المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم الثلاثاء 24 /7/2007

إنجيل القدّيس متّى .43-36:13

ثُمَّ تَركَ الجُموعَ ورَجَعَ إِلى البَيت. فدَنا مِنه تَلاميذُه وقالوا له: «فَسِّرْ لَنا مثَلَ زُؤانِ الحَقْل».فأَجابَهم: «الَّذي يَزرَعُ الزَّرْعَ الطَّيِّبَ هو ابنُ الإِنسان، والحَقْلُ هو العالَم والزَّرْعُ الطَّيِّبُ بَنُو المَلَكوت، والزُّؤانُ بَنُو الشِّرِّير، والعَدُوُّ الَّذي زَرَعَه هو إِبليس، والحَصادُ هوُ نِهايَةُ العالَم، والحَصَّادونَ هُمُ المَلائِكة.  فكما أَنَّ الزُّؤانَ يُجمَعُ ويُحرَقُ في النَّار، فكذلك يكونُ عِندَ نِهايَةِ العالَم:  يُرسِلُ ابنُ الإِنسانِ مَلائكتَه، فَيَجْمَعونَ مُسَبِّبي العَثَراتِ والأَثَمَةَ كافَّةً، فيُخرِجونَهم مِن مَلَكوتِه، ويَقذِفونَ بِهم في أَتُّونِ النَّار، فهُناكَ البُكاءُ وصَريفُ الأَسنان.  والصِّدِّيقونَ يُشِعُّونَ حِينَئذٍ كالشَّمْسِ في مَلَكوتِ أَبيهِم. فمَن كانَ له أُذُنان فَلْيَسْمَعْ !

 

سقوط صاروخ في حي بيت طه في المنيه مصدره مخيم البارد

وطنية - 23/7/2007 (امن) افاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" راشد فتفت، عن سقوط صاروخ كاتيوشا في حي بيت طه في المنيه، قرابة الثالثة والنصف من بعد ظهر اليوم مصدره مخيم نهرالبارد، واقتصرت الاضرار على الماديات وخصوصا اشجار الحمضيات

 

تشييع المعاون أول الشهيد احمد فرحات في بلدة سحمر- البقاع

وطنية - 23/7/2007 (سياسة) شيع أهالي بلدة سحمر وأبناء البقاع الغربي والجيش اللبناني المعاون اول الشهيد احمد محمد فرحات الذي استشهد أمس في معارك مخيم نهر البارد في الشمال. وتقدم المشيعين ممثل النائب روبير غانم جورج خوري، ممثل قائد الجيش العماد ميشال سليمان العقيد وجيه جانبيه، ممثل المدير العام للأمن العام اللواء وفيق جزيني النقيب مهنا مهنا، ممثل المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء اشرف ريفي النقيب ياسر الميس، وعن مخابرات الجيش النقيب ميشال عواد، ممثل "حزب الله" الشيخ محمد حمادي، ممثل حركة "امل" الشيخ حسن اسعد، ممثل الحزب القومي الدكتور نضال منعم ورؤساء بلديات ومخاتير وفعاليات دينية واجتماعية وتربوية وحشد من الاهالي. بعد النشيد الوطني، وتلاوة حسام قمر آيات من الذكر الحكيم، تحدث القاضي الجعفري الشيخ اسداللد الحرشي فقال: "حين نقف أمام الشهداء نقف وننكس رؤوسنا اجلالا واحتراما، وفي آن واحد نأخذ ناحية العزة والكرامة والشهادة التي ترمي بظلالها على كل واحد منا، خصوصا التي تكون في سبيل الوطن وأبناء الوطن". اضاف: "نحن لا ننسى للجيش اللبناني صموده امام العدو الاسرائيلي الذي أراد ان يضرب لبنان، فكنت يا جيشنا الدرع الواقي مع مقاومتنا البطلة ومع من رسموا عزتنا وكرامتنا". وختم: "سنحافظ على جيشنا كما سنحافظ على مقاومتنا ليبقى لبنان واحدا موحدا بكل فئاته".

العقيد جانبيه/وتحدث العقيد جانبيه باسم قائد الجيش فقال: "لعل ما يقوم به الجيش حاليا في مواجهة عصابة آثمة غريبة بطبيعتها وسلوكها الاجرامي وأهدافها العبثية عن قيم الشعب اللبناني وتقاليده العريقة، ليس هو من المهمات العادية، بل هو في الحقيقة دفاعا عن وجود الكيان بحد ذاته، كما اراده اسلافنا وكما نريده نحن على مر الاجيال". وتابع: "تعود اليوم يا احمد الى احضان الارض التي أنبتتك ورعتك منذ نعومة أظافرك وفي نفوس الاهل وأخوة السلاح وكل الأصدقاء جرح لا يشفى، لكن عزاءنا بمآثرك الطيبة وخصالك النبيلة وحبك للوطن والجيش". وختم: "ستبقى شهادتك ذخرا للجيش ومشعلا وضاء على طريق الشرف والتضحية والوفاء".

وفي الختام، قدمت ثلة من الجيش السلاح للشهيد وتقدم المشيعين ابناء الشهيد يحملون صورته ثم ووري الثرى في مدافن العائلة.

 

قيادة الجيش شيعت الشهيد احمد محرز في بلدته حرار

وطنية - 23/7/2007 (سياسة) شيعت قيادة الجيش يوم امس، العريف الشهيد احمد خالد محرز، الذي استشهد بتاريخ 22/7/2007 اثناء قيامه بالواجب العسكري خلال الاحداث الامنية الجارية في منطقة الشمال حيث احتضن من قبل اهالي بلدة حرار عكار ورفاق السلاح بموكب شعبي حاشد ثم اقيمت الصلاة على جثمانه الطاهر والقى ممثل العماد قائد الجيش كلمة نوه فيها بمناقبية الشهيد وتضحياته الكبيرة دفاعا عن سيادة الوطن وكرامة ابنائه.

 

مكتب التنسيق": معركة الانتخابات الفرعية في 5 آب وفاء لشهداء ثورة الأرز ومحطة في مسيرة بناء الدولة

وطنية- 23/7/2007 (سياسة) عقد "المكتب المركزي للتنسيق الوطني" اجتماعه الدوري، وأصدر بيانا رأى فيه "ان معركة الانتخابات الفرعية في الخامس من آب المقبل، هي معركة الوفاء لشهداء ثورة الأرز ومحطة في مسيرة بناء دولة الاستقلال الثاني، فمعركة بيروت هي معركة الوفاء للشهيد رفيق الحريري ورفاقه الأبرار، وكان آخرهم النائب الشهيد وليد عيدو. ومعركة المتن الشمالي هي معركة السيادة بامتياز في مواجهة من ساوموا على المقدسات وتحالفوا مع الدويلة، وقد وصل بهم الأمر الى حد تشريع تبرير السلاح غير الشرعي، كل ذلك لأهداف شخصية وأنانية وعلى حساب قيام الدولة، كما ان هذه المعركة هي معركة الوفاء لدماء الشهيد بيار أمين الجميل ولرفاقه شهداء ثورة الأرز". واستنكر المكتب "الاعتداء الارهابي الجماعي والمنظم على بلدة طنبوريت الآمنة وأهاليها، مع ما رافقها من تحرش مقصود وتعرض للرموز الدينية ولشباب البلدة، وقد أدى هذا الاعتداء الى سقوط شهيد والعديد من الجرحى، فضلا عن حالة الذعر والهلع التي انتشرت في البلدة".

وختم: "ينحني المكتب إجلالا واحتراما أمام تضحيات الجيش اللبناني في معركة استرجاع السيادة والكرامة على القاعدة السورية في نهر البارد التي باتت على قاب قوسين من النصر المبين على إرهابيي المخابرات السورية، مؤكدا التكرار أن لا خطوط حمراء للجيش الذي هو سياج الوطن".

 

النائب المر والطاشناق أعلنا دعمهما "التيار الوطني" في انتخابات المتن

وطنية- 23/7/2007 (سياسة) عقد النائب العماد ميشال عون مؤتمرا صحافيا اعلن فيه موقفه من الانتخابات الفرعية في المتن، في حضور النائب ميشال المر والامين العام لحزب الطاشناك هوفيك مختاريان اللذين اكدا وقوفهما بجانب "التيار الوطني الحر" في الانتخابات. وقبل المؤتمر كان قد عقد لقاء ثلاثي ضم العماد عون والنائب المر ومختاريان، في حضور النائبين اغوب بقرادونيان وابراهيم كنعان، ثم ترأس العماد عون اجتماع التكتل

 

الرئيس الجميل عرض مع سفير اميركا تطورات الاوضاع على الساحة الداخلية

النائب دكاش: يبدو إن الحل بعيد الى الآن بين مختلف الأفرقاء المتنازعين

وطنية - 23/7/2007 (سياسة) التقى الرئيس أمين الجميل في دارته في بكفيا عند الحادية عشرة من قبل ظهر اليوم سفير الولايات المتحدة في لبنان جيفري فيلتمان، وتم خلال اللقاء البحث في تطورات الأحداث على الساحة المحلية، بعد اللقاء غادر السفير فيلتمان من دون الإدلاء بأي تصريح. والتقى الرئيس الجميل عند الثانية عشرة والنصف النائب بيار دكاش، وتم خلال اللقاء البحث في المسعى الوفاقي الذي يقوم به النائب دكاش بالنسبة الى إنتخابات المتن. بعد اللقاء أعلن دكاش: "المسعى الذي أقوم به وفاقي إنطلاقا من المبدأ الذي أنادي به بانه عندما تكون الأمور صعبة تكون الحلول بالوفاق. تشرفت يوم أمس بزيارة غبطة أبينا البطريرك مار نصرالله بطرس صفير في زيارة تقليدية لدى انتقاله من صرح بكركي الى الديمان، وتمنيت له صيفا هادئا باردا بدلا من هذا الصيف المحموم، وتطرقنا الى موضوع إنتخابات المتن والى الإنتخابات المقبلة بالنسبة الى رئاسة الجمهورية والى الإنقسام المريع، ويبدو إن الحل بعيد الى الآن بين مختلف الأفرقاء المتنازعين. ولمست من غبطته ارادة للمحبة والوفاق والمصالحة بين اللبنانيين خصوصا أبناء المتن العائلة الواحدة، وأخبرته بأنني سأقوم بهذا المسعى وأزور القيادات المسيحية المسؤولة عن هذه المعركة على أن أطلعه على النتائج".

واضاف: "وتشرفت الآن بزيارة فخامة الرئيس الجميل، وأطلعته على المسعى الذي أقوم به، ولمست عنده كل الإستعداد الى المصالحة الهادفة الى جمع الكلمة والتباعد بقدر الإمكان عن المعركة، وهذا المسعى هو المسعى الوفاقي الذي أستمر فيه، سأنقل ما قاله لي فخامة الرئيس الى غبطة البطريرك لإيجاد الوسيلة لتنفيذ هذه التمنيات التي أطلقها فخامة الرئيس". أضاف: "أطلعت فخامة الرئيس الجميل على أنني قمت بزيارة العماد ميشال عون في دارته ولمست عنده نفس الإستعداد، فما من احد يستهوي القيام بمعركة والكل يجب الوفاق رغم كل الصعوبات التي مرت ورغم الإعتراضات من هذا الفريق أو من ذاك الفريق التي حالت دون الإلتقاء سابقا. وآمل أننا سنتمكن من جعل هذا اللقاء ممكنا في أقرب وقت ممكن".

سئل: هل هناك رسالة معينة نقلتها من الرابية الى بكفيا؟

أجاب: "ليس هناك من رسالة محددة، ولكن نقلت الفكرة التي تفضل بها العماد ميشال عون وأطلعت فخامة الرئيس عليها، ورأيت أن هناك التقاء بينهما على مغبة تجنب المعركة ضمن الإحترام والتقدير المتبادل".

سئل: من سيكون المرشح التوافقي، هل هو الشيخ أمين الجميل؟

أجاب: "لم نطرح الشخص التوافقي باعتبار هذا يعود الى المرشحين أنفسهم والى غبطة أبينا البطريرك في ما لو أحب أن يستمر في هذا المسعى الوفاقي الذي يساعد في هذه الظروف الصعبة، وينقل لبنان من هذا الواقع المرير الذي نتخبط فيه الى واقع أفضل بلقاء بين القيادات المسيحية".

سئل: هل ممكن أن يصل المسعى الى نتيجة إيجابية؟

أجاب: "على المرء أن يسعى وليس عليه أن يدرك النجاح، ولكن بطبعي الوفاقي أعتقد بأن المسعى يكون دائما حميدا في ما لو خلصت النوايا من مختلف الأفرقاء، وأنا أؤمن إيمانا صادقا بأن القيادات المسؤولة واعية كل الوعي لهذه المرحلة الخطيرة التي أقول عنها دائما بأنها خطيرة جدا وتهدد النظام والكيان، وأخشى ما أخشاه ان نكون نتلهى بانتخابات فرعية أو بغيرها أو بخلافات عابرة بينما يهدف المخطط الى أبعد من ذلك ونندم وليت ساعة مندم".

سئل: هل أبدى العماد ميشال عون استعداده لسحب مرشحه أم اشترط أن يكون مرشحه هو المرشح التوافقي؟

أجاب: "لم يكن هناك شروط على الإطلاق، ولكن هناك تبادل أفكار بالنسبة الى السمعى الذي أقوم به، وأرى أن هذه الأفكار متطابقة مع فخامة الرئيس، وآمل أن يتبناها غبطة أبينا البطريرك من أجل إجراء المصالحة".

 

كوسران أجرى محادثات مع الرئيس السنيورة في السرايا: هناك فرص للحوار وكررت دعم الحكومة الفرنسية للبنان

لم أذهب الى سوريا للتفاوض بل لعرض نتائج سان كلو

وطنية- 23/7/2007 (سياسة) أجرى الموفد الفرنسي جان كلود كوسران محادثات مع رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة بعد ظهر اليوم في السرايا الحكومية، أطلعه خلالها على نتائج جولته العربية، وصرح على الاثر: "لقد التقيت للتو رئيس الوزراء اللبناني وتحدثنا عن نتائج لقاء سان كلو الذي كان ناجحا وأدى إلى عدد من النتائج الإيجابية. وأعطيت الرئيس السنيورة بعض الإشارات حول الزيارات التي قمت بها لدمشق وجدة والقاهرة ضمن الجهود التي نبذلها للمساهمة في إعادة إرساء الحوار في لبنان. وتحدثنا أيضا عن الزيارة المرتقبة لوزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير للبنان في نهاية هذا الأسبوع، وكررت للرئيس السنيورة دعم الحكومة الفرنسية لعمل الحكومة اللبنانية".

سئل: هل هناك تعاون بينكم وبين الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى؟

أجاب: "لا أعتقد أن في إمكاننا التحدث عن تنسيق، وقد ذكرت أمام السلطات السورية الجهود التي تبذلها فرنسا للمساعدة في إعادة قيام الحوار اللبناني الداخلي".

سئل: هل تعتقد أن الحوار في لبنان سيكون أكثر جدوى بعد زيارتكم لسوريا؟

أجاب: "أعتقد أن الحوار لديه فرص، وهو مستمر، ونحن نعمل أساسا لكي نحاول المساعدة في هذا الحوار اللبناني الداخلي".

سئل: هل تتوقعون أن يعقد اللقاء الحواري في الثامن والعشرين من الشهر الجاري خلال وجود الوزير كوشنير في لبنان؟

أجاب: "لا أرى ما تلمحون إليه، الزيارة متوقعة في آخر هذا الأسبوع، ولكن لم يتم تحديد برنامج عمله حتى الآن، نحن لا نزال نعد هذا البرنامج مع الرسميين والمحاورين اللبنانيين".

سئل: هل سيكون هناك حوار ترأسه فرنسا؟

أجاب: "حتى الآن ليس من برنامج محدد للوزير كوشنير. هناك زيارة، وسيقوم ببعض الاتصالات للهدف نفسه، وهو المساعدة في استعادة الحوار اللبناني الداخلي، وفي هذه اللحظة نحن نرى زيارته وبرنامج عمله".

سئل: ألا تعتقد أن الانتخابات النيابية المتوقعة في الخامس من آب ستؤثر سلبا على الجهود الفرنسية؟

أجاب: "حتى الآن لم نعلن أي أمر حول تفاصيل المسائل السياسية الكبيرة في لبنان، إن مبادرتنا تتركز أساسا على المساعدة في إعادة الحوار، وليس لي من إجابة عن هذه المسألة".

سئل: هل سمعتم من سوريا أي استعداد لدعم أي حوار لبناني داخلي؟

أجاب: "إن التصريحات السورية أعطت أجوبة عن هذه المسألة وعن استعدادها للمساعدة في استعادة الحوار اللبناني الداخلي".

سئل: كيف يمكن أن ينعكس الاختلاف بين السياسة الإيرانية والسياسة السورية على لبنان؟

أجاب: "أقترح طرح هذا السؤال على السوريين واللبنانيين".

سئل: ما الذي بحثتموه تحديدا في سوريا؟

أجاب: "لقد ذهبت إلى سوريا لكي أقدم نتائج المحادثات والنقاشات في سان كلو".

سئل: هل يعني عدم تأكيد انعقاد اجتماع حواري في لبنان أن نتائج زيارتكم وتفاوضكم مع سوريا كانت سلبية؟

أجاب: "لم تكن لي أي مفاوضات مع سوريا، ولم أذهب إلى هناك للتفاوض".

سئل: إذا لماذا قمتم بزيارة سوريا؟

أجاب: "لقد زرت سوريا لكي أعلم السلطات فيها بالمحادثات والنقاشات التي حصلت في فرنسا".

أما السفير إيمييه فقال: "إن برنامج الوزير كوشنير سيتم إعلانه في الوقت المحدد من خلال الناطق الرسمي في فرنسا، وذلك عندما ينتهي العمل على هذا البرنامج، لذلك نرجو ألا تستنجوا أي أمر اليوم لأننا في صدد إعداد هذا البرنامج. وهدف زيارة السفير كوسران هو الإعداد لزيارة الوزير كوشنير، وقد بدأ هذا العمل للتو".

وعلق كوسران: "أنا في لبنان منذ ساعة ونصف ساعة، ومن المبكر إعطاء تفاصيل عن استنتاجات مهمتي".

وفي الختام، رد السفير إيمييه على ما إذا كانت هناك زيارة ل"حزب الله" في جدول أعمال كوسران، فقال: "نعم، هناك موعد ولقاء مع أحد المسؤولين في حزب الله".

 

النائب الحريري عرض مع كوسران نتائج مهمته لحل الازمة اللبنانية

كوسران: لقاء سان كلو سمح بتبادل وجهات النظر والتقريب بينها

وطنية - 23/7/2007 (سياسة) استقبل رئيس كتلة "المستقبل" النيابية النائب سعد الحريري في الخامسة والربع من بعد ظهر اليوم في قريطم، الموفد الفرنسي السفير جان كلود كوسران، في حضور سفير فرنسا بيرنار ايمييه، وتم خلال اللقاء الذي استمر ساعة عرض نتائج المهمة التي يقوم بها كوسران للمساهمة في حل الازمة اللبنانية. بعد الاجتماع، قال كوسران: "كان لنا حوار مطول ومهم، وقد اثرت مع النائب الحريري نتائج لقاء لا سيل سان كلو، التي كانت لها نتائج ايجابية عدة، حتى ولو انه لم يتم ايجاد حل لكل المشاكل، وقد اعتبر هذا الحدث عاملا ايجابيا. كذلك تطرقنا بشكل مسهب الى التحضيرات الجارية لزيارة وزير الخارجية الفرنسية برنار كوشنير الى بيروت، والى تطور المبادرة الفرنسية التي تهدف الى اعادة اطلاق الحوار بين مختلف القوى السياسية اللبنانية، وتقريب وجهات النظر في ما بينها".

سئل: هل حملتم مبادرة جديدة؟

اجاب: "ليس هناك مبادرة جديدة، انها المبادرة نفسها مستمرة، وهي تهدف الى المساهمة في اقامة علاقات ثقة وحوار بين مختلف القوى اللبنانية. وقد كان للقاء سان كلو انعكاسات ايجابية في هذا الاطار. من دون شك، لقد جرى حوار على مدى يومين بين مختلف الممثلين للاطراف اللبنانيين المشاركين في الحوار الوطني وهي علاقة، وكما استنتج الجميع، ايجابية ومهمة وقد سمحت بتبادل وجهات النظر بشكل مثير للاهتمام، وكذلك التقريب في وجهات النظر حيال مسائل اخرى".

 

مشروع قرار الكونغرس الداعم للبنان سلك طريقه للاقرار تحت الرقم 548

اللوبي اللبناني: نتشارك والنواب الاميركيين أهمية الدفاع عن سيادة لبنـان واستكمال مسار الديموقراطية والاستقلال نقطتان اساسيتان في الحرب على الارهاب

المركزية - كشفت مصادر ديبلوماسية مطلعة في واشنطن لـ"المركزية" ان مشروع القرار حول لبنان الذي أعدّه النائب الديموقراطي غاري أكرمان بالتعاون مع عدد من النواب في كلا الحزبين الاميركيين الرئيسيين، وسبق لـ"المركزية" ان نشرت ترجمة لنصه، سلك مسار الاقرار في الكونغرس، وهو حمل الرقم 548.

وأشارت المصادر الى ان المشروع سيقرّ قبل انتهاء الدورة الحالية للكونغرس، الذي يدخل اجازة صيفية مع نهاية آب المقبل، لافتة الى انه يوازي بأهميته قانون محاسبة سوريا واستعادة لبنان استقلاله الذي أقر في العام 2003، وكان حجر الاساس والزاوية في القرار الدولي 1559.

وتحدثت عن جهد كبير بذلته مجموعات الضغط اللبنانية في العاصمة الاميركية استمر شهورا عدة وتخللته مشاورات واسعة مع الحزبين الديموقراطي والجمهوري، ومع ممثلين للادارة الاميركية في البيت الابيض وفي وزارة الخارجية وفي الكونغرس.

اللوبي اللبناني: في الموازاة، أبدت اوساط في اللوبي اللبناني - الاميركي ارتياحها لمقدمة مشروع القرار 548 الذي وضعه رئيس اللجنة الفرعية عن الشرق الاوسط وجنوب آسيا النائب أكرمان، لافتا الى ان هذا القرار فور اقراره سيجدد الدعم للبنان ولحكومته المنتخبة ديموقراطيا.

وقالت هذه الاوساط لـ"المركزية" اننا كأميركيين من اصل لبناني نتشارك وأعضاء الكونغرس الاميركي الداعمين لهذا القرار، فكرة ان الدفاع عن سيادة لبنان واستكمال مسار الديموقراطية والاستقلال هما من النقاط الاساسية في الحرب الشاملة للولايات المتحدة الاميركية على الارهاب، والتي يجب ان نربحها.

ورأت ان "اهتمامات اميركا ومصالحها على المحك لان انهزام لبنان يؤدي الى جعله مقرا وساحة لـ"القاعدة" وللمجموعات المماثلة تنطلق منه لارهاب العالم وزعزعة المنطقة بأسرها". وأوضحت ان "ايران وسوريا تعتبران انهزام الحرية في لبنان انتصارا اساسيا في حربهما ضد الولايات المتحدة، فهما تعملان ضد سيادة لبنان وتحاربان الاطراف الذين يعارضونهما". وشددت على "ضرورة استمرار دعم الشعب اللبناني ورفع معنوياته وتجنّب سقوطه جراء الضغوط الممارسة عليه من الاعداء". وقالت ان قرار الكونغرس الجديد سيساعد في احباط آمال النظامين السوري والايراني.

وحضت المصادر الاعضاء في الكونغرس على التصويت لمصلحة مشروع القرار 548، في اطار تجديد وعد الولايات المتحدة بلبنان حر وديموقراطي، وتاليا تشجيع الشعب اللبناني والحكومة والزعماء على التعقيب على هذا القرار، من دون الخوف من امكان التخلي عن لبنان جراء التجارب السابقة.

 

 لا طائل من اي مبادرات طالما بقيت علاقة الرياض مع دمشق على حالها من التراخي/السعودية تشترط قبل اي حوار مع سوريا تسليمها 980 اصوليا من جماعة "القاعدة"يرابطون في احد مخيمات الوسط السوري على مقربة من الحدود الفاصلة عن عرسال/دمشق سلّمت لطهران بوكالة مطلقة الصلاحية في الملفات اللاهبة في الشرق الاوسط

المركزية - دخل لبنان بدءا من اليوم حمّى فرعيتي المتن الشمالي وبيروت، ذلك ان الصراع السياسي يخرج عن كونه تنافسا عاديا لملء مقعدين نيابين شاغرين بإغتيال النائبين بيار الجميل ووليد عيدو، الى حيّز سياسي آخر اوسع مدى يرتبط في المدى القريب بالاستحقاق الرئاسي، وبالمدى المتوسط بطبيعة النظام اللبناني.

وتزامن وصول موفد وزير الخارجية الفرنسية السفير السابق جان كلود كوسران في زيارة تستمر حتى بعد ظهر بعد غد الاربعاء يلتقي في خلالها قيادات في فريقي الغالبية النيابية والمعارضة، مع الاهتمام السياسي والديبلوماسي مع هاتين الفرعيتين، نظرا الى حاجة كلّ من فريقي الصراع الى استقصاء ما سيوفره له السفير كوسران من معطيات عن جولته العربية الاخيرة، وخصوصا المحطة السورية التي كثرت فيها التأويلات والتفسيرات.

980 سعوديا: في هذا الاطار، قال مصدر ديبلوماسي بارز لـ"المركزية" ان لا طائل من اي مبادرات عربية او دولية، طالما بقيت العلاقة السعودية - السورية على حالها من الوهن والتراجع. وكشفت ان الرياض تطالب دمشق، قبل الشروع في اي تفاوض او تحادث ثنائي، بتسليمها 980 سعوديا ينتمون الى تنظيم "القاعدة" ويرابطون في احد المخيمات في وسط سوريا، على مقربة من الحدود مع لبنان في منطقة عرسال.

لبنان ساحة للاستيراد: واشارت الى ان هناك تخوفا جديا من ان تدفع اي عملية ضغط سياسي، دمشق الى توريد هؤلاء الاصوليين الى لبنان، لذا يتم التعاطي مع هذا الامر بحذر وبدقة تامة.

ولفتت الى ان دمشق ترفض الحديث في هذا الشأن، وهي تتعاطى مع هذا الملف بإعتباره ورقة ضغط رئيسة في حوزتها ولا يمكن ان تفرّط بها مجانا او بثمن بخس. واوضحت ان القمة الاخيرة التي جمعت في دمشق قبل ايام، الرئيس السوري بشار الاسد بالرئيس الايراني محمود احمدي نجاد خرجت بمفاعيل سياسية وعسكرية غير منظورة بعد، متوقعة ان تُكشف تباعا، ولافتة الى ان الاطلالة التلفزيونية المقررة مساء اليوم للامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله ومن ثم مخاطبته المحتشدين في بنت جبيل نهاية الاسبوع الجاري، هما احدى نتاجات هذه القمة.

وكالة مطلقة: وكشفت ان القيادة السورية تعهدت في المحادثات الرسمية الاخيرة ان تعترف لايران بوكالتها المطلقة كلاعب اساسي في كل ما يتعلق بالملفات اللاهبة في المنطقة، وتبقى دمشق وكيل الاصلي ولا تخرج عن القرار الايراني. التعاون العسكري: وابدت قلقا من حجم التنسيق العسكري الايراني - السوري، في ضوء ما حمله الوفد العسكري الايراني الرفيع الى دمشق، وهو كان برئاسة وزير الدفاع اللواء مصطفى نجار وضم اكثر من 20 ضباطا من هيئة الأركان الإيرانية و"الحرس الثوري"، أنزلتهم الطائرة الرئاسية في مكان جانبي من مطار دمشق، حيث كان في استقبالهم موكب من السيارات التابعة لوزارة الدفاع نقلهم إلى مقر إقامتهم في النادي الجديد لضباط القوات المسلحة بالقرب من ساحة الأمويين وفندق الميرديان. وتحدث عن لقاءات تنسيقية جمعت الطرفين مع وفد رفيع رافق الامين العام لـ"حزب الله" في زيارته لدمشق.

 

مطر نقل اليه رسالة من البطريرك صفير/عون عرض لانتخابات المتن مـع حدادة

المركزية - زار رئيس اساقفة بيروت للموارنة المطران بولس مطر رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون في الرابية العاشرة والنصف قبل ظهر اليوم، ناقلا اليه رسالة من البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير. والتقى عون في دارته في الرابية وفدا من الحزب الشيوعي برئاسة خالد حدادة الذي قال: "اللقاء اليوم مع العماد عون هو في نطاق ميثاق التفاهم المشترك بين التيار الوطني الحر والحزب الشيوعي اللبناني. في الظروف السياسية الراهنة شعرنا بنوع من الابطاء في تنفيذ الخطوات المشتركة وقد اتفقنا على تسريع الخطوات في اتجاه تكريس مبدأ الفهم المشترك لضرورة انقاذ البلد من خلال الدولة المدنية الديموقراطية التي هي هم مشترك بيننا وبين التيار الوطني الحر. طبعاً تم البحث في موضوع الانتخابات النيابية الفرعية في بيروت والمتن واكدنا على موقفنا من هذه الانتخابات وعلى ثوابت عدة منها ان الانتخابات النيابية ليست منة من احد لا من حكومة ولا من رئيس جمهورية ولا من اي سلطة. الانتخابات النيابية هي حق للمواطن اللبناني انتخابا وترشيحا. انطلاقا من ذلك حتى في ظل عدم وجود سلطة تدعو الى الانتخابات النيابية فواجب المجتمع المدني ان يوجد اطارا لإجراء هذه الانتخابات كي يمارس حقه. كنا نتمنى ان تكون الانتخابات مدخلا لإنقاذ شامل في البلد من خلال مبادرة انقاذية حقيقية لا تقتصر على دائرتي المتن وبيروت بل تتعداهما للعودة الى الرأي العام اللبناني من خلال انتخابات مبكرة شاملة تؤسس لبناء لبنان جديد على قاعدة تجاوز الازمة الراهنة.

