المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم الخميس 27/7/2006

الدُنيا مَلهَاةٌ عِندَ قَومٍ يُفكِرونَ، ومأسَاةٌ عِندَ قومٍ يعون. (ولبول)

 

حزب الله يرفض مقررات مؤتمر روما وخطة السنيورة 

أ ف ب - 2006 / 7 / 26

 اعلن حزب الله اليوم الاربعاء رفضه لكل ما يتجاوز الوقف الفوري لاطلاق النار وتبادل الاسرى في رد على مؤتمر روما الذي فشل في الدعوة الى وقف فوري لاطلاق النار ودعا الى انشاء قوة دولية, وعلى رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة الذي طرح في روما خطة شاملة لانهاء الازمة في لبنان. واعلن مصدر في حزب الله طلب عدم الكشف عن اسمه ان الحزب يرفض في الوقت الحاضر اي نقاط تتجاوز الدعوة الى وقف فوري لاطلاق النار وتبادل الاسرى, وهو يرفض بالتالي مقررات مؤتمر روما. وسارع حزب الله الى تحميل الولايات المتحدة مسؤولية عدم توصل مؤتمر روما الى الدعوة "لوقف فوري وشامل" لاطلاق النار في لبنان.

وقال رئيس كتلة حزب الله في البرلمان اللبناني النائب محمد رعد ان "الادارة الاميركية ارادت من خلال مشاركتها في مؤتمر روما (...) الضغط على المشاركين فيه لمنعهم من التوسط لتحقيق وقف فوري وشامل للعدوان". واضاف النائب رعد "ان الضغط الاميركي في روما منع المؤتمرين من ادانة القتل الصهيوني المتعمد لقوات الطوارىء الدولية العاملة في لبنان, او حتى مجرد فتح تحقيق في الحادث" في اشارة الى مقتل اربعة مراقبين تابعين للامم المتحدة في بلدة الخيام اللبنانية الحدودية. واضاف في انتقاد لدعوة مؤتمر روما الى ارسال قوة دولية الى جنوب لبنان "ان قوى دولية لا تستطيع ان تدين قتلة جنودها من دون اذن من الادارة الاميركية المتوحشة, كيف لنا ان نرهن لبنان لحساباتها".

وكان المؤتمر الدولي حول لبنان انهى اعماله اليوم الاربعاء في روما من دون التوصل الى اتفاق حول الدعوة الى وقف فوري لاطلاق النار بعدما تصدت الولايات المتحدة بقوة لضغوطات غالبية الدول الاخرى المشاركة في المؤتمر. واكتفى هذا المؤتمر الذي ضم وزراء خارجية من 14 دولة اضافة الى رئيس الوزراء اللبناني في نهاية المطاف بالدعوة الى "العمل فورا من اجل التوصل بشكل عاجل الى وقف لاطلاق النار", في صيغة توافقية اقل الزامية. كما عبر مؤتمر روما عن دعمه مبدئيا تشكيل "قوة دولية بتفويض من الامم المتحدة" لمساعدة الجيش اللبناني على خلق "جو آمن" في جنوب لبنان. وفي رد على الخطة الشاملة التي قدمها السنيورة امام مؤتمر روما ومن دون ان يسميه اعلن رئيس كتلة حزب الله النيابية النائب محمد رعد ان "كل ما عدا" تحقيق وقف فوري لاطلاق النار والشروع في مفاوضات لتبادل الاسرى "لا يعبر الا عن وجهات نظر خاصة من هنا وهناك".

ورغم تحفظها على بعض النقاط في خطة السنيورة الشاملة فان حركة امل الشيعية لم ترفضها. وقال النائب عن حركة امل علي حسن خليل في تصريح لوكالة فرانس برس "ان النقاط التي تشير الى وقف اطلاق النار الفوري وانجاز التبادل وعودة المهجرين في كلمة الرئيس السنيورة هي نقاط نعتبرها اساسا لاي نقاش ونحن نتوافق عليها" مضيفا "اما الامور الاخرى فتحتاج الى تدقيق لانها تحتمل اكثر من وجه". واضاف النائب محمد رعد "ان الموقف الذي التزمته الحكومة اللبنانية هو تحقيق وقف فوري شامل لاطلاق النار والشروع في التفاوض غير المباشر لتبادل الاسرى والمعتقلين" مضيفا "وكل ما عدا ذلك لا يعبر الا عن وجهات نظر خاصة من هنا وهناك". وكان الرئيس السنيورة قدم امام مؤتمر دعم لبنان المنعقد في روما خطة شاملة للحل في لبنان من سبع نقاط تبدا بوقف فوري لاطلاق النار يليه تبادل للاسرى. وتشمل النقاط الاخرى التي وردت في خطاب السنيورة وضع مزارع شبعا تحت سلطة الامم المتحدة بانتظار ترسيم حدودها مع سوريا, ونشر الجيش اللبناني في الجنوب "بشكل لا يعود فيه اسلحة او سلطة لغير الدولة اللبنانية حسب ما هو وارد في اتفاق الطائف", وتوسيع مهمة قوة الامم المتحدة في جنوب لبنان "لضمان استقرار وامن الجنوب لضمان عودة النازحين الى منازلهم".

وفي ما يلي نص البيان الختامي لمؤتمر روما الدولي لبنان الذي اعتمد اليوم الاربعاء بالانكليزية من قبل الدول ال14 المشاركة الى جانب لبنان وثلاث منظمات دولية شاركت فيه بحسب ترجمة لوكالة فرانس برس.

"ان ممثلي ايطاليا والولايات المتحدة والامم المتحدة وكندا وقبرص ومصر وفرنسا والمانيا واليونان والاردن وروسيا والسعودية واسبانيا وتركيا وبريطانيا والاتحاد الاوروبي (الممثل الاعلى والرئاسة الفنلندية والمفوضية) والبنك الدولي اجتمعوا اليوم مع ممثلين عن لبنان".

"استنادا الى الاجتماع الوزاري لمجموعة الاتصال حول لبنان الذي عقد في نيويورك في 19 ايلول/سبتمبر 2005, اجتمعت مجموعة الاتصال حول لبنان ودول اخرى معنية بمصير لبنان اليوم للتعبير عن القلق الشديد لدى المجموعة الدولية بخصوص الوضع في لبنان والعنف في الشرق الاوسط, من اجل تقديم مساعدة انسانية عاجلة وكبرى ولبحث الاجراءات الملموسة التي يمكن ان تقود الى لبنان حر ومستقل وديموقراطي يتولى السيطرة الفعلية على كل اراضيه".

" ان مجموعة الاتصال حول لبنان والمشاركين الاخرين في مؤتمر روما تعهدوا بمساعدة الحكومة اللبنانية على مواجهة التحديات السياسية والاقتصادية والامنية".

"ان المشاركين عبروا عن تصميمهم المشترك على العمل بالتوافق مع المجموعة الدولية على تامين مساعدة انسانية للشعب اللبناني وعبروا عن قلقهم الشديد اثر الخسائر البشرية والمعاناة وتدمير البنى التحتية المدنية والعدد المتزايد للاشخاص النازحين".

"بعد دعوة اسرائيل الى ممارسة اقصى درجات ضبط النفس, اشاد المشاركون باعلان اسرائيل عن السماح بممرات انسانية في لبنان بما يشمل الرحلات الانسانية عبر مطار بيروت الدولي وداخل لبنان, ما يتيح تسليم سريع للمساعدة ودعوا الى اقامتها فورا".

"عبر المشاركون في مؤتمر روما عن تصميمهم على العمل فورا من اجل التوصل بشكل عاجل الى وقف لاطلاق النار ينهي العنف والاعمال العدوانية الجارية حاليا. ان وقف اطلاق النار هذا يجب ان يكون قابلا للاستمرار ودائما وكاملا".

"ان مؤتمر روما اعلن ان الشرط الرئيسي لامن دائم في لبنان هو القدرة الكاملة للحكومة على ضمان سلطتها على كافة اراضيها".

"ان المشاركين يعتبرون ان اطار القرارات الدولية بما يشمل اعلان مجموعة الثماني الصادر في 16 تموز/يوليو والقرارات 425 و1559 و1680 الصادرة مجلس الامن الدولي, واتفاق المصالحة الوطنية اللبناني الوارد في اتفاقات الطائف والهدنة عام 1949, تشكل المبادىء التي توجه الجهود ومسؤولية المجموعة الدولية في مساعدتها لحكومة وشعب لبنان".

"ان المشاركين دعوا الى تطبيق كامل لهذه القرارات المهمة الصادرة عن مجلس الامن الدولي واتفاقات الطائف التي تتيح نشر قوات مسلحة لبنانية في كل مناطق البلاد ونزع اسلحة الميليشيات".

