المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم الجمعة 20 /7/2007

إنجيل القدّيس لوقا .23-14:11

وكانَ يَطرُدُ شَيطاناً أَخرَس. فلَمَّا خرَجَ الشَّيطان تَكلَّمَ الأَخرَس فأُعجِبَ الجُموع. على أَنَّ أُناساً مِنهم قالوا: « إِنَّه بِبَعلَ زَبولَ سَيِّدِ الشَّياطين يَطرُدُ الشَّياطين ». وطلَبَ مِنه آخَرونَ آيةً مِنَ السَّماءِ لِيُحرِجوه. فعرَفَ قَصْدَهُم فقالَ لَهم: « كُلُّ مَملَكَةٍ تَنقَسِمُ على نَفْسِها تَخَربُ وتَنهارُ بُيوتُها بَعضُها على بَعض. وإِذا انقَسَمَ الشَّيطانُ أَيضاً على نَفْسِه فكَيفَ تَثبُتُ مملَكَتُه ؟ فإِنَّكم تَقولونَ إِنِّي بِبَعلَ زَبولَ أَطرُدُ الشَّياطين. فإِن كُنتُ أَنا بِبَعلَ زَبولَ أَطرُدُ الشَّياطين، فبِمَن يَطرُدُهُم أَبناؤكُم؟ لِذلِكَ هُمُ الَّذينَ سَيَحْكُمونَ علَيكم. وأَمَّا إذا كُنتُ بإِصبَعِ اللهِ أَطرُدُ الشَّياطين، فقَد وافاكُم ملَكوتُ الله. إِذا كانَ القَوِيُّ المُتَسَلِّحُ يَحرُسُ دارَه فإِنَّ أَموالَه في أَمان. ولكِن إِذا فاجَأَه مَن هُو أَقوى مِنهُ وغَلَبَه، يَنتَزِعُ ما كانَ يَعتَمِدُ علَيه مِن سِلاح، ويُوَزِّعُ أَسْلابَه. « مَن لم يَكُنْ مَعي كانَ علَيَّ، ومَن لم يَجمَعْ مَعي كانَ مُبَدِّداً

 

اجماع على رفض اعتماد المثالثة بدلاً من المناصفة: طرح خطير يضرب الطائف والتوافق والعيش المشترك

وكالات/هل يخرج الكلام عن اعتماد مبدأ المثالثة بدلاً من المناصفة في توزيع مراكز السلطة في لبنان، من اطار السرية الذي لا يزال فيه، الى الاطار العلني، فيصير مطلباً يشعل حريقاً جديداً على الساحة اللبنانية؟ طرح اقتسام السلطة في لبنان بين الشيعة والمسلمين والمسيحيين بشكل تحصل كل فئة على الثلث، بدلاً من النصف لكل من المسيحيين والمسلمين، كشفه الأسبوع الفائت عضو اللقاء الديمقراطي النائب وائل أبو فاعور، الذي كشف عن مسعى ايراني وصفه بـ"الخطير"، لمحاولة اقناع الفرنسيين بالعمل على اعتماد المثالثة بدل المناصفة في لبنان كمقدمة لحل سياسي. اول تعليق على هذا المطلب، الذي لا يزال خجولا ولو انه يبدو أنه يخفي حقيقة ما، كان بلسان رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط الذي اعلن التمسك بالثوابت الوطنية التي ارستها وثيقة اتفاق الطائف الذي حسم نهائية لبنان وعروبته وأكد صيغة المشاركة السياسية المتوازنة بعيدا من حسابات النمو الديموغرافي والعددي بما يحفظ التوازنات المختلفة ولا يمس بهذه المرتكزات.

واعتبر جنبلاط في حديث لجريدة "الانباء" الصادرة عن الحزب التقدمي الاشتراكي ان ما يتداول من اقتراحات سرية لاعادة النظر في هذه الصيغة اللبنانية وخصوصا اعتماد المثالثة أوغيرالمثالثة بدل المناصفة بين المسلمين والمسيحيين، "يهدف الى ضرب النظام الديموقراطي، وتغيير وجه لبنان ومرتكزاته الوطنية وحياته السياسية والدستورية".

موقع "لبنان الآن" استطلع آراء عدد من السياسيين المنتمين الى مختلف الطوائف والتوجهات، من هذا الموضوع المهم الذي ينسف التركيبة اللبنانية، ويغيّر فلسفتها.

عضو لجنة المتابعة في قوى 14 اذار النائب السابق فارس سعيد اعتبر ان طرح المثالثة "يتناقض مع روح اتفاق الطائف الذي يعتمد صيغة العيش المشترك اسلوب حياة وعيش بين اللبنانيين، فيما نظام المثالثة هو نظام مساكنة الطوائف بعضها بعضاًَ وليس نظام عيش مشترك". وقال سعيد: "كفى ان يدفع المسيحيون مرة اضافية ثمن دخول اي كان الى التركيبة اللبنانية، فاذا كان حزب الله والطائفة الشيعية يبحثون عن اثمان سياسية للدخول الى المشروع اللبناني، فهذا يجب الا يكون على حساب المسيحيين الذين يحصلون، وفقا لاتفاق الطائف، على 50 في المئة، اي المناصفة في بناء الدولة". وراى سعيد ان "تراجع المسيحيين من المناصفة الى الثلث هو تراجع لكل لبنان وهذا الامر يضرب ميثاق الحياة واسلوب العيش بين اللبنانيين ولا امكان لتحقيقه". وشبّه سعيد مطلب المثالثة بمن "يطلب كبة بالصينية في مطعم صيني".

واضاف: "هم يطلبون ثمنا لدخولهم الى المشروع اللبناني وهو المزيد من النفوذ للطائفة الشيعية، ومجرد وضع اثمان على حساب الشريك الاخر يفسد الشراكة في البلد، فالحق الوحيد الذي لكل الطوائف هو قيام المساعي باتجاه الدولة المدنية، ولاحقوق للطوائف بل ثمة ضمانات للطوائف، اما الحقوق فهي للافراد المواطنين".

وزير الشباب والرياضة عضو كتلة المستقبل النيابية احمد فتفت قال ان "ثمة راياً اجماعياً تجلى أخيرا في مؤتمر لاسلّ سان كلو، وهو اتفاق كلي بين مختلف الاطراف على الالتزام باتفاق الطائف، وهذا الامرواضح وهو المناصفة والتوقف عن العدّ في لبنان". وراى ان "اي عودة الى هذا الموضوع لا تعني فقط الاعتداء على اتفاق الطائف بل الاعتداء على الوحدة الوطنية والاعتداء الحقيقي على لبنان، واي طرح يتجاوز اتفاق الطائف هو بكل صراحة انهاء هذا البلد التوافقي الذي اسمه لبنان". واضاف فتفت: "بالتاكيد هذا المطلب يضرب صيغة العيش المشترك لانه يلغي المنطق الذي قامت عليه الدولة اللبنانية، منطق الدولة التوافقية، ويحاول ان يعود الى منطق العددية، واعتقد ان اللبنانييين الحقيقيين رفضوا هذا المنطق ويدركون تماما ان الحديث عن الاعداد لا يبني وطنا يطمئن جميع اللبنانيين".

وقال فتفت: "ان مطلب المثالثة موضوع خطير جدا لانه ينسف بناء الدولة اللبنانية، ولبنان التوافق والعيش الواحد ويدعو الى دولة اخرى وربما الى التقسيم".

عضو تكتل التغيير والاصلاح النائب عباس هاشم رأى "ان اسوأ ما يعيشه لبنان ان يطلق احد اشاعة، وبعد مدة من الزمن تتملكه هذه الاشاعة لتكون حقيقة تعبّرعن هواجس وشكوك لنفسيات وليس عن واقع باي حال من الاحوال". ونفى ان "يكون احد في لبنان، على حد ما علمنا، سمع بهذا الكلام عن المثالثة بدل المناصفة". ولاحظ ان "ما يميز لبنان هو هذه الصيغة التوافقية التي لا تقوم على نسبية وتناسب ولا تقوم على التوسيع انطلاقا من الحالة الديموغرافية". واضاف هاشم: "اننا في لبنان نؤمن بأن علة وجود هذا الوطن هي هذا التنوع، وعلينا ان نصون هذه التعددية بمعنى ان نعرف دائما ان الملح القليل محسّن للطعام الكثير وليس العكس. انطلاقا من هنا، ان المناصفة التي وصلنا اليها هي حقيقة ثابتة لا عودة عنها، انطلاقا من مبدا اننا ننطلق من التركيز على احقية كل مكونات لبنان في ان تعيش بشكل متساو بعضها مع بعض، والاهم اننا امام منطلق لتشكيل الدولة المدنية العادلة التي يرتقي فيها الانسان الى مستوى المواطن".

وتابع هاشم: "اننا في تكتل التغيير والاصلاح وفي التيار كنا السبّاقين الى الحديث عن الدولة المدنية التي ترتقي بالانسان الى مستوى المواطن، ولكننا ايضا نذكر ان المجمع المسكوني الماروني اخيرا اطلق ايضا فكرة الدولة المدنية العادلة، ووضع الية الوصول الى هذه الدولة العادلة، لذلك علينا ان نعمل على كيفية تشكيل المواطنية بعيدا من الفئويات. وهنا اردد واكرر ان ما من فئة او طائفة تقوقعت وحصرت نفسها في جغرافيا ما الا وتفجرت من داخلها، وعلينا دائما ان نبقي هذه التعددية خارج اطار الفكر الاقلوي والفكر الاكثري".

 

الجيش سيطر على المكتب الرئيسي لـ "فتح الاسلام" وواصل تقدمه

دفعات الكاتيوشا الى ارتفاع واضرار فــــــي المنـــــازل

المركزية - في موازاة استمرار المواجهات الميدانية والقصف المدفعي على ما تبقى من مواقع عناصر "فتح الاسلام" التي تمعن في اطلاق صواريخها في اتجاه القرى الآمنة، سجل الجيش انجازاً لافتاً اليوم تمثل بسيطرته على المكتب الرئيسي للتنظيم في داخل مخيم نهر البارد وعلى بستان زعتر وما تبقى من منطقة فاصلة بين الاونروا والبستان. وتمكن الجيش اللبناني من اختراق البقعة الجغرافية الضيقة التي يتواجد فيها ما تبقى من "فتح الاسلام" في المخيم حيث سيطر على احد المواقع وهو مبنى مطل على مفارق الازقة، كاشفا امامه حركة المسلحين في تلك المنطقة. وقد تمكن من قتل قناصين في ساعات الفجر الاولى.

وكان الجيش احكم السيطرة على مختلف محاور المخيم جنوبا وشمالا وغربا وشرقا مع محاصرة ما تبقى في بقعة ضيقة من الناحية الشرقية الشمالية. اشارة الى ان هذه البقعة تحتوي على مخابىء وملاجىء يختبىء فيها ما تبقى من المسلحين والذين يطلقون منها الصواريخ واعمال القنص. ويقوم الجيش بتنظيف الاماكن التي سيطر عليها من الافخاخ والالغام واكمال سيطرته على الطريق الرئيسي الذي يفصل جزئي المخيم الجنوبي والشمالي ويضيق الخناق على المسلحين لالزامهم على الاستسلام.

وكانت الاشتباكات تواصلت طوال الليل وفي ساعات الصباح الاولى بشكل متقطع واستعملت فيها مختلف انواع الاسلحة، وتم التركيز على الدبابات التي قصفت بعض الجيوب في المنطقة الشمالية الشرقية، وقد افيد عن وقوع عدد من القتلى في صفوف التنظيم الارهابي.

وتجدد القصف المدفعي بالدبابات في اتجاهات مختلفة في حي سعسع والشارع الرئيسي لجهة السوق وخلف التعاونية حيث ملجأ النادي المعروف بملجأ سعسع.

ووضع الجيش يده على المنطقة العليا من حي الغنايمة بعد عملية التفاف حول المنطقة ومركز الشفاء، كما امسك بمعظم الشارع الرئيسي. وتعرض الجيش لأعمال قنص من طرف حارة سويدان ومحيط مركز الشفاء ورد على ذلك بالاسلحة المناسبة.

كاتيوشا: في المقابل واصل عناصر "فتح الاسلام" اطلاق صواريخ الكاتيوشا في اتجاه القرى الآمنة شمال عكار حيث سقطت قرابة الثانية عشرة الا ربعا دفعة صواريخ على قرى وبلدات عكارية هي: بالقرب من سيدة عرقا، سهل حلبا، مفرق برقايل باتجاه سهل عكار، بالقرب من خان الصايغ في منيارة، ضهور منطقة بقرزلا، سهل عرقا، قرية مار لية ملحم، العبدة حيث استهدف منزلا من آل سلمى ولم ينفجر، سهل منيارة، كرم عصفور، قعبرين حيث اصيب منزل المواطن محمد مصطفى الماروق باضرار مادية، وسقط صاروخان في مارليا - جدارة الى جانب مزرعة للخيول وبالقرب من الطريق العام في محيط عرقا.

وقرابة الاولى سقطت اربعة صواريخ في محيط بلدة قعبرين استهدف احدها منزلا مأهولا نجا من في داخله بأعجوبة.

 

قيادة الجيش نعت أربعة عسكريين استشهدوا أمس

وطنية-19/7/2007(سياسة) نعت قيادة الجيش - مديرية التوجيه المعاون أول الشهيد غطاس طنوس طربيه، الرقيب الشهيد الياس داني عازار، العريف الشهيد محمود علي علي أحمد، العريف الشهيد يحيى محمد الأشقر الذين استشهدوا أثناء قيامهم بالواجب العسكري في مهمة الحفاظ على الأمن والاستقرار في منطقة الشمال. وفي ما يلي نبذة عن حياة كل منهم:

المعاون أول الشهيد غطاس طنوس طربيه

-من مواليد 4/1/1968 عندقت - عكار

-تطوع في الجيش بتاريخ 1/11/1985

-حائز على أوسمة عدة وتنويه العماد قائد الجيش وتهنئته مرات عدة

-متأهل من دون أولاد

-استشهد بتاريخ 18/7/2007

يقام المأتم بتاريخ اليوم الساعة 17,00 في كنيسة مار مارون عندقت - عكار، ويوارى الثرى في مدافن العائلة.

تقبل التعازي بتاريخي 19 و20/7/2007 اعتبارا من الساعة 9,00 ولغاية الساعة 19,00 في صالون الكنيسة المذكورة أعلاه، وبتاريخ 21/7/2007 اعتبارا من الساعة 9,00 وطيلة النهار في منزل الشهيد في عندقت، وبتاريخي 23 و24/7/2007 اعتبار من الساعة 10,00 ولغاية الساعة 13,00 ومن الساعة 15,00 لغاية الساعة 19,00 في صالون كنيسة مار يوسف - الروضة -المتن.

المعاون الشهيد الياس داني عازار

-من مواليد 2/2/1977 الباشورة - بيروت

-تطوع في الجيش بتاريخ 8/4/1995

-حائز على أوسمة وتنويه العماد قائد الجيش وتهنئته مرات عدة

-متأهل من دون أولاد

-استشهد بتاريخ 18/7/2007

يقام المأتم بتاريخ اليوم الساعة 15,30 في كنيسة مار أنطونيوس البدواني في حرش تابت، ويوارى الثرى في مدافن العائلة الفنار.

تقبل التعازي قبل الدفن وبعده وبتاريخي 20 و21/7/2007 في صالون الكنيسة المذكورة أعلاه، وبتاريخ 22/7/2007 في منزل والد الشهيد الكائن في محلة سن الفيل - شارع السكة.

العريف الشهيد محمود علي علي أحمد

-من مواليد 20/9/1985 شوكين - النبطية

-تطوع في الجيش بتاريخ 17/6/2005، حائز على أوسمة عدة وتنويه العماد قائد الجيش وتهنئته مرات عدة

-عازب

-استشهد بتاريخ 18/7/2007

يقام المأتم بتاريخ اليوم الساعة 14,00 في حسينية بلدة شوكين - النبطية، ويوارى الثرى في جبانة البلدة. تقبل التعازي قبل الدفن وبعده مدة أسبوع في منزل والد الشهيد الكائن في البلدة المذكورة أعلاه.

العريف الشهيد يحيى محمد الأشقر

-من مواليد 1/6/1985 وادي الجاموس - عكار

-مددت خدماته في الجيش اعتبارا من 19/5/2005

-حائز على أوسمة عدة وتنويه العماد قائد الجيش وتهنئته مرات عدة

-عازب

-استشهد بتاريخ 18/7/2007

-يقام المأتم بتاريخ اليوم الساعة 12,00 في بلدة وادي الجاموس - عكار، ويوارى الثرى في جبانة البلدة.

تقبل التعازي قبل الدفن وبعده لمدة ثلاثة أيام في منزل والد الشهيد الكائن في البلدة المذكورة أعلاه.

 

صاروخان في مار ليا حداره وفي محيط عرقا

وطنية -19/7/2007 (امن) افاد مندوبنا في عكار ان صاروخين جديدين سقطا في مار ليا حداره بجانب مزرعة للخيول وبالقرب من الطريق العام في محيط عرقا.

 

4 صواريخ سقطت في محيط بلدة قعبرين

وطنية - 19/7/2007 (امن) افاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" في الشمال نزيه ملحم عن سقوط 4 صواريخ في محيط بلدة قعبرين، حوالى الساعة الاولى والنصف من بعد ظهر اليوم.

 

بلدة شوكين شيعت العريف الشهيد محمود علي احمد في مأم رسمي

وطنية -19/7/2007 (سياسة) شيعت بلدة شوكين الجنوبية وقيادة الجيش اللبناني ظهر اليوم العريف الشهيد محمود علي علي احمد الذي انضم الى قافلة شهداء الواجب في مواجهات نهر البارد. انطلق موكب التشييع من امام منزل ذووي الشهيد، حيث لف جثمانه بالعلم اللبناني وحمل على اكف ثلة من زملائه العسكريين، وتقدمه حملة "الاوسمة" الممنوحة للشهيد وحملة الاكاليل من رئيس مجلس النواب نبيه بري، وزير الدفاع الياس المر وقائد الجيش العماد ميشال سليمان. شارك في التشييع ممثل رئيس مجلس النواب مدير مكتبه في المصيلح هاني قبيسي، ممثل قائد الجيش العقيد حسين عاصي، رئيس فرع مخابرات الجيش في النبطية المقدم علي نور الدين، المسؤول التنظيمي لحركة "امل" في الجنوب باسم لمع وشخصيات سياسية وحزبية وعسكرية. وجاب الموكب الشارع الرئيسي للبلدة، وعند باحة النادي الحسيني قدمت ثلة من الجيش تحية الوفاء وعزفت الفرقة الموسيقية العسكرية لحن الموتى، ثم سجى الجثمان في النادي الحسيني للبلدة حيث القى العقيد عاصي كلمة باسم قائد الجيش جاء فيها:

"ليبقى لبنان وطن الاشعاع والرسالة واحدا موحدا باهله وارضه ولتبقى سيادة الشعب وكرامته الوطنية عنوان كل تضحية وفداء، تمضي قوافل الجيش على طريق الشهادة حافرة في ذاكرة الجيش والوطن، صفحات خالدة من الشجاعة والبطولة والوفاء.

ولعل ما يقوم به الجيش حاليا في مواجهة عصابة آثمة غريبة بطبيعتها وسلوكها الاجرامي واهدافها العبثية، عن قيم الشعب اللبناني وتقاليده العريقة، ليس هو بالمهمة العادية بل هو في الحقيقة دفاع عن وجود الكيان بحد ذاته، كما اراده اسلافنا من قبل وكما نريده نحن على مر الاجيال انه دفاع عن الوطن وابنائه ماضيا وحاضرا ومستقبلا. ولكم كان شهيدنا محمود وفيا لقسمه مخلصا لرسالة جيشه، وهو يقف شامخا كالطود في مواجهة هؤلاء الارهابيين القتلة مدفوعا بايمان لا يتزعزع وشجاعة منقطعة النظير، فكان قدره ان يسقط في ساحة الشرف شهيدا عزيزا كريما على مذبح الوطن الذي افتداه بدقائق حياته وربيع عمره.

تعود اليوم يا محمود الى احضان الارض التي البثتك ورعتك منذ نعومة اظافرك وفي نفوس الاهل واخوة السلاح وكل الاصدقاء جرح لا يشفى واسى يدمي القلوب، لكن عزاءنا سيبقى في مآثرك الطيبة وخصالك النبيلة وفي عائلتك الاصيلة التي انشأتك على المواطنية السليمة وحب الوطن والجيش والتمسك بالاخلاق والفضائل الحميدة. ستبقى شهادتك ذخرا للجيش ومشعلا وضاء على طريق الشرف والتضحية والوفاء.

باسم قائد الجيش العماد ميشال سليمان اتقدم من ذوي الشهيد ورفاقه واصدقائه باحر التعازي وعميق المواساة سائلا الله عز وجل ان يتغمد روحه الطاهرة بواسع رحمته ويمن على الاهل بنعمة الصبر والسلوان".

حياة الشهيد

وفي مايلي نبذة عن حياة الشهيد:

- من مواليد 20/9/1985 شوكين - النبطية.

- تطوع في الجيش بتاريخ 17/6/2005.

- حائز على اوسمة: الحرب، الجرحى، التقدير العسكري البرونزي وتنويه العماد قائد الجيش مرتين وتهنئته.

- عازب.

- استشهد بتاريخ 18/7/2007.

بعد ذلك ام بلدة شوكين العلامة السيد باسم الصافي الصلاة على الجثمان ليوارى الثرى في جبانة البلدة.

 

الجيش شيع خمسة عسكريين شهداء

وطنية- 19/7/2007 (سياسة) شيعت قيادة الجيش اليوم خمسة عسكريين استشهدوا اثناء قيامهم بالواجب العسكري خلال الاحداث الامنية في منطقة الشمال، وهم: المعاون اول الشهيد جعفر معاوية من حوض تلصفية- بعلبك، المعاون الشهيد محلم سعيد المعلم من دلهون - الشوف، والرقيب الشهيد اسامة نور الدين الرفاعي من بنبين - عكار، والعريف الشهيد علي احمد شمص من بوداي- بعلبك، والعريف الشهيد مصطفى حسين ملص من المنية - طرابلس.

واحتضنهم أهالي بلداتهم وقراهم ورفاق السلاح بمواكب شعبية حاشدة، ثم أقيمت الصلاة على جثامينهم وراحة أنفسهم الطاهرة، والقى ممثلون للعماد قائد الجيش كلمات نوهت بتضحيات الشهداء "الذين بروا بالوعد والقسم التزاما برسالتهم ودفاعا عن سيادة الوطن وكرامة ابنائه".

 

الجيش يحكم سيطرته على مختلف محاور مخيم نهر البارد ويضيق الخناق على عصابة "فتح الاسلام" لاجبارها على الاستسلام

صواريخ على قرى وتحليق للطيران الاسرائيلي فوق عكار والمخيم

وطنية - الشمال - 19/7/2007 (امن) واصل الجيش اللبناني اليوم سيطرته على مختلف محاور مخيم نهر البارد جنوبا وشمالا وشرقا وغربا، حيث حاصر ما تبقى من مسلحي عصابة "فتح الاسلام" في بقعة ضيقة جدا لاجبارهم على الاستسلام. وافادنا مندوبونا في الشمال نزيه ملحم وميشال حلاق ومنذر المرعبي ان الجيش اللبناني تمكن من اختراق البقعة الجغرافية الضيقة التي يتواجد فيها ما تبقى من عصابة "فتح الاسلام" في المخيم، حيث سيطر على احد المواقع وهو مبنى مطل على مفارق الازقة، كاشفا امامه حركة المسلحين في تلك المنطقة. وقد تمكن من قتل قناصين في ساعات الفجر الاولى.

كما سيطر ايضا على المكتب الرئيسي ل"فتح الاسلام" في الرقعة المتبقية لهم في المخيم. كما سيطر على بستان زعتر وتبقى منطقة فاصلة بين "الاونروا" وبستان زعتر. وكان الجيش قد احكم السيطرة على مختلف محاور المخيم مع محاصرة ما تبقى في بقعة ضيقة من الناحية الشرقية الشمالية. وهي بقعة تحتوي على مخابىء وملاجىء يختبىء فيها ما تبقى من المسلحين والذين يطلقون منها الصواريخ واعمال القنص. ويقوم الجيش بتنظيف الاماكن التي سيطر عليها من الافخاخ والالغام واكمال سيطرته على الطريق الرئيسي الذي يفصل جزأي المخيم الجنوبي والشمالي ويضيق الخناق على المسلحين لالزامهم على الاستسلام.

وكانت الاشتباكات تواصلت طوال الليل وفي ساعات الصباح الاولى بشكل متقطع واستعملت فيها مختلف انواع الاسلحة، وتم التركيز على الدبابات التي قصفت بعض الجيوب في المنطقة الشمالية الشرقية، وقد افيد عن وقوع عدد من القتلى في صفوف هذا التنظيم الارهابي.

اطلاق صواريخ

وافادنا مندوبونا عن سقوط دفعة صواريخ منذ الحادية عشرة قبل الظهر على قرى وبلدات عكارية هي: سيدة عرقا، سهل حلبا، مفرق برقايل باتجاه سهل عكار، خان الصايغ في منيارة، ضهور منطقة بقرزلا، سهل عرقا، قرية مارليا ملحم، العبدة حيث استهدف منزلا يخص آل سلمى لم ينفجر، سهل منيارة، كرم عصفور، قعبرين حيث اصيب منزل المواطن محمد مصطفى الماروق باضرار مادية، مار ليا حدارة بجانب مزرعة للخيول وقرب الطريق العام في محيط عرقة.

الطيران الاسرائيلي

من جهة ثانية، سجل اليوم تحليق للطيران الحربي الاسرائيلي ظهرا فوق منطقة عكار ومخيم نهر البارد على علو متوسط واتجه نحو البحر.

وعاود الطيران الاسرائيلي بعد قرابة نصف ساعة تحليقه فوق عكار ومخيم نهر البارد في اتجاه البحر.

 

قيادة الجيش: الوحدات العسكرية تشدد الخناق على من تبقى من "فتح الاسلام"

هامش المناورة لدى المسلحين ضيق جدا وهم مدعوون باصرار الى تسليم أنفسهم

وطنية - 19/7/2007 (امن) صدر اليوم عن مديرية التوجيه في قيادة الجيش البيان الآتي: "تستمر وحدات الجيش في تشديد الخناق على من تبقى من عناصر تنظيم "فتح الاسلام" الذين باتوا محاصرين ضمن بقعة محدودة نسبيا داخل الاحياء القديمة لمخيم نهر البارد. وكانت هذه الوحدات قد سيطرت على مزيد من المواقع والتحصينات وتمكنت من اكتشاف بعض الخنادق والمخابىء داخل الابنية وضبطت فيها كميات من الذخائر واجهزة المراقبة والمعلوماتية المتطورة ووجبات طعام جاهزة، فيما تواظب مجموعات الهندسة على نزع الالغام والافخاخ وازالة العوائق والردميات عن محاور تقدم القوى. ان قيادة الجيش تجدد انذارها الى المسلحين بأن هامش المناورة لديهم قد اصبح ضيقا جدا، وتدعوهم باصرار الى تسليم أنفسهم الى الجيش، لان ذلك هو السبيل الاقرب لوقف نزف الدماء، كما تحملهم مسؤولية سلامة عائلاتهم لمنعهم اياها من مغادرة المخيم. وتنبه هؤلاء المسلحين أن تماديهم في اطلاق الصواريخ بصورة عشوائية على قرى منطقة عكار الآمنة يظهر بوضوح حقيقة نياتهم الاجرامية بما يؤكد صوابية رفض ابناء المنطقة المذكورة لهذه الجماعة الارهابية وضرورة القضاء عليها".

 

قيادة الجيش نعت العريف عبد الفتاح وشيعت شهداء في بعلبك

 لمركزية - نعت قيادة الجيش - مديرية التوجيه، العريف الشهيد احمد حسن عبد الفتاح، الذي استشهد أثناء قيامه بواجبه العسكري في مهمة الحفاظ على الامن والاستقرار في منطقة الشمال، ووزعت نبذة عن حياته تضمنت الآتي:

من مواليد 16/6/1986 عيات - عكار، مددت خدماته في الجيش اعتبارا من 27/11/2006، حائز على اوسمة عدة وتنويه العماد قائد الجيش وتهنئته، عازب، واستشهد بتاريخ 19/7/2007 .

أقيم المأتم بتاريخ اليوم عقب صلاة العصر في بلدة عيات - عكار، ووري الثرى في جبانة البلدة. وتقبل التعازي قبل الدفن وبعده ولمدة أسبوع في منزل والد الشهيد الكائن في البلدة المذكورة.

هذا وشيعت قيادة الجيش، خمسة عسكريين استشهدوا أثناء قيامهم بالواجب العسكري في خلال الاحداث الامنية الجارية في منطقة الشمال وهم: المعاون اول الشهيد جعفر معاوية من حوش تلصيفيه - بعلبك، المعاون الشهيد ملحم سعيد المعلم من دلهون - الشوف، الرقيب الشهيد أسامه نور الدين الرفاعي من ببنين - عكار، العريف الشهيد علي احمد شمص من بوداي - بعلبك، والعريف الشهيد مصطفى حسين ملص من المنيه - طرابلس، حيث احتضنوا من قبل أهالي بلداتهم وقراهم ورفاق السلاح بمواكب شعبية حاشدة، ثم أقيمت الصلاة على جثامينهم وراحة انفسهم الطاهرة، وألقى ممثلون عن العماد قائد الجيش، كلمات نوهت بتضحيات الشهداء الذين برّوا بالوعد والقسم التزاما برسالتهم، ودفاعا عن سيادة الوطن وكرامة أبنائه.

 

الرئيس السنيورة تلقى اتصالا من عمرو موسى واتصل بوزير مالية الكويت

وطنية 19/7/2007(سياسة)تلقى رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة مساءاليوم اتصالا هاتفيا من امين عام جامعة الدول العربية عمرو موسى, تم فيه عرض اخر المستجدات المحيطة بلبنان والمنطقة . واجرى الرئيس السنيورة اتصالا هاتفيا بوزير المالية الكويتي بدر الحميضي .

 

مشروع قرار ديموقراطي - جمهوري في الكونغرس يدعم لبنان ويدين سوريا وايران

المشروع اعلان للثوابت الاميركية تجاه لبنان ويطرح على التصويت قبل نهايـة آب

المركزية - قدم رئيس اللجنة الفرعية للشؤون الخارجية للشرق الأوسط وجنوب آسيا في الكونغرس الاميركي غاري اكرمان مسودة قرار متعلّق بدعم الكونغرس للحكومة اللبنانية، ويؤكّد استمرّار جهوزية الولايات المتّحدة الأميركيّة في توفير المساعدة المادّيّة والاقتصاديّة للبنان بغية المساعدة في حمايّة سيادته واستقلاله.

وقالت مصادر ديبلوماسية في واشنطن لـ"المركزية" ان مشروع القرار - الذي كانت "المركزية" اول من اشار الى التحضيرات الجارية لاقراره بالتعاون بين اعضاء في الكونغرس ومجموعات الضغط اللبنانية في واشنطن - "يدين سوريا وإيران لدورهما المتواصل في تزويد ميليشيات لبنانيّة بالسلاح وخصوصا "حزب الله" والفصائل الفلسطينيّة، ويدعو الى "حال تأهب" على خلفية المحكمة الخاصّة للبنان والتي أنشئت في مجلس الأمن من اجل التحقيق في جريمة إغتيال الرئيس رفيق الحريري في شباط 2005.

ولفتت المصادر الى ان في موجبات المشروع ان "ما يحدث في لبنان هو اعتداء بكل ما للكلمة من معنى"، مشيرة الى ان "ما يشهده لبنان ليس مجرد مأزق سياسيّ عادي، بل بالأحرى هو جهد من سوريا وإيران ووكلائهما اللبنانيّين بهدف منع قيام لبنان يتمتع بالسيادة الحقيقية ومحكوم

وشددت على ان "لبنان تحت وطأة الإرهاب، لذا على الولايات المتّحدة الأميركيّة والمجتمع الدولي بأكمله أن يهبا إلى معونة لبنان". واعتبرت ان مشروع القرار يهدف الى ابداء الدعم للبنان ولكلّ من يحارب من اجل أن يحفظ سيادة هذا البلد واستقلاله".

جهد ديمقراطي-جمهوري: ولفتت الى ان مشروع القرار سيعرض على الكونغرس للتصويت عليه واقراره في دورته الحالية التي تنتهي في 31 آب المقبل. واوضحت ان المشروع يحظى بموافقة كبيرة من الجمهوريين والديموقراطيين، لافتة الى ان معدّ القرار السيناتور اكرمان ينتمي الى الحزب الديمقراطي، وهو في حد ذاته مؤشر الى السياسة الديموقراطية الثابتة تجاه لبنان وقضاياه، وانها لا تختلف في جوهرها عن السياسة الجمهورية.

وقالت ان هذا المشروع "اتخذ بقرار مركزي من قيادة الحزب الديموقراطيّ بشأن الشرق الاوسط والسياسة الخارجية، ويرسل بوضوح رسالة إلى السوريين ووكلائهم اللبنانيين مفادها أنّ ما من تسوية على حساب لبنان، ايا كانت الجهة الغالبة في الكونغرس. وكما كانت الحال عند انطلاق ثورة الأرز، فان قوى 14 آذار و حكومة الرئيس فؤاد السنيورة الشرعيّة تنال الدعم الكامل من الكونغرس الاميركي".

اعلان ثوابت: واعتبرت ان مشروع القرار هو مثابة اعلان للثوابت الاميركية في خصوص لبنان، ويرمي الى اعلام من يهمه الامر من الدول المعنية به ان لا تأثير لاي تغيير في الادارة الاميركية على هذه الثوابت الداعمة لاستقلال لبنان وسيادته. واعتبرت ان المشروع رسالة الى من لا يزال يراهن على تغيير في الاستراتيجية الاميركية تجاه لبنان مع وصول الديموقراطيين الى رئاسة الكونغرس او مع فوزهم في الرئاسة في خريف العام 2008، مفادها ان السياسة الاميركية ثابتة بإزاء لبنان حتى لو تغيّرت في كل دول المنطقة.

وشددت على ان المشروع هو ايضا تكريس للمسار الاميركي الذي بدأ مع قانون محاسبة سوريا واستعادة استقلال لبنان مرورا بالقرار 1559 وصولا الى القرار 1701.

غاري أكرمان: في السياق عينه، وزع في بيروت بيان للسيناتور أكرمان اعلن فيه "تقديم قرار يعبر عن دعم ممثلي النواب الأميركيين للحكومة اللبنانية، ويؤكد استمرار تأمين الدعم المادي والإقتصادي لحماية سيادة لبنان واستقلاله، واتهم سوريا وإيران بإستمرار دوريهما في تأمين الأسلحة لميليشيات لبنانية، وتحديدا لـ"حزب الله" ولفصائل فلسطينية، مؤكدا ان القرار يدعو الى "تحرك سريع" لكي ينشئ مجلس الأمن الدولي المحكمة الخاصة للتحقيق في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري في شباط 2005".

واعتبر ان "ما جرى في لبنان هو اعتداء، وما نراه ليس بمثابة العمل السياسي الطبيعي، إنما أعمال تنسقها سوريا وإيران وملحقاتهما اللبنانيين لعرقلة ولادة لبنان السيد الديموقراطي وتحييده عن المواجهة". وأوضح ان "الحكومة اللبنانية الحاضرة هي شرعية وتمثل غالبية اللبنانيين، وتتعرض الى استهداف من خلال حملات الإغتيالات والتظاهرات الدورية، والتفجيرات في الأماكن العامة، التي تهدد بقيام حكومة بديلة غير دستورية، وهي تتعرض لهجوم مبرمج فقط لأنها رفضت تسليم حكمها وسيادتها الى رغبات خارجية وخارجة عن الشرعية". وقال: "في ضوء ذلك، ان الولايات المتحدة والأسرة الدولية بأسرها مدعوة لمساعدة لبنان. والقرار الذي قدمته اليوم يظهر الدعم للبنان ولجميع الذين يدافعون عن سيادته وعن إستقلال حكومته".

 

المطران عوده بحث مع بطرس في الاوضاع العامة

وطنية - 19/7/2007 (سياسة) استقبل متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عوده، اليوم في دار المطرانية، الوزير السابق فؤاد بطرس الذي قال بعد الزيارة: "قمت بزيارة سيدنا اولا لمعايدته وابداء تقديرنا واحترامنا ومحبتنا لسيادته. وطبعا كانت لنا جولة أفق حول اوضاع البلد والطائفة من دون التوقف عند شيء معين، لاننا اذا توقفنا عند اي موضوع سيطول البحث كثيرا فالأفضل ان نختصر بقدر المستطاع".

 

اقفال باب الترشيحات لانتخابات المتن وبيروت غــــدا

3 مرشحين رسميا والكتائب قد تعلن ترشيح سامي الجميل

المركزية - الثانية عشرة ليل غد الجمعة يقفل باب الترشيح في دائرتي بيروت والمتن الشمالي من دون ان تتوضح ملامح المشهد الانتخابي الذي يميل الى البرودة وانعدام الحماس في ظل عدم تسجيل ترشيحات تذكر باستثناء مرشح واحد في بيروت هو لقمان الكردي غير المحسوب على اي فريق سياسي ومرشحين في المتن الشمالي هما جوزف الاسمر ورئيس لجنة الاطباء في "التيار الوطني الحر" وأحد الناشطين فيه الدكتور كميل خوري.

ومن المتوقع ان يعقد المكتب السياسي الكتائبي اجتماعا استثنائيا الحادية عشرة قبل ظهر غد في بكفيا لاعلان اسم المرشح الكتائبي للانتخابات الذي تشير كل المعطيات المتوافرة الى انه نجل الرئيس امين الجميل سامي الجميل.

فبعد رد مجلس شورى الدولة المراجعة التي تقدم بها الناشط في "التيار الوطني الحر" انطوان اوريان المطالبة بابطال مرسوم الدعوة الى الانتخابات، يتقدم مرشح التيار الدكتور خوري صباح غد بمراجعة طعن امام المجلس بحسب ما أبلغ اليوم "المركزية" حيث قال ان عددا من الحقوقيين والمحامين في التيار يعكفون علـى درس قـرار مجلس الشورى تمهيدا لتقديم مراجعته غدا استنادا الى نقاط وردت في مخالفة رئيس الغرفة البرت سرحـان.

وتعول مصادر التيار الوطني الحر على النتيجة التي سيخرج بها مجلس الشورى بعد تقديم مراجعة الطعن لتحديد الاتجاه النهائي لمسار الامور وتؤكد بأن القرار لم يتخذ بعد في انتظار تظهير الصورة، ففي حال قرر خوض المعركة فان مرشحه الدكتور خوري جاهز وهو قدم ترشيحه رسميا اما اذا سارت الامور في اتجاه التوافق فصاحب الحظ الاوفر هو سامي الجميل المعروف بعلاقاته النضالية مع "التيار" وكوادره ابان فترة الاحتلال السوري للبنان والذي اعلن مرارا انه لن يخوض معركة في المتن تساهم في المزيد من الشرخ داخل الصف المسيحي، كما ان رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون ابدى تقديره للشاب المناضل وألمح الى امكان التوافق عليه لمصلحة المسيحيين في المتن وبناء على رغبات بكركي.

