المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم الاثنين 10/7/2006

هاءَنذا أُرسِلُكم كالخِرافِ بَينَ الذِّئاب

فكونوا كالحَيَّاتِ حاذِقين وكالحَمامِ ساذِجين.

 

بيان للبنانيين في أميركا يؤيد صفير ويعكس خلافات 

GMT 19:00:00 2006 الأحد 9 يوليو

http://www.elaph.com/ElaphWeb/Politics/2006/7/161535.htm

 إيلي الحاج

 عونيون سابقاً ضد الجنرال وظهور تيار إصلاحي في "القوات"

بيان للبنانيين في أميركا يؤيد صفير ويعكس خلافات

الياس يوسف من بيروت: أصدرت مجموعة من النوادي والتجمعات الإغترابية اللبنانية في الولايات المتحدة الأميركية وكندا وأميركا اللاتينية بياناً مشتركاً اليوم أعلنت فيه تأييدها لمواقف البطريرك الماروني نصرالله صفير من سلاح "حزب الله" والسلاح الفلسطيني في لبنان ومن الدور السوري في الأحداث اللبنانية . علماً أن البطريرك يقوم حالياً بزيارة يتفقد فيها الجالية وأبناء رعيته في الولايات المتحدة حيث من المرجح أن يلتقي الرئيس جورج بوش وكبار مساعديه. واللافت في هذا البيان أن بعض الموقعين عليه كانوا يُعدون من أبرز مؤيدي زعيم "التيار الوطني الحر" الجنرال ميشال عون، ولا سيما منهم الدكتور جوزف حتي الذي كتب الخطاب الذي ألقاه الجنرال عون في الكونغرس الأميركي قبل عودته إلى لبنان، وكان إلى جانبه في تلك الجلسة، وكذلك الياس بجاني المسؤول عن "التيار العوني" في كندا.

وكانت غالبية التنظيمات والأندية الدائرة في فلك "التيار الوطني الحر" في الولايات المتحدة وكندا وأميركا الجنوبية قد انفصلت عنه منذ أسابيع بسبب خلاف نشأ عن التحالف الموضوعي بين الجنرال و"حزب الله". كما يلفت إلى أن بين موقعي البيان حنا عتيق الأمين العام ل"المجلس السياسي للقوات اللبنانية" سابقاً الذي وقع للمرة الأولى باسم "التيار الإصلاحي في القوات اللبنانية"، في حين أن ممثلي حزب "القوات اللبنانية" الذي يترأسه الدكتور سمير جعجع ليسوا بين موقعي البيان.

البيان والتواقيع

وهنا نصه: "نحن الناشطين في بلاد الانتشار المدونة أسماؤنا في أسفل هذا البيان ونيابة عن النوادي والتجمعات اللبنانية الاغترابية التي نمثل، نعلن بقوة وإيمان وفرح دعمنا وتأييدنا المطلقين والكاملين للمواقف الوطنية والقانونية والقيمية الصريحة التي أدلى بها غبطة أبينا البطريرك مار نصرالله بطرس صفير من الولايات المتحدة، والتي تناولت موقف الكنيسة من "حزب الله" وسلاحه ومن القرارات الدولية وحقيقة استمرار وجود الاستخبارات السورية في لبنان ودور حلفاء النظام السوري عندنا. إنها مواقف تنشد المساواة والندية بين جميع الشرائح التي يتكون منها المجتمع اللبناني وهي تؤكد ضرورة أن يكون لبنان سيد نفسه، غير خاضع إلى أي قوة خارجية أجنبية كانت أم عربية، وذلك حرصاً على كيانه المميز ودستوره العصري وعلى نظامه الديمقراطي الحر التوافقي والتعايشي وعلى علاقاته الطيبة مع الدول القريبة والبعيدة.

نشكر غبطته على تسميته الأشياء بأسمائها، راجين أن يحذو حذوه كل الخيرين من قيادات وسياسيي ومراجع وطننا الأم الحبيب . وفي المناسبة نذكر بالحقائق التالية: إن حرية واستقلال وأمن وسلامة لبنان مرتبطة بوحدة أبنائه مسيحيين ومسلمين وبولائهم المطلق له هوية وكياناً، مصيراً ومساراً، وبمشاركتهم الفاعلة وعن قناعة في صونه، وفي مهام بنيانه مع كل ما يتطلب ذلك من مساواة وعدل واحترام لحقوق شرائحه المتعددة الحضارات والإثنيات.

إن بكركي التي أعطيت مجد لبنان، والتي عبر عن مواقفها غبطة أبينا البطريرك، لا تبتغي سوى مصلحة الوطن العليا والخير العام لكل اللبنانيين مسلمين ومسيحيين، وذلك انطلاقاً من ثوابتها التاريخية والمبادئ الأخلاقية بعيداً عن أي مصالح فردية أو فئوية. إن بقاء سلاح "حزب الله" وكما أشار غبطته لا يمكن أن يقبله احد لأن جميع الشرائح التي يتكون منها المجتمع اللبناني يجب أن تكون متساوية أمام القانون، وذلك عملاً بالدستور الذي جاء في مقدمته، أن "لبنان وطن سيد حر مستقل، وطن نهائي لجميع أبنائه، واحد أرضاً وشعباً ومؤسسات في حدوده المنصوص عنها في هذا الدستور والمعترف بها دولياً"، "لبنان جمهورية ديمقراطية برلمانية، تقوم على احترام الحريات العامة وفي طليعتها حرية الرأي والمعتقد، وعلى العدالة الاجتماعية والمساواة في الحقوق والواجبات بين جميع المواطنين دون تمايز أو تفضيل". 

فعندما يكون حزب من إحدى الشرائح التسع عشرة مسلحاً وأحزاب باقي الشرائح الأخرى غير مسلحة لن تكون هناك مساواة ولا اطمئنان ولا قيام للدولة الواحدة الموحدة، خصوصاً وأن ارتباط حزب الله الأصولي والمذهبي هذا بكل من سوريا وإيران هو عقائدي، عسكري، تمويلي واستراتيجي بامتياز. إن أي قرار لبناني رسمي يتناول السلاح الفلسطيني يجب أن يصب في مسعى واحد، وهو جمع كل هذا السلاح من داخل المخيمات الثلاثة عشر ومن خارجها على حد سواء، وبسط سلطة الدولة وقوانينها على كل الفلسطينيين وغير اللبنانيين المقيمين على الأراضي اللبنانية.

إن الكلام على أي إستراتجية دفاعية خارج إطار الدولة ومؤسساتها ذات الشأن والاختصاص هو ضرب وهدم لوحدة البلد وتهديد لكيانه ونقض للمبدأ المكرس في مقدمة الدستور: "لا شرعية لأي سلطة تناقض ميثاق العيش المشترك"، وهل مسألة العيش المشترك جدية أم هي دواء مسكِّن عند البعض المقتنع بمأثور" تمسكن حتى تتمكِّن"؟ ويبقى السؤال برسم الجواب. إن لا خلاص للبنان من المحنة الغارق في أوحالها منذ سنة 1975، ولا عودة لسلطة الدولة اللبنانية على كامل أراضيها وبوساطة قواها العسكرية الذاتية، ولا نجاح لترسيم الحدود مع النظام السوري وإقامة علاقات دبلوماسية طبيعية معه، إلا بالتزام مقررات الشرعية الدولية والتقيد الكامل والتزام بتنفيذ القرار الدولي 1559 وباقي القرارات التي تلته".

موقعو البيان :

*حنا العتيق/التيار الإصلاحي في القوات اللبنانيةLFRM

*الدكتور جوزف حتي/منظمة أميركيو نيو إنغلاند من أجل لبنان NEAL

*الكولونيل شربل بركات/الجامعة اللبنانية الثقافية في كندا   WLCU-Canada

*الياس بجاني/المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC

*عاطف حرب/ الإتحاد الماروني الأميركي  WMU-USA

*جون حجار/المجلس الوطني لثورة الأرز WCRC

*كابي جالو/التنظيم الأرامي الديموقراطي  ArDO

*شبل الزغبي/تجمع مقاتلي القوات اللبنانية السابقين في بلاد الاغترابLFVF

* كميل بحرصافي/الاتحاد اللبناني الكندي لحقوق الإنسانCLHRF

*وليد حداد /النادي الكندي الفينيقي CPCSC

*خليل كعيكاتي/نادي ماسيسوكا الفينيقيPCOM 

*روني ضومط/صوماك/منظمة التضامن مع مسيحيي الشرق الأوسط SOMEC

*شربل الياس/النادي الكندي اللبناني المسيحي للتراث CLCHC

*جورج شعيا/مكتب الإعلام لأميركا الاسبانية في الجامعة اللبنانية الثقافيةWMU

*جورج دياب/الرابطة المارونية في الأراضي المقدسةMUHL

*أنور وازن/التجمع اللبناني المسيحي الديمقراطي (بروكسيل)

*جولي بوعراج/عن العاملين في موقع "اللبنانيون في إسرائيل" ( أفراد عائلات ميليشيا "الجيش الجنوبي" الذين فروا إثر الإنسحاب الإسرائيلي عام 2000

*مارلين أبو رعد/جمعية من اجل الجالية اللبنانية.

 

مكتب الرئيس بري :انعقاد المجلس الدستوري منوط به دون غيره

وطنية - 9/7/2006 (سياسة) رد مكتب رئيس مجلس النواب نبيه بري على ما يطالب به الأمير طلال إرسلان, لجهة دعوة المجلس الدستوري للانعقاد, بطلب من الرئيس بري , بالتوضيح الآتي: هل يحق لرئيس مجلس النواب دعوة مجلس القضاء الأعلى للانعقاد, او دعوة أي مؤسسة أخرى, قضائية كانت أم تنفيذية, حتى يحق له دعوة المجلس الدستوري. يعلم الأمير طلال إرسلان أن دولة الرئيس بري, غير مختص وأن فعل لكان موضع إنتقاد, ولعل الأمير طلال أرسلان يكون أول المنتقدين, لذا فإن انعقاد المجلس الدستوري أو عدمه أمر منوط بالمجلس, ولا يتعداه لأي سلطة أخرى. لذا اقتضى التوضيح.

 

تشييع الرئيس الراحل الياس الهراوي في مأتم وطني مهيب

وطنية- 9/7/2006(سياسة) شيع لبنان في مأتم وطني مهيب الرئيس الراحل المغفور له الياس الهراوي رئيس الجمهورية السابق، واحتفل بالصلاة لراحة نفسه الساعة الثانية عشرة والنصف من ظهر اليوم في كنيسة مار جرجس المارونية في بيروت، وتقدم الحضور رئيس الجمهورية العماد اميل لحود وعقيلته ، رئيس مجلس النواب نبيه بري وعقيلته، رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة وعقيلته، نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الوطني الياس المر، الرؤساء: حسين الحسيني، امين الحافظ ، رشيد الصلح، سليم الحص، عمر كرامي ونجيب ميقاتي، النائب سليم عون ممثلا الرئيس العماد ميشال عون .

وحضر ايضا الوزراء السادة: فوزي صلوخ، خالد قباني، نعمة طعمة، شارل رزق ، احمد فتفت، طارق متري، ميشال فرعون، محمد الصفدي، مروان حمادة، جهاد ازعور، جان اوغاسبيان . والنواب السادة: ايلي سكاف، الياس عطا الله، روبير غانم، عاطف مجدلاني، رياض رحال ، آغوب بقرادونيان، عبد اللطيف الزين، غازي اليوسف ، بسام الشاب، جورج قصارجي، بيار سرحال، غسان مخيبر، جيلبير زوين، نادر سكر، محمد الحجار، بطرس حرب، محمد رعد، علي عمار، بهية الحريري، يغيا جرجيان، علي عسيران، محمد قباني، قاسم عبد العزيز ، بيار دكاش، سمير عازار، نبيل البستاني، سليم عون، فؤاد السعد، هنري حلو ، عاصم عراجي، غسان تويني، ميشال المر، صولانج الجميل ونقولا فتوش.

 وحضر وزير الدولة عضو مجلس الوزراء السعودي عبد الله زينل علي رضا ممثلا خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود ، وزير شؤون الرئاسة السورية حسين اللحام ممثلا الرئيس السوري الدكتور بشار الاسد، السفير المصري في لبنان حسين ضرار ممثلا الرئيس المصري محمد حسني مبارك، السفير الفرنسي في لبنان برنار ايمييه ممثلا الرئيس الفرنسي جاك شيراك.

وحضر ايضا وزراء ونواب سابقون .

كما حضر سفراء الدول العربية والاجنبية المعتمدين في لبنان واعضاء السلك القنصلي وممثلو المنظمات الدولية المعتمدين في لبنان، قائد الجيش العماد ميشال سليمان مع وفد من كبار ضباط القيادة، مدير عام قوى الامن الداخلي اللواء اشرف ريفي مع وفد من كبار ضباط المديرية ، مدير عام امن الدولة العميد الياس كعيكاتي وكبار ضباط الامن العام وامن الدولة والامن الداخلي.

كما حضر رئيس مجلس القضاء الاعلى القاضي انطوان خير ، مدعي عام التمييز القاضي سعيد ميرزا. وحضر ايضا نقيب الصحافة محمد البعلبكي واعضاء مجلس النقابة , نقيب المحررين ملحم كرم واعضاء مجلس النقابة، الامين العام للمجلس الاعلى اللبناني - السوري نصري خوري، والمحافظون والمدراء العامون، ورؤساء المجالس البلدية للعاصمة والمناطق، وممثلو المؤسسات والجمعيات الاجتماعية والثقافية والاعلامية والاهلية والنقابية وحشد من المواطنين.

ونقل جثمان الراحل الكبير من منزله في بعبدا عند الساعة التاسعة والنصف صباحا وادت التحية سرية من قوى الامن الداخلي، وواكبت قوى الامن الداخلي الجثمان حتى كنيسة مار مارون في الجميزة، حيث وضع النعش ملفوفا بالعلم اللبناني في سيارة اسعاف تابعة للجيش اللبناني، وعند وصول الجثمان الى الكنيسة في الجميزة ادت له التحية سرية من قوى الامن الداخلي، وكان في استقباله المونسينيور الياس الفغالي ولفيف من الكهنة ومشى امام النعش في طريقه الى داخل الكنيسة مطران زحلة منصور حبيقة وعدد من الكهنة مرددين التراتيل الدينية ومشى خلف النعش عائلة الفقيد السيدة منى الهراوي وابناؤه واوقرباؤه والمحبين وسجي النعش داخل الكنيسة محاطا باربعة ضباط من الجيش اللبناني وقوى الامن الداخلي، وتلا المطران حبيقة الصلاة، بعدها انتقلت عائلة الراحل تتقدمهم السيدة الهراوي الى صالون الكنيسة وتقبلت التعازي وافراد العائلة والى جانبهم النائب ايلي سكاف من كبار الشخصيات الرسمية والشعبية الذين توافدوا الى الكنيسة لالقاء النظرة الاخيرة على جثمان الرئيس الراحل .

