المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم الجمعة 13 /7/2007

 

إنجيل القدّيس لوقا .28-25:10

وإِذا أَحَدُ عُلماءِ الشَّريعَةِ قَد قامَ فقالَ لِيُحرِجَه: « يا مُعَلِّم، ماذا أَعملُ لِأَرِثَ الحيَاةَ الأَبَدِيَّة؟ » فقالَ له: « ماذا كُتِبَ في الشَّريعَة ؟ كَيفَ تَقرأ؟ » فأَجاب: « أَحبِبِ الرَّبَّ إِلهَكَ بِكُلِّ قَلبِكَ، وكُلِّ نَفسِكَ، وكُلِّ قُوَّتِكَ، وكُلِّ ذِهِنكَ وأَحبِبْ قَريبَكَ حُبَّكَ لِنَفسِكَ ». فقالَ لَه: «بِالصَّوابِ أَجَبْتَ. اِعمَلْ هذا تَحْيَ ».

استشهاد ستة عسكريين لبنانيين والجيش يقصف بعنف مخيم نهر البارد

 

انفجار في بلدة ساحة روم

وطنية - 12/7/2007 (امن) افاد مندوب الوكالة الوطنية للاعلام في جزين انطوان كرم ان عبوة ناسفة انفجرت حوالي الساعة التاسعة والنصف ليلا في ساحة بلدة روم في منطقة جزين، واقتصرت الاضرار على الماديات .

 

استشهاد ستة عسكريين لبنانيين والجيش يقصف بعنف مخيم نهر البارد
أ ف ب - 2007 / 7 / 12

 استشهد ستة عسكريين لبنانيين من بينهم ضابط ومدني واحد الخميس, في المواجهات الدائرة في مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين في شمال لبنان الذي يقصفه الجيش بعنف غير مسبوق بما يشير الى احتمال ان يكون الجهوم النهائي قد بدأ ضد من تبقى من مجموعة فتح الاسلام الاصولية المتهمة باعمال ارهابية. وفي حصيلة جديدة قال متحدث باسم الجيش ان الخسائر العسكرية ارتفعت الى ستة قتلى. وقال المتحدث لوكالة فرانس برس ان الحصيلة ارتفعت الى "ستة شهداء بينهم ضابط قتلوا في حوادث مختلفة". وكانت هذه الحصيلة من المصدر نفسه قد ارتفعت من مقتل جنديين الى سقوط ثلاثة قتلى ثم اربعة قتلى ليصل العدد الى ستة قتلى.

من ناحيتها اشارت مصادر طبية الى ان مدني لبناني قتل الخميس وهو على الطريق الرئيسية التي تربط طرابلس بمنطقة عكار المحاذية للحدود مع سوريا برصاص مصدره مخيم نهر البارد. وكان الجيش قد قام صباح الخميس بقطع هذه الطريق التي تمر عند تخوم مخيم نهر البارد ثم فتحها بعد الظهر منبها الى انها غير امنة كما افاد مراسل فرانس برس.

وصرح ضابط في الجيش اللبناني في نهر البارد لوكالة فرانس برس ان "قصف اليوم هو خطوة اولى في المعركة النهائية ضد المجموعة الارهابية التي يرفض عناصرها الاستسلام للجيش منذ 20 ايار/مايو". من جانبه اعلن ناطق باسم الجيش لوكالة فرانس برس ان الجيش "يواصل تضييق الخناق على نهر البارد وتطهير المواقع الاسلامية لدفعهم الى الاستسلام" لكنه رفض التحدث عن "معركة الحسم". واوضحت المصادر الطبية ان "الضابط قتل برصاص قناص اسلامي من الجزء الجنوبي للمخيم" الذي انكفأت اليه حفنة من عناصر جماعة فتح الاسلام. واشارت المصادر الطبية الى ان جنديين "سقطا في كمين نصبه المتطرفون الاسلاميون عند تخوم الجزء الجنوبي من نهر البارد" مشيرة الى سقوط 30 جريح من العسكريين. واسفرت المعارك المتواصلة منذ 20 ايار/مايو عن سقوط 181 قتيلا بينهم 92 عسكريا وما لا يقل عن 65 من عناصر فتح الاسلام وفق حصيلة اعدتها وكالة فرانس برس استنادا الى ارقام رسمية.

وكانت المدفعية قد بدات اعتبارا من الساعة الرابعة صباحا (الواحدة ت غ) تدك مواقع فتح الاسلام في الجزء الجنوبي من المخيم دونما توقف. وسقطت قذائف مدفعية من كل العيارات على المخيم الذي اصبح مدمرا بشكل شبه كامل وترتفع منه اعمدة من الدخان. ويترافق القصف العنيف مع اشتباكات بالاسلحة الخفيفة بين الجنود والاسلاميين. وقال ضابط ان الجيش ارسل ليلا تعزيزات بالعديد والعتاد حول نهر البارد.

وافاد مراسل وكالة فرانس برس ان وحدات المغاوير وووحدات مؤللة وفرق هندسة انتشرت صباح الخميس حول المخيم الذي يقع على بعد 15 كلم شمال طرابلس ثاني كبرى مدن لبنان. ويأتي هذا التصعيد غداة اجلاء نحو عشرين امرأة و140 من عناصر فصائل منظمة التحرير الفلسطينية من مخيم اللاجئين.

واكد ابو جابر مسؤول الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في مخيم نهر البارد, والذي غادر المخيم الاربعاء, لوكالة فرانس برس "ان عدد المدنيين المتبقين في المخيم لا يتعدى اصابع اليدين" مشيرا الى ان الاخرين هم عائلات مقاتلي فتح الاسلام بدون ان يتمكن من تقدير عددهم. في مخيم البداوي المجار لمخيم نهر البارد والذي انتقل اليه النازحون الاربعاء تروي جومانا وهبة, 35 عاما, لوكالة فرانس برس انها "لم تشاء مغادرة منزلها او المخيم لان اخطر ما يهدد الشعب الفلسطيني هو هجرته من منزله". وتقول باسى "كنت افضل البقاء رغم صعوبة الظروف فقد اعتمدنا على بقايا المياه في الخزانات وعلى الابار الارتوازية وكنا نخبز بايدينا الطحين المتبقي في المخازن التي هجرها اصحابها". وتضيف "بقيت في منزلي حتى 11 حزيران (يونيو)وعندما اشتد القصف على الحي انتقلت الى المربع الامني الذي اقامته حركة فتح" مشيرة الى انها واصلت تفقد منزلها يوميا حتى سوي المبنى المؤلف من ثلاث طبقات بالارض. وتصف جومانا عناصر فتح الاسلام بانهم "شديدو التعصب".

وتقول "عندما كنت احاول ان اكلمهم كانوا يجيبون +اصمتي يا امرأة ان صوت المراة عورة في ديننا". وتضيف "كنت التقي بهم في كل ممر وفي الازقة وكانوا يتجمعون بالمئات عندما يدفنون احد قتلاهم". وقال مصدر فلسطيني الاربعاء لوكالة فرانس برس ان عمليات الاخلاء التي بدأت امس قد "تفسح المجال امام الجيش اللبناني للقيام بعملياته العسكرية بدون ان يعرض المدنيين للاذى". وقبل المعارك التي بدات في 20 ايار/مايو كان نحو 31 الف لاجئ يقيمون في مخيم نهر البارد. واسفرت المعارك عن سقوط 181 قتيلا بينهم 92 عسكريا وما لا يقل عن 65 من عناصر فتح الاسلام وفق حصيلة اعدتها وكالة فرانس برس استنادا الى ارقام رسمية.

 

ثلاثة شهداء للجيش في البارد ووحداته تضيق الخناق على المسلحين للاستسلام

القصف عنف فجرا على كل المحاور والطريق الدولية مقطوعة بين طرابلس وعكار

قيادة الجيش اهابت بوسائل الاعلام استقصاء المعلومات حصرا من مديرية التوجيه

وطنية -12/7/2007 (أمن) بدأت وحدات الجيش فجر اليوم تضييق الخناق على من تبقى من عناصر "فتح الاسلام"، بعدما تم اجلاء نحو 160 مدنيا امس.

وفي هذا الاطار، افاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" في عكار ميشال حلاق أن القصف المدفعي العنيف والمركز الذي شمل معظم محاور مخيم نهر البارد القديم وعمقه قرابة الرابعة فجرا، أوحى بأن العد العكسي لإنهاء أزمة المخيم عسكريا بدأ، بعدما سقطت الوساطات السياسية، وخصوصا بعد نزوح ما تبقى من المدنيين وعناصر الفصائل المسلحة الفلسطينية التي لم تشارك في المواجهات مع الجيش.

وكان الجيش ليلا قد عزز مواقعه العسكرية وأدخل تعزيزات إضافية إلى أرض المواجهة، وسط قصف مدفعي متقطع ليلا اشتد تدريجيا وبلغ الذروة مع ساعات الصباح الأولى. وقد تركز القصف على تلة كستينة وأحياء الدامون والمغاربة والصفوري وطلعة الصاعقة والسوق القديم والشارع الرئيسي للمخيم والمحيط الجنوبي لمبنى التعاونية وناجي العلي إضافة إلى الواجهة الجنوبية للمخيم على امتداد مجرى نهر البارد. وكان القصف المدفعي بمعدل 15 قذيفة في الدقيقة، في ذروة عمليات القصف المستمرة حتى الساعة من دون توقف، مع اشتباكات عنيفة دارت على مختلف المحاور.

ولفت مندوبنا إلى أن الزوارق الحربية للجيش ساهمت في عملية دك تحصينات المسلحين في مواقع محددة إلى الجهة الجنوبية للواجهة البحرية للمخيم القديم.

كما أفاد مندوبنا في عكار نزيه ملحم أن القصف استمر وبشكل متقطع على مختلف أنحاء المخيم القديم، فيما قطعت الطريق الدولية التي تربط طرابلس بعكار. وتستعد القطاعات العسكرية في الجيش برا وبحرا وجوا للمشاركة في حسم المعركة في المخيم.

وأفاد عن إستشهاد ثلاثة عناصر من الجيش وجرح آخرين في المواجهات الأخيرة في مخيم نهر البارد. وعملت عناصر الجيش على تضييق الخناق على مسلحي "فتح الاسلام" في تقدمها نحو مواقعهم بهدف إجبارهم على الاستسلام، كما عملت على السيطرة على بعض الأبنية للتصدي لمحاولات المسلحين ممارسة أعمال القنص. وبعد الظهر سقطت قذيفتان مصدرهما مواقع عصابة شاكر العبسي في مخيم نهر البارد، في اراضي زراعية في بلدة قعبرين في سهل عكار بالقرب من الطريق الدولية التي تربط لبنان بسوريا، ولم يسفر سقوطهما عن اي اضرار.

مديرية التوجيه

من جهة اخرى، صدر عن قيادة الجيش - مديرية التوجيه اليوم بيان توضيحي جاء فيه: "تناقلت بعض وسائل الاعلام معلومات نسبتها الى قيادة الجيش حول الاحداث الجارية في مخيم نهر البارد. توضح قيادة الجيش أنها لم تصدر اليوم أي بيان يتعلق بهذا الخصوص وأن العمليات العسكرية الجارية حاليا لا تزال في اطار تضييق الخناق على المسلحين لاجبارهم على الاستسلام والرضوخ للعدالة. تهيب هذه القيادة بوسائل الاعلام كل استقصاء المعلومات حصرا من مديرية التوجيه توخيا للحقيقة وحرصا على المصداقية".

 

قيادة الجيش شيعت الشهيد العريف عبدالله في عكار العتيقة

وطنية - 12/7/2007 (سياسة) شيعت قيادة الجيش امس، العريف الشهيد جنيد عثمان عبد الله، الذي استشهد في تاريخ 10/7/2007 اثناء قيامه بالواجب العسكري خلال الاحداث الامنية في منطقة الشمال، حيث احتضن من قبل اهالي بلدة عكار العتيقة - عكار ورفاق السلاح بموكب شعبي حاشد ثم اقيمت الصلاة على جثمانه الطاهر. والقى ممثل قائد الجيش العماد ميشال سليمان كلمة نوه فيها بمناقبية الشهيد وتضحياته الكبيرة دفاعا عن سيادة الوطن وكرامة ابنائه.

 

استشهاد مواطن برصاصة طائشة على الطريق الدولي في محيط مخيم نهر البارد

وطنية - 12/7/2007 (امن) افاد مندوبنا في المنية نزيه الصديق ان المواطن عادل العجل، وهو في العقد الثالث من العمر، استشهد قرابة الساعة الخامسة والنصف عصر اليوم، نتيجة رصاصة طائشة في رأسه على اوتوستراد المنية - العبدة الدولي، في محيط مخيم نهر البارد. وعملت عناصر الدفاع المدني على نقله الى مستشفى الخير في المنية للمعالجة، غير انه ما لبث ان فارق الحياة.

 

البطريرك صفير عرض مع زواره التطورات السياسية والاوضاع الاقتصادية

فارس سعيد: الكنيسة المارونية تقدمت في الماضي مسرح حركة الاستقلال

بيان المطارنة إستغل سياسيا بشكل رخيص من قبل بعض القوى السياسية

الشيخ الحاج حسن: عصابة العبسي لا تقل خطورة عن الاعتداءات الاسرائيلية

نريد رئيسا يعمل لكل اللبنانيين ولا يتلقى أوامره من سوريا أو طهران

وطنية - الديمان- 12/7/2007 (سياسة) إستهل البطريرك الماروني الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير لقاءاته في المقر الصيفي للبطريركية المارونية في الديمان رئيس "التيار الشيعي الحر" الشيخ محمد الحاج حسن، الذي قال بعد اللقاء "ان الزيارة الى صاحب الغبطة في هذه الاثناء ضرورية جدا، وجئنا لنؤكد لغبطته، لا سيما بعدما تردد في وسائل الاعلام انني إعتزمت إعتزال العمل السياسي، وإنني خرجت من رحم ثورة الارز ومدرسة 14 آذار، وإنني ما أزال على عهدي لشهداء هذه الثورة اللبنانية الاستقلالية". وأضاف: "لقد بحثت مع غبطته ضرورة ان يتم الحسم العسكري في مخيم نهر البارد والقضاء على عصابة شاكر العبسي التي لا تقل خطورة عن الاعتداءات الاسرائيلية على لبنان التي حصلت في مثل هذا اليوم من السنة الماضية".

وأضاف: "الاستحقاق الرئاسي كان حاضرا في الاجتماع مع غبطته، وقلنا يجب ان يتم إنتخاب رئيس للجمهورية يعمل لكل اللبنانيين ولا يتلقى أوامره لا من سوريا ولا من طهران، وفي المقابل لا يمكننا ان نقبل برئيس يخضع ويركع أمام اي حزب في لبنان مهما علا شأن هذا الحزب".

وتابع: "سنعمد في الايام القليلة المقبلة الى توقيع عريضة في كل المناطق تدعو الحكومة اللبنانية الى الطلب من الامم المتحدة دعم الجيش اللبناني بقوات دولية تحت الفصل السابع، وضرورة نشر قوات دولية على الحدود بين لبنان وسوريا ليصار الى ترسيم الحدود بدءا من مزارع شبعا وصولا الى شمال لبنان". ودعا الى "حصر السلاح بيد الجيش اللبناني والقوى الشرعية اللبنانية دون سواها من القوى اللاشرعية الاخرى".

كرم

كما إستقبل البطريرك صفير الامين العام السابق للرابطة المارونية الدكتور خليل كرم الذي وضعه في أجواء وفدين إغترابيين لبنانيين من الكاريبي وفنزويلا الحضور الى لبنان خلال الصيف رغم الاحداث الجارية للتدليل على إستمرار التواصل بين لبنان المقيم ولبنان المغترب. وقد رحب غبطته بهذا الاصرار، مؤكدا انه سيلتقي الوفدين فور حضورهما الى الديمان، وشدد على ضرورة تمتين العلاقات بين لبنان المقيم والمغترب لان في ذلك دعما لصمود الشعب اللبناني في أرضه".

واستقبل البطريرك صفير المدير العام للمالية الدكتور الان بيفاني، وعرض معه شؤونا تتعلق بالاوضاع الاقتصادية والمالية العامة في لبنان.

ومن زوار الصرح الشاعر إميل نون الذي اهدى البطريرك صفير ديوانه الشعري "رسائل الى السماء".

وزار الصرح البطريركي ايضا رئيس دير مار سركيس وباخوس في زغرتا الكاهن الاب نادر يرافقه عدد من رهبان الدير الذين أطلعوا البطريرك صفير على الاعمال الجارية على أراضي الدير والهادفة الى تحسين أوضاعها بغية إستثمارها، وتأمين فرص عمل للاهالي ما يساعدهم على تخطي الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمرون فيها. وأثني البطريرك على هذه الجهود، داعيا الى تعميمها على كل المناطق اللبنانية لاسيما الجبلية منها. وأيد الاب نادر بيان المطارنة الموارنة الاخير، مستغربا ردود الفعل عليه من بعض الاطراف والجهات المسيحية. ثم إستقبل البطريرك المحامي علي حسين الغول مع وفد من "حركة شباب التغيير لاجل الحق والديموقراطية". ورأى الغول بعد اللقاء:"أن لبنان يعيش معركة بين أنصار الدولة والشرعية والمؤسسات وبين انصار المزارع والميليشيات"، معتبرا "ان إحتلال وسط بيروت وتعطيل مجلس النواب، وشل الحياة السياسية وتفريغ رئاسة الجمهورية ومحاولات تشويه الحكومة، وتعطيل الحركة السياحية والاقتصادية، وخلق البؤر التي تنتج الفساد والارهاب وتوجهها نحو الحرب مع الدولة والجيش". وإعتبر "أن الحملة التي يتزعمها "حزب الله"، والتي تهدف الى تقويض الدولة وهتك المؤسسات ومراكز السلطة والقرار، والانقضاض على الحكم، هي حملة سورية - إيرانية يجب مقاومتها بالوحدة والوعي والحزم والتمسك بالمجتمع العربي والدولي اللذان يصران على حماية لبنان ووجوده وهويته".

سعيد

الى ذلك، استقبل البطريرك صفير النائب السابق الدكتور فارس سعيد الذي قال اثر اللقاء:"كانت جولة افق عامة مع غبطته على ما يجري في البلد قبل الحوار المرتقب في "سان كلو" ومن بعد ان تقفل سوريا باب الحوار مع الجامعة العربية التي كان يتولاه الامين العام عمرو موسى، اضافة الى ما يجري في البارد وما يجري ضد القوات الدولية في الجنوب وآخرها الاعتداء ضد القوة الاسبانية وما يجري في الداخل اللبناني".

وحول تداعيات مجلس بيان المطارنة الاخير قال سعيد: "لا ردود عليه، فالامور واضحة والكنيسة المارونية هي كنيسة الاستقلال، وهي تقدمية، وهي التي تقدمت في الماضي مسرح حركة السيادة والاستقلال، موضوع طرح بعض الهواجس في الادارات هو موضوع من الطبيعي ان يطرح، ولكن ما هو غير طبيعي هو الاستغلال السياسي الرخيص من قبل بعض القوى السياسية لهذا الموقف من قبل الكنيسة، وانا اعتقد انه لا داعي لتضخيم الامور، وما يربط الكنيسة المارونية بلبنان هو عميق وعتيق جدا. فالكنيسة المارونية لعبت دور الجامع لكل اللبنانيين، وهي الحريصة على العيش المشترك، وكلنا نعرف في ظل وضع يد سوريا على لبنان فكم من الاغراءات التي قدمت الى الكنيسة المارونية كي تتخلى عن معركة الاستقلال من اجل مواجهة القوى الاخرى في لبنان، وقد رفضت الكنيسة هذا الطرح وخاضت معركة السيادة والاستقلال ليس من اجل المسيحيين وحسب بل من اجل كل لبنان واللبنانيين مسلمين ومسيحيين".

وأضاف:"أعتقد انه في اللحظة التي يخوض فيها جيشنا الباسل معركة ضد قوى الاصولية والارهاب، فان طرابلس السنية الداعمة لهذا الجيش، فليس من مصلحة احد العودة بالحديث الى امور يمكن معالجتها خلال الاستقرار السياسي وفي اوقات هادئة بكثير مما نحن فيه اليوم".

قزي

من ثم استقبل وفدا من بلدة الجية برئاسة رئيس البلدية الدكتور جورج قزي وعرض معهم شؤونا تتعلق بأوضاع البلدة والمنطقة. ثم التقى غبطته الوزير السابق يوسف سلامة.

 

المجلس الشيعي رحب بمؤتمر سان كلو متمنيا نتائج تحقق آمال اللبنانيين وجدد مطالبته بوجوب اعطاء المتضررين من عدوان تموز التعويضات المستحقة

تشكيل حكومة الوحدة الوطنية لتأمين المشاركة الحقيقية في الحكم

المدخل الصحيح لإخراج البلد من حالة الانقسام السياسي والتردي الأمني

وطنية 12/7/2007 (سياسة) عقد المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى اجتماعا بهيئتيه الشرعية والتنفيذية في الذكرى السنوية الأولى لعدوان تموز 2006، برئاسة نائب رئيسه الشيخ عبد الأمير قبلان.

وصدر بيان، لفت في مستهله الى "ان المجتمعين توجهوا بتحية الإكبار والتقدير إلى أرواح شهداء المقاومة والجيش والمدنيين الأبرياء الذين صنعوا النصر في تموز وابتهلوا إلى الله تعالى أن يمن على الأسرى بالحرية وعلى الجرحى بالشفاء العاجل"، مؤكدين "أن تضحيات لبنان شعبا وجيشا ومقاومة هي التي دحرت العدوان وأفشلت مخططاته". وفي ختام الاجتماع، اصدر المجتمعون البيان الختامي الذي تلاه عضو الهيئة الشرعية الشيخ علي الخطيب، وجاء فيه:

أولا : إن ذكرى مرور سنة على العدوان الاسرائيلي الشامل والمدمر على لبنان مناسبة يجب أن تذكر اللبنانيين جميعا بالخطر الداهم والمستمر على لبنان الذي يشكله العدوان الاسرائيلي وان السبيل لمواجهته هو باستعادة وحدة الموقف خلف مقاومتنا الباسلة وجيشنا الوطني اللذين اثبتا أنهما الدرع الحصين لحماية الوطن.

ثانيا: يرحب المجلس بالدعوة الفرنسية لعقد مؤتمر الحوار في (سان كلو) داعيا المتحاورين إلى وضع مصلحة لبنان نصب أعينهم والاخذ بالاعتبار الاخطار المحيطة بلبنان كوطن، للوصول إلى النتائج المرجوة التي تحقق آمال اللبنانيين.