 

موسى يتولى اعطاء الحل صفة التعريب المدعــــوم دولياً

كوسران من دمشق الى القاهــرة ومنها الى الرياض وطهران ويعود الى بيروت تحضيراً لجلسة مشاورات جديدة في 28و29

المركزية - انتقل الملف اللبناني تحت عنوان المبادرة الفرنسية الى القاهرة اليوم، حيث يواصل موفد وزير الخارجية الفرنسية برنار كوشنير السفير جان كلود كوسران جولته في المنطقة بدأها بدمشق وينتقل من القاهرة الى الرياض فطهران قبل العودة مجددا الى بيروت تحضيراً لعقد الاجتماع الثاني لمشاركي لقاء "اعادة الثقة" في قصر "لا سيل سان كلو" والذي سينعقد في الثامن والعشرين والتاسع والعشرين من الجاري في بيروت برئاسة الوزير كوشنير ايضاً.

وكشف مصدر مشارك في "سان كلو" لـ "المركزية" اليوم ان فرنسا اطلقت مبادرتها ليس للفشل او التراجع عنها بل هي ستعمل ما وسعها من اجل حمل الافرقاء اللبنانيين على التوصل الى تفاهم الحد الادنى على الاقل خصوصا في موضوعي حكومة الوحدة الوطنية واستحقاق رئاسة الجمهورية من اجل تمرير هذه المرحلة بهدوء وتأمين انتقال السلطة ومنع وصول لبنان الى الفراغ الدستوري الذي يفتح البلد على المجهول.

واذ رأى المصدر ان زيارة كوسران لدمشق تأتي على خلفية اقتناع فرنسي بأن سوريا تشكل احد العوامل الاساسية المساعدة في الاستقرار في لبنان، فإنه اشار الى ان الجولة العربية اللاحقة وكذلك زيارة ايران هي لتأمين الاطار الحاضن لما يكون كوسران حمله من دمشق من جهة، ولتأكيد موضوع الرعاية العربية الضامنة للمرحلة الحوارية المقبلة، على خلفية مطالبة فريقي الغالبية والمعارضة بضمانات وتطمينات بإزاء ما اسماه المصدر "التنازلات" التي حضت فرنسا الطرفين على تقديمها.

واضاف المصدر ان ما رشح لغاية الآن من لقاءات السفير كوسران في دمشق يشير الى ايجابيات تتولى فرنسا في موازاة ذلك وعلى قاعدة علاقتها الجيدة مع كل من مصر والمملكة العربية السعودية المساهمة مع الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى بإعادة الحرارة الى العلاقة بين الرياض ودمشق التي تشهد برودة ملحوظة منذ بضعة شهور.

ولفت الى ان موسى وقبل عودته المرتقبة الى بيروت سيزور دمشق لإجراء تقويم شامل يتناول الوضع اللبناني من جهة والعلاقة بين دمشق والرياض من جهة ثانية.

واعتبر ان الاجواء والمناخات الايجابية التي تحملها جولة كوسران في موازاة تراجع في الحملات والمواقف الاعلامية الحادة، قد يجعل الجلسة الحوارية الثانية في بيروت اكثر "انتاجية" من الاولى، خصوصا وان الوقت على الساحة اللبنانية بدأ يدهم ويضيق وتاليا هناك مسعى وتوجه لدى الجميع نحو ايجاد حل لموضوعي الحكومة والرئاسة تحت الضمانات الاقليمية والدولية التي سيتبلغها المشاركون في الحوار.

وكشف المصدر معلومات مفادها ان جلسة الحوار الثانية التي تنعقد في 28 و29 الجاري في بيروت قد تكون الاخيرة، وترفع مقرراتها وتوصياتها الى قادة الصف الاول، بحيث تكون هذه التوصيات مثابة "جدول اعمال" لقاء الصف الاول من اجل تأمين الغطاء السياسي الواسع والشامل للخطوات المرتقبة على الساحة.

ولفت الى انه في حال حالت ظروف معينة دون اجتماع اهل طاولة الحوار الاساسيين في مجلس النواب، فان الامين العام للجامعة العربية الذي تنسق فرنسا تحركها معه بشكل مباشر ايضا يتولى لقاء القادة اللبنانيين ووضعهم في صورة ما تم التفاهم عليه بين ممثليهم برعاية اقليمية ودولية، بحيث يكون اخراج الحل عربيا وبرعاية دولية وبتفاهم لبناني - لبناني في الاساس تولت فرنسا "الحضور" والمساعدة في تذليل العقبات من دون التدخل في جدول الاعمال، لأن هناك رغبة اقليمية ودولية في ان يأتي الحل باقتناع اللبنانيين انفسهم وعبر حوار مباشر بين بعضهم كي يكون حلا يؤسس لمرحلة من الاستقرار طويلة الامد وليس لفترة محددة حيث تهتز الاوضاع عند اول منعطف او مطب داخلي او مجاور.

 

صفير عوّل على دور المغتربين في مساعدة لبنـان

المركزية - دعا البطريرك الماروني الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير المغتربين اللبنانيين الى مدّ اللبنانيين المقيمين بما لديهم من وسائل لإخراج لبنان من المحنة التي وإن كانت قاسية " فإننا نأمل في ان يستجيب الله لصلواتنا للخروج منها ليعود لبنان الى وضعه الطبيعي".

كلام البطريرك صفير جاء في خلال استقباله وفد الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم برئاسة إيلي حاكمة. ورحب البطريرك صفير بالوفد متمنيا لهم إقامة طيبة في لبنان. وقال: "اننا نرحب بكم. والاغتراب بالنسبة الى لبنان هو عزيز عليه جدا. ونحن نقول إن اللبنانيين المغتربين اصبحوا أكثر بكثير من اللبنانيين المقيمين والمعوّل عليهم في هذه الازمة التي يمر بها لبنان، وإن شاء الله يمدون اللبنانيين بما لديهم من وسائل حتى يخرج لبنان من المحنة. وهم وإن ابتعدوا عن لبنان، فإنهم لا يزالون يتوقون اليه ويحنّون الى من تركوا فيه من أقرباء وأصدقاء

وانسباء. ولكن هذه المحنة وإن كانت قاسية فإننا نأمل في أن يستجيب الله لصلواتنا لكي نخرج منها ونعود الى وضع طبيعي ويعود لبنان الى ما كان عليه في سابق عهده من سلام وطمأنينية وازدهار".

وكان حاكمة عرض للبطريرك للوضع الاغتراب ولأحوال الجاليات اللبنانية في بلاد الانتشار، مشيراً الى ان اللبنانيين المغتربين يتطلعون الى عودة الامان والسلام والاستقرار الى لبنان ليتمكنوا من المساعدة والمساهمة في انهاض بلدهم".

وقال بعد اللقاء: "الزيارة لغبطته كانت لشكر دعمه المؤتمر الاغترابي الذي عقد أخيرا في البرازيل وإيفاءه سيادة المطران ادغار ماضي لتمثيله في هذا المؤتمر، وارسال كلمة محبة وتقدير وتأييد للاغتراب اللبناني. ووضعناه في اجواء المؤتمر وفي التمثيل الاغترابي الذي كان مشاركا فيه ومن كل القارات. واكدنا لغبطته ان الاغتراب يؤيد الثوابت الوطنية التي اطلقتها بكركي، كذلك نؤيد ان يجتمع اللبنانيون دائما ويعودون الى طاولة الحوار ليتفقوا في ما بينهم لأننا في بلاد الاغتراب نعمل دائما على توحيد كلمتنا لمساعدة لبنان. واطلعنا غبطته ايضا على الجولة التي سنقوم بها على كل الفاعليات اللبنانية. وسنعمل بعزم على استرجاع الجنسية اللبنانية واعطائها الى المتحدرين من اصل لبناني وهذه من اولويات العمل الذي نقوم به".

الخازن: واستقبل البطريرك رئيس المجلس الماروني العام الوزير السابق وديع الخازن الذي قال بعد اللقاء: "تشرفت بلقاء صاحب الغبطة وتمنيت له إقامة سعيدة وأمل كبير في ان تصله اخبار مفرحة لأن الاخبار اليوم محزنة جدا. وأكد غبطته مجددا على موضوع انتخاب رئيس الجمهورية على قاعدة نصاب الثلثين في الدورة الاولى. وفي حال لم يحصل انتخاب رئيس الجمهورية في الدورة الاولى، فان وجوب حضور الثلثين في الدورة الثانية الزامي لكن يمكن ان ينتخب الرئيس بالأكثرية.

ومن ناحية ثانية أكد غبطته وجوب السعي الدؤوب والمستمر لانتخاب رئيس الجمهورية في الموعد الدستوري المحدد لأن لدى البطريرك كما المخلصين هواجس كبيرة في حال لم يحصل انتخاب رئيس للجمهورية في الوقت المحدد داخليا، لأنه في هذا المجال يمكن أن تحصل تداعيات سلبية جدا والمناخ يمكن أن يكون متفجرا، لذلك علينا جميعا السعي الدؤوب للوصول الى هذا الاستحقاق بشكل هادىء ومنطقي لتجنيب البلاد خضات نحن بغنى عنها.

وحول ما إذا كان قد نقل رسالة معينة من رئيس الجمهورية العماد اميل لحود للبطريرك قال الخازن: "لم أكلف من قبل الرئيس لحود بنقل مثل هذه الرسالة، لكن غبطته والرئيس لحود يتفقان ويلتقيان حول نقاط عدة أبرزها مصلحة البلد وجمع شمل اللبنانيين، لأنهما يسعيان لمصلحة وخير الجميع".

اضاف الخازن: "تداولت مع غبطته ايضا في الوضع الامني الخطير في نهر البارد، وغبطته مصرّ على وجوب انهاء هذه الحالة الأمنية الشاذة خوفا من تداعياتها السلبية ليس على الشمال وحسب بل على كل لبنان، لأن ما يحصل اليوم من استبسال للجيش اللبناني هو أمر مشرف، وعلينا جميعا دعم الجيش للتخلص من هذا الوضع. وأصرّ غبطته، ونحن معه في هذا المجال، على السعي لتشكيل حكومة انقاذية بأسرع وقت ممكن، لأن الحكومة الانقاذية يمكن ان تهيىء الأجواء لانتخابات رئاسية هادئة في الموعد الدستوري المحدد".

واستقبل البطريرك صفير رئيس بلدية الميناء عبد القادر علم الدين الذي قال بعد اللقاء: "جئت لتهنئة غبطته بمجيئه الى الشمال وكانت مناسبة تداولنا في خلالها بالوضع الامني والوضع السياسي في لبنان. وكلنا نتمنى انها الوضع الامني في الشمال في نهر البارد وبأسرع وقت. وبالمناسبة نعزي الجيش بالشهداء الذين سقطوا له في سبيل الدفاع عن وحدة لبنان وسيادته واستقلاله. ونأمل في ان ينتهي الواقع الموجود في طرابلس وان يتمكن الجيش من القضاء على كل البؤر الأمنية على مستوى الوطن كله".

واستقبل صفير العميد ادونيس نعمه، فالشيخ سليم الضاهر، فالسيد سليم الزعني. ثم الخوري مارون صعيبي والمحامي جوزف صعيبي. وشكر الخوري صعيبي للبطريرك لفتتعه الكريمة له لترقيته الى الدرجة الخوراسقفية حيث ستقام مراسم الترقية في 29 من الشهر الجاري في بجة.

 

وزيرة التعاون الاقتصادي الالماني زارت السراي ومجلس النواب

والرئيس الجميل عرض معها الاوضاع واستبقاها الـــى العشاء

زول: مهتمون بسيادة لبنان وملتزمون مساعدته في اعادة الاعمار

المركزية - اعلنت وزيرة التعاون الاقتصادي الالماني السيدة هايد ماري فيزوريك دعم بلادها للشعب اللبناني وللحكومة اللبنانية. وشددت على وجوب نزع القنابل العنقودية واكدت التزام المانيا مساعدة لبنان في اعادة الاعمار ومساندة سيادة لبنان ووحدته.

في السراي: اجرت الوزيرة الالمانية محادثات مع رئيس الحكومة فؤاد السنيورة في السراي تناولت تطور الأوضاع في لبنان والمنطقة والعلاقات الثنائية بين البلدين.

وبعد اجتماع ثنائي دام نحو نصف ساعة عقدت محادثات موسعة شارك فيها عن الجانب اللبناني وزير الاقتصاد سامي حداد،وزير التربية خالد قباني، أمين عام وزارة الخارجية السفير هشام دمشقية،رئيس مجلس الإنماء والإعمار نبيل الجسر والمستشاران محمد شطح ورولا نور الدين.وعن الجانب الالماني السفير ماريوس هاس وأعضاء الوفد المرافق للوزيرة الألمانية.

توقيع اتفاقية: بعد المحادثات تم التوقيع على اتفاقية تعاون بين البلدين في المجال التقني، ووقعها عن الجانب الالماني الوزيرة ويزوريك زول والسفير هاس وعن الجانب اللبناني رئيس مجلس الإنماء والإعمار نبيل الجسر وفي حضور الرئيس السنيورة.

مؤتمر صحافي: وبعد التوقيع عقدت الوزيرة الالمانية والجسر مؤتمرا صحافيا مشتركا بدأ الجسر بالقول: "انا سعيد بان أعلن بأننا وقعنا اتفاقية هي منحة بقيمة 10 ملايين يورو من الحكومة الألمانية وكان لي الشرف بتوقيعها مع الوزيرة الألمانية".

اضاف: "ان العلاقات الثنائية بين لبنان وألمانيا تعود إلى وقت طويل وبدأت منذ العام 1977، وحتى اليوم من خلال العلاقات الثنائية وحصلنا من ألمانيا على 157 مليون يورو نصفها على أساس قروض،وهذه القروض هي قروض ميسرة جدا تصل الى 40 عاما لتسديدها مع فترات سماح،ومعظمها كان عبر تقديمات.

ان الألمان هم لاعبون اساسيون في مصرف أوروبا للاستثمار وفي الاتحاد الأوروبي وهم يشكلون 25%في مصرف أوروبا للاستثمار، وهم شركاء اساسيون مع الحكومة اللبنانية في إطار جهود إعادة الإعمار. هذا من دون ذكر المساهمة الالمانية في إطار "اليونيفيل" وهي في إطار مئات الملايين من اليورو، إضافة إلى الاستعداد الكامل في المساهمة في حل صعوبات في مجالات أخرى لبنانية.

نحن لا نستطيع الا ان نعبر عن شكرنا لالمانيا لمساعدتها المتواصلة والاستعداد للتقدم الى الامام".

من ناحيتها قالت الوزيرة الالمانية: "لقد وقعنا اليوم اتفاقية تعاون والمبلغ الذي ذكر هو جزء من المبلغ الذي كنا اتفقنا عليه، وزيارتي الى لبنان هي الثانية في خلال عام واحد وهذا يعبر عن موقع لبنان الخاص في قلبي، وكيف تعمل الحكومة الاتحادية على تحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي في لبنان وعلى تحسين معيشة الناس، نحن ندعم الشعب اللبناني بأكمله ونريد ان تتمكن حكومة الرئيس السنيورة العمل بنجاح ونحن ندعمها بكل إمكانياتنا ونريد ان تتحقق سيادة لبنان.

ان وزارتنا تدعم بشكل خاص المجالات التي تعود بالخير على البلاد ان لناحية المدارس المهنية التأهلية والتزويد بالمياه والمشكلات المتعلقة بإعادة شبكات المياه للعمل، ونحن نريد ان نتابع التعاون في لبنان. وخلال محادثاتي مع الرئيس السنيورة أبديت استعدادنا لتمويل إقامة البنية الأساسية الضرورية للفلسطينيين في لبنان وتزويدهم بالإمكانات الممكنة في إطار تعاوننا. وأود ان اعبر عن أملي في ان تتقدم عملية المصالحة الوطنية وان نصل الى الأهداف التي من شانها تحقيق التطور السياسي المنشود. ونحن سنساعد في تمويل المشروع المتعلق بالتخلص من القنابل العنقودية.

* تحدثت عن مسالة القنابل العنقودية هل هذا يعني إنكم ستسالون عن عدد القنابل التي سقطت لمعرفة عددها؟

- سنتحدث غدا مع منظمات الأمم المتحدة المعنية بالمسألة وسنبحث المشكلات المتعلقة بعدم معرفة محددة للمناطق،وهذه المسألة ليست من خلال العلاقات الثنائية بل عبر الأمم المتحدة التي هي مسؤولة عنها،ونحن نمول عمل الأمم المتحدة وكما قلت في السنة الماضية واكرر الان يجب نزع القنابل العنقودية لأنها خطيرة بالنسبة للمدنيين ولإعادة الإعمار ولذلك نحن ندعم هذه الجهود.

* هل ستشمل مشاريع إعادة تأهيل البنى التحتية كل لبنان او مناطق محددة؟

- ان المانيا تساهم في مشاريع عدة خصوصا من خلال المياه والصرف الصحي هناك تقديمات لمعالجة الصرف الصحي والمشاريع المقدمة من الحكومة الالمانية ومنها معمل "غدير" لمعالجة الصرف الصحي ونحن نحضر الان لهبة اخرى من الحكومة الالمانية وقيمتها 20 مليون يورو مخصصة للمياه ولمعالجة الصرف الصحي وهذا المشروع سيكون في الجنوب ولكن سيستفيد منه كل لبنان، كما ان المانيا ساعدت المناطق التي كانت تحت القصف لا سيما في مناطق الجنوب، وأنجزت التحضيرات لتأهيل 32 مدرسة".

وهنا قالت الوزيرة الالمانية: ان المساعدة الألمانية كانت حيث كان الأهالي يعانون بشدة."

في المجلس النيابي: واستقبل رئيس لجنة الشؤون الخارجية النائب عبد اللطيف الزين والنائب علي بزي في المجلس النيابي، وبتكليف من رئيس المجلس نبيه بري، الوزيرة الالمانية على رأس وفد ضم سفير ألمانيا ماريوس هيس وعدد من المعاونين. وكان عرض للمواجهات بين الجيش اللبناني والارهابيين والمساعدات التي يحصل عليها لبنان من ألمانيا، إضافة إلى مساهمة القوة الألمانية مع القوة الدولية في الجنوب.

واستعرض النائب بزي قرار مجلس الأمن 1701 والخروق الاسرائيلية اليومية، وأبدت الوزيرة الالمانية استنكارها لكل ما يحدث من خروقات، واعتبرت في هذا المجال أن ما تقوم به إسرائيل فيه الكثير من التحدي لمجلس الأمن الدولي والدول الأوروبية المشاركة في القوات الدولية على ارض الجنوب ".

عند الجميل: وكان الرئيس امين الجميل عرض في دارته في بكفيا مساء أمس مع الوزيرة الألمانية للتعاون الاقتصادي الاوضاع في لبنان والعلاقات اللبنانية - الالمانية وسبل تطويرها وتوثيقها في حضور وفد كبير ضم السفير المانيا في لبنان ماريوس هاس، ومدير المؤسسة الألمانية للشؤون الدولية والأمنية البروفسور فولكر بتروس، الناطق باسم الوزارة ماركوس فيدلنغ، رئيس قسم الشرق الأوسط في الوزارة اندرياس غيس، ورئيس مكتب الوزيرة نيوكلاوس فان در غولتز، وحشد من الصحافيين وموظفي السفارة الألمانية.

ووصفت زول لقاءها بالرئيس الجميل بالجيد وقالت: "إنها المرة الثانية التي أزور فيها لبنان، جئت في المرة الأولى في آب الماضي بعد الحرب وبعد الدمار الذي حصل، وألمانيا والحكومة الألمانية ملتزمتان المساعدة في إعادة الإعمار، وفي مساندة سيادة لبنان ووحدته، وانطلاقا من هذه الروحية أنا هنا للمرة الثانية، وكان لقائي مع الرئيس الجميل مطولا ومهما، شعبكم تألم كثيرا، ونتطلع الى مستقبل افضل لبلدكم يتمكن فيه أبناؤه العيش فيه بسلام ويلاقي فيه اطفاله مستقبلا أفضل".

اضافت: "ستكون لي مباحثات عديدة مع المسؤولين اللبنانيين ومن بينهم الرئيس فؤاد السنيورة الذي التقيته مرات عديدة، وسنقدم الدعم والمساعدة، وسنقوم باستعراض الأوضاع في ما يخص عملية إزالة الدمار وإزالة الألغام، وكيف يمكننا المساعدة في ذلك".

* ماذا تقصدين عندما تتحدثين عن مستقبل لبنان؟

- "يعود الى اللبنانيين تحديد ذلك والتعاون في ما بينهم من أجله، ومن جهتنا سنقوم بما يتوجب علينا لأنا مهتمون بسيادة ووحدة بلدكم ومستقبل شعبه، وشعبنا مهتم بالأوضاع التي طرأت الشهر الماضي وخصوصا في الأوضاع التي حصلت في تموز الماضي".

* هل هناك من جديد حول الوساطة التي تقوم بها المانيا بين "حزب الله" واسرائيل والمتعلقة بمصير الجنديين الإسرائيليين؟

- "بالطبع من المهم أن يتم اطلاقهما، ولكن لا أستطيع التكلم عن أي نوع من الوساطات في هذا الوضع الدقيق".

* هل هذا يعني ان لا وساطة حاليا؟

- "لا استطيع التحدث عن هذا الموضوع الآن".

وبعد اللقاء إستبقى الرئيس الجميل الوزيرة زول والوفد المرافق الى مائدة العشاء.

 

كنعان نفى رفض المعارضة لسان كلو آخر في بيروت وكشف عن توجه للمشاركة في انتخابات المتن الفرعية

المركزية - نفى عضو تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ابراهيم كنعان ان "تكون المعارضة قد رفضت عقد سان كلو آخر في بيروت برئاسة وزير الخارجية الفرنسية برنار كوشنير من دون التوافق المسبق على الحكومة". واوضح ان "الطعن الذي سيتقدم به مرشح الانتخابات الفرعية في المتن لن يكون لوقفها انما لعدم تعريض هذا المقعد للطعن بشرعيته لاحقا"، كاشفاً عن "توجه للمشاركة في هذه الانتخابات".

قال النائب كنعان لإذاعة "صوت لبنان": " ان كل القرارات التي اتخذت في باريس شاركنا فيها ونحن داعمون لها، ومنها زيارة الوزير كوشنير الى بيروت واستكمال النقاش حول تطوير مسألة الضمانات وحل الامور وكسر الحلقة المفرغة".

وأكد وجود تقدم وجدية وتعاط مسؤول، مشددا على "ان ذلك لا يلغي الحياة السياسية في لبنان".

وردا على سؤال عن موضوعات البحث التي ستجري بين النائبين ميشال عون وسعد الحريري قال: "ان موضوعات البحث هي الملفات الساخنة الخلافية".

واشار الى وجوب المتابعة، وقال:" نحن في انتظار هذه المتابعة، فإذا كتب لها ان تحصل واذا كان العكس فلكل حادث حديث".

وعن رفض مجلس شورى الدولة الطعن المقدم للانتخابات الفرعية، اوضح كنعان ان هذا الطعن تقدم من قبل مواطن لبناني"، لافتا الى "ان هناك طعنا سيتقدم قريبا باسم مرشح ضمن المهلة المحددة".

وسجل اسغرابه الكبير لصدور القرار بهذا الشكل، مشددا على "ان صلاحية مجلس شورى الدولة لا تقبل الشك".

قال: "هناك اجتهادات من المجلس الدستوري نفسه العام 2003 لإحدى الطعون التي قدمت اليه، اذ رفض اعتبار مرسوم دعوة الهيئات الناخبة قرارا حكوميا واعتبره قرارا اداريا ومن صلاحيات مجلس الشورى"، داعيا القضاء الى الانتفاض لنفسه.

واوضح "ان الطعن الذي سيقدم ليس لوقف الانتخابات، انما لعدم تعريض هذا المقعد للطعن ولعدم التشكيك في نتيجة هذه الانتخابات"، وكشف عن التوجه للمشاركة والذي سيناقش ضمن تكتل التغيير والاصلاح، من دون ان يحسم ما اذا كان المرشح من التكتل ام من التيار الوطني الحر".

 

 يعود الى بيروت غدا تحضيرا لاستئناف الحوار نهاية الجــاري

نعمة التقى مسؤولين فرنسيين ولمس تقديرا لـدور القــوات:نحذر من المشاركة "المظهرية" ونتمنى "الفعلية" لتحقيق النتائـج

المركزية - يعود عضو وفد "القوات اللبنانية" الى مؤتمر الحوار في سان كلو مدير العلاقات الخارجية في القوات المحامي جوزف نعمه الى بيروت غدا بعدما شارك في اللقاء الحواري الذي عقد نهاية الاسبوع الفائت في "لاسيل سان كلو" في فرنسا.

وأجرى المحامي نعمة في خلال وجوده في فرنسا سلسلة اتصالات ولقاءات مع عدد من المسؤولين الفرنسيين شاركه فيها ممثل القوات في فرنسا بيار ابو عاصي حيث زار مدير دائرة افريقيا والشرق الاوسط في الخارجية الفرنسية جان فيليكس باغانو ورؤساء مكاتب سوريا ولبنان في الخارجية.

كذلك التقى نائب رئيس مجلس الشيوخ ادريان غوتيرون إضافة الى عدد من النواب في الجمعية الوطنية منهم اتيان بانتي رئيس بلدة فرساي ورئيس لجنة الصداقة اللبنانية - الفرنسية.

واجتمع ايضـا الى المستشار السياسي لرئيس الحكومـة والمستشار السياسي للشـرق الاوسط ارمـان بنسلميه.

أجواء اللقاءات: وسألت "المركزية" المحامي نعمة عن اجواء اللقاءات فقال: شرحنا موقف القوات من الوضع العام والاستحقاقات الدستورية وأكدنا تمسكنا بالثوابت وخصوصا في ما خص انتخابات رئاسة الجمهورية وشددنا على ان تصنع في لبنان" وتجري في موعدها وان يتحلى الرئيس العتيد بالمواصفات المعلن عنها من قبل قوى 14 آذار والقوات اللبنانية.

أضاف: كذلك أكدنا انفتاحنا على الحوار والتواصل وأجرينا إتصالات جيدة مع أطراف المعارضة في سان كلو وسنستكملها من دون استثناء ونحن نمد اليد لمتابعة الحوار والتجاوب مع المبادرة الفرنسية ونتمنى للوزير برنار كوشنير الذي اطلق الحوار في سان كلو ان يكمل مهمته لنستمر في التواصل وتنجح المهمة.

وقال: ونحن من جهتنا نحضر الخطوات لاستئناف الحوار في بيروت قبل وصول كوشنير اليها نهاية الشهر الجاري. ويفترض خلق الاجواء الايجابية للمساعدة على انجاح المبادرة.

أضاف: نحذر من التعطيل ومن ان تكون المشاركة في الحوار "مظهرية" ونتمنى ان تكون فعلية للتوصل الى النتائج المرجوة ونؤكد كذلك تمسكنا بما تم التوصل اليه في الحوار لجهة الامتناع عن اللجوء الى الخربطة الامنية والى العنف والعودة الى المؤسسات استعدادا للبحث عن الحلول من ضمن هذه المؤسسات ولمصلحة لبنان.

وتابع: لمسنا في خلال لقاءاتنا التي اجريناها مع المسؤولين الفرنسيين كل الدعم والاستعداد لمساعدة لبنان كما التقدير الكبير للخطوات التي تقوم بها القوات اللبنانية ولادائها السياسي وتمعاطيها مع مختلف الملفات، كما لمسنا تقديرا لما نقوم به ونقدمه من مساعدة على صعيد الحوار.

 

في تصاريح لموقع "لبنان الآن" حول استبدال المناصفة بالمثالثة

فتفت اعتبره طرحاً خطيرا وهاشم اكد على ثبات المناصفـــة

سعيد: ثمن دخول الشيعة الى التركيبة يجب ألا يدفعه المسيحيون

المركزية - اعتبر وزير الشباب والرياضة أحمد فتفت ان "الكلام عن السعي الى اعتماد صيغة المثالثة بدلا من المناصفة، موضوع خطير جدا لانه ينسف بناء الدولة اللبنانية ويدعو الى دولة أخرى وربما الى التقسيم". ولفت عضو 14 آذار النائب السابق الدكتور فارس سعيد ان "ثمن دخول الشيعة الى التركيبة اللبنانية يجب ألا يدفعه المسيحيون"، في حين اكد عضو "تكتل التغيير والاصلاح" النائب عباس هاشم ان "المناصفة التي وصلنا اليها حقيقة ثابتة لا عودة عنها".

وقال فتفت اليوم في تصريح لموقع "لبنان الآن" على شبكة الانترنت ان "ثمة رأيا اجماعيا تجلى اخيرا في مؤتمر لا سيل سان كلو، وهو اتفاق كلي بين مختلف الاطراف على الالتزام باتفاق الطائف، وهذا الامر واضح وهو المناصفة والتوقف عن العدّ في لبنان. ورأى ان "اي عودة الى هذا الموضوع لا تعني فقط الاعتداء على اتفاق الطائف بل الاعتداء على الوحدة الوطنية والاعتداء الحقيقي على لبنان، واي طرح يتجاوز اتفاق الطائف هو بكل صراحة انهاء هذا البلد التوافقي الذي اسمه لبنان".

اضاف فتفت: "بالتأكيد هذا المطلب يضرب صيغة العيش المشترك لانه يلغي المنطق الذي قامت عليه الدولة اللبنانية، منطق الدولة التوافقية، ويحاول ان يعود الى منطق العددية، واعتقد ان اللبنانيين الحقيقيين رفضوا هذا المنطق ويدركون تماما ان الحديث عن الاعداد لا يبني وطنا يطمئن جميع اللبنانيين".

اما النائب السابق الدكتور سعيد، فاعتبر ان طرح المثالثة "يتناقض مع روح اتفاق الطائف الذي يعتمد صيغة العيش المشترك اسلوب حياة وعيش بين اللبنانيين، فيما نظام المثالثة هو نظام مساكنة الطوائف بعضها بعضا وليس نظام عيش مشترك".

وقال الدكتور سعيد: "اذا كان حزب الله والطائفة الشيعية يبحثون عن أثمان سياسية للدخول الى المشروع اللبناني، فهذا يجب ألا يكون على حساب المسيحيين". ورأى ان "تراجع المسيحيين من المناصفة الى الثلث هو تراجع لكل لبنان وهذا الامر يضرب ميثاق الحياة واسلوب العيش بين اللبنانيين ولا امكان لتحقيقه".

ونفى النائب هاشم ان "يكون احد في لبنان، سمع بهذا الكلام عن المثالثة بدل المناصفة"، لكنه لاحظ ان "ما يميز لبنان هو هذه الصيغة التوافقية التي لا تقوم على نسبية وتناسب ولا تقوم على التوسيع انطلاقا من الحالة الديموغرافية". وشدد على ان "المناصفة هي حقيقة ثابتة لا عودة عنها، انطلاقا من مبدأ أحقية كل مكوّنات لبنان في ان تعيش بشكل متساو بعضها مع بعض". وخلص الى القول: "علينا دائما ان نبقي هذه التعددية خارج اطار الفكر الاقلوي والفكر الاكثري".

 

"المؤتمر لم يشكل نقلة نوعيــــــة للاقتراب من موضوع الحل"

عطاالله: اللبنانيون لم يكن لديهم الهموم والقضايا نفسها في سان كلو

المركزية - اعتبر امين سر حركة اليسار الديموقراطي النائب الياس عطاالله ان "مؤتمر الحوار في سان كلو لم يتضمن الهم نفسه والقضايا نفسها عند الاطراف اللبنانيين"، ورأى ان "هذا المؤتمر لم يشكل نقلة نوعية للاقتراب من موضوع الحل في هذا الوقت القصير المتبقي للوصول الى الاستحقاق الرئاسي واشار الى ان البديل هو تحقيق الحوار الداخلي". ولفت الى ان فرنسا لن تتأخر كثيرا لتكتشف خيبة الامل بأن النظام السوري هو غير قادر على التطور او التغيير بسلوكه.

كلام عطاالله جاء في حديث تلفزيوني قال فيه ردا على سؤال عن الواقع الامني: "هناك سلوك نمطي عند النظام السوري"، ورأى ان هذا النظام لن يتغير بشيء لا بتكوينه الداخلي ولا بمخاوفه من المحكمة الدولية، وطبيعته لا يمكن ان تنتج سوى محاولة لبناء سلطتها على حساب الآخرين واعتقد ان نقطة التركيز الآن كما هي على فلسطين والعراق هي ايضا على لبنان خصوصا لناحية التطور الكبير الذي حدث على مستوى تقرير براميرتس".

ولفت الى ان فرنسا مع الادارة الجديدة تريد الانطلاق من اختبارات متجددة، لكنها لن تتأخر كثيرا لتكتشف خيبة الامل بأن هذا النظام غير قادر على التطور او التغيير بسلوكه وانه سيزيد من الانقضاض على الوضع اللبناني.

وامل في ان تكون هناك اشارات ايجابية، موجهاً التحية الى الحكومة والى وزير الدفاع وقائد الجيش والشهداء، داعيا الى منع كسر هيبة الدولة والحفاظ على المؤسسات وعلى القدرة الامنية والمؤسسات الرسمية التي تصون فكرة الدولة وبناءها.

وعن زيارة كوسران الى دمشق قال: "لدينا معطيات واصداء تشير الى ان الوفود يحصلون على كلام غير مترجم، بمعنى القول "ان ما يتفق عليه اللبنانيون نحن موافقون عليه" وتاليا هذا الحديث اصبح ممزوجا باعتبار ان المسافة لحرية الحركة بين القوى الداخلية ذات ارتباط سوري ايراني هي قصيرة جدا، وهذا الكلام هو نوع من الهروب لتقديم اي التزام، والمماطلة السورية لا تزال مكانها والاستهدافات هي نفسها المحكمة الدولية، السلطة اللبنانية والشرعية اللبنانية وتاليا استهداف لإمكان استكمال المحكمة آلية عملها".

اضاف: "المواجهة من اجل حماية الدولة والعدالة اي المحكمة دفعت بنا الى اكتساب احترام العالم والعرب والدول الاسلامية، واعتقد ان هذا الاحترام الآن يستطيع صد مواجهة شرسة مقبلة".

واشار عطاالله الى رغبة في حصول الحوار في لبنان من دون محرمات لفتح الملفات كافة، وسأل: كيف نستطيع اخراج لبنان من المأزق الذي تعيشه المؤسسات الدستورية؟ وقال: "نحن نعتبر ان موضوع رئاسة الجمهورية هي الاهم، ونستطيع الوصول اليها بسبل طبيعية والمحافظة على الاستحقاق الرئاسي ولا مشكلة لدينا في حال تزامن معها موضوع الحكومة". واعتبر ان المسعى الاساسي هو الحوار الذي يجب ان يؤمن تنفيذ الاستحقاق الرئاسي.

وعما اذا كانت الظروف تغيرت مع سان كلو قال: "هناك شكوك في هذا الامر، فالنجاح الذي حصل هو شكلي واطراء فقط بحيث كان هناك اكثر من حساب على طاولة الحوار، فمنهم من اراد ايجاد الحلول اللازمة ومنهم من اراد تسجيل نقاط فقط، ولفت الى ان حزب الله بذهابه الى فرنسا وسماعه كلاما معسولا من الادارة الفرنسية امر يصب في فك العزلة عنه، بينما الاطراف الاخرى كانت تسعى لمعالجة الازمة اللبنانية، وتاليا زيارة سان كلو لم تتضمن الهم نفسه والقضايا نفسها عند الاطراف اللبنانية كافة، ولا اعتقد ان سان كلو هو نقلة نوعية للاقتراب من موضوع حل في هذا الوقت القصير المتبقي للوصول الى الاستحقاق الرئاسي مؤكدا ان البديل لهذا الامر هو تحقيق الحوار الداخلي.

 

 لا نشكك فــــــــــي مواقف التكتـــــل الطرابلسي

الاحدب: الجيش يخوض معركة فرض سلطة الدولة في نهر البارد

المركزية - اكد النائب مصباح الاحدب ان الجيش يخوض معركة تاريخية في نهر البارد ويعمل على فرض سلطة الدولة للمرة الاولى على ارض. وقال: "لا نشكك في موقف التكتل الطرابلسي وتوضيحه اثبت انتماءه الى 14 آذار".

عقد النائب الاحدب مؤتمرا صحافيا في منزله في طرابلس، عرض فيه عددا من القضايا المطروحة على الساحة السياسية. وقال: "سمعنا لغطا كثيرا مؤخرا حول تفسيرات عدة لموقف صدر عن الزملاء في التكتل الطرابلسي، وقد انتظرت قليلا لكي اقرأ بتمعن ما صدر، وكيف صدر، وكيف فسر هذا الموقف. اننا لا نشكك ابدا في موقف وانتماء التكتل الطرابلسي، بل على العكس، فإن التوضيح الذي صدر عنهم اثبتوا فيه انتماءهم لقوى 14 آذار، وانا اعتقد انهم منذ دخولهم في 14 آذار كان لديهم دور محوري واساسي، وهم يعرفون ان الشارع هو باتجاه الخط الذي يمثل 14 اذار، وهم ليسوا بعيدين عن هذا الشارع".

اضاف: "ان ما صدر عن التكتل الطرابلسي، موقف سياسي من جملة مواقف سياسية صدرت في الصحف، ومع الاسف بدل ان يكون النقاش محددا في مجلس النواب اصبح اليوم محصورا بمواقف محددة تصدر عن قوى سياسية وغير سياسية على صفحات الجرائد، وكل واحد اصبح يفسر الدستور كما يريد، فلنضع الامور في نصابها الصحيح، المواقف السياسية يجب الا تطغى على المواقف القانونية الدستورية، فالدستور يفسر في مجلس النواب، ففي العام 1999 فسر الرئيس نبيه بري نقاطا دستورية في مجلس النواب، فلما اليوم لا نفسر الدستور في المجلس؟

وهذه الفكرة سوف نطرحها مع الزملاء في قوى 14 آذار، ونتقدم بعريضة للقوى الاخرى الموجودة في 8 آذار من اجل فتح دورة استثنائية لتفسير الدستور، لان ما هو ملزم للجميع التفسير الدستوري الذي يصدر عن مجلس النواب، فلا رأي القوى السياسية ولا رأي البطريرك (مار نصر الله بطرس) صفير، مع احترامي لما يمثل من مرجعية وطنية، ولا سماحة المفتي (محمد رشيد) قباني مع احترامي لما يمثل من مرجعية وطنية يلزم احدا دستوريا، هذه الامور هي من عملنا نحن كنواب، ويجب ان تتم في مجلس النواب.