وعند الساعة الحادية عشرة والنصف انتهى وصول جميع الرسميين ، وعند الساعة الحادية عشرة وخمس واربعين دقيقة وصل نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الوطني الياس المر تلاه نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري، وعند الساعة الحادية عشرة وخمس وخمسين دقيقة وصل رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة وادت له التحية سرية من قوى الامن الداخلي ، تلاه رئيس مجلس النواب نبيه بري وادت له التحية ايضا سرية من قوى الامن الداخلي، وعند الساعة الثانية عشرة وخمس دقائق وصل رئيس الجمهورية العماد اميل لحود فعزفت الموسيقى وادت له التحية سرية من قوى الامن الداخلي وتوجه الى داخل الكنيسة والقى النظرة الاخيرة على الجثمان ثم تليت الصلاة , ورفع بعدها الجثمان من كنيسة مار مارون بعد القاء نظرة الوداع الاخيرة عليه وقد ادت التحية سرية من قوى الامن الداخلي.

ثم وضع النعش على عربة مدفع، وتحرك موكب التشييع من كنيسة مار مارون الى كاتدرائية مار جرجس في بيروت، وتقدم الموكب، الدراجات النارية ، موسيقى الجيش ، حملة الاكاليل ، حملة الاوسمة ، رجال الدين المسيحيين على رأسهم المطران بولس مطر ممثلا البطريرك الماروني الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير، ولف النعش بالعلم اللبناني تحيط به سيارتان من الشرطة العسكرية ورئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب ورئيس مجلس الوزراء، آل الفقيد، الرؤساء السابقون للبرلمان والحكومة، نائب رئيس مجلس النواب ، نائب رئيس مجلس الوزراء، الوزراء، النواب وسائر المشيعين، وأمنت سريتين من الجيش المواكبة للمأتم من كنيسة مار مارون حتى كاتدرائية مار جرجس المارونية، وامنت المديرية العامة لقوى الامن الداخلي السير.

ولدى وصول الموكب الى كاترائية مار جرجس ، ادت التحية كتيبة من الجيش اللبناني وعزفت موسيقى الجيش وادخل الجثمان الى داخل الكنيسة.

وترأس الصلاة لراحة نفس الراحل الكبير راعي ابرشية بيروت المارونية المطران بولس مطر ممثلا البطريرك الماروني الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير الموجود خارج البلاد وعاونه لفيف من المطارنة بحضور بطريرك السريان الارثوذكس زكا الاول عيواص ,المطران الياس عودة ممثلا البطريرك هزيم، والمطارنة: فرنسيس البيسري، منصور حبيقة، يوسف درغام، الياس نصار، بطرس الجميل، طانيوس الخوري، جوج خضر، سليم غزال، كيغام ختشاريان ، يوسف كلاس، مارون صادر، الياس نجم ، جورج ابو صابر، سمير مظلوم، بولس سعادة، يوحنا حداد، جورج صليبا ، اثناسيوس افرام، الرئيس العام للرهبنة الانطونيية الاباتي بولس تنوري ، الرئيس العام للرهبنة الشويرية الارشمندريت بولس نزهة وآباء وكهنة ورجال دين .

وتلا المونسينيور يوسف طوق الرقيم البطريركي نيابة عن الكاردينال صفير وجاء فيه: البركة الرسولية تشمل ابناءها الاعزاء : منى ارملة المرحوم الرئيس الياس خليل الهراوي، رئيس الجمهورية اللبناني السابق وابناءه وابنتيه, وابناء المرحومين شقيقيه, والمرحومات شقيقاته وسائر ذويهم وانسبائهم في لبنان والمهجر المحترمين طوى الثمانين وذهب الى حيث يذهب كل حي، وهي سنوات ملأها نشاطا وعملا وطنيا تدرج معه حتى وصل الى اعلى مراتب الدولة، وهو رئاسة الجمهورية اللبنانية وكان قد اهب نفسه لهذا المنصب الرفيع بما تولاه من مهمات وطنية منها عضوية بلدية زحلة ونيابة رئاسة غرفة التجارة والصناعة والزراعة في محافظة البقاع ورئاسات تعاونيات الزراعة في لبنان، وقد كان سباقا في مجال الصناعة الزراعية بتشييده مصنعا لتخفيف الخضار وانتخب منذ سنة 1972 نائبا عن دائرة زحلة خلفا للمرحومين شقيقيه جورج وجوزف وكان رئيسا للجنة الزراعة وعضوا في لجنة الموازنة والمال البرلمانية. وتراس الوفد اللبناني الى مؤتمر الغذاء العالمي المنعقد في روما سنة 1974 والى منظمة الاغذية الزراعية وكان له دور هام في انتخاب مدير عام هذه المنظمة الدكتور ادوار صوما وكان وزيرا للاشغال على مدى سنتين وترشح لرئاسة الجمهورية مرة اولى لكن الحظ حالف اولا منافسه المرحوم الرئيس رينيه معوض الذي لم يلبث ان اصبح شهيد الوطن، ثم خلفه الفقيد في ظروف مأساوية يوم كان الوطن متفكك الاوصال ينتظر من يجمع ابناءه واجزاءه وقد غامر الفقيد بحياته واخذ على عاتقه هذه المهمة فيما كان الاغتيال يتهدده كما تهدد سلفه واودى بحياته. كان هاجسه توحيد الوطن والدولة فاعاد توحيد الجيش اللبناني بعد حل الميليشيات واشرك الجميع في السلطة واتخذ لذلك قررات مصيرية مؤلمة واوقف الحرب واخرج اللبنانيين من الملاجىء بما عرف به من مرونة في التعاطي ولياقة في معالجة الامور الشائكة وصراحة في قول ما يريد قوله دونما مواربة وكان ابان رئاسته يحرص على علاقاته بالصرح البطريركي الماروني على الرغم من اختلاف النظرة الى بعض الامور السائدة. واعتزل الرئاسة وظل على علاقاته ببكركي وهي علاقة مودة واحترام وبذل ما بوسعه للمساعدة على قيام المطرانية المارونية في بلدته زحلة، فكان حريصا على ذلك حرصه على شأن له خاص به , وقد جمع في هذا السبيل من المال ما امن مواصلة العمل حتى نهايته فتكلل ببناء كنيسة مار مارون الى جانب دار المطرانية,. وحضن عائلته وابناءه وابنتيه واتخذ من صهره خير معاون له فاولاه وزارة الخارجية طوال مدة رئاسته.

واستعد لملاقاة وجه ربه بما تحمل من الام المرض الذي الم به وذهب اليه تعالى ليبقى ذكره خالدا في تاريخ لبنان وفي حقبة من اصعب حقباته راجيا ان ينال منه تعالى جزاء المؤمنين المجاهدين الصابرين. وعلى هذا الامل واكراما لدفنته ولتعذر وجودنا في لبنان, نوفد اليكم سيادة اخينا المطران بولس مطر رئيس اساقفة ابرشية بيروت المارونية السامي الاحترام لينقل اليكم تعازينا الابوية.

رحم الله الرئيس المجاهد، وسكب على قلوبكم بلسم العزاء. بعد نهاية الصلاة لراحة نفس الراحل الكبير دعا مستشار رئيس الجمهورية الناطق باسم الرئاسة رفيق شلاشلا المعزين الى تقديم التعازي حيث تقبل الرئيس لحود محاطا بالرئيسين بري والسنيورة وال الفقيد تعازي الرسميين وسائر المشيعيين داخل الكنيسة.

وبعد انتهاء مراسم التشييع غادر الرئيس لحود وودعه عند مدخل الكنيسة المطران مطر وادت له مراسم التكريم كتيبة من الجيش مع موسيى الجيش تلاه الرئيسين بري والسنيورة والرسميين.

ثم رفع الجثمان وتحرك الموكب من كاتدرائية مار جرجس المارونية وادت التحية كتيبة من الجيش مع موسيقى الجيش،في اتجاه مدينة زحلة وتقدمه الدراجات النارية حملة الاكاليل والاوسمة رجال الدين .

 

 الله" دعا الى اجتماع للاحزاب اللبنانية والفصائل الفلسطينية

وطنية - 9/7/2006 (سياسة) دعا "حزب الله" الاحزاب اللبنانية والفصائل الفلسطينية الى اجتماع يعقد الثانية عشرة ظهر غد الاثنين في مقر المجلس السياسي في بئر العبد، "لبحث التطورات الاخيرة في قطاع غزة واستمرار العدوان الاسرائيلي على الشعب الفلسطيني لاتخاذ الاجراءات المناسبة بصددها".

 

النائب الحريري غادر الى جدة

وطنية - 9/7/2006 (سياسة) غادر فجر اليوم رئيس "كتلة المستقبل" النيابية النائب سعد الحريري يرافقه النائب باسم السبع والنائب السابق غطاس خوري, الى جدة على متن طائرة خاصة.

 

قاووق: لن يقترب احد من سلاح المقاومة وسيبقى لحماية كل اللبنانيين

وطنية-9/7/2006(سياسة) رأى مسؤول منطقة الجنوب في حزب الله الشيخ نبيل قاووق "ان استدعاء العدو الاسرائيلي الجيش الاحتياط محاصرة للشعب الفلسطين وتهديد للبنان وسوريا", مشيرا الى ان المقاومة لا تستخف بالتهديدات ولكنها لا ترعبها ولا تخيفها. وقال الشيخ قاووق خلال استقباله وفدا بلجيكيا في مكتبه في صور, "ان حزب الله معني باقصى حد للدفاع عن السيادة والدفاع عن اللبنانيين وان الحزب لن يسمح لاسرائيل ان تستغل الظروف الاقليمية والدولية لتنفذ برامجها العدوانية وتحقيق اي مكاسب سياسية وامنية وعسكرية".

واضاف:"ان اسرائيل تشكل خطرا على لبنان على الدوام, وما الشبكة التي اكتشفت الا تأكيدا اضافيا ان اسرائيل لن تخرج من المعادلة اللبنانية, وهي تستغل اي فرصة من اجل تهديد الاستقرار والامن في لبنان", لافتا" الى ان نتائج الارهاب الاسرائيلي يشكل ايضا تهديدا للاستقرار العالمي". وقال:"نحن نتطلع الى موقف اوروبي اكثر وضوحا وتحيزا عن الموقف الاميركي يدين الاعتداءات الاسرائيلية, ويكون لمجلس الامن موقفه الى جانب الشعب الفلسطيني وليس معطلا لاي قرار ادانة للعدوان الاسرائيلي".

وفي رده على سؤال قال الشيخ قاووق: "الاميركيون يريدون من لبنان شيئا واحدا عنوانه سلاح المقاومة, فقد حاولوا من خلال الضغوط الداخلية والخارجية والقنوات الدولية ان يقتربوا من سلاح المقاومة", مؤكدا "ان هذا المشروع في لبنان بات في مرحلة التداعي والسقوط, وان سلاح المقاومة لن يستطيعوا الاقتراب منه ولو خطوة واحدة, كان وسيبقى مصدر منعة لحماية كل اللبنانيين", منتقدا ادعاء وحرص اميركا على السيادة اللبنانية. وقال: "لقد رأينا كيف انها وقفت في وجه اي تحرك لبناني من اجل مقاضاة اسرائيل في خصوص الشبكة الارهابية التي كانت تهدد الاستقرار والامن اللبناني, وكيف تتفق في استخدام النقد الفيتو من اجل محاربة اسرائيل على جرائمها في فلسطين, لافتا "الى ان اميركا ليست في موقع الصداقة للبنان بل هي في موقع الخصومة والعدالة".  

ولفتت مسؤولة الوفد البلجيكي آنا لافت ان وفد بلادها في زيارة استطلاعية لاوضاع الفلسطينيين في لبنان, مبدية اعجابها بالمقاومة في لبنان وفلسطين .وقالت:"ان العدوان الاسرائيلي هو السبب الرئيسي لانتاج المقاومة وان اسرائيل لا تفهم الا لغة واحدة وهي لغة التصدي لعدوانيتها".

 

وزير خارجية السودان اختتم زيارته للبنان بحوار سياسي

وطنية - 9/7/2006 (سياسة) اختتم وزير خارجية السودان لام أكول أجاوين زيارة الى لبنان استمرت اربعة ايام، التقى خلالها رئيسي الجمهورية اميل لحود والحكومة فؤاد السنيورة ووزير الخارجية فوزي صلوخ وعدد من رجال الاعمال والمستثمرين اللبنانيين.

وكان أجاوين التقى في منزل سفير السودان في لبنان عددا من الشخصيات السياسية والاقتصادية اللبنانية في حوار مفتوح حول العلاقات اللبنانية - السودانية، وسبل تطويرها وكيفية الاستفادة من تجربة البلدين لتطوير الاوضاع الاقتصادية والسياسية بينهما.

وكان حضر اللقاء مسؤول العلاقات الخارجية في "حزب الله" السيد نواف الموسوي، مسؤول العلاقات الخارجية في حركة "امل" علي حمدان على رأس وفد من الحركة، امين عام المؤتمر القومي العربي محمد المجذوب، امين عام تجمع اللجان والروابط الشعبية معن بشور، رئيس لجنة الحوار الاسلامي - المسيحي محمد السماك، وعدد من اساتذة الجامعة والصحافيين واعضاء جمعية الاخوة اللبنانية - السودانية. واستهل أجاوين كلامه بالتذكير بالعلاقات المتينة والقديمة التي تربط لبنان بالسودان منذ ايام الفينيقيين، متحدثا عن الدور المهم الذي لعبه اللبنانيون في تطوير العلاقات بين البلدين، لا سيما الاقتصادية والثقافية منها، متطرقا الى نتائج زيارته الى بيروت حيث تم التوقيع على اتفاقية انشاء لجنة عليا برئاسة رئيس الحكومة فؤاد السنيورة عن الجانب اللبناني، ونائب رئيس السودان عن الجانب السوداني ومهمتها العمل على تنفيذ الاتفاقات الخمسة عشرة الموقعة بين البلدين.

وأشار أجاوين الى مجالات الاستثمار الاقتصادي في بلاده والامكانات والتسهيلات المتاحة امام اللبنانيين للمساهمة في اعادة الاعمار والبناء في السودان، لا سيما في منطقة الجنوب واقليم دارفور بعد توقيع اتفاقي السلام.

بعدها، دار حوار بين أجاوين والحضور، فقال ردا على سؤال عن الحركة الانفصالية التي ينتمي اليها وايمانه بوحدة السودان وعروبته وقوميته:"ان الحركة الانفصالية التي قامت عام 1982 هي حركة وحدوية، وان كل الادب السياسي للحركة تحدث عن وحدة السودان ولكن وفقا لاسس تراعي التباين الموجود في السودان سواء الثقافي او الديني او غيره".

اضاف:" هذا كان خطاب الحركة، اما الذين كانوا ضدها، فصوروها على انها حركة انفصالية وربما يشبهون بينها وبين الحركة الاولى التي انشئت في الحرب الاولى في جنوب السودان عام 1955، وحتى العام 1972، حيث كانت حركة انفصالية تدعو الى انفصال الجنوب، لكن في النهاية تم التوقيع على اتفاق اديس - ابابا وهو اتفاق وحدوي واعطى الجنوب حكما ذاتيا اقليميا في اطار السودان الواحد".

وقال:" لم نجد اي صعوبة بعد الاتفاق، لان هذا كان خطنا وما زال، واتفاقية السلام تحدثت عن ضرورة جعل الوحدة الالزامية، وتلزم الطرفين الموقعين عليها اي "الحكومة و"الحركة" على العمل بجد لتحقيق وحدة الشعب، ولهذا السبب تسمى الحكومة الحالية حكومة الوحدة الوطنية"، لافتا الى "انه في ما خص الاستفتاء في شأن منطقة الجنوب بعد خمس سنوات لسنا محايدين، وموقفنا كحكومة هو العمل من اجل حث الجنوبيين على التصويت لصالح وحدة السودان".

