المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم الإثنين 2/7/2007

إنجيل القدّيس متّى .25-16:10

«هاءَنذا أُرسِلُكم كالخِرافِ بَينَ الذِّئاب: فكونوا كالحَيَّاتِ حاذِقين وكالحَمامِ ساذِجين. اِحذَروا النَّاس، فسَيُسلِمونَكم إِلى المَجالس، وَيجلِدونَكم في مَجامِعِهم،

وتُساقونَ إِلى الحُكَّامِ والمُلوكِ مِن أَجلي، لِتَشهَدوا لَدَيهِم ولَدى الوَثَنِيِّين. فلا يُهِمَّكم حينَ يُسلِمونَكم كَيفَ تَتكلَّمون أَو ماذا تقولون، فسَيُلْقَى إِليكُم في تلكَ السَّاعِة ما تَتكلَّمونَ بِه. فلَستُم أَنتُمُ المُتَكَلِّمين، بل رُوحُ أَبيكم يَتكَلَّمُ بِلِسانِكم. سَيُسلِمُ الأَخُ أَخاهُ إِلى الموت،والأَبُ ابنَه، ويَثورُ الأَبناءُ على والِدِيهم ويُميتونَهم، ويُبغِضُكم جَميعُ النَّاسِ مِن أَجلِ اسمي. والَّذي يَثبُتُ إِلى النِّهاية فذاكَ الَّذي يَخلُص. وإِذا طارَدوكم في مدينةٍ فاهرُبوا إِلى غَيرِها. الحَقَّ أَقولُ لكم: لن تُنُهوا التَّجْوالَ في مُدُنِ اِسرائيل حتَّى يأتيَ ابنُ الإِنسان. «ما مِن تِلميذٍ أَسمَى مِن مُعَلِّمِه، وما مِن خادِمٍ أَسمَى مِن سَيِّدِه. فَحَسْبُ التِّلميذِ أَن يَصيرَ كَمعلِّمِه والخادِمِ كَسيِّدِه، فإِذا لَقَّبوا ربَّ البَيتِ بِبَعلَ زَبول، فَما أَحْراهم بِأَن يَقولوا ذلك في أَهْلِ بَيتِه؟

 

ملف بنك المدينة لماذا السكوت على (إغتيال) المال?

الأنوار/بالمناسبة، ومن دون التسبُّب في إزعاج أحد، أين أصبحت التحقيقات في ملف بنك المدينة?

غريبةٌ الملفات في لبنان، كيف تطفو ثم تغرق من دون أن تتقدَّم قيد أنملة?

والأغرب في بعض هذه الملفات هو: كيف تكون عناصر بعض الملفات مكتملة وواضحة وضوح الشمس لكن أحداً لا يريد رؤيتها?

لن نتحدَّث عن ملفات ترقى الى درجة (اللغز) وتستلزم تحقيقات دولية وتعاون معظم الدول الفاعلة لتقديم ما لديها، بل نتحدث عن ملف (أبطاله) معروفون وأرقامه معروفة والمستفيدون منه ما زالوا على قيد الحياة، فلماذا التأخير في بتِّه?

مصرفٌ جرت فيه عمليات مالية مخالِفة لقانون النقد والتسليف، ارتابت لجنة الرقابة على المصارف في أدائه، رفعت التقرير تلو التقرير عن مخالفاته، وعن المستفيدين من أمواله الطائلة، فلماذا لم تُغتَنم فرصة توقيفهم للتحقيق معهم في القضية الواضحة، خصوصاً أن المحقق الدولي سيرج براميرتس أدرج قضية بنك المدينة في أحد تقاريره كإمكانية أن يكون تمويل تنفيذ جريمة اغتيال الرئيس الحريري ورفاقه تمَّ عبر أموال بنك المدينة?

ألم يسأل أحدٌ كيف أن موظفاً راتبه لا يتجاوز الثلاثة آلاف دولار، وُجد في حسابٍ، غير سرّي، له أكثر من خمسة عشر مليون دولار? ألا يستدعي (اكتشاف) هذا المبلغ الضخم مساءلته (من أين له هذا)?

وهل التغاضي عن هذا الأمر مردّه أن الكثيرين متورطون في الملف?

إذا صحَّت هذه الوقائع، ألا يكون الإحجام عن تقديم المعلومات إعاقة سير العدالة?

اللبنانيون بدأوا يرتابون من محاولات إغراق هذا الملف من جديد ولهم من الأسباب ما يكفي ليكون ارتيابهم في محله:

- اين أصبح ملف إسترداد (الشاهد الملك)، رنا قليلات? وإذا كان التحقيق معها قد تمَّ جانبٌ منه في البرازيل، فلماذا لم تُعلَن نتائج هذا التحقيق الى الآن?

- ماذا يملك بعض الموقوفين من معلومات عن المستفيدين من أموال بنك المدينة? ولماذا لم يُستجوبوا الى الآن في هذا الملف?

ولماذا لا يُعلن المعنيون اسبابَ هذا التأجيل أو هذه المماطلة?

إنها أسئلة مشروعة عن أموال غير مشروعة استفاد منها بعض رجال الشرعية بطريقة غير شرعية.

إن قضية بنك المدينة انتهت المحاكمة فيها قبل أن تبدأ، فالمُدانون معروفون ويبقى أن يأتي عهدٌ تكون من أولوياته فتح هذا الملف على مصراعيه ومحاكمة المتورِّطين وكاتمي المعلومات والمسهِّلين والمتساهلين، وعندها سنرى مَن يبقى خارج السجن.

 

صفير ينتقد شرذمة الصفوف والانقسام والممعنين في التخريب: نأسف للمشهد الذي نراه على الساحة ولا يطمئن القلوب

 المستقبل - 2007 / 7 / 2

 أسف البطريرك الماروني الكاردينال نصرالله بطرس صفير "للمشهد الذي نراه على الساحة اللبنانية، والذي لا يدخل الطمأنينة الى القلوب"، مشيراً الى ان "شرذمة الصفوف لا تزال قائمة، والانقسام تناول جميع الأفرقاء، والممعنون في التخريب لا يردعهم رادع من وجدان وضمير، والهجرة لا تزال تبتلع معظم الطاقات اللبنانية". وسأل "أما من يقظة ضمير تضع حدا لهذا الضياع المخزي؟ وأين اصبحت القيم الدينية، والأخلاقية، والانسانية التي من دونها لا حياة فردية، وعائلية، واجتماعية سليمة؟".

ترأس صفير قداس الاحد في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي امس، عاونه فيه امين سر البطريركية المونسينيور يوسف طوق والقيم البطريركي العام الخوري جوزف البواري، في حضور السفير السابق لمنظمة فرسان مالطا في لبنان ادوار دولوبكوفيتش وعقيلته وشخصيات.

العظة

بعد الانجيل المقدس، ألقى صفير عظة بعنوان "حسب التلميذ ان يكون مثل معلمه" قال فيها: "هذه القاعدة التي أعطاناها السيد المسيح. والقديس بولس قد فهم هذه القاعدة أكثر من سواه عندما قال: "اني أفرح الآن بألآلام التي أعانيها من أجلكم، وأتم في جسدي ما نقص من مضايق المسيح". بهذه الروح، روح المشاركة مع آلام المسيح يجب أن نرافق الأحداث التي تدمي قلوب الكثيرين من اللبنانيين، بخاصة الذين فقدوا أبناءهم واخوانهم في الحرب التي تدور رحاها منذ أكثر من شهر في نهر البارد والبداوي، ونكثف الصلاة الى الله ليرشدنا الى خير السبل لوضع حد لهذه المأساة التي نعاني منها منذ ما فوق الربع قرن".

اضاف: "أراد الله من الناس أن يتعاونوا على ما فيه خيرهم المشترك، ولكننا نراهم يقتتلون طمعا بشؤون الدنيا. وهذا ما شهدناه في مطلع هذا الاسبوع الذي شهد مقتل ستة عسكريين من التابعية الاسبانية. لقد أتوا في مهمة انسانية سلامية، هم وسواهم من جنسيات مختلفة، ليكونوا حواجز بشرية بين اسرائيل ولبنان. ولكن يد الغدر أوقعت بهم، فذهبوا الى ربهم شهداء الواجب والسلام. واننا نشارك ذويهم في الصلاة الى الله لنسأله أن يتغمد أرواح الضحايا البريئة بوافر الرحمة والرضوان، ويسكب على قلوب أعزائهم بلسم العزاء، وانا لنأسف شديد الأسف للمشهد الذي نراه على الساحة اللبنانية، والذي لا يدخل الطمأنينة الى القلوب. فشرذمة الصفوف لا تزال قائمة، والانقسام تناول جميع الأفرقاء، والممعنون في التخريب لا يردعهم رادع من وجدان وضمير، والمستغلون فاقة اخوانهم لا يزالون يستغلون دون شفقة على مريض يكويه ثمن الدواء، ولو مزيفا، والهجرة لا تزال تبتلع معظم الطاقات اللبنانية. أفما من يقظة ضمير تضع حدا لهذا الضياع المخزي؟! ونتساءل: أين أصبحت القيم الدينية، والأخلاقية، والانسانية التي من دونها لا حياة فردية، وعائلية، واجتماعية سليمة؟. اللهم اشملنا بعطفك، وساعدنا على اصلاح ديننا، لتصلح دنيانا".

استقبالات

بعد القداس، استقبل صفير على التوالي: رئيس الصليب الاحمر اللبناني سامي الدحداح، المهندس جو صوما، المدير العام لمستشفى البوار الحكومي شربل عازار، قاضي التحقيق في جبل لبنان رفول البستاني، مدير تحرير جريدة "الشرق" خليل الخوري ونجله جورجينو الذي اطلع البطريرك على اوضاع ابناء الجالية في سيدني اوستراليا، ووفوداً شعبية من مختلف المناطق اللبنانية.

 

إنفجار عبوات غاز في محل للحلوايات 

 2007 / 7 / 2

وكالات/ سمع منذ بعض الوقت دوي إنفجار في بيروت وفي معلومات خاصة تبين أنه ناتج عن إنفجار عبوات للغاز داخل محل حلوايات صفصوف الكائن في منطقة بيروت - الملعب البلدي وأنباء عن جرحى

 

 "حزب الله" وولاية الفقيه

 المستقبل - 2007 / 7 / 2  د. سعود المولى

تشكل حزب الله في لبنان على أساس أنه "حزب الثورة الإسلامية في لبنان" أي كفرع من "حرس الثورة الإسلامية" الإيراني... ولم يكن ذلك فقط من حيث إن قوات حرس الثورة التي جاءت الى لبنان إثر اجتياح صيف 1982 وأقامت قاعدة عسكرية لها في بعلبك، قامت فعلياً بتوحيد وتدريب وتأطير وتنظيم المجموعات التي صارت لاحقاً حزب الله (1982 ـ 1985)، وإنما أيضاً وأساساً من حيث إن الأساس العقائدي ـ الفكري ـ التنظيمي يقوم على نظرية وممارسة ولاية الفقيه، أي على الإيمان المطلق بها والانضباط التام لها والطاعة لمستلزماتها، وفي ذلك يقول السيد ابراهيم أمين السيد، حين كان الناطق الرسمي أو الأمين العام الأول للحزب: "نحن لا نستمد عملية صنع القرار السياسي لدينا إلا من الفقيه.. والفقيه لا تعرّفه الجغرافيا بل يعرّفه الشرع الإسلامي.. فنحن في لبنان لا نعتبر أنفسنا منفصلين عن الثورة في إيران.. نحن نعتبر أنفسنا ـ وندعو الله أن نصبح ـ جزءاً من الجيش الذي يرغب في تشكيله الإمام من أجل تحرير القدس الشريف. ونحن نطيع أوامره ولا نؤمن بالجغرافيا، بل نؤمن بالتغيير"... (من الكتاب الصادر عن مجلة الشراع بعنوان الحركات الإسلامية في لبنان ـ بيروت 1984). وفي بيان تأسيس الحزب (16 شباط 1985) نقرأ: "إننا أبناء أمة حزب الله، نعتبر أنفسنا جزءاً من أمة الإسلام في العالم.. إننا أبناء أمة حزب الله التي نصر الله طليعتها في إيران وأسست من جديد نواة دولة الإسلام المركزية في العالم، نلتزم أوامر قيادة واحدة حكيمة عادلة تتمثل بالولي الفقيه الجامع للشرائط... كل واحد منا يتولى مهمته في المعركة وفقاً لتكليفه الشرعي في إطار العمل بولاية الفقيه القائد".. وفي شرح أدق لهذا المعنى يقول السيد حسن نصرالله: "الفقيه هو ولي الأمر زمن الغيبة، وحدود مسؤوليته أكبر وأخطر من كل الناس، ويفترض فيه، إضافة الى الفقاهة والعدالة والكفاءة، الحضور في الساحة والتصدي لكل أمورها، حتى يعطي توجيهاته للأمة التي تلتزم بتوجيهاته. نحن ملزمون باتباع الولي الفقيه، ولا يجوز مخالفته. فولاية الفقيه كولاية النبي والإمام المعصوم، وولاية النبي والإمام المعصوم واجبة، ولذلك فإن ولاية الفقيه واجبة. والذي يردّ على الولي الفقيه حكمه فإنه يردّ على الله وعلى أهل البيت... فمن أمر الولي الفقيه بلزوم طاعتهم فطاعتهم واجبة" (مجلة العهد ـ العدد 148 ـ 24 نيسان 1987).