نحن مع الاجماع، ولكن اذا لم يكن هناك اجماع، ولسبب ما لم نحصل على الثلثين، ماذا نفعل، نعطل الجلسة ونتجه الى الفراغ. انا لا اقبل ان يحصل فراغ دستوري في البلد، وعندها فالنصف زائد واحد هو افضل من الفراغ. وهذه الامور لا استطيع ان استفرد فيها لان ما سيصدر من تفسير عن مجلس النواب هو ملزم للجميع. ولكن اليوم نحن لسنا بهذا الاتجاه".

وعن رأيه بالمواقف الوسطية التي تصدر بين الحين والاخر، قال: "كيف يكون الموقف وسطيا اذا تم تبني فكرة سياسية مطروحة عند قوى 14 آذار او 8 آذار، فنحن اساسا طروحاتنا وسطية، ونحن كقوى 14 آذار باتجاه مد اليد لكل الاطراف الموجودة في لبنان. وهنا اريد ان اسأل كيف يكون الموقف وسطيا بالنسبة الى المحكمة الدولية، وخصوصا ان البعض يقول انه سينقض كل القرارات التي صدرت عن مجلس النواب، فاذا سرنا بهذا الاتجاه هل يكون الموقف وسطيا؟ اضف الى ذلك موضوع الحدود وما يجري في المخيم. وهنا لا بد من توجيه تحية الى كل الشهداء في الجيش اللبناني، الذين ما زالوا يستشهدون من اجل قيام الوطن، وسيادته".

اضاف: "ان المواقف الوسطية تكون عندما يكون هنالك خطوة باتجاه الطرف الاخر وليس باتجاه تبني وجهة نظر لا قيمة لها لأن هذه الوجهة هي شخصية وسياسية وليست وجهة نظر دستورية". وعن موضوع مخيم نهر البارد قال: "ان زج القضية الفلسطينية بما يحصل في مخيم نهر البارد، هو كلام غير مقبول، فقد اصبح من الواضح ان اللبنانيين والفلسطينيين يتخذون كدروع بشرية للاستمرار في استعمال القضية الفلسطينية والقضية اللبنانية كملفات امنية تسوق في مواقع اخرى. انها معركة تاريخية لأن الجيش اللبناني يتصرف لأول مرة باتجاه فرض سلطة الدولة على الاراضي اللبنانية".

ونوه بـ "عمليات الجيش لناحية تفادي سقوط ضحايا مدنيين، ومواجهته للتقنيات غير المعقولة للارهابيين التي استعملت في المعارك"، ورأى "ان من الواضح ان هناك حسما لهذا الموضوع".

 

عون عرض للتطورات مـــع السفيــر الاميركي

بشارة: العائق الاساسي امام حل ازمة لبنان خارجي

المركزية - بحث رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون مع السفير الاميركي جيفري فيلتمان التطورات على الساحة الداخلية في حضور مسؤول العلاقات السياسية في التيار الوطني الحر جبران باسيل.

ولم يشأ فيلتمان الادلاء بأي تصريحخ بعد اللقاء.

ثم استقبل عون النائب في الكنيست عزمي بشارة في حضور باسيل والمسؤول عن الاعلام في التيار انطوان نصر الله.

بعد الزيارة قال بشارة: "اللقاء ودي مع شخصية وطنية وصديق، وقمنا بجولة افق لا يوجد شيء ملزم سوى التطور الاخير من لقائنا الاخير وقد وضعت صديقنا العماد عون في اجواء قضية وطنية في الداخل أعني الملاحقة، وأبدى تضامنا، كما استمعنا الى تحليله للوضع السياسي في لبنان، ونحن واثقون برجاحة عقله وباستقلاليته وبوطنيته. لا أريد ان اتدخل أكثر في لبنان لكن استمعت الى رأيه في ما يتعلق بالحفاظ على الوحدة الوطنية في البلد. انا لدي رأيي أنه اذا ترك البلد للقوى الموجودة على رغم الخلافات بينها فبالامكان التوصل الى صيغة، اعتقد ان العائق خارجا الآن، من دول عظمى وليس من دول اقليمية. المعارضة ابدت حتى الآن مسؤولية كبرى في عدم الدخول في انقسام كبير وما يسمى في لبنان الموالاة كانوا طرفا في تحالفات حافظت على البلد بعد انسحاب سوريا، العائق الاساسي الذي يجب التغلب عليه هو خارجي ولكن هذا رأيي التحليلي.

* هل تجدون ان هناك فرص للسلام في المنطقة؟

- الاساس الآن هو ابعاد شبح الحرب، لا نرى ان هناك ظرفا وجهوزية لدى الولايات المتحدة او اسرائيل لصنع سلام على أساس العدالة والانصاف. جرت محاولات في الماضي لفرض تسويات غير عادلة ورأينا ما هي النتائج بعد اوسولو على مراحل عدة. الآن المشكلة الاساسية هي التلويح بشبح الحرب. وأنا برأيي أنه بالامكان ابعاده لان السياسات الاميركية على مختلف المستويات وعلى كل الجبهات كانت خاسرة. لدي أمل ان نتغلب في الولايات المتحدة البرغماتيكية على الايديولوجية فيدركون انهم لا يجب ان يتبعوا السياسات نفسها او يحاولون ان ينقذوا الوضع الاقليمي في لبنان، بل يحاولون ايجاد سياسات الترتونيتية وعقلانية.

أضاف: اما عما اذا كان هناك اتجاه للسلام وهل للقضية الفلسطينية في المرحلة القريبة فلا ارى ان هذا اصلا على جدول أعمال الرأي العام الاسرائيلي او على جدول أعمال اولمرت. فهم يبحثون عن تسويات بشروطهم في مسائل تفصيلية جدا مع حكومة محمود عباس ولا يوجد اعراب واضح عن استعداد اسرائيل للانسحاب من هضبة الجولان، من 1967 لكي يبدأ بالفعل عملية سلام حقيقية مع سوريا، فمن دون هذا الامر لن تبدأ عملية السلام الحقيقية.

* هل عودتك قريبة؟

- يبدو انني اتحول بشكل من الاشكال الى مطلوب. لذلك اذا لم تتغير الشروط المتعلقة بالتهم الامنية الموجهة اليّ والتي حولتني الى مطلوب ، فليس هناك من مطلوب يسلم نفسه الى خصومه ويسهل عليهم المهمة.

 

معارض سوري: نظام دمشق قرر "عرقنة" لبنان وهو مسؤول عن تصدير الارهاب

المركزية - وجّه المعارض السوري النائب السابق مأمون الحمصي رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والدول الأعضاء في المنظمة الدولية، طالبهم فيها بموقف أكثر حزماً ووضوحاً في مواجهة النظام السوري "استباقاً للأخطار المدمرة للمنطقة" مؤكداً أن النظام السوري اتخذ قراراً بـ"عرقنة" لبنان.

واعتبر الحمصي من منفاه في رسالة تلت أداء الرئيس السوري بشار الأسد القسم الدستوري لولاية رئاسية ثانية، ان "أهم عوامل عدم الاستقرار في المنطقة يتمثل بسياسة وسلوك النظام السوري"، الذي وصفه بـ "الدكتاتوري الذي تمرد على قرارات الشرعية الدولية"، لأنه "يعبث بأمن المنطقة واستقرارها. ورأى أن "استمرار المجتمع الدولي بانتهاج هذا الأسلوب للتعامل جلب مفعولاً عكسيا، وحدا بالنظام الى اضطهاد الشعب السوري، والاستمرار بزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، بل إلى مهاجمة القوات الدولية التابعة للأمم المتحدة عبر أدواته، بعد سلسلة من التهديدات والتوعدات، كان آخرها تأكيد خطاب القسم المزعوم استهزائه وتحريضه وتشكيكه بمجلس الأمن وقراراته وبنده السابع الذي يطاول المتمردين على الشرعية الدولية".

الارهاب: واتهم دمشق بالمسؤولية عن "تصدير الإرهاب والأسلحة إلى العراق ولبنان والاغتيالات السياسية فيه، وافتعال حمام الدم في نهر البارد وفي تعزيز الفرقة في الداخل الفلسطيني، واضطهاد الشعب السوري، عربا وأكرادا والاعتقالات والمحاكمات الصورية، والأحكام الجائرة".

وقال ان "النظام السوري حسم أمره بأحد خياري رضوخ المجتمع الدولي وذلك بالسماح له بالاستمرار في الهيمنة على المنطقة، أو تدميرها وجرها إلى الخراب. كما اتخذ قراراً بعرقنة لبنان". وطالب الامم المتحدة باتخاذ قرار واضح باعتباره "نظاماً غير شرعي، اغتصب السلطة في بلاده قسرا، والتعامل معه أسوة بمثيله الرئيس اللبناني، وعدم الاكتراث بالمسرحية الهزلية وآخرها القسم الرئاسي". المحكمة: وحضّها على حماية المحكمة الدولية التي ستشكل لمحاكمة قتلة الرئيس رفيق الحريري، و"إنشاء قوة دولية رادعة لعصيان النظام للقرارات الدولية ومواجهة ممانعته لتنفيذها، ومواجهة برنامجه التخريبي في المنطقة قبل تنفيذه".

 

"التيار الوطني الحر": جزين عرضة للتغيير الديموغرافي والمؤامرات

وطنية - 19/7/2007 (سياسة) اصدرت هيئة قضاء جزين في "التيار الوطني الحر" بيانا اليوم جاء فيه: "اثر العثور المتكرر على عبوات ناسفة متنقلة في قضاء جزين، يهم هيئة قضاء جزين في التيار الوطني الحر أن تؤكد ما يأتي:

ان استمرار استهداف منطقة جزين عبر زرع العبوات في قراها، هو أمر يستدعي التوقف عنده، لا سيما لجهة أهدافه وخلفياته وهوية المستفيدين منه، عبر اشاعة حالة لا استقرار وتخريب، تمهيدا لضرب العيش المشترك وافراغ المنطقة وتهجيرها من أهلها واجراء تغيير ديموغرافي فيها، وهي كانت ولا تزال عرضة لمؤامرات الخارج، وضلوع الداخل، وتقاعس المسؤولين على حساب مصلحة المنطقة وأبنائها".

واضاف: "ان اهلنا في منطقة جزين مدعوون اليوم، وأكثر من أي وقت مضى، الى الهدوء والصمود والحذر من الانجرار وراء الفرضيات والسيناريوهات التخويفية المعدة سلفا لضرب المنطقة وتهجير ابنائها". وسأل الحكومة عن "دورها في هذه الظروف وجديتها في تحمل المسؤولية التاريخية التي ندعوها الى تحملها (...) واجراء ما يجب اجراؤه لحماية الوطن والهوية والكيان".

 

وصول الدفعة الثانية من قوات كوريا الجنوبية العاملة ضمن "اليونيفيل"

وطنية - 19/7/2007 (سياسة) وصلت الى مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، بعد ظهر اليوم، الدفعة الثانية من قوات كوريا الجنوبية العاملة ضمن نطاق قوات الطوارىء الدولية في الجنوب وقد بلغ عدد الواصلين اليوم 288 ضابطا وعنصرا، ينضمون الى ضباط وعناصر بلادهم الذين وصلوا الى لبنان الاسبوع الماضي وبلغ عددهم 60 ضابطا وعنصرا. وقد استقبلهم في المطار سفير كوريا الجنوبية في لبنان شان جين بارك وممثل عن قيادة الجيش اللبناني العقيد تحسين الخطيب وعدد من كبار ضباط القوات الدولية العاملة في الجنوب. واقيم للواصلين اليوم احتفال في قاعة الشرف في المطار تم خلاله تبادل الصور التذكارية والهدايا وتحدث فيه سفير كوريا الجنوبية، مشيدا بالعلاقات "التي تربط لبنان ببلاده وبالدور الذي تضطلع به القوات الدولية في الجنوب ومن ضمنها قوات كوريا الجنوبية.

كما تحدث ايضا قائد الكتيبة الكورية الذي اشاد "بالتعاون القائم بين القوات الدولية العاملة في الجنوب وقوات كوريا الجنوبية والجيش اللبناني"، مؤكدا ان "الهدف من تمركز هذه القوات في الجنوب هو المساعدة على تطبيق القرار الدولي 1701 لحفظ السلام في تلك المنطقة". ونقل مودة ومحبة شعب كوريا الجنوبية الى الشعب اللبناني.

 

موراتينوس في بيروت في 29 تموز ويلتقي الرئيسين بري والسنيورة وثلاثة نواب

وطنية - 19/7/2007 (سياسة) يصل وزير الخارجية الاسباني ميغيل انخيل موراتيونس الى لبنان مساء الاحد في التاسع والعشرين من تموز الجاري في زيارة رسمية لبيروت تستمر ثلاثة ايام. ويلتقي موراتينوس خلال وجوده في بيروت في الثلاثين من الجاري كلا من رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري عند الأولى ظهرا، ثم رئيس الحكومة فؤاد السنيورة في حضور وزير الخارجية بالوكالة طارق متري الذي يعقد مع الوزير الاسباني مؤتمرا صحافيا عقب المحادثات، ويلتقي رئيس كتلة "المستقبل" النائب سعد الحريري عند العاشرة والنصف من قبل ظهر الاثنين، ورئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون عند الخامسة من عصر اليوم نفسه ورئيس كتلة "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط عند الثامنة والنصف مساء.

 

النائب المر عاد من القاهرة: الصورة ستكتمل خلال الايام القليلة المقبلة

وطنية - 19/7/2007 (سياسة) عاد مساء امس من القاهرة النائب ميشال المر، إثر زيارة خاطفة التقى خلالها الامين العام لجامعة الدول العربية الاستاذ عمرو موسى، الذي اجتمع اليه لمدة ثلاث ساعات تم خلالها عرض نتائج الاتصالات التي تمت مع القيادات اللبنانية في ما يعود لمشكلة حكومة الاتحاد الوطني. كما استكمل البحث الى طاولة غداء اقامها موسى على شرف النائب المر. وبعد عودته من القاهرة ادلى النائب المر بالتصريح التالي: "قمت بزيارة القاهرة واجتمعت الى الامين العام لجامعة الدول العربة معالي الاستاذ عمرو موسى، وتم تقويم شامل لنتيجة الاتصالات التي أجريتها مع القيادات على الساحة اللبنانية في ما يعود لتأليف حكومة وحدة وطنية وكانت النتائج ايجابية. وبرأيي، ان الصورة ستكتمل وتتبلور خلال الايام القليلة القادمة وعندها من المنتظر ان يعود معالي الامين العام الى بيروت لوضع اللمسات الاخيرة لحل مشكلة الحكومة".

 

النائب فتوح حمل على المعارضة واتهمها بتعطيل المساعي الفرنسية والمبادرات: الثقة يعززها الحوار تحت قبة البرلمان بعيدا عن التهديد واحتلال الساحات

وطنية - 19/7/2007 (سياسة) اعتبر عضو كتلة المستقبل النيابية النائب أحمد فتوح في تصريح اليوم، "اقتراب الجيش من حسم الامور في مخيم نهر البارد لصالح ترسيخ الأمن والاستقرار وحماية المواطنين اللبنانيين والفلسطينيين من المخاطر التي رتبها إرهاب عصابة شاكر العبسي المصدرة إلينا من خارج الحدود، مفصل تاريخي في حياة المؤسسة العسكرية، وفي مسار الاسهام في حل الازمة بما يمثله إنتصار الجيش من دعم للبنان السيد المستقل وفي وجه الاستهدافات المتعددة لكيانه وصيغته". ودعا جميع "اطراف المعارضة خصوصا "حزب الله" الى إقران القول بالفعل لجهة دعم الجيش اللبناني وأخذ العبر من النتائج الايجابية الباهرة المحققة شمالا والتي أسقطت مقولة الخطوط الحمر".

وقال: "الواجب الوطني يستدعي الجميع لدعم وتعزيز الدور التوحيدي للجيش من خلال مواكبة هذا الدور بتفعيل عمل المؤسسات الدستورية لا تعطيلها، وهنا نطالب مجددا بفتح أبواب البرلمان اللبناني، مصدر التشريع والسلطات، والمكان الذي يجب ان تناقش فيه الأمور كافة المتعلقة بحياة ومستقبل الشعب اللبناني وفي مقدمها انتخاب رئيس للجمهورية في الموعد المحدد، بدلا من الرئيس الحالي الممددة ولايته قسرا وقهرا".

وتطرق الى "محاولة فريق محلي مرتبط بمشروع إقليمي "ضرب صيغة توافق عليها اللبنانيون في اتفاق الطائف من خلال سوق البلاد الى معادلة المثالثة، عوض المناصفة، الأمر الذي يستوجب استنفار اللبنانيين كافة، لمنع تمرير هذه المعادلة الخطرة على لبنان الكيان وعلى مستقبله. وأكثر من ذلك، إنها محاولة تؤسس اذا نجحت، ولن تنجح، لعودة الحرب العبثية التي دفعنا ثمنها غاليا من دماء الشعب اللبناني قبل الطائف".

وطالب "المغامرين ومعهم ذاك الذي لم يعد له هم سوى الوصول الى سدة الرئاسة بأي ثمن، بما في ذلك النيل من المؤسسة العسكرية، التنبه الى لعبة المثالثة وخطرها على مصير الوطن. هذه اللعبة بمثابة قنبلة موقوتة ستنفجر بالجميع، فكرسي الرئاسة ليست أهم من الانصهار الاسلامي -المسيحي، وليست أهم من لبنان الواحد الموحد، لبنان الرسالة والنموذج الحضاري لكل العالم التي ارساها جميعا اتفاق الطائف".

كما دعا "المعارضة الى عدم تعطيل المساعي الفرنسية، درجا على عادتها مع المبادرات السابقة لحل الأزمة، وعليها اخذ موقف مختلف بعيدا عن تأثيرات الأوامر الاقليمية لا سيما ان ما سمعناه عن إشارات سورية ايجابية سبق وسمعناه كثيرا في محطات مماثلة، فالاشارات الايجابية يجب ان تصنع في لبنان وان تنطلق من هنا. وفي المناسبة لماذا يستمر هؤلاء باحتلال وسط بيروت واثر ذلك في ضرب الموسم السياحي وتعطيل عشرات المؤسسات الاقتصادية وتشريد آلاف الموظفين والعمال. ان استمرار هذا الواقع القسري والميليشيوي لا يمكن وصفه سوى بالعهر السياسي. الاشارات الايجابية ايضا تكون بالاتفاق على برنامج واضح لأي حكومة وحدة وطنية وليس التشبث بالثلث المعطل، وهو أمر يراد منه نسف قرارات الحكومة الشرعية المتعلقة بالمحكمة الدولية. وهذا ليس بسر، اذا لم يتعب الرئيس الممددة ولايته حليف المعارضة من صياغة عشرات الكتب والقرارات المتضمنة رفضه قرارات الحكومة الشرعية بما فيها المتعلقة بالمحكمة الدولية".

اضاف: "ان الثقة بين اللبنانيين لا تعززها مثل هذه الممارسات واجتراح معادلات جديدة خطرة، الثقة يعززها الحوار. والحوار يجب ان يعقد تحت قبة البرلمان، بعيدا عن درب الاغتيالات والارهاب والتهديد والوعيد واحتلال الساحات".

 

النائب حرب عرض مع سفيري الولايات المتحدة واوستراليا التطورات السياسية

وطنية - 19/7/2007 (سياسة) إستقبل النائب بطرس حرب في منزله في الحازمية ظهر اليوم، السفير الأميركي جيفري فلتمان وبحث معه في الأوضاع التي يمر بها لبنان والمنطقة. وكانت جولة أفق في المواضيع المتصلة بالأزمة اللبنانية، وما يمكن أن تؤدي إليه محاولات العلاج واقتراحات الحلول. ولم يدل أي من السفير فيلتمان والنائب حرب بأي تصريح . وكان النائب حرب استقبل قبل الظهر سفيرة أوستراليا السيدة ليندل شاش، في حضور السكرتير الأول في السفارة ألكس فرازر. وتناول اللقاء الأوضاع التي يجتازها لبنان وسبل حل الأزمة السياسية التي يعاني منها اللبنانيون.

 

 رئيس "التيار الشيعي الحر" زار عائلات شهداء الجيش في الشمال معزيا

وطنية - 19/7/2007 (سياسة) زار رئيس "التيار الشيعي الحر" الشيخ محمد الحاج حسن عائلات شهداء الجيش في الشمال معزيا، واستهل جولته بتقديم واجب العزاء لعائلة الشهيد محمد الحلاق يرافقه العميد المتقاعد حسن الحلاق والشيخ صالح حامد، ثم توجه الى بلدة ببنين وزار مفتي عكار الشيخ اسامة الرفاعي وتوجها سويا الى دارة الشهيد اسامة الرفاعي للتعزية. كما قدم التعزية بالشهيد داني حنا في حلبا وعائلة الشهيد في الصليب الاحمر اللبناني هيثم سليمان.

وشارك الشيخ الحاج حسن في تشييع الشهيد مصطفى ملص، والقى كلمة شدد فيها على ضرورة دعم الجيش واعتبار سلاحه الوحيد الذي يحظى بالشرعية.

كما قدم التعزية اليوم بالشهيد الياس عازار في سن الفيل.

 

 العلامة النابلسي: السفير الأميركي يمثل وجها من وجوه القتنة في لبنان

علة عللنا في لبنان هو تدخل بلاده في اوضاعنا الداخلية لتعميق الانقسام

وطنية - 19/7/2007 (سياسة) وصف رئيس هيئة علماء جبل عامل العلامة الشيخ عفيف النابلسي في محاضرته الاسبوعية في حوزة الامام الصادق في صيدا، السفير الأميركي في لبنان بأنه "يمثل وجها من وجوه الفتنة في لبنان ولا يستطيع أن يكون رصيدا أو دورا له إلا من خلال التحريض والتشنيع". وقال:" والحقيقة أن الوضع السيء الذي تعانيه البلاد يرجع الى فجور كلامه، ويبدو أنه في حاجة دائمة الى منشطات أخلاقية وقانونية ليعرف أصول اللياقات وحدود حركته".

اضاف:"إن السفير الأميركي يجب أن ينظر إليه من خلال دوره في الحرب الأخيرة على لبنان ومشاركته بخطة العدوان على الشعب اللبناني. وأن من يدعم الجرائم واستمرار المجازر لا يحق له أن يفتح فمه للحديث عن الديموقراطية والقيم والحريات. وأن من يفتعل الأفاعيل في العراق وينشر القتل والفوضى والخراب، ومن يهدد أمن الدول وسيادتها ويتدخل في الشؤون الداخلية للبلدان المناوئة للسياسة الأميركية، ويصدر صنوف الارهاب المنظم، هو من يجب أن يطلق عليه أنه صاحب نفوذ ارهابي دولي وليس من يدافع عن الأرض ويقاوم بشرف من أجل كرامة بلده وصون سيادته". وختم بالقول:"إن علة عللنا في لبنان هو التدخل الأميركي الذي يعمق الانقسامات الداخلية ويشحن الأوضاع الداخلية بعوامل من التعقيد والتفجر". وأدعو السفير الأميركي بأن يكف عن إعطاء الفتاوى السياسية والدستورية لأن اللبنانيين أدرى بمصالحهم وأحوالهم".

 

النائب غانم:الطعن في الانتخابات الفرعية مرفوض لأنه لم يقدم لدى الجهة الصالحة

وطنية-19/7/2007(سياسة) أكد النائب روبير غانم في حديث إلى إذاعة "صوت لبنان" أن "الطعن الذي تم التقدم به في شأن الانتخابات الفرعية في المتن الشمالي لدى مجلس شورى الدولة مرفوض في الأساس لأنه ليس الجهة الصالحة"، موضحا أن "دور المجلس الدستوري هو الطعن في الانتخابات النيابية التي يتقدم بها كل مرشح خاسر في هذه العملية"، معتبرا أن "الصلاحية المنوطة بالمجلس الدستوري هي صلاحية شاملة بما فيها ما قبل انطلاق الانتخابات، لأن ما قبل يلغي الانتخابات وبالتالي هذا موضوع يناقض صلاحية المجلس الدستوري". وقال:"عندما صدر قانون المجلس الدستوري في العام 1993 في لبنان، أناط بالمجلس الدستوري صلاحية الفصل في العملية الانتخابية النيابية والرئاسية وبالتالي يعتبر مجلس شورى الدولة، وعن حق، أن هذا المرسوم للدعوى إلى الانتخابات النيابية لا يمكن اعتباره قائما في حد ذاته، ومنفصلا عن العملية الانتخابية إنما هو تمهيد لاجراء الانتخاب. ومن هنا يصبح المجلس الدستوري صاحب الصلاحية في الطعن بكل ما يتعلق بالانتخابات النيابية". وعن مهلة دعوة الهيئات الناخبة واختلاف وضعية المتن عن بيروت، أشار النائب غانم إلى أن "مهلة الستين يوما التي أعطيت لاجراء الانتخابات ليست مهلة ساقطة إنما مهلة تحث على إجراء الانتخابات في أسرع وقت ممكن". ورأى أنه "من هذا المنطلق يمكن اعتبار الموضوع أيضا خارج نطاق الطعن"، مشيرا إلى أنه "لا يرى مشكلة قانونية في حال تأخرت الدعوة إلى إجراء الانتخابات في المتن عن بيروت".

 

الرئيس الجميل عرض ووزيرة التعاون الاقتصادي في المانيا العلاقات بين البلدين

الوزيرة زول: ملتزمون المساعدة في إعادة الإعمار ومساندة سيادة ووحدة لبنان

من المهم أن يتم اطلاق الجنديين الاسرائيليين ولا أستطيع التكلم عن أي وساطات

وطنية - 19/7/2007 (سياسة) إستقبل الرئيس أمين الجميل في دارته في بكفيا مساء أمس الوزيرة الألمانية للتعاون الاقتصادي السيدة هايدر ماري ويزوريك زول على رأس وفد كبير ضم السفير المانيا في لبنان ماريوس هاس، ومدير المؤسسة الألمانية للشؤون الدولية والأمنية البروفسور فولكر بتروس، الناطق باسم الوزارة ماركوس فيدلنغ، رئيس قسم الشرق الأوسط في الوزارة اندرياس غيس، ورئيس مكتب الوزيرة نيوكلاوس فان در غولتز، وحشد من الصحافيين وموظفي السفارة الألمانية. وتم على مدى ساعة بحث مستجدات الأوضاع في لبنان والعلاقات اللبنانية - الألمانية وسبل تطويرها وتوثيقها.

الوزيرة زول

بعد اللقاء وصفت زول لقاءها بالرئيس الجميل بالجيد وأعلنت: "إنها المرة الثانية التي أزور فيها لبنان، جئت في المرة الأولى في آب الماضي بعد الحرب وبعد الدمار الذي حصل، وألمانيا والحكومة الألمانية ملتزمتان المساعدة في إعادة الإعمار، وفي مساندة سيادة ووحدة لبنان، وانطلاقا من هذه الروحية أنا هنا للمرة الثانية، وكان لقائي مع الرئيس الجميل مطولا ومهما، شعبكم تألم كثيرا، ونتطلع الى مستقبل افضل لبلدكم يتمكن فيه أبناؤه العيش فيه بسلام ويلاقي فيه اطفاله مستقبلا أفضل". واضافت: "ستكون لي مباحثات عديدة مع المسؤولين اللبنانيين ومن بينهم الرئيس فؤاد السنيورة الذي التقيته مرات عديدة، وسنقدم الدعم والمساعدة، وسنقوم باستعراض الأوضاع في ما يخص عملية إزالة الدمار وإزالة الألغام، وكيف يمكننا المساعدة في ذلك".

سئلت: ماذا تقصدين عندما تتحدثين عن مستقبل لبنان؟

أجاب: "يعود الى اللبنانيين تحديد ذلك والتعاون في ما بينهم من أجله، ومن جهتنا سنقوم بما يتوجب علينا لأنا مهتمون بسيادة ووحدة بلدكم ومستقبل شعبه، وشعبنا مهتم بالأوضاع التي طرأت الشهر الماضي وخصوصا في الأوضاع التي حصلت في تموز الماضي".

سئلت: هل هناك من جديد حول الوساطة التي تقوم بها المانيا بين "حزب الله" واسرائيل والمتعلقة بمصير الجنديين الإسرائيليين؟

أجابت: "بالطبع من المهم أن يتم اطلاقهما، ولكن لا أستطيع التكلم عن أي نوع من الوساطات في هذا الوضع الدقيق".

سئلت: هل هذا يعني ان لا وساطة حاليا؟

أجابت: "لا استطيع التحدث عن هذا الموضوع الآن".

وبعد اللقاء إستبقى الرئيس الجميل الوزيرة زول والوفد المرافق الى مائدة العشاء.

 

النائب دو فريج:"المستقبل" يعلن مرشحه للفرعية اليوم او غدا

ما سمعه كوسران في دمشق يؤدي الى الحوار او العكس خصوصا مع زيارة الرئيس الإيراني الى سوريا اليوم

وطنية - 19/7/2007 (سياسة) رأى النائب نبيل دو فريج في حديث الى إذاعة "صوت لبنان" ان "الجواب حول فشل او نجاح المبادرة الفرنسية، هو مع الموفد الفرنسي جان كلود كوسران، وهو الذي زار دمشق حيث سمع الكلام الذي قد يؤدي الى استئناف الحوار، مع اقتراحات حلول، او العكس، خصوصا ان الرئيس الإيراني يقوم اليوم بزيارة الى العاصمة السورية، وبالتالي سيعطي المحور السوري - الإيراني جوابه على المبادرة الفرنسية".

واعتبر ان "كلام وزارة الخارجية الفرنسية كان واضحا بأن زيارة كوسران الى دمشق هي لإبلاغهم بعدم تغيير في الثوابت الفرنسية تجاه لبنان وسيادته واستقلاله ورفضها للعنف". وردا على سؤال عن التشكيك الأميركي بالإنفتاح على سوريا، عزا ذلك الى "خوف أميركي بشأن العراق وليس بشأن لبنان، لافتا الى ان الأميركيين سيرحبون بالتحرك الفرنسي، في حال استطاعت باريس ان تلعب دورا ايجابيا بالنسبة الى التهدئة في لبنان، من خلال استمرارية المؤسسات، مؤكدا زيارة كوشنير في 28 من الحالي، حسب ما أكد السفير برنار إيمييه". وكشف ان "إعلان مرشح "تيار المستقبل" للانتخابات الفرعية في بيروت سيتم بين اليوم وغدا، مفضلا ان يكون مرشح تسوية لتخفيف المصاريف على الدولة اللبنانية".

 

يديعوت أحرونوت": غول هو الوسيط الذي كشفه الرئيس السوري

اسرائيل: الأسد تحدث عن السلام لتحسين صورته أوروبياً وأميركياً

المستقبل - الخميس 19 تموز 2007 - اعلنت اسرائيل امس ان الرئيس السوري بشار الأسد تحدث في خطابه خلال حفل تنصيبه رئيسا للدولة، عن السلام لتحسين صورته في اوروبا واميركا الشمالية، فيما كشفت تقارير اسرائيلية أن وزيرالخارجية التركي عبدالله غول هو الوسيط الذي تحدث عنه الرئيس السوري.

وكان الأسد أكد في خطابه لدى تأديته اليمين الدستورية رئيساً لسوريا أمام مجلس الشعب أول من امس، انه يريد ضمانات مكتوبة من اسرائيل شبيهة بـ"وديعة (رئيس الحكومة الاسرائيلية السباق اسحق) رابين" للدخول في مفاوضات مع تل ابيب، وكشف عن "طرف ثالث" لعب دور الوسيط بين سوريا واسرائيل.

وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية مارك ريغيف إن سوريا "هي الدولة العربية الوحيدة التي لديها شراكة إستراتيجية مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وتقيم علاقات تعاونية مع جماعات وفصائل (متطرفة) تحارب إسرائيل، كحركة المقاومة الإسلامية في فلسطين (حماس) ومنظمة حزب الله اللبنانية والجهاد الإسلامي"، لافتا الى أن الحكومة الإسرائيلية "تستصعب الحديث في الوقت الحالي عن شريك للسلام في دمشق، وأخذ القيادة السورية على محمل الجد كشريك ذي مصداقية للسلام".

واشار الناطق الى ان "إسرائيل تعتقد أن الأسد تحدث في الخطاب عن السلام، لتحسين صورة سوريا في أوروبا وأميركا الشمالية من دون أن يكون يريد فعلاً التفاوض، وتخشى إسرائيل أن يكون السوريون يتحدثون عن السلام ليس لإبرام اتفاق سلام معنا بل لتحسين علاقاتهم بدول أوروبا وأميركا الشمالية.. يستخدم السوريون الورقة الإسرائيلية لتحسين أوضاعهم في العالم من دون إظهار إرادة حقيقية لإجراء تقارب مع إسرائيل وتحقيق السلام".

وانتقد ريغيف "استمرار التعاون بين سوريا والنظام الإيراني المتطرف والحركات الإسلامية مثل حماس والجهاد الإسلامي وحزب الله"، مذكرا بان رئيس الوزراء الإسرائيلي أيهود اولمرت دعا في 9 تموز (يوليو) الجاري الرئيس السوري إلى التفاوض معه مباشرة "في أي مكان يختاره"، في مقابلة بثتها قناة "العربية" الفضائية.

في غضون ذلك، كشفت مصادر سياسية رفيعة المستوى في إسرائيل لصحيفة "يديعوت احرنوت" امس، أن وزيرالخارجية التركي عبدالله غول هو الوسيط الذي تحدث عنه الرئيس السوري بشار الأسد ، وان تركيا تلعب دور الوساطة بين إسرائيل وسوريا في محاولة للتوصل إلى تفاهمات بين الجانبين لإستئناف مفاوضات السلام بينهما مرة أخرى.

 

عون يستدعي حملة مبكرة على قائد الجيش ويُطوق إنجازات مواجهة نهر البارد بنُواح إنساني قطعاً لطرح "المرحلة الإنتقالية"

رئاسة الجمهورية في لبنان وحروب "الجنرالين"

المستقبل - الخميس 19 تموز 2007 - فارس خشّان

من استهدف العماد ميشال عون حين شنّ هجوماً على حكومة الرئيس فؤاد السنيورة محمّلاً إياها مسؤولية "الكارثة الإنسانية" التي حلّت بضباط المؤسسة العسكرية وجنودها في معركة نهر البارد؟ السنيورة اعتبر نفسه مستهدفاً. تعاطى مع كلام "سعادة النائب" من هذا المنظار. في واقع الحال، كان "المرشح لرئاسة الجمهورية" يضرب كرة الحكومة ليصيب قائد الجيش العماد ميشال سليمان.

إفترض عون ـ مستفيدا من التهدئة التي لا بد من أن يحققها تفاهمه على عقد اجتماع مع رئيس كتلة "المستقبل" النائب سعد الحريري ـ ان الرد الحكومي سيكون على طريقة "رد التهمة"، الأمر الذي من شأنه أن يُلحق الأذى بموقعية سليمان. في ذهنه أن رئاسة مجلس الوزراء كانت ستُلقي باللائمة على المديرية العامة للأمن العام لأنها المسؤولة عن ضبط الأشخاص الذين يعبرون الحدود بصورة شرعية، وعلى الجيش اللبناني بصفته المسؤول عن ضبط الممرات غير الشرعية التي منها يعبر المسلحون الى لبنان وكذلك عن ترسانات الأسلحة التي جرى تخزينها في الجزر الأمنية، بالإضافة طبعا الى توليه المباشر، جملة وتفصيلا، للخطة العسكرية التي يجري تنفيذها على الميدان.

ومن يُدقق في التعابير التي استعملها عون، حيال معركة نهر البارد، يُدرك أنه يريد أن يُطوّق الإنتصار الكبير للجيش اللبناني ضد إرهابيي "فتح الإسلام". هو يُركز على الخسائر البشرية. هو يسلط الضوء على "القصور المخابراتي" الذي أنتج هذه الكارثة. بمعنى آخر هو يتحدث عن "انتصار وهمي" وعن "إنجاز مكلف" وعن "شهداء" دفعوا ثمن التآمر هنا والإهمال هناك. عمليا هو يدعو بشكل مبكر الى مساءلتين سياسية وعسكرية، بحيث تتبادل السلطة الحكومية والمؤسسة العسكرية الإتهامات.

الرئيس السنيورة برده قطع الطريق على عون الذي لم يلتفت الى أن زمن "رد التهم" إنتهى. ليس هو زمن "حرب التحرير" حيث الخسارة الفادحة سببها "خيانة القوات اللبنانية" والتضحية بنخبة الجيش اللبناني سببها "موقف بكركي". كما ليس هو زمن "حرب الإلغاء" حيث تقاتل الأخوة وتدمير الجيش وتمرير الوصاية مجرد دعوة وجهها من إهدن السفير الأميركي. ولا هي مجزرة الأونيسكو التي تتطلب مسألة بديهية، على قياس تحديد موقع المرابض التي قصفت الطلاب وهم في طريقهم الى مؤسساتهم التربوية، تشكيل لجنة تحقيق دولية.

ولكن ما هي مشكلة النائب عون مع العماد سليمان؟

ليست هي مشكلة حراسة، فالجيش اللبناني قدّم له ـ كما قوى الأمن الداخلي ـ عديداً يفوق ما يحق لرئيس حكومة سابق. وهي كذلك ليست مشكلة في السياسة، فالنائب وليد خوري لم يترشح على لائحة عون مكان نسيبه ناظم الخوري، بلا مباركة من العماد سليمان. وليست مشكلة خيارات استراتيجية على اعتبار ان عون إذا كان قد أخذ على العماد سليمان ـ في المجالس الخاصة ـ ما تضمنه "أمر اليوم" في الأول من آب 2005 معتبراً انه يصلح ليكون في آب 2004، فإن مواقف عون الحالية من المسألة السورية ومن ملف سلاح "حزب الله" خجل قائد الجيش الحالي ـ بصفته مؤتمناً على مؤسسة سيادية ـ من الوصول اليها، حتى في آب 2000.

إذن، ما هي المشكلة؟

ببساطة ،إنها رئاسة الجمهورية يا عزيزي.

إن موقف العماد عون أتى تحديداً غداة انتهاء اللقاء الحواري في مؤتمر "سيل سان كلو". هناك جرت أحاديث جانبية عن الإستحقاق الرئاسي. كان لافتا للإنتباه أن "حزب الله" بدا مبادراً الى طرح ما يسمى "مرحلة إنتقالية" عمرها سنتان. مرحلة لا توفر الإستقرار السياسي في البلاد، ولكنها في اعتقاده تمنع التدهور الدراماتيكي للأوضاع، بحيث لا تستدعي الذهاب لا الى "تمديد" لحود لنفسه ولا الى تشكيل حكومة انتقالية لحودية برئاسة ناجي البستاني ولا الى تعليق الدستور وتسليم مقدرات البلاد الى المؤسسة العسكرية.