وحول وضع السودان اليوم بعد التوقيع على اتفاق السلام وما اذا كان اقرب الى الوحدة او الانفصال قال أجاوين:" ان الاتفاقية تحدثت عن ست سنوات ونصف من تجربة التعايش وبعدها يتم الاستفتاء حول وضع منطقة الجنوب، وهناك ستة شهور قبل الفترة الانتقالية، ولكن مرت سنة ونصف من عمر المدة المحددة للاستفتاء، والاتفاقية حددت مهلا معينة من اجل تنفيذ كل بند من بنود الاتفاقية، لافتا الى ان ما انجز حتى الآن لا يبلغ ثلث المحدد في الاتفاقية ولا يمكننا بالتالي الحديث بعد عن الانفاصل او عدمه، فمؤسسات الدول في جنوب السودان مثلا لم تتكون بعد، والخدمة المدنية غير موجودة، ولذلك طلبنا من رجال الاعمال والمستثمرين المساهمة في اعادة البناء والاعمار في الجنوب الذي يبدأ من الصفر في اي مجال: الطرق، المباني، الفنادق.. الخ. ولذلك فلن نستطيع تحديد الاتجاه الذي ستسير اليه الامور في شأن الجنوب في هذه المهلة القصيرة". وردا على سؤال عما اذا كانت المجموعة السياسية التي ينتمي اليها وفهمها للامور وادراكها لوحدة البلد، يتماشى مع كل الشعب الجنوبي حتى بعد عودة اللاجئين وما هو دور هذه المجموعة قال أجاوين:" هذه المجموعة على احتكاك مع الجماهير وتؤثر في عملها السياسي، ولذلك فاذا كانت هذه المجموعة في واد والجماهير في واد آخر، فلن يكون لها الحق بالادعاء انها تمثل الشعب".

وعن موقف الاتحاد الافريقي من القوات الدولية واعلانه موافقته على وجودها في دارفور شرط موافقة الرئيس البشير اجاب أجاوين:" ان هذا الموقف سياسي، وان قرار قبول الاتحاد الافريقي بالقوات الدولية لم يكن من صلب الاتحاد، ولكن الوجود الاميركي المكثف الذي كان موجودا في أديس أبابا خلال اجتماع مجلس الامن والسلم الافريقي روج للقرار المتوقع لا سيما وان اميركا في تلك الفترة كانت ستترأس مجلس الامن ولذلك كان الضغط كبيرا"، لافتا في هذا الاطار الى الترابط بين قرارات الاتحاد الافريقي وقرارات مجلس الامن، معتبرا ان الامر ليس صدفة.

وقال:" عندما تم الحديث عن موافقة حكومة السودان، كانت هذه الموافقة مرتبطة بالموظفين فقط وبالتالي لا يستطيعون تكوين قوة دولية تذهب الى السودان دون موافقة حكومة السودان، لان الدول التي تتبرع بقواتها لا تقبل ذلك، متحدثا عن نصوص اخرى في ميثاق الامم المتحدة (المواد 42-43) تسمح لمجلس الامن باتخاذ قرار ويطبق من قبل دول او مجموعات منفردة، فيمكن ان يتخذ قرارا ويطلبون من حلف "الناتو" تنفيذه". ونفى أجاوين ردا على سؤال ان تكون الحيوية السودانية تجاه الاهتمام بلبنان قد خفت، مشيرا الى انه في اي وساطة يجب الاستماع الى كل الاطراف وتحليل كل المواقف لتحديد الخطوة التالية، لافتا الى وجود بعض الاشياء التي تحتاج الى ترتيب بين لبنان وسوريا كالاجندة التي ستناقش، وهل ان الحوار سيتم بين حكومة وحكومة او بين قوى سياسية لبنانية مع قوى سياسية سورية، معتبرا ان هذه الامور تحتاج الى ترتيب، اضافة الى ما يمكن ان ينتج عن الحوار اللبناني - اللبناني الذي ستساعد نتائجه في تقريب الآراء اللبنانية وسيخرج برؤية موحدة ومشتركة تساعد كثيرا في التعامل مع سوريا.

وعن كيفية الاستفادة من التجربة السياسية اللبنانية في السودان شرط عدم الوقوع في اخطاء ومطبات هذه التجربة قال أجاوين:" لا يوجد نظام سياسي يصلح لكل الدول ولكل الاوقات وحتى للدولة ذاتها، فلا بد من المراجعة من وقت لآخر ليتماشى النظام مع الظروف الموضوعية الموجودة في الدولة نفسها، ولذلك لا نستطيع ان نقول ان النظام السوداني هو الامثل او ان النظام اللبناني هو الامثل ليطبق في السودان، لكن يمكن الاستفادة من التجارب الانسانية للشعوب، لافتا الى وجود نقاط يمكن للسودان الاستفادة منها في النظام اللبناني كموضوع الحريات والانفتاح والديموقراطية عامة، لا سيما وان لبنان كان الدولة العربية التي تعطي المثال لغيرها من الدول العربية الاخرى في ممارسة الديموقراطية فيه رغم الاختلاف في الآراء".

وقال:" في السودان هناك تباين اكثر من لبنان دينيا وثقافيا وجغرافيا وحتى تباين في التاريخ ولذلك لا بد لنا من ان نخاطب هذا التباين، ولذلك عندما نتحدث عن النظام الفيدرالي، فلانه يخاطب اضافة للعوامل السياسية العامل الاداري كذلك"، مشيرا الى وجود خصائص في السودان تجعل النظام التعددي يرسخ اكثر.

وردا على سؤال حول الدور الاسرائيلي لتقسيم العالم العربي والذي بات خطره اكبر اليوم في ظل الادارة الاميركية التي تطغى عليها اليوم وعن المحافظين الجدد الذين يدعون الى تطبيق هذه المشاريع قال أجاوين:"هناك خلط بين الماضي والحاضر"، لافتا الى ان خطط اسرائيل خطط قديمة ومحاولة اسر اي نظام تظهر فيه عوامل الانقسام يستغلها العدو ويوسع في هذا الانقسام، لافتا الى ان الحركة الشعبية ليست مرتبطة باسرائيل، وهي منذ انشائها في العام 1983 وحتى توقيع اتفاقية السلام لم تقم باي علاقة مع اسرائيل، لافتا الى ان ذلك يعود لايماننا في الجبهة الشعبية بعدالة القضية الفلسطينية، مؤكدا ان اي خلط بين الحركة الشعبية الاولى والحركة الموجودة اليوم غير وارد سواء في التوجه او التعامل مع العامل الخارجي".

 

ارسلان آن الآوان بأن تعي الأكثرية الوهمية وأن تحكم ضميرها وكيف يسمح الرئيس بري أن تتعطل مؤسسة دستورية كالمجلس الدستوري

وطنية- 9/7/2006 (سياسة) إلتقى رئيس الحزب الديموقراطي اللبناني النائب السابق طلال إرسلان أمس في دارته في خلدة وفدا كبيرا من آل رشيد من بلدة العبادية (بعبدا)، يتقدمه مختار البلدة عفيف أبو غادر ورجل الأعمال عصام ثابت، وقد تحدث بإسم الوفد الشيخ نسيب ماضي، في حضور رئيس بلدية عرمون فضيل الجوهري ومدير الداخلية في الحزب الديموقراطي اللبناني لواء جابر ورئيس دائرة المتن في الحزب طليع أبو فراج.

وتحدث إرسلان أمام الوفد فقال: "إن موضوع المجلس الدستوري هو موضوع الساعة، ونأسف شديد الأسف بأن يصدر خمسة من أعضاء المجلس الدستوري بيانا يرفضون من خلاله الإجتماع الذي دعا إليه الرئيس أمين نصار. هذه المخالفة هي في صلب قانون المجلس الدستوري وفي صلب الدستور، لأن المجلس الدستوري عليه واجب وهناك مادة واضحة في القانون الأساسي في تأسيسه وفي القانون الجديد الذي صدر، بأن يعتبر الأعضاء الحاليين، حتى لو إنتهت مدة خدمتهم، موجودون ويجب أن تتواصل إجتماعاتهم حتى قسم يمين الذين سيخلفونهم، عندها تعتبر ولاية المجلس بحكم المنتهية، وهنا لا بد من الإشارة إلى أنه لا يكفي تعيين البديل فقط لإنهاء خدمة المجلس إنما يجب قسم يمين الخلف".

اضاف: "إنني أستغرب كيف أن أمرا كهذا خفي على خمسة من كبار القضاة بهذا الشكل ويتم التعاطي بهذه القضية بطريقة عشوائية. ومن جهة أخرى أستغرب أيضا كيف أن الرئيس نبيه بري، الذي يعتبر رئيس السلطة التشريعية، ومؤتمن على التشريع والقانون والدستور وأستغرب كيف أنه لم يطلب من أعضاء المجلس الدستوري الإجتماع تطبيقا لنص القانون الذي عمله وأشرف عليه.

وكيف يسمح رئيس مجلس النواب أن تتعطل مؤسسة دستورية كالمجلس الدستوري.

وسأل: "من هي السلطة التي تنظر بقانون المجلس الدستوري الصادر عن المجلس النيابي؟، إني لا أستغرب أن تؤجل كل القوانين والطعون الأخرى الى المجلس الجديد، إنما أمام أي جهة ممكن أن يطعن، هذا موضوع لم يجاوبني عليه الرئيس بري وأنا أنتظر الجواب، وأعتبر أن عليه تقع المسؤولية المباشرة، بأن يطلب من هذا المجلس الإنعقاد الفوري للنظر ليس بالطعون النيابية، إنما للنظر بقانون المجلس الدستوري نفسه، وأي تقاعس من الرئيس نبيه بري بالنسبة لهذا الموضوع يعتبر مخالفة، إننا لا نطلب من الرئيس بري أن يقوم لا سمح الله بمخالفة أو بشيء غير قانوني لروحية الدستور، إننا نطلب فقط أن يتفضل ويضغط لتطبيق الدستور والقانون".

سئل: هل تتهم الرئيس بري بقيامه بصفقة ما؟ قال إرسلان: "لم ولن أتهم الرئيس بري بشيء، لكني أطلب منه دعوة المجلس الدستوري للاجتماع وفقا للقانون التأسيسي الذي على أساسه تم تعيينهم، وعلى أساسه أقسموا اليمين أمام رئيس الجمهورية، لا شيء إسمه فراغ في المؤسسات، لماذا الرئيس بري يقوم بسابقة الفراغ في المؤسسة الدستورية المتمثلة بالمجلس الدستوري".

وسئل الى متى سياسة تعطيل المجلس الدستوري فأجاب: "هناك أكثرية وهمية في البلد، تقرصن وتحتال على القوانين لإمساك البلد بكافة مرافقه، هذه السياسة ستكلف البلد الغالي والغالي جدا، لقد نبه العماد ميشال عون أكثر من مرة بالنسبة الى هذا الموضوع. لقد دققنا ناقوس الخطر أكثر من مرة.

أما إذا ظن البعض ممن يتوهمون بأنه من خلال أكثرية وهمية مزورة سيحكمون البلد، فهذا ما لا يستطيعون القيام به ولن نسمح لهم بأخذ البلد في إتجاه أوهامهم. إذن كفى قرصنة، كفى إحتيالا وكفى نهبا من المال العام وكفى محاولات تقويض مؤسسات الدولة الدستورية، آن الآوان بأن يعوا وأن يحكموا ضمائرهم إذا كان ما زال عندهم القليل من الضمير".

 

النائب حبيب دعا الى مصالحة شمالية والكف عن المزايدات

وطنية - 9/7/2006 (سياسة) دعا عضو كتلة "القوات اللبنانية" النيابية فريد حبيب "للعودة الى الاصالة والكف عن المزايدات الكلامية, والى الالتفاف حول بعضنا البعض من اجل قيام الوطن", مستذكرا كلام الرئيس الراحل سليمان فرنجية وجملته الشهيرة "وطني دائما على حق". وقال "هكذا نفهم الوطنية, وهكذا عبارات تدفعنا للنظر الى الساحة الشمالية كساحة مصالحة لجميع ابنائها دون استثناء".

جاء ذلك في كلمة القاها النائب حبيب خلال العشاء الذي اقامه مركز برسا-الكورة للقوات اللبنانية في قاعة "الكاميليون" بحضور نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري ممثلا بنبيل موسى, وزير الاشغال العامة والنقل محمد الصفدي ممثلا بغابي عبود. وقال "ايها الشباب نحن نمر اليوم في اصعب الظروف واقساها في تاريخ لبنان في مرحلة تثبيت السيادة والاستقلال, وتواجهنا عقبات عدة يقوم بها بعض فلول النظام السوري, ولكن كونوا على ثقة بان الامور لن تعود الى الوراء ونحن ماضون باقدام ثابتة لانجاز هذا الاستقلال وسنتخطى هذه المرحلة مع الشرفاء ومع حلفائنا في تيار المستقبل والحزب الاشتراكي والتكتل الطرابلسي ولقاء قرنة شهوان والكتائب اللبنانية وحزب الوطنيين الاحرار والكتلة الوطنية.

وقد شهدنا خلال الاسابيع الماضية تدنيا كبيرا في مستوى الكلام السياسي وهذا امر معيب خصوصا بالنسبة لنا كابناء الشمال وخاصة ابناء عرين الاسود, ابناء زغرتا واهدن, كلنا شربنا مياه اهدن من نبع مار سركيس الى نبع جوعيت واول المناضلين الشرفاء كان المرحوم حميد بك فرنيجة خلال الاستقلال والمرحوم الرئيس ليمان فرنجية الذي رفع شعار وطني دائما على حق. هكذا نفهم نحن زغرتا.

لقد سررنا جدا بانطلاق تيار المردة ونهنئهم على هذه الانطلاقة وندعو لهم بالتوفيق خصوصا وانهم اتخذوا شعارا ثابتا لا يتغير, ولكن اقول ان الرئيس فرنجية رحمه الله اطلق سنة 1969 عندما حاول الفلسطينيون التطاول على لبنان شعاره المشهور وطني دائما على حق, ودعا الى مهرجان كبير في اهدن شارك فيه كل الشمال واقفا الى جانب اهدن البطلة. هكذا نعرف اهدن ولا يتغير هذا الشعار.

اليوم السلاح الفلسطيني غير مقبول داخل الشرعية اللبنانية,السلاح الفلسطيني الذي يقاوم العدو الاسرائيلي في غزه نحترمه, ولكن لن تقوم الشرعية اللبنانية والدولة بوجود اسلحة خارج اسلحة الشرعية لتتمكن الدولة من القيام بواسطة الجيش اللبناني والقوى الامنية. نفهم المردة عندما صدت اهدن هجوم لواء اليرموك خلال سنوات الحرب واذا كانت هذه خياراتها فنحن نفهمها جميعا لاننا نريد ميدان اهدن ميدانا لجميع الشماليين وكل ابناء زغرتا ضمن هذه الخيارات, اما التجني دائما على قائد القوات اللبنانية والقول بانه دخل السجن لانه ليس بريئا فهذا عيب, فمن يقول عفا الله عما مضى لا يعود الى الماضي ونحن لم نقم بعمل معيب بحق لبنان". اضاف "بعد وفاة الرئيس الهراوي بدأت الملفات تتجلي وستظهر حقائق الامور وكيف ركبت الملفات من اجل الغاء القوات اللبنانية. نصيحة مني اقدمها الى كل الاخوة اللبنانيين الذين حادوا عن الخط ان نعود جميعا الى الخيارات التي اتخذت سنة 1969 وتحت شعار وطني دائما على حق, ويكون الشمال ساحة مصالحة لجميع ابنائه دون استثناء.