ثالثا: ينبه المجلس من خطورة الاستمرار في نهج الاستئثار في الحكم الذي يمارسه فريق السلطة ويؤكد أن تشكيل حكومة الوحدة الوطنية التي تؤمن المشاركة الحقيقية في الحكم هو المدخل الصحيح لإخراج البلد من حالة الانقسام السياسي الحاد والتردي الأمني الذي يهدد وحدة البلاد واستقرار وأمن المواطنين.

رابعا: مع اقتراب موعد الاستحقاق الدستوري لانتخاب رئيس جديد للجمهورية ينبه المجلس إلى وجوب الالتزام بنص الدستور لجهة تأمين نصاب الثلثين لهذه العملية وبما يحفظ دور وميثاقية هذا الموقع الجامع والحكَم بين اللبنانيين، ويعتبر أن أي تجاوز لذلك يهدد قواعد الوفاق والوحدة الوطنية ويدفع بالبلاد نحو المجهول، وستقع مسؤولية ما ينجم عن ذلك على عاتق من يتجاوز وينتهك الأصول الدستورية.

خامسا: يجدد المجلس مطالبة الجهات المسؤولة بوجوب إعطاء المتضررين جراء العدوان الإسرائيلي، التعويضات المستحقة لهم ويأسف لعدم قيام المسؤولين بواجباتهم الوطنية على الرغم من مرور ما يقارب السنة على العدوان وتكرار تذكيرهم بواجباتهم الوطنية.

 

الكتلة الوطنية" قيمت نتائج حرب تموز في الذكرى الاولى لاندلاعها: قرار الحرب اتخذ اقليميا ونفذ باياد اللبنانيين واجسادهم

وطنية - 12/7/2007 (سياسة) عقدت اللجنة التنفيذية لحزب الكتلة الوطنية اللبنانية اجتماعها الدوري برئاسة العميد كارلوس اده ورئيس المجلس بيار خوري.

اثر الاجتماع، اصدر المجتمعون بيانا توقفوا فيه امام الذكرى السنوية الاولى لحرب تموز 2006 "المشؤومة"، ودعوا اللبنانيين الى "التمعن في تحليل الحدث وتقييم نتائجه واستخلاص العبر". واعتبروا "ان العمل التدميري الوحشي الذي نفذته اسرائيل العام الماضي ليس مفاجئا للذين يعرفون الطبيعة العدوانية لهذا الكيان العنصري. فحزب الكتلة الوطنية دعا دائما الى عدم اعطاء الذرائع لاسرائيل منذ اتفاقية القاهرة فاطماعها واهدافها واضحة، وكان يدعو وما يزال الى المواجهة الذكية المرتكزة على الاقتصاد والمعرفة والثقافة، من دون اغفال التحضير للمواجهة العسكرية، التي ان فرضت علينا، فيجب ان تظهر اسرائيل تجاه العالم انها المعتدية وانها البادئة. هذه الحرب ان كتبت على لبنان فيجب ان نواجهها موحدين، متكاتفين ومتضامنين، لا ان ينفرد بخوضها واعلانها طرفا او حزبا".

وتابعوا:"سنة مرت ونتائج ومضاعفات واهداف هذه الحرب تظهر تباعا، ان "حزب الله" بخرقه الخط الازرق لاختطاف الجنديين اعطى اسرائيل مبررا تجاه المجتمع الدولي لتوجيه ضرباتها، ويبدو انه عن سابق تصور وتصميم اراد اظهار نفسه وكانه المبادر والمقرر في مقابل اظهار الدولة في مظهر العاجزة وغير القادرة والهدف من ذلك توضح لاحقا، وهو التحضير لسياسة السيطرة وفرض الارادة على باقي اللبنانيين وتنفيذ الانقلاب على الدولة.

واضافوا:"ان مصلحة الحزب يبدو انها لا تلتقي ومصلحة باقي اللبنانيين الذين ينشدون الاستقرار ويتطلعون الى الازدهار. ان تقويم النتائج كان كارثيا فمن سقوط الضحايا والشهداء مرورا بالمشاكل الاجتماعية من قهر واحباط، كلها تؤثر على الانتاجية وبالتالي تدهور اقتصادي متمادي، كما اراد الحزب ان يذكر بانه يملك القوة، هذه القوة التي اظهرها على الحدود ارتد بها الى الداخل فكان له مخيم ومعسكر ومربع امني في وسط بيروت. وما الخطاب التهديدي الذي ما فتئنا نسمعه وكان آخره عبارة "فك الرقاب"، سوى ترجمة لهذه القوة، ما يعطي معنى لتهديداته".

وفي بيانهم، اعتبر المجتمعون "ان تاريخ 12 تموز 2006 كشف الاهداف الاستراتيجية لحزب الله في لبنان، فهو يستكمل من جهة اقامة الدولة ضمن الدولة، ومن جهة ثانية محاولة مستميتة للاستيلاء على مفاصل هذه الدولة كافة وان كان ذلك على حساب عذابات الناس ووجعهم. فالوعود السابقة بصيف 2006 هادىء وواعد نكل بها حزب الله، فكيف لنا ان نثق بعد الان بوعوده وهو الذي يحاول اليوم التبرؤ من التزامه بالبنود السبع وبالقرار 1701".

وختموا:"ان قرار الحزب اتخذ اقليميا وتحديدا من ايران وحليفتها سوريا ونفذ باياد واجساد اللبنانيين. هل يستطيع حزب الله اليوم وبعدما ظهرت بعض الحقائق ان يعطي جوابا عن سؤال يراودنا وهو كيف ولماذا تزامنت عملية الخطف مع التفاوض السري السوري الاسرائيلي؟ ان اعادة اعمار ما تهدم قطع حتى الان شوطا كبيرا بادارة الحكومة وبمساعدة متمولين لبنانيين ودول صديقة. ان الدور الذي يلعبه "حزب الله" في هذه العملية هو اعلامي وديماغوجي. فاللبناني الذي فقد سكنه تسعى الحكومة جاهدة لاعادته كريما الى منزله. وتعاطي "حزب الله" مع هذا الملف يسعى الى قلب الادوار وتأليب هذا الرأي العام على الدولة الساعية لتأمين التمويل وتوزيعه بعدل، فالمسعى الحكومي لتحرير الناس يقابله عمل

 

النائب الطقش: نتمنى على الموالاة ملاقاتنا في منتصف الطريق

وطنية- 12/7/2007 (سياسة) أكد عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب الدكتور جمال الطقش في احتفال أقامته الهيئات النسائية في "حزب الله" لمناسبة ولادة السيدة الزهراء في بعلبك، "أن موافقة حزب الله على المشاركة في مؤتمر سان كلو الحواري في فرنسا بين الأطراف اللبنانيين هي من باب الحرص على إيجاد حلول لكل الأمور الخلافية، على صعيد حكومة الوحدة الوطنية والإنتخابات الرئاسية والإنتخابات النيابية المبكرة". وأكد "أننا لم نذهب لتمضية الوقت، ونتمنى على فريق الموالاة ملاقاتنا في منتصف الطريق، ونحن حرصاء على لبنان العزيز والمقاوم". واعتبر "أن لبنان المقاوم والممانع يتناقض مع ولادة مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي تسعى إليه الإدارة الأميركية عبر إدخالها كل هذه المنطقة في خضم من الفتن والحروب الأهلية، حماية لمصالحها وللكيان الصهيوني، وللانقضاض على المقاومة الفلسطينية والخروج من مأزقها في العراق". ورأى "أن الإدارة الأميركية لزمت بعض الأنظمة والتيارات بروزنامتها، في بلدانها ومناطقها، عندما أعطتها صفة الاعتدال حتى أضحت جزءا من المشروع الأميركي وتخدم مصالحه وتشكل رأس حربة فيه". وانتقد النائب الطقش "طلب موظفين إسرائيليين في الأمم المتحدة سبق أن شاركوا في المحكمة اليوغسلاغية، المشاركة في المحكمة الدولية في قضية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري".

 

ميرنا المر الى باريس للمشاركة في لقاء سان كلو

وطنية - 12/7/2007 (سياسة) غادرت بعد ظهر اليوم الى باريس، السيدة ميرنا المر ابو شرف، لتمثيل النائب ميشال المر في لقاء الحوار في سان كلو. المطران عوده التقى وفدين من رابطة علماء فلسطين وحركة "الارمن الاحرار" الفرزلي: ليبقى دور المسيحيين في لبنان عبر وجودهم الفاعل الحر الشيخ مصطفى: اي حل غير الحل السياسي يبقي اوراما قد تنبت في اي موقع

 

وطنية - 12/7/2007 (سياسة) استقبل متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عوده، وفدا من رابطة علماء فلسطين ضم رئيسها الشيخ داود مصطفى، الشيخ محمد الحاج والسيد ايمن هواش.

بعد الزيارة قال الشيخ مصطفى: "هذه زيارتنا الثانية لسيادة المطران الياس عوده، وكانت في سياق تأكيد الحرص الفلسطيني الكبير على استقرار لبنان وسلامته وامنه وكذلك على سلامة الواقع الفلسطيني من اي عمل على فتنة تحاك في مساره في اتجاه عودته التي ينتظرها. كذلك، اطلعنا سيادته على خلفية ما قامت به الرابطة من سعي الى ايجاد حل سليم، حل سياسي لانهاء استنزاف معركة نهر البارد. ونحن نعتبر ان هذه المبادرة اذا استطاعت ان تسلم شخصا واحدا من القتل نعتبرها مبادرة كبيرة واذا استطاعت ان تنهي عملية تخريب داخل المخيم ولو مترا واحدا. كذلك نعتبرها مبادرة فاعلة لان الحل السياسي هو الحل الاضمن والاسلم من اي حل اخر يحسم الاشياء فتبقى الاورام والامراض المخفية على خفائها لا ندري في اي ساحة او في اي موقع قد تنبت مرى اخرى".

"الارمن الاحرار"

ثم استقبل المطران عودة وفدا من حركة "اللبنانيين الارمن الاحرار" ضم امين عام الحركة ناريك ابراهميان، ورئيس المكتب السياسي السفير واجيه نور باتليان وديركان بربريان.

بعد الزيارة قال السفير باتليان: "هدف زيارتنا هو التعارف وعرض برنامج ومبادىء حركة "اللبنانيين الارمن الاحرار"، وطبعا لاخذ بركة سيادته. وقد كان لنا معه جولة افق حول الاحداث التي تجري على الساحة اللبنانية. ونأمل نبقى على اتصال دائم مع جميع الفاعليات الروحية والسياسية في لبنان من اجل وطن حر سيد مستقل تسوده القوانين وخاصة الدستور".

الفرزلي

كذلك، استقبل المطران عوده النائب السابق ايلي الفرزلي الذي قال بعد الزيارة: "كانت مناسبة للبحث في كل الشؤون والشجون المطروحة على الوضع اللبناني بكامل جوانبه, وكانت زيارة المطران (هيلاريون) كبوجي الذي اضفى على الجلسة بعدا قوميا عربيا. وتناول البحث ايضا مسائل تتعلق بالمنطقة وفلسطين وبالمخططات التي تستهدف هذه المنطقة، الا ان المخطط الابرز الذي اريد ان اتحدث فيه وكان موضوع نقاش مستفيض هو ما يتعرض له الوجود المسيحي في هذه المنطقة من العالم من مخططات تستهدف استئصاله بحيث ان فلسطين المحتلة التي كان يبلغ عدد المسيحيين فيها مئات الالوف اصبح اليوم اقل بكثير حتى في ظل مناخات تقريبا مستقرة بالنسبة لهم في فلسطين المحتلة تاريخيا. ان دل الامر على شيء انما يدل على مدى الحرص على تفريغ المنطقة من المسيحيين بحيث ان بيت لحم مركز ولادة المسيحيين تصبح منطقة لا مسيحيين فيها وعندما اقول بيت لحم لا اقصد القرية بحد ذاتها بل اقصد المنطقة برمتها التي هي حول بيت لحم. هذا ما يعاني منه العراق وهذا ما تعانيه بلدان عديدة في منطقة الشرق الاوسط، نأمل ان يبقى الدور الرسولي الذي لطالما لعبه المسيحيون في لبنان قائما لكي يلعبوه عبر وجودهم الفاعل الحر".

 

حركة "اليسار الديموقراطي" في الذكرى الاولى للعدوان الاسرائيلي: المعركة اليوم بين خياري الدفاع عن الدولة الحرة او جعلها ساحة

لبنان سيتجاوز استراتيجية التفشيل والتعطيل ولن يسترهن لاحد ثانية

الاستحقاق الرئاسي حاصل في موعده وفقا للدستور والمصلحة الوطنية لن نمل من الدعوة للانخراط في حوار مآله تسوية تحفظ منطق الشراكة

وطنية - 12/7/2007 (سياسة) أصدرت قيادة حركة "اليسار الديموقراطي" بيانا في الذكرى الاولى لعدوان تموز جاء فيه:

 

"تصادف اليوم الذكرى الأولى للعدوان الإسرائيلي الذي أتى في أعقاب ما أقدم عليه "حزب الله" من عمل أثار الكثير من الجدل والنقاش والالتباس. وقد تمكنت الحكومة اللبنانية والمجتمع من الانتقال فورا لمواجهة تبعات العدوان في المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، لينتج تكاملا مجتمعيا أثمر تضامنا بين اللبنانيين احتوى الآثار المدمرة للعدوان الوحشي. لعبت خلاله حكومة الاستقلال الثاني دورا سياسيا خلاقا عبر تقديمها النقاط السبع وتأمين الإجماع الوطني والعربي والإسلامي عليها، ما مكنها من استقطاب الإجماع على خيارها في مجلس الأمن عبر القرار 1701 الذي جاء، تقريبا، مطابقا لمنطلقات الحكومة".

واضاف البيان: "لقد وازنت الحكومة بين جهودها السياسية لإيقاف الحرب وبذل الجهود لتأمين أكبر حملة واسعة من التضامن الوطني والدولي بغية استيعاب التداعيات الخطيرة للعدوان وإغاثة النازحين في المستويات الإنسانية والاقتصادية والمالية. لقد شكل 12 تموز خرقا لمبدأ التوافق على موضوع الإستراتيجية الدفاعية وحول الشراكة في اتخاذ القرارات المصيرية ودور الجيش. هذه القضايا التي كانت تبحث على طاولة الحوار، لكن الخلاف السياسي لم يمنع اللبنانيين من التضامن في مواجهة العدوان، ليتحول لبنان مجتمعا ودولة إلى حاضن لكل نازح وباحث عن ملجأ آمن يقيه شر العدوان، يدعم صموده ويحترم حقه الإنساني في الحياة الكريمة، حيث تشارك اللبنانيون كأسرة واحدة، كل ما يمتلكون.

وقد شكل هذا الأمر العامل الأبرز بالإضافة إلى بطولة المقاومين، والذي مكن لبنان من هزيمة إسرائيل، وفرض إقرار 1701 بما هو مجسد للمصلحة الوطنية ووضع حد للأعمال العدوانية الإسرائيلية، ويعيد الجيش اللبناني، للمرة الأولى، إلى مكانه الطبيعي على حدود الجنوب لمواجهة العدو الإسرائيلي، واحتمال تحقيق اتفاق الهدنة". وتابع: "عوضا عن استخلاص الدروس التي تعيد الاعتبار للبنان، مجتمعا ودولة وشرعية وشراكة وطنية، فوجئنا بتلك الحملة التي وجهت مفاعيل المعركة نحو الداخل في وجه حكومة كانوا قد منحوها لقب حكومة المقاومة السياسية.

فما إن انبرى حاكم دمشق في أواسط آب لتوجيه سهامه نحو الحكومة ونحو الداخل اللبناني، بعدوانية وقحة وصلت إلى حد اعتبار الحكومة وأغلبية الشعب اللبناني منتجا اسرائيليا محددا إحداثيات الاستهداف الجديد، ألا وهو الحكومة اللبنانية ومواجهة الغالبية النيابية الممثلة الديموقراطية والشرعية للبنانيين.

لقد كان له للأسف ما أراد، فانتقلت قبلة 8 آذار، وتحديدا "حزب الله"، من الجنوب إلى وسط بيروت، إلى رياض الصلح، إلى السرايا الحكومية، إلى محاولة إسقاط حكومة التي تحولت بقدرة قادر من حكومة المقاومة السياسية إلى حكومة فيلتمان وغيرها من النعوت وألفاظ التخوين، ليتجسد النصر الزمني في أعقاب النصر الإلهي بمحاولة إسقاط الحكومة والمحكمة والوحدة الوطنية، لتجر البلاد إلى مواجهة مؤلمة أوصلت الوضع الداخلي إلى واقع مأسوي على مستوى التوترات بين المكونات اللبنانية وعلى مستوى استهداف الاقتصاد اللبناني ودفعه نحو حافة الانهيار.

لقد استثمرت هذه المواجهة بشكل مباشر في خدمة مصالح حاكم دمشق وحاكم طهران. صمد الشعب اللبناني والحكومة اللبنانية وتمكن الجيش اللبناني والقوى الأمنية الشرعية من وأد كل مظاهر الفتنة المتنقلة من اغتيالات وعصيان وفوضى شارعية وتوتير مذهبي، كلها تم استيعابها وفشل المخطط في اعتقال المحكمة الدولية كهدف، وتمكنت الحكومة والغالبية النيابية من إيصال المحكمة الدولية إلى بر الأمان.

محاولة تعطيل الحكومة المحكمة لم تتوقف، من اغتيالات وتفجيرات واستقالات واحتلالات للساحات، وأساسا تعطيل المجلس النيابي، كل ذلك لم ينل من إرادة اللبنانيين وصيانة مسار الدولة والحفاظ على الحرية والسيادة والنظام الديموقراطي.

ما زال البشار يصدر إلينا محاولات التعطيل، وآخرها ما تجسد في ضرب الفتنة شمالا عبر مجموعات إرهابية معدة ومحضرة ومجهزة في أقبية المخابرات السورية، ألبست لباس "فتح الإسلام"، وهي لا تمت بصلة لا إلى فتح ولا إلى الإسلام، وتبرأ منها كل لبنان وكل النسيج الشرعي والشعبي الفلسطيني. هذه العصابة التي اعتدت على الجيش بغدر لا مثيل له، تلفظ اليوم أنفاسها الأخيرة على يد أبطال الجيش وفقا للقرارات الشجاعة للحكومة يوم قررت الحسم ضد كل من يتهدد أمن لبنان وجيشه وقواه الشرعية.

ما يثير الاستهجان اخيرا هو ما أثير من حملات لا تنطوي على وقائع موضوعية حول سلوك الحكومة واتهام البعض لها بأسلمة لبنان، هذه الحكومة التي تخوض معركة مصير الوطن في أخطر مرحلة من تاريخ لبنان، تنالها الاتهامات والتخوينات من مواقع متقابلة شكلا وموحدة الهدف بما يشكل الامتداد لمنطق وثيقة التفاهم. فكيف تستقيم الأسلمة من جهة مع اتهام الحكومة بالتبعية لفيلتمان، وبالتدويل والصليبية من جهة أخرى، وكيف لحكومة أن تتهم بالأسلمة مع وزير للدفاع وقائد الجيش والجيش بأسره يواجهون عصابة خطيرة تتلحف الإسلام لإخفاء انتمائها المخابراتي السوري".

وقال: "إن معركة اليوم في لبنان تحصل بين خيارين، خيار الدفاع عن الدولة الحرة السيدة المستقلة في وجه خيار يحاول جعل لبنان ساحة ومتاريس متقدمة وأوراقا في يد النظام السوري - الإيراني.

إنها معركة بناء الدولة على أسس الديموقراطية والحق والعدل. إنها معركة عدم التضحية بالمحكمة الدولية وإفشال محاولة عودة صيغة الهيمنة. لن يسترهن لبنان ثانية لأحد، ومسار بناء الدولة مستمر، والاستحقاقات الدستورية وخصوصا الرئاسة، أمر حاصل لا ريب فيه في موعده وفقا لمعايير الدستور والمصلحة الوطنية. لن نمل من دعوة كافة التيارات والمكونات من أجل الانخراط في حوار وطني مآله النهائي تسوية تحفظ منطق الشراكة وفق الدستور والطائف والثوابت الوطنية.

إن لبنان سيتجاوز استراتيجية التفشيل والتعطيل، وهو أمر واضح في خيار النظام السوري وحلفائه. فمن يحاول تعطيل الدولة ومؤسساتها من جهة، ويعرقل المساعي العربية وآخرها مبادرة أمين عام الجامعة العربية الهادفة لإنتاج الوفاق والحوار بين اللبنانيين. لن يكون لبنان رهينة في يد النظام السوري والإيراني ليفاوضوا على رأسه ويبادلوا مصالحهم على حساب مصالحه. إن شعب لبنان سيستمر حول الشرعية ينشد الاستقرار والحرية والسيادة والأمن ولن يكون في أي محور، اللهم سوى محور القضية اللبنانية، فالتضحيات كانت كبيرة وسنصون أمانة المسيرة". العماد عون استقبل في الرابية المنسق الخاص للامم المتحدة

 

بيدرسن: يجب العمل لوقف نار دائم والتوصل إلى اتفاق هدنة

وطنية - 12/7/2007 (سياسة) استقبل النائب العماد ميشال عون، بعد ظهر اليوم في الرابية، المنسق الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان غير بيدرسن، في حضور مسؤول العلاقات السياسية في "التيار الوطني الحر" جبران باسيل ومسؤول العلاقات الديبلوماسية ميشال دي شادرفيان.

بعد اللقاء الذي دام قرابة ساعة قال بيدرسن: "دعوني أغتنم هذه الفرصة لنستذكر ما حصل منذ عام في 12 تموز 2006. منذ عام دخلنا في 34 يوما من الحرب والدمار والموت، اليوم يجب أن نستذكر ونصلي لكل الضحايا الأبرياء وخصوصا الأطفال الذين خسروا حياتهم بالحرب العام الماضي. كلنا عملنا لتجنب تجدد مثل هذه الصراعات. وأنا مسرور بكون الوضع هادئا على الحدود بين لبنان وإسرائيل، لكن من المؤكد أنه يجب التقدم إلى الأمام لأن هذه ليست إلا البداية، لذا يجب أن نعمل من أجل تثبيت وقف إطلاق نار دائم ومن أجل التوصل إلى اتفاق هدنة".

