المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم السبت 1/7/2006

الدُنيا مَلهَاةٌ عِندَ قَومٍ يُفكِرونَ، ومأسَاةٌ عِندَ قومٍ يعون. (ولبول)

 

صفير وصل الى سانت لويس وزار كاتدرائية سان ريمون

المركزية - وزع المركز الكاثوليكي للاعلام اليوم بيانا عن نشاط البطريرك الماروني الكارينال مار نصرالله بطرس صفير في الولايات المتحدة الاميركية جاء فيه انه "وصل والوفد المرافق عند الخامسة والنصف من بعد ظهر امس الى مدينة سانت لويس، وكانت له كلمة في المطار شكر فيها المطران روبيرت شاهين الذي وجه اليه الدعوة لزيارة المدينة، كما توجه بالشكر الى رئيس البلدية فرنسيس سلاي الذي قدم له مفتاح المدينة. اضاف: "قلبي سعيد ان ارى الرجال والنساء والاطفال في استقبالي هذا المساء".

ثم وجه شكرا خاصا للمسؤولين في المطار وللقوى الامنية المولجة مواكبته وحمايته، وسأل الله ان يباركهم جميعا ويبارك الولايات المتحدة ومدينة سانت لويس.  وفي السابعة مساء، زار البطريرك صفير والوفد المرافق كاتدرائية سان ريمون لمناسبة مرور اربعين سنة على تأسيس اول ابرشية مارونية في الولايات المتحدة، والقى كلمة جاء فيها: "ان لقاءنا الحار معكم اليوم يؤكد ان الكنيسة المارونية ما زالت بخير لا بل ناشطة في هذه الكاتدرائية الزاهرة، وانا مسرور ان ارى احلام عائلاتكم تنمو وتتحقق بين الاجيال. كما يفرحني ان ارى الذين هاجروا لبنان والشرق الاوسط حديثا قد وجدوا لهم موطنا يمكنهم من ان يمارسوا ايمانهم وعاداتهم بحرية وسلام". ومن المتوقع، ان يشارك البطريرك صفير اليوم الاطفال والشبيبة في مخيم الكتاب المقدس.

 

مخالفة دستورية جديدة للحود بدعوة المجلس الدستوري المنتهية ولايته للإلتئام

خاص - 2006 / 6 / 30 - أطل اليوم رئيس الجمهورية «إميل لحود» الممددة ولايته، بمخالفة دستورية جديدة تمثلت بتوجيهه دعوة الى المجلس الدستوري المنتهية ولايته للإلتئام في محاولة لاحيائه بعدما حملت الجريدة الرسمية اليوم أيضاً القانون الجديد لمجلس الدستوري على الرغم من معارضته، لكن ضمن منطوق الدستور اللبناني. وأبدى لحود استغرابه لعدم التئام المجلس المنتهية ولايته، علماً بأن خمسة من أعضائه انقطعوا عن المجلس الدستوري وقبضوا تعويضاتهم وتم بالتالي وقف صرف المخصصات الشهرية العائدة اليهم، ففقدوا منذ تاريخ 8 آب 2005 صفة العضوية وأصبحوا أعضاء سابقين. يذكر أن النائب السابق الدكتور حسن الرفاعي أكد أن المجلس الدستوري السابق انتهى بعدما أعلن أعضاؤه أنهم مستنكفون أي مستقيلون وأن على الرئيس لحود توقيع القانون الجديد أو تطبيق المادة 60 لإخلال الرئيس بوظيفته. وللتذكير فإن المجلس الذي يخالف لحود الدستور بدعوته كان عين من جانب نظام الوصاية وأثار انتقادات كثيرة لا سيما من جانب الجنرال ميشال عون قبل عودته من منفاه في فرنسا. وفي تصريحه الموزع اليوم استغرب لحود عدم اجتماع المجلس واضفاً ذلك "بالغير مفهوم والغير جائز..."

 

فتفت: 13 موقوفاً متهمين بالقاعدة

ولا اعترافات في قضية الرئيس الشهيد

اللواء - 2006 / 6 / 30

 كشف وزير الداخلية بالوكالة الدكتور أحمد فتفت أنه "ابتداء من أول العام ألقي القبض على مجموعة كبيرة مؤلفة من 13 عنصراً، كانت تعلن انتماءها لــ "القاعدة" والبعض منهم كان على مستوى عالٍ من التسلسل الهرمي في "القاعدة" ·· واليوم هم بيد القضاء، كذلك في شهر شباط ألقي القبض على عناصر"·

وعن صحة ان بعض الموقوفين أدلوا باعترافات خطيرة في ما يتعلق باغتيال الرئيس الحريري وان البعض حاول تهريب خالد طه (أحد الأشخاص الموقوفين من ضمن الــ13)· قال فتفت في حوار:

هناك خلط، فهناك شخص لم يتم توقيفه، لأن إحدى الصحف ذاعت الخبر قبل أوانه فعلم هو بالخبر فهرب وهو شخص مسؤول، والكلام عن اعترافات في قضية اغتيال الرئيس الشهيد الحريري هو غير دقيق بتاتاً وليس له أساس من الصحة، بالتالي هناك أناس تحاول الدخول على التحقيق من هذا الطريق، وانا احترم جداً القضاء ولا يحق لأحد أن يدخل على سرية التحقيق"·

وحول اقناع مفتي الجمهورية اللبنانية محمد رشيد قباني بوجهة نظره حول ما أثير عن "موقوفي 5 شباط" أكد فتفت: ان هذا الموضوع أخذ أكبر من حجمه، للأسف، فدورنا في وزارة الداخلية بناء لاستنابات قضائية يتم استدعاء المطلوبين ونجري التحقيق ثم نسلمهم للقضاء، وهؤلاء منذ شهر شباط في عهدة القضاء وهناك مَنْ أطلق سراحه وهناك أشخاص أمام المحكمة العسكرية، والأجهزة الأمنية التابعة لوزارة الداخلية لا دخل لها في هذا الموضوع، واتصلت بمدعي عام التمييز الذي اتصل منذ اسبوعين بسماحة المفتي وقال له انه يتم الحديث في هذا الموضوع وإذا هناك شكوى من أحد فليأتِ وليدعِ عندي واذا كان مفترياً سنعاقبه واذا لم يكن كذلك أنا مستعد لآخذ له حقه، وحتى اليوم لم يدعِ أحد وربما هناك أشخاص خافوا فذهبوا وشكوا أمرهم الى المفتي·

 

روجيه اده : نجاح المفاوضات الدولية سيؤدي الى

اكمال التحرير وسيكون على "حزب الله" تسليم سلاحه للدولة

المركزية - اكد رئيس "حزب السلام اللبناني" المحامي روجيه اده في حديث تلفزيوني ان ما حصل من تغيير في لبنان في العام 2005 لا بد من ان يستأنف قبل العام 2007، وقال: "اننا في مرحلة وقت ضائع حتى انتخابات الكونغرس الاميركية في تشرين الثاني المقبل، ومعرفة نتائج المفاوضات الاميركية والدولية مع ايران حول ملفها النووي وامكان التوصل الى اتفاق معها، او سلوك طريق المواجهة التي قد تؤثر مباشرة على موقع سوريا باعتبارها تابعة لايران. وفيما اكد اده ان هناك "ارادة اميركية وايرانية للتوصل الى مساومة تاريخية"، اعرب عن خشيته من الا تكون معطيات نجاح مثل هذه المساومة متوفرة اليوم بحيث يسبق منطق الحرب الموجود لدى البعض في القيادتين الاميركية والايرانية منطق المساومة، محذرا من ان خيار المواجهة هو خيار جدي وخطير وسيؤثر على مصير العلاقات مع سوريا والوضع في لبنان. وعن جلسات الحوار والخطة الدفاعية الاستراتيجية التي طرحها الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله رأى اده ان خطة "حزب الله" هي خطة مفاوضة لكي يستمر في حمل سلاحه، معتبرا ان الامين العام للحزب يحفظ "خط الرجعة" داخل الحوار وخط المواجهة خارجه". وقال: "اذا نجحت المفاوضات بين النظام الدولي وايران فيعتمد خيار اللبننة، الذي مهد له انطلاقا مما وافق عليه حتى الآن على طاولة الحوار فيساهم في الانتخابات وفي الحكومة وفي بناء الدولة. اما اذا ادت هذه المفاوضات الى سلوك خيار المواجهة، فيكون عليه ان ينتظر نتيجتها لأنها ستؤدي الى نتائج سريعة في ما يعنينا".

وشدد على ان "نجاح المفاوضات الدولية والاقليمية سيؤدي الى تحرير ما تبقى من الاراضي اللبنانية المحتلة، وسيكون على "حزب الله" حينئذٍ ان يسلم سلاحه ويضعه في تصرف الدولة".

وميز اده بين "حزب الله" كحزب لبناني ذو حيثية وشرعية ديموقراطية وسلاح "حزب الله" الذي يبقى شرعيا، كسلاح مقاومة، لغاية اكتمال التحرير". وشدد على "ان الارهاب يجب الا يكون خيارا على الاطلاق لـ"حزب الله". ورأى انه "لا بد للحزب بعد التحرير من ان يستغني عن سلاحه وأن يتحول الجيش اللبناني الى جيش مقاوم تكون لديه القدرة في حال تعرض لبنان لأي احتلال خارجي، على التحرك بسرعة والاندماج في المحيط المجتمعي المدني لمقاومة الاحتلال، حيث يجعل تكلفته غالية جدا كما كان الامر بالنسبة الى سويسرا، عندما تردد هتلر وعدل عن احتلالها". وعن "حزب السلام اللبناني" الذي عقد مؤتمره التأسيسي الاول قبل ايام، اكد اده ان الحزب "هو حزب الاكثرية الصامتة في لبنان وحزب الاكثرية المنتجة التي هجّرت ولم يتسنَّ لها المشاركة في الحياة السياسية اللبنانية التي كانت متروكة للقيادات الطائفية والمذهبية والفئوية". ولفت الى ان "العالم اللبناني" ثروة لبنان الاقتصادية والسياسية والاجتماعية وان الوجود والانتشار اللبناني في العالم يشكل رصيدا كبيرا للبنان. وراهن على نجاح "حزب السلام" الذي اسسه في عصرنة النظام السياسي ونشر ثقافة السلام في الحياة السياسية والجامعات والمدارس، محذرا من ان تقاليد الاستزلام لا تبني ثقافة حضارية، داعيا الى بناء ثقافة حضارية قائمة على ثقافة السلام وثقافة المواطنية.

وعما اذا كانت ثقافة السلام و"حزب السلام" يوافق على السلام مع اسرائيل اكد اده ان "التاريخ اثبت منذ مشروع تقسيم فلسطين عام 1949 ان المقاومة بلا عنف هي اكثر فاعلية من اي نوع من انواع المقاومة، وان كل فرصة سلام ضاعت استفادت منها اسرائيل للتوسع عبر الاحتلال والاستيطان"، وأكد انه "مع السلام مع اسرائيل وان "السلام خيار استراتيجي للدول العربية كافة"، معتبرا ان "الرئيس الراحل حافظ الاسد نفسه اعتمده وردده وكذلك فعل الرئيس بشار الاسد بالرغم من تزعمهما جبهة الرفض". وعن موقع "حزب السلام" من قوى 8 اذار وقوى 14 اذار، لفت اده الى ان "حزب السلام اللبناني" هو مع "ثورة الارز"، ثورة الشعب اللبناني الذي يطالب بسيادته وحريته واستقلاله، مؤكدا ان مشروع "حزب السلام" هو مشروع لبنان الغد، مشروع تأسيس لبنان الجديد.

 

نوهت بأعمال المجمع الماروني وشكرت صفير والاساقفة وبشارة

المركزية - نوهت الرابطة المارونية بأعمال المجمع البطريركي الماروني ونصوصه واستنتاجاته والتي جعلت منه بحق مجمعا من اجل لبنان وليس فقط مجمعا مارونيا للموارنة. واذ توجهت بفائق التقدير الى البطريرك الماروني الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير، هنأت جميع الاساقفة وخصت بالتنويه المطران يوسف بشارة الامين العام للمجمع، وطالبت الموارنة بتوحيد رؤيتهم وسلوكهم للانسجام مع هذه الرؤية الموحدة واحترام الرأي الآخر خصوصا ضمن طائفتهم، ودعت الى وضع برمجة وآلية عمل تمكن من تعريف اللبنانيين بأعماله وبتوجيهاته وخلاصاته وتضعه موضع التدارس والتثقيف وتجعله موضوع حوارات.

اصدر المجلس التنفيذي للرابطة المارونية البيان الآتي:

1 - بمناسبة صدور الاعمال الكاملة للمجمع البطريركي الماروني، تتوجه الرابطة المارونية بفائق التقدير وكبير الاعتزاز الى غبطة ابينا الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير، بطريرك انطاكيا وسائر المشرق الكلي الطوبى، على هذا الانجاز التاريخي الابعاد ليس فقط بالنسبة للكنيسة المارونية، بل بالنسبة الى لبنان الوطن والشعب والمجتمع والدولة والكيان كذلك.

ان مبادرة الكرسي البطريركي الى عقد هذا المجمع ورعايته والإعداد له والمشاركة الدؤوبة في مجريات اعماله وجلساته ونقاشاته وخلاصاته، شكلت انعطافا نوعيا حقيقيا في تجديد كنيستنا التي ما فاتها يوما سر التجسد، وفي تعميق تجذرها وحضورها في بيئتها العربية الشرقية، وفي انفتاحها العريق على العصر والعالم بمتغيراته وتحولاته النوعية الجديدة.

2 - لا يسع الرابطة المارونية الا ان تنوه ببالغ التنويه بأعمال المجمع ونصوصه واستنتاجاته، والتي جعلت منه بحق مجمعا من اجل لبنان وليس فقط من مجمعا مارونيا للموارنة. فلبنان كان هو الحاضر الاول، وهو محور الاهتمام الاول، وصيغته المجتمعية في العيش المشترك هي الشغل الشاغل الاول. وهذا ما يتجلى بأبهى تعبيراته في قول المجمع الحرفي: "إن خلاص لبنان يكون لكل لبنان او لا يكون. ويقوم بكل لبنان او لا يقوم. ذلك انه ليس لمجموعة دون اخرى ولا لمجموعة على حساب اخرى".

فالدولة في لبنان هي دولة العيش المشترك وليس دولة الموارنة، كما يستخلص المجمع. والموارنة، في نظرتهم الى انفسهم واحوالهم كطائفة، والى قضايا لبنان العامة، انما ينطلقون من زاوية لبنان وعيشه المشترك. وهم لم ينظروا اصلا الى لبنان من زاوية طائفتهم وقضاياها الخاصة.

بهذا يعلّم المجمع البطريركي الماروني، يعلم بالانفتاح على الوطن وليس بتسخير مؤسسات الدولة ومواقع المسؤولية فيها للأهواء والمصالح الفئوية والخاصة. وبالدعوة الى تحصين العيش المشترك، والى قيام دولة الحق، القادرة على حماية صيغتنا وتوفير شروط تطورها، وعلى تأمين الفصل بين الدين والدولة. وتقضي على المحاسبة والمحاصصة وآفة الفساد المستشري. انها الدولة التي تحقق الانسجام الحق بين استقلال لبنان وسيادته ونهائية كيانه وبين انتمائه العربي وانفتاحه على العالم.

3 - تتوجه الرابطة بالتحية وبالتهنئة الحارة الى جميع السادة الاساقفة الذين انكبوا على العمل بكل تفانٍِ وبذل ودراية في ورشة المجمع، وفي معاونة غبطة ابينا البطريرك اشرافا وإعدادا ومتابعة لاعماله ووثائقه ودراساته ونقاشاته وصوغ نصوصه النهائية. ويهم الرابطة ان تخص بالتنويه سيادة المطران يوسف بشارة الذي كان الامين العام للمجمع والساعد الايمن لغبطته في ادارة شؤون المجمع كافة، ولا سيما منها الاعمال المتعلقة ببلورة وصوغ التوجهات والاستنتاجات والخلاصات في الشأنين الديني والدنيوي بروحية مسيحية ولبنانية خالصة. وهذا ما جعل نصوص المجمع بالصورة التي ظهرت فيها وثيقة مسيحية لبنانية وطنية فكرية انسانية شاملة، تستشرف بكل ثقة ودراية ابواب مستقبل لبنان في قلب بيئته العربية وحضوره المسهم بصنع مستقبلها، وفي قلب العالم وحضوره المسهم بصنع الحضارة الانسانية الواحدة.

فاللبنانيون حراس بعضهم البعض. وبهذا نكتشف ان اهمية لبنان تكمن في اننا شعب واحد ينتمي الى دينين كبيرين، وانه حيث يوجد لبنانيون في العالم فهناك دعوة للحوار ولتلاقي الحضارات - على حد قول عظة رئيس اساقفة بيروت سيادة المطران بولس مطر في عيد القديسين بطرس وبولس المتوافق مع عيد "جامعة الحكمة".

والموارنة مطالبون في هذا الظرف الانتقالي الدقيق الذي تجتازه البلاد بتوحيد رؤيتهم وسلوكهم للانسجام مع هذه الرؤية الموحدة، واحترام الرأي الآخر خصوصا ضمن طائفتهم، كما يحترمونه بالنسبة الى سائر الشركاء في الوطن.

4 - تعتبر الرابطة المارونية ان الاهمية التاريخية التي يرتديها المجمع البطريركي بنصوصه وبمواقفه توجب وضع برمجة وآلية عمل تمكن من تعريف اللبنانيين بأعماله، وبتوجهاته وخلاصاته، وتضعه موضع التدارس والتثقيف، وتجعله موضوع حوارات ونقاشات معممة في سائر المناطق اللبنانية، وبكل الأشكال المتاحة من ندوات ومحاضرات وحلقات دراسية. ذلك "ان المجمع يبدأ الآن"، على حد قول غبطة ابينا البطريرك في كلمته المعلنة عن اختتام المجمع وصدور اعماله. فلنعمل جميعا من اجل ان يتمكن مسيحيو لبنان ومسلموه على حد سواء من التواصل والتحاور مع هذا النضج الايماني الفكري الثقافي، المجتمعي بكلمة، الذي ما كان له ان يتجلى اصلا لولا هذا المجمع الذي التأم من اجل الكنيسة ومن اجل لبنان الذي تجذرت فيه. من اجل تجديد عقده المجتمعي في العيش المشترك من اجل استقلال لبنان وسيادته وحريته وديموقراطيته وانتمائه العربي الحر الكريم".

 

اللجنة الوزارية جالت في مخيم عين الحلوة واستثنت حي التعمير

لاهتمام مجلس الانماء والاعمار به

المركزية - بعد ارجاء الزيارة الاولى التي كانت مقررة سابقا والتجاذبات التي تلتها، فتح مخيم عين الحلوة ابوابه اليوم امام اللجنة الوزارية اللبنانية فاستقبل سكانه بالارزّ والورود وزراء الصحة محمد جواد خليفة، الثقافة طارق متري، التربية خالد قباني، العمل طراد حمادة والمهجرين نعمة طعمة يرافقهم رئيس لجنة الحوار اللبناني - الفلسطيني السفير خليل مكاوي ومسؤول "الاونروا" في لبنان ريتشارد كوك وقد رفعت لافتات مرحّبة بالوزراء.

وعلى وقع اغنية "راجع يتعمّر لبنان" جال الوزراء سريعا في أزقّة المخيم وزاروا مدرسة ومستوصف "الاونروا" والاتحاد العام للمرأة الفلسطينية حيث اطلعوا على مستلزمات المخيم الطبية واستغرقت الجولة حوالى الساعة ونصف الساعة. وكان في استقبال الوفد ممثل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان عباس زكي، أمين سر منظمة التحرير في الجنوب خالد عارف، عضو المكتب السياسي في "الجبهة الديموقراطية" علي فيصل، المسؤولة عن اتحاد المرأة الفلسطينية في لبنان آمنة جبريل، وممثلون لفصائل منظمة التحرير الفلسطينية واللجان الشعبية في مخيم عين الحلوة.

زكي: ورحب زكي بالوفد الوزاري، مشيرا الى "ان المخيم ينتظر المساعدة في كل المجالات الاجتماعية والصحية"، وقال: "نريد المخيم نموذجا في التعايش اللبناني-الفلسطيني وإضافة نوعية الى الحياة اللبنانية-الفلسطينية وليس جدارا عازلا". وشكر "الاونروا" والدول المانحة لمساعدة الفلسطينيين. وتناول ما يحدث في غزة، فأكد "أن الممارسات الاسرائيلية الارهابية هي تعبير عن طبيعة هذا الكيان العدواني". وطالب "الدول العربية والمجتمع الدولي بالعمل على وقف هذا العدوان".

حمادة: ثم تحدث الوزير طراد حمادة واصفا مخيم عين الحلوة بأنه "مخيم الصمود وبندقيته الشعب الفلسطيني"، وقال: "إن وقوفنا بينكم دليل كبير على موقف الحكومة اللبنانية والشعب اللبناني الوقوف بجانبكم في مواجهة الاحتلال ومقاومته والتمسك بحق العودة وإقامة دولة فلسطينية مستقلة".

وندد بـ"العدوان الصهيوني المتواصل على الشعب الفلسطيني في غزة والضفة واعتقال الوزراء والنواب الفلسطينيين". وقال: "نحن معكم الآن لنجدد العهد أن الحكومة وكل القوى السياسية المشاركة في الحكومة والحوار وكل لبناني في الموالاة والمعارضة هو معكم، كما كان في الماضي، فقدم الشهداء وهزم العدو بمقاومته. وإننا في هذه الجولة، كما في المرة السابقة، رفعنا تقاريرنا واقتراحاتنا الى رئيس الحكومة ومجلس الوزراء، ومن واجبنا أن نقدم للشعب الفلسطيني كل مساعدة ومن حقه على الحكومة ان تقدم له العون".

وأكد "أن زيارتنا ليست بروتوكولية ولا استعراضية وإنما نحن حكومة جدية ملتزمة دعم شعبها والشعب الفلسطيني". وأوضح أن الحكومة "قررت مساء البارحة أن تقوم بمبادرة عربية رادعة من أجل رفع شكوى الى مجلس الامن ضد دولة الارهاب الصهيوني ودولة الاجرام المنظم والاحتلال، ومن أجل تحرك عربي وإسلامي حقيقي لوقف الهيمنة الارهابية الاجرامية على قطاع غزة والضفة، ومن أجل تحرير ممثلي الشعب الفلسطيني الذين اختارهم في انتخابات ديموقراطية ونزيهة في منطقة الشرق الاوسط. يريدون ان يلتفوا على هذه الديموقراطية الفلسطينية وينقلبوا على الديموقراطية".

اجتماع مع السنيورة: وقبيل توجه الوفد الوزاري الى مخيم عين الحلوة للاطلاع على اوضاع اللاجئين الفلسطينيين في المخيم، التقى رئيس الحكومة فؤاد السنيورة في السراي اعضاء الوفد الذي ضم الوزراء: قباني، خليفة، حماده، متري وطعمه، في حضور رئيس لجنة الحوار مع الجانب الفلسطيني السفير السابق خليل مكاوي ومدير "الاونروا" في بيروت ريتشارد كوك ومسؤولة الاعلام في "الاونروا" هدى السمرا.