نحن نعلم ان مياه اهدن تعطي محبة وتسامحا, ففيها يجتمع كل ابناء الوطن واسموها عروسة الشمال, هكذا نتمنى ان تعود لنقصدها جميعا بقلب مفتوح وبكل محبة.اما بالنسبة للذين يحاولون دائما تكسير طواحين الهواء بطريقة دونيكشوتية ويتحفونا يوميا بالسباب بالرغم من التزامنا بميثاق الشرف, نقول لهم هذا امر معيب. يريدون من الحكومة الحالية اعادة مجد المسيحيين خلال سنة بعد 15 سنة من الاحتلال وتسع سنوات شارك فيها رئيس الجمهورية.

نحن نقول لهم بكل محبة كفى كفى كفى مزايدة عودوا الى اصالتكم اللبنانية, لن يدوم لنا احد ونحن لبعضنا البعض ومن هنا من الكورة ندعو جميع الشماليين الشرفاء للالتفاف حول بعضنا البعض من اجل تثبيت كيان هذا الوطن وسيادته وان شاء الله سنكمل المسيرة سوية مع جميع الشرفاء في لبنان وسننتصر لان ايام الخوف قد ولت وباتت سلطة الدولة عبر جيشنا تؤمن لنا الاستقرار, فلنكن جميعا وراء جيشنا الباسل ووراء قوى الامن الداخلي ودولتنا وحكومتنا لنتمكن من تثبيت استقلالنا".

 والقى مسؤول مركز "القوات اللبنانية" في برسا طوني عضيمة القى كلمة اكد فيها "ان القوات اللبنانية لم تكسر طوال الاعوام رغم المعاناة", وقال:" دافعنا عن لبنان زمن الحرب والاقتتال اما الان فسنستمر بالمحافظة على بلد الحرية والديمقراطية.

لم ينته دورنا كي يبدأ من جديد, فالمسيرة مستمرة في التصدي لتفتيت المجتمع وشرذمة ابناء الوطن والحؤول دون بناء دولة قوية قادرة مسؤولة وحيدة عن الدفاع عن المواطن. المطلوب واحد وهو الوقوف جنبا الى جنب مع اهلنا لاستكمال معركة الحرية والسيادة والاستقلال, فلن نتهاون بشان الحرية والكرامة, فلنشبك ايادينا ونكمل المسيرة". قدمت الاحتفال جويس فهد.

 

حرب الغاء من نوع آخر

 فؤاد ابو زيد - الديار

ما كان احد في الوسط المسيحي عموما والماروني خصوصا، يظن انه بعد سنوات الاضطهاد والقهر والابعاد والسجن والتهميش التي تعرض لها المسيحيون في عهدي الطائف، وما قبلهما، يمكن ان تصل الامور بين القوى المسيحية الى ما وصلت اليه اليوم، حيث يبدو الشرخ كبيرا وعميقا بين التيارات والاحزاب والشخصيات المسيحية الهوية، ان لم نقل المارونية الهوية، لان الصراع القائم حاليا انما يدور حصريا بين الموارنة، وكأنه كتب لهذه الطائفة الا تتوحد، وقد اثبتت التجارب والاحداث ان وحدة المسيحيين وبالتالي وحدة اللبنانيين لا يمكن ان تتم الا بوحدة الموارنة.

الباحث في اسباب هذا الصراع القاسي بين القيادات المارونية، والذي ينعكس سلبا على الكنيسة المارونية ذاتها، لا يجد بينها خلافات ايديولوجية عميقة او اختلافات سياسية ‏جوهرية، بقدر ما يجد طغيان الطموحات الشخصية، واشتداد نزعة الانا، وتعمّد الغاء الاخر والرأي الآخر، باعتماد سياسة انتهاز الفرص والاخطاء، واتباع اقصى درجات الديماغوجية وقلب الحقائق.

جميع التيارات والاحزاب والشخصيات المارونية او لنقل 95 بالمئة منها، تؤكد على حرية لبنان وسيادته واستقلاله وديموقراطيته ونهائيته، كبلد نموذجي للتعايش بين مختلف الطوائف. وجميعها مع النظام البرلماني الديموقراطي والاقتصاد الحر ومع مركزية الحكومة والدولة ‏القوية، والحقوق المتساوية بين مختلف فئات الشعب.

اذا كان الجميع يتشارك في كل هذه المبادئ، فعلام اذن هذا العداء، وهذه الكراهية، وهذا الهوس المتفلت من كل قيد اخلاقي او ديني لشطب الاخر والغائه سياسيا، ولا حرج حتى او رادع من الغائه جسديا.

المسيحيون اليوم، والموارنة عامودهم الفقري، يواجهون في ظل المتغيرات الدولية والاقليمية وفي ظل استفحال المد الاصولي، تحديات كبيرة ومسؤوليات اكبر في السعي للمحافظة على الوطن اولا والوجود ثانيا، واذا ظنت القيادات المسيحية انها قادرة على القيام بهذه المهمة في ظل هذه ‏الانقسامات القائمة تكون واهمة، وتكون قاصرة، وتكون خارج ثقة الناس بها.

بعد هذا العرض للواقع المسيحي الماروني الذي يفرح عدوا ولا يسر صديقا، لا مندوحة من وضع الاصبع على الجرح ومن تسمية الامور باسمائها.

التيار الوطني الحر، تمكن في الانتخابات النيابية الاخيرة، مستغلاً اخطاء كثيرة ارتكبها الشريك المسلم في 14 اذار، من خلق مناخ طائفي عند المسيحيين جرى تحضيره وتجييره لتحميل التيارات والاحزاب والشخصيات المسيحية مسؤولية هذه الاخطاء، بحيث ان موجة التحريض غير العادلة وغير الصحيحة ضدهم، تمكنت من اجتياح رموز مسيحية لها الكثير في مجال النضال لاستعادة الاستقلال والسيادة، وكان المسيحيون وعلى رأسهم بكركي، يعتمدون على وجودهم ونشاطهم وجهدهم لمتابعة مقررات المطارنة الموارنة وتوجيهات البطريرك صفير في ظل وجود العماد ميشال عون في المنفى والدكتور سمير جعجع في السجن فقاموا بمهامهم على اكمل وجه، لكن موجة التحريض ضدهم كانت الافعل عند معظم المسيحيين، فسقط منهم من سقط في الانتخابات، خصوصا في كسروان - جبيل والمتن وفاز من فاز في المناطق الاخرى ضمن مناخ من التشكيك بشرعيتهم وشعبيتهم ما زال مستمرا حتى الساعة.

كل الذين هم اليوم خارج التيار الوطني الحر، يعتبرهم التيار بكثير من الفوقية انهم لا شيء في حساب الشعبية، وهذا يعني ان احزاب القوات اللبنانية، والكتائب والوطنيين الاحرار، والكتلة الوطنية، وشخصيات قرنة شهوان ومن هم خارج الاحزاب وخارج قرنة شهوان، رغم نضالاتهم وتضحياتهم، ورغم دماء شهدائهم التي روت ارض لبنان منذ العام 1973، هي لا شيء مقارنة بالتيار الوطني الحر، وهو وحده لا شريك له، له الحق في الترشح للرئاسة الاولى وفي ان يكون المتقدم في الحكومة، والناطق الحصري باسم المسيحيين، علما بان بكركي، وهي المرجعية الروحية والوطنية والسياسية والتي تحتضن جميع ابنائها، هي اقرب بكثير من هذه التيارات والاحزاب والشخصيات منها الى التيار الوطني وحلفائه، لانهم لم يخرجوا يوما عن طاعتها، ولا اخذوا مواقف تناقض مواقفها وتوجهاتها، وقصة قانون الالفين التي حمّلت للمسيحيين تبين انها غير صحيحة والمسؤول عنها هو الاتفاق الرباعي.

السؤال الان كيف يمكن ان يتعافى الواقع المسيحي، وتقوى سلطة بكركي، ما دامت نزعة الغاء ‏المسيحي الاخر تتحكم بسياسة التيار الحر، وتأخذه الى تحالفات عجيبة غريبة، لا تقرها الكنيسة ولا يهضمها المسيحيون.

التيار الوطني الحر، اصبح اليوم، عن قصد او عن غير قصد، الغطاء السياسي والمسيحي، لجميع ‏التجمعات والجبهات والتحركات التي برزت في خلال الشهرين المنصرمين، والتي تتناقض اهدافها وتوجهاتها وتتعارض مع ما كان يؤمن به التيار ويناضل في سبيله.

في حال نجحت هذه المجموعات الجديدة في قلب موازين القوى القائمة معتمدة على قوة التيار، سيأتي دور التيار لاحقا بعد ان يتم عصره حتى اخر نقطة.

 

الجيش يوقف في البقاع متسللين ومهربين بينهم سوريون

 الحياة - 2006 / 7 / 9 - دهم الجيش اللبناني صباح أمس مخابئ لمهربين ومتسللين الى لبنان من الأراضي السورية في جرود بلدة عرسال البقاعية على الحدود اللبنانية – السورية، وأوقف أكثر من 80 شخصاً عدد كبير منهم من التابعية السورية. ونفذت وحدات من الجيش اللبناني عمليات الدهم بناء على معلومات عن وجود متسللين غير شرعيين في بعض الأوكار في المرتفعات المحيطة ببلدة عرسال، اضافة الى المهربين. وذكر مصدر أمني لـ «الحياة» إن الموقوفين من جانب الجيش هم بالعشرات، جرى العمل على فرزهم يوم أمس بين من يعملون في التهريب وبين المتسللين أو الموجودين على الأراضي اللبنانية من دون أوراق ثبوتية أو يعملون في لبنان بطريقة غير شرعية. وأفاد المصدر الأمني ان الجهات المختصة ستوضح طبيعة العملية بعد الانتهاء من التثبت من هويات الموقوفين، خصوصاً أنه يُحتمل أن يكون في عدادهم مزارعون من بلدة عرسال كانوا متوجهين الى أراضيهم. وأشار الى ان المتسللين غير الشرعيين سيحالون على القضاء. ورداً على سؤال عما اذا كان بين هؤلاء المتسللين مطلوبون للسلطات السورية، أو أصوليون متشددون قال المصدر لـ «الحياة» أنه قد يكون بينهم بعض الهاربين من الخدمة العسكرية أو الهاربين من العدالة من اللبنانيين أو من السوريين.

وقالت مصادر بقاعية لـ «الحياة» ان القوى الأمنية السورية كانت من جهتها اتخذت تدابير لإقفال المعابر الى منطقة عرسال. ولمحت الى ان القوى الأمنية السورية كانت قامت ببعض المداهمات في احدى القرى السورية القريبة من الحدود اثر مقتل أحد المهربين السوريين في اشتباك مع دورية للجيش مطلع الأسبوع الماضي وان بعض المطلوبين ربما يكون فر الى جرود عرسال أيضاً.

من جهة ثانية، أفاد مصدر أمني لبناني في بلدة مرجعيون الجنوبية أن شخصاً لم تعرف هويته وفي العقد الرابع من عمره اجتاز قرابة الخامسة عصر أمس الشريط الشائك الفاصل بين الحدود اللبنانية – الفلسطينية عند بوابة فاطمة باتجاه الجانب الاسرائيلي، الى منطقة البساتين المحاذية لبلدة كفركلا الحدودية.

وضربت القوة اللبنانية الأمنية المشتركة طوقاً حول المكان ولوحظ أن دورية اسرائيلية مؤللة وراجلة قوامها 15 جندياً اتخذت وضعاً قتالياً بين البساتين.

على صعيد آخر (أ ف ب)، أثار اعتقال عاصم حمود في بيروت بتهمة التحضير لمخطط ارهابي احبط في نيويورك صدمة في اوساط اقربائه وجيرانه. وصرحت والدته نبيلة قطب لصحافيين، قبل ان تغادر منزلها في حي كليمنصو الراقي وسط العاصمة اللبنانية ان ابنها «بريء، ولم ينتم يوما الى اي منظمة».

وقالت احدى جارات حمود فضلت عدم كشف اسمها: «نحن مصدومون مثلنا مثل عائلته. كان عاصم يعشق حياة الليل واقتناء السيارات السريعة. لم يكن يوما شديد التعلق بالشعائر الدينية وهو بالتأكيد ليس متشددا».

الى ذلك، قرر لبنان تسليم استرالي من اصل اردني انهى لتوه عقوبة سجن لعامين بتهمة الارهاب، وفق ما افاد مصدر قضائي. وقال المصدر ان صالح محمود الجمل الذي ينتمي الى مجموعة خططت لاعتداء في سيدني عشية حلول العام 2003 سيسلم الى استراليا «لأنه امضى عقوبته وكونه مواطنا استراليا».

وكان الجمل دين بتهمة حيازة اسلحة ومتفجرات وتزوير وثائق و «تشكيل جمعية سرية بهدف القيام بأنشطة تمس أمن الدولة».

 

حوري: الحديث عن تغيير حكومي لمنع استكمال ملامح المحكمة الدولية

 المستقبل - 2006 / 7 / 9 - اكد عضو كتلة "المستقبل" النيابية النائب عمار حوري ان مكافحة الارهاب هي "مسؤولية كل الأحرار في العالم"، مشيدا بالاجهزة الامنية التي ألقت القبض على احد افراد شبكة كانت تنوى تنفيذ عمل ارهابي في انفاق نيويورك. وقال في برنامج "قالت الصحف" من تلفزيون الـ"b.n.a" امس: "بغض النظر عن اسماء الحركات الإرهابية، فهناك نوايا وأعمال إرهابية"، مشددا على "ان مسؤولية كل الأحرار في العالم هي مكافحة الإرهاب الذي لا يقبله لا الدين ولا احترام الشعوب".

اضاف: "في لبنان تمكنت الأجهزة الأمنية من كشف بعض الشبكات، ونحن نشدّ على أيدي الأجهزة الأمنية التي ألقت القبض على هذه الشبكة"، معتبرا ان "متابعة هذا الموضوع، قاعدة أو غيره، تبقى تفاصيل"، مجددا رفض "الغالبية الساحقة لأساليب الإرهاب".

واشار الى تقدم مهم في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، من خلال تقرير لجنة تقصي الحقائق، وقال: "سمعنا امس (الاول) عن المحقق الفرنسي الذي يهتم بملف سمير قصير، وكان هناك تعثر في موضوع المجلس العدلي الذي أخّر تعيين محقق في جريمة اغتيال الشهيد جبران تويني، ونحن نطابق الحالات بين هذه الجرائم ونرى تقدماً ملموساً".

