنطقة للفوضى. وإلى ذلك يضاف أن تركيا لا يمكن أن تكون "محايدة" حيال "لعبة" تجري في حديقتَيها الأمامية والخلفية على السواء. ولهذه الأسباب مجتمعةً وغيرها، فإن في استقرار لبنان مصلحةً تركية لم يتردّد المسؤول التركي في تأكيدها.

"النظام العربي" و"الشارع العربي"

هذا من الجانب التركي. أما من الجانب العربي، فيبدو أن الأمور تسلك المسار التركي نفسه مع اعتبارات عربية "إضافية".

لا شك في أن "المشروع الإقليمي الإيراني" يثير قلقاً عربياً كبيراً. ويتبدّى هذا القلق بشكل رئيسي على مستوى "النظام العربي الرسمي"، ولا يزال بدرجة أقل على مستوى "الشارع العربي" الذي يتشكّل "وعيه" مِن معطيات عدّة: فبين "الديموقراطية" التي لا يجدُها في العديد من "الأمكنة" العربية وبطء "الجرعات" الديموقراطية في "أمكنة" أخرى، وبين تحميله أنظمة المنطقة مسؤولية التهميش الذي أصاب العرب في ظلّ "المدّ الأميركي" منذ تسعينات القرن الماضي، وبينَ بقاء القضية الفلسطينية بدون حلّ، وبين ما يجري في العراق من تمزيق لوحدة هذا البلد العربي.. "يستقبل" الشارع العربي "الشعارات" الإيرانية، و"يؤخذ" بمقاومة "حزب الله" وما يصاحبها من بطولات فعليّة. وعليه فإن "التفاوت" بين وعي "النظام العربي" من جهة، ووعي "الشارع العربي" من جهة ثانية، ذو أسباب موضوعيّة، لكنّه تفاوتٌ قابل للردم كلّما اتضح انّ الصراع يتعلّق بهويّة المنطقة وكلّما استقامت أمور الإصلاح المتدرّج في دول المنطقة.

"النظام العربي" و"الصحوة" والتدرّج

ومع التحوّلات التي شهدها لبنان منذ جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، "تدرّج" موقف "النظام العربي" حيالَ هذه التحوّلات. وإذا كان مما لا شكّ فيه أن "النظام العربي" تضامنَ مع لبنان ضدّ هذه الجريمة وسائر الجرائم الإرهابية، فإنه بدا خلال عام تقريباً "حذراً" إزاء المتغيّرات اللبنانية.

بعضُ "النظام العربي" قاربَ حركة 14 آذار 2005 ونتائجها سواء لجهة خروج سوريا من لبنان أو لجهة استعادة مسار "الديموقراطية اللبنانية" على أنها نموذجٌ يمكن أن "يجتاح" المنطقة لتبدو الديموقراطية "زاحفة" باتجاه دول عدّة.

غير أن "النظام العربي" بمحصّلته الرئيسية، بدا شديد التخوّف من أن تكون لحركة 14 آذار مفاعيل "تُستخدم" ضد النظام السوري داخل سوريا أو يمكن أن تكون حافزاً للولايات المتحدة على حمل لواء إسقاط هذا النظام الذي يتدخّل في مواقع أخرى غير لبنان أيضاً. وكان موقف "النظام العربي" ضد ما يؤدي الى إسقاط نظام الأسد ومع محاولة إنقاذه على أساس مصالحته مع قرارات الشرعية الدولية. والحُجّة الرئيسية التي راجت في تلك الفترة، كانت أن "النظام العربي" يرفض عراقاً ثانياً في سوريا، ما يعمّم الفوضى ويطلق حالةً من الاضطراب الإقليمي.

على أن التطوّرات التي حصلت بعد ذلك، ولا سيما في الربع الثاني من العام الماضي، ثمّ تحديداً حرب تموز على أرض لبنان، وبعدَها استدارةُ "حزب الله" نحو الداخل بدعم سوري ـ إيراني، جعلت "النظام العربي" يبدو أمام "صحوة" بالمعنى الحرفيّ للكلمة.

تبيّن له أن "المشروع الإيراني" يواصل تمدّده باتجاه مفاصل في المنطقة وباتجاه فلسطين.

وتبيّن له أن النظام السوري يُحكم التحاقه بالمشروع الإيراني بحيث يستحيل فكّه عنه.

وتبيّن له أن التحالف السوري ـ الإيراني الإقليمي يغذّي بأشكال ووسائل مختلفة حالات أصولية خطيرة في المنطقة. وتبيّن له أن ما حاول إنقاذ سوريا منه، أي "النموذج" العراقي، يقوم هذا التحالف بـ"تصديره" إلى لبنان. ومع كل هذه التطوّرات في "وعي" حقيقة ما يجري، لمس "النظام العربي" أن حركة 14 آذار ليست "حالة ثورية" ضدّه تطرُق أبواب تغيير الأنظمة، بل هي حركة استقلال وحركة استعادة النظام السياسي إلى سياق ديموقراطي طبيعي لبنانياً، وهي حركة اعتدال وتعاون على المستوى العربي. ولمس "النظام العربي" أن حركة 14 آذار هي في نهاية المطاف حركة ردّ اعتبار إلى اتفاق الطائف الذي رعاه "النظام العربي" أي ردّ اعتبار إلى "الصيغة اللبنانية" بما هي صيغة العيش المشترك، وكل ذلك بما لا يجعل من لبنان بؤرة اضطراب مقلقة للعرب.

مقولة أوروبية جديدة: الحل في لبنان

مدخل إلى الحل في المنطقة

تزامنت هذه "الصحوة" على مستوى "النظام العربي" مع تنامي قناعة غربية بأن ما يجري في لبنان على يد التحالف السوري ـ الإيراني يسيرُ باتجاه تعميم الفوضى الإقليمية، في وقت تراجع أوروبا والولايات المتحدة نتائج غزو العراق على العراق نفسه وعلى الوضع الإقليمي ككل.

وفي هذا المجال، برزت في الآونة الأخيرة وعلى ألسنة العديد من القادة الأوروبيين، مقولة "جديدة" ينبغي الانتباه جيداً إليها.

تفيد هذه المقولة "الجديدة" التي ظهّرها رئيس الوزراء الايطالي رومانو برودي اثناء زيارته بيروت قبل مدة، أن "الحل في لبنان هو مفتاح الحل في منطقة الشرق الأوسط".

طبعاً لم يقُل برودي ولا أي من قادة أوروبا إن أزمة لبنان هي أصل أزمة المنطقة. ولم يتنكّر أي منهم لحقيقة أن القضية الفلسطينية هي أساس الأزمة الإقليمية. لكنهم في مقولتهم الجديدة انما يعلنون بشكل واضح أن المطلوب "لبننة" الحل في العراق مثلاً وليس "عرقنة" لبنان، أي انهم يقتربون أكثر من اعتبار أن "الصيغة اللبنانية" تصحّ لأن تكون نموذجاً يعتمد في حلّ المشكلة العراقية إذا كان لا بدّ من وقف الحروب المتداخلة في العراق وإذا كان لا بدّ من انسحاب "التحالف الدولي" من بلاد الرافدين.

الاهتمام بـ"الصيغة اللبنانية"

إذاً، بالعودة إلى نقطة الانطلاق في هذا النصّ، فإن الاهتمام العربيّ ـ الغربيّ ـ الدولي بلبنان، يرتكز على اهتمام بـ"الصيغة اللبنانية" بما هي صيغة صالحة في لبنان وارتضاها اللبنانيون لتنظيم علاقاتهم، وبما هي صيغة صالحة لتطوير حلول لأكثر من أزمة في المنطقة. وعليه، فإن "صحوة" النظام العربي على هذه الصيغة انما هي دفاع عن لبنان وعن استقرار المنطقة، والاهتمام الدولي بلبنان هو في الوقت نفسه اهتمام بالاستقرار الإقليمي.

وهكذا فإن "الصورة" واضحة: النظامان العربي والدولي وبينهما تركيا يقفون بجانب لبنان الصيغة ونظامه السياسي الديموقراطي.