وأضاف: "ان التوصل إلى ذلك يكون بالعمل على حل مسألة الأسرى الإسرائيليين واللبنانيين، وقف الخروق الجوية الإسرائيلية للأجواء اللبنانية، وقف تهريب الأسلحة عبر الحدود اللبنانية، تنسيق الجهود لنزع القنابل العنقودية التي توقع الضحايا الأبرياء في الجنوب، وبالتأكيد إيجاد حلول لمزارع شبعا".

وعن التقرير الذي نشرته جريدة "هآرتس" الإسرائيلية امس والذي يعتبر مزارع شبعا لبنانية ويؤكد نية إسرائيل الانسحاب منها ويدعو الأمم المتحدة من أجل نشر قواتها فيها، قال: "نشرنا بالأمس تقريرا جاء فيه أن هناك مصورين طوبوغرافين يعملون بجهد حول قضية مزارع شبعا. ونأمل أن نكون جاهزين في التقرير المقبل أن نعطي صورة أوضح عن هذه القضية، لذلك من المبكر أن نعلق على ما نشرته "هآرتس" بالأمس".

وعن التخوف من تكرار الاعتداءات على قوات "اليونيفيل" في الجنوب، قال: "أعتقد أنه يجب أن نكون مستعدين لأي شيء يحصل في الجنوب. ولكن أؤكد أن هناك تنسيقا على مستوى عال ما بين القوات الدولية والجيش اللبناني والمؤسسات والأحزاب اللبنانية لتجنب مثل هذه العمليات الإرهابية. وبعد مقتل الجنود الأسبان الستة، إلتف الشعب حول "اليونيفيل" وأبدى كل تعاون للدفاع عن هذه القوى".

وعن الوضع اللبناني الداخلي قال: "يجب أن نركز اليوم من أجل إيجاد حلول للأزمة السياسية اللبنانية التي تؤذي لبنان سياسيا واقتصاديا وأمنيا".

أضاف: "دعوني في يوم كهذا أن أدعو جميع اللبنانيين الى التوحد والتصالح والاتفاق على ضرورة معاودة الحوار. وقد دعمت سابقا مبادرة الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى والمبادرة الفرنسية ونحن نأمل الكثير من هذه المبادرات".

 

الاحزاب والقوى الوطنية: الادارة الاميركية لا تزال تحشد لمواجهة المقاومة

واللقاء الحواري في سان كلو فرصة جدية لطرح الرؤى والاقتراحات للحلول

وطنية - 12/7/2007 (سياسة) عرضت لجنة المتابعة للاحزاب والقوى والشخصيات الوطنية اللبنانية في اجتماعها، في مقر حركة الناصريين الديموقراطيين في بيروت، آخر المستجدات على الساحة المحلية. واصدر المجتمعون بيانا توقفوا فيه عند "العدوان الغاشم الذي شنه العدو الصهيوني على لبنان في الثاني عشر من تموز من العام الماضي، ورأوا أن الانتصار الذي حققته المقاومة ابان هذا العدوان قد فرض واقعا حاسما بالنسبة الى مستقبل الصراع العربي- الصهيوني، فبنتيجة هذا الانتصار نكون قد أسقطنا أسطورة الجيش الاسرائيلي الذي لا يقهر المزعومة، وجاء الوعد الصادق ليتوج انتصار ايار عام 2000، وليكشف هشاشة الجيش الاسرائيلي الذي كان واثقا من قدرته في ان يخوض حربا ضد مقاومة شعبية مؤمنة بقضيتها، بالرغم من تجربته عامي 1982 و2000 اللتين ظلتا راسختين في ذهنه، فذهب في عدوانه الاخير على لبنان الى ممارسة اجرامه، فدمر الحجر وقتل البشر ولكنه عجز من ان ينال من ارادة الشعب، ففشل عدوانه ولم يحقق اهدافه وأثبت أنه أوهن من بيت العنكبوت".

واضاف البيان: "وبدل من ان تعترف قوى الرابع عشر من شباط ومن ورائها الفريق الحكومي المستأثر بالسلطة في لبنان بهذا الصمود والانتصار الذي حققته المقاومة لتمتين الجبهة الداخلية والافادة من تزايد قوة لبنان بفعل هذا الانتصار للنهوض بالدولة ومؤسساتها يدا بيد مع المنتصرين الذين اعتبروا منذ اللحظة الاولى ان انتصارهم هو انتصار لكل لبنان، لم تترك هذه القوى أية فرصة او مناسبة الا وشنت من خلالها حملات اعلامية وسياسية على المقاومة لتزعم في ان اسرائيل هي التي انتصرت في الحرب، في الوقت الذي يؤكد فيه العدو نفسه وعلى لسان مسؤوليه ومن خلال تقرير لجنة فينوغراد على هزيمته وعلى فشله الذريع امام المقاومين الابطال خلال عدوانه الاخير على لبنان، لأن الهم الأوحد للفريق الحكومي المتسلط في لبنان كان ولا يزال العمل على المحافظة على مصالحه وامتيازاته على حساب دماء الشهداء وعلى حساب بناء الدولة القوية والعادلة والقادرة وعلى حساب المساءلة والمحاسبة وعلى حساب مصالح المواطنين الذين حجبت عنهم هذه الحكومة غير الشرعية كل تعويض مالي وعيني، كيدا وتشفيا منهم جراء خياراتهم الوطنية الرافضة للاذلال والداعمة للمقاومة".

وتابع البيان: "هو عام واحد مضى لكن الادارة الاميركية التي أدارت هذه الحرب على لبنان لا تزال تحشد وتمول لمواجهة المقاومة من جديد في كل مكان، لكن ارادة الصمود هذه المرة ستكون أقوى وأشد في مواجهة الغطرسة والعدوان".

كما توقف المجتمعون عند "آخر المستجدات السياسية والميدانية التي تحصل في مخيم نهر البارد، مؤكدين الحرص الدائم على الحفاظ على هيبة الجيش وعلى قدرته في مواجهة من يتعدى عليه ظلما وعدوانا من دون أي تردد او هوادة، والى ضرورة تقديم المعتدين الى المحاكمة، وضرورة فتح تحقيق محايد وشفاف لكشف الاسباب الحقيقية الكامنة وراء زج الجيش منذ اللحظة الاولى في هذه المعركة، للوصول الى كشف حقيقة هذه العصبة المسلحة ومن يقف وراءها، ومن أمن لها سبل التسلح والانتشار والتنقل في محيطها، ووجوب عودة النازحين الى منازلهم داخل المخيم فور اعلان وقف العمليات العسكرية ولو على انقاض بيوتهم المهدمة لكي يتابعوا اعادة اعمارها وعدم ازالة المخيم واستبداله بأي مكان آخر".

ورأى المجتمعون في الحوار المزمع عقده في سان كلو في فرنسا بين الافرقاء اللبنانيين المشاركين فيه، فرصة جدية لطرح الرؤى واقتراحات الحلول للخروج من الازمة التي يتخبط بها لبنان بفعل سياسات فريق حاكم مستأثر بالسلطة فيه، توصلا الى قواسم مشتركة يمكن ان تشكل أساسا لعناوين وطنية يلتقي حولها اللبنانيون للخروج من الوضع المتأزم القائم حاليا في البلاد على مختلف الصعد، ودعوا أفرقاء قوى الرابع عشر من شباط المشاركين في الحلقات الحوارية في باريس الى ترجيح لغة العقل ومصلحة الوطن على كل ما عداها من مواقف في سياسة التفرد والتسلط على حساب الشراكة والتآخي والتوحد، وذلك من ضمن رؤية شاملة وواسعة متمسكة بالثوابت والمصالح الوطنية لا بالدوافع والوصاية الخارجية".

 

الطيران الحربي الاسرائيلي حلق فوق صور ومرجعيون والخيام

وطنية- 12/7/2007 (أمن) خرق الطيران الحربي الاسرائيلي عند الثانية عشرة والنصف بعد ظهر اليوم, الاجواء الجنوبية وحلق على علو مخفوض فوق مدينة صور والبحر, وقد شوهدت الطائرات الاسرائيلية تحلق في الاجواء، ثم انسحبت الى داخل الاراضي الفلسطينية المحتلة.

وأفاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" في مرجعيون سامر وهبي أن الطيران الحربي الاسرائيلي حلق قرابة الاولى و45 دقيقة بعد ظهر اليوم، في اجواء منطقتي مرجعيون والخيام، على علو متوسط.

 

الرئيس بري استقبل وفدا برلمانيا إيرانيا وجان عبيد

قانصو: فريق السلطة يتحمل مسؤولية استفحال الأزمة

وطنية- 12/7/2007 (سياسة) استقبل رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري بعد ظهر اليوم في عين التينة، وفدا برلمانيا ايرانيا برئاسة رئيس اللجنة الحقوقية في مجلس الشورى الايراني النائب محصل همداني، وعضوية اعضاء اللجنة والسفير الايراني محمد رضا شيباني، في حضور النائب علي حسن خليل والشيخ حسن المصري، وجرى عرض للتطورات والعلاقات الثنائية والتعاون بين برلماني البلدين. كذلك التقى الرئيس بري النائب السابق جان عبيد وعرض معه الاوضاع العامة. وزاره أيضا، في حضور النائب خليل والشيخ المصري، وفد من الحزب السوري القومي الاجتماعي برئاسة رئيسه الوزير السابق علي قانصو وعضوية النائبين أسعد حردان ومروان فارس والوزير السابق محمود عبد الخالق والسيد توفيق مهنا.

بعد اللقاء قال قانصو: "اليوم 12 تموز، ذكرى الحرب الاسرائيلية على لبنان، وقد جئنا لنقدم الى دولة الرئيس بري تهاني الحزب بالانتصار الذي تحقق في هذه الحرب على العدو الاسرائيلي، نظرا الى الدور التاريخي الذي اضطلع به دولة الرئيس، وخصوصا على مستوى المقاومة السياسية، التي بفضلها استطعنا ان نجنب لبنان قرارا دوليا، لو بقي بصيغته الاميركية - الفرنسية لكان شكل كارثة حقيقية على كل اوضاعنا".

اضاف: "تناولنا ايضا في هذا اللقاء جوانب الوضع العام في لبنان، ونحن نتمنى، وخصوصا أنه لم يعد يفصلنا عن لقاء باريس غير يومين، ان يتوصل هذا اللقاء الى صياغة قواسم مشتركة بين المتحاورين، من شأنها ان تؤدي الى تفاهم سياسي لحل للازمة اللبنانية. ونحن لنا ملاحظة على هذا اللقاء لانه استثنى عددا من الشخصيات والاحزاب الوطنية".

وتابع: "كنا نتمنى لو وظف هذا الانتصار الذي تحقق في حرب تموز على صعيد الداخل، ولو استثمر في بناء الدولة وتعزيز الوحدة الوطنية ووضع خطة دفاع يتكامل فيها دور الجيش والمقاومة، لكن ويا للاسف الشديد، لم يستثمر الفريق الحاكم هذا الانتصار، بل تجاهله, وخطاب رئيس الحكومة لم يشر أمس لا من بعيد ولا من قريب الى أن نصرا قد تحقق، فكيف ننتظر من فريق لم يعترف بهذا الانتصار ان يثمره لمصلحة لبنان واللبنانيين، والفريق نفسه الذي كانت له هذه الوقفة من هذا الانتصار هو الذي عطل كل المبادرات ومساعي الحلول للازمة في لبنان؟ لذلك فهو يتحمل المسؤولية كاملة عن استفحال هذه الازمة".

 

مباشرة التحقيق في الدعوى ضد الاعلامية سوسن درويش بعد العطلة القضائية

وطنية - 12/7/2007 (قضاء) تسلم قاضي التحقيق الاولي في بيروت عبد الرحيم حمود، دعوى الوزير احمد فتفت ضد الاعلامية سوسن درويش وحسن فاعور، في "جرم التحريض على القتل وتحقير الاموات واثارة النعرات الطائفية".

وسيباشر تحقيقاته في القضية بعد العطلة القضائية التي تبدأ في 15 تموز، وتنتهي في آخر ايلول، اي ان التحقيق سيكون في تشرين الاول المقبل.

 

القاضي مزهر استجوب 3 موقوفين جدد من "فتح الاسلام"

وطنية - 12/7/2007 (قضاء)استجوب قاضي التحقيق العسكري الاول رشيد مزهر ثلاثة موقوفين جدد من "فتح الاسلام" هم لبناني وتونسي وجزائري، واصدر مذكرات وجاهية بتوقيفهم.

 

جلسة لمجلس القضاء الاعلى بحثت في امور ادارية

وطنية - 12/7/2007 (قضاء) عقد مجلس القضاء الاعلى جلسة، ظهر اليوم، برئاسة القاضي انطوان خير وحضور الاعضاء، وقال القاضي خير بعد انتهاء الجلسة "ان المجلس بحث في امور ادارية".

 

القوات" ردت على محامي شركة "صنين زينة لبنان": قسم من الأسهم يعود الى أكثر من جهة عربية ودولية

وطنية - 12/7/2007 (سياسة) صدر اليوم عن الدائرة الاعلامية في "القوات اللبنانية" البيان الآتي: "تعليقا على البيان الصادر عن محامي شركة "صنين زينة لبنان"، نوضح للرأي العام اللبناني ما يأتي: إن شركة السلام هولدينغ هي من حيث الشكل لبنانية مئة في المئة، غير أنها في الواقع جزء من مجموعة شركات مترابطة ومتكاملة تعود ملكية قسم من أسهمها الى أكثر من جهة عربية ودولية، على نحو يتعارض مع القوانين المرعية الإجراء لأنها تصب في النتيجة في إمكان تمليك جزء من الأراضي اللبنانية لجهات قد تكون جميعها غير لبنانية. فالهيكلية القانونية التي اعتمدت لإخفاء الهوية الحقيقية للشركة لا تسمح بالقول أن الملكية الفعلية للعقارات تعود الى لبنانيين او الى شركة لبنانية صرف عائدة الى مساهمين لبنانيين يملكون فعليا حقوق أسهمهم".

 

البرلمان الفرنكوفوني دان الاعتداءات والاغتيالات في لبنان وأكد دعمه المحكمة الدولية ودعا إلى إعادة إطلاق الحوار

وطنية- 12/7/2007(سياسة) أصدر البرلمان الفرنكوفوني، بناء على توصيات اللجنة السياسية وهيئة المكتب التابعة له، قرارا حول الوضع في لبنان "رغم الغياب الملفت للبرلمان اللبناني عن اجتماعات الهيئة العامة في مدينة غابون - ليبرفيل"، وجاء في القرار الآتي: "ندين بشدة كل الإعتداءات ضد المدنيين الأبرار، وكل الإغتيالات ذات الطابع السياسي التي نفذت في لبنان من ضمنها النواب جبران تويني، بيار الجميل ووليد عيدو، ونتقدم في المناسبة بأحر التعازي لذوي الشهداء والشعب اللبناني". ودان البيان "الإعتداء الإرهابي ضد قوات اليونيفيل في بلدة الخيام جنوب لبنان، والتي ذهب ضحيتها ستة شهداء من الكتيبة الاسبانية"، مذكرا "بضرورة احترام سيادة لبنان واستقلاله"، رافضا "استعمال الساحة اللبنانية لمصالح خارجية". أضاف البيان:" ندعم انشاء المحكمة ذات الطابع الدولي لمحاكمة المجرمين الذين قتلوا الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ونشدد على ضرورة إجراء تحقيق شامل حول الاغتيالات التي تطاول النواب". وناشد البيان "السلطات اللبنانية إجراء انتخابات فرعية لملء المقاعد الشاغرة على اثر اغتيال النواب، وذلك حسب الدستور اللبناني وحسب أبسط قواعد الديموقراطية وحماية المنتخبين الجسدية". كما ناشد "المجلس النيابي اللبناني اعادة اطلاق مؤتمر الحوار الذي توقف بتاريخ 18 تشرين الثاني 2006".

 

قيادة الجيش في الذكرى الاولى لعدوان اسرائيل على لبنان: الجيش مصمم على مواجهة الارهاب حتى استئصاله من جذوره ولن يتراجع امام التهديدات مستندا الى ثوابته الوطنية

وطنية - 12/7/2007 (سياسة) عممت قيادة الجيش - مديرية التوجيه نشرة توجيهية على العسكريين بعنوان "ارادة تنتصر"، في الذكرى الاولى لعدوان اسرائيل على لبنان، جاء فيها:"سنة مضت على حرب همجية شنها العدو الاسرائيلي ضد لبنان بانسانه وارضه ومقدساته، وقد سقط من جراء هذا العدوان آلاف الشهداء والجرحى من العسكريين والمقاومين والمدنيين الابرياء، فيما هدفت اسرائيل من خلال عدوانها الذي استمر ثلاثة واربعين يوما من القصف الجوري والبري والبحري الى كسر ارادة الشعب اللبناني واخضاعه بالقوة، لكن احلامها باءت بالفشل، امام الملاحم البطولية التي سطرها المقاومون، وتفاني الجيش في تصديه للعدو واحباطه العديد من محاولات الانزال البري والبحري، الى جانب التضحيات الجسام التي بذلها الشعب اللبناني في اسره، والممانعة السياسية التي مارستها الحكومة اللبنانية، وصلابتها في الدفاع عن قضية الوطن امام المحافل الدولية والاقليمية، فكان من ثمار ذلك صدور القرار 1701، ومن ثم انتشار الجيش في موقعه الطبيعي على الحدود الجنوبية تؤازره وحدات من قوات الامم المتحدة، وقد عاد العلم اللبناني يرفرف شامخا فوق تلة اللبونة بعد غياب قسري ناهز الثلاثين عاما".

اضافت:"لعله من المفيد اليوم الوقوف على الحالة الوطنية التي تجلت في اثناء العدوان وبعده من خلال الوقائع الاتية:"لقد تمكن الشعب اللبناني بفضل ارادته الوطنية الجامعة وتمسكه بقوة حقه وتجذره بأرضه وتاريخه، والتفافه حول الجيش والمقاومة، من ردع العدو الاسرائيلي وكسر هيبة جيشه الذي قيل عنه انه لا يقهر، في سابقة لم يعهدها منذ انشاء كيانه الغاصب على ارض فلسطين، الامر الذي جعله يدرك ان اي اعتداء مماثل على لبنان في المستقبل لن يكون سهلا على الاطلاق، كما رسم هذا الشعب بدماء ابنائه، الحدود المعنوية لوطنه، قبل الحدود المادية التي بدورها ستتحقق حتما بتحرير آخر شبر من ارضنا المحتلة في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا". وتابعت القيادة في نشرتها التوجيهية:"ان دماء الشهداء العسكريين الخمسين والجرحى ال 450 التي سالت في ساحات الصمود والكرامة، جعلت من المؤسسة العسكرية مرجلا تنصهر فيه الوحدة الوطنية جسما وروحا، وبفضل هذه الوحدة استطاع الجيش لاحقا تجنيب الوطن مخاطر وتحديات جمة في اكثر من استحقاق مصيري. وبهذه الوحدة ايضا واجه ولا يزال الارهاب الذي يتقاطع مع العدو الاسرائيلي في استهدافه لوحدة الوطن واستقراره، ولصيغته الحضارية الفريدة في هذا العالم، وكأن ما عجز عنه هذا العدو حين قصف مراكز الجيش وتحديدا في منطقة العبدة، قد حاول ارهابيو ما يسمى بتنظيم فتح الاسلام استكماله باعتدائهم على المراكز نفسها، ليتلاقيا معا على هدف مشترك وهو النيل من وحدة الجيش وتماسكه".

وشددت على "ان الجيش استطاع بسرعة قياسية نشر نحو 15 الف عسكري في الجنوب وبالاعتماد على قدراته الذاتية فقط، تزامنا مع نشره وحدات اخرى على امتداد الحدود البرية والبحرية، الامر الذي اظهر كفاءة الجيش اللبناني، واكد مدى توقه الى اداء دوره الاصيل في الدفاع عن الارض والشعب والذود عن السيادة الوطنية". اضافت:"ان وجود الجيش على حدود الجنوب الذي طالما كان لفترة طويلة من الزمن، بوابة القلق ومدخل الرياح، قد طوى صفحة اليمة من تاريخه، واعاد الامن والاستقرار الى اهله، الذين يتطلعون بكل فخر واعتزاز الى هذا الجيش المستعد ابدا لمواجهة اي اعتداء اسرائيلي كما جرى في مارون الراس وغيرها، وما حصل من اعتداءات ارهابية على قوات اليونيفيل المكلفة بموجب القرار 1701 مؤازرة الجيش في مهامه، كان في مثابة استهداف للجيش نفسه الذي لن تثنيه هذه الاعتداءات عن القيام بدوره الوطني، فالجيش ذهب الى الجنوب ليبقى فيه، لا ليتراجع امام تهديد من هنا او هناك، مستندا في ذلك الى ثوابته الوطنية الراسخة والى قناعة المواطنين ولاسيما ابناء الجنوب الذين اجمعوا على استنكار ما جرى من احداث لا تخدم سوى مصلحة اعداء الوطن".

وختمت:"ان قيادة الجيش تدرك جيدا دقة المرحلة التي يمر بها لبنان، وحجم الاعباء التي يكابدها العسكريون في مهام الدفاع عن الجنوب وضبط المعابر البرية والبحرية على امتداد الحدود اللبنانية، وصون مسيرة الامن والاستقرار في الداخل لاسيما التصدي للارهاب في اشكاله واساليبه المختلفة، وما يحصل اليوم في نهر البارد وفي اماكن اخرى، هو خير دليل على تصميم الجيش على مواجهة هذا الارهاب حتى استئصاله من جذوره، وهذه القيادة على ثقة تامة بأن هؤلاء العسكريين الذين اجتازوا اكثر من اختبار بنجاح مشرف، بفضل وحدتهم الصلبة وتضحياتهم الجسام، واستعدادهم لتقديم الدماء من دون حساب، سيواصلون مسيرة الشرف والتضحية والوفاء بعزيمة لا تكل وارادة لا تلين، حتى الوصول بسفينة الوطن الى شاطىء الامان والسلام".

 

شمس الدين:اتهام "حزب الله" بالارهاب ظالم ولا نوافق عليه

وطنية-12/7/2007(سياسة) رفض رئيس مؤسسة "الامام شمس الدين للحوار" ابراهيم شمس الدين في بيان اليوم الوصف الفرنسي لحزب الله أنه "حزب ارهابي".

ولفت الى انه "ليس بين الاحزاب السياسية اللبنانية العاملة في لبنان ومنها "حزب الله" حزب ارهابي رغم الاخطاء السياسية التي وقع فيها، الا ان اتهامه بالارهاب ظالم وغير صحيح ولا نوافق عليه واذا كانت الادارة الفرنسية تجالس ارهابيين او تتعامل معهم سرا او علانية فإننا لا نستطيع ان نركن اليها".