"ان قوة دولية في لبنان يجب ان تكون مفوضة بشكل ملح من قبل الامم المتحدة بدعم القوات المسلحة اللبنانية في خلق جو آمن. ان مؤتمر روما قدم دعما للنهوض واعادة اعمار لبنان. ان المشاركين اتفقوا اليوم على مؤتمر دولي للمانحين للمساعدة على انهاض الاقتصاد اللبناني ودعوا الى تامين مساعدة لاعادة الاعمار للحكومة اللبنانية مع تشديد خاص على جنوب البلاد".

"تم دعم ضرورة عقد لقاء مع الدول الشريكة بهدف بحث مقاربة مشتركة للمساعدة الامنية للقوات المسلحة والامنية اللبنانية".

"ان المشاركين اتفقوا على ان الحل الدائم في الشرق الاوسط يجب ان يكون اقليميا. لقد عبروا عن التزامهم الكامل حيال الشعب اللبناني واسرائيل وكل المنطقة في العمل فورا مع المجموعة الدولية بهدف التوصل الى سلام كامل دائم".

 

السنيـورة: لا تستطيع أي حكومة العيش على انقاض وطن وأتينا إلى هنا لنعلن حقنا بالحياة 

يسرد في روما حكاية بلد ممزق جراء الدمار والنزوح والتشريد والموت

وكالات - 2006 / 7 / 26

 دعا رئيس الحكومة فؤاد السنيورة الى وقف اطلاق نار فوري وشامل والتعهد باطلاق الأسرى والمحتجزين اللبنانيين والاسرائيليين عن طريق لجنة الصليب الأحمر الدولي، وانسحاب الجيش الاسرائيلي الى خلف الخط الأزرق وعودة النازحين الى قراهم، والى التزام مجلس الأمن وضع منطقة مزارع شبعا وتلال كفرشوبا تحت سلطة الأمم المتحدة حتى ينجز ترسيم الحدود وبسط السلطة اللبنانية على هذه الأراضي. وطالب بان تسلم اسرائيل كل خرائط الألغام المتبقية في جنوب لبنان الى الأمم المتحدة، و بسط الحكومة اللبنانية سلطتها على أراضيها كاملة عبر انتشار قواها المسلحة الشرعية مما سيؤدي الى حصر السلاح والسلطة بالدولة اللبنانية، كما نص اتفاق المصالحة الوطنية في الطائف، و تعزيز القوة الدولية التابعة للأمم المتحدة العاملة في جنوب لبنان وزيادة عديدها وعتادها وتوسيع مهامها ونطاق عملها، واتخاذ الأمم المتحدة بالتعاون مع الفرقاء المعنيين الاجراءات الضرورية لإعادة العمل باتفاق الهدنة الذي وقعه لبنان واسرائيل في العام 1949 وتأمين الالتزام ببنود هذا الاتفاق، اضافة الى البحث في التعديلات المحتملة عليه أو تطوير بنوده عند الضرورة، والتزام المجتمع الدولي دعم لبنان على كل الاصعدة ومساعدته على مواجهة العبء الكبير الناتج عن المأساة الانسانية والاجتماعية والاقتصادية التي يشهدها البلد، خصوصا في ميادين الاغاثة واعادة الاعمار واعادة بناء الاقتصاد الوطني.

وقدم التعازي بمقتل جنود من قوات الطوارئ الدولية العاملة في لبنان جراء القصف الاسرائيلي. سائلا: "هل ان دمعة الاسرائيليين اكثر قيمة من دماء اللبنانيين وقال: "لقد صنعوا الخراب ويسمونه سلاما".

القى الرئيس السنيورة خطابا في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الدولي الذي انعقد في مقر وزارة الخارجية الايطالية في العاصمة الايطالية روما صباح اليوم في حضور الوفد اللبناني الذي ضم الوزراء: الياس المر، فوزي صلوخ، جهاد ازعور، مروان حمادة، ميشال فرعون، طارق متري فقال: "أود أولا أن أتوجه بالشكر لصديقي رئيس مجلس الوزراء رومانو برودي وللحكومة الايطالية لاستضافتها هذا الاجتماع المهم والحاسم في روما اليوم. ما كنا نعلم عند لقائنا الاخير هنا في أواخر شهر حزيران الفائت أننا سنعود ونلتقي بهذه السرعة وفي ظل هذه الظروف المروعة.

تحدثنا، منذ عشرة أشهر خلت فقط وخلال اجتماعنا في نيويورك، عن اجراءات الاصلاح الاقتصادي والمؤسساتي التي ستساعد الاقتصاد اللبناني على تحقيق النمو وتعزيز الانماء الاجتماعي والاقتصادي المستدام وتحسين مستوى الوظائف الانتاجية. وتطرقنا لرؤية اقتصادية شاملة تعيد احياء الاقتصاد وتجد حلا لمشكلة ديننا المتراكم. واعلنا ان دعم المجتمع الدولي أساسي لاعادة احياء بلدنا وأن دعمكم المستمر حاسم بالتأكيد لانجاح التجربة الديموقراطية اللبنانية في منطقتنا، كما كنا نبهنا لخطورة الفشل بالنسبة الينا جميعا. كما تكلمنا عن التحديات والفرص...

ثم ومنذ ثلاثة أشهر، تكلمت أمام مجلس الامن في نيويورك حيث تطرقت الى الخطوات التاريخية التي تم اتخاذها نحو بناء لبنان يحكم نفسه بنفسه، لبنان المستقر والديموقراطي والمزدهر، والى مسألة تحرير مزارع شبعا التي لا تزال محتلة والتي تشكل أولوية وطنية، والى تسليم الاسرى اللبنانيين المحتجزين في السجون الاسرائيلية، والى ضرورة وضع حد لتاريخ طويل من الاعتداءات والخروقات الاسرائيلية للاراضي اللبنانية. وأكدت ايضا واجب الدولة الطبيعي والحصري تأمين الأمن لجميع مواطنيها والقاطنين على أرضها اضافة الى حقها الحصري في حمل السلاح وفي ممارسة سلطتها التامة على كامل أراضيها بما يتوافق مع ما نص عليه اتفاق المصالحة الوطنية في الطائف في العام 1989. وناشدت المجتمع الدولي لابداء اهتمام متزايد لتمكين الحكومة اللبنانية بشكل يتيح أمامها فرصة التقدم سريعا في تطبيق برنامجها الاصلاحي اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا والتخفيف من مشاعر اليأس والاحباط والشعور بالاذلال المنتشر في المنطقة، كما طالبت بتعاون جدي، وهو مطلب ما زال يحتل مرتبة متقدمة في أولوياتنا، لإحلال سلام عادل ودائم بين اسرائيل والفلسطينيين والدول العربية الاخرى وفقا لما جاء في مبادرة السلام التي اطلقتها قمة بيروت العربية في العام 2002، مما سيساهم في تعزيز الديموقراطية في العالمين العربي والاسلامي. كم تبدو هذه الامور بعيدة الآن... نحن الآن نتكلم فقط عن الموت والحرب، الدمار والتشريد، الاصابات والمعاناة، النزوح والخراب.

كما تعلمون جميعا، ان اسبوعين من العدوان الاسرائيلي المتفاقم على لبنان قد ادى الى تدمير بلدنا، فالخسائر في الارواح بلغت نسب مأساوية وما زالت هذه النسب تتزايد: أكثر من 400 شهيد و2000 جريح حتى الآن، ثلثهم من الاطفال ما دون الـ12 عاما، نحو مليون نازح أو ما يعادل ربع سكان لبنان، (حاولوا تخيل ما قد يحصل في حال اضطر ربع سكان بلدانكم الى ترك منازلهم من دون أي احتياجات سوى الكسوة التي يلبسونها)، وفي بعض المناطق شل عمل المستشفيات فلم تعد تستطيع معالجة المصابين، كما سجل نقص في المؤن الغذائية والادوية، وتم تدمير المنازل والمعامل والمخازن تدميرا كليا، وقطعت الطرق ودمرت الجسور، وتعرضت منشآت الامم المتحدة وثكنات الجيش ومراكز القوة الأمنية المشتركة للقصف، وتم تدمير وحدة دفاع مدني كليا وقصفت مراكز انتاج الطاقة الكهربائية وخزنات الوقود مما ألحق ضررا بيئيا كبيرا بالشاطىء الشرقي للبحر المتوسط، واحرقت الشاحنات، ودمرت هوائيات البث التلفزيوني والخلوي واضطر الرعايا الاجانب الى مغادرة البلاد، كما تم فرض حصار بري وجوي وبحري على لبنان.