في ذهن "حزب الله" أن هذا المخرج، يوفر لـ"المعارضة" شرطها الأساسي القائم على ان المجلس النيابي الحالي ممنوع ان ينتخب رئيسا جديدا للجمهورية، وفق معادلة الديموقراطية وموازينها ولذلك لا بد من مرحلة انتقالية على قاعدة "لا غالب ولا مغلوب" بحيث تربح قوى الرابع عشر من آذار بقاء المجلس النيابي حتى انتهاء ولايته من جهة وتربح قوى الثامن من آذار منع المجلس من انتخاب الرئيس الجديد للجمهورية، من جهة أخرى.

هذا الطرح الذي يسير به "حزب الله" بطله المقترح هو العماد ميشال سليمان، بحيث يتم التوافق على تعديل الدستور لانتخاب سليمان رئيسا للجمهورية لولاية مدتها سنتان فقط.

ثمة من يعرب عن اعتقاده ان هذا الإقتراح تفتق عن ذهن النائب ميشال المر. قراءات متعددة قُدمت للإقتراح بعضها يقول إن التبكير به يهدف الى حرقه ليكون العماد عون "الخيار الوحيد"، وبعضها الآخر يعتبر ان طرحه الحالي هدفه التسويق واختبار نيات جميع الفرقاء، في ظل المعادلات التي تفرضها معركة نهر البارد.

المهم أن عون، ووفق ما ورده من "سيل سان كلو" توقف عند أن قوى الرابع عشر من آذار إستمعت الى هذا الطرح من دون أن تبدي اعتراضها عليه. أكبر المعترضين قال عبارة صغيرة: "إقتراح قابل للبحث ولكن لا بد من درسه بشكل معمق ووضعه على مائدة أصحاب القرار في لبنان، على اعتبار أنهم الناخبون الكبار".

ولا تتوقف المسألة عند هذا الحد الذي يثير ريبة عون من موقعية سليمان، بل تتجاوزها الى خلفية المعلومات التي ترده عن التمايزات بين قوى الرابع عشر من آذار. هو يعتبر أن موقف "التكتل الطرابلسي" من أغلبية الثلثين الواجب توافرها لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، لا يمكن أن يصب في مصلحته، على اعتبار ان العلاقات الشخصية المتينة التي تربط الوزير محمد الصفدي بالعماد ميشال سليمان لا تحتاج الى توصيف، كما أن الموقف الذي نسب الى النائب عبد الله حنا ـ قبل ان ينفيه ـ ليس بأفق علاقته القديمة مع العونيين بل بأفق الخزان البشري الذي يمد الجيش في عكار، بالإضافة هنا الى انسحاب النائب مصطفى حسين من كتلة "المستقبل" النيابية، بحيث تفيد تقارير عدة ان الرجل يتأثر بشخصية مخابراتية عسكرية لبنانية.

وهكذا لا يرى عون ان التشديد على نصاب الثلثين سيكون لصالحه على الإطلاق خصوصا مع الموقف المبدئي للرئيس نبيه بري ضد ترئيسه الجمهورية، بل لحساب شخصية وسطية هي العماد ميشال سليمان.

ولن يستطيع عون الذي تعمد تكسير كل الجسور مع قوى الرابع عشر من آذار إدارة أزمة مع "حزب الله" حول هذا الإقتراح، على اعتبار ان الحزب سيبرر له ذلك من منطلق ان السنتين اللتين ستفصلان عن الاستحقاق النهائي إنما تتيح لهما معا تحضير الأرضية النيابية الملائمة للقبض على السنوات الست، لاحقا.

وعلى هذا الأساس، كان موقف عون الخائف من دينامية يمكن ان تضرب السنتين بثلاثة. إنه استدراج لرئاسة الحكومة وداعميها الى الإنطلاق بحملة ضد سليمان، وهي تصويب مبكر على الأسس التي يمكن ان يرتكز عليها التسويق لسليمان الذي، وللمفارقة، بدأ من متن ميشال المر الذي يستضيف "كتلة" المرشح ميشال عون

 

قرود السياسة

المستقبل - الخميس 19 تموز 2007 - فيصل سلمان

تعلمت من أحد الأصدقاء المتابعين بدقة لـ"وظيفة الأرثوذكسية السياسية" في لبنان، انها تمثل غالباً الضوء الذي ينير طريق رئيس الجمهورية الماروني.

ويمكن الاستدلال على صحة هذا الرأي بالاشارة الى الدور الذي لعبه شارل مالك، غسان تويني، فؤاد بطرس وصولاً الى ميشال المر. يتفرع عن هذا الدور المهم دور مهم آخر (برع فيه المر تحديداً) وهو تكوين كتلة نيابية، غالباً ما تدعى "كتلة الوسط" مهمتها دعم الرئيس أياً يكن، وتضم مسيحيين ومسلمين. من خلال الارهاصات التي تتبدى الآن، يمكن تلمس نواة هذه الكتلة (ارثوذكس، ارمن، موارنة، بعض السنة الحالمين بالوصول الى رئاسة الحكومة ونفر من الشيعة). في ظل التباين السياسي الحاد، حتى لا نقول الانقسام، ليس معيباً قيام "كتلة الوسط". ولكن المعيب في السياسة، كما في البعد الاخلاقي لممارستها، تقليد القردة في القفز من مكان الى مكان ومن شجرة الى شجرة، سعياً وراء منصب هنا أو هناك. قد يقول قائل: هذا هو لبنان! وهذه هي اللعبة السياسية فيه. من المفيد ان نتذكر قولاً لديغول: "لأن رجل السياسة لا يعتقد بما يقول، فإنه يُعجب كثيراً كيف ان الناس يصدقونه".

 

نيسي يطالب مجلس الأمن بالتدخل في الانتخابات الرئاسية بناء على الـ 1559

المستقبل - الخميس 19 تموز 2007 - دعا المنسق العام للجنة متابعة تنفيذ القرار 1559 طوني نيسي مجلس الأمن الدولي الى "التدخل مباشرة في الانتخابات الرئاسية بناء على القرار 1559". وقال في بيان أمس: "على أبواب الاستحقاق الرئاسي نعود لنقف متسلحين بكافة القرارات الدولية من أجل لبنان، ونعود لنسمع مرة جديدة عن حوارات عقيمة، وعن محاولة توافق داخلي بين الثورة والإرهاب، وعن التوافق على رئيس بين المجرم والقتيل، وعن رئيس يشبه كل شيء إلا ذلك المنشود، رئيس "ثورة الأرز". ذلك الرئيس الذي من واجبه تجاه شعب هذه الثورة أن يضمن برنامجه: تنفيذ كافة القرارات الدولية من أجل لبنان، ضبط الحدود السائبة مع سوريا ورسم الحدود وتبادل السفارات مع دمشق ونزع السلاح غير الشرعي وحل الأحزاب التي تتناقض إيديولوجياتها مع ميثاق العيش المشترك ونهائية الكيان اللبناني وإلغاء الدويلات داخل الدولة بدء بدويلة "حزب الله" وانتهاء بإيجاد حل نهائي لمربعات الإرهاب المتمثلة بالمخيمات الفلسطينية والوجود غير الشرعي لحرس الثورة الإيراني والصاعقة وما تبقى من الوجود العسكري والمخابراتي السوري، ووضع قانون انتخاب نيابي عادل يعيد المناصفة الحقيقية الى مجلس النواب ويعطي الانتشار حق الاقتراع، وإعادة المناصفة الى الدولة في كافة المؤسسات، والعمل على إنهاء الدين العام وتحسين الوضع الاقتصادي ووضع قوانين وضوابط للإنماء المتوازن، وإعادة هيكلة القوى الأمنية والجيش بما يتناسب مع التطور الطبيعي للجيوش وبما يتناسب مع حاجة لبنان لها، والعمل على حياد لبنان نهائياً عن مشاكل المنطقة، والعمل للوصول الى لبنان سيد حر ديموقراطي تعددي يتساوى فيه جميع أبناؤه من حيث الحقوق والواجبات ويشعر كل لبناني بحق بأنه يعيش في وطنه المنشود".

أضاف: "ولأنه من المستحيل الوصول الى انتخاب رئيس يتبنى هذا البرنامج الذي يتضمن أهداف "ثورة الأرز" في ظل اختطاف وإغلاق مجلس النواب واحتلال وسط بيروت بالقوة، وتنامي قدرة السلاح غير الشرعي الذي يأتمر بسوريا وإيران والذي يهدد يومياً بتفجير الوضع الداخلي، واغتيال نواب وكوادر "ثورة الأرز"، وضعف الدولة بكامل مؤسساتها أمام قدرة عملاء سوريا وإيران العسكرية والمادية، وإعادة احتلال سوريا لأراض شاسعة في لبنان الشمالي والشرقي وإقامة مخيمات عسكرية جديدة، ووجود كتلة نيابية كبيرة انتخبت بقوة سلاح "حزب الله" في مربعاته الأمنية، ندعو مجلس الأمن، ولكي لا تتكرّر مجزرة تموز، التدخل مباشرة في الانتخابات الرئاسية بناء على القرار 1559".

 

كوسران قريباً في واشنطن وزيارته إلى طهران واردة

فرنسا توجّه رسالة واضحة إلى دمشق حول التعاون الذي تدرك لغته جيداً

المستقبل - الخميس 19 تموز 2007 - ثريا شاهين

لاحظ أكثر من مسؤول لبناني ان هناك نقاط تشابه في المسار الذي يعتمده السفير الفرنسي المكلف تنفيذ المبادرة التي تقوم بها بلاده حول الوضع اللبناني جان كلود كوسران في مساعيه لإنجاحها، مع المسار الذي يعتمده الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى في تحقيق مبادرته العربية التي تتوازى مع تلك الفرنسيّة.

وأبرز النقاط هي ما يتعلق بالاتصالات الاقليمية المطلوبة لتذليل الصعوبات من أمامهما، إذ تُعتمد في المبادرتين نظرية "الطوابق" التي أطلقها موسى في كانون الأول الماضي على مبادرته السابقة، والتي أكدتها مساعيه المستمرة.

وتكشف مصادر ديبلوماسية رفيعة المستوى في العاصمة الفرنسيّة، ان كوسران سيزور واشنطن لشرح المبادرة في مرحلة لاحقة ربما تكون بعد زيارة وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير إلى لبنان في 28 تموز الجاري، كما أنه يرتقب أن يزور مساعد وزيرة الخارجية الأميركية ديفيد ولش باريس للاطلاع على تطورات الموقف في شأنها.

وأوضحت المصادر ان فرنسا مرتاحة للحياد الأميركي الإيجابي حيال مبادرتها مع الإشارة إلى انّ واشنطن تدعم الحوار بين اللبنانيّين.

إلاّ انّ زيارة كوسران إلى دمشق تطرح أكثر من علامة استفهام حول المتغيّرات لدى الإدارة الفرنسيّة الجديدة في التعامل مع سوريا، إذ أكدت المصادر ان كوسران حمل رسالة فرنسية واضحة إلى دمشق، حول وجوب تعاونها مع المجموعة الدوليّة حول الملف اللبناني من أجل أن تتمكن هذه المجموعة من الاتصال بسوريا والحوار معها. والرسالة الفرنسيّة لا تتضمن تفاوضاً مع دمشق بل طلباً واضحاً بالتعاون الجدّي، والطلب إلى أصدقائها في لبنان التعاون الجدّي مع المبادرة واستئناف الحوار الداخلي. إلا انّ الرسالة تضمّنت موقفاً فرنسياً مفاده انّ على سوريا أن تشجع بدورها الإيجابي الديبلوماسية لحلّ القضايا العالقة في لبنان، وأن أي عدم تعاون لن يشكّل عامل ضغط على فرنسا أو المجتمع الدولي للجوء إلى التفاوض والمساومة، وبالتالي فإنّ فرنسا تدرك جيداً اللغة الإيجابيّة، وتجيد التعامل معها، كما أنها تدرك الأداء واللغة الأخرى، وتحسن التعامل معها أيضاً.

وإذ أكد كوسران في دمشق النجاح الذي حققه لقاء سان كلو، والإيجابيّة التي تميّز الأصداء التي تركها لدى فرنسا، ما يجعل السعي لاستثماره لمصلحة الوفاق اللبناني أمراً حتمياً.

وأفادت المصادر ان ما تغيّر لدى الإدارة الجديدة برئاسة نيكولا ساركوزي هو الموقف تجاه سوريا، بمعنى أن فرنسا تبدي استعداداً لمنح سوريا فرصة للخروج من السياسة التي تنتهجها حالياً في شأن الملف اللبناني واللجوء إلى خيارات أخرى تؤكد التعاون الإيجابي والجدّي مع استقلال لبنان وسيادته واستقلالية قراره السياسي والسيادي، وهي تنتظر منها تحقيق ما تحاول التأشير إليه من انها لا تتدخّل في الشؤون اللبنانية، وأنها تترك للبنانيين التوافق على قضاياهم الداخلية. وهي حاولت التأشير إلى ذلك من خلال خطاب الرئيس بشار الأسد أول من أمس، والذي لم يتناول كالخطابات السابقة موقفاً تفصيلياً من المواضيع الداخلية اللبنانية، وهو أمر لافت ومقصود. إلا انّ المصادر ترى ان الالتزام الجدّي بهذا الموقف بدلاً من ممارسة ضغوط لاستعمال الورقة اللبنانية أمنياً وسياسياً للتدليل على انّ الحلّ اللبناني لن يكون إلا بموافقة سوريا وعبر دورها ونفوذها لدى أطراف المعارضة، هو ما ترغب فرنسا وأكثر من دولة فاعلة التأكد من وجود قناعات فعلية حوله.

وتبعاً لذلك، فإنّ السياسة التي تنتهجها فرنسا حيال سوريا حالياً، وعبر إيفادها السفير المكلف بمتابعة تنفيذ المبادرة الفرنسيّة إلى دمشق، لا تعني انه سيتم تطبيع العلاقات معها، وإنما فتح جسور كانت موصدة، مع وجود استثناءات في عقد لقاءات سرّية قليلة لم يعلن عنها أيّ من الطرفين. والآن تبدي فرنسا استعداداً للحوار مع سوريا، شرط أن تقوم الأخيرة بأداء ملموس وواقعي حول الموضوع اللبناني. وفي اعتقاد فرنسا، ان إقرار المحكمة في جريمة الرئيس الشهيد رفيق الحريري والجرائم الإرهابية الأخرى في مجلس الأمن الدولي، أفسح في المجال للبحث في حلول وتسويات تدعمها فرنسا بقوة من أجل التوصل إلى أقصى ما يمكن من اتفاق واسع وشامل بين اللبنانيّين.

وترى فرنسا ان جهودها الاقليمية التي تهدف إلى إعادة تفعيل الحوار الجدّي بين اللبنانيّين، وتنفيذ ذلك على الأرض، يشكل إنجازاً في حدّ ذاته، وأنّ مسعاها في مرحلته الأولى، عبر انعقاد لقاء سان كلو، لم يكن حواراً حول كيف يرى كل طرف لبناني لبنان كبلد مثالي، ولم يكن في الوقت نفسه حواراً أكاديمياً صرفاً، إنما جمع ما بين الخطين، وأكد من جديد ان كافة الفرقاء يعون مسؤولياتهم الوطنية. وقد حقق لقاء سان كلو فرصة استطاعت فرنسا من خلالها، العمل لاستكمال جهودها لخلق حوافز جديدة للبنانيين للتحاور في ما بينهم، وهذا العمل يجب تكامله بالتشاور والتعاون مع كل من واشنطن وإيران وسوريا، والمملكة العربية السعودية، ومصر.

واستناداً إلى المصادر، فإن أيّ طرف محلي أو اقليمي يثبت عدم تعاونه مع المبادرة الفرنسيّة، سيدفع فرنسا إلى إعادة النظر في علاقتها معه التي لا بد أنها ستتأثر، وستُبقي باريس على التواصل الدائم مع مختلف الأطراف الاقليميين والولايات المتحدة، حتى ما بعد زيارة كوسران للبنان نهاية الأسبوع الجاري لتأمين النجاح للمبادرة. وتبقى زيارة كوسران لإيران محتملة في أي وقت خصوصاً ان طبيعة العلاقات بين البلدين تجعل من الزيارة واردة وغير معقدة في ظروفها.

 

هادي ابراهيم السيّد ينفي اتهامات "الشيعي الحرّ"

المستقبل - الخميس 19 تموز 2007 – جاءنا من السيد هادي ابراهيم أمين السيّد التوضيح الآتي نصه:

"بتاريخ 13/7/2007 ورد في جريدتكم عدد 2672 صفحة (5) عنوان الشيعي الحر اطلاق نجل ابراهيم أمين السيد بعد توقيفه متلبساً بجرم سرقة سيارة، هذا العنوان يستهدف الاساءة متجنياً ومفترياً ومستغلاً أبوة السيد هادي الذي يعتز ويفتخر بها. متضمناً وقائع كاذبة ومغايرة للحقيقة جملة وتفصيلاً ولن نطيل ولن ننحدر الى ما وصلت اليه الصحيفة بما فيها التيار الشيعي والحقيقة ساطعة سطوع الشمس ومحاضر التحقيق ومراجعة النيابة العامة تؤكد ذلك ورفعاً لأي التباس او شك او ظن نسرد الوقائع كما حصلت مرفقة بالوثائق والمستندات. بتاريخ 12/3/2007 أقرّ وتعهد عباس حسين الجوهري مواليد 71 أمام كاتب عدل الغبيري الأستاذ حسين الحسيني بدفع كامل الأقساط الشهرية والبالغة اثنان وثلاثون قسطاً شهرياً والعائدة لبنك بيبلوس ثمن السيارة WMB 5X لون أسود يحمل لوحة رقم 440804/B التي تعود ملكيتها لي شخصياً وفي حال عدم دفع أي قسط من الأقساط في موعده يحق لي استرداد السيارة دون سابق انذار وأن يتحمل عباس الجوهري كامل المسؤولية بما فيها الأضرار والمخالفات وغيرها وبالفعل تمنع عن دفع السندات مما اضطرني لاسترداد السيارة وفقاً لما هو متفق عليه، فبدلاً من ان يعتذر ويقوم بالموجبات الملقاة على عاتقه تقدم بشكوى أمام القضاء، ولدى التحقيق برزت الحقيقة فرفض الحضور لمواجهتي أمام الضابطة العدلية متهرباً من توقيفه نتيجة ما جنت يداه، لذلك ابرازاً للحقيقة والواقع نتوجه الى جريدتكم لتصحيح هذه الوقائع ونشر هذا الخبر في ذات الصفحة مع اعتذار من قبلكم وفي حال عدم نشر ذلك ضمن المهلة القانونية سأضطر الى مراجعة القضاء ومقاضاتكم مع ما لا يعرف (بالتيار الشيعي الحر) بتهمة الافتراء والقدح والذم".

وقد أرفق السيد بيانه بنسخة اقرار وتعهد باسم عباس حسين الجوهري موقّع لدى الكاتب العدل في الغبيري حسين أحمد الحسيني.

يهم جريدة "المستقبل" أن تشير الى أن مضمون البيان الذي كانت قد نشرته تتحمل مسؤوليته الجهة التي أصدرته وهي "التيار الشيعي الحر"، ولن تعتذر عن خبر ليس هي مصدره.

 

المطران الراعي: طرق المسؤولين متوازية لا تلتقي مثل خطوط القطار

وكالات/رعى راعي ابرشية جبيل للموارنة المطران بشارة الراعي أمس،  تدشين الطريق المزدوج لطلعة الكنيسة الاثرية التي تؤدي الى المستوصف الخيري والاحياء العلوية من بلدة نهر ابرهيم، في حضور القائمقام حبيب كيروز وحشد من الاهالي. وبعد النشيد الوطني وقص الشريط التقليدي وتعريف من ناجي صليبا، القى رئيس البلدية جورج غانم كلمة، وتلاه المطران الراعي بكلمة تحدث فيها عن "مفهوم الانماء الذي اصبح التسمية الجديدة للسلام"، وأضاف: "مشكلتنا هي ان لكل فئة طريقا لكن خطوط طرق الفئات متوازية لا تلتقي مثل خطوط القطار. فالطريق المزدوج في نهر ابرهيم ينطلق من نقطة التقاء تؤدي الى مختلف الاحياء في البلدة. نتمنى على المسؤولين في لبنان، وخصوصا قوى 14 و8 آذار الا يشكلا خطين متوازيين لا يلتقيان، بل ان يكونا طريقا مزدوجا له نقطة التقاء مثل الطريق الذي ندشن والذي يؤدي الى جميع احياء البلدة. ونتمنى ان ينتهي قول فريقي 14 و8 آذار ان كلا منهما يملك الحقيقة كاملة والآخر على خطأ.

 

الاتحاد من أجل لبنان" لعقد إجتماعي جديد

وكالات/عقد "الاتحاد من أجل لبنان" اجتماعه الدوري برئاسة امينه العام مسعود الاشقر، واصدر بياناً اعتبر فيه "ان الانقسام الوطني الخطر، الذي تعانيه البلاد، هو النتيجة الطبيعية للجمهورية الثانية التي ولدت بالاكراه وبتسرع، فحملت عناوين صحيحة وتفاصيل متناقضة وغامضة عطلت وتعطل مسيرة الدولة، اذ ادت الى انعدام التمثيل المسيحي الحقيقي والغت دور المسيحيين في المشاركة التي ينص عليها الدستور".ودعا الى "قيام الجمهورية الثالثة، على اساس عقد اجتماعي جديد، يفرزه الممثلون الحقيقيون لكل شريحة من الشرائح التي يتشكل منها لبنان". وفي موضوع "جيشنا البطل، والذي بقي وحده موضع اجماع وطني، فان المجتمعين يستنكرون تمادي التقصير الفاضح في تأمين الدعم الحقيقي لهذه المؤسسة الجامعة، ويطالبون اهل السلطة السياسية بعمل عاجل وجدي وواضح".

 

فتفت:"حزب الله" يستخدم سلاحه في الداخل

 وكالات/2007 / 7 / 18

 اتهم وزير وزير الشباب والرياضة أحمد فتفت "حزب الله" باستخدام سلاحه في الداخل، حيث أن الحزب نصب المخيمات في ساحة رياض الصلح، وذلك يعني استخدامه للقوة في الداخل، معتبرا أن لا حاجة لسلاح "حزب الله" كون الجيش اللبناني أظهر كفاءة عالية من خلال بطولاته. وأكد أن نتائج مؤتمر "سان كلو" كانت منتظرة إذ أن المعارضة لم تبد أي استعداد ولم تقم بأي خطوة تجاه التوافق، في حين قبلت قوى الأكثرية بمبدأ الموازاة بين الطروحات. وأشار إلى ان "حزب الله" رفض مناقشة موضوع الرئاسة في "سان كلو" مصرا على حكومة الوحدة الوطنية، رافضا أي طرح آخر، وأوضح ان الاكثرية ترفض الطريقة التي تطرح فيها حكومة الوحدة كون المعارضة تطرحها بديلا عن الرئاسة كأن تستلم (الحكومة) سلطة رئيس الجمهورية وهذا ما ترفضه الاكثرية رفضا قاطعا.

وأشار فتفت الى انّه ليس متخوفا من الصدام عند حلول موعد الانتخابات الرئاسية، كون جميع الافرقاء اللبنانيين يشعرون بصعوبة الوضع الذي وصفه وزير الخارجية الفرنسية برنار كوشنير بالخطير جدا.

ورأى ان الكل سيذهب للانتخابات الرئاسية في موعدها لأن الفراغ الرئاسي الذي يلمّح اليه "حزب الله" سيودي بالبلد نحو الخراب.

ولم يستغرب الوزير فتفت موقف التكتل الطرابلسي في "سان كلو"، مشيرا الى انه لدى الغالبية اقتناع بأنّه يجب ان تتم الانتخابات وفق الدستور أي بنصاب الثلثين، مؤكدا نية الأكثرية التوصل الى الإجماع في موضوع الرئاسة، لكنّه في الوقت نفسه أوضح ان قوى "14 آذار" لن تسمح بوقوع فراغ في موقع الرئاسة لأن ذلك سيؤدي الى خراب البلد.

وعما اذا كانت الحكومة تشعر بالاحراج بعد إصرار البطريرك الماروني نصر الله بطرس صفير على مضمون بيان المطارنة الاخير على الرغم من التوضيحات التي قدمتها ووزراؤها، قال فتفت ان لا إحراج أبدا كون الحكومة غير مخطئة وهي تطبق القوانين وتقوم بالاصلاحات وقد قامت بواجبها بتقديم التوضيحات عن كل ما طرحه بيان المطارنة. ولم ينفِ تراكم الخلل عبر السنوات الـ15 الاخيرة مؤكدا ان الحكومة تعمل على إصلاحه وتاليا هي لم تخلقه انّما ورثته. وأضاف: "نحن جاهزون للمزيد من التوضيحات والشروحات ان طلبت بكركي المزيد".

وعن اللقاء المرتقب بين العماد ميشال عون والنائب سعد الحريري أشار فتفت إلى أن الأكثرية لمست في التيار الوطني الحر خلال مؤتمر "سان كلو" هدوءا وانفتاحًا، تميّز به عن سائر أفرقاء المعارضة وقال: "تفاجأنا بالهجوم الذي شنّه العماد عون على الحكومة واتهامها بالعمالة، اعتقد أنّه انزعج مما حصل في "سان كلو" او لربما هناك من انزعج والجنرال عبّر عنه". وتمنى فتفت الا يؤثر السجال الحاصل بين العماد عون والحكومة على لقاء عون - الحريري الذي سيتم بعد عودة النائب الحريري الى لبنان.

 

اسرائيل تقول انها بانتظار رسالة سورية واضحة بشأن ايران

رويترز - 2007 / 7 / 18

 قال مسؤولون يوم الاربعاء ان اسرائيل بعثت لسوريا برسائل من خلال تركيا على مدى عدة أشهر ولم تتلق بعد ما يؤكد أن بدء محادثات للسلام سيؤدي بدمشق الى قطع علاقتها بايران وحماس وحزب الله. وقال مسؤول اسرائيلي كبير مشارك في المناقشات الداخلية " التلميحات لا تكفي اطلاقا."

وقال المسؤول لرويترز "نحن في انتظار رسالة حقيقية" تفيد بأن سوريا على استعداد "لتغيير توجهاتها بشكل استراتيجي" مقابل اجراء محادثات مباشرة بشأن استعادة مرتفعات الجولان التي تحتلها اسرائيل منذ 40 عاما. وكان الرئيس السوري بشار الاسد قد وضع أيضا شروطا لاحياء محادثات السلام. وقال للبرلمان السوري يوم الثلاثاء انه ينبغي لاسرائيل أن تلتزم أولا بالانسحاب الكامل من الجولان. ولم يبد الرئيس الامريكي جورج بوش حماسا يذكر للتحرك على المسار الاسرائيلي السوري الامر الذي يحيط بالشك امكان تحقيق انفراج في المستقبل القريب. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الاسرائيلية مارك ريجيف "نحن مستعدن لاجراء محادثات مباشرة مع السوريين ويمكنهم اختيار الوقت والمكان وسنكون هناك."

وأضاف "هناك تشكك من جانبنا بشأن مدى جدية السوريين فيما يخص السلام أو ما اذا كانوا يلعبون ورقة السلام في محاولة لتحسين علاقاتهم مع دول أخرى."

وانهارت المفاوضات بين سوريا واسرائيل في عام 2000 دون التوصل الى حل يحدد مصير الجولان وهي هضبة احتلتها اسرائيل عام 1967 وضمتها عام 1981 في خطوة غير معترف بها دوليا. وقال مسؤولان اسرائيليان كبيران اشترطا عدم الافصاح عن اسميهما ان اسرائيل تستخدم تركيا لتوصيل الرسائل الى الاسد منذ فبراير شباط على الاقل عندما زار رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود أولمرت أنقرة.

وقال أحدهما مشيرا الى أنقرة "انهم ينقلون رسائل لكنها ليست قناة اتصال كثيف." كما لجأت اسرائيل بالمثل الى المبعوث الخاص للامم المتحدة مايكل وليامز الذي اطلع أولمرت أخيرا على نتيجة محادثات أجراها في دمشق. وقال وليامز لرويترز في وقت سابق هذا الشهر ان المسؤولين السوريين اعطوه "الانطباع ... بأنه اذا تحقق تقدم فيما يخص تأسيس مسار للسلام فسنرى بعض التغييرات في سلوك سوريا فيما يخص القضايا الثلاث.. ايران وحزب الله وحماس."

وهون مسؤول اسرائيلي كبير من أهمية تصريحات وليامز قائلا "كانت هناك تلميحات الى أنهم قد يعيدون تقييم (الموقف) لا أكثر."وقال المسؤول "فيما يخص اسرائيل لم يتم الالتزام علنا أو سرا بتغيير التوجهات بشكل استراتيجي" من جانب سوريا بعيدا عن ايران وحزب الله وحماس.

وأضاف المسؤول أن اسرائيل تريد رسالة مباشرة.

وقال مسؤول اسرائيلي كبير اخر عن السوريين "لا أحد يطلب منهم أن يصبحوا صهاينة. لكن هل هم في معسكر ايران وحزب الله وحماس.. أم هم في معسكر الاردن ومصر.. عليهم أن يقرروا."

 

 واشنطن تشكك في جدوى ارسال موفد فرنسي الى دمشق 

 أ ف ب - 2007 / 7 / 18

 شككت الولايات المتحدة اليوم الاربعاء في جدوى ارسال موفد فرنسي الى دمشق, مشيرة في الوقت نفسه الى تعاونها "الممتاز" مع باريس حول الملف اللبناني. وقال المتحدث باسم الخارجية الاميركية شون ماكورماك "لقد حصلت مبادرات عدة حتى الان من جانب عدد من الدول وعدد من الموفدين لاقناع سوريا بتغيير تصرفها". واضاف "لا نزال ننتظر". وقال المتحدث ان الولايات المتحدة مقتنعة مع ذلك بان فرنسا تبقى "شريكا ممتازا" حول الملف اللبناني. واضاف ماكورماك "يمكنني ان اؤكد لكم اننا نتقاسم الاهداف نفسها: تشجيع استقلال لبنان وتشجيع الاصلاحات الاقتصادية والسياسية في لبنان اضافة الى احالة المسؤولين عن اغتيال رئيس الوزراء الاسبق رفيق الحريري على العدالة". واكد وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير الاربعاء ان ارسال الموفد جان كلود كوسران الى دمشق "مؤشر على طريق التهدئة" مع سوريا ويرمي الى الرد على "اشارات ايجابية" ارسلتها سوريا بشأن لبنان. وجمدت فرنسا كل اتصالاتها على مستوى رفيع مع سوريا منذ اغتيال رفيق الحريري في شباط/فبراير 2005.

 

مجلس الامن يناقش تقرير براميرتز ويسرع خطوات المحكمة

 وكالات - 2007 / 7 / 18

 أفادت مصادر دبلوماسية أن مجلس الأمن الدولي يتجه إلى عدم الإعلان عن أي ردة فعل بعد مناقشته لتقرير رئيس لجنة التحقيق الدولية القاضي البلجيكي سيرج براميرتز، وعلم أن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون سيوجه رسائل رسمية للدول الأعضاء في المنظمة لتسمّي مرشحين لديها من القضاة الدوليين، نهاية شهر تموز الجاري، شرط أن يكونوا من المستقلّين ولا تربطهم أي علاقة مع أصحاب القضية.

ويعقد مجلس الأمن جلسة رسمية غداً للاستماع الى شرح مفصّل يقدمه براميرتز، وأفادت المصادر أن المجلس ينتظر التقرير النهائي للجنة والذي قد يكون في شهر تشرين الثاني المقبل. وكلّفت الحكومة اللبنانية مندوب لبنان الدائم لدى الأمم المتحدة السفير نواف سلام الذي تسلّم مهمته قبل نحو عشرة أيام، إلقاء كلمة لبنان في جلسة المجلس، التي ستدعو المنظمة الدولية الى استكمال جهودها حتى النهاية في مسيرة العدالة التي من شأن تحقيقها إخراج لبنان من الصعوبات التي يمر فيها، وانتقاله الى مرحلة تمتاز بالسيادة والاستقلال والازدهار.

وأوضحت المصادر أن براميرتز سيرد أثناء الجلسة على استفسارات مندوبي الدول الـ15 الأعضاء في مجلس الأمن حول العديد من النقاط الواردة في تقريره، والتي ستتناول مستوى تقدم التحقيق، والفترة الزمنية التي يعتقد أنه خلالها يمكنه إنهاء هذا التحقيق، وتفسيره للتعاون السوري المرضي، وما يقوم به تحديداً في مجال التحضير لتسليم المحكمة كل الملفات حول التحقيق لدى تشكيلها، أو على الأقل لدى إقامة مكتب المدعي العام فيها، وكذلك حول قراره بالنسبة الى مستقبله في اللجنة أو منصب المدعي العام في المحكمة.

وأكدت المصادر أن مناقشات المجلس تنقسم الى جزئين، الأول جلسة علنية يشرح براميرتز فيها تقريره، ويلقي مندوب لبنان الكلمة. والثاني، جلسة مغلقة، تتناول مختلف النقاشات والاستفسارات المتوقعة، ويرتقب أن تحتل مسألة تشكيل المحكمة والاتصالات التي قطعها الأمين العام لهذه الغاية، حيّزاً بارزاً في الجلسة المغلقة، بحيث أن التقرير أكد من جديد أهمية تشكيل المحكمة بسرعة، كما أن كي مون سيضع تقريره الأول حول مجريات تنفيذ القرار 1757 المتصل بإقرار المحكمة وتشكيلها، نهاية شهر آب المقبل. ويتوقع أن يسجل التقرير المراحل المهمة التي قطعتها عملية تشكيل المحكمة، خصوصاً لجهة التمويل والمقر، وتعيين القضاة الدوليين فيها، بعدما رشّح لبنان القضاة اللبنانيين.

 

 أبو فاعور: الصراع بين ثقافة الموت والخوف والقمع من الطاغية في دمشق وحاشيته في لبنان او ان يكون لبنان وطن الحياة والاستقلال والديموقراطية

 وكالات - 2007 / 7 / 18

 اكد عضو اللقاء الديموقراطي النائب وائل ابوفاعور ان على لبنان ان يختار بين ان يكون تحت ثقافة الموت والخوف والقمع من الطاغية في دمشق وحاشيته في لبنان، او ان يكون وطن الحياة والاستقلال والديموقراطية النموذج في العالم العربي.

وراى ان الصراع في لبنان ليس على السلطة او على الحكومة او رئاسة الجمهورية، واعتبر ان على لبنان ان يختار بين ان يكون وطن السيارات المفخخة او وطن الكلمة الحرة. واشار ابوفاعور، الذي مثل رئيس اللقاء الديوقراطي النائب وليد جنبلاط في "مؤتمر ثقافة الحياة" بدعوة من "منتدى الفكر التقدمي"، ان الصراع الحاصل في البلاد ليس صراع سلطة ومعارضة بل صراعا لاجل استقلال البلد وسيادته وحريته، حيث لا مكان للخيارات الوسط او للحياد.

وحذر ابوفاعور من الصيغ التي يسعى المشروع الانقلابي الى التعبير عن نفسه فيها، وسال ان كان من قبيل الصدفة ان يتزامن التهشيم المنظم لاتفاق الطائف والحديث عن مثالثة بدل المناصفة لاسقاط الصيغة اللبنانية، او ان تتوقف المباحاثات في فرنسا عند نفس النقطة التي توقفت فيها المبادرة العربية في دمشق.

وإذ حيا شهداء وتضحيات الجيش اللبناني، راى ان لبنان الآتي سيكون على صهوة دماء وتضحيات هذا الجيش، الذي نجح في امتحانه رغم الكلفة الاليمة، كما نجحت المصالحة الوطنية والمصالحة الفلسطينية اللبنانية.

  

نهر البارد تحول إلى أطلال... وتكاليف بنائه 250 مليوناً

"البنتاغون" تتوقع جبهتين سوريتين جديدتين ضد الجيش و"اليونيفيل" في لبنان

لندن - كتب حميد غريافي: السياسة

سوف يصاب العائدون الفلسطينيون إلى منازلهم في مخيم نهر البارد في شمال لبنان, بالذهول والحزن والمرارة لمرأى مخيمهم تحول إلى قاع صفصف لا مباني ولا عمارات ولا منازل ولا حتى شوارع فيه يمكن التعرف إليها, بعدما أصاب التدمير الماحق 85 في المئة منها إلى درجة استحالة العثور على جدار واحد مازال منتصباً, حتى تلك الجدران الواقعة في الطوابق السفلى التي فتحت فيها عناصر عصابة »فتح - الإسلام« ثغرات وكوى بقذائف »الآر بي جي« كي تتمكن من الانتقال من مبنى إلى مبنى دون الظهور أمام جنود مغاوير الجيش اللبناني الذين أذهلوا متتبعي تلك المعارك الطاحنة من منزل إلى منزل ومن مبنى ملغم إلى مبنى ملغم ومن زاروب مفخخ إلى زاروب مفخخ, من مراقبين دوليين وإقليميين وداخليين, لتفانيهم الشديد في الذود عن كرامة لبنان من الإرهابيين الذين دخلوا من سورية الأراضي اللبنانية الواقعة تحت سيطرة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة بزعامة أحمد جبريل المقيم في دمشق, في سلسلة الجبال اللبنانية الشرقية المطلة على سورية شرقاً والبقاع غرباً, وتحديداً من قواعد جبريل ومعسكراته المنتشرة هناك من البقاع الغربي إلى حدود البقاعين الأوسط والشمالي خصوصاً في قوسايا وكفر زبد وحلوى وسواها.

ويؤكد شهود عيان مازالوا مختبئين في أقبية بعض مباني المخيم القديم لم يبرحوا نهر البارد مع أكثر من 30 ألف نازح منه, كما تؤكد صور التقطتها أقمار تجسس صناعة أميركية وأوروبية وروسية لمنطقة شمال لبنان عامة والمخيم المنكوب بشكل خاص أنه »لم يعد صالحاً للسكن على الإطلاق بسبب الدمار الهائل الذي التهمه بصورة شبه كاملة من جراء انهيار المباني التي لغمتها عصابة فتح الإسلام وفجرتها مع اقتراب القوات المسلحة اللبنانية منها, ويكن أن يكون وصل عددها في أرجاء المخيم الأربعة إلى أكثر من 250 بناية, ولاضطرار الجيش في المقابل إلى تدمير عدد مماثل منها فوق الألغام المزروعة بداخلها, وإلى قصف مصادر نيران عناصر العصابة الذين لم يتركوا زاوية من زوايا المخيم إلا واستخدموها في كرهم وفرهم لمواجهة الآلة العسكرية اللبنانية«.

التكاليف 250 مليوناً!