في هذا الاطار كانت مبادرتنا ولكن للاسف كل الحلول حتى الآن ليست لمراعاة هواجس المواطنين اللبنانيين الاقتصادية والامنية والسياسية، بقدر ما هي لمراعاة هواجس الزعامات التي تقتسم البلد على حساب مصيره وكيانه وهموم المواطن اللبناني.

اما في موضوع الانتخابات فنحن نتوجه برسالة واضحة للجميع، فطالما الدعوة موجودة فهذا حق كل الناس بالترشح وبالانتخاب وليس القول بأن هناك انتخابات من جهة ومن جهة ثانية نخوّن مَن يريد ان يترشح او مَن يريد ان ينتخب بطريقة مختلفة. من حق كل مواطن ان يرشح مَن يريد وينتخب مَن يريد. هناك انتخابات وليس تعيينات وليطرح كل واحد منطقه ونهجه السياسي. كنا نتمنى ان يتاح المجال لجميع اللبنانيين ليمارسوا هذا الدور في هذه الازمة".

اضاف: "نتمنى ان يتجاوز بلدنا هذا القطوع وكنا نتمنى الا يستشهد النائبان بيار الجميل ووليد عيدو لتجري انتخابات عامة نتيجة الحاجة اليها لا نتيجة الاستشهاد. اما وقد جرت الامور كذلك فنحن سنحدد موقفنا انطلاقا مما هو مشترك مع الاطراف المتنافسة وهمّ التنسيق المشترك مع ما يجمعنا معهم هو بناء الدولة الحديثة الديموقراطية المتخطية للحالة الطائفية في البلد".

* هل انتم مع الوفاق او مع الانتخابات في المتن؟

- التوافق هو شكل من اشكال الانتخابات ويعبر عن منطق سياسي محدد. اذا كانت الامور قادرة ان تصل الى توافق حول خط سياسي فيكون الوفاق هو الحل والا لماذا الحياة الديموقراطية. الحالتان يمكن ان تؤديا الى النتيجة المطلوبة والحكم الى الشعب هو الاساس.

* في لبنان هناك دستور لا يمكن تجاوزه والحكم ليس للشعب؟

- ان الصيغة المسماة "التوافقية الديموقراطية" هي الكذبة الكبيرة التي توصل بلدنا كل فترة الى مشكلة تكاد توصل الى حروب اهلية. فإما ديموقراطية او تقاسم وتحاصص عبر ما يسمى الديموقراطية التوافقية. لقد تخطينا هذا المنطق وهذه الصيغة تشكل جوهر ازمات لبنان وهي التي تتيح للخارج سواء للسوري سابقاً او لفيلتمان اليوم ان يتجوّل ويعلن المواقف التي يرددها بعض اللبنانيين من بعده مباشرة.

 

دعت التيار الوطنـي الحر الى تزكية ترشيح الجميّل

"كتلة القـوات": لإكمال حوار سان كلو في لبنـــان والانتخابات الرئاسية في موعدها بكل الاشكال القانونية الممكنة

المركزية - وجهت كتلة القوات اللبنانية دعوة الى التيار الوطني الحر "لتجنيب المسيحيين خصوصا والبلاد عموما المزيد من التوتر والتشنج من خلال تزكية ترشيح الرئيس امين الجميّل للمقعد الماروني الشاغر في المتن، كما دعت الافرقاء اللبنانيين الى اكمال حوار سان كلو على ارض الوطن"، مؤكدة العمل "على اجراء الانتخابات الرئاسية في مواعيدها الدستورية بكل الأشكال القانونية الممكنة".

عقدت كتلة القوات اللبنانية اجتماعها الدوري برئاسة رئيس الهيئة التنفيذية سمير جعجع في حضور عضو الهيئة آدي ابي اللمع. تداول المجتمعون في الأوضاع العامة في البلاد واصدروا بياناً تلاه النائب انطوان زهرا وفيه:

أولاً : يحيّي المجتمعون الجيش اللبناني على روح التضحية والشهادة التي يظهرها في اداء واجبه الوطني في نهر البارد ويتقدمون من اهالي الشهداء بأحر تعازيهم، ومن المصابين بتمنياتهم بالشفاء العاجل.

ثانياً : يستنكر المجتمعون بشدة حوادث قرية طنبوريت، ويطالبون السلطات الامنية والقضائية المعنية بملاحقة المطلوبين وتقديمهم للعدالة في أسرع وقت.

ثالثاً : يتوجه المجتمعون بدعوة صادقة الى التيار الوطني الحر لتجنيب المسيحيين خصوصاً والبلاد عموماً، المزيد من التوتر والتشنج والتصعيد، بتزكية ترشيح الرئيس الشيخ أمين الجميل لملء المقعد الماروني الذي شغر في منطقة المتن بحكم استشهاد نجله النائب والوزير بيار، وذلك نظراً لما لحزب الكتائب من تاريخ عريق في النضال في سبيل لبنان، ومن سلسلة طويلة من الشهداء كان آخرهم بيار أمين الجميل

رابعاً : يشكر المجتمعون الدولة الفرنسية على الجهود التي بذلتها لتحضير جلسات الحوار التي عقدت في سان كلو في 14 و 15 الجاري . ويدعون بالمناسبة كافة الفرقاء اللبنانيين لاكمال هذا الحوار على ارض الوطن ، لأن لا خلاص للبنان الا بالحوار المباشر والصريح بين كافة فرقائه.

خامساً : يرى المجتمعون ان خشبة الخلاص الوحيدة للبلاد باتت الانتخابات الرئاسية المقبلة وهم يرون في الجدل القائم حول نصاب هذه الانتخابات او حول ضرورة التغيير الحكومي قبلها، جدلا عقيما يحمل بطياته نوايا مبيتة، اذ المطلوب هو التحضير الفعلي والجدي لاجراء هذه الانتخابات، وليس التفتيش عن حجج لتعطيلها ونسفها. ان اسوأ ما يمكن ان يقع فيه لبنان عموماً والمسيحيون خصوصاً هو الفراغ الدستوري على مستوى رئاسة الجمهورية.

لذلك يعلن المجتمعون تصميمهم العمل على اجراء هذه الانتخابات في مواعيدها الدستورية بكل الاشكال القانونية الممكنة، لانه لن يكون هناك سوء اكبر من عدم اجرائها . ورداً على سؤال جدد زهرا تأكيده على دعم القوات وكل قوى 14 آذار للرئيس الجميل بكل الامكانيات المتوافرة لافتاً الى ان التوافق بالنسبة الينا لن يكون الا بتزكية الجميل، معلناً عن رفضهم لأي محاولة لسحب المقعد الى مكان رمادي...

 

باسيل سلم اليه دراسة عن الترخيص لجمعيات يمول عبرها الارهاب

صفير اطلع من مكاوي على متابعة الوضع الفلسطيني وأزمة البـارد وأكد اهمية تجاوز المواقف المتصلبة وعدم الاستئثار والتفــــرد

المركزية - جدد البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير دعوته الى جميع الاطراف الى ملاقاة بعضهم وتجاوز المواقف المتصلبة انقاذا للبنان من المحنة التي يعيشها، معتبرا ان على جميع اللبنانيين المشاركة في ورشة الانقاذ اذ لا يجوز لأي فريق او طرف الاستئثار والتفرد، فلبنان لجميع ابنائه ومسؤوليتهم جميعا الحفاظ على صيغة العيش المشترك كونها صيغة فريدة ومثال للعالم اجمع.

كلام البطريرك صفير جاء في خلال حديث له مع وفد من التيار الوطني الحر ضم المسؤول السياسي المهندس جبران باسيل وهيئة التيار في قضاء طرابلس.

وبعد اللقاء قال باسيل: شرفتني هيئة التيار الوطني الحر في طرابلس بمرافقتها في زيارتها لصاحب الغبطة سيدنا البطريرك حيث وضعناه في اجواء عاصمة الشمال واليوم كما نعرف جميعنا ان طرابلس هي مدينة العيش الاسلامي - المسيحي وهناك صورة مشوهة عنها من قبل بعض المجموعات بسبب تصرفاتها وهي ليست الصورة الحقيقية.

اضاف: لقد وضعت مجموعة التيار الوطني الحر صاحب الغبطة في صورة كل التجاوزات على تقاليدنا وعاداتنا اللبنانية التي تحصل في طرابلس كما انني سلمت الى سيدنا البطريرك دراسة مفصلة عن موضوع خطر اعتقد انه يوازي من حيث خطورته المواضيع التي تناولها مجلس المطارنة الموارنة في بيانه الاخير وهو عندما تحدثنا عن عنصر الارهاب خلال عهد حكومة السنيورة قد يجوز انه لم يحصل تفهم حقيقي لهذا الموضوع ونحن نرى هذا الازدهار وهذا النمو من خلال الجمعيات التي لديها في معظم الاحيان واجهة خيرية او دينية ولكنها في قسم كبير منها تشكل ممرا للاموال التي تموّل الارهاب والتي تعمم فكرا غير سليم في مجتمعنا اللبناني.

وقال: اذا اردنا اختصار الموضوع فإننا نقول ان المشكلة بدأت مع قيام حكومة السنيورة في شهر تموز من العام 2005 عندما اخذت قرارا بالعودة الى القانون العثماني لقيام الجمعيات وأصبح بإمكان اي جمعية بمجرد ان تتقدم بالعلم والخبر تصبح عندها الصفة القانونية لكي تبدأ عملها على الاراضي اللبنانية وفي العام 2006 اتبع الوزير احمد فتفت هذا الامر بقرار إداري عن وزارة الدخلية لتسهيل العمل أكثر وأعطى آنذاك في الشهر الخامس من العام 2006 "علم وخبر" لـ"حزب التحرير" وعندما اثرنا هذا الموضوع قامت القيامة علينا وبالامس سمعنا رئيس المكتب السياسي لهذا الحزب يقول وبالفم الملآن وبشكل واضح انهم لا يعترفون لا بالدستور اللبناني ولا بكل دساتير العالم وتكلم بكل وضوح عن مشروع اقامة الخلافة الاسلامية في لبنان، وهو قال ان الوزير فتفت على علم وعلى صلة وثيقة بهم وهو يعرف ما هو مشروعهم قبل وبعد اعطائهم الترخيص ولكن القضية لم تقف عند هذا الحزب فقط بالأمس ايضا سمعنا قيام جبهات جديدة وبالأرقام تبين لنا انه في العام 2004 كان هناك 125 جمعية في لبنان نمت وازدهرت وأصبح عددها في العام 2006، 536 جمعية كما ان عدد الجمعيات الدنية بلغ في العام 2006، 14 جمعية دينية بينما كان عددها صفر في العام 2004.

اضاف: كان هناك جمعيتان سياسيتان اعطي ترخيص لهما في عام 2004 وفي العام 2006 اصبح عددها 26 جمعية وهناك 275 جمعية خيرية اعطيت ترخيصا في العام 2006 وقسم كبير منها في حي واحد في طرابلس حصل فيه إشكال مع الجيش اللبناني منذ فترة قريبة وسقط للجيش شهداء في هذا الحي.

وقال: هذا كله يدل الى انها اعمال تتم برعاية واشراف حكومة الرئيس السنيورة وبعلم كامل من وزير الداخلية وهذا ما نقول انه اغراق للمجتمع اللبناني بجمعيات لديها الترخيص اللازم من الدولة وهي تقوم بأعمال مشبوهة ولهذا يحق لنا ان نطرح اسئلة حول اعمالها ونأمل ان نحصل على جواب من المسؤولين المعنيين ولو لمرة واحدة.

وعن معركة المتن الانتخابية قال باسيل: سيصدر الموقف اللازم عن تكتل "التغيير والاصلاح" ولكن بطبيعة الحال اذا كانت هناك عملية استرداد فيجب ان تكون لاسترداد مجتمعنا اللبناني من هذه الحركات الاصولية الغريبة عنه وليس استرداد المتن او اية منطقة لبنانية من نوابها الاصليين الذين اعطاهم الشعب اللبناني ثقته الكاملة.

مكاوي: واستقبل البطريرك صفير بعد ذلك المحامي شبلي الملاط فرئيس لجنة الحوار اللبناني - الفلسطيني السفير خليل مكاوي الذي قال بعد اللقاء: تشرفت بمقابلة غبطة البطريرك المرجع الوطني الكبير ووضعته في صورة ما تفعله لجنة الحوار اللبناني - الفلسطيني التي تهدف الى تحسين الاوضاع الانسانية والحياتية للاجئين الفلسطينيين في لبنان لأنه طالما هذه المخيمات تعيش حالة الفقر والبؤس والحرمان طالما تبقى ارضا خصبة للمتطرفين والأصوليين واكبر دليل على ذلك ما حصل اخيرا في نهر البارد ونحن نقوم منذ نحو سنة ونصف السنة بجهد مكثف مع "الاونروا" والدول المانحة لأن موضوع اللاجئين يبقى مسؤولية المجتمع الدولي ككل و"الاونروا" قدمت لنا مشاريع عدة حيوية ومهمة وكان تجاوب كبير من الدول المانحة وحصلنا حتى الآن على اكثر من 27 مليون دولار لصرفها على تحسين ظروف وأوضاع كل المخيمات الفلسطينية في لبنان وهذا قبل ما حصل اخيرا في نهر البارد والآن تفاقمت الاوضاع بعد احداث البارد وأصبح التركيز راهنا على موضوع النازحين من البارد الى البداوي وفي الوقت نفسه تجهد الحكومة اللبنانية بشخص رئيسها فؤاد السنيورة منذ شهر تقريبا، من خلال لجنة متخصصة لدرس ما يجب فعله بعد توقف الاعمال العسكرية بمعنى اعادة اعمار هذا المخيم وكل ما يشاع ويقال خلافا لذلك حول مخطط للتهجير والتوطين عار عن الصحة، والتوطين غير وارد اطلاقا لأن الدستور اللبناني صريح في هذا الشأن واتفاق الطائف كذلك والقرار 194 وكل قدرات الامم المتحدة ايضا وكذلك قرارات الجامعة العربية وهناك إجماع عربي ووطني حول ذلك ونحن سنعيد بناء مخيم نهر البارد وسيكون تحت سيطرة السلطة اللبنانية طبعا هذا سيأخذ بعض الوقت لأننا سنعمد اولا الى تنظيف المخيم من الالغام ثم سيكون الكشف على الاضرار وعرض ذلك على الدول المانحة لتقوم المجموعة الدولية بواجبها لإعادة بناء هذا المخيم وهذا ما اطلعت عليه صاحب الغبطة.

وعما اذا كان هناك تخوف من انتقال احداث البارد الى مخيمات اخرى قال السفير مكاوي: هناك تفاهم لبناني - فلسطيني كامل والكل ضد هذه المجموعة الارهابية لذلك المخيمات الاخرى هادئة والفصائل تدرك ان ما يجري في نهر البارد بعيد كل البعد عنهم وعن قضيتهم ويسيء الى المصلحة الفلسطينية قبل ان يسيء الى المصلحة اللبنانية.

وعن الوضع المعيشي والاجتماعي السني في مخيم البداوي قال: هذا صحيح وقد تصدّينا لهذا الموضوع ولتخفيف الضغط عن مخيم البداوي قمنا بفتح ثماني مدارس وهناك لجنة تسعى لايجاد مكان آخر الى ان نعيد بناء مخيم نهر البارد "الاونروا" تسعى لايجاد ارض قريبة من المخيم لبناء بيوت موقتة لايواء الفلسطينيين الذين نزحوا من البارد الى البداوي الى هذه البيوت لحين بناء نهر البارد ونحن نشير الى ان اللبنانيين الذين تضرروا من جراء احداث نهر البارد سيصار الى التعويض عليهم وسنعيد بناء واعمار المناطق المجاورة للمخيم.

محفوض: واستقبل صفير رئيس حركة التغيير ايلي محفوض الذي قال بعد اللقاء: بحثت مع البطريرك صفير في الموضوعين المستجدين على الساحة المحلية وهما الانتخابات الفرعية في المتن والانتخابات الرئاسية. بداية اريد ان اشير بصفتي قانونيا وسيدنا البطريرك استفتى بعض القانونيين في موضوع الثلثين وهو اعطى موقفا في هذا الموضوع وهذا الموقف قانوني ودستوري لناحية توافر نصاب الثلثين في الجلسة الاولى ولكن أريد ان أكرر الذي سبق وقاله سيدنا البطريرك وقد كرره على مسمعي اليوم وهو: ممنوع ان يكون فراغ دستوري واذا كان موضوع الثلثين سيكون على حساب تأزيم الوضع والوصول الى رئاسة جمهورية فارغة من محتواها فهذا غير مقبول يجب ان يلتئم مجلس النواب ويتحسس رئيس المجلس مسؤوليته ويدعو الى جلسة.

واضاف: بكلتا الحالتين، الجلسة الاولى ان لم يتوفر فيها نصاب الثلثين يعود المجلس ويلتئم مرة ثانية وينتخب رئيس الجمهورية بالنصاب المتوفر وهو النصف زائد واحد. وهذا الموضوع بات محسوما وأتمنى ان لا يتاجر أحد بموقف البطريرك.

اضاف: تطرقنا الى كل الامور من موقف التكتل الطرابلسي وقد صدر بالامس موقف للنائب كبارة واؤكد انهم في هذا الجو وهذا التصور.

اما في ما يتعلق بموضوع الانتخابات الفرعية في المتن فأنا اقول لابناء المتن ان هناك خطان يسيران بالتساوي في ما بينهم الاول يمثل ثورة الارز ويمثل الشهداء الذين سقطوا كي يبقى لبنان سيدا حرا مستقلا، خط يمثل نهج بشير الجميل وبيار الجميل وشارل مالك والقضية اللبنانية والخط الاخر الذي يمثل النهج السوري في لبنان، هذا الخط المدعوم من البعث والقومي وكل المجموعات السورية في لبنان. ومن هنا اقول ان على أبناء المتن وتحديدا المسيحيين ان يحكـّموا ضمائرهم في هذا الموضوع ويميزون الخط الذي يلائم لبنان ويرسّخ مبادىء القضية اللبنانية.

وتابع: هناك مشاورات ومن المحتمل ان تكون هناك تسوية في اللحظات الاخيرة حول موضوع المتن ولكن مجرد ترشيح أحد مقابل الرئيس أمين الجميل يعتبر تحدياً للدماء التي هدرت في لبنان ولا يجوز ان نقتل الشهداء مرة ثانية.

بعد ذلك، التقى صفير النائب السابق طلال المرعبي الذي قال: أزور غبطة البطريرك بشكل دائم ومستمر وكانت مناسبة تداولنا في خلالها الاوضاع الراهنة اقليميا ومحليا ونحن نعرف مدى حرص غبطته على وحدة الوطن والبلد وعلى سيادته وعلى استمراريته ونقدّر مواقفه في كل حين لا سيما في الازمات والملمّات وهو يعيش بكل جوارحه ما يمرّ به لبنان من أخطار ومخاوف وتاليا هو حريص على المحافظة على الوحدة الوطنية وتأمين الاستحقاقات ونحن نرى ان الاستحقاق الرئاسي مفصل اساسي في تاريخ لبنان وتاليا يجب ان تصبّ جميع الجهود لتأمينه في موعده الدستوري وطبعا الاخذ في الاعتبار ان المادة 49 من الدستور تفرض الثلثين في انتخاب الرئيس وهذا يجب ان يكون واضحا وصريحا، نحن نريد رئيسا يجمع اللبنانيين ولا يفرّقهم ويعيد بناء الوطن على أسس واضحة وصريحة ولبنان كما تعرفون مهدّد بأخطار كبيرة ونحن نرى ما يحصل في المنطقة من العراق الى فلسطين ونحن نتمنى على اللبنانيين ان يتابعوا الحوار اياً كانت المصاعب وان يستمروا في الوصول الى الحل الديموقراطي وانا اقول ان المحافظة على الدستور وعلى القوانين هي اساس بقاء البلد وكل بلد يخالف دستوره وقوانينه يؤول الى الخراب. لذلك علينا احترام الدستور اللبناني والقوانين اللبنانية وان نعمل بوحي من ارادة اللبنانيين للمحافظة على الوحدة وتأمين هذا الاستحقاق وطبعا اذا كان هناك من مجال لتشكيل حكومة نحن نرحب بحكومة انقاذية تؤمن الاستمرارية والوصول الى الانتخابات الرئاسية بكل طمأنينـة.

وتناول المرعبي الوضع في مخيم "نهر البارد" وعكار وقال: الوضع في عكار ومنطقة الشمال تعرّض لضغط كبير جراء احداث مخيم نهر البارد ونحن نؤيد ونؤازر الجيش اللبناني في انهاء مهمته والحالة مأساوية هناك، نأمل من الدولة ان تعير هذه المنطقة الاهتمام اللازم وان تكون النهاية قريبة لكي لا تستمر المعاناة كبيرة وقد سقط للجيش نحو 110 شهداء ومن المواطنين كذلك سقط شهداء ونحن نأمل في ان تنتهي قريبا هذه المأساة وان تكون الدولة قادرة على معالجة ذيولها بكل وضوح وصراحة. والتقى الدكتور انطوان زخيا صفير، فمختار ادما جورج زخيا شهوان ووفدا اغترابيا ضم السيد جوزف صفير وزوجته ونجله فادي.

 

 من الممكن الا يخرج التكتل بموقف نهائي اليوم من الانتخابات الفرعية"

سلهب: نسبة التوافق في فرعيـــــة المتن خمسين في المئـــة

المركزية - اوضح عضو تكتل "التغيير والاصلاح" النائب سليم سلهب انه "من الممكن الا يخرج التكتل اليوم بموقف نهائي من الانتخابات الفرعية في المتن"، لافتا الى ان "الامر مرتبط بالمشاورات الراهنة". واعتبر ان "امكان الوفاق موجود بنسبة خمسين في المئة". كلام النائب سلهب جاء في حديث الى اذاعة "صوت لبنان"، قال فيه ردا على سؤال عن صورة المشهد المتني الانتخابي: "ما من شك ان هناك نسبة موجودة لإمكان التوافق، وفي نهاية هذا الأسبوع كان هناك أخذ وعطاء ولم نتوصل حسب معلوماتي الى نتائج، ويمكننا القول ان هناك 50 في المئة أمل بالتوافق، و50 في المئة يمكن ان نكمل بالانتخابات الفرعية". وعن العقدة التي تعترض التوافق من جانب "التيار الوطني الحر"، أجاب انه "لا يجب ان نسميها عقدة، وأفضل الا نتحدث بالخلاف والسلبيات التي تمكننا من الوصول الى توافق، وربما بالاتصالات غير المباشرة التي تحصل راهنا يصار الى الحلحلة، واذا تحدثنا بالخلافات يمكن ان نزيد في الطين بلة، ونزيد التعقيد، وأفضل في الوقت الراهن عدم سرد السلبيات والعقد وسوء التفاهم، ونترك لليومين المقبلين الوقت للوصول الى نتيجة ايجابية، وآمل في ان نكمل العمل على طريق للوصول الى نتيجة جدية".

وردا على سؤال ان كان يفهم من كلامه ان "تكتل التغيير" لن يكون له موقف نهائي اليوم، أوضح انه "من الممكن الا يكون له موقف نهائي اليوم، نعم، ومن المؤكد اننا سنتداول بالانتخابات الفرعية، وسنتحدث فيها، وليس مؤكدا بأن يكون لدينا موقف نهائي".

وعما اذا كان الموقف مرتبط بمهلة العودة عن الترشيحات او بلورة الوساطات، أشار الى "انه مرتبط بنتائج المشاورات التي تحصل، والأمر ليس مربوطا بوقت معين لتنتهي معه المشاورات، وما من شك اذا كانت المشاورات دلت بأن هناك ايجابية بالتعاطي، فمن الممكن ان هذا الوقت يكون هو ليوم الثلاثاء، الاربعاء او الخميس، طالما هناك نوايا ايجابية بالتشاور والتوافق". ولفت الى ان "هناك أفرقاء عدة يقومون بالمساعي، وأحد الأفرقاء الرئيسيين خط بكركي، وهو يعتبر خط رئيسي في هذا المسعى، من دون الدخول في التفاصيل". أضاف: "كما قلت هناك خط بكركي وخطوط أخرى تعمل على التوافق، وآمل في ان تصب جميعها نحو التوافق وتذلل المشكلات او سوء التفاهم والتعقيدات التي يمكن ان تظهر".

 

"لو فيغارو" تتحدث عن "اعادة تموضع" فرنسي في لبنان نتيجة احداث البارد: النظرة الجديدة لباريس نحو الشرق تحذر من خطر تحوّل لبنان عراقا آخــر

المركزية - ذكرت صحيفة "لو فيغارو" ان الادارة الفرنسية الجديدة تنظر الى خطر تحوّل لبنان عراقا ثانيا، بحذر واهتمام، انطلاقا من رؤيتها الجديدة الى الوضع في الشرق الاوسط. وقالت الصحيفة في مقال بعنوان "اعادة التموضع الفرنسي": "كان الجميع موجودين في لاسيل سان كلو، ممثلين لاربع عشرة قوة سياسية لبنانية اجتمعوا على طاولة المفاوضات حول مدير المشاورات برنارد كوشنير". "اعادة التموضع": وعلى الرغم من ان اي نتيجة ملموسة لم تسجل، فان المؤتمر كان ناجحا في حدّ ذاته، بالنظر الى الازمة السياسية التي بدأت في تشرين الثاني مع استقالة خمسة من وزراء "حزب الله" من حكومة الرئيس فؤاد السنيورة، اضافة الى ان المؤتمر أظهر للبنانيين "اعادة التموضع الفرنسي".

واعتبرت ان السياسة الفرنسية في لبنان كانت مختصرة بعائلة الحريري، الزعيم الاهم في الطائفة السنية في لبنان، وتحالف 14 آذار كان يستحوذ دعما فرنسيا غير مشروط بصرف النظر عن تصاعد الازمة التي كان يمكن ان تذهب بلبنان الى الكارثة. والحكومة الفرنسية الجديدة لم يكن عليها التخلي عن اهداف الحكومة السابقة، ونذكر اقرار المحكمة الدولية الهادفة الى كشف مرتكبي جريمة اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري، والرفض القاطع لعودة الهيمنة السورية على البلاد.

اضاف: يمكن فرنسا ان تتبنى أولوية ايجاد حل للازمة السياسية اللبنانية، من طريق تصويب النظرة الى "حزب الله" كفريق سياسي مهم تماما كحليفه ميشال عون.

وتخشى الحكومة الفرنسية من ان تكون الدولة اللبنانية الضعيفة ارضا خصبة لارهابيي "القاعدة"، وهؤلاء قد سبق ان أعلنوا في خلال حرب اسرائيل ضد "حزب الله" صيف 2006 ان "لبنان يتحوّل ارض جهاد". البارد: وتناولت احداث مخيم نهر البارد، معتبرة انها تنذر بتمدد "القاعدة" وتحوّل لبنان عراقا ثانيا.

وختمت ان الرئيس الفرنسي استنتج وادارته، من خلال الرؤية الجديدة الى الوضع في الشرق الاوسط، ان خطر العراق مع المواجهات الشيعية - السنية ومع انتاجه الجهاديين، لا يستهان به، خصوصا في حال تكرر السيناريو نفسه في لبنان، البعيد بضع كيلومترات عن قبرص وأوروبا.

 

مناخات الحسابات السياسية يطغى على الاتصالات والاوضاع القائمة والعماد سليمان يتجه الى تقديم استقالته في 24 تشرين الثانـــي

المركزية - مع دخول البلاد مناخات حسم على اكثر من صعيد وفي غير ملف، ومع دخولها كذلك في مناخات توحي بالحوار والعمل على استئنافه لتطويق اي انفلات او تفلت، تبدو هذه الساحة مفتوحة على المواقف السياسية التي تصب مباشرة في خانة الاستحقاق الرئاسي ومصالح اصحاب هذه المواقف من هذا الاستحقاق.

وكشف مصدر سياسي مطلع لـ "المركزية" اليوم ان محاولات احياء الحوار بين الافرقاء اللبنانيين عبر موفد وزير الخارجية الفرنسية برنار كوشنير السفير جان كلود كوسران الذي يجري اعتبارا من اليوم سلسلة اتصالات بالقيادات اللبنانية تحضيراً للقاء الثاني لمشاركي "سان كلو" في بيروت، تصب في خانة وضع آلية تنفيذية لموضوعي حكومة الوحدة الوطنية واستحقاق رئاسة الجمهورية بهدف سحب التفاهم في سان كلو على هذين العنوانين على اجتماع بيروت المقبل في الثامن والعشرين والتاسع والعشرين من الجاري الذي يرئسه ايضا الوزير كوشنير.