وقد زوّد الرئيس السنيورة أعضاء الوفد بالتوجيهات اللازمة.

وقد قاطع تحالف القوى الفلسطينية الجولة رسميا ولم يشارك في الاستقبال اي من مسؤولي هذه القوى.

يذكر ان مخيم عين الحلوة انشأته اللجنة الدولية للصليب الاحمر عام 1948 ويعيش فيه نحو سبعين الف نسمة. وفي معلومات لـ"المركزية" ان الوفد الوزاري صرف النظر عن زيارة حي التعمير بعد ان عُلم ان مجلس الانماء والاعمار يهتم بهذا الحي ويقوم بمشاريع مع الهيئة العليا للاغاثة الموجودة هناك وقد خصص حوالى مليون دولار لمشاريع داخل هذا الحي، من هنا ارتأت اللجنة في اللحظة الاخيرة عدم زيارة الحي طالما هناك مَن يهتم به.

 

تكريم الدكتور الزغبي الاحد في "نادي النهضة" - قرنة شهوان

وطنية- 30/6/2006 (متفرقات) يكرم "نادي النهضة" - قرنة شهوان رئيس خريجي جامعة هارفرد في لبنان رئيس "اللقاء الوطني للسيادة" الدكتور حبيب الزغبي، الرابعة والنصف من بعد ظهر الاحد المقبل في مدرسة مار يوسف - قرنة شهوان. يتخلل حفل التكريم كلمات وشهادات عن الدكتور الزغبي لكل من : وزير الصناعة والتجارة بيار الجميل، النائب غسان مخيبر، المحامي فارس الزغبي، عضو اللجنة التنفيذية في القوات اللبنانية ادي ابي اللمع ومختار قرنة شهوان طونينو الزغبي، كما يتخلله عرض فيلم وثائقي عن حياة الدكتور الزغبي وتاريخه، يليه حفل كوكتيل.

 

العثور على سيارة الفنان أسامة الرحباني في البقاع

وطنية- 30/6/2006 (امن) صدر عن قيادة الجيش- مديرية التوجيه البيان الآتي: "فجر اليوم، وعلى أثر توافر معلومات لمديرية المخابرات عن مكان وجود السيارة التي تخص الفنان أسامة الرحباني والتي سرقت بتاريخ 28/6/2006، قامت قوة من الجيش بمداهمة المكان المذكور في احدى البلدات البقاعية، أسفرت عن توقيف شخصين واستعادة السيارة وهي من نوع انفينيتي لون كحلي رقم 6763/ب. أعيدت السيارة الى صاحبها وبوشر التحقيق".

 

النائب الحريري استقبل السفير فيلتمان والدكتورة عشراوي وعرض مع وفد مشترك من بلديتي بيروت ولوس أنجلوس لأوضاعهما

وطنية- 30/6/2006 (سياسة) استقبل رئيس كتلة "المستقبل" النيابية النائب سعد الحريري قبل ظهر اليوم في قريطم رئيس مجلس بلدية بيروت عبد المنعم العريس والأعضاء يرافقهم وفد من بلدية لوس انجلوس برئاسة رئيس البلدية اريك كار سيتي، وكان بحث في أوضاع لبنان والمنطقة وفي شؤون مدينتي بيروت ولوس انجلوس. وسلم الوفد النائب الحريري هدية تذكارية عربون محبة وتقدير، وفي ختام اللقاء أوضح العريس أن "الزيارة لهذا البيت الكريم هي لتعريف النائب الحريري على الوفد الرسمي الذي أتى من لوس انجلوس إلى بيروت لتوقيع اتفاق التوأمة والتآخي بين البلديتين. هذا الاتفاق يأتي نتيجة لجهود الرئيس الشهيد رفيق الحريري الذي كان يشجعنا دائما على التواصل مع المدن الكبرى في العالم. نأمل ان يسفر تعاوننا مع مدينة لوس انجلوس عن مشاريع لمدينة بيروت وان يؤمن التواصل بين اللبنانيين المتحدرين من اصل لبناني والمقيمين في سائر المدن الاميركية وسكان بيروت وأهلها. وستشرف لجنتان من المدينتين على وضع الأولويات وأسس التعاون".

ثم استقبل النائب الحريري عضو المجلس التشريعي الفلسطيني الدكتورة حنان عشراوي في حضور النائبة بهية الحريري وممثل "منظمة التحرير الفلسطينية" في لبنان عباس زكي. بعد اللقاء قالت الدكتورة عشراوي: "انها المرة الأولى التي نأتي فيها إلى هنا بعد استشهاد الرئيس الحريري وهو كان صديقا قديما نقدره ونفتقده في آن معا، وقدمت التعازي نيابة عن الشعب الفلسطيني القابع تحت الاحتلال. كان النقاش وديا جدا وصريحا ومن القلب عن التحديات التي نواجهها جميعا وفي مقدمها وضع الفلسطينيين في لبنان وخطورة الوضع في فلسطين وما يشهده من تدهور جراء التصعيد الإسرائيلي والخطوات المجنونة التي تشكل جريمة ضد الإنسانية وليس فقط جريمة حرب ومحاولة تجويع الشعب وقصف واغتيال واختطاف وقتل وفي الوقت نفسه مصادرة أراض وخطة أحادية وهذا كله يتطلب وحدة وطنية ورصا للصفوف الداخلية عندنا في فلسطين". أضافت: "تحدثنا عن الوحدة الوطنية في لبنان والحوار الداخلي والمصالح المشتركة، وشكرت للنائب الحريري حسن الضيافة. هذه الزيارة كانت مكثفة بالعمل ونأمل أن نعود إلى هذا البلد العزيز في زيارات أخرى وخصوصا ان هناك نوايا طيبة وإرادة سياسية ايجابية في العلاقات الفلسطينية - اللبنانية وهي تشهد نقلة نوعية وتطورا مستمرا". السفير فيلتمان ومن زوار قريطم، سفير الولايات المتحدة جيفري فيلتمان الذي عرض مع النائب الحريري للتطورات.

 

النائب نقولا: مؤتمر الحوار عقيم ومضيعة للوقت وتخدير السلاح الفلسطيني غير مجد وخطر على الفلسطينيين انفسهم

وطنية - 30/6/2006 (سياسة) قال عضو "تكتل التغيير والاصلاح" النائب نبيل نقولا، في بيان وزعه مكتبه اليوم: "إن مؤتمر الحوار أصبح عقيما. فبداية أعطى الأمل للبنانيين وأخذ قرارات لم ينفذ منها شيء حتى الآن، على رغم أن الحكومة أعطت نفسها ستة أشهر لتنفيذها. مرت أربعة أشهر ولم ينفذ شيء. الحوار هو مضيعة للوقت وعملية تخدير للشعب اللبناني لامرار امور تسمح للحكومة اللبنانية بأن تتسلط أكثر على اللبنانيين.ان الموجودين على الطاولة لديهم حساباتهم وخصوصا أعضاء الحكومة وأتباعهم، فهم ينتظرون اي تغيير دولي أو إقليمي للافادة، ونحن الوحيدون الى طاولة الحوار المقتنعون بأن الحل يأتي نتيجة لاقتناعات الجالسين حولها. وبالنسبة الينا، الحوار انتهى ونحن باقون لنشهد على الجنازة. فكل ما اتفق عليه على طاولة الحوار موجود في ورقة التفاهم، وكان يفترض أن يوافقوا على هذه الورقة قبل اربعة أشهر، والبدء بتنفيذ المقررات. لكن ليس لديهم رغبة أو نية في التنفيذ".

وأضاف: "يعمل البعض على إبقاء السلاح الفلسطيني شعلة لإستعمالها حين يريدون. هناك اشخاص يراهنون على التوطين ووجود السلاح يساعد على ذلك. السلاح الفلسطيني في لبنان أصبح غير مجد ويشكل خطرا على الفلسطينيين أنفسهم. نحن مع تحسين أوضاع الفلسطينيين، لكن تحسين الأوضاع وترك السلاح بين أيديهم يعني إنشاء دولة داخل الدولة".

وسأل: "هل أوضاع اللبنانيين أفضل من أوضاع الفلسطينيين؟". وتابع :"مجلس الأمن لم يعد لديه شيء سوى إصدار قوانين من أجل لبنان، فليتفضلوا بالطلب من المجتمع الدولي إصدار قرار يرفض توطين الفلسطينيين في لبنان". وقال: "لم تنجح هذه الحكومة في تحقيق أي انجاز ، سواء على الصعيد الدولي او الاقليمي او المحلي. لا نستطيع ان نتخيل امكان نزع سوريا من لبنان بعد مضي 30 عاما على الاحتلال".

واوضح أن "الكلمة التي ستوجه الى اللبنانيين تحثهم على الوحدة والتضامن، لكي لا يستطيع أحد تدميرهم. لبنان هو رسالة في كل طوائفه التي تصلي جميعها لاله واحد، ولكن، كل على طريقته. وورقة التفاهم سمحت لكثيرين بتخطي حدود طوائفهم. نظام حكم الحزب الواحد لا يوصل إلا إلى الإنفجار. ماذا ينفع لبنان إذا ربح أميركا وأوروبا وخسر نفسه؟" ولفت الى ان "المناطق المتاخمة لبيروت تعاني الحرمان، فيما المال متوافر لإنشاء أوتوسترادات في الشمال بعشرات ملايين الدولارات.

أنا لا أستطيع أن أنتظر التحقيق لأعبد طريقا. الحكومة تجني كل عام ملايين الدولارات من الضرائب. ومنذ بدأت عملها قلنا اننا سنعطيها فترة صغيرة". وقال:" لا يجوز ان يعمل انسان طوال حياته ليحرم لدى وصوله الى سن الشيخوخة الافادة من الضمان! تقدمت بسؤال الى الحكومة للاستفسارعن قصة مطار بيروت، ولم يأتني جواب".

واضاف: "نحن نضع هذه الأمور بين أيدي الشعب، وعلى الشعب أن يقرر. الذي يقترع بيديه، يستطيع الاقتراع.اليوم المنطقة الجردية في المتن الشمالي تعاني بشكل كبير، الناس يمتلكون بعض المزروعات ولكنهم لا يستطيعون الصعود بسبب الانهيارات، تحدثنا مع رئيس الحكومة الذي كرر وعوده بالمساعدة من دون تنفيذ أي شيء".

 

السفارة الأميركية تدخل تغييرات على خدمة التأشيرات الى الولايات المتحدة

وطنية- 30/6/2006 (متفرقات) اعلنت السفارة الاميركية في بيروت في بيان اليوم، ان "تغييرات هامة تم إدخالها على خدمات تأشيرة الدخول الى الولايات المتحدة سواء لغرض الهجرة أو لغير الهجرة"، كالآتي: "اعتبارا من يوم الاثنين، 3 تموز، سوف يتلقى القسم القنصلي استفسارات الجمهور عبر الهاتف حول تأشيرات الهجرة فقط يوم الأربعاء من الساعة 2 الى 4 بعد الظهر. أما الاستفسارات الهاتفية حول التأشيرات لغير أغراض الهجرة فسوف تقبل فقط أيام الخميس من الساعة 2 الى 4 بعد الظهر، علما بأن اعتبارات المحافظة على السرية تمنع القسم القنصلي من بحث تفاصيل طلبات الهجرة مع أطراف ثالثة".

وطلبت السفارة استخدام الوسائل التالية للمعلومات والاستفسارات المتعلقة بتأشيرات الدخول لغير الهجرة: "زيارة صفحة التأشيرات في موقع السفارة على شبكة الانترنت، علما بأن عنوان الموقع باللغة الإنجليزية هو http://lebanon.usembassy.gov وعنوان الموقع باللغة العربية هو http://lebanon.usembassy.gov/lebanon-ar. توجيه رسالة إلكترونية إلى وحدة التأشيرات لغير الهجرة على عنوان BeirutNIV@state.gov. ويمكن توجيه طلبات تغييرات مواعيد المقابلات المتعلقة بتأشيرة الدخول على هذا العنوان الالكتروني أيضا، شأنها في ذلك شأن أي استفسارات أخرى. توجيه الاستفسارات وطلبات تغيير مواعيد المقابلات المتعلقة بالتأشيرات لغير الهجرة إلى الفاكس رقم 037 544 -04". وبالنسبة للمعلومات والاستفسارات المتعلقة بتأشيرات الدخول لأغراض الهجرة، طلبت السفارة استخدام الوسائل التالية: "زيارة صفحة التأشيرات في موقع السفارة على شبكة الانترنت، علما بأن عنوان الموقع باللغة الإنجليزية هو http://lebanon.usembassy.gov وعنوان الموقع باللغة العربية هو http://lebanon.usembassy.gov/lebanon-ar . توجيه رسالة إلكترونية إلى وحدة التأشيرات لأغراض الهجرة على عنوان beirutiv@state.gov. توجيه الاستفسارات إلى الفاكس رقم 298 544 -04. علما أنه سيتم الرد على الاستفسارات الواردة بالبريد الالكتروني والفاكس خلال ثلاثة أيام عمل".

الرئيس السنيورة سفراء الترويكا الأوروبية

وطنية - 30/6/2006 (سياسة) استقبل رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة، بعد ظهر اليوم، في السرايا الكبيرة سفراء الترويكا الأوروبية برئاسة السفير النمسوي جورج ماوتنر ماركوف، وحضور سفير ألمانيا ماريوس هاس وسفير الإتحاد باتريك رينو. وبعد اللقاء، قال ماركوف: "إن البحث مع الرئيس السنيورة تناول مسألة انضمام لبنان إلى اتفاق روما حول المحكمة الدولية، وهو أمر تشجع عليه أوروبا، ويندرج في برنامج العمل الذي نوقش أخيرا. وأعربنا عن أملنا في اتخاذ كل الوسائل من أجل انضمام لبنان سريعا".

رئيس "تيار المردة" عقد خلوة مع السفير الإيراني والوفد المرافق

شيباني: الكيان الصهيوني يستفيد من الصمت الدولي في كل ما يقوم به

وطنية - 29/6/2006 (سياسة) استقبل رئيس "تيار المردة" سليمان فرنجيه في دارته في بنشعي، بعد ظهر اليوم، السفير الإيراني محمد رضا شيباني يرافقه القائم بالأعمال في السفارة حميد رضا دهقاني وعدد من أركان السفارة. وعقد فرنجيه مع الوفد خلوة في حضور المسؤولين السياسيين في التيار الدكتور ألبير جوخدار، أنطوان مرعب ويوسف زخيا الدويهي. دام الإجتماع نحو ساعتين، ثم أدلى السفير الإيراني بتصريح قال فيه: "كانت فرصة ثمينة وقيمة أتيحت لنا اليوم لنزور معالي الوزير سليمان فرنجيه، ونحن نعتبره من الشخصيات السياسية الوطنية اللبنانية المعروفة لدى الإيرانيين.

مواقفه السياسية البناءة والوطنية مشهود له بها، ولطالما عبر عنها في مناسبات عدة، ونحن نعتبره من الشخصيات السياسية البارزة التي لها تأثير على مجريات الساحة السياسية في هذا البلد الشقيق". أضاف: "خلال هذا اللقاء، كانت لنا جولة أفق مع معاليه حول كل التطورات السياسية الجارية في لبنان، وتعرفت عن كثب على أهمية الرؤى السياسية التي يعبر عنها تجاه كل التطورات السياسية المحلية. وتحدثنا عن العلاقات الأخوية والمميزة القائمة بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والجمهورية اللبنانية الشقيقة، وعن آخر التطورات السياسية الجارية على المستويين الإقليمي والدولي".

وتابع: "تحدثنا في شكل مستفيض عن آخر التطورات على الساحة الفلسطينية، حيث أن العالم بأسره يشهد مدى الإرهاب الإسرائيلي المتمادي اليومي في حق الشعب الفلسطيني المجاهد. وفي هذا الإطار، سجلنا استغرابنا التام للصمت الدولي المطلق تجاه كل هذه الجرائم الوحشية والمتمادية التي تمارس من اسرائيل في حق الفلسطينيين. وفي المقابل، يستفيد الكيان الصهيوني من هذا الصمت الدولي للتمادي في كل ما يقوم به من إجرام من دون حسيب أو رقيب. وكانت هناك جولة أفق مع معاليه حول أوضاع العراق، وإنني أعتبر ان هذه المناسبة طيبة وقيمة قد أتيحت لي كي ألتقي مع معاليه وأستعرض معه كل الأوضاع السياسية التي أشرت اليها، واتفقنا مع معاليه على ضرورة إستمرار مثل هذه اللقاءات سياسية دوريا، مما يتيح لنا تبادل وجهات النظر حول كل التطورات السياسية الراهنة محليا وإقليميا ودوليا".

 

نواب زغرتا استغربوا الكلام عن الكنيسة المارونية والمطران بشارة

تبقى بكركي بسيدها واحبارها صمام الأمان لاستمرار لبنان الرسالة

وطنية - 30/6/2006 (سياسة) عقد نواب زغرتا الزاوية اجتماعا بعد ظهر اليوم، في منزل وزيرة الشؤون الاجتماعية السيدة نائلة معوض، حضره اليها النائبان سمير فرنجية وجواد بولس واصدروا البيان التالي: "تلقينا بكثير من الدهشة والاستغراب الكلام الذي طاول الكنيسة المارونية بشكل عام وأحد ابرز رموزها سيادة المطران يوسف بشارة بشكل شخصي ومستنكر. واكثر ما اثار استغرابنا الوصول الى حد اتهام الكنيسة المارونية بشخص الامين العام للمجمع البطريركي الماروني بالتبعية لقريطم، مما يشكل سابقة خطيرة في الخطاب السياسي وخروجا عن كل الأعراف والمبادىء والمواثيق. واننا من زغرتا، عرين الكنيسة المارونية في قلب الشمال، ندعو جميع ابنائها للالتزام بعدم المس بهذا الصرح الوطني الكبير. ويبقى رد الكنيسة الأقوى والأفعل في تاريخها الذي اخلى لها موقعا على رأس الهرم الوطني. انها الكنيسة المارونية التي دافعت عن حرية لبنان وسيادته واستقلاله، وناضلت من اجل الشراكة والتواصل بين كل اللبنانيين في مواجهة سياسات الفصل والتقسيم التي اعتمدتها سلطة الوصاية السورية. فهي التي حسمت مسألة انهاء الحرب بمساهمتها في انجاز اتفاق الطائف، وهي التي اطلقت معركة استعادة استقلال لبنان في بيانها الشهير بتاريخ 20 ايلول 2000 الذي افرز من رحمه لقاء قرنة شهوان، وهي التي انجزت مصالحة الجبل التاريخية اثر زيارة البطريرك (مار نصرالله بطرس) صفير في 5 آب 2001، وهي اول من وقف ضد التمديد لرئيس الجمهورية وطالبت باحترام الدستور، وهي التي انجزت من خلال المجمع الماروني الذي اختتم اعماله في 10 حزيران الماضي اول رؤية وطنية لمستقبل لبنان. وفي كل الحالات تبقى بكركي بسيدها واحبارها صمام الأمان لاستمرار لبنان الرسالة، وطن الحرية والتعددية والديمقراطية".

 

الرئيس لحود: على الاعضاء الحاليين في المجلس الدستوري

تحمل مسؤولياتهم والالتئام دون إبطاء أو تلكؤ

وطنية - 30/6/2006 (سياسة) دعا رئيس الجمهورية العماد اميل لحود الاعضاء الحاليين في المجلس الدستوري الى تحمل مسؤولياتهم الدستورية والقانونية والوطنية والالتئام من دون إبطاء أو تلكؤ بدعوة من رئيس المجلس الدستوري، للنظر في الطعون المقدمة الى المجلس، وفقا لما تقضي به النصوص التي ترعى إنشاءه وعمله. وتساءل الرئيس لحود: "كيف لأعضاء المجلس الدستوري الامتناع عن النظر في صحة طعون مقدمة لديه أو عدم صحتها، لا سيما أن هذا الامتناع غير مفهوم وغير مبرر وغير جائز ومخالف لابسط قواعد قيام السلطات الدستورية والعامة بممارسة اختصاصها من دون انقطاع لما فيه المصلحة العامة؟ علما ان هذا الامر يصبح أكثر الحاحا اذا كانت السلطة الدستورية معنية بشأن قضائي رقابي على التشريع وعلى صدقية الانتخابات". وقال الرئيس لحود: "ان ما دفعني الى توجيه هذه الدعوة اليوم هو صدور القانون الجديد للمجلس الدستوري في الجريدة الرسمية من دون توقيع رئيس الجمهورية عليه، ثم تقديم عدد من النواب طعنا به لمخالفته أحكام الدستور".

واعتبر الرئيس لحود "أن التلكؤ في التئام المجلس الدستوري بأعضائه الحاليين أمر مستغرب، لا سيما أن المادة الثانية من القانون الجديد المعدل لقانون إنشاء المجلس الدستوري، والذي هو موضع طعن لدى المجلس، تقضي صراحة بمبدأ استمرارية السلطة العامة إذ تنص على ان ولاية جميع أعضاء المجلس تظل قائمة حتى تأليف هيئة جديدة بأكملها وفقا لإحكامه وحلفها اليمين. وهي مادة تسري على الهيئة الحالية للمجلس بمجموع أعضائها، وإلا انتفت الحاجة من وضعها إذا لم يتأمن من خلالها نصاب الحضور الذي يعتبر معه المجلس منعقدا بصورة صحيحة، مما يعني أن هذا المجلس بهيئته الحاضرة لا يزال صالحا للنظر في دستورية القوانين والطعون النيابية".

وقال الرئيس لحود: "من غير الجائز والمقبول ان ينظر أعضاء جدد معينون بموجب القانون الجديد للمجلس الدستوري، في طعن مقدم بهذا القانون بالذات، أي انه مطلوب منهم النظر في مدى دستورية النصوص التي أتت بهم، وهذا امر مستغرب ولا يأتلف مع مهمات المجالس الدستورية التي يفترض ان تكون منزهة ومحيدة وغير مطعون او مشكك في نصوص المواد التي ترعى عملها ". وأضاف رئيس الجمهورية: "أنا أربأ برئيس وأعضاء المجلس الدستوري بهيئته الراهنة، الذين لهم سجلهم الحافل بالعطاء والسيرة الحسنة، الدخول في متاهات الرهانات الخاطئة التي لن تفضي الا الى مزيد من التعقيد والعرقلة، او الوقوع في التجاذبات السياسية التي يجب ان تظل السلطات القضائية بمنأى عنها ومحصنة بذاتها ضدها.