الاهتمام ليس بمشروع سلطوي

من الصعب أن يفهم التحالف السوري ـ الإيراني في لبنان أبعاد الاهتمام العربي ـ التركي ـ الغربي ـ الدولي على حقيقتها. من الصعب أن يفهم أن النظام العربي وتركيا لا يهتمان ويبادران لأسباب سنّية وإن كان الاعتبار السنّي فعلياً وحقيقياً. ومن الصعب أن يفهم أن الاهتمام الغربي والدولي ليس لأسباب مسيحية، خاصة بعد أن أكدت الكنيسة اللبنانية نفسها في خلاصات المجمع الماروني أن "الموارنة للبنان وليس لبنان للموارنة". ومن الصعب أن يفهم أن الاهتمام والتحرك العربيين والدوليين ليسا تدخلاً في صراع على السلطة مع فريق ضدّ فريق، بل هما في مجال الدفاع عن "نظام" سياسي وليس عن "سلطة" بذاتها. وإلا، لا تفسير لدخول الجهات المبادِرة في تفاصيل التركيبة الحكومية والـ19 + 10 + 1 والثلث وما أدراك ما الثلث، لو أن المسألة في لبنان مسألة حكومية بحتة، ولا تفسير لاضطرار رئيس الوزراء التركي، البعيد تماماً عن "التفاصيل اللبنانية" إلى الدخول في "ممرّ" هذه التفاصيل لو لم يكن على قناعة بأن المسألة في لبنان تتجاوز العنوان الحكومي الداخلي.

اللغة الخشبية والقوالب الجامدة معدّة سلفاً للقول إن ثمة تدخلاً عربياً ودولياً في الشؤون اللبنانية الداخلية، وان ثمة مشروعاً أميركياً ـ غربياً يستتبع حركة 14 آذار ويؤيّدها.

بيد أن ما يجب أن يكون في حساب التحالف السوري ـ الإيراني في لبنان، أن كل هذه المواقع العربية والتركية والغربية والدولية "تتدخّل" حفاظاً على "الصيغة اللبنانية" التي غدت "حاجة" عربية ودولية بكل معنى الكلمة.

المظلّة الواقية والدعم "غير العابر"

على "التحالف" أن يعي أن إعلان هذه المواقع كافة أنها ليست محايدة حيال ما يجري في لبنان، يعني أنها تدرك خطورة المضاعفات على الصعد كافة. وعندما تدعو الى عدم الخطأ في الحسابات، فإنها لا تهدّد، بل تهدف الى "تبصير" المعنيين جميعاً بأنه ليس مسموحاً التلاعب بـ"الصيغة ـ الحاجة"، وبأنها تقف جداراً فاصلاً في وجه الفتنة في لبنان.. أي في وجه أي مغامرة بالصيغة لن تكون آثارها مقتصرةً على لبنان.

في المقابل، إذا كان مقياس نجاح هذا الاهتمام وما ينتجه من مبادرات، هو قدرتُه في مدى زمنيّ قريب على إنتاج حلول "عملية" لعناوين ليست في الواقع سوى "ظاهر" الأزمة، فإن ذلك لن يكون مفيداً باعتبار أن الأمر تحكمه معادلات متداخلة و"طويل الأمد". لكن هذا الاهتمام ناجحٌ وفقاً لكل المقاييس الأخرى. ذلك أنه يشكّل مظلّة واقية فوق الوضع اللبناني، فضلاً عن كونه تأكيداً لحقيقة أن الموقف العربي ـ التركي ـ الدولي ليس دعماً عابراً للبنان الذي بات دعمُه عنواناً استراتيجياً وفقاً لكل المعاني الآنفة ولكل الأبعاد المشار إليها.

 

بحث حول التشيع في سوريا

 الأحد 7 يناير  -حُميده حَميد

بحث هو الأول من نوعه حول التشيع في سوريا

معطيات إحصائية شبه دقيقة حول عملية "التشيع" في سورية: الأرقام تشير إلى عكس ما يروج له في وسائل الإعلام

85 بالمئة يتم في أوساط الطائفة العلوية والباقي يتوزع على الطوائف الأخرى ولا تتجاوز النسبة في الوسط السني 2 بالمئة من إجمالي المتشيعين

استمرار الوتيرة على هذا النحو سيؤدي إلى "انقراض " الطائفة العلوية بعد 25 عاما والاسماعيلية بعد خمسين عاما!؟

ظهرت في الآونة الأخيرة إلى الوجود قضية لم تكن مطروحة على جدول أعمال اهتمامات الرأي العام، سواء داخل سورية أم خارجها، وهي قضية ما سمي بعملية التشيع في البلد المذكور. ولعل أول من أثارها المراقب العام للإخوان المسلمين في سوريا، المحامي علي صدر الدين البيانوني، ونائب الرئيس "المنشق" عبد الحليم خدام، في تصريحات إعلامية مختلفة قبل أن تأخذ طريقها إلى بيانات رسمية صادرة عن "جبهة الخلاص الوطني". وأشير في مختلف هذه التصريحات إلى أن السفارة الإيرانية تقود هذه العملية مقابل دفع مبالغ مالية لكل من يتخلى عن مذهبه السني ويلتحق بالمذهب الجعفري، وصولا إلى الإعراب عن مشاعر القلق بشأن ما يمكن يؤدي إليه الأمر من تغيير لبنية السكان الديمغرافية في سوريا! وبدا أن وراء إثارة القضية "أمر عمليات" صادر من جهة ما، بدليل أن عشرات المقالات ظهرت دفعة واحدة، في مواكبة هذه التصريحات، على مختلف مواقع الإنترنت التابعة للجهتين المذكورتين، سواء بشكل رسمي أو غير رسمي. والأدهى من ذلك أن نشطاء معارضين يعيشون في المنفى منذ عشرات السنين، وبعضهم (مثل فريد الغادري) لا يجيد تحديد الموقع الجغرافي لأربع مدن سورية دون الاستعانة بأطلس (بالمعنى الحقيقي لا المجازي)، ولا يعرف أي شيء على الإطلاق عن التركيبة الديمغرافية لسورية، انخرط في هذه الحملة بناء على " معطيات " مولدة ومنقولة بطريقة " القيل والقال"!

فهل لهذه المعلومات والهواجس المثارة أي أساس واقعي، أم أن الأمر يدخل في إطار التعبئة السياسية ـ الإيديولوجية على خلفية " المواجهة المذهبية " الجارية في العراق والشرق الأوسط عموما، و الصراع السياسي الدائر في لبنان على وجه الخصوص، والذي وجد بعض فصائل المعارضة السورية نفسه مدفوعا إلى الدخول فيه بحكم التداخل بين قضايا البلدين!؟

هذا السؤال، ونعني تحديدا الجانب العلمي الإحصائي، أجيب عليه مؤخرا في أول دراسة من نوعها في هذا المجال قام بها باحثون ميدانيون على مدى ستة أشهر بناء على طلب إحدى الجهات الأوربية الرسمية، وبتمويل منها. وتتناول الدراسة عملية "التشيع" في سوريا خلال عشرين عاما (1985 ـ 2005)، مع ملحق إضافي تناول النصف الأول من العام 2006. أعد الدراسة تسعة باحثين ميدانيين متخصصين في مجال علم الاجتماع وعلم الاجتماع السياسي والاحصاء، ويشتركون في أنهم جميعا علمانيون ونشطاء في حركات "المجتمع المدني" السورية. وقد جاءت الدراسة في 32 صفحة فولسكاب وتحت عنوان The Shiitization Process in Syria 1985-2006, a Socio-statistic paper (عملية التشيع في سوريا 1985 ـ 2006، دراسة اجتماعية ـ إحصائية)، أشرفت عليها، إداريا وحسب، منظمة "المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سوريا "، التي انحصر دورها في ترشيح الباحثين وترتيب الاتصال بينهم وبين الجهة الممولة مقابل السماح للمنظمة بوضع اسمها على البحث كجهة مشرفة إداريا. وبسبب حساسية الموضوع، خصوصا لجهة إمكانية ملاحقة الباحثين أمنيا وقضايا بتهمة " قبض أموال من جهات أجنبية "، فقد أجريت الدراسة بشكل سري وبعيدا عن الأضواء، كما جرى إغفال أسمائهم والاحتفاظ بها على وثيقة مستقلة لدى الجهة الممولة في بلجيكا. وقدم للدراسة الكاتب والصحفي السوري نزار نيوف. وهو متخصص أكاديميا في الاقتصاد والعلوم السياسية والتاريخ الاقتصادي ـ السياسي المقارن للديكتاتوريات في حوض المتوسط.