وأعربت أوساط حكومية لبنانية في بيروت أمس, مع بوادر اقتراب الحسم العسكري النهائي لوجود هذه العصابة السورية بامتياز, عن أن »التقديرات الأولية لتكاليف إعادة بناء ما تهدم من المخيم تبلغ أكثر من 150 مليون دولار, فيما قد ترتفع هذه التكاليف إلى 250 مليوناً بسهولة بعد الكشف النهائي على الخراب الذي اكتسح المخيم عن بكرة أبيه«.

وذكرت مصادر إعلامية أميركية على شبكات الإنترنت محسوبة عادة على وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) أنه »إذا ما أضيف إلى التكاليف المتوقعة لإعادة إعمار مخيم نهر البارد الذي قد يكون 85 في المئة منه نهباً للجرافات, ثمن الأسلحة والذخائر الأميركية والأوروبية والعربية التي أرسلت إلى الجيش وقوى الأمن الداخلي اللبنانية منذ اندلاع المعارك عبر جسور جوية مازال بعضها مستمراً حتى الآن, يتوقع المراقبون الميدانيون الدوليون أن تبلغ الخسائر أكثر من نصف بليون دولار, كان يمكن لها في حالات السلم أن تعيد تسليح الجيش اللبناني وأجهزة الأمن الداخلية بأسلحة نوعية هي الأحدث في الترسانات الغربية والعربية تجعل تلك القوات المسلحة من بين جيوش المنطقة المتقدمة والفاعلة التي يحسب لها حساب«.

ونقلت مصادر اللوبي اللبناني في واشنطن عن مسؤولين عسكريين في وزارة الدفاع الأميركية »البنتاغون« قولهم »إن الجيش اللبناني قد يكون خاض لأول مرة منذ إعلان الحرب الدولية على الإرهاب, المعركة الأعنف والأشد قساوة التي تفوق معارك الأميركيين ضد تنظيم القاعدة في أفغانستان عامي 2001 و2002 وخصوصاً معركة تورا بورا التي خاضها الأميركيون بأسلحتهم الجوية وقنابلهم قريبة الفاعلية من القنابل النووية, ولكن دون مواجهة الإرهابيين أو مشاهدتهم أو خوض معارك وجها لوجه معهم, كما فعل الجيش اللبناني في مخيم نهر البارد, خصوصاً وأن أعداد مقاتلي عصابة فتح الإسلام البالغة أكثر من 600 مقاتل متمرس خاض معارك شوارع في العراق وأفغانستان وأماكن أخرى في المنطقة, بعد انضمام مجموعات فلسطينية إليهم من فصائل الرفض التابعة لسورية مثل الجبهة الشعبية - القيادة العامة وفتح - الانتفاضة وجند الشام وحماس والجهاد الإسلامي ومجموعات سلفية أخرى يحركها نظام دمشق و»حزب الله« وبعض السفارات في بيروت مثل السفارتين الإيرانية والقطرية وفئات تابعة لليبيا التي بدأت - حسب مصادر استخبارية عربية وأوروبية - »مسيرة العودة إلى الساحة اللبنانية التي كانت أخلتها منذ نيف وعقدين من الزمن«.

وقال المسؤولون العسكريون الأميركيون إن »خسارة الجيش اللبناني البالغة نحو مئة شهيد في مواجهة أشرس المقاتلين العقائديين ذوي التديب المتفوق في معارك شوارع بلغت أحياناً حدود استخدام السلاح الأبيض, يفوق تعدادهم على ال¯ 600 إرهابي, لا تعد خسارة فادحة, بل أقل بكثير مما يخسره الجيش الأميركي في العراق في خلال تسعة أسابيع دون أن يخوض معارك شبيهة بمعركة نهر البارد, ودون أن يواجه هذا العدد الضخم من المسلحين المجربين مرة واحدة«.

وكشف الأوساط الحكومية اللبنانية ومصادر اللوبي اللبناني في واشنطن النقاب ل¯ »السياسة« في اتصالين بها من لندن عن أن »دولاً خليجية وأوروبية أبلغت حكومة فؤاد السنيورة باستعدادها إعادة بناء مخيم نهر البارد ودفع التعويضات لسكانه ولعائلات ضحايا الجيش والمدنيين الذين تعرضوا في الأيام الأخيرة لقصف صواريخ كاتيوشا من داخل المخيم, كما أبلغت قيادة الجيش ووزارة الدفاع اللبنانيتين بأنها مستمرة في إرسال السلاح والمعدات والذخائر إلى القوات المسلحة لجعلها أكثر قدرة على مواجهة المخاطر الداخلية والخارجية المتوقعة خلال الأشهر الإثني عشر المقبلة«.

جبهتان سوريتان جديدتان

ونسبت مصادر اللوبي اللبناني إلى المسؤولين العسكريين الأميركيين قولهم: »إن معركة نهر البارد منحت الجيش اللبناني خبرات قتالية ومعرفة جديدة باستخدام السلاح ما كان ليبلغ مستواها العالي جداً بعمليات التدريب الروتينية المتبعة, وجعلته قادراً على خوض معارك مشابهة على جبهات أخرى خصوصاً وأن المراقبين السياسيين والأمنيين والعسكريين الغربيين والعرب يتوقعون بعد انتهاء معركة نهر البارد والقضاء على عصابة فتح الإسلام, أن يفتح النظام السوري جبهتين إحداهما في أحد المخيمات الفلسطينية ذات السيطرة المناوئة لمنظمة التحرير وحركة فتح التابعتين للسلطة الفلسطينية في الضفة الغربية, والأخرى في تصعيد الهجمات على القوات الدولية »يونيفيل« في جنوب لبنان وربما استهدافها في البحر هذه المرة«.

وقال المسؤولون العسكريون إن »الأوضاع الهشة في مخيم عين الحلوة قرب صيدا الجنوبية رغم سيطرة فتح عليه, ترشحه لأن يكون مسرحاً جديداً لعمليات إرهابية ضد الجيش اللبناني, ما سيضطره للرد عليها بقسوة قد تشعل ذلك المخيم الأكثر كثافة سكانية بين مخيمات لبنان«.

 

من (الحقائق) الرئاسية: 118 صوتاً... هل صنعت رئيساً قوياً?

الأنوار/هل هناك حقّاً عملية خلط أوراق نيابية? وما حقيقة انقلاب الأدوار والمواقع بما يؤدي الى (توازن رعب) بين الأكثرية والأقلية في مجلس النواب بما يُعطِّل عملية انتخابات الرئاسة? ان ما يجري يُشكِّل عملية تزوير سياسية واستخفافاً بعقول الناس واستنباط بدع دستورية ثم تقديمها للرأي العام على انها حقائق.

كلُّ السجال يدور ويتمحور حول انتخابات رئاسة الجمهورية وكلُّ فريق يقوم كلَّ يوم بعملية (بوانتاج) لعدد النواب في هذا المعسكر أو ذاك. (النغمة) السائدة ان الرئيس المقبل يجب أن يحوز على أكبر عدد ممكن من الأصوات لئلا يكون ضعيفاً وواقعاً في عزلة. لنناقش هذه المقولة ونقارنها بما سبق من انتخابات. الرئيس الحالي انتُخب بأكثرية 118 صوتاً، فهل كان عهده قويّاً? واستطراداً ماذا حققت له أكثرية الـ118 نائباً?  في المقابل، الرئيس الراحل سليمان فرنجيه انتُخب بأصوات النصف زائد واحد، فهل كان رئيساً ضعيفاً? نتجاوز ما يطرحه بعض السياسيين اليوم لنقول:

هناك مرشحون لانتخابات الرئاسة المقبلة سيبقون ضعفاء حتى لو نالوا أصوات كل نواب المجلس، وهناك مرشحون لديهم من القوة ما يخوِّلهم لأن يكونوا رؤساء أقوياء حتى لو نالوا نصف الأصوات زائد واحد.

الخطأ الشائع الثاني يتمثَّل في بعض الطروحات ومنها (المرشح التوافقي). في كل الإنتخابات الرئاسية التي جرت في لبنان منذ الإستقلال الى العام 1998، مَن كان مرشحاً توافقياً?

فحتى الرئيس شارل حلو لم يكن توافقياً. ثم، هل يُدرِك المهلِّلون للإنخفاض (المفتَرَض) لعدد نواب الأكثرية ان هذا الإنخفاض يُخفِّض منسوب الآمال باجراء الإنتخابات. فما قيمة إقرار الجميع تقريباً بوجوب نصاب الثلثين في الدورة الأولى إذا كان هذا النصاب مستحيلاً، فالأكثرية لن تؤمن النصاب ليُنتَخَب مرشح المعارضة. وقوى 8 آذار لن تؤمن النصاب ليُنتَخب رئيس من 14 آذار. فهل يستفيق اللبنانيون صبيحة 25 تشرين الثاني والبلاد من دون رئيس?

على رغم هذا السؤال المرعب فإن ثمة تأكيدات من مراجع داخلية وخارجية ان الانتخابات ستجري، وتبلغ الثقة بهذه المراجع الى حدِّ القول: (مَن يَعِش يرَ)، وربما لهذا السبب تمتنع الأكثرية عن الرد على بورصة نقل النواب من هذا المعسكر الى ذاك، وترفض الإنزلاق الى لعبة الأرقام (البوانتاج) بسبب إدراكها ان انتخابات الرئاسة ليست مرهونة بنائب أو أثنين قرّرا لسبب ما أو لوعدٍ ما، أن يتمايزا او أن يقفا على الحياد. مع الإحترام الكامل للسادة النواب، فإن الإنتخابات الرئاسية في لبنان تُطبَخ في العواصم وتُقدَّم في العاصمة اللبنانية وكل الدلائل والمؤشرات تُنبئ بأن عملية (الطهي) بدأت ووصلت رائحتها الى بيروت، ومن هنا نفهم الإعتراضات المبكرة، ومن طلائعها الإعتراض المدوّي من أحد المرشحين.

 

ما الذي يحدد مصير المنطقة ?

رفيق خوري

عام 2007 مصيري، يقول الرئيس بشار الأسد في خطاب القسم لولاية ثانية تمتد سبع سنوات. وهذا ما يقوله اللبنانيون الذين وصلت أزمتهم الى أعلى مراحلها، وهم يواجهون خياراً مصيرياً في الخريف ولا يعرفون إن كانوا على الطريق الى انتخاب رئيس للجمهورية يبدأ مرحلة الانقاذ أو الى الفراغ والفوضى. لكن الرئيس السوري الذي قلّ ذكر لبنان في خطابه من دون أن يغيب عن جوهره، كان يتحدث عن أمور أكبر، عبر الجزم بأن الأشهر الباقية من العام الحالي (ستحدد مصير المنطقة ومستقبلها، وربما العالم كله). ومن النادر أن يذهب رئيس دولة عربية الى هذا المدى من التحديد في رسم الصورة. فما هي المعطيات والحسابات لديه? وفي أي اتجاه تتحرك التطورات? في الخطاب اشارات مهمة تطرح أسئلة بمقدار ما تقدم أجوبة. فلا شيء يوحي أن التسوية مع اسرائيل مرشحة للتحقق هذا العام، سواء حصلت دمشق أو لم تحصل على ما تطلبه وهو (وديعة أولمرت) على غرار (وديعة رابين). وهي، ولو تحققت، فلن تكون وحدها كافية لتحديد مصير المنطقة. فضلاً عن ان أولمرت مهدد بالغياب عن المسرح في الخريف. ولا أحد يعرف إن كان الكلام على (حرب الصيف) جدياً أو مجرد تهويل. وهي، لو وقعت، فلن تحدد المصائر بمقدار ما تزيد الأوضاع تعقيداً في منطقة لم تتغير بالحروب ولا بالتسويات.

الواضح في الخطاب هو رؤية دمشق للوضع الدولي. فالقوة العظمى (افتقدت الرؤية العقلانية المنصفة). وأوروبا ربطت سياستها بأميركا. و(المجتمع الدولي يفتقد للارادة الجدية في تحمل مسؤولياته عندما يتعلق الامر بحقوقنا وقضايانا). والرد السوري على الدعوات المتناقضة في مجلس الأمن وسواه الى الامتناع عن لعب دور في لبنان والعراق وفلسطين والحض على لعب دور آخر هو ببساطة (ان سوريا لن تلعب دوراً ضد مصلحتها).

ومن هنا الشعور ان التركيز على خريف بوش في العراق. فالرهان يبدو على فشل المشروع الأميركي في المنطقة بعد الفشل في العراق والوصول الى حتمية الانسحاب وهو فشل مدوٍ، مهما يكن محتوى التقرير الذي سيقدمه الجنرال بيتريوس الى الكونغرس في أيلول. ومن الصعب على بوش (انتزاع النصر من بين أنياب الهزيمة)، ولو قرر توجيه ضربة عسكرية لايران. لكن السؤال هو: من يربح ما تخسره أميركا? القوى الوطنية الليبرالية أم القوى الأصولية المتشددة? من يضمن الربح في حرب أهلية في العراق تقود الى تورط عسكري إقليمي? واذا كان الرابح هو المشروع الايراني في المنطقة، فكيف تكون حال العرب والتحالف بين دمشق وطهران? الصورة سوريالية، وإن كانت التطورات دراماتيكية.

 

 عشرات من جثث مسلحي «فتح الإسلام» مطمورة في مخيم «البارد» وشهداء الجيش اللبناني 107 ..

كوسران يطلب في دمشق حفظ إيجابيات سان كلو وواشنطن تشدّد على «أهداف مشتركة» مع باريس

نيويورك , بيروت - راغدة درغام - الحياة - 19/07/07//

توقعت مصادر ديبلوماسية في بيروت أن ينسق الموفد الفرنسي جان كلود كوسران جهوده مع الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، خلال زيارة للقاهرة سيقوم بها في الساعات المقبلة ويلتقي اثناءها المسؤولين المصريين.

وأوضحت المصادر لـ «الحياة» ان كوسران سيوسع مشاوراته الاقليمية قبل العودة الى بيروت من أجل «تطوير الأجواء الإيجابية التي نجمت عن اللقاء الحواري في سان كلو في فرنسا، مؤكدة ان هذا هو فحوى زيارته دمشق واجتماعه الى كبار المسؤولين السوريين. فهو «لم يذهب الى هناك من أجل طلب موافقتهم على إجراء الاستحقاق الرئاسي في موعده باعتبار هذا الأمر من البديهيات، بل من أجل أن يساعدوا في حفظ المناخ الايجابي الذي نتج من لقاء سان كلو لأن باريس تعتقد بوجوب الانتقال من هذا المناخ الى مستوى آخر عملي أكثر في إحداث التقارب في المواقف بين الفرقاء اللبنانيين ليتمكنوا من معالجة الازمة في بلدهم».

وذكرت المصادر ان لدى كوسران نية لزيارة الرياض والتباحث مع القيادة السعودية قبل ان يعود الى بيروت، لكن موعد زيارته المملكة العربية السعودية لم يكن تحدد بعد، عصر أمس.

وقالت لـ «الحياة» مصادر قيادية في المعارضة اللبنانية ان تحفظها عن عقد اجتماع في بيروت مماثل للذي انعقد في سان كلو، بعدما تردد ان الجانب الفرنسي يرغب في ذلك، يعود الى ان اللقاء في فرنسا مفهوم، لكنه اذا حصل في بيروت، برعاية فرنسية فهذا يعني القفز فوق التحرك العربي، سواء من الجامعة العربية أو من الجانب السعودي اللذين سبق ان اقترحا عقد مثل هذه اللقاءات، لكن المعارضة اشترطت ضمان التوصل الى نتائج. والاستجابة الى اقتراح تكرار اللقاء من الجانب الفرنسي، ستُفهم على انها تجاهل للاقتراحات العربية مقابل التجاوب مع الاقتراحات الفرنسية نفسها في وقت لا مصلحة لبنانية في ذلك.

في واشنطن (أ ف ب) قال الناطق باسم الخارجية الاميركية شون ماكورماك: «حصلت مبادرات من جانب عدد من الدول وعدد من الموفدين لإقناع سورية بتغيير تصرفها». وأضاف: «لا نزال ننتظر». وقال ان الولايات المتحدة مقتنعة بأن فرنسا تبقى «شريكاً ممتازاً» حول الملف اللبناني، و «يمكنني ان أؤكد لكم اننا نتقاسم الأهداف ذاتها: تشجيع استقلال لبنان والاصلاحات الاقتصادية والسياسية في لبنان، اضافة الى إحالة المسؤولين عن اغتيال الرئيس رفيق الحريري على العدالة».

من جهة ثانية، علمت «الحياة» ان وزير الخارجية الاسباني ميغيل انخيل موراتينوس سيزور بيروت في 30 الجاري، في إطار جولة على المنطقة.

وتزامنت جولة كوسران في المنطقة مع تطورات عسكرية جديدة في المعارك الدائرة في مخيم نهر البارد بين الجيش اللبناني ومسلحي «فتح الإسلام» الذين أفادت الأنباء الواردة من الشمال ان تشديد الخناق عليهم بفعل تقدم الجيش في المخيم تسبب في حال إرباك بينهم، فضلاً عن تشتت مجموعاتهم المحاصرة في عدد من الملاجئ بنيران الجيش واكتشاف مزيد من جثث المسلحين في المناطق التي سيطر عليها. وترددت أنباء يصعب التأكد من صحتها عن مقتل قائدهم شاكر العبسي ونائبه أبو هريرة (شهاب القدور) ومسؤولين آخرين في التنظيم، الا إذا عثر الجيش على جثث هؤلاء. وفيما ترددت أنباء عن خلافات بين من تبقى من مقاتلي «فتح الاسلام»، بين من يريد الاستسلام ومن يريد القتال حتى الموت، واصل الجيش بعد ظهر أمس قصف مواقعهم بعدما استفاد من هدوء الليل لتعزيز المواقع التي سيطر عليها وأزال ركام الأبنية المهدمة من أمام تقدم آلياته ورفع مزيداً من الأعلام اللبنانية على سطوح الأبنية التي تمركزت فيها قواته بعد انكفاء المسلحين منها، وعمل لسحب الجثث من مقابر جماعية دفنت فيها تردد ان عددها 35 جثة، تضاف الى 39 أخرى موجودة منذ بدء المعارك قبل زهاء شهرين في المستشفى الحكومي في طرابلس، حيث تجرى فحوص الحمض النووي عليها للتأكد من هويات أصحابها، ومعظمهم من المقاتلين العرب والسوريين... وهناك عشرات الجثث للمسلحين مطمورة في المخيم.

وإذ سقط 4 قناصة من المسلحين امس بنيران الجيش نعى الأخير 3 شهداء بعدما سحب جثث 4 جنود من تحت أنقاض مبنى ملغّم انهار عليهم أثناء تقدمهم السبت الماضي، وكان رفاقهم انقذوا يومي الأحد والاثنين، وأفاد الجيش ان عدد شهدائه بلغ 107.

وأطلق مسلحو «فتح الإسلام» 18 صاروخ كاتيوشا في اتجاه مناطق سكنية وزراعية في عكار والمنية والضنية، ما أدى الى أضرار في المنازل فاستشهد الفتى علاء زهرمان قرب معمل السكر في عكار، وأصيبت فتاة ووقعت اضرار في عدد من المنازل.

ومساء نقلت وكالة «رويترز» عن الناطق باسم «فتح الاسلام» أبو سليم طه الذي كان غاب عن السمع قبل اسابيع وتردد انه قتل، قوله لقناة «الجزيرة» ان لا مانع لدى التنظيم من العودة الى مسار التفاوض. واضاف: «الكرة في ملعب الطرف الآخر. في ملعب الأطراف التي تقف خلف الجيش اللبناني، ليس في ملعب الجيش اللبناني... بيدهم مفتاح الحل. الآن لا مانع من ان تعود المفاوضات والحلول السياسية الى أرض الواقع، هذا، ليس ببعيد».

لكن الوكالة نفسها نقلت عن مصدر عسكري تعليقاً على كلام طه: «لا نريد إلا ان يستسلموا وهذه كلها دعاية إعلامية لأن الخناق يضيق عليهم».

وكان قائد الجيش العماد ميشال سليمان زار الشمال للتعزية بشهداء الجيش، وتفقد المناطق التي يسيطر عليها الجيش في المخيم، مؤكداً ان «ما يبذله العسكريون من تضحيات يهون أمام منعة الجيش». وزاد ان «العديد من الفرص أتيحت أمام عناصر فتح الاسلام لتسليم أنفسهم الا ان هؤلاء المجرمين استمروا في عنادهم العبثي... الأمر الذي لم يترك أمام القيادة سوى اتخاذ القرار بإنهاء هذه الظاهرة».

بيان رئاسي لمجلس الأمن

وفي نيويورك، اتفقت الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا على عناصر مشروع بيان رئاسي لمجلس الأمن في شأن تنفيذ القرار 1701 يتضمن نواة آلية مراقبة على الحدود اللبنانية - السورية، لمنع تسريب الأسلحة، و «يندد» بعدم تحرك الحكومة السورية لترسيم الحدود مع لبنان، ويرحب «بالتقدم المتين» نحو تحديد موقع مزارع شبعا الذي أحرزه الخبير الجغرافي للأمم المتحدة، ويصف مسألة مزارع شبعا بأنها «رئيسية» و «مركزية» لتحقيق «وقف نار دائم» بين لبنان واسرائيل، ويدعم اطلاق الأمين العام بان كي - مون «عملية» جس نبض واستكشاف أثار المقترح الانتقالي الذي تقدمت به الحكومة اللبنانية في النقاط الـ7 الذي تضمن وضع مزارع شبعا تحت وصاية الأمم المتحدة الى حين تحديد ملكيتها أو ترسيم الحدود بين لبنان وسورية في شأنها.

وعلمت «الحياة» ان مشروع البيان يتطرق الى مختلف أوجه القرار 1701 الذي تبناه مجلس الأمن بموجب الفصل السابع من الميثاق ويتضمن حظر الأسلحة الى اي طرف في لبنان غير الحكومة والجيش اللبناني والقوات الدولية (اليونيفيل).

وتحركت الدول الثلاث أمس نحو التفاوض مع الدول الأخرى الأعضاء في مجلس الأمن، وفي مقدمها روسيا والصين، بهدف الاتفاق على مشروع البيان الرئاسي. وتوقعت المصادر ان تستغرف المفاوضات بعض الوقت.

ويخص مشروع البيان الرئاسي بالذكر كلاً من سورية وايران الى جانب دول أخرى، محملاً اياهما مسؤولية خرق حظر التسلح ويعبر عن «قلقه البالغ» من التقارير المتتالية التي «تشير الى خروق لمنع تهريب السلاح على الحدود اللبنانية - السورية»، ويدعم «توصيات» «اللجنة المستقلة لتقويم الحدود» اللبنانية - السورية ويطلب من الأمين العام، بالتشاور مع الحكومة اللبنانية، مراقبة تنفيذ التوصيات بما في ذلك «عبر تقارير لفريق خبراء أمن الحدود المستقلين» في زيارات مستمرة.

وتأتي هذه الاشارة في مشروع البيان الرئاسي لتمثل آلية مراقبة مستمرة للحدود يرافقها اعتزام مجلس الأمن «مراقبة التقدم عن كثب مع النظر الى اتخاذ خطوات اضافية أخرى ملموسة وعملية لتحقيق» منع خروقات وانتهاكات حظر السلاح، «حسبما تقتضي الحاجة».

ويأخذ مجلس الأمن علماً «بغياب أي تعاون بين لبنان وسورية» حول هذه المسألة و «يدعو» الى انشاء تعاون على المستوى العملي في هذا الصدد بأسرع ما يمكن. كما يرحب المجلس بنموذج المشروع الألماني لمراقبة الحدود الشمالية للبنان ويحض الدول والمنظمات الاقليمية على تزويد الحكومة اللبنانية بالمساعدة التقنية من تدريب ومعدات الى جانب انتشار خبراء أمن الحدود على الحدود اللبنانية - السورية.

و«يندد» المشروع بغياب أي تحرك للحكومة السورية لاحياء لجنة الحدود المشتركة مع لبنان «الامر الذي يتنافى مع ما لمح اليه الرئيس السوري بشار الاسد أثناء اجتماعه مع الأمين العام في 24 نيسان (ابريل)».

واستمع مجلس الأمن أمس الى إحاطة من مبعوث الأمين العام الى عملية السلام مايكل وليامز، حول تقريري تنفيذ القرار 1701 وبعثة تقويم مراقبة الحدود اللبنانية - السورية كما استمع الى احاطة من دائرة حفظ السلام حول وضع «اليونيفيل» في الجنوب اللبناني.

وصرح وليامز في أعقاب تقديمه الاحاطة ان الحكومة السورية رفضت التعاون مع الأمم المتحدة بشأن وثائق تتعلق بمزارع شبعا، وقال «حاولنا الحصول على معلومات من الحكومة السورية وطلبنا تحديداً سجلات اجتماعات الحدود اللبنانية - السورية لعامي 1963 - 1964 انما، وحتى الآن، لم نتلق أي تعاون في هذا الصدد من الحكومة السورية».

السفير السوري، بشار جعفري، قال إن لا ضرورة للتحدث عن تعاون أو عدم تعاون سوري لأن دمشق نقلت موقفها الى الأمين العام والى وليامز «وقلنا ان أي تعاون سوري في هذا الموضوع يتم وفقاً للتفاهم السوري - اللبناني الذي كان الطرفان توصلا إليه في شهر تموز (يوليو) الماضي خلال العدوان الاسرائيلي ومفاده ان سورية ولبنان يقرّان ويعترفان بضرورة ترسيم حدود شبعا بعد تحرير الجولان السوري. هذا الكلام موثّق وهو اتفاق سوري ولبناني وبالتالي هذه المسألة بمعنى ترسيم مزارع شبعا مسألة ستأتي وفقاً للتفاهم السوري اللبناني في هذا المجال».

وبحسب وليامز، بحث أعضاء مجلس الأمن في الجلسة المغلقة أمس مطولاً في مسألة الحدود اللبنانية - السورية وما أبرزه تقرير اللجنة المستقلة من «مشاكل جدية جداً تتعلق بالحدود وبالذات ضعف قدرات الوكالات اللبنانية للسيطرة على تلك الحدود».

وقال ان في ما يخص مزارع شبعا وصل خبير ترسيم الحدود الى «المراحل النهائية» من عمله. وأشار وليامز الى وثائق ومواد عُثر عليها في الارشيف الفرنسي والى معلومات مكثفة اعطتها الحكومة اللبنانية والى محادثات يعتزم الخبير اجراؤها في زيارته الى اسرائيل قريباً

 

كوشنير وموسى يزوران بيروت معاً في 28 الجاري... و «شراكة» بين المبادرتين ...

سورية تعد كوسران بـ «بذل الجهود» مع اللبنانيين لحل مشكلتي الحكومة والرئاسة «على أساس الدستور»

دمشق - ابراهيم حميدي- الحياة - 19/07/07//

أسفرت زيارة جان كلود كوسران مبعوث وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير الى دمشق عن حصوله على وعد سوري بـ «بذل كل الجهود الممكنة» للمساعدة في توصل الأطراف اللبنانيين الى اتفاق في شأن مسألتي تشكيل حكومة وحدة وطنية والانتخابات الرئاسية اللبنانية «على أساس احترام الدستور اللبناني».

وأوضحت مصادر ديبلوماسية غربية لـ «الحياة» أمس ان كوسران أبلغ الجانب السوري وجود «شراكة» بين المبادرة الفرنسية و»مهمة» الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى لحل الأزمة اللبنانية، ونية وزير الخارجية الفرنسي برنارد كوشنير وموسى زيارة بيروت معاً في 28 الجاري قبل تقديم الأمين العام تقريره إلى المجلس الوزاري العربي نهاية الشهر الجاري.

وأجرى كوسران أمس جلسة محادثات مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم في حضور معاونه للشؤون الأوروبية عبد الفتاح عمورة، قبل ان يعقد لقاء من نائب الرئيس فاروق الشرع في حضور معاونه اللواء محمد ناصيف. والتقى المعلم ثانية المبعوث الفرنسي على مأدبة غداء أقيمت بمشاركة ديبلوماسيين سوريين وفرنسيين. وجاء في بيان رسمي سوري ان الشرع أكد لكوسران «دعم سورية كل جهد يؤدي إلى التوصل إلى إنهاء الوضع المتأزم في لبنان عبر صيغة تتوافق عليها جميع الأطراف اللبنانية»، وأن المعلم «أكد الحرص الكامل على دعم ما يتوافق عليه اللبنانيون واستعداد دمشق لبذل كل الجهود الممكنة للمساعدة على التوصل إلى اتفاق بين الأطراف اللبنانية لحل خلافاتهم على أساس احترام الدستور اللبناني وصيغة العيش المشترك بما يضمن تحقيق الأمن والاستقرار في لبنان».

وفهم من البيان السوري تأكيد دمشق اهمية انتخاب رئيس للبنان وفق قواعد الدستور وعدم امكان انتخاب رئيس من دون مشاركة المعارضة وفق صيغة تقوم على دعوة نائب رئيس البرلمان لجلسة تضم 63 نائباً لانتخاب رئيس جديد. وكانت دمشق شددت في مناسبات عدة على ان «لبنان لا يحكم بوجود أغلبية وأقلية، بل بالتوافق بين جميع الطوائف اللبنانية».

وأوضح البيان ان كوسران أطلع المعلم على»الجهود التي تقوم بها فرنسا لتقريب وجهات النظر بين الأطراف اللبنانية ونتائج الحوار اللبناني الذي أجري اخيراً في سان كلو»، فيما أعلن المبعوث الفرنسي في تصريحات صحافية ان وزير الخارجية السوري «وافق على عناصر المبادرة الفرنسية لأنها ساهمت في الحوار بين اللبنانيين». واسترجعت المصادر الدبلوماسية الغربية ما قيل في شأن عدم توصل اجتماعات سان كلو إلى اتفاق المشاركين على «إعلان نيات» بينهم بسبب لخلاف على كيفية مقاربة الأزمة اللبنانية بين مطالبة قوى 14 آذار «التزامن» بين حل مشكلتي حكومة الوحدة الوطنية والرئاسة وتمسك المعارضة بـ»الفصل» بين الاستحقاقين. وكانت مصادر رسمية سورية قالت قبل أيام ان دمشق أبلغت عدداً من زوارها دعم المبادرتين الفرنسية والعربية لـ «إيجاد صيغة توافقية للحل بين الأطراف اللبنانية» ودعم دمشق «تحقيق التوافق بين الأطراف اللبنانية لتشكيل حكومة وحدة وطنية». ويقول المسؤولون السوريون انهم يريدون ان يكونوا «جزءاً من حل المشاكل في المنطقة، ويجب ان ينظر إلينا على هذا الأساس». لكنهم يبدون «بعض الحذر» إزاء التعاطي مع الجهود الفرنسية إلآ حين معرفة طبيعة الدور الذي تتوقعه باريس لأن من «الأساسي لسورية ان لا يطلب منها دور يتناقض مع مصلحتها الوطنية»، وعلى أساس ان علاقة سورية مع المعارضة اللبنانية هي»تحالف وصداقة لا تتضمن الضغط على اطرافها».

وعلم ان كوسران تحدث في دمشق عن «التكامل» بين المبادرتين الفرنسية والعربية في لبنان. وقالت المصادر الديبلوماسية الغربية ان باريس ترى «شراكة» مع موسى الذي كان على»اطلاع كامل على الجهود الفرنسية» واتفاق الطرفين على ان يزور كوشنير وموسى بيروت في 28 الجاري ما يوفر»ارتياحاً للمعارضة اللبنانية التي تبدي حذراً من التحرك الفرنسي»، علماً ان جولة كوشنير تشمل»لبنان فقط».

وأوضحت المصادر ان زيارة كوسران إلى دمشق، وهي الأولى لمسؤول سياسي فرنسي منذ اكثر من ثلاث سنوات، تدل على «إشارات إلى اختلاف أميركي - فرنسي إزاء الشرق الأوسط» بين اعتبار واشنطن «لبنان منطلقاً لأهدافها في الشرق الأوسط وأهمية لبنان الذاتية لباريس»، مشيرة إلى «خلاف آخر» في شأن دعوة الرئيس جورج بوش إلى مؤتمر للسلام، ذلك ان «باريس تريد مشاركة كل الأطراف المعنية ولجنة المبادرة العربية» التي تضم سورية. وزادت المصادر ان الإدارة الفرنسية بعثت كوسران إلى سورية «على رغم كل ما قيل عن ضغط أميركي لعدم الحوار مع دمشق». وأشارت المصادر إلى ان ديبلوماسيين فرنسيين يتحدثون في جلسات مغلقة انه كان «من الخطأ» عدم قيام كوسران بزيارة دمشق قبل جلسات حوار سان كلو لأن «الجميع يعرف ان أي حل في لبنان لن يمر من وراء ظهر السوريين» وان الرئيس اللبناني هو»خلاصة توافق لبناني وإقليمي ودولي». وكانت دمشق بعثت اكثر من إشارة في شأن دعم المبادرة الفرنسية باتجاه حل الأزمة اللبنانية. وذكّرت مصادر سورية مطلعة بتأكيد المعلم «الدعم الكامل» للمبادرة على غداء عمل مغلق مع السفراء الأوروبيين ثم تعاطي وسائل الإعلام الرسمية السورية «مع المبادرة في شكل إخباري من دون تعلقيات سلبية». كما تبادل الرئيسان الأسد ونيكولا ساركوزي برقيات التهنئة ثلاث مرات في اقل من شهر، تزامناً مع استمرار الاتصالات الديبلوماسية بين السفير الفرنسي ميشل دوكلو والخارجية السورية

 

تقرير إسرائيلي جديد ينتقد أولمرت والجيش لـ«إخفاقهما» في حماية المدنيين خلال حرب لبنان

الناصرة -الحياة - 19/07/07//

حمل تقرير رسمي اسرائيلي جديد نشر امس رئيس الوزراء ايهود اولمرت مسؤولية حصول اخفاقات «غير مقبولة» في حماية المدنيين خلال الحرب على لبنان الصيف الماضي. وسلم التقرير الصادر عن مراقب الدولة ميشا ليندنشتراوس الى رئيسة الكنيست داليا ايتسيك. واتهمت الهيئة المكلفة مراقبة عمل المؤسسات العامة في تقريرها اولمرت ووزير الدفاع السابق عمير بيريتس ورئيس الاركان آنذاك دان حالوتس وقائد الجبهة الداخلية اسحق غيرشون بانهم «فشلوا فشلا ذريعا في عملية اتخاذ القرارات وفي تقويمهم وادارتهم الجبهة الداخلية خلال حرب لبنان». وتابع التقرير ان «الاخفاقات الكبيرة بلغت للأسف مستوى غير مقبول». وتوزعت انتقادات ليندنشتراوس على الحكومة والجيش وفرق الاطفاء والاجهزة الصحية التي تتحمل بحسب التقرير مسؤولية الاخفاقات الخطيرة في حماية المدنيين. وصرح المدير العام لمكتب رئيس الوزراء رعنان دينور بان اولمرت أعد وثيقة من مئة صفحة يرد فيها على انتقادات مراقب الدولة. ودافعت وزيرة الخارجية تسيبي ليفني عن اولمرت. وقالت ان «ليس عليه ان يستقيل»، مضيفةً ان «وظيفة الحكومة هي تصحيح الاخطاء التي يكشفها تقرير مراقب الدولة، وقد بدأنا عمل ذلك». وكانت ليفني دعت اولمرت الى الاستقالة بعد نشر نتائج جزئية في نيسان (ابريل) لتحقيق آخر اعدته لجنة فينوغراد

 

خطر بوش ومخاطر «القاعدة»

الياس حرفوش- الحياة - 19/07/07//

على الذين يراهنون على انسحاب أميركي سريع من العراق، أو على تحول في سياسة إدارة الرئيس بوش حيال ايران، أن يقرأوا بتمعن نص التقرير الذي اصدرته وكالات الاستخبارات الاميركية، والذي يشير الى تحول العراق الى المركز الرئيسي الذي يمكن منه انطلاق الهجمات على مصالح الولايات المتحدة، في الخارج، كما في داخل الولايات المتحدة. فبعد ست سنوات على هجمات 11 سبتمبر يخلص التقرير الاستخباراتي الى ان الولايات المتحدة لا تزال تواجه الخطر الارهابي ذاته الذي واجهته آنذاك، تغذيه تداعيات حرب العراق ونمو التنظيمات الاسلامية المتطرفة. كما انها تخسر على كثير من الجبهات في حربها مع «القاعدة» التي نمت قواها بصورة واضحة خلال السنتين الاخيرتين.

والى جانب هذا التحذير من خطر «القاعدة» على الامن الاميركي، يشير التقرير ايضاً الى «حزب الله» اللبناني، ويرى ان هذا الحزب الذي قام بعمليات ضد رعايا اميركيين في الخارج، قد تكون لديه خطط للقيام بهجمات ضد الولايات المتحدة اذا شعر انه مهدد او ان «راعيته» ايران ستتعرض لضربة من قبل الولايات المتحدة.

ويأتي التقرير في هذا الوقت لينسف كل التطمينات التي اطلقها بوش والمجموعة الحاكمة من حوله حول الدور الايجابي الذي تلعبه الحرب التي يخوضونها في العراق بالنسبة الى الأمن الاميركي. فطوال السنوات الماضية كان بوش ومساعدوه يعلنون ان ثلثي قيادات «القاعدة» قتلوا او وقعوا في الأسر على يد القوات الاميركية، وان غزو العراق بات يحد من قدرة التنظيمات المتطرفة على تهديد الأمن الاميركي لأن «اعداء» الولايات المتحدة يلوذون بالفرار. لقد اطلق بوش هذه التطمينات تحت شعار ان خوض الحرب على «الارهابيين» خارج الحدود الاميركية ضروري لمنعهم من نقل هذه الحرب الى داخل الاراضي الاميركية. غير ان الذي يتبين الآن من هذا التقرير، الذي نشرته ادارة بوش نفسها، انها لم تفشل فقط في مشروعها الداخلي العراقي، الذي تم تحت شعارات تصدير الديموقراطية وتوفير الامن العراقيين وما شابهها، بل هو فشل ايضاً في الجانب الاميركي منه، أي حيث كان يأمل بوش ان يدعمه الاميركيون في حربه العراقية، لأنها ستوفر لهم الامن الذي وعدهم به على ارضهم.

لا أمن للعراقيين في بلدهم، ولا أمن للاميركيين ايضاً. هذه هي النتيجة البائسة من الحرب المفتوحة في العراق التي دخلت عامها الخامس. وقد تستسهل الادارة الاميركية توجيه الاتهامات الى الرئيس الباكستاني برويز مشرف، الذي بات يعاني هو الآخر من تبعات التحالف مع جورج بوش، فتلقي عليه المسؤولية عن استعادة «القاعدة» لنشاطها بسبب الهدنة التي اقامها مع زعماء القبائل في المناطق الحدودية مع افغانستان، والتي يفترض انها اصبحت مقر اقامة قادة هذا التنظيم الذين يحتمون هناك. غير أن ذلك لن يعفي بوش من مواجهة الانتقادات المتصاعدة من قبل الكونغرس وحملات الاعلام الاميركي التي تتهمه بسوء التقدير والتخطيط في هذه الحرب العبثية التي بات صعباً العثور على اي مبرر ايجابي لاستمرارها.