ولا أخال المجلس الدستوري إلا مغلبا اعتبارات المصلحة العامة وملتفتا قبل أي اعتبار آخر، الى مصلحة سلطته الدستورية المستقلة وغايات انشائها المتمثلة بسلامة التشريع، وعصيان الدستور على الانتهاك وصدقية الانتخاب، لما فيه خير تعبير عن إرادة الشعب صاحب السيادة. فمثل اختصاصات المجلس الدستوري غير قابلة إطلاقا للتعليق او التفويض او التخلي عنها او التغاضي عنها او التنكر لها أو الحؤول دون أدائها أو التواري عن مسؤولياتها او المراهنة على انتهائها أو المسايرة في شأنها". وخلص الرئيس لحود الى القول: "إننا حريصون على المجلس الدستوري ولا مزايدة أو مسايرة على الإطلاق بشأن هذا الإنجاز الذي حققه لبنان في وثيقة الوفاق الوطني والذي تجسد في دستور الامة. وإني اذ أدعو رئيس وأعضاء المجلس الدستوري بهيئته الراهنة إلى الالتئام في أسرع وقت ممكن، أتمنى لهم التوفيق في مهمتهم".

إلى ذلك شهد قصر بعبدا قبل ظهر اليوم، سلسلة لقاءات تناولت مواضيع سياسية واقتصادية وانمائية، فيما تابع رئيس الجمهورية رصد التطورات في فلسطين والتحرك الذي بدأه لبنان مع الامم المتحدة لمواجهة ما يجري، وذلك في ضوء مداولات مجلس الوزراء مساء امس. الوزير السابق هوفنانيان سياسيا، استقبل الرئيس لحود الوزير والنائب السابق الدكتور سيبوه هوفنانيان، وعرض معه الاوضاع العامة في البلاد والتطورات الاخيرة، اضافة الى عدد من مواضيع الساعة. منظمة لبنان للامم المتحدة والتقى الرئيس لحود وفدا من منظمة لبنان للامم المتحدة ضم الوزير والنائب السابق الدكتور رفيق شاهين والشيخ سمير الضاهر والسيدة رجاء حمادة، الذين قدموا لرئيس الجمهورية تقريرا مفصلا عن أوضاع المنظمة والنشاطات التي تقوم بها، ومنها الاعداد للمؤتمر الثامن لاخلاقيات المهن ومكافحة الفساد الذي يعقد يومي الخميس والجمعة 20 و21 تموز في بيت الامم المتحدة في بيروت.

وأوضح الوفد ان هذا المؤتمر ينعقد بالتعاون مع وزارة الدولة لشؤون التنمية الادارية ومرصد الشرق الاوسط للاخلاقيات وحقوق الانسان، والفيديرالية الاوروبية للتعاون العلمي والتقني للمجلس الاوروبي، والاتحاد الدولي للسلام وحقوق الانسان. وأوضح الوفد ان لمنظمة لبنان للامم المتحدة رأيها في التطورات الداخلية في لبنان، وهي تعتبر ان الدول الاعضاء في الامم المتحدة لها سيادتها وان ميثاق المنظمة الدولية يمنع التدخل في الشؤون الداخلية للدول الاعضاء. السفير شربل اسطفان والتقى الرئيس لحود، سفير لبنان في السودان شربل اسطفان وعرض معه العلاقات اللبنانية- السودانية ومسألة متابعة قرارات القمة العربية التي انعقدت في الخرطوم. كذلك تناول البحث جدول أعمال الزيارة التي يعتزم وزير الخارجية السوداني السيد لام اكول القيام بها الى لبنان الاسبوع المقبل.

وفد نقابة اصحاب مكاتب السوق كذلك التقى الرئيس لحود وفدا من نقابة مكاتب السوق في لبنان برئاسة رئيس النقابة السيد حسين توفيق غندور، الذي عرض لرئيس الجمهورية عمل المكاتب والصعوبات التي تواجهها، مطالبا باستطلاع رأي النقابات المعنية خلال العمل لتعديل قانون السير في لبنان. وطالب الوفد بالاسراع في تشكيل الهيئة الوطنية لشؤون السير في لبنان، والتشدد في منع من لا يحق له ممارسة المهنة من دخول مباني قسم السوق، والطلب الى وزارة الداخلية الايعاز الى المحافظين بتحديد أماكن مخصصة للتدريب العملي الاساسي على السوق، ودرس وتقويم إمكان تجهيز واستعمال محطات سكك الحديد الجديد التي لا تستعمل حاليا لاجراء التعليم الاساسي والامتحانات عليها. عائلة القاضي الراحل عويدات وزار قصر بعبدا وفد من عائلة القاضي الراحل ريمون عويدات شكر رئيس الجمهورية على مواساته به ومنحه وساما رفيعا. وأعرب الرئيس لحود عن المه الشديد لغياب القاضي عويدات منوها بمناقبيته واخلاصه وتضحياته، معتبرا انه كان مثالا للتجرد والنزاهة، وهي صفات يزخر بها ابناء عائلة عويدات الكريمة. وضم الوفد السادة: النائب غازي زعيتر، القاضي منيف عويدات، القاضي غسان عويدات، عدنان عويدات، القاضي أحمد عويدات، الدكتور مصطفى عويدات، أسعد عويدات، كريم عويدات، محمد عويدات، العميد لبيب عويدات، أشرف أمين، ممدوح عويدات، غالب عويدات

 

 محكمة التمييز العسكرية يحال غدا على التقاعد

وطنية - 30/6/2006 (قضاء) يحال رئيس محكمة التمييز العسكرية القاضي طربيه رحمه يوم غد السبت، في الاول من تموز، على التقاعد لبلوغه السن القانونية. وينتدب الرئيس الاول لمحكمة التمييز القاضي انطوان خير منتصف الاسبوع المقبل قاضيا يسميه لتولي مهام رئاسة المحكمة في انتظار التشكيلات القضائية

 

التجمع الوطني للاصلاح" طالب بترجمة فعلية لما يصدر عن الحوار الوطني

وطنية - 30/6/2006 (سياسة) رحب "التجمع الوطني للاصلاح والتقدم"، في بيان اصدره بعد اجتماعه اليوم برئاسة خالد الداعوق، بما صدر وما سيصدر عن الحوار الوطني. وطالب بترجمة فعلية للنتائج سياسيا واقتصاديا واجتماعيا. وتمنى على الاطراف "الالتزام بميثاق الشرف الذي اقروه سابقا رحمة باعصاب المواطنين، وحفاظا على الاستقرار السياسي، ولاسيما ان البلاد مقبلة على موسم اصطياف، نتمنى ان يكون زاهرا ويرتد ايجابا على الاقتصاد اللبناني". كما تمنى على "السياسيين ان يرحموا هذا الشعب الذي يعاني من الازمات الاقتصادية والاجتماعية التي تتلاحق من دون ان يكون هناك اي اهتمام من الحكومة الغارقة في كل الشؤون ما عدا الاهتمام بالناس ومصالحهم ومطالبهم".

ودان التجمع "العدوان الاسرائيلي المستمر على الشعب الفلسطيني". وناشد دول العالم "الضغط على الكيان الصهيوني لوقف هذا العدوان الذي فاق الحدود من دون وازع او رادع وبتشجيع اميركي واضح عبر عنه البيت الابيض واعطى الذريعة للعدو الاسرائيلي بانه يدافع عن نفسه من هجمات الفلسطينيين"، متناسيا "ان هذا العدو يحتل اراضي الشعب الفلسطيني، ويرتكب في حقه جرائم يومية".

 

المطران بو جودة رعى حفل ازاحة الستارة عن نصب الراحل بطرس الخوري

وطنية - 30/6/2006 (متفرقات) رعى رئيس اساقفة ابرشية طرابلس المارونية المطران جورج بو جودة حفل ازاحة الستارة عن النصب التذكاري للشيخ الراحل بطرس الخوري في بلدة كرمسدة في قضاء زغرتا, في حضور عدد من رؤساء البلديات وعائلة الراحل وجمع من ابناء البلدة والجوار. بدأ الاحتفال بقداس لراحة نفس الراحل الخوري في كنيسة مار يوحنا المعمدان, ترأسه المطران بو جودة، وعاونه فيه النائب العام في ابرشية طرابلس المارونية المونسنيور بطرس جبور, رئيس دير كرمسدة المونسنيور يوسف الطحش, المونسنيور موسى يوسف, خادم الرعية الخوري سليم مناع ولفيف من الكهنة.

بعد الانجيل المقدس، ألقى المطران بو جوده كلمة قال فيها:"الشيخ بطرس الخوري الذي نكرم اليوم ذكراه ونزيح الستار عن تمثاله أمام هذه الكنيسة التي تبرع ببنائها لتمجيد الله ولخدمة المؤمنين هو من هؤلاء الرجال الذين عاشوا ايمانهم بالمسيح بصورة عملية وملتزمة. كعلماني مؤمن بالمسيح وكانت حياته على الرغم من الصعوبات التي واجهها في بدايتها, حياة انسان مؤمن وملتزم بالمسيح وعندما اصبح رجل اعمال كبير يحسب له الحساب في شؤون البلاد الاقتصادية والاجتماعية حافظ على هذا الايمان وهذه الممارسة بصورة ملفتة للانتباه".

اضاف: "عمل الشيخ بطرس لفترة من الزمن في حقل السياسة، خصوصا في مرحلة مفصلية من حياة البلاد, مرحلة انتقالها من عهد الانتداب الى عهد الاستقلال, فانتخب عضوا في مجلس النواب لمدة أربع سنوات, أي من سنة 1943 الى سنة 1947 فساهم في تعديل الدستور والغاء المواد المتعلقة بالانتداب.

وكانت له في السياسة مواقف جريئة ومبنية على احترام الآخرين في الوقت عينه, فربطته علاقات مودة ومحبة واحترام مع الكثيرين من الملوك والرؤساء والزعماء العرب والاجانب, فنال منهم أرفع الأوسمة, كما جمعته بنواب الشمال وزعمائه علاقات صداقة ومودة. لكنه ترك السياسة وتفرغ لعالم الأعمال التجارة, والصناعة, والخدمات, فبرع في الادارة وكانت له المؤسسات والشركات والمصارف واهتم بادارة المرافق والمصانع والمعامل، لكنه لم ينس التزامه الايماني المسيحي, فكان يترك كل أمجاد الدنيا ليتمم واجبه الديني فيشارك في الذبيحة الالهية بصورة منتظمة ويتقرب من القربان المقدس ليأخذه له زادا في حياته ويكرس وقتا للصلاة, ويعيش بالبساطة والتواضع في علاقاته مع الآخرين.

وكانت هذه احدى ميزاته الأساسية. كما انه كرس مبالغ كبيرة من أمواله للمساهمة في بناء المعابد والكنائس ليس فقط في بلدته بل ايضا في عدد كبير من الرعايا والقرى المجاورة. وتميز بانفتاحه الانساني والاجتماعي, فلم يقفل بابا من أبواب امبراطوريته الاقتصادية في وجه محتاج, بل فتح أبواب بيته مرحبا بكل انسان, مستقبلا كل زائر خصوصا أصحاب الحاجة, مستمعا الى شكوى كل مظلوم ومخففا عنهم العبء الثقيل, معنويا كان أم ماديا، ساعيا باستمرار الى تقديم الخدمة لأي محتاج أو فقير أو الى أي عمل يرفع الضيم عن أي عائلة. وأورث هذه الصفات الحميدة الى ابنائه وبناته, فكان لابنه الأكبر الشيخ سليم الفضل الكبير في توظيف أكثرية ابناء بلدته في شركة قاديشا التي أنشأها والده فحماهم من البطالة والهجرة". بعد القداس، انتقل الجميع الى قاعة الرحمة في البلدة حيث يوجد النصب التذكاري للراحل الخوري, وازاح المطران بوجوده الستارة عنه وسط التصفيق من المشاركين. ثم كانت كلمات لكل من جوزيان الياس التي قالت في كلمتها "اليك ايها الحبيب الغائب الحاضر ابدا, اطهر ما في قلوبنا من المحبة والوفاء"، ثم لخادم الرعية الخوري سليم مناع الذي لفت الى "انه رمز الرجل الذي عرف كيف يأخذ من هذه الحياة، لكنه عرف ايضا كيف يعطي في هذه الحياة، وهو رمز الرجل الذي لا يتكرر". في الختام، اقيم كوكتيل للمناسبة في قاعة الرعية.

 

وزير الاتصالات عرض مع السفير فيلتمان وسلمان شيخ الاوضاع

وطنية- 30/6/2006(سياسة)استقبل وزير الاتصالات الاستاذ مروان حماده، في مكتبه في الوزارة الحادية عشرة والنصف قبل ظهر اليوم، سفير الولايات المتحدة الاميركية جيفري فيلتمان، وعرض معه التطورات الاقليمية. كما عرض الوزير حماده التطورات مع المسؤول عن الشؤون السياسية في مكتب ممثل الامين العام للامم المتحدة في لبنان السيد سلمان شيخ.

 

الجمعية اللبنانية لحقوق الانسان: لوقف مجزرة ابادة الشعب الفلسطيني

وطنية - 30/6/2006 (سياسة) رأت الجمعية اللبنانية لحقوق الانسان في بيان اليوم "ان ما قام به حكام تل ابيب بارتكاب مجازر جديدة في حق المدنيين الفلسطينيين العزل، الا من ارادتهم وحقهم المشروع في تقرير مصيرهم، يؤكد الطابع العنصري الاستبدادي لهذا الكيان، والاستهانة بكل المواثيق الدولية والاعتبارات الانسانية والاصرار عن سابق تصور وتصميم على التمادي في ارتكاب جرائم حرب يحرمها القانون الدولي".وشددت على ضرورة رفع الصوت والتدخل لوقف حرب ابادة الشعب الفلسطيني".

 

وفد طالبي اغترابي من التشيلي في بيروت للتعرف على الوطن الام

وطنية - 30/6/2006 (تربية) وصل الى بيروت اليوم، وفد من طلاب المدرسة العربية في التشيلي، مؤلف من عشرين طالبا يرافقهم ثلاثة من اساتذة المدرسة، بدعوة من المديرية العامة للمغتربين وفي اطار خطة تعريف ابناء الجاليات اللبنانية المنتشرين في دول الاغتراب على وطنهم الام لبنان. وكان في استقبال الوفد في المطار، رئيس دائرة الشؤون الاعلامية في المديرية العامة للمغتربين حسني عبد الساتر. ومن المقرر ان يقوم الوفد بزيارات تربوية عدة، اضافة الى جولات سياحية تشمل المناطق الاثرية والسياحية والمعالم الثقافية في مختلف المناطق اللبنانية.

 

الاحرار":قوى 14 آذار مدعوة الى احباط ما يحاك ضد لبنان واستقلاله وسيادته الاستراتيجية الدفاعية الوحيدة المقبولة هي التي تتم من خلال المؤسسات الشرعية

وطنية - 30/6/2006 (سياسة) عقد المجلس الاعلى لحزب الوطنيين الاحرار اجتماعه الاسبوعي برئاسة دوري شمعون وحضور الاعضاء. بعد الاجتماع، اصدر المجتمعون بيانا لفتوا فيه الى "ان تصعيد المواقف الصادرة عن النظام السوري وحلفائه اللبنانيين لارباك الساحة اللبنانية املا في تلقف المبادرة للتحكم بها من جديد، واذا راجعنا تصريحات المسؤولين السوريين الاخيرة من وزيري الخارجية والاعلام الى الرئيس بشار الاسد يتضح لنا من دون اي لبس تعاطيهم مع لبنان كاقليم تابع وهذه عقيدة راسخة في لا وعي ارباب النظام البعثي، يقابلها على الصعيد اللبناني اعادة تجميع صفوف جماعة سوريا وتأطيرهم في حلقات مترابطة تتيح كل منها هامشا للمنخرطين فيها وتسمح بتوزيع الادوار في ما بينهم، وتسهل لالة التحرك السوري عن بعد مهمة تحريك هذه الحلقات من دون ان تنكشف او هكذا يظن محركوها، باعتبار ان اعضاءها من اللبنانيين". وشددوا على "ان هذه التبعية جعلت الرئيس السوري يسأل في حديثه الى صحيفة الحياة، اذا كان اللبنانيون يريدون فعلا لبنان المستقل، زاعما ان سوريا تقر بذلك، لمعرفته بمدى ارتهان هؤلاء وقبولهم بالتبعية. ويندرج في هذا السياق المحموم رفع حدة الهجوم على رموز انهاء مرحلة التبعية وانتزاع السيادة والقرار الحر والقوى الدولية التي تدعمهم، وفي مقدمها فرنسا والرئيس جاك شيراك، من دون ان ننسى الشرعية الدولية عموما، مرورا بقيادات 14 اذار وصولا الى البطريرك الماروني، ولو بأسلوب غير مباشر من خلال التطاول غير المسبوق وغير المقبول على المطران يوسف بشارة، الذي كانت له ولا تزال مساهمة سيحفظها له التاريخ، سواء اكان بترؤسه لقاء قرنة شهوان الذي نشأ وناضل من اجل لبنان موحد سيد حر برعاية سيد بكركي، او بصفته امينا عاما للمجمع البطريركي الماروني الذي وصل بفضل حكمته وحسن ادارته الى خواتيمه السعيدة. ناهيك عن توحيد الخطاب المعتمد في خطة محاولة الالتفاف على الحالة السيادية من طريق ما يشبه امر اليوم السياسي بعنصريه: حكومة اتحاد وطني وانتخابات نيابية مبكرة على خلفية التشكيك في المؤسسات وممارسة الضغوط على الحكومة".

اضاف المجتمعون في بيانهم، "ان الاكثرية في الحكومة والمجلس النيابي مدعوة الى مزيد من التنسيق ورص الصفوف ومضاعفة الانتاجية وتحسين الاداء، كما ان قوى 14 اذار مطالبة في كل تلاوينها واطر التعاون بينها الى الحذر والتحرك على الصعيدين الداخلي والخارجي، لدى المغتربين وعواصم القرار لاحباط ما يحاك ضد لبنان واستقلاله وسيادته وخصوصيته".

وجددوا التأكيد "ان الاستراتيجية الدفاعية الوحيدة المقبولة هي التي تتم من خلال المؤسسات الشرعية، وعلى اساس الثوابت التي توافق عليها اللبنانيون. ونعتبر ان كل الادبيات والمقاربات الاستراتيجية المزعومة التي تخرج عن اطار الدولة وعن الاجماع الوطني، انما تشكل مشروع فتنة وتهدف حصرا الى تمايز فئة لبنانية واستقوائها وتفردها بتقرير مصير لبنان واللبنانيين. هذا اذا لم نقل انها نابعة من اعتبارات اقليمية لا تعني الا المدافعين عنها خدمة للقوى التي توفر لهم الدعم والتي تمدهم بكل الامكانات.

وعندنا ان الخيار المطروح هو خيار الدولة، وكل ما عداه من خيارات تلغيه حكما ولو تعمد اصحابها تجميلها، بإضافة ابعاد انمائية وثقافية واقتصادية عليها، والايحاء بعدم حصرها بالطابع العسكري. ولا يغيب عن بال احد ان الدولة وحدها مخولة تحديد هذه الابعاد وصوغها وتوجيه تنفيذها، وان ذلك يصب في مصلحة جميع اللبنانيين ولا يتم على حساب اي منهم".

واذ دان البيان الاعتداءات الاسرائيلية "التي اتخذت شكل عقاب جماعي ضد الفلسطينيين، خصوصا ما حصل ويحصل في غزة من هدم البنى التحتية وضرب مقومات الحد الادنى لعيش المواطنين واسر مسؤولين سياسيين"، دعا المجتمع الدولي الى "العمل لوقف آلة الدمار الاسرائيلية واطلاق الاسرى من الطرفين، والعودة الى المفاوضات انطلاقا من خارطة الطريق، لا سيما وان خطوة عملاقة تحققت باتفاق الاطراف الفلسطينية الرئيسية على ما يسمى وثيقة الاسرى، والتي تؤدي عمليا الى الاعتراف بالدولة العبرية والى قيادة دولة فلسطينية مستقلة تعيشان جنبا الى جنب بسلام في ظل قانون دولي عادل".

القاضي الحاج محققا عدليا في ملف الامام الصدر

وتعيين أربعة أعضاء في الهيئة العليا للتأديب

وطنية-30/6/2006(قضاء) عقد مجلس القضاء الأعلى جلسة، العاشرة من قبل ظهر اليوم، برئاسة القاضي أنطوان خير وحضور الأعضاء وكان بحث في الشؤون القضائية. وقرر المجلس الموافقة على اقتراح وزير العدل تعيين قاضي التحقيق العسكري سميح الحاج محققا عدليا في قضية اختفاء الامام موسى الصدر ورفيقه، خلفا للقاضي سهيل عبد الصمد الذي تنحى عن متابعة النظر في الملف. وأوضح القاضي خير انه "بناء على كتاب ورد من رئيس مجلس ادارة صندوق تعاضد القضاة القاضي عفيف شمس الدين الذي أعلم المجلس بخفض مساهمة الدولة في الصندوق الى النصف، تقرر ارسال نسخة عن الكتاب المذكور الى وزير العدل مرفقا بمحضر الجلسة واتفق على الاجتماع معه يوم الأربعاء في 5 تموز المقبل لمتابعة البحث في هذا الموضوع الذي يعتبره مجلس القضاء جديا جدا لأن لخفض موارد الصندوق تأثيرا بالغا على وضع القضاة والقضاء". وقرر المجلس اختيار الرؤساء سهيل عبد الصمد، رالف رياشي، عبد اللطيف الحسينس وسعد جبور أعضاء في الهيئة العليا لتأديب القضاة التي يرئسها بحسب القانون رئيس مجلس القضاء الأعلى أو نائبه والرئيس نعمه لحود رديفا. وسيعين القاضي خير المجلس التأديبي البدائي.

 

 

 

 

 

الحريري: أبواب دمشق مفتوحة للرئيس السنيورة، أما بالنسبة إلي فهناك تحقيق دولي ومحكمة دولية، وعندما ننتهي نرى

 قوى 14 آذار - 2006 / 6 / 29

 قال رئيس «كتلة المستقبل النيابية» النائب سعد الحريري بعد انتهاء جلسة الحوار: "برأيي، إن إنجازات الحوار كانت كبيرة، وهناك أمور كانت تثير إشكالات جذرية. في مرحلة من المراحل عندما كنا نتكلم على علاقات ديبلوماسية مع سوريا كان يعتبر الأمر تخوينا، الآن نطالب بعلاقات ديبلوماسية ونتحدث عن موضوع السلاح خارج المخيمات أو داخلها".

وعن القول إن أبواب دمشق مفتوحة، قال: "هي مفتوحة للرئيس السنيورة، أما بالنسبة إلي فهناك تحقيق دولي ومحكمة دولية، وعندما ننتهي نرى".

سئل: متى يزور الرئيس السنيورة دمشق؟ أجاب: "هذا الأمر يعود إلى الإخوة السوريين، ونحن كدولة لبنانية المسألة عندنا ليست زيارة الرئيس السنيورة، هناك علاقات ديبلوماسية وتحديد الحدود. وبغض النظر عمن يذهب، الرئيس السنيورة أو الرئيس بري، المهم أن تكون هناك علاقات ديبلوماسية وتحديد حدود وتعاون دولي".