الإطار الجغرافي ـ الديمغرافي العام للدراسة:

تتناول الدراسة عملية التشيع في المحافظات السورية الرئيسة: دمشق وريف دمشق، حلب وريفها، حمص، حماة، اللاذقية، طرطوس، إدلب، الرقة، دير الزور، السويداء. وقد اختيرت هذه الدراسة، كما يشير البحث، لكونها تضم الغالبية الساحقة من سكان سوريا، ولأن عملية التشيع تجري في حصريا، ولأنها المحافظات التي تضم أقليات إسلامية مذهبية غير سنية (علويون، إسماعيليون، شيعة.. إلخ) بنسب مختلفة، طاغية في بعضها، وضئيلة في بعضها الآخر. وأشار البحث إلى أن محافظة القنيطرة قد استثنيت من البحث بسبب وضعها الخاص (معظم أراضيها تحت الاحتلال الإسرائيلي منذ العام 1967)، ولكون الغالبية الساحقة من سكانها نازحين إلى المحافظات السورية الأخرى، لاسيما دمشق وريفها، وبالتالي فقد شملها البحث بطريقة غير مباشرة.

طريقة البحث وكيفية الحصول على معلوماته الخام:

يشير البحث إلى أن الباحثين لجأوا إلى طريقة " مبتكرة " وهي تفرغ كل منهم لمنطقة جغرافية ـ ديمغرافية بعينها، وعدم الالتقاء ببعضهم البعض أو مناقشة المعلومات والنتائج الخام التي توصل كل منهم إليها طيلة الفترة المكرسة لجمع المعلومات والبيانات، وهي خمسة أشهر. أما الشهر الأخير فخصص لعقد حلقات نقاشية مغلقة فيما بينهم لتداول هذه المعلومات ومناقشتها وغربلتها واستخلاص المعطيات النهائية والنتائج بعد بعضها من الحساب حين تكون نسبة الارتياب أكبر من 50 %، ومن ثم تحرير النص النهائي. أما مصادر المعلومات الخام فقد حددها البحث بأربعة:

ـ سجلات المحاكم الشرعية (المذهبية) وبيانات الزواج والطلاق ؛

ـ معطيات مستخلصة من سجلات مديريات وزارة الأوقاف في المحافظات ؛

ـ مقابلات شخصية ميدانية مع رجال دين ووجهاء ومواطنين عاديين ينتمون إلى مختلف المذاهب الإسلامية المعنية ؛

ـ معطيات مستخلصة من سجلات المراكز الثقافية الإيرانية والحوزات والمدارس الشيعية التي تشرف عليها وتدعمها، جزئيا أو كليا، السفارة الإيرانية في دمشق.

نتائج البحث:

خلص البحث إلى نتائج تشير إلى أن إجمالي المسلمين المتشيعين في سوريا خلال عشرين عاما ( 1985 ـ 2006 ) لا يتجاوز اثنين وستين ألفا، أغلبيتهم الساحقة من أبناء الطائفة العلوية، ولا يتجاوز نسبة المسلمين السنة فيهم الألف وخمسمئة مواطن! وفي المعطيات الأكثر تفصيلا، يشير البحث إلى أن عدد الأسر " العلوية" التي تشيعت خلال الفترة المذكورة بلغ 8783 أسرة. وبافتراض أن متوسط عدد أفراد الأسرة السورية هو ستة أشخاص، وأن جميع أفراد الأسرة تبعوا رب الأسرة المتشيع ، فإن العدد الإجمالي للعلويين الذين تشيعوا يبلغ حوالي 52700 شخص. هذا بينما بلغ عدد الأسر الإسماعيلية المتشيعة حوالي ألف ومئتي أسرة، أي حوالي سبعة آلاف وأربعمئة شخص. واستنادا إلى هذه الأعداد تكون نسبة المتشيعين في كل طائفة / مذهب خلال الفترة المذكورة: 85 بالمئة في الوسط العلوي ؛ 13 بالمئة في الوسط الاسماعيلي ؛ و 2 بالمئة فقط في الوسط السني. ولم يسجل التقرير أي حالة تشيع في الأوساط الأخرى (مسيحية، درزية.. إلخ).

التوضع الجغرافي للتشيع:

تلاحظ الدراسة أن التمركز الجغرافي للتشيع في الوسط العلوي توزع على النحو التالي: محافظة طرطوس وريفها 44 بالمئة ؛ محافظة اللاذقية وريفها 26 بالمئة ؛ محافظة حمص وريفها 14 بالمئة ؛ محافظة حماة وريفها دمشق وريفها 16 بالمئة (وهؤلاء ينحدرون من مختلف المحافظات).

أما التمركز الجغرافي للتشيع في الوسط السني فتوزع على النحو التالي: محافظة حلب وريفها 46 بالمئة ؛ محافظة دمشق وريفها 23 بالمئة ؛ محافظة حمص 22 بالمئة ؛ محافظة حماه 5 بالمئة ؛ محافظة إدلب 4 بالمئة. وقد أهملت نسب التشيع في محافظتي دير الزور والرقة والقنيطرة كونها لا تشكل إلا أجزاء عشرية متناهية الصغر (بضع عائلات تعد أصابع يد واحدة)، ولكون النشاط الشيعي فيها يبتعد عن الشكل " التبشيري" ويقتصر على الجانب " الطقسي" (إحياء المناسبات الدينية المرتبطة بالتراث الديني الشيعي، و ترميم وإحياء بعض الأضرحة القديمة وتنظيم الزيارات إليها من مناطق أخرى، سواء من داخل سورية أو خارجها).

هذا بينما جاء التمركز الجغرافي للتشيع في الوسط الإسماعيلي على النحو التالي: محافظة حماة وريفها (وبشكل خاص مدينتي السلمية ومصياف و بلدة عقارب) 51 بالمئة ؛ محافظة طرطوس وريفها (بلدات: القدموس ومنطقة نهر الخوابي) 43 بالمئة ؛ محافظة حلب وريفها 3 بالمئة ؛ محافظة دمشق وريفها 2 بالمئة ؛ محافظة إدلب وريفها 1 بالمئة.

من ناحية ثانية، ذكرت الدراسة ملاحظتين في هذا السياق، أولاهما أنه لم تسجل أي حالة تشيع في وسط الشيعة الموحدين (المعروفين باسم " الدروز ") أو في الوسط المسيحي بمختلف مذاهبه (الكاثوليكية، الأرثوذوكسية، البروتستانتية.. إلخ)، وثانيهما أن 7 بالمئة على الأقل من المسلمين السنة الذين تشيعوا في دمشق وريفها جرى في أوساط العائلات الشيعية في الأصل، والتي "تسننت" مع الزمن لأسباب مختلفة. وذكرت في هذا الإطار حالات نموذجية من عائلات (العطار، قصاب حسن، اللحام، بختيار / اختيار..). كما وسجلت ملاحظة مشابهة لجهة المسلمين السنة في حلب، حيث أشارت إلى أن 11 بالمئة منهم ينحدرون من أصول شيعية في الأساس، أو من "قرى شيعية" في إدلب مثل " لفوعة" و "معرتمصرين". وهو ما أسمته الدراسة بـ "تجديد التشيع".

الوضع المهني والاجتماعي للمتشيعين:

خلصت الدراسة إلى أنه من الصعب ربط حالات التشيع بوضع اجتماعي " معياري " يمكن الركون إليه علميا في تحديد سبب أساسي أو طاغ وقف وراء تشيع هؤلاء، سواء في الوسط السني أو في الوسطين الاسماعيلي والعلوي، لاسيما منه الجانب الاقتصادي، أو ما أشير إليه في بعض وسائل الإعلام بـ " الفقر والحاجة إلى الأموال الإيرانية ". فالقسم الأكبر من المتشيعين السنة في دمشق (64.4 بالمئة) ينتمون لعائلات تجارية أو مهنية وضعها الاقتصادي جيد أو ممتاز. كما أن القسم الأكبر منهم (حوالي 69 بالمئة) من حملة الشهادات الثانوية أو المعاهد المتوسطة وما فوق. واقتربت النسب في حلب من هذا الإطار. حيث سجل البحث أن 61 بالمئة من متشيعي حلب ذوو وضع اجتماعي ـ اقتصادي متوسط أو جيد. فيما كان معظم الفقراء المتشيعين منهم (39 بالمئة) ذوي أصول شعية بعيدة (جددوا تشيعهم). أي أن دافعهم إلى ذلك " ديني ". ولم تتجاوز نسب المتشيعين لأسباب " مالية" في الوسط السني إجمالا (في جميع المحافظات التي جرى مسحها) الـ 3 بالمئة. وسجلت الدراسة " مفارقة ظريفة " في هذا المجال، وهو أن بعض السنة المتشيعين، وخصوصا طلاب الجامعات منهم، غير ملتزمين دينيا، وكان تشيعهم، حسب ما أفادوا للباحثين، " لأنهم أرادوا الحصول على مبلغ مالي لتسديد نفقات الدراسة أو الزواج رغم أن الالتزام الديني، سواء أكان سنيا أو شيعيا، إسلاميا أو مسيحيا، لا يعني لهم شيئا ". وهو ما يمكن أن يصنف تحت عنوان " الانتهازية ". مفارقة ظريفة أخرى سجلتها الدراسة في الملحق الإضافي لجهة المتشيعين السنة، لا سيما من تشيع منهم بعد الحرب الإسرائيلية الأخيرة على لبنان الصيف الماضي، وهي أنهم " تشيعوا حبا بحزب الله وحسن نصر الله "!