وأشار الى ان "جلسة الحوار التي دعت اليها الخارجية الفرنسية يفترض انها بين مدنيين لبنانيين وليس بين ارهابيين ومدنيين لبنانيين وما كنا لنوافق على ان يذهب ارهابيون بتشاطر فرنسي طريف الى باريس لتمثيلنا

 

شتروغر:القوات المسلحة اللبنانية مسؤولة عن النظام ونتعاون معها بشكل وثيق

مشاركة 30 دولة في اليونيفيل تظهر التزاما دوليا قويا بأمن وسلام الجنوب

الإعتداء على الكتيبة الإسبانية إرهابي وخطير ضد اليونيفيل والأمن في المنطقة

نتابع الموضوع ونأمل وصول التحقيق اللبناني الرسمي الى نتائج سريعة

وطنية - صور - 12/7/2007 (سياسة) أكد مدير الشؤون السياسية والمدنية ل"اليونيفيل" ميلوش شتروغر، في حديث الى مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" في صور حسين معنى، "إلتزام المجتمع الدولي القوي بدعم اليونيفيل ولبنان وعملية السلام والأمن في المنطقة، خصوصا بعد الإعتداء الإرهابي الذي تعرضت له دورية إسبانية من اليونيفيل، مشيرا الى ان الزيارات العديدة التي يقوم بها وزراء ومسؤولون دوليون لقوات بلادهم المشاركة في الطوارئ تأتي في هذا الإطار كتعبير عن هذا الإلتزام القوي بدعم اليونيفيل". وعن الإجراءات التي تتخذها اليونيفيل، واذا كان هناك من تغيير في قواعد الإشتباك، قال: "نحن على ثقة بأن اليونيفيل كفيلة بتنفيذ مهامها وتطبيق القرار 1701، وإن قواعد الإشتباك المعمول بها حاليا مناسبة لمهمة اليونيفيل. أما الإجراءات التي نتخذها، فهذا موضوع نبحثه دائما، ونطبق ما نراه مناسبا وما من شأنه ضمان أمن وسلامة قواتنا وموظفينا".

وعن إمكان إستخدام طائرات من دون طيار، أجاب: "إن كل الإجراءات التي نراها مناسبة لضمان أمن وسلامة موظفينا، لا نبحثها علنا لأن هذا يبطل الهدف منها، لكننا نعمل في شكل دقيق مع السلطات اللبنانية لأن هذه مسؤوليتهم أيضا". وحول آخر ما توصلت اليه التحقيقات في الإعتداء على الكتيبة الإسبانية وإطلاق الصواريخ، قال: "هناك تحقيق لبناني رسمي حول الإعتداء على الكتيبة الإسبانية ونأمل ان يثمر نتائج سريعة، والتحقيق لا يزال مستمرا من قبل السلطات اللبنانية. ونحن أيضا نتابع، ونقوم بتحقيقنا في انتظار الوصول الى معرفة منفذي هذا الإعتداء الإرهابي الخطير الذي لم يستهدف اليونيفيل فقط، بل كان ضد الأمن والسلام في المنطقة وضد مصلحة الشعب اللبناني. وكذلك بالنسبة الى مطلقي الصواريخ، فالتحقيق لا يزال مستمرا".

وعن وجود لقاءات تنسيقية بين اليونيفيل و"حزب الله"، رأى "ان القوات المسلحة اللبنانية هي المسؤولة عن حفظ الأمن والنظام في منطقة انتشار اليونيفيل. وبناء على هذا، نحن لدينا ثقة كبيرة بما تقوم به هذه القوات ونعمل في شكل وثيق معها". وعن عديد اليونيفيل وأسباب قرار فنلندا سحب قواتها، أوضح ان "هناك حاليا 30 دولة مشاركة في اليونيفيل أي بمعدل 20 في المئة من مجمل الدول المساهمة في الأمم المتحدة، والعدد الحالي لقوات اليونيفيل هو 13500 جندي، وهذا يظهر إلتزاما قويا من قبل المجتمع الدولي بهذه المهمة وبأمن وسلام جنوب لبنان. هناك طلب كبير لمهمات حفظ السلام في العالم، خصوصا في أفريقيا. والدول المشاركة هي التي تقرر أين تشارك او تنشر قواتها. ونحن لم نواجه أي مشكلة في تأمين العدد المطلوب لمهمتنا".

أما عن الجزء اللبناني من قرية الغجر والإنسحاب الإسرائيلي من من هذه المنطقة، لفت الى "ان الإجتماعات التنسيقية اللبنانية الإسرائيلية برعاية اليونيفيل لم تتوقف وهي مستمرة وآخرها كان مطلع هذا الأسبوع، وقد تم البحث في هذا اللقاء بتطبيق القرار 1701 والأحداث التي وقعت في منطقة عمليات اليونيفيل في حزيران الماضي من إطلاق صواريخ واعتداء إرهابي على الدورية الإسبانية. كما بحث المجتمعون بالإجراءات الأمنية الموقتة للجانب الشمالي لقرية الغجر، وهذا موضوع يبحثه القائد العام لليونيفيل الجنرال كلاوديون غراسيانو في شكل دائم مع ممثلي الجيشين اللبناني والإسرائيلي. ونأمل التوصل قريبا الى تفاهم حول هذه الإجراءات الأمنية الموقتة التي من شأنها تسهيل انسحاب الجيش الإسرائيلي من الأراضي اللبنانية".

وحول قيام فريق تقني من اليونيفيل في شكل منفرد بترسيم الخط الأزرق ووضع نقاط اعتلام في محيط منطقة العباسية، أشار الى ان "الذي حصل في العباسية لم يكن ترسيما للخط الأزرق، إنما قام فريق تقني من اليونيفل مع خبراء نزع ألغام بتفحص المنطقة الواقعة على الخط الأزرق في محيط العباسية، وهذا إجراء يتم في شكل دائم في مناطق عدة على طول الخط الأزرق من أجل تسهيل عمل جنود اليونيفيل على الأرض، ومن أجل منع أي خروقات للخط الأزرق وحماية المدنيين في المناطق القريبة. وفي هذا الإطار، وضع الفريق علامات معدنية موقتة في أماكن مختلفة، وقد تمت إزالتها لاحقا بعد انتهاء الفريق من عمله، خلافا لما ورد في بعض وسائل الإعلام، فإن اليونيفيل لم تكن تقوم بتحديد الخط الأزرق في تلك المنطقة".

 

الجيش:على وسائل الاعلام استقصاء المعلومات حصرا من مديرية التوجيه

وطنية-12/7/2007 (متفرقات) صدر عن قيادة الجيش - مديرية التوجيه اليوم بيان توضيحي جاء فيه:"تناقلت بعض وسائل الاعلام معلومات نسبتها الى قيادة الجيش حول الاحداث الجارية في مخيم نهر البارد. توضح قيادة الجيش أنها لم تصدر اليوم أي بيان يتعلق بهذا الخصوص وأن العمليات العسكرية الجارية حاليا لا تزال في اطار تضييق الخناق على المسلحين لاجبارهم على الاستسلام والرضوخ للعدالة. تهيب هذه القيادة بوسائل الاعلام كافة استقصاء المعلومات حصرا من مديرية التوجيه توخيا للحقيقة وحرصا على المصداقية".

 

حرب تموز والفرصة التاريخية الضائعة

علي حماده/يستطيع البعض ان يتحدث عن حرب تموز 2006 بلغة البطولات، والاساطير، والشحن بالشعارات الوطنية. وقد يصل به الامر الى حد وصف اصحاب حرب تموز 2006 بأنصاف الآلهة، او اسباغ النبوة عليهم. هؤلاء احرار في ما يقولون، وفي ما يؤمنون به، ما لم ينحرفوا بما هم عليه صوب تهديد حياة اقرانهم في الوطن، وإيمانهم، ونمط عيشهم، وكيان وطنهم. وبخلاف ذلك يكون هناك خلاف كبير في العمق يستدعي من اللبنانيين الذين يفرّقهم خلاف كبير وحاسم حول الوطن، ان يبحثوا اولاً عما يجمع في ما بينهم، ثم ان يحددوا بوضوح وصراحة ما يختلفون حوله حقيقة، واخيراً ان يدرسوا معاً كيف يمكن توظيف المشترك، واين يمكن تعيين المختلف حوله ومحاولة تضييق الهوة، واخيراً كيف يمكن ادارة الخلافات المستعصية التي لا امل في بلوغ حلول لها في المدى المنظور.

لماذا نقول هذا؟ ببساطة وصراحة متناهيتين، لان حرب تموز 2006 شكلت وتشكل وستشكل عاملاً خلافياً كبيراً في الوطن، بين فئة منقادة لـ"حزب ولاية الفقيه"، ومعظم الفئات اللبنانية الاخرى. فباستثناء الاجماع الوطني ضد اسرائيل، واعتبارها عدواً كامل الاوصاف، يمكن القول ان لا شيء جمع بين اللبنانيين في تلك اللحظة سوى التضامن الانساني الذي امتد على مساحة الوطن. عدا ذلك، كانت الحرب مناسبة لابراز خلافات عميقة تمزق هذا الوطن. فالخيارات الكبرى كما تراها كل جهة كانت ولا تزال مانعاً اساسياً لاعادة النصاب الوطني في البلاد.

في حرب تموز، اعتبر فريق كبير من اللبنانيين ان فريقاً لبنانياً اخذ البلاد في مغامرة من دون الالتفات الى رأي الشركاء، وان النتائج السلبية لم تنحصر في مكان واحد، بل طالت الوطن بأسره، فقتل اكثر من 1200 مواطن، وتهدمت آلاف المساكن، ومئات الاحياء والقرى، واصيبت البنى التحتية في البلاد بضربات مدمرة، وتضرر الاقتصاد الوطني بشكل واسع ومكلف للغاية.

لا يهدف ما تقدم الى نكء الجروح، لكن المشكلة واقعة، وقد كانت حرب تموز محطة مفصلية اظهرت مدى الانقسام الوطني في لبنان بشأن مستقبل لبنان. وعندما يصل الخلاف الى هذه المستويات التي تتعلق بالكيان نفسه والنظام عينه، فإن الوطن يكون واقعاً في مأزق كبير. من هنا كانت التداعيات التي تخطت الخلاف حول الحرب، الى الخلاف حول كل شيء تقريباً في لبنان. فالموقف من سوريا بسلوكها الحالي، ومسألة تحقيق العدالة ومحاكمة قتلة رجالات الاستقلال، وحال المؤسسات المختطفة طائفياً، واستحالة اقناع فريق بمشروع الدولة والخضوع للقانون وبالتساوي مع الجميع، كلها عوامل منعت قيام حالة عنفوان وطني واحد في مواحهة الحرب، وهي التي ستكشف مع الوقت ان اللبنانيين لن يقرأوا في الكتاب نفسه متى حانت مرحلة كتابة تاريخ المرحلة.

لقد اضاع اللبنانيون فرصة تاريخية كبرى لبناء وطن واحد ودولة واحدة، وكانت حرب تموز ابلغ الادلة على ان لبنان الواحد لا يزال بعيد المنال. وما لم يعد الجميع، ولا سيما الفريق الخارج على الاجماع الوطني، الى مشروع الدولة اولاً، والى فهم هواجس سائر اللبنانيين ومخاوفهم ثانياً، فلن يطول الوقت قبل ان يصبح من المستحيل ردم الهوة الحالية، وبالتالي ينتقل البلد الى مرحلة تناتش دموي لجثة هامدة اسمها لبنان.

 

عام على حرب تموز

الثلائاء 10 يوليو - إيلاف

إيلاف من بيروت، زرعيت (إسرائيل)، الوكالات: بعد مرور عام على الحرب بين إسرائيل وحزب الله في لبنان، لا يزال التوتر ملموساً في الداخل اللبناني حيث حاول حزب الله اللبناني تدعيم موقعه السياسي - بعد ان تمكن من "الصمود" عسكريا لـ33 يوماً - فشن حملة عنيفة على الحكومة من دون ان ينجح في دفعها الى الاستقالة فيما غرقت البلاد في أزمة سياسية حادة. وعند الحدود بين البلدين، يخشى السكان الإسرائيليون اشتعالا جديدا للجبهة. وتسهم المعلومات الكثيرة الصادرة عن مسؤولين اسرائيليين حول اعادة تسليح حزب الله من قبل سوريا مرفقة بتكهنات في وسائل اعلام الدولة العبرية حول احتمال اندلاع نزاع مسلح هذا الصيف مع سوريا، في تغذية التوتر. وجاء التقرير الصادر في إسرائيل عن لجنة "فينوغراد" للتحقيق في ظروف "حرب لبنان الثانية" والذي تحدث عن "اخفاقات" في حرب لبنان محملاً مسؤوليتها للمسؤولين الإسرائيليين، ليضفي مصداقية على ما اسماه حزب الله "الانتصار الالهي" لمعركة استمرت 33 يوما، أشعل فتيلها أسر مقاتلي حزب الله لجنديين إسرائيليين في 12 تموز (يوليو) في هجوم عبر الحدود، وتوقفت في 14 آب (أغسطس) من العام الماضي، فيما لا تزال آثارها واضحة في البلدين على مختلف الأصعدة. قرب زرعيت خطف حزب الله اللبناني في 12 تموز(يوليو) 2006 جنديين إسرائيليين مما ادى الى اندلاع الهجوم الاسرائيلي المدمر في لبنان. ومنذ ذلك الحين لا معلومات عن الجنديين.

حزب الله والداخل

ويتخبط لبنان في أزمة سياسية داخلية حادة، بعد ان وظف حزب الله في أعقاب حرب الصيف الماضي "الصمود" في وجه نيران الجيش الإسرائيلي النظامي والذي يملك أسلحة متطورة، في الضغط على الداخل اللبناني، للمطالبة باستقالة الحكومة. واعلن الامين العام لحزب الله حسن نصرالله بعد انتهاء الحرب ان حزبه لا يزال يملك "عشرين الف صاروخ جاهزة للاطلاق على اسرائيل".

وفي تشرين الثاني(نوفمبر) 2006، استقال خمسة وزراء شيعة محسوبين على حزب الله وحركة أمل ووزير مسيحي مقرب من رئيس الجمهورية اميل لحود من الحكومة برئاسة فؤاد السنيورة. وبدأت المعارضة منذ ذلك الحين، ومن اركانها ايضا التيار الوطني الحر برئاسة النائب المسيحي ميشال عون، تطالب باستقالة الحكومة.  ولقيت هذه المطالبة دعما من رئيس الجمهورية الذي اعتبر الحكومة "فاقدة للشرعية" ورفض توقيع القوانين الصادرة عنها، ما زاد في تعقيد الازمة. كما رفض رئيس المجلس النيابي نبيه بري الدعوة الى عقد جلسات للمجلس النيابي للغاية عينها، ما تسبب بشلل في اعمال المجلس. ويؤكد حزب الله ان الهدف هو فقط منع الاكثرية من "الاستئثار بالسلطة".

ويقول النائب السابق فارس سعيد من الاكثرية "لم ينجح حزب الله، بعد سبعة اشهر، في فرض تشكيلة حكومية يكون فيها للمعارضة الثلث المعطل"، اي الثلث زائد واحد الذي يسمح للمعارضة بالتحكم في القرارات الاساسية.

تجدد الجدل الداخلي بعد حرب تموز (يوليو) حول سلاح حزب الله. فقد نص القرار 1701 الذي وافق عليه حزب الله على عدم وجود اي سلاح في الجنوب غير سلاح الشرعية. ورغم اختفاء السلاح الظاهر لحزب الله في الجنوب، فان عددا من المراقبين يبدون قلقا من استمرار الانشطة العسكرية للحزب بعيدا عن الاضواء.

   وحزب الله هو المجموعة الوحيدة التي لم تنزع سلاحها بعد انتهاء الحرب الاهلية.

ويقول الباحث السياسي جوزف باحوط "للمرة الاولى منذ انشاء دولة اسرائيل في 1948، تعرضت اسرائيل لخسارة واضحة انعكست من دون شك على قدرتها الرادعة".  واشار باحوط الى ان ذلك يشكل ذريعة اضافية لحزب الله للاحتفاظ بسلاحه. وقال "الحوار الداخلي والاقليمي هو الطريق الوحيد لحل مسالة سلاح حزب الله في يوم من الايام".

ويقول الاستاذ في الجامعة الاميركية في بيروت تيمور غوكسيل الذي عمل لمدة 24 سنة متحدثا باسم قوات الطوارىء الدولية في جنوب لبنان والخبير في الشؤون الجنوبية، ان "اسرائيل تحتاج الى وقت للاستعداد" لحرب جديدة "سنتين على ما اعتقد... وحزب الله يعرف ذلك جيدا، وهو يستعد ايضا".

في المقابل، يرى باحوط ان خسائر حزب الله نتيجة الحرب "كبيرة جدا"، مشيرا الى انه "حرم من العمق الحيوي الذي كان في امكانه ان يتحرك فيه بالتلاحم مع شعبه".

  إسرائيل وشبح نزاع جديد

وعلى الجانب الإسرائيلي، تقول شولا اساياج (57 عاما) التي تدير نزلا للسياح في زرعيت القريبة من الحدود "كان الوضع حتى الان هادئا جدا. لكن منذ بعض الوقت نشعر بتوتر في الاجواء. نشعر ان حربا جديدة يعد لها ونحن ضائعون". ويقول الجنرال يوسي بشار قائد منطقة شمال اسرائيل العسكرية "كل مواقع حزب الله القريبة من الحدود يشغلها الان الجيش اللبناني. اما قوات الامم المتحدة فوجودها اصبح اكبر وهي منتشرة بشكل مختلف. وقواتنا كذلك". وتم عمليا اصلاح كل الاضرار التي الحقها القصف غير المسبوق للبلدات الاسرائيلية القريبة من الحدود واستعاد الاقتصاد بعضا من انفاسه رغم تراجع ملحوظ في قطاع السياحة الرئيسي. لكن يعتبر الكثيرون ان عودة الوضع الى طبيعته خداعة. فاذا غاب مقاتلو حزب الله واعلامهم الصفراء عن الانظار فهذا لا يعني ان وجودههم زال على الجانب الاخر من الحدود في جنوب لبنان. وتقول شولا كوهين من سكان زرعيت "نسمع استفزازاتهم عبر مكبرات الصوت في مساجدهم. وخلال الليل يتملكني الخوف وافكر في ان الحرب ستتجدد".

وقال الجنرال اموس جلعاد المستشار لدى وزير الدفاع ايهود باراك ان سوريا المجاورة لاسرائيل ولبنان حيث مارست نفوذا مطلقا حتى انسحابها منه في نيسان/ابريل 2005 "تفعل ما يحلو لها في لبنان. تسمح لايران (بتسليح حزب الله) وتسلحه هي ايضا بكثافة". واستبعد جلعاد امكانية وقوع "حرب قد تبادر اليها سوريا" لكنه اكد في المقابل ان الجيش السوري عزز قدراته العسكرية عبر شراء اسلحة جديدة معتبرا ان على اسرائيل "البقاء مستعدة لمواجهة اي احتمال".

وحدد وزير الدفاع الجديد ايهود باراك القائد السابق لهيئة الاركان ضمن اولوياته "اعادة تكوين قوة الردع" في الجيش الاسرائيلي التي تأثرت بسبب اخفاقات الحرب في لبنان التي هي موضع تحقيق تجريه لجنة حكومية ينتظر ان تصدر استنتاجاتها نهاية آب/اغسطس. والقرار 1701 الصادر عن مجلس الامن الذي وضع في 14 آب(اغسطس) حدا للاعمال الحربية سمح للمرة الاولى بانتشار الجيش اللبناني بمساعدة قوة دولية عند الحدود وهي منطقة كان يسيطر عليها قبل الحرب الاخيرة مقاتلو حزب الله.

حقائق حول الحرب في لبنان

وفيما يلي بعض التفاصيل حول الحرب التي ادت الى سقوط نحو 1200 قتيل في لبنان و158 اسرائيليا :

- 12 يوليو تموز 2006 : أسر جنديان اسرائيليان -الداد ريجيف وايهود جولدوسر- وقتل ثمانية جنود في غارة لحزب الله عند الحدود الشمالية لاسرائيل. وقال امين عام حزب الله السيد حسن نصر الله انه يريد مبادلة الجنديين باسرى لبنانيين في السجون الاسرائيلية.

- 13 يوليو تموز : الطائرات الحربية الاسرائيلية تقصف مدارج مطار بيروت الدولي. وقتلت صواريخ الكاتيوشا اسرائيليين في شمال اسرائيل.

- 14 يوليو تموز: الطائرات الحربية الاسرائيلية تقصف طريق بيروت دمشق السريع الرئيسي وتفرض حصارا بريا وبحريا وجويا على لبنان كما دمرت الطائرات الحربية مجمعات سكنية بها مكاتب نصر الله الذي نجا من الهجوم في ضاحية بيروت الجنوبية.

- 16 يوليو تموز: صواريخ الكاتيوشا تقصف محطة قطارات في مدينة حيفا في شمال اسرائيل ما ادى الى سقوط ثمانية قتلى.

- 26 يوليو تموز: مؤتمر دولي في روما يتعهد بالعمل من أجل وقف سريع لكن ليس فوريا لاطلاق النار ويتفق على الحاجة لقوة حفظ سلام دولية.

- 30 يوليو تموز: الطائرات الاسرائيلية تهاجم قرية قانا في جنوب لبنان. لبنان يقول في بادىء الامر ان اكثر من 50 مدنيا قتلوا لكنه يعود ويعدل الحصيلة لاحقا الى 28 قتيلا نصفهم تقريبا من الاطفال.

- الثاني من اغسطس اب: قوات الكوماندوس التي نقلت بطائرات هليكوبتر تنفذ عملية في عمق لبنان وتهاجم أهدافا في معقل حزب الله في بعلبك بشمال شرق لبنان وتقتل 19 شخصا.

- السادس من أغسطس اب: صاروخ كاتيوشا يقتل 12 من جنود الاحتياط الاسرائيليين قرب كيبوتز في شمال اسرائيل.

- 11 اغسطس اب: مجلس الامن الدولي يتبنى بالاجماع القرار 1701 الذي يدعو الى انهاء القتال لكن اسرائيل تقول انها لن توقف اعمالها الحربية على لبنان فورا.