اضاف: "كذلك الامر بالنسبة الى الانتخابات الفرعية في المتن الشمالي حيث يعتبرها طرفا المنازلة الاساسيان حزب الكتائب اللبنانية والتيار الوطني الحر مفتاحا "تأسيسياً" للاستحقاق الرئاسي وسعي كل منهما تاليا للفوز بالمقعد الشاغر باستشهاد الوزير بيار الجميل ليس من ضمن حسابات زيادة مقعد نيابي مقدار ما يصب ذلك في خانة التمثيل المسيحي الذي يشكل لب هذه المعركة وجوهرها.

الحسم في البارد: وفي موازاة هذه الصورة السياسية يواصل الجيش اللبناني خطواته الاخيرة في اتجاه حسم ما تبقى من مواقع لتنظيم "فتح الاسلام" ومن انضم اليهم من مطلوبين للعدالة اللبنانية ومن هاربين من عدالة بلادهم، في حين "يستعجل" بعض السياسيين قيادة الجيش انجاز الحسم، غير آخذين في الاعتبار الامكانات العسكرية اولا واوضاع المدنيين الذين لا يزالون في المخيم ويتخذهم هؤلاء المسلحون دروعا بشرية، اضافة الى ان المنطقة بكاملها مفخخة وملغمة ما يجعل تقدم الجيش مدروساً وببطء تحاشياً لسقوط الشهداء الذين يسقط منهم يوميا بفعل تقنيات التفخيخ العالية التي لدى هؤلاء المسلحين. يضاف الى ذلك، قال المصدر، ان بعض هؤلاء السياسيين يحاول زج الجيش بطريقة او بأخرى في الدوامة السياسية في وقت تعي القيادة تماماً خطورة الانزلاق الى مثل هذه المتاهات ولا سيما منها تلك التي لها علاقة مباشرة او غير مباشرة بموضوع الاستحقاق الرئاسي، مشيراً الى ان الجيش يقوم بمهمة وطنية كبرى مدعوماً بقرار سياسي من السلطة الاجرائية ومتسلحاً بإرادة وطنية جامعة تنشد الامن والاستقرار وتحصين السلم الاهلي وهي امور نجح الجيش في تأمينها من خلال سلسلة محطات دقيقة ومهمة شهدتها البلاد منذ ما قبل صدور القرار 1559 وكذلك قبل التمديد لرئيس الجمهورية العماد اميل لحود.

قائد الجيش: وفي معلومات لـ "المركزية" ان قائد الجيش العماد ميشال سليمان يتجه الى تقديم استقالته في الرابع والعشرين من تشرين الثاني المقبل بعد ان تكون القيادة اتخذت كل الخطوات اللازمة لاستمرار السلم الاهلي قائماً والوضع الامني مستقراً وتكون انتهت كذلك كل الخطوات التي يحاول بعض السياسيين اليوم ادخالها في حسابات مصالحهم الشخصية وطموحاتهم والتي لا تلقى اي صدى لدى القيادة التي تقوم بواجبها الوطني من دون اي حسابات لأن حسابات الجيش هي حسابات وطنية تصب في خانة حماية الوطن وتأمين الامن والامان لأبنائه جميعا بلا استثناء، وهذا ما عكسه الالتفاف الشعبي والوطني حوله في مواجهته مجموعات هدفها القضاء على البلد وعلى الاستقرار فيه.

 

شمعون: حصول معركة في المتن أمر معيب والمزاحمة على مقعد نيابي يدل الى لااخلاقية

وكالات - 2007 / 7 / 23

 اعتبر رئيس حزب الوطنيين الاحرار دوري شمعون ان حصول معركة انتخابية في المتن الشمالي أمر معيب، لافتا الى انه "لو كانت الظروف التي اغتيل فيها الوزير بيار الجميل طبيعية لكنا اعتبرنا المعركة طبيعية لكن الجريمة البشعة كانت ضد وطن اكثر مما هي ضد شخص.

ورأى شمعون في حديث صحفي ان المزاحمة على مقعد يدل الى لاأخلاقية. هناك مشاعر للناس وموقف وطني وانتفاضة ضد الذين ارتكبوا هذه الجريمة بالشكل الذي ارتكبت فيه. لذا امر طبيعي ان يترشح الرئيس الجميل وأمر طبيعي ان يبقى المقعد له وليس لغيره، والوقت ليس وقت المناحرات على كرسي زيادة او كرسي بالناقص".وقال: يكفي ما يشهده الشارع المسيحي وهو في غنى عن صبّ اشخاص الزيت على النار وزيادة الشرخ، هل كل ذلك من أجل مقعد نيابي؟ اساسا، المقعد ليست ملكا لاحد. واشار شمعون الى "اننا كنا نقبل بأن تخاض بديموقراطية لو كانت الظروف عادية وطبيعية، والمجال فيها متاح لمعركة ديموقراطية، لكن الظروف ليس كذلك، حصل اغتيال لشاب نائب ووزير هي فئة تحاول اغتيال لبنان كله، فهل نأتي ونقدم اليهم التهنئة لانهم قتلوا بيار الجميل؟ وهذا المنطق معناه: اقتلوهم ونحن نأخذ مكانهم؟

انسحاب التيار: وناشد شمعون التيار الوطني الحر ان ينسحب من المعركة وان يكون هناك قليل من الاحترام للشهادة، وتقدير للوزن الوطني الذي تتسم به المعركة. فليست مزحة ان يقتل وزير شاب كأنه "طير ذبح" وكأن شيئا لم يحصل. هذا امر مرفوض كليا. ثم، اذا كانوا يعتقدون ان هذا المقعد سيوصلهم الى الرئاسة، فهم مخطئون جدا ويعطون بذلك الحق كله للقاتلين بهدف تخفيض عدد نواب الغالبية في المجلس، وهم مشتركون في اللعبة.

الوسيط: وعن اسباب انكفائه عن القيام بدور الوسيط اجاب شمعون: ليس لي وجود عند العماد ميشال عون كي أدخل في وساطة، ميشال عون قال لي ذلك. فعندما يناسب الظرف ينسى كل معروف. وأساسا لو "بيطلع بأيدي" كنت سأحاول لكن مع من سنتحدث؟ لا حياة لمن تنادي. العماد عون لا يدرك ما يفعل، ولا احد يؤثر على عون، الا ميشال عون.

دور المر: وعوّل شمعون على الدور التوفيقي للنائب ميشال المر وقال: أتمنى ان يحاول اقناع ميشال عون بتفادي المعركة، مع اني اعرف سلفا انه لن ينجح، وان يقول له اعذرنا هذه المعركة مضرّة وغير مفيدة للمصلحة الوطنية وخصوصا للصف المسيحي. كذلك ناشد حزب الطاشناق الامر نفسه.

وردا على سؤال قال شمعون: العلاقة مع عون غير موجودة ولا أريدها اصلا، ومن يجرّب المجرّب يكون عقله مخرّبا.

كلام نصرالله: في مجال آخر، وصف شمعون كلام الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله عن ان صواريخ الحزب تطاول اي مكان في اسرائيل، بالخطير، "خصوصا ان كلامه يأتي بعد زيارته لدمشق واجتماعه بالمسؤولين السوريين والايرانيين. وتمنى ألا يخطر على بال نصرالله الفكرة نفسها التي خطرت في تموز الفائت لان هذه المرة اعتقد ان ردّة فعل اسرائيل، اذا ارتكب نصرالله هذا الخطأ، لا سمح الله، ستكون قاسية جدا لم نرَ مثيلا لها في السابق. لذلك أتمنى ان تكون تصريحاته هي للاستهلاك المحلي فقط وليس أكثر.

 

 النائب دندشي: التوافق يكون حول كل الامورالمصيرية او لا يكون 

 

 

 

قوى 14 آذار - 2007 / 7 / 23

 قال النائب عزام دندشي في تصريح اليوم " يبدو انه بدأت بالظهور مفاعيل وقرارات واملاءات الاجتماعات الاخيرة في دمشق بين قيادة المحور السوري - الايراني وقيادة المعارضة , ويبدو ان حرارة الصيف التي وعدونا بها قد بدأت عبر اتفاق نجاد - الاسد (والذي يذكرنا باتفاق مورفي - الاسد) وعبر عنها النائبمحمد رعد:"اما التوافق والشراكة الوطنية واما الفوضى، وقد عبر ايضا عنها بشكل سافر ووقح حسين شريعتمداري، مستشار خامنئي في صحيفة كيهان الايرانية : المطلوب واضح وهو تغيير الطائف, وقد سبق له ان صرح قبل اسبوع ان دولة البحرين هي محافظة ايرانية ويجب استرجاعها, ونسي ان يقول استرجاعها للامبراطورية الفارسية المتجددة". اضاف:"لقد سقطت الاقنعة، وهنا نسأل شركاءنا في هذا الوطن: هل هناك فوضى اكثر ما نعيش وتهددوننا به؟ ( تعطيل المؤسسات والاغتيالات) هل تهددوننا بالعرقنة؟. نحن ندعوكم الى العقلنة، فالتوافق والشراكة الوطنية نحن اهل له واول الداعين والساعين اليه، ولكن نرفض ان يكون " كلمة حق يراد بها باطل"، فالتوافق يكون حول كل الامور المصيرية او لا يكون، واهمها واولها السياسة الدفاعية والسياسة الخارجية، ولا يمكن ان تحتكروا قرارات مصيرية تخص كل شرائح الطوائف المكونة للوطن وتطالبون في الوقت نفسه بمشاركة؟ ".

وختم النائب دندشي: "وايضا نسأل هل تريدون الشراكة الفعلية والتوافق الحقيقي، لأن ممارستكم السياسية والتي اقل ما يقال عنها بالفوقية لا توصل الى توافق وشراكة، ام انكم وصلتم الى قناعة ان الفوضى هي طريقكم الوحيد لتغيير الطائف للوصول الى المثالثة بدلا من لمناصفة والذي رفضته قياداتكم في 1989 " لانه كرس المارونية السياسية"، واول الفوضى المطلوبة هو الفراغ في الموقع الماروني السياسي الاول وهو رئاسة الجمهورية".

 

عدد السياح في حزيران 69303 ألف سائح بتراحع 59،4 في المئة عن الفترة ذاتها في 2006

وكالات - 2007 / 7 / 23

بينت "القراءة الرقمية لشهر حزيران لعام 2007" الصادرة عن قسم الاحصاء في وزارة السياحة ان عدد السياح خلال شهر حزيران 2007 بلغ 303،69 الف سائح.

وبلغ عدد القادمين من السياح الاوروربيين 318،21 الف سائح, وتوزعت نسبهم على الشكل الاتي: .

اولا:الفرنسيون 008،5 الف سائح اي بنسبة 23 في المئة من مجمل السياح الاوروبيين.

ثانيا:الالمان 871،3 الف سائح اي بنسبة 18 في المئة من مجمل السياح الاوروبيين.

ثالثا:السويديون 442،2 الف سائح اي بنسبة 11 في المئة من مجمل السياح الاوروبيين.

وحل في المرتبة الثانية السياح العرب, وبلغ عددهم 464،20 الف سائح, وتوزعت نسبهم على الشكل الاتي:

اولا:الاردنيون 085،6 الفس سائح اي بنسبة 30 في المئة من مجمل السياح العرب.

ثانيا:العراقيون 619،5 الف سائح اي بنسبة 27% في المئة من مجمل السياح العرب.

ثالثا:السعوديون 592،2 الف سائح اي بنسبة 13 في المئة من مجمل السياح العرب.

وحل في المرتبة الثالثة السياح من قارة اميركا حيث بلغ عددهم 300،13 الف سائح:

اولا:الولايات المتحدة 365،6الف سائح اي بنسبة 48 في المئة من مجمل السياح الاميركيين.

ثانيا:كندا 188،5 الف سائح اي بنسبة 39 في المئة من مجمل السياح الامركيين يأتي في المرتبة الرابعة السياح من قارة آسيا وبلغ عددهم 509،7 الف سائح.

اما في مجال المقارنة الاجمالية بين حزيران 2006 وحزيران 2007 :

عدد السياح في شهر حزيران 2006 : 091،171 الف سائح.

عدد السياح في شهر حزيران 2007 : 303،69 الف سائح.

اي بتراجع 49،59 بالمئة عن حزيران 2006.

المجموع العام للاشهر الستة الاولى من الاعوام: 2005, 2006, 2007:

عام 2005: 401،422 الف سائح.

عام 2006: 804،63 الف سائح.

عام 2007: 041،412 الف سائح.

وسجل العام 2007 تراجعا نسبته 45،2 بالمئة عن سنة 2005, و 68،34 بالمئة عن سنة 2006, واحتل السائحون العرب المرتبة الاولى في الاشهر الستة من العام 2007 وقد بلغ عددهم 507،154 الف سائح اي بنسبة 37 في المئة من مجمل السياح, واحتل المرتبة الثانية الاوروربيون حيث وصل عددهم 128،117 الف سائح اي بنسبة 28 في المئة من مجمل السياح.

 

ظوظ التوصل الى تسوية في انتخابات المتن ضعيفة للغاية والمساعي جارية

النهار/علمت جريدة "النهار" ان اكثر من وسيط عملوا طوال اليومين الأخيرين على خط بكفيا – الرابية في مسعى لتحقيق مصالحة مباشرة بين الرئيس الاعلى لحزب الكتائب أمين الجميل ورئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون تزيل التراكمات والاحتقانات الناشئة بين الطرفين وخصوصاً منذ اغتيال النائب بيار الجميل، على ان تستتبع هذه المصالحة بسحب العماد عون مرشحه الدكتور كميل خوري من المعركة لمصلحة تزكية الرئيس الجميل.

لكن هذه الوساطات اصطدمت بعقبات وصفها القريبون من الوسطاء بأنها اكثر تعقيداً من ان تذلل بفترة قصيرة.

كماأفادت معلومات لـ"النهار" ان هذه العقبات تعكس نوع الحسابات السياسية والانتخابية التي يجريها كل طرف والتي تشير بوضوح الى استعدادهما للمضي نحو المبارزة وتحويلها اختبار قوة حقيقياً يسعى كل منهما عبره الى تحقيق مكسب سياسي كبير ذي دلالة مؤثرة على كل المجريات السياسية والاستحقاقات المقبلة وفي مقدمها الاستحقاق الرئاسي. وأكد الوسيط نفسه انه لا يمكن اغفال الطابع الشخصي المستحكم بين الطرفين والذي حال دون النجاح حتى الآن في ترتيب موعد او مكان للقاء محتمل كدلالة على صعوبة تجنب المعركة. ولكن يبدو ان ثمة مهلتين لا تزالان قائمتين لاستمرار المساعي: الأولى تنتهي منتصف ليل الاربعاء، وهو الموعد النهائي لسحب الترشيحات، والثانية تنتهي في آخر الاسبوع ولو ظلت الترشيحات قائمة باعتبار ان نفاد هاتين المهلتين سيطلق الاستعدادات للحملات الانتخابية قبل اسبوع واحد من موعد الانتخابات في الخامس من آب.

وقالت مصادر بارزة في "التيار الوطني الحر" لـ"النهار" ليل أمس إن أي تطور جديد لم يطرأ أمس عبر الاتصالات الجارية، اذ لم يحرز أي تقدم، مع ان الأمل لم ينقطع نهائياً بعد. واذ وصفت حظوظ التوصل الى تسوية بانها ضعيفة للغاية، أوضحت ان المساعي لا تزال جارية، لكنها توقعت ان يصدر موقف نهائي في هذا الشأن بعد اجتماع "تكتل التغيير والاصلاح" بعد ظهر اليوم.

 

لاهاي مقر للمحكمة الدولية والقضاة يعينون خلال أسبوعين

 وكالات - 2007 / 7 / 23

 أبلغ الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون رئيس الحكومة فؤاد السنيورة أنه تم اختيار مدينة لاهاي مقرا للمحكمة الدولية الخاصة بلبنان. وأكد بان كي مون في اتصال أجراه بالسنيورة "سعيه الحثيث من اجل انجاز كل ما يتعلق بانشاء المحكمة لكي تنطلق في عملها". وبحسب تقارير صحافية نشرت يومي الأحد والإثنين فإن المرجعيات المعنية في الأمم المتحدة باشرت دراسة ملفات القضاة الذين رفعت اسماؤهم لتولي مسؤوليات في المحكمة الدولية على أن تتخذ القرارات المناسبة في شأن قضاة المحكمة والمدعي العام الدولي ومساعده اللبناني خلال الاسبوعين المقبلين.

وكانت مساعدة وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون المنظمات الدولية كريستين سيلفربرغ أكدت بدورها قبل ساعات من اتصال بان كي مون بالسنيورة أن الأمم المتحدة ستعلن قريبا التشكيلة النهائية للمحكمة ذات الطابع الدولي لمحاكمة المتهمين باغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه والجرائم ذات الصلة، كما سيتم الإعلان عن مقرها في وقت قريب.

وأوضحت ان الامم المتحدة بدأت تبحث في اسماء المرشحين لتسلم منصب المدعي العام في قضية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، مؤكدة ان اجراءات تعيين مساعد المدعي العام والقضاة دخلت حيز التنفيذ في مقر الامم المتحدة في نيويورك.

ورأت سيلفربرغ ان التقرير الاخير لرئيس لجنة التحقيق الدولية سيرج براميرتس، كان واضحا في توجيه اصابع الاتهام الى سوريا لاسيما وانه وصل الى خلاصة مفادها ان الدافع لاغتيال الحريري كان سياسيا ويتعلق بالقرار الدولي 1559.

واشارت المسؤولة الاميركية الى ان تشكيل المحكمة سيساعد في وقف العنف في لبنان وان هذا الامر سيكون بمثابة رسالة الى كل "من يريد اعتماد العنف وسيلة لتحقيق اهدافه السياسية في لبنان بان افعالهم لن تمر من دون محاسبة قضائية".

وأعربت سيلفربرغ عن قلق بلادها العميق من "ازدياد الادلة على تهريب الاسلحة من سوريا الى اطراف تخريبية داخل لبنان"، منبهة الى خطورة هذه المسألة على الامن والاستقرار في لبنان. ودعت الحكومة اللبنانية الى التقدم بطلب من الامم المتحدة بارسال قوات دولية الى الحدود، وقالت: "الولايات والمتحدة والمجتمع الدولي يقدمان الدعم والتعاون التي تطلبه الحكومة اللبنانية. مسألة ارسال قوات دولية تعود الى الحكومة اللبنانية التي تملك الحق وفق نص القرار 1701 بالتقدم بمثل هذا الطلب". واعتبرت سيلفربرغ ان المجتمع الدولي اتخذ عددا من الخطوات من اجل حل هذه الازمة، وذكرت بجهود الحكومة الالمانية وتعاونها مع السلطات اللبنانية من اجل تقديم الخبرات والتكنولوجيا اللازمة.

واثنت سيلفربرغ على التعاون الفرنسي والتزام الحكومة الفرنسية الجديدة دعم لبنان في مسيرته الديموقراطية نحو الحصول على استقلاله وسيادته.

واعربت سيلفربرغ عن قلقها العميق من ازدياد قدرة "حزب الله" العسكرية، واعتبرت ان التركيبة السياسية اللبنانية هي من حوّله الى شريك في تنفيذ القرار 1701 وليس المجتمع الدولي، مشيرة الى ان الولايات المتحدة تدعم اي حل سلمي يختاره اللبنانيون لسلاح "حزب الله"، وحذرت من ان "سلاح حزب الله الايراني ما زال يشكل مصدر خطر كبير على وجود لبنان وعلى امن اسرائيل". واعربت عن املها في ان تتوصل القيادات اللبنانية الى صيغة مشتركة تضمن للدولة حصرية امتلاك السلاح وفي ان تتمكن الاطراف المتحاورة في باريس من الاتفاق على وجوب اجراء انتخابات رئاسية نزيهة وشفافة. وقالت ان "من يختاره البرلمان اللبناني رئيسا هو امر داخلي ولكننا لن نقبل بانتخابات تجري تحت الوصاية السورية والايرانية".

واتهمت سيلفربرغ النظام السوري بعرقلة التوصل الى حل لازمة مزارع شبعا، مشيرة الى ان الرفض السوري لتقديم الوثائق المطلوبة لتحديد هوية مزارع شبعا ما زال العامل الاساسي في بقاء هذه المنطقة تحت السيطرة الاسرائيلية. واعتبرت سيلفربرغ ان العقوبات الاميركية على سوريا كانت ناجحة لجهة سحب اليد السورية عن لبنان، مشيرة الى أن العقوبات الدولية والاميركية الاحادية على ايران "اثبتت فاعليتها في منع النظام الايراني الوصول الى منفذ على النظام المالي العالمي وساعدت في تقييد قدراتهم في الحصول على تكنولوجيا نووية"، لكنها عبرت عن قلقها من عدم التزام بعض الدول تطبيق هذه العقوبات.

وكشفت عن أن الولايات المتحدة الاميركية تدرس قرارا جديدا في مجلس الامن من اجل زيادة الضغط وفرض مزيد من العقوبات على ايران بسبب مضيها في تهريب الاسلحة الى جهات تزعزع الاستقرار في الشرق الاوسط، وشددت على ان القرار المرتقب صدروه عن مجلس الامن خلال الاسبوعين المقبلين سيركز على الدور الايراني في تقديم الاسلحة لمجموعات ارهابية.

 

كتلة "القوات"استنكرت حادثة طنبوريت ودعت الى ملاحقة المطلوبين: على "التيار الوطني" تجنب التوتر عبر تزكية ترشيح الرئيس الجميل 

 وكالات- 2007 / 7 / 23

 استنكرت كتلة القوات اللبنانية، حادثة بلدة طنبوريت، وطالبت السلطات الامنية والقضائية المعنية بملاحقة المطلوبين وسوقهم إلى العدالة. ودعت التيار الوطني الحر الى تجنيب المسيحيين خصوصا والبلاد عموما المزيد من التوتر والتشنج والتصعيد، من خلال تزكية ترشيح الرئيس امين الجميل لملء المقعد الماروني الشاغر في قضاء المتن. وحذرت من الفراغ الدستوري على مستوى رئاسة الجمهورية، ودعت كل الأفرقاء اللبنانيين الى اكمال حوار "سان كلو" على أرض الوطن.

عقدت الكتلة اجتماعها الدوري، في مقرها في معراب، برئاسة رئيس الهيئة التنفيذية سمير جعجع، في حضور عضو الهيئة آدي ابي اللمع، وتداول المجتمعون في الأوضاع العامة في البلاد، وتلا النائب انطوان زهرا البيان الآتي:

"أولا: يحيي المجتمعون الجيش اللبناني على روح التضحية والشهادة التي يظهرها في اداء واجبه الوطني في نهر البارد، ويتقدمون من اهالي الشهداء بأحر تعازيهم، ومن المصابين بتمنياتهم بالشفاء العاجل.

ثانيا: يستنكر المجتمعون بشدة حوادث قرية طنبوريت، ويطالبون السلطات الامنية والقضائية المعنية بملاحقة المطلوبين وتقديمهم للعدالة بأسرع وقت.

ثالثا: يتوجه المجتمعون بدعوة صادقة للتيار الوطني الحر لتجنيب المسيحيين خصوصا والبلاد عموما، المزيد من التوتر والتشنج والتصعيد، بتزكية ترشيح الرئيس الشيخ أمين الجميل لملء المقعد الماروني الذي شغر في منطقة المتن، في حكم استشهاد نجله النائب والوزير بيار، وذلك نظرا ما لحزب الكتائب من تاريخ عريق في النضال في سبيل لبنان، ومن سلسلة طويلة من الشهداء كان آخرهم بيار أمين الجميل.

رابعا: يشكر المجتمعون الدولة الفرنسية على الجهود التي بذلتها لتحضير جلسات الحوار التي عقدت في سان كلو في 14 و 15 تموز الحالي، ويدعون في المناسبة الافرقاء اللبنانيين كافة، لاكمال هذا الحوار على ارض الوطن، لأن لا خلاص للبنان الا بالحوار المباشر والصريح بين افرقائه كافة.

خامسا: يرى المجتمعون ان خشبة الخلاص الوحيدة للبلاد باتت الانتخابات الرئاسية المقبلة، وهم يرون في الجدل القائم حول نصاب هذه الانتخابات او حول ضرورة التغيير الحكومي قبلها، انما هو جدل عقيم يحمل في طياته نوايا مبيتة، اذ المطلوب هو التحضير الفعلي والجدي لاجراء هذه الانتخابات، وليس التفتيش عن حجج لتعطيلها ونسفها. ان اسوأ ما يمكن ان يقع فيه لبنان عموما والمسيحيون خصوصا هو الفراغ الدستوري على مستوى رئاسة الجمهورية. لذلك يعلن المجتمعون تصميمهم العمل على اجراء هذه الانتخابات في مواعيدها الدستورية بكل الاشكال القانونية الممكنة، لانه لن يكون هناك سوء اكبر من عدم اجرائها".

وردا على سؤال، جدد زهرا تأكيده على دعم القوات وجميع قوى 14 آذار للرئيس الجميل بكل الامكانيات المتوافرة، لافتا الى ان التوافق بالنسبة الينا لن يكون الا بتزكية الجميل، معلنا عن رفضهم لأي محاولة لسحب المقعد الى "مكان رمادي".

 

 جنبلاط: المطلوب إجراءات جدية من قبل إسرائيل لوقف المسلسل الدامي وعلى الفلسطينيين التمسك بنضالهم الوطني حتى الوصول إلى حقوقهم المشروعة 

وكالات/ 2007 / 7 / 23

 أدلى رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط بموقفه الأسبوعي لجريدة "الأنباء" الصادرة عن الحزب التقدمي الإشتراكي, ينشر غدا، مما جاء فيه:

"تبقى القضية الفلسطينية, هي الأساس في الصراع الإقليمي, والتي لا بد من إعادة تركيز الجهود والاهتمام على معالجتها لأنها القضية المركزية التي تتفرع عنها مجموعة من المشاكل السياسية الكبرى. والقضية الفلسطينية هي قضية أرض وشعب ووطن، وكل محاولات تأخير الحلول النهائية لهذا الملف الشائك على قاعدة إحترام قرارات الشرعية الدولية, ومبدأ الأرض مقابل السلام, والمبادرة العربية التي أطلقها الملك عبدالله بن عبد العزيز, وأقرتها قمة بيروت العربية وعادت وأكدتها قمة الرياض الأخيرة، كل هذه المحاولات ستترك المزيد من المآسي والآلام والمشاكل وستدفع نحو المزيد من توتير الأمور والذهاب بإتجاه التصعيد المتواصل دون حلول. إن المطلوب إجراءات جدية من قبل إسرائيل لوقف هذا المسلسل الدامي، فهل من المنطقي مثلا التباهي بإطلاق سراح نحو 250 معتقلا فلسطينيا من أصل ما يزيد عن 11 ألف معتقل تسجنهم سلطات الإحتلال الإسرائيلي منذ سنوات؟ هل هذا يعكس الحد الأدنى من إرادة السلام؟ وهل هكذا يقدم الدعم اليوم للسلطة الوطنية الفلسطينية؟ إن هذه الخطوة الإسرائيلية تشكل إستهتارا بالقيم الإنسانية وبحقوق الإنسان وبالمواثيق الدولية وهي تعكس المفهوم الإسرائيلي المشوه للشريك المفترض في عملية السلام.

وماذا عن مأساة الفلسطينيين القابعين منذ أسابيع طويلة على معبر رفح, وهم لا يملكون حرية الحركة وكأنهم وضعوا في سجن كبير ممائل للسجن الكبير الذي يعتقل فيه الشعب الفلسطيني بأسره منذ عقود وعقود دون أن ينال هذا الشعب حقه الطبيعي في الحياة وفي الدولة والأرض والمؤسسات والأمن والإقتصاد والإجتماع والحرية والإستقلال. إلى متى ستستمر هذه المأساة الفلسطينية وإلى أي مدى يمكن الإستمرار بقبول هذا الواقع الأليم الذي يفرضه الإحتلال الإسرائيلي؟

إن المرحلة التي تمر بها المنطقة مرحلة حساسة وتاريخية، والصراعات الإقليمية الحادة تعود مسبباتها إلى الإحتلال غير المشروع، من جهة، وإلى سياسات بعض المحاور والأنظمة الإقليمية التي تستغل الساحات المختلفة لتحقق مآربها ومصالحها وطموحاتها بينما هي تقفل ساحاتها الداخلية بالقمع والديكتاتورية، وتحمي جبهاتها المحتلة دون أن تحرك ساكنا لتحريكها، من جهة أخرى. أما بالنسبة لمهمة ممثل اللجنة الرباعية طوني بلير، فلا بد لها من العودة الى الاساسيات في المشكلة فتسعى لجعل إقامة الدولة الفلسطينية ممكنة, وإزالة الحائط والمستوطنات, والتأكيد على حق العودة والثوابت الفلسطينية الأخرى، وإلا ستكون هذه المهمة محكومة بالفشل سلفا. إننا مستمرون في إنحيازنا التاريخي إلى جانب القضية الفلسطينية المحقة، وسوف نبقى على هذا الموقف الحازم والذي يعكس قناعتنا السياسية الكاملة في هذا المجال. وأوجه التحية إلى الشعب الفلسطيني المقاوم داعيا إياه للتمسك بنضاله الوطنى حتى الوصول إلى حقوقه المشروعة".