باختصار، هذه قصة بلد ممزق جراء الدمار والنزوح والتشريد واليأس والموت، قصة معاناة انسانية لا تحتمل. وفيما اتكلم الآن، تستمر المعاناة واليأس والحزن والمجازر اليومية والاعمال الوحشية، المزيد من الاطراف المبتورة والمزيد من الارامل والمزيد من الاولاد الذين فقدوا أمهاتهم والمزيد من اليتامى والمزيد من القتلى المدنيين الأبرياء.

قبل أن أصعد الى الطوافة في بيروت المحاصرة والتي تتعرض للقصف العنيف، قمت بزيارة أحدى المستشفيات المكتظة بالمدنيين المصابين وسمعت صراخهم وأنينهم واستمعت لمخاوفهم وارتباكهم. لا حاجة لاطلاعكم على وقع هذه التجربة المؤثرة الا أنني أستمديت القوة من شجاعة شعبي وأتيت اليكم مصمما على السعي لوضع حد لمعاناتهم.

لا تستطيع أي حكومة العيش على انقاض وطن. كم من الوقت سيتطلب التآم الجراح البشرية والاجتماعية والنفسية والاقتصادية وبأية كلفة؟ كم من الوقت سيستلزم بناء الطرقات والجسور والمنازل وبأية كلفة؟ كم من الوقت سيمر قبل أن ننسى من قضوا تحت القصف الاسرائيلي؟ أي مستقبل سينتج من الدمار غير مستقبل الخوف والكبت والانهيار الاقتصادي والتطرف؟ هل ان قيمة الحياة البشرية في لبنان أقل من قيمة المواطنين في دول أخرى؟ هل نحن أبناء اله ادنى (أقل قدرة)؟ أم أن قيمة دمعة اسرائيلية تفوق قيمة قطرة دم لبنانية؟ هل يستطيع المجتمع الدولي أن يقف متفرجا بينما تنزل اسرائيل بنا مثل هذه العقوبة القاسية؟ هل يستمر المدنيون الأبرياء والكنائس والمساجد والمياتم وقوافل المساعدات التي يواكبها الصليب الاحمر والناس الذين يبحثون عن ملجأ أو ينزحون عن قراهم وبيوتهم عرضة لهذه الحرب الوحشية العبثية؟ أهذا ما يسمى الدفاع المشروع عن النفس؟ أهذا هو الثمن الذي سندفعه لقاء توقنا لبناء مؤسساتنا الديموقراطية؟ أهذه رسالة الدعم المرسلة لبلد التعدد والحرية والتسامح؟ لقد وصف أيان انجلند، أمين الامم المتحدة المساعد للشؤون الانسانية ومنسق عمليات الاغاثة الطارئة، بعد زيارته المنطقة المدمرة في ضاحية بيروت، القصف العشوائي بخرق للقانون الانساني الواضح في ما يتعلق بواجب حماية المدنيين خلال النزاعات. كما ان هذا البند وارد في اتفاق روما الذي أسست بموجبه المحكمة الجنائية الدولية والذي يعدد الاعمال المعتبرة وفقا للقانون الدولي جرائم حرب.

نعم ان القصف العشوائي للمدن يشكل بالفعل استهدافا واضحا وغير مقبول للمدنيين. كما ان استهداف مواقع استراتيجية ذات اهمية عسكرية مزعومة يؤدي الى قتل مدنيين أبرياء يعتبر وفقا للقانون الدولي غير مبرر واجرامي. لا يمكن لإسرائيل الاستمرار في تجاهل القانون الدولي الى ما لا نهاية. فيجب أن تدفع الثمن وسنبدأ بانجاز الاجراءات القانونية ولن نتغاضى عن اي وسيلة لجعل اسرائيل تعوض على الشعب اللبناني الدمار الوحشي الذي ألحقته وما زالت تلحقه بنا. لكن كيف يمكن تقويم الحياة الانسانية؟ وكيف يمكن تحديد قيمة الاطراف المبتورة؟ ففي الوقت الذي بقيت فيه نداءاتي لوقف اطلاق النار الانساني الفوري غير مسموعة، اعلنت لبنان بلدا منكوبا بحاجة ماسة للمساعدات الانسانية. ان حكومتي التي لم تكن على علم مسبق بعبور حزب الله للخط الأزرق وأسر جنديين اسرائيليين والتي لم تتبن هذه العملية، تدين أشد ادانة الرد الاسرائيلي العنيف وعدوانها الذي تخرق به كل القوانين الدولية والاتفاقات والمعايير. لقد رفضت حكومتي الزعم القائل أن هذا العدوان يندرج ضمن الحق المشروع في الدفاع عن النفس، وأكدت مجددا التزام لبنان احترام القرارات الدولية وتصميمه على الحفاظ على استقلاله وسيادته ووحدة أراضيه. كما أن الحكومة ملتزمة باحترام الخط الازرق احتراما كليا. وكانت الحكومة حذرت الاسبوع الفائت من ان استمرار اسرائيل بالتدمير والقتل سيؤدي الى تفاقم المشكلة ليس الا، وسيهدد السلم والأمن الدوليين خصوصا في منطقة الشرق الأوسط. كما أعادت الحكومة تأكيد مسؤوليتها في حماية لبنان ومواطنيه وحقها وواجبها في بسط سلطتها على كامل أراضيها. باسم الشعب الباسل في لبنان من بيروت وبعلبك وجبيل وصور وصيدا وقانا، وصولا الى طرابلس وزحلة وبشري وللقرى الـ21 الواقعة على الحدود الجنوبية والتي أعلنتها اسرائيل منطقة محظورة، والى القاطنين في كل قرية وبلدة تعاني في هذه اللحظة التي نتكلم فيها، أدعوكم الى الاستجابة فورا ومن دون أي تحفظ او تردد لندائي لوقف اطلاق نار فوري وتأمين اعانات انسانية ملحة لبلدنا الذي ضربته الحرب. لذلك يجب اطلاق خطة مارشال جديدة لمساعدة لبنان على استعادة عافيته في اسرع وقت ممكن ومحو التبعات المعوقة لهذا الهجوم غير المبرر التي تقدر بمليارات الدولارات علما ان هذه الاهداف تستهدف للمرة السابعة بشكل متعمد وتشل اقتصادنا وتهدم البنى التحتية المدنية. يجب أن يتوقف القتل! الآن! علينا العمل معا لاحلال السلام. لقد شهدنا العديد من الاعتداءات الاسرائيلية التي استهدفت لبنان في الاعوام 1969 و1978 و1982 و1993 و1996 و1999. لم تتمكن ايا من هذه الاعتداءات تحقيق أهدافها المعلنة. ويجب وضع حد لهذا الامر. فالعودة الى الوضع السابق سيكون مؤذيا. أدعوكم جميعا، باسم الشعب اللبناني، الى المساعدة على وضع حد لهذه المأساة الانسانية. وأنا أؤمن تماما أن ذلك ممكن على النحو الآتي:

- وقف اطلاق نار فوري وشامل واعلان اتفاق حول المسائل الآتية:

أ- التعهد باطلاق الأسرى والمحتجزين اللبنانيين والاسرائيليين عن طريق لجنة الصليب الأحمر الدولي.

ب- انسحاب الجيش الاسرائيلي الى خلف الخط الأزرق وعودة النازحين الى قراهم. ت‌ التزام مجلس الأمن وضع منطقة مزارع شبعا وتلال كفرشوبا تحت سلطة الأمم المتحدة حتى ينجز ترسيم الحدود وبسط السلطة اللبنانية على هذه الأراضي، علما أنها ستكون، خلال تولي الامم المتحدة السلطة، مفتوحة أمام اصحاب الاملاك اللبنانيين. كما أنه يتعين على اسرائيل تسليم كافة خرائط الألغام المتبقية في جنوب لبنان الى الأمم المتحدة.

ث- بسط الحكومة اللبنانية سلطتها على كامل أراضيها عبر انتشار قواها المسلحة الشرعية مما سيؤدي الى حصر السلاح والسلطة بالدولة اللبنانية كما نص اتفاق المصالحة الوطنية في الطائف.

ج- تعزيز القوة الدولية التابعة للأمم المتحدة العاملة في جنوب لبنان وزيادة عديدها وعتادها وتوسيع مهامها ونطاق عملها وفقا للضرورة بهدف اطلاق العمل الانساني العاجل وأعمال الاغاثة وتأمين الاستقرار والامن في الجنوب ليتمكن النازحون من العودة الى منازلهم.

ح- اتخاذ الأمم المتحدة بالتعاون مع الفرقاء المعنيين الاجراءات الضرورية لاعادة العمل باتفاق الهدنة الذي وقعه لبنان واسرائيل في العام 1949 وتأمين الالتزام ببنود هذا الاتفاق اضافة الى البحث في التعديلات المحتملة عليه أو تطوير بنوده عند الضرورة.