في ظروف اخرى ومع ادارة اخرى، كان يمكن الاستنتاج ان صدور هذا التقرير الاستخباراتي في هذ الوقت هو تمهيد للنزوح الاميركي عن العراق وعن سواه من مواقع المواجهة الخارجية، مثل الساحة الايرانية. غير ان مثل هذا الاستنتاج ليس حصيفاً مع هذه الادارة التي يدفعها الفشل الى مغامرة جديدة لتصحيحه! فالتهديد الأمني الذي لا يزال يشكله الوضع العراقي قد يكون دافعاً لدى هذه الادارة لمواجهة الدعوات الى خروجها من العراق، على أساس ان مثل هذا القرار يشكل خطراً على أمن الاميركيين لا يستطيع أي رئيس تحمل عواقبه. والامر ذاته ينطبق على ايران التي كان لافتاً أن تُعتبر هي ايضاً مصدراً للتهديد نظراً الى رعايتها لـ «حزب الله» وللدور الذي تتهمها ادارة بوش بلعبه لمنع الاستقرار في العراق. ويلتقي ذلك مع التسريبات الصحافية التي ظهرت في الايام الماضية من واشنطن، والتي تشير الى ان النقاش داخل الادارة بات يميل لمصلحة فريق نائب الرئيس ديك تشيني الذي يرى انه لا يجوز ان يترك بوش البيت الابيض والوضع الايراني على حاله من الغموض بالنسبة الى الموضوع النووي، اذ ان بوش وتشيني «لا يثقان» بأن أي رئيس مقبل، ديموقراطياً كان او جمهورياً، سيكون قادراً على حسم الامر مع ايران. شهور حاسمة تنتظر المنطقة، كما قال الرئيس بشار الاسد في خطاب القسم. شهور يجب أن تقلق الجميع لأن عدة بوش للمواجهات لم تنضب بعد.

 

رسائل عديدة في زيارة نجاد للأسد 

الخميس 19 يوليو - إيلاف

 بهية مارديني من دمشق:يزور الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد سوريا اليوم الخميس على رأس وفد سياسي واقتصادي رفيع المستوى تلبية لدعوة الرئيس بشار الاسد.وقال المحلل السياسي الايراني عصام الهلالي في تصريح خاص لايلاف ان زيارة نجاد تاتي ضمن بروتوكول التهنئة للرئيس السوري لكنها على اية حال تحمل رسائل كثيرة منها رسالة من ايران الى العالم انها تقف الى جانب سوريا في أي ظرف كان والرسالة الثانية انه فيما اذا كانت هناك تهديدات اجنبية خارجية للبلدين فانهما معا دائما. واضاف الهلالي ان زيارة نجاد في هذا الوقت يعني ان ايران مستعدة لاي تعاون وعلى اعلى مستوى .واوضح ان الرسالة الاخرى حول العلاقات الثنائية بين البلدين وان الضغوط الاميركية والغربية لايمكن ان تفك سوريا عن ايران مهما كانت المغريات .وشدد  ان نجاد بقدومه الى سوريا يؤكد التحالف بين البلدين والزيارة رسالة تقدير وشكر للموقف السوري وستكون الزيارة دعم كبير للتعاون بين البلدين .واضاف ان المشاريع الايرانية في سوريا تبلغ حوالي المليار دولار واذا نظرنا في المواضيع المقترحة كمشاريع قادمة منها المشروع الثلاثي الايراني الفنزويلي السوري لبناء مصفاة نفط فهناك اتفاق مبدئي كما ان هناك مشروع لمحطة حرارية لتوليد الكهرباء في المنطقة الشرقية اضافة الى مشاريع اخرى الامر الذي يرفع الاستثمارات الايرانية حتى 2 مليار دولار وهذا مؤشر ان العلاقات تتطور بشكل كبير. وقال التلفزيون الايراني ان نجاد سيبحث خلال هذه الزيارة التي تستغرق يوما واحدا مع الرئيس الاسد العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها بين الجانبين اضافة الى القضايا الاقليمية والدولية التي تهم البلدين.وهذه الزيارة هي الثانية من نوعها التي يقوم بها الرئيس الايراني نجاد الى سورية منذ توليه منصبه في تموز عام 2004.وكان الرئيس بشار الأسد زار ايران في 16 شباط الماضي وهي الزيارة  الخامسة له والثانية في عهد الرئيس محمود احمدي نجاد الذي تولى منصبه العام 2005.والعلاقات السورية الايرانية بدأت تأخذ شكلا مميزا بعد انتصار الثورة الاسلامية في ايران وتشكل هذه الفترة تحالفا قويا بالاضافة الى حزب الله.

 

اللعبة المكشوفة لـ «حزب الله» 

الخميس 19 يوليو - المستقبل اللبنانية - خيرالله خيرالله

عندما يسمع اللبناني التهديدات التي يُطلقها المسؤولون في "حزب الله" في كل اتجاه، ليس أمامه من خيارات سوى وضع يده على قلبه. هناك بكل بساطة حزب مسلح يتلقى أوامره من خارج لبنان يسعى الى قلب المعادلة اللبنانية وتغييرها جذرياً انطلاقاً من تمكنه من الهيمنة، ولو موقتاً، على الطائفة الشيعية الكريمة. أدت هذه التهديدات إلى مراوحة الحوار في مؤتمر سان كلو الذي دعت إليه فرنسا مكانه. تبين للمتحاورين في سان كلو أن اللعبة التي يمارسها الحزب المذهبي، الذي يمتلك ميليشيا خاصة به تشكّل بعناصرها اللبنانية لواء في "الحرس الثوري" الأيراني، باتت مكشوفة. لم تعد هناك أسرار في ما يتعلّق بنهج "حزب الله". استطاع اغلاق أبواب مجلس النواب اللبناني وعطل الحياة في وسط بيروت، رمز وحدة لبنان، مستخدماً سلاحه وأدواته المستأجرة تحت ألوان مختلفة كما وفّر غطاء لعصابة "فتح ـ الاسلام" السورية في مخيّم نهر البارد شمال لبنان كي تقتل ما يزيد على تسعين من عناصر الجيش اللبناني. كان موقف "حزب الله" وتوابعه في سان كلو جزءاً لا يتجزأ من المشروع الانقلابي الذي ينفذه الحزب منذ خروج القوات السورية من لبنان. ولذلك لم يوفر مناسبة إلا وشدد على الطلب السوري الداعي إلى قيام ما يسمى حكومة وحدة وطنية في لبنان. الهدف واضح كل الوضوح. مثل هذه الحكومة التي ستحل محل الحكومة الحالية التي تعتبر السلطة الشرعية في لبنان، بل آخر رموز الشرعية اللبنانية، تمتلك مهمة وحيدة. تتلخص المهمة التي ستؤديها ما يسمى حكومة الوحدة الوطنية، أو حكومة الانقاذ، بايجاد فراغ سياسي في البلد. هذا هو المطلب السوري الأول والأخير في هذه المرحلة. هذا هو المطلب الذي يروج له "حزب الله" وأدواته. هذا هو مطلب كل من يسعى إلى تشكيل حكومة قبل اجراء انتخابات رئاسية.

المطلوب الانقلاب على الطائف لا أكثر ولا أقل. تتمثل الخطوة المقبلة المطلوبة سورياً في تشكيل حكومة وحدة وطنية تقود الخلافات داخلها إلى تعطيل الحياة السياسية والادارات الحكومية على كل المستويات وذلك بحجة عدم القدرة على الاتفاق على رئيس جديد للجمهورية. يريد "حزب الله" أن يكون هناك رئيس جديد للجمهورية في جيبه على غرار ما هو حاصل حالياً بالنسبة إلى اميل لحود الذي ليس سوى موظف صغير عند بشار الأسد. في حال لم يحصل ذلك، لن تكون هناك أي مؤسسة لبنانية واقفة على رجليها! إذا لم يكن هناك رئيس جديد للجمهورية يعمل عند السوري، سيبقى لبنان من دون رئيس...

هذا ملخص المشروع الانقلابي الذي ينفّذه "حزب الله"، هذا الحزب الذي يروج مع العاملين في خدمته للفكرة القائلة إن تغييراً طرأ على السياسة الفرنسية وإن باريس في عهد الرئيس نيكولا ساركوزي تريد أن تكون على مسافة واحدة من الجميع في لبنان. ويذهب بعض الأغبياء مع بعض يتامى الجهاز الأمني السوري ـ اللبناني الذي ساهم في عملية اغتيال الرئيس رفيق الحريري إلى حد قول كلام يستهدف اثارة الغرائز المسيحية. يقول هذا البعض إن فرنسا في عهد ساركوزي ترفض الاستناد إلى القاعدة السنية في لبنان وكأن فرنسا في عهد جاك شيراك لم تعمل للبنان، لكل لبنان. لم يدرك هؤلاء الأغبياء بعد أن هذا المنطق يصب في خدمة المشروع الانقلابي الذي ينفّذه "حزب الله" والذي يستخدم قسماً من المسيحيين وقوداً له. كذلك لم يدرك هؤلاء أن فرنسا دعمت رفيق الحريري لأنّه كان رمز لبنان الحضاري المنفتح على العرب والعالم بمسيحييه ومسلميه وليس لبنان "الساحة" التي يحاول المحور الإيراني ـ السوري ابتزاز العرب والعالم من خلالها.

ما كشفه لقاء سان كلو أن المشروع الانقلابي مستمر. ما يفعله "حزب الله" هو كسب الوقت بغية إعداد نفسه لجولة جديدة من العصيان على المؤسسات اللبنانية وما بقي من الشرعية اللبنانية. ليس بعيداً اليوم الذي سيعاود فيه مقاتلو الحزب النزول إلى شوارع بيروت لاحتلال المدينة. فشلوا في ذلك في كانون الثاني الماضي لسببين الأول الخوف الايراني من فتنة سنية ـ شيعية في لبنان والآخر سقوط ميشال عون عند المسيحيين وعدم تمكنه من إغلاق المنطقة ذات الأكثرية المسيحية في وجه المواطنين على غرار ما حصل لاحقاً في وسط بيروت.

ما يجري حالياً على الأرض هو الاستعداد لمرحلة جديدة في سياق المشروع الانقلابي الذي يستهدف تفكيك لبنان وزرع الفوضى في كل زاوية من الوطن الصغير وعلى كل الصعد لتمكين النظام السوري من العودة إليه. الهدف النهائي تحويل لبنان دولة فاشلة. لعبة "حزب الله" مكشوفة. إنه يعتقد أن المحور الايراني ـ السوري يجب أن يوظف لبنان في خدمته بغض النظر عن مصالح اللبنانيين. ولذلك ليس مستبعداً أن يحاول أن يرتكب في بيروت ما ارتكبته "حماس" في غزة.

ينسى الحزب ثلاثة أمور. الأول أن بيروت ليست غزة والآخر أن النظام السوري لا يمكن أن يعود إلى لبنان مهما عمت الفوضى البلد ومهما قتل من اللبنانيين ومهما اعتدت عصاباته على الجيش اللبناني وفتحت جبهات جديدة في المخيمات الفلسطينية. أما الأمر الثالث الذي لا يأخذه في الأعتبار فهو أن هناك حكومة شرعية في لبنان تمثل المصالح الحقيقية لجميع اللبنانيين وتدافع عنها، بما في ذلك مصالح الشيعة. بل تدافع عن مصالح الشيعة أولاً. يبقى السؤال في ظل هذه المعطيات: إلى أي مدى سيذهب الحزب الساعي إلى تغيير طبيعة المجتمع اللبناني في انقلابه؟ هل يتراجع قبل فوات الأوان ام يستمر في وضع اللبنانيين أمام خيارين. إما بغداد الصغرى أو طهران الكبرى.

 

إهداء الدولة الى الخارج عليها ؟

علي حماده/

في الفترة الرمادية الراهنة التي تسبق مرحلة الاستحقاقات الكبرى في الخريف المقبل تقطيع للوقت تتخلله حملة علاقات عامة لـ"حزب ولاية الفقيه" في لبنان تستغل رغبة "فرنسا – كوشنير" في تحقيق اختراق ايجابي ما في لبنان يخفف اندفاع الايرانيين في المشروع السوري لتفجير الداخل اللبناني. ففي لقاء سيل سان - كلو الحواري حقق الحزب المشار اليه اختراقا معنويا في الساحة الفرنسية ودخلها من دون ادنى تنازلات، إذ منح مشروع كوشنير "حزب ولاية الفقيه" منصة سياسية اوروبية ثمينة جداً، من دون ان يتضح حتى الآن ما اذا كان الموفد الفرنسي جان - كلود كوسران نال في طهران وعدا بالتمايز عن النظام السوري في ما يتعلق بتفجير الساحة اللبنانية.

والحال ان ثمة من يعتقد ان فكرة اللقاء الحواري في باريس التي خرجت من مكتب وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير انما اريد منها منح "حزب ولاية الفقيه" ومن خلفه الايرانيين منبراً سياسياً ومعنوياً دولياً اوروبياً، ربما املا في البناء عليه لانتاج صفقة متكاملة مع الايرانيين يكون لبنان احد مسارحها بالاضافة الى فلسطين، وبالطبع الملف النووي الايراني. فهل لاقت النتائج توقعات الوزير كوشنير ؟

ليلة ارفضاض اجتماعات سيل سان - كلو بدا وزير الخارجية الفرنسي كأنه يندفع نحو محاولة تثمير اللقاء بإيفاد السفير كوسران الى بيروت غداً الاربعاء، وبإعلانه انه سيزور بيروت الاسبوع المقبل، مستعجلاً تحصيل ثمن ما للمنبر غير المسبوق الذي قدمه الى الايرانيين في مرحلة حساسة جدا من النزاع النووي، والى حزبهم في لبنان في وقت يعرف كثيرون ان الرئيس نيكولا ساركوزي كان حتى الامس القريب ميالا في صميمه الى وضع "حزب ولاية الفقيه" في لائحة الارهاب الاوروبية. ولكن هيهات ما بين السياسة قبل الحكم والسياسة في الحكم.

من يراقب المواقف السياسية بعد لقاء سان - كلو يدرك ان المعارضة لم تتزحزح حقيقة، ولم تقدم حتى هذه اللحظة صيغة معقولة. فهي تصر على امرين مستحيلين حتى الآن: الاول هو تطيير الحكومة الشرعية الحالية للاتيان بحكومة تتحكم هذه المعارضة في القدرة على تعطيلها واسقاطها في اي وقت. والثاني رفض اعطاء ضمانات بعدم تعطيل الانتخابات الرئاسية ما لم تفرض مرشحها رئيسا جديدا، والمفترض انه الجنرال ميشال عون، وذلك تحت عنوان التوافق. حتى ان الجنرال المذكور يعتبر ان هناك شرين، أكبر هو الفراغ الرئاسي، واصغر هو الحكومة الثانية غير الشرعية.

حتى الآن لم يلمس اللبنانيون في لعبة الرهان على تمايز ايراني عن مشروع النظام السوري التخريبي للبنان سوى شيء من التهدئة في الشارع اللبناني، وضبط للاحتقان الشيعي - السني. وعدا ذلك يستمر التعطيل ومنع مشروع الدولة، واحتجاز اللبنانيين رهائن للمشروعين "الامبراطوري" الايراني، والتدخلي السوري.

لكن ما يقلق فئات واسعة من اللبنانيين هو الشغل الايراني على تطيير معادلة الطائف من اجل احلال معادلة جديدة للنظام تقوم على ثلاثية تخفي في حقيقة الامر تعزيزا لموقع بيئة يمسك بمعظمها "حزب ولاية الفقيه" على حساب الشيعة المستقلين والسنة والمسيحيين وسائر الطوائف الاصغر حجما في التركيبة اللبنانية، وعنوانها "المثالثة". واذا كنا لا نرى فارقا بين لبناني شيعي وآخر سني او مسيحي، فإن مجرد طرح مشاريع من هذا القبيل في هذه اللحظة بالضبط  يزيد التحسس المذهبي والطائفي، باعتبار ان ثمة بيئة معينة يحاول فريق سياسي عقائدي ان يستغلها لتحصيل اثمان كبيرة بناء على امتلاكه وحده السلاح والمال، وتمتعه بكثرة عددية. وهذا تحديداً يعتبر مناقضا لروح التركيبة اللبنانية القائمة على التوازنات الدقيقة، والتي يشكل استسهال التلاعب بها وصفة مثالية لإشعال حروب أهلية. ولا يحتاج المراقب الى كبير عناء ليدرك ان المشاريع التي يطرحها الايرانيون بهدف تطيير اتفاق الطائف لا تنطلق من رغبة بريئة في تحسين الواقع الشيعي في لبنان (وهو في الحقيقة ممتاز) بمقدار ما يهدف الى توسيع نفوذهم فيه بواسطة حزب يتحكمون به، وهو بدوره يتحكم بجمهور شيعي كبير لاسباب كثيرة.

ان حقيقة المعادلة التي يطرحها الايرانيون على الفرنسيين ( تطيير الطائف) تتلخص في ما يأتي: نتخلص من الدولة ضمن الدولة بإهداء الدولة الى الخارجين عليها !

 

وزير "بروفـيزوار"؟!

راجح الخوري/من منظار لبناني محايد تبدو وزارة الخارجية الفرنسية في هذه الايام كأنها ورشة هائلة للارتجال والتناقضات.

بالتأكيد يستطيع رئيس ديناميكي مثل نيكولا ساركوزي ان يلاحظ الآن ان برنار كوشنير الذي عمل طويلا في مجال "اطباء بلا حدود"، قد حمل معه الى وزارة الخارجية ما يمكن اعتباره بحق "فوضى بلا حدود"، وهو ما لا تتحمله مصلحة فرنسا ودورها المميز في الشرق الاوسط والعالم.

طبعا ليس هناك من ينسى للحظة ان خطوط الديبلوماسية الفرنسية تُرسم بتعاون وثيق بين ساركوزي شخصيا ومستشاره السياسي الالمعي جان ديفيد ليفيت، فهل يعني هذا ان وجود كوشنير في وزارة الخارجية هو لمجرد فترة عابرة، او بالاحرى فترة الانعطافات الحادة التي يحتاج العهد الجديد الى اجرائها لجعل بصمات "الساركوزية" تنزل مكان ارث الشيراكية الطويل؟! في كلام اوضح هل يكون كوشنير الوزير "البروفيزوار" الذي سيتم خلعه عندما تكتمل "وجبة البورسيلان" للديبلوماسية الفرنسية؟ من المبكر الرد على هذا السؤال. ولكن بانتظار ما قد يحصل في المستقبل، كان من حق الكثيرين من اللبنانيين وحتى الفرنسيين ان يتساءلوا اول من امس: ماذا يجري في "الكيه دورسيه"؟ وذلك على خلفية مجموعة من البيانات والمواقف المثيرة والمتناقضة؟

ففي حين جدد متحدث باسم الخارجية هو جان باتيست ماتيي موقف فرنسا "الرافض لاي زيارة للسفير جان – كلود كوسران الى دمشق، طالما لم تصدر عن سوريا اشارات ايجابية تتعلق باستقرار لبنان واستقلاله"، رفضت زميلته المتحدثة باسم الخارجية ايضا باسكال ادرياني التعليق على ما اذا كان كوسران سيتوجه الى دمشق ام لا! ومع وصول هذه التصريحات المتناقضة الى بيروت كان كوسران يهبط في دمشق، وهو ما خلق التباسا لا مبرر له على الاطلاق.

هذه واحدة اما الثانية فهي ادهى، ذلك أن ادرياني حاولت ان تقلل من اهمية الزيارة الى سوريا بالقول انها لا تشكل "لقاء على مستوى عال"، وهذا الكلام يفتقر الى ادنى معايير الديبلوماسية لأسباب ثلاثة:

 اولا: لان الزيارة مهمة بالتأكيد فهي اول اتصال رسمي على هذا المستوى بين البلدين منذ فترة ليست بالقصيرة.

ثانيا: لانه لا يجوز التقليل من مستوى جان – كلود كوسران الذي يحمل تاريخا في العمل الاستخباري والديبلوماسي، حيث كان سفيرا في دمشق وارتبط بعلاقات جيدة مع الرئيس حافظ الاسد ويعرف تفاصيل الملف اللبناني احسن من كثير من السياسيين اللبنانيين، وكل هذا يجعله اكثر خبرة من الوزير كوشنير نفسه!

 ثالثا: وهو الاهم لانه لا يجوز ابدا التقليل من "مستوى اللقــاء" لان كوسران اجتمع في سوريا مع نائب الرئيس فاروق الشرع ووزير الخارجية وليد المعلم.

اما الثالثة فلا تقل غرابة عن الاولى والثانية، ذلك ان الوزير كوشنير قال امس ان زيارة كوسران "بادرة على طريق التهدئة مع سوريا" وهو ما يعطيها مستوى عاليا على عكس بيانات الخارجية، ثم انه ربط الزيارة بالقول: "ان بعض العقبات في لقاء سان – كلو ازيل لان سوريا وافقت على ذلك..."(!) بما يعني ان الاتصالات الفرنسية – السورية سبقت ذلك اللقاء، حيث ليس من المستبعد ان يكون كوسران زار دمشق من قبل!!

زيادة في التناقض المثير، وقبل ان يصل تصريح كوشنير الى بيروت وصل تصريح كوسران بعد لقائه مع وليد المعلم وفيه: "ان الوزير المعلم وافق على اعتبار ان عناصر المبادرة الفرنسية ساهمت في الحوار بين اللبنانيين"، وهو ما اوقعـنا في حيرة كبيرة، فهل ان "تجاوب سوريا" هو الذي ازال العقبات من امام لقاء سان – كلو او ان "عناصر المبادرة الفرنسية" هي التي فعلت ذلك؟! ختام الغرائب في "الديبلوماسية الكوشنيرية" يتمثل في قول مصدر فرنسي لزميلتنا في "الحياة" رندة تقي الدين: "ان باريس مقتنعة بوجوب انتخاب الرئيس اللبناني الجديد بموافقة حلفاء سوريا في لبنان من دون ان يعني ذلك ان باريس ستفاوض سوريا على اسم الرئيس المقبل او الحكومة"! يا للحذاقة، ويا للنباهة ويا للفطنة والبراعة. صدّق او لا تصدق، ولكأن كوسران بحث في دمشق في مسائل الطقس، او لكأن حلفاء سوريا يمكن ان يوافقوا على ما لا توافق عليه! حرام على الديبلوماسية الفرنسية الجديدة، لا بل حرام علينا نحن في لبنان، فكوشنير يصنع الاوهام ونحن نشتريها ونأكلها ايضا... ونحسّ بالشبع!

 

وسط ملامح ارتباك فرنسي ومخاوف من رفع سوريا سقف شروطها

شكوك تسابق الآمال في نجاح باريس حيث فشل آخرون

روزانا بومنصف     

رغم الأهمية التي أولاها الرئيس الفرنسي الجديد نيكولا ساركوزي للبنان في سياسته الخارجية والتي تمثلت في تأكيد لا لبس فيه التزام فرنسا دعم حكومة لبنان الشرعية وفق ما ترجمه ساركوزي في الرسائل التي وجهها الى رئيس الحكومة فؤاد السنيورة او في استقباله له، معبّراً بقوة عن استمرار فرنسا في دعم سيادة لبنان واستقلاله، او في ايفاده وزير خارجيته برنار كوشنير واهتمامه راهناً بالسعي الى حلول للأزمة، فان ثمة ما يقلق أوساطاً سياسية في الأداء الفرنسي الذي ترى هذه الاوساط انه شابه بعض الارتباك. وهذا القلق لا يتعلق باحتمال حصول تبدل في السياسة الخارجية الفرنسية من لبنان على غرار الهواجس التي تبرز حيال تطورات معينة في السياسة الاميركية ازاء لبنان او في المنطقة باعتبار ان فرنسا كانت دوماً اكثر التزاماً حيال لبنان من اي بلد آخر، انما يتعلق بأخطاء او ثغر حصلت وقد تكون مرتبطة بحداثة عهد هذه الادارة التي تود التمايز عن عهد الرئيس جاك شيراك ولكن من دون التخلي عن سياسته التي كانت معتمدة ازاء لبنان.

ففكرة طاولة الحوار في فرنسا التي انطلقت على عجل وعلى نحو شبه عفوي كان لها وقع المفاجأة التي تم تجاوزها ثم ترتيبها بالحد الممكن الذي يكفل لها النجاح، واعلان الوزير كوشنير اطلاعه من "حزب الله" على ان الجنديين الاسرائيليين اللذين اختطفهما الحزب في 12 تموز 2006 لا يزالان على قيد الحياة، ثم نفي الحزب من بيروت ذلك، أمران يثيران قلقاً لدى أوساط سياسية لبنانية من زاويتين على الاقل:

الأولى ان ايفاد السفير جان – كلود كوسران الى دمشق رافقه ايضاً ارتباك لم يخف على المتابعين والمراقبين في بيروت، ولا سيما تبرير الزيارة بانها مرتبطة بالتزام سوريا مسبقاً احترام سيادة لبنان واستقلاله، وذلك قبيل وصول الموفد الفرنسي الى العاصمة السورية، ثم تقليل المتحدثة باسم الخارجية الفرنسية أهميتها، علماً ان الزيارة هي في غاية الاهمية بالنسبة الى سوريا التي يمكنها الاعلان ان الضغط الذي مارسته في لبنان وعليه قد نجح. وحتى تقويم الزيارة، بصرف النظر عن صحة هذه الخطوة في هذا التوقيت او عدم صحتها وعلى رغم ضرورتها على الارجح، باعتبار ان سوريا ربما تفهم الخطوة الفرنسية كما فهمت كل الزيارات في اتجاهها كسراً للعزلة الدولية يتيح لها رفع سقف طلباتها وشروطها والتشدد في ممارسة ضغوطها على لبنان. ويظهر هذا التقويم ارتباكاً في التفسيرات الفرنسية للمعطيات التي احاطت بالزيارة حتى الآن. ذلك انه حين لا يزور كوسران دمشق خلال جولته السابقة في المنطقة التي جرت قبل لقاء سيل سان – كلو، فإنه اوحى لدى توجهه اليها قبيل الجولة الثانية بعد انسداد الافق في سيل سان – كلو، اقراراً بأن دمشق تمتلك مفتاح الحل في لبنان، وهذا ما قالته بعد المحادثات التي اجراها فيها الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى اخيراً وخرج بدون اي نتيجة. ولا يعني ذلك عدم الامل في ان تنتج زيارة كوسران شيئاً، ولكن ثمة خشية لدى الاوساط السياسية عينها من ان تنتهي الزيارة الى ما انتهت اليه وساطة موسى اي تيئيس العرب والغرب في انتظار الوقت الذي يسمح بالمزيد من التسليم لسوريا بتقديم مطالبها في لبنان على مطالب اللبنانيين انفسهم.

يضاف الى ذلك ان الانفتاح على سوريا يدرجه بعضهم في اطار الاجواء التي اوجدتها الرسائل المتفجرة التي وجهت حتى الآن الى القوة الدولية في الجنوب او عبر المنطقة التي تسيطر عليها هذه القوة من خلال صواريخ "الكاتيوشا" التي ارسلت الى شمال اسرائيل واجهض بعضها. والقوة الدولية التي تتألف من دول اوروبية عدة يمكن ان تشكل في وقت ما نقطة ضعف للاوروبيين الذين يضطرون الى تدوير الزوايا السياسية في المنطقة، وفي مسائل كثيرة ربما يحصدون منها نتائج قد لا تكون في مصلحتهم تماماً. وحتى الآن كان الاوروبيون المشاركون في "اليونيفيل" من ابرز الذين حاولوا فتح خطوط تواصل مع سوريا، مع المحافظة على الموقف الداعم للبنان وحكومته الشرعية والمحافظة على استقراره وسيادته. لكن جهود وزيري الخارجية لايطاليا والمانيا وسواهما لم تنتج حتى الآن تعاوناً رغم الوعود السورية اقله في موضوعي ضبط الحدود مع لبنان وتنفيذ القرار 1701.

واذا كانت العبرة في النتائج، فإن الاوساط السياسية اللبنانية تأمل في ان ينجح الفرنسيون حيث اخفق آخرون، علماً ان تفاؤلها ليس كبيراً لهذه الجهة نتيجة "المعنويات" التي تحصل عليها  سوريا جراء الانفتاح عليها وفق المنطق الذي اعتادته من عواصم دول عدة والذي يجعلها ترفع سقف شروطها اكثر فأكثر.

ومع ان الرئيس السوري انتقد معايير تطبيق القرارات الدولية في خطابه قبل يومين، فإنه هو ايضاً يعترض على تطبيق قرارات في شأن التسليم بسيادة لبنان على كل اراضيه وتحديد حدوده.

 

اقترح تبادل الطوائف الرئاسات اذا استمر الوضع على حاله

فرنجية: الحكومــة تستخف بالمسيحيين والسنة يمارسون ما مارسه المسيحيون سابقاً باعتقادهم ان لبنــان لهــم

المركزية - اكد رئيس تيار المردة الوزير السابق سليمان فرنجية ان في لبنان 17 طائفة ومن الخطأ ان تعتقد واحدة ان لبنان لها ومن دونها ينتهي لافتا الى ان السنة في لبنان اليوم يمارسون ما اعتقده المسيحيون في الماضي. لذلك فإن الحكومة تستخف بالمسيحيين واقترح فرنجية تبادل المواقع الرئاسية والصلاحيات بين الطوائف اذا بقي الوضع على حاله.

استضاف الزميل سعيد غريب على شاشة "ان بي ان" فرنجية وقرأ امامه بداية كلاما لجده الراحل الرئيس سليمان فرنجية ونصه الآتي:

"اني اصلي الى ربي كي يكون غدي مثل يومي" فسأله احد الزملاء: "ولماذا يا فخامة الرئيس هذه الصلاة"؟ فقال: "لانني اخشى ان نصل في لبنان الى يوم نترحم فيه على الامس، لاننا يوم امس استطعنا تأمين قوت عيالنا واطعام اطفالنا وأمّنا لقمة عيشنا بكرامة، اما غداً فلا نعرف كيف ستكون عليه الحا، لأن المخطط العسكري الذي افشلناه في السبعينات، مخطط السيئ الذكر هنري كيسنجر الذي كان يهدف الى تقسيم لبنان وتوطين الفلسطينيين فيه لإراحة اسرائيل، اخشى من ان يذر بقرنه مجدداً ولكن من الباب الاقتصادي عبر افقار الشعب اللبناني وتجويعه. وعندما يجوع الشعب يتقبل كل شيء فتضرب ضربتها المؤامرة ويضيع الوطن مقابل لقمة نسعى الى تأمينها لعيالنا. والله يستر". صحيح "الله يستر"، فالجوع على الابواب، والمؤامرة مستمرة وان كانت ادواتها تغيرت واتخذت اشكالا جديدة وعناوين اخرى".

الوزير فرنجيه رد مؤكدا أن الحكمة من التاريخ و طالما ردّد الرئيس فرنجيه هذا الكلام الذي يشبه إلى حد بعيد الوضع اليوم. ورحمة الله مات ولم يرَ ال 40 مليار دولار أميركي دين وإلاّ لكان ترحّم على يوم أمس.

التقسيم والتوطين: المصالح الدولية هي التي تؤثر، فما يعتبر مصلحة عند دولة يعتبر مؤامرة في دولة أخرى مثلما هو حاصل في لبنان، والبلد لو لم تكن أرضه خصبة لما تمكن المتآمرون كما على أيام كسينجر الذي راهن على التقسيم في ظلّ عاملين له فسقط في لبنان والمنطقة. والمشكلة أن لدى القوى العظمى دائماً مشروعاً وهي تدغدغ مشاعر الأقليات عن تقسيم و فدراليات وترضي الأكثرية لتتخلى بعدها عن الأقلية على غرار الدولة الكردية الموعودة فتحارب الدول العظمى عبر هذه الأقليات الأنظمة أو الدول. لذا لن تمنح أي اقلية بما هي موعودة به لأن الأكثرية ضدّ التقسيم و الكيانات و الدويلات، حتى إسرائيل لا أعرف إذا ستستفيد بعد ذلك و هي محاصرة بدويلات طائفية فيما الكيان الطائفي الكبير سيكون سنياً أو شيعياً، لا أعرف كيف ستتحمل إسرائيل هذا الوضع!. والحل بدول غير طائفية، دول مدنية يسودها العدل و الديمقراطية و يجب عل الغرب أن يعرف هذه الأمور وهو ليس غبياً ولكنه يدغدغ الأقليات كما حصل معنا نحن المسيحيين في بداية السبعينات.

وقال: "خوفنا اليوم من التوطين والتوطين يؤدي إلى المطالبة بالتقسيم فيصبح التوطين أمراً واقعاً ويسقط التقسيم، ونحن نتحسس إنسانياً حقوق الشعب الفلسطيني، وهذا الحرص اليوم ليس إنسانياً بل سياسياً لأن وضعهم سيء منذ سنة 1948. لبنان لا يتحمل أي تغيير ديموغرافي بهذا الحجم، بالأمس تهجّر الملايين من مسيحيي العراق، و لا نقول بتجنيسهم لأننا ندرك خطورة التغيير الديموغرافي، وطموحنا دولة مدنية نختلف فيها في السياسة وليس في الطائفية ما يسهّل إعطاء الجنسية للراغب على عكس الحذر من الجنسية في الحال الطائفية. لذا نحن نقول أن إنتماءنا عربي لأن كل حلم بكيان خاص هو مشروع إنتحار أو نكون بذلك ادوات لمشاريع أخرى.

الجمعة العظيمة: لو كان لدينا حراس هيكل في هذه الحكومة و في هذه الدولة لما حصل ما حصل، و القول بعدم الإنتباه أسوأ من المشاركة بالقرار. فمثلما إعتبر في الماضي بعض الموارنة أنهم هم لبنان ومن دونهم لبنان ينتهي ولكن في لبنان 17 طائفة فكل واحدة تشعر بالغبن لتغيير وضعاً غير سليم والحال اليوم مع السنية السياسية تتكرر نفسها فنحن نريد لبنان. لبنان لا مسيحياً ولا سنياً وشيعياً. وإلغاء الجمعة العظيمة تأكيد أنهم يمارسون سياسة نحن لبنان. وقول جعجع أنه لو لم نكن موجودين لكان صار الاسوأ فهو إعتراف بضرب المسيحيين في لبنان. وهم يطرحون أنفسهم ممثلين للمسيحيين وموضوع الجمعة العظيمة يحمل تمايزاً و موقفاً وإعتذاراً من السنيورة. والقول أن الموضوع تم بطلب من مرجع روحي خطأ، فالمطران الياس عوده طالب بالجمعة والأحد والإثنين، وإتهامه هروب إلى الأمام ونوع من الضعف، الحكومة تستخف بالمسيحيين والإستخفاف أسوأ من النيات السيئة. السنيورة لا يعرف أهمية الجمعة العظيمة، ولكن أليس عيباً أن لا يعرف المسيحييون من 14 شباط؟ وزعل السنيورة يعز عليهم لأن السنيورة يلبس ربطة عنق و يتكلم إنكليزية و كأن كل الطائفة السنية لا تلبس ربطة عنق و لا تتحدث الإنكليزية. الأصولية ليست دائماً شكلاً بل مضموناً و مثال على ذلك زياد الجراح فإلغاء الجمعة العظيمة نوع من الأصولية.

وقال: "في حرب تموز يسقط ألف شهيد و لم يرف له جفن (السنيورة)، مليون متظاهر، أكثر من مئة شهيد في البارد ولم يرف له جفن، إذا إنتصر الجيش في البارد تتبنى الحكومة النصر وإذا إنهزم تنهزم قيادة الجيش، السلطة تقول أنها خلف الجيش وهذا غير مسموح! أعود إلى بيان الحكومة التي حددت أنها وراء الجيش، ونحن نقول هناك تاريخ بين الجيش وهذا الفريق، وطالما كان يشتم الجيش وموازنته ويحمّل المسؤولية الإقتصادية للأمن. وفي 23 كانون الثاني قيل عن الجيش أنه متقاعس ومنحاز، فيما اليوم تبدّل المنطق. فيما تاريخنا شاهد علينا أننا داعمون للمؤسسة وحرصنا عليها دفعنا إلى التنبيه من فخّ ينصب لها.

وحين بدأت المعركة في البارد؟ لماذا ذبح الجنود و لماذا تمّت المداهمة من غير تنسيق؟ عند إستشهاد الرئيس الحريري حاكموا الأمنيين قبل إتهامهم و بعضهم بقي في السجن واستقالت الوزارة، اما اليوم وقعت عشرات المتفجرات واستشهد نواب وسقط للجيش أكثر من مئة شهيد، والمسلحون في لبنان تحت سلطة الامن اللبناني .ولن اقول ان "فتح الاسلام "غير سوريين ولكنهم مهما كان هم موجودون في لبنان، والعبسي مطلوب من الانتربول فلماذا لم تصدروا بحقه مذكرة توقيف؟

ان اطالة امد المعركة يتجه الى تنامي المجموعة وتقصير بالامن، عين علق حصلت في كانون ولم تتم المداهمة، المداهمة تمّت اثناء اقتحام المصرف وهناك تواطؤ والستة الذين قتلوا في القلمون لماذا كانوا يمتلكون بزات درك؟ وأسأل ما يميز بين جند الشام وعصبة الانصار و فتح الاسلام ؟ عصبة الانصار باتوا أبرياء وهم إغتالوا اربع قضاة على قوس القضاء.

وعن المبادرة الفرنسية قال: "الامر منوط بعلاقة فرنسا بالسياسة الاميركية ما يعني الاستمرار. ولكن مع بعض التحسينات والخروج من الشخصانية الا اذا ساركوزي استعاد دورها لفرنسا كدور محوري. ما حصل اليوم في سان كلو امتحان ودور فرنسا يبقى ايجابياً لانه يخلق توازناً ويحدّ من احادية القرار الاميركي. مصلحة فرنسا في علاقاتها مع ايران لأن ايران تستورد بالمليارات من فرنسا، والاقتصاد بات اليوم اهم من السياسة لانه عصب السياسة. ونفى فرنجية وجود تمايز سوري - ايراني.

وعن سيادة القرار والفرق بين الأكثرية النيابية والمعارضة قال ان للمعارضة دعماً اقليمياً فيما الموالاة مدعومة اقليمياً ودولياً، ولكن الموالاة موجّهة من الدول فيما المعارضة تقرر والدول الداعمة لها تتجاوب،والدليل اي اتفاق على طرح او اقتراح المعارضة تعطي الجواب فيما الموالاة تستهمل او تبدّل رايها في اليوم التالي كما حصل في لقاءات الرئيس بري مع النائب سعد الحريري.

لأننا نعرف مصلحتنا ومصلحة بلدنا اكثر من سوريا وايران. ونشكر كل دعم اذا تأمّن. ولماذا المأخذ على دعم سوري لاصدقائها، فيما الرئيس بوش يمنع معارضي السنيورة من الذهاب الى اميركا.