 

اللواء السيد يدعو القضاء الى وقف لعبـــــة تعطيله ويطالب ميرزا بالتقيد بما ورد في مؤتمر برامرتس بشأنه

المركزية - جاء من اللواء الركن جميل السيد البيان الآتي:

دعا اللواء الركن جميل السيد القضاء اللبناني، وخصوصا المدعي العام التمييزي القاضي سعيد ميرزا، الى وقف لعبة التعطيل التي يتعرض لها، منذ شهر الى اليوم، في ملف التحقيق في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، والتي ادت الى تجميد عمل المحقق العدلي القاضي الياس عيد لمنعه عمليا من تنفيذ خلاصات لجنة التحقيق الدولية وتقويماتها للشهود، والمؤدية الى ضرورة الافراج عن اللواء السيد.

وطالب اللواء السيد القاضي ميرزا بأن تكون قوة الاعتقال مبنية على الادلة والاثباتات، لا على قدرته على تعطيل القضاء لتأمين الاستمرار بالاعتقال.

ودعاه الى الانصياع الفوري لما ورد في المؤتمر الصحافي الذي عقده رئيس لجنة التحقيق الدولية القاضي سيرج برامرتس في نيويورك مؤخرا، بعد مناقشة التقرير الاخير للجنة في مجلس الامن، والذي اكد فيه رسميا وبوضوح "بأن مسؤولية الاعتقال والاستمرار به تقع حصريا على مدعي عام التمييز والسلطات اللبنانية، بعدما سلم برامرتس الى القضاء كل المعطيات وتقويمات الشهود المتعلقة بالمعتقلين"، (بما في ذلك انفضاح تناقضات وافتراءات الشاهد المزعوم زهير الصديق).

وأشار اللواء السيد الى ان القاضي برامرتس اكد ايضا في مؤتمره الصحافي "بأنه احرز تقدما كبيرا على طريق تحديد هوية الاشخاص المحتمل تورطهم بالجريمة". وتاليا فإن مدعي عام التمييز القاضي ميرزا، كما المحقق العدلي القاضي الياس عيد، يعرفان تماما بأن اللواء السيد ليس من بين المشتبه بهم لدى اللجنة، سواء من خلال معطيات اللجنة وتقويماتها التي برّأته من الافتراءات السابقة، او من خلال مراسلات اللجنة الى القضاء والتي اسقطت فيها عن اللواء السيد صفة المشتبه به منذ 6 حزيران 2006 في حين ان القاضي ميرزا اصر دائما امام اللجنة ورئيسها "بأن الاعتبارات السياسية اللبنانية تمنع الافراج عن اللواء السيد..".

وسأل اللواء السيد القاضي ميرزا، اين هو ممَّا جرى في باكستان مؤخرا حينما قام رئيسها بأقالة كبير القضاة في بلاده لانه رفض له تدخله في شؤون القضاء، فكان ان انتفض الشعب والقضاة، فتراجع الرئيس، وكان المنتصر الاكبر بلادهما والقضاء والعدالة. فيما عندنا يتجرأ القاضي على القول علناً بأن السلطة السياسية تفرض عليه اعتقال اللواء السيد وتمنعه من تحقيق العدالة، فيقوم القاضي بتلبية هذه السلطة متجاهلا بأن المنصب الذي يشغله هو منصب يملكه فقط الشعب اللبناني ولا تملكه السلطة السياسية، وأن مَن اولى واجبات القاضي ان يحكم باسم الشعب اللبناني وليس باسم السلطة التي عيّنته في هذا المنصب.

فهل يستفيق القاضي ميرزا عندنا على ان منصبه ليس له ولا للسلطة، فيعتبر مما جرى في باكستان، ويعيد الى نفسه والى القضاء بعض الذي خسره؟ أم يتمادى بتعطيل التحقيق والعدالة ويستمر بالاعتقال السياسي، فيعود عندها للشعب وللقضاة تحرير العدالة من قبضة السياسة وقاضيها؟ وكيف اذا كانت لجنة التحقيق الدولية ورئيسها القاضي سيرج برامرتس شهودا على تسييس القاضي؟

 

الاسمر طعن امام مجلس الشورى بقرار الداخلية قبول ترشيح خوري

 المركزية - جاءنا من مكتب المرشح عن المقعد الماروني الشاغر للانتخابات الفرعية في منطقة المتن الشمالي المحامي جوزيف منصور الاسمر، البيان الآتي:

"بتاريخ 23/7/2007، تقدمنا بمراجعة إبطال أمام مجلس شورى الدولة سجلت برقم 14471/2007، الغرفة الخامسة بموضوع إبطال القرار الصادر عن وزارة الداخلية والقاضي بقبول ترشيح الدكتور كميل خوري عن المقعد الماروني الشاغر في منطقة المتن الشمالي.

ان اسباب هذه المراجعة بنيت على مبدأ ان ما بني على باطل فهو باطل، فكيف يقوم مرشح لخوض انتخابات نيابية يطعن في صحة دستورية وقانونية الدعوة اليها؟

ان المرشح الدكتور كميل خوري كما ادلى شخصيا في بيان ترشيحه وكما ورد في متن الطعن المقدم منه امام مجلس شورى الدولة، يعتبر بان المرسوم رقم 493 المتضمن دعوة الهيئات الانتخابية النيابية الفرعية في دائرة جبل لبنان - المتن وبيروت الثانية هو باطل لعدم اقترانه بتوقيع رئيس الجمهورية وانه ترشح بنية تقديم الطعن بهذا المرسوم وليس بنية وصوله الى المقعد النيابي الشاغر بغية تمثيل الشعب الذي سينتخبه.

اضافة الى ذلك، ان قبول هذا الترشيح يخالف مبادىء الديموقراطية، اذ انه من خلال الطعن المقدم يحاول المرشح الدكتور كميل خوري بما يمثله اعاقة ملء مقعد نيابي شاغر، الامر الذي يؤدي الى منع المواطنين من اختيار ممثل لهم وبالتالي ممارسة أبسط حقوقهم الدستورية الملزمة كون الانتخابات هي حق وواجب على كل مواطن. لذلك، تقدمنا بهذا الطعن، مؤكدين ثقتنا بالقضاء اللبناني وآملين البت بأسرع وقت ممكن لقطع الباب على استمرار عملية التدخلات وإطلاق المعركة الانتخابية المنتظرة وصولا الى انتخاب ممثل لإشغال المقعد الماروني الشاغر والحؤول دون استمرار الفراغ الحاصل".

 

لقاء في المجلس النيابي حول البرلمان وعملية الاصلاح اكد ضرورة التعاون بين البلدان وتبادل الخبــــرات

المركزية - افتتح في قاعة المكتبة العامة في مجلس النواب عند العاشرة قبل ظهر اليوم اللقاء الاقليمي حول البرلمان وعملية الاصلاح - تجارب المشرق العربي وايطاليا - برعاية رئيس مجلس النواب نبيه بري ممثلا برئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب النائب عبد اللطيف الزين.

حضر اللقاء النواب علي بزي، اسماعيل سكرية، غسان مخيبر، ناصر نصرالله، نوار الساحلي، ميشال موسى، عبدالله حنا، شامل موزايا، رئيس المؤسسة الايطالية للعلاقات الدولية - ايمبالو روبرتو كاجاتي، وأمين عام مجلس النواب عدنان ضاهر.

ودعا الى عقد هذا اللقاء مجلس النواب بالتعاون مع برنامج الامم المتحدة الانمائي ومؤسسة (ابالمو) الايطالية، وشارك فيه عدد من الباحثين وممثلي المجتمع المدني وايطاليا والعراق والاردن. وناقش المؤتمر اوراق اعدها الباحثون والخبراء في محاور ثلاثة اصلاحية هي اللامركزية والتنمية الاقليمية: التحديات ودور البرلمانات، الوظيفة التمثيلية للبرلمانات والعلاقة بالدوائر الانتخابية، ودور البرلمان في تعزيز الشفافية ومكافحة الفساد. والبرلمان والمجتمع المدني: رؤية برلمانية ورؤية المجتمع المدني، على ان يصدر خلال انتهاء اللقاء يوم الاربعاء المقبل ملاحظات ختامية.

بداية رحب النائب الزين بالحضور وألقى كلمة قال فيه: يتضح من جدول الاعمال ان مؤتمركم يركز جلساته على ثلاثة محاور اصلاحية تهم دولنا هي اللامركزية والتنمية الاقليمية وعلاقات البرلمانيين بناخبيهم ودور البرلمان في تعزيز الشفافية ومكافحة الفساد، ويسعدني ان يكون مجلس النواب اللبناني قد اولى هذه المحاور اهتماما مميزا في الخمس عشرة سنة الاخيرة وخصوصا موضوع اللامركزية الادارية والتنمية المناطقية المنصوص عنها في وثيقة الوفاق الوطني. كما اصدر قانون الاثراء غير المشروع ومن تقاليد هذا المجلس انه يعج بالمبادرات والفرص التي تجمع اعضاءه وناخبيهم إن في مناطقهم وإن في مكاتب النواب ومنازلهم.

وتناقشون هذه المواضيع في ضوء الخبرة الايطالية المتقدمة والتي تنقلها الينا مجموعة خيّرة من البرلمانيين والباحثين والإداريين، فنقارن ما لدينا بما لديهم، ونستخلص من المقارنة الامثولات المفيدة لتطور بلادنا. وكلنا ثقة بأن هذا المؤتمر سيفتح واسعا باب التعاون البرلماني بين بلداننا العربية وايطاليا.

وتحدث المستشار الرئيسي لبرنامج ادارة الحكم في الدول العربية سليم نصر ومما قال: يعد دور البرلمان في دعم السياسات التي تعزز اللامركزية دورا حيويا في المضي قدما نحو تحقيق تنمية عادلة ومتوازنة. ويتحقق ذلك من خلال اصدار قوانين ترسخ اللامركزية وتشجع المشاركة المحلية والمناطقية في اتخاذ القرار وتساهم في سد الفجوة بين مختلف الاقاليم في الدولة فيما يتعلق بالفروق الاقتصادية والاجتماعية وتعزيز مسؤولية صانعي السياسة الوطنيين والتأكد من ان صانعي السياسة المحليين قادرون على صياغة وتنفيذ سياسات تلبي الاحتياجات المحلية.

وسوف يناقش محور من محاور هذه الورشة دور البرلمانات في الدول المشاركة في تعزيز اللامركزية والتنمية الاقليمية المتوازنة.

نأمل ان تفسح هذه الورشة المجال لحوار صريح تفصيلي ومثمر لتبادل الخبرات والتجارب من اجل تدعيم المؤسسة البرلمانية الوطنية التي تبقى حجر الاساس في بناء وتطوير الديموقراطية، وارساء قواعد السلم الاهلي والوفاق الوطني والتنمية الشاملة والمستدامة في دول منطقتنا العربية كما في الانحاء الاخرى من العالم.

وتحدث روبرتو كاجاتا (ايطاليا - ابالمو) عن دور البرلمان الايطالي في مواجهة الفوضى، مشيرا في مطالعة شاملة الى ان الفوضى والاضطراب السياسي هما من اكثر مظاهر الاذى والخطورة والتي تنبع من السلوك السياسي للاطراف.

ويعتبر ان فقدان الدور الذي ممكن ان تقوم به الاحزاب والقانون غير المقنع قد يكون من احد الاسباب التي تؤدي الى الاضطراب السياسي.

وبعد عرض تقدم به عن بعض المشكلات لتي تعرض لها البرلمان الايطالي اعتبر انه لا يمكن حصر اي اضطراب او تحميل المسؤولية الى البرلمان فقط بل يجب ان يترابط ذلك مع السلطة التنفيذية لأن البرلمان وأعضائ ه مهمتهم مراقبة عمل الحكومة.

ولكن في المقابل يجب مراقبة وتحليل تأثيرات السلطة التشريعية على الوضع الشامل في بلد ما.

وخلص الى القول انه خلال العشر سنوات الاخيرة في ايطاليا حصل تغيير واضح في اسلوب التعاطي مع الاضطرابات السياسية من خلال التجارب السابقة.

 

 الوزير رزق تناول المحكمة الدولية ورئاسة الجمهورية في حديث تلفزيوني: ال1757 قرار دولي مفروض على الجميع وجهات محلية كبلت القضاء اللبناني

رئيس التسوية كارثة على لبنان في حين يستطيع رئيس التوافق شق الطريق

وطنية - 23/7/2007 (قضاء) رأى وزير العدل الدكتور شارل رزق في حديث إلى "المؤسسة اللبنانية للارسال"، أن "على الجميع أن يدرك أن المحكمة الدولية أصبحت أمرا واقعا بموجب قرار مجلس الأمن الدولي 1757، ويجري الآن العمل على تسريع انتقالها من النصوص إلى أرض الواقع". وقال: "نحن كدولة لبنانية أرسلنا لائحة بأسماء القضاة إلى الأمين العام للأمم المتحدة الذي سيختار منهم القضاة الذين سيكونون جالسين بجانب القضاة الدوليين، وهذا يعني أنه آن الأوان ألا تبقى المحكمة موضوعا خلافيا، بل على العكس يجب أن تكون موضوعا نلتقي حوله جميعا في شكل واقعي".

أضاف: "عندما توليت مهماتي في وزارة العدل لم أكن متحمسا لمحكمة دولية، بل كانت أمنيتي قيام محكمة لبنانية تستفيد من الأدلة التي توصل إليها القاضي سيرج براميرتز وقبله القاضي ديليف ميليس، وتحكم وفقا للمعايير القضائية اللبنانية، ولكن لسوء الحظ فإن التشكيلات القضائية التي قام بها مجلس القضاء الأعلى وكان من شأنها أن تبعث الحياة في الجسم القضائي اللبناني عطلت، وهذا التعطيل أوصلنا في النهاية إلى المحكمة الدولية، ولما دخلنا في بحث موضوع المحكمة كنت متفائلا في الوصول إلى حل وسط نتوافق عليه جميعا، ويراعي وجهات النظر المحلية أو الإقليمية التي كان لديها تحفظ بالنسبة إلى المحكمة، ولكن لسوء الحظ لم نستطع ذلك بسبب الخلافات المحلية، فوصلنا إلى إقرار المحكمة من قبل مجلس الأمن بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة".

وردا على سؤال، قال: "إن القرار هو قرار دولي مفروض على الجميع. وفي الحقيقة، إنني أضع المسؤولية على بعض الجهات المحلية التي تدعي صداقة هذه الجهات الإقليمية وعرقلت التشكيلات القضائية وكبلت القضاء اللبناني، وبالتالي حالت دون قيام محكمة لبنانية تتولى الحكم في هذه القضية".

سئل: خلال زيارتك لباريس دعوتم في حديث صحافي إلى انتخاب رئيس توافقي لا رئيس تسوية. فماذا تقصدون بذلك؟

أجاب: "هناك فرق كبير بين الرئيس التوافقي ورئيس التسوية. للرئيس التوافقي موقف ويحاول إقناع أكبر قدر ممكن من الجهات بموقفه ويلتزمه وهؤلاء أيضا يلتزمون معه، هذا هو مفهوم التوافق.

أما رئيس التسوية فلا موقف له ويأخذ جزءا من كل طرف ويجمعه، وإذا صنفت التسوية هكذا، فيكون هذا الرئيس كارثة على لبنان بينما رئيس التوافق هو الذي يستطيع أن يشق الطريق إلى المستقبل.

وعن زيارته لفرنسا وطبيعة المحادثات مع نظيرته الفرنسية رشيدة داتي، قال: "تلقيت دعوة من وزيرة العدل الفرنسية لوضع إطار للتعاون القضائي اللبناني الفرنسي فعقدنا اجتماعين. وفي نهاية المحادثات، اتفقنا على أن تأتي لزيارة لبنان، على أن نوفد أحد كبار القضاة إلى فرنسا لوضع مسودة الاتفاقية التي ستوقعها عندما تزور لبنان. وقد قدرت الحفاوة التي استقبلتني بها ,وبعد اللقاء، أقامت حفلا دعت إليه بعض الوزراء حيث فاجأنا الرئيس نيكولا ساركوزي بحضوره.

وعن نتائج امتحانات كتاب العدل الأخيرة التي أعادت عصر الشفافية والكفاءة لموظفي الدولة، قال: "تقدم مئات المرشحين إلى امتحانات كتاب العدل وشكلت نتائجها أنموذجا يحتذى به بعيدا عن التدخلات والوساطات، ولم تحكمها سوى أهلية المرشح وكفاءته. تمت المباراة وفق القوانين ونجح واحد وأربعون مرشحا، وبدا من النتيجة أنه كان هناك توازن طائفي، وإنني منكب على تنظيم المرسوم الذي بموجبه سيتم تعيين واحد وأربعين كاتبا للعدل".

 

المكتب الإعلامي للوزير فتفت رد على باسيل بشأن الترخيص لجمعيات اسلامية:لا صلاحية قانونية للداخلية بالترخيص عملا بقرار قضائي سابق لمجلس الشورى

ويكفي عند تأسيس جمعية معينة ان يتقدم مؤسسوهاالى الداخلية بعلم وخبر

وطنية-23/7/2007 (سياسة) جاءنا من المكتب الاعلامي لوزير الشباب والرياضة الدكتور أحمد فتفت الآتي:" تعقيبا على ما ساقه السيد جبران باسيل من اتهامات وكلام غير دقيق حول موضوع ما أسماه التراخيص الممنوحة لبعض الجمعيات وتحديدا الاسلامية منها، إثر لقائه البطريرك الماروني الكاردينال نصر الله صفير في بكركي، حيث اتهم حكومة الرئيس فؤاد السنيورة بالعودة الى القانون العثماني لقيام الجمعيات وباغراق المجتمع اللبناني بجمعيات عندها الترخيص اللازم من الدولة وهي تقوم باعمال مشبوهة، كما اتهم وزير الشباب والرياضة الدكتور احمد فتفت بإصدار قرار اداري لتسهيل هذا الأمر عندما كان وزيرا للداخلية والبلديات بالوكالة ، يهم المكتب الإعلامي للوزير فتفت التأكيد أن كل ما ساقه باسيل هو كلام بعيد عن الدقة ومناف للحقيقة جملة وتفصيلا ويدخل في إطار الحملة المسعورة التي تتعرض لها حكومة الرئيس السنيورة ووزراؤها من قبل المعارضة.

كما يهم المكتب الإعلامي للوزير فتفت الإشارة إلى أنه لم يتخذ أي قرار في خصوص ما ساقه باسيل حول موضوع الجمعيات، وان كل ما في الأمر هو ان الوزارة اصدرت تعميما حمل الرقم 10 بتاريخ 19 أيار 2006 وهو يتعلق بتسهيل تحديد آلية جديدة في أخذ وزارة الداخلية والبلديات العلم والخبر بتأسيس الجمعيات في لبنان وتسهيل هذا الأمر تطبيقا لأحكام قانون الجمعيات الصادر عام 1909(وفقا لقانون الجمعيات الفرنسي 1901), والذي ينص على ما حرفيته:

"ان تأسيس الجمعية لا يحتاج الى الرخصة في أول الامر ولكنه يلزم في كل خال بمقتضى المادة السادسة إعلام الحكومة بها بعد تأسيسها". وبالتالي يكفي عند تأسيس جمعية معينة ان يتقدم مؤسسوها لدى وزارة الداخلية والبلديات ببيان علم وخبر.

مع الإشارة إلى أن صدور التعميم المذكور تم بعد دراسة مفصلة لكامل الملف من قبل لجنة ترأسها النائب غسان مخيبر بناء لطلب من الوزير فتفت في حينه، كما ان العودة إلى هذا التعميم انما تمت بهدف احترام مواد القانون اللبناني المعمول به ووقف تجاوزه، حيث لا صلاحية قانونية لوزارة الداخلية بإعطاء رخص جمعيات عملا بقرار قضائي سابق لمجلس الشورى. نرجو من السيد جبران باسيل مراجعة النائب غسان مخيبر لمزيد من الإيضاح إذا ما لزم الأمر".

 

 تكتل التغيير والاصلاح" أكد دعم مرشح "التيارالوطني" لانتخابات المتن

العماد عون : المعركة ليست ضد أشخاص لكنها ذات وجه سياسي واضح

واحد اهدافها استرداد صلاحيات رئيس الجمهورية المسروقة بعد الطائف

النائب المر: تحالفنا مستمر وسنخوض المعركة اذا قضت المصلحة العامة

مختريان: الابواب لم تقفل كليا بعد في وجه أي توافق وهناك امل صغير

وطنية - 23/7/2007 (سياسة) عقد "تكتل التغيير والاصلاح" اجتماعه الاسبوعي بعد ظهر اليوم في الرابية، سبقته خلوة ضمت النائب العماد ميشال عون ونائب رئيس الحكومة السابق النائب ميشال المر والأمين العام لحزب الطاشناق هوفيك مختريان، والنائبين آغوب بقرادونيان وابراهيم كنعان.

وبعد الاجتماع، تحدث العماد عون والنائب المر ومختريان، فأكدوا خوضهم معا الانتخاب النيابي الفرعي في قضاء المتن ودعمهم مرشح "التيار الوطني الحر" الدكتور كميل خوري.

العماد عون

وقال العماد عون: "قررنا بالتكافل والتضامن خوض المعركة الانتخابية في المتن كما خضناها سابقا، ونأمل أن تكون النتائج كما نتوخاها وأن تكون المعركة هادئة. فالمعركة ليست ضد أشخاص لكنها ذات وجه سياسي واضح".

النائب المر

أما النائب المر فقال : "هذا التحالف ليس إين اليوم، فقد خاض الانتخابات النيابية عام 2005 وتعرفون تماما ما هي النتائج التي خرج بها من المعركة. أنا، وأتحدث عن نفسي الآن، بالنسبة إلي هذا التحالف ما زال قائما من دون أي تردد أو ملاحظة على الصعيد السياسي. تحالفي مع حزب الطاشناق دام 50 سنة ولن نغيره في آخر هذه الايام، والتحالف مع العماد عون عمره ليس سنتين بل يعود إلى الثمانينات، إذا هذا في ما يتعلق بمبدأ التحالف. لا أدري ماذا طرأ لنسمع تكهنات من هنا وهناك. أنا أؤكد أن هذا التحالف السياسي القائم منذ سنوات والمستمر اليوم، لا شيء ولا أي مبرر يهزه ولا أقول يفرطه بل يهزه وحتى هزة. نحن اليوم أمام انتخابات وإذا قضت المصلحة العامة أن نخوض المعركة فسنخوضها، وإذا ارتأى العماد عون غير ذلك فنحن معه. إذا هذا ملخص الموقف التضامني والتحالف في صورة خاصة القائم والمستمر في الانتخابات النيابية وفي غيرها".

مختريان

أما مختريان فقال: "أريد أن أؤكد على نقطة. سمعنا في الاعلام عن مساعٍ تبذل للتوافق. صحيح أن حزب الطاشناق قام بمساع من أجل التوصل إلى توافق معين في الانتخاب الفرعي في المتن. هناك أمل صغير وبسيط تجاه ذلك، فالأبواب لم تقفل كليا بعد في وجه أي توافق، ولكن في كل الأحوال قرارنا واضح. قررنا نحن الثلاثة أن نخوض المعركة في الانتخاب الفرعي في المتن وإذا الغير أراد التوافق أعتقد أن هناك أملا صغيرا".

حوار

ثم أجاب العماد عون عن أسئلة الصحافيين:

سئل: ماذا نقل إليك المطران بولس مطر صباح اليوم؟

اجاب: "حمل تمني غبطة البطريرك للتوصل إلى توافق، فشرحنا الظروف التي أوجبت خوض المعركة، ولنا عودة في ما بعد لشرح كل الاسباب للناخبين في صورة خاصة والمواطنين في صورة عامة. نحن لسنا في مواجهة شخصية مع أحد، وذلك لا يعني أننا نقدس الأشخاص الذين نواجههم أو أننا نشتمهم ونجعل منهم شياطين. إذا أرادوها معركة انتخابية فلتكن معركة انتخابية، معركة رياضية نخوضها على أساس مبادىء ومواقف. وستعلن هذه المبادىء والمواقف التي سنخوض على أساسها الانتخابات ولكن نترك للآخرين أولا فرصة التوضيح".

سئل: بالامس دعا النائب سعد الحريري إلى تحويل الانتخابات النيابية الفرعية فرصة للتصويت ضد القتلة فكيف ستتعاملون مع الموضوع؟

اجاب: "بالتأكيد إن هذه المعركة ضد القتلة ولكن من هم القتلة؟ هل له علاقة بهم، نعم أم لا؟ الجدير بالذكر أنهم يطلبون من الناس المشاركة في الانتخابات، وإذا شاركوا في الانتخابات يصبحون قتلة. هذا المنطق منطق تعسفي وليس بمنطق سليم للتعاطي في الشؤون الانتخابية، ونكتفي الآن بهذا القول".

سئل: في ظل الانتخابات الفرعية، هل ترى أن المبادرة الفرنسية تواجهها مصاعب سياسية يمكن أن تفشل أجواء التهدئة التي سادت في سان كلو؟

أجاب: "لماذا الحديث عن أجواء التهدئة؟ في المرة السابقة انتقدنا الحكومة في تصرفاتها وتقاعسها عن التحقيق في قضية نهر البارد، فقالوا "إنك تعكر أجواء التهدئة"، وأصبح كل وزير أو مسؤول يعتقد أننا إذا انتقدناه في أدائه السيئ أو في تقصيره كأننا نعكر أجواء التهدئة. التهدئة لا تعني السكوت عن جرائم الحكومة أو عن سقوطها في الأخطاء التي ترتكبها، بل التهدئة تعني ألا يفتري الواحد على الآخر وليس ألا يسأله عن مسؤولياته. ما هي التهدئة؟ هل أن يقول الناس أنتم مع القتلة، هل هذا هو المنطق؟ كفى تجارة بدم الشهداء، الشهيد شهيدنا نحن كما هو شهيد الآخرين، لكن للمعركة اليوم طابعا سياسيا ولا نخوض المعركة ضد شهداء أو ضد ورثة الشهيد. الشهيد يرث الوطن وسنبقى نقول إنه فقيد العائلة وشهيد الوطن، كل شهيد سقط على أرضنا وهناك عشرات الآلاف من الشهداء الذين سقطوا، هؤلاء شهداء الوطن، فالشهادة تغطي كل أرض الوطن وكل المواطنين. الذين ماتوا شهداء، وشهادتهم لا تغطي فقط أصدقاءهم، بل أصدقاؤهم وخصومهم هم الذين يشتركون في تكريمهم. إذا، يجب الكف عن استغلال دم الشهادة ولنعد المعركة الى طبيعتها السياسية التي ستتحدد وسنتوجه بها الى كل مواطن لبناني. فمن غير الممكن أن تبقى قصة التجارة في الموضوع صبحا وظهرا ومساء، والقول "أوعا حدا يترشح أو ينتخب" فهو ضد الشهيد وضد دم الشهيد".

أضاف: "يعرفون القتلة وقد يكونون شركاء الحكومة، كل الالتباسات موجودة اليوم في التحقيقات وحتى الحكومة تتجنب نشر أي شيء، فهل يعقل ذلك؟ هناك ارتباط ما ويظهر في الصحف، فمن يقوم بالتسريبات، وعلى الأقل إذا كانت هذه التسريبات غير صحيحة فلتضع لجان التحقيق يدهاعلى الصحف التي تنشر هذه الأخبار ولتوضح هل ما ينشر كاذب أو صحيح. الشبهات تحوم حول الجميع في هذا الأمر، فلا يتاجرن أحد بالأمر".

سئل: في جولات التهدئة والمصالحة التي كانت قائمة وربما لا تزال، هل كان للجنرال نقاط محددة للمصالحة مع الشيخ أمين الجميل؟ وفي حال فوز مرشح التيار الوطني الحر، هل يعتبر نائبا شرعيا وهل يطعن التيار بنيابته؟

أجاب: "أولا، المشكلة ليست شخصية بيننا وبين الشيخ أمين الجميل. أحد أهداف المعركة صلاحيات رئيس الجمهورية، ثانيا، التهميش المستمر للمسيحيين، إذا، نعتبر كل مسيحيي 14 آذار ومنهم الشيخ أمين الجميل، حاجبا لمن يقوم بالتهميش. انطلاقا من هنا، هذه المعركة موجودة لأننا سعينا بكل الوسائل المشروعة وآخرها مجلس شورى الدولة أن نوقف هذه الانتخابات. هنا أحب أن أخبركم شيئا، عندما استشهد الشيخ بيار قالوا لي بعد مدة من الزمن، وكانت النيات والمواقف السيئة تجاهي شخصيا والتي يعرفها الجميع، فكان هناك من يتحدث عن الانتخابات وسئلت هل نخوض الانتخابات؟ فأجبت "لن نأخذ من ميت ما تركناه له وهو حي". لم يكن في نيتنا ولا لحظة من اللحظات أن نترشح الى النيابة لأن هذه تقاليدنا. لكن المعركة لم تعد هكذا، فهذا أصبح اعتداء على الصلاحيات و"كسر كلمة".

في نهاية آخر جلسة حوار، في ساحة النجمة، كنا نبحث في تغيير رئيس الجمهورية. لم نتفق على هذا الشيء، فقلنا إننا أقفلنا النقاش حول الموضوع، وطلبت من الحاضرين الى طاولة الحوار، ولأننا لم نتفق على تغيير الرئيس، أن يبقى رئيس الجمهورية حتى آخر لحظة من ولايته ويمارس صلاحياته. صارت هناك اعتراضات فقلت عندذاك أن هذا الأمر يدخلنا في مواجهة، على الأقل في مواجهة معي شخصيا. ومنذ ذلك الوقت دخلت في مواجهة مع فريق 14 شباط على صلاحيات رئيس الجمهورية. فهم تعرضوا لموقع الرئاسة ولصلاحيات رئيس الجمهورية لا بل لرفات صلاحياته لأن رئيس الجمهورية لا يملك صلاحيات، فقد "كنسوا" رفات صلاحياته وآخرها توقيع المراسيم.