وفي شروحات أخرى أحدث (أي صدرت بعد العام 2000) نقرأ للشيخ نعيم قاسم (كتابه: حزب الله، المنهج، التجربة، المستقبل): "لا علاقة لموطن المرجع بمرجعيته... فالإمام الخميني، كولي على المسلمين، كان يحدد التكليف السياسي لعامة المسلمين في البلدان المختلفة.. هذا والارتباط بالولاية تكليف والتزام يشمل جميع المكلفين... حتى عندما يعودون الى مرجع آخر في التقليد، لأن الأمرة في المسيرة الإسلامية العامة هي للولي الفقيه المتصدي.." (ص75).. "الحزب يلتزم القيادة الشرعية للولي الفقيه كخليفة للنبي والأمة، وهو (الولي) الذي يرسم الخطوط العريضة للعمل في الأمة، وأمره ونهيه نافذان" (ص23).

تقوم نظرية الولاية العامة للفقيه على أن الدليل (العقلي والشرعي) قد دل على أن الإمام المعصوم (أي المهدي) قد نصب الفقيه الجامع للشرائط (أي الذي يجمع في شخصه شروط العلم الفقهي والعدالة والكفاءة في الإدارة، الى جانب التصدي والبروز للقيادة) وذلك في عصر غيبته الكبرى (أي غيبة الإمام المهدي التي لا يعرف متى تنتهي إلا من حيث أنه سيرجع ليملأ الدنيا عدلاً بعد أن امتلأت ظلماً وجورا)... وهو (أي المهدي) قد نصب هذا الفقيه ولياً عاماً، ولاية تصرّف على المسلمين.. وقد ثبت للفقيه بمقتضى هذه الولاية العامة (أو السلطة المطلقة) جميع ما ثبت للإمام المعصوم وللنبي نفسه.. فالولي الفقيه الجامع للشرائط هو "الحاكم الإسلامي المطلق" (الإمام، ولي أمر المسلمين) المعيّن بالنصب العام حاكماً على المسلمين.. أي أنه ليس فقيهاً متشرعاً فقط، أو مرجعاً للتقليد، بل هو حاكم عام مطلق الولاية له صلاحيات الإمام والرسول..

وبالتالي، وكما يقول آية الله يزدي (أستاذ أحمدي نجاد ومرشده الروحي) فإنه "وفقاً لمبدأ ثبوت الولاية بالتعيين أو بإذن من الإمام المعصوم، وعلى فرض إحراز أفضلية فقيه ما للتصدي لمقام الولاية، ووفقاً للأدلة العقلية والنقلية، يحق لمثل هذا الفقيه الولاية على الناس ويكون أمره نافذاً على كل مسلم ويجب عليه تنفيذه. كما أن طاعة الولي الفقيه واجبة أيضاً حتى على المسلمين المقيمين في الدول غير الإسلامية سواء بايعوا أم لم يبايعوا، لأن البيعة ـ حسب نظرية ولاية الفقيه المطلقة ـ لا دور لها في شرعية الولي الفقيه".

وحين نشب النزاع في إيران بعد وفاة الإمام الخميني (3 حزيران 1989) حول خليفته في منصب ولاية الفقيه، بسبب كون السيد خامنئي غير حائز على درجة المرجع المجتهد، تقرر الفصل بين المركزين: مركز المرجعية الدينية، ومركز ولاية الأمر (أو الإرشاد أو ولاية الفقيه)، ولكن ذلك لم يمنع الخامنئي من التصريح الآتي: "طبعاً لخارج إيران حكم آخر، أقبل ما يحملوني إياه، لأن ذلك الحمل لو لم أحمله سيضيع" (مجلة العهد ـ 16/12/1994).

نشير هنا الى أن هذه المسألة بالذات (تصدّي السيد الخامنئي للمرجعية خارج إيران إضافة الى موقعه كولي فقيه) هي السبب وراء الصراع الذي نشب بين السيد محمد حسين فضل الله وحزب الله في الأعوام 1997 ـ 1998. فقد كان السيد فضل الله من المؤيدين لولاية الفقيه (وله في ذلك كتاب يضم بين دفتيه عدة خطب ومحاضرات عن الموضوع، صدر العام 1988). وحتى بعد تولي الخامنئي سدة الولاية في إيران، ظل فضل الله على ولائه، مع ترك مجال لنفسه للتصدي للمرجعية حيث إن الإيرانيين عيّنوا آية الله آراكي مرجعاً بعد وفاة الخميني، فاصلين بذلك بين المنصبين. وكان هدفهم هو الإعداد لقبول مرجعية خامنئي الذي لم يكن يحتل مرتبة الاجتهاد المطلق التي تؤهله ليكون مرجعاً دينياً. وقد اعتقد فضل الله في تلك المرحلة أن الباب صار مفتوحاً أمامه لإعلان مرجعيته (العربية على حد قوله يومها) طالما أن الإيرانيين فصلوا بين المنصبين.. فجاء جواب الخامنئي السالف الذكر حول كونه ينحني للمراجع أساتذته في إيران، أما خارج إيران فله حكم آخر.. وبين مرجعية الخامنئي التي صارت إلزامية بعد وفاة آراكي ومرجعية فضل الله التي كان يدعو لها لنفسه، صدرت عشرات الكتب (1997) في قم والضاحية الجنوبية، أقل كلمة فيهها هي : فضل الله الضال المضل.. ناهيك عن العمالة للمخابرات الغربية.. وانعكس ذلك في حزب الله الذي سحب ولاء بعض عناصره لفضل الله طالباً منهم اتخاذ موقف؛ وإلا فتهمة "ازدواجية الولاء".. وانعكس الأمر أيضاً داخل حزب الدعوة الذي صار فيه جناح كبير يحمل اسم "الدعوة ـ ولاية الفقيه" (بقيادة كبار المؤسسين التاريخيين مثل مهدي آصفي وكاظم الحائري).. ويومها أصدر فضل الله مقولته الجديدة القائلة "بتعدد ولايات الأمر" أو "تعدّد القيادة الإسلامية في عصر الغيبة"، إذ قال فضل الله إن صفة القائد في زمن الغيبة إنما تكون لنائب الإمام المهدي.. وكما يمكن أن يكون للإمام في حال حضوره أن يحكم أقاليم عدة وله في كل منها نائب فإنه يمكن كذلك أن يكون له في حال غيبته عدة نواب أيضاً "إلا إذا كانت هناك مصلحة إسلامية عليا تقتضي وحدة القيادة وكانت الوحدة واقعية". وقد اختار حزب الدعوة السيد فضل الله فقيهاً للحزب ومرجعاً له بعد وفاة آية الله آراكي.. وباعتقادي فإن هذه المسألة أيضاً هي التي تفسّر الانقلاب الدموي الذي قاده حزب الله ـ خامنئي ضد الشيخ صبحي الطفيلي (حادثة الحوزة في عين بورضاي) نظراً الى كون الطفيلي، مسؤول حزب الدعوة في لبنان، كان من أنصار الاستقلال عن القيادة الإيرانية ورفض ولاية الفقيه.. وقد تطوّر موقفه في السنوات الماضية الى تبني خيار ولاية الأمة على نفسها.. وهي الصيغة الأساس لدى الشيعة والتي عبّر عنها كبار أعلامهم مثل السيد محسن الأمين والسيد محسن الحكيم والسيد عبدالحسين شرف الدين والسيد موسى الصدر والشيخ محمد جواد مغنية والشيخ محمد مهدي شمس الدين. هذا في حين يستمر السيد فضل الله على موقفه الذي يقسّم ولاية الفقيه الى ولايات متعددة بتعدد الأقاليم، "إلا إذا كان هناك مصلحة إسلامية عليا تقتضي وحدة القيادة" كما كان الحال عليه أيام الإمام الخميني أو كما هو الحال عليه اليوم في ظل المصالحة الأخيرة بين السيد فضل الله والنظام الإيراني بعد قطيعة استمرت عشر سنوات

 

 الجوزو يحمل على محامي الشيطان والأبواق المستأجرة: من يحاسب الرئيس وكيف ننقذ لبنان من أحقاده؟

 المستقبل - 2007 / 7 / 2

 حمل مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو على محامي الشيطان "عملاء المخابرات السورية في لبنان، والابواق المستأجرة التي تنطلق هنا وهناك لترويج الاكاذيب والافتراءات والنفاق والدجل والرياء دفاعا عن المجرمين والقتلة والسفاحين ورؤساء العصابات والمافيات الاجرامية التي تمتهن الغدر والاغتيال، من دون ان يتحرك لها ضمير". وقال في تصريح أمس: "هؤلاء هم محامو الشيطان، يدافعون عن رئيس مغلق سطحي فاشل يمتلئ قلبه وعقله بالافكار الشيطانية التي تملى عليه بكرة وعشيا، فيرددها كالببغاوات، وينطق بأصوات الشؤم والخراب ليأخذ البلاد والعباد الى الخراب والدمار والافلاس. رئيس باع ولاءه للبنان بولائه لسوريا، وولاءه للبطريرك الماروني بولائه لـ"حزب الله" الفارسي، والذي فتح جيوبه قبل ان يفتح عقله لملايين الدولارات التي كانت تتهافت عليه من "صاحب السمو" مرة، و"الشاهنشاه" مرة اخرى ليغرق لبنان في بحر من الدماء الزكية". أضاف: "الرئيس الذي ضرب عرض الحائط بالدستور والقانون والقسم الرئيسي، وامتنع عن اداء وظيفته في التوقيع على مراسيم تصدرها الحكومة، واعلن الاضراب مع رئيس مجلس النواب، لالغاء الشرعية، واعلاء كلمة الاعتصامات الفوضوية للتآمر على اقتصاد لبنان وتدميره والقضاء عليه بعدما ملأ جيوبه بأموال بنك المدينة وسواها. لقد وقف ـ وقد تخضبت يداه بالدماء ـ يدافع عن جرائم الاغتيال، ومن ارتكب هذه الجرائم، ويفتح ابوابه لجيل المنافقين من أنصاف القادة والسياسيين، يستعين بهم ويستعينون به على قتل الشعب اللبناني وقتل احلامه".

وتابع: "اصوات طائفية متعصبة كثيرة ارتفعت في الايام الاخيرة، تتظاهر بالغيرة على منصب الرئاسة الاولى، وعن صلاحيات صاحب الفخامة والشياكة والرخامة، لتصبح مقدمة على حرية الوطن واستقلاله وكرامته". وسأل "من يحاسب هذا الرئيس؟ وكيف يكون السبيل الى اسقاطه ومحاكمته وانقاذ لبنان من احقاده؟"، قائلاً: "لو كنت مكان الطائفة المارونية لطالبت بالغاء منصب الرئاسة التي جرت العار على الطائفة المارونية، لأن فخامته أضر بطائفته اكثر مما أضر بأي طائفة أخرى، واذا كان الرئيس القادم سيكون على المستوى نفسه، فالويل للشعب اللبناني".

 

قوة أمنية فلسطينية ستنتشر خلال 24 ساعة في نهر البارد حيث تدور معارك مع حركة فتح الاسلام

01/07/2007  راديو سوا/قال مسؤول في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في جنوب لبنان الاحد ان قوة امنية فلسطينية ستنتشر خلال الساعات الاربع والعشرين المقبلة في مخيم نهر البارد في الشمال حيث تدور معارك بين الجيش اللبناني وحركة فتح الاسلام منذ ستة اسابيع.

وقال مسؤول حركة فتح في المخيم منير المقدح إنه تم الاتفاق على تشكيلة 90 % من القوة التي ستتألف من 300 عنصر والتي ستبدأ تنفيذ مهامها خلال 24 ساعة في نهر البارد. ورفض متحدث عسكري لبناني ردا على سؤال لوكالة الأنباء الفرنسية التعليق على هذا الموضوع الذي يحتاج تنفيذه حكما لموافقة الجيش اللبناني.

واوضح المقدح ان مهمة القوة تقضي بضبط الوضع الامني في كامل نهر البارد بشكل يرضي اللبنانيين والفلسطينيين ويحفظ للجيش كرامته. وعن مصير عناصر فتح الاسلام، قال ان هناك آلية ستستكمل خلال الساعات القادمة . واشار الى ان القسم الاكبر من القوة سيكون مصدره مخيم عين الحلوة، مضيفا ان اتصالات تجري مع الفصائل الفلسطينية كلها بهدف مشاركتها في القوة الامنية. وتدور منذ العشرين من مايو/ايار معارك بين الجيش اللبناني وحركة فتح الاسلام في مخيم نهر البارد الذي دُمر قسم كبير منه. وقال متحدث عسكري الاحد ان عدد عناصر فتح الاسلام في المخيم لم يعد يتجاوز "بضع عشرات". واضاف "ستتوقف المعارك عندما يستسلم الارهابيون".

المعارك مستمرة في نهر البارد /هذا وتستمر المعارك في مخيم نهر البارد في شمال لبنان بين عناصر حركة فتح الإسلام والجيش اللبناني الذي يواصل عمليات الدهم في المناطق الشمالية.