خ - التزام المجتمع الدولي دعم لبنان على كافة الاصعدة ومساعدته على مواجهة العبء الكبير الناتج عن المأساة الانسانية والاجتماعية والاقتصادية التي يشهدها البلد خصوصا في ميادين الاغاثة واعادة الاعمار واعادة بناء الاقتصاد الوطني. عبر ارادة وتصميم كافة الأطراف، يمكن لما تقدم أن يؤمن لنا العناصر الضرورية لإعادة بناء بلدنا المشرذم واعادته بلدا عربيا موحدا ديموقراطيا ومنارة للحرية والتعددية والتسامح في المنطقة. كما يمكنه أن يشكل خطوة على طريق تحقيق السلام العادل والشامل بين شعوب الشرق الأوسط. لا يمكن الحفاظ على لبنان كمثال يحتذى ورعايته ان تحوله الى ساحة لحروب الآخرين.

اننا ندين لشعبنا بمخرج مشرف من هذه الحرب. ندين لشعبنا بحل نتوصل اليه بدعمكم، حل يحول دون مزيد من الدمار ويساعدنا على اعادة اعمار بلدنا وتعزيز ديموقراطيتنا.

اسمحوا لي في الختام أن أستذكر قول للمؤرخ الروماني تاسيتوس في هذه المدينة العظيمة منذ ألفي سنة وهو قول يصف تماما ما تقوم به اسرائيل في لبنان والمنطقة اليوم، أقتبس: "لقد صنعوا الخراب ويسمونه سلاما" خيارنا واضح. لقد اخترنا الحياة. لم نأت الى روما لطلب المساعدات والدعم فقط. أتينا لنسمع صوتنا ونعلن حق أمتنا في الحياة. لن نساوم على قضيتنا المحقة أو على مصالحنا الوطنية. أننا هنا لنشهد على وحدتنا كشعب. لقد تخطينا الحروب والخراب عبر الأجيال. وسننهض مجددا. فليكن هذا خياركم أيضا. لا تسمحوا للخراب أن ينتصر".

 

اسرائيل تقول إنها ستفرض شريطا أمنيا في جنوب لبنان

رويترز - 2006 / 7 / 26

 قال مصدر سياسي ووسائل اعلام اسرائيلية يوم الاربعاء ان اسرائيل ستفرض شريطا أمنيا بعمق كيلومترين ضد حزب الله بالاعتماد على المدفعية والضربات الجوية لتجنب التمركز بقوات على الارض. وكان عمير بيريتس وزير الدفاع الاسرائيلي قال يوم الثلاثاء ان اسرائيل ستسيطر على شريط أمني في جنوب لبنان الى ان يتسنى نشر قوة دولية تتولى السيطرة عليه لكنه لم يخض في التفاصيل.

وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود أولمرت لأعضاء الكنيست يوم الاربعاء ان اسرائيل لا تريد أن تعيد احتلال أرض لبنانية بعد ان اعادت الخطة الى الذاكرة احتلال اسرائيل لجنوب لبنان الذي دام 22 عاما الى أن انسحبت في عام 2000.ونقل مسؤولون برلمانيون عن أولمرت قوله انه لا يوجد مقاتلون لحزب الله في الوقت الحالي في الشريط الممتد بطول الحدود والذي قدر عرضه بكيلومترين.وقال أولمرت دون الخوض في تفاصيل "لا توجد نية للعودة الى المنطقة الامنية (السابقة) وانما لتوسيع النطاق الذي لا يسمح لحزب الله بالتواجد فيه."

وقالت مصادر مقربة من بيريتس لصحيفة يديعوت أحرونوت اليومية انه عندما تحدث عن منطقة عازلة انما كان يقصد "منطقة أمنية فعلية" يتراوح عرضها بين 500 و1500 متر من الحدود حيث سيمنع الجيش حزب الله من العودة من خلال ضربات جوية وبنيران المدفعية. ولم يتضح ان كانت القوات الاسرائيلية ستطلق النار على كل من يدخل المنطقة الامنية أم على مقاتلي حزب الله فقط. وقال المصدر وخبراء أمنيون ان الهدف هو التأكد من أن حزب الله غير قادر على خطف جنود اسرائيليين عند الحدود مرة أخرى ومنع الميليشيا من اعادة بناء مواقع حصينة للاسلحة ومواقع أخرى على الحدود التي يبلغ طولها 80 كيلومترا.

وقال خبراء ان اسرائيل لا تريد أن تتورط في لبنان مرة أخرى. وقال جوناثان فيجل وهو كولونيل متقاعد وباحث كبير في المعهد الاسرائيلي لمحاربة الارهاب "نظرا للخوف من التورط مرة أخرى في المستنقع اللبناني لا توجد نية لإقامة منطقة عازلة شبيهة بالمنطقة التي أقيمت اثناء حرب لبنان الاولى."واضاف "يريدون وجودا متحركا دون تحصينات الى أن تتمكن قوة دولية أو قوة لبنانية من المجيء."كما يقول الخبراء ان الهدف من منطقة كهذه ليس منع هجمات حزب الله الصاروخية نظرا لمدى بعض الصواريخ. ويعتقد أن لدى حزب الله صواريخ طويلة المدى يمكن أن تضرب منطقة تل أبيب الكثيفة السكان على بعد نحو 130 كيلومترا جنوبي الحدود اللبنانية.

وقالت صحيفة معاريف ان 80 جرافة مصفحة تعمل ليل نهار لتسوية الارض على طول الحدود كي تتمكن اسرائيل من اطلاق النار على أي شخص يتصرف بطريقة مريبة. وقال مسؤولون حكوميون ان اسرائيل ستواصل هجومها على حزب الله الى أن تبدأ قوة متعددة الجنسيات الانتشار على امتداد الحدود. وتخوض القوة الاسرائيلية اشتباكات عنيفة مع مقاتلي حزب الله في جنوب لبنان خصوصا حول بلدة بنت جبيل وهي واحدة من المعاقل الرئيسية لحزب الله على بعد اربعة كيلومترات من الحدود. وقالت قنوات تلفزيونية عربية ان ما يصل الى 13 جنديا اسرائيليا لقوا حتفهم في القتال يوم الاربعاء.

 

مؤتمر روما يؤكد على ضرورة العمل فورا على وقف إطلاق النار في لبنان 

26/07/2006   13:39

تعهد المشاركون في مؤتمر روما في ختام اجتماعهم الأربعاء بالعمل فورا على تحقيق وقف إطلاق للنار بين إسرائيل وحزب الله. وأكد وزير الخارجية الإيطالية ماسيمو داليما في مؤتمر صحفي على ضرورة أن يكون وقف إطلاق النار في المنطقة دائما.  من جهته شدد الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان من أجل العمل مع دول المنطقة ومن ضمنها سوريا وإيران، للتوصل إلى حل للأزمة التي تشهدها المنطقة. وأشار إلى ضرورة إرسال قوة دولية لإعادة الاستقرار إلى لبنان، مطالبا في الوقت نفسه حزب الله بضرورة تطبيق القرار الدولي القاضي بنزع سلاحه.  كما طالبت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليسا رايس سوريا بتحمل مسؤولياتها وأكدت على أن القوى الرئيسية في العالم ستبحث في الأيام المقبلة تشكيل قوة دولية ونشرها في جنوب لبنان. من جهته جدد رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة دعوته بضرورة وقف إطلاق النار فورا في لبنان، مذكرا بأن التأخير في وقف إطلاق النار يعني المزيد من الدمار والضحايا في لبنان. ويذكر أن رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة أعلن الأربعاء أن لبنان سيقاضي إسرائيل وسيطالبها بتعويضات عما أسماه بالدمار الهمجي الذي تعرض له الشعب اللبناني. وتساءل السنيورة خلال مؤتمر روما الذي عقد الأربعاء لبحث الوضع في لبنان، فيما إذا كانت قيمة حقوق الإنسان في لبنان أقل من تلك التي يتمتع بها مواطنو الدول الأخرى وان كانت دمعة إسرائيلية تساوي أكثر من نقطة دم لبنانية، حسما أفادت وكالة رويترز للأنباء. ودعا السنيورة إلى وقف فوري وشامل لإطلاق النيران بعد 15 يوما من تفجر القتال بين إسرائيل ومقاتلي حزب الله المتمركزين في جنوب لبنان وذكر عددا من المطالب بينها انسحاب القوات الإسرائيلية حتى يتسنى للنازحين اللبنانيين العودة إلى قراهم. وأضاف أنه من غير الممكن أن تستمر إسرائيل في تجاهل القانون الدولي لأجل غير مسمى.