في إطار التشيع في الوسط العلوي، أشارت الدراسة إلى أن الأغلبية الساحقة من المتشيعين (حوالي 76 بالمئة) هم من الطلاب أو العاطلين عن العمل. ولاحظت الدراسة أن قسما من المتشيعين العلويين هم من العسكريين. وهذه الملاحظة منقولة من إفادة أحد رجال الدين العلويين في طرطوس، لأنه من الصعب معرفة النسبة الحقيقية من المتشيعين العسكريين، لأسباب " لوجستية " مفهومة. أما المتشيعون في الوسط الإسماعيلي فجلهم (حوالي 84 بالمئة) من الفئات الوسطى وما فوق، منهم 68 بالمئة من حملة الشهادات الثانوية وما فوق.

خلاصات البحث الأساسية:

استخلصت الدراسات ستة مؤشرات أساسية من عملية التشيع في سوريا:

ـ إن معظم حالات التشيع جرت وتجري في الوسط الإسلامي المعتبر تاريخيا وفقهيا من " العائلة الفقهية الشيعية " (اسماعيليون، علويون..)؛

ـ إن نسبة التشيع المتواضعة جدا (2 بالمئة) في الوسط السني لا تسمح بالحديث أبدا عن " عملية تبشير شيعي " في هذا الوسط، خصوصا إذا أخذنا بعين الاعتبار أن قسما من هؤلاء ينحدرون أصلا من عائلات شيعية تسننت مع الزمن لاعتبارات مختلفة ؛

ـ إن نسبة المتشيعين لأسباب اقتصادية ـ مالية (الوضع الاقتصادي ـ الاجتماعي) لا تسمح بالحديث عن " ظاهرة تشيع مأجور " أو " ظاهرة ارتزاق مذهبي" ؛

ـ إن الغالبية الساحقة من حالات التشيع الاسماعيلي تندرج في " الإطار الطقسي " و " الرمزي" إذا جاز التعبير، كالالتزام بالصلوات الخمس في مساجد ينفصل فيها النساء عن الرجال بدلا من الصلوات " شبه المختلطة " عند الاسماعيليين حيث النساء الملتزمات دينيا منهم لا يعنين كثيرا بوضع الحجاب وإزالة المكياج أثناء الصلاة. وبالنسبة للمتشيعين العلويين، تلاحظ الدراسة أنها اقتصرت في غالبيتها الساحقة على الرجال (93 بالمئة). أما النساء المتشيعات فلم يلتزمن بما يعرف بـ " الشادور " (الحجاب)، واكتفين بعطاء عادي للرأس. و يعود هذا أساسا إلى أن الفقه الجعفري، على الطريقة العلوية، يعفي النساء من واجباتهن الدينية. (المرأة غير مكلفة شرعيا).

ـ إن استمرار وتيرة التشيع على هذا النحو في الوسطين الاسماعيلي والعلوي، سيؤدي إلى " انقراض " الطائفة الأولى نظريا خلال عقد من الزمن، وإلى " انقراض" الثانية خلال ربغ قرن.

ـ حددت الدراسة نسبة النحراف المعياري بـ ± 2.5 بالمئة.

وفي تقديمه للبحث أشار نزار نيوف إلى أن حركة التشيع في سوريا بدأت مع العلامة عبد الرحمن الخير (المولود في العام 1925). لكنها لم تأخذ بعدا جماعيا منظما إلا مع جميل الأسد، شقيق الرئيس الراحل، الذي أسس " جمعية الإمام المرتضى " مطلع الثمانينيات الماضية لأسباب " مافيوية ـ سياسية ـ مذهبية مركبة " حسب تعبير الكاتب. حيث "كان همه الأساسي التربح والتكسب من خلال الحصول على أموال إيرانية بذريعة تمكين أعضاء جمعيته، لاسيما العلويين منهم، من أداء فريضة الحج (...) رغم أن العلويين، كما الاسماعيليين، لا يؤدون هذه الفريضة لحجج فقهية وتاريخية مختلفة، بعضها يتصل بأن الحجر الأسود الموجود اليوم ليس الحجر الأسود الأصلي الذي أخفاه القرامطة، وبعضها الآخر ينطلق من اجتهاد فقهي يرى أن الحج والدوران حول الكعبة هو طقس وثني صرف ". ومن المعلوم أن الرئيس السوري الراحل حل جمعية الإمام المرتضى في العام 1984 وحظر نشاطها قانونيا بقرار من رئيس مجلس الوزراء آنذاك عبد الرؤوف الكسم. كما وأشار في تقديمه إلى واقعة أن الرئيس السوري الراحل "كان يعارض بقوة عملية التشيع (...) بدليل أنه أمر باعتقال أحد أطباء الأسنان العلويين في طرطوس، المهلب حسن، وبمصادرة كل المطبوعات والمنشورات التي كان يتولى إحضارها من إيران ". وليس معلوما المصير الحقيقي لهذا الطبيب، ولو أن بعض المعلومات تشير إلى أن الرئيس الراحل "أمر بتصفيته وهو رهن الاعتقال".

لكن الملاحظة الأهم في المقدمة هو إشارة الكاتب في تقديمه إلى أن " عملية التشيع في الوسط العلوي والاسماعيلي أكثر خطورة وكارثية على المجتمع السوري من تشيع المسلمين السنة بما لا يقاس (...). فالفروق بين السنة والشيعة تكاد لا تذكر، من حيث التزمت والتعصب الفقهي والطقسي، بينما تشيع العلويين والاسماعيليين والدروز هو الخسارة الحقيقية للتعددية الثقافية في سوريا، بالنظر لأن هؤلاء هم الورثة الحقيقيون للفكر الاعتزالي وللثورة الثقافية الإسلامية في القرنين التاسع والعاشر، وآخر بقاياها (...) فضلا عن أنها طوائف علمانية إذا جاز التعبير ؛ بمعنى أنها طوائف تفصل الزمني عن الديني في عقائدها، ولا تؤمن أصلا بفكرة الدولة الإسلامية ". ومن هنا، يقول الكاتب، على القوى العلمانية والمعارضة في سوريا "أن تتعاطى مع عملية تشيع هذه الطوائف باعتبارها كارثة ثقافية وطنية لا بوصفها خطرا متربصا بالبنية الديمغرافية لسكان سوريا كما يحاول أن يصور الأمر، على نحو شديد الابتزال والسطحية والانتهازية المذهبية ـ السياسية، كل من خدام وجماعة الإخوان المسلمين (...). ذلك لأن جمهور هذه الأقليات الإسلامية الثلاث هو في الواقع الخزان الحقيقي والأهم والأكبر للحركات العلمانية واليسارية والديمقراطية (...) وبانقراض هذه الطوائف تصبح مهمة القوى الديمقراطية والعلمانية عسيرة جدا، إذ سيتوجب عليها آنذاك النحت في الصخر السني بدلا من الغرف من البحر العلوي ـ الاسماعيلي ـ الدرزي ـ المسيحي"!