 

الرئيس السنيورة يستقبل زكي ويتصل بموسى 

 وكالات- 2007 / 7 / 1

 استقبل رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة مساء اليوم في السراي الكبير ممثل منظمة التحرير في لبنان عباس زكي وكان بحث واستعراض للتطورات التي شهدها مخيم نهر البارد والظروف التي احاطت بتظاهرة البداوي والحادث الذي شهدته التظاهرة واسبابه وخلفياته . الرئيس السنيورة اجرى اتصالا بامين عام الجامعة العربية عمرو موسى وكان استعراض لاخر التطورات المتصلة بلبنان .

 

مسؤول فلسطيني يتحدث عن انتشار قوة امنية فلسطينية في نهر البارد قريبا

 وكالات/2007 / 7 / 1

 قال مسؤول في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في جنوب لبنان الاحد ان قوة امنية فلسطينية ستنتشر خلال الساعات الاربع والعشرين المقبلة في مخيم نهر البارد في الشمال حيث تدور معارك بين الجيش اللبناني وحركة فتح الاسلام منذ ستة اسابيع.

وقال مسؤول حركة فتح في المخيم منير المقدح لوكالة فرانس برس "تم الاتفاق على تشكيلة 90% من القوة التي ستتألف من 300 عنصر" والتي "ستبدأ تنفيذ مهامها خلال 24 ساعة في نهر البارد". ورفض متحدث عسكري لبناني ردا على سؤال لوكالة فرانس برس التعليق على هذا الموضوع الذي يحتاج تنفيذه حكما لموافقة الجيش اللبناني. واوضح المقدح ان مهمة القوة تقضي ب"ضبط الوضع الامني في كامل نهر البارد بشكل يرضي اللبنانيين والفلسطينيين ويحفظ للجيش كرامته".

وعن مصير عناصر فتح الاسلام, قال ان "هناك آلية ستستكمل خلال الساعات القادمة وقد قدمت الى الجيش والجهات المعنية لاعطاء الراي فيها". واشار الى ان القسم الاكبر من القوة سيكون مصدره مخيم عين الحلوة, مضيفا ان اتصالات تجري مع الفصائل الفلسطينية كلها بهدف مشاركتها في القوة الامنية. وتدور منذ العشرين من ايار/مايو معارك بين الجيش اللبناني وحركة فتح الاسلام في مخيم نهر البارد الذي دمر في قسم كبير منه. وقال متحدث عسكري الاحد لوكالة فرانس برس ان عدد عناصر فتح الاسلام في المخيم لم يعد يتجاوز "بضع عشرات". واضاف "ستتوقف المعارك عندما يستسلم الارهابيون". وعاهد الجيش في بيان صدر عن قيادته "اهل نهر البارد بان عودتهم الى المخيم مضمونة, وسرعتها انما هي مرتبطة بما يبديه عناصر فتح الاسلام من حسن نية, والاسراع في تسليم انفسهم للجيش قبل فوات الاوان

 

مقتل اثنين من قناصة "فتح الاسلام"

الجيش يتابع تقدمه التدريجي ويستقدم أليات لتعزيز مواقعه  

وكالات/الهدوء الحذر يسود  منذ بعد ظهر اليوم معظم محاور المواجهات العسكرية في عمق مخيم نهر البارد بين عناصر فتح الاسلام ووحدات الجيش المنتشرة داخل المخيم، بعد يوم تخلله عمليات كر وفر وتراشق متقطع بالاسلحة الرشاشة الخفيفة والثقيلة، وقصف مدفعي متقطع من قبل مدفعية الجيش اللبناني لبعض المواقع والمباني التي يستخدمها المسلحون داخل المخيم القديم وعلى تخومه لاطلاق النار باتجاه مواقع الجيش، وافيد عن مقتل اثنين من قناصة "فتح الاسلام" دأبوا منذ الصباح على استهداف عناصر الجيش.  وتركزت المواجهات اعتبارا من الساعة الثالثة بعد الظهر على محاور القتال عند المداخل الاساسية للمخيم القديم الى الجهة الجنوبية من مجمع ناجي العلي والتعاونية ومدارس الاونروا، بالاضافة الى الواجهة الجنوبية ايضا لمجرى النهر البارد لا سيما عند جسر السكة الحديد، الذي بات المحطة الابرز لمحاولات التسلل التي يقوم بها المسلحون لاستهداف مواقع الجيش الذي رد بقصف مدفعي عنيف على مصادر النيران محبطا كل محاولات التسلل.  وعلى الرغم من المواجهات المتقطعة، فان عناصر فوج الهندسة في الجيش يتابعون عملهم اليومي في تفكيك وتفجير الالغام، التي نصبها المسلحون على الطرقات والازقة ومداخل الابنية في محاولة منهم لاعاقة تقدم الجيش، الذي تابع تقدمه التدريجي المدروس باتجاه بعض الابنية والمواقع الحساسة عند تخوم المخيم القديم، مركزا نقاطا عسكرية جديدة وفق الخطة الموضوعة.  ولوحظ مساء استقدام الجيش تعزيزات اضافية لتعزيز مواقعه المتقدمة، وشوهدت عربات جند واليات عسكرية في محيط المخيم وعند مداخله الرئيسية.

 

الجيش اللبناني يرسل تعزيزات جديدة إلى محيط مخيم نهر البارد

اشتباكات متقطعة بين الجيش اللبناني وفتح الإسلام في مخيم نهر البارد

01/07/2007 –راديو سوا

سقطت على ما يبدو كل المبادرات لحل أزمة مخيم نهر البارد سلميا، وبدأ الجيش اللبناني بإرسال تعزيزات جديدة إلى محيط المخيم تحضيرا لمرحلة الحسم الأخيرة، في ضوء رفض مسلحي فتح الإسلام الاستسلام، وتسليم أسلحتهم إلى الدولة. وقد أعلن ممثل حركة الجهاد الإسلامي في لبنان أبو عماد الرفاعي عن وصول كل المبادرات إلى طريق مسدود، ملمحا إلى إمكانية دعوة كل من تبقى من سكان المخيم إلى الخروج منه. وأشار الرفاعي إلى أن الساعات المقبلة ستشكل الخطوات المفصلية لهذه الأزمة، وأن دخول قوة أمنية من الفصائل الفلسطينية لحسم المعركة أمر مستبعد.

 

كوسران في بيروت الاسبوع المقبل لتوجيه الدعوات لمؤتمر باريس

  وكالات 2007 / 7 / 1

 يصل الى بيروت الاسبوع المقبل الموفد الفرنسي جان كلود كوسران لتوجيه الدعوات الى اللقاء الحواري الذي ستستضيفه باريس في 15 و16 من الشهر الحالي في سان كلو. وقد تم طبع البطاقات وهي تنتظر وضع الاسماء وستشمل الدعوات 14 شخصاً من سياسيي الصف الثاني على غرار العدد الذي ضمه مؤتمر الحوار في لبنان سابقاً، يضاف اليهم 4 او 5 من ممثلي المجتمع المدني. واوضحت مصادر معنية باللقاء لـ"النهار" ان الهدف منه سيكون البحث عن وسائل لدعم سلطة الدولة اللبنانية". ورأت ان نجاح فرنسا في عقد اللقاء يعتبر "انجازاً" في ذاته بعد فشل الوساطة العربية في تحقيق هذا الهدف. واشارت الى ان اجتماعات لبنانية – فرنسية عدة عقدت من اجل ترتيب اللقاء وخصوصا في ضوء التنسيق الذي تم مع رئيس الحكومة فؤاد السنيورة خلال زيارته الاخيرة للعاصمة الفرنسية. وتابع وزير الاتصالات مروان حماده الذي رافق رئيس مجلس الوزراء الى فرنسا، المسائل المتعلقة بالملف اللبناني والتي تناولتها الزيارة.

 

سيناريو الاتّهام جاهز : اتّجاه ثلاثي إلى إقفال ملفّ الصدر 

  المحرر - 2007 / 7 / 1

 ظهرت مؤشّرات على اتجاه كل من دمشق وطرابلس وطهران إلى إقفال ملف الإمام موسى الصدر الذي اختفى في آخر شهر آب 1978 لدى زيارته، مع الشيخ محمد يعقوب، والد نائب زحلة حسن يعقوب، والصحافي عباس بدر الدين لليبيا. ورأت الجهات المعنية أن تعيين مساعد رئيس الجمهورية الإيرانية للشؤون القانونية أحمد الموسوي موفداً لمعالجة القضية عقب زيارة قام بها رئيس الحكومة الليبية بغدادي علي المحمودي لطهران الأحد الفائت، هو أحد المؤشّرات الرئيسية لذلك الاتجاه، وخصوصاً أن المسؤولين السوريين الذين يُواجهون صعاباً على الساحة اللبنانية، يريدون «سنداً عربياً» في هذه الرحلة، وإن كان هناك مَن يسأل عن الطريقة التي سيتعامل بها رئيس مجلس النواب نبيه بري، وهو رئيس حركة «أمل» التي أسّسها الإمام الصدر، مع أي خطوة لإقفال الملفّ. وأشارت الجهات إلى أن السيناريو بات جاهزاً لتوجيه التهمة الى الاستخبارات الإيرانية في عهد الشاه محمد رضا بهلوي، وإن كان قد طرح، في وقت سابق، اقتراح بإلصاق التهمة بأحد الفصائل الفلسطينية.

 

العاهل الاردني: ندعم استقرار لبنان وكل من يسعى للحفاظ عليه

وكالات 2007 / 7 / 1

 جدد العاهل الاردني الملك عبدااه الثاني دعمه للبنان, وقال في مقابلة نشرتها صحيفتي "القبس" الكويتية و"الغد" الاردنية: "ندعم استقرار لبنان ونقف الى جانب كل من يسعى للحفاظ عليه بلدا آمنا مستقرا حيث لا يتدخل احد في شؤونه. نقف الى جانب مؤسساته الشرعية، وندعو جميع اللبنانيين الى وضع مصلحة لبنان واللبنانيين أولا."

 

انتقل الدكتور سمير جعجع الى مقر إقامته الجديد في منطقة معراب قضاء كسروان.

وكلات  2007 / 6 / 30

 انتقل رئيس الهيئة التنفيذيّة في القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع الى مقر إقامته الجديد في منطقة معراب قضاء كسروان.

 

 اشتباكات عنيفة في مخيم البارد 

وكالات 2007 / 6 / 30

 الاشتباكات في مخيم نهر البارد زادت حدتها في هذه الاثناء على محاور المخيم كافة وتستعمل فيها مختلف انواع الاسلحة.

 

انهيار جسر أوتوستراد هادي نصرالله بعد ساعات معدودة على تركيبه

وكالات/هوت أجزاء كبيرة من الجسر الممتد فوق اوتوستراد السيد هادي نصر الله في ضاحية بيروت الجنوبية، بعد ثلاث ساعات على الانتهاء من العمل الأولي فيه، وأفاد شهود عيان أن أصوات التفسيخ صدرت من الجسر قبيل سقوطه، وقد حالت العناية الإلهية دون سقوط ضحايا كون الانهيار حصل في منطقة تكتظ عادة بالسيارات، وقد علمت قناة المنار ان مجلس الإنماء والاعمار الذي يشرف على بناء الجسر وتنفذه شركة سلوان سيفتح تحقيقا في الحادث.

 

الوزير السابق محمد عبد الحميد بيضون: رئيس الجمهورية لم يعرف كيف يترجم خطاب القسم الى برنامج عمل  

وكالات/قال الوزير السابق محمد عبد الحميد بيضون في حديث اذاعي أنه كان من الممكن ألا يترك أمين عام جامعة الدول العربية لبنان، دون حصول لقاء بين رئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس الحكومة فؤاد السنيورة الذي لم يصعب عليه الإجتماع بممثلين إيرانيين. بيضون، اعتبر أن موسى فهم جيداً إثر زيارته الأخيرة للبنان، أن المبادرة والحل يبدأ إقليمياً وليس في يد قيادات الداخل لأن الأخيرة منتدبة من الوضع الإقليمي. بيضون اعتبر أن خطاب القسم لرئيس الجمهورية إميل لحود مؤلف من عناوين لم يعرف كيف يترجمها إلى برنامج عمل

 

أمريكا تزيد عناصر الشرطة الجوية بعد الهجوم على مطار غلاسكو

مداهمات أمنية في 3 مدن بريطانية.. وبراون يعتبر الإرهاب تهديداً دائماً

لندن-وكالات

صرحت مصادر أمنية بريطانية أن منازل عدة تم دهمها وتفتيشها اليوم الأحد 1-7-2007 في جنوب غرب غلاسكو (اسكتلندا) ولندن وليفربول (شمال غرب انكلترا) اثر الاعتداء الذي استهدف السبت مطار غلاسكو والعثور على سيارتين مفخختين الجمعة في قلب لندن, فيما كشفت صحيفة "صندي تايمز" أن تقريراً أمنياً مسرباً كان حذر في إبريل/نيسان الماضي من مكيدة إرهابية محتملة بالتزامن مع رحيل طوني بلير عن السلطة. وفيما قال رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون إن بلاده لن ترضخ للترهيب وإن الإرهاب تهديد دائم, انتقلت حالة القلق والحذر عبر المحيط الأطلنطي إلى الولايات المتحدة, إذ اعلن وزير الامن الداخلي الاميركي مايكل شيرتوف الأحد أن الولايات المحتدة ستزيد من عدد عناصر الشرطة الجوية باللباس المدني في الرحلات المتجهة إلى بريطانيا.