وتابع قائلا إن على إسرائيل أن تدفع الثمن وان لبنان سيبدأ إجراءات قانونية ولن يدخر وسعا لحمل إسرائيل على تعويض الشعب اللبناني عن "الدمار الهمجي" الذي ألحقته وما زالت تلحقه بلبنان. وقال السنيورة انه يجب أن تبسط الحكومة اللبنانية سلطتها على أراضيها من خلال قواتها المسلحة الشرعية وبهذا لن تكون هناك أسلحة أو سلطة سوى سلطة الدولة اللبنانية.  ودعا رئيس الوزراء اللبناني إلى زيادة وتعزيز قوات الأمم المتحدة العاملة في جنوب لبنان من حيث الأعداد والأسلحة ومن حيث التفويض ونطاق العمليات بالقدر اللازم حتى تستطيع تولي العمليات الإنسانية العاجلة وعمليات الإغاثة وتضمن الاستقرار والأمن في الجنوب.

 

 مشروع قرار فرنسي من أربع نقاط لوضع حد للأزمة اللبنانية- الإسرائيلية 

  وزير الخارجية الفرنسية فيليب دوست بلازي في المؤتمر الدولي حول لبنان في روما

26/07/2006عرض وزير الخارجية الفرنسية فيليب دوست بلازي الأربعاء خلال المؤتمر الدولي حول لبنان الذي عقد في روما خطة ترمي إلى وضع حد للأزمة اللبنانية الإسرائيلية.

وبحسب نص الكلمة التي ألقاها الوزير الفرنسي ووزع على الصحفيين قد يتم استصدار قرار في مجلس الأمن الدولي انطلاقا من هذا المشروع الذي يركز أساسا على اتفاق سياسي بين إسرائيل ولبنان. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن دوست بلازي قوله خلال المؤتمر الذي شاركت فيه 15 دولة إلى جانب الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، إن هذا الاتفاق السياسي سيمهد لنشر قوة دولية لإرساء الأمن في جنوب لبنان. ودعا دوست بلازي إلى وقف فوري للمعارك بين إسرائيل وحزب الله اللبناني الشيعي مشددا على تدهور الأوضاع الإنسانية في لبنان. ووضع الوزير الفرنسي شرطين لتشكيل القوة الدولية: "يجب أن تتشكل بعد اتفاق سياسي يعتبر مفتاح أي حل دائم يبرم بين كافة الأطراف المعنية، وأن يرافق القوة تفويض واضح من طرف الأمم المتحدة وقواعد تدخل قوية". وشدد على أن التسوية السياسية تقتضي مشاركة وموافقة الحكومة الإسرائيلية والحكومة اللبنانية التي لا بد أن تكون محور أي حل.  وعرض دوست بلازي هذه الخطة في شكل مرحلة من أربع نقاط قد تطرحها فرنسا التي ترأس حاليا مجلس الأمن الدولي حتى نهاية الشهر كمشروع قرار يتضمن:

- أن يتم الوقف الفوري لكل المعارك لتلبية الحاجات الإنسانية الأساسية وحماية المدنيين.

- وأن تحدد الأسرة الدولية إطارا شاملا لتسوية الأزمة بالخصوص على أساس القرار 1559 الذي ينص على نزع أسلحة الميليشيات في لبنان بما فيها حزب الله، مع تسوية لمزارع شبعا المتنازع عليها على الحدود بين إسرائيل ولبنان وسوريا.

- وأن تشمل التسوية سلسلة من الضمانات في المجال الأمني بما فيها شل ترسانة صواريخ وقذائف حزب الله. ومن شأنها أيضا أن تعرض حلا لمسألة المعتقلين بين إسرائيل وحزب الله.

- وأن يجري تحديد مهمة قوة أمن دولية تهدف إلى مساعدة الجيش اللبناني على الانتشار في جنوب لبنان وتعزيز قدراته.

 

مؤتمر روما: لا مطالبة حتى بوقف للنار

  الأربعاء 26 يوليو

دعم دولي معنوي وسياسي ومالي للبنان ولكن...مؤتمر روما: لا مطالبة حتى بوقف للنار

ايلاف/إيلي الحاج من بيروت: كما كان متوقعاً لم تصدر مطالبة بوقف للنار فوري وعاجل عن مؤتمر روما الدولي في شأن أزمة  لبنان، بل إعلان عن سعي إلى وقف النار، وكان اللبنانيون عوّلوا على هذا المؤتمر الذي انعقد اليوم بعدما تقرر على عجل ، علّه يكون خطوة أولى على طريق رسم حل ووقف الحرب التي علقوا فجأة في وسطها . رغم ذلك، يمكن القول إن المؤتمر أطلق إشارة إلى إخراج معالجة الحرب من إطار الأمم المتحدة إلى إطار دولي خاص ، إذ كان لافتاً إلى حد بعيد ان مجلس الأمن للمرة  الأولى في تاريخه لم يطلب وقفا للنار كما يفعل عادة عند نشوب نزاع بين دولتين.   لا بل يتبيّن ان مجلس الأمن في هذه الحرب لن تكون له الأولوية، فيما البحث جارٍ عن آليات وقوات دولية أطلسية من خارج اطار الأمم المتحدة تكون مؤهلة وقادرة على القيام بمهمات قتالية ردعية.  وأكد مؤتمر روما ان لا ضغوط على اسرائيل لوقف النار من دون التوصل الى اطار سياسي جديد يخلق ظروفا ملائمة لتنفيذ القرار الدولي ١٥٥٩ ، ويحرم" حزب الله" فرصة العودة الى ما كان عليه الوضع قبل ١٢ تموز / يوليو . وهذا التوجه وقفت وراءه واشنطن التي ترفض حلولا موقتة وتصر على حل تكامل في اطار رزمة واحدة لوقف الحرب تستند الى فرض مبدأ إزالة تهديد صواريخ "حزب الله" لإسرائيل نهائيا ومنع اعادة تكوين ترسانته العسكرالاستراتيجية.  باعتبار أن المسألة التي تطغى حالياً هي سبل تحقيق أمن إسرائيل، وتجاوز الأمر موضوع الأسرى، أما القوات الدولية الرادعة التي طرحت بإلحاح فكرة  ارسالها الى لبنان فبدأ الحديث عن تكليفها مهمة  تتجاوز المنطقة الحدودية لتنشر على كل المنافذ البحرية والبرية والجوية وتفرض رقابة شاملة على دخول السلاح. وبديهي أن  مؤتمر روما لم يكن المكان ولا الإطار المناسب والمؤهل لإنتاج تسويات سياسية في لغياب الفئات الأساسية المعنية مباشرة او غير مباشرة بالحرب الدائرة، أي  اسرائيل،" حزب الله"، ايران، سورية.  وفي وقت تصر الولايات المتحدة على عدم اجراء أي اتصال وتفاوض مع ايران وسورية، تبدو مواقف هاتين الدولتين ثابتة عند ثلاث نقاط لم تعد متناسبة مع تطور الأحداث، وهي:  وقف الهجوم الاسرائيلي من دون شروط، تبادل الأسرى والعودة الى جوهر المشكلة وهو الاحتلال الاسرائيلي للأراضي العربية وعدم تنفيذ القرارات الدولية المتعلقة بالصراع. ولم يساعد التباين الأوروبي - الاميركي  في ما يتعلق بسبل حل الأزمة المتفجرة في التوصل إلى نتائج ملموسة للمؤتمر.  ويتمحور هذا التباين على مسألتين. الأولى وقف النار التي تعتبرها فرنسا أولوية لاطلاق مسار سياسي يتضمن انسحاب "حزب الله" ونشر الجيش اللبناني وتبادل الأسرى وتسوية قضية مزارع شبعا، ومن دونه لا يمكن ارسال قوةات دوليةإلى لبنان. أما الثانية فتتعلق برغبة واشنطن في أن تكون هذه القوات الدولية أطلسية للتدخل السريع  لكونها موجودة وجاهزة، فيما   تبدي دول اوروبا حذرا حيال فكرة ارسال حلف الأطلسي الى منطقة الشرق الاوسط البالغة الحساسية والتعقيد.