فإذا القصة ليست اعتباطية ولن نقبل بعد الآن أن يكون هناك اجتهاد. هناك عملية استرداد للصلاحيات المسروقة بعد الطائف وليس قبل الطائف، فهذا ليس موضوعا للبحث الآن، وإنما نترقب صلاحيات تسرق منه بهذا الشكل ويصفق له من هو موجود في 14 آذار، هنا نضع المفاهيم أمام مسؤولياتنا الوطنية. هل يريدون رئيسا للجمهورية بعد اليوم فقط رئيسا بروتوكوليا، ومن الممكن أن يأخذوا منه سيارة الرئاسة أيضا فلا أحد يعلم الى أين سنصل إذا أكملنا هكذا. القصة أصبحت "تخينة" وهذا الشيء لن يصير ونحن ايضا موجودون هنا كي نجيب على كل شيء يعمل الآن، لذلك نكتفي اليوم بهذا القدر من الحديث ولنا لقاءات جديدة معكم".

 

الوزير سركيس اطلع وزير خارجية الفاتيكان على وجهة نظر"القوات" من التطورات في لبنان

وطنية-23/7/2007(سياسة) عقد لقاء في روما بين وزير خارجية الفاتيكان المونسينيور دومينيك مونبرتي ووزيرالسياحة جو سركيس.

وقد نقل الوزير سركيس الى المونسنيور مونبرتي تحيات رئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع وشرح وجهة نظر القوات من التطورات الأمنية والسياسية التي يشهدها لبنان والاستحقاقات المقبلة. وتركز البحث حول استحقاق الانتخابات الرئاسية لا سيما لناحية ضرورة حصوله في موعده منعا لأي فراع. وكانت وجهات النظر متطابقة حول أهمية هذا الاستحقاق بالنسبة الى دور المسيحيين والى الاستقرار في لبنان. وكان الاجتماع مناسبة شرح فيها الوزير سركيس للمونسيور مونبيرتي وجهة نظر القوات اللبنانية من مواجهة الوضع الراهن، والخطوات التي تقوم بها على المستوى التنظيمي الداخلي، والدور الذي لعبته وتلعبه في مسيرة تثبيت دعائم السيادة والاستقلال واستعادة المسيحيين دورهم الريادي. وسبق الاجتماع الذي استمر لأكثر من نصف ساعة غداء دعا اليه سفير لبنان في الفاتيكان كلا من المونسينيور مونبرتي ووزير الخارجية بالوكالة طارق متري ووزير السياحة جو سركيس اللذين يزوران ايطاليا.

 

 سلام استقبل سفيرة بريطانيا ودعا البيروتيين الى المشاركة في الانتخابات: أؤيد مرشح "المستقبل" لأن من حق التيار ترشيح من يتابع دور الشهيد عيدو

هناك نقاط تفاهم مشتركة بين الافرقاء يجب تثميرها وتخفيف خطاب الاستفزاز

وطنية - 23/7/2007 (سياسة) استقبل النائب السابق تمام سلام اليوم في منزله في المصيطبة، سفيرة بريطانيا في لبنان فرنسيس غاي وعرض معها الاوضاع والتطورات العامة في البلاد. ولم تدل السفيرة غاي بعد الزيارة بأي تصريح. أما النائب السابق سلام فقال: "هدف زيارة السفيرة البريطانية يأتي ضمن ما تسعى هي اليه من تواصل مع القيادات السياسية في البلد والاستماع الى ما عندهم في ما هو عليه اليوم الوضع العام من تطور. وكانت مناسبة تحدثنا فيها في مجمل القضايا المحلية والاقليمية وهي المرة الاولى التي التقي بها السفيرة البريطانية ووجدت عندها التفهم والدراية والمعرفة وكان حديثا شيقا".

سئل: لماذا لم تترشح الى الانتخابات الفرعية في بيروت؟

أجاب: "قلت في مناسبات ماضية ان لهذه الانتخابات الفرعية بالذات طابعا معينا يرتكز الى ما حدث في بيروت من استشهاد النائب وليد عيدو وما ترك ذلك من اثر عند جميع البيارتة الذين اعتبروا ان استشهاد النائب عيدو بهذه الطريقة الاجرامية الوحشية يضعهم في موقع غير مريح، وبالتالي عليهم ان يتضامنوا ويؤكدوا عن وجودهم في تحمل مسؤولياتهم الوطنية. وقلت ايضا ان النائب عيدو ينتمي الى تيار سياسي هو تيار "المستقبل"، وبالتالي من احقية هذا التيار ان يرشح من يتابع ما كان يقوم به الشهيد عيدو من دور سياسي".

سئل: ما تعليقك على قول النائب سعد الحريري ان بيروت خط احمر؟

أجاب: "قلت ان بيروت شعرت بأنها مستهدفة وخصوصا انها ليست المرة الاولى التي يتم استهداف قياداتها بشكل ارهابي واجرامي بدءا باستشهاد الرئيس رفيق الحريري، وبالتالي على ابناء بيروت ان يكون عندهم من الوعي والادراك الكافي لتحسين موقعهم ومكانتهم. وهذا ما اعتقد ان النائب سعد الحريري قصده عندما قال ان بيروت خط احمر".

قيل له: توقع البعض ان تكون انت المرشح عن بيروت بعد التقارب بينك وبين النائب الحريري؟

أجاب: "في كل انتخابات وبالذات هذه الانتخابات الفرعية، هناك توقعات كثيرة وراجت في الفترة الاخيرة ولكن انا كنت واضحا منذ اول الطريق وقلت ان من يجب ان يترشح لهذه الانتخابات ويملأ هذا المحل الشاغر هو في اطار ما اشرت اليه سابقا".

سئل: هل تتوقع ان تشهد بيروت معركة انتخابية قوية؟

أجاب: "أنا من الذين دعوا الى ان يتم الامر في بيروت في اطار التزكية حرصا مني على طبيعة هذا الاستحقاق بالذات، ولكن كما يبدو ان بعض الافرقاء من القوى السياسية المحلية ترى انها فرصة لها لخوض هذه الانتخابات وبالتالي قد ينتج عن ذلك مواجهة انتخابية. وتأكيدا على الموقف الذي اتخذته منذ البداية، فإنني اعتقد ان ابناء بيروت سيكون لهم موقف واضح في تأييد مرشح تيار "المستقبل".

سئل: كيف تنظر الى الطريقة للخروج من الازمة التي تمر بها البلاد؟

أجاب: "هناك طرق ومحاولات عديدة تجري في لبنان وفي الخارج لمحاولة السعي الجدي لتقليص مساحة عدم الثقة التي تكونت عبر ممارسات اصبح لها اشهر بين فريقين اساسيين في البلد، بين المعارضة والاكثرية وبالتالي نحن من جهتنا نغتنم كل فرصة ومناسبة وخصوصا عندما تخف وطأة المواجهات والتحديات والاستفزازات السياسية بين الفريقين لنعبر عن رغبة واحساس وشعور لدى كل اللبنانيين والمواطنين لتصب في اتجاه اخراجنا من ازمتنا. وكما يعلم الجميع من المواضيع الابرز في الساحة هو موضوع تشكيل حكومة وفاق وطني، ونحن ايدنا ذلك ونسعى الى التوافق مع كل من يذلل العقبات من اجل تحقيق هذا الامر خصوصا اننا مقبلون في ما بعد على انتخابات رئاسية، نأمل ايضا ان تكون الاجواء التي تسبقها قد مهدت لان يتم انتخاب رئيس جمهورية جديد ونأخذ البلاد الى اجواء ومرحلة جديدة تخرجنا من هذه الازمة".

أضاف: "نعم هناك عقبات كثيرة وعقد كثيرة ولكن عندما يجلس ممثلو تلك القوى السياسية وعندما جلسوا مؤخرا في سان كلو، وجدنا ان هناك نقاط تفاهم مشتركة كثيرة ليست واحدة بل عديدة يجب تثميرها والتخفيف من خطاب الاستفزاز والتحدي والتهويل، أكان من هذا الفريق او ذاك. هناك امور مضرة ومزعجة ليس للقوى السياسية بل للبنان واللبنانيين، ونحن اليوم نواجه الكثير من التحديات وابرز ما نواجهه داخليا ما نشهده اليوم في موضوع نهر البارد وتلك العصابة من الذين يتربصون بلبنان شرا، وما تمكن منه الجيش اللبناني من وقفة عز واداء وطني التف من حوله كل اللبنانيين فاذا تمكن ابناء هذا الوطن العزيز من الالتفاف حول هذا الجيش فلماذا لا يلتفون ايضا حول قضايا وطنية اخرى. القوى السياسية مسؤولة وليس الجيش وحده عليه ان يجمع اللبنانيين، بل على القوى السياسية ايضا ان تسعى جاهدة الى الاستفادة من هذا المناخ والسعي الجدي للخروج من هذه المحنة".

سئل: هل تؤيدون الانتخابات وفق نصاب الثلثين؟

أجاب: "لي موقف واضح ايضا حول هذا الامر ينسجم مع مواقف اخرى اعلنت في ان موضوع الانتخابات الرئاسية هو موضوع وطني بامتياز، وبالتالي على كل القوى السياسية اللبنانية ان تشارك فيه وان تقوم بدورها في انجاح هذا الاستحقاق. انا ادعو كل النواب وكل القوى السياسية الى المشاركة في هذا الاستحقاق وهذه الانتخابات".

سئل: كيف تصف علاقتك بالنائب الحريري؟

أجاب: "علاقتي هي كما كانت بالامس وكما هي اليوم وكما اتمنى ان تكون في المستقبل، علاقة وطيدة وجيدة وتصب في خدمة ابنائنا واحبائنا في بيروت وفي كل لبنان. النائب سعد الحريري اليوم يتحمل مسؤولية كبيرة وهو في موقع متقدم جدا في اطار القيادات اللبنانية التي عليها ان تساعد اللبنانيين للخروج من الازمة التي يمرون بها. من هنا انا اتواصل مع كل تلك القيادات وبالذات مع النائب سعد الحريري لما هناك من خلفية علاقة قديمة".

سئل: هل ستشترك في الانتخابات النيابية؟

أجاب: "طبعا، انا قلت مع ان يتم هذا الاستحقاق، فهو استحقاق تتحكم فيه مادة دستورية واضحة لا لبس فيها بالدعوة الى اجراء انتخابات فرعية عند شغور أي مركز نيابي وكل الباقي يبقى تفاصيل اجرائية يجب عدم التوقف عندها او السعي للاستعانة بها لعرقلة هذه المادة الدستورية الواضحة. وسأكون اول من سيشارك في هذه الانتخابات وآمل ان تأتي النتائج بما يريح البلد. وانني ادعو كل بيروتي الى المشاركة في هذه الانتخابات والا يتخلى عن واجبه لانها فرعية، هي انتخابات ككل الانتخابات وعلى الجميع المشاركة فيها وقلت انني اؤيد مرشح تيار "المستقبل" محمد الامين عيتاني وهو اهل لهذا المنصب وعنده من الخلفية والكفاءة التي تساعد لان يكون خير ممثل لبيروت ولا ننسى انه مقاصدي وهذا فخر لنا".

 

  اصحاب حقوق وسط بيروت: تمديد عمر سوليدير خطف للشركة من ايدي الدولة

وطنية - 23/7/2007 (اقتصاد) رد تجمع اصحاب الحقوق في وسط بيروت التجاري على بيان شركة "سوليدير" الصادر في 20/7/2007، ببيان جاء فيه : "لم يعد يفيد سوليدير بشيء سرد كل التبريرات لفعلتها مخالفة القانون الناظم لها بخروجها عن مهمتها طالما ان الجميع يعرف:

1 - ان سوليدير هي شركة ذات صفة عامة وان اتخذت شكل الشركة التجارية انشأتها ونظمتها ودعمتها الدولة اللبنانية بموجب ووفق قانون مجلس الانماء والاعمار وتعديلاته ولاسيما قانون الشركة العقارية 117. 2 - ان هذه القوانين تخصص هكذا شركات باعادة ترتيب واعمار منطقة او اكثر من المناطق المتضررة في لبنان بسبب الاحداث الامنية حصرا وتكلفها اقامة البنية التحتية فيها وانشاء الابنية عليها وبيع وتأجير الأبنية المنشأة وتأمين حقوق الاهالي بتوزيع صافي موجوداتها على اصحاب الحقوق والمساهمين وتصفية نفسها بعد ذلك.

3 - ان تمديد عمر سوليدير من خمس وعشرين سنة الى خمس وثلاثين سنة ثم اخذها خارج مهمتها وباتجاه كل انواع المشاريع التجارية والسياسية الخاصة في لبنان والعالم ما هو الا خطفا للشركة من ايدي الدولة اللبنانية وسطوا موصوفا على مال عام من قبل من كانوا قد ائتمنوا ادارته".

 

الجميل يخشى على دور المسيحيين والحريري يعتبر بيروت «خطاً أحمر»

لبنان: تعبئة ساخنة للإنتخابات الفرعية «حزب الله»:حكومة «شراكة» لمنع الفوضى

بيروت، دمشق     الحياة     - 23/07/07//

دفع التهيؤ للانتخابات النيابية الفرعية في لبنان، في دائرتي المتن الشمالي وبيروت الثانية، الأطراف المعنية إلى تظهير مواضيع الخلاف السياسي في البلاد، في التعبئة الانتخابية التي انطلقت بقوة أمس عبر خطابين للمرشح عن مقعد المتن الرئيس السابق أمين الجميل والذي شغر باغتيال نجله الوزير والنائب بيار الجميل، ولزعيم تيار «المستقبل» النائب سعد الحريري الذي رشح محمد الأمين عيتاني للمقعد الذي شغر في بيروت باغتيال النائب القاضي وليد عيدو من التيار نفسه. فأكد الجميل ان «المعركة هي بين من يريد استكمال مسيرة الاستقلال وبين من يعمل لإعادة عقارب الزمن إلى الماضي القريب، بكل سجله الأسود»، فيما شدد الحريري على ان «بيروت خط أحمر».  

وفيما تواصلت معارك مخيم نهر البارد وحقق الجيش اللبناني تقدماً في أحياء داخلية قريبة من الأبنية التي يتحصن فيها مَن تبقى من مسلحي «فتح الإسلام»، وسقط 13 قتيلاً من هؤلاء خلال اليومين الماضيين، تردد ان 3 شهداء سقطوا للجيش الذي وضعت وحداته يدها على مستودعات أسلحة جديدة للتنظيم تضم مناظير ليلية ومتفجرات. وأصدرت قيادة الجيش بياناً مساء أمس، أكدت فيه ان وحداته تستمر بالعمل لإزالة الألغام والأفخاخ والعوائق «لتأمين حركية قواته وسلامتها، وقد ضبطت أثناء تقدمها كميات من الأسلحة والذخائر والمتفجرات والمعدات العسكرية المتطورة».

وأضافت ان «قيادة الجيش إذ تنبه مسلحي فتح الإسلام إلى ان مواصلة إطلاقهم الصواريخ العشوائية باتجاه قرى عكار أصبحت مكشوفة الأهداف أمام أبناء هذه المنطقة الشرفاء، تدعو مجدداً مَن تبقى منهم إلى التوقف عن محاولات تضليل الذات والآخرين، والمبادرة السريعة إلى تسليم أنفسهم قبل فوات الأوان، لا سيما ان هامش المبادرة لديهم بات ضيقاً جداً، كما تدعوهم ومهما كان قرارهم، بالاستسلام أو عدمه، إلى الإفراج عن أفراد عائلاتهم، لأن الاستمرار في احتجازهم قسراً، جريمة أخرى سيتحملون مسؤوليتها».

وفي دمشق قالت مصادر متطابقة لـ «الحياة» ان توافقاً فرنسياً – سورياً حصل أثناء زيارة الموفد الفرنسي جان كلود كوسران لدمشق الأسبوع الماضي، على ان حل أزمة لبنان يبدأ بحكومة وحدة وطنية، ثم رئاسة الجمهورية، إذ أكد الجانب السوري انه سيبذل الجهود الممكنة للوصول إلى توافق على أساس الدستور، وانتخاب رئيس الجمهورية على أساس ثلثي أعضاء البرلمان. ووعدت دمشق كوسران بالتشاور مع المعارضة في لبنان بما لا يتناقض مع مصالحها.

وكان الرئيس الجميل الذي ينافسه على المقعد الدكتور كميل الخوري، مرشح «التيار الوطني الحر» بقيادة العماد ميشال عون، أثار في خطاب له أمس ما سبق لعون ان لمّح إليه في حديث تلفزيوني (من دون ان يسميه) عن إمكان تأجيل الانتخابات الرئاسية لشهر أو شهرين، فسأل: أي مصلحة لبنانية تسمح بأن نعلق انتخابات رئاسة الجمهورية وتأجيل هذا الاستحقاق الذي هو رمزية وطنية وضمانة دور المسيحيين وموقعهم في المعادلة الدستورية... ومن يؤكد لنا ان هذه الانتخابات (الرئاسية) ستحصل بعد شهر أو أكثر، وبأي شروط وأي تنازلات؟ وأضاف: «المعركة هي بين بقاء الجمهورية وعدم بقائها، وليست بين أكثرية وأقلية...».

وتستمر الاتصالات من قبل وسطاء مع العماد عون، وفي طليعتهم حليفه النائب ميشال المر، صاحب الثقل الانتخابي في دائرة المتن الشمالي لتأمين مخرج يؤدي الى مصالحة بين عون والجميل كي يسحب الأول مرشحه ضد الثاني، ولتأمين فوز الجميل بالتزكية بالمقعد الذي يعود الى حزب الكتائب الذي يتزعمه.

وإذ تشكل المعركة الانتخابية في المتن الشمالي اختباراً للقوة وسط المسيحيين، له تأثيره على معركة رئاسة الجمهورية في أيلول (سبتمبر) المقبل، حيث يسعى المتنافسان الرئيسان، الجميل ومعه قوى 14 آذار، وعون ومعه حلفاؤه في المعارضة لكسب التأييد المسيحي، فإن مصادر واسعة الاطلاع أوضحت ان «حزب الله» حليف عون الذي لا ثقل انتخابياً له في المتن يفضّل عدم خوضه المعركة لأسباب مبدئية، هي عدم اعترافه بشرعية الدعوة إلى الانتخابات الفرعية في المتن وبيروت، لأنه وسائر حلفائه في المعارضة يعتبرون حكومة الرئيس فؤاد السنيورة غير شرعية، وأن الترشح للانتخابات يشكل خرقاً لهذا الموقف المبدئي، يضعف الإصرار على ان الحكومة بحكم «عدم دستوريتها» غير قادرة على تسلم صلاحيات رئاسة الجمهورية في حال تعذر انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وهو ما يبرر مطلب المعارضة قيام حكومة وحدة وطنية قبل الانتخابات الرئاسية.

وأمس أعلن رئيس كتلة نواب «حزب الله» النائب محمد رعد ان الحل للأزمة السياسية هو «بالشراكة والتوافق لأننا إذا توافقنا على حكومة للشراكة الوطنية ولم نتوافق على رئيس فالحكومة تحفظ الاستقرار وتمثل دوراً انتقالياً ريثما نتوافق على رئيس، أما إذا لم نتوافق على رئيس وتركنا البلاد بلا حكومة شرعية تتحقق فيها الشراكة فالبلد يسير حتماً الى الفوضى».

وإذ قرر «حزب الله» عدم خوض المعركة الانتخابية في بيروت بدعم مرشح المعارضة («حركة الشعب» التي يتزعمها النائب نجاح واكيم) ابراهيم الحلبي، في بيروت الثانية التي للحزب ثقل انتخابي، على رغم ثقة تيار «المستقبل» بقدرته على كسب أكثرية الأصوات فيها، فإن تبرير «حزب الله» كان رفضه الاعتراف بشرعية الحكومة التي دعت الى الانتخابات، خصوصاً أن أوساط السنيورة ووزراء الأكثرية الحكومية اعتبروا ان ترشح رموز من المعارضة في المتن وبيروت، حتى لو سحبت الترشيحات (تنتهي مدة سحبها الأحد المقبل) اعتراف بشرعية الحكومة ودستوريتها.

وفيما كان واضحاً ان للانتخابات الفرعية انعكاسات رمزية على الرئاسة الأولى، أعطى الحريري في خطابه الذي أطلق فيه معركة مرشحه، أبعاداً سياسية لها في الدائرتين معاً، فوجه التحية الى السنيورة ومجلس الوزراء الذي «أنقذ الديموقراطية في لبنان ودستور الطائف بقراره التاريخي الدعوة الى الانتخابات الفرعية» في بيروت والمتن.

ووجه الحريري الشكر للنائب السابق تمام سلام «على موقفه البيروتي المشرّف وللجماعة الإسلامية على مشاركتهم في استرجاع مقعد الشهيد وليد عيدو من ايدي القتلة المجرمين». وقال الحريري: «لا خصوم في بيروت لأن خصمها معروف وهو قاتل رفيق الحريري ووليد عيدو وشهداء 14 آذار». واضاف: «نحن هنا لنقول لهم: بيروت خط أحمر، وكذلك كرامتها وعروبتها، وأهل بيروت لن يسلموها الى أحد، ولن يسلموا كرامتها الى أحد. فكرامة بيروت ليست ملكاً لأحد وليست منة من أحد، بل تكتسب اكتساباً، ونحن سنكسبها في 5 آب، في صناديق الاقتراع».

السنيورة وبان والمحكمة

من جهة أخرى، صدر عن المكتب الإعلامي للرئيس السنيورة انه تلقى امس اتصالاً هاتفياً من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون تداولا خلاله في موضوع «اختيار مكان عمل المحكمة الدولية لمحاكمة قتلة الرئيس الشهيد رفيق الحريري، والجهود والمساعي المبذولة في هذا المجال، وأكد الأمين العام سعيه الحثيث من اجل انجاز كل ما يتعلق بإنشاء المحكمة ذات الطابع الدولي كي تنطلق في عملها».

وأجرى السنيورة اتصالاً هاتفياً بالرئيس الباكستاني برويز مشرف وبرئيس الحكومة الباكستانية شوكت عزيز، وكان بحث في أوضاع لبنان والمنطقة، واطلع السنيورة من مشرف وعزيز على الأوضاع في باكستان

 

احتفالات لـ"حزب الله" في الجنوب والبقاع

رعد: إما التوافق والشراكة وإما الفوضى

حسن فضل الله: نحن أمام أسوأ سلطة سياسية

رأى رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد ان الازمة دخلت عنق الزجاجة، وان اللبنانيين باتوا امام أمرين "فاما التوافق والشراكة الوطنية واما الفوضى".

وقد القى رعد كلمة لدى رعايته  افتتاح "معرض الجنوب التاسع للكتاب" في مدينة فرح في النبطية، وحضر النواب ياسين جابر وعبد اللطيف الزين وحسن فضل الله وامين شري والنائب السابق محمد برجاوي، والشيخ غالب العسيلي ممثلاً نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان راعي ابرشية الارمن للروم الارثوذكس في منطقة الاشرفية الاب ميسروب كركوزيان وشخصيات.

وقال "(...) الازمة اليوم في عنق الزجاجة، فاما التوافق والشراكة الوطنية واما الفوضى، ويا للأسف هذان الخياران يريدهما طرفان احدهما يشد في اتجاه التوافق والآخر يشد في اتجاه الفوضى، والاميركيون لا يريدون ان نتوافق ويضعون العراقيل ويمارسون الضغوط على فريقهم وعلى كل اصحاب المبادرات والمساعي العربية وغير العربية من اجل قطع الطريق على اي توافق بين اللبنانيين، والمطلب الاميركي الذي بات واضحاً في لبنان هو الوصول الى الفوضى ونحن نخاطب شركاءنا في الوطن وندعو اللبنانيين الى التوافق، والتوافق هو نقيض الفوضى وهو الذي يحفظ البلد من التدهور، والتوافق هو الذي يؤمن الاستقرار، والتوافق هو الذي يحقق المناعة والحصانة لبلدنا حتى لا يقع تحت سلطة وصاية اجنبية، وهذا التوافق بات حاجة وطنية جامعة وليس مطلباً خاصاً بالمعارضة، واذا كنا نصر على حكومة شراكة وطنية فانما نعبر عن حاجة لبنان وجميع اللبنانيين الى هذه الشراكة. نعم الشراكة الوطنية تخدم المعارضة ولكنها ايضاً تخدم من هم الآن في السلطة وتخدم الوطن وتمهد السبيل لوفاق وطني وحوار داخل المؤسسات، لذا نحن نشدد على ضرورة اغتنام هذه الفرصة. وسنتهم من لا يسعى الى التوافق ونحمله مسؤولية ركوب القطار الاميركي الذي سيقودنا حتماً الى الفوضى، وسابقاً قال (المسؤول الاميركي ريتشارد) مورفي اما الفوضى واما فلان، والآن لا يجوز لفريق الحكم ان يلتزم ما يقوله الاميركي وهو اما رئيس من فريق 14 شباط او 14 آذار واما الفوضى. ونقول لا هذا ولا ذاك، الحل هو الشراكة والتوافق وحكومة الشراكة الوطنية تمثل دوراً انتقالياً ريثما نتوافق على رئيس، اما اذا لم نتوافق على رئيس وتركنا البلاد بلا حكومة شرعية فالبلد سيسير حتماً الى الفوضى وهذه مسؤولية تاريخية يتحملها الفريق الحاكم الذي نراه يتنصل ويتهرب باستمرار من اي التزام للشراكة الوطنية لأن الضوء الاخضر الاميركي لم يعط (...)".

فضل الله

من جهته القى عضو الكتلة النائب فضل الله كلمة في احتفال اقامه "حزب الله" في النبطية.

وقال: "نحن اليوم أمام أسوأ سلطة سياسية عرفها لبنان منذ حقبات طويلة، سلطة دولت القضاء بيدها من خلال الفصل السابع وأطاحت كل المقومات الدستورية في البلد. سلطة تلاعبت بالامن الداخلي والسلم الاهلي وجرت البلد الى صراعات والى مشكلات أمنية، سلطة تتفرد بكل شيء وتتلاعب بادارات الدولة وتهدد التوازن السياسي والطائفي من خلال ما تقوم به من اجراءات على مستوى الادارات، ولكن نحن لا نريد ان نذهب بالخيار الاميركي الذي هو خيار الفوضى لأننا دفعنا أغلى دم من أجل ان نهزم المشروع الاميركي، واذا كانت اميركا تريد الفوضى ومنعناها فمعنى ذلك اننا هزمنا هذا المشروع مرة اخرى".

وأضاف: "كنا دائما حرصاء على ان ندعو شركاءنا في الوطن الى الاتفاق من أجل الحفاظ عليه وعلى استقراره وأمنه والعودة الى التفاهم والى الدستور والى التوازن السياسي والطائفي في لبنان. لقد هزم المشروع الاميركي في لبنان وسياسته اليوم كما يعبر عنها بعض المسؤولين هي سياسة احباط جمهور المقاومة (...)".

الحاج حسن

والقى عضو الكتلة النائب حسين الحاج حسن كلمة في بعلبك وقال: "(...) بعد حرب تموز كان هناك فرصة امام اللبنانيين من اجل تحقيق حد أدنى من الوحدة الوطنية على المستوى السياسي منذ مهرجان 31 آب عندما أراد رئيس مجلس النواب نبيه بري ان يأتي بكم الى الموقع المقاوم واصفا الحكومة بما لا تستحقه بأنها حكومة المقاومة السياسية ودعوة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بالاسماء الى التعاون ولكن ماذا حصل في البريستول؟ برأتم اسرائيل واميركا وحملتم حزب الله المسؤولية. ذهبنا الى طاولة التشاور وأتت الوساطات لتسقط أمام التدخلات الاميركية (...)".

يزبك

وفي بعلبك ("النهار") رعى عضو شورى الحزب الشيخ محمد يزبك وسفير ايران محمد رضا شيباني ومدير الهيئة الايرانية للمساهمة في اعمار لبنان حسام خوش نيس وشخصيات وضع الحجر الاساس لحسينية بلدة بوداي التي دمرها الاسرائيليون في حرب تموز 2006.

وهنأ شيباني في كلمته "الشعب اللبناني الذي احتضن المقاومة على انتصاره الالهي على العدو الصهيوني المدعوم من طغاة العالم الذين فشلوا في اطفاء شعلة المقاومة المقدسة، وأن النصر كلل بالعزة والكرامة في ظل القيادة الحكيمة المتميزة للسيد حسن نصرالله الذي أضحى أمل الامة بالنصر والعزة والعنفوان"، مؤكدا "وقوف الجمهورية الاسلامية الى جانب اللبنانيين من أجل مواجهة الاخطار التي تحيط بهم من العدو الصهيوني والتي لا سبيل لمواجهتها الا بالوحدة والتفاهم ليبقى هذا البلد كما هو بمقاومته وأحراره موئلا للحرية والكرامة". وأضاف "ان ايران ستبذل كل الجهود والامكانات مع الدول الشقيقة والصديقة لرأب الصدع وتوحيد اللبنانيين رغم العقبات والعراقيل الموجودة والتي ستحل لما فيه المصلحة الوطنية للشعب اللبناني ومستقبله".