وكانت سيارة رباعية الدفع بها رجلان اقتحمت مطار غلاسكو أمس السبت فيما وصفته الشرطة بهجوم إرهابي. وجاء الهجوم بعد 36 ساعة فقط من إحباط الشرطة مؤامرة محتملة من جانب القاعدة في لندن تركت خلالها سيارتان معبأتان بالوقود واسطوانات الغاز والمسامير في قلب العاصمة وهما مهيأتان للانفجار.

تهديد دائم

وفي أول اختبار له بعد توليه رئاسة الحكومة البريطانية, ألمح غوردن براون اليوم الأحد الى ان منفذي محاولتي الاعتداء الاخيرتين في لندن والهجوم الذي استهدف مطار غلاسكو "مرتبطون بالقاعدة". وأكد أن بريطانيا "لن ترضخ ولن تخضع للترهيب" من قبل الارهاب الذي "هو عمل شيطاني لا يمكن تبريره بالايمان", ولن تسمح لأحد بإلحاق الضرر بنمط عيش البريطانيين, معتبرا ان الارهاب تهديد "دائم على المدى البعيد". وقال براون "من الواضح اننا نتصدى عموما لاشخاص مرتبطين بالقاعدة في عدد معين من الاحداث التي وقعت في العالم اجمع", مؤكدا في الوقت نفسه انه لا يشاء الادلاء بأي تعليق بشأن التحقيق التي تجريه الشرطة حاليا. واضاف لهيئة الاذاعة البريطانية بي بي سي "نعلم ان القاعدة وشركاءها ينشطون في اكثر من 60 بلدا. ويمكنكم التوقع بانهم سيستخدمون مختلف اشكال الصواريخ او الاسلحة وسيقومون بانشطة متنوعة أكان بطائرات او سيارات لالحاق اكبر قدر من الاضرار بالمدنيين ايا تكن ديانتهم او بلدهم".

 غلاسكو

وقالت المتحدثة باسم شرطة "ستراثكلايد ": في إطار التحقيق الجاري حول الاحداث في مطار غلاسكو ولندن تم تفتيش عدد من المنازل في منطقة رنفروشاير (الضاحية الجنوبية الغربية لغلاسكو). وأضافت "بسبب طبيعة هذا التحقيق لن تعلن أي معلومات إضافية في هذه المرحلة". وقد أوقف أربعة أشخاص بعد ظهر السبت بعد هذه الاحداث بينهم شخصان كانا في السيارة المشتعلة التي اصطدمت بالمبنى الرئيسي لمطار غلاسكو, فيما اعتقل شخص خامس ليل السبت/ الأحد في ليفربول.

 ليفربول

ومن جهتها, اعلنت شرطة "ميرسيسايد" في بيان انها اجرت عمليات دهم في منطقتين في ليفربول اثر اعتقال شخص ليل السبت/ الاحد "على علاقة بالاحداث التي حصلت على المستوى الوطني". وكانت وزارة الداخلية البريطانية أعلنت امس السبت رفع حالة الاستنفار الأمني في البلاد إلى أعلى مستوى، وهو ما يشير الى توقع هجمات أخرى.

 تهديد القاعدة

وعلى صعيد متصل, كشفت صحيفة "صندي تايمز" الصادرة اليوم الأحد أن تقريراً أمنياً مسرباً كان حذر في إبريل/نيسان الماضي (قبل 3 أشهر) من مكيدة إرهابية محتملة بالتزامن مع رحيل طوني بلير عن السلطة, وسلّط الأضواء على التهديد الذي تواجهه بريطانيا من قبل تنظيم القاعدة. وقالت الصحيفة إن التقرير المسرّب الذي أعده المركز المشترك لتحليل الإرهاب لم يكن التحذير الوحيد من نوعه عن خطر وقوع هجوم إرهابي في لندن بعد الكشف عن أن النوادي الليلة في بريطانيا تلقت تحذيراً في الأيام القليلة الماضية من احتمال تعرضها لهجمات بسيارات مفخخة. ورجحت الصحيفة إمكانية أن تتعرض الحكومة البريطانية إلى انتقادات لعدم تحذيرها الجمهور من تلك المكيدة ومطالبته بتوخي الحيطة والحذر. وأضافت أن التقرير تحدث عن وجود اتصالات بين خلايا القاعدة في إيران وناشطين من التنظيم في بريطانيا مع أنه شدد على عدم وجود معلومات استخباراتية عن هجوم وشيك على الأراضي البريطانية, غير أنه أشار إلى أن معلومات أمنية حذّرت من "أن الشبكة الكردية في تنظيم القاعدة تخطط لما نعتقد أنه هجوم ضخم ضد هدف غربي". ونسبت الصحيفة إلى باتريك ميرسر النائب عن حزب المحافظين البريطاني المعارض والمتحدث السابق باسمه لشؤون الأمن الوطني قوله "إذا كانت الحكومة تملك مثل هذا التقرير, فلماذا لم تبادر إلى رفع مستوى التهديد وتحذر الناس؟".

 

جنبلاط: اتركوا الجيش يقوم بمهمته ويُخرج العصابة القتلة من نهر البارد ثم سوياً ندرس الاوضاع المعيشية والاجتماعية والاقتصادية للعودة ودون مزايدات

وكالات - 2007 / 7 / 1 

دعا رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط الى "ترك الجيش اللبناني يقوم بمهمته ويُخرج عصابة القتلة في نهر البارد يتم اثرها درس الاوضاع المعيشية والاجتماعية والاقتصادية والعودة دون مزايدات", كما دعا "البعض الذي حرّك اللاجئين في نهر البارد تحت شعار العودة الى المخيم ان يعطوا النصح لاهاليهم في غزة"، وأمل "بالانتصار على كل هذه الصعاب".كلام النائب جنبلاط جاء خلال لقاء في بلدة بطمة الشوف خصّ فيه النائب جنبلاط راعي ابرشيية صيدا ودير القمر للروم الملكيين الكاثوليك المطران ايلي بشارة الحداد باستقبال عام في البلدة اقامه له ابناء البلدة من الدروز والمسيحيين بمناسبة سيامته بدعوة من رعية مار بطرس وبولس بمناسبة عيدهما اليوم ولجنة الوقف المسيحي في البلدة.

وبعد استقبال للمطران الجديد عند مدخل البلدة من قبل رجال الدين والاهالي دروزا ومسيحيين والانطلاق بمسيرة باتجاه كنيسة البلدة, كانت كلمات ترحيبية بالمطران حداد في باحة الكنيسة الخارجية شددت على العيش المشترك بين ابناء البلدة ومنطقة الجبل بشكل عام, ومنها كلمة للمختار السابق فوزي الحداد الذي اعتبر ان "الاستقبال جرى في بلدة هي ارض للقداسة والفضل والتي انبتت آباء ومشايخ اتقياء اجلاء", كما تحدث المطران حداد مشيدا بالبلدة التي تحتضن هذا التعايش برعاية الزعيم وليد بك جبلاط والتي نكتب فيها اليوم صفحة بيضاء مشرقة للتاريخ وهذا قدرنا في ان نعيش معا دون ان يفرّقنا احد من الغرباء, ونشعر بالفخر والاعتزار بان الجبل سيبقى الى الابد بهذه الروحية الوطية الجامعة.

بعد ذلك ترأس المطران حداد قداسا بالمناسبة في الكنيسة والقى خلاله عظة قال فيها: لقد مرت المنطقة بصعوبات كبيرة وقاسية وكانت المعاناة مدرسة للجميع تعلمنا فيها ان لبنان ليس حكرا لاحد, وان العنف لا يحل مشكلة بل يزيدها تعقيدا, وان الفوقية في التعامل اهانة للخالق الذي ارادنا جميعا اخوة متساوين, وهنا اوجه تحية اكبار لمن عرف كيف يتدارك المشاعر السلبية واعاد الامور الى نصابها عنيت فاعليات الجبل وعلى رأسهم الزعيم وليد جنبلاط, وعليه اكرر الدعوة لمن يشعر بالقلق والاحباط ان يثبت في ارضه ولا يبيعها, خاصة وان الاجواء العامة تشير الى وجود بعض الراغبين في تبديل ديموغرافي او جغرافي في لبنان لقد عجزت المؤامرات حتى الان عن احداث الخلل في طبيعة لبنان فلا ندع هذه المرة ايضا المخطط يمر, ولن ندع اي فريق يسيطر على فريق آخر فلبنان للجميع والا فلا يكون , وحده التماسك بين جميع الفئات والايمان بالآخر يثبت لبنان والتمسك بالارض ينقذه, فاذا خرج المسيحي من لبنان ينتهي لبنان, واذا خرج المسلم منه يضعف, والدعوة الى من يمسك بالامور بان يحافظ على حصة المسيحيين, فندق ناقوس الخطر ما يحتاج الى تصويب والامثلة عديدة.

وبعد القداس توجه المطران حداد والنائب جنبلاط الذي انضم اليه والاهالي المسيحيين وممثل عن الوزير نعمة طعمة طوني انطونيوس, الى قاعة مجلس الموحدين الدروز وسط البلدة سيرا على الاقدام حيث كان استقبال من المشايخ والاهالي الدروز، القيت خلاله كلمات ترحيبية عدة ومنها لرئيس البلدية نديم زين الدين, وكمال زين الدين. كما القى المطران حداد كلمة شكر فيها الاهالي والنائب جنبلاط على الاستقبال وبحضوره وهو الزعيم الحامي بأياديه البيضاء لهذه المنطقة خصوصا في عودة ابنائها اليها, وبحضور المشايخ الاجلاء الذين اضفوا على هذا اليوم رونقا لبنانيا بامتياز, انكم من هذا الجبل المعطاء لكم صفات الجبل الشامخ ونحن فخورون بكم. وذكّر بقول البابا بان لبنان هو اكثر من وطن انه رسالة, لا بل اعيشه في هذه اللحظة بانه رسالة مؤتمنة بين جميع اديان هذا الوطن ولم يكن البابا يتوجه الى المسيحيين فقط وانما الى كل الاديان, فكل دين له رسالته ولكن لبنان امانة في ايدينا جميعا وهو رسالة الاديان وهو ما اراده الله بان يكون بلدنا مؤلفا من طوائف لكي نعطي المل باننا قادرون على العيش معا وعلى تخطي المشاكل ورغم الصعوبات التي حدثت لنا في تلك الحرب الاليمة في ان نتمكن من الوقوف ونقول نعم للبنان الواحد. اشكر لكم دروزا ومسيحيين لاستقبال ويبقى هذا الجبل امانة ووحدته وانني على يقين بان الزعيم وليد جنبلاط راعي الوحدة الوطنية اطال الله عمره وعمركم آمين.

والقى النائب جنبلاط كلمة قال فيها: باسمكم وباسم اهالي بطمة نشكر المطران حداد على هذه اللفتة الكريمة, وكنا على موعد منذ اسابيع كي نقوم بالواجب في المختارة لكن الظروف السياسية والاغتيال الاخير (للنائب وليد عيدو) ارجأ الموعد انما على امل ان تستقبل المنطقة كلها بمسلميها ومسيحييها المطران حداد قريباً في المختارة ان شاء الله كي نقوم بهذا الواجب. اننا نؤكد على اللحمة الوطنية التي تتجلى اليوم, وذلك في اوج هذا الصراع على لبنان لكن اياً كانت قساوة هذا الصراع وفداحة الخسائر التي تُلحق بالعسكريين في الجيش اللبناني, وقوى الامن الداخلي, ولصليب الاحمر, والمدنيين, املي يبقى كبيرا في ان ننتصر على كل هذه الصعاب وكما ردد سيادة المطران قول قداسة البابا "ان لبنان هو اكثر من وطن هو رسالة", كل دين او مذهب يحمل في طياته رسالة, رسالة العيش المشترك والحب والتلاقي.

اضاف: صحيح بالامس حرّك البعض اللاجئين في نهر البارد تحت شعار العودة الى المخيم, لكن كم كنا نتمنى على الذين حركوا هؤلاء الاهالي, ونحن بالمناسبة نتقدم بالتعازي الى ذوو الشهيدين (اللذين سقطا اثناء التظاهرة) ان يعتبروا قبل ان يعطوا النصح للاهالي الفلسطيين اللاجئين في لبنان, ان يعطوا النصح لاهاليهم في غزة كيف انه في 24 ساعة ذهب المئات من القتلى والجرحى في صراع لم يكن اخوياً ابداً. اتركوا الجيش يقوم بمهمته ويُخرج هذه العصابة القتلة ثم سوياً ندرس الاوضاع المعيشية والاجتماعية والاقتصادية للعودة ودون مزايدات. اهلاً وسهلاً بك سيادة المطران في بيتك وشكراً للجميع. ثم كان غداء على شرف المطران في انطش كنيسة بطمة.