سئل: هل هناك أي تطور أو تحسن نتيجة زيارة الرئيس بري لسوريا؟ أجاب: "الرئيس بري قال إن الحوار كان إيجابيا، ولم يطلعنا على فحوى اللقاء".

سئل: هل هناك تمايز بين قوى 14 آذار في موضوع الاستراتيجية الدفاعية؟ أجاب: "بالعكس، هناك أيضا الإستراتيجية الدفاعية التي قدمها (الأمين العام ل"حزب الله") السيد حسن نصر الله، والتي سيعرضها الرئيس بري، وكذلك العماد ميشال عون. لكل منهم وجهة نظر، والموضوع هو أن نتحاور حول هذا الأمر بكل صدق، تلافيا لإيصال البلد إلى المجهول. فالمسألة تتطلب حوارا صادقا حول الطاولة، وليس بواسطة الإعلام وتخوين بعضنا البعض".

قيل له: حصل تباين بين مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني ووزير الداخلية بالوكالة أحمد فتفت، فقال: "هناك حكومة تعالج هذا الموضوع، وما حصل بين المفتي والوزير فتفت كان يجب ألا يحصل أبدا، لأن من يرتكب خطأ في موضوع 5 شباط أو في محاولة إغتيال السيد نصر الله يجب أن يدفع الثمن، لكن على وزارة الداخلية أو وزارة الدفاع أن تتعاملا مع الناس في شكل عادل".

وعن العلاقة بين "التيار الوطني" والحكومة، قال: "الرئيس السنيورة قومي، عربي ولا يستطيع أن يشك في هذا الموضوع، وللجنرال عون وجهة نظر خاصة".

 

 أهالي المعتقلين افترشوا الطريق أمام السرايا:على المتحاورين اليوم الالتفات الى قضيتنا 

  29 حزيران 2006  - النهار-كتبت منال شعيا:

لم يبقَ أمامهم سوى افتراش الطريق والصراخ: "ما إلكم رب، ما عندكم ضمير، بدنا ولادنا احياء ام اموات".

هؤلاء هم اهالي المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية الذين اسمعوا صوتهم امس من امام السرايا الحكومية، عل ضمائر المسؤولين تفيق وترحم قلوب الامهات والآباء المعذبة منذ نحو 20 عاما. 

   ناموا على الطريق بالقرب من السرايا، متحدّين حرارة الشمس ومعانقين صور احبائهم المفقودين، وهم يغلّون ايديهم بالسلاسل، ويكمّون افواههم بملصق "الى متى؟".

ارادوا ان يوصلوا رسالتهم: "بدنا لجنة دولية تحقق في القضية"، لكنهم ارادوا ايضا ان يتقاسموا مع ابنائهم جزءا من المعاناة والالم والظلم، فكان ان تمددوا على الارض، جنبا الى جنب الى حد الالتصاق، كما يُحشر السمك في علب السردين، لانه هكذا يُحشر ابناؤهم المعتقلون في سجون تدمر والمزة وصيدنايا.

بالامس، افترش اهلهم الطريق ليطالبوا رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة بادراج قضية المعتقلين في بنود جلسات الحوار. "اولادنا لا يمكن ان ينتظروا بعد اكثر". رددت احدى الامهات، وقاطعتها اخرى هاتفة: "هم يموتون يومياً ولا احد يبالي".

القصص نفسها تتكرر. الوجوه نفسها تراها في كل اعتصام وتحرك، حتى صور المعتقلين هي هي، لكنها تبدلت تحت اشعة الشمس وقساوة البرد، بعدما امضى الاهالي سنة وشهرين معتصمين في خيمة، متحدّين الجوع والحر والشتاء، ولا يريدون الا اولادهم.

 وعود/تحرك الامس استمر ساعة، والاهالي يقفون امام السرايا، قاطعين الطريق ومرددين: "ما بدنا لبنانيين بالسجون السورية". فعشية الجولة التاسعة للحوار سار الاهالي من حديقة جبران خليل جبران امام "الاسكوا" الى السرايا حاملين لافتة: "الى متى! وطن شارل مالك... ابناؤه في السجون". ونحو ساعة اعتصم الامهات الى جانب رئيس "هيئة دعم اهالي المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية" غازي عاد، وسط غياب تام للرسميين من المعارضة والموالاة، فكان ان تبخّرت الوعود التي قطعها عدد من النواب في آخر جلسة تشريعية في 30 ايار الفائت، حين لاقوهم مؤكدين ان الاستقلال يبقى ناقصا من دون بت قضية المعتقلين في سوريا. وبعد اقل من شهر، لا تزال الوعود وعودا والامهات يحملن صور ابنائهن، ولم يتبدل شيء سوى المكان. وامس حط المعتصمون رحالهم امام السرايا وحاولوا التقدم، لكن قوى الامن وقفت قبالتهم، فكان ان اختاروا افتراش الطريق منتظرين جوابا رسميا من السنيورة.

ساعة، والمسنّ داود عون يرفع صورة ابنه جوزف المعتقل في السجون السورية عام 1982، وهو يبكي ويرتجف ويردد: "بدي ابني". اما إلهام يمين فلم تستطع الاحتمال. لقد لفّت يديها بالسلاسل ورفعتها عاليا، وكمّت فمها بملصق "الى متى؟"، وعانقت صورة اخيها بطرس المعتقل منذ 13 تشرين الاول 1990.

وقفت تبكي وترتجف، لكن بقيت معتصمة وسط الاهالي الذين ترتسم على وجوههم الهموم وقساوة القضية، فيما كانت الهتافات تعلو: "بدنا بدنا المعتقلين طيبين كانوا او ميتين".

رسالتهم كانت واضحة، لكنهم حرصوا على ان يأخذوا وعدا رسميا من السنيورة، وبعد نحو نصف ساعة لم يرد عليهم احد، في حين كان رجال المخابرات يتوزعون بين المعتصمين ويتكلمون على الخليوي.

وبدأت الصراخات تتردد: "نحنا ما النا دولة. وين السلطة؟"، "لماذا يتركنا المسؤولون؟ فليأتوا في هذه اللحظة ويروا الاهالي ويسمعوا معاناتهم".

وتصرح ام باكية: "ما الكم رب. ما عندكم ضمير. بدنا ولادنا. 13 سنة يتعذبون. اين هو السنيورة؟ فليقفل المكيّف في مكتبه ويجلس معنا تحت الشمس ليشاهد وجوه الامهات وقلوبهن".

ثوان، ويقطع المعتصمون الطريق امام السرايا مانعين السيارات من التقدم، فيما تقدمت عناصر من رجال الامن محاولين تهدئة الامهات. وقالت احدهن: "خلّي يطلع شي بيك يحكي معنا".

وقاطعتها اخرى: "يا رب اطلّع فينا. انا ام عمري 67 سنة وبدي ابني".

حال التململ بدت على الامهات، لكنهن اصررن على اكمال الاعتصام حتى يتبلغن رسالة من السنيورة، فكان ان صمدن وسط الطريق وربطن انفسهن بالسلاسل، والاصوات تعلو: "مش حاسين بحرقتنا. كل القضايا تنتظر الا قضية المعتقلين".

وبعد مفاوضات بين عاد وبعض رجال الامن، اصر عاد على ان يتبلغ المعتصمون رسالة حكومية قبل فرط عقد التحرك، لان "قضيتنا لم تعد تحتمل التأجيل"، وفق عاد.

ولاقته الامهات بالقول: "26 عاما وننتظر، لماذا هذا الاهمال؟ غدا (اليوم) يتحاورون وابناؤنا في السجون، فما الجدوى من الحوار اذا كانوا لا يلتفتون الى مأساتنا، الى البشر الذين يموتون يوميا في السجن".

هكذا اصر الاهالي على "الصمود" في الشارع امام السرايا منتظرين الجواب، لكن احد الذين دخلوا على خط المفاوضات ابلغ عاد انه يمكن المعتصمين الرحيل، لكون السنيورة استقبل الجمعة الفائت وفدا من لجنة الاهالي وابلغه متابعته للقضية، ومن الجمعة حتى اليوم لم يطرأ جديد.

هذا الموقف اثار غضب الاهالي الذين رفضوا انهاء اعتصامهم مرددين: "ليش السنيورة ما عندو ولاد؟ حرام. يكفينا اهمالا". لقد سمعنا الجمعة لكنه عاد الى بيته وادار المكيف ونسي، فيما الاهالي لا يزالون معتصمين في الخيمة(...)".

وبعدما اكد عاد ان "جريمة الاختفاء القسري عمرها اكثر من 30 عاما ولا يجوز السكوت عنها اكثر، قال: "نريد لجنة دولية واقراراً واضحا من المتحاورين لمعالجة الموضوع"، فخرج مدير المراسم في السرايا درويش قاسم وتوجه الى عاد: "انقل اليكم اهتمام الرئيس السنيورة بالقضية ومتابعته للملف عبر الاتصالات الدولية والمحلية، ونأمل في ان نحصل على مواقف متقدمة وايجابية".

هكذا، انتهى الاعتصام بوعد جديد من المسؤولين للاهتمام بملف المعتقلين القابعين في السجون، فيما اهلهم لم يوفروا وسيلة الا جربوها، صارخين: "نريد اولادنا، ثمة اولاد لا يعرفون اباءهم. هذا ظلم(...)، فرأفة بقلوب الامهات، استمعوا الينا".

 

 متى ينتهي الحكم الانكشاري؟

ادمون صعب – النهار 30/6/2006

"(...) لا يمكنني القبول بتسليم امر طوائف الجبل لاستبداد حاكم طائفي، نصف بربري، يكون لعبة بين ايدي رجال دين متعصبين (...) ان حفظ الامن في بلد اهله شديدو التلون وغير منضبطين يجب ان يبقى في يد السلطة العثمانية".اللورد دفرن (المندوب البريطاني في لجنة بيروت لتنظيم الجبل في رسالة مؤرخة في نيسان 1861)

ذكّرنا الرئيس الشهيد رفيق الحريري أول من أمس بأن خمس مئة يوم قد مرت على استشهاده مع رفاقه الـ22، وأنه يكاد يمل الانتظار. بل ربما تكوّمت حزمة من الخمسميات – من يدري – قبل أن ينبلج فجر "الحقيقة" بل الحقيقتين، الاولى: من قتل، أو من أمر بقتل الرئيس الحريري؟ والثانية: لماذا استشهد الرجل؟

ولا نظن أن الوصول الى هاتين الحقيقتين بالأمر السهل، كما يظن البعض وخصوصا أولئك الذين يعتبرون ان الظن كافٍ في ذاته، وأن ثمة أمورا لا تحتاج الى إثبات لأنها واضحة كنور الشمس في أذهان الناس وعقولهم. وأن من الصعب، اذا لم يكن من المستحيل، إزالتها منها.

فالحقيقة في الذاكرة الشعبية هي أن سوريا ساكنة ومقيمة في الحقيقتين، ولا مفر منها.

وسبق لنا ان مررنا باختبار مماثل أواخر شهر آب عام 2000 حين جاءنا في احدى ليالي هذا الشهر الكاتب والباحث الروسي الراحل ايغور تيموفييف – وكنا نعمل معا على سيرة الزعيم الكبير كمال جنبلاط التي صدرت في تشرين الاول من ذلك العام عن "دار النهار للنشر" بعنوان "كمال جنبلاط: الرجل والاسطورة" – جاءنا ليقول انه قلق من موضوع يصعب عليه معالجته، هو أن "وليد بك يريدني أن أضمّن الكتاب مقطعا أُثبت فيه ان السوريين هم من أمر بقتل والده كمال بك. وأن عملاء لهم قد نفذوا الجريمة في 16 آذار 1977، وأن هذه كانت إعداما للزعيم الدرزي وتصفية له بأمر شخصي من الرئيس حافظ الأسد بسبب موقفه الرافض للوجود السوري في لبنان، واعتباره هذا الوجود احتلالا يرمي الى حكم البلد والقضاء على الوطنيين فيه". وإذ لم تكن مهمة تيموفييف التحري عمن اغتال كمال جنبلاط، فقد لجأ الى صيغة ذكية رأى فيها أن ثمة معتقدات في أذهان الناس يصعب نزعها أو تغييرها أحيانا. وقال: "رغم أن أسماء قتلة جنبلاط لم تُعلن رسميا، وان أحدا منهم لم يقع في يد العدالة، فان ثمة اعتقادا واسعا أن هذه الجريمة ما كانت لترتكب لولا ايحاءات النظام السوري الذي كان أبلغ أكثر من طرف سياسي في لبنان ان جنبلاط قد انتهى.

ان أحدا لا يستطيع تأكيد ذلك، الى أن تظهر اثباتات دامغة تؤكده أو تنفيه. غير أن للذاكرة التاريخية منطقها العجيب، ومن المستبعد ان تتمكن أي حجج من اقناع اللبنانيين اليوم بعدم تورط دمشق، بطريقة أو بأخرى، في اغتيال كمال جنبلاط، حتى وان يكن هذا صحيحاً".

بمثل هذه الواقعية يجب النظر الى قضية استشهاد الرئيس رفيق الحريري الذي صنع للبنان تاريخاً جديداً، على الا ينتظر مستقبل البلد نتائج التحقيق الدولي الذي قد يطول، وان رقم الـ 500 قد يصبح ذات يوم 50000. وبينما نحن ننتظر اعلان "الحقيقة"، او الحقيقتين، تكون "الذاكرة التاريخية" التي تحدث عنها تيموفييف، قد بتت الامر نهائياً وقطعياً: سوريا وراء اغتيال الحريري ورفاقه، وبقية التفجيرات والاغتيالات التي تلتها، وصولاً الى الشهداء سمير قصير وجبران تويني وجورج حاوي.

وهذه الواقعية مطلوبة في الدرجة الأولى من هيئة الحوار الوطني التي تصرفت أمس بمنتهى العقلانية عندما وجدت نفسها، وهي تُقبل على مناقشة الاستراتيجية الدفاعية التي طرحها "حزب الله" في جلسة سابقة – في اطار مطالبة القرار 1559 بحل الحزب على أساس انه ميليشيا ونزع سلاحه، وارسال الجيش الى الجنوب – وجدت نفسها في مواجهة حالة عدوانية في فلسطين، كما في الحدود الجنوبية حيث اعلن الجيش الاسرائيلي حالة التأهب، وفي ظل خطر الطائرات الاسرائيلية التي عبرت الاجواء السورية وحلّقت فوق منزل الرئيس السوري بشار الاسد في اللاذقية.

بازاء هذا الجو المنذر بالخطر من جانب اسرائيل للبنان وسوريا معاً، هل من الصواب طرح فكرة نزع سلاح "حزب الله" على اساس انه فريق لبناني مسلح بازاء افرقاء آخرين غير مسلحين، مما يخل بالتوازن الداخلي، في حين ان موضوع المقاومة ككل يجب ان يتحول موضوع توحيد للبنانيين حول السبل الآيلة الى ضمان سلامة الاراضي اللبنانية، واسترجاع مزارع شبعا من العدو الاسرائيلي، وايجاد تنسيق بين المقاومة والجيشين اللبناني والسوري، علماً ان قليلين يعرفون دور هذين الجيشين في انجاز التحرير.

لذلك مطلوب من هيئة الحوار اكثر من التحول "هيئة انقاذ" على ما اقترح عميد "النهار". مطلوب منها الارتقاء بالحوار من البحث في موضوع السلاح المقاوم والفلسطيني، الى ما هو اسمى وارفع، ويتصل بالواقع التاريخي الذي اوصل الزعماء اللبنانيين الى طاولة شبيهة بتلك التي وردت تفاصيلها في بروتوكول تنظيم جبل لبنان في التاسع من حزيران عام 1861. وقد جاء في حيثيات تنظيم هذا الحكم "ان يكون للجبل مجلس كبير مؤلف من اثني عشر عضواً: مارونيان. ودرزيان. اثنان روم كاثوليك. اثنان روم ارثوذكس. اثنان من المتاولة (شيعة). واثنان من المسلمين (سنة). ولعل اخطر ما في هذا النظام ان الحاكم غير لبناني "يستمد سلطته من توافق الدول العظمى"، وان النظام يقوم على الفصل بين المجموعات الطائفية والاتنية، وهو النظام عينه الذي اقامته سوريا في لبنان واستمر حتى 26 نيسان 2005 تاريخ مغادرة آخر جندي من جيشها الاراضي اللبنانية، دون ان تعترف بأن عهد الوصايات قد انتهى، وان الحكم صار استقلاليا. وقد شكل هذا الأمر تحدياً للبنانيين بوجوب عكس الفصل بالاندماج الذي لم يتحقق الى الآن، ومطلوب من هيئة الحوار الوطني ان تجعله هدفاً لها، اذا كان للحوار ان يترجم الاستقلال الوطني، ويجسّد السيادة، ويقيم افضل العلاقات مع سوريا. وللذين يستغربون هذه المقاربة وفاتتهم حقائق التاريخ، ويتساءلون: ما الحل؟ نورد الآتي:

بالرجوع الى محاضر الاجتماعات التي عقدت في مقر وزارة الخارجية الفرنسية اثر احداث 1860 في لبنان بحضور الامير دو مترنيخ ممثلاً النمسا، والسيد توفينيل ممثلاً فرنسا، والكونت كولي ممثلاً بريطانيا، والكونت دو بورتاليس ممثلاً بروسيا، والكونت دو كسلاف ممثلاً روسيا، ووفيق افندي ممثلاً الباب العالي. والى محاضر الاجتماعات الموازية التي عقدت في بيروت بين 25 تشرين الاول 1860 و22 نيسان 1861 بحضور دو فكبكر عن النمسا، وبكلار عن فرنسا، واللورد دوفرن عن بريطانيا، ورهفس عن بروسيا، ونوبيكوف عن روسيا، وابروا افندي عن الباب العالي، وقد صدر بعد هذه الاجتماعات في 9 حزيران البروتوكول التنظيمي لجبل لبنان - يتبين ان مشروع التنظيم قام على "الفصل الاتني" بين المسيحيين والدروز، و"ان تؤخذ في الاعتبار مصالح كل فريق عند اتخاذ اجراءات الفصل"، على ان يقسم الجبل ثلاث قائمقاميات: واحدة للموارنة، وواحدة للروم الارثوذكس (في الكورة)، وواحدة للدروز. وقد استمر هذا الفصل، ويا للاسف، حتى يومنا هذا، وجرى تعميمه لاحقاً على بقية الطوائف، الامر الذي سهّل لسلطة الوصاية السورية إحكام قبضتها على لبنان، ومنع المصالحة بين اللبنانيين بابقائهم مشرذمين مشتتين.

لذلك لا حل، ولا قيامة للبنان مستقل عن سوريا، الا بنظام جديد يقوم على الاندماج بين "القائمقاميات" الطائفية والمذهبية في ظل تدويل مماثل لتدويل نظام 1860، واقامة مجتمع جديد، تسوده الحرية والعدالة والمساواة ويحكمه القانون، ويكون حاكمه لبنانياً، يختاره اللبنانيون بأنفسهم.

وخارج هذا الهدف يبقى الحوار اداة للتنفيس، فيما يستمر اللبنانيون متباعدين ومنقسمين، متمترسين خلف أسوارهم الطائفية والمذهبية والأتنية، بسلاح وبغير سلاح، مهددين بحكم "انكشاري" من باب عال ظالم، طويل اليد والباع في القتل والارهاب.

 

برازق للحوار

"زيّان- النهار 30/6/2006

كانوا يقولون في قديم الزمان، وما زالوا يقولون اليوم في المناسبات: فكرنا الباشا باشا طلع الباشا زلمي.

أركان مؤتمر الحوار لم يصدّقوا متى يطلع ضوء يوم الخميس ليشدّوا الرحال الى ساحة النجمة، تحدوهم رغبة أساسيَّة في الاطلاع على "الايجابيّات" أو "المفاجأة المفرحة" التي عاد بها الرئيس نبيه برّي من دمشق.

كل واحد يسأل الآخر: هل عرفت شيئاً؟ والآخر مثل السائل، يبحث بدوره عمَّن ينسّم له ولو بالقطارة بعض التلميحات، بعض الخيوط... فاذا برئيس المجلس يفاجئهم حقاً عندما اكتمل النصاب والتأم الشمل، ولكن بما لم يكونوا يتوقعون. فقد كانت المفاجأة التي وضعها على الطاولة المستديرة صحناً كبيرا معرّماً بالبرازق الشامية.

وبعدما أفلتت منه ضحكة رنّانة، قال لهم: كلوا برازق واحكوا بأصلكم. لكن العصفورة قالت ان القصة جرت على النحو الآتي: تناول النائب سعد الحريري صحن البرازق ووضعه أمام الرئيس بري بعدما أخذ حصته، ففعل برّي ما فعله الحريري، ثم وضع الصحن بدوره أمام النائب وليد جنبلاط، ثم دار صحن البرازق على الحضور، ودار الزمان وبعد في كومة حجار... ولكن من غير ان يدور المكان أو تدور الدارة والدوائر.

الا أن أهل "المجالس بالامانات" يقولون انه في حال وجود مفاجأة أخرى غير مفاجأة البرازق، فمن غير المتوقع ان يفلشها برّي في ساحة النجمة، بل يتركها تعلن عن نفسها بنفسها عمليّاً وواقعيّاً.

وحتما تتصل بنودها وتفاصيلها وحواشيها بمسرى العلاقات المتأزمة جداً بين بيروت ودمشق، واحتمال دخول عوامل جديدة ايجابيَّة على موضوعها، وربما كانت هناك متغيَّرات ما وإن طفيفة، من شأنها تطرية الأجواء المتوتّرة والملبَّدة.إنما لم يحتو صحن البرازق على أيّ شيء بهذا الخصوص. وعندما تحدث رئيس المجلس عن "ايجابيات"، قال ناصحا: واستعينوا على قضاء حاجاتكم بالكتمان. وهذا يعني ان في الجعبة قصة، لكنها ليست للنشر. عندما سأل الصحافيون برّي أين حصتنا؟ قال ممازحاً: الذي يجب أن يأكلوا برازق أكلوا. وعندما يأكل مؤتمر الحوار كأنكم جميعكم أكلتم. على الأقل، الآن صارت للحوار طعمة، وطعمة برازق شاميَّة، مطعمة بالسمسم الحلبي والسمنة الحمويّة.ولكن ليس على أساس إطعم التم بتستحي العين.

 

"الكرامة العربية"... يا صغيري ؟!

راجح خوري - النهار 30/6/2006

وسط جموع المتظاهرين في رام الله أمس، احتجاجا على الاجتياح الاسرائيلي، وقف طفل صغير حاملا لافتة تسأل:أين الكرامة العربية؟انه السؤال الذي لم يلقَ جواباً منذ نصف قرن واكثر. الكرامة العربية؟ لو كانت الكرامة العربية متوافرة اصلا يا عزيزي، لم تكن فلسطين لتضيع، ولم تكن الدول العربية في هذه الحال من العجز والقعود والتخلف، ولم نكن لنحصد هذا المسلسل المريع من الهزائم والمآسي والاوهام.