والقى يزبك كلمة في المناسبة.

• افتتح "حزب الله" معرضا لغنائم المقاومة خلال عدوان تموز 2006، في حسينية بلدة عيناتا (بنت جبيل) في ذكرى العدوان في حضور عضو منطقة الجنوب في الحزب الشيخ أحمد مراد وحشد من الشخصيات السياسية والاجتماعية وفاعليات والاهالي.

 

كوسران يستكشف جمع أقطاب وحديث عن "ضمانات متزامنة"

كتب خليل فليحان:

يعاود الموفد الفرنسي الخاص السفير جان كلود كوسران لقاءاته بعد عودته الى بيروت بعد ظهر اليوم آتيا من باريس في اطار المساعي التي تبذلها بلاده من اجل التوفيق بين الغالبية والمعارضة من طريق عودة الحوار بينهما لحل الازمة السياسية الممتدة منذ نحو ثمانية اشهر والتي لم يعد من الجائز استمرارها مع اقتراب موعد انتخاب رئيس جديد للجمهورية. فالخلافات حول هذا الاستحقاق بين طرفي النزاع على اشدها ومما ينذر بصعوبة ايجاد مخارج بالنسبة الى نصاب الجلسة او المرشح التوافقي وبرنامجه السياسي المسبق وسط استمرار استهداف نواب الاكثرية النيابية ومما يجعل حصول التوافق متعذرا وذلك في مقابل وجود حكومة لا تعترف بها  المعارضة بعد استقالة وزراء الشيعة منها واعتبار هذه الحكومة غير دستورية وغير ميثاقية.

وأشارت الى ان كوسران لن يتمكن من مقابلة الرئيس نبيه بري الموجود في اجازة في الخارج وقد انتدب النائب علي حسن خليل للاجتماع اليه والاطلاع منه على الاجواء الجديدة العائد بها الى بيروت، مع الاشارة الى ان رئيس المجلس سيعود الى بيروت قبل وصول كوشنير اليها في 28 من الجاري. وقالت ان كوسران سيبدأ لقاءاته بعد وصوله بقليل الى بيروت فيجتمع الى الرئيس فؤاد السنيورة كما سيلتقي مساء اليوم حول مأدبة عشاء في قصر الصنوبر ممثلي الموالاة والمعارضة والمجتمع المدني الذين شاركوا في المؤتمر غير الرسمي الذي عقد في سيل سان - كلو لاطلاعهم على نتائج جولته العربية التي بدأت بسوريا للمرة الاولى ثم في مصر مع وزير الخارجية احمد ابو الغيط والامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى وختمها بالسعودية من دون ان تشمل ايران، واصداء نتائج الحوار اللبناني – اللبناني الذي جرى برعاية فرنسية بعد انقطاعه نحو ثمانية اشهر. كما سيستكشف ما استجد لدى القيادات بعد مؤتمر سيل سان - كلو وما اذا كانت هناك من تغييرات تساعد في انجاح كوشنير في زيارته السبت المقبل لبيروت وهي الزيارة الثانية له منذ اكثر من شهر. وسينقل كوسران تمنيات وزير خارجية بلاده بعقد اجتماع ثان للمتحاورين في قصر الصنوبر اذا كان هناك من تسهيلات من طرفي النزاع كما سيسعى الى جمع اقطاب من الطرفين على سبيل المثال لا الحصر بين بري ورئيس كتلة "المستقبل" النيابية سعد الحريري او الحريري مع الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله. واذا تعذر ذلك فقد ينضم اليه في بذل هذه الجهود الامين عمرو موسى. الا ان الاخير ابلغ الى قيادات سياسية واجنبية انه راغب في العودة الى بيروت بعد انتهاء مهمة كوشنير في بيروت في 29 من الجاري.

وأكدت مصادر فرنسية وعربية ان هناك تنسيقا وثيقا بين كوشنير وموسى لبذل المساعي لمساعدة لبنان في الخروج من ازمته في اقرب وقت ممكن على قواعد ثابتة ودائمة وقابلة للحياة.

وأفادت ان مشروع حكومة وحدة وطنية اصبح جاهزا وتسلمه الجانبان العربي والفرنسي وفي عناوينه توسيع الحكومة برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة الى صيغة ثلاثينية: 19 للموالاة و11 للمعارضة، وتردد ان من بين الاسماء الجديدة محمد رعد، حسين الحاج حسن وجهاد مرتضى (للخارجية) وعباس الهاشم، عصام ابو جمرا، سمير الجسر وايلي سكاف. ومهمة كوشنير اما منفردا واما مع موسى اقناع المعارضة بالسلة الواحدة التي اقترحتها الغالبية ويبدأ الحل المتكامل بتنفيذ متزامن وبضمانات لتشكيل الحكومة والاتفاق على رئيس جمهورية توافقي وعودة مجلس النواب الى الانعقاد وفك الاعتصام وتنفيذ مقررات مؤتمر باريس 3.

 

سفيرٌ ينهي مهمته مستبعداً الحرب

الأنوار/هل تقع حرب جديدة هذا الصيف? وهل المخاوف التي يُبديها البعض من ان حرب تموز 2006 لم تنتهِ وان تتمتها ستكون في آب المقبل? مَن بمقدوره اعطاء جواب عن هذه المخاوف? وهل مَن بأيديهم القرار قادرون على اعطاء مثل هذا الجواب? سفير دولة اوروبية معنيّة جداً بالوضعين اللبناني والاقليمي، عايش الازمات الساخنة في لبنان منذ فترة غير قصيرة، ويستعد لمغادرة لبنان بعد انقضاء فترة عمله فيه، يجزم بأن لا حرب هذا الصيف، لا على لبنان ولا في لبنان ولا في المنطقة، ويستطرد ان قوله هذا ليس مبنياً على تحليلات او تطمينات او تمنيات بل على معطيات وتقارير ليس من عاصمته فحسب بل من عواصم المنطقة المعنية بتطوراتها سلماً او حرباً. * * * وعدّدت مصادر دبلوماسية الاسباب والخلفيات التي تجعل السفير الاوروبي واثقاً من ان هذا الصيف سيمر بهدوء، ومنها: - ان اسرائيل، وعلى رغم مرور اثني عشر شهراً على حرب تموز، ما زالت غارقة في لملمة اخفاقاتها وان رئيس وزرائها ايهود اولمرت ما يكاد يُنتَشل من تقرير حول مسؤوليته في الاخفاق حتى يغرق في تقرير آخر. - ان الولايات المتحدة الاميركية تعيش مرحلة توازن بين الجمهوريين والديموقراطيين، وهذه الحال المعيقة لاتخاذها اي قرار بسهولة، من شأنها ان تؤدي الى إبقاء الاوضاع على ما هي عليه من جمود وتجميد.

- ان سوريا، الموجودة اصلاً في قلب الصراع، تجد نفسها في موقع الدفاع، ولا مصلحة لها في القيام بأي مبادرة حربية في ظل تلاحق الاتهامات ضدّها بالتدخل في العراق وفلسطين ولبنان.

- ان جنوب لبنان ينعم باستقرار ثابت في ظل القوات الدولية المعززة وفي ظل انتشار الجيش اللبناني، وفي ظل قرار من قيادتي (امل) و(حزب الله) بالتعاون الى اقصى الحدود مع القوات الدولية ومع الجيش اللبناني، ويُعطي مثالاً على هذا التنسيق فيُذكِّر بموقف القيادتين اثر التفجير الذي استهدف الوحدة الاسبانية العاملة في اطار قوات الطوارئ الدولية.

هذا الكلام المطمئن للسفير الاوروبي والمصادر الدبلوماسية، دفع أحد الذين تواجدوا في حلقته الضيقة الى سؤاله:

وماذا عن التفجيرات المتنقلة في بيروت والمناطق اللبنانية?

السفير المذكور الذي عايش كل التفجيرات الارهابية منذ محاولة اغتيال النائب والوزير مروان حمادة، يبدي ملاحظة ان هذه التفجيرات خفّت وتيرتها وتقلّص حجمها، ويفترض ان الجهات او الجهة التي كانت تقف وراء هذه التفجيرات إما انها باتت محرجة جداً مع تحقيق لجنة التحقيق الدولية تقدماً مضطرداً، ولعلمها بأن المحكمة الخاصة ذات الطابع الدولي على قاب قوس او ادنى من الانطلاق مع دنوّ تعيين مدّع عام لها.

مع هذه الطمأنة يلفت السفير الاوروبي الى ان النيّة في التفجيرات ما زالت موجودة وإن كان يُعيقها ان الاجهزة الامنية اللبنانية حققت خرقاً نوعياً في كشف بعض هذه الشبكات وامتداداتها. ويختم السفير الاوروبي: اغادر سعيداً لأنني استطيع السفر عبر المطار ومن دون قذائف ترافقني على الطريق المؤدية اليه.

 

 حكومة أولمرت تحذر من "اتفاق عسكري سوري ـ إيراني"

استنفار اسرائيلي في مواجهة محور دمشق ـ طهران

المستقبل - الاثنين 23 تموز 2007 - لقدس  ـ حسن مواسي

استحوذ الحديث عن "اتفاق عسكري إيراني ـ سوري" على اهتمام بالغ بين أوساط السياسيين والمحللين الإسرائيليين، وكانت ردود الفعل مختلفة، فمنها ما كان حذراً بين الاوساط القريبة من رئيس الحكومة ايهود اولمرت، ومنها ما كان تصعيدياً، حتى إن بعض المحللين رأى في بعض المواقف تحريضاً مبطناً على شن حرب ضد سوريا. وزعمت مصادر قريبة من الحكومة الإسرائيلية أن ما رشح عن لقاء الرئيس السوري بشار الأسد ونظيره الإيراني أحمدي نجاد يؤكد أن البلدين اتفقا على أن تمول طهران صفقات سورية لشراء طائرات حربية ودبابات، وأن تساعد السوريين في تطوير معرفتهم النووية والكيميائية، مقابل التزام دمشق عدم إجراء محادثات مع اسرائيل.

وقال مسؤول في مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي "لا نعرف مدى صحة ما نشر، ولكن إسرائيل مستعدة لأيّ سيناريو، كانت مستعدة قبل لقاء رئيسي إيران وسوريا وستكون مستعدة بعده.. تقوم إسرائيل بكل ما ينبغي من أجل التوصل إلى سلام مع سوريا".

واعتبر المسؤول أن مجرد عقد القمة في دمشق، ومشاركة الرئيس الإيراني ورئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" خالد مشعل والأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصرالله "يدل على مدى انغماس وتعمق تورط الرئيس السوري في محور الشر، وأنه ربما بسبب ذلك لا يرُدّ على إشارات السلام التي بعثها له رئيس الوزراء الإسرائيلي.. إلا أن ذلك لم يمنع إسرائيل من الاستمرار في الحديث عن السلام مع سوريا.. نحن ما زلنا مع المفاوضات المباشرة مع سوريا من دون وسطاء ومن دون شروط مسبقة". ودعا وزير الإسكان الإسرائيلي زئيف بويم الحكومة إلى تدمير "أوكار الثعابين" التي أقامها الأسد في دمشق، معتبرا انه "بدلا من الحديث عن سلام، يجب أن يتم تلقينه (الاسد) درساً، وبعدها يتم الحديث عن تنازلات".

ورداً على مطالب ودعوات الرئيس السوري، أكد الوزير الإسرائيلي ان "هذه المطالب غير واردة في الحسبان، أن نتنازل له ونلتزم مسبقاً بانسحاب (من الجولان) إلى حدود الرابع من حزيران (يونيو)، ووصلت الرسالة من خلال لقائه مع احمدي نجاد". وأكد نائب أولمرت وزير الصناعة والتجارة أيلي يشاي (زعيم حزب شاس) "قلنا في السابق ان سوريا غير معنية بالسلام، وزيارة نجاد إلى دمشق أكدت ارتباطاتها الوثيقة بمحور الشر، وعليه، على إسرائيل اتخاذ الحيطة والحذر من هذه التطورات". ورأى وزير الرفاه الاجتماعي يتسحاك هرتسوغ أن زيارة الرئيس الايراني الى العاصمة السورية "عززت التحالف بين قطبي محور الشر، وأعطتنا الإجابة على توجهات الرئيس الأسد".

وقال رئيس لجنة الخارجية والأمن في الكنيست تساحي هنغبي من حزب "كاديما"، ان إيران "تشكل خطرا يتفاقم من يوم إلى آخر، ليس فقط على إسرائيل وإنما على الاستقرار في المنطقة"، وإن "الارتماء" السوري في أحضان إيران "إنما يعكس الطبيعة (المغامرة) للرئيس بشار الأسد" بخلاف والده الرئيس الراحل حافظ الأسد "الأمر الذي يضع مجرّد وجود نظامه في خطر حقيقي". وأكد رئيس "الحركة من أجل الجولان" يسرائيل كاتس، النائب عن حزب "الليكود"، ان "كل ما قاله رئيس الحكومة أولمرت عن أجراس السلام التي تقرع في دمشق، وعن استعداد سوريا للتنازل عن الجولان هي أوهام وأضغاث أحلام". وقال "إن الأسد يتكلم مثل الحمامة، لكنه يستعد للدغته الثعبانية، وصفقة الأسلحة والاتفاقية السورية ـ الإيرانية تؤكّدان أن الضمانة الوحيدة لسلامة إسرائيل هي البقاء في الجولان" المحتل.

ورأى النائب عن حزب "كاديما" يتسحاق بن يسرائيل انه "ممنوع على إسرائيل اعتماد اللامبالاة تجاه تزايد قوة محور الشر.. الامر يتطلب إقامة حكومة وحدة كمصلحة إسرائيلية عليا، ردا على تفاهمات واتفاقيات شقي محور الشر". وذكر بأن "إيران دعمت "حزب الله" في الحرب مع اسرائيل، ولم يتمّ معاقبتها على ذلك، والأدهى من كل ذلك أنها تريد توسيع محور الشر ليشمل سوريا، وعليه ممنوع السكوت على ذلك، لأن من شأنه أن يشجع الإيرانيين على التطرّف أكثر إلى حدّ تزويد سوريا بالتكنولوجيا النووية".

وجدّد الوزير العنصري افيغدور ليبرمان مطالبته بتشكيل حكومة وحدة يشارك فيها حزب "الليكود" المعارض حين دعا زعيم "الليكود" رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو وأولمرت إلى وضع الخلافات على الرفّ لمواجهة التقارب "الخطير" الحاصل بين الرئيس السوري ونظيره الإيراني.

في غضون ذلك، ذكرت الإذاعة الإسرائيلية أمس، أن الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريس الذي دعا الخميس الماضي الى عقد لقاء بين اولمرت والأسد، غيّر رأية في مقابلة مع صحيفة "وول ستريت جورنال" أكد فيها دعمه موقف الرئيس الأميركي جورج بوش الرافض للتفاوض مع سوريا.

وقال بيريس للصحيفة إن "بوش صادق، وهو يشكك بقدرة الرئيس الأسد على تحقيق السلام، ما دام يواصل تقديم الدعم لـ"حزب الله" وفصائل المقاومة الفلسطينية، ويمس باستقلال لبنان وأمنه وسيادته".

 

ميشال المر على المحك في المتن الشمالي وخـُدَع "حزب الله" الانتخابية في بيروت الثانية تعود مع "الواجهة الواكيمية"

تمهيدات سياسية للانتخابات الفرعية: القَتَلة والدستور و"اقتراع" القضاة

المستقبل - الاثنين 23 تموز 2007 - فارس خشّان

في حمأة الاستعداد للانتخابات الفرعية في دائرتي المتن الشمالي وبيروت، ثمة تمهيدات لا بد من أن يتوقف عندها حَمَلة البطاقات الانتخابية، قبل أن يحددوا خياراتهم النهائية. للمرة الأولى منذ زمن طويل، تبدو الحاجة ملحة الى تغليب صوت الضمير على "أمر" الزعيم، وتقديم المعادلات الوطنية على الدوافع العاطفية.

الانتخاب والاغتيال

من ناحية أولى، لم تكن هذه الانتخابات مطروحة على أبناء المتن الشمالي وبيروت، لولا اغتيال النائبين الشهيدين بيار الجميل ووليد عيدو. الاغتيال السياسي ليس عملية قدرية أو وليدة العناية الإلهية، بل هو نتاج مباشر لعقل بارد هدفه إزاحة المستهدفين عن الساحة الوطنية. هذا يعني أن المجرم الذي قاد عمليات الاغتيال، كان يعتبر كلا من بيار الجميل ووليد عيدو عقبتين في طريق تحقيق مشروعه السياسي والأمني في البلاد، فتوسّل تصفيتهما كمعبر الى إنجاز الانتصار الذي يخطط له. المسألة، بطبيعة الحال، يستحيل حصرها في الإطار الشخصي للشهيدين بل تتوسع الى القوى التي كانا ينتميان اليها، وتاليا فالاغتيال الجسدي لكل من بيار الجميل ووليد عيدو هو اغتيال معنوي لقوى الرابع عشر من آذار عموماً، ولكل من "حزب الكتائب اللبنانية" و"تيار المستقبل" خصوصا، وهو دعوة بالترهيب الى زملائهما في المسيرة السياسية الى الاستسلام تحت طائلة تنفيذ حكم الإعدام المتخذ.

إذا، على هذا المستوى فإن حَمَلة البطاقات الانتخابية في المتن الشمالي وفي بيروت هم أمام خيار من ثلاثة، أوّلها الوقوف على الحياد بين القاتل وبين الضحية من خلال الامتناع عن المشاركة في العملية الانتخابية، وثانيها تفويت الفرصة على أهداف الجريمة من خلال مناصرة حملة مشعلي الشهيدين اللذين قضيا بسبب مواقفهما الوطنية الواضحة، وثالثها مناصرة القاتل بنقل مقعدي الشهيدين من الفئة المستهدفة الى الفئة الراقصة ابتهاجا على القبور.

الفريق اللحودي

من ناحية ثانية، لم تكن هذه الانتخابات الفرعية ممكنة لولا إصرار الحكومة اللبنانية على تجاوز مسألة شكلية تتصل بتوقيع رئيس الجمهورية اميل لحود على مرسوم دعوة الهيئات الانتخابية. السؤال الذي يطرح نفسه هنا يتمحور حول خطوة الحكومة ضد لحود، وهل يمكن أن يتجاوز فريق دماء الشهيدين الجميل وعيدو ويدعو حَمَلة البطاقات الانتخابية الى رفع شعار مناصرة صلاحيات رئيس الجمهورية الدستورية؟

صحيح ان الصلاحيات الدستورية في غاية الأهمية لأنها تنظم الحياة الوطنية اللبنانية، لكن الأصح أن لحود هو من خرق الدستور وليس الحكومة. لحود، وبحجج غير ملزمة لأحد تتصل بحكمه هو على لاشرعية الحكومة الحالية، خرق الدستور بتجاوز الإلزام الذي يدعو الى إملاء الشغور في المقاعد النيابية في مهلة أقصاها شهران. في البداية، وفي ضوء اغتيال الجميل، وبناء على رغبة "حزب الكتائب"، امتنعت الحكومة عن الدعوة الى انتخابات نيابية فرعية في الموعد المحدد لها، وحاول نواب قوى الرابع عشر من آذار طرق باب المجلس النيابي بالادعاء على لحود، سندا لقانون اصول المحاكمات امام المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء بجرم خرق الدستور، لكن "لا حياة لمن ينادي". لاحقا، بعد اغتيال عيدو تأكدت الشبهة السياسية ـ الجنائية، فإقدام لحود على إقفال باب الانتخابات الفرعية متوسلا نصا قانونيا لا قيمة له أمام الإلزام الدستوري، إنما هدفه الأول والأخير إعطاء جرائم تصفية نواب الأكثرية مداها التنفيذي. بمعنى آخر، إن امتناع لحود عن التوقيع على مرسوم دعوة الهيئات الانتخابية يهدف الى إنجاح دوافع الجرائم المرتكبة، بحيث يكبر حجم الأقلية النيابية بتقليل حجم الأكثرية النيابية. حينها كان لا بد من أن تخطو الحكومة الخطوة الوقائية المطلوبة، بحيث يكون تطبيق الدستور إسقاطا لدوافع الجرائم من جهة أولى وحماية من اغتيال من تبقى من نواب على اللائحة السورية السوداء، من جهة أخرى.

إذا، على هذا المستوى فإن كل من يمتنع عن الإقتراع في الخامس من آب، يكون عن دراية أو عن إهمال، قد التحق بالفريق اللحودي الجنائي، في حين يكون من يقترع لفريق دعم بقاء لحود في منصبه قد عمل على استكمال أهداف الجريمتين اللتين أفرغتا مقعدي المتن الشمالي وبيروت.

"شورى الدولة" وروح العدالة

من ناحية ثالثة، إن القرار الذي اتخذه مجلس القضايا ـ أعلى هيئة في مجلس شورى الدولة ـ مفسحا في المجال امام حصول الانتخابات الفرعية، أتى متجاوزا لمؤشرات حملة إعلامية قرر "الفريق اللحودي" شنّها عليه. في واقع الحال، كان يتمنى المجلس عدم الدخول في هذه التجربة، ولكنه عندما استدعي الى قول كلمته قالها مستلهما روحية القاضي الذي يستحيل ـ مهما كانت الضغوط كبيرة ـ ان يُكمل أهداف المجرم لأنه تقع عليه، بغض النظر عن توزيع الصلاحيات، مسؤولية وضع حد للإجرام. وفي هذا السياق، فإن قرار مجلس شورى الدولة هو تصويت بالقرار القضائي ضد القتلة وأهدافهم السياسية، وهو اقتراع مسبق لمصلحة الاستقرار في لبنان والديموقراطية السليمة وحق حماية السياسيين حين يجسدون بالموقف والسلوكية اقتناعاتهم الوطنية.

إذا، على هذا المستوى فإن تأييد روح العدالة التي وقفت وراء الكلمة التي نطق بها مجلس شورى الدولة تستدعي المشاركة في العملية الانتخابية من جهة، والتصويت عقابا ضد دوافع المجرمين من جهة أخرى.

هذا على مستوى تمهيدات الانتخابات الفرعية في كل من المتن الشمالي وبيروت، ولكن ماذا على مستوى مواقف القوى السياسية المعنية بها؟

بيروت في مواجهة الخداع الانتخابي

في بيروت، رهان القَتَلة معروف. إنه تقديم صورة على انهيار شعبية "تيار المستقبل". دخول نجاح واكيم على المعركة هو دخول "اللاوزن الشعبي". تأييد العماد عون لمرشح واكيم هو مجرد دعم سياسي لا ترجمة له في صناديق الاقتراع. "حزب الله" هو الرهان. قراره بمقاطعة الانتخابات هو مجرد "خدعة انتخابية"، بحيث يظهر ان واكيم وعون استطاعا في بيروت، بغياب "حزب الله" في تلك الدائرة التي أوجدها الفريق السوري في العام 2000 لتحجيم الرئيس الشهيد رفيق الحريري، أن يحصدا نسبة لا بأس بها من الأصوات. هذه الصورة الخادعة يمكن استغلالها لاحقا ضد "تيار المستقبل". على أي حال، أبناء الدائرة الثانية في بيروت عموما والنائب الشهيد وليد عيدو خصوصا يعرفون جيدا خدع "حزب الله" الانتخابية. في الانتخابات العامة الأخيرة عمل "حزب الله" تحت ما يسمى "الحلف الرباعي" على خط منع عيدو من الوصول الى الندوة النيابية ومعه أيضا عاطف مجدلاني.

لذلك، وتأسيسا على تمهيدات هذه الانتخابات الفرعية، فإن القرار الذي يتخذه حَمَلة البطاقات الانتخابية في بيروت لمنع قتلة النائب وليد عيدو من تحقيق أهداف جريمتهم، يكون بالذهاب الى صناديق الاقتراع بكثافة أكبر من توجههم الى ساحة الرابع عشر من آذار، كلما دقت الساعة.

المتن الشمالي وخيار المر

أما في المتن الشمالي، فإن حَمَلة البطاقات الانتخابية مدركون لطبيعة المعركة الوطنية. هم الأدرى بما كان يمثله الشهيد بيار الجميل وبما يمثله حَمَلة مشعله. هم الأكثر قدرة على استذكار الشعارات التي جلبت على جسده رشقات الاغتيال.

وفي هذا الإطار، فإن السؤال الأساسي يتمحور حول القوى الناخبة الأساسية، يتقدمها النائب ميشال المر.

في العام 2002، واجه المر حملة انتخابية من مدخلين أولهما، عدم جواز الدخول الى العائلات السياسية لتقسيمها، في إشارة الى دعم ترشيح شقيقه كبريال المر، وثانيهما ضرورة إبقاء المركز النيابي في الانتخابات الفرعية لأهل بيت النائب الفقيد، في إشارة الى حل وسط يرتكز على تزكية المرشح آنذاك النائب الحالي غسان مخيبر.

شعارات المر التي التف حولها نصف مقترعي المتن الشمالي آنذاك هي على محك التجربة حاليا، ولو بصورة أكثر حدة هذه المرة.

بيار الجميل لم يتوفه الله بعد عمر مديد كما حصل مع النائب السابق البير مخيبر، بل أتت عليه في عزّ شبابه يد الغدر المماثلة بطبيعتها الجرمية لتلك اليد التي نجا ميشال المر منها في العام 1991وعاد ونجا منها ابنه الوحيد الوزير الياس المر في 12 تموز 2005.

بيار الجميل لم يستشهد وهو على قطيعة مع الامتداد السياسي لميشال المر، بل يمكن القول إنه اغتيل فيما كان تفاهمه التحالفي والوطني مع الوزير الياس المر قد وصل الى أوجه، بمعرفة ميشال المر وأمين الجميل.

بيار الجميل لم يفز بمقعده النيابي في العام 2004، لولا إرادة دعمه التي نبعت مما يسميه البعض قواعد مشتركة للمر والجميل في المتن الشمالي. في واقع الحال، إن الشهيد الجميل لم يفز بأصوات العماد ميشال عون حتى لو ردد هذا الأخير يومها ردا على أسئلة عتاة مناصريه عن أسباب تركه مقعدا شاغرا للجميل "حالي كحال هتلر حين سئل عن سبب إبقائه قلة من اليهود على قيد الحياة فلفت نظرهم الى أنه يريد أن يبقي هؤلاء ليكونوا شهودا على رداءة من تمّت تصفيتهم".

وعلى هذا الأساس، فإن الرهان كبير على دور يلعبه ميشال المر لإقناع المتمثّل بهتلر بالتراجع عن معركة ستضع الناخب المتني أمام كبرى تحدياته الوجدانية، لا بل سوف تدفعه في لحظة رجولة ـ كما دفعت القاضي المتني غالب غانم ـ الى تقديم نداء العدالة الخارج من دماء الشهداء على المصالح الإنتهازية الخارجة من أفواه القادة.

نوّه بالجهود الفرنسية عشية زيارة كوسران

سمير فرنجية لـ"المستقبل": المطلوب شبكة أمان

تجنـّب لبنان واللبنانيين انعكاسات الصراع الإقليمي

المستقبل - الاثنين 23 تموز 2007 - عمر حرقوص

نوّه النائب سمير فرنجيه بالجهود الفرنسية عشية زيارة الموفد الفرنسي السفير جان كلود كوسران إلى بيروت، مشدداً على "ضرورة خلق شبكة أمان تُجنّب لبنان واللبنانيين انعكاسات الصراع الاقليمي". وأكد أن "المطلوب أكثر مما مضى أي محاولة للتقريب بوجهات نظر القوى السياسية اللبنانية وإعادة تصويب الحوار لمقاربة جوهر الأزمة". ولفت إلى "محاولة المفاوض الإيراني مبادلة "سلاح حزب الله" بتغيير الصيغة اللبنانية من مناصفة إلى مثالثة"، مشدداً على "ان اتفاق الطائف الذي كلّف اللبنانيين 15 عاماً من الحرب و150 ألف قتيل لا يحتاج إلى إعادة إلى الوراء وإنما دفعاً إلى الأمام للتوصل إلى صيغة لبنانية دائمة". داعياً الجميع إلى "العودة إلى نص وروحية اتفاق الطائف، لبناء دولة تعطي لكل مواطن حقه في حياة مدنية عادية".

وأعرب فرنجيه في حديث إلى "المستقبل" عن شكره للجهود الفرنسية "وخصوصاً في هذا الوضع، لأن أي محاولة للتقريب بوجهات نظر القوى السياسية اللبنانية هي مطلوبة. ولكن ينبغي أولاً إعادة تصويب الحوار لمقاربة جوهر الأزمة اللبنانية الحالية".

وأكد أن "الخروج من الأزمة المزدوجة السورية في موضوع المحكمة والطموحات الإيرانية في لبنان تكون عبر عودة الجميع إلى نص وروحية اتفاق الطائف. فسياسة الثنائيات والثلاثيات الطائفية تؤدي إلى عودة الصراع ولا تسمح ببناء دولة قابلة للحياة. وقال: "حان الوقت واستناداً إلى الطائف أن نتحاور حول كيفية بناء دولة لا تكون حصرية لأي طائفة من طوائف لبنان. دولة تستطيع أن تعطي لكل مواطن حقه في حياة مدنية عادية وتضمن لكل الطوائف مجتمعة حرياتها وحضورها الحر". ورأى أنه "إذا كان هذا الأمر سابق لأوانه نظراً للوضع الاقليمي المتفجر فيمكن للحوار أن يتركز على مسألة أساسية وهي خلق شبكة أمان تُجنّب لبنان واللبنانيين انعكاسات الصراع الاقليمي عليه، لأن الصراعات الاقليمية قد تطول في المرحلة المقبلة، ولذلك علينا كلبنانيين أن نضع نصب أعيننا إبعاد كأس الصراعات عن وطننا عبرالتأسيس لشبكة الأمان ودفعها إلى الواجهة".