أما العائق الآخر أمام خروج المؤتمر بنتائج أساسية فكان التباين العربي - الأميركي إذ عرضت على المؤتمرين مبادرة لبنانية- عربية جاء في بندها الأول الوقف الفوري لكل العمليات العسكرية من الجانبين، فيما البنود الأخرى تناولت انسحاب القوات الاسرائيلية ونشر قوات دولية وتعزيز دور الجيش اللبناني في المنطقة الحدودية، وتطبيق القرار ١٥٥٩ بطريقة تزيل مخاوف الانقسامات والفتنة الداخلية والاقليمية، وترك مصير ومستقبل لبنان وأي ترتيبات أمنية للبنانيين أنفسهم، وبما يؤدي الى نزع أسلحة الميليشيات وتحويل "حزب الله" حركة سياسية، مع التشديد على أهمية بحث خطط اعادة اعمار ما دمرته الحرب  من مرافق وبنية تحتية وتوفير الدعم العربي والدولي. يضاف إلى ذلك كله  عدم تبلور موقف لبنان رسمي متكامل وواضح لأن الرئاسات والقوى المكونة للائتلاف الحكومي ليست على  موجة سياسية واحدة. فاللبنانيون التقوا على التصدي لنتائج الهجوم الإسرائيلي الانسانية والاقتصادية المدمرة، وأعطوا ذلك أولوية مطلقة مؤجلين المناقشات وتحميل المسؤوليات الى ما بعد انتهاء الحرب ، لكنهم لم يتفقوا على طريقة الخروج من هذه الحرب والأثمان التي يجب دفعها.

لهذه الأسباب مجتمعة لم يخرج مؤتمر روما  بإعلان ولا حتى بمطالبة بوقف النار ولا بأي نتيجة يمكن أن تحد من حرية اسرائيل  في عملياتها العسكرية التي تعوّل عليها واشنطن لإقامة واقع جديد ميدانياَ يمكن البناء عليه سياسيا.   إلا أن المؤتمر حقق في المقابل أقصى ما كان يمكن توقعه منه:  خطوط عريضة للتسوية السياسية والحل الشامل على قاعدة الهدنة لعام 1949 وتطبيق القرار 425 والقرار 1559 واتفاق الطائف، وإعلان السعي إلى وقف للنار، وتوفير دعم دولي معنوي وسياسي ومالي تعتبر حكومة لبنان في أمس الحاجة إليه.

 

 رئيس الوزراء الكندي: على مؤتمر روما معالجة الإرهاب ضد دولة إسرائيل بدء أعمال مؤتمر الشرق الأوسط في

روما    26/07/2006- -أعلن رئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر أن بلاده ستبذل ما في وسعها كي يتصدى المجتمع الدولي لمشكلة قيام منظمات إرهابية مثل حزب الله بضرب إسرائيل، حسب تعبيره. وقال هاربر إن المشكلة تكمن في وجود منظمات وصفها بالمتطرفة أو الإرهابية التي لا تستطيع الحكومات ضبطها والسيطرة عليها. وأضاف هاربر أنه للتوصل إلى حل دائم في الشرق الأوسط ، يجب أن يتم وضع حد لهذا النوع من أعمال العنف. وقال إن هذه هي الرسالة التي سيحملها وزير الخارجية الكندي بيتر ماكاي الذي سيمثل أوتاوا في مؤتمر روما الذي سيعقد في وقت لاحق اليوم الأربعاء. هذا وقد أعلنت المتحدثة باسم الخارجية الكندية أمبرا ديكي أنه تم إجلاء ألف شخص من لبنان أمس ما يرفع عدد الأشخاص الكنديين الذين أجلتهم أوتاوا من لبنان منذ الخميس الماضي إلى 8,700 كندي.  وأضافت ديكي أن ثلاث سفن مستأجرة من قبل الحكومة الكندية غادرت بيروت إلى ميناء سيرين في تركيا.

 

القوات الدولية لن تكلف بنزع سلاح "حزب الله"

 القدس المحتلة-أ.ش.أ: أكد شيمون بيريس النائب الأول لرئيس الوزراء الإسرائيلي أن عدم دعوة إسرائيل إلى المؤتمر المنعقد في روما أمس حول الوضع في لبنان, كان خطأ لأنه لا يمكن التوصل إلى حل سياسي للأزمة في لبنان من دونها. ونقل راديو »صوت إسرائيل« عن بيريس قوله في اجتماع عقده مع صحافيين من بعض الدول الأوروبية إن إسرائيل لا تنوي إقامة شريط أمني في الجنوب اللبناني, وإنما إقامة منطقة عازلة تكون خالية ممن وصفهم ب¯»مخربي« حزب الله. وشدد النائب الأول لرئيس الوزراء الإسرائيلي على أن نشر قوات دولية في الجنوب اللبناني لن يكون أمراً وارداً بالنسبة لإسرائيل, إلا إذا تمكنت هذه القوات من منع إطلاق الصواريخ على إسرائيل, ومنع تسلح حزب الله وإبعاد عناصره عن الحدود. وزعم النائب الأول لرئيس الوزراء الإسرائيلي أن إسرائيل تحاول تجنب إصابة مدنيين أبرياء في لبنان. وذكرت صحيفة »هآرتس« الإسرائيلية أن رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت ووزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس وافقا خلال اجتماعهما على أن تضطلع القوة الدولية التي سيتم إرسالها إلى لبنان بعد وقف إطلاق النار هناك بدور مساعدة الجيش اللبناني على نشر قواته في الجنوب وضمان عدم إعادة بناء حزب الله لمواقعه هناك والحفاظ على الهدوء على طول الحدود اللبنانية-الإسرائيلية..غير أنها لن تقوم بنزع سلاح حزب الله.ونقلت الصحيفة عن مصادر في الحكومة الإسرائيلية قولها إن هذه القوة الدولية لن تتولى مسؤولية نزع سلاح حزب الله, كما أنه لن يتم نشرها في المعابر الحدودية بين لبنان وسورية لوقف تدفق الأسلحة من سورية إلى حز ب الله. وأشارت المصادر إلى أن إسرائيل بموجب هذا الاتفاق تنازلت في الواقع عن مطالبها الأولية بأن يتضمن أي اتفاق لوقف إطلاق النار تجريد حزب الله من الصواريخ وضمان عدم إعادة تسليحه مرة أخرى. وأوضحت الصحيفة أن الحكومة اللبنانية ترغب في أن تكون أي قوة دولية تابعة للأمم المتحدة, بينما تفضل إسرائيل أن تمارس هذه القوة مهامها بموجب تفويض من الأمم المتحدة وليس تحت قيادتها. وقالت الصحيفة إن الإدارة الأميركية تعكف في الوقت الراهن على صياغة قرار جديد لمجلس الأمن سيتم بموجبه تحديد أهداف وسلطات القوة الدولية في لبنان حيث سيحل القرار الجديد محل القرار رقم 1559 الذي يدعو إلى نزح سلاح حزب الله ونشر قوات من الجيش اللبناني في الجنوب.

 الأمين العام لحزب الله يتنقل في العاصمة  السورية بسيارة مصفحة للمخابرات

 قمة سرية في دمشق تجمع  الأسد ونصر الله ولاريجاني

 عواصم-الوكالات:فشل »مؤتمر روما« الدولي أمس في التوصل إلى اتفاق حول الدعوة إلى وقف فوري لإطلاق النار في لبنان بعدما تصدت الولايات المتحدة بقوة لضغوط غالبية الدول الاخرى المشاركة.وشهد المؤتمر الذي اكتفى بالدعوة إلى العمل »فورا« من أجل التوصل إلى وقف النار, مبادرة لبنانية طرحها رئيس الوزراء فؤاد السنيورة لحل الأزمة وتتضمن وقف الأعمال الحربية وتبادل الأسرى ونشر الجيش في الجنوب ووضع مزارع شبعا تحت إشراف دولي لحين ترسيم الحدود مع سورية التي تلقت أمس إنذاراً فرنسياً شديد اللهجة من مغبة الانتقام من لبنان.لكن »حزب الله« رفض مبادرة السنيورة واعتبر أنها تعبر »عن وجهات نظر خاصة من هنا وهناك« في موقف يعكس مدى استهتار الميليشيا الشيعية بالحكومة الشرعية...في هذا السياق علمت »السياسة« من مصادر سورية واسعة الاطلاع أن رئيس مجلس الأمن القومي الإيراني علي لاريجاني سيصل اليوم إلى دمشق للمشاركة اجتماع يضم الرئيس بشار الاسد والأمين العام لحزب الله حسن نصر الله للبحث في إمكانية استمرار الحرب وكيفية امداد »حزب الله« بالسلاح الإيراني الذي يتدفق إلى الأراضي السورية.وأكدت المصادر ذاتها أن نصر الله يتنقل في دمشق بسيارة مصفحة تابعة للمخابرات السورية بزي عادي ومن دون عمامة برفقة ضابط برتبة عميد. وأضافت أن الكلمة التي بثها تلفزيون »المنار« فجر أمس للأمين العام لحزب الله سجلت في ستديو تابع للمخابرات السورية. وكانت إيران نفت بشدة أمس معلومات إسرائيلية عن لجوء حسن نصر الله إلى السفارة الإيرانية لدى بيروت. وكان مئات المتطوعين الإيرانيين غادروا طهران أمس للقتال في لبنان الأمر الذي قد يدفع إسرائيل إلى مزيد من التصعيد مع فشل »مؤتمر روما« الدولي في التوصل إلى دعوة لوقف فوري لإطلاق النار. وجاء في البيان الختامي للمؤتمر الذي تلاه وزير الخارجية الإيطالي ماسيمو داليما أن وقف إطلاق النار يجب أن يكون »قابلاً للاستمرار ودائماً وكاملاً«.