 

الشيخ قاسم في حفل تأبيني في دير قانون النهر: لا مجال للورقة الاصلاحية لانها تحتاج الى نقاش وتصحيح وهذا يتطلب وفاقا سياسيا ومشاركة سليمة ومتوازنة عودوا الى المشاركة ولنعمل معا لانقاذ لبنان لا تستمعوا الى صناع الفتن وكونوا احرارا مستقلين

وطنية-7/1/2006(سياسة) اعتبر نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم ان كل القرارات التي اتخذتها "الحكومة اللاشرعية منذ 11/11/2006 هي باطلة، ولا يمكن ان تكتسب شرعية ابدا، وبالتالي هي غير قابلة للتنفيذ ولا للتطبيق". واشار الى انه "لا مجال للورقة الاصلاحية التي اعلنوها لانها تحتاج الى نقاش وتنقية وتصحيح، وهذا يتطلب وفاقا سياسيا ومشاركة سليمة ومتوازنة لنقاش الاصلاح في البلد، واما ان يكون الاصلاح على شاكلة فئة تريد ان تجعل البلد تحت الوصاية الاميركية وان تبيعه لسياسات اجنبية فهذا امر مرفوض". وتوجه الى الدول الكبرى "اذا كنتم تخيفوننا او تحاولون ارباكنا بمؤتمر باريس ثلاثة فتشجعون على انعقاده في وقته تحت عنوان انه سيثبت حكومة (الرئيس) السنيورة فانتم واهمون، لانه بامكانكم ان تفعلوا ذلك وبمواصفات محددة وهي ان تقدموا دعما للبنان، فقدموا الدعم الذي تريدونه لكن لا يوجد في لبنان من يستطيع اعطاءكم أي التزام سياسي او ان يطبق هذا الالتزام"، مضيفا "نرحب باموالكم لكن ليس عندنا شيء على الاطلاق".

واكد ان الورقة الاصلاحية "لن تمر الا بالوفاق، واذا اردتم ان تضغطوا بباريس 3 فاعلموا ان هذا الامر لا يضغط علينا، لان الورقة الاصلاحية لها مسارها ان لم نكن شركاء فهي لن تمر و(الرئيس) السنيورة اعجز من ان يقدم التزامات وان يلتزم بها".

وتساءل الشيخ قاسم: "لماذا تعمل الحكومة اللاشرعية وفريق السلطة دائما بتهريب الامور، في البداية هربوا المحكمة الدولية ثم هربوا الورقة الاصلاحية ثم يهربون تشريعات دستورية من اجل ان يمسكوا بقرارات البلد ولا يقبلوا المشاركة مع الاخرين". اضاف: "انني اتفاجأ ان بعض المحللين والسياسين يقولون بان الايجابية موجودة عند الطرف الاخر ونرى ان (الرئيس) السنيورة يدعو الى الحوار وهو يعمل كل شيء يخرب الحوار". جاء كلام الشيخ قاسم خلال حفل تأبين والد المدير العام لتلفزيون المنار الحاج عبد الله قصير في بلدة دير قانون النهر في حضور نواب المنطقة وممثل قائد الجيش ووفود عسكرية وشخصيات وفاعليات وحشد من الاهالي، وقال: "لبنان اما ان يربح بأسره في المشاركة واما لا ربح لاحد، هذا التزام منا بان لبنان اما ان يدار بالمشاركة واما اننا لن نتركه لعبث العابثين مهما كلف ذلك من تضحيات ومهما دفع من اثمان، ولذلك من يراهن على الوقت باننا نتعب او نتراجع نطمئنه لن يكون ذلك مهما طال الوقت".

وحذر من "الوصول الى محل نضطر فيه الى ان نقوم بالاجراءات المناسبة، والتي تجعل كرة التحرك متدحرجة تؤدي في النهاية الى حل حقيقي لاننا حريصون على لبنان". ووجه نصيحة "من القلب الى القلب، وتحديدا الى تيار المستقبل ومن يرأسه, عودوا الى المشاركة ولنعمل معا لانقاذ لبنان، ولا تسستمعوا الى صناع الفتن وكونوا احرارا مستقلين. لا تسلموا البلد الى الاجنبي, اعملوا لنكون معا من اجل استقلال بلدنا عندها يربح الجميع, نربح نحن وانتم وكل الشرفاء ويخسر اولئك الذين لا يعيشون الا على الفتات".

وقال: "من الافضل ان ينجو لبنان بدل ان يخرب بسبب الاداء المنحرف في لبنان. واتوجه بنصيحتين الى جهتين في السلطة, الجهة الاولى جهة الموتورين واقول لهم انتم مكشوفون لانكم دعاة فتنة واثارة الطائفية ودعاة الاشاعات التي ترمونها من اجل صرف النظر عن المشكلة الحقيقية وهي المشاركة في لبنان. ان هذه الاشاعات لن تمر ولن تسلك فتنكم لاننا سنكشفكم امام الراي العام، وما هذا التوتر الذي تخرجون به الا دليل على نجاحات المعارضة الوطنية اللبنانية.

اما الجهة الثانية فهي جهة حديثي النعمة في السلطة الذين لم يصدقوا انفسهم انهم دخلوا الى الحكومة وانهم اصبحوا شركاء بعد تاريخ بشع وبعد تجربة مرة عانى ما عانى منها البنانيون, اقول لهؤلاء اذا اعتقدتم انكم بعقليتكم المليشياوية ستجرون البلد الى الخراب وستجعلون الفتنة قائمة بين السنة والشيعة او في الداخل اللبناني, فهذا الامر لن يكتب لكم".

وتابع الشيخ قاسم: "لو ربحت اسرائيل معركتها في لبنان لخسر لبنان خياراته بالكامل ولا امكنه ان يقف او ان يتحرك او ان ينطق احد بخصوصية بلبنان، لذا نحن نرفع رؤوسنا في هذا النصر ولو انزعج المنزعجون ولو انهزم المنهزمون، هي مشكلة اولئك الذين لا يحبون النصر لانهم تعودوا ان يكونوا اذنابا للاسياد ولم يعتادوا ان يكونوا اسيادا احرارا في بلدهم. نحن مصممون ان نكون اسيادا واحرارا في لبنان، لا بمعنى ان نكون تحت وصاية اميركية او اجنبية بل بمعنى ان نحكم بلدنا كشعب بكل ارادة وطمأنينة من دون املاءات مهما كلفنا ذلك. وليجربونا كما جربونا بالامس وقبله في مواجهة اسرائيل فسيجد ان هذا الشعب لا يمكن ان يتراجع بعد ان لمس النصر بأم العين". اضاف: "وفي واقع الحرب هنا لا بد ان نوجه مجموعة من الرسائل التي تنبع مبكرة او مبكرة قبل فوات الاوان.

رسالة الى قوات اليونيفيل، نقول لهم بان اليونيفيل لها مهمات محددة في لبنان وفق القرار 1701 أي تجسس ارضي او في السماء لمصلحة اسرائيل، هو خروج عن مهمة اليونيفيل الدولية، وبالتالي هذا الخروج يضعنا امام واقع جديد وامام وضع جديد، راجعوا حساباتكم واعملوا وفق القرار الدولي ولا تخرجوا عن مساركم، لستم احرارا ان تفعلوا في لبنان ما تشاؤون، جئتم لمساندة الجيش اللبناني في ما يطلبه فالتزموا بهذه المساعدة.

الرسالة الثانية لمجلس الامن، انت ترى يا مجلس الامن ان اسرائيل تعتدي يوميا على لبنان، تنتهك الاجواء وتحتفظ بالاسرى وتحاول تغيير الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة، نحن نعتبر ان العبث في الحدود اللبنانية مرفوض ولو بشبر واحد بالنسبة الينا فالشبر والكيلو متر 10452 كيلو متر مربع متساوية، وبالتالي لن نقبل العبث بالحدود اللبنانية ولا ببقاء قسم من الغجر او مزارع شبعا بيد اسرائيل. نحن نعتبر ان الاحتلال لا زال قائما والطلعات الجوية الاسرائيلية احتلال واعتداء. نحتفظ بحقنا للرد على هذا الاعتداء عندما نرى الامر مناسبا، ولكن ليعلم مجلس الامن وكل الدول الكبرى وكل الذين يتفرجون على لبنان انهم مسؤولون في التصريح والاستنكار والوقوف دائما وفي كل يوم ليذكروا اسرائيل انها تعتدي وليمنعوا اسرائيل من اعتداءاتها. نسمع اليوم ونرى صمتا دوليا عن اعتداءات اسرائيل لماذا؟ السنا من الذين التزموا بالقرار 1701، الا يفترض ان تحاكم اسرائيل على اعمالها الشنيعة؟ نعم نحن نعلم ان سياسة المكيالين موجودة لكن هذا الامر اعتداء بكل ما للكلمة من معنى. انتم تعلمون اننا نصبر ونسكت ونتحمل لكننا لا نقبل ولا نسلم ولا نوقع على أي عدوان او احتلال على ارضنا، وبالتالي هذه رسالة واضحة فليفهموها جيدا. ننتقل الى الحكومة اللاشرعية التي تحاول ان تفرض برنامجها على المواطنين في لبنان، نقول اننا نقابل حكومة لا شرعية وهو امعان في مصادرة الحكم والاعتداء على الدستور وتجاوز الصلاحيات. وهم يبالغون في اعمالهم التي تستفز والتي تخرج لبنان عن مساره التنظيمي او القانوني الذي يجب ان يسلكه". وختم الشيخ قاسم: "لقد راينا من الحكومة اللاشرعية حتى الان هرطقات دستورية لا تحصى ولا تعد تبدأ بطريقة التعاطي مع رئيس الجمهورية، تارة يقبلون به ليوقع على حكومتهم قبل ان تشكل واخرى يحاربونه ويحرضون الدول الكبرى عليه، ثم ياتون للمجلس النيابي ويريدون عقد جلسة نيابية برئاسة نائب الرئيس لانهم يريدون تمرير بعض القوانين التي يرغبونها. هذا محاولة لشق البلد ومحاولة لضرب المؤسسات والاجهاز عليها، ليعلموا انهم بذلك ياخذون البلد الى الدمار والانهيار".