 

القوات اللبنانية: زيارة جعجع لجنبلاط رسالة سياسية الى الداخل والخارج

وكالات - 2007 / 7 / 1

 اعتبرت مصادر قيادية في "القوات اللبنانية" زيارة رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع للنائب وليد جنبلاط في المختارة بمثابة "استكمال عملي وتثبيت للمصالحة الكبرى في الجبل التي كان البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير قد بدأها بزيارة المختارة وقرى العودة في صيف العام 2001". وأكدت هذه المصادر "أن هذا لا يعني أن العلاقات المسيحية - الدرزية كانت في حاجة الى مثل هذه الزيارة لوضعها في الاطار الصحيح، ولكن جولة جعجع في الجبل جاءت نتيجة عملية وترجمة فعلية وتكريساً لأجواء التفاهم التي تتسع يوماً بعد يوم بين القوات اللبنانية من جهة والحزب التقدمي الاشتراكي من جهة مقابلة، وعموماً بين المسيحيين والدروز". وتوقعت أن تترك هذه الزيارة "المزيد من أجواء الارتياح في الجبل خصوصاً، ولبنان عموماً، مشيرة الى أنها "بمثابة رسالة سياسية الى الداخل والخارج. في عز الأزمة التي يجتازها لبنان وعشية الاستحقاقات المصيرية الكبرى التي تقرر مستقبله، وتؤكد متانة العلاقة والتحالف السياسي والوطني العميق بين قوى 14 آذار في مواجهة المخططات الخارجية التي تستهدف مسيرة السيادة والاستقلال والقرار الحر".

كما توقعت "أن ينعكس مستوى التفاهم السياسي والوطني المتقدم جداً بين القوات اللبنانية وتيار المستقبل والحزب التقدمي الاشتراكي خطوات عملية على طريق انهاء كامل لملف المهجرين والعودة الى القرى التي لم تنجز العودة اليها بعد، واعادة قريبة لترميم التوازن السياسي والاداري في ضوء ما اصاب التركيبة السياسية والادارية اللبنانية من خلل إبان عهد الوصاية والاحتلال".

 

إغلاق سورية حدودها مع لبنان يعرَّضها لعقوبات تشمل منع طائراتها من الهبوط في أي مطار عربي أو دولي

 سوريا الحرة/قالت أوساط سياسية لبنانية من قيادة «ثورة الأرز» في واشنطن إن «نقل القرار الدولي1701إلى تحت مظلّة الفصل السابع بات حتمياً بعد استهداف جنود الوحدة الاسبانية في جنوب لبنان الإثنين الماضي، إلاّ أن المشاورات تدور راهناً داخل أروقة مجلس الأمن والأمانة العامة للأمم المتحدة، على خطّين، أوّلهما محاولة حمل رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة على تقديم طلب رسمي إلى بان كي مون ومجلس الأمن لوضع ذلك القرار تحت الفصل السابع، والثاني انتظار شهر آب/أغسطس المقبل لاجتماع مجلس الأمن للتمديد للقوات الدولية (يونيفيل) في جنوب لبنان مدة سنة جديدة فيُصدر قراراً بنقل تنفيذ القرار1701إلى مظلّة الفصل السابع، اذا لم تتجاوب الحكومة اللبنانية بسرعة مع المطالب الدولية». وكشف أحد قياديّي اللوبي اللبناني في نيويورك لـ«المحرّر العربي» النقاب الثلاثاء الماضي عن أن «المساعي الأميركية والفرنسية والبريطانية والأوروبية في الأمم المتحدة منصبّة راهناً على دفع مجلس الأمن لتحديد جدول زمني لتطبيق تنفيذ القرارين 1559 و1701 لا يتعدّى الأشهر الستة ابتداءً من آب/أغسطس المقبل كموعد أقصى للتنفيذ، فيما تستمرّ محاولات حثيثة لإقناع روسيا والصين العضوين الدائمين في مجلس الأمن اللذين يمتلكان حقّ النقض (الفيتو) بالموافقة على تحديد مدّة الستة أشهر، إذ إن هاتين الدولتين تُعارضان مبدئياً أي مُهل أو مُدد مُحدّدة في أي قرار يصدر عن مجلس الأمن».

3 سيناريوات

وقال القيادي اللبناني في نيويورك إن لقاء كوندوليزا رايس ووزير الخارجية الفرنسي كوشنير على هامش مؤتمر دارفور في باريس هذا الأسبوع «بحث ثلاثة سيناريوات لتنفيذ القرارين 1559 و1701 إذا لم تتجاوب الأطراف المعنية فيهما في لبنان وسورية وإيران خلال الأشهر الستة المقبلة، يقوم أحدهما على توسيع صلاحيات القوات الدولية من الجنوب لتشمل كل الحدود اللبنانية - السورية، وإذا نفّذ نظام بشّار الأسد تهديداته بإقفال الحدود مع لبنان، فإن مجلس الأمن - استناداً إلى الفصل السابع الذي يغطّي هذين القرارين - سيفرض عقوبات قاسية على سورية تكون أكثر فاعلية من «عقوباتها هي» بإقفال الحدود، بحيث تُمنع طائراتها من الهبوط في أي مطار دولي أو عربي، وتخفّض نسب التمثيل الديبلوماسي معها، وتوضع على بعض قادة نظامها قيود مالية وتحفّظات على منحهم تأشيرات دخول إلى أي دولة في الأمم المتحدة، مع اجراءات أخرى». أما السيناريوان الآخران اللذان تتحفّظ واشنطن وباريس عليهما «فهما يشملان بان كي مون ورئاسة الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، وقد يتوسّعان إلى إسرائيل وتركيا». ونقل القيادي اللبناني عن مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية اعتقاده أن فؤاد السنيورة شرح لكوندوليزا رايس ووزير الخارجية الفرنسي كوشنير في لقاءيه معهما في باريس، العقبات الداخلية التي تحول دون تقديم حكومته طلباً بنقل القرار 1701 لمظلّة الفصل السابع، وأن الوزيرة الأميركية لن تضغط عليه، بل ستبلغه أن مجلس الأمن سيقوم بهذه المهمة في آب/أغسطس المقبل. وكشف مسؤول الخارجية الأميركية النقاب عن أن الولايات المتحدة «اتّفقت مع الرئيس الفرنسي الجديد نيكولا ساركوزي قبل انتخابه وبعده خلفاً للرئيس جاك شيراك على عدم التفكير ولو للحظة واحدة بتجاوز الدور الأميركي في الشرق الأوسط أو التقدّم عليه في أي ظرف من الظروف، لأن الأميركيين وحدهم دفعوا أثماناً باهظة في هذه المنطقة وما زالوا يدفعون، وأن على أوروبا، ومنها فرنسا السير بموازاة السياسة الأميركية دون تجاوزها اذا كانت تريد الحفاظ على مصالحها هناك». وقال المسؤول الأميركي: «من هنا، ظهر تراجع وزير الخارجية الفرنسي كوشنير الإثنين الماضي عن فتح قنوات مع سورية، وإعلانه أن فرنسا «لن تدخل معها أي مفاوضات» قبل تطبيق ما عليها من واجبات حيال لبنان والعراق وفلسطين، وهذا مطلب أميركي مُلحّ وحاسم لمقاطعة نظام بشّار الأسد وتركه يتعفّن وحيداً معزولاً»...

 

القرار الأمريكي ,منع دخول أم منع خروج ,كيف وأين سيرد عليه بشار أسد ؟!.

سوريا الحرة/يبدو أن بشار أسد قد اختلطت عليه الأمور ,ولم يعد قادراً سوى التمسك بشعرة أجهزته الأمنية , وشتان بين بين شعرة معاوية وشعرة ضباط أمنه ومخابراته وجلادية وفاسديه , وشعاره الذي يستمر على تطبيقه بطيش غريب في سورية ولبنان , حيث باتت سورية سجن كبير أشبه بتكرار الصورة لمرحلة الثمانينات بوجهيها السوري واللبناني اللذان يمثلان وجه النظام الحقيقي , رافقه فعله بتدمير سورية وقتل عشرات الألاف وضرب الحياة المدنية وحصار المجتمع في حالة ليس لها مثيل في العالم كله , ودخول لبنان ودفعه إلى حرب أهلية لم يخرج منها قليلاً إلى أن أعاده بشار أسد إلى الأيام العصيبة التي مرت عليه , والآن وبعد سلسلة الإغتيالات في لبنان يدق بشار أسد طبول الحرب الأهلية وإشعال لبنان كله بمافيه , شعار بشار أسد بتخريب لبنان والمنطقة حرصاً على نزعة البقاء الشريرة على أنقاض بيروت ودمشق وبغداد وفلسطين وكأن صورة " روما العرب ونيرونها " الجديد أصبحت مشروع بشار أسد الشرير الوحيد.

ظن بشار أسد واهماً أن إزاحة الشهيد رفيق الحريري ورفاقه وآخرهم وليد عيدو هو تغييب الأقوياء على الساحة اللبنانية ,ليبقى فيها الضعفاء والعملاء , ولم توح له بشيء ثورة الأرز والملايين التي خرجت في بيروت تطالب برفع يده وسحب مخابراته من لبنان وتأسيس صفحة جديدة من العلاقة بين سورية ولبنان قائمة على الإحترام المتبادل وطي صفحة الماضي , عرض محترم لنظام غير محترم ولايفهم من طقوس العلاقة الأخوية شيء غير الوصاية والنهب والتخريب والعبثية بدون حدود , تبعه بإرسال عصاباته إلى لبنان وبدأ من نهر البارد مسلسل التفجير الكامل , رافقه بعمليات تخريبية في أكثر من زاوية في لبنان , وأيضاً لم ير في حسم الجيش اللبناني وانتصار لبنان مرة ً أخرى على التخريب شيئاً مريحاً.

استمر في طيشه بتنفيذ برنامج أجهزته الأمنية التي تدفعه دفعاً إلى الإنتحار , إلى تخريب هنا وتخريب هناك , وإشعال الحريق في أكثر من زاوية ملتهبة في لبنان وفلسطين والعراق , فتنة متنقلة وتفجير متنقل ,يسير على طريقة من سدت أمامه كل الأبواب وانعدمت أمامه كل الخيارات ,ولم يبق في تفكيره سوى الخلاص من المحكمة الدولية ولو على أنقاض أكثر من "روما عربية ", ولم يعن القرار 1559بشيء , ولا القرار 1701 بشيء , ولا القرار1757 بشيء ,واستمر يلعب بالذخيرة الحية وباللحم العربي الحي ,واهماً أن يقر لبنان والعرب والعالم بدوره وشقاؤه والخوف منه والرجوع إليه , وماأحلى الرجوع إليه !.

أيضاً لم يعقل واستمر يفخخ هنا ويخرب هنا ويطلق صواريخه هناك , حلم يقظة تضخم إلى حجم دور وحيد أوحد لايتغير ولايتبدل وكأنه قانون جدلي بين وجوده واستمراره , وفي ظروف المنطقة المتفجرة والغائصة بالدماء والفوضى ظن بشار أن قوى 14 آذا ر ومن معها ومن يدعمها من العرب والشرعية الدولية وكلهم مجتمعين سوف يصيبهم التعب والإعياء من سياسته المدمرة في لبنان , وسوف يتركون لبنان تحت سكين أجهزة الأمن يزبح كل يوم , لكن لبنان صمد رغم كل تلك الأعمال الدنيئة , انتقل إلى مرحلة أخرى بهجومه على قوات " اليونيفيل " في الجنوب اللبناني , وهو يغني ماأحلى الهروب من لبنان والرجوع إليه , أي إلى بشار أسد والتأمين على نفسها وعلى لبنان عند المجرم نفسه ..! واعتقد أن الأمور تمشي وفق خطته الأمنية بتفجير لبنان والمنطقة وقرار المحكمة الدولية أولاً وأخيراً.

لن نقف طويلاً عند توسله الإستسلام على طريق البقاء الموهوم على خلفية السلام المزعوم , ولن نقف طويلاً عن كلام مبعوثه إلى الكنيست ابراهيم سليمان , ولن نتوقف طويلاً عند تصريحات سفيره في لندن سامي الخيمي , ولن نتوقف طويلاً عند مباحثات المفتي حسون مع الحاخامات سراً وعلناً , ولن نتوقف طويلاً عند رسائل بشار أسد عبر وزيرخارجيته وليد المعلم إلى أولمورت , ولن نتوقف طويلاً عند تصريحات وتغريدات محسن بلاب وبثينة شعبان , ولن نتوقف طويلاً عند تصريحات فاروق الشرع بتغطية كل تلك الإنهيارات والخيانان الوطنية والقومية والمتناقضات السياسية التي أصبحت سياسة بشار أسد الدائمة , ولكننا سنتوقف عند قرار أمريكا بمنع دخول رموز مخابراته إلى أمريكا , هذا القرار الذي يعتبر البداية الفعلية والصحيحة والمطلوبة لردع المجرمين.