واعتبر ان حكومة الرئيس فؤاد السنيورة "حكومة وحدة وطنية تمثل كل أطياف المجلس النيابي" على الرغم من امتناع "فريق سياسي واحد عن الدخول اليها"، معربا عن اعتقاده بأن الحديث "عن تغيير حكومي هو لغاية في نفس يعقوب، وهو لغايات اخرى متعلقة بموضوع منع المحكمة الدولية من استكمال ملامحها".

وتساءل "ما هو برنامج البديل مكان الحكومة؟، واضح ان المطروح هو اضافة فريق واحد على هذه الحكومة وهو "التيار الوطني الحر"، هذا الفريق أضيف إلى لجنة الحوار، والموضوع ليس شخصانياً، وكلام الوزير طراد حمادة امس (الاول) يضيف اضافة ايجابية موضوعية هادئة إلى هذه الحكومة".

واكد ان حكومة السنيورة "فتحت كل الملفات بدون استثناء ووعدت بمشروع قانون انتخاب جديد وشكلت الهيئة الخاصة به وأنجزته، وهي على وشك إنجاز خطة إصلاحية تحضر لـ"بيروت واحد"، ونجحت في ايصال موضوع الحقيقة والتحقيق الدولي إلى الأماكن المطلوبة، وأنجزت إنماءات مختلفة سواء في موضوع الغاز وغيره"، واصفا الرئيس السنيورة بأنه "رجل دولة من الطراز الأول، من مدرسة الرئيس الشهيد".

ودعا الى "الارتقاء بالخطاب السياسي"، مذكرا بان رئيس كتلة "المستقبل" النيابية النائب سعد الحريري "مدّ يده إلى الجميع بدون استثناء، الفريق الآخر هو من أبعد نفسه عن هذا التحالف، الشيخ سعد ينتسب إلى مدرسة الرئيس الشهيد رفيق الحريري الاستيعابية والتي تؤمن بمد الجذور مع الجميع ويسجل فصله موضوع الحقيقة والتحقيق عن موضوع العلاقة مع سوريا".

ولفت الى "ايجابيات مهمة في موضوع ميثاق الشرف، ولم يخرق إلا من بعض السياسيين الذين لم يوفقوا في الانتخابات النيابية الاخيرة"، معربا عن اعتقاده بان "كلامهم وعلى الرغم من الصوت المرتفع، لا يقدم ولا يؤخر ولم يجبهم أحد على أقوالهم، إلا في ما خص ما طرح من النائب السابق سليمان فرنجية حول موضوع التأمين، والقضاء سيفصل في هذا الموضوع".

ورأى ان كان يمكن "معالجة موضوع المجلس الدستوري منذ 11 شهراً، لو لم توضع إعاقات بوجه القانون الذي أقرّه مجلس النواب"، موضحا ان "ما يحصل اليوم هو تنفيذ قانون أقرّ وفق الأصول الدستورية. صحيح ان رئيس الجمهورية اعاده في المرة الأولى، ولكن مجلس النواب عاد وأكد عليه، وأصبح أمراً واقعا دستورياً".

 

فرنجية تحاشى بكركي وتكلم بالقرب منها وأتحدى من يقول إنني طلبت من زواري أن يصرحوا بشيء»

عون لـ«الحياة»: إذا زرت دمشق يصبح بيننا خبز وملح والمواضيع العالقة تحلها الحكومة

لا أطرح استقالة الحكومة الآن وأريدها ان تهترئ ... ولا فراغ بذهابها

بيروت – وليد شقير وحسن اللقيس - الحياة - 09/07/06//

يؤثر زعيم «التيار الوطني الحر» العماد ميشال عون تدوير الزوايا في بعض القضايا والمواقف، لكنه يبقي الزوايا حادة في مواقف أخرى.

في حديثه مع «الحياة» قبل يومين، أبقى عون على أوراقه في حوزته، وأخذ موقع الهجوم على الأكثرية ثم موقع من يتعرض للعزل من السلطة الحاكمة.

نأى بنفسه عن السجال الدائر بين البطريركية المارونية وحليفه الوزير السابق سليمان فرنجية، إلا انه خالف قول البطريرك الماروني نصر الله صفير بأن لسورية حلفاء في لبنان وعلق على قوله ان استخباراتها ما زالت فيه، فأشار الى وجود استخبارات للجميع.

ورأى ان ما أنجز في «مؤتمر الحوار الوطني» صالح للعلاقة مع سورية لكنه اتهم السلطة الحاكمة بأنها تشن حرباً على سورية بعدما انتهت الحرب وهذا خطأ مميت. وأشار الى تورط غير مباشر للحكومة (عبر إعلام «تيار المستقبل») في شتم سورية، داعياً الى مرحلة من الصمت.

وكرر الدعوة الى المجلس الدستوري القديم حتى الاعضاء المنتهية ولايتهم الى الاجتماع، معتبراً ان العضو المنتهية ولايته «مثل الحرس في الجيش فاذا لم يأت رئيس الحرس بالبديل لا يستطيع ترك مركزه».

وقال عون انه لو كان مكان رئيس الحكومة فؤاد السنيورة لكان قدم استقالته، مشيراً الى انه لا يطالب بإسقاط الحكومة الآن لكنه ينتظر ان تهترئ... ولن يكون هناك فراغ...

وحول التغيير الرئاسي أكد عون ان لا رئيس الجمهورية اميل لحود مستعد لإعطاء كل شيء ولا نحن في المعارضة مستعدون لإعطاء كل شيء.

واعتبر عون ان القرار الدولي الرقم 1559 تخطته الانتخابات النيابية وان الامم المتحدة تمارس علينا وصاية مباشرة لازاحة رئيس الجمهورية.

ورأى ان الرئيس الفرنسي جاك شيراك اختصر علاقة فرنسا مع لبنان بينه وبين (الرئيس الراحل رفيق) الحريري ثم بينه وبين ابنه ونحن لا نعترف بهذه العلاقة.

وتناول عون الحملات المتبادلة مع الكتائب والعلاقات مع رئيس البرلمان نبيه بري وزعيم «تيار المستقبل» سعد الحريري ورئيس «اللقاء النيابي الديموقراطي» وليد جنبلاط و «حزب الله» ورئيس الهيئة التنفيذية في «القوات اللبنانية» سمير جعجع والحزب الشيوعي اللبناني والحزب السوري القومي الاجتماعي، وتحدث عن تأثيرات الوضع الاقليمي في الداخل اللبناني.

وهنا نص الحوار:

> بعد أكثر من سنة على عودتك الى لبنان من المنفى ما الذي اكتشفته؟

- اكتشفت ان الطبقة السياسية التي حكمت لبنان تحت الوصاية السورية ما زالت هي نفسها تحكم البلاد اليوم. تجربة الخمس عشر سنة اعطتهم نهجاً ما زالوا يتبعونه. لم يصححوا هذا النهج وفقاً لاستعادة القرار الحر. انهم لا يزالون يفتعلون مشاكلهم وهم غير قادرين على حلها في ما بينهم، على العكس، تركوا وصاية كانت قائمة وهم يفتشون عن وصاية أخرى. وهذا يدل على عدم نضج لدى الطبقة السياسية او انه التزام او تورط في سياسات هم غير قادرين على تطبيقها ويفتشون على الاستعانة بالخارج لتطبيقها.

من ناحية اخرى لاحظت وعياً عند الطبقات الشعبية وحساً سياسياً اكبر. تطور لديها حس النقد اكثر، أي ان التجربة المريرة التي مر فيها الناس كانت مفيدة اكثر من تجربة السياسيين.

> في رأيك، لم يؤثر الانسحاب السوري من لبنان في الطبقة السياسية؟

- إطلاقاً، ولكن زادت مهماتهم اكثر، لأن الحصص التي كانت توزع على عشرة على سبيل المثال أصبحت توزع الآن على خمسة ولكن مداخيل الدولة التي كانت توزع على السياسيين خفت. يعني لا نستطيع القول ان دخلهم زاد كثيراً.

> في زمن السوريين لم يكن هناك حرية في الممارسة السياسية كما اليوم...؟

- الشيء نفسه. هناك اليوم فلتان اعلامي لم يكن موجوداً. سألتكم منذ لحظات عن مجلة معينة مثلاً. هذا لا يجوز. فهذا فلتان. هناك برامج غير مقبولة وهي ممنوعة في قانون الإعلام تمارس في حق الافراد. وبعد مضي عام على الانتخابات لم يتمكن المجلس الدستوري من النظر في الطعون. لا يزال معلقاً. هناك تجاوز لحدود الدستور.

هناك ثلاث مخالفات جسيمة أولها قانون الانتخابات بعد ان ظهر إقرار عام بأنه غير صالح (قانون الـ2000) أقر من اجل التحول الذي جاء لمصلحة «تيار المستقبل» خصوصاً في بيروت والشمال.

أما المخالفة الثانية وهي تجاوز دستوري فإن أول قانون حاولوا تمريره في مجلس النواب مع العفو عن سمير جعجع هو وقف العمل بالمجلس الدستوري.

ونحن اليوم امام مشكلة في سياق كلامنا عن الممارسة الدستورية. هناك وزير كلف بمهمات وزارة الداخلية بدلاً من وزير آخر موجود داخل البلاد أي انه ليس مسافراً ولا يزال وزيراً للداخلية. لم يستقل. لا يوجد لا فراغ ولا غياب.

وهناك جهاز امني أنشئ بمذكرة ما وأعطي مهمات تحقيق وعدالة وتطويع وكبر خلافاً للاجهزة المعمول فيها وفقاً للقوانين والمؤسسات. نحن نذكر نماذج عن الأداء الحكومي الذي يتضمن تجاوزاً للقوانين والدستور.

إذاً هنا نرى نوعاً من براءة الذمة يحصل عليها الذين كانوا مطيعين كثيراً لسورية ويشنون حرباً عليها بعدما انسحبت. أي انهم يطلبون براءة ذمة ويغطون أنفسهم بالتجني على فئات لبنانية لم تكن مع السوريين ولكن كانت تقوم بواجباتها. ان السلطة الحاكمة اليوم في لبنان تشن حرباً على سورية بعدما انتهت هذه الحرب. هذا خطأ سياسي مميت للذي يريد ان يفكر بمستقبل العلاقات مع سورية سواء بقي النظام السوري او زال. ان هذا الاسلوب ليس الاسلوب الصحيح الذي نعالج من خلاله الموضوع، (يجب أن) نظل نتعاطى مع الدولة السورية بصرف النظر عن معادلتنا الداخلية.

كل الدول لها استخبارات

> قال البطريرك الماروني نصر الله صفير ان سورية انسحبت ولكن حلفاءها واستخباراتها ما زالوا موجودين في لبنان. أليس هذا ما يبرر في رأيكم الهجوم على دمشق من بعضهم؟

- ان كل الدول لديها اجهزة استخبارات لدى الدول الاخرى ويكون «غشيماً» (غبياً) من لا يعتقد بوجود استخبارات لكل الدول الممثلة ديبلوماسياً رسمياً في لبنان. كل هذه الدول لديها استخبارات رسمية تابعة للسفارات. واذا كان لبنان ليس لديه استخبارات في تلك السفارات فهذا يعني انه مقصر. الجميع يعرفون ان هناك اناساً مكلفون رسمياً، الآن في لبنان ليس هناك حلفاء لسورية. كان هناك حلفاء لها عندما حاربوا الى جانبها، هم كانوا حلفاءها، عندما انسحبت سورية انتهينا من التحالف، اصبح هناك مقاربة مختلفة بين مختلف الفئات اللبنانية للعلاقات مع سورية، فمنهم من يريد مقاربة هادئة لإعادة بناء العلاقة السليمة مع حل المشاكل العالقة، ومنهم من يريد مقاربة صاخبة تحتوي على عدائية، الذين يريدون مقاربة صاخبة كانوا إجمالاً حلفاء لسورية عندما دخلت لبنان، وهم يرتدون اليوم ضد الذين قاوموا سورية عندما كانت في لبنان، والآن يريدون مقاربة هادئة من اجل تصفية ذيول الحرب، انها معادلة معكوسة كثيراً وتلحق الضرر بالوضع اللبناني الداخلي لأنه من مصلحة اللبنانيين احتواء أي حال غريبة واعادتها الى الوطن، لا ان يقذفوا بها الى الخارج. لدينا مصلحة في احتواء جميع الفئات التي تعتقد ان لها علاقات خارجية وإعادتها الى الوطن، لأن الانسان لا ينصرف الى الخارج الا في حال القلق والخوف وحال خلق مصالح اضافية، إذاً علينا ان نبحث الموضوع في العمق، لأننا نحن خرجنا للتو من حرب فيها قسم دولي وقسم اقليمي وكنا خاضعين لنفوذ غريب والآن علينا ان نبذل جهداً للم شمل الجميع وهذا الامر لن يحصل الا بإشاعة الطمأنينة بين مختلف الاطراف كي لا يشعر أي طرف بأنه مستهدف.

> لكنهم (فريق الحكم) يقولون انه لا يوجد أي تجاوب من الجانب السوري في أي جهد يبذل من طرف اللبنانيين؟

- بصرف النظر عما اذا تجاوبت سورية او لم تتجاوب المهم ان ارتب وضع بيتي وليس من الضروري ان تتجاوب سورية او لا تتجاوب، المهم ان نعيد صناعة وحدتنا ولو افترضنا كما يقال ان هناك فريقاً من اصدقاء سورية، نتكلم معه ونعرض عليه الامر بأن سورية لا تتجاوب معنا.

لكن طبعاً ليس بالشتيمة والهجاء لأن الاسلوب العدائي لا يوصل الى نتيجة، نحن في حاجة الى اسلوب حواري، لذلك استطعنا وبالتفاهم مع «حزب الله» وبعد ذلك على طاولة الحوار تحديد مبادئ في اطار وضع علاقات مع سورية نتفاهم عليها جميعاً كلبنانيين، سواء قبلت سورية ام لم تقبل، فنحن كلبنانيين اصبحت لدينا نظرة موحدة ولم تعد سبب خلاف بيننا، هذا مهم جداً، وهذه هي ايجابيتها، نحن ننسج وحدة نظر سياسية تجاه الآخرين وتجاه وضعنا الداخلي.

> الجانب السوري قال (حديث الرئيس بشار الأسد الى «الحياة»): «نحن في انتظار مؤتمر الحوار» في الوقت الذي تقول فيه انكم انجزتم شيئاً. هل ما أنجز ليس صالحاً للعلاقة مع سورية؟

- أنا اعتقد انه صالح، ولكن المقاربات المختلفة التي ما زالت تثير الموضوع تختلف حتى بين اللبنانيين انفسهم، نحن نقول انه عندما يصبح هناك تغيير في النهج السياسي يجب ان يكون هناك تغيير في التعبير او تغيير في بعض الاشخاص الذين سيعالجون موضوعاً خلافياً سابقاً، هذا لم يحصل عند اللبنانيين، من يريد ان يشتم يشتم ومن يريد ان يسكت يسكت ومن يريد ان يشكر... يشكر، بمعنى آخر ان موضوع الحوار الذي اتفقنا عليه في النص لا نترجمه عملياً بسلوك هادئ لأنه لا يمكن ان ندعو احداً كي نتحاور معه او نبلغه اننا قادمون اليه كي نتحاور معه ونحن نشتمه. هناك نوع من أدبيات الخطاب السياسي او الديبلوماسي يفرض علينا على الاقل فترة التزام صمت وهدوء كي يكتشف كل منا نيات الآخر او حدود التعاون معه في هذا الموضوع واذا لم نلتزم بها يصبح لكل واحد حرية التملص من الموضوع المطروح.