- 12 اغسطس اب: كوفي عنان امين عام الامم المتحدة انذاك يقول ان القادة الاسرائيليين واللبنانيين يوافقون على وقف لاطلاق النار اعتبارا من الساعة الثامنة صباحا بالتوقيت المحلي (الخامسة بتوقيت جرينتش) في 14 اغسطس اب.

- لبنان يوافق على قرار الامم المتحدة. نصر الله يقول ان حزب الله سيلتزم بوقف اطلاق النار عندما تلتزم به اسرائيل.

- 13 اغسطس اب: القوات الاسرائيلية تقاتل حزب الله في جنوب لبنان والطائرات الحربية الاسرائيلية تقصف ضاحية بيروت قبل الهدنة.

- اسرائيل توافق على قرار مجلس الامن.

- 14 اغسطس اب: توقف القتال في جنوب لبنان عند الساعة الثامنة صباحا بتوقيت بيروت.

ما حدث بعد ذلك؟

- انتشرت قوات الجيش اللبناني في الجنوب بالتعاون مع قوات حفظ السلام الدولية للسيطرة على معاقل حزب الله فيما انسحبت القوات الاسرائيلية. ووصلت القوة الى 15 الف جندي جنوبي نهر الليطاني على بعد نحو 20 كيلومترا من الحدود مع اسرائيل.

- بدأت قوات حفظ السلام التابعة للامم المتحدة الموسعة والمعروفة باسم يونيفيل الثانية بالانتشار في الجنوب ومهمتها مراقبة وقف الاعمال الحربية ومساعدة الجيش اللبناني على بسط سيطرته على المنطقة وجعلها بعيدة عن جماعات مسلحة اخرى.

- اسرائيل اكملت انسحابها من لبنان في الاول من اكتوبر تشرين الاول عام 2006 ما عدا القسم الشمالي من قرية الغجر المقسمة. سيطر الجيش اللبناني واليونيفيل على الجنوب بمقتضى اتفاق وقف الاعمال الحربية.

- أسفرت مئات الالاف من القنابل العنقودية التي ألقتها القوات الاسرائيلية في الايام الاخيرة من الحرب عن سقوط 30 قتيلا كما شوهت أكثر من 200 اخرين في الجنوب خلال الاثني عشر شهرا اللاحقة.

- استقالة رئيس اركان الجيش الاسرائيلي الجنرال دان حالوتس في 17 يناير كانون الثاني عام 2007 مستشهدا بفشل اسرائيل في حرب لبنان. وخلص تقرير أولي للجنة اسرائيلية في 30 ابريل نيسان الى ان رئيس الوزراء ايهود اولمرت تسرع في قرار الحرب لكن التقرير لم يذهب الى حد التوصية باستقالته في انتظار النتائج النهائية للتحقيق.

كلفة الحرب وإعادة الاعمار

في ما يلي بعض الحقائق حول النتائج بالنسبة للجانبين:

وقبل بدء العمليات العسكرية كان الاقتصاد اللبناني يظهر الكثير من علامات القوة والنهوض بعد اكثر من عشر سنوات من العمل الدؤوب. وكان اداء الاقتصاد العام الماضي الأفضل منذ سنوات طويلة أي منذ بداية الحرب الأهلية في لبنان عام 1975، إذ ان عمليات التصدير تضاعفت مائة في المائة عما كانت عليه عام 2005 وكان لبنان يستعد لاستقبال المزيد من السياح بعد ان اصبح مركزا سياحيا من الطراز الأول للكثير من الأوروبيين والخليجيين واللبنانيين الذين يعيشون في الخارج. وكانت نسبة النمو الاقتصادي خلال الربع الاول من العام الحالي قد بلغت في لبنان 5 % وهي نسبة ممتازة مقارنة بنسب النمو في الدول المحيطة، اما الآن وبعد الهجوم الإسرائيلي فيتوقع الخبراء ان تنخفض نسبة النمو الى الصفر وربما اسوأ من ذلك.

في لبنان/الخسائر في الارواح

سقط ما يقرب من 1200 قتيل و4400 جريح معظمهم من المدنيين. وبين القتلى نحو 270 من مقاتلي حزب الله و50 جنديا وشرطيا لبنانيا ونحو خمسة من قوات حفظ السلام الدولية.

في اسرائيل/الخسائر في الارواح

158 قتيلا معظمهم من الجنود قتلوا في لبنان والعدد يشمل 43 مدنيا قتلوا بسبب هجمات حزب الله الصاروخية. واصيب حوالي 1500 شخص في القصف الصاروخي في اسرائيل وجرح 450 جنديا في القتال في لبنان.

في لبنان/ النازحون

فر نحو 974 ألف لبناني من منازلهم وهناك 200 الف لم يعودوا بعد. وتقول الحكومة إن 125 الف منزل وشقة سكنية اما دمرت او لحقت بها اضرار.

وتم اجلاء نحو 60 الف اجنبي وغادر عدة الاف اخرين البلاد.

في اسرائيل/النازحون

فر حوالي 300 الف اسرائيلي من منازلهم ليتجنبوا القصف الصاروخي على شمال اسرائيل واختبأ اكثر من 700 الف في الملاجىء او في "غرف آمنة" جرى تعزيزها بالاسمنت. وعاد معظم النازحين الى منازلهم.

دمر نحو 2000 منزل وشقة سكنية ولحقت أضرار بنحو 9000 اخرى. ودمر أو تضرر نحو 400 متجر ومكتب ومدرسة جراء الهجمات الصاروخية.

 في لبنان/القنابل العنقودية

تقول الامم المتحدة إن 929 هجوما اسرائيليا على الاقل بالقنابل العنقودية لوثت منطقة مساحتها 37 مليون متر مربع. وتسببت القنابل العنقودية وقذائف أخرى لم تنفجر في مقتل 30 شخصا واصابة 209 منذ الحرب. وتمكن خبراء المفرقعات من ابطال مفعول 122500 قنبلة عنقودية من بين ما يقدر بنحو مليون قنبلة. وهم يتوقعون تطهير كل المناطق التي تشكل القنابل العنقودية خطرا مباشرا على المدنيين فيها بحلول نهاية العام 2007.

 في لبنان/الاقتصاد

تقدر الحكومة قيمة الاضرار المباشرة نتيجة الحرب بنحو 8 ر2 مليار دولار وقيمة الانتاج والدخل المفقود في العام 2006 بنحو 2.2 مليار دولار. والتكلفة المباشرة بالنسبة للحكومة 1.75 مليار دولار. الاقتصاد الذي كان من المقرر ان يشهد نموا بما بين خمسة وستة بالمئة في العام 2006 تقلص بنسبة خمسة في المئة وتضرر قطاع السياحة بشدة. ويتوقع صندوق النقد الدولي نموا بواقع اثنين بالمئة هذا العام.

تعهد المانحون بتقديم 7.6 مليار دولار لاعادة الاعمار في مؤتمر انعقد بباريس في 25 يناير كانون الثاني ولكن معظم الاموال ربطت باصلاحات اقتصادية فشلت الحكومة في انجازها. ضرب القصف الاسرائيلي جسورا وطرقا ومدارج طائرات ومرافىء ومصانع وشبكات ماء وكهرباء ومؤسسات عسكرية بالاضافة الى ضواحي بيروت الجنوبية وبلدات وقرى في الجنوب وسهل البقاع الشرقي. قالت الحكومة في مايو ايار انها انفقت 318 مليون دولار على اعادة البناء وانها تسلمت 707 ملايين دولار من اصل 1.3 مليار تعهد مانحون معظمهم من العرب بتقديمها. ودفعت 181 مليون دولار لاناس دمرت منازلهم او لحقت بها اضرار. وانفقت 54 مليون دولار على اصلاح البنى التحتية و42 مليون دولار على السكان النازحين. ومولت دولة قطر وبعض المانحين من جهات عامة وخاصة مشاريع اعادة اعمار بصورة مستقلة. قول حزب الله انه انفق اكثر من 300 مليون على التعويضات واعادة الاعمار. وتأتي معضم الاموال من ايران التي مولت من جانبها مشاريع لاعادة الاعمار

في اسرائيل/الاقتصاد

يقدر اقتصاديون اسرائيليون قيمة الاضرار المباشرة للحرب بنحو 3.5 مليار دولار بما فيها خسائر في الناتج المحلي الاجمالي.

وفي القطاع السياحي وصلت نسبة الخسائر الى 37 بالمئة في فترة بعد الحرب مباشرة.

ونجمت خسائر الناتج المحلي الاجمالي عن إغلاق الاعمال خلال اطلاق الصواريخ واستدعاء جنود الاحتياط.

واجهت ربع الاعمال في شمال اسرائيل خطر الافلاس بعد الحرب. وقالت الغرفة التجارية الاسرائيلية ان اجمالي ايراداتها المفقودة بلغ نحو 1.4 مليار دولار.

 البيئة

تسرب ما يصل الى 15 الف طن من زيت الوقود الثقيل على ساحل لبناني بعدما قصفت اسرائيل محطة للكهرباء الى الجنوب من بيروت مما سبب ازمة بيئية كبيرة. وقال خبراء من الامم المتحدة ان تنفيذ عملية تنظيف سريعة حد من الاضرار بالنسبة للحياة البحرية.

  البيئة

احترق اكثر من 3000 فدان ودمرت عشرة الاف اخرى من الحدائق نتيجة حوالي 450 حريقا اشتعلت بسبب الصواريخ. وقدرت تكلفة اعادة تأهيل هذه المناطق بنحو 18 مليون دولار.

 

ذكرى 12 تموز 2006 هي ذكرى القطيعة في لبنان.. والقطيعة سببها الخلاف على ربط لبنان إقليمياً

التسوية "المستحيلة" الآن مع "حزب الله" الإقليمي

المستقبل - الخميس 12 تموز 2007 -نصير الأسعد

اليوم، تحلّ الذكرى الأولى لحرب تموز، للعدوان الإسرائيلي الواسع والشامل على لبنان.

لـ"حزب الله" أن يحيي الذكرى أو أن يحتفل بها بوصفها ذكرى انتصاره على إسرائيل. غير انّ لفريق آخر من اللبنانيين أسباباً كثيرة للتعامل مع المناسبة بتوصيف مختلف وباستنتاجات مختلفة.

ذكرى القطيعة: تحوّل سلاح "حزب الله" إقليمياً

في 12 تموز 2006 كانت القطيعة الكبرى بين فريقين في لبنان. وفي 12 تموز 2007 لا تزال هذه القطيعة قائمة ولا تزال أسبابُها موجودة. ولذلك فانّ الذكرى اليوم بقدر ما هي ذكرى العدوان، هي ذكرى القطيعة.

في 12 تموز 2006، كانت القطيعة بين فريق 14 آذار من جهة وفريق 8 آذار بقيادة "حزب الله" من جهة ثانية، لان ذلك اليوم من العام الماضي كرّس تحوّلاً "استثنائياً" على صعيد سلاح "حزب الله" من سلاحٍ رادع لإسرائيل، كان حوارٌ تحت عنوان "الاستراتيجية الدفاعية" يدور حول كيفية استيعابه في منظومة عسكرية متكاملة لجيش الدولة، إلى سلاح منخرط في استراتيجيات إقليمية من جانب وإلى سلاح تُوظّف نتائج استخدامه إقليمياً في الداخل اللبناني لتحقيق السيطرة على الحكم من جانب آخر.

.0.وربط لبنان بسوريا وإيران

في 12 تموز 2006 إذاً، انفجر الخلاف الفعلي بين الفريقين، وهو الخلاف بين قناعتين. الأولى لـ14 آذار بضرورة تحقيق حياد لبنان عن المحاور الإقليمية والدولية، و"نسبة" من التحييد عن صراعات هذه المحاور. والثانية لـ"حزب الله" و8 آذار بربط لبنان بأحد المحاور أي المحور الإيراني ـ السوري وبربطه بـ"أزمة المنطقة" تالياً.

والحال انّ حرب تموز 2006، من ضفّتها اللبنانية الحزب اللهية، كانت تربط لبنان بالصراعات الإقليمية والإقليمية ـ الدولية. والحال أيضاً انّ فريقاً لوحده ـ أي 14 آذار هنا ـ لا يمكنه منع ذلك الربط. والحال أخيراً انّ الربط إقليمياً إستدعى التدويل استدعاء.

إذاً، اليوم 12 تموز 2007، لا مفرّ من القول انّ الخلاف كان هنا بالتحديد في اليوم نفسه من العام الماضي وليس في أي مكان آخر. ولمّا كانت حرب تموز ـ من صفّتها الحزب اللهية ـ حرب الربط المشار إليه، انفجر الخلاف، وتصاعد بعد انتهائها لدى تطلع "حزب الله" إلى صرف نتائجها في الداخل انتصاراً على الفريق الآخر.

12 تموز 2006: انفجار الحوار والتسوية

وبانفجار الخلاف في 12 تموز 2006، تفجّرت "التسوية". والمقصود هنا أمران.

الأول، هو انّ "شبه تسوية" أو "تسوية ضمنية"، كانت قامت بين فريقَي 14 آذار و8 آذار، بعد الانسحاب السوري "الرسمي" من لبنان أواخر نيسان 2005، في "مناخها" تمّت الانتخابات النيابية وتشكّلت حكومة الرئيس فؤاد السنيورة. وكانت التسوية في حدودها آنذاك، من وجهة نظر 14 آذار، بهدف تأمين مرحلة انتقالية هادئة من الوصاية السورية إلى الاستقلال من ناحية، وبهدف تشكيل نوعٍ من شبكة الأمان الداخلية للاستقلال وللعملية السياسية السلمية الديموقراطية من ناحية ثانية، وبهدف التأسيس لتسوية "ثابتة" لمرحلة جديدة من ناحية ثالثة. وإذا أُخذ البيان الوزاري للحكومة مثالاً، يتبيّن بوضوح انّ النصّ نفسه من طبيعة "انتقالية"، فهو مشدود في جانب إلى المرحلة السابقة ومفتوح على المرحلة الجديدة في جانب آخر.

مؤتمر الحوار انفجر عند نقطة سلاح الحزب

أما الأمر الثاني فهو انّ التسوية "الضمنية" أو المتضمنة "غموضاً بنّاء" لم تدُم طويلاً، واهتزت عند محطة اغتيال النائب الشهيد جبران تويني، وما تلاه من طلب للحكومة بتشكيل المحكمة الدولية وبتوسيع صلاحيات لجنة التحقيق الدولية.

في آذار 2006، دُعي الأطراف من قبل الرئيس نبيه بري إلى مؤتمر الحوار الوطني. طُرحت في المؤتمر بنود عدّة من شأن التفاهمات حولها أن تشكّل تسوية متينة.

صحيح انّه أعلن حينذاك ان المتحاورين توصلوا إلى مجموعة من المقرّرات بالإجماع، وهم اتفقوا على المحكمة الدولية وعلى العلاقات الديبلوماسية مع سوريا وعلى ترسيم وتحديد الحدود معها وعلى السلاح "الفلسطيني" خارج المخيمات. غير انّ الصحيح أيضاً انّ هذه المقرّرات عُطّلت بقرار إقليمي سوري.

وما إن وصل الحوار إلى بند "الاستراتيجية الدفاعية" أي إلى بند "سلاح حزب الله" حتّى حصلت حرب تموز.. و"طار" الحوار. واليوم، لدى التدقيق في النهاية الدراماتيكية لمؤتمر الحوار، يتبيّن انّ الحوار "طار" بقرار إقليمي، وانّ "سلاح حزب الله" إقليمي وانّ التسوية حول هذا السلاح ممنوعة إقليمياً بالضبط لانّه إقليمي.

ممّا تقدّم، لا بدّ من استخلاص نتيجتين رئيسيتين. الأولى هي انّ الخلاف الذي انفجر في 12 تموز 2006 هو خلاف بين نظرتين إلى لبنان في الإطار "الخارجي" وإلى "سلاح حزب الله". والثانية هي انّ تجربة عام بين تموز 2005 تاريخ تشكيل الحكومة و12 تموز 2006 تفيدُ انّ التسوية ممنوعة من جهة ومستحيلة في ظل هذا المنع الإقليمي من جهة اخرى. والدلائل على هذه النتيجة الثانية كثيرة: فمنذ عام لم يحصل حوار، ومنذ عام يتهرّب "حزب الله" وفريق 8 آذار من بحث القضايا الفعلية للخلاف، ومنذ عام يقف النظام السوري إقليمياً و8 آذار محلياً وراء فشل المبادرات العربية.. ومنذ عام يجري انقلاب موصوف على السلطة والدولة.

الخلاف مكانه اليوم.. و"حزب الله" يستعدّ لحرب إقليمية

واليوم 12 تموز 2007، ماذا يُمكن أن يُقال؟

إضافة إلى التذكير بأنّ ذكرى حرب تموز هي ذكرى القطيعة، والقطع لا بل "الكسر" بين فريقَي 14 آذار و8 آذار، بالعلاقة مع الطبيعة الفعلية المحدّدة للخلاف، لا بدّ من تسجيل عددٍ من الوقائع والحقائق.

لا بدّ من القول انّ الخلاف لا يزال يراوح عند المسألة نفسها وانّ "حزب الله" ماضٍ في "الربط الإقليمي".

ذلك انّ كلّ المعطيات المتوافرة، بما فيها الوقائع الميدانية، تفيد انّ الحزب استكمل استراتيجيته العسكرية وهو يعلن ذلك أصلاً. لقد حوّل البقاع إلى منطقة عسكرية "كاملة"، وقام فيها بـ"أشغال" ذات وظائف عسكرية وأمنية، وقام بـ"توصيل" مناطق وقرى ببعضها عسكرياً. وإذ يحتفظ جنوب الليطاني بوجود عسكري وأمني، ركّز قدرات كبيرة شمال الليطاني.

كلّ المؤشرات، لا سيما على صعيد الموقع المركزي للبقاع في خطته، تفيد انه يستعدّ لحرب "إقليمية" بعنوانَين مترابطين، حماية "خاصرة سوريا" في البقاع وتوجيه "قوة نارية" إلى إسرائيل من هناك. انه يستعد لحرب سورية ـ إسرائيلية على الأرجح، وفي حال جاءت الحرب من مكان آخر أي في حال كانت حرباً إيرانية ـ أميركية تكون استعداداته قائمة.

الحرب السورية ـ الإسرائيلية تبدو وفقاً للعديد من التقديرات احتمالاً كبيراً بل الاحتمال الأكبر. فإذا حصلت، سيكون "حزب الله" شريكاً ولبنان سيكون احدى "ساحاتها". وحتى إن لم تحصل، فانّ "حزب الله" يُعلن "إقليميته".

لهذا فشلت مساعي الحلّ

إذاً في 12 تموز 2007، لا تزال أسباب القطيعة قائمة.

وعلى هذه الخلفية، لا يعود ما يجري مُستعصياً على الفهم. فتفشيل المسعى العربي من جانب النظام السوري وحلفائه، يؤكد هدف ربط لبنان بمحور دمشق ـ طهران، ويعكس رهاناً على انفجار إقليمي. أما المطالبة بما يسمّى "حكومة وحدة وطنية"، أو بالتوافق على الرئيس المقبل، فهي إعلان عن الاستمرار في تطلّب أخذ السلطة، وإلا تعطيل وتخريب.

لذا، يكون ساذجاً من يعتقد، في مثل هذه الأجواء وفي ظل هذه المعطيات، انّه من الممكن تحقيق اختراق في جدار "الأزمة اللبنانية". ويكون ساذجاً من يظنّ انه يمكن فصلُ "الحل" في موضوعَي الرئاسة والحكومة عن المضمون، أي عن المسألة المركزية في الخلاف بين النظرتين إلى لبنان موقعاً ودوراً.

بين "سان كلو" وبرّي وميشال المرّ

في جلسة سياسية قبل يومَين، أبدى أحد المشاركين فيها تفاؤلاً نسبياً. قال انّ لقاء الحوار في "سان كلو" يمكنه أن يتطرّق إلى الموضوعات التي تمّ الإجماع بشأنها في مؤتمر الحوار في ساحة النجمة لـ"تفقّدها"، وإلى تلك التي استجدّت بعد حرب تموز، وإلى القضايا الخلافية الإشكالية. وقال انّ توصّل "لقاء سان كلو" إلى تفاهمات يمكن أن يبلور وثيقة لبنانية، وانّ هذه الوثيقة "المرعيّة" فرنسياً يمكن أن تُضمّ إلى المبادرة العربية بنقاطها الثلاث حول الرئاسة والحكومة والمسألة الأمنية ـ الحدودية، لتكون بمثابة "ملحق مرجعي" للحلّ.

وسأل آخر من المشاركين في الجلسة عن "مبادرة" قيل انّ الرئيس بري سيُطلقها بعد "سان كلو". أجاب ثالث انّ معلومات تفيد انّ بري "وعد" بأن يقترح خلال هذا الشهر "آلية" للوصول إلى الاستحقاق الرئاسي.

"كبير القوم": علينا الانتظار والصمود

المهمّ، بعد أن جال المناقشون على عناوين عدّة بما فيها حركة النائب ميشال المر، سأل "كبير القوم" أسئلة جوهرية: هل مسموح أصلاً الوصول إلى تفاهمات أو وثيقة تفاهمات حتى لو كان الحوار خارج الأراضي اللبنانية؟ وهل يقبل النظام السوري تفاهماً لبنانياً "الآن" في وقت يؤكد انّ الحلّ في لبنان "يبدأ" بتسوية عربية ـ دولية معه؟ وهل يسمحُ نظام دمشق باتفاق فيما يراهنُ على حرب إقليمية؟. وسأل أيضاً: بصرف النظر عن ذهاب "حزب الله" إلى "سان كلو" أو عدمه، هل في ما نُسب إلى الرئيس نيكولا ساركوزي معنى آخر غير انّ فرنسا تؤكد رفض التعاطي مع "حزب الله الإقليمي" في مقابل ترحيبها بالتعامل مع "حزب الله اللبناني"؟ وهل يجب تصديق انّ هناك اختلافات إيرانية ـ سورية فعلية؟

طرح "كبير القوم" أسئلته ليقول أن ليس الآن عدّة احتمالات، وانّ الاحتمال واحد، وهو انّ الأزمة مستمرة لأن تسويتها مستحيلة. استحالة تسوية لبنانية ـ لبنانية لاستحالة تسوية إقليمية ـ دولية تحضنها. واستحالة تسوية إقليمية ـ دولية في مدى مرئي. "علينا الانتظار طويلاً.. وعلينا الصمود" قال

 

أنهم يتابعون الحرب الأسرائيلية على لبنان 

الأربعاء 11 يوليو - خيرالله خيرالله

 في مثل هذه الأيام، قبل سنة (في الثاني عشر من تموز – يوليو)، كانت بداية الحرب الأسرائيلية الجديدة على لبنان وهي حرب لم تتوقف حتى اللحظة، بل أنها مستمرة بزخم كبير. ما عجز عنه الأسرائيليون ينفذه آخرون تحت شعارات عربية وأسلامية، لا علاقة لها بالعروبة والأسلام، للأسف الشديد. كم هي مؤلمة ذكرى تلك الحرب على  لبنان واللبنانيين، خصوصاً أن ما حصل قبل بدء الحرب وبعده عكس وجود رغبة واضحة لدى غير طرف داخلي وأقليمي في أعادة لبنان ما يزيد عن ثلاثين عاماً ألى خلف ومتابعة الخطة الهدفة ألى تهجير أبنائه وأبعاد العرب وكل أنواع المستثمرين عنه فضلاً عن القضاء نهائياً على مشروع الأنماء والأعمار الذي أعاد الوطن الصغير في غضون سنوات قليلة ألى الخريطة الأقليمية والدولية.