إن القرار الذي أصدره الرئيس الأميركي القاضي بمنع مسؤولين سوريين ولبنانيين من دخول الأراضي الأميركية زيارة أو هجرة أو لجوء ,هم أدوات بشار أسد التخريبية الميدانية لزعزعة سيادة لبنان وحكومته الشرعية ومؤسساته الدستورية ,وهم الذين ساهموا في تعطيل حكم القانون في لبنان برعايتهم للإرهاب والترهيب والعنف السياسي ، وإصرارهم على السيطرة السورية على لبنان ,

والقرار صريح ويهدف الى تعزيز المؤسسات الديموقراطية في لبنان ومساعدة الشعب اللبناني على استعادة سيادته وتحقيق طموحاته للديموقراطية والاستقرار الاقليمي وإنهاء رعاية الإرهاب في لبنان مشيراً الى أنه "من مصلحة الولايات المتحدة منع هؤلاء الاشخاص من إجراء الرحلات الدولية ووقف دخولهم الى الأراضي الأميركية", وأعلنت وزارة الخارجية على الفور أسماء القائمة الأولى وتحتوي كل من : مدير الاستخبارات العسكرية السورية آصف شوكت ومستشار الرئيس السوري هشام اختيار ومدير فرع الاستخبارات السورية السابق في لبنان رستم غزالي ومساعده السابق في بيروت جامع جامع , ومن الوزراء اللبنانيين السابقين عبد الرحيم مراد، أسعد حردان وعاصم قانصوه وميشال سماحة ووئام وهاب والنائب السابق ناصر قنديل , وهم كلهم من أدوات بشار أسد لتفجير لبنان وزعزعة استقراره وجره إلى حرب أهلية من جديد.

بقي على بشار أسد أن يفهم أن الزمن المفتوح له قد انتهى , وسياسة الباب نصف المفتوح قد أغلق , وأن مرحلة جديدة من التعامل الميداني معه قد بدأت , وأن القرار هو بقدرماهو قرار أمريكي في بدايته فهو قرار عربي وأوروبي ودولي لحصار بشار أسد وأفعاله وجرائمه في لبنان , تضييق الخناق عليه وحشره في نتائج أفعاله وإصراره على العبث باستقرار لبنان والوضع الإقليمي , والقرار بقدر مايعني بداية عزل النظام نهائياً على المستوى العربي والعالمي , فهو يعني أنه بداية لسلسلة من الإجراءات لابد منها للتعامل مع بشار أسد بما يستحق لإيقافه عند حدوده والكف عن إشعال الحريق في لبنان , محتوى هذا القرار قاله مؤتمر شرم الشيخ والرئيس المصري حسني مبارك والملك عبدالله بن عبد العزيز خادم الحرمين الشريفين ,ملك السعودية حيث قال " يجب التوقف عن التدخل في شؤون لبنان " وكلماته من الوضوح بحيث لم يؤشر على المعني , وهو يعني أن الذي يعبث في لبنان أصبح معروفاً للجميع.

كيف سيرد بشار أسد على القرار الأمريكي ؟هناك أكثر من سيناريو , وكلها طائشة وغير عاقلة بل مجنونة , وكلها حارقة , سواءً في سورية نفسها أو في لبنان أو في الجنوب اللبناني أو حتى في دول عربية وضعها بشار أسد على هامش مخططه التخريبي الخطير عند الحاجة , وبشار أسد الآن بات في أمس الحاجة إلى تفجير كبير جديد , يتبعه قرار لبناني وعربي ودولي كبير ...اللعبة الآن أصبحت في نهاياتها ويخوضها بشار أسد بمنتهى الإستهتار والإحمرار...!.

 

 قطع الحلقة السورية من السلسلة الإيرانية يُطوّق دور طهران الإقليمي .. ومخاطره

 سوريا الحرة/انتهت إحدى الدراسات الأكثر جدية حول إخفاقات السياسة الغربية في المنطقة بشكل عام وفي لبنان بشكل خاص إلى أن الدور الإيراني النشط ما كان ليحقق نجاحاً في لبنان وفلسطين لولا حلقة الوصل السورية ، وأن قطع هذه الحلقة وحده يحد في هذه المرحلة من دور إيران الإقليمي كما يساعد على تحجيم أدائها العراقي والتعامل معها داخل حدودها أولاً وبقدر ما في العراق ثانياً دون أي امتداد جغرافي آخر يبدو فيه الدور الإيراني نشطاً ويفرض معادلاته ، سواء في لبنان عبر سورية أو فلسطين عبر لبنان وسورية أو في الخليج من خلال الحلقة السورية التي أصبحت همزة وصل التنظيمات الأصولية متعددة الإنتماءات ومن خلفها اللاعب الإيراني. لا يحتاج المرء لكبير جهد أو عظيم ذكاء ليكتشف هذه الحقيقة . فبغير حلقة الوصل السورية ما كان للإرهاب أن يضرب في لبنان ولا للأصولية الفلسطينية أن تنتصر في غزة ، وغداً تكتشف أجهزة أمن الخليج ، إن لم تكن قد اكتشفت بعد ، أن كثيراً من عناصر الإرهاب يتسلل إليها من الحلقة السورية التي أحسنت إيران إعدادها والإمساك بها. يساعد النظام السوري على النهوض بهذا الدور وأداء المهمات القذرة أنه نظام أمني وليس نظاماً سياسياً ، وأن تاريخه يغص بدور القاتل والمحقق والقاضي ، وأنه أيضاً وأولاً نظام تقيّة يُبطن غير ما يُظهر ويقول غير ما يفعل ويُعلن غير ما يُخفي. يؤكد عارفو النظام من داخله ، ونزعم أننا منهم ، أن بنيته الأمنية نصف الطائفية تسمح له بهذا الدور . قلنا نصف الطائفية لأنه يستخدم الطائفة ولا يخدمها ، وقد يختار منها أصفياء موالين يمدهم بأسباب الرزق والقوة ليستخدمهم فيما بعد في مهمات متعددة الأبعاد والأوجه والتسميات. ولقد انتهى النظام من خلال تجربته إلى قناعة بأن توفير الحماية لعناصر أصولية منتقاة ، محددة ومعينة، ، وتربيتها في مناخ المخابرات وبرعايتها يمكنه من استخدامها بتوقيته السياسي ، ولا يتحرج خلالها أو بعدها من ضربها أو تسليمها بعد أن تكون أدت الرسالة السياسية المطلوبة.

يقال والعهدة على رواة من داخل النظام ممن يعرفون كثيراً من حقائقه وأسراره إن هنالك فرعاً أمنياً مختصاً بالتعبئة، ، وإن النظام يملك قيادات دينية تحسن تجييش العناصر وتدريبها وتحريضها بتوقيت تختاره القيادة فترسلها لأداء مهماتها دون أن تدري تلك العناصر شيئاً من حقائق ما يحيط بها وبدورها . يكفيها ذلك الاعتقاد البهيم المغلق بأنها تقاتل في سبيل الله ، أو أنها تواجه عدواً للإسلام تجهله.!! كذلك يُحسن ذلك الفرع الأمني تدريب العناصر المؤمنة والجاهلة على مهمات تتصل ، فيما يقال لها ، بإسرائيل لتجد نفسها في مواجهات أخرى مختلفة على الأرض بعد أن تكون قد تورطت . وقد يقال لمن يبقى حياً منها إنها كانت في مواجهة عملاء إسرائيل ، وهي مقولة يمكن استخدامها لإقناع البسطاء بها وإخفاء الحقيقة. ونعود إلى الموضوع . يشكل النظام الأمني السوري حلقة وصل في سلسلة من سلاسل الإرهاب تموله إيران وتقوم بتدريبه في أرضها أو في العراق أو في لبنان ، ليقوم النظام الأمني في سورية بتوفير الحماية له أو استخدامه في مهماته الخاصة ، وتظل هذه المهمات ، بقدر كبير ، رهن القرار الإيراني ما عدا مساحة ضيقة من حرية العمل لنظام الأسد. من هنا يسود الاعتقاد بأن قطع هذه الحلقة سوف يوفر الكثير من الجهد في مواجهة الإرهاب المبرمج الذي ينفذ النظام السوري عملياته تحت اسم القاعدة ويتسع لكل أشكال العنف والجنون..!! ثمة خشية من التغيير طرحتها تجربة العراق الدامية . وهنالك من يعتقد بأن انهيار النظام السوري يحمل مضاعفات خطرة . غير أن النظام هو الذي يثير هذه الهواجس ويتحصن بالتخويف منها ليبقى ، إضافة إلى أن تجربة العراق يجهل من يثير الخشية منها صعوبة نقلها لسورية بحكم اختلاف الظروف وطبيعة المجتمع والقضية . فليس في سورية ثلاث كتل بشرية متوازية ومتوازنة، ، وليس فيها عنف المجتمع العراقي ولا صراعاته التاريخية النائمة ويحركها الخارج لترتوي بالدم . ولن يكون في سورية احتلال أميركي.

هذا إضافة إلى أن ما يريد النظام إخافة الآخرين منه ، أي تنظيم الإخوان المسلمين ، ليس بالقوة والحضور والبرنامج الذي يجعله خطراً . وقد قدرت مراكز البحث والرصد قوة الإخوان في أي انفتاح ديموقراطي بما لا يزيد على عشرين في المئة حداً أقصى ، أي إنهم ليسوا قوة سياسية يمكن أن تجتاح المجتمع فضلاً عن أن بنية التنظيم في سورية تحمل طبيعة المجتمع السوري الأقرب إلى تدوير الزوايا . ويظل لتكوين هذا المجتمع ، المؤمن روحياً والأقرب إلى العلمانية سياسياً ، أثره في التغيير الذي يخيف به النظام الآخرين من غرب وعرب . نقول هذا ونثق من صحته بتاريخ طويل من المعرفة والمعايشة يمتد ما يقارب ستين عاماً. قَطْعُ السلسلة الإيرانية من حلقتها السورية . تلك هي القضية ، ومن هنا نبدأ . من هنا تبدأ مكافحة التطرف وأدواته وأعمال الإرهاب المنظم الذي تديره آلة النظام السوري المدربة في المنطقة. غير ذلك حرث في البحر.

 

السيد: منذ متى أنتم الإيرانيون قاتلتم من أجل فلسطين؟!!  

الأحد 1 يوليو - محمد الحمامصي - ايلاف

 متهما مخابرات النظام السوري بصنع فتح الإسلام رضوان السيد: منذ متى أنتم الإيرانيون قاتلتم من أجل فلسطين؟

محمد الحمامصي من القاهرة: يلقي المفكر اللبناني د.رضوان السيد باللائمة علي إيران في الكثير من الأمور التي تجري العراق ولبنان ويتهم مخابرات النظام السوري بأنها صانعة فتح الإسلام وغيرها، وأن النظام السوري لا يزال يعمل بآليات الحرب الباردة، ويطالب بدور أكبر للسعودية ومصر بالحديث حوارا وتفاوضا مع إيران من أجل تهدئة الأوضاع بين السنة والشيعة، ولا يجد اختلافا بين الوضع في لبنان وفلسطين، ويرى أن حزب الله تنظيم مسلح غير شرعي، وأن الإسلاميين لا يمتلكون أي مشروعات نهضوية وفي الحوار معه المزيد من التفاصيل. 

وجدير بالذكر أن د. رضوان حصل على الشهادة العالمية من الأزهر ودكتوراة الفلسفة من ألمانية، أستاذ الدراسات الإسلامية في الجامعة اللبنانية، مدير المعهد العالي للدراسات الإسلامية، رئيس التحرير المشارك لمجلة الاجتهاد، من كتبه : الأمة والجماعة والسلطة.أزمة الفكر السياسي العربي، والمسألة السياسية في العالم العربي الإسلامي.

** ما موقع الفكر والمفكر الإسلاميين علي الساحتين السياسية والاجتماعية في العالم العربي الآن ؟ هل ترى لهما موقعا؟ وإذا كان لهما ثمة موقع ما هي ملامحه وطبيعتها ؟ وهل يساهمان في صنع القرار العربي؟

** هذا سؤال غير دقيق لأنك في الحقيقة تسألني عن نفسي، وأنا مختص بالدراسات الإسلامية ومهتم بحكم أني عربي مسلم بما يجري، ولكني لست مفكرا إسلاميا، بمعنى أنني لست من تيار الصحوة الإسلامية ولا من تيار الإسلام السياسي، أنا أدرس هذه التيارات السياسية والقومية والإسلامية والعلمانية باعتباري أستاذا ومراقبا ومهتما، ولست باعتباري واحدا منها، أنا مهتم بالنهوض العربي والعربي لأني عربي ومسلم، فإذا قلت بعد ذلك أن هناك مفكرين إسلاميين ـ لاشك أن هناك مفكرين إسلاميين ـ بعضهم حزبي جزء من هذه التيارات، وبعضهم يتمتع ببعض الاستقلالية، وهؤلاء سواء كانوا مستقلين أو جزء من هذه التيارات يسهمون في صنعة فكر هذه التيارات وفي التطورات التي حدثت في السنوات الأخيرة لهذه التيارات السياسية الإسلامية، وسيكون لهم مواقع عندما تصل هذه التيارات أو بعضها للسلطة، كما أن الذين وصلوا للسلطة منها في الأردن أو المغرب أو اليمن شاركوا في مجالس النواب وبعض الوزارات، ومفكروهم أيضا صاروا وزراء ونوابا، وأسهموا ولا يزالون يسهمون في صناعة القرار عندهم، لكن كل هذا لا ينطبق عليّ، أنا أشتغل علي هذه التيارات والحركات الإسلامية منذ أواخر الثمانينات باعتباري مختصا بالدراسات الإسلامية في العصر الوسيط، ولكن تحت وطأة الضغوط التي أحدثتها هذه التيارات علي الواقع العربي وعلي السياسات في منطقة المشرق العربي والمغرب العربي وعلي السياسات الدولية أيضا في منطقتنا، والتداخلات : الصراع العربي الإيراني، والسني الشيعي، كل هذه الأمور دفعتني للاهتمام في الخمسة عشر عاما الأخيرة بالدراسات الحديثة السياسية والاجتماعية للحركات الإسلامية وأصدرت عدة كتب ونشرت عشرات الدراسات في المجلات وفي الصحف عن هذه الحركات وعما يسمى الإسلامي السياسي وعن مجريات سياسية وثقافية في المنطقة، وبعد أن استقرت تحليلاتي وثوابتي التحليلية حول الظاهرة الإسلامية صرت أستطيع أن أصدر بعض التوقعات حول ما يمكن أن يحصل.