ولم تخف وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس معارضة واشنطن, حليفة إسرائيل الرئيسية, للدعوة إلى وقف فوري لإطلاق النار. وقالت رايس »نريد وقف العنف بشكل ملح« بشرط أن يتم ذلك »على أساس يكون دائماً هذه المرة« لأن »هذه المنطقة شهدت الكثير من إعلانات وقف إطلاق النار التي خرقت«.

من جهته عبر وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست-بلازي عن أسفه لان المشاركين لم يتمكنوا من الاتفاق إلا على العمل من أجل وقف »عاجل« لأعمال العنف, مضيفاً أن باريس كانت تفضل لو تم التوصل إلى وقف »فوري« للعنف. وأشار إلى أن بلاده ستتقدم بمشروع قرار إلى مجلس الأمن لوقف المعارك.وكذلك دعا الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان عند بدء أعمال المؤتمر إلى »وقف فوري لأعمال العنف«.وغداة مقتل أربعة مراقبين تابعين للامم المتحدة في قصف إسرائيلي دعا البيان الدولة العبرية إلى ابداء »أقصى درجات ضبط النفس« في تحركاتها الميدانية. ولزم الحاضرون دقيقة صمت في ذكرى المراقبين الأربعة.وتعهدت الدول المشاركة في المؤتمر أيضاً بمساعدة الحكومة اللبنانية على مواجهة الوضع ونقل مساعدة إنسانية فورية. كما رحب البيان الختامي بموافقة الدولة العبرية على إقامة ممرات إنسانية والسماح برحلات إنسانية إلى لبنان. أما خطة تشكيل قوة دولية لنشرها في لبنان التي اطلقت قبل عشرة ايام في قمة مجموعة الثماني في سان بطرسبرغ, فكانت موضع مباحثات ايضا لكنها بقيت غامضة جدا من حيث مهمتها وتشكيلتها او مهلة نشرها.

وعبر المؤتمر عن دعمه مبدئيا تشكيل »قوة دولية بتفويض من الامم المتحدة« لمساعدة الجيش اللبناني على خلق »جو آمن« في جنوب لبنان. واوضحت رايس ان »اجتماعات متعددة الاطراف« حول هذه القوة ستجري » في الايام المقبلة« لبحث مهمتها بشكل خاص. وحضت رايس ايضا سورية وايران على تغيير سياستهما في الشرق الاوسط ولبنان خصوصا, وقالت رايس »حان الوقت ليتخذ كل خياره« بشأن دوره في الشرق الاوسط, مؤكدة انه »لا يمكن العودة إلى الوضع القائم سابقا«. وضم هذا الاجتماع وزراء خارجية 14 دولة (الولايات المتحدة وايطاليا وفرنسا والمانيا وبريطانيا واسبانيا واليونان وقبرص وكندا وروسيا وتركيا والاردن والسعودية ومصر) ورئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة. كما حضر الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان والممثل الاعلى لسياسة الاتحاد الاوروبي الخارجية خافيير سولانا ورئيس البنك الدولي بول ولفوفيتز. وعرض السنيورة الذي اضطر لمغادرة بيروت على متن مروحية تابعة للامم المتحدة بسبب الحصار الاسرائيلي, من اجل المشاركة في المؤتمر, خطة شاملة للحل في لبنان من سبع نقاط تبدأ بوقف فوري لاطلاق النار وتبادل للاسرى. وتدعو النقطة الاولى إلى »اطلاق سراح الاسرى والمحتجزين اللبنانيين والاسرائيليين تحت اشراف اللجنة الدولية للصليب الاحمر«.

فيما تدعو نقطة اخرى إلى »التزام مجلس الامن بوضع منطقة مزارع شبعا وتلال كفر شوبا تحت ولاية الامم المتحدة بانتظار ترسيم الحدود واقرار السيادة اللبنانية عليهما بشكل كامل«. واضاف السنيورة انه خلال فترة اشراف الامم المتحدة على هاتين المنطقتين »يحق للبنانيين اصحاب الاملاك هناك الوصول الى ممتلكاتهم, كما تقدم اسرائيل كل خرائط الالغام في جنوب لبنان الى الأمم المتحدة«. وكان الرئيس الفرنسي جاك شيراك أعلن أمس عن تأييده لنشر قوات دولية على الحدود السورية-اللبنانية لمنع تهريب الأسلحة إلى »حزب الله« واتهم النظام السوري بأنه غير قادر على التعايش مع السلام. ووجه شيراك تحذيراً للرئيس الأسد من مغبة الانتقام من لبنان, مؤكداً أن مثل هكذا خطوة ستواجه برد قوي. وفي القاهرة قال الرئيس المصري حسني مبارك إن بلاده لن تخوض أي حرب من أجل »حزب الله« ولبنان, مشيراً إلى أنه لا يؤمن ب¯»الشعارات العنترية«.

 

  حزب الله يؤكد قتل 17 عسكرياً وجرح العشرات

 إسرائيل: خسائر معركة بنت جبيل البشرية "يصعب الكشف عنها"

 بيروت-»السياسة«:عواصم-الوكالات: مني الجيش الإسرائيلي أمس بخسائر بشرية وصفت »بالفادحة« خلال معارك ضارية في مثلث مارون الراس-عيترون-بنت جبيل في جنوب لبنان لكنه رفض الإعلان عن حجمها فيما أكدت »المقاومة الإسلامية« الذراع العسكري لحزب الله اللبناني أنها أوقعت عشرات الجنود وعناصر الاستخبارات الإسرائيليين بين قتيل وجريح ولم تذكر شيئاً بدورها عن حجم خسائرها وفي تراجع جديد عن أهداف هجومها المدمر على لبنان أعلنت إسرائيل أنها تعتزم إنشاء حزام أمني جنوب لبنان لا يتجاوز عمقه كيلومتر أو اثنين وسط مؤشرات متزايدة عن تصدع الجبهة الداخلية الإسرائيلية المؤيدة للحرب وتدهور مفاجئ في علاقات الدولة العبرية مع الأمم المتحدة بعد مقتل أربعة مراقبين دوليين في قصف إسرائيلي. واعترف الجيش الإسرائيلي بأن قوة من لواء النخبة »غولاني« وقعت في كمين لمقاتلي حزب الله في بنت جبيل وأن اشتباكات عنيفة دارت أدت إلى خسائر بشرية فادحة. وفي وقت لاحق قال الجيش إن 8 من جنوده قتلوا وجرح 22 آخرون في المواجهات لكن مصادر عسكرية قالت إن أعداد القتلى والجرحى »يصعب الكشف عنها«.

من جانبها قالت مصادر في »حزب الله« أن 13 إسرائيلياً قتلوا و 12 آخرين جرحوا في المعارك التي تدور من منزل إلى منزل في بنت جبيل وهي إشارة إلى أن الجيش الإسرائيلي دخل المدينة فعلاً, كما قالت المصادر أن عناصر الحزب قتلوا أربعة من عناصر الاستخبارات الإسرائيلية بين مارون الراس وبنت جبيل وهو ما وصفته وسائل الإعلام الإسرائيلية ب¯»حادث قاس« تعرضت له الاستخبارات. في غضون ذلك نقل مصدر سياسي إسرائيلي عن رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت قوله إن الدولة العبرية ستقيم حزاماً أمنياً بعمق يترواح بين كيلومتر واحد إلى كيلومترين اثنين في عمق الأراضي اللبنانية لمنع الصدام مع »حزب الله«.  وطالب أولمرت أعضاء البرلمان الإسرائيلي »الكنيست« بإرجاء انتقاداتهم للحرب ضد لبنان لتجنب مزيد من التصدع في الجبهة الداخلية. وهذه أول مرة يتحدث فيها أولمرت عن منع الصدام مع »حزب الله« حيث كانت مطالبه وصلت إلى إبعاد الحزب الشيعي إلى ما وراء نهر الليطاني. لكن جنرالاً إسرائيلياً كبيراً قال إن الجيش لن يتواجد في الحزام الأمني فيما أشار ضابط آخر إلى أن العملية العسكرية ضد لبنان قد تستمر لأسابيع في ضوء التقدم الحالي للجيش في جنوب لبنان.على صعيد آخر أفاد ديبلوماسيون عدة أن مجلس الأمن الدولي سيدين الهجوم الإسرائيلي على موقع الأمم المتحدة في لبنان. وقال السفير الفرنسي لدى الأمم المتحدة جان مارك دو لا سابليير الذي يرئس مجلس الأمن خلال الشهر الجاري إن »أعضاء مجلس الأمن اتفقوا على اعتماد بيان رئاسي« حول هذه المسألة باقتراح من الصين.ويتطلب إصدار بيان رئاسي اجماع الدول الأعضاء ال¯ 15 في مجلس الأمن لكي يتم اعتماده لكن ليس له طابع إلزامي مثل القرار.