ورأى أن "الخلاف بين اللبنانيين في الظروف الحالية ليس له علاقة بقانون الانتخاب بالخطة الاقتصادية. فهو يتمحور فعلياً حول نقطتين الأولى موضوع العلاقات اللبنانية السورية، والثانية مسألة سلاح حزب الله". ولفت إلى "مسألة العلاقات اللبنانية السورية والحوار الذي جرى في العام 1989 حينها بدأت الجهود المبكرة لصياغة مسودة لاتفاق الطائف. وتركزت الأوراق على كيفية التسوية بين مطالب كل من فريقي الجبهة اللبنانية من جهة والقوى الوطنية والإسلامية من جهة ثانية". ورأى أن "الفريق الأول كان يعطي الأولوية لموضوع السيادة والفريق الثاني ركّز على مسألة الإصلاح والمشاركة في السلطة". ورأى "سرعان ما لوحظ وقتها غياب فريق عن المفاوضات وهو الفريق السوري وذلك أن فريق الجبهة اللبنانية كان بإمكانه إعطاء الإصلاح والمشاركة السياسية ولكن فريق القوى الوطنية والإسلامية لا يستطيع إعطاء موضوع السيادة لأنه أمر مرتبط بالوجود السوري في لبنان، لذلك أُدخلت سوريا في المفاوضات لأنها الفريق الذي يهدد السيادة اللبنانية".

وأكد فرنجيه أنه "جرى اتفاق مزدوج، الأول داخلي أعطى الفريق الوطني الاسلامي المشاركة والاصلاح. والثاني تم بين اللبنانيين و"الوصاية" السورية قضى باعتراف النظام السوري بالسيادة اللبنانية مقابل إقرار اللبنانيين بضرورة إقامة علاقات مميزة مع سوريا".

ورأى أن "الفريق السوري غائب اليوم عن طاولة المفاوضات. وهو أبلغ الفرنسيين أنه مع أي اتفاق يتوصل إليه اللبنانيين. ما يعني أن فريق أمل وحزب الله لا يستطيع بتّ أي من المواضيع التي لها علاقة بسوريا. والمشكلة اللبنانية مع سوريا هي المحكمة ذات الطابع الدولي".

أضاف: "النظام السوري يرفض قيام هذه المحكمة ولذلك فهو ليس مؤهلاً لدخول المفاوضات إلا إذا اتخذ قراراً بقبول المحكمة وتحديد المسؤوليات السورية في قضية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري. هذا قرار سوري بامتياز والواضح أن مسار التفاوض الداخلي لن يتحرك إلا بتعاون سوري حقيقي مع المحكمة. قد يحاول "حزب الله" و"حركة أمل" تغطية الموقف السوري بتكرار المحاولات "للبننة" الأزمة والكلام عن المشاركة ورئيس توافقي وغيرها... لكن "أزمة" هذا الفريق في الجانب الأول أن اللبنانيين اكتشفوا مدى السيطرة السورية على قرار هذين الحزبين. والجانب الثاني هو أن الحزبين مرشحين لدفع ثمن التعنت السوري قبل سوريا وهذا أمر لا مصلحة للبنان فيه".

واعتبر أن الأزمة الثانية هي "سلاح حزب الله فهو لم يعد منذ لحظة التحرير في العام 2000 سلاح لبناني بل تحوّل إلى سلاح إيراني وهذا ما أكدته حرب تموز 2006". ولفت إلى أنه "في المفاوضات الجارية تحاول إيران أن تفرض المقايضة ما بين سلاح حزب الله وما بين "تبديل" الصيغة اللبنانية وذلك بإعطاء حزب الله موقع يمكنه بالحد الأدنى من تعطيل أي قرار للدولة".

وأكد أن ذلك تم "عبر طرح الإيرانيين فكرة استبدال المناصفة بالمثالثة وذلك على صيغة التمثيل بثلث للمسيحيين وثلث للشيعة وثلث للطوائف الإسلامية الباقية. حيث يصبح لفريق حزب الله القدرة الشرعية على تعطيل أي قرار. هذا "التبديل" في الصيغة اللبنانية يفترض إلغاءً لاتفاق الطائف الذي توصل إليه اللبنانيون بعد حرب دامت 15 عاماً وأكثر من 150 ألف قتيل".

ولفت فرنجيه إلى أن "الإيرانيين اليوم يرون أن الوقت حان "لفرط" هذا الاتفاق وإعادة الأمور إلى ما كانت عليه زمن الحرب الأهلية. في حين أن المطلوب هو دفع اتفاق الطائف إلى الأمام من أجل التوصل إلى صيغة لبنانية دائمة تخرج الدولة من قبضة الطوائف. وهو ما يطالب به اللبنانيين عندما يتكلمون عن ضرورة قيام الدولة المدنية".

وحول موقف "التيار الوطني الحر"، أشار إلى "أن هناك معلومات من أكثر من مصدر تقول بأن هذا الأمر جرى بحثه مع قياديين في التيار الوطني الحر". ولفت إلى أنه "لم يصدر أي موقف من العماد ميشال عون بهذا الخصوص"، مشيرا إلى أن "عدداً من نواب تكتل الاصلاح والتغيير تكلموا عن موضوع الأسلمة من موضوع الجمعة العظيمة إلى التوظيف وشرعة حقوق الطفل المسلم وغيرها. ولكن لم نسمع عن المشروع الذي يؤدي إلى ضرب الموقع المسيحي في كل السلطة! وكيف يمكن خوض المعارك حول المناصفة في قوى الأمن والسكوت في الوقت نفسه عن مشروع يهدف إلى إنهاء المناصفة في كل مؤسسات الدولة؟

 

هل يريد المراهنون على "فرنسا ما بعد شيراك".. ربح "لوتو" ساركوزي من دون شراء ورقة؟!

المستقبل - الاثنين 23 تموز 2007 -  محمد مشموشي

ليس من دون معنى، استثنائي وخاص، أن تبادر فرنسا نيكولا ساركوزي، نيابة عن الاتحاد الأوروبي وبالتوافق مع جامعة الدول العربية، للسعي في ما بين اللبنانيين والعمل مع الدول المعنية في المنطقة وفي العالم لانهاء أزمة لبنان الحالية. وليس من دون معنى، استثنائي وخاص كذلك، أن يتجاوب اللبنانيون، ومعهم قادة دول المنطقة الى هذا الحد أو ذاك، مع هذا المسعى الفرنسي.. بغض النظر عن الأهداف المرحلية، أو البعيدة المدى، للتجاوب وعما سيؤول اليه ذلك كله في نهاية المطاف.

ففرنسا نيكولا ساركوزي، التي تعرف جيدا ما بذلته فرنسا جاك شيراك للبنان، وبخاصة دفاعها الناجح عن مقاومته للاحتلال الاسرائيلي بعد العام 1996، وتعرف كذلك ما يتهدد هذا البلد من أخطار اذا ما بقيت جدران الحلول مسدودة عليه، تعمدت أن تقدم للبنانيين وللمنطقة وللعالم كله، بعد أيام معدودة من اكتمال مراسم تداول السلطة فيها، ما يحتاجون اليه من دليل على أنها لن تترك لبنان يسقط في فراغ. وما الجولة الواسعة التي قام بها موفدها جان كلود كوسران على عواصم دول المنطقة، بعد لقاء سان كلو "التشاوري" اللبناني، الا التأكيد العملي لصدقية وجدية هذا الدليل.

ولكن هل تستطيع فرنسا ما لم يستطعه غيرها حتى الآن؟!. هذا هو السؤال الذي لا تتوفر إجابة وافية عليه بعد، وان تكن لأية اجابة سلبية تأثيرات قد لا تقف عند لبنان وحده بل ربما تتعداه الى المنطقة، فضلا عن علاقات القوى في ما بين دولها.. وتاليا في ما بين هذه الدول وفرنسا نفسها.

مع ذلك فما سبق يبقى جانبا واحدا من الصورة. الجانب الآخر هو أن أحدا في لبنان، وفي العالم بما في ذلك في الولايات المتحدة التي لا تقوم حرب ولا تسوية في أي موقع من الكرة الأرضية من دون أن يكون لها دور فيها، لا يضع قيودا على تحرك العاصمة الفرنسية من أجل التسوية اللبنانية الهادفة أولا وقبل كل شيء للمحافظة على هذا البلد. أكثر من ذلك، فليست لفرنسا حسابات هنا أو هناك من دول المنطقة تحاول أن تصفيها في لبنان، كما ليست لها "محاور" أو "أحلاف" تسعى لنصرتها من جهة أو لإضعاف "محاور" أو "أحلاف" أخرى مقابلة لها من جهة أخرى، ان في الساحة اللبنانية أو على حسابها.

لا يعني ما تقدم أنه ليست لفرنسا مصالح حيوية، أو أهداف خاصة، في لبنان أو في المنطقة وربما في هذه الدولة أو تلك من دولها، الا أن غالب الظن أن في مقدمة هذه المصالح والأهداف العمل على ابقاء لبنان ـ الكيان السياسي المتعدد والمتعايشة طوائفه ومذاهبه وأعراقه جنبا الى جنب ـ نموذجا لغيره على امتداد المنطقة.. ان لم يكن بسبب علاقاتها التاريخية والسياسية والثقافية به، فأقله لتأكيد امكانات الحياة (وربما الاندماج عندما يتوفر نظام ديموقراطي حقيقي) لمثل هذا التعدد في أماكن أخرى من العالم.. بما فيه في فرنسا ذاتها.

وهي بهذا المعنى، لا تشبه الولايات المتحدة المتورطة في حرب العراق من جهة وفي "حرب" رديفة لها مع كل من ايران وسوريا من جهة ثانية، ولا تشبه ايران وسوريا المشتبكتين مع فئات لبنانية بذاتها لأنهما تدعمان بالمال والسلاح والموقف السياسي فئات لبنانية أخرى، ولا هي حتى تشبه دولا ثالثة في العالم أو في المنطقة لا تجد نفسها معنية بما يحدث في لبنان وما ينتظره من أخطار مصيرية. تماثلها فقط، بل قد تفوقها في الاهتمام بلبنان، دول عربية أساسية (السعودية ومصر والاردن ودولة الامارات العربية المتحدة) وجامعة الدول العربية بما هي الناظم الاقليمي لعلاقات القوى في العالم العربي وبينه وبين العالم الخارجي.

لذلك بدا جليا، منذ اللحظة الأولى للحركة الفرنسية، أن رجع صداها تردد سريعا في الجامعة وفي هذه العواصم العربية تحديدا، كما تم ابلاغ من يعنيهم الأمر بأن ما تقوم به باريس من أجل لبنان ليس الا استكمالا لما قامت به هذه الدول في السابق، وقامت وتقوم به الأمانة العامة للجامعة بقرار من مجلس وزراء خارجيتها حاليا.

لماذا؟!. لأنه اذا كان الهدف واحدا، وهو خلاص لبنان مما ينتظره، فلا فرق جوهريا بين أن يكون المدخل الى ذلك عربيا أو فرنسيا أو حتى سويسريا على خلفية "الحوارات" الجانبية التي نظمت في جنيف في خلال الشهور الماضية.

.. ولأنه اذا كانت القناة السعودية ـ الايرانية لم تفلح، لهذا السبب أو ذاك، في ايصال لبنان الى شاطئ الأمان، فلا بأس من القناة الفرنسية ـ الايرانية.. لعل المفتاح النووي الذي تملكه باريس (بالتنسيق مع أوروبا ونيابة عنها) ينفع في معالجة مزلاج باب واشنطن المقفل.

.. ولأنه اذا كانت سوريا لا ترغب، على سبيل المثال، في أن تتجاوب مع أشقائها العرب فتقدم لهم في لبنان ما لا يستطيعون دفع ثمن له، مثلا أيضا، على صعيد عزلتها الدولية أو في واشنطن أو تل أبيب، فليس يضير هؤلاء الأشقاء أن تتولى باريس مثل هذه المهمة.

.. ولأنه، أخيرا، اذا كانت فرنسا جاك شيراك قد اتهمت ـ زورا طبعا ـ بأنها باتت في خلال العامين الماضيين تتصرف كطرف في أزمة لبنان، وبينه وبين سوريا، واذا كان بعض اللبنانيين والسوريين قد راهن طويلا على فرنسا ما بعد شيراك، فلا ضرر في أن يجرّب هذا البعض حظه الآن.. وان بشرط ـ كما يقول المثل المعروف ـ أن يكون قد اشترى فعلا ورقة اللوتو التي راهن سابقا على أنه سيربح جائزتها!!.

فهل اشترى هذا البعض "ورقة لوتو" الرئيس الفرنسي الجديد نيكولا ساركوزي، وأي ثمن قدمه في عملية الشراء، أم أنه ـ كما يلمح المثل اياه ـ يرغب في الربح من دون شراء ورقة يانصيب؟!.

من نافل القول إن ما يخشاه اللبنانيون، ويتحدث عنه المعارضون علنا كما الموالون، هو أن يتم دفع لبنان الوطن والدولة والشعب الى فراغ في قمة السلطة يزيد من تعقيدات حالة الفراغ التي يعاني منها منذ التمديد للرئيس اميل لحود في خريف العام 2004.

وعشية الزيارتين المرتقبتين لوزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير والأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى الى بيروت، نهاية الشهر الحالي ومطلع الشهر المقبل، يتساءل اللبنانيون بحق: هل حكم على هذا البلد، مرة أخرى، بأن يبقى رهينة لعبة سياسية محلية ـ واقليمية أيضا ـ لا تبالي بأن تتحلى حتى بالحد الأدنى من المنطق مع الناس، اذا لم تكن تبالي ولو للحظة بأن تتحلى بمثله مع نفسها؟!.

تقول بـ"لا ميثاقية" حكومة الرئيس فؤاد السنيورة، وبـ"لا شرعية" الانتخابات النيابية الفرعية في كل من المتن وبيروت، وبـ"لا دستورية" مرسوم الدعوة لهذه الانتخابات ما لم يمهره الرئيس لحود بتوقيعه، ثم تحث الخطى للترشح في هذه الانتخابات ودعوة "قواعدها الشعبية" للاقتراع بكثافة لصالح مرشحيها وضد الآخرين!!.

.. وتقول، أو بعضها على الأقل، انها ستطعن لاحقا بهذه الانتخابات، وبنتائجها طبعا، وسترى ما اذا كان رئيس مجلس النواب سيفتح أبواب المجلس لمن يفوز فيها، لكنها مع ذلك لا تتبرع بأن "تطمئن" الناس الى أنها ستفعل ذلك حتى لو أن أحد مرشحيها ـ على سبيل المثال ـ قد صدف وفاز بواحد من هذين المقعدين!!.

.. ويا سعادة الوزير كوشنير وسيادة الأمين العام موسى: في لبنان السياسي، ربما من دون ما عداه من بلدان العالم، يصح القول الماثور "ولله في خلقه شؤون".

 

 

 

التقرير السادس: اختتام أعمال التحقيق واستعداد اللجنة لنقل الملف الى المحكمة الدولية (1-­2)

تقاطع خلاصات براميرتس التحقيقية مع اتهامات ميليس الجنائية

المستقبل - الاثنين 23 تموز 2007 - العدد 2682 - شؤون لبنانية - صفحة 5

دريد بشرّاوي(*)

يقدّم تقرير براميرتس السادس الصادر بتاريخ الخامس عشر من تموز/ يناير 2007 عددا مهما من الخلاصات والعناصر الجنائية والشبهات الموضوعية والإشارات والأدلة المادية التي تحدّد ولو بصورة غيرة مباشرة الجهات المخططة والمحضّرة والمنفّذة لعملية اغتيال الرئيس الحريري، وهو يؤكّد ضمنا على قسم كبير من النتائج والوقائع الجنائية التي كان قد توصل إليها النائب العام ميليس، الرئيس السابق للجنة التحقيق الدولية، ولو بنهج وبأسلوب مختلفين. ثم أن التقرير ذاته يبيّن أن لجنة التحقيق الدولية تضع اللمسات الأخيرة على التحقيق في قضية اغتيال الرئيس الحريري، وأنها أحرزت تقدما ملحوظا وفهما معمّقا في مجالات مختلفة حول اغتيال الرئيس الحريري والاغتيالات الأخرى التي طالت شخصيات سياسية وإعلامية في لبنان (فقرة رقم 8)، وان ملف التحقيق قد أصبح مكتملا وجاهزا لتقديمه إلى المحكمة الدولية الخاصة بلبنان والتي أنشئت بقرار مجلس الأمن الرقم 1757.

إن هذا التحليل الجنائي يبنى على معطيات مادية وحسية وردت في تقرير براميرتس المشار إليه أعلاه، وهي معطيات تتمحور حول آلية عمل لجنة التحقيق الدولية وتطوره (أولا)، والوضع الأمني والسياسي في لبنان (ثانيا) الذي نبّه التقرير إلى خطورته على التحقيق وعلى عملية وضع قرار إنشاء المحكمة الدولية الخاصة بلبنان موضع التنفيذ، وحول الأسس الجنائية والنقاط الحسّاسة للتحقيق (ثالثا) التي يؤدي تفصيلها وتوضيحها وإثباتها أمام محكمة مختصة إلى كشف الحقيقة ومحاكمة الضالعين في عملية اغتيال الرئيس الحريري وفي القضايا الإرهابية الأخرى.

أولا: تطور عمل لجنة التحقيق الدولية وآلية التحقيق المعتمدة

يتبيّن من خلال حيثيات تقرير براميرتس السادس أن لجنة التحقيق الدولية اعتمدت آلية جديدة في عملها التحقيقي، وذلك تماشيا مع المرحلة الحاسمة التي دخلها التحقيق، والتي تدل على أن ملف التحقيق في قضية اغتيال الرئيس الحريري أصبح ناجزا وجاهزا كي تبنى على أساسه محاكمة عادلة وفقا للأصول القانونية التي نص عليها نظام المحكمة الدولية الخاصة بلبنان والمنشأة بموجب قرار مجلس الأمن الرقم 1757. وتقوم هذه الآلية على الدمج بين سائر المعلومات وتقويمها وتحديثها والعمل على نقل ملف القضية إلى المحكمة.

أ ـ الدمج بين سائر المعلومات التي هي بحوزة اللجنة وإعادة النظر فيها

جاء في تقرير براميرتس أن فترة إعداد التقرير تميّزت بتجربة مهمة تمثّلت في الدمج بين سائر المعلومات في حوزة اللجنة، والمكتشفات، والتوصيات في جميع التحقيقات التي تجريها (فقرة رقم 7).

إن الدمج بين ما تم اكتشافه من حقائق وواقعات وما تم وضعه من التحليلات وخلاصات وتوصيات قد بدأ العمل به في آذار/ مارس 2007 ويتكوّن من مراجعة شاملة لكميات ضخمة من المعلومات التي تمتلكها اللجنة وتتعلق بسائر مناحي التحقيق. وقد استكملت هذه العملية في حزيران­يونيو 2007، وأسفرت عن وضع تقارير شاملة ومفصلة وسرية تناهز ال 2400 صفحة، بما فيها 2000 صفحة متعلقة بالتحقيقات الجارية حول اغتيال الرئيس الحريري وهي تغطي أوجها عدة من التحقيق، واللجنة مستعدة، وفقا لما جاء في تقرير براميرتس السادس، لتسليم هذه التقارير إلى المدعي العام المنوط به أمر المحكمة الدولية الخاصة بلبنان والى السلطات اللبنانية المختصة (فقرة رقم 7 وفقرة رقم 10). كل من هذه التقارير يمثّل مراجعة نقدية لكل المكتشفات الواقعية التي تمتلكها اللجنة ... بحيث أنها تقدّم وتقوّم الافتراضات السابقة والحالية لتحقيقات اللجنة. كما توفر هذه التقارير تقويما مفصلا للنتائج التي توصلت إليها اللجنة حتى اليوم، إضافة إلى الثغرات في معلومات اللجنة والطريقة التي تتم مقاربتها بها (فقرة رقم 11). مما يعني أن لجنة التحقيق الدولية دخلت في مرحلة عملية اختتام التحقيقات في قضية اغتيال الرئيس الحريري وفي القضايا الأخرى المرتبطة بها لتقديم ملفاتها إلى المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، ولتهيئة الأرضية القضائية الصالحة من أجل القيام بمحاكمة الأشخاص الضالعين في هذه الأعمال الإرهابية قريبا.

ب ـ تقويم كل المعلومات وتحديث لمختلف مجريات التحقيق: تحديد معالم هامة وأشخاص ذوي فائدة.

أوضح تقرير براميرتس السادس لهذه الناحية أن دمج المعلومات المستغرقة للوقت قد أدى إلى نتائج ايجابية عدة، إذ تمكّنت اللجنة من تقويم كل المعلومات والتحليلات التي حصلت عليها منذ بدء التحقيقات على نحو شامل ودقيق، إضافة إلى التقدم الحاصل حتى اليوم. كما أن العمل المذكور أتاح للجنة، من خلال ما توفر لها من تحديث لمختلف مجريات التحقيق، وضع أولويات فاعلة. يضاف إلى ذلك أن تجربة الدمج هذه ساعدت في تحديد معالم هامة وأشخاص ذوي فائدة مشتركة في مجالات مختلفة من التحقيقات (فقرة رقم 12)، مما يعتبر نتيجة فعّالة وهامة على صعيد التحقيق يمكن الارتكاز عليها في عملية الإسناد القضائية والجنائية.

ج ـ المساعدة على نقل الملف إلى المحكمة

إلى ذلك، تضمن تقرير براميرتس فقرة ذات أهمية عملية تفيد، على خلفية قرار مجلس الأمن رقم 1757 المتعلق بإنشاء محكمة خاصة بلبنان، بأن التقارير المدمجة التي سيصار إلى تحديثها لتشمل مكتشفات وتحليلات جديدة، من شأنها أن توفر منطلقا مفيدا في عملية الانتقال من اللجنة إلى المحكمة (فقرة رقم 13).

هذا يعني من الناحية القانونية أن التحقيق اكتمل في قضية اغتيال الرئيس الحريري، وان لجنة التحقيق الدولية أصبح في حوزتها كل عناصر الإثبات الحسية والأدلة المادية والموضوعية التي يمكن بالتأسيس عليها إجراء محاكمة عادلة وفقا للأصول القانونية والمعايير الدولية. وهذا يعني أيضا أن لجنة التحقيق الدولية تمكّنت من تحديد هوية الأشخاص الضالعين في عملية التخطيط والتحضير لاغتيال الرئيس الحريري ورفاقه، وهوية الأشخاص الذين حرّضوا على ارتكاب هذه الجريمة النكراء والذين ساهموا في المساعدة على وضع هذا المخطط موضع التنفيذ أو نفذوا مباشرة عملية التفجير المتعمّدة. وهذا أيضا ما يمكن استنتاجه بصورة قاطعة وأكيدة من خلال نص الفقرة رقم 55 من تقرير براميرتس السادس التي جاءت حيثياتها صريحة ومعبّرة للغاية، بحيث أنها أشارت بكل وضوح إلى أن لجنة التحقيق الدولية تمكّنت من تحديد هوية بعض الأشخاص الضالعين في عملية اغتيال الرئيس الحريري، وذلك بالقول انه "بعد مراجعة تفصيلية لكل معلوماتها ومكتشفاتها، وسّعت اللجنة فهمها للمحيط الذي انبثقت منه الحوافز التي أدت إلى اغتيال رفيق الحريري. وبناء على هذا الفهم، وبدعم من عدد من المكتشفات في مجالات أخرى من التحقيق، حددت اللجنة عددا من الأشخاص ذوي مصالح معينة، قد يكونوا متورطين في بعض أوجه التحضير للجريمة وتنفيذها، أو كان لديهم مسبقا علم بأن خطة كهذه كانت قيد الإعداد. وقد جمعت اللجنة معلوماتها ومكتشفاتها وأوصت باتخاذ خطوات مقبلة تتعلق بالتورط المحتمل لهؤلاء الأشخاص في اغتيال رفيق الحريري..." ( تراجع أيضا بهذا المعنى الفقرتين رقم 12 ورقم 112 من تقرير براميرتس السادس).

ثانياً: تأثير الوضع الأمني والسياسي على عمل اللجنة وعلى بدء عمل المحكمة الدولية الخاصة بلبنان: وجود نية لدى المتضررين من المحكمة بتصعيد الوضع الأمني

نظرا إلى أهمية وخطورة الخلاصات الجنائية التي توصلت إليها لجنة التحقيق الدولية في قضية اغتيال الرئيس الحريري وفي القضايا الإرهابية الأخرى المرتبطة بها والتي تصب بمعظمها في خانة النتائج الجنائية التي كانت قد حققتها لجنة التحقيق الدولية برئاسة النائب العام ميليس، يشير تقرير براميرتس السادس إلى تعاظم الخطر الأمني على عمل لجنة التحقيق الدولية في الفترة المقبلة وعلى الشهود في القضية (فقرة رقم 58)، والى وجود نية لدى الجهات المتضررة من التحقيق الدولي والتي قد تكون متورطة في عملية التخطيط لاغتيال الرئيس الحريري بتصعيد الوضع الأمني والأعمال الإرهابية، وذلك لإقامة الحواجز والعوائق أمام وضع المحكمة الدولية الخاصة بلبنان موضع التنفيذ ولاسيما أمام تعيين نائب عام لدى هذه المحكمة، ولمنع بدء عملية المحاكمة والمساءلة الجزائيتين أمام القضاء الدولي المذكور التي ستفضي حكما إلى كشف الحقائق والى تحديد هوية الجهات الضالعة في هذه العمليات الإرهابية علنا.

وينبه التقرير صراحة في مقدمته إلى أن الوضع الأمني والسياسي المأزوم في لبنان سيؤدي إلى مؤثرات سلبية على عمل اللجنة في الأشهر القادمة، وذلك بالإشارة إلى أنه "تلحظ اللجنة باهتمام تدهور الأجواء الأمنية والسياسية في لبنان منذ التقرير الأخير للجنة، وعلى الرغم من إقدام اللجنة، وهي تتعاون من كثب مع السلطات اللبنانية، على تطبيق إجراءات معقولة لحماية أعضائها ومقرها، فان التدهور في الأجواء السياسية والأمنية من شأنه، على الأرجح، أن يسفر عن مؤثرات سلبية على نشاطات اللجنة في الأشهر المقبلة".

بالإضافة إلى ذلك فان تقرير براميرتس السادس ينبئ بتدهور خطير للأوضاع الأمنية في لبنان خلال الفترة المقبلة على خلفية قرب موعد الانتخابات الرئاسية اللبنانية وموعد وضع عجلة المحكمة الدولية الخاصة بلبنان على سكة المحاكمة الجزائية للأشخاص المتورطين في عملية اغتيال الرئيس الحريري وفي العمليات الإرهابية الأخرى المرتبطة بها، ما يبيّن أن لدى لجنة التحقيق الدولية معلومات أكيدة حول عزم جهات فاعلة أو أجهزة أو مجموعات إرهابية نافذة على القيام بأعمال إرهابية خطيرة لضرب الأمن والاستقرار في لبنان، وهذا ما عبّر عنه براميرتس صراحة في الفقرة رقم 104 من تقريره السادس التي جاء فيها أنه "يشير التحليل الأمني الذي أجرته اللجنة بالارتباط مع منظمات أخرى عدة إلى أن المشهد الأمني للبنان في الشهور المقبلة يبدو كئيبا. مرد ذلك في جزء كبير إلى مؤثرات سلبية مجتمعة للمأزق السياسي المستمر بين الغالبية والمعارضة في لبنان والى التدهور في الوضع الأمني في المنطقة. إن الفترة الفاصلة عن الانتخابات الرئاسية اللبنانية، المقرر إجراؤها في وقت لاحق هذه السنة، يتوقع على نطاق واسع أن تكون فترة توتر متصاعد يطبعها المزيد من الأحداث الأمنية المحتملة. بالإضافة إلى ذلك، ليس واضحا ما سيكون تأثير إنشاء المحكمة الخاصة بلبنان على الوضع الأمني وعلى اللجنة بشكل خاص في الشهور التي ستأتي".