هذه محاولة للإجابة علي سؤالك مع التمييز ذكرته من أنني لست واحدا منهم، بالعكس أنا أدني إلي أن أكون في أكثر الأحيان في مواجهتهم.

** في ضوء هذه الخبرة الطويلة كيف تقيم وضعهم الآن أقصد بطبع تيارات الإسلام السياسي؟

** وجهة نظري كما صار واضحا منذ مطلع الثمانينات وأكثر منذ مطلع التسعينات تبلور في خطين : الخط الرئيسي هو خط الإسلام السياسي الحقيقي، أحزاب إسلامية سياسية تريد إقامة الدولة الإسلامية، والمشاركة في السلطة بالوسائل السلمية ومن الآليات المسموح بها، والمعارضة السلمية حتى الآن، والتيار الصغر والأكثر راديكالية هو تيار العنف الإسلامي أو العنف باسم الإسلام، تيار أمثال أسامة بن لادن وأيمن الظواهري والزرقاوي، وهؤلاء اشترعوا صراعا عالميا مع الولايات المتحدة وصراعا مع الأنظمة العربية ومع كل شيء علي الساحة في الحقيقة العربية والإسلامية والعالمية، وهم مازالوا يكافحون كما يكافح الإسلام السياسي الذي حتى الأمريكيين يسمونه الإسلام المعتدل من أجل المشاركة في السلطة، ولهؤلاء المسلمين المعتدلين جمهور واسع، ولأن الأمور تتجه نحو ما يسمى بالعمليات الديمقراطية والانتخابات نجد لهؤلاء حظوظ في المشاركة والوصول إلي السلطة، لذلك نعم أتنبأ لهم في المستقبل القريب بإمكانية أن يشاركوا في عدة بلدان عربية بمقادير أكبر في السلطة، هم مشاركون الآن في البرلمانات في الأردن واليمن والمغرب والكويت والجزائر ومصر، ومن المنتظر أن تزداد مشاركتهم في هذه البرلمانات وأن يكون لهم مكان أوسع في كثير من البلدان العربية، كلما اتجهت تلك البلدان نحو الانتخابات المنتظمة والديمقراطية وغير المزورة سيزداد نفوذ الإسلام السياسي غير العنيف في السلطة.

** هذا التصاعد للمد الإسلامي منذ الثمانينيات رده البعض إلي الوجود الإسرائيلي ورده البعض إلي التدخلات الأمريكية والغربية ورده البعض إلي دكتاتورية النظم ورده البعض إلي الانهيار الاقتصادي، برأيك ما الأسباب الرئيسة وراء هذا المد؟

** هناك ثلاثة أسباب، عندنا إحياء ونهوض قومي بدأ في حقبة ما بين الحربين العالميين وما بعدها وتطور حتى صار سلطات في كثير من البلدان العربية ثم الإحياء الديني الإسلامي الذي بدأ في الفترة نفسها وتطور إلي ما عرف بالإسلام السياسي، والثالث الذي رافق هذين الإحياءين السياسات الدولية التي أثرت في مصائر المنطقة ولا تزال تؤثر تأثيرات كبرى، هذه العوامل الثلاثة تضاربت أحيانا وتألفت أحيانا أخرى، وبسبب هذه التضاربات خربت المنطقة العربية، منطقة المشرق وجزء من منطقة المغرب، لأنه تضارب الإحياء القومي مع السياسات الدولية ثم مع الإحياء الإسلامي، بينما هناك جزء آخر من الإحياء الذي هو الإحياء الإسلامي الشيعي استطاع الاستيلاء علي الدولة الوطنية القومية الإيرانية، وبالتالي انتهي هذا التضارب، صار عنده فقط مسألة الإحياءين القومي والديني الشيعي اجتمعا معا للتجاذب والتصارع والتآلف مع السياسات (الولايات المتحدة)، وقد بدأ التوتر بينهما طبعا بالثورة الإسلامية الإيرانية عام 79 وامتد حتى مطلع التسعينيات ثم صارت حالة مهادنة تطورت في مطلع القرن العشرين إلي شبه تآلف واتفاقات، يعني أمريكا حين عزت أفغانستان كانت إيران تعرف ذلك، ثم عزت العراق كانت إيران تعرف ذلك، واستفادت من الأمرين، لكنهما عادتا الآن إلي التجاذب والتضارب وتبادل اللكمات وفي نفس الوقت محاولة التفاوض.

إنما في الوطن العربي اصطدم الإحياء القومي أولا بالسياسات الدولية (الاستعمار) وإسرائيل التي قامت ووجدت  بفضل للسياسات الدولية، فاصطدمت الدولة الوطنية القومية والإحياء القومي كله بالصهيونية وبدولة إسرائيل، ثم جاء الإحياء الإسلامي فاصطدم أيضا به هذا الإحياء القومي وما زال هذا الصدام دائرا حتى الآن عبر الأنظمة العربية، ولم يستطع الإسلاميون للوصول إلي السلطة في أي مكان إلا في السودان بانقلاب ولم ينجح لأن السودان الآن يكاد يتقسم، فإذن بعكس الإحياء الإسلامي الشيعي ما استطاع الإحياء الإسلامي السني الوصول إلي السلطة في أي مكان هو مشارك في مشاركات صغيرة في عدة دول عربية وفي أكثر الأنظمة هو المعارضة الرئيسية حتى الآن، وعلي هذا الأساس شهدنا هذا الخراب العالم العربي، تصادم الإحياء القومي بالإحياء الإسلامي وتصادم الإحياءين بالسياسات الدولية (الولايات المتحدة الأمريكية) عبر أحداث 2001 حيث ضرب الإحياء الإسلامي أمريكا في عقر دارها، وما تزال هذه التجاذبات والحروب، الإحياء الإسلامي هو الذي يقاوم الولايات المتحدة في أفغانستان والعراق، والإحياء الإسلامي الشيعي هو الذي قاومها في لبنان.

الإحياء الإسلامي الشيعي كان محظوظا في أنه استطاع أن يتمركز في دولة قومية، يستخدم إمكانياتها ويتآلف معها، يحفظ مصالح الوطنية والقومية لإيران ويحفظ مصالح المسلمين الشيعة  في الوقت نفسه، بينما الإحياء الإسلامي السني قاعد يكاد يتقاتل مع الجميع ولم يصل إلي شيء، يتقاتل مع الأنظمة ومع الأمريكان ومع الإنجليز والفرنسيين ومع المؤسسة الدينية السنية، يتقاتل مع الأزهر، يتقاتل مع الزيتونة.. إلخ، يتقاتل مع كل الناس لأنه يريد الوصول إلي السلطة في مكان ولم يستطع، وعلي هذا الأساس الإحياء الشيعي لم يسيء إلي إيران ولم يسيء إلي الدولة القومية لأنه هو وإياها أشقاء يتعاونان، بينما الإحياء الإسلامي السني أسأ للدولة الوطنية العربية، أضعف السلطة في عدة بلدان عربية بسبب الصراع معها مثل مصر وسوريا، وتضارب مع السياسات الدولية تضاربا عنيفا / صداما مسلحا في 2001 وتضارب معهم في أفغانستان ثم العراق، هذا التضارب بين الدولة القومية العربية والإحياء الإسلامي والصدام بالعالم والسياسات الدولية أدى إلي خراب العالم العربي.

** نحن الآن أمام إشكالية السنة والشيعة وهي إشكالية تمتد عربيا، فضلا عن وجود إشكاليات داخل كليهما؟

** السنة والشيعة طائفتان داخل الإسلام، وقديمتان، وبينهما تمايزات واختلاف منذ زمن سحيق، لكن هذه التجاذبات التي تقتصر علي ردود كلامية وكتب أحيانا ضد بعضهم بعضا، لم تتطور إلي حروب، ولا مرة، تحدث توترات مثلما حدث بينهما حين تقاتل العثمانيون السنة مع الصفويين الشيعة، بين إيران والدولة العثمانية، يحدث التوتر عندما تقاتل صدام حسين مع إيران وهاجمها (وعمل نفسه سني)، والذي يحدث الآن هو توتر له سببان الأول الأمريكان وتدخلهم بالعراق ونصرتهم للشيعة علي السنة ـ هكذا بصراحة ـ وقالوا بحجة أن الشيعة أكثرية، جاءوا وأعطوهم السلطة وحلوا الجيش لأنه سنى وحلوا قوى الأمني، يعني أرادوا أن يزلوا السنة هكذا صراحة نكاية بالسنة لأنهم هاجموهم في نيويورك وواشنطن، أسامة بن لادن وجماعته، فرد بعض السنة (المسلحين) بالتمرد وبالمذابح ضد الأمريكان وضد الشيعة، هذا أحدث توترا لدي السنة وبين السنة والشيعة.

هذا هو الأمر الأول، الأمر الثاني إيران : إيران لم تتعاون فقط في غزو أفغانستان والعراق بل إنها أنشأت تنظيمات مسلحة أو غير مسلحة في الجيوب الشيعية في البلاد العربية والإسلامية، جيوب تستطيع تحريكها متي تشاء، وقد حركتها في البحرين، وفي لبنان، وفي باكستان، وفي نيجيريا، وفي العراق، وفي أفغانستان، بل واستطاعت خلال المهادنة مع الولايات المتحدة خلال السنوات السبعة الماضية أن تتحالف مع بعض المعارضين السنة من التنظيمات السياسية القومية وشبه القومية، ولذلك أقامت تحالفا واسعا نسبيا عماده الجيوب الشيعية في العالمين العربي والإسلامي، وهذا سبب من أسباب التوتر لأن مثلا إيران هي التي أثارات حرب يوليو تموز، قالت لحزب إضرب إسرائيل نكاية بالولايات المتحدة، فضربوا إسرائيل، وبعدما ضربوا إسرائيل، والإسرائيليون لم يستطيعوا هزيمة حزب الله لكنهم أبعدوه عن الحدود 40 كيلو متر، فماذا يفعل الإيرانيون بعدما شعروا أن الحرب لم تحقق النتائج التي انتظروها، هم أرادوا أن تذهب أمريكا للتفاوض معهم، هم لا يريدون إزالة إسرائيل، فالذي حدث أنهم قالوا مادمت الولايات المتحدة تدعم الحكومة اللبنانية فإذن الحكومة اللبنانية عميلة للولايات المتحدة، فإذا أردنا أن نتابع الانتصار فينبغي أن نسقط هذه الحكومة اللبنانية العميلة لأمريكا، وقال هكذا السيد خامئني : سنتابع هزم أمريكا في لبنان، هجموا علي الحكومة التي يرأسها سني، فتوتر السنة، لأنه لا داعي للهجوم علي الحكومة، ماذا فعلت الحكومة ضدكم ؟ أنتم تنظيم مسلح غير شرعي، هاجمت إسرائيل ونحن تحملنا النتائج، وخرب لبنان، ونحن والعرب نحاول تعميره مرة أخرى، فماذا تريدون ؟ ولماذا تهاجموننا نحن السنة باعتبارنا عملاء الولايات المتحدة، أصلا الأمة العربية كلها سنة، إذا (مفيش غيركم) موالين ومخلصين لفلسطين، منذ متى أنتم الإيرانيون وأنتم الشيعة قاتلتم من أجل فلسطين، ما هذا الكذب والنصب، اعتبر السنة أنهم معتدا عليهم فأحدث ذلك توترا كاد يشبه التوتر الذي حدث في العراق، باعتبار أن الشيعة هاجموا السنة وأرادوا أن ينكروا دورهم في لبنان واتهموهم بالعمالة لإسرائيل والولايات المتحدة.

 إيران خشيت عندما رأت ذلك وعملت محادثات مع السعودية وهدأوا التوتر، فما أقصده هو أن هذا التوتر السني الشيعي هو أيضا مصطنع، رغم أن هناك سنة وهناك شيعة، وأن السنة أكثرية والشيعة أقلية في العالمين العربي والإسلامي، الشيعة 7% في العالم العربي، و12 % في العالم الإسلامي، ودائما كانوا موجودين، ودائما كما قلت في أكثر فترات التاريخ ما كانت هناك مشكلة، مثل المذاهب السنية الأربعة مختلفة.

وما أود قوله هو أنه عندما يتوقف التدخل الأمريكي بهذه الطريقة الإستعمارية الإمبريالية الإجرامية بالوطن العربي وفي المشرق العربي تحديدا وفي نفس الوقت ندخل عبر السعودية ومصر في محادثات استراتيجية حقيقية مع إيران حول سياساتها الأمنية والعسكرية، سيزوال هذا التوتر، لأنه لو لم تستخدم إيران الشيعة العرب في العراق ولبنان والبحرين وأفغانستان لما حدث هذا التوتر الآن، ولو لم يدخل الأمريكان للعراق لما حدثت حرب سنية شيعية في العراق.