ولكن الكرامة العربية، على ما يبدو، لن تصل الينا الا يدا بيد مع الديموقراطية. فعندما تقتحم الديموقراطية هذا الصدأ السياسي البغيض الذي يهيمن على معظم دول المنطقة العربية، يمكن الكرامة ان تجد لنفسها مكانا عندنا، لان العرب لن يتمكنوا قط من وقف الهزائم المخزية والفاضحة، ومن الانتقال الى تحقيق الانتصارات، الا بعد ان تصبح الديموقراطية اساسا للانظمة واطارا للعلاقة بين السلطة والفرد.

أين الكرامة العربية؟كان الصمت المريب امس عنوانا اساسيا من عناوين الخذلان المتزايد بين المحيط والخليج. ولا ريب في ان انظمة كثيرة في هذه المنطقة السعيدة غرقت في مراقبة ارتال الدبابات الاسرائيلية تتجمع في استعراض واضح لتسويق الذعر عند الفلسطينيين، ولكن الذعر وصل الى امكنة بعيدة قبل ان يصل الى رام الله وغزة حيث يغرق مليون مواطن في الظلام والعطش والجمود وقد دمرت الجسور والطرقات وانقطع البنزين وارتفع انين المستشفيات.

لقد راقبوا أرتال الدبابات وغرقوا لخنوعهم في "أمطار" عرق العجز، قبل ان يغرقوا في "امطار الصيف"!

وقياسا بمؤشرات الموقف السياسي العربي لما يجري في سياق الحرب الجماعية التي يشنها العدو الاسرائيلي، ليس في وسع المرء الا ان يتوقف بشيء من التقدير امام وقائع جلسة الحوار الوطني اللبناني امس، وقد تحولت منطلقا لنقاش مسؤول وضع كل الخلافات الداخلية جانبا، وركز البحث على العدوان الاسرائيلي واخطاره وابعاده، واستطرادا الوسائل الكفيلة بحماية لبنان من اي اعتداءات محتملة، في ظل الحشود الاسرائيلية وقد تزايدت في الجنوب.

لم نسمع ان حكومة عربية عقدت اجتماعا طارئا امس، ولا سمعنا ان مشاورات عاجلة دارت بين مسؤولين هالهم ان تصل الاستهانة الاسرائيلية بهذه "الامة" الى حد الاقدام على اعتقال ثلث اعضاء الحكومة الفلسطينية وثلث اعضاء المجلس التشريعي بما يؤدي تلقائيا الى الغاء السلطة والقرار الفلسطيني.

بلى سمعنا... للأمانة، سمعنا ان مجلس الجامعة العربية عقد اجتماعا على مستوى المندوبين الدائمين ولم يتردد في تسميته "اجتماعا طارئا" باعتبار ان هؤلاء المندوبين في هموم اخرى تتجاوز قضية الاجتياح المتوحش الذي يتعرض له الفلسطينيون.

اجتمع المندوبون المبجلون فاكتشفوا ان الحملة العسكرية تمثل جريمة جماعية وتدل على حقيقة المخططات العدوانية الاسرائيلية، فيا لهذا الاكتشاف البارع ويا لهذا الاستنتاج المتفوق!

ولم يكتف المندوبون بهذا بل طالبوا المجتمع الدولي ممثلا بمجلس الامن، بالعمل على الوقف الفوري لهذا العدوان ولم يتساءلوا ماذا يعملون هم لوقفه، وفي النهاية، ادّوا قسطهم الى العلى بتوجيه تحية صمود وبسالة الى الشعب الفلسطيني! في اي حال، سيبقى للمأساة وجه آخر غدا. عندما تنسحب الدبابات الاسرائيلية وتعود الى مراكزها، فان محصلة الحسابات ستكون مغايرة للارقام والوقائع التي سجلها العدوان وسيسجلها.

ان "امطار الصيف" وهو الاسم الذي اطلقته اسرائيل على العملية، لن تتمكن قط من جرف وقائع "الوهم المتبدد" الاسم الذي حملته عملية النفق الفلسطينية، وهو دائما نفق داخل الوجدان الاسرائيلي. صحيح ان العدو الاسرائيلي رد على اختطاف الجندي غلعاد شاليت باختطاف ثلث السلطة الفلسطينية وكل الكرامة العربية والعملية لم تنته بعد، وصحيح ان "امطار الصيف" هطلت من غزة الى اللاذقية في سوريا، ولكن المحصلة النهائية لهذا العدوان الواسع، لن تغيّر شيئا من النتائج الحتمية التي نجمت دائما عن سياسات التدمير والقتل والاعتقالات والتي جعلت التصلب يتقدم ليقود الصفوف، وقد كان فوز "حماس" في الانتخابات الاخيرة دليلا دامغا على هذا الامر. وعندما تواصل الدبابات والقذائف تمزيق غزة والتنكيل بالفلسطينيين وقياداتهم على هذا النحو من الوحشية والعسف، فلن يبقى مكان للحوار ولا مجال للتسوية، حيث يبدو الصراع مفتوحا الى الأبد، وحيث تبقى اسرائيل جزيرة تطفو وسط بحر من الكراهية، حتى ولو كان اطفال رام الله يتساءلون:

أين الكرامة العربية؟

راجح الخوري

 

أي وطن وأية مقاومة ؟

بقلم المحامي عبدالله زخيا- النهار 30/6/2006

اذا اردنا فعلاً بناء دولة ديموقراطية آن الاوان لايجاد حل عقلاني لموضوع المقاومة، لانه لا يمكن دولة ان تبنى اذا لم تتوحد البندقية تحت راية الشرعية. اننا نقدّر الدور البطولي للمقاومة الاسلامية في تحرير الجنوب ولكن لا يمكن ان نتناسى انها هي نفسها تصف تنظيمها بالمقاومة الاسلامية وهي محصورة بحركة او حزب من الطائفة الشيعية بينما لبنان يشكل فسيفساء لثماني عشرة طائفة. ان اختصار حمل السلاح على طائفة دون الطوائف الاخرى يشكل خللاً خطيراً في تركيبة الوطن قد يؤدي في النتيجة الى تفكيكه والى حروب مذهبية فنكون حررنا الحدود ولكننا فككنا الوطن من الداخل.

ان الظروف الداخلية التي ادت الى نشوء المقاومة الاسلامية في غياب الدولة، واستئثارها بالمقاومة واستبعاد المقاومة العلمانية، قد تبدلت وعادت الدولة الشرعية الى ممارسة مهماتها واعيد تأهيل الجيش فلا بد من ايجاد حل دائم، خصوصاً ان المقاومة الاسلامية دخلت باب الشرعية في المجلس النيابي ومجلس الوزراء. فالسلاح شئنا ام ابينا سيعطي هذا الفريق المسلّح قوة لا تتمتع بها باقي القوى التي يتشكل منها الوطن وبدخول المقاومة المسلحة الحياة السياسية الداخلية فقدت مناعتها خصوصاً ان لها خياراتها الخاصة، وقد تصبح عنصر تفرقة بعدما كانت عنصر توحيد. ان المقاومة الاسلامية تتمتع بالقوة العسكرية ولها ميزانيتها الخاصة رغم انها احسنت ادارتها، الا انها لا تخضع لاية رقابة ولها علاقات خارجية خاصة ومستقلة ولها سياساتها الخاصة والمستقلة، لقد اصبحت تشكل شبه دولة فهي تتمتع باستقلالية وقوة تفوق قوة واستقلالية المقاطعات التي تتألف منها عادة الدولة الفيديرالية ولا يتمتع غيرها ممن يتشكل منهم الوطن بهذه القوة. هذه الاوضاع ستؤدي بالنتيجة الى خلل عميق في تركيبة الدولة ووسيلة ضغط عليها. واذا استمرت الاوضاع على هذه الازدواجية بين الجيش والمقاومة فسيؤدي ذلك حتماً الى التساؤل عما اذا حلت المقاومة محل الجيش في حماية الحدود، افلا ينتقص ذلك من دور الجيش ومبررات وجوده؟

اذا كنا ما زلنا نخشى العدو الاسرائيلي والمقاومة اثبتت جدارتها في مقاومته فلا بد من اخضاع المقاومة لشرعية الدولة وهو اقتراح للامام موسى الصدر المغيّب وتحويلها من مقاومة اسلامية احادية المذهب الى مقاومة وطنية متعددة الطوائف كلبنان.

اننا نشهد تجاذبات سياسية خطيرة بين القوى السياسية اللبنانية والمسيطرة على سياسة الدولة، وقد دخلت المقاومة التي اصبحت حكراً على حركة وحزب من طائفة معينة، بكل قواها لترجيح فريق على آخر، الامر الذي يهدد التوازنات الداخلية وبالتالي وحدة الوطن ويفقدها حياديتها فتصبح فريقاً مميزاً بقوته العسكرية في الحياة السياسية الداخلية. لا دولة ولا ديموقراطية اذا لم تتوحد البندقية تحت راية الدولة الواحدة دون تفريق بين الطوائف. فليس من ديموقراطية اذا استمر التفريق بين المواطنين حسب الانتماء المذهبي ولا سيما لناحية الامتياز في حق حمل السلاح. اذا شئنا ان نقلد اسرائيل بتسليح المواطنين لحماية امنهم فيجب اخضاع حملة السلاح للشرعية وللجيش وعدم التفريق بين انتماءاتهم الدينية والحزبية، والا نكون انشأنا وطناً من ابناء ست وابناء جارية. ابناء الست مسلحون يخضعون لتنظيمات خاصة مستقلة وابناء الجارية منزوعو السلاح وهم مواطنو الدولة فنقضي هكذا نهائياً على الدولة وعلى الديموقراطية. فلا يجوز ان يصبح الوطن رهينة المقاومة الطائفية والمقاومة رهينة انتمائها المذهبي والحزبي. عندما تصبح الدولة رهينة المقاومة الدينية اياً كان دينها فانها تفقد شرعيتها وصدقيتها وتصبح رهينة هذه المقاومة بعدما اصبحت المقاومة نفسها رهينة انتمائها الطائفي والحزبي.

 

1680 – 1686: تأزيم المُماطلة وبراغماتيّة الوقاية !

بقلم زياد الصائغ- النهار 30/6/2006

 لم يأت الـ1680 و1686 بجديد. أكدا الـ1559. دعما قرارات طاولة الحوار اللبناني، المؤجلة فاعليتها، الى ما شاء قادتها. كل حديث عن مأزق تدويل بات مملاً . هو من ادبيات انتفى وقعها، حتى الوجداني منه. مع الاشارة الى ان الدفع في اتجاه تطبيق القرارات الدولية ذات الصلة بالعلاقات اللبنانية – السورية وافرازاتها، لا يغيّب ابدا الاصرار على واجب انصياع العدو الاسرائيلي لكل القرارات التي تخصه، والذي يستمر يضرب بها عرض الحائط، بفعل غطاء دولي وعجز عربي على حد سواء. بالتأكيد تجربة 25 ايار التحريرية كانت مفارقة. كل حديث عن توازن رعب وقائي بعدها لا طائل فيه إن لم يُسند بتثبيت لبنانية مزارع شبعا، عبر وثائق جغرافية وعقارية يرتاح اليها القانون الدولي لتُريح بالتالي سوريا قبل لبنان من إشكال كانت هي وستظل في غنى عنه، لولا استمرارها في مناورات تخدم التكتيك وتضر بالاستراتيجيا. نعم تضر. هل من يدرك؟ عَوْدٌ على فلسفة الـ 1680 والـ1686، غير الجديدين، بل المؤكدين على رؤية اجماعية لبنانية في ما خص العلاقات الديبلوماسية وترسيم الحدود مع سوريا من جهة، الى نزع سلاح بعض الميليشيات من جهة اخرى. والحديث هنا ليس عن "حزب الله"، رغم ان كل مقاومة هي بطبيعة سرية عملياتها وتموضعها وتجهيزاتها وجهوزيتها، في القاموس العسكري، هي ميليشيا، وليس في ذلك انتقاص من قيمة او اتهام بزغل ادائي، بل الحديث عن تلك الاسلحة المنتفضة خارج الانتفاضة على جبهة وهمية شعبيتها، الا في قواعد مختبئة للاجَدْواها، في هذا العَوْد كل ترجيع صدى ان التدويل يؤزم، يستمر، نوعا ما، على احقية مطلقيه برفض بلوغ علاقات ثنائية، مرحلة تدخّل من شاء وساعة يشاء، هذه الاحقية عينها مشوبة بتشوهات جينية اذ من الذي استفز ليبرّر مداخلات من هنا وهناك؟ وما الذي اوصل الامور الى خواتيم مأزومة، على ان الازمة مفتوحة على لاأفق؟ وهل من شرح لمناورات هشة البنية وقصيرة النظر، لا تصلح الا في هاوية قابعة في قعر هاوية تتـنزل عمقا ظلاميا يوما بعد يوم؟ هذا الترجيع يستمر هشا ساذجا واستفزازيا مع التصريحات الاخيرة لوزير الخارجية السوري وليد المعلم. كل هذه التساؤلات، مشروعيتها قائمة في ان طرفا ما، ومعه اطراف، ما زالوا يراهنون، ورغم وضوح الوضع اللبناني والعربي والدولي، على عودة ما الى زمن انتهى. ألا يعلم هؤلاء ان الاسترسال في رهانات خاطئة قاتل وليس فيه من امكان لات ساعة مندم؟

ثم ان الغمز من قناة ان فريقا ما يود عرقلة دائمة في مسيرة فتح كوى ايجابية في جدار سلبي لتعزيز موقف متربص بكل تجاوب، ليبني على اساسه معوقات يصفها بالضرورية والحتمية، هذا الغمز مناف للواقعية، ولو انه يتواءم وبعض حذر تفرضه استنتاجات سليمة من خبرات موجعة محكومة بمنطق "اسمع تفرح، جرّب تحزن". والاشارة هنا عن كل الداخل وكل الخارج على حد سواء.

اما التسرع في ابرام الاحكام على هذه او تلك من القرارات، او هذه او تلك من المبادرات، فينم عن بعض مراهقة سياسية اكثر منه نضجا في قراءة موضوعية تقينا، مع الاقربين والابعدين، منزلقات توتر يراد بها، وبنيات سيئة، افتعال خربطات وتأجيلات ومعارك مساومة، تقوّض تنهدات، يؤمل منها ضخ نفس جديد في علاقات مترهلة بفعل استباحات اسياد على مصالح ضيقة.

من هنا تبدو ملحة، ومن المنتقدين العنيفين والرافضين المستبسلين للقرارين الاوليين، ان يعيدوا قراءتهما جيدا، مستجلين ان لا اضافة فيهما غير التوكيد، ومنتهزينهما ببراغماتية وقائية وحدها تحمي الخاصرة، مع طمأنتهم الى انها ما عادت رخوة ولن، وكفى استجرارا لقرارات اخرى. اللارخاوة ضمانتها احترام لبنان سيدا حرا مستقلا ندّيا، لا الترهيب ولا الترغيب.

 

نشاط برلماني في الخارجولبنان يستقبل وفداً من الكونغرس

النهار 30/6/2006- في اطار نشاط المديرية العامة للشؤون الخارجية في مجلس النواب. يتوجه وفد الاحد المقبل الى لندن برئاسة النائب ياسين جابر وعضوية النواب انور الخليل، وايلي عون، وفريد الخارن، وآغوب بقرادوني وعبد الله حنا، للبحث في تطوير العمل السياسي والديموقراطيات الناشئة وتبادل الخبرات البرلمانية. ويزور وفد من النائبين سمير عازار ونبيل دي فريج الرباط في الفترة بين 30 حزيران و3 تموز المقبل للمشاركة في اعمال الجمعية البرلمانية الفرنكوفونية عن التعددية اللغوية.

وفي الفترة بين 3 تموز المقبل و4 منه، يستقبل مجلس النواب وفدا نيابيا اميركيا في اطار الاعداد لبرنامج تعاون بغية دعم الديموقراطية ومناقشة استقلال السلطة التشريعية عن السلطة التنفيذية والرقابة على الموازنة وسيادة القانون، على ان يتوجه وفد نيابي الى واشنطن في ايلول المقبل. وكان وفدان نيابيان توجها الى فرنسا وزيارة لمجلس الشيوخ والجمعية الوطنية.

 

 

مصلحة الطلاب" في الكتائب: على العماد عون الكف عن المهاترات والنائب نقولا ممثل كوميدي على اهل المتن لا ممثل عنهم

وطنية - 30/6/2006 (سياسة) اوضحت مصلحة الطلاب في حزب الكتائب في بيان اصدرته انها "لم تتفاجأ بالخط الذي انتهجه مؤخرا العماد ميشال عون وتياره لأنها كانت تعرف مسبقا نياته وهوسه المرضي بالسلطة وبقصر بعبدا". ولفتت الى ان "العماد المهووس اصبح الآن في مكانه الطبيعي بين رموز الاحتلال السوري". ودعت "الجنرال المهووس الى الكف عن هذه المهاترات والاهتمام بتحالفاته القومية السورية والايرانية. ونسأله هل نسي انه لولا فرنسا وسفارتها في لبنان لكان سقط تحت ركام قصر بعبدا نتيجة القنابل السورية". اضاف:"اما حضرة الدكتور نبيل نقولا الذي تفوح من كلامه تعابير التسوس والضغينة، هو من ينتظر منه نزع التسوس من الاسنان المريضة، فنسأله من اين أتى بكل هذا الحقد هذا الناطق ممثلا على اهل المتن لا ممثلا عنهم. نقول الى هذا الممثل الكوميدي ان الرئيس امين الجميل ليس في حاجة الى شهادة وطنية، وحين كان غيره ينمو كالفطريات في الوطن، كان حزب الكتائب يقدم التضحيات والشهادات، وغدا حين يكتب التاريخ كلمته يزول ذكر العابرين المزيفين ولا يصح الا الصحيح".

 

المفتي قبلان: الناس يعيشون ازمات حقيقية والمعنيون يتسلون ويتلهون ألم يحن الوقت كي نتعلم ونعتبر مما جرى ماضيا ويجري حاليا في فلسطين؟

وطنية - 30/6/2006 (سياسة) أدى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان صلاة الجمعة اليوم، في مسجد الإمام الحسين، في برج البراجنة، بعد أن ألقى خطبة الجمعة استهلها بالحديث عن ذكرى شهادة السيدة الزهراء قال فيها: "هذه الأيام نعيش ذكرى شهادة السيدة الزهراء سلام الله عليها، هذه السيدة العظيمة المباركة، سيدة نساء العالمين التي يرضى الله لرضاها ويغضب لغضبها، والتي قضت مشيئته تبارك وتعالى أن تنحصر بها ذرية النبي محمد بن عبد الله، وأن يكون أشرف الخلق وسيد الأنبياء أبا لها ولأولادها. لقد كانت الزهراء، رابعة بنات رسول الله، ففي رواية الكافي لمحمد بن يعقوب الكليني عن حبيب السجستاني عن الإمام الباقر، أنها ولدت بعد مبعث رسول الله بخمس سنين، وفي رواية الشيخ الطوسي وغيره أن ولادتها كانت في العشرين من جمادى الآخرة بعد مبعث النبي، بسنتين، مهما كان الحال في تاريخ ولادتها، فلقد نشأت بين أبوين ما عرف التاريخ أكرم منهما، ولا كان لأحد في تاريخ الإنسانية ما لأبيها من الآثار التي غيرت وجه التاريخ، ودفعت بالإنسان العربي أشواطا بعيدة إلى الأمام، أخرجته من الظلمات إلى النور، ومن عبادة الأوثان إلى الوحدانية وذلك خلال سنوات معدودة، أما أمها فقد أعطت كل مالها ووهبت كل ما تملك وما لديها حتى حياتها لزوجها العظيم مقابل ما أعطاها من هداية ونور.

في ظل هذين الأبوين الكريمين درجت السيدة الزهراء ونشأت وحيدة يغمرها حنان أبيها الذي فقد بنيه ولم يبق له من عزاء بعدهم إلا عبء النبوة الذي تأهب له ونهض به وتحمل في سبيله ما تنوء به الجبال، فأنى اتجه وذهب كان يرى قريشا له بالمرصاد وفاطمة ترى معه ذلك، وتساهم مع أمها في التخفيف من وقع ذلك في نفس رسول الله، فكانت تتلوى من الألم، وتتجرع مرارة ما كان يكابده المسلمون من اضطهاد مرير ومن ظلم واستضعاف. هذه المشاهد كانت تراها السيدة الزهراء، كانت تعيشها وهي لا تزال طفلة، كانت ترى أباها وهو يتلوى ويتألم من اجل أولئك المعذبين حيث لا يستطيع أن يصنع لهم شيئا".

وذكر المفتي قبلان بعض الاحاديث الدينية وبعض الروايات عن أهل البيت عن السيدة الزهراء وقال: "الحديث عن الزهراء عليها السلام، لا تتسع له الكتب ولا الصفحات وفيه من المعاني ما يغني الأفئدة ويثري الألباب، لما تجسده هذه السيدة العظيمة، هذه المعصومة الطاهرة، هذه المكابدة الصابرة المحتسبة، من عفة وطهارة وإيمان وتقوى ووفاء وصدق ومحبة لأبيها ولزوجها ولأولادها ولكل مظلوم ومستضعف وفقير. توفيق أبو علم هو يتحدث في كتابه أهل البيت فيقول: "إن عليا سأل فاطمة ذات يوم إذا كان عندها شيء من الطعام ليأكله فقالت له: لا والذي أكرم محمدا بالنبوة ما أصبح عندي شيء ولا أكلنا بعد شيئا، فقال لها: "ألا أعلمتني حتى أبغيكم شيئا"، فقالت: "إني أستحي من الله أن أكلفك ما لا تقدر عليه". نساء اليوم انظروا هذه الصورة البهية الجميلة، وإلى هذا الموقف الكبير، وإلى هذا الحياء، وهذه الأخلاق السامية، فاطمة الزهراء، تستحي أن تقول لزوجها ائتنا بما نأكله، لعل أمير المؤمنين غير قادر على تلبية طلبها.

النساء اليوم ماذا تفعل؟ إنها تصدر أوامر، ما تشتهيه وما تحلم به يجب أن يلبى، يجب أن يكون حاضرا، وإلا... لا رأفة ولا رحمة، نساء اليوم تريد خدما، تريد حشما، بدها تروح على البحر، بدها مجوهرات، بدها تسهر، بدها سيارة، بدها تلفون، بدها كل وسائل الزينة. السيدة الزهراء كانت تطحن الشعير بالرحى أيها الإخوة، فاطمة الزهراء، مثل أعلى للمرأة الصالحة، نموذج للمرأة المجاهدة، للمرأة الصابرة على الفقر وشظف الحياة، فاطمة الزهراء، قنعت باليسير من العيش، لأنها كانت تسمع أباها يقول للناس: "أجملوا في الطلب فإن ليس للعبد إلا ما كتب له من هذه الدنيا، ولن يذهب عبد منها حتى يأتيه ما كتب له فيها". وقد كان يقول للزهراء: "يا فاطمة اصبري على مرارة الدنيا لتفوزي بنعيم الآخرة".