 

 كبار مجلس الأمن توافقوا على صيغة معاقبة إيران

 الأمم المتحدة-موسكو-أ.ف.ب-رويترز: أعلن ديبلوماسيون ان الاعضاء الرئيسيين في مجلس الامن التابع للامم المتحدة اقتربوا من التوصل الى اتفاق بشأن مسودة قرار يطالب ايران بوقف تخصيب اليورانيوم وانشطة اعادة المعالجة ويهدد ببحث فرض عقوبات عليها اذا رفضت. واستمرت المفاوضات عشرة ايام بين المانيا والدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الامن وهي الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا والصين وروسيا. وقال جون بولتون السفير الاميركي لدى المنظمة الدولية للصحافيين "حققنا الكثير من التقدم اليوم. هذه على الارجح أكثر الجلسات اثمارا على الاطلاق". واتفق معه في الرأي السفير الفرنسي جان مارك دو لا سابليير. وأضاف "الدول الست سيكون بوسعها تقديم نص الى مجلس الامن في القريب العاجل ربما« . لكن كارين بيرس نائبة المندوب البريطاني كانت اكثر تحفظا وقالت ان النص لم يكتمل بعد. وقالت بيرس "سندرسه ونفكر في نقاطه ونتخاطب مع عواصمنا ثم نعود ونتحدث بشأنه«. ووزراء خارجية الدول المشاركة في المفاوضات باستثناء الصين موجودون الآن في العاصمة الايطالية روما في محاولة لحل الصراع في لبنان وقالت بيرس انهم قد يلقون نظرة على النص الخاص بايران على هامش المؤتمر. وتعارض طهران القرار وتقول ان انشطتها النووية مقصورة على انتاج الطاقة الكهربائية. ومن المتوقع ان تطلب مسودة القرار من ايران وقف كل انشطة تخصيب اليورانيوم واعادة معالجة البلوتونيوم وايضا وقف بناء مفاعل يعمل بالماء الثقيل.

وتضيف المسودة انه في حالة عدم اذعان ايران للقرار سيبحث المجلس اجراءات بموجب المادة 41 من الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة المتعلق بالعقوبات الاقتصادية والديبلوماسية. لكنها تستبعد القوة العسكرية. ولم تحسم المسودة بعد مسألة المهلة التي ستعطى لايران للاذعان للقرار لكن من المتوقع ان تكون بنهاية اغسطس. في غضون ذلك أعلن الكرملين ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الايراني محمود احمدي نجاد اجريا محادثات هاتفية تناولت النزاع في الشرق الأوسط والمسألة النووية الايرانية. وقال المكتب الصحافي في الكرملين ان »الازمة في لبنان كانت في صلب المحادثات« مضيفا ان »مختلف وسائل حل المسألة النووية الايرانية كانت مدار بحث ايضا«. واوضح ان »فلاديمير بوتين اعرب في الحالتين عن الموقف الاساسي الروسي« موضحا ان الرئيس الايراني هو الذي اتصل بنظيره الروسي. وكانت روسيا اعلنت انها قد توافق على فرض عقوبات على ايران في حال لم تقدم طهران ردها على المقترحات التي رفعت إليها لحل الازمة النووية الحالية.

 

 الكنيست بتأجيل انتقاداته للحرب لوقف تصدع الجبهة الداخلية

 أهداف أولمرت في حدها الادنى: شريط  عازل بعمق كيلومتر واحد في لبنان

الوكالات: اعلن مسؤول اسرائيلي كبير امس ان رئيس الوزراء ايهود اولمرت يريد اقامة شريط امني بعرض »كيلومتر الى كيلومترين« في جنوب لبنان لمنع التصادم مع »حزب الله«. كماقال مسؤول برلماني ان رئيس الوزراء الاسرائيلي يأمل في إنهاء حرب اسرائيل على حزب الله باسرع ما يمكن بمجرد تحقيق الاهداف المتوخاة منها. وأدلى اولمرت بهذه التصريحات امام لجنة برلمانية رئيسية. وحتى الان لم يكن قد صدر عن اولمرت تصريح بشأن إنهاء المعارك بسرعة وكان التشديد على التصميم على مقاتلة حزب الله. ونسب المسؤول البرلماني الى اولمرت قوله »نريد ان نوقف العملية باسرع ما يمكن.. ولكن لن ننهيها قبل ان نحقق النتائج التي تبرر الثمن الذي دفعناه والذي يحول دون ان ندفع ثمنا لا يمكننا تحمله«. واضاف المسؤول ان أولمرت رفض ان يستبعد صراحة مبادلة الجنديين الذين اسرهما مقاتلون من حزب الله في هجوم عبر الحدود في 12 يوليو والذي ادى الى رد فعل اسرائيلي عسكري. وقال أولمرت للجنة انه لن يجري اي مبادلة للأسرى مع حركة المقاومة الاسلامية (حماس) التي شارك جناحها المسلح في خطف شليط . وقال المسؤول ان اولمرت رفض التعليق عندما سئل ان كان المبدأ نفسه سيطبق علي الجنديين اللذين يحتجزهما حزب الله. وطالب اولمرت اعضاء البرلمان الاسرائيلي (الكنيست) تأجيل انتقاداتهم للحرب في لبنان لمنع تصدع الجبهة الداخلية في اسرائيل. وقال اولمرت الذي كان يتحدث في جلسة عقدتها لجنة الخارجية والامن في الكنيست في ظل انباء عن سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى في صفوف القوات الاسرائيلية في جنوب لبنان»انا لا احدد فترة الحرب بل من يحددها هي الجبهة الداخلية ولذا فعليكم دور مهم«.  واضاف اولمرت »اعطونا الدعم لان الجبهة الداخلية يجب ان تعرف اننا موحدون«. وقال اولمرت ان الدعم الذي حصلت عليه اسرائيل في الحرب على لبنان من المجتمع الدولي وخصوصا مؤتمر دول الثماني الصناعية الكبرى »لم نشهد مثله منذ 30 عاما لهذا يجب التقليل من النقد وتأجيله الى ما بعد نهاية الحرب«.

واضاف أولمرت ردا على اسئلة اعضاء اللجنة بشأن القتال الدائر في محيط بنت جبيل والخسائر الاسرائيلية المتزايدة بين الجنود الاسرائيلييين ان اسرائيل »لم تفاجأ من قوة تصدي حزب الله لكنها ستواصل العمل على تجريده من السلاح«. واضاف »من الممكن ان يكون الوضع صعب ومع ذلك لست مستعدا لحل وسط وبعد فترة قصيرة يعود اطلاق الكاتيوشا هذا هو الوقت من اجل العمل بقوة«. وتأتي تصريحات اولمرت في ظل تزايد الانتقادات الموجهة للحكومة الاسرائيلية والجيش الاسرائيلي لفشله في تحقيق انجازات ملموسة بعد 13 يوما من الحرب وتزايد الخسائر في المواجهات البرية في جنوب لبنان وكذلك جراء سقوط صواريخ حزب الله على المدن والبلدات الاسرائيلية. واعلن رئيس اللجنة البرلمانية للشؤون الخارجية والدفاع في الكنيست الاسرائيلي تساحي هانغبي ان اسرائيل ماضية في تحقيق اهدافها في لبنان.  وقال في حديث الى اذاعة الجيش الاسرائيلي »نريد ابعاد حزب الله عن حدودنا مع لبنان وانتشار الجيش اللبناني حتى هذه الحدود ونزع سلاح حزب الله واخيرا استعادة جنديينا المخطوفين«. 

 

مشروع قرار فرنسي لوقف إطلاق النار...

وعنان يريد إشراك سورية وإيران واشنطن أفشلت مؤتمر روما...  والسنيورة عرض خطة "حل شامل"

 روما ¯ بروكسل ¯ الوكالات: اعلن وزير الخارجية الايطالي ماسيمو داليما امس فشل اجتماع روما الدولي حول لبنان بسبب اصرار وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس التي شاركته رئاسة الاجتماع على رفض وقف اطلاق نار فوري في لبنان. وابدى المشاركون في المؤتمر الدولي حول لبنان في اعلان صادر عنهم امس »تصميمهم على العمل فورا من اجل التوصل بشكل عاجل الى وقف لاطلاق النار