 مطلوب بكل بساطة بقاء لبنان "ساحة" يبتز المحور الأيراني – السوري عبرها العرب والعالم غير مبال يمصير الوطن الصغير وأهله.

عشية الحرب التي أفتعلها "حزب الله" المذهبي تنفيذا للتعليمات الصادرة أليه من طهران ودمشق، غير آبه بمصالح لبنان واللبنانيين ومستقبل أبنائهم، كان البلد في طريقه ألى أستعادة بعض عافيته. كان ينتظر مليون سائح خلال فصل الصيف. كان العرب في طريق العودة أليه كما في السنوات السابقة لمساعدته في أنعاش أقتصاده وفي سد بعض ديونه التي تراكمت جراء ما أرتكبه النظام السوري والأحزاب التابعة له من جرائم أقتصادية في حق لبنان خلال عهد الوصاية. أرتُكبت تلك الجرائم عن سابق تصور وتصميم بهدف واضح كل الوضوح هو تعطيل مشروع الأنماء والأعمار الذي كان يقوده الشهيد الرئيس رفيق الحريري وتركيب ديون على البلد. وهذا ما لا يفهمه أو يستوعبه بعض الصغار الصغار الذين أرتدوا على لبنان وعلى كل ما هو حضاري في لبنان. وعلى رأس هؤلاء ذلك المهرج برتبة جنرال الذي يستخدم مجدداً في الحرب المستمرة على الوطن الصغير.

ما يرفض "حزب الله" الأعتراف به أنه أخذ لبنان ألى كارثة عن طريق الحرب التي أفتعلها والتي وفرت لأسرائيل فرصة للأنتقام من لبنان. كانت تلك الحرب هدية للنظام السوري الساعي ألى تدمير لبنان على رؤوس أبنائه تماما كما وعد رئيسه الذي يرفض التعقل والتفكير في أن ما يقوم به لا يخدم سوى أسرائيل وأن الكلام عن الممانعة وخطاب مليء بالمزايدة ليس سوى خدمة للأحتلال الأسرائيلي. ولعل أصعب شيء على الرئيس بشارالأسد أستيعاب أن الأنتقام من لبنان عن طريق "حزب الله" أو "فتح –الأسلام" لا يمكن أن يخدم سوريا وشعبها الصابر بمقدار ما أنه سيجلب عليها وعليه مزيدا من المآسي.

مضت سنة على أندلاع الحرب ولبنان يتلقى الضربة تلو الأخرى. لكنه لا يزال صامداً. ولأنه لا يزال صامداً تشتد الحملة عليه. ولذلك نشهد ما نشهده من تصعيد في المخيمات الفلسطينية التي تحولت جزرا أمنية ومأوى لعصابات الخارجين على القانون كما الحال في عين الحلوة في جنوب لبنان.

لم يكن النظام السوري يعتقد أن لبنان سيصمد كل هذا الصمود في وجه الهجمات التي يتعرض لها. ولذلك كان اللجوء ألى محاولة لأفتعال حرب في المخيمات الفلسطينية لتصوير أن الجيش اللبناني يقمع الفلسطينيين ويعتدي عليهم في حين أنه الجيش الوحيد في العالم العربي الذي يُعتدى عليه على أرضه ويرد على العدوان بطريقة حضارية تفاديا لألحاق أذى بالمدنيين اللبنانيين والفلسطينيين.وما يثير الأسف والحزن أكثر من أي شيء آخر ذلك الموقف المتخاذل الذي أتخذه "حزب الله" حيال ما يشهده مخيم نهر البارد الذي لحق ظلم كبير بأهله ليس بسبب الجيش، بل بسبب عصابة شاكر العبسي السورية. لو كان لدى "حزب الله" حد أدنى من الحرص على الجيش اللبناني، كان عليه الأعلان صراحة عن وقوفه مع الجيش بدل أعلان الأمين العام للحزب أن مخيم نهر البارد "خط أحمر" وكأنه يريد المساواة بين عصابة "فتح –الأسلام" والجيش الوطني!

طبيعي أن يشمت النظام السوري بما حلّ بلبنان ولكن هل يجوز أن يتجاهل "حزب الله" نتائج الحرب الأسرائيلية على البلد وأن يتابع الحرب بوسائله الخاصة مستخدماً كل الأدوات التي لديه بما في ذلك أدارة سلاحه ألى صدور اللبنانيين. ربما كان أهم ما تكشّف في أعقاب الحرب الأسرائيلية على لبنان أن المهمة الحقيقية ل"حزب الله" وسلاحه صارت واضحة. من يفتعل فتنة مذهبية في بيروت أنما يوجه سلاحه ألى اللبنانيين. من يحتل وسط بيروت، أنما يوجه سلاحه ألى لبنان ويستكمل الحرب الأسرائيلية على الوطن الصغير. من يسكت عن عصابة "فتح – الأسلام" أنما يوفر لها بطريقة غير مباشرة سلاحاً لها كي تصوبه ألى صدور ضباط الجيش اللبناني وجنوده...من يسكت عن السلاح الفلسطيني في الأراضي اللبنانية يطعن لبنان والقضية الفلسطينية في الظهر.

ماذا يعد "حزب الله" للبنانيين في الذكرى الأولى للحرب؟ بالطبع سيردد مسؤولوه المعزوفة نفسها عن الأنتصار "الألهي" الذي تحقق. نعم تضررت أسرائيل من الحرب. ولكن ماذا يعني الحاق الأذى بالدولة اليهودية عندما يجد لبنان نفسه بعد سنة من الحرب في الوضع المخزي الذي هو فيه؟ يُخشى أن يكون الحزب في صدد أعداد مفاجأة جديدة للبنانيين عن طريق العمل على توسيع حرب المخيمات، خصوصاً تلك القريبة من مطار بيروت أو في عين الحلوة على مشارف صيدا. كذلك يخشى من توسيع رقعةالأحتلال في وسط بيروت بغية زيادة الأعتداءات على الأملاك الخاصة والعامة. ويخشى أخيرا من تفجيرات متنقلة لا هدف لها سوى زعزعة الأستقرار وتأكيد أن حرب الصيف الماضي لم تنته بصدور القرار الرقم 1701 الذي أوقف العمليات العسكرية. 

تبدو كلّ المخاوف في محلها، بما في ذلك سعي أميل لحود ألى البقاء في بعبدا بحجة أنه "مؤتمن" على الدستور وأنه لا يجوز أن يكون هناك فراغ سياسي في البلد نظراً ألى أن مجلس النواب عاجز عن أنتخاب رئيس جديد للجمهورية وأن الحكومة القائمة ليس دستورية من وجهة نظر فخامة الرئيس.

 سينتصر لبنان على الرغم من كل هذه المخاوف. سينتصر لأن الخداع الذي يتعرض له لا يمكن أن يستمر ألى ما لا نهاية. لا يمكن للظلم أن يستمر، لا يمكن لنظام مثل النظام السوري لا علاقة له بالعصر أن ينتصر لا على السوريين ولا على اللبنانيين... ولا على المحكمة الدولية. أما "حزب الله" فأنه يستطيع خطف الطائفة الشيعية ألى حين. في النهاية، سيكتشف كل اللبنانيين من أي فئة أو طائفة أو مذهب أو منطقة أن ليس لديهم سوى لبنان وأنهم مجموعة اقليات في لبنان، مجموعة لا يحميها سوى مشروع حضاري هو مشروع الأنماء والأعمار الذي لم يتوقف سوى موقتا في أنتظار أن يتبين الخيط البيض من الخيط الأسود في المنطقة كلها. ما هو على المحك ليس مصير لبنان فحسب، بل مصير المنطقة كلها أيضا. هل مسموح أن يكون تالشرق الأوسط تحت رحمة المحور الأيراني – السوري وتوابعه ألى ما لا نهاية؟

 

تسارع الإستحقاقات... وعدة سيناريوهات لنقل الموقوفين الأربعة الى الخارج

الأنوار/كلُّ الملفات ستزدحم في هذا الصيف: معاودة الحوار بطبعته الفرنسية، والإنتقال الى المراحل المتقدمة في ملف جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، والإستعداد لأهم الإستحقاقات، انتخابات رئاسة الجمهورية. في الملف الأوَّل، يبدو أن لقاء (سان كلو) حاجة فرنسية بمقدار ما هو حاجة لبنانية، فالرئيس ساركوزي أوفد الى بيروت رجل المهمات الصعبة، كوسران، الذي يُتقِن العربية كأي سياسي لبناني اجتمع معه والذي عاش في لبنان لسنوات عديدة حيث درس في (الليسيه) وفي جامعة القديس يوسف. والرئيس الفرنسي أراد بهذا الإختيار أن يقول إنه جادٌّ في مسعاه، صحيح ان الأفرقاء اللبنانيين تفاوت تعاطيهم مع الإستعداد للقاء من خلال هزالة الصفة التمثيلية لبعض المشاركين، لكن ما حُكي عن اتصالات بين باريس وطهران، وعدم ممانعة واشنطن، أعطى جرعة تفاؤلية للقاء (سان كلو) بامكانها ان تخلق مناخاً مؤاتياً للوصول بسلاسة الى الإستحقاق الرئاسي. الذين يميلون الى التفاؤل، ولو الحَذِر، يقولون إنه يصعب على الجانب الفرنسي أن يبدأ الرئيس ساركوزي (عهده اللبناني) بانتكاسة تُخرِجه من المعادلة اللبنانية من أول الطريق. * * * الملف الثاني هو (بيت القصيد) ويتمثل في قيام المحقِّق الدولي سيرج براميرتس في تقديم تقريره حول اغتيال الرئيس رفيق الحريري الى مجلس الأمن الدولي، في الخامس عشر من هذا الشهر. وستكون على طاولة الأمين العام للأمم المتحدة ثلاث قضايا تتخذ صفة (المعجَّل)، ويُتوقَّع ان يبت بها بسرعة، وهي تعيين المدّعي العام في المحكمة الدولية، وتقول المعلومات انه سويسري، والبت بالملف المقفل الذي ارسلته الحكومة اللبنانية ويتعلّق باسماء القضاة الاثني عشر والذين سيختار منهم بان كي مون أربعة، وتقرير براميرتس الذي سيكون الأخير قبل تعيين المدّعي العام، ولذا فإنه سيحمل معطيات جديدة.  القضاء اللبناني ينتظر بفارغ الصبر ان ينتقل الملف نهائياً الى الخارج لينتهي من محاولات الضغط خصوصاً ان المرحلة الأخطر ستتم هذا الصيف وهي نقل المشتبه بهم الأربعة الى الخارج، وقد بدأ منذ الآن وضع خطة أمنية محلية - دولية للقيام بهذه العملية. وتقول المعلومات ان أكثر من سيناريو وضع لهذا الأمر وان السيناريو الذي سيُعتَمد سيُقرَّر في اللحظة الأخيرة، بالتوازي مع تنفيذ سيناريوهات مموَّهة حفاظاً على العملية وعلى حياة الموقوفين. وتقول المعلومات ايضا ان اللبنانيين قد يصحون يوماً، ليس ببعيد، على خبر وصول الموقوفين الأربعة الى الخارج على أن يلحق بهم محامو الدفاع. لهذه الإعتبارات سيكون الصيف حاراً جداً، وليست مفارقةً أن يُفتح باب مجلس النواب لإنتخاب رئيس جديد للجمهورية، بالتزامن مع افتتاح جلسات المحاكمة الدولية.

 

 مقتل جنديين لبنانيين والجيش يقصف بعنف مخيم نهر البارد 

الخميس 12 يوليو - أ. ف. ب.

 نهر البارد (لبنان) :  قتل جنديان لبنانيان الخميس فيما يدك الجيش اللبناني بالمدفعية مخيم نهر البارد الفلسطيني في شمال لبنان حيث لا يزال يتحصن عدد قليل من المقاتلين الاسلاميين المتطرفين في جماعة فتح الاسلام. وافاد مصدر طبي ان "الجنديين سقطا في كمين نصبه المتطرفون الاسلاميون عند تخوم الجزء الجنوبي من نهر البارد". ورفض الناطق باسم الجيش تأكيد مقتل الجنديين. وصرح ضابط في الجيش اللبناني في نهر البارد لوكالة فرانس برس ان "قصف اليوم هو خطوة اولى في المعركة النهائية ضد المجموعة الارهابية التي يرفض عناصرها الاستسلام للجيش منذ 20 ايار/مايو".

من جانبه اعلن ناطق باسم الجيش لوكالة فرانس برس ان الجيش "يواصل تضييق الخناق على نهر البارد وتطهير المواقع الاسلامية لدفعهم الى الاستسلام" لكنه رفض التحدث عن "معركة الحسم". وبدأت المدفعية اللبنانية اعتبارا من الساعة الرابعة صباحا (الواحدة ت غ) دونما انقطاع منذ خمس ساعات، تدك مواقع فتح الاسلام في الجزء الجنوبي من المخيم. وسقطت قذائف مدفعية من كل العيارات على المخيم الذي اصبح مدمرا بشكل شبه كامل وترتفع منه اعمدة من الدخان. ويترافق القصف العنيف مع اشتباكات بالاسلحة الخفيفة بين الجنود والاسلاميين. وقال ضابط ان الجيش ارسل ليلا تعزيزات بالعديد والعتاد حول نهر البارد.

وافاد مراسل وكالة فرانس برس ان وحدات المغاوير وووحدات مؤللة وفرق هندسة انتشرت صباح الخميس حول المخيم الذي يقع على بعد 15 كلم شمال طرابلس ثاني كبرى مدن لبنان. ويأتي هذا التصعيد غداة اجلاء نحو عشرين امرأة و140 من عناصر فصائل منظمة التحرير الفلسطينية من مخيم اللاجئين. وقبل ذلك الاجلاء كان لا يزال في المخيم المئات من الاشخاص اضافة الى مقاتلي فتح الاسلام الذين يقدر عددهم بنحو ثمانين وعائلاتهم.

وقال مصدر فلسطيني الاربعاء لوكالة فرانس برس ان عمليات الاخلاء الجديدة تلك قد "تفسح المجال امام الجيش اللبناني للقيام بعملياته العسكرية بدون ان يعرض المدنيين للاذى". وقبل المعارك التي بدات في 20 ايار/مايو كان نحو 31 الف لاجئ يقيمون في مخيم نهر البارد. واسفرت المعارك المتواصلة منذ 20 ايار/مايو عن سقوط 176 قتيلا بينهم 88 جنديا وما لا يقل عن 65 من عناصر فتح الاسلام وفق حصيلة اعدتها وكالة فرانس برس استنادا الى ارقام رسمية.

 

الضاحية إستعادت حركتها بانتظار التعويض

  الخميس 12 يوليو - ايلاف

ريما زهار من بيروت: بعد عام على الحرب الإسرائيلية على لبنان، تبدو منطقة الضاحية التي دمرها الطيران الإسرائيلي، وكأنها بدأت تستعيد بعضًا من رونقها، فالحركة فيها شبه عادية، مع إعادة فتح معظم المحلات التجارية وترميم بعض المنازل والمباني، غير أن الأهالي هناك اشتكوا معظمهم من عدم تقديم التعويضات من قبل الدولة، ويبقى القول إن حجم الأضرار التي لحقت بمناطق الضاحية الجنوبية من بيروت، قبل عام، كان كبيرًا جدًا، وأصابت مباشرة بلدات حارة حريك، والغبيري، والشياح وبعض الأحياء في منطقة الحدث، كما دمّر مجمع الإمام الحسن، المؤلف من 8 بنايات، وتمت تسويته على الأرض، أما بلدات المريجه والليلكي وتحويطة الغدير، فلم يحصل قصف اسرائيلي مباشر عليها، بل الأذى طال نحو 500 شقة سكنية ما بين زجاج وخلع أبواب، وتدمير حيطان وسواها، موزعة في محيط مجمع الإمام الحسن في منطقة الرويس.

إيلاف قصدت مجمع الضاحية بالقرب من تلفزيون المنار، وتحدثت الى الاهالي وعادت بالآتي:

علي يملك محل ثياب في الضاحية وتضرر كثيرًا العام الماضي، يقول ان حزب الله عوض عليه، والدولة عوضت ايضًا لكن بكميات قليلة، والحزب عوض عليهم فور انتهاء الحرب، والحركة برأيه عادت الى الضاحية، وجميع المستثمرين يسألون عن محلات من اجل تشغيلها، وحركة البيع هذا الشهر افضل من السابق، لكنها تتأثر بالاحداث السياسية في البلد، ويطلب ان يرتاح الشعب اللبناني كي يصرف اكثر، ويضيف ان محله خلال احداث العام الماضي، سوي ارضًا، والبناية بقربه ايضًا، وكانت الخسائر كبيرة.

في محل للألبسة النسائية تبادرنا ميسم بالقول إن المحل تضرر كثيرًا خلال الاحداث، وكانت الخسائر كبيرة، ومنذ شهر تقريبًا عاد المحل لمتابعة العمل كما في السابق، وتقول ان الحركة افضل، وترفض ميسم الحديث عن التعويضات، وتضيف ان الحركة حتى في الضاحية تتأثر بالاحداث السياسية، والوضع قبل الحرب كان افضل بكثير.

في محلات عياش يقول صاحبه إنه أعاد افتتاح المحل بعد شهر ونصف من انتهاء الحرب الاسرائيلية على لبنان، ومحلهم انتقل الى مبنى آخر لأن المبنى الأساسي سوي ارضًا، ومن الدولة لم يستلم شيئًا كتعويض، لكن حزب الله عوض بشكل هدايا، أما وضع السوق فهو كالبلد خفيف جدًا بالنسبة إلى الحركة، اما قبل الحرب فقد كانت الحالة افضل بكثير، ويعتبر ان لبنان بحاجة اليوم الى آمان، وهو غير متخوف من عدوان اسرائيلي آخر، ويقول ان ما فعلته اسرائيل قامت به ولم يعد هناك بنايات كي توقعها ارضًا، اما الخسائر فقدرت في فرعهم الاول بحدود الـ 170 الف دولار، اما الفروع الاخرى في الضاحية، تقدرت الخسائر بحدود الـ 180 الف دولار. في محل للاحذية تقول البائعة ميسا انهم فتحوا بعد يومين من انتهاء الحرب، وكانت الاضرار كثيرة، وتضيف ان حزب الله عوض عليهم، ودعت باطالة عمر الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، اما تعويضات الدولة فتقول انها قليلة جدًا، اما المباني فقد عوض الحزب عليهم ايضًا.

وتستطرد لتقول إن الناس قبل الحرب كانوا افضل، وتقول انها عاشت الحرب مع اصوات الصواريخ، وتشعر بان الحرب قد تعود ثانية الى الضاحية، وتشعر بأن لا دخل للحزب بهذه الحرب.

اما ما الذي تحقق حتى الآن في عملية الإعمار في الضاحية وما الذي بقي؟

ان التعاون مستمر مع البعثة الايرانية لاعادة الاعمار والبناء، وطُلب منها تحقيق مشروعين بشكل عاجل، الأول مشروع أوتوستراد عبدالله اليافي، والذي يمر من أمام صيدلية مطر، على خط طريق صيدا القديمة، وصولاً الى منطقة الكفاءات - المريجه - المطار، وتمّ تلزيم المرحلة الأولى منه، لناحية انشاء البنى التحتية فيه، ويبلغ عرضه 32 مترًا، ويصل مداه الى معمل غصيبة، الواقع على الحدود المتاخمة والمشتركة، ما بين برج البراجنة والمريجة.

أما المشروع الثاني، فهو المتعلق بأوتوستراد السيد هادي نصرالله، لناحية فتح الجزء الثاني منه، والذي يربط منطقة الكفاءات ببعضها البعض، حتى مدخل مجمع الحدث الجامعي، التابع للجامعة اللبنانية، وصولاً الى منطقة خلدة، وسيتم تلزيمه قريبًا جدًا، كما اطلقت ورشة تنظيف وتوعية بيئية، لناحية رفع الأنقاض والرمل من الشوارع، والتي عمل على تنظيفها، ورش المبيدات، بمشاركة 1200 متطوع من الشباب اللبناني، كما تم تقديم آليات على مختلف أنواعها وعددها 20، فوضعت بتصرف الجهات المعنية على الأرض. ... من قصد الضاحية منذ عام يجد أنها مختلفة تمامًا هذا العام، وبأن الحياة في لبنان ترفض ألا تمتد لتعانق ناسها بدفق قوتها وارادتها الصلبة في أن تتحدى الموت.

 

 التقى نائب رئيس الحزب الليبرالي الالماني وتجمع الاطباء

عون: لن اتخلى عن ورقة التفاهم مع (حزب الله) مقابل الرئاسة

اكد العماد ميشال عون انه لن يتخلى عن ورقة التفاهم مع حزب الله في مقابل وصوله الى رئاسة الجمهورية، لأن الوحدة الوطنية اهم من الرئاسة. واعتبر ان تلك الورقة هي التي جنبت البلاد حربا واقتتالا. وان طلب السفير الاميركي اليه تقديم نفسه مرشحا توافقيا قبل 25 ايلول غير واضح، وانه لن يتراجع عن مواقفه وتحالفاته. وعن الوفاق المسيحي، سأل عون في حديث الى نهار الشباب ينشر اليوم: هل يتم الوفاق بالتصرفات التي حصلت ضد التيار اثر اغتيال الوزير بيار الجميل. واذا كانت ردات فعل عفوية فكيف تفسر المواقف السياسية التي صدرت تباعا. وحمل عون الاميركيين مسؤولية ما حصل في لبنان ابان العهد السوري فقال: ان السوريين كانوا وكلاء الاميركيين والاوروبيين الذين اوكلوا الى دمشق ادارة اللعبة اللبنانية. واضاف لن اقبل بتحسين العلاقة مع سوريا قبل ايضاح التهم التي سيقت لها من الحكومة.