وفي هذا السياق، يفيد تقرير براميرتس السادس بأن الوضع الأمني المتدهور وتعاظم خطر الإرهاب ستكون له تأثيرات سلبية على عمل اللجنة على الرغم من كل الاحتياطيات والحماية الأمنية التي اتخذتها هذه اللجنة والتي قدمتها لها السلطات اللبنانية، ومن هذه التأثيرات إعاقة أعمال التحقيق مستقبلا، وإضعاف قدرة اللجنة على إجراء مقابلات مع الشهود أو مع أشخاص مشتبه بهم، وامكان أن يتسبب الخطر الأمني بتردد بعض الشهود في التعاون مع هذه اللجنة وبدفع عدد من المحققين العاملين في لجنة التحقيق الدولية إلى ترك وظائفهم ومهماتهم تحت وطأة التهديد الأمني وخطر الإرهاب. فقد جاء صراحة في الفقرة رقم 106 من التقرير المذكور أعلاه أنه "في حين اتخذت إجراءات لتقليص المخاطر التي تواجه اللجنة وطاقمها، فان التدهور في البيئة الأمنية في لبنان كان له تأثيرات سلبية عدة على قدرة اللجنة على تنفيذ تفويضها. أولا، إن هذا قد يؤثّر على التقدّم في التحقيقات بأن تقيّد قدرة اللجنة على إجراء مقابلات والنشاطات التحقيقية الأخرى بحرية مثلما كانت الحال سابقا. ثانيا، اللاأمن واللااستقرار الحاليان يمكن أن يتسببا بتردد بعض الشهود في التعاون مع اللجنة. أخيرا، يمكن للمخاوف الأمنية أن تؤثر على قدرة اللجنة على جذب وبقاء الطاقم المؤهل في الشهور الآتية".

ولكن، وعلى الرغم من هذه المخاوف والتأثيرات الأمنية الهادفة إلى عرقلة أعمال التحقيق والى الإطاحة بالمحكمة الدولية الخاصة بلبنان، فان لجنة التحقيق الدولية توصلت إلى نقاط حساسة ونتائج وخلاصات جنائية حاسمة في تقرير براميرتس السادس، تقاطعت في معظمها مع تلك التي ثبّتها سابقا النائب العام ميليس بالأدلة الحسية والموضوعية، وسيؤدي تفصيلها وعرضها أمام المحكمة الدولية الخاصة بلبنان إلى كشف الحقيقة ومحاكمة الجناة القتلة.

ثالثاً: النقاط الحساسة التي عرضها تقرير براميرتس السادس والتي تصب في خانة الخلاصات الجنائية للنائب العام ميليس

إن قسما مهما من نتائج التحقيق الجنائية التي يدلي بها النائب العام براميرتس في تقريره السادس يتقاطع ليس فقط مع الخلاصات والإشارات الجنائية التي كان قد توصل إليها النائب العام ميليس على مستوى التحقيق في قضية اغتيال الرئيس الحريري (ألف)، وإنما أيضا مع الشبهات الجنائية التي كان قد ألمح إليها على مستوى التحقيق في القضايا الإرهابية الأخرى (باء) والتي قد تكون على ارتباط بقضية الحريري. يضاف إلى ذلك انه يمكن التعويل على ما جاء في تقرير براميرتس السادس لناحية التعاون مع لجنة التحقيق الدولية (جيم) لاستنتاج بعض الدلالات الجنائية المهمة التي كان قد أشار إليها النائب العام ميليس من قبل على هذا الصعيد.

ألف: على مستوى التحقيق في قضية اغتيال الرئيس الحريري.

* مسرح الجريمة والموضوعات المتعلقة به أو المتفرعة عنه.

فيما خص التدقيق بمسرح الجريمة والتحقيق المتعلق بهذه الناحية من جوانب ملف هذه القضية، يتبين من خلال حيثيات تقرير براميرتس السادس أن الخلاصات التي توصل إليها في هذا المجال هي ذاتها التي كان قد ثبّتها تحقيق النائب العام ميليس سابقا، وهي تتعلق خصوصا بالواقعات التالية:

ـ مواصفات التفجير

يبدو من خلال ما تضمّنه تقرير براميرتس السادس أن لجنة التحقيق الدولية قامت باختبارات دقيقة وشاملة حول جهاز التفجير وكميات المتفجرات ونوعها، وعززت تحليلاتها حول كيفية تنفيذ عملية إطلاق جهاز التفجير ونوع جهاز الإطلاق المستخدم والحاوية التي استخدمت في نقل المتفجرة، وأجرت العديد من التحاليل على المكتشفات التي عثر عليها في مسرح الجريمة، إضافة إلى اختبارات واقعية للمواد المتفجرة، والنتائج المستقاة من البحوث التي أجريت على بقع الدم، وتحليل الوثائق والمعادن والطلاء، والبصمات والحمض النووي، وتحليل الجروح والدمار الذي لحق بالمباني المجاورة، وأربعة عشر اختبارا تفجيريا أو محاكاة رقمية غير حقيقية للانفجار (فقرة رقم 20). ونفّذت كل هذه الاختبارات والإجراءات التي نتج عنها عدد مهم من التقارير التحليلية المفصلة بالتعاون مع السلطات اللبنانية وخبراء دوليين في قضايا التفجير (فقرة رقم 18). وقد أدت هذه التحليلات والاختبارات على مسرح الجريمة والمتعلقة بمواصفات التفجير إلى الخلاصات التالية:

ـ نوع مادة التفجير المستعملة في تصنيع العبوة وعدد التفجيرات: متفجرة واحدة فوق الأرض

تؤكّد لجنة التحقيق الدولية على أن المتفجرة المستخدمة هي مزيج من مادة ال XDR وال NTEP والـTNT (فقرة رقم 21) الشديدة اللهب.

ووفقا للتقرير السادس للجنة براميرتس، إن التحليلات التي وحّدت بينها اللجنة حول الفوهة التي أحدثها الانفجار مقارنة بالنتائج المستقاة من الاختبارات التفجيرية إضافة إلى معالم أخرى من التحقيقات، تؤكّد النتائج السابقة للجنة التحقيق الدولية والتي مفادها أن انفجارا واحدا مردّه إلى عبوة وضعت فوق الأرض تزن قرابة الـ1800 كيلو غرام من المواد المتفجرة المستخدمة أطلقت عند الساعة 5512و 5 ثوان (فقرة رقم 21). ولكن في المقابل ينتج من التقرير ذاته أن لجنة التحقيق الدولية لم تتمكّن بعد من تحديد مصدر هذه المتفجرات، إذ ورد في هذا التقرير أن "ثمة جهود جارية لتحديد المصدر الدقيق للمتفجرات والتحقق من صلات قضائية محتملة مع قضايا أخرى، وستجري متابعة هذا الأمر كأوليات خلال فترة التقرير المقبلة" (فقرة رقم 21).

ويشار لهذه الناحية أن النائب العام ميليس، الرئيس السابق للجنة التحقيق الدولية، كان قد توصل تقريبا إلى ذات النتائج التي يؤكّد النائب العام براميرتس اليوم على صحتها، وذلك في تقريره الصادر بتاريخ 19 تشرين الأول سنة 2005 حيث أشار صراحة إلى أن "لجنة التحقيق الدولية قد توصلت إلى نتيجة أكيدة بأن هناك انفجار واحد حصل فوق الأرض، وان هناك ما يقارب الألف كيلو غرام من المتفجرات الشديدة اللهب التي استعملت في عملية التفجير" (فقرة رقم 63 وفقرة رقم 153). ثم أن ميليس أشار صراحة في الفقرة رقم 153 من تقريره الأول المذكور أعلاه أنه "بعد تقييم كل الحقائق والتقديرات فان الانفجار فوق الأرض هو الإمكانية الأكثر ملاءمة.إذا افترضنا أن انفجارا كهذا، فان كمية المتفجرات يجب أن لا تقل عن ألف كيلو غرام، متفجرات عالية الشدة استخدمت. فحص عينة من جدار الشاحنة أظهر أن مادة TNT هي المستخدمة. لكن هذه النتيجة لم يتم التوصل إليها بحضور خبراء لجنة تقصي الحقائق التابعة للأمم المتحدة، ولذلك يجب النظر إليها كنتيجة أولية وليس نهائية...". وهذا يعني أن لجنة التحقيق الدولية برئاسة ميليس لم تتمكّن من تحديد نوع مادة المتفجرات المستعملة وكميتها بدقة نظرا للمدة القصيرة التي أمضاها النائب العام ميليس في رئاسة هذه اللجنة، مما دفع اللجنة ذاتها، ولكن برئاسة النائب العام براميرتس، إلى إتمام هذه المهمة بدقة وفعالية بناء على توصيات لجنة ميليس.

ـ نوع جهاز الإطلاق: إطلاق التفجير بواسطة انتحاري وليس لاسلكياً

يؤكّد التقرير السادس للنائب العام براميرتس على ما كان قد أثبته بالأدلة العلمية والمادية وبالاختبارات والتحليلات الجنائية سلفه النائب العام ميليس من أن التفجير حصل بواسطة انتحاري فجّر سيارة الميتسوبيتشي، إذ جاء في الفقرة رقم 22 من التقرير المذكور أعلاه أن "المعلومات التي في حوزة اللجنة حول نوع جهاز الإطلاق تشتمل على فرضيات محتملة عدة، وذلك من خلال اختبار الأجزاء الالكترونية العائدة إلى مسرح الجريمة، والتحقيق في وضع الأجهزة الالكترونية المعطّلة المستخدمة في موكب الحريري. إن هذه التحليلات ووجود عدد من أشلاء شخص ذكر غير محدد الهوية في مسرح الجريمة، تؤكّد النتائج التي كانت اللجنة توصلت إليها في السابق بأن جهاز التفجير المرتجل قد جرى إطلاقه بواسطة انتحاري. وجرى استبعاد النظرية التي تقول بأن المتفجرة قد أطلقت لاسلكيا". وهذا ما كان قد أشار إليه تقرير ميليس الصادر بتاريخ 19 تشرين الأول سنة 2005 بالقول أنه "تدل الأدلة المادية في هذا التقرير والعثور على أشلاء بشرية صغيرة لشخص غير معروف، وعدم العثور على أشلاء كبيرة مثل السيقان أو الأرجل أو الأكف أن تشغيل العبوة تولاه انتحاري. وثمة احتمال آخر أضعف، وهو التفجير من بعد. إلا أن أي اثر لجهاز التفجير من بعد، لم يعثر عليه في موقع الجريمة" (فقرة رقم 156 المتعلقة بتقرير فريق الخبراء الهولندي).

3 ـ في هوية الانتحاري: من بلد أكثر جفافاً من لبنان

عن هوية الانتحاري يكرّر براميرتس إلى حد ما في تقريره السادس ما كان قد أدلى به في تقريره الخامس، ويقول انه "في ما يتعلق بهوية الانتحاري، جمعت اللجنة وراجعت نتائج عدد كبير من تحليل الأسنان والنظائر وتواتر صبغيات الحمض النووي، والمعينات التحقيقية. بالاستناد إلى نتائج أولية، لا تزال اللجنة على استنتاجاتها بأن الانتحاري رجل يراوح عمره من 20 إلى 25 عاما، وان شعره أسود داكن، وأنه من منطقة أكثر جفافا من لبنان ولم يمض شبابه في لبنان بل عاش فيه في الشهرين أو الثلاثة أشهر التي سبقت موته، وهذا يتناسب مع الاستنتاجات التي توصلت إليها اللجنة في مجالات أخرى من تحقيقاتها. وتوصل خبراء اللجنة أيضا إلى الاستنتاج الأولي أن هذا الشخص عاش في بيئة مدينية في السنوات العشر الأولى من حياته ثم في بيئة ريفية في السنوات العشر الأخيرة من حياته" (فقرة رقم 25).

ويضيف ما مفاده أنه "تستمر الاختبارات لتحديد الأصل الجغرافي للرجل المجهول الهوية الذي يعتقد أنه الانتحاري. كما ورد في تقرير اللجنة الأخير، جمعت اللجنة 112 عينة من التربة والمياه من 28 موقعا في سوريا ولبنان لأغراض المقارنة. كما جمعت عينات إضافية عدة من 26 موقعا في بلدان أخرى في المرحلة التي يشملها هذا التقرير. بالاستناد إلى النتائج الأولية، استطاعت اللجنة تحديد عدد من البلدان التي ربما ينتمي الانتحاري إلى أحدها" (فقرة رقم 26).

يتبيّن بذلك أن التقرير يشير صراحة إلى أن عينات من التربة والمياه رفعت من 28 موقعا في سوريا ولبنان وعينات من بلدان أخرى لا يسميها، مما يعني أن لجنة التحقيق الدولية تميل إلى الاعتقاد بأن منفذ العملية الإرهابية قد يكون من التابعية السورية أو من بلد عربي آخر (العراق أو بلدان الخليج العربي)، وقد يكون لديها بعض الشبهات التي تدفعها إلى هذا الاعتقاد. لكن القول بأن اللجنة استطاعت تحديد عدد من البلدان التي ربما ينتمي إليها الانتحاري قد يفيد أن اللجنة لم تحسم بعد بشكل قاطع مسألة الانتماء الجغرافي لمنفذ عملية اغتيال الرئيس الحريري. ويمكن الاعتقاد في المقابل أن لجنة التحقيق الدولية تمكّنت من تحديد الأصل الجغرافي لمنفذ عملية اغتيال الرئيس الحريري، لكنها لا تريد الإفصاح عن جنسيته منعا للتكهنات والتفسيرات المخطئة والاستنتاج بأن سلطات البلد الذي ينتمي إليه الانتحاري قد تكون ضالعة في العملية الإرهابية المذكورة.

ـ التحقيقات حول شاحنة الميتسوبيتشي

أفاد تقرير براميرتس السادس أنه "خلال مرحلة التقرير الأخير، أحرز تقدم حول فان الميتسوبيتشي كانتر الذي أستعمل على الأرجح لنقل المتفجرات. وقد جمعت اللجنة معلومات وافية عن مصدر الفان وتحركانه الأخيرة. بحسب تحقيقات أجرتها اللجنة والسلطات اللبنانية، غادر الفان مصنعا لسيارات الميتسوبيتشي في اليابان في شباط 2002 وأبلغ عن سرقته في مدينة كاناغاوا في اليابان في تشرين الأول سنة 2004. ثم شحن الفان إلى الإمارات العربية المتحدة ونقل إلى معرض مجاور لطرابلس شمال لبنان في كانون الأول سنة 2004 وهناك تم بيعه. وقد حصلت اللجنة حديثا على معلومات عن بيع الشاحنة إلى أشخاص قد يكونون على صلة بالتجهيز النهائي للفان للهجوم على رفيق الحريري. يجري متابعة الخيط في التحقيق كأولوية" (فقرة رقم 24).

إن هذه المعلومات والأدلة هي نفسها تقريبا التي كانت قد جمعتها لجنة التحقيق الدولية من قبل برئاسة النائب العام ميليس باستثناء واقعة بيع الفان في معرض قرب مدينة طرابلس، مع الإشارة إلى أن العثور على رقم محرك الشاحنة الذي كان العامل الأساس في التوصل إلى هذه المعلومات قد تم على يد لجنة التحقيق الدولية العاملة برئاسة النائب العام ميليس (فقرة رقم 154 من تقرير هذا الأخير الصادر بتاريخ 19 تشرين الأول سنة 2005).

أما ما يدلي به اليوم بعض الصحافيين ممن يعطون لأنفسهم صفة المحللين الجنائيين أو الأخصائيين الجنائيين حول وجود تناقض بين تقارير براميرتس وتقارير ميليس فيما يتعلق بمصدر شاحنة الميتسوبيتشي وبخط سيرها وبكيفية إدخالها إلى لبنان، فلا يقوم على أي أساس قانوني أو موضوعي أو جدي، وذلك لأسباب متعددة.

ـ يقول هؤلاء لتدعيم موقفهم المبني على ميول شخصية وسياسية أنه "لم يؤكّد أي من تقارير اللجنة الستة (لجنة براميرتس) التي تبعت التقريرين الأولين أية معلومات تفيد بأن شاحنة الميتسوبيتشي كانت في حمانا أو في "معسكر الزبداني"، بل على العكس تم التشكيك بتلك المعلومات، فذكر التقرير الثالث لبراميرتس أنه "يقتضي مواصلة التحقيق في ادعاء مؤداه أن شاحنة ميتسوبيتشي شوهدت في مخيم الزبداني بالجمهورية العربية السورية قبل حدوث الانفجار. يقتضي الأمر مواصلة التثبت من صحة هذا الادعاء الذي يظل خطا قائما في سياق تقويم شهادة الشخص الذي قدّم المعلومات" (الفقرة رقم 29).

ثم أنهم يضيفون إلى ذلك، تأكيدا لهذا الموقف، الإشارة إلى أن الفقرة رقم 100 من تقرير براميرتس الثالث تفيد بأن "اللجنة حصلت على قدر كبير من التعاون من السلطات اليابانية وسلطات الإمارات العربية المتحدة في ما يتصل بالتحقيق في سرقة شاحنة من طراز "ميتسوبيتشي كانتر" عثر على أجزاء من محركها في مسرح جريمة اغتيال الحريري". وفي السياق عينه يدلي بعض هؤلاء لإقناع القرّاء بوجود تباين بين تقارير براميرتس وبين ما جاء في تقرير ميليس حول هذه النقطة، وبأن سيارة الميتسوبيتشي كانتر لم تدخل إلى لبنان عبر الحدود السورية، بالفقرة رقم 40 من تقرير براميرتس الرابع التي جاء فيها أنه "من المحتمل أن يكون فريق واحد فقط هو الذي فكّر في قتل رئيس الوزراء الأسبق، رفيق الحريري، وتولى عملية الاستطلاع الأولية والإشراف، وأعد شريط الفيديو الذي تدّعي فيه المسؤولية، وحصل على المتفجرات وعلى شاحنة الميتسوبيتشي، وقام بتجهيزها، واستخدم شخصا كآلية لإطلاق التفجير، وتولىّ تنفيذ العملية". كما أنهم يحيلون للغاية عينها على الفقرة رقم 44 من التقرير ذاته التي ورد فيها أنه "واصلت اللجنة التحقق من الكيانات التي تملك الوسائل والقدرات للقيام بهجوم بهذا التعقيد وبالطريقة التي نفذ بها، ومن أين جاءت المتفجرات، ومن هم الذين كانت لديهم المعرفة والقدرة على صنع الجهاز المتفجّر، ومتى وأين تم ذلك، ومن الذي قام بصنعه فعلا وكيف تم إيصال المركبة إلى موقع الجريمة"، "الأمر الذي يشير إلى تشكيك واضح بالمعلومات التي كان قد ذكرها ميليس في التقريرين الأولين"، وفقا لرأي صاحب هذا التحليل.

وبإزاء هذه التحليلات المصطنعة، لا بد من التنويه بأن استنتاجات التناقض المزعومة بين تقارير براميرتس وتقارير ميليس المشار إليها أعلاه لجهة موضوع مصدر الشاحنة وخط سيرها، لا تقوم على أي أسس منطقية أو موضوعية أو قانونية وهي تندرج في خانة التشكيك في التحقيق الدولي وتفخيخه، وذلك بهدف تبرئة أجهزة الأمن اللبنانية وأجهزة المخابرات السورية، وذلك للأسباب التالية:

1 ـ لم يؤكّد النائب العام ميليس أن شاحنة الميتسوبيتشي دخلت عبر الحدود السورية إلى لبنان أو أنها جهّزت في "معسكر الزبداني" في الجمهورية العربية السورية، وإنما كان يشير في تقريره الأول إلى إفادة شاهد سوري الأصل، لكنه يعيش في لبنان، "قال وزعم أنه عمل لمصلحة أجهزة المخابرات السورية في لبنان"( فقرة رقم 96 من تقرير ميليس الأول). وأفاد تقرير ميليس الأول في هذا الخصوص، أن الشاهد زعم أنه زار قواعد عسكرية سورية عدة في لبنان، ولاحظ في إحدى القواعد، في حمانا، سيارة فان ميتسوبيتشي بيضاء اللون... ووفقا لمزاعم الشاهد أيضا، يقول ميليس، دخل فان الميتسوبيتشي الذي استخدم كحامل متفجرات، لبنان من سوريا عبر الحدود البقاعية من ممر عسكري في 21 كانون الثاني/ يناير 2005 عند الساعة 1320 ، وكان يقودها ضابط سوري من وحدة الجيش العاشرة" (فقرة رقم 98 من تقرير ميليس الأول). ويضيف تقرير ميليس الأول في هذا السياق أيضا أنه "صرّح الصديّق أنه رأى شاحنة الميتسوبيتشي في معسكر الزبداني..." (فقرة رقم 110 من التقرير ذاته).

وانطلاقا من هذه الفقرات الواردة في تقرير ميليس الأول، يمكن التأكيد على أن النائب العام ميليس اكتفى بسرد إفادة الشاهد المذكور من دون أن يؤكّدها أو يدحضها، ولم يعتبر هذه المعلومات بمثابة أدلة جنائية ثابتة وأكيدة، كونه كان دائما يدلي بها على أساس أنها أقوال شاهد أو مزاعم شاهد تقدّم بها هذا الأخير إلى لجنة التحقيق الدولية. وهو بذلك اعتبرها نوعا من الإشارات والدلالات الجنائية العادية التي يمكن دحضها بإفادات مضادة أو مناقضة أو بواسطة وثائق وإفادات وأدلة تثبت عكس هذه الأقوال أو المزاعم. ولكن حتى الآن لم يتبيّن أن أحدا من الأشخاص المشتبه بهم، قدّم دليلا واحدا يثبت عكس أقوال الشاهد المذكور.

2 ـ لم يتمكّن النائب العام ميليس من التوصل إلى نتيجة حاسمة ونهائية فيما خص تحديد سير خط شاحنة الميتسوبيتشي لأنه لم يتمكّن من إكمال تحقيقاته في هذا المجال نظرا لاستقالته من منصبه في رئاسة لجنة التحقيق الدولية، وهو كان قد أشار صراحة في تقريره الثاني الصادر بتاريخ 12 كانون الأول/ ديسمبر سنة 2005 إلى أنه "بناء على طلب اللجنة، فتحت الشرطة الوطنية اليابانية تحقيقا حول هذه السيارة المسروقة. واستنتجت أنها شحنت، إما كاملة أو مفككة إلى قطع، من اليابان إلى بلد آخر هو على الأرجح الإمارات العربية المتحدة. منذ أيلول، عملت اللجنة الدولية من كثب مع السلطات اليابانية والإماراتية لتعقب تحركات هذه السيارة بما في ذلك مراجعة مستندات الشحن في الإمارات العربية المتحدة بمساعدة السلطات الإماراتية في محاولة لتحديد مكان الأشخاص الذين أرسل إليهم المستوعب الذي يعتقد أنه ضم السيارة أو أجزاءها، وإجراء مقابلات معهم. ما زال خيط التحقيق هذا في مراحله الأولى"( فقرة رقم 42)، ما يؤكّد على أن النتائج التي كان قد توصل إليها النائب العام ميليس على هذا الصعيد لم تكن إلا نتائج أولية.

3 ـ إن إفادة الشاهد فيما خص شاحنة الميتسوبيتشي التي أشير إليها في تقرير ميليس الأول تندرج في إطار الدليل العادي الذي تقدّر قيمته بالتأسيس على قناعة المحقق الشخصية، وللمحكمة إما أن تأخذ به بالاستناد إلى قناعتها الشخصية والى ما يمكن عطفه على هذا الدليل من أدلة أخرى أو قرائن يمكن استنتاجها من ملف التحقيق، وإما أن تهمله لعدم قناعتها بمصداقيته أو بصحته بالإحالة على المبدأ الجزائي الأساسي المعمول به في المحاكمات الجزائية، ألا وهو مبدأ القناعة الشخصية للقاضي الجزائي: ud noitcivnoc emitni_L .fisserp?r eguj ولهذا لا يجوز البتة الكلام عن تباين في مواقف المحققين في قضية اغتيال الرئيس الحريري لجهة مصدر وخط سير شاحنة الميتسوبيتشي، ذلك أن كل المعلومات المدلى بها في تقارير براميرتس حول شاحنة الميتسوبيتشي، ولاسيما في تقريره السادس الأخير (فقرة رقم 24) تدل على أن براميرتس توصل إلى الحقائق والمعلومات ذاتها التي كان أثبتها النائب العام ميليس.

4 لم يشكك النائب العام براميرتس على الإطلاق بما ورد في تقرير ميليس الأول أو الثاني فيما خص شاحنة الميتسوبيتشي، بل أنه اتخذ القرار، كما سلفه النائب العام ميليس، بتعميق التحقيقات حول هذه المسألة التي لم تكن محسومة، وذلك بقوله "أن مهمة متابعة هذا الخيط من خيوط التحقيق (شاحنة الميتسوبيتشي) لا تزال مستمرة مع إجراء تحاليل مهمة تتعلق بالحمض النووي وجمع معلومات جديدة حول مصادر المركبة وتحركها قبل التفجير" (فقرة رقم 29 من تقرير براميرتس الأول). ويضاف إلى ذلك أن قول ميليس في تقريره الثاني (فقرة رقم 42) بأن "خيط التحقيق لا يزال في مراحله الأولى"، يدل بشكل صريح على أن براميرتس يقود التحقيق على خطى القاضي ميليس ووفقا لخارطة التحقيق التي رسمها ووضع أسسها المهنية والقانونية. وقد أكّد براميرتس في تقريره السادس على متابعة التحقيقات على هذه الصعيد بالقول انه "تتم متابعة خط التحقيق هذا كأولوية" (فقرة رقم 24)، ما كان قد أعلنه سلفه من قبل في تقريره الثاني (فقرة رقم 42). ولهذا لا يمكن الحديث عن أي تباين في الرؤية الجنائية لهذه الناحية من نواحي التحقيق الدولي.

5 ـ في كل الأحوال، ثمة واقعة ثابتة فيما خص شاحنة الميتسوبيتشي وخط سيرها ومصدرها، وهي أنها لم تهبط من السماء على أرض لبنان ولم تدخل إلى هذا البلد عن طريق حدوده الجنوبية مع دولة إسرائيل، مما يعني أن هناك احتمالين: إما أنها دخلت إلى لبنان عبر الحدود السورية كما أفاد بذلك أحد الشهود بعد أن تم تجهيزها، وإما أنها دخلت مباشرة إلى منطقة طرابلس عبر مرفأ طرابلس. ولكن هذا الاحتمال الأخير لا يمكن الركون إلى صحته طالما أنه لم يثبّت بأي دليل أو شهادة شاهد حتى الآن. هذا من جهة، أما من جهة ثانية فان دخول الشاحنة عبر مرفأ طرابلس إلى لبنان لا يؤلّف في كل الأحوال واقعة لصالح المسؤولين السوريين المشتبه بضلوعهم في عملية التخطيط والتحضير لاغتيال الرئيس الحريري، وذلك لأن مرفأ طرابلس أقرب للحدود السورية من ثكنة حمانا.

ج ـ معلومات أخرى متعلقة بمسرح الجريمة واستنتاجات حول آلية تنفيذ العملية الإرهابية.

1 ـ الظروف وراء اختيار الرئيس الحريري الطريق التي سلكها يوم التفجير.

أكّد التقرير أنه "عبر العمل على تثبيت الاستنتاجات المتعلقة بمسرح الجريمة، جرى حل عدد من المسائل الأخرى بطريقة ترضي اللجنة، ومن بينها: الظروف وراء اختيار الطريق الذي سلكه الموكب من مجلس النواب إلى منزل الحريري" (فقرة رقم 33).

إن حل هذه المسألة يندرج في إطار متابعة المهمة التي كان يقوم بها النائب العام ميليس قبل استقالته من منصبه في رئاسة لجنة التحقيق الدولية، حيث كان يعطي أهمية كبيرة لمسألة كيفية تمكّن الجناة من تحديد الطريق الذي سلكه الرئيس الحريري يوم اغتياله وآلية رصد خط سير موكبه، إذ جاء في الفقرة رقم 134 من تقريره الأول الصادر بتاريخ 19 تشرين الأول/ أكتوبر 2005 أن "أحد المواضيع الرئيسية للجنة كان تقدير كيف تمت معرفة طريق السيد الحريري وهو عائد إلى قصر قريطم من الاجتماع في البرلمان".

وفي السياق عينه، يشار أيضا إلى أن لجنة التحقيق الدولية تمكّنت، وفقا لما جاء في تقرير براميرتس السادس، من فهم وحل عدد من القضايا الأخرى التقنية وغير التقنية المتعلقة بموكب الرئيس الحريري يوم تنفيذ عملية اغتياله، ومنها:

ـ وضع أجهزة التشويش الالكترونية التي كان جهاز أمن الحريري يستعملها.

ـ لائحة الأشخاص الذين كانوا على علم بتحركات الموكب.

ـ السيارات التي كان موكب الحريري يتكوّن منها يوم الاغتيال. (فقرة رقم 33).

ـ وضع صور رقمية واضحة للمدينة ولمسرح الجريمة وللطريق التي سلكها موكب الرئيس الحريري وقت تنفيذ العملية(فقرة رقم 32).

على هذا الصعيد الأخير جاء في تقرير براميرتس أن "ثلاثة مشاريع رقمية استكملت من قبل خبراء خارجيين لمساعدة المحققين في أن يكون لديهم صورة واضحة للمدينة ومسرح الجريمة، والطريق التي سلكها الموكب وتحركات رفيق الحريري خلال يومه الأخير، بما في ذلك النشاط المشبوه للاتصالات المزعومة لفريق التفجير فيما كان الموكب يسير على طول الطريق. وهناك مشروع رابع في طور الإنشاء ، سيتيح لمستخدميه "السير عبر" مسرح الجريمة . يمكن لهذه المساعدات التصويرية أن يكون لها استخدام خاص لتقديم بعض الحقائق في إطار محكمة مقبلة محتملة" (فقرة رقم 32).

(*) أستاذ محاضر في القانون الجنائي والإجراءات والأصول الجنائية في جامعة روبير شومان ـ فرنسا

أستاذ زائر في القانون الجنائي في جامعة انسبروك ـ النمسا

محام عام أسبق في فرنسا

محام بالاستئناف