نحن اذا طالبنا بالمشاركة نعطل البلد؟ واذا طالبنا بحقنا الدستوري نعطل البلد؟ ولننظرالى موضوع الضباط واعتقالهم مزاجياً، وانا احييهم وهم يشاهدوننا .واي دولة تفتح الطريق التي شهدت التفجيربعد اقرار المحكمة الدولية؟ وصدر قرار من المدعي العام قبل شهر لفتحها ولم يقبلو لأنهم مستبدين و فكرهم اميركي ،الشعب ملكهم والدولة ملكهم و "ان شا الله" نلتقي قريبا بالضباط خارج السجن. واليوم القضاء محرج والهيئة الناظمة للخلوي وتلزيم المشاريع لأولياء الوزراء هل كل ذلك ادارة دولة؟ تخفيض عائدات البلديات؟ واين نواب الامة لا يطالبون؟ ودائماً يخوّفون بالمنطق الطائفي؟ حتى بات البطريرك عميلاً سورياً وكذلك العماد عون؟ اذا انتقدت السنيورة يقول انك تستهدف السنة؟ واذا طالبت بالجمعة العظيمة يقولون كلامك طائفي؟

وعن خطاب الرئيس الاسد قال: غياب لبنان عن الخطاب لانه خطاب قسم و المشكلة مع سوريا أنها لا تتدخل و تفرض قرارات، أي إنسان يملك بعضاً من العقل و الضمير لا يملك خياراً غير خيارنا، المطلوب أن تصفق او تعارض لأنه ممنوع عليك أن تشارك. والإتهامات يميناً وشمالاً ضللوا التحقيق بإغتيال الحريري، لماذ لم يتم التحقيق معهم فيما كان المطلوب تضليل التحقيق. و توصل تقرير برامرتز بعد ثمانية تقارير إلى ما قلناه وفي الأسبوع الأول. أما الجوّ مع سوريا فكيف يسوّى في ظل هذه السلبية علماً أن الرئيس الأسد كان على إستعداد لفتح سفارة في بيروت وهذا ما أكده لي وهذا ما قاله حين زار بيروت سنة 2001 و إعترف بلبنان دولة

وقال: "ان دور 14 شباط ينتهي في أقل إستحقاق ديموقراطي. وسأل أين المصلحة اللبنانية بإستعمال أرضنا لضرب نظام آخر؟ أنا مع لبنان على حساب أي علاقة، لأن مصلحة لبنان هي الأولى و ضرورة قيام علاقات جيّدة مع سوريا كما باقي الدول. و هذه الأكثرية بأقل إستحقاق ديموقراطي لا تعود أكثرية. و طالما قلت أن هناك '' أوادم'' في 14 شباط، و هذا ما ظهر مع التكتل الطرابلسي، ففي كل العهود إعتمدنا الثلثين، فيما النصف زائد واحد قد يصل بنا إلى فتنة و خراب. و ما المطلوب سوق الجميع لتنفيذ المشاريع؟.

نحن مشروعنا التوافق، و موضوع سان كلو كان يجب أن يشمل الجميع لكي يقوم توافق فبعض من ذهب إلى سان كلو لا يمثل ما نسبته 10 بالمئة مما نمثّل و نحن نسجّل بعضاً من عتب على حلفائنا و لو كان تحالفنا معهم ثابتاً و كنت أتمنى عليه أن يتنبهوا، أنا لن أتركهم لأني مؤمن بما نطرحه مع إلتزامنا بتحالفنا.

رئاسة الجمهورية: إذا لم يتم الإنتخاب بالثلثين فلن يحصل إنتخاب نظرياً عندنا 63 نائباً مسيحياً و 63 نائباً مسلماً ولذا نرى أن من يمثل المسيحيين اليوم هو العماد عون ونحن نريد رئيساً مسيحياً قوياً. والنصف زائد واحد يعني 49 بالمئة ضدّ. وأنا أقول بين رئيس موظف عند آل الحريري والفراغ، أفضل الفراغ، فحين يرفض العماد عون ويحدد العماد سليمان سنتين. و حماية موقع الرئاسة بإخيار الرئيس و يكون ممثلاً حقيقياً للشارع المسيحي و تتحول بعدئذ سياسياً كما بكركي دينياً و لا تكون بعبدا كما قريطم.

ان تهميش موقع الرئاسة، بدأ مع الطائف و إستمر بأداء حكومات الحريري و من ساهم أخيراً بالتهميش هو التساهل المسيحي بالسماح لكل لبناني أن يتطاول على موقع الرئاسة. و اليوم نحن إلى جانب الرئيس لحود كشخص أو كموقع فإذا المسيحي لا يتجرأ على التطاول على موقع الرئاسة فلا يُسهِّل على غيره هذا الموضوع.

ورفض فرنجيه فكرة رئيس لسنتين كطريقة للحل و لكن انا مع الست سنوات مطلق من كان الرئيس. ولم يفصح فرنجيه عن خيارات المعارضة. وأكد أنه غير مرشح لا للحكومة و لا للرئاسة.

واقترح فرنجيه إذا بقي الوضع على ما هو عليه لنتبادل المواقع الرئاسية فالصلاحيات سقطت بالنصوص والهيبة سقطت بالممارسة. وأكد فرنجية أنه لا يملك خياراً غير العماد عون ولفت إلى أنه مع الإنتخابات الفرعية والرئيس لحود يحرج نفسه فالتعاطي يجب أن يكون مع جكومة مستقيلة. وعدم التوقيع يعني شرعية الإنتخابات. وأنا أتوقع إنتخابات وفوزاً للعماد عون ولو تغيّرت النسب لأنها إنتخابات فرعية.

وحول معركة البارد ردّ متهكماً أنها إنتهت منذ شهر والحاصل اليوم ملحقات. وعاد ليتمنى للجيش وللأخ والصديق ميشال سليمان التوفيق.

 

رعى مؤتمر"ثقافة الحياة" لـ"منتدى الفكر التقدمي" في "البريستول"

جنبلاط: نخوض صراعاً لأجل سيادة البلد لا مكان فيه للخيارات الوسط

ومعركة الاستقلال لم تنتهٍ والمشروع الانقلابي يبحث عن صيغة جديدة

المستقبل - الخميس 19 تموز 2007 -

أكّد رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط "أن معركة الاستقلال لم تنتهِ والمشروع الانقلابي يبحث عن صيغة جديدة للتعبير عن نفسه". ولفت إلى خيارين "إما أن ينجح الطاغية في دمشق في فرض ثقافة الخوف، أو ننجح في فرض أنفسنا كخيار استقلالي وديموقراطي". وقال: " لا نخوض صراع مكاسب، بل صراعاً لأجل استقلال البلد وسيادته، ولا مكان للخيارات الوسط والحياد"، مشيراً إلى "أن الصراع الحاصل في البلاد ليس صراع سلطة ومعارضة".

واعتبر "أن معركة مخيم نهر البارد كانت امتحاناً لقدرات الجيش وتضحياته، وقدرة اللبنانيين على الوحدة خلف مؤسساتهم الضامنة، وفي المصالحة الداخلية، والمصالحة اللبنانية ـ الفلسطينية وجميعها نجحت".

وتساءل: "هل من باب الصدفة أن يتوقف الحوار في فرنسا عند مطلب الثلث المعطل وإعادة النظر في قرارات الحكومة لإسقاط المحكمة وحماية نظام القتلة في دمشق، وأن تقوم حملة سياسية ـ إعلامية لتفكيك 14 آذار بعد صدور تقرير براميرتس، وأن ترتفع أصوات تخوين الحكومة مع اقتراب انتصار الجيش والدولة على عصابة فتح الإسلام؟".

رعى النائب جنبلاط ممثلاً بعضو "اللقاء الديموقراطي" النائب وائل ابو فاعور، أمس، مؤتمر "ثقافة الحياة" الذي نظمه "منتدى الفكر التقدّمي"، ، في فندق "البريستول"، في حضور النائب هنري حلو، والزميل علي حمادة ممثلاً وزير الاتصالات مروان حمادة، والزميل بسّام ضو ممثلاً النائب فيصل الصايغ، وأمين سرّ "حركة التجدد الديموقراطي" انطوان حداد ممثلاً رئيس الحركة نسيب لحود، ورئيس "الحركة اليسارية اللبنانية" منير بركات، وممثل "حزب الكتائب" ساسين ساسين، وممثل "حزب الكتلة الوطنية" شربل كفوري، وممثلون عن المجلس المذهبي لطائفة الموحدين الدروز، وأعضاء مجلس قيادة "الحزب التقدمي الاشتراكي" ونقيب المحررين ملحم كرم وممثلون لهيئات المجتمع المدني والهيئات النسائية والثقافية والاجتماعية والإعلامية وشخصيات.

استهلّت جلسة الافتتاح بالوقوف دقيقة صمت عن أرواح شهداء انتفاضة الاستقلال والجيش اللبناني، ثم النشيد الوطني اللبناني.

وقدم للمؤتمر مدير العلاقات العامة في المنتدى خضر الغضبان، الذي أكّد "أن ثقافة الحياة ستتغلّب على ثقافة الارتهان التي اختارها البعض في لبنان، ومسك الرقاب والأعناق والقتل والشطب والإلغاء التي انتقتها الأنظمة الشمولية".

وقال: "إن قدر الشعب اللبناني هو المواجهة المستمرة مع أعداء الحياة، والتمسك بالحرية حتى الاستشهاد. ولكن القدر على الرغم من قساوته سيتسجيب لتضحيات هذا الشعب، وسيأتي اليوم الذي سننعم فيه بالحرية لأن إرادتنا للحياة أقوى بكثير من مصير الموت".

وتحدّث رئيس المنتدى أنور ضو عن "ثقافة الحياة التي هي ثقافة المستقبل بكل ما يرمز إليه من تجديد وتطوير وبناء وتقدم حضاري، في مواجهة ثقافة الماضي بكل ما ترمز اليه من رجعية وصمود".

كلمة "النهار"

وألقى الزميل غسان حجار كلمة جريدة "النهار" عوضاً عن المدير العام المساعد نايلة تويني، أشار فيها إلى "أن حياة الجماعات والمؤسسات والأوطان ترتبط بحياة الناس على الرغم من قرار البعض حرمان البعض الآخر حياته"، لافتاً إلى "أن جريدة "النهار" آمنت بالحياة وبالشهادة سبيلاً الى حياة الآخرين".

ورأى "أن ثقافة الحياة ستقف سداً منيعاً في وجه ثقافة الموت، لكن ليس في المواجهة، إذ لا موت مع الحياة، ولذا علينا جميعاً نحن المؤمنون بالحياة، أن نناضل من أجلها لا أن نحولها حالة عدائية وصراعاً مع الآخر".

عيد

وتحدّث ابراهيم عيد باسم حملة "أحب الحياة"، فرأى "أن حب اللبنانيين للحياة كان دوماً يجمع بين اللبنانيين متجاوزاً الحواجز الطائفية والاجتماعية والسياسية، بحيث يمكننا القول إن حب الحياة هو العامل الأساسي الذي يجمع بين اللبنانيين، ويبقى جامعاً في أسوأ الظروف كما في أحسنها". وقال: "إن حملة "أحب الحياة"، حملة سياسية بامتياز تضع المواطن أمام خياره الأساسي، وهو خيار الحياة".

كلمة جنبلاط

وختمت جلسة الافتتاح بكلمة النائب جنبلاط، التي ألقاها أبو فاعور، وجاء فيها: "لطالما لازم كمال جنبلاط جانب الحذر والخشية عندما خالط المثقفين أو تحدث عنهم. فكان خوفه أن تؤخذ الثقافة بذاتها، فتحيّد عن التزامها بقضايا مجتمعها ووطنها، أو أن تطغى نرجسية المعرفة على شظف الارتباط بالقضية. ولكل زمن قضية وفرسان وشهداء، فكان حذره وصية لحزبه وأبناء فكره نراها اليوم تتجسّد في عمل منتدى الفكر التقدمي في انطلاقته المتجددة، الواثقة والعازمة لأهمية المعركة التي يخوضها الشعب اللبناني. وكان خيار الموضوع كما المضمون والتوقيت خير التزام لخير ثقافة وللمنتدى الذي ما أضاع يوماً وجهة الوطن ولو تراكمت سحب المعرفة".

وأكّد "طبعاً نحبّ الحياة، فالتنوع حياة والتعدد حياة والقبول بالآخر حياة والحرية حياة والأمل حياة والفرح حياة والحقيقة حياة والقصاص حياة والسيادة حياة والديموقراطية حياة. طبعاً نحب الحياة، فالحياة كلمة تقال فلا نقمع، ونهار يطلع فلا يذبح، وقلم يكتب فلا يكسر، وصوت يعلو فلا يخنق، وقامة تشمخ فلا تقطف".

أضاف: "طبعاً نحب الحياة ونكره الموت، وهل فائض موت أكثر من ظلم حاكم، ورضا محكوم وخضوع مظلوم أو قهر طاغية وسكينة مقهور. نحب الحياة، طبعاً ونسعى إليها بالفرح سبيلاً وبالتضحية وبالشهادة إذا استعصى السبيل. نحب الحياة ونكره الموت، لكننا نحترم موت الآخرين، نحن نحب الحياة ولا نخشى الشهادة أو نطعن بشهادة الآخرين مقاومين في عين العدوّ أم مناضلين في وجه الطاغية. نحب الحياة ولا نخشى الشهادة بل نحبها أحياناً، وهل قصر في حبها كمال جنبلاط أو خاف منها رفيق الحريري أو تراجع عنها جبران أو تجنّبها باسل أو تهيّبها رئيس أو حاد عنها سمير أو مال عنها بيار أو جانبها وليد أم مي أم مروان أم الياس وعشرات المواطنين الأبرياء في حبهم الجامح للحياة؟ نحن نحب الحياة ولا نتنكر لشهادة الآخرين فهل يمكن لهم ألا ينكروا علينا حياتنا وشهادتنا".

وأوضح أن "للبنان اليوم أن يختار بين أن يكون منارة أو مغارة، مفرزة أمن أم واحة ثقافة وديموقراطية، مدونة الرقيب أو كتب الشعراء والأطفال، السيارة المفخخة أو الكلمة الطليقة، رصاص الغدر أو قلم الرصاص، وطناً للمنابر أم وطناً للمقابر. وأن يختار كيف أن يكون على شاكلة الذين يغيرون عليه بقتلهم وحقدهم وقمعهم وجمود عقولهم وأنظمتهم، وإما أن يكون النموذج العربي المفقود في التكامل بين الديموقراطية والعروبة والثبات في السيادة والاستقلال بمقدار الثبات في صلب العروبة المنفتحة. إما أن ينجح الطاغية في دمشق ومعه الحاشية في فرض ثقافة الخوف وقانون الخوف علينا أو ننجح في فرض أنفسنا كخيار استقلالي ديموقراطي على امتداد ساحة الوطن العربي".

أضاف: "إن الصراع الحاصل في البلاد ليس صراع سلطة ومعارضة فنحن لا نستوفي شروط السلطة بحكم منسوب القتل، وما سقط منها ولنا من شهداء. والآخرون لا يستوفون شروط المعارضة بحكم منسوب الارتباط الاقليمي والابتعاد عن القضايا الوطنية. نحن لا نخوض صراع مواقع أو مكاسب أو مناصب، بل صراعاً لأجل استقلال البلد وسيادته وحريته. وهو صراع لا مكان فيه للخيارات الوسط ولا للمساهمات الوسط ولا للحياد. الخلاف ليس على الثلث المعطل، ولا على ما يسمى حكومة وحدة وطنية، ولا على رئاسة الجمهورية، بل على مستقبل لبنان. وهل يصبح نموذجاً أم يصبح على شاكلة أنظمة القمع والشمولية والظلام".

وأكّد "أن معركة استقلال لبنان لم تنتهِ ولم تنجز، وإن أنجز القسم الأكبر منها، وهي لا تحتمل رفاهية الخيارات أو نرجسية الحياد من أيّ طرف والمشروع الانقلابي يبحث عن صيغ جديدة للتعبير عن نفسه".

وسأل: "هل من باب الصدفة أن يتزامن التهشيم المنظم لاتفاق الطائف ومصطلحاته بالحديث عن الثلث المعطل، أو الانتخاب مباشرة من الشعب، أو الاستفتاء مع مقترحات سرية لتعديل الطائف، واعتماد المثالثة بدل المناصفة أي أسقاط الصيغة اللبنانية في قيد العدد. وهل من باب الصدفة أن تتوقف المباحثات على طاولة الحوار في فرنسا عند النقطة نفسها التي توقفت عندها مباحثات العرب في دمشق، أيّ التسمّر عند مطلب الثلث المعطّل وإعادة النظر بقرارات الحكومة أي إسقاط المحكمة، أي حماية نظام القتلة في دمشق. وهل من باب الصدفة أن تقوم هذه الحملة السياسية - الإعلامية المنظّمة للايحاء بتفكك 14 آذار بعد صدور تقرير براميرتس، الذي تحدث صراحة عن دائرة من العارفين بقرار اغتيال الرئيس الحريري سياسياً إذا لم يكن أكثر. وهل من باب الصدفة أن ترتفع أصوات تخوين الحكومة مجدداً عندما اقتراب جيشنا الوطني ببطولاته وتضحياته من حسم المعركة لتنتصر الدولة على العصابة، ومنطق الاستقرار على منطق الخطوط الحمر؟".

وقال: "عينكم على الوطن القادم فوق صحوة دماء وتضحيات الجيش اللبناني، وعلى تلك البطولات والتضحيات حيث تنتصر إرادة الحياة على وحش القتل، وينتصر اللبناني على تاريخه في الانقسام وعلى نفسه في تلك المعركة معركة التحرير في العام 2000، ومعركة السيادة في العام 2005. فكلّ التحية إلى جيشنا الوطني، إلى شهدائه وقيادته، إلى ضباطه وعسكرييه. وكانت تلك المعركة امتحاناً لقدرات وشجاعة وتضحيات الجيش فنجح الجيش وكم كان مؤلماً ومكلفاً هذا النجاح. وكانت امتحاناً لقدرة اللبنانيين على الوحدة خلف مؤسساتهم الضامنة وقد نجح اللبنانيون، وللمصالحة الداخلية فنجحت المصالحة، وللمصالحة اللبنانية - الفلسطينية فنجحت ونجت".

وختم بالقول: "وفّقتم في مؤتمركم. ووفق لبنان في صراعه ضد الموت والقتل، قتل السياسة بالاغتيال، وقتل الصحافة بالإلغاء، قتل المؤسسات بالتهميش، وقتل الاقتصاد بالتعطيل، وقتل الديموقراطية بالثلث. نحن نحب الحياة، ونحبها انتصاراً للأقوياء في نفوسهم لا للضعفاء".

الجلسة الثانية

وعقدت الجلسة الأولى من المؤتمر تحت عنوان "السياسة وثقافة الحياة" ورأسها المسؤول الثقافي في المنتدى وليد ملاعب، وقال: "نشهد صراعاً في لبنان مع شريحة تسعى إلى سلبنا المفاهيم الحيّة لحياة المجتمع المتسمة بالديموقراطية والحرية، وهو صراع خطير بين مشروعين الأول هادف لبناء الدولة الحاضنة لكل أبنائها والثاني مرتكز على كتيبات توزّع في الطرق تبشّر بالفرج القريب وظهور المنتظر".

حمادة

وأشار حمادة إلى "خطأ ارتكبته قوى 14 آذار عندما ظنّت في اللحظات الأولى من معركة الاستقلال غداة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، أن ما كان يفرق بيننا والآخرين ولا سيما القوة الأساسية كان ذا طبيعة سياسية بحتة. وأعتقدنا، أو توهمنا أن الحلول كانت في متناول اليد لحظة أمكننا أن نتصدى لأوجه القلق والهواجس التي حملها الفريق الآخر". وقال: "إن الخلاف السياسي هو نزاع تاريخي ثقافي، بين موجتين متصارعتين تتقاسمان جغرافيا واحدة وتقيمان فوق الحواجز الطائفية والمذهبية، ولكن ما يفرق بينهما خطير للغاية. حيث أنه وللمرة الأولى في تاريخ لبنان ثمة من يحمّل أجندته السياسية المشروعة مضموناً ثقافياً يتهدد ليس طبيعة النظام اللبناني الديموقراطي أو استقلال البلاد، وسلامة أهله فحسب، إنما معنى لبنان نفسه كأرض التلاقي، والجسر الانفتاحي حيث الحرية بكل وجوهها كانت وما تزال عصب الوجود على الرغم من أننا مررنا في السابق بحقب احتلالية، وبأخرى اتسمت بالتضييق على الحريات. في لبنان عندما يكون الخلاف السياسي خلافاً ثقافياً، معطوفاً على صراع اقليمي - دولي حاد يصبح الواقع صعباً، ويصير القلق على المستقبل، وعلى الوجود قلقاً مشروعاً".

أضاف: "إذا كنا نجمع على معاداة إسرائيل واتهامها بأنها هدفت الى تدمير لبنان مستغلة عملية عسكرية قام بها فريق لبناني من خارج الإجماع الوطني، وإذا كنا باركنا ونبارك، بطولات المقاومين في الجنوب معتبرين أنهم حققوا انتصاراً في الميدان على جيش العدو، فإنه لا يستحيل علينا أن نتجاهل حقيقة أن لبنان استدرج الى هذه الحرب، وأن فريقاً مدفوعاً بأجندة خارجية سياسية - عقائدية وتالياً ثقافية، إنما اتخذ وحده قراراً منفرداً أدى الى منح العدو ذريعة ثمينة، والى استشهاد 1300 لبناني، والى تدمير بنى البلاد التحتية التي هي ملك كل لبناني من دون تمييز، وأدت الى خسائر اقتصادية هائلة أصابت كل عائلة في صميم حياتها في كل مكان من لبنان. والأقسى من ذلك كله أن يكون متخذو القرار منحوا أنفسهم حق الانضمام وضم لبنان معهم بقوة الأمر الواقع المستند الى السلاح الى جبهة تمتد من طهران الى غزة عنوانها توزيع القلاقل والموت من فلسطين الى العراق مروراً بلبنان. ولذلك وجدت أغلبية اللبنانيين أنها صارت رهينة في وطنها".

وقال: "على الرغم من أننا نعبر مرحلة حوارية يتفاءل بها البعض، فيما الآخرون متشائمون، فإني أزعم أننا نعيش مرحلة صراع بين ثقافتي الحياة والموت، وحول معنى لبنان ومستقبله".

وختم متسائلاً: "كيف لا يكون الخلاف وجودياً عندما يخرجون علينا ليدّعوا الألوهة والنبوة. وكيف تنتظم العلاقة بين هؤلاء الآلهة والأنبياء ونحن البشر العاديين".

كلمة لحود

وطرح رئيس "حركة التجدد الديموقراطي" نسيب لحود في كلمته التي ألقاها النائب السابق كميل زيادة جملة تساؤلات حول مفهوم السياسة والثقافة. ورأى "أن حركة 14 آذار الاستقلالية سواء في الرؤية السياسية أو في الممارسة السياسية هي التعبير اللبناني الأسطع عن التطلع الى ثقافة الحياة، فهي حركة سياسية بامتياز طبعاً، لكنها أيضاً حركة ثقافية بامتياز".

وقال: "عندما أيدنا النقاط السبع ثم القرار 1701، كنا نوفر للبنان مظلة الشرعية الدولية لتحميه من الاعتداءات الإسرائيلية. وكنا نؤيد دولة مستقلة في حدودها المرسومة دولياً، سيدة على أرضها ومواطنيها والساكنين على ترابها، عزيزة بالإجماع الوطني حولها يحرسها جيش وطني قوي لجميع أبنائها لا يشاركه أحد حمل السلاح. عندما آزرنا الجيش اللبناني في مواجهة عصابة ما يسمى "فتح الإسلام"، من غير خطوط حمر ولا سدود مانعة، كنا ندافع عن قيامة الدولة وسيادة لبنان، وصورة لبنان، بلد التعدد والمساواة، عن الدولة المدنية التي لا دين خاصاً لها والحاضنة لكل المذاهب والأديان، كنا ندافع عن السلم الأهلي والحياة العزيزة الآمنة".

أضاف: "عندما دعونا الى انسحاب القوات السورية، كنا ندعو الى إنهاء التبعية والاستزلام وقمع الحريات وإعدام خصوصية لبنان من أجل إعادة الاعتبار الى الاستقلال والسيادة والكرامة والتوازن الوطني والعيش المشترك الإسلامي - المسيحي، والانفتاح على الشرق والغرب، انطلاقاً من انتماء عربي حر وحضاري. وعندما أصرينا، شهوراً وشهوراً، على قيام المحكمة الدولية، كنا نصر على أن العدالة يجب ان تأخذ مجراها، فلا يبقى المجرم طليقاً ولا المواطن أسير الرعب والمتفجرات. كنا نصرّ، لا على انتقام حقود ولا على ثأر جاهلي، بل على أن تطمئن أرواح شهدائنا الأبرار الى العدل، والى أن مَن استشهد هؤلاء من أجلهم، أحراراً سيعيشون".

واختتم الجلسة، المفكر السياسي كريم مروة فاعتبر أن هذا المؤتمر "ليس فقط للتذكير بما هو نقيض للحياة بل أيضاً لاستحضار فكر كمال جنبلاط الذي يتمحور حول الإنسان".

واستذكر عدداً من الأقوال المرتبطة بثقافة الحياة ومنها ما قاله الشاعر عمر فاخوري مطلع الاستقلال: "ليس حسبنا أن نعيش كما نعيش بل ينبغي أن نفكر كيف نعيش".

وتحدث عن المقاومة في لبنان مشيراً إلى "أن دورها قد انتهى بعدما قاتلت ودافعت ببسالة في سبيل تحرير الأرض في العام 2000".

الجلسة الثالثة

وتمحورت الجلسة الثالثة حول "الإعلام وثقافة الحياة" شاركت فيها وجوه إعلامية طرحت مواضيع متعددة ودار حولها نقاش مطوّل أداره مفوض الإعلام في "الحزب التقدمي" رامي الريّس.

وتحدث مدير قسم المحليات في جريدة "المستقبل" الزميل نصير الأسعد عن "معنى الحياة التي وهبنا الله اياها، وأمرنا بأن نجعل لها معنى ونعطيها المعنى الذي تستحقه". وقال: "إن ثقافة الحياة التي تأتي في لحظة سياسية لبنانية بمثابة ردّ إنساني إيماني على محاولات إلحاق الموت بكلّ جوانب الحياة، تعني الحرية والتفاهم بين البشر على كيفية إدارة شؤون الحياة المشتركة بين الجماعات والمجموعات، أي أنها ضدّ أن تقرّر جماعة لجماعة أخرى وعنها كيفية عيش حياتها".

أضاف: "إن ثقافة الحياة تعني الديموقراطية في مفهوم حق الرأي والرأي الآخر، أي أنها ضدّ قتل رأي برأي آخر، وضد اتهام آخر بالخيانة، وهي تعني إلى حدّ كبير الانتظام المشترك للأفراد والجماعات في مجتمعات مدنية حقيقية. وهي تعني التسامح والاعتراف لكل إنسان بحقوقه، أيّ أنها ضدّ التطرف والغلو، وهي في المجتمعات الحديثة ميثاق ودستور، وهي أيضاً ضدّ الاستعباد والإخضاع والقتل والتمييز والتطرف والترهيب والإرهاب والاعتداء على حياة أحد. إن التمسّك بالحياة الموهوبة من الخالق لا يعني أن تكون حياة أيٍ منا بلا لون ولا طعم ولا رائحة، أي لا تعني الخنوع".

وأكد "أن اللبنانيين مدعوون الى انتقاء خياراتهم، على أن ينظَّم الخلاف بين الخيارات، إذ لا يحق لأحد أن يفرض قناعاته على الآخرين أو أن يقتل من يخالفه في القناعات".

واقترح "أن يتكامل عنوان ثقافة الحياة الإنساني بعنوان ثقافة السلام السياسي، لأننا في حاجة الى ثقافة سلام تجدد وعينا، وخصوصاً لجهة أن المقاومة أو المقاومات عابرة والسلام دائم وتطلّع ثابت. وأن ثقافة السلام تعيد الاعتبار إلى أهمية التنمية البشرية والحداثة والتفاعل بين الشعوب، وتعيد الاعتبارلموقع لبنان ودوره في المنطقة والعالم"،

وأعلن "أنا شخصياً قررت خياري، أنا مع استقلال لبنان وسيادته وحريته، أنا مع 14 آذار، وللمرة الأولى في تاريخ لبنان ثمة رأي عام نشيط وليس أكثرية صامتة، و14 آذار حركة شعبية بهذا المعنى أكبر من كونها ائتلافاً حزبياً وطائفياً"، مشيراً إلى "أن ثقافة الحياة اكتسبت معنى إضافياً، فهي ثقافة الاستقلال".

وتحدث الزميل وليد عبّود، عن دور الإعلام في تعزيز "ثقافة الحياة"، طارحاً جملة ملاحظات. ورأى "أن اللغة المستعملة في وسائل الإعلام لغة خشبية تنتمي الى ثقافات شمولية انقرضت، كما أن التغطيات الإعلامية، ولا سيما التلفزيونية، هي تغطيات قاسية تزرع اليأس في القلوب، كما أن برامج "التوك شو" تحولت مسرحاً لصراع ديوك بدل أن تكون مصدر تثقيف سياسي، في حين أن مقاربات الإعلام للمواضيع في معظمها مقاربات سلبية تيئيسية بدلاً من أن تكون مقاربات ايجابية".

وأبدى استغرابه لتركيز وسائل الإعلام على "ما هو سياسي وإهمال ما هو غير سياسي". وقال: "إن لبنان لا يختصر بالجرائم السياسية والإرهابية ولا بالتصريحات النارية، فلبنان أوسع من هذه الرؤية، فهو بلد الابداع والفن والناس الطيبين والناجحين".

ودعا وسائل الإعلام الى "التركيز على هذه الرؤية"، معتبراً "أن ثقافة الموت مرادفة لثقافة الحرب، وأن ثقافة الحياة تعني ثقافة السلام".

ولفتت الزميلة وردة الزامل إلى "أن قطاع الإعلام أضحى اليوم أكثر من شريك في الحقل العام وصناعة القرار، الى حد بات فيه منافساً للطبقة السياسية على قيادة الشارع وتوجيه الرأي العام".

وأشارت إلى "أن تنوع الإعلام كسر حدة الإعلام الأحادي"، وقالت: "ليس المطلوب من الإعلام الحياد ولا أن يقع في إعلام التجييش، بل الابتعاد عن التضخيم أو تجاهل الرأي الآخر، لأن دوره تثقيف الناس وتقديم رسالة". ودعت الى "تغليب ثقافة التغيير والتجدد على الثقافة التقليدية، لأن رسالة الإعلام تتعدى حدود الخبر إلى الشراكة".

وختم عيد بتقديم عرض عن حملة "أحب الحياة" كجزء من المجتمع المدني الساعي الى التغيير. وتطرق الى دور الحملة في صناعة الرأي العام، مشيراً الى "الفرق الشاسع بين "البروباغندا" من جهة والإعلام ­الإعلان من جهة أخرى". واعتبر "أن للأخير دوراً أساسياً في تغيير الرأي العام على المدى البعيد". وقال: "يبدأ التغيير في الإعلان عن حملة "أحب الحياة"، وعلى الإعلام أن يرسّخ التغيير في فكر الرأي العام".

 

أقفل الباب أمام أي طعن في مرسوم الدعوة إلى الانتخابات النيابية الفرعية

 قرار نهائي ومعلّل للشورى ردّ مراجعة ناشط في "التيار الوطني الحر"

واعتبر "الدستوري" المرجع الصالح لبتّ إبطال المرسوم ووقف تنفيذه

رد مجلس شورى الدولة في قرار أصدره عند الرابعة بعد ظهر امس برئاسة القاضي غالب غانم المراجعة التي تقدم بها الناشط في"التيار الوطني الحر" انطوان جوزف اوريان وطلب فيها، بصفته مواطناً، وقف تنفيذ المرسوم رقم 493 تاريخ 16/6/2007 وابطاله، وهو المرسوم الذي دعا الهيئات الناخبة الى اجراء الانتخابات النيابية الفرعية في المتن والدائرة الثانية في بيروت، لعدم صلاحية مجلس الشورى النظر في هذه المراجعة.

واعتبر القرار الذي استفاض في التعليل بالاستناد الى الدستورين اللبناني والفرنسي وصدر بالاكثرية وفي 21 صفحة فولسكوب، ان المجلس الدستوري هو المرجع الصالح لبت هذه المراجعة. وقال في السياق "ان صلاحية بت الانتخابات النيابية والاعمال الادارية التمهيدية للاجراءات الانتخابية اصبحت وفق الدستور اللبناني من صلاحية المجلس الدستوري بعد صدور قانون رقم 250 تاريخ 14 تموز 1993 المتعلق بانشاء المجلس الدستوري".

واستعان القرار بقرارين صادرين عن مجلس الشورى عام 1994 انتهيا الى ان مثل هذا التنازع أوكل بموجب الدستور  القانون الى هيئة قضائية اخرى (المجلس الدستوري)، عارضا ان "صلاحية الطعن بالانتخابات النيابية كانت قبل انشاء المجلس الدستوري تعود الى مجلس النواب اما بعد انشائه فأصبحت تعود اليه بالذات". وذكر "ان المشترع حدد حالات خاصة" تندرج في صلاحية مجلس الشورى، مبيناً اياها. ولفت الى ان تعارض الاحكام لا تقل اهمية عن مبدأي "الفراغ" و"الامتناع عن احقاق الحق".

ويشار الى ان هذا القرار، الذي خالفه رئيس غرفة القاضي البرت سرحان، هو قرار نهائي واقفل الباب امام اي مراجعة اخرى يمكن ان تقدم امامه في الموضوع نفسه.

وهنا نص القرار:

"المستدعي: انطوان جوزف أوريان.

المستدعى ضدها: الدولة اللبنانية – مجلس الوزراء – وزارة الداخلية والبلديات – وزارة المال.

الهيئة الحاكمة:

الرئيس: غالب غانم.

رئيس غرفة: اندره صادر.

رئيس غرفة: ألبرت سرحان.

مستشار: خليل ابو رجيلي.

مستشار: يوسف نصر.

مستشار: فاطمة الصايغ عويدات.

مجلس شورى الدولة (مجلس القضايا) باسم الشعب اللبناني

ان مجلس القضايا لدى مجلس شورى الدولة،

بعد الاطلاع على ملف المراجعة وعلى تقرير الرئيس المقرر (رئيس غرفة) ومطالعة مفوض الحكومة، وبعد المذاكرة حسب الاصول،

بما انه تبين ما يأتي:

اولاً - ان السيد انطوان جوزيف اوريان تقدم بتاريخ 6/7/2007 بواسطة وكيليه القانونيين بمراجعة لدى هذا المجلس بوجه الدولة سجلت تحت الرقم 14446/ 2007 طلب بموجبها وقف تنفيذ، وابطال، المرسوم رقم 493 تاريخ 16/6/2007 المنشور في الجريدة الرسمية بتاريخ 3/7/2007، العدد 40، الصفحة 4105 – 4106 ومفاعيله اللاحقة واعتباره لاغياً، لتجاوز حد السلطة ولعدم الصلاحية ولمخالفته في صدوره الاصول القانونية الشكلية الجوهرية المفروضة بموجب احكام الدستور، لا سيما المادة 41 منه، ولكونه مخالفاً لقانون الانتخاب في مادته السابعة، ولمخالفة مجلس الوزراء قراراً صريحاً صادرا عن هيئة التشريع والاستشارات في وزارة العدل، ولمخالفته مبدأ شرعية الاعمال الادارية واستطراداً في الاساس لمخالفته المادة 41 من الدستور والمادة 8 من قانون الانتخاب لتضمنه دعوة الهيئات الناخبة في جبل لبنان – الدائرة الثانية. كما طلب حفظ حقه في الادلاء بالنقاط القانونية والواقعية في مراحل المحاكمة كافة وتدريك المستدعى ضدها العطل والضرر والاتعاب والرسوم والمصاريف.

المراجعة

وبما ان المستدعي يعرض الوقائع التالية:

1 – بتاريخ 11/11/2006، وعلى اثر استقالة جميع وزراء طائفة معينة من الحكومة، اتخذ رئيس الجمهورية قراراً قضى باعتبار الحكومة غير شرعية وغير موجودة لمخالفتها نص الفقرة (ي) من مقدمة الدستور، وعلى هذا الاساس، قاطع رئيس الجمهورية جلسات مجلس الوزراء وامتنع بالتالي عن توقيع اي مرسوم تصدره هذه الحكومة لكون هذه المراسيم صادرة واقعاً عن سلطة تفتقر الى الشرعية والمشروعية والميثاقية.

2 – على اثر اغتيال الوزير والنائب الشيخ بيار الجميل، تمنعت الحكومة عن اصدار مرسوم دعوة الهيئات الناخبة في الدائرة الثانية في المتن بناء على استشارة صادرة عن هيئة التشريع والاستشارات في وزارة العدل التي اعتبرت ان مرسوم دعوة الهيئات الانتخابية هي من صلاحية رئيس الجمهورية، وبالتالي ان مثل هذا المرسوم هو بحاجة الى توقيع رئيس الجمهورية.

3 – بعد اغتيال النائب وليد عيدو عقد مجلس الوزراء جلسة عادية بتاريخ 16/6/2007 قرر خلالها الموافقة على مشروع المرسوم المطعون فيه الرامي الى دعوة الهيئات الانتخابية الفرعية في دائرتي جبل لبنان الثانية وبيروت الثانية لانتخاب خلفين للمرحومين النائبين بيار الجميل ووليد عيدو.

وقد أحيل مشروع المرسوم الى رئاسة الجمهورية للتصديق عليه، فردت المديرية العامة لرئاسة الجمهورية بالكتاب رقم 159/ص تاريخ 19/6/2007 المتضمن رد رئيس الجمهورية لقرارات مجلس الوزراء المتخذة في جلسته المنعقدة بتاريخ 16/7/2007.

4 – أصر مجلس الوزراء بموجب قراره رقم 1 تاريخ 25/6/2007 على قراره رقم 2 تاريخ 16/6/2007.

5 – بتاريخ 3/7/2007 نشر مجلس الوزراء المرسوم المطعون فيه متجاوزا توقيع رئيس الجمهورية وذلك في الجريدة الرسمية العدد 40، الصفحة 4105 – 4106.

وبما ان المستدعي يدلي بالاسباب القانونية التالية:

1 – ان المراجعة الراهنة مقدمة ضمن المهلة القانونية مستوفية سائر الشروط الشكلية فتكون مقبولة شكلا.