> تقصد مطلب وقف الحملات الإعلامية هنا؟

- أقول لك كلا، انا، وعلى سبيل المثال، اقبل ان تتحامل صحيفة مستقلة على سورية ولكن لا أقبل جهازاً اعلامياً تابعاً مثل «المستقبل» ومشتقاته، يمثل التيار الحاكم يشتم سورية كجهاز اعلامي، او كأشخاص منتمين الى الاكثرية او متحالفين معها في الحكومة يشتمون النظام السوري، هنا أصبحنا امام تورط للحكومة ولو غير مباشر.

> لو كنت مكان الرئيس اميل لحود الآن ماذا تفعل؟

- انا لست محله. لو كنت محله، ربما ما كنت وصلت الى هذا الوضع، الآن وكما هو الوضع عليه اصبح الناس أسرى المواقف التي اتخذوها، ناس اخذوا موقفاً يطالبون فيه بكل شيء وهو قال انا لا اعطيكم كل شيء، ولا نحن في المعارضة على استعداد لإعطاء كل شيء، ان المشكلة لم تعد مع الرئيس لحود اذا اتفقنا نحن ان يذهب او يظل.

طرحنا اسلوباً معيناً لبحث الموضوع. قلنا انه يجب التفاهم على البديل قبل الايحاء للرئيس الحالي بأن اللبنانيين اتفقوا، فمن فضلك المطلوب منك ان تسهل المهمة، لكن لم نتمكن من الوصول الى هذا الوضع، حتى قضية رئاسة الجمهورية لم تبحث على الطاولة كما يجب، لم يفتح أي فريق بطاقاته على الطاولة، اصبح الجميع يريدون ان يعملوا في الكواليس، والكواليس تطبيقات ولن تنفع في مثل هذه المواضيع، انه الموضوع الوحيد الذي لم يحدث فيه حوار اطلاقاً. لم يكن هناك حوار حول الرئاسة، كان هناك «كولسة». وقد فتح الموضوع وأقفل لأنه بعد «الكولسة» لم نصل الى نتيجة، وهنا تنقص الصراحة، لأنه لو كان موضوع حوار كان يجب ان يطرح امام الجميع ويعطي كل واحد رأيه، او على الاقل كان بالإمكان طرح بعض اجزاء منه، عموميات، وعندما كنا نصل الى قضية طرح الاسماء على الطاولة لم يطرح أي فريق أي اسم على الطاولة.

> كيف كانت مشاركتكم في «الكولسة»؟

- أنا لم أشارك في «الكولسة» لم يتكلم احد معي في الموضوع ولم اتكلم مع احد ايضاً في هذا الموضوع.

> لو كنت مكان رئيس الحكومة فؤاد السنيورة ماذا كنت ستفعل؟

- كنت قدمت استقالتي.

> كيف تتشكل الحكومة في ظل مخاوف من ان يحصل فراغ؟

- لن يكون هناك فراغ في ظل نظام دستوري، هناك حكومة تستقيل وتظل تصرف الاعمال، واذا لم يتمكنوا من تشكيل حكومة يدعون الى اجراء انتخابات، هذا اذا اردنا اتباع الاصول، ولكن كل واحد يقول لك: لا، كيف نجري انتخابات؟ يشيعون دائماً اجواء ووصفات ولا يقبلون بالوقائع، حتى الآن لدى الحكومة 34 صفحة، بقي الرئيس السنيورة يقرأها مدة ساعة ونصف، انها بين يدي، قرأت هذه الصفحات امس صباحاً، وحاولت ان اجد بنداً واحداً في الـ34 صفحة نفذته الحكومة فلم أجد، لهذا السبب على الحكومة ان تستقيل لأن بعد سنة لم نجد أي شيء من الاشياء الاساسية التي ذكرها برنامج الحكومة منفذاً.

> نظرتك الى الوضع تشير الى ان قصة البلد طويلة، في ظل عدم القدرة على تطبيق ما اتفق عليه.

- لا. هناك نية سيئة، وليس هناك عدم قدرة، هناك اناس لا يريدون مساهمة بقية الاطراف، وأنا لم أسأل احداً عن المحاصصة، ولكن هم يريدون ترك كل القرارات بين أيديهم ولا يريدون منا المساهمة ويطلبون منا ان نكون مطيعين فقط.

على سبيل المثال قصة المجلس الدستوري، هذه لن تصل في أي بلد من بلدان العالم، لا اعرف اذا كان الناس مدركين نتيجة هذا القانون، لقد ألغي المجلس الدستوري الذي يراقب مجلس النواب.

> ألم يكن المجلس الدستوري احدى المؤسسات الطيعة في أيدي سلطة الوصاية، والتي ألغت نيابة غبريال المر واتخذت قرارات محددة ضدكم كما تقول الأكثرية؟

- المجلس الدستوري انصاع وهم الذين عينوه، ان اكثرية النواب والوزراء الموجودين حالياً هم الذين عينوا هذا المجلس الدستوري.

> أليست سلطة الوصاية هي التي عينته؟

- ان سلطة الوصاية عينت هؤلاء النواب. من يحاسب من؟ ان وضع النواب والوزراء الحاليين هو ذاته وضع المجلس الدستوري بعد الوصاية، فإذا كان هذا مخالفاً فإنهم خالفوا قبله، اذا كان هذا طيعاً فإن النواب والوزراء الحاكمين حالياً كانوا طيعين اكثر منه، اذاً يريدون محاسبة احدهم ويأخذون براءة ذمة، الذي كتبه فارس خشان في «المستقبل» عن القضاة يدخله فوراً الى السجن ولكن لديه حصانة، وعندما يتكلم احد عن «بيت الحريري» يتعرض للمشاكل والدعاوى.

> صدر قرار ظني في حق الصحافي خشان.

- عال، ان شاء الله يصدرون قراراً ظنياً في الدعوى ضد «المجلة»، وكي أكمل عن المجلس الدستوري في عام 2001 صوت المجلس النيابي على قانون اصول المحاكمات، وقبل انقضاء المهلة الدستورية، حتى يكون لهم الحق في إعادة النظر، اجتمعوا «وغصباً» عنهم وكان هناك حكومة برئاسة الرئيس رفيق الحريري ومجلس النواب برئاسة نبيه بري اجتمعوا وتراجعوا عن التعديل الذي تقدموا به ونفذوا التوجيهات المعطاة لهم.

اليوم هذا المجلس الذي يعمل في ظل هذه الحكومة وظل هذه الاكثرية، كم تعتقد ان لديه نموذج تمرد أمامه كي يقف في وجه الضغط؟ أنا لا اريد تبرير احد، يعتبرونني مجنوناً، لكن انا اعملها وعملتها تحت المدفع، هذا هو النموذج التنفيذي والتشريعي والقضائي في البلد، ان القضاء الذي هو اضعف من ناحية الحجم ومن ناحية الحماية لم يتمكن من الصمود، اذاً مثله مثلهم، الآن لم يعودوا يتمكنون من الحصول على ورقة ذمة على حسابه. ما هو السبب؟

ان اول شيء قاموا به هو التصويت على قانون امامه طعون لإيقاف المجلس الدستوري، ما هي الدوافع، هذه هي كانت مشكلة لبنان كله، صوتوا على هذا القانون بنية تعطيل الطعون النيابية المقدمة اليهم، ومن هنا تتبين النية الجرمية عند الحكومة والخروج على الأصول الدستورية.

ماذا حصل للمجلس الدستوري في ظل هذا القانون؟ سيتحول الى مكتب تحت تصرف الاكثرية النيابية، لأنه أصلاً لا احد يستطيع إزاحة القاضي طوال مدة ولايته في المجلس الدستوري والتبديل يؤمن الاستمرارية أي النصف يذهب وبعض النصف يتغير دورياً ولو اشتغلوا في شكل طبيعي كان المجلس قد تغير.

> بعضهم تسلموا تعويضاتهم...!

- ان هذه المخالفات القانونية ينظر فيها القضاء. ان قانون المجلس الدستوري ينص على استمرارية العمل حتى يتعين البديل، ولا يمكن اعتبار البديل جاهزاً الا عندما يقسم اليمين امام رئيس الجمهورية، هذا ما ينص عليه القانون، اذاً يظل القاضي موجوداً... ولا يحق له الاستقالة لأن هناك نصاً خاصاً، لا يطبق عليه قانون الموظفين، مثله مثل الحرس في الجيش، فإذا لم يأت رئيس الحرس بالبديل عند انتهاء مدة حراسته لا يستطيع ترك مركزه واذا ترك مركزه يعتبرونه فاراً من الخدمة.

صحافي «فرخ»

> نشهد شرذمة في البلد، ما حصل في بلدة الجاهلية بين الدروز، الصراع الذي بدأ يأخذ طابعاً حاداً بين المسيحيين، في رأيك هل هذا من ضمن النظرة التي تقول ان الانقسامات داخل الطوائف يمكن ان تسهل الحلول وهناك نظرة تقول انها يمكن ان تعقد الامور...؟

- الانقسامات بمعناها الحاد كما هي حالياً ليست سليمة، ولكن الانقسامات في الرأي وعندما تكون متوازنة تسهل الحلول، ولكن هذه هي صدامات وليست انقسامات كما حصل في الجاهلية، وهذه آثارها سيئة على المجتمع ورواسبها لن تزول بسهولة خصوصاً عندما يكون هناك دم ويحصل قتل.

من ناحية ثانية فإن الاسلوب السياسي المستخدم حالياً، يشير الى ان ادبيات السياسة مفقودة حتى ان السياسي لا يعطي رأيه في معظم الاحيان ويترك لعواطفه العنان والعواطف هذه هي سيئة إجمالاً وتتضمن اهانة.

على سبيل المثال عندما يقال «يلهث وراء السلطة»، هذا كلام غير مهذب، وعندها يكون تطاولاً وقلة أدب فهذا لا يجوز، اليوم صحافي «فرخ» يُقرّر ان شعبية العماد عون انتهت، وهو ينسى ان هناك مؤسسات تجري احصاء واستطلاع رأي ولديها ارقام، الايحاء بحرب اعلامية كهذه، ان هؤلاء يثقلون الجو ويخلقون حال قرف عند المواطنين، لكن النقد إذا كان لاذعاً وفي محله فأنا لست ضده.

> هل أجريتم استطلاع رأي بعد تفاهمكم مع «حزب الله» لمعرفة رد الفعل المسيحي في مناطقكم؟

- ان الاستطلاع الذي أجريناه مباشرة بعد التفاهم كان ممتازاً، حتى بعد اسبوعين كان أفضل بكثير من اول اسبوع، كنا في اول اسبوع في حدود 70 في المئة وبعد ثلاثة اسابيع ارتفعت نسبة التأييد الى 77 في المئة في المناطق المسيحية. وفي كل لبنان كان الاستطلاع جيداً حيث تخطى الـ80 و90 في المناطق الشيعية وعند المسيحيين بقينا في المعدل، أما عند السنّة فبقيت النسبة هي هي بين 20 و22 في المئة.

> السجال الأخير بين الوزير السابق سليمان فرنجية وبكركي طرح رأياً يقول ان رجال الدين عندما يتعاطون السياسة عليهم ان يتحملوا تعرضهم لحملات من السياسيين وعليهم ايضاً ان يتوقفوا عن التعاطي في السياسة كي لا يستغلوا السلطة الدينية لأغراضهم؟

- أنا مع حرية كل مواطن سواء كان رجل دين أم غير رجل دين في ان يتعاطي السياسة ويدلي برأيه، انما النقد ضمن اصول النقد، لأن النقد ليس خالياً من الأدبيات ويمكن الرد على اي رجل دين عندما يتخطى الحقيقة، واقول دائماً ان حدود الحرية في التعبير هي حدود الحقيقة، طالما انك تقول شيئاً تحت سقف الحقيقة التي تعبر عنها فأنت ملزم بإبراز هذه الحقيقة، تستطيع ان تقول على سبيل المثال ان فلاناً «سارق»، واذا قلت مثل هذا الكلام فعليك ان تثبت انه سارق، هنا تكون ضمن الحقيقة، انت لا تستطيع ان تقول عن شخص انه سارق ولا تستطيع ان تبرهن ذلك وهنا يكون الانسان قد تخطى الحقيقة، انا اقبل ان يتهمني شخص بالسرقة ويثبت ذلك والا عليه ان يدفع الثمن لأن التهمة الباطلة لها ثمن ايضاً. وهذا هو الرادع الوحيد.

> هناك سجال سياسي بين الوزير فرنجية وبكركي وبينكم وبين الكتائب هناك خلاف سياسي…

- الوزير فرنجية تحاشى، وأبعد الموضوع عن بكركي وتكلم بالقرب من بكركي، لقد التزم المطارنة مع المطران الذي تناوله فرنجية، هذا غير موضوع. اذا نظرت الى تاريخ الكتائب فإنهم يهاجمونني دورياً، انا لا ارد عليهم، لقد شعر بعض النواب بأنهم معنيون فطلبت منهم عدم الرد عليهم (الكتائب) لأنني اشعر بأن اقوالهم افتراء وتطاول وعندما يكون هناك افتراء وتطاول ينتهي الموضوع. هناك اناس مصابون بالانحرافات العقلية وبالتخلف العقلي.

> إذن أنت مع ان يبدي كل طرف رأيه حتى ولو كان رجل دين؟

- انا مع حق حرية ابداء الرأي ومع حرية الرد على ان يلتزم كل انسان حدود الحقيقة.

> ما رأيك في اسلوب الوزير فرنجية وبخاصة عندما تكلم بعد خروجه من اللقاء معك…

- صحيح انه قال هذا الكلام لدى خروجه من اللقاء معي، وأنا مرّ من عندي خمسة او ستة آلاف وأدلوا بتصريحات على التلفزيون، وأتحدى ان اكون طلبت، ولو مرة واحدة، من احد منهم، لا اريد ان ابرئ نفسي، ولكن على الناس ان يعرفوا، لأن الناس لديهم نوع من الذهنية التي تجعلهم يفكرون دائماً بأنني أوعزت أو قلت، اتحدى اذا كان هناك من بين الستة آلاف شخص من يقول انني طلبت منه ان يصرح بشيء او أوحيت له بأن يصرح بشيء. هذه هي الامور الوحيدة التي لا أمارسها.

ان بعض الناس غمزوا من مواقفي، هذا لا يعني لا لوماً ولا عدم لوم للوزير فرنجية، وزير سابق عنده معلوماته الخاصة به يتحمل مسؤولياته الكاملة تجاه الرأي العام.

> التفسيرات أتت لأن كلامه جاء بعد اجتماعه معك وبعد ان قيل ان الجنرال عون ربما كان منزعجاً من موقف بكركي في مسألة عدم دعوة الرئيس لحود الى القمة الفرنكوفونية وربط ذلك بالقرار الرقم 1559؟

- اطلاقاً، اطلاقاً، لديّ رأيي وأبديته، وعدت وأبديته مرة ثانية، ان بكركي لها الحق في ان تتصرف بالرأي الذي تريده، وأنا لدي الحق، وأنا اعلل مواقفي دائماً، ولا اقول مع الـ1559 او ضد الـ1559.