** هناك إذن حرب سنية شيعية في العراق، هل تمتد إلي لبنان والسعودية والخليج ودول أخرى؟

** إذا أرادت إيران أن تغامر بذبح الشيعة في العالم العربي، تقول لهم تحركوا في السعودية والبحرين، فيقوم العرب ويذبحون الشيعة لأنهم أقلية صغيرة، وأظن أن إيران لا تغامر بذلك، الإمام الخامنئي بنفسه وأرسل رسالة للملك عبد الله بن عبد العزيز للتفاوض حول هذه المسائل وتخفيف التوتر، وهم الآن في العراق يريدون أن يلعبوا دورا إيجابيا توفيقا ولم يقولوا شيئا أبدا ضد السنة، وبالتالي يمكن أن يتوقفوا عن هذا الدور السلبي، عن استخدام الشيعة ضد الأوضاع، عن التدخل الإيراني في الأوضاع الداخلية العربية  إما عن طريق الشيعة أو عن طريق الأحزاب السياسية العربية المعارضة القومية. لحسن الحظ أن الأصوليين الإسلاميين لم يتحالفوا مع إيران، لم يعاديها ولم يقاتلها لكنه لم يتحالف معها، المتحالفون مع إيران هم بقايا القوميين العرب الذين يزعمون أنهم قوميون،( وزعلانين قال ليه دور مصر تراجع ؟! ) (ليه أمريكا تغزو الوطن العربي ؟!)، فالعجيب حتى تقاوم أمريكا بدلا أن تلجأ للعرب وتستنهضهم لمواجهة الغزو الأمريكي تعتمد علي إيران وعلي تليفزيون الجزيرة وعلي جمهورية قطر العظمي، ما أقصده أنه إذا أرادت إيران علاقة سليمة مستقبلية مع العرب فعليها أن تتابع الحديث مع مصر والسعودية وأنا أري أن التوتر سيخف كثيرا.

الآن هناك موضوعان للحديث إنما في المستقبل ستزداد الموضوعات، لكن بشكل عام لدينا الآن موضوعان الأول العراق ولبنان لتهدأة التوتر، والثاني استراتيجي هو أمن الخليج والمشرق العربي والعلاقة العجيبة للنظام الإيراني مع النظام السوري، كل هذه الأمور تحتاج إلي حديث ممتد وهادئ مع إيران، إنما الآن هو اختبار للعرب أنفسهم وقدرتهم ولنوايا إيران، ماذا يفعل الإيرانيون لمساعدة العراق علي الاستقرار وماذا يفعلون لتهدأة الوضع في لبنان وسحب حزب الله وسلاحه من الشارع.

** قلت في مقال لك أخيرا أن الوضع في لبنان لا يختلف عنه في فلسطين.. كيف؟

** من جهتين أن الفاعلون في لبنان اضطراباً واستقطاباً هم السوريون والإيرانيون- والمستخدَمون في إثارة الاضطراب شراذمُ من الأصوليين السنة مثل تلك التي في العراق أو فلسطين، بيد أن العرب يستطيعون في لبنان أكثر مما يستطيعون في فلسطين. فالحكومةً اللبنانيةُ ما تزالُ قائمة، وهي تقودُ جيشاً وطنياً يقاتلُ الأصوليين المُرسلين من سوريا. وبوسع العرب الضغط على سوريا، ودعم الجيش اللبناني بالعتاد، والمساعدة في ضبط الحدود. كما أن بوسعهم الإعانة في حلّ مشكلات المخيمات الفلسطينية، وفيها شبكاتٌ إسلاميةٌ تابعةٌ للجهات ذاتها، أو أنها تأتمر بأمر "حزب الله" وقياداته.

لقد قلتُ دائماً إنّ الثوران الإسلاميَّ كان ذا شقين: سني وشيعي. وقد توسَّل الحركة الجماهيرية لجرف الدولة الوطنية.  وتمكَّن الثوران الشيعي من الوصول لذلك؛ في حين لم يستطع الثوران السُّني أن يستولي على السلطة في دولة عربية أو إسلامية كبرى أو وُسطى. المصالح الوطنية الإيرانية، والآلياتُ الفقهية ضبطت الثوران الشيعي، ووضعته في قنواتها الخاصة التي تستخدمها ساعة تشاء. بينما ظل الثوران السُّني خارج نظام الدولة الوطنية، أي بدون غطاء من جهة، وهو باعتباره تنظيماً ثورياً لا يعترف بأية قيود أو حدودٍ أو عقود مع المجتمع الدولي أو الأُمم المتحدة. وبذلك فإنّ حيويته الفائضة أدت إلى صداماتٍ مع الدولة الوطنية، ومع المؤسسة الدينية السُّنية التقليدية، ومع العالم. وهناك أطرافٌ رئيسية فيه تُعلن نبذ العنف والإرهاب منذ أكثر من عقدين؛ لكن صدقيتها ما وُضعت على المحكّ، وسترغم جماهيريتها وشعبويتها على الاعتراف بحقّها في المشاركة. لكن، أياً يكن الأمر؛ فنحن في محنةٍ كبرى بين تطرف يقدّم اعتبارات الاعتقاد الخاص على مصالح الناس، وجمودٍ وعجزٍ من جانب السلطات القائمة منذ عقود، واستباحة لقضايانا الكبرى من جانب الأصدقاء والأعداء على حدٍ سواء.

** هل ترى حقا أن هناك مؤامرة علي الإسلام والمسلمين؟

** لا ليس هناك مؤامرة لا علي الإسلام ولا المسلمين، هناك صراعات دولية وإقليمية علي المصالح والبترول والمياه والمجالات الاستراتيجية، والجميع وضعوا رؤوسهم في هذه اللعبة، يخوضونها بمقادير وقدرات وإمكانيات متفاوتة، وبنوايا أيضا متفاوتة، والواقعة الحاضرة الآن أن الولايات المتحدة أكلت ضربة قوية في العراق ولكن لا ينبغي أن نصل إلي الاستنتاج أنها انهزمت وانتهت، هذه الضربة التي أكلتها أمريكا ينبغي أن تدفعنا نحن العرب إلي رفع رؤوسنا من الرمال والاجتماع حول سياسات عربية لانقاذ العراق من جهة ولكف التوترات في العالم العربي من جهة أخرى، والحديث العاقل والجدي والحازم مع إيران، والنظر في قيام علاقات استراتيجية مثلا مع تركيا، يعني أن نفكر في مستقبلنا القريب.

الإيرانيون يحاولون استغلال نكسة أمريكا في الشرق الأوسط لتعظيم منافعهم وهذا أمر مشروع، لكن لسوء الحظ أن منافع الإيرانيين مرتبطة بهضم مصالحنا ـ لا أقصد النووي وإنما قصة العراق وأفغانستان والتدخل في لبنان واستتباع النظام السوري وتهييج الشيعة في البحرين ـ فهذه الأمور مزعجة للأمن  العربي والاستقرار الاجتماعي العربي. ولذلك فعلا ينبغي علي الإيرانيين ألا يغتروا كثيرا (أحسن ما يصيبهم ما أصاب صدام حسين)، ومن جهة أخرى لا تحل المشكلة معهم بالصراع بل بالحديث حوارا وتفاوضا.

** هل تتوقع ظهور مجموعات أو جماعات إسلامية أخرى، كما فوجئنا في لبنان بظهور فتح الإسلام؟

** أنا رأيي أن التدخل الأمريكي هو الذي أبقي الأصولية الإسلامية المتطرفة قوية، والآن مع الانحسار الأمريكي الحادث وعدم ميلهم للمزيد من استخدام العنف، أظن أن هذا الإسلام المتطرف سينحسر في كل الأماكن التي حدثت فيها الظواهر الانتحارية حتى السعودية، أما فتح الإسلام وغيرها فهي صناعة هذه الأنظمة البائدة أمثال النظام السوري، هؤلاء كانوا ينبغي أن ينتهوا منذ عام 1990، صدام حسين وحافظ الأسد ومعمر القذافي، كل هؤلاء الناس ماذا يفعلون، يعني حسني مبارك لم يشن حربا علي أحد على الأقل، القذافي (راح خرب تشاد وأوغندا وخرب بلده)، صدام حسين خرب كم بلد وخرب العراق، وحافظ الأسد خرب لبنان وخرب المقاومة الفلسطينية وشارك في تخرب العراق، ما أقوله إن هذه الأنظمة وآخرها النظام السوري لأن الأمريكان عطلوا فعاليته.

ما أقوله هو إن فتح الإسلام ليست ظاهرة جديدة، تفريخ تنظيم إسلامي جديد، لا، هذه إحدى وسائل المخابرات السورية، مثلما أنتجت المخابرات السورية من قبل شيء اسمه عصبة الأنصار في لبنان، وأنتجت في لبنان وسوريا شيء اسمه جند الشام، أنتجوا الآن فتح الإسلام وممكن بكرة ينتجوا فتح النصاري أو فتح اليهود !!! لا نعرف ماذا يمكن لهذا النظام أن يعمل ؟ هو لا يزال يعمل بأساليب الحرب الباردة، كان وقتها أنه بحماية الاتحاد السوفيتي يستطيع أن يصارع بشكل ويعمل مقاولات مع الولايات المتحدة، يعني يقول للولايات المتحدة : نضربكم من هنا وتعطوننا من هنا !! لم تستطع إسرائيل رغم غزوها للبنان أن تقضي علي المقاومة الفلسطينية، جاء الرئيس الأسد وبقدرة قادر ذبح عرفات في لبنان ذبحا لم تستطعه اليهود ولا خصومه العرب الآخرين، وأخرجهم إلي تونس، ومن تونس ذهبوا للاتفاق مع إسرائيل حتى يهربوا من حافظ الأسد، فالنظام السوري والأنظمة المشابهة تظن أنها تستطيع أن تعمل مقاولات مع الولايات المتحدة !!

** الثقافة العربية تعاني من وجهة نظر البعض انهيارا حادا تكاد تخرج به عن نطاق الفاعلية الاجتماعية والسياسية وغيرها، كيف ترى الأمر؟

** ضربت الثقافة العربية الحديثة ضربة قوية بالإسلام السياسي والثقافي، لماذا ؟ لأن هذا الإسلام الثقافي أكثر من الإسلام السياسي صار له ما يزيد عن خمسين عاما لا شاغل له إلا الهجوم الصاعق والماحق علي الغرب والتغريب وما شابه، والغرب هو العصر، فصار هناك جمهور ثلاثة أرباعه من الأميين الذي لأن سيد قطب قال كذا، أو القرضاوي قال كذا، أو عبد القادر عودة قال كذا، أن القانون ضد الشريعة، من الأشياء الكبيرة إلي الأشياء الصغيرة، الإسلام يواجه الزحف الأحمر، عناوين خطابية في منتهي الرهبة والهول، فذبحت هذه الحداثة كلها لدينا، لدي جمهورنا، ومثقفونا هؤلاء العلمانيون واللبراليون وجماعة الحداثة وجماعة الدولة المدنية لم يكونوا من الصلابة ولا من العراقة ولا من الثبات بحيث يدافعون عن مشروعاتهم التي يؤيدونها خصوصا أنها لم تعد مشروعات جماهيرية من جهة ولأن الأنظمة لم تعد تهتم بها، يعني ليس هناك نظام صاحب مشروع ثقافي أو حتى مشروع سياسي متطور. فتضرر كثيرا المشروع العصري العربي، مشروع الدخول في العصر، نحن جزء من العالم لا شك، العالم كله كالأواني المستطرقة ولكن أن تكون عندك إرادوية إيجابية للدخول والندية والمشاركة والفاعلية شيء مختلف عن أنك تكره الغرب وتعتبره (التواليت) مضطرا للدخول إليه لكنه (التواليت) لا تدخل إليه إلا غصب عنك، عندما تضطر، فهذا هو الفرق.

والآن حدث هذا الخراب الذي صنعه الأمريكان والجاري الآن والذي لم تستطع الأنظمة العربية أن تمنعه ولا استطاع المثقفون العرب الوقوف في وجهه وليس له ـ لسوء الحظ ـ مقاومون في الثقافة وفي السياسة وفي الأمن إلا الإسلاميين، الذي هم في الأصل ضد هذا الغرب.

ينحسر هذا الأمر الآن في أجزاء واسعة جدا من العالم وينحسر عندنا الآن ولكن بعد أن خلف خرابا كبيرا، إنني أري أننا علي مشارف نهوض ثقافي كبير وعلي مشارف نهوض سياسي أبطأ، لماذا النهوض السياسي أبطأ لأن من هم خلفاء الأنظمة الحاضرة، خلفاء الأنظمة الحاضرة هم الإسلاميون، والإسلاميون ليسوا نهضويين لا في تطلعاتهم التنموية ولا في حفظهم للحريات الأساسية، قوتهم الأساسية أنهم يستطيعون أن يحشدوا جمهورا هائلا، وهذا الجمهور الهائل ضروري لأنه غائب منذ أربعين سنة، تجربة مزورة، ليس عندهم فكر متطور لا في الاقتصاد ولا في السياسة ولا في حقوق الإنسان ولا في المشاريع الأساسية، فلذلك لا أتوقع أن تنتج مشاركتهم في السلطة نهوضا سياسيا أو اقتصاديا كبيرا، لكن هناك نهوض ثقافي لأن المعارضين للإسلاميين من المثقفين صاروا أكثر حزما وتنورا وحوارا.