فاطمة الزهراء كانت غنية بنفسها، قريرة بحالها، لأنها كانت تسمع رسول الله يقول: "ليس الغني في كثرة المال إنما الغنى غنى النفس". واضاف المفتي قبلان: "نستذكر تلك السيدة العظيمة، نستذكر تلك الزوجة وأم أثني عشر سيدا من ولد إسماعيل الذين جاء ذكرهم في الباب السابع عشر من سفر التكوين من التوراة، وخبر الله بهم إبراهيم الخليل، نستذكر تلك العلامة العظمى في السماء التي ظهرت في مكاشفات يوحنا امرأة قد احتضنت الشمس، والقمر تحت قدميها، وعلى رأسها تاج من اثني عشر كوكبا، نستذكر تلك المرأة في سورة حم، تأويل الليلة المباركة التي فيها يفرق كل أمر حكيم، نستذكر نساءنا في القرآن المجيد، ذاك الجمع الذي انحصر بفرد واحد، نستذكر وحيدة الدهر التي توجها الله بتاج، إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا، نستذكر تلك التي شاهد رسول الله يوم المعراج اسمها مكتوبا على باب الجنة، فاطمة خيرة الله، نستذكرها في يوم شهادتها، لنعيش معها ومع أبيها وزوجها وأولادها، لنسلك مسالكهم، لنخطو خطواتهم، لنقرأ عنهم ونتعلم من هذا المنبت الطيب، من هذا البيت الطاهر، من هذا النسل المعصوم، أئمة الهدى وخلفاء الله في أرضه، والأمناء على وحيه، هؤلاء الذين من تمسك بهم نجا، ومن تخلف عن سيرتهم وتعاليمهم ضل وغوى، نسأل الله تبارك تعالى أن يهدينا ويبصرنا لما هو الخير والفلاح والفوز في الدارين الأولى والآخرة. وتابع المفتي قبلان: "يقول أمير المؤمنين علي: "أشقى الرعاة من شقيت به رعيته"، ونحن عندما نتحدث عن الشقاء وما يستتبعه من آلام ومآس، ندرك معنى هذا القول لأمير المؤمنين، وكم هو صائب ومتجانس مع واقعنا نحن في لبنان، حيث الشقاء والهم والفقر واليأس من كل ما يجري، لدرجة أننا أصبحنا نجد هؤلاء الرعاة -إذا جاز نعتهم بهذا الاسم- سبب كل شقائنا وبلائنا، ومصدر قلق وخطر علينا وعلى أنفسهم، لأن قلوبهم خلت من الرحمة والشفقة، وعقولهم تحجرت بفعل الشهوات والغايات، فأدخلوا البلاد والعباد في متاهات بازاراتهم السياسية، ورهاناتهم التي يدفع ثمنها الفقراء والمساكين، الذين ملوا الوعود، ويئسوا المباحثات والحوارات التي لا تبشر بخير، ولا تدلل على أن الفرج قريب.

وهنا تستحضرني رواية جاء فيها أن بعض وزراء هارون الرشيد حينما رآه ينفق أموالا طائلة على العيون والجواسيس قال له: "إنك تذكرني بالراعي الذي خاف على غنمه من الذئاب فاصطحب كثيرا من الكلاب، ولكنه اضطر بعد ذلك إلى ذبح نصف قطيعه لإطعامها". هذه الرواية فيها الكثير من الصحة، وهي تنطبق على واقعنا حيث بات نصف الشعب اللبناني إذا لم نقل بأغلبيته يذبح يوميا لإشباع رغبات ونهم أهل السلطة، وأهل السياسة الذين لا ندري ماذا ينتظرون كي يتفاهموا، كي يتوصلوا إلى ما يطمئن الناس ويزيل عنهم هذا الخوف من الواقع، وهذا القلق على المستقبل، ماذا ينتظر المعنيون حتى ينصرفوا إلى الداخل بكل مشكلاته الاجتماعية والمعيشية والاقتصادية؟، بل بكل همومه التي لم يعد في مقدور المواطن أن يتحمل المزيد منها، بعد أن تفاقمت وبلغت حدود اللامعقول واللامقبول، على الصعد السياسية والاقتصادية والاجتماعية كافة". ازمات حقيقية وقال: "أصبح الناس يعيشون ازمات حقيقية، في الكهرباء هناك أزمة، في المياه هناك أزمة، في فرص العمل هناك أزمة، في الوضع الاقتصادي العام هناك أزمة، البلد كله يعيش أزمات خطيرة والمعنيون في الدولة حكما وحكومة ونوابا يتسلون ويتلهون ويسوفون ويتعاملون مع كل هذه الأزمات المتعددة الأوجه بالمزاح والنكات والمواقف الاستعراضية، على ماذا يراهنون؟

لا أحد يعلم، همهم الأوحد الصراع على السلطة، في حين يدرك الجميع أن السلطة في لبنان بالمشاركة، وأن الحكم في لبنان بالتفاهم، وأن لا فريق في استطاعته أن يحكم فريقا، ولا طائفة في استطاعتها أن تتحكم بأخرى، أزاء هذه الحقيقة وأزاء هذا الواقع لماذا العناد إذا والإصرار على الخلاف وعدم التواصل إلى وفاق حقيقي يعيد الثقة ويؤمن الاطمئنان للجميع؟. لماذا الخوف من بعضنا طالما أننا نعلم جميعا بأن لبنان لا يقوم ولا يستقر إلا بوحدة أبنائه؟. لماذا لا نتفق طالما أننا نعلم جميعا بأن الخلاف في لبنان إضعاف للجميع والاتفاق قوة للجميع؟. ما الذي يمنع من الوصول إلى هذا الوفاق الذي ننشده جميعا وإلى متى سنبقى في دائرة التجاذب تحاصرنا الأحقاد والأنانيات، وتحرك نزواتنا نعرة الطائفية من هنا، وإثارة مذهبية من هناك؟. ألم يحن الوقت كي نتعلم ونعتبر مما جرى في الماضي ومما يجري حاليا في فلسطين؟، حيث العدوان الإسرائيلي يقتل ويخطف ويقطع المياه والكهرباء ويدمر البنى التحتية لشعب فلسطين الذي لا يطالب إلا في حقه المشروع في استرجاع وطنه وإقامة دولته. كل هذا يجري في فلسطين والعالم يتفرج، والأنظمة العربية كلها تتفرج، لا بل قد يكون الأمر أصبح لا يعنيها وربما قد يفرحها، حينما تسكت الأصوات المقاومة وتنهزم البنادق التي تريد العزة والكرامة".

وختم المفتي قبلان: "إن لغة الشجب لا تعني شيئا، كذلك المواقف التي تدين العدوان على أهلنا في فلسطين، فهذه لغة لم يعد لها قيمة، بل تعابير انهزام واستسلام، لا نريد أن نستعملها. فقط نتوجه إلى أهلنا وإخواننا في فلسطين لنقول لهم لا تستسلموا اصبروا وصابروا فإن الله مع الصابرين ويوفهم أجرهم بغير حساب".

 

التيار الوطني الحر" أقام مهرجانا سياسيا في قصر الأونيسكو الرئيس

الحص: الفساد مستشر في الدولة والإصلاح يكون شاملا أو لا يكون قانون الإنتخاب مفتاح الإصلاح وهو لن يكون في مصلحة الطبقة السياسية

العماد عون:الوحدة الوطنية الدرع الواقية للمحافظة على لبنان و من يهمه الدفاع عنه عليه ان يساعد على استقراره ووحدته

لشيخ قاسم: الحكومة التي لا يوجد فيها التيار الوطني ليست حكومة وطنية ومصممون على منع اسرائيل من العبث بأمن لبنان ومقاومتنا قائمة وحاضرة حدادة: فدرالية الطوائف تستدرج تدخلات خارجية وما يمنع العنف في لبنان أن هذه التدخلات غير راغبة في تهديد الإستقرار الداخلي حتى اليوم

وطنية - 30/6/2006 (سياسة) أقام "التيار الوطني الحر"، مساء اليوم، في قصر الأونيسكو، مهرجانا سياسيا حاشدا لمناسبة انتهاء فوروم نشاطاته منذ سنة 1988 وحتى اليوم. حضر المهرجان الرئيس سليم الحص، النائب العماد ميشال عون، ممثل الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصر الله نائبه الشيخ نعيم قاسم، الأمين العام للحزب الشيوعي خالد حدادة وعدد من النواب والشخصيات الحزبية وحشد من المؤيدين.

بداية النشيد الوطني، فكلمة من عريف الإحتفال إيلي مينه.

وألقى الرئيس الحص كلمة قال فيها: "الوضع العام لا يدعو إلى الإرتياح. ولعلنا لا نخطىء الحقيقة عندما نقول: إننا في حال انهيار مع وقف التنفيذ، المعطيات هي معطيات تراجع لا بل تدهور: الفساد مستشر في كل مجال وعلى كل صعيد في الدولة، كما في المجتمع، والدين العام يتعاظم وعجز الخزينة يتفاقم، والأزمة السياسية محتدمة حول قضايا مستعصية، بما في ذلك مسألة رئاسة الجمهورية ومسألة المقاومة والإنقسامات الفئوية المذهبية والطائفية على أشدها. هذه المعطيات السلبية، لو وجدت في بلد آخر، لكانت حصيلتها حالا من الإنهيار العام".

أضاف: "في لبنان، المؤشرات الرقمية إنما تنم عن حال معاكسة توحي بالإيجابية: فالليرة اللبنانية في أحسن حالاتها، فيما مصرف لبنان المركزي يتدخل في سوق العملات شاريا للعملات الأجنبية، فإذا بالإحتياطات الخارجية الرسمية تتزايد يوما بعد يوم، ومجموع الودائع المصرفية يتنامى في أطراد، وأسعار الأسهم المصرفية ترتفع على وجه ملموس، وسعر سهم شركة سوليدير تضاعف خلال الأشهر الأخيرة، والقيم العقارية عموما تصاعدت على وجه ملموس خلال الفترة الأخيرة".

ورأى أن "هذه الظاهرة العجيبة - سلبيات في المعطيات العامة وإيجابيات في المؤشرات الرقمية- هي ظاهرة انهيار مع وقف التنفيذ. أما وقف التنفيذ فعائد إلى ثلاثة عوامل على الأقل، لم يكن لنا فضل مباشر في إنتاجها: أولا: إرتفاع غير مسبوق في أسعار النفط دوليا، كان مصدرا للازدياد المحسوس في الفوائض المالية التي تجنيها الأقطار العربية المصدرة للنفط، وهي تدفع إلى البحث عن مخارج لتوظيفها في شتى أرجاء العالم. معظمها يتجه بطبيعة الحال إلى الإستثمار في الأسواق المصرفية والمالية الغربية الأكثر تطورا، ولا سيما في أوروبا والولايات المتحدة الأميركية، وبعضها يتجه إلى أسواق مالية ناشطة في الشرق، وبخاصة في اليابان وهونغ كونغ. ويصيب لبنان من هذا الدفق نذر قليل نسبيا، لكن هذا النذر كاف لإغراق سوق لبنان الصغيرة. بعض هذا الدفق يودع في المصارف، وبعضه ينصب على التوظيف في أسهم الشركات، وبعضه يستثمر في موجودات عقارية مبنية أو غير مبنية. إلى كل ذلك، فإن ازدياد المداخيل في الأقطار النفطية من شأنه تنشيط حركة السياحة في الخارج، وبعض هذه الحركة ينصب على لبنان، فيضفي على النشاط الإقتصادي العام زخما.

ثانيا: الشاب اللبناني يتميز بجنوح صارخ إلى الهجرة خارج البلاد إذا وجد نفسه عاطلا عن العمل. هكذا بدل أن يبقى الشاب اللبناني عالة على المجتمع، فإنه إذ يسعى إلى الرزق الحلال في الخارج ينقلب مصدرا لإمداد العائلات في لبنان بدخل شهري، ولو بسيط. ويقدر الدفق المالي الوارد من الإغتراب اللبناني بنحو ملياري دولار سنويا، أي نحو العشرة في المئة من إجمالي الناتج المحلي.

هذا الدفق أسهم بطبيعة الحال في الحؤول دون الإنهيار الإقتصادي.

ثالثا: المال السياسي يشكل دفقا سنويا لا يستهان به. وإذا كانت ظاهرة المال السياسي سلبية في أبعادها ومضاعفاتها الإجتماعية، فهي ذات وقع إيجابي ماليا واقتصاديا. مصادر المال السياسي متشعبة: منها أثرياء لبنان من ذوي الطموح السياسي، فإنهم يبذلون يمنة ويسرة في دعم أهل الرأي والقرار في المجتمع وشراء الذمم وتمويل المشاريع ذات المردود الشعبي. ومن مصادر المال السياسي أجهزة الاستخبارات الأجنبية العاملة داخل لبنان، وما أكثرها. قد لا يكون ثمة جهاز استخبارات ليس له وجود ما داخل لبنان. وبعض هذا المال ينفق في تعميق الانقسامات وإثارة الفتن والقلاقل داخل المجتمع".

وتابع: "وسط هذه المعطيات، نحن أقرب ما نكون إلى حال الإنهيار مع وقف التنفيذ. لكن عدم الإنهيار لا يعني أن الوضع سليم، وإنما الوضع يستدعي مبادرات إنقاذية. لذا، القول إننا أشد ما نكون حاجة إلى الإصلاح على كل صعيد وفي كل مجال.

نحن من المؤمنين بأن الإصلاح يكون شاملا أو لا يكون. لا طائل من الكلام عن إصلاح اقتصادي أو مالي من دون إصلاح قضائي أو إداري أو ثقافي أو إصلاح سياسي. فعبثا تحاول معالجة إصبع موبوء إن كان الدم في سائر الجسم فاسدا. لذا، القول إن الإصلاح يكون شاملا أو لا يكون".

ورأى "أن رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة. والمدخل إلى الإصلاح الشامل هو الإصلاح السياسي، ذلك لأن قرار الإصلاح أيا يكن مضمونه، سواء أكان ماليا أم إداريا أم حتى تربويا، هو قرار سياسي في منطلقه. فالمبادرة الإصلاحية تتخذ شكل القانون الذي يصدر عن مجلس النواب وهو مرجع سياسي، أو تتخذ شكل المرسوم الذي يصدر عن مجلس الوزراء وهو مرجع سياسي، أو تتخذ شكل القرار الذي يصدر عن الوزير المختص، وهو مرجع سياسي.

فإذا كان مصدر قرار الإصلاح سياسيا أيا يكن مضمونه، فمن المفترض أن يكون مصدر القرار صالحا مصلحا. فلا يستطيع الإصلاح سوى الصالحين المصلحين. لذا القول إن الإصلاح السياسي، أي إصلاح مصدر القرار، هو المدخل الطبيعي للاصلاح الشامل، وومفتاح الإصلاح السياسي هو قانون الإنتخاب. ذلك، باعتبار أن مجلس النواب هو في نهاية التحليل مصدر السلطات كافة، فكلها تحدد صلاحياتها بتشريعات تصدر عن مجلس النواب". ولفت إلى أن "قانون الإنتخاب مفتاح الإصلاح السياسي، فيما الإصلاح السياسي هو مدخل الإصلاح الشامل. من هنا، الأهمية التي تعلق على قانون الإنتخاب في مباشرة الإصلاح الشامل. هناك ما يشبه الإجماع على ضرورة التوصل إلى قانون انتخاب عادل، يضمن صحة التمثيل الشعبي إلى أبعد الحدود، ونحن من الذين يدعون إلى اعتماد قاعدة التمثيل النسبي التي تضمن أوسع مدى من التمثيل، كما تشجع على الإقبال على صناديق الإقتراع.

ولا تكتمل مقومات التمثيل النيابي الصحيح إلا بتضمين القانون ضوابط للعملية الإنتخابية سواء على صعيد تحديد سقف للانفاق الإنتخابي حتى لا يبقى المال السياسي متحكما بنتائج الإنتخابات، وكذلك تنظيم الإعلام والإعلان الإنتخابيين كي لا يبقى المهيمنون على وسائل الإعلام، وهم المتمولون والمتنفذون، مسيطرين على الأجواء الإنتخابية".

وأكد "أن الإصلاح في لبنان يواجه مأزقا لا فكاك سهلا منه. فقرار الإصلاح سياسي، أي أنه يصدر عن الطبقة السياسية. والإصلاح الحقيقي لن يكون إلا على حساب السياسيين، أي أنه لن يكون في مصلحة الطبقة السياسية، فأي إصلاح حقيقي وفاعل في قانون الإنتخاب سيكون من شأنه الإطاحة بمعظم السياسيين الحاليين". وسأل: "لماذا يتخذ السياسيون قرار الإصلاح إذا كان مرجحا أن يكون متعارضا مع مصالحهم؟ لماذا يتخذ قرار الإصلاح من لا مصلحة له في الإصلاح؟ هذا هو بعبارة واحدة مأزق الإصلاح. وكيف الخروج من المأزق؟ المخرج لن يأتي من أهل السياسة، وإنما يجب أن يفرض عليهم فرضا.

والسبيل إلى ذلك بتنمية رأي عام ضاغط في اتجاه الإصلاح برؤى واضحة. من هنا، قولنا المتكرر إننا، إذ نتحدث عن الإصلاح وبرامجه، إنما نخاطب الرأي العام ولا نخاطب عبثا الطبقة السياسية أو الطبقة الحاكمة المنبثقة منها".

وتحدث عن ضرورة الإعتراف ب"أن الرأي العام في لبنان مشرذم ومشتت بفعل الإنقسامات الفئوية، المذهبية والطائفية". وقال: "لن يكون في لبنان رأي موحد إلا بالعمل على تجاوز الحال الطائفية وتغليب فكرة المواطنة، حيث الولاء للوطن الواحد، على العصبيات الفئوية حيث الولاء للطائفة والمذهب. ولا ننكر أن الطريق إلى ذلك قد يكون طويلا وشاقا في ظروف لبنان السائدة. فعندما ينشأ في لبنان رأي عام ضاغط وموحد، فإن ذلك سيكون إيذانا بانتهاء أزمة لبنان". وختم: "نحن نحلم بأن يعقد العرب في ما بينهم في يوم من الأيام اتحادا على غرار الإتحاد الأوروبي، وأن تكون بيروت فيه بروكسل العرب. في ذلك، إن تم، غاية الإصلاح والتغيير في لبنان والعالم العربي".

ثم ألقى حدادة كلمة فقال: "نحن اليوم على بعد زمني يقارب سن الرشد من اتفاق الطائف، حيث تعاقب على البلد حكومات، في ظل وصاية متفق عليها في الطائف. ونحن اليوم على بعد أكثر من سنة من خروج الوصي الأول ودخول وصايات جديدة، لكن هنا "الشطارة اللبنانية"، في ظلها يحكم معظم وجوه وأقطاب الحكومات الأولى وطن مستباح لتحركات السفراء، يحلون مجتمعين وفي مقدمهم ذلك القاطن في عوكر مكان ساكني عنجر من دون أن يكف الساكن القديم عن ممارسة بعض من دوره. والمتحاورون ينتظرون في عادة أصبحت شهرية، ماذا سترسو عليه الأمور في الحوار الساخن أو البارد في الخارج، ليتحدد مصير البلد، مكتفين بين الحين والآخر بتكرار ما ادعو انهم اتفقوا عليه سابقا في بيان الحكومة البريستينية ومحاولة التعود من جديد على أكل "البرازق" التي حلت مكانها "صحون الهمبرغر" خلال السنة الماضية".

أضاف: "اليوم أطلت الحكومة البريستينية بوجه جديد حيث استنسخت نفسها في هيئة رابطة أساتذة الجامعة اللبنانية التي تحولت الى توافق طوائفي، الأمر الذي يجعلنا نتساءل عن الترياق السحري الذي يفرق ويجمع بين ليلة وضحاها. هذه التوافقات المذهبية الطائفية التي وهي تستهدف سلاح المقاومة، مظهرة مذهبيتها، تحتضن الشكل المذهبي فيها وتتوافق معه في الانتخابات وداخل الحكومة، وترفض منه فعل المقاومة ودورها الوطني، سواء كانت قيادتها "حزب الله" أو عندما كان الشيوعيون والعلمانيون جسمها الأساسي".

وأعلن "أن أكثر من 26 ألف شاب لبناني يغادرون البلد نهائيا كل عام حسب تقرير البنك الدولي، وحوالى 20% من الموازنة العامة يعود للاقتطاع الضريبي في بلد جمدت فيه الأجور منذ أكثر من 10 سنوات ومعها جمدت فروق الموظفين الفقراء، وأكثر من 45 مليار دولار دين عام، يحاولون الايحاء لنا بأن مؤتمر بيروت -1، سينقذنا من ويلات هذا الدين مع إصلاحاتهم الموجهة أفعالها فقط الى أجساء الفقراء والقطاع العام عبر الضرائب غير المباشرة وعبر الخصخصة المترافقة مع الفساد الاداري والسياسي والمالي.

فهل يعتقدون بأننا نسينا المليارات الأربعة من باريس-2؟ وكيف انها أضيفت الى الدين العام وأصبحت عبئا جديدا على كاهل اللبنانيين لأنها لم تخدم سوى فواتير هذا الدين لمدة تقل عن السنتين؟ أما المطالبة باستعادة المال والهدر والتحقيق بملفات الفساد، ملفات فسادهم، فممنوع تحت طائلة الاتهام بطمس الحقيقة ومشتقاتها". وكشف قائلا "إن مكونات فدرالية الطوائف اليوم تستدرج تدخلات خارجية متنوعة لصالح هذه الطائفة أو تلك، والأصح ان نقول لصالح هذا الأمير الطائفي أو ذاك.

وما يمنع العنف في لبنان حاليا، رغم مناخات التوتر الشديد، هو أن هذه التدخلات الخارجية لا تزال، وفق حساباتها الاقليمية، غير راغبة في تهديد الاستقرار الداخلي، لكن المصيبة ستحل حتما عندما تتغير هذه الرغبة الخارجية". ورأى "ان الأزمة الراهنة في لبنان تكمن تحديدا في الاستماتة التي أبداها ويبديها تحالف الاقطاع وأمراء الطوائف ومعظم المؤسسة الدينية منعا لأي إصلاح حقيقي يبني دولة على حساب إماراتهم". وأكد "أن تنفيذ مقررات الحوار الوطني غير ممكن من دون قيام دولة عصرية، ذلك ان السلطة الحالية، وهي متنازع عليها، لا يمكن أن تشكل ضمانة لأحد. فالمقاومة، على افتراض انها قد تسلم سلاحها، لن تفعل ذلك لتقدمه إلى قوى سياسية منخرطة في مشروع القضاء عليها، بينما يمكن للمقاومة وسلاحها أن يكونا اسهاما كبيرا في بناء دولة تمثل الجميع على أسس عادلة ويتفق على طبيعتها. والعلاقات الخارجية، وخصوصا تلك المتعلقة بسوريا، لن تستقيم إذا كان الشريك اللبناني فيها فريقا، ايا يكن، بل هي تستقر في حال وجود الدولة. والفلسطينيون سلاحا أو بشرا، لا يمكن أن تستقر أوضاعهم في لبنان وعلاقاتهم به وفيه على أساس ما يرغب فيه هذا الفريق اللبناني أو ذاك.