أنا قلت ان الـ1559 مثلاً تخطته الانتخابات النيابية اللبنانية، هذا ينص على احترام الارادة اللبنانية، هذه الارادة اللبنانية تمثلت بانتخابات تبنتها الأمم المتحدة ونحن لنا عليها مآخذ وقبلناها برأي خبراء الأمم المتحدة الذين قالوا عنها انها حرة وسليمة اذاً ماذا تريدون؟ لم تفرز ارادة كافية لتغيير رئيس الجمهورية، الى أين تلاحقونه؟ اصبح ذلك تعدياً داخلياً علينا، قصة مطالبة الامم المتحدة اصبحت وكأنها هي تريد ان تمارس علينا وصاية مباشرة لإزاحة رئيس الجمهورية.

ما صدر من الأمم المتحدة جاء من الرئيس الفرنسي جاك شيراك ايضاً، ان الرئيس شيراك معروف بصداقته لبيت الحريري واختصر خلال كل ولايته علاقة فرنسا بلبنان بينه وبين الرئيس الحريري، وبعد ذلك بينه وبين ابنه، نحن لا نعترف بمثل هذه العلاقة مع فرنسا، هناك علاقة تاريخية عمرها 800 سنة بين فرنسا ولبنان اصبح خلالها هناك علاقة قربى وتزاوج. هناك علاقة ثقافية. ان الذين يصوتون في لبنان في الانتخابات الرئاسية الفرنسية اكثر من الذين يصوتون في الانتخابات النيابية.

هل شيراك غشيم؟

> اذاً العلاقة مع الرئيس شيراك «خربانة»؟

- على طول خربانة، سنة 1996 كيف يسمح الرئيس شيراك لنفسه بربط مصير لبنان بحل شامل لقضية الشرق الأوسط لولا نصيحة الرئيس الحريري، ويومها قامت القيامة، وتم حصاري في HAUTE MAISON ومنعني من الذهاب الى المجلس الاوروبي حيث كنت مدعواً للتكلم في هذا الموضوع، منعي بالقوة، حاصرني وأرسل الدرك، قال في حينه «عندما تحل قضية الشرق الاوسط سنرى على ضوء ذلك ونبحث في قضية السيادة اللبنانية عما اذا كانت ستعود أم لا». هل يعقل ان الرئيس شيراك «غشيم» لا يعرف ان قضية الشرق الاوسط كان لها في حينه 48 سنة وانها مرتبطة ببلدين يحتلان أرض لبنان. أي انهم يتوافقون هم اذا كانوا يريدون اعطاء لبنان سيادته ام لا؟ هذه هرطقة قانونية ديبلوماسية، هرطقة من جميع الجهات، في حينه اطلقت هذا التصريح واشتعلت المشاكل، ليس كل ما يأتي من شغل «البلاد» مقبولاً. على الأقل بدنا نعرف ماذا نريد نحن كلبنانيين.

> توجه اليك الرئيس الأسد عبر «الحياة» بتحية حين قال انك تدافع عن سورية على رغم الخصومة السابقة، الا تقتضي السياسة ان تلتقط المناسبة وترد التحية له؟

- اعتقد لو أن الموضوع بيني وبين سورية شكلي او بالأحرى موضوع الخلاف مع سورية كنت اعتبرتها مبادرة ايجابية على المستوى الوطني يمكن ان تؤدي الى تحسين العلاقات، ولكن أنا لست اليوم في موقع السلطة، وليست لدي صفة تمثيلية للسلطة اللبنانية، لدي صفة تمثيلية شعبية، انا اعتبرها تحية على الصعيد الشخصي قد تنفع في المستقبل عندما تسمح الظروف بتلبية هذه الدعوة المفتوحة.

> هل تعتقد ان دمشق تجاوزت ما قلته عن الرئيس حافظ الأسد عام 1989؟

- اعتقد اننا كلنا تجاوزنا اشياء كثيرة لأن الذي يريد بناء المستقبل لا يمكنه فقط ان يتوقف عند مشاكل الماضي، لأن مشاكل الماضي هي نتيجة عجز في معالجة امور معقدة، وكي نتمكن من بناء المستقبل لا يمكننا ان نبقى في حدود الماضي، اكيد هم تجاوزوه وأنا تجاوزته والشعب اللبناني سيتجاوزه لبناء المستقبل. أعتقد ان اهم شيء فعله (الرئيس شارل) ديغول في حياته السياسية عندما عاد الى الحكم كان توجهه الى المانيا ليؤسس مع أديناور وحدة اوروبا ويجعل من كل اسباب الخلاف وحدات توافق بينهما حول المواضيع الاقتصادية والسياسية وهكذا انتهت اوروبا الى نوع من الوحدة، طبعاً غير المكتملة بمفهومها الفيديرالي.

> اذا سمحت الظروف ان تزور دمشق فماذا ستطلب من السوريين؟

- أولاً نتعرف اليهم وجهاً لوجه ويصبح بيننا خبز وملح. وأكيد يمكن ان نعمل جولة أفق حول مواضيع عدة ولكن حتى هذه الساعة فإن المواضيع السياسية مواضيع عالقة، استيضاحات كل هذه الامور معقولة، لكن هذا الموضوع يجب ان يتحلحل من طريق الحكومة، وطرحت وفداً رسمياً في مؤتمر الحوار.

> الرئيس بري، في حديث الى «الحياة» قال انه غير متحمس لاقتراحك حتى لا يتحول مؤتمر الحوار الى بديل من المؤسسات.

- يمكن للجنة برلمانية ان تذهب ايضاً خارج مؤتمر الحوار، لأنها في هذه الحال تكون تمثل ذاتها وليس بالضرورة ان تمثل احداً، وعندما يكون هناك وفد مختلط من كل المحاور السياسية تمثل ذاتها، فهي بحد ذاتها تشكل تفاهماً يصبح اقوى من الحقيقة لأن المجموعة التي تمثلها هي اوسع، يصبح فيها إجماع وطني.

> تتهم الأكثرية بأنها حكم الحزب الواحد في وقت تتألف من احزاب وقوى سياسية عدة متعددة المشارب، و «حزب الله» في الحكومة أليس في وصفك لها مبالغة؟

- ان التحالف الانتخابي مع مشاكله ما زال قائماً لذلك يحكمون معاً بالتراضي، بالتوافق على المحاصصة لا يزالون داخل الحكم ولم يترك أي منهم الحكومة.

> متى تتوقع ان يسايرك «حزب الله» في مطلب إسقاط الحكومة؟

- أنا لم اطرح اسقاط الحكومة في الوقت الحالي، لست على عجلة لدخول الحكومة اسمع وأقرأ في الصحف انهم عرضوا عليّ وزارة، كل هذه اخبار، انا لست على عجلة، سألوني في 10 أيار (مايو) عما اذا كنت اريد اسقاط الحكومة فقلت لهم ان هذه تظاهرة مطلبية بدأها المعلمون وطلبنا من الكادرات التابعة لنا المشاركة، قالوا اذاً متى تريد اسقاط الحكومة؟ فقلت لهم اريد لها ان تهترئ وتهر بنفسها في شكل لا يصبح أي واحد منهم قادراً على الوقوف على رجليه بعد رحيلها.

 

طالما انهم قادرون على الوقوف على ارجلهم في السلطة سنرى الى متى؟ انا لست على عجلة من أمري لأن الهريان وصل الى الحلق بعد لحظات سيقطع أنفاسهم. سلطة غير قادرة على دفع فروقات رواتب الموظفين منذ 1998 تعتبر نفسها حكومة تستطيع ان تحكم؟ انها لا تستطيع ان تحكم.

> ان فروقات الرواتب هي تراكم؟

- من صنع من؟ من صنع الشخص نفسه، من هو الشخص الذي صنع التراكم؟ أليس وزير المال؟ ورئيس الحكومة، لا يزال وزير المال ورئيس الحكومة هو هو، اذا لم يكونوا هم هم انفسهم فإن المدرسة نفسها هي التي ما زالت في السلطة، عندما قدموا الورقة الاصلاحية قالوا «بيروت –1» جاءت الخيرات، فتحنا الورقة ورأينا انها ما زالت زيادة ضرائب وسندات خزينة، سندات الخزينة ستتحول الى مساعدات يقدمونها لنا ولكن لا يعرفون حجمهم، على الاقل كانوا يقولون ان سندات الخزينة ستجلب خمسمئة مليون دولار، ولكن قالوا هناك الضرائب، وضعوا لنا الضرائب معاً، نحن في حاجة الى سياسة انماء لزيادة الناتج الوطني، اذا كنا لا نستطيع خفض الدين فعلى الاقل زيادة الناتج الوطني. يعني المساعدات التي ستأتون بها لا نريد ان تعالجوا بها قضية الدين، عالجوا بها القطاع الانتاجي حتى يزيد، هذه هي نظرتنا، نحن ليبراليون، يقولون كيف تكون ليبرالياً ولا تؤيد الحكومة، انا ليبرالي ولكن ليست هذه الوصفة التي اريدها، اريد زيادة الانتاج وتغيير النهج الاقتصادي.

> يتردد ان بعض المواقف التي تتخذونها مبنية على معلومات غير دقيقة من بعض المستشارين، على سبيل المثال قولك ان سفرات الرئيس السنيورة تكلف الخزينة، وهو يقول انه لا يكلف الخزينة قرشاً واحداً؟

- من أين يصرف، كيف تطير الطائرة وتصرف؟

> هو يقول ليس من الخزينة؟

- لقاء ماذا؟ انا عندما عدت من فرنسا، ليس أقل من خمس شخصيات لبنانية تبرعت بتقديم طائراتها، شكرت الجميع، وفتحنا حساباً في المصرف للتبرع من اجل استئجار طائرة، لماذا؟ لأن الخدمة لها ثمن.

> ان هذا يعني انه مقابل إعارته الطائرات او وضع طائرات في تصرفه هناك ثمن معين؟

- انا اكتفي في هذه اللحظة بهذا القدر ولا اريد ان اقول الاكثر، واذا كان هناك من جواب على هذا عندها نبحث، لماذا لم يتوقف في كل الذي قلته عن الحكومة الا عند هذه النقطة.

> العلاقة بينك وبين الدكتور سمير جعجع فيها شبه انقطاع. ما هو السبب؟

- هم عندهم خط سياسي ونحن لنا خط سياسي آخر، نحن لدينا رؤية للأمن والاستقرار السياسي وهم لديهم رؤية، هم تبنوا نهج الحكومة ونحن نهجنا معارض للحكومة.

بالمناسبة يتم إجمالاً الجمع بين موقف «حزب الله» وموقفنا، نحن عقدنا تفاهماً مع «حزب الله» ولكن نحن «التيار الوطني الحر» مع «الكتلة الشعبية» لدينا نهج مستقل، نتفاهم حول مواضيع عدة وهناك مواضيع لا نتفاهم حولها. وعلى سبيل المثال تضامنوا معنا في ملف المجلس الدستوري هذه تفاهمنا عليها.

> بالنسبة الى السجال بين «التيار» و الكتائب وآل الجميل ألم يلعب النائب ميشال المر دوراً في التهدئة؟

- وضع نفسه خارج الموضوع لأنه كما اعتقد، وأنا لا أريد ان أعلق على علاقتهم السلبية او الايجابية، لم يكن له دور.

جنبلاط والحريري وبري والقومي

> البعض يعتقد ان مهرجان الاونيسكو (لإعلان حزب «التيار الوطني الحر») كان فاشلاً بالشكل والمضمون. ما تعليقك؟

 

- قلت اننا نجتمع مع كل الفئات اللبنانية مع الاحتفاظ لكل واحد بحق الخلاف، وهناك نقاط نتفاهم عليها، ولا تنس اننا نتبع نهجاً علمانياً، وهذه نقطة اساسية في المجتمع كي نتحرر من المذهبية والطائفية، اذاً نحن لا نتنكر سياسياً للحزب الشيوعي في بعض المواضيع ويمكن ان نوقع معه ورقة تفاهم حولها، انا اتبع سياسة تقول بلقاء الذي نتفاهم معه وعالج مواضيع الخلاف، وفي كلمتي في الاونيسكو قلت اننا لا نشجع سياسة الخلاف والتصادم القائم عليها المجتمع اللبناني، ونحن نشجع سياسة التفاهم والبناء، كم هي النقاط المشتركة بيننا وبين الآخر، نعمل على تحقيقها، هذا نهج خاص فينا، وهي ثقافة أقوم بتطويرها في لبنان، هي جزء من فكرنا.

القومي السوري مثلاً علماني، لن أتفاهم معه على قصة سورية ولكن أتفاعل معه وعلى سبيل المثال في تطبيق النهج العلماني، ونجمع اصواتنا حتى نشكل بالطبع قاعدة واسعة، نحن لدينا مشروع مجتمع جديد ونريد من القاعدة ان تتطور في هذا الاتجاه، نحن لا نفرضها حالياً فوقياً، نحن نقنع الناس للانتقال من المرحلة الطائفية الى المرحلة السياسية، أي بدل ان يكون انتماؤنا طائفياً فليكن سياسياً على برنامج، وبعد الانتقال الى المرحلة السياسية نستطيع ان نتفق من طوائف مختلفة على برنامج سياسي في مصلحة الجميع، وبعد الانتقال من هذه المرحلة نفتش على من هو اداؤه الافضل ويستلم، عندها تصبح الامور مرتبطة بالأداء الشخصي للأفراد وتسقط بذلك النزعة الطائفية، لأن هذا الشخص وبفضل ادائه السياسي وبرنامجه يصبح مصدر الطمأنينة وليس الطائفة ولا المجموعة.

> إذا أردنا ان نأخذ هذه الافكار كمقياس الى أي مدى ينطبق ذلك على علاقتك بالنائب وليد جنبلاط والفريق الذي يمثله؟

- ان جنبلاط ليس بعيداً عنا في تفكيره عن هذا النهج، ولكن اليوم لا يجسده بمواقف سياسية لأن الالتزام السياسي الذي أخذه هو على نفسه يضعه الآن خارج هذا التعاون، ولكن بيننا وبينه لا يوجد عداء فكري في هذا الموضوع إطلاقاً، هناك فوارق في المواقف السياسية التي تجعله في موقف آخر.

> سعد الحريري؟

- لا، سعد الحريري ليس علمانياً أبداً ولا اعتقد ان لديه هذا النهج.

> في مستوى اللاطائفية؟

- لا أرى ان «تيار المستقبل» فكره غير طائفي.

> نبيه بري؟

- كذلك لا يتكلم بالعلمانية، نحن في الوثيقة بيننا وبين «حزب الله»، ولأن رجال الدين لا يحبذون استعمال كلمة علمانية ولكن يقولون بتشجيع المؤسسات المدنية، هذا تكلمنا فيه مع «حزب الله» وأنا اعتبرها خطوة إيجابية معهم.

> المجمع الماروني أشار في بيانه كذلك الى الدولة المدنية.

- اعتبر كل هذا تطوراً ايجابياً، تطور ايجابي بالمواقف لأنهم كانوا دائماً يعتقدون ان العلمنة بالنسبة اليهم نوع من الإلحاد، لا، نحن نراها الفسحة المشتركة حتى يتمكن كل واحد من ممارسة معتقده ويميز بين الممارسة الدينية والممارسة السياسية، نحن علمانيتنا هي التمييز بين العلاقتين، العلاقة العمودية بين الانسان والخالق والثانية الافقية السياسية بين انسان وانسان، من خلال هذا التمييز نستطيع نقل مجتمعنا من الانتساب الطائفي الى الانتساب المدني.