استقبالات/وامس عرض العماد عون التطورات العامة مع نائب رئيس الحزب الليبرالي الالماني بريجيت هومبرجير التي زارته في الرابية ترافقها لجنة برلمانية والسفير الالماني في لبنان ماريوس هاس في حضور المسؤول عن العلاقات الديبلوماسية في التيار ميشال دو شادارفيان. ولم تدل هومبرجير بأي تصريح بعد اللقاء.

كذلك التقى عون تجمع الاطباء في لبنان برئاسة الدكتور غسان جعفر الذي قال: قمنا بزيارة النائب العماد ميشال عون لوضعه في اجواء نشاطاتنا كتجمع طبي ديموقراطي علماني يعمل في كل المحافظات اللبنانية وذلك على الصعد النقابية والمهنية والصحية . واستمعنا الى حديث الجنرال عون عن الاوضاع الراهنة ورؤيته للخروج من المأزق الذي تعيشه البلاد.

ما هي نشاطاتكم?

- لدينا نشاطات صحية تتركز في مناطق الجنوب والبقاع الغربي وخصوصا في المناطق التي عانت من عدوان تموز من خلال نشاطات مجانية، خدمات صحية، كشف طبي على المدارس، توزيع ادوية. نحن كتجمع نرى اننا جزء من المعارضة في جزئها الاجتماعي الاقتصادي، الاطباء يعانون من ازمة اقتصادية خانقة مثل باقي المواطنين. الاطباء يشكون من ضمان صحي واجتماعي ناقص، من معاش تقاعدي زهيد، من عدم الشعور بأمان للمستقبل.

لذلك يناضل تجمع الاطباء من أجل المطالبة بحقوقهم مع باقي الشرائح في مقدمها الاتحاد العمالي العام الذي ندعم مطالبه ونقف معه في الجهة نفسها لتحقيق المطالب العادلة. فحكومة فؤاد السنيورة تعمل على اذلال المواطن من خلال برنامج للقهر لذلك يجب ان نسعى جميعا من خلال كل الشرائح لقيام حكومة وحدة وطنية انقاذية تضع برنامجا للتغيير لجميع فئات المواطنين.

 

 استذكر تضامن اللبنانيين في حرب تموز الماضية

(لقاء الوثيقة): الحوار الجدّي بتنفيذ الاتفاقات السابقة

وكالات/رأى (لقاء الوثيقة والدستور) ان أي حوار جدّي بين اللبنانيين هو في تنفيذ الاتفاقات السابقة، فلبنان لا يحتاج الى المزيد. وذكر بالتضامن الذي تجلّى في حرب تموز لافتا الى ان أحوج ما نكون الى ذلك اليوم. فقد عقد اللقاء اجتماعا في مكتب النائب السابق ادمون رزق، حضره اليه النائب بيار دكاش والنواب السابقون: محمود عمار، أوغست باخوس، عثمان الدنا، أنور الصبّاح، منيف الخطيب، رفيق شاهين والسفير خليل الخليل. وأصدر البيان الآتي:

في الذكرى السنوية الأولى لحرب تموز العدوانية، يستعيد اللبنانيون مشهد التضامن الوطني، وصبر الشعب على المكاره، وتحمّل الشدائد، والاحتضان الاجتماعي الرائع الذي تجلّى في مبادرات المرجعيات الروحية، من كل الطوائف والمذاهب، كما يفخرون بتصدّي المقاومة للغزو الاسرائيلي، وشهادة أبطالها.

ويرى اللقاء ان لبنان هو اليوم أحوج ما يكون الى تأكيد الوحدة العضوية بين أبنائه، على اختلاف الانتماءات الدينية والحزبية، فيجدر بالجميع تحاشي اثارة المواضيع الحسّاسة في شكل علني، وخوض السجالات الدينية التي تحرّك النعرات، وتصرف الاهتمام عن ايجاد الحلول العاجلة للوضع السياسي المتردّي.

لقد أثبتت المرجعيات الروحية اللبنانية، على اختلافها، قدرتها على استيعاب الأحداث، واعطاء صورة مشرقة عن الوحدة في التنوّع، وعن التعدّد الحضاري المتعالي فوق الآحادية العقائدية والعنصرية، وهي مدعوّة الى الاستمرار في خط التسامح المتبادل والانفتاح، ومعالجة الأمور بالتي هي أحسن، ضمن اطار العيلة الواحدة.

يريد اللبنانيون، وينتظرون، من جميع القادة، الروحيين والسياسيين، التركيز على ايجاد الحلول الجذرية لمأساة الوطن، والامتناع عن تظهير مسائل خلافية، تشكّل وقودا لتسعير الانشطار السياسي الذريع.

Cالتهجير طاول النواب

لقد امتدّت حال التهجير الشعبي الى المؤسسات، وطاولت النواب الذين تبدّد شملهم، تحت كل سماء، بعدما أصبحوا هدفا للاغتيال، في ظلّ فوضى السلاح وتمدّد الارهاب، والعجز عن كشف الفاعلين والضالعين.

في هذا الخضم من الضياع، وانتقاص القيَم، تبرز الدعوة الفرنسية المشكورة، الى حوار (الصفوف الثانوية)، بعد فشل ما سمّي (مبادرة عربية)، فصلا جديدا من الوقت الضائع.

لقد كان للقاء موقف مستمر من موضوع الحوارات والمبادرات، هو العودة الى الأساس، والبدء بالاتفاقات الموضوعة، المعترف بها والمجمع عليها، أي وثيقة الطائف، ومقررات طاولة الحوار في المجلس النيابي، والنقاط السبع التي أقرّتها (حكومة المقاومة الديبلوماسية)، وتبناها مجلس الأمن الدولي في القرار .1701

ان أي حوار جدّي بين الأفرقاء، يجب ان ينطلق من جدول أعمال يتضمن بندا أول، بل أوحد، هو (تنفيذ الاتفاقات السابقة)، وإلاّ فلن تبقى أي صدقية لأي دعوة، أو مبادرة، أو اجتماع، أو حوار!

ان لبنان لا يحتاج الى مزيد من اتفاقات الحبر والورق، بل الى حد أدنى من الجدية يثبت ان في لبنان بقية باقية من رجال الدولة، وشعبا واعيا وفياً يدعم الجيش الباسل الأبي، وقوى الأمن الشجاعة، في الدفاع عن الوطن، ومواجهة الارهاب.

ان الواقع المأسوي الذي يتخبّط فيه الوطن، يحتاج الى أهل وطنية حقيقيين، الى أصحاب رسالة، لا الى أصحاب مصالح، يتقاتلون على الكراسي، بينما يمضي أصحاب المخططات، ومشاريع الامارات والامبراطوريات، في تنفيذ مؤامراتهم بدقة، هازئين بالمتخلفين المخدوعين.

ان لبنان يحتاج الى انقاذ حقيقي، قبل ان يدخل مرحلة التصفية البنيوية، فهل يمكن التخلّي عن المطالب الفئوية، والمنافع الشخصية، وأخذ قرار وجداني، مبدئي، بالحفاظ على العيش المشترك، المتكافىء، لاحياء الجمهورية الوحيدة، الأولى والأخيرة، في هذا الشرق الحزين?

ان (لقاء الوثيقة والدستور)، يرفض اليأس، ويستمر في رهانه على الشعب اللبناني، محييا شهداء الجيش وقوى الأمن، الذين ما برحوا يفتدون الحرية، ولبنان!

 

 دكاش يكشف تفاصيل مبادرته لحل الازمة ويعلن استعداده ليكون رئيسا مرحليا

الأنوار/كشف النائب بيار دكاش لموقع النشرة الالكتروني تفاصيل المبادرة التي طرحها على عدد من وسائل الاعلام والتي ما زال يطرحها على الفرقاء السياسيين، معتبرا انه خلال 10 أيام ستكون الصورة أكثر وضوحًا معلنا ان الجميع يتجاوب مع مبادرته، اذ في نظر دكاش ان الكل يسعى الى الانقاذ.

وهدف المبادرة حسب النائب دكاش جمع الصف اللبناني بكل فئاته من معارضة الى موالاة وما أسماه بـ الأكثرية الصامتة التي تضم الشعب الذي ليس معارضا او مواليا والذين لا يطلبون من الدولة سوى احقاق العقد الاجتماعي.

وأكّد النائب دكاش ان المبادرة ليست دعاية لشخص بيار دكاش انّها مبادرة لايجاد حل للازمة اللبنانية بعد اخفاق المبادرة العربية.

ما هي هذه المبادرة?

- المبادرة محاولة لجمع الصف اللبناني بشكل يحفظ كرامة كل فريق وتقتضي المبادرة:

1- القيام بانتخابات رئاسية مبكرة اليوم قبل بكرا والتوافق على رئيس مرحلي اذ بنظر دكاش لم يعد هناك متسع من الوقت لتشكيل حكومة جديدة لأن الحكومة بحاجة لمشاورات تتطلب وقتا لا يملكه اللبنانيون.

وتشدّد المبادرة على ان يبقى رئيس الجمهورية العماد اميل لحود في قصر بعبدا حتى اليوم الأخير من ولايته وكذلك الامر بالنسبة لرئيس الحكومة فؤاد السنيورة الذي سيقدم استقالته للرئيس الجديد ويصل عندها دور المجلس النيابي للقيام بالاستشارات لتشكيل الحكومة الجديدة، وبذلك (حسب النائب دكاش) يكون تم تفعيل السلطات كافة.

خمس مهمات

2- الحكومة المنتخبة تكون أمام 5 مهمات وهي:

- اقرار المحكمة الدولية (هذا البند جاء قبل اقرارها من قبل مجلس الامن)

- الافراج عن قانون الانتخاب الذي وضعه الوزير الأسبق فؤاد بطرس وتداوله ومناقشته وتكون مهمة هذا القانون ان يكون أكثر تمثيلا، أكثر انصهارا وطنيا وأقل هيمنة (مالية،سياسية...) ويكون القانون بالتالي لخدمة الشعب وليس الزعماء.

- اللامركزية الموسعة

- احياء المجلس الدستوري

- ان تكون الحكومة على استعداد لتطرية العلاقات مع الحكومة السورية واعادة التواصل بين البلدين ما يؤمن مصلحة البلدين.

3- الانتخابات النيابية حسب قانون الانتخابات الجديد ويأتي مجلس نيابي لا غبار عليه.

4- يقدم الرئيس المرحلي-التوافقي استقالته بعد قيام المجلس النيابي الجديد كما يحق له ان يعلن ترشيحه للرئاسة المقبلة.

5- انتخاب رئيس جمهورية جديد من قبل المجلس النيابي الجديد تكون مهمته جمع الصف اللبناني وتأمين تحقيق بنود ومهمات الحكومة.

المبادرة بحسب دكاش هي سلة متكاملة، تحقق طلبات المعارضة والموالاة، وهو يصفها بالمبادرة النوعية للشعب اللبناني لان لبنان يعاني أخطارا ومشاكل اقتصادية سياسية وأخلاقية (تدني الخطاب السياسي) مشاكل تهدّد النظام (انهيار كامل للنظام) كما تهدّد الكيان اللبناني.

وردا على سؤال حول ما اذا كان دكاش طرح المبادرة ليأتي مرشحا توافقيا كما طرح اسمه في الانتخابات النيابية أجاب دكاش انّ هدفه كان تجنيب المنطقة أزمة حقيقية ولم يمانع دكاش أن يأتي رئيسا توافقيا اذا كان ذلك يخدم مصلحة لبنان ويخفف من الخلاف السياسي المستحكم بين مختلف الافرقاء السياسيين.

اتضاح الصورة

النائب دكاش اعتبر ان خلال 10 أيام ستتضّح صورة مبادرته ويعلن حينها من وافق عليها ومن رفضها مؤكدا انّه حتى الآن لم يتلق رفضا من أي طرف انّما ترحيبا مشيرا الى ان الكل يسعى الى الانقاذ وغير مستبعدا مقولة الشياطين تكمن في أولويات التفاصيل.

وتطرق دكاش لمواضيع الساعة فأكد ان ظاهرة فتح الاسلام جمعت اللبنانيين حول جيشهم مشدّدا على ضرورة تسليم السلاح الغير لبناني، وسيطرة الجيش على المخيمات كافة قبل الطلب من اي طرف لبناني (بالاشارة الى حزب الله) بتسليم سلاحه. كاشفًا عن احتمالات، تتحدّث عن قاعدة عسكريّة أميركيّة تجري التحضيرات لها في شمال لبنان لا سيّما في مخيّم نهر البارد.

واعتبر انّه لو أرادت الولايات المتحدة الأميركية فعلا مساندة لبنان لكانت أعلنت دعمها للشعب اللبناني ككل وليس للحكومة اللبنانية، داعيا الدول الكبرى ان تحل خلافاتها مع بعضها البعض والا تستعمل لبنان ساحة للصراع معتبرا ان البلدان التي تقع جغرافيا على مفترق طرق بين الحضارات مصيرها ان تتعرض لاجتياحات تارة من الشرق وطورا من الغرب، فينقسم أهل البلد ويقتل الاخ أخاه، في اشارة الى الواقع الذي نعيشه في لبنان لافتًا الى اننا دفعنا دم وخسرنا كل شيء وقد حان الوقت للانقاذ.

وعن الاجتماع الفرنسي للفرقاء اللبنانيين اعتبر دكاش ان مبادرة وزير الخارجية الفرنسية برنار كوشنير كانت عفوية ولم تختمر واصطدمت بالرفض الاميركي مؤكدا على الصداقة والحب الكبير الذي يكنّه كوشنير للبنان مشيرا الى ان العلاقات مع فرنسا هي تاريخية لا تؤثر عليها بعض الهزات التي أصابتها وان الدولة الفرنسية لن تتوانى يوما عن دعم ومساعدة لبنان متمنيا خيرا للمبادرة.

النائب بيار دكّاش والّذي يبدو متفائلاً رغم كل الأزمات التي تجتاح لبنان والمنطقة ختم بالقول أنه متخوّف من سايكس - بيكو ثانية.

 

 عبدالله الثاني ينصح الحريري بالحوار و «حزب الله» يأمل بـ «تفاهم عربي جدي» ومتقي يدعو إلى «مبادرة شاملة»

لبنان: تجاذب سياسي في ذكرى حرب تموز وقرار بالحسم في «البارد» لوقف استنزاف الجيش

بيروت، نيويورك     الحياة     - 12/07/07//

يحيي لبنان اليوم الذكرى السنوية الأولى للحرب الإسرائيلية عليه، في ظل تصاعد الانقسام السياسي اللبناني الداخلي. ويواجه لبنان معضلات كثيرة، أمنية واقتصادية وسياسية ترهق مواطنيه وتدفعهم الى الهجرة، فضلاً عن تداعيات الحرب التي لم تنجح إسرائيل فيها سوى في تدمير جزء كبير من البنية التحتية والمدنية، وعجزت حتى الآن عن استعادة جندييها اللذين خطفهما «حزب الله» في اليوم نفسه لاندلاع العمليات العسكرية ضد لبنان، بحجة استعادتهما.    

كما تأتي الذكرى قبل يومين من عودة الفرقاء اللبنانيين الى طاولة الحوار على مستوى الصف الثاني، في ضاحية باريس، سان كلو، بمبادرة من وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير، بعد انقطاع منذ تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، باستثناء بعض اللقاءات الثنائية التي لم تفلح في معالجة خلافات أخذت في الأشهر الماضية منحى مذهبياً قلّ نظيره في لبنان.

لكن الذكرى تمرّ ايضاً فيما يستعد الجيش اللبناني لحسم المعركة عسكرياً ضد تنظيم «فتح الإسلام» الأصولي المتشدد في مخيم نهر البارد الفلسطيني، بعد معارك استمرت اكثر من 50 يوماً، سيطر خلالها على الجزء الأكبر من المخيم، فيما رفض ما تبقى من مسلحي «التظيم وقادته الاستسلام. وشهد يوم امس خطوة تمهيدية للحسم العسكري الذي قالت مصادر وزارية لـ «الحياة» ان قراراً حاسماً اتخذ في شأنه «لأنه لم يعد جائزاً بقاء وضع المخيم على حاله واستمرار استنزاف الجيش من دون القضاء على المجموعة الباقية من فتح الإسلام». وقد أجلي امس آخر من تبقى من المدنيين ومن عناصر حركة «فتح» وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية، واستسلم 9 عناصر من التنظيم المتشدد للجيش بعدما كانوا سلموا انفسهم لحركة «فتح».

وانعكس الوضع السياسي المتأزم في الخطب والمواقف التي أطلقها عدد من كبار المسؤولين لمناسبة ذكرى الحرب على لبنان. فرئيس الجمهورية اميل لحود الذي أشاد بانتصار تموز، هاجم «مسؤولين وأطرافاً»، معتبراً انهم «خرقوا الدستور واستأثروا بالسلطة»، فيما رأت كتلة نواب «حزب الله» في بيان «ان الانتصار التاريخي والاستراتيجي للمقاومة نصر للبنان والعرب». لكنها هاجمت «سلطة الأمر الواقع» واتهمتها بضرب صيغة العيش المشترك. وكررت رفضها «استخدام اميركا لبنان منصة لتخريب علاقاته مع اشقائه وأصدقائه»، داعية الى «ترجمة الاهتمام العربي بلبنان بتفاهم عربي جدي».

اما رئيس الحكومة فؤاد السنيورة فاستعاد ما سببته الآلة العسكرية الإسرائيلية من موت وتدمير، وجدد مد يده الى «جميع اخواني لنعيد البحث في آليات التلاقي من اجل الحوار». ورأى ان «وقوفنا معاً أنقذنا» (خلال الحرب). وتابع السنيورة: «يجب ألا نستغرق في القطيعة لأنها تمعن في إفقادنا الثقة ببعضنا». ودعا الى التلاقي على انتخابات رئاسية في موعدها الدستوري، والتوافق على حكومة موسعة أو حكومة وحدة وطنية أو «أي تسمية شئتم».

لكن «كتلة التنمية والتحرير» التي يرأسها رئيس البرلمان نبيه بري، وعلى رغم انتقادها حكومة السنيورة «البتراء»، اعتبرت ان «التضامن الشعبي والرسمي اثناء العدوان من عوامل صناعة النصر». وأكدت التزام تنفيذ القرار 1701. وكان لقائد الجيش العماد ميشال سليمان موقف لافت في سياق تذكيره بتصدي الجيش للعدوان، إذ قال ان «ما عجز عنه العدو الإسرائيلي حين قصف مراكز الجيش في العبدة (الشمال) حاول إرهابيو فتح الإسلام استكماله باعتدائهم على المراكز نفسها ليتلاقيا معاً». وتواصلت الاتصالات العربية في شأن معالجة الأزمة اللبنانية، فأبلغ الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى السنيورة بنتائج زيارته السعودية وسورية، عبر إيفاد الأخير مستشاره السفير محمد شطح على عجل الى القاهرة صباح أمس، حيث التقى موسى في المطار ثم عاد بعد الظهر وقدم لرئيس الحكومة ولعدد من الوزراء الذين كان دعاهم الى لقاء تشاوري، تقريراً عما سمعه من الأمين العام.

ودعا العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني إثر استقباله زعيم تيار «المستقبل» النائب سعد الحريري في عمان، القوى والتيارات السياسية اللبنانية الى «وضع مصلحة لبنان فوق كل الاختلافات والعمل معاً لتعزيز جبهتهم الداخلية». واستمر اللقاء ساعة ونصف ساعة، قال الحريري بعده ان أي حل سياسي يحتاج الى حوار و «من غير الحوار لا حل سياسياً»، بل ستبقى المشاكل تتفاقم». وأعرب عن امله بنجاح الحوار الذي سيجرى بين اللبنانيين في سان – كلو «لأننا نؤمن بأنه عندما يجلس اللبنانيون مع بعضهم سيتفقون على حل الأزمة».

وعن وجود خطابين في قوى 14 آذار واحد يدعو للحوار وآخر حاد مثل خطاب النائب وليد جنبلاط، قال الحريري: «أنا أشجع التطرف اللبناني وجنبلاط حليف في 14 آذار كما سمير جعجع فلو تطرفنا جميعاً للبنان ومصلحته العليا لن يتمكن احد من ان يدخل بيننا». وقال رداً على سؤال: «لا بد ان نتحاور من اجل الوصول الى مرشح توافقي للرئاسة في لبنان». وفي سياق التحضيرات للقاء الحواري في فرنسا السبت المقبل، أعلنت كل من وزارة الخارجية الفرنسية والسفارة الإيرانية في بيروت أن الموفد الفرنسي الذي تولى التحضير لطاولة الحوار السفير جان كلود كوسران زار طهران امس. وأفاد بيان السفارة انه التقى وزير الخارجية منوشهر متقي الذي أعلن ان بلاده «ستبذل ما في وسعها لتقارب اللبنانيين لكن كل جهد لا بد من ان يأخذ في الاعتبار ما يتميز به لبنان من خصائص»... داعياً الى ان تكون أي مبادرة «شاملة تراعي أدق التفاصيل». وكان «حزب الله» أبلغ السفير الفرنسي في بيروت برنار ايمييه بعد ظهر امس، بعدما أبدت قيادته غضبها من تصريحات الرئيس نيكولا ساركوزي عن ممارسة الحزب «أعمالاً إرهابية»، ان موفديه الى فرنسا سيشاركان في الحوار إثر توضيح الناطق باسم الرئاسة الفرنسية ان الحزب ليس مدرجاً على لائحة الإرهاب.

مزارع شبعا

وفي نيويورك، أكدت الناطقة باسم الأمين العام للأمم المتحدة ميشال مونتاس، ان خبير الترسيم الجغرافي للحدود الذي طلب منه بان كي - مون التدقيق في موقع مزارع شبعا لن يتطرق الى ناحية السيادة على هذه المزارع، «لأن مسألة السيادة تقررها الأطراف المعنية: لبنان وسورية واسرائيل». وقالت ان الخبير الدولي «ما زال يعمل على ترسيم البُعد الجغرافي لمزارع شبعا، تنفيذاً للولاية المنوطة به والمحصورة في ترسيم الحدود وليس تقرير السيادة». وسيتوجه الخبير الدولي الى اسرائيل للاطلاع على المزارع التي تحتلها اسرائيل منذ العام 1967، وتقع حالياً تحت ولاية «القوات الدولية لفك الاشتباك بين سورية واسرائيل» (اندوف).