 

الشيخ ماهر حمود التقى السفير الايراني

وطنية - 7/1/2007 (سياسة) استقبل الشيخ ماهر حمود، سفير الجمهورية الاسلامية الايرانية محمد رضا شيباني، ضمن جولته على الفاعليات الصيداوية اليوم.

وأفاد بيان للمكتب الاعلامي للشيخ حمود، ان البحث تناول "الدور الايراني في لبنان الذي يتعرض لهجوم مغرض من عدد من الأطراف، فيما نحن نرى الايجابية الواضحة في الدور الايراني في لبنان وفلسطين، بينما يحتاج الموقف الايراني في العراق الى مزيد من التوضيح. كما جرى بحث في الموقف الايراني من اعدام (الرئيس العراقي السابق) صدام (حسين) صباح عيد الأضحى، وطرحنا من جهتنا ان توصيف هذا الاعدام بالعدل الالهي ليس مناسبا على الاطلاق. وأكدنا ان اعدام صدام بيد أميركية أو عميلة لها، ويوم العيد، مع هذه الهتافات المذهبية، يصب زيتا على الفتنة المذهبية في المنطقة والتي هي تخطيط أميركي وتنفيذ محلي".

 

ملاحظات اللجنة الاقتصادية في "التيار الوطني الحر" على ورقة باريس3

وطنية- 7/1/2006 (سياسة) تعليقا على ورقة باريس 3، وقبيل انعقاد المؤتمر في باريس في 25 كانون الأول 2007، اوردت اللجنة الاقتصادية في "التيار الوطني الحر" الملاحظات الآتية:

1- في محتوى الخطة المطروحة:

1-1 تنص خطة الحكومة على رفع الفائض الأولي بنسبة 10% من الناتج تدريجيا خلال سنتين والمحافظة على هذا المستوى لمدة غير محددة.

وحيث ان القدرة الشرائية للمواطنين مرتبطة بشكل عكسي بالفائض المنوي تحقيقه، فان المستوى المعيشي للبنانيين سينخفض بنسبة مماثلة، اي 10%.

بمعنى آخر، سيخسر اللبنانيون كل سنة من قدرتهم الشرائية ملياري دولار اميركي.

ستؤدي هذه الخطوة الى تحميل اللبنانيين فاتورة تساوي 10 مليارات دولار اميركي على فترة خمس سنوات (ستأخذ هذه الفاتورة شكل الضريبة على القيمة المضافة والضريبة على الفوائد ورفع الدعم عن البنزين وتجميد الإنفاق في القطاع العام).

سوف تستعمل المبالغ المحصلة لدفع فوائد الدين العام ولن يذهب اي فلس من هذه المحاصيل الى القطاعات المنتجة او الى خدمات يستفيد منها المواطنون.

1-2 تنص خطة الحكومة على خصخصة قطاع الاتصالات بشكل خاص.

يجدر التذكير في هذا الاطار بأن شركتي الخلوي أنشئتا في الأصل كشركتين خاصتين أيام كان الرئيس فؤاد السنيورة وزيرا للمالية، ولم يستفد المواطنون كثيرا من الاحتكار الذي أنشئ لمصلحة الأصدقاء والأقارب. وعندما قرر الفريق ذاته تأميم الشركتين، تكبدت الخزينة دفع تعويضات هائلة الى المشغلين، واستمر ارتفاع الأسعار بشكل كبير وساءت نوعية الخدمات المقدمة بشكل غير مسبوق. وبالتالي فإن التجربة لم تكن مشجعة على الإطلاق.

ستستعمل المبالغ المحصلة هنا ايضا لدفع فوائد الدين العام ولن يذهب اي فلس من هذه المحاصيل الى القطاعات المنتجة او الى خدمات يستفيد منها المواطنون.

1-3 تأمل الحكومة في خطتها الحصول على مساعدات تراوح قيمتها بين ا?4 وا?9 مليارات دولار أميركي. وستستعمل المبالغ المحصلة بشكل كامل لتغطية فوائد الدين العام بهدف إبطاء نمو حجم هذا الدين وليس لتقليصه على الإطلاق.

مرة اخرى ستستعمل المبالغ المحصلة لدفع فوائد الدين العام ولن يذهب اي فلس من هذه المحاصيل الى القطاعات المنتجة او الى خدمات يستفيد منها المواطنون.

1-4 خلافا لما هو معلن في الورقة الحكومية، فإن مشروع باريس3 يدور، كسابقه مشروع باريس2، حول البهلوانيات المالية، التي تطلق عليها الحكومة اسم هندسات. وكما باريس2، فان المشروع الحالي ينطوي على قدر كبير من الاعلان والدعاية السياسيين، لكنه يفتقر الى جوهر اقتصادي حقيقي ويخلو من الاصلاحات المؤسساتية العميقة ومن أي فلسفة تجاه القطاعات الإقتصادية الحية.

بناء عليه، فان الأهداف المعلنة من نمو وإنتاجية وخلق فرص عمل غير جدية وغير ممكنة.

فاذا ما توقفنا مثلا عند زيادة الضرائب نرى أنها تخنق الاستهلاك والاستثمار فتشل بالتالي مجمل النشاط الاقتصادي. ومن المعروف والموثق علميا ان الضريبة تتعارض مع النمو.

كذلك، فان شيئا من هذه المبالغ المالية لن يصرف لتخفيف الواقع الاجتماعي الصعب عن كاهل الطبقات الفقيرة، خلافا ايضا وايضا لما هو مكتوب.

2- في الموقف السياسي العام

2-1 ان الكلام في الاقتصاد ليس مفيدا بسبب هشاشة المضمون الاقتصادي للورقة وسطحيته. أضف الى ذلك أن محتوى المستند غير مهم للحكومة ذاتها ولن يتوانى الرئيس السنيورة عن الترحيب بالنقاشات الفرعية، من حيث الشكل طبعا. فالسنيورة الذي سبق أن أعلن في حديث إذاعي أنه مستعد لقبول أي مشروع إصلاحي آخر، لم يعرض مشروعه على أي جهة لبنانية وذلك على عكس ما إدعى من أن الورقة حازت موافقة جميع الأطراف اللبنانيين.

2-2 لذلك يجب التشديد على النقاط الرئيسة التالية:

اولا:

من المؤكد وفق المشروع أن اللبنانيين سيدفعون حوالي عشرة مليارات دولار اميركي.

من الممكن ان يدفع المجتمع الدولي بضعة مليارات.

من الاكيد ان المواطن اللبناني لن يستفيد اطلاقا من عائدات مؤتمر باريس3.

ثانيا:

- اين الشروط السياسية الخفية المتصلة بالمساعدات التي ستقدمها الدول؟

- هل تأتي المساعدات الى الشعب اللبناني ام الى حكومة السنيورة؟

- هل من اتفاق سري لتوطين الفلسطينيين في لبنان؟

ثالثا:

توقيت المؤتمر مشكوك به. فهل من زمن اسوأ من زمننا الحاضر: حكومة معطلة، شعب منقسم، مؤسسات مشلولة.

ان التوقيت مرتبط حكما بأسباب سياسية.

رابعا:

هل تجوز مكافأة من اوصل البلاد الى شفير الافلاس واساء الى الادارة المالية خلال 15 سنة من خلال تسليمه مفاتيح الدفع والصرف والتوقيع وإدارته للاصلاح المزعوم؟

يحتاج لبنان الى حكومة نظيفة قادرة على تحقيق اصلاح حقيقي والتأكد ان المال سيصرف لغاياته وليس لمنافع مافيوية.

خامسا:

اللبنانيون ليسوا بحاجة لبهلوانيات مالية ونقدية جديدة ولا الى شد الحزام لدفع ديون وفوائد استفاد منها السادة خدام وكنعان والشهابي وحلفاؤهم اللبنانيون الذين يشكلون معظم الفريق الحالي في الحكومة.