2 – ان مصلحته الشخصية والمباشرة في تقديم هذه المراجعة ثابتة لكونه ناخبا في منطقة جبل لبنان – الدائرة الثانية، فضلا عن كونه متضررا من المرسوم المطلوب ابطاله لانه حرمه حقه في ممارسة واجب الانتخاب لعدم توقيع المرسوم المذكور ونشره واصداره عن رئيس الجمهورية خلافا للأحكام الملزمة والواجبة التطبيق، المنصوص عليها في الدستور وفي قانون الانتخاب رقم 171/2000.

3 – ان المراجعة الحاضرة ترتكز على اسباب جدية ومهمة، وقد الحق المرسوم المطعون فيه مع مفاعيله اللاحقة الضرر البليغ بالمستدعي وبالشعب اللبناني وبرئاسة الجمهورية مما يقتضي معه اصدار القرار بوقف التنفيذ بعد تقصير المهل من يوم الى يوم نظرا الى الاهمية الوطنية التي ينطوي عليها موضوع المراجعة.

4 – ان المرسوم المطعون فيه مستوجب الابطال لتجاوز حد السلطة للأسباب التالية:

- لصدوره عن سلطة لا صلاحية لها في اصداره ولتجاوزه سلطة رئيس الجمهورية الذي هو المرجع المختص لاصدار مرسوم الدعوة الى اجراء الانتخابات الفرعية وفقا لما نصت عليه المادة السابعة من قانون الانتخاب رقم 171 تاريخ 6/1/2000، واستنادا الى رأي هيئة التشريع والاستشارات الصادر بتاريخ 13/3/2007.

- لمخالفته مبدأ الشرعية ولا سيما احكام المادة 41 من الدستور والمادة السابعة من قانون الانتخاب، فضلا عن مخالفته رأي هيئة التشريع والاستشارات.

- واستطرادا لمخالفته أحكام المادة الثامنة من القانون رقم 171/2000 لعدم  دعوة الهيئات الناخبة الى اجراء الانتخابات الفرعية لملء المركز الشاغر في دائرة المتن في مهلة اقصاها ستون يوما من تاريخ وفاة النائب.

ثانيا – بتاريخ 6/7/2007 قرر رئيس مجلس شورى الدولة احالة المراجعة الى مجلس القضايا عملا بأحكام المادة 44 من نظام المجلس وامهال المستدعى ضدها خمسة ايام من تاريخ التبليغ للجواب عن طلب وقف التنفيذ على ان تبقى مهل الجواب العادية نافذة بشأن المراجعة على العموم.

ثالثا – ان المستدعى ضدها الدولة قدمت بتاريخ 9/7/2007 لائحة جوابية عن طلب وقف التنفيذ طلبت فيها رد  طلب وقف التنفيذ لعدم توافر شروطه ورد المراجعة لعدم الصلاحية واستطرادا رد المراجعة شكلا لعدم الصفة ولعد استيفائها الشروط الشكلية وتضمين المستدعي الرسوم والمصاريف. وقد أدلت بما يلي:

1 – ان مجلس شورى الدولة غير صالح للنظر في هذه المراجعة لأن المرسوم المطعون فه يندرج من جهة ضمن فئة الاعمال الحكومية باعتبار انه ينظم العلاقة بين السلطتين التنفيذية والتشريعية كما ينظم علاقة رئيس الجمهورية بالحكومة، فضلا عن انه يتعلق بالمبادرات ذات الطابع الدستوري. ومن جهة اخرى لانه يعود للمجلس الدستوري امر النظر في المواضيع والنزاعات التي لهاعلاقة بصحة الانتخابات النيابية بما فيها دعوة الهيئات الناخبة لانتخاب النواب باعتبار ان مرسوم دعوة الهيئات الانتخابية لا يشكل عملا منفصلا في ذاته عن هذه الاعمال الانتخابية.

2 – ان لا مصلحة ولا صفة للمستدعي لتقديم هذه المراجعة، اذ ان صفة المواطن لا تكفي وحدها لقيام المصلحة، ذلك ان المشترع لم يشأ ان يجعل من مراجعة الابطال مراجعة شعبية يقدمها من يشاء.

3 – ان شروط المادة 77 من نظام مجلس شورى الدولة غير متوافرة في طلب وقف التنفيذ لانه لا يتيبن ان المراجعة ترتكز على أسباب جدية مهمة، كما ان الضرر المتذرع به، على فرض وجوده، لا يمكن وصفه اطلاقا بالضرر البليغ.

رابعا – ان المستدعي قدم بتاريخ 9/7/2007 طلب ترخيص بابراز مستند أرفق به رأي هيئة التشريع والاستشارات في وزارة العدل بشأن دعوة الهيئات الانتخابية الى اجراء الانتخابات الفرعية في المتن.

خامسا – انه بتاريخ 11/7/2007 تقدم المستدعي بلائحة جوابية أولى كرر فيها اقواله ومطالبه السابقة وأدلى بما يلي:

1 – ان القضاء الاداري صالح للنظر في المراجعة الحاضرة للأسباب التالية:

- ان المرسوم المطعون فيه هو عمل اداري يخرج عن اطار تنظيم العلاقة بين السلطة التنفيذية والسلطة التشريعية.

- ان علاقة رئيس الجمهورية بالحكومة لا تدخل ضمن فئة الاعمال الحكومية لكونهما بمثابة السلطة الواحدة، وكل تجاوز لحد السلطة من أي منهما عند اصدار مرسوم عادي – كما في الحالة الراهنة – يخضع لرقابة المحكمة الادارية.

- ان مرسوم دعوة الهيئات الناخبة يطاول جماعة الناخبين حصراً ويجب، عند اصداره، مراعاة القانون الناظم لهذه الدعوة، اي قانون الانتخاب وخاصة المادتين 7 و8 منه، الامر غير الحاصل باعتبار ان المستدعي ضدها تجاوزها حد السلطة الممنوحة لها بموجب احكام الدستور وقانون الانتخاب اللذين اخرجا كليا مسألة دعوة الهيئات الانتخابية، اكانت عامة ام فرعية، من دائرة صلاحيات السلطة الاجرائية ممثلة بمجلس الوزراء، مما يخرج هذا المرسوم من فئة الاعمال الحكومية.

- ان صلاحية المجلس الدستوري محصورة في بت الطعون الانتخابية التي تقدم اليه بعد الانتهاء من العملية الانتخابية بواسطة المرشح الخاسر ولا صلاحية له مطلقا لبت مرسوم دعوة الهيئات الناخبة الذي يوجه الى المواطنين الناخبين، وان هذا المرسوم يشكل عملا منفصلا في ذاته عن نتيجة الانتخابات، فيكون مجلس شورى الدولة هو المرجع المختص لبت الطعن المقدم من الناخبين.

- واستطرادا، ان مراقبة مجلس شورى الدولة تتعلق في الاكثر بالتحقق من وجود العمل الاداري المطعون فيه، وعندها، وان كان العمل المشكو منه يدخل ضمن فئة الاعمال الحكومية، تعود لمجلس شورى الدولة صلاحية المراقبة عليه لكونه صادرا عن سلطة غير صالحة.

- ان توقيع رئيس الجمهورية مرسوم دعوة الهيئات الناخبة ليس امرا شكليا فحسب، بل انه من المقومات الاساسية لتكوين المرسوم لتعلقه بالصلاحية، وعلى هذا الاساس فان خلو المرسوم المطعون فيه من توقيع رئيس الجمهورية يجعل منه عملا اداريا باطلا لصدوره عن سلطة غير صالحة.

- ان المرسوم المطعون فيه، وان كان يشكل عملا تحضيريا للانتخابات، هو فعل قانوني قائم في ذاته (Acte détachable) وخاضع لاستيفاء الاجراءات الشكلية والجوهرية الواجبة، وبالتالي يجب فصل قانونيته عن سائر اجراءات العملية الانتخابية.

2 – ان المستدعي هو ناخب في دائرة جبل لبنان الثانية (المتن) وهو بالتالي صاحب صفة ومصلحة لمداعاة الدولة كونه متضررا من اصدار هذا المرسوم المخالف لقانون الانتخاب وللاحكام الدستورية، والضرر ناجم اصلا عن اجراء الانتخابات بالاستناد الى مرسوم صادر خلافا للقانون، الامر الذي يؤدي الى عيب جوهري يصيب وكالة النائب المزعوم فوزه في هذه العملية الانتخابية، فضلا عن ان المصلحة في مراجعة الابطال تعتبر متوافرة بمجرد احتمال وقوع الضرر بصورة اكيدة وعلى وجه معين، اذ يكتفي بأن يكون الطاعن في حالة خاصة بالنسبة للقرار المطعون فيه من شأنها ان تؤثر تأثيراً مباشرا في مصلحة ذاتية له، وهذه الحالة القانونية الخاصة اعطت المستدعي صفة اخرى خاصة به متميزة عن غيره كونه ناخبا في الدائرة المعنية.

3 – يقتضي وقف تنفيذ المرسوم المطعون فيه لانه ألحق ويلحق المستدعي ضررا بليغاً بحرمانه ممارسة حقه المكرس في الدستور وقانون الانتخاب في اختيار صحيح لممثليه المفترضين في الندوة البرلمانية من دون ان يكون هذا التمثيل عرضة للطعن، فضلا عن ان المراجعة الحاضرة ترتكز على اسباب جدية ومهمة كون المرسوم المطعون فيه جاء مخالفا لاحكام المواد 41 و56 من الدستور و7 و8 من قانون الانتخاب رقم 171/2000.

سادسا – انه بتاريخ 13/7/2007 وضع الرئيس المقرر (رئيس غرفة في المجلس) تقريره، وبتاريخ 16/7/2007 ابدى مفوض الحكومة مطالعته التي اعتبر فيها ان المرسوم المطعون فيه لا يندرج ضمن لائحة الاعمال الحكومية، وان صلاحية مجلس شورى الدولة في القضايا الادارية هي صلاحية اساسية ولا خرج عن اختصاصه الا ما ورد عليه نص قانوني صريح، وان المجلس الدستوري الذي هو قاضي الانتخاب يتولى الفصل في صحة نيابة نائب منتخب والنظر في النزاعات والطعون الناشئة عن الانتخابات النيابية بموجب طلب يقدمه المرشح المنافس الخاسر، فصلاحيته لا تشمل إذاً الاعمال الادارية التي تشكل تمهيدا للعملية الانتخابية، وهي لا تتجاوز عملية الاقتراع. وان مجلس الدولة الفرنسي كان يعتبر نفسه غير صالح للنظر في الاعمال التمهيدية قبل العام 1993 وعدل مساره لاحقا معلنا صلاحيته. كما اقر مفوض الحكومة للمستدعي بتوافر الصفة والمصلحة ورأى ان شروط وقف التنفيذ متوافرة.

سابعا – انه بعد صدور التقرير والمطالعة قدمت المستدعى ضدها بتاريخ 16/7/2007 لائحة بابراز مطالعة الادارة متبنية ما ورد فيها. وقد جاء في هذه المطالعة ان المراجعة مستوجبة الرد لعدم صلاحية مجلس شورى الدولة ولان المجلس الدستوري هو صاحب الصلاحية وفق اجتهاد مجلس شورى الدولة ذاته. وجاء فيها ايضا ان مصلحة المستدعي غير محققة لان المرسوم المطعون فيه لم يمس اي مركز قانوني له، وان شروط وقف التنفيذ غير متوافرة لانتفاء الضرر. وانتهت مطالعة الادارة الى طلب ردّ المراجعة لعدم الصلاحية، واستطرادا لانعدام الصفة والمصلحة، ورد طلب وقف التنفيذ، واستطرادا كليا تكليف المستدعي ابراز قرار رئيس الجمهورية الذي يعتبر فيه الحكومة غير دستورية، وحفظ حقها بأي جواب لازم آخر، وتضمين المستدعي النفقات، وتطبيق احكام المادتين 10 و55 من قانون اصول المحاكمات المدنية بحقه.

بناء على ما تقدم.

في الصلاحية

بما ان الدولة المستدعى ضدها تدلي بعدم صلاحية مجلس شورى الدولة للنظر في المراجعة الحاضرة لان المرسوم المطلوب وقف تنفيذه يندرج ضمن فئة الاعمال الحكومية ولان صلاحية هذا المجلس تنتفي في ظل انشاء المجلس الدستوري الذي يعود له امر النظر في المواضيع والنزاعات كافة التي لها علاقة بصحة الانتخابات النيابية، بما فيها دعوة الهيئات الناخبة لانتخاب النواب باعتبار ان مرسوم دعوة الهيئات الناخبة لا يشكل عملا منفصلا بحد ذاته عن هذه الاعمال الانتخابية.

وبما ان المستدعي يرد بأن المرسوم المطعون فيه هو عمل اداري يخرج عن اطار تنظيم العلاقة بين السلطة التنفيذية والسلطة التشريعية وان علاقة رئيس الجمهورية بالحكومة لا تدخل ضمن فئة الاعمال الحكومية كونهما بمثابة السلطة الواحدة.

وبما انه يعود الى هذا المجلس ان يفصل في المراجعة من دون اي تحقيق ودونما استكمال تبادل اللوائح بعد تحديد الفريقين اقوالهما ومطالبهما في مرحلة طلب وقف التنفيذ، عندما يعتبر انه غير صالح للنظر فيها في صورة جلية او عندما يعتبر انها مردودة امامه في صورة لا تقبل الجدل.

- القرار رقم 236 تاريخ 8/3/2005، المحامي فادي سعد ضد الدولة – رئاسة الجمهورية – مجلس الوزراء، سجلات المجلس.

- القرار رقم 713 تاريخ 9/7/1998، فاخوري ضد الدولة ونعوشي، م.ق.إ، العدد 11، ص 37.

- القرار رقم 825 تاريخ 10/9/1998، الاعور ضد الدولة وغانم، م.ق.إ، العدد 11، ص 212.

- القرار رقم 866 تاريخ 15/9/1998، الاشقر ضد الدولة وبو حبيب وعازار، م.ق.إ، العدد 11، ص 312.

C.E. 5 avr. 1957 Assoc. Des anciens de L'E.N.A. Rec.245:

"Condisérant... que le jugement des conclusions de la requête... dépendait de la solution de la question de la recevabilité de ladite requête. Que la solution de cette question qui ne pouvait être modifiée par les éléments susceptibles d'être fournis par une instruction était certaine au vu de la requête introductive d'instance..."

Dans le même sens:

- C.E. 30 Juil. 1949 Durel Rec. 417 (décision insusceptible de recours).

- C.E. 12 Fév. 1954 Dame Lacoste Rec.89 (incompétence des tribunaux administratifs. Compétence des tribunaux judiciaires à l'égard des demandes d'inscription sur la liste électorale).

وبما انه بعد تقديم استدعاء  المراجعة قدمت الدولة لائحة جوابية اولى ردا على طلب وقف التنفيذ والابطال، ثم قدم المستدعي طلب ترخيص بابراز مستند ولائحة جوابية اولى، ثم صدر التقرير والمطالعة، وعلى اثر ذلك قدمت المستدعي ضدها لائحة بابراز مطالعة الادارة قرر الرئيس ضمها الى الملف على ان تنظر الهيئة بمصيرها لاحقا.

وبما ان ما تضمنه استدعاء المراجعة واللائحة الجوابية الاولى كاف لتمكين هذا المجلس من البت بصلاحيته لان الفريقين ضمناهما اقوالهما ومطالبهما بما في ذلك المناقشة في مسألة الصلاحية المتعلقة في كل حال بالنظام العام والتي يمكن اثارتها عفوا وفي اي مرحلة من مراحل المحاكمة.

وبما ان هذا المجلس يرى مفيدا، في مستهل التعليل، التطرق الى موقف كل من الاجتهاد الاداري الفرنسي والاجتهاد الاداري اللبناني لدى تصديهما لمسألة صلاحية القضاء الاداري في موضوع الاعمال التمهيدية السابقة للانتخابات النيابية على العموم، وفي موضوع دعوة الهيئات الانتخابية على الخصوص، على ان يتم استخلاص النتائج المتأتية عن اي من الموقفين، كلما دعت الحاجة.

وبما انه يجدر التنويه، تمهيدا لذلك، بان الاجتهاد الاداري، بعد انشاء المجلس الدستوري في كل من لبنان وفرنسا، لم يعد يصف الاعمال الممهدة للانتخابات النيابية بأنها اعمال حكومية، بل اخضعها للرقابة القضائية:

- القرار رقم 238، تاريخ 10/2/1994، المحامي شاكر العريس ورفاقه / الدولة، م.ق.إ، 1995، عدد 1، ص 273.

- القرار رقم 239، تاريخ 10/2/1994، اميل شحاده / الدولة، م.ق.إ، 1995، عدد 1، ص 278.

Note Goyard sous Conseil Constitutionnel du 11 juin 1981 AJDA 1981 p. 358.

وفي ذلك ما يستدعي تجاوز الدفع المدلى به من المستدعى ضدها والآيل الى رد المراجعة بسبب اندراج العمل المطعون فيه ضمن فئة الاعمال الحكومية، وبالتالي التصدي للمسألة المثارة من زاوية المرجع القضائي المختص للنظر فيها.

وبما ان اجتهاد مجلس الدولة الفرنسي (Le Conseil d'Etat) مر بمراحل متعاقبة سيتم تلخيصها تباعا.

وبما انه في مرحلة اولى تشمل الجمهوريتين الثالثة والرابعة، كان مجلس الدولة يرى نفسه غير صالح استنادا الى مبدأ فصل السلطات، وكانت صلاحية تقدير مشروعية انتخاب اعضاء مجلس النواب (ومن بينها مرسوم دعوة الناخبين) تعود الى مجلس النواب ذاته:

Sous le régime de la troisième et la quatrième République il revenait aux seules Assemblées parlementaires d'apprécier la régularité de l'élection de leurs membres (A.J.D.A.2001 – Elections – p. 858).

مما يعني ان الاعمال التمهيدية للانتخابات تدخل ضمن فئة الاعمال الحكومية:

"... Le Conseil d'Etat refusait de connaître de ces derniers (les actes administratifs qui ont préparé les élections)

A ce titre étaient considérés comme des actes de gouvernement: le décret portant convocation des collèges électoraux pour une élection parlementaires..."

C.E. Ass 8 Juin 1951 Hirchowitz Rec.p.320 G A J A 12ème édition no 3 p.20.

وبما انه في مرحلة ثانية توافق ظهورها مع صدور دستور عام 1958 الذي انشأ المجلس الدستوري الفرنسي، اصبحت الرقابة على مشروعية الانتخابات النيابية من صلاحية هذا المجلس الاخير مما حدا بمجلس الدولة الى رد المراجعات المتعقلة بالاعمال التمهيدية للعمليات الانتخابية لان الاعمال التمهيدية على العموم – ومن بينها مرسوم دعوة الهيئات الانتخابية – تشكل عملا غير منفصل (Acte non détachable) عن العملية الانتخابية:

- C.E. 14 juin 1963 Bellot Rec.p.369: Recours contre le décret portant convocation du collège électoral pour l'élection d'un député aux Îles Wallis et Futuna (élection partielle).

- C.E. 3 Juin 1981 F. Delmas Rec.p. 244: Recours contre le décret portant convocation des collèges électoraux pour l'élection à l'Assemblée nationale et fixant la date des opérations électorales (élections générales).

وقد جاء في القرار الاخير:

"Considérant qu'il n'appartient qu'au Conseil Constitutionnel qui est en vertu de l'article 59 de la Constitution du 4 octobre 1958 juge de l'élection des députés à l'Assemblée nationale d'apprécier la legalité des actes qui sont le préliminaire des opérations électorales que dès lors le Conseil d'Etat n'est pas compétent pour ce prononcer sur la légalité du décret du 22 mai 1981 portant convocation des collèges électoraux pour l'élection des députés à l'Assemblée Nationale..."

وبما انه في مرحلة ثالثة تبدأ مع العام 1993، رجع مجلس الدولة الفرنسي عن اجتهاده السابق وراح يقبل مراجعة الابطال لتجاوز حد السلطة ضد القرارات التمهيدية السابقة للانتخابات التشريعية باعتبارها اعمالا منفصلة عن العملية الانتخابية:

- C.E. Ass 12 mars 1993 Union nationale écologiste et Parti pour la défence des animaux Rec.p.67 Concl Kessler et C.E. 26 mars 1993 Parti des travailleurs Rec.p.87

وفي تعليق تناول هذا الانعطاف في الاجتهاد، ظل الفقه يشكك في نزوع المجلس الدستوري الى التنكر لاجتهاده السابق الذي كان يعتبر نفسه فيه صالحا لمراقبة  مشروعية الاعمال التمهيدية، لدى توافر بعض الشروط:

Si le conseil d'Etat s'est reconnu compétent pour juger de la légalité des actes préalables aux élections législatives on peut s'interroger sur l'attitude qu'adoptera le Conseil Constitutionnel à l'égard des mêmes actes...

Mais rien ne permet d'affirmer qu'il renoncera à sa jurisprudence antérieure issue des décision Delmas du 11 juin 1981 et Bernard des 16 et 20 avril 1982 (Chronique générale de jurisprudence administrative française Christine Maugué et Laurent Touvet AJDA 1993p. 336.)

وبما انه في مرحلة رابعة تجلت منذ عام 2000، وامام حصول بعض التعارض في كل من اجتهادي المجلس الدستوري ومجلس الدولة، حرص هذان الاخيران على توضيح صلاحياتهما في اطار الاعمال التمهيدية للانتخابات النيابية، وتوصلا الى التوافق على ان هناك بعض الاعمال التمهيدية الخارجة عن الصلاحية (الاستثنائية) للمجلس الدستوري والداخلة ضمن صلاحية مجلس الدولة، ومن ذلك مرسوم دعوة الناخبين الى انتخابات نيابية فرعية:

- Cahiers du Conseil Constitutionnel no 13 – décisions et documents du Conseil Constitutionnel Jurisprudence décisions du 7 avril 2002.

- C.E. Ass. 1er septembre 2000 M. Larrouturou Doctrine AJDA 2000p. 803.

ومما جاء في التعليق الفقهي على هذا القرار الاخير العنوانان التاليان:

"Une nouvelle ligne de partage aux fondements juridiques fragiles".

- "Une nouvelle ligne de partage aux conséquences incertaines".

وختم التعليق بالآتي:

"Il nous apparaît hautement imprudent de tirer en la matière la moindre conséquence de la décision du Conseil d'Etat du 1er septembre 2000...".

وبما انه يتحصل من تتبع المراحل التي مر بها اجتهاد مجلس الدولة الفرنسي ان المرحلة الاشد استقرار كانت تلك الواقعة ما بين نشوء المجلس الدستوري في فرنسا بفعل دستور عام 1958 وتاريخ الانعطاف الاجتهادي عام 1993. وفي هذهالمرحلة كان مجلس الدولة يعتبر ان مرسوم الدعوة الى الانتخابات النيابية هو من قبيل الاعمال غير المنفصلة التي يخرج النظر في مشروعيتها عن صلاحيته.

وبما ان ما قد يصح تطبيقه على الانتخابات الفرعية في فرنسا حيث تم الاعتبار – في المرحلة المتأخرة – ان الطعن بالاعمال التمهيدية السابقة لها تخرج عن الصلاحية الاستثنائية المحفوظة للمجلس الدستوري (كما تخرج ايضا عن هذه الصلاحية الاعمال ذات الطابع الدائم والاعمال الملحقة او ذات الطابع الثانوي – Les actes de portée permanente et les actes accessoires ou de portée secondaire).

اذ ليس من شأنها ان تعيب سير العملية الانتخابية وان تؤثر على عمل السلطات العامة ومسارها العادي. يراجع:

Cahiers du Conseil Constitutionnel n 13 opt.cité C.E. section 14 sept. 2001 Aff. Marini AJDA. 2001 P.858

ان ذلك قد لا يصح تطبيقه بالضرورة على انتخابات نيابية فرعية في لبنان لاختلاف الظروف والمعطيات الواقعية التي تقود الى القول ان الاستحقاق الانتخابي النيابي – وإن كان فرعيا – ينعكس بصورة ملحوظة، وعلى الاخص، على عمل السلطات العامة وعلى علاقاتها المتبادلة.

ابما انه لدى المقابلة بين المادة 59 من الدستور الفرنسي للجمهورية الخامسة والمادة 19 المعدلة من الدستور اللبناني يتبين ان هاتين المادتين تحملان مضمونا متشابها لجهة ايلاء المجلس الدستوري صلاحية البت بقضايا التنازع الانتخابي.

فقد جاء في المادة 59 من الدستور الفرنسي:

"Le Conseil Constitutionnel statue en cas de contestation sur la régularité des élections des députés et des sénateurs".

وجاء في المادة 19 من الدستور اللبناني:

"ينشأ مجلس دستوري لمراقبة دستورية القوانين والبت في النزاعات والطعون الناشئة عن الانتخابات الرئاسية والنيابية". وقد تكرر هذا المبدأ في المادة 24 من قانون انشاء المجلس الدستوري.

وبما ان كلا من المجلسين، بالانطلاق من النصين المدرجين اعلاه، هو قاضي انتخاب.

واذا وردت في المادة 59 من الدستور الفرنسي عبارة (La régularité des élections) التي تؤدي الى مراقبة شاملة لمشروعية العملية الانتخابية، فقد وردت بالمقابل في المادة 19 عبارة "البت في النزاعات والطعون". مع العلم بان العملية الانتخابية، في الحالين، هي عملية سياسية:

Sans doute Ces scrutins – élections présidentielles et législatives... - ont le caractère d'opérations politiques.

René chapus Droit administratif général Tome I 13ème édition n 1158 p. 916.

وهذا ما يدفع الى اخراجها عن دائرة مراقبة القضاء الاداري.

وبما ان اجتهاد المجلس ذهب سابقا الى حد القول بان هناك تطابقا بين المادة 59 من الدستور الفرنسي والمادة 19 من الدستور اللبناني:

- القراران رقم 238/1994 و239/1994 المذكوران آنفا، حيث جاء:

"وبما ان صلاحية البت بالانتخابات النيابية وبالاعمال الادارية التمهيدية التي تكوّن مقدمات ام تمهيدات الاجراءات الانتخابية والمطالب الملحقة (Les réclamations annexes) اصبحت وفق احكام المادة 30 فقرتها الثانية من الدستور المعطوفة على المادة 19 المعدلة منه – والمطابقة للمادة 59 من الدستور الفرنسي للجمهورية الخامسة الصادر في 4 تشرين الاول 1958 – من صلاحية المجلس الدستوري وذلك بعد ان صدر القانون رقم 250 تاريخ 14 تموز 1993 المتعلق بانشاء المجلس الدستوري".

وبما انه لا يستقيم ان المجلس الدستوري الفرنسي استمد صلاحيته للنظر في الاعمال التمهيدية من نص خاص غاب عن التشريع اللبناني. فالمجلس الدستوري الفرنسي انطلق من نص عام اعتبر انه يوليه تلك الصلاحية:

Ce faisant le Conseil d'Etat avait jusqu'à cette année laissé la porte ouverte au Conseil Constitutionnel qui s'est reconnu compétent pour statuer sur la légalité d'actes préalables au scrutin d'abord par la voie de l'exception... puis par la voie de l'action (11 juin 1981 Delmas Rec. p. 97) sur un recours dirigé contre le décret de convocation des électeurs. Dans cette dernière affaire c'est pour que les requérants trouvent un juge malgré l'abstention du Conseil d'Etat (C E 3 juin 1981 Delmas et autres préc.) que le Conseil constitutionnel avait fondé sa compétence qui ne résulte explicitement d'aucun texte.

Christine Maugué et Laurent Touvet Chronique gén. Adm. Opt. Cité.

وبما ان مسألة الصلاحية التي تتناول الموضوع المطروح، في ظل ما تم عرضه من مراحل اجتهادية، ستظل معرضة لاحتمال صدور احكام غير متجانسة، اذ ليس طبيعيا، في نهاية المطاف، ان يكون قاضيان – قاضي الانتخاب وقاضي المشروعية الادارية – صاحبي صلاحية في اطار نزاع واحد:

Sans doute il n'est pas normal que deux juges soient compétents à l'égard d'un même contentieux.

(René Chapus Droit) administratif général Tome I 13ème édition n (1159 p. 920.

وبما انه في لبنان اصدر هذا المجلس سلسلة من القرارات المتعلقة بالاعمال التمهيدية السابقة للانتخابات النيابية، وقد اعتبر فيها ان الاعمال المعتبرة بمثابة مقدمات او تمهيدات للعملية الانتخابية، كدعوة الهيئات الانتخابية، لا تؤلف اعمالا منفصلة (Actes détachables) ولا يمكن الطعن فيها بالتالي امام قاضي الإبطال الذي هو مجلس شورى الدولة، من ذلك:

- القرار رقم 238، 10/2/1994، المحامي شاكر العريس ورفاقه/ الدولة، مذكور آنفا.

- القرار رقم 239، 10/2/1994، اميل شحادة/ الدولة، مذكور آنفا.

وقد جاء في القرار الاول ما خلاصته ان الاعمال التمهيدية تعتبر مندمجة بالانتخاب الذي تحضّر له، وان مجلس شورى الدولة يطبق نظرية توحيد الصلاحية (Bloc de compétence) عند عدم وجود نص معاكس، وانه اذا رد الطعن في المرسوم المتضمن دعوة الهيئات الانتخابية فلأن مثل هذا التنازع اوكل بموجب الدستور او القانون الى هيئة قضائية اخرى، وانه قبل انشاء المجلس الدستوري في لبنان كانت صلاحية الطعن في الانتخابات النيابية تعود الى المجلس النيابي، وبعد انشائه، صارت تعود اليه بالذات، وان هناك مطابقة بين المادة 59 من الدستور الفرنسي الصادر عام 1958 والمادة 19 المعدلة من الدستور اللبناني، وانه لا محل للحديث عن فراغ قانوني في المبدأ بوجود هيئة اخرى صالحة، وانه لا يسعه مسايرة الخط الجديد للاجتهاد الفرنسي (منذ عام 1993) لان في ذلك ما يناهض طبيعة المنازعات الانتخابية وما يمكن ان يؤدي الى تضارب في اجتهاد مجلس شورى الدولة والمجلس الدستوري.

وقد تكررت هذه الافكار في القرار رقم 239 الذي انطوى على فكرة اضافية مآلها ان المادة 35 من قانون انتخاب اعضاء مجلس النواب اتاحت امام المرشح فرصة الطعن في قرار رفض ترشيحه امام مجلس شورى الدولة مما يعني ان المشترع وضع نصا خاصا شذ به عن نظرية توحيد الصلاحية.

مع الاشارة الى ان احد القرارات الفاصلة في الصلاحية اعتبر مجلس شورى الدولة صالحا للنظر في الطعن في الاعمال التمهيدية، ولكنه انطلق من نصوص ترعى الانتخابات البلدية لا الانتخابات النيابية.

(القرار رقم 633، 11/7/2001، المحامي هاني سليمان/ الدولة، مجلة القضاء الاداري 2004، العدد 16، ص 978).

وبما ان الفقرة الرابعة من المادة 35 من القانون رقم 171/ 2000 (انتخاب اعضاء مجلس النواب) منحت الشخص الذي امتنعت السلطة المختصة عن اعطائه ايصالا بالترشيح الحق في مراجعة مجلس شورى الدولة للفصل في المسألة في غرفة المذاكرة خلال ثلاثة ايام. وبذلك يكون المشترع قد ناط بمجلس شورى الدولة صلاحية خاصة لحماية حق الراغب في الترشيح دون سواه، على ان ينظر قاضي الانتخاب لا القاضي الاداري بالاعتراضات المختلفة التي قد يتقدم بها اصحاب علاقة آخرون.

وبما ان لا محل للكلام على "فراغ قانوني" او على "امتناع عن احقاق الحق" عندما يكون مرجع آخر (مجلس النواب قبل انشاء المجلس الدستوري في فرنسا او في لبنان، والمجلس الدستوري بعد ذلك) صالحا للنظر في الطعن المقدم، فضلا عن ان الخشية من تعارض الاحكام لا تقل اهمية وخطرا عن مبدأي الفراغ والامتناع. وفي التعليق ذاته على القرار الذي اصدره مجلس الدولة في فرنسا عام 1993 جاء على لسان الاستاذين Maugué و Touvet:

En adoptant ces décisions par lesquelles il contrôle désormais les actes préalables aux élections législatives le Conseil d'Etat s'est engagé dans une voie difficile. D'abord parce qu'il renverse une jurisprudence que David Kessler (le commissaire du gouvernement) pouvait qualifier de biséculaire ensuite parce qu'au risque de déni de justice succède celui de contrariétés entre les jurisprudences du Conseil d'Etat de du Conseil constitutionnel. Enfin parce que les décisions doivent pour avoir une portée et alors que les litiges sont parfois tres complexes et souvent sensibles intervenir dans les délais extremement brefs.

وبما ان الحرص على ان يكون لكل مرجع قضائي حقل الصلاحية الخاص به يؤدي الى التمسك بالنظرية المعروفة بنظرية توحيد الصلاحية (Théorie du bloc de compétence) التي وإن راحت تتزعزع احيانا بفعل بعض الدقائق والاستثناءات الطارئة عليها:

Cette présentation des blocs de compétence qui était devenue très familière depuis une quinzaine d'années paraît à son tour mise en péril par les nuances que le juge administratif introduit dans l'application des règles relatives aux blocs de compétence et la multiplication d'exceptions...

(Georges Vedel et Pierre Delvolvé Droit administratif Tome I 12ème édition 1992 p. 175).

فهي تظل ملائمة لرعاية مثل النزاع المطروح امام هذا المجلس نظرا الى طبيعة الموضوع المعالج (التنازع الناجم عن الانتخابات النيابية)، ولان الامر لا يتعلق بموقف القضاء الاداري وحده بل كذلك بالموقف الذي يتخذه قاضي الانتخاب (المجلس الدستوري).

وبما ان الانطلاق من نظرية توحيد الصلاحية، ومن مجمل التعليل المتقدم، وأمام غياب النص الصريح الذي يجعل مجلس شورى الدولة صالحاً للنظر في الطعن في مرسوم دعوة الهيئات الانتخابية – وهو وجه من وجوه الاعمال التمهيدية المتصلة بالعملية الانتخابية -، يكون القضاء الاداري غير صالح للنظر في النزاع المطروح.

(يراجع: مجلس شورى الدولة، القرار رقم 238/94، المحامي شاكر العريس/ الدولة، مذكور آنفاً).

وبما انه لا يرد على ذلك بأن مجلس شورى الدولة هو المحكمة العادية للقضايا الادارية بموجب المادة 60 من نظامه مما يجعله صالحاً في مثل المسألة المعالجة، ذلك ان الصلاحية مرتبطة بوصف العمل المطعون فيه، وقد تبين من سياق التعليل ان هذا العمل غير منفصل عن العملية الانتخابية وان ثمة مرجعاً آخر صالحاً للنظر في صحته.

وبما انه امام النتيجة التي توصل اليها هذا المجلس لجهة عدم صلاحيته، يبقى القول انه – بصرف النظر عن الوصف الذي قد يعطى للمرسوم المطلوب وقف تنفيذه وابطاله – لا يمكن للقضاء الاداري التحقق من وجوده ومما اذا كان صادراً عن سلطة غير صالحة طالما انه اخرج من دائرة الاعمال الحكومية. ولصح ذلك فقط لو كان معتبراً من فئة هذه الاعمال.

يراجع، لجهة صلاحية مجلس شورى الدولة  للتحقق من وجود العمل الحكومي المطعون فيه:

- القرار رقم 189، تاريخ 3/1/1995، مجلس القضايا، جورج افرام/ الدولة، م. ق. إ.، 1996، العدد التاسع، المجلد الاول، ص 194.

- C.E. Ass.2 mars 1962 Rubin de Servens et autres Rec. 143 G.A.J.A. 13éme édition p. 572 et s.

- R.D.P. 1962 p. 288: Le contrôle du recours à l'article 16 et de son application:

"Ainsi tout se passe comme si le Conseil d'Etat en même temps qu'il affirmait sa compétence pour connaître de la légalité de l'acte en appréciait cependant la régularité externe ou formelle...."

وبما ان سبب ذلك هو ان العمل الحكوي يخرج عن مراقبة القضاء الاداري اذا كان موجوداً. اما اذا لم يكن موجوداً (بسبب انعدام المشروعية الخارجية) فلا يبقى ثمة مجال لتحصينه.

وبما انه اذا كان العمل المطعون فيه لا يتصف بصفة الاعمال الحكومية، فلا يسع مجلس شورى الدولة  مراقبته او ابطاله اذا كان النظر فيه خارجاً عن حقل اختصاصه حتى ولو اعتراه – على سبيل الجدل المطلق – عيب عدم المشروعية الخارجية.

وبما انه يتأتى عن التعليل برمته وجوب رد المراجعة لعدم الصلاحية دونما حاجة للنظر في وقف التنفيذ او لاجراء اي تحقيق او للاستمرار في تبادل اللوائح.

وبما انه يقتضي اخراج اللائحة المقدمة من الدولة بعد صدور التقرير والمطالعة من الملف.

وبما انه ما من حاجة، امام هذه النتيجة، الى معالجة باقي الاسباب المثارة. ويقتضي بالتالي رد الاسباب الزائدة او المخالفة.

القرار

لهذه الاسباب، يقرر المجلس بالاكثرية:

1 – اخراج لائحة المستدعى ضدها تاريخ 16/7/2007 من الملف.

2 – رد المراجعة لعدم الصلاحية.

3 – رد الاسباب الزائدة او المخالفة.

4 – تضمين المستدعي النفقات.

قراراً اصدر وافهم علناً بتاريخ الثامن عشر من شهر تموز عام الفين وسبعة.

رئيس غرفة (مخالف) البرت سرحان، رئيس غرفة اندره صادر، الرئيس غالب غانم، الكاتب جان دارك الحاج، المستشار فاطمة الصايغ عويدات، المستشار يوسف نصر، المستشار خليل ابو رجيلي.

المخالفة

وردت المخالفة الدفع بعدم توافر صفة ومصلحة مقدم المراجعة باعتبار ان اوريان ناخب في دائرة المتن، المنطقة المعنية بدعوة الهيئات الناخبة. ورأت وقف تنفيذ المرسوم رقم 493 تاريخ 16/6/2007 جزئياً لجهة دعوة الهيئات الناخبة النيابية الفرعية في دائرة جبل لبنان الثانية – المتن.

واعتبرت "ان موضوع المراجعة يدخل ضمن صلاحية مجلس شورى الدولة  بصفته المحكمة العادية للقضايا الادارية، وباعتبار ان المرسوم المطعون فيه يعتبر من الاعمال المنفصلة عن الاعمال الانتخابية، ويخرج بالتالي من صلاحية المجلس الدستوري بصفته قاضي الانتخابات النيابية.

وفي طلب وقف تنفيذ المرسوم اشارت المخالفة الى انه "عملاً بأحكام المادة 77 المعدلة من نظام مجلس الشورى (...) نرى ان شرطي وقف التنفيذ المنصوص عليهما في تلك المادة متوافران في المراجعة مما يقتضي وقف تنفيذ المرسوم المطعون فيه".