 

> الدول الاقليمية والدول الغربية غير مهتمة برأي القوى المسيحية، ونلاحظ ان رؤساء الكتل الاخرى يسافرون ويجتمعون مع مسؤولين في الغرب والشرق باستثناء الفريق المسيحي، لماذا؟

- لا اعرف. انا سافرت في تشرين الثاني (نوفمبر) وليس لدي طائرة خاصة ولا استطيع ان اسافر وأعود كل فترة، ولدي دعوات الى الدول العربية سأنفذها بعد رمضان أي في تشرين الاول (اكتوبر). الموضوع ليس السفرات، ان هذه الدول لديها سفراء هنا ونتكلم معهم جميعهم، ان كثرة السفر احياناً ليست مؤشر خير.

> اذا كان التوقع ان يكون موسم الصيف، هادئاً كيف ترى فصل الخريف؟

- لا اعرف على أي قياس يقولون ان الصيف سيكون ايجابياً، هل هذا يعني انهم ينتظرون مصطافين هذا العام؟

> مثلاً. او هناك اتفاق لتفادي التشنج السياسي...

- انا أرى ان الذين وضعوا الاتفاق بدأوا هم بالتشائم، لم أر هذا، كل الموالين في السلطة يشنون هجوماً على الخط نفسه، بالأمس السيدة غنوة (جلول) ولا اعرف من اين أتت، هاجمتنا، اذا اضفت الكتائب وبعض الصحافة المكتوبة «المستقبل» وغيرها لا أراهم ملتزمين لأن الكلام المستعمل ليس كلاماً سياسياً ابداً، تشعر انهم يضعون ميثاق شرف بلا شرف.

لن يحصل ما يضرب الاستقرار

> هل تتوقع حوادث أمنية؟

- حوادث صغيرة ممكنة ولكن لن يحصل أي شيء يضرب الاستقرار، لأن القواعد الواسعة متوافقة، على الأقل يعترفون لنا بهذه الحسنة نحن و«حزب الله».

> ألا يوجد توافق مع القوى الأخرى؟

- نعم يوجد توافق الآن لم يعد هناك نقاط تماس.

> هناك كلام عن حوار أميركي – إيراني ومعالجة الوضع في العراق، ما هي التأثيرات الممكنة في الوضع اللبناني بسبب هذه التطورات الاقليمية المنتظرة؟

- ان أي استقرار في الشرق الاوسط سينعكس بالتأكيد ايجاباً علينا وان أي حال اضطرابية او حرب تنعكس علينا سلباً، ولكن نحن مهمتنا وضع الامور السلبية في حدها الأدنى ونزيد الامور الايجابية ايجابية. ان الحكومة والسياسيين المقصرين في عملهم الداخلي يثيرون الوضع الاقليمي لتغطية هذا التقصير، لا اعتقد ان طرقات جبيل تتأثر بالوضع الاقليمي كي تزفت او إصلاح شبكة المياه.

> المقصود اذا كان السنيورة يستطيع زيارة دمشق، واذا تبدل الوضع الاقليمي يمكن ان يطرأ تحسن على علاقتنا بسورية؟

- هنا الخطأ. لأنه يجب ان تكون زيارة دمشق او أي دولة عربية مستقلة بالفعل ولا نكون خاضعين للتجاذبات الاخرى، أي ان علاقتنا بسورية والمحيط العربي يجب ان تكون خارج التجاذبات الكبرى، يجب ان يكون لدينا دائماً القدرة على الكلام مع الآخرين، وهنا أقول ان التعطيل يخلق لنا مشاكل اضافية نستطيع ان نتخطاها، انا هنا لا أقر بأن التجاذبات الاقليمية لها دور كبير.

> لكن هناك قوى كما يعتقد بعض الاطراف تأخذ قراراتها بتأثير من الخارج.

 

- نحن كانت لدينا تجربة ايجابية مع «حزب الله»، مثلاً ماذا كانت متطلبات «حزب الله»، تحرير الارض المحتلة والقدس وحل المشكلة العربية – الاسرائيلية وتحرير الجولان والقرى السبع والأسرى العرب والفلسطينيين، كلها ارتباطات، ان الخطاب السياسي المرتبط بالخارج حُسم بالتفاهم وعدنا الى حدود ارضنا وتحرير مزارع شبعا والدفاع عن لبنان، ان هذه التجربة الايجابية استكملت بموقف اعلن عنه الشيخ نعيم قاسم وقال: «اننا لسنا اداة ايرانية» في سياسة الشرق الاوسط، كما عاد وزير خارجية ايران وأكمل بموقف جاء فيه انه في حال أي نزاع مع اسرائيل فإن «حزب الله» ليس طرفاً في النزاع، اعتقد ان كل هذه التجارب الايجابية وكلامنا معه لا يدل على ارتباطات من هذا النوع.

يقولون «أعطونا شيئاً مطمئناً للدفاع عن الجنوب وخذوا سلاحنا». اذاً هناك هواجس لا نستطيع نحن ان نمحوها من ذاكرة الناس حتى ولو من خلال الخطاب على المستوى القيادي، أنت عليك ان تمرر قناعتك الى قاعدتك وإلا تتعرض للاضطراب، اذا الذين يفكرون في «حزب الله» يفكرون دائماً بعناقيد الغضب وتصفية الحسابات وقضايا كثيرة، انت في حاجة الى وقت حتى تتعود على السلام، كل واحد منا في حاجة الى وقت كي يتعود على وضع جديد. ما هو الاسلوب الآخر غير التفاهم لنزع السلاح وتسليم السلاح، هذا هو الاسلوب الصالح الذي اعتمدناه وطورناه مع «حزب الله» الثقة، الطمأنينة ضرورية، ان كل مجموعة لبنانية اذا شعرت بأنها معزولة تتفجر.

المهم ألا تعمل على اشعار أي فريق بأنه معزول، الآن الذي تحاول ان تقوم به الاكثرية هو محاولة عزلي، وأنا بالي طويل ولا احس بأنني معزول ابداً لأن لدي امكانية في اتخاذ الأحجام التي اريدها، ولكن هذا اسلوب خاطئ، اسلوب خاطئ كثيراً.

> الاتصال مع السنيورة مقطوع ومع الحريري؟

- أتكلم معهم على الطاولة، ولكن لا اتصالات سياسية. عندما تصبح القضية في العلاقة تحايلاً تختفي الصداقة، انا لدي وضوح كبير في العلاقة مع الآخرين.

 

شهادة حق.. في زمن الزور

بقلم ملحم متى - الامين العام للتنظيم اللبناني الحر

ان كل الشعارات واليافطات التي تحملها القيادات السياسية اللبنانية، ومن مختلف الطوائف، التي تنادي بالحرية والديمقراطية ودولة القانون والمؤسسات، هي يافطات وشعارات مزورة، فلا هم قلقون على حقوق الناس المهدورة، ولا هم خائفون من استمرار الظلم والحرمان بحق المغبونين والمضطهدين، ولا هم حريصون على الانجازات الوطنية التي تحققت بفضل الدعم الدولي، كل ما يريدون، الا تقفل هذه المكتسبات السلطوية من جديد، لا في وجه اتباعهم، ولا في وجه تجارتهم السياسية، فهؤلاء الذين يجلسون على ضفاف طاولة الحوار، يقرأون الصحف في الصباح، ثم يستمعون الى الاذاعات، ثم يجتمعون حولها وكأنهم زمر في حفلة " زار " ويبدأون حديثهم بـ " كان يجب أن... "، " ولو كنا كذا وكذا.. كان يجب ان نفعل كذا وكذا..".

ومع رشفات القهوة داخل قاعات مجلس النواب اللبناني ورنين الكؤوس وصف الصحون، والضحكات المتبادلة، تبدأ النظريات، وبين لحظة وأخرى ينظرون الى شاشة التفلزيون الكبيرة، ليشاهدوا صور المذابح بحق الحرية والديمقراطية وشرعة حقوق الانسان، الذي لم يسبق له مثيل في تاريخ حرية وسيادة واستقلال لبنان، ولا في تاريخ عهد الوصاية السورية.

يتحدثون وكأنهم في باريس او نيويورك او موسكو، وكأن لا علاقة لهم بما يجري، وكأن الذي يشاهدونه او يقرأون عنه من حرمان واقصاء والغاء بحق بعض القوى اللبنانية الشريفة، يجري في الصومال او السودان او العراق لا في بيروت او أي منطقة لبنانية اخرى، وحتى الان، لم يتوقف احدهم ليسأل نفسه، او صديقه في الحوار الذي يجلس الى جانبه في مقهى المجلس، " لماذا نتحاور، طالما لا نعترف بحقوق المظلومين والمحرومين.." هذا الكلام لا يعفي احداً من السياسيين اللبنانيين، حتى من الذين بينهم يبكون حزناً على مبادىء الحرية والديمقراطية، لأن الدموع لا تقاوم الظلم والحرمان.

قرأت مقالة الاستاذ عبدالكريم محو الامين العام للحزب الديمقراطي الكردي اللبناني بمناسبة ذكرى تأسيس حزبهم، فوجدت فيها صرخة ضد الظلم اللاحق بهم، صرخة موجهة الى ضمير كل لبناني يؤمن بالعدالة والانسانية، يؤمن بدولة العدل والقانون، ويعترف بالتضحيات الوطنية لهذا الحزب طوال السنين الماضية في سبيل حرية وسيادة واستقلال لبنان، والاثمان الفادحة والكبيرة التي دفعوها نتيجة تصلبهم وتمسكهم بمواقفهم الوطنية ودفاعهم المستميت عن القيم السيادية، وتصدوا بصدورهم كل المشاريع التي حاولت قضم لبنان، فكانوا وما زالوا فخراً لكل لبناني حريص على مبادىء العيش الوطني المشترك، وعلى مبادىء السيادة الوطنية، وعلى قيم الانسانية التي تعترف بحقوق الجميع على ارض الوطن الواحد.

لكن صدمتنا الكبرى، تكمن بأنهم ما زالوا محرومين ومنفيين، ونحن كمراقبيين للشأن اللبناني، لم نجد حتى الساعة أي مبرر قانوني او وطني لإبقاء سيوف الظلم فوق رقابهم، ولا نعرف ما هي الاسباب الحقيقية التي تمنعهم من العودة الى الوطن ومزاولة نشاطاتهم السياسية أسوة بباقي الفئات والاقليات التي يتكون منها مجتمعنا اللبناني، فهناك الأرمن والسريان وغيرهم، ينعمون بحقوقهم السياسية والثقافية ويتقلوا الدعم الكافي من الحكومات السابقة والحاضرة لتقوية نشاطاتهم الاجتماعية، وممثلين في الندوة البرلمانية ومجلس الوزراء وفي كل مؤسسة وادارة حكومية، ومع ذلك، فان اخواننا الأكراد، وكما نلمس، من خلال مطالعتنا على حقيقة اوضاعهم، فأن حقوقهم ما زالت ناقصة، ناقصة من كل الجوانب السياسية والاجتماعية والاقتصادية، ويمارس بحقهم كل اساليب التعدي والحرمان، تتقاذفهم أمواج المصالح السياسية والاقطاعية، ولم نلمس بالتالي، من غالبية القوى السياسية التي تحاورنا معهم بخصوص الوضع الكردي اللبناني أي استعداد لأنهاء ظروف معاناتهم، ومعاملتهم بروح من الأخوة الوطنية والانسانية، فالكل تهرب حتى من اعطاء الأجوبة الواضحة والصحيحة، وتنصلوا من مسؤولياتهم الوطنية من دون اعطائنا أي عذر مقنع. وهذا الكلام موجه لجميع القيادات السياسية الاسلامية والمسيحية التي التقيناها سابقاً وحديثاً في لبنان، وإلا فليتفضلوا بتكذيب هذا الكلام، والانتقال فوراً الى بيروت، فهناك هذه الايام: صورة حقيقة المظالم السياسية والاجتماعية بحق اخواننا الأكراد.

ما هي جريمة اصدقائنا في الحزب الديمقراطي الكردي لكي يواجهوا المزيد من الحرمان وتجاهل أعمى لحقوقهم المهدورة؟

هل جريمتهم انهم كانوا متقدمين وفي الصفوف الاولى للدفاع عن حقوق لبنان الوطن؟

هل جريمتهم انهم كانوا ينادون بالحرية والديمقراطية واحترام شرعة حقوق الانسان في لبنان؟

هل جريمتهم انهم يذكروا قادتنا المسيحيين بواجباتهم الوطنية والانسانية تجاه كل لبناني مظلوم ومحروم؟

هل جريمتهم انهم اول من كسروا الحواجز الطوائفية بين المسيحيين والمسلمين ووقفوا الى جانبنا كمسيحيين للدفاع عن السيادة والوحدة الوطنية ومفاهيم العيش المشترك؟

هل جريمتهم انهم رفضوا كل الاغراءات المقدمة لهم للتخلي عن مسيرتهم الوطنية في زمن كنا بحاجة الى وقفة وطنية شجاعة من كل لبناني يؤمن بقضية وعدالة وطنه المستباح؟

هل جريمتهم انهم لم يتنازلوا لهذا الزعيم او ذاك، ومصرين على دولة الحق والانصاف؟

هل جريمتهم انهم يطالبون بوقف ذبح حقوقهم على درب المصالح الاقطاعية والعشائرية الآنية؟

ما هي جريمتهم، الكل يريد ان يعرف ما هي الجرائم التي ارتكبوها بحق لبنان وحريته وسيادته ووحدته الوطنية؟

وهل هي جريمة وطنية إذا كانوا لا يستحون من اظهار الحق والمناداة به، أليس نشاطاتهم السياسية هي من صميم الديمقراطية، ولماذا الاصرار على تجاهل حقوقهم، وهل بتنا نعيش في زمن التمييز العنصري داخل لبنان، وإلا فما تفسير استمرار هذا الظلم بحقهم عاماً بعد عام، يوماً بعد يوم، ولا هم لدى القيادات السياسية إلا المزيد من المكتسبات السلطوية؟!

 ليس يأساً ما نطرح، فمن يتداول الاسئلة بصيغة المستقبل، لا بد انه ما زال يرى ضوءاً ساطعاً في هذا الشعب الذي زيفوه وطيفوه، ثم شردوه، وعرضوه بالمزاد، فالمستقبل لا يمكن ان يلغيه ماض ملبد بالأثم الوطني، وحاضر محقون ضد الحياة، ولكن البقاء في زمن الماضي، والوقوف على اطلاله واستعادة لذكراه، والانحسار في ظلمة الحاضر، يعطل رؤية القيامة المجيدة للبنان.

ان العدل والمساواة بين اللبنانيين، والحقوق المشروعة للشعب اللبناني، كل الشعب بما فيهم اخواننا الأكراد، في إقامة دولته، وليس دولة طوائفه واقطاعييه، هي من الشروط الضرورية لقيام لبنان المستقبل، وان تحرير لبنان من كل اسقاطات الجاهلية شرط اساسي يتوافق مع مطلب الأخوة في الحزب الديمقراطي الكردي في الحرية والعدالة والمساواة واسترداد حقوقهم المغتصبة والمهدورة.