اللبنانيون في حاجة الى استعمال الاموال بهدف:

- مساعدة المؤسسات على الرسملة وتخفيض مستوى ديونها وزيادة إستثماراتها.

- مساعدة اللبنانيين في معيشتهم وفي تأمين نهاية خدمتهم وضمان شيخوختهم.

- مساعدة القطاعات الانتاجية على المنافسة وليس دفعها كما جرى خلال 15 عاما مضت الى الإقفال أو الذهاب الى دبي ومدن اخرى.

- تحسين الخدمات العامة، فتنتفي حاجة اللبنانيين الى الاصطفاف طوابير على أبواب المؤسسات الطائفية أو الزعاماتية على اختلافها لتحصيل منفعة أو مكسب".

 

الوزير حداد غادر الى باريس

وطنية - 7/1/2007 (سياسة) غادر وزير الاقتصاد والتجارة سامي حداد، بعد ظهر اليوم، الى فرنسا للمشاركة في الاجتماعات التحضيرية لمؤتمر باريس-3.

 

مؤشرات على خطة متكاملة لنشر التشيع في مصر والسودان عبر المزارات والحسينيات

 إيران انتقلت من "الثورة" إلى "المذهب" واطلقت مرحلة تمدد اقليمي

 اعداد - محمد أبو الفضل  - السياسة

تزايدت وتيرة المعلومات التي اشارت الى تبني ايران خطة محكمة لنشر »المذهب الشيعي« في بعض الدول العربية ذات الاغلبية السنية . وتناثرت التقارير التي اكدت ان مصر والسودان في طليعة الدول التي ظهرت عليها ملامح التوجهات الايرانية. وجاءت المعلومات والتقارير على خلفيات سياسية وتكتيكية اكثر منها دينية ومذهبية. فقد نجحت طهران في الاقتراب من عدد معتبر من الملفات العربية ذات الاهمية الستراتيجية .واخذ الحديث مسارات جادة من قبل مجموعة كبيرة من الدوائر السياسية . بسبب العلاقة التكاملية بين الاشارات التي بدت جلية في هذا المجال وغيره من المجالات الاخرى. وظهوره في خضم شكاوي وتحفظات عربية متعددة مما يوصف بمخاطر التمدد الايراني . وتزامنه مع بوادر تعاطف جماعات سنية مع بعض الانجازات الشيعية - اذا جاز التعبير- كما حدث في الحرب الاسرائيلية على لبنان والدور المركزي الذي لعبه »حزب الله«, الامر الذي يضفي بعدا حيويا على اي مظاهر تشي بان هناك ترتيبات تقف وراءها ايران لنشر »المذهب الشيعي« في المنطقة .

وبرغم التلميحات المختلفة بشان استثمار الرصيد التاريخي للشيعة في مصر , الا ان النشاط الايراني لم يكن بارزا خلال السنوات الماضية, لاسباب سياسية واخري امنية. واقتصر الحديث الشيعي على مواقف فردية من بعض المواطنين الذين حاولوا لفت الانظار , ايمانا بمعتقد ديني او حبا في ضجيج اعلامى. ولم يخل الامر من خلط متعمد بين الصوفية ونقابة الاشراف التي تضم اكثر من خمسة ملايين عضو ومحبي ال البيت في مصر المحروسة وبين "المذهب الشيعى", فبدا المشهد وكان هناك " ظاهرة شيعية" جديدة في مصر تنخر في وجدانها وتهدد اركانها .

وثمة ثلاث اشارات تكشفت ملامحها في الاونة الاخيرة, اعادت الملف الشيعي الى الواجهة: الاولى- ما تردد عن عزم محمد الدريني رئيس ما يوصف بالمجلس الاعلى لرعاية ال البيت تكوين حزب شيعي باسم »غ¯دير« ودخوله (الدرينى) في مناوشات اعلامية حادة مع شيعي اخر هو الدكتور احمد راسم النفيس وتخلي شيعي ثالث يدعي صالح الورداني عن شيعيته.

والثانية- قيام صحيفة »الغ¯د« الناطقة باسم حزب الغد ( جناح ايمن نور ) بادراج اسم السيدة عائشة ام المؤمنين في قائمة اسوا عشر شخصيات في تاريخ الاسلام, مما اثار ردود افعال متباينة حول دور بعض الصحف في الترويج " للمذهب الشيعي " , عن قصد او جهل, لحساب جهات داخلية او لمصلحة اوساط داخلية.

والثالثة- كلام الشيخ يوسف القرضاوي حيال الاستفادة من التصوف "كقنطرة " للتشيع, ومن هذا المنطلق -حسب كلامه- " اخترقوا مصر في السنوات الاخيرة ".وهو ما جعل الاضواء السياسية والامنية والاعلامية تتركز على ممارسات هذا التيار المتجذر في الوجدان المصري منذ مئات السنين .

من هذه الزاوية يمكن اعادة قراءة التصريح المهم الذي ادلي به الرئيس حسني مبارك ,ضمن ثنايا حوار طويل لقناة العربية, في ابريل الماضي بشان ولاء شيعة العراق لايران. وبقدر ما انطوي هذا الكلام على خصوصية عراقية , حمل دلالات ومعاني اقليمية دقيقة, حيث بدا التمدد الايراني يثير حفيظة كثير من الدول العربية. وعلى ذلك يمكن ايضا تفسير التصريحات الاردنية والسعودية في هذا الفضاء ازاء " الهلال الشيعي " وخلافه. ومن هنا كانت تتعطل كل محاولات تطوير العلاقات بين القاهرة وطهران. فحسب تحليل بعض الخبراء المصريين ان اي محاولات لتصفية الاجواء بين البلدين كانت تصطدم دوما بالعنصر الشيعى, بالاضافة الى عوامل اخري اقليمية ودولية. فالقاهرة تخشي من اختراق السبيكة المصرية المسماة بالصوفية التي جري رعايتها احيانا لتنحية حركات الاسلام السياسي وضرب جماعات العنف الدينى, لاسيما ان ايران انتقلت من افكار تصدير الثورة الى تصدير المذهب, ضمن ركائز توجهاتها الخارجية , مما يفرض المزيد من الحذر والتريث في اي علاقات سياسية طبيعية .

تجليات سودانية مثيرة

اذا كانت المحاولات الايرانية على الجانب المصري يتم وأدها مبكرا او التغطية عليها, حتى لا يتم تضخيمها, فانها على الجانب السوداني كانت واضحة. واخذت خلال الايام الماضية طريقها الى وسائل الاعلام. وحدثت بموجبها ضجة لاتزال بقاياها تتفاعل حتى الان على الساحة السودانية.

ففي الخامس عشر من ديسمبر الماضي اصدرت الرابطة الشرعية للعلماء والدعاة بيانا اكدت فيه ان السودان " ظل في مامن من مذهب الرافضة الذي اظهر اركانه سب اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.. فاذا بالشيعة الروافض يطلون علينا من خلال معرض الخرطوم الدولي للكتاب". ودعا البيان لمحاسبة الجهات التي سمحت بدخول مثل هذه الكتب وعرضها.

وتصاعدت حدة الجدل بعد يومين من هذا البيان , عندما اكد المجلس الاعلى للتنسيق بين الجماعات الاسلامية ان " هناك مخططا كبيرا يقوده متشيعون من ورائهم تنظيمات شيعية وجهات اقليمية لنشر الفكر الشيعي في السودان". ووصف المجلس الذي يضم عدة جماعات منها "انصار السنة المحمدية" و "الاخوان المسلمين" و"مجلس الدعوة والطائفة الختمية" مفكري الشيعة ب¯ "الزنادقة" واعلن الاتفاق على مقاومة ما اسماه "الخطر الشيعي في السودان ". واشار المجلس الى انه"رصد اعتناق قرى باكملها للفكر الشيعي وانتشار مساجد وحسينيات وزوايا وروافد اثني عشرية" في الخرطوم. وطالب المجلس بالاغلاق الفوري للمستشارية الثقافية الايرانية في السودان, واجراء تحقيق عاجل في دخول كتب المذهب الشيعي التي تسيء للصحابة والعقيدة الاسلامية .