كذلك، نفت الناطقة الأنباء التي أفادت أن الأمم المتحدة طلبت من اسرائيل الانسحاب من مزارع شبعا، وتسليمها الى قوات «يونيفيل

 

عام على مغامرة الوعد الصادق 

7 الأربعاء 11 يوليو - السياسة الكويتية

 السيد محمد عليّ الحسيني

في العام 2000 قدم السيد "حسن نصر الله" هدية كبرى للجنوب اللبناني وللبنان كله, وللعرب في كل بلد من بلادهم. هذه الهدية هي خروج الجيش الإسرائيلي الذي كان يحتل ما سمي في تلك الأيام بالشريط الحدودي, فامتلأت سماء لبنان بالزغاريد وملأت الدبكة اللبنانية ساحات القرى والمدن, وعلت الابتسامة كل وجه, وامتدت الفرحة إلى كل بلد عربي, ولمع نجم السيد وجرى اسمه على كل لسان, وعاد أصحاب الأرض إليها بعد تشرد طال أمده واشتد عناء المشردين..

عاد الجنوبيون والشوق إلى أرضهم يملأ حناياهم, وما وصل واحد إلى بلده حتى أغار على الأرض يقبلها ويبلها بدموع عينيه..

ُ لم يأبه الجنوبيُّ بالخراب الذي فاجأه, ولا بشجر الزيتون الذي اقتلعه الاحتلال, فقرر إعادة البناء, وزرع الأشجار ورمم البيوت المحتاجة إلى ترميم, والجنوبي نشيط طموح شجاع تملأ حناياه الشهامة.. فتح المحلات التجارية, أسس شركات كثيرة, وأصبح كل جنوبي وكل لبناني يحتضن فؤاده حباً كبيراً لصاحب الاسم حتى أصبح السيد أسطورة القوة والعطاء والنضال والنصر.

ظن اللبنانيون أن هذه الأيام الحلوة ستبقى, بل ستليها أيام أجمل وأروع وأكثر فرحاً وعطاءً. وعاش الجنوب ولبنان حلماً لذيذاً قطعته في يوليو العام 2006 المفاجأة الكبرى التي ألقت بثقلها على الوطن كله من أقصى جنوبه إلى أقصى شماله ,ومن أول حبة تراب في غربه إلى آخر حبة في شرقه. فما الذي حدث? هددت أميركا إيران فأعطت الثانية الأمر للسيد بفتح حرب استباقية مع إسرائيل, وصدق الرجل بوعده, واستجاب لطلب إيران ليخفف عنها عبء الضغط الأميركي, وأخذت التهديدات الإيرانية تتوالى تارة ضد أميركا و أخرى ضد إسرائيل, وبقيت في حيز الكلام الذي لا يسمن ولا يغني من جوع.

أما السيد حسن فأسر رجاله بعض الجنود الإسرائيليين داخل الخط الأزرق, فكانت الطامة الكبرى.. اشتعل الجنوب اللبناني من جديد, وهددت إسرائيل بأنها ستعيد لبنان عشرين سنة إلى الوراء, وظن المتفائلون من الذين لا يعرفون إسرائيل أن الأمر لا يخرج عن حدود الوعيد والتهديد, وسينتهي الأمر, ولكن الأمر لم يكن كما يظن الكثيرون. واستعملت الآلة الحربية الإسرائيلية كلها من الطيران الحربي والهليكوبتر والجيوش البرية المدربة والأسطول البحري المدمر, ودخل الدب الإسرائيلي إلى كرم لبنان فاقتلع أشجار الكرم كله..

دمر الإسرائيليون البنى التحتية والجسور في لبنان كله لم تسلم منطقة من المناطق, وقطعت أسلاك الكهرباء وعاش اللبنانيون في ظلام دامس, وهدد الجيش الإسرائيلي أهل القرى والمدن الجنوبية وأمر بإخلائها, فخرج من خرج وبقي من لا حول له ولا قوة مستسلماً لإرادة الله يدعو الله حتى يجف ريقه وييبس لسانه في فمه, والعجائز الباقيات في الجنوب يقضين وقتهن بالصلاة والدعاء والبكاء.

وأوعدت إسرائيل بالتدمير وصدقت فعلاً فإن الآلة الحربية الإسرائيلية والجيش الإسرائيلي قادرون على تدمير لبنان كله في شهرين. ومن يرى الضاحية الجنوبية يدرك عنف الحرب و قساوتها وهمجية العدو واعتماده على آلة حربية مدمرة وفتاكة. لقد وعد السيد حين أسر الجنديين الإسرائيليين بإعادتهما إلى إسرائيل حين تخرج إسرائيل كل الأسرى اللبنانيين من سجونها ولكن إسرائيل طالبت بإطلاق أسراها دون قيد أو شرط, ودامت المعركة شهر كاملاً أقضَّ مضاجع العالم كله, وتداعت النداءات والاستغاثات ولا من مجيب.

وحين وقفت الحرب تدفقت الأموال العربية الشريفة لبناء لبنان كما كان وأفضل مما كان. إنها مغامرة الوعد الصادق الذي من علينا بها السيد والذي عمل على الوصول إليها, ولكن أحمدي نجاد الذي وعد السيد والعالم اقتلع إسرائيل من الأطالس والرسوم والخرائط والمصورات, أما إسرائيل في الواقع فبقيت ولم يحرك أحمدي نجاد نحوها ساكنا أحمدي نجاد وزعماء نظام الملالي الإيراني ينطبق عليهم المثل القائل: "الكذب ملح الرجال, والعيب على الذي يصدق بقوله".

ونحن في لبنان استفدنا من مغامرة مرة ذقنا منها الكثير الكثير, نقول لأحمدي نجاد: لستم أهلاً لأن تصدقوا, فاتركونا وشأننا وإلى جانبنا العرب الذين نعتمد عليهم ويفون بوعودهم معنا, ويساعدوننا بأكثر مما نتوقع بكثير, ونرجو من السيد ألا يزجنا بمغامرة أخرى تقضي على هذا الوطن الصغير.

* الأمين العام للمجلس الإسلامي العربي ¯ لبنان

 

إذ يعفو «حزب الله» عن ساركوزي! 

الخميس 12 يوليو - الحياة اللندنية

 الياس حرفوش

من الصعب إلقاء المسؤولية عن التخبط الذي وقعت فيه الديبلوماسية الفرنسية حيال لبنان في الايام الماضية على نقص في الاحتراف من جانب الادارة الجديدة. فمن أبسط شروط الاتصال السياسي او الشخصي بين الناس، أن لا توجه الاهانات لهم، في الوقت الذي تدعوهم الى زيارتك في بيتك أو في بلدك! هذه قاعدة لا تحتاج الى احتراف لا في العلاقات الشخصية ولا بين اهل السياسة. غير أن أصول الضيافة في فرنسا ساركوزي تبدو مختلفة. فهو لا يجد نفسه محرجاً في اهانة «حزب الله»، في الموقع الذي يعتبره الحزب الاكثر اساءة له، أي في موقع وصمه بـ «الارهاب»، بينما يعمل ديبلوماسيو فرنسا ومبعوثوها في باريس وبيروت وطهران على الاعداد لمؤتمر حواري، أحب الذين حضَّروا له أن يصفوه بأنه يهدف الى استعادة دور «متوازن» لفرنسا في الشأن اللبناني.

لذلك توقف قادة الحزب في اليومين الماضيين عند دلالات الموقف الذي عبر عنه الرئيس الفرنسي، والذي لا يماثله حالياً في الحدة بين الدول الغربية سوى موقف الادارة الاميركية، التي تضع «حزب الله» على لائحة المنظمات الارهابية، وتمنع بالتالي المسؤولين فيه من زيارة أراضيها، فقد جاءت تصريحات ساركوزي بعد لقائه مع عائلات الجنود الاسرائيليين الثلاثة الذين خُطفوا في مثل هذا الوقت من العام الماضي على يد «حزب الله» وحركة «حماس». وحظي هذا اللقاء باهتمام اعلامي كبير في فرنسا ونقل الناطق باسم ساركوزي عنه انه يريد «أن يتوقف حزب الله عن اعماله الارهابية وأن يتحول الى حزب سياسي مثل سواه من الاحزاب اللبنانية». فهل كان ساركوزي يهدف الى احراج قادة «حزب الله» ونسف الفرصة التي يتيحها المؤتمر اللبناني امامهم للظهور بمظهر الفريق السياسي المشارك في الحوار في احدى العواصم الغربية المهمة، وحتى قبل أن يدفع الحزب عن نفسه التهمة الارهابية التي ألصقها ساركوزي به؟

الواضح أن قادة «حزب الله» ادركوا أهمية المشاركة في مؤتمر سان كلو وارادوا تالياً تعطيل الذرائع التي تحول دون هذه المشاركة، والقفز فوق التصريحات المسيئة التي اطلقها الرئيس الفرنسي. لذلك سارع اعلامهم أمس الى الاتكاء على ما وصفوه بأنه محاولة «لاحتواء مضاعفات موقف ساركوزي» من خلال ابراز مواقف الناطق باسم قصر الاليزيه التي قال فيها ان «حزب الله ليس مدرجاً على اللائحة الاوروبية للمنظمات الارهابية». وجاء في السياق ذاته حديث نائب الأمين العام لـ «حزب الله» الشيخ نعيم قاسم، الذي بات يُنظر اليه كأحد «صقور» الحزب البارزين، والذي اعتبر فيه ان لقاء باريس «خطوة ايجابية»، مع انه استدرك الى التشكيك في امكان خروج حل نهائي من المؤتمر، معتبراً ان هذا الحل «يطبخ عادة في الكواليس». لكن قاسم، على الأقل، لم يقطع الطريق على مشاركة ممثليه في الحوار كرد فعل على تصريحات ساركوزي.

قد يوحي الأمر في ظاهره ان «حزب الله» يريد ان يلعب على «التناقضات» الداخلية الفرنسية، اذ يصطف الى جانب فريق وزارة الخارجية ممثلة بالوزير الطموح برنار كوشنير في مواجهة رئيس الدولة، وهو عكس الموقف الذي يتخذه الحزب من «التناقضات» اللبنانية، حيث يصطف الى جانب رئيس الدولة ضد اكثرية اللبنانيين. غير ان هامش حركة الحزب في «سياسته» الفرنسية تبدو أوسع من تلك التي يمارسها في سياسته اللبنانية. فهو يستطيع المجاهرة بالمشاركة في الحوار الفرنسي، على رغم موقف حلفائه السوريين الذي أطلقوه أمس عبر صحيفة «تشرين»، التي اعتبرت فرنسا «خصماً وحَكَماً» في الوقت ذاته، والذي سبقه موقف صحيفة «الثورة» التي لم تبخل بالتوضيح ان حل الأزمة اللبنانية «يمر من دمشق»، لتذكرنا بالطريق الشهيرة الى فلسطين التي كانت تمر من جونية!

ذهاب «حزب الله» الى باريس يؤكد مرة جديدة أن لدى قادته قدرة براغماتية استثنائية تستطيع تجاوز المواقف المبدئية عندما يتصل الأمر بمصالحهم وحساباتهم الآنية. وهي قدرة يؤمل أن تسمح بالبناء عليها من أجل توافق داخلي يتيح للحزب العودة الى قواعده المحلية سالماً، بعد أن أخذته بعيداً ارتباطاته الخارجية.

 

اوجلان في شمال العراق غيره في البقاع اللبناني! 

الخميس 12 يوليو - الحياة اللندنية

 رغيد الصلح 

مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية التركية يزداد الضغط على حزب العدالة والتنمية الحاكم لاتخاذ تدابير حاسمة ضد حزب العمال الكردستاني. ولقد تحول الموقف الاخير تجاه الحزب وتجاه المطالب التي يحملها واساليب العمل التي ينتجها الى مسألة محورية في الانتخابات التركية. فالاتراك يتهمون الحزب الكردي بأنه يريد تفكيك الدولة التركية لاقامة دولة كردية مستقلة وبأنه يستخدم وسائل ارهابية لتحقيق اغراضه. وتمسك الاحزاب التركية المعارضة هذا الاتهام كي تضعه على عتبة حكومة حزب العدالة والتنمية الاسلامية اذ تتهمها بأنها مقصرة في محاربة العمال الكردستاني. وتنفي حكومة اردوغان هذا الاتهام الذي اخذ يؤثر على تأييد الرأي العام لها مؤكدة عزمها على وضع حد لنشاط العمال الكردستاني.

ان تحقيق هذه الغاية يقتضي، كما يؤكد قادة الجيش التركي، تدخلاً عسكرياً واسع النطاق ضد قواعد ومقرات العمال الكردستاني في شمال العراق. حكومة اردوغان تقر مثل هذه الاستراتيجية من حيث المبدأ، الا انها تحاول تأجيل تنفيذها الى ما بعد الانتخابات الرئاسية التي ستجري في الثاني والعشرين من هذا الشهر. فالحزب الحاكم يفضل ان تجري هذه الانتخابات بمعزل عن تفاعلات المسألة الكردية. ويعتقد ان زعماء الحزب الحاكم يخشون ان تتعثر الحملة العسكرية اذا ما نفذت قبل الانتخابات فيضعف حظهم في ايصال مرشح لهم للرئاسة.

هذا الاحتمال يفسر، في نظر معنيين بالاوضاع التركية، موقف حكومة اردوغان تجاه استراتيجية مكافحة حزب العمال الكردستاني. غير ان اكثر التحليلات المتعلقة بهذا الشأن ترجح ان يكون السبب الاكثر اهمية وربما الحاسم لسياسة التأني التي تتبعها حكومة اردوغان هو موقف ادارة الرئيس الاميركي جورج بوش تجاه هذه المسألة. الموقف الرسمي لادارة بوش لخصه منذ شهر تقريباً غوردون جوندرو، الناطق الرسمي باسم البيت الابيض، بقوله ان ادارة بوش تشعر بالقلق «... حيال حزب العمال الكردستاني واستخدامه شمال العراق ملاذاً آمناً» وانها سوف تواصل «... العمل مع الحكومتين التركية والعراقية للتعامل مع هذا التهديد». الا ان هذا الموقف المتحفظ والقابل لتفسيرات شتى لا يتناسب، كما يلاحظ معنيون بالسياسة الاميركية الخارجية، مع الاهمية المطلقة التي تعطيها تلك الادارة للحرب على الارهاب الدولي، ولا يوازي حجم الاتهامات الموجهة الى حزب العمال الكردستاني. اخيراً لا آخراً فإن الموقف الاميركي الاخير من العمال الكردستاني يبدو مختلفاً الى حد بعيد عن المواقف التي تتخذها الادارة الاميركية تجاه بعض المنظمات الاخرى العاملة في المنطقة والتي يصنفها المسؤولون الاميركيون كمنظمات ارهابية. فإدارة بوش لا تنفك تؤكد ان الحرب على الارهاب الدولي تحتل اولوية مطلقة في سياستها الخارجية. والادارة الاميركية الحالية تعتبر هذه الحرب، كما جاء في توضيحات متعددة قدمها الرئيس الاميركي ووزيرة خارجيته كوندوليزا رايس، اساساً لاحتلالها للعراق. وادارة بوش تعتبر هذه الحرب اساساً لسياستها تجاه بعض المنظمات مثل «حزب الله» في لبنان و «حماس» وعدد من فصائل منظمة التحرير الفلسطينية في فلسطين. وفي هذا السياق لم يعد سراً ان ادارة بوش ايدت الحرب التي قامت بها اسرائيل ضد لبنان وضد «حزب الله» قبل عام، وضمنت للاسرائيليين شبكة امان ديبلوماسية كي تواصل حربها لأسابيع املا في الاجهاز على المقاومة اللبنانية. حتى نفهم موقف اداة بوش تجاه حزب العمال الكردستاني، لا بد من الاشارة الى ان موقف الادارة الاميركية تجاهه مر بمرحلتين على الاقل. فخلال الثمانينات وحتى الاحتلال الاميركي للعراق، اتسم الموقف الاميركي تجاه العمال الكردستاني بالتشدد. وفي تلك المرحلة صُنف الحزب بأنه منظمة ارهابية. وتبنى الاتحاد الاوروبي وحلف الاطلسي هذا التصنيف. وتم تحميل الحزب مسؤولية تصفية ألوف الاكراد الذين صنفهم العمال الكردستاني بـ «المتعاونين» مع السلطات التركية. فضلا عن ذلك، فقد اتهمت الادارة الاميركية وحكومات اوروبية خلال الثمانينات العمال الكردستاني بأنه استخدم قواعده في منطقة البقاع في لبنان للانخراط النشيط في تجارة المخدرات وفي تصدير بعض مشتقاته الى دول الغرب، حتى ان السلطات الفرنسية اعتبرته مسؤولاً عن تسويق ثمانين في المئة من الهيرويين في سوق المخدرات الباريسية.

بلغ التشدد الاميركي ازاء حزب العمال الكردستاني ذروته عام 1999. ففي ذلك العام، وبعد ان تفاقم نشاط الحزب العسكري في تركيا، وازدادت شعبيته بين الاكراد داخل تركيا وخارجها، اعتبرت القيادة العسكرية التركية انه لم يعد من مجال للتهاون معه وانه لا بد من توجيه ضربة قاصمة اليه. وتبلور ذلك التصميم بتوجيه انذار الى الحكومة السورية التي كانت تدعم العمال الكردستاني حتى تخرج عبدالله اوجلان، الزعيم القوي للعمال الكردستاني، من البقاع وتغلق كل قواعد التدريب والتمركز والخطوط اللوجستية التي اقامها الحزب في تلك المنطقة. ووقفت الادارة الاميركية آنذاك الى جانب هذا الانذار. ولما وجدت دمشق انه لا بد من الاستجابة الى الانذار التركي واضطر اوجلان الى التنقل بين عدد من الدول الاوروبية والافريقية، تولت وكالة الاستخبارات التركية مطاردته حتى تمكنت من اختطافه من الاراضي الكينية واعادته الى تركيا.

اسفرت تلك العملية المشتركة عن نتائج مباشرة مهمة. فخوفاً من تنفيذ حكم الاعدام الذي اصدرته محكمة عسكرية تركية على اوجلان، اعلن العمال الكردستاني هدنة من جانب واحد. كذلك اتجه الحزب الى ادخال بعض التعديل بقصد تلطيف صورته في العواصم الغربية. واستمر الحزب في هذه السياسة الى عام 2004، اي الى ما بعد الاحتلال الاميركي للعراق وترسيخ اوضاع الاحزاب الكردية في شمال العراق. ففي ضوء هذه الاوضاع المستجدة، اعلن العمال الكردستاني الذي كان قد حافظ على تشكيلاته العسكرية، انتهاء الهدنة مع انقرة واستأنف نشاطه المسلح ضد اهداف تركية عسكرية ومدنية. وتفاقم هذا النشاط في الآونة الاخيرة الى درجة اثارة المؤسسة العسكرية التركية وقطاع واسع من الرأي العام التركي وصولا الى ارباك حكومة اردوغان نفسها. ولقد حاولت حكومة العدالة والتنمية احتواء مضاعفات تصاعد اعمال حزب العمال عن طريق ممارسة الضغط على القيادات الكردية في شمال العراق (بارزاني وطالباني) لوضع حد لهذه الاعمال، الا ان هذه الضغوط لم تسفر عن نتائج محددة. فالعمال الكردستاني الذي يعتبر نفسه طليعة الاكراد اينما كانوا، يمتلك شعبية قوية في شمال العراق تشحذها عصبية قومية متنامية. هذا لا يعني ان القيادات الكردية في شمال العراق غير قادرة على وضع حد لنشاطات العمال الكردستاني هناك. فعلى رغم التعاطف مع هذا الحزب ورغم البأس الذي اظهره مقاتلوه والاسلحة التي يمتلكها، فإن ميزان القوى في شمال العراق لا يزال يميل، كما تقول تقارير عسكرية، الى جانب القوات التابعة لبارزاني وطالباني في اية مواجهة محتملة مع العمال الكردستاني. الا ان الزعماء الاكراد في الشمال يجدون ان الاقدام على مثل هذا العمل سوف يضع منطقتهم امام احتمال حرب اهلية يصعب حسمها بسهولة. وهذا الاحتمال يسبب خسارة كبيرة للقيادة الكردية ولمشاريعها في العراق وخارجه. ولكن اذ يمسك القادة الاكراد في شمال العراق عن تحمل مثل هذه الخسارة البالغة، الا يخشون ان تجرد انقرة سيفها العسكري البتار مرة اخرى لمطاردة حزب اوجلان ومعاقبة من يحمونه كما فعلت عام 1999؟ الا يخشى القادة الاكراد في شمال العراق ان يفعل الاتراك ما فعله الاسرائيليون قبل عام عندما ألحقوا دمارا هائلا بلبنان لأنه احتضن «حزب الله»؟ الا يخشى الزعماء الاكراد في شمال العراق ان يدفع الاتراك بجيشهم القوي الى زرع الموت والدمار، فضلا عن بذور الحرب الاهلية كما فعل الاسرائيليون في الاراضي الفلسطينية التي احتضنت هي الاخرى منظمات اتهموها بـ «الارهاب»؟.

ان ردود فعل القادة الاكراد في شمال العراق تدل على انهم لا يحسبون حسابا كبيرا لمثل هذه الاحتمالات، ولا يعقدون مثل هذه المقارنات. ففي مواجهة التهديدات التركية، يستطيع هؤلاء الزعماء الاعتماد على تدخل ادارة بوش التي لا ترضى بأن يحل بالاوضاع الكردية في شمال العراق ما حل بلبنان وفلسطين من انقسامات ومصاعب ودمار. كذلك لا ترضى واشنطن ان تتعرض القيادة الكردية في الشمال الى الاحراج الذي تعرضت له دمشق عام 1999. واذا كانت ادارة بوش تشعر بـ «القلق» ازاء نشاط العمال الكردستاني، فإن هذا القلق لم يصل الى درجة اعطاء انقرة الضوء الاخضر هذه المرة لاعلان الاستنفار ضد حماة هذا الحزب. صحيح انه صنف بأنه حزب ارهابي، وبأنه تاجر بالمخدرات وبأنه حزب ماركسي - لينيني. الا ان محاربة المنظمات الارهابية لا تعود اولوية مطلقة اذا امكن توظيفها ضمن مشاريع الهيمنة. ألا تتحدث تقارير متعددة عن تعاون متنام بين بعض الاجهزة الاميركية من جهة، وبين حزب العمال الكردستاني من جهة اخرى يشمل الاكراد في ايران وسورية؟!