وحدها دولة الجميع، الديموقراطية العروبية العلمانية تستطيع معالجة قضاياهم بمسؤولية وحرص وطنيين وقوميين فتمنع التوطين الذي قد يرغب البعض مقايضته بالدين العام". واقترح حدادة مجموعة من الأفكار ومنها: "هل يمكن بناء دولة في ظل سلطة أحزاب وقوى وزعامات الطوائف والمذاهب؟ نحن نعتقد بأن بلد ال17أقلية من دون أكثرية أمامه مصيران لا ثالث لهما: -إما استمرار حال اللاستقرار والتبعية للمناخ الاقليمي والخارجي. -أو الدولة الوطنية الديموقراطية العلمانية التي تحصنه وتجعله فاعلا بخياره الطوعي في تنمية وتطوير المنطقة بكاملها عبر انتماء عروبي تقدمي ديموقراطي. وبهذا الفهم، يمكن بناء وتطوير العلاقات اللبنانية - السورية وسواها على قاعدة الاستقلال والسيادة والتكامل. في هذا الاطار، رأينا ونرى على الدوام في الحوار حاجة مستمرة في مجتمعنا والمشكلة ليست بالحوار بل بمعظم المتحاورين، وربما يمكن أن ينتجه هذا المزيج غير المتجانس، خصوصا على مستوى الاصلاح وبناء الدولة العصرية، والحقيقة في هذا الاطار، ان الاصلاح لا ينتجه إلا المصلحون".

ودعا إلى "الكف عن التعاطي مع الوطن، كشركة أو عقار، من خلال الحديث الدائم والكاريكاتوري عن "شركائنا في الوطن"، وهو تعبير ان دل على شيء فهو يدل على مساهمين في شركة وليس على انتماء وطني موحد ومتساو".

وقال: "إن الاستقلال والسيادة، كذلك المقاومة لا يمكن اخضاعها للصفقات وإلا ضاعت كقضية ودور ووظيفة، خصوصا إذا كان المطلوب مقابل الدفاع الشكلي عن المقاومة، كما في عهد الحكومات السابقة، ثمنا غاليا يطال بناء المواطن والدولة والاصلاح وحقوق المواطن الاقتصادية والاجتماعية".

ورأى "أن التسوس الطائفي والمذهبي، وصل بعدما طال التربية والاعلام والسياسة والصحة الى الأمن. وبتنا نرى انشدادا ملحوظا لتحاصص الأجهزة الأمنية ومهامها، وتوجه بعضها، الداخلي في شكل خاص، وبرعاية خارجية اميركية الى سياسة القمع تجاه الشباب والمواطنين في شكل عام.

 طالنا جزء أساسي من "روداج القمع" لدى أجهزة وزارة الداخلية، ونكتفي اليوم بالدعوة لاعتبار ما جاء على لسان سماحة المفتي قباني ونقيب محامي الشمال الاستاذ فادي غنطوس أساسا كافيا لتدخل القضاء للنظر بقانونية وجود هذا الجهاز وبممارساته".

وختم: "يتزامن انعقاد هذا المهرجان مع هجوم اسرائيلي متجدد رغم عدم توقفه، على الشعب الفلسطيني وقضيته حيث يعتقل النواب المنتخبون والوزراء والقيادات والمناضلون وتدك البنى التحتية ويقتل مواطنون أبرياء بذريعة اختطاف جندي اسرائيلي من قبل المناضلين لتحرير أرضهم والدفاع عن سيادتها. ان صمت المجتمع الدولي، وخصوصا مجلس الأمن عن ارهاب الدولة هذا وتبريره بالدفاع عن النفس يجب أن يكون درسا جديدا، لتلامذة الديموقراطية الاميركية من التائبين الجدد، عن كيفية تعاطي اميركا واسرائيل مع سلطة يوجد بينها وبين الحكومة الاسرائيلية اتفاقات برعاية دولية. هل نحتاج الى أمثلة جديدة كي يتوقف البعض عن الاجترار المقزز لفكرة الحماية الدولية للبنان وشعبه؟

ان موقف الأنظمة العربية لا يقل إثارة للاستغراب والاستهجان، لقد انهار ما تبقى من قيم لدى هذه الأنظمة التي لا تعرف إلا الفساد وقمع الشعوب ما يصيبها بعجز بنيوي عن مواجهة التحديات الكبيرة، فحماية العروبة وصون الحقوق القومية لا يمكن تحقيقه بمعزل عن الديموقراطية والتغيير في الدول العربية.

ان حجم العدوان الحالي ومدلولاته، وخاصة الرسالة الاسرائيلية الموجهة الى سوريا من خلال سلاح الجو، يتطلب رفع وتيرة المواجهة في شكل حقيقي وجدي تشارك فيه الشعوب الى جانب الدول المعنية".

وألقى الشيخ قاسم كلمة قال فيها: "إن هذا اللقاء هو لقاء الإعلان الوطني لأنه يجمع ثلة مهمة لها سجل مهم في التاريخ والحاضر وعطاءات كثيرة لمصلحة الوطن. جئنا اليوم إلى هذا اللقاء مع التيار الوطني الحر لنؤكد مجددا أننا على الدرب معا، وأننا مستمرون ولو كره الكافرون والمنافقون".

أضاف: "لم نعقد تفاهما سياسيا بين "حزب الله" و"التيار الوطني الحر"، ولم نعقد تفاهما حزبيا أو طائفيا أو مناطقيا، نحن عقدنا تفاهما وطنيا لنقول لكل مواطن في لبنان: إذا أردت ورقة تأسيسية على المستوى الوطني العام فها هو التفاهم الذي ظهر شمسا مضيئة أعمت بعض العيون التي انزعجت من انبهار الشمس لكنها سرت القلوب التي طالما تاقت إلى النور. نعتبر هذا التفاهم تفاهم الشجعان، الذين يهتمون بالمصالح الوطنية لا بالغرائز الطائفية،

ونحن نعلم أن هذه القيادات التي ساهمت في إنجاز هذا التفاهم لو أرادت موقعا طائفيا لصفق الكثيرون من الجهلة، لكنها أرادت موقعا وطنيا يؤسس للمستقبل. وهكذا، كان التفاهم عنوانا لم نشهد مثله منذ تأسيس لبنان الكبير ليقول للناس جميعا إن ورقتهم هي ورقة الوطن بأسره، وإننا مستمرون في تدعيمها إلى آخر المطاف". ورأى أن "هذا التعاون إنما هو تعاون بين شرعيتين كبيرتين وتيارين مهمين لبناء وحدة وطنية، وهذا التعاون أكد أن المستفيدين من الفتنة المسيحية - الإسلامية سيتعبون كثيرا لأنهم لن يجدوا مجالا لها طالما أن تفاهم "حزب الله" و"التيار الوطني الحر" مستمر. إنه ليس ربحا ل"حزب الله" وحده أو للتيار وحده، ونحن نعلم أولئك الذين يثيرون الأرباح والخسائر على قاعدة الشركات الاستثمارية، ونقول لهم ما دام "حزب الله" والتيار قد ربحا الوطن فأي ربح آخر لا قيمة له.

وإن الأيام ستثبت أن نتيجة هذا التفاهم ستنعكس على منع الفتن الأخرى المتنقلة. وإن كنا أجرينا تحصينا من الفتنة الإسلامية - المسيحية، فنحن حريصون أيضا على إجراء التحصين من الفتنة السنية - الشيعية، ونرى في شكل واضح أن البعض يجول تارة بين فتنة مسلمة - مسيحية أو سنية - شيعية على قاعدة أنه يعيش على الفتن، ونقول له إن لبنان مع هذا التفاهم ولا مكان للفتن وابحث عن مكان آخر". أضاف: "هذا التفاهم لا ينشئ ثنائية مقابل ثنائيات، ولا علاقة مقابل علاقات، إنه تفاهم جريء.

منذ اللحظة الأولى، فتح قادته الدرب لجميع الناس، إنه تفاهم منفتح من أجل الوطن، وسنجعل جميع الذين يطمحون من أجل إعطاء التجربة النموذجية في التواصل الشعبي بين المواطنين، أن ينظروا إلى هذا التفاهم نظرة عملية لا نظرية. في أغلب الأحيان، تنشأ تجمعات ولقاءات، وتصدر بيانات مشتركة لكنها، وبكل صراحة، تبقى بين القيادات، ولا يشعر فيها الناس، هذا التفاهم نزل إلى المواطن الجنوبي والبقاعي والشمالي والبيروتي، فجلس عضو "التيار الوطني الحر" بجانب عضو "حزب الله" يتحدثان بلغة واحدة، وقد نسي كل واحد منهما من أي منطقة أتى أو تيار أتى، بل تذكر أمرا واحدا، أن هذا التفاهم هو من أجل لبنان ومن لبنان".

 ووجه الشيخ قاسم تحية خالصة لرئيس "التيار الوطني الحر" العماد ميشال عون "الذي تعرض للتحديات الكبيرة لأنه أسس لمنهج لم يعتد عليه الزعماء ولا أولئك الذين اعتمدوا المحاصصة والمبادلة. لقد قرر، ونحن سمعنا منه مباشرة، أن يكون هذا التفاهم بين الناس. وإذا، كانت اللقاءات التي جعلت الإنسياب طبيعيا، وبكل صراحة، بعض من في "حزب الله" لم يزر منطقة مسيحية منذ فترة طويلة، وبعض من في "التيار الوطني الحر" كان يخشى دخول منطقة إسلامية، أما الآن فحمايتنا منهم وحمايتهم منا".

وسأل: "ما الذي صنعه هذا التفاهم إلى الآن؟، أحدث انقلابا حقيقيا في الرؤى والمفاهيم، أوجد شعارات جديدة لم تكن موجودة، وحقق إنزعاجا لبعض الذين لا يريدون للبنانيين أن يلتقوا. كل تهمتنا أننا اجتمعنا، لكن لو افترقنا وتقاتلنا لصفق لنا البعض، أما أن نتعانق ونتفاهم فهذا ممنوع، ونحن نقول لهم سنتعانق رغما عنكم من أجل لبنان".

وتابع: "ألم ينطلق مؤتمر الحوار وناقش ما ناقشه في جلساته التسع، وتعب المتحاورون حتى يتفاهموا على بعض العناوين والكلمات، إنني أدعوكم إلى المقارنة بين ما وصل إليه مؤتمر الحوار وبين ما هو في وثيقة التفاهم، وستجدون أن الوثيقة ملأى بنقاط للتفاهم استطاع مؤتمر الحوار بأسره أن يحصل على جزء بسيط منها، فلو نظر القوم إلى وثيقة التفاهم لكان لبنان بألف خير".

وعلى مستوى الحكومة، قال: "فلنكن واضحين، إذ لا يمكن أن ينسب أي حديث عن تقصير للحكومة أنه خرق للميثاق الإعلامي، فالميثاق الإعلامي وضع لوقف الشتائم، لا لتقويض مسار الدولة، وبالتالي، نحن لم نعتد على الشتائم. لذا، اعتبرنا منذ البداية، أنه ينسجم مع رؤيتنا لذلك كان التزامنا به تأكيدا على التزام لطالما اخترناه، بأننا إذا تحدثنا عن الدولة ومجرياتها فإنما نتحدث عن أمر يهم الوطن.

على هذا الأساس، جربت هذه الحكومة حظها لأشهر عديدة وصلت إلى السماء، وتبين أنها ضعيفة عاجزة غير قادرة على أي إنجاز كبير على مستوى الوطن. وليس عيبا أن تقول إنها قاصرة ومقصرة، وليس عيبا أن تكون الظروف أقسى وأصعب من أن تديرها هذه المجموعة، التي تصدت لحكم لبنان، وليس عيبا أن نقول أن الناس يصرخون من الجوع والمعاناة والمحسوبيات وطريقة الإدارة والفساد المستشري والأخطاء التي تراكمت، وأن تعترف بالخطأ فهذه فضيلة. لذلك، يجب أن نبحث عن الحل. لذا، نحن نقترح ترجمة عملية تخلصنا من هذا الواقع الأليم".

وسأل: "ألم تكن السعادة بادية على الجميع في مؤتمر الحوار، الذي جمع أطيافا متعددة في هذا المجتمع وبقيت أطياف أخرى يمكن أن تجتمع في شكل أو بآخر في يوم من الأيام. لذلك، أقول، كرروا صورة مؤتمر الحوار في شكل أوسع، وقوموا بإنجاز حكومة إنقاذ وطني أشيه بحكومة وحدة وطنية لأن الحكومة التي لا يوجد فيها "التيار الوطني الحر" ليست حكومة وطنية. وهذا لا يعني أن نكتفي بفريق من دون آخر، فنحن لا نفكر ولم نفكر أن الحكومة توزيع للجوائز، بل توزيع للمسؤوليات، ما ندعو إليه هو أن نحمل لبنان معا".

ونبه إلى أن "لبنان مفتوح على كل أجهزة المخابرات الإقليمية والدولية، ويبدو أن مناخه الطبيعي مناسب للاصطياف والإشتاء ومناخه السياسي مناسب للمخابرات الدولية والإقليمة، وهذه ميزة من مميزات لبنان، لا أنتقدها ولا أعترض عليها، ولكن على الأقل ألا تكون هذه المخابرات سببا للعب بضعاف النفوس، علينا أن نفهمهم لأن عملهم في لبنان لا يمكن أن يقتس منا. لذا، عندما اكتشفت مخابرات الجيش اللبناني الشبكة الإسرائيلية الخطرة بما عرف بمفاجأة الفجر كان الأمر واضحا حول حجم التدخل الإسرائيلي وتآمره.

لقد أعادت هذه الشبكة إلى الأذهان توجيه البوصلة إلى أن اسرائيل ما زالت الخطر الحالي والمستقبلي، وتريد أرض لبنان ومياهه وشعبه وسياسته، وتريد أن تتدخل في كل مفرداته وأميركا تساعدها. لذا، نقول انتبهوا إذا نسيتم خطر اسرائيل ولم تشروا إليه، فهي قادرة على دخول كل مكان. أما نحن فإننا مصممون على أن نمنع اسرائيل من أن تعبث بأمن لبنان وأرضه، فمقاومتنا قائمة وحاضرة لن تقف في وجهها تلك النظريات التي لا معنى لها، ولا فائدة منها، نحن نؤمن بنظرية واحدة اسمها حماية لبنان، آتونا باستراتيجية دفاعية لحماية لبنان، ونحن نقبل بها، وهذا ما ورد في وثيقة التفاهم قبل الحوار، لكن إذا كانت الاستراتيجية هي أغنية تتحدث عن الحرية فنحن قد تعلمنا أن أغنية الحرية لا صوت لها إلا بالتحرير الميداني".

وعن فلسطين، قال: "نحن أمام تجربة مؤلمة جدا في فلسطين المحتلة، ها هي اسرائيل تقتل الأطفال والشيوخ والنساء، وتقتلع الحرف والنثر، وتقتل المسؤولين والشعب وتحاصر فلسطين بأسرها، وتصنع ما تصنعه مع هذا الشعب الفلسطيني المجاهد، ونحن لا نسمع لا من أميركا ولا من الدول الكبرى موقفا عمليا أو موقفا يواجه هذه الغطرسة الأميركية، فلو جرح أميركي في لبنان لاجتمع مجلس الأمن ليضيف قرارا جديدا إلى القرارات الدولية الصادرة بحق لبنان، والتي بلغ عددها حتى الآن عشرة قرارات، ولو كانت هناك جائزة لعدد القرارات الدولية بين سنة 2004 حتى الآن لكان لبنان حصل على الجائزة الأولى.

هل هذه التجربة في فلسطين تجعلنا نعتمد على أميركا أو مجلس الأمن، هذه تجربة تؤكد لنا أنه إن لم نكن أقوياء وموحدين ومتعاونين فلا يمكننا مواجهة التحديات الخطرة التي تمارسها اسرائيل، كفانا أن يكون لبنان مسرحا للاخرين، نريد لبنان لنا لا مسرحا لغيرنا".

وفي الختام تحدث النائب العماد عون فقال: " منذ شهرين والتيار يجول متواصلاً مع مختلف المناطق اللبنانية، معرّفاً عن نفسه ببعضٍ من أفكاره ونضاله ونشاطاته، وناقلاً معه انفتاحه على الآخرين، ونعني بهم من يختلفون عنه في الرأي السياسي وليس في المعتقد الديني، فالمعتقد الديني بالنسبة إلينا هو علاقة فردية عاموديه بين الله والإنسان بينما الفكر السياسي هو علاقة أفقية بين إنسان وإنسان. ومن هذا المنطلق، فإنّ التيار الوطني يتكون من أفراد مؤمنين بمعتقدات دينية مختلفة ومجمعين على التزام وطني وسياسي واحد مما يسمح لهم بالتمييز الواضح بين الممارسات الدينية والممارسات السياسية متخطين الانتساب الطائفي وبذلك يصبح التيار بمفهومه السياسي جامعاً وطنياًً عابراً للطوائف والمناطق.

ربَّ سائل يقول كيف تعيشون مواطنيتكم هذه وأنتم تمارسون حياة سياسية في مجتمع مذهبي متصارع دائماً وأبدا؟ وكم هي حظوظكم بالنجاح؟ ربما في هذا التساؤل نجد الجواب أيضاً، ودعونا نقول إننا في هذا المجتمع نشكّل المذهب العشرين الذي يؤمن بالمواطنة علاقة سياسية، فنقدّم بذلك نموذجاً جديداً ومشروع مجتمع سياسي جديد. والدعوة مفتوحة للجميع للدخول في هذه التجربة التي تضع حدوداً وأطراً للخطاب السياسي، فتقيه المساس بالانتماء الديني، ويبقى بذلك بعيداً عن الصراع والتنافس. ولكن، من الآن وحتى نصل الى المجتمع الذي نصبو إليه، علينا أن نفهم مكوّنات مجتمعنا؛ إننا نعيش تعددية لها حظوظها ولها مخاطرها، وعلينا أن نعزّز هذه الحظوظ، ونبعد عنها هذه المخاطر.

إن المجتمع التعددي يتميز بالفوارق، ويحمل جميع الخيارات المتناقضة، وفيه الأفضل كما فيه الأسوأ، ولذا علينا أن نكون على قدرٍ عالٍ من الثقافة الديمقراطية، ونحمل في ذواتنا القدرة على العيش بحرية لنحسّن الخيارات ونجمع الفوارق، فنغتني بها، لأن إسقاطها هو إفلاس حتمي وتهديم ذاتي. إن فوارقنا الفكرية والثقافية مهما اختلفت، هي مصدر غنى، لإيجاد حلول لأصعب المشاكل وأكثرها تعقيداً، إذا اقترنت بنهج الحوار والتبادل، ولكنها ستكون حتماً على نقيض ذلك إذا ما اقترنت بنزعة الأحادية في التفكير والسيطرة على الآخر.

وانطلاقاً من ذلك، تتوقف نتيجة العلاقات في المجتمع التعددي سلباً أو إيجاباً على أسلوب التعاطي مع الآخر، وعلى احترامه واحترام حقه بالاختلاف. ومجتمعنا اليوم يعاني من واقع يفتقر الى هذه الثقافة، ويتجلى ذلك في إدارة شؤونه في مختلف مؤسسات النظام القائم، وفي مختلف القطاعات، فهو يشجع على ذهنية التصادم والهدم، ومن الطبيعي أن نشكل اليوم قوة ضاغطة لإزاحة هذه الذهنية واستبدالها بذهنية التفاهم والبناء، فيتحول معها المجتمع الى طاقة انتاجية كبرى، بدل ان يكون طاقة سلبية مهدِّمة. وهذا الهدف ليس سهلاً، لأنه يحارب تقاليد موروثة وبالية تتأصّل في نفوس تتعاطى الشأن العام؛ فسياسة الخلاف تسهّل قيادة الجماهير، فهي تتلاعب بالعواطف وبالغرائز، وتُنسي الأهداف الأساسية المكلفة. وهكذا تؤمَّن استمرارية الأشخاص على حساب الإنجازات الواجبة، ويستمر التخلّف والركود في مستنقعات الإقطاع والتعصب والفساد. وبالإضافة إلى ما نعانيه من إبهام في تحديد الخيارات والأساليب السليمة لتأدية الدور الأساس في تجانس المجتمع وتضامنه في سلّم قيم موحد يسّهل التواصل والتفاهم، هناك نواقص أخرى على مستوى موجبات ممارسة السلطة، يفتقر إليها الكثير ممن يتولون مقاليد الحكم، ففي خطابهم السياسي، وعندما يحددون مفهوم دولة الحقوق، نجدهم يعطونه معنى مغايراً لمعناه الحقيقي.

لذلك، فإن أكثر المتكلمين عن هذه الدولة هم أولئك الذين يتجاوزون جميع الحقوق في قراراتهم. إن تجاوزَ حدود السلطة والقانون، والتعسفَ، وصرفَ النفوذ، أعمالٌ يومية تمر مرور الكرام، وقد أصبحت عادات مألوفة، ولربما غيابها عن مواقع السلطة، وليس وجودها، هو الذي صار يشكل الفضيحة. ونادرة هي الفترات التي مرت علينا، وشعر فيها المواطن المعارض لموقع السلطة أنه في مأمن عن المساس بحقوقه المادية والمعنوية، وما زالت غالبية المواطنين خاضعةً للخوف والحاجة.

إن الحقوق الطبيعية التي لا يحق قانوناً انتزاعها انتُزعت، والحقوق التي لا يمكن قانوناً حجزها احتُجزت، والحقوق التي لا يمكن التنازل عنها هُدرت، ولن نتكلم عن حقوق الملكية في بيروت فعندكم الخبر اليقين. في هذا الجو المقلق الذي لا يبعث على الطمأنينة والاستقرار، يعيش المواطن تفاعلات الحالة الإقليمية والدولية المشحونة بالتوتر والملأى بالانفجارات. قلق داخلي وقلق خارجي، أضف الى ذلك الشح المادي، وتتكون كل عوامل الهجرة وتتضخم صبيحة كل يوم، ونعود الى طوابير الانتظار أمام سفارات بلاد الاستيطان. هذا جزء من هموم يومنا، ونتساءل هل هناك من مسؤولين يعون هذه المشكلة، أم أصبحوا كلهم ماري أنطوانيت؟؟ ونأمل من المسؤولين أن يسمعوا لأن عواقب الإهمال والجشع والتعسف وخيمة جداً.