وعلى هذا المنوال توالت الانتقادات واشار بعضها الى عمليات تجنيد تقوم بها طهران بصورة منظمة للسودانيين. وفي هذا السياق قال ابوزيد محمد حمزة القيادي بجماعة "انصار السنة المحمدية" ان السفارة الايرانية في الخرطوم "تستقطب رجال وشباب السودان وتعلمهم المذهب الشيعى". وحذرت الهيئة الدينية حزب الامة (هيئة شئون الانصار ) من السماح للفكر الشيعي بالعمل في السودان.وقالت "يكفي البلاد الصراع بين الصوفية والسلفيين". وازدادت الامور تعقيدا عقب تسريب معلومات اوضحت ان عملية اغتيال الصحافي السوداني محمد طه محمد احمد رئيس تحرير صحيفة "الوفاق" في السادس من سبتمبر الماضي كانت بسبب تبنيه مواقف شيعية, وهوما يعني ان المسالة اتخذت طابعا ممنهجا. وبدات تجلياتها تنذر بالفتنة وتثير تساؤلات وتكهنات مختلفة, خاصة ان فتح هذا الملف في السودان ترافق مع ظهور " حسينيات " وعمامات سوداء وزوايا شيعية في الخرطوم وبعض قرى كردفان. ومع ان الحكومة اغلقت الجناح الشيعي الخاص بايران و»حزب الله« (لبنان) في اليوم الثالث للمعرض, غير ان بعض الدوائر السودانية حملتها المسئولية,لان هذه المظاهر جاءت اصلا كثمار طبيعية لما شهدته العلاقات السياسية والاقتصادية بين الخرطوم وطهران من تطورات ايجابية.

والحاصل ان التشيع المنظم بدا في السودان بعد قيام ثورة " الانقاذ" عام 1989 بقيادة حسن الترابي وعمر البشير, عبر مجموعة من الاسلاميين تاثروا بافكار على شريعتى, عندما حضر الى الخرطوم مسؤول في الحركة الرسالية , وهو تنظيم له امتداد في الجزيرة العربية وايران وسورية لتأسيس تنظيم سوداني . لكن وفقا لمعلومات واستنتاجات بعض المراقبين فان التنظيم الجديد انشق الى تيارين. واصبحت مرجعية التيار الاول الشيرازي والاخر الخميني .ونجح الشيعة في ارسال كوادر من الشباب الى " حسينيات محمد هادي المدرسى" في سوريا والحوزات الدينية في ايران. وسمحت السلطات السودانية للشيعة بممارسة انشطتهم . لكن عندما بداوا في الاقتراب من بعض القواعد الاسلامية اتخذت الخرطوم اجراءات مشددة لتحجيم هذا النشاط. فقامت مثلا بسحب ترخيص "مركز الكوثر الثقافي " الذي كان ينشر الفكر الشيعي من خلال توزيع الكتب واقامة المعارض والندوات .

والواقع ان طهران حرصت على عدم التعامل رسميا او بصورة مباشرة مع المجموعات الشيعية او ذات الميول الشيعية في السودان: اولا- لتجنب الخلاف مع جبهة " الانقاذ " وروافدها سواء في الحكم او المعارضة بعد ذلك. فقد جاءت الجبهة الى سدة الحكم ,عبر انقلاب عسكرى,بمشروع ذي صبغة اسلامية (سنية) واضحة كانت حريصة على تثبيته وتصديره, لا تغييره وتحويره .

وثانيا- لعدم الاساءة الى العلاقات التي تطورت على المستويات السياسية والاقتصادية بين البلدين. وبدا كل طرف متمسكا بها,باعتبارها تحقق له جملة من الاهداف الكبيرة.

وثالثا- لاستثمار الطرق الصوفية في تحقيق الاغراض الايرانية, بحسبانها تربة خصبة ربما تكون صالحة لزراعتها بالفكر الشيعي على المدي البعيد .

حسابات اقليمية متقاطعة

مهما حاولت ايران اخفاء نواياها تجاه تصدير المذهب الشيعي , فان سعيها للاستفادة من الجماعات الشيعية في بعض الدول العربية لم تعد خافية. ولعل ما يحدث في العراق وما يجري في لبنان يكشف عن حقائق واضحة في هذا المجال. ويشير الى ان هناك مشروعا له مراميه السياسية التي تتعلق بحسابات ايران الاقليمية. والسؤال الكبير الذي اصبح مطروحا بقوة يتعلق بالاسباب التي دفعت للحديث عن التوسع في انتشار المذهب الشيعي في الوقت الراهن .

يمكن رصد مجموعة من المعطيات جعلته محل اهتمام دوائر عربية كثيرة ووضعته على طاولة بحث اجهزة متباينة. في مقدمتها, نجاح طهران في الاقتراب من او التحكم في مفاصل عدد من القضايا العربية وتمكنها من نسج علاقات متطورة مع كل من سوريا والسودان وقدرتها على تسكين بعض مناطق التوتر في علاقاتها مع دول اخري. الامر الذي اتاح لها مساحة من الحركة استثمرتها احيانا في الافلات من بعض محاولات تطويقها سياسيا وحصارها اقتصاديا. ولعب صعود نجم الشيعة في العراق بعد احتلاله والدعم الذي تقدمه طهران والدور الذي تقوم به عموما على الساحة العراقية دورا مهما في الحديث عن طموحات ايرانية تتجاوز حدودها القريبة, لاسيما ان التطورات العراقية اتخذت مسارا طائفيا بغيضا, يتوقع بعض الخبراء ان تكون له تداعيات مخيفة على المنطقة في المستقبل .وفي ظل التزامن بين الصعود الطائفي والتمدد المذهبي خشيت جهات كثيرة من تعدد مظاهر الصدام في دول كانت بمناي عن هذا النوع من المشكلات. وهو ما يفضي الى احتمال اعادة فرز او ترسيم لبعض جوانب الخريطة الاقليمية التي تعاني من اختلالات واضحة .

وساهم دور »حزب الله« في الحرب الاخيرة على لبنان في اشاعة اجواء ايجابية حول الشيعة, تتناقض تماما مع النتائج السلبية التي ادت اليها حصيلة التطورات العراقية. لذلك فالتعاطف الشعبي ( السني ) مع »حزب الله« يعود بالاساس لمجموعة من التقديرات السياسية لا المذهبية . فتوزيع صور حسن نصرالل¯ه في عدد من الدول العربية ابان الحرب له مبررات قومية ودوافع رمزية, خاصة ان المعركة التي خاضها حزبه مع اسرائيل التي تمارس اعمالها الوحشية يوميا ضد الشعب الفلسطينى. وبصرف النظر عن الابعاد التي حكمت المشاعر العربية, فان الجانب المذهبي اصبح حاضرا في الخلفية السياسية لاحقا. وهو ما يفسر جزءا من الارتداد السلبي الذي حدث حيال »حزب الله«, على اثر المواجهة الساخنة بين القوى اللبنانية حاليا والتضخيم الاعلامي من الظاهرة الشيعية في المنطقة .

وعموما هناك فرص عدة مواتية لنشر المذهب الشيعي تستند الى ثلاثة عوامل: الاول- تزايد الاموال التي اصبحت تضخها طهران لعدد من الجماعات السياسية في المنطقة( حركة »حماس« اعترفت بتلقي اموال ايرانية) وتوسيع نطاق دعمها للحسينيات والزوايا في بلد مثل سوريا التي بدات تستقبل حوالى نصف مليون زائر من ايران سنويا . والثانى- التضخيم المعنوي من مساجد ومزارات ال البيت في بلد مثل مصر والاهتمام بالصوفية في السودان ومصر ايضا . وهي من العوامل التي اضحت مدخلا جيدا للحديث عن المذهب الشيعي.

والثالث- صعود نجم الشيعة في المنطقة. وساهم ارتفاع مساحة الحريات في بروزهم في دول كانت تتجنب الاشارة اليهم من قريب او بعيد, حيث نجح البعض في الوصول الى البرلمان في بلدانهم.

اما التحديات فتكمن اساسا في الطموحات الايرانية الواسعة التي بدات تثير هواجس وقلق جهات عربية ودولية كثيرة. والافرازات القاتمة التي انتجتها احداث العراق وما يمكن ان تؤدي اليه من مشكلات سوف ترخي بظلالها الغامضة على وحدة الدولة العراقية ذاتها. ناهيك عن صلابة القاعدة السنية في معظم الدول العربية, التي جاءت نتيجة صهر عوامل اجتماعية ونفسية وتاريخية معقدة.وبالتالى فالاشارات المتداولة حول اختراقات شيعية هنا او هناك جاءت في معظمها على خلفيات سياسية وامنية, لان عوامل انتشار المذهب الشيعي خارج اطره التقليدية لم تنضج بعد .