وأخيراً، يجب أن نذكّر بأن الوحدة الوطنية هي الدرع الواقية للمحافظة على لبنان، أما السلاح فهو للظروف الاستثنائية، ونذكّر من يهمه الدفاع عن لبنان أنّ عليه أنْ يساعد على استقراره ووحدته في ظل مفاهيم ثابتة، تجعل من هذه الوحدة طريقة حياة. إن تحديدنا للثوابت الوطنية وعيشها بمفهوم واحد، يجعل منها نمطاً لحياتنا، يزرع بيننا الاستقرار والوئام، فيحصّن وحدتنا ويجسد معانيها؛ فالاستقلال والسيادة والحرية، ووحدة الأرض، ووحدة الشعب، ووحدة العيش، والدستور، هي قيم الجمهورية اللبنانية، ويجب أن تصان كي تصون الوطن وتحصن نقاط ضعفه وتعطيه المناعة. لدينا عمل كثير لندرك يوم الحصاد، ومسؤولية الإنجاز تقع على هممنا جميعاً عاشت عاصمتنا بيروت عشتم وعاش لبنان

 

 

اجتماع وزاري بسبب عدم اكتمال نصاب جلسة مجلس الوزراء والوزير خليفة عرض لجولة اللجنة الوزارية الى مخيم عين الحلوة

تأكيد تمسك بقرارات مجلس الوزراء المتعلقة بالشأن الفلسطيني وضرورة العمل والقيام بخطوات جدية لتنفيذها

الرئيس السنيورة: سمعت من مسؤول الانروا ان ثمة امكانية لتوفير مبالغ محددة للبدء بتنفيذ عدد من المشاريع في المخيمات

وطنية - 30/6/2006 (سياسة)استعيض عن جلسة مجلس الوزراء الاستثنائية الخاصة ببحث ملف قطاع الكهرباء باجتماع وزاري برئاسة رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة بسبب عدم اكتمال نصاب الجلسة. بعد الاجتماع الوزاري الذي دام نحو ساعتين، تحدث وزير الإعلام الأستاذ غازي العريضي فقال: "عقد دولة رئيس مجلس الوزراء إجتماعا وزاريا اليوم 30/6/2006 حضره عدد من الوزراء، وتمت خلاله مناقشة بعض المواضيع التي كانت موضع متابعة من المجلس.

في بداية الاجتماع، تحدث وزير الصحة الدكتور محمد خليفة عن زيارة وفد اللجنة الوزارية الى مخيم عين الحلوة التي تمت قبل ظهر اليوم فقال: "الزيارة كانت جيدة وايجابية، واستقبالنا في المؤسسات الاجتماعية كان مميزا، والوضع في المخيم سيىء من الناحية الاجتماعية تماما مثل اوضاع المخيمات الاخرى، وقد تفقدنا كل شيء، ولذلك يمكن القول ان ثمة مأساة حقيقية هناك، ومع ذلك اريد ان الفت النظر الى حرص الشعب الفلسطيني على تحصيل التعليم، فالمدارس في المخيمات جيدة جدا، وابناء هذا الشعب مميزون بتصميمهم على العلم والمعرفة والثقافة. كانت تساؤلات كثيرة من قبل ابناء المخيم حول ما يجب ان نفعله بعد الزيارة الاولى وزيارة اليوم، واستطيع القول ان ثمة ورشا بدأت جديا وايجابيا بمساعدة الاونروا بعد الاتصالات التي قامت بها الحكومة. طلبت الى الاخوة الفلسطينيين تنظيم اوضاعهم وتحضير اولوياتهم وتحديد مشاريعهم ونحن من قبلنا سوف نبادر الى اتخاذ عدد من الخطوات الاضافية"، مذكرا بما فعلته وزارة الصحة بالنسبة الى اجراء عمليات قلب مفتوح لعدد من ابناء الاخوة الفلسطينيين في بعض المستشفيات دون ان يتكلفوا شيئا". وابدى الوزير خليفة وعدد من الوزراء الذين كانوا في عداد الوفد الوزاري ارتياحهم الى الزيارة ونتائجها.

وأكد دولة الرئيس انه سمع من مسؤول الاونروا ان ثمة امكانية لتوفير مبالغ محددة للمنظمة للبدء بتنفيذ عدد من المشاريع في المخيمات وسوف نؤكد من خلال دراسة بعض الاجراءات واتخاذ القرارات اننا في اتجاه اتخاذ خطوات حقيقية تجاه اخواننا الفلسطينيين اضافة الى ما قمنا به حتى الآن ضمن الامكانات المتوافرة. وقد ابدى الاخوة الفلسطينيون ارتياحهم الى موقف لبنان المتضامن معهم والداعم لهم في مواجهة الاحتلال الاسرائيلي على ارضهم والمبادر الى الدعوة لعقد جلسة لمجلس الامن لمتابعة التطورات على الارض الفلسطينية بعد الاعتداء الاسرائيلي الارهابي المفتوح ضدهم. وابلغ دولة الرئيس المجتمعين انه قرر الاتصال امس بالسيد سولانا وبالامين العام العام للجامعة العربية واتصل بامين عام الامم المتحدة وسيبقي اتصالاته مفتوحة مع كل من يمكنه ان يلعب دورا في وقف الارهاب الاسرائيلي.

وفي المقابل اكد المجتمعون تمسكهم بمقررات مجلس الوزراء المتعلقة بالشأن الفلسطيني على الساحة اللبنانية من كل النواحي، وضرورة العمل والقيام بخطوات جدية لتنفيذها لتكريس صدقية اصحاب القرار من جهة وبناء ثقة اعمق بين الشقيقين اللبناني والفلسطيني من جهة اخرى على الارض اللبنانية. ثم تداول المجتمعون في بعض الامور المتعلقة باوضاع مؤسسة كهرباء لبنان والخطة الاصلاحية المقدمة من وزارة الطاقة وسوف يتابعون النقاش في الجلسات المقبلة لمجلس الوزراء لاتخاذ القرارات النهائية المناسبة".

جدول نفقات الاستشفاء ووزع جدول صادر عن مجموع ما دفع كنفقات استشفاء وطبابة من تموز 2005 لغاية 23 حزيران 2006، بمليارات الليرات اللبنانية، تضمن ما يأتي: - نفقات معالجة في المستشفيات: من تموز الى كانون الأول 2005: 41,64 مليار ليرة، ومن كانون الثاني الى 23 حزيران 2006: 28,24 مليارا، المجموع: 69,88 مليارا. - نفقات المعالجة في المراكز الطبية المختلفة: عن الفترة الأولى: 1,39، وعن الثانية: 1,30، المجموع: 2,70. - نفقات استشفاء في القطاع الخاص: عن الفترة الأولى: 112,77 مليارا، وعن الثانية 99,30 مليارا، المجموع: 212,07 مليارا. - التحويلات الى المستشفيات الحكومية : عن الفترة الأولى 3,05، وعن الثانية: 9,70، المجموع: 12,75 مليارا. وبلغ مجموع النفقات والتحويلات عن الفترة الأولى من تموز الى كانون الأول 2005: 158,86. وعن الثانية من كانون الثاني الى 23 حزيران 2006: 138,54 مليارا، والمجموع العام: 297,39 مليارا.

ثم رد الوزير العريضي على اسئلة الصحافيين : سئل: لماذا لم تتم مناقشة اوضاع مؤسسة كهرباء لبنان؟ اجاب : "كما تعلمون لم يكتمل النصاب بسبب حالات مرض طارئة اصيب بها بعض الوزراء هذا كل ما في الامر.

 سئل : ليس هناك اي خلاف بين الوزراء بما ان هناك موضوع سلفة تقدر ب 350 مليارا؟ اجاب: لقد قلت امس في جلسة مجلس الوزراء ثمة حملة على الحكومة بأنها تدفع المال للخليوي وللكهرباء, وصدر كلام من قبل بعض السياسيين مسؤولين وغير مسؤولين بأن الدولة لديها المال لتدفع لهذه القطاعات ولا تدفع في قطاعات اخرى, وامس كان يناقش موضوع المحرقة ودفع مستحقات للحكومة الايطالية, كل القرارات التي اتخذت في مجلس الوزراء اخذت بالاجماع وبحضور فخامة رئيس الجمهورية خصوصا في هذه القضايا, وامس كان من الداعين فخامة الرئيس لدفع المستحقات, في ما يخص موضوع الكهرباء, وبالتالي هذا الهجوم العشوائي المكشوف ضد الحكومة في هذه المجالات يطرح الكثير من علامات الاستفهام والتساؤلات, لا وزير الاتصالات يدفع من ماله او بقرار منه او لانه مسؤول عن هذه المسألة, ولا وزير الطاقة الذي هو من فريق سياسي آخر هما في السياسة مختلفان, يدفع من ماله او بقرار ذاتي منه او لانه شخصيا او الحزب الذي يمثل هو المسؤول عن هذه المشكلة. القضية نفسها بالنسبة للمحرقة وقطاعات اخرى, هذه الحكومة موجودة امام كم من المشاكل, هل تتنكر لهذه المشاكل ام ان الحكم استمرار ويجب ان نعالج المشاكل مع الخارج وان تقوم بما هو مطلوب منها لاثبات صدقيتها, وايضا ان تعالج المشاكل في الداخل وتقوم بما هو مطلوب منها لتأكيد قيامها بواجبها تجاه المواطنين اللبنانيين , لذلك في هذه المجالات ليس ثمة اي امكانية لاي شخص مهما علا شأنه ومهما كان انتماؤه السياسي لتوجيه مثل هذه السهام او الدخول في هذه العملية العشوائية ضد الحكومة اللبنانية تحت عنوان انفاق المال, ليس ثمة قرار سياسي ذاتي, لا قرار اكثرية ولا قرار اقلية ولا قرار رئيس حكومة ولا قرار بعض الوزراء منفردين, هو قرار مجلس الوزراء مجتمعا, يجب ان ننتبه الى هذه المسألة وبالتالي لا خلاف على هذا الموضوع لتسيير مؤسسات الدولة والعمل فيها. النقاش لم يتوسع اليوم لانه اذا كنت في الطريق الى اتخاذ قرار فليس ثمة بساط, وبالتالي لا امكانية لاتخاذ قرار, كانت مناقشة عامة لافكار مطروحة في هذه الخطة وضعنا دولة الرئيس في اجواء الاجتماعات التي عقدت بينه وبين معالي وزير الطاقة والتي في نتيجتها اكتملت. بعض الاقترحات سوف تناقش في جلسة لاحقة لاتخاذ القرارات اللازمة في شأنها.

سئل : ما ردك على كلام النائب ميشال عون حول مصاريف سفر رئيس الحكومة؟ اجاب : ربما تحدثت مع بعض الزملاء الصحافيين امس او اول من امس حول هذا الموضوع, وقلت في الحقيقة انا احترم العماد عون على جرأته في متابعة كل القضايا , واثارة كل الامور خصوصا ما يتعلق منها بالناس وامورهم, ولكن ما اتمناه على الجميع وليس على العماد عون فقط, وانا ابدأ بنفسي, اننا عندما نريد مقاربة اي موضوع ان نطلع على المستندات وعلى الحقائق والوقائع ونبادر الى طرح السؤال, وانا مع طرح كل التساؤلات وكل الاسئلة والمساءلة لكل وزير في وزارته بدءا من وزير الاعلام , فليسأل كل وزير ما يفعل في وزارته , لكن ان تطلق النار في شكل عام على الحكومة وفي شكل عشوائي وثمة وزراء لا ينفقون, اذا سافروا ليس على حساب الدولة الا مرة او مرتين ممكن , حتى في مكاتبهم لا ينفقون على حساب الدولة, وهذا امر موجود, ان تطلق هذه النار العشوائية بهذا الشكل وان يحاول البعض, ولا اتحدث هنا فقط عن العماد عون لان ثمة من يطلق تصريحات يومية بدون اي رقابة او اي مسؤولية, هؤلاء لا يهمهم الا السرقة والهدر, مع احترامي وتقديري لمن يتحدث, الموجودون في الحكومة عموما شرفاء واذا اخطا اي شخص منهم انا ابدأ بنفسي فلنحاسب, ولكن ليس بمثل هذه الطريقة يمكن تناول الامور.

ثانيا اين هو الهدر , يتحدثون عن هدر وعن انفاق, في المجالات التي اشرت اليها الان هذه هي الاجوبة التي اعطيناها والقرارات بالاجماع اخذت , فلماذا نطلق النار على رئيس حكومة او على اكثرية او على وزير او على فريق او على ربع حكومة او على ثلث حكومة. هذه القرارات واضحة وانا مع الذهاب الى النهاية في مراقبة اي انفاق في الحكومة , بدءا من وزير الاعلام.

نقطة ثانية اثارة مسألة السفر مع رئيس الحكومة, رئيس الحكومة يسافر تماما كما كان يسافر الرئيس الشهيد رفيق الحريري . مصاريف الطائرة والذين يذهبون مع دولة الرئيس ليست من خزينة الدولة اللبنانية. المسألة الثانية كررتها منذ ايام عندما ذكرت بسفر رئيس الجمهورية الى شرم الشيخ مع 74 شخصا.

الذين يهتمون بالانفاق ويتناولون الرحلات والسفر, لماذا لم يتوقفوا عند وفد طويل عريض طنان رنان مع 74 شخصا مع فخامة الرئيس الى مؤتمر غير رسمي, عمليا وجهت فيه الدعوات الى شخصيات سياسية مختلفة . قيل ان كثرة العدد بالنسبة للضباط مسألة امنية.اكتشفنا ان الضباط , قلت هذا الكلام ولم يتوقف عنده احد عندما ذهبوا للقيام بعمليات مساج وتدليك في الغرف على حساب الخارجية اللبنانية.

يتنعمون على حساب الدولة اللبنانية ويترفهون على حساب الدولة اللبنانية, العنوان امني, لكن المضمون راحة واستقرار وهدوء واستجمام على حساب الدولة, ويأتون لاعطاء الدروس في الانفاق, وفي ادارة المؤسسات تحت شعار دولة القانون والمؤسسات وعدم الهدر.

لا احد يعطي الدروس لاحد وهو يمارس بهذه الطريقة , فليتحمل كل شخص مسؤوليته, وعندما تثار قضايا يجب ان لا نجتزأ ما نراه مناسبا وان نختار خطأ عند شخص ونترك خطايا عن شخص آخر. ولا اتحدث عن شخص محدد . واعود لاقول ابدأوا بوزير الاعلام. وسئل اذا ما كان لديه اثباتات على ذلك، فقال: "اذا كانوا لا يملكون اثباتات فليتفضلوا بالنفي من جهة، ومن جهة اخرى لانهم لا يستطيعون النفي، لانني واثق جدا مما اقول واعرف اين هي الفواتير والى من ارسلت، على الاقل اذا كانوا منزعجين من هذا الامر فليوقفوا السفر وهذه الممارسات. انا مع المحاسبة ومع فتح هذا الملف والسير به حتى النهاية.

اذا اراد احد ان يخفي فاتورة وانا مطلع عليها بالتفاصيل فهذا يحدث ويفعلون اكثر من ذلك، لكن عليهم ان يوقفوا السفر بهذه الطريقة، وان يوقفوا التدليك في الخارج على حسابنا، يكفي الذي دلكوا البلد فيه".

وسئل: هذا الكلام اليس خرقا لميثاق الشرف؟ اجاب: لا، ليس خرقا، لقد سألوني سؤالا واجاوب عليه.

ان مسؤوليتي كوزير طرحتها، وانا اتكلم امامكم، واطرحها امام كل الناس، واؤكد عليها، هناك مؤسسات واجهزة، انا اطرح هذا الموضوع فليتفضلوا ويتابعوه داخل الحكومة وخارجها،اذا كان هناك تقصير من الحكومة ليس معنى ذلك ان الذي خارج الحكومة يختار الموضوع الذي يريده، وينسى المواضيع الاخرى. مهما كان هذا الشخص، انا اتحدث عن نفسي ولذلك اتمنى تناول هذه الامور ان يحصل بطريقة مدروسة وعلمية من جهة، ومن جهة اخرى اتمنى ان لا يحصل اي شيء على مستوى هذه الممارسات، وهذا ليس هو الموضوع الذي اثيره، وانا لا اقول كلاما هنا مخالفا لكلام اقوله في مجلس الوزراء، في كل جلسة من جلسات مجلس الوزراء تطرح فيها قضية من هذا النوع لي رأي واحد، ولا استهدف احدا.

وسئل: لماذا لا يسير احد معك؟ اجاب: "تستطيع ان تسأل هذا السؤال للآخرين، انا علي ان اكون منسجما مع نفسي ومتابع لكل المواضيع ولا اساير احدا في هذا الشأن، اناارى هكذا واجباتي ومسؤوليتي وكل شخص يتحمل مسؤولية موقفه، من يقدم ومن يحجم هذا يعود الى الشخص الذي يقدم او يحجم .

اما بالنسبة لي عندما يطرح موضوع فاحتراما لنفسي ولطاولة مجلس الوزراء وللقرار ولما سأقوله امام اللبنانيين سواء كنت وزيرا ام غير وزير، علي ان اضع الموقف الواحد باستمرار".

وسئل: هل تم تحديد موعد لمجلس الوزراء للبحث في موضوع الكهرباء؟ اجاب: الاسبوع المقبل كالعادة، هناك بعض الامور من خطة الكهرباء ستطرح الاسبوع المقبل لانها طارئة بمعنى يجب الاستفادة من الوقت لانه في فترة آب كل اوروبا تقريبا تقفل فيها المؤسسات وهناك بعض الامور يجب متابعتها، وامور اخرى تناقش في جلسة اخرى لموضوع الكهرباء".

 

السيد نصرالله :الضغوط التي تمارس على المقاومة الفلسطينية لاطلاق الجندي الاسرائيلي دون مقابل سيغلق الباب امام اطلاق 10الاف اسير فلسطيني

وطنية 30/6/2006(سياسة)حذّر الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله من الضغوط التي تمارس على المقاومة الفلسطينية لإطلاق الجندي الإسرائيلي الأسير دون مقابل لأنّ ذلك سيغلق الباب أمام إطلاق عشرة آلاف أسير عند العدو. كلام السيد نصر الله جاء في الإحتفال المركزي الذي أقيم بعد ظهر اليوم لمناسبة افتتاح الأنشطة الصيفية وتحدث فيه معاون رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله الدكتور بلال نعيم مستعرضا سير العمل في النشاطات الصيفية خلال الأعوام الماضية.

وركز السيد نصر الله في كلمته على دور هذه المخيمات التثقيفي والترفيهي، داعيا إلى الإهتمام بالجانب التربوي. وفي الشأن الفلسطيني استغرب السيد نصرالله كيف أنّ عشرة آلاف فلسطيني معتقل لا حق لهم بالدفاع عن أنفسهم في حين أن جندي إسرائيلي يؤسر يتيح لإسرائيل الحق بالدفاع عن نفسها.

وقال: "الفلسطيني من أجل أنّ يحرر عشرة آلاف معتقل لا يحق له مهاجمة هدف عسكري ويُعْتَبَر هذا العمل إرهابيا في نظر الإدارة الأمريكية، بينما من أجل أن تتمكن حكومة العدو من تحرير الجندي الأسير يحق لها أن تدافع عن نفسها بأن تحاصر أكثر من مليون إنسان في دائرة ضيقة وأن تقصف محطات الكهرباء وتدمر الجسور وتقصف المؤسسات التربوية وأن تقتل المدنيين وأن تجوعهم وترعبهم، وحتى أن تقرر وتخطط لاجتياح قطاع غزة بكامله، هذا مسموح عند الأمريكيين".

أضاف : أسر المجاهدون في فلسطين جندياً إسرائيلياً فقامت حكومة العدو باختطاف نواب منتخبين ووزراء أعطوا الثقة من نواب منتخبين في عملية ديموقراطية، وسأل : أين حماة الديموقراطية وحماة حقوق الإنسان؟ وقال : الإدارة الأمريكية هنا لا تقف على الحياد ولو وقفت على الحياد "كان نص مصيبة"، ولو تعاطت بتوازن بين الجلاد والضحية "كان نص مصيبة"، ولكن هنا الإدارة الأمريكية تقف مع الجلاد لتكون شريكاً معه في الحصار والقصف والقتل والتجويع والإرهاب اليومي للشعب الفلسطيني ولكل المنطقة. تابع : يوجد جدل وهو هل يستحق أسر جندي إسرائيلي أن يتحمل كل الشعب الفلسطيني كل هذه المعاناة؟ ويأتي البعض ليسفه هذا العمل أو ليقلل من أهميته أو ليضعه في خانة الأخطاء الخطيرة والكبيرة التي ارتكبتها المقاومة في فلسطين، أبدا.

المسألة ليست مسألة جندي إسرائيلي أُسِرْ حتى نناقش من هذه الزاوية، المسألة في الحقيقة عشرة آلاف معتقل في السجون الإسرائيلية ذنبهم الوحيد أنهم طلاب حرية وطلاب استقلال وطلاب سيادة وطلاب تحرير أرض وطلاب كرامة، هؤلاء الآلاف من المعتقلين في السجون الإسرائيلية هم قضية إنسانية وجهادية ووطنية وقومية بحق وبالتالي المسألة ليست مسألة جندي إسرائيلي، المسألة مسألة عشرة آلاف سجين وأسير ومعتقل في سجون الإحتلال يعيشون ظروف قاسية وصعبة، في سجون الإحتلال يوجد نساء ويوجد أطفال صغار، والعالم كله يسكت والعالم العربي يسوده الهدوء والسكون ويسيطر على قلوب الكثيرين منه الخوف والذل، مؤكدا أنّه في نهاية المطاف لا يوجد طريق ووسيلة لتحريرآلاف المعتقلين في السجون الإسرائيلية إلاّ هذه الوسيلة وإلاّ هذا الطريق.

 وقال: "يقول الإسرائيليون الآن: لا نستطيع أن نسلم بمبدأ التفاوض لتبادل الأسرى، وهل بدأتم الآن! "طول عمركن مسلمين بهذا المبدأ"، واليوم في الحقيقة ثبات المقاومة الفلسطينية على موقفها ونحن نستوعب ونتفهم ونعرف حجم الضغوط الخارجية والداخلية التي تواجهها هذه المقاومة وتتعرض لها المقاومة في فلسطين، نحن نضم صوتنا إلى صوتهم وموقفنا إلى موقفهم ونقول نعم الأمر يستحق هذا المستوى من التضحية والمواجهة والثبات لأنّ القضية قضية مبدأ وقضية عشرة آلاف معتقل ولأنها قضية من يمكن أن يعتقل في المستقبل أيضا. ما يجري الآن هو مفصلي وليس حادثا عابرا وليس أمرا سياسيا عاديا، هو مفصل تاريخي، إمّا أن يثبت هذه المنهجية في قضية الأسرى والمعتقلين وإمّا أن يؤسس لمنهجية مختلفة".

وحذّر الدول والحكومات والأطراف والقيادات السياسية التي تضغط على المقاومة الفلسطينية لإطلاق سراح هذا الجندي الإسرائيلي بلا مقابل لأنّ نتيجة هذا الضغط لو أدّت إلى إطلاق سراحه يعني فشل العملية، والمسألة لن تقتصر على فشل العملية وإنّما هذه المسألة ستشجع قيادة العدو على اتّباع منهجية مختلفة مع مسائل الأسر والأسرى والمعتقلين وبالتالي تسد الأبواب نهائيا على العشرة آلاف معتقل في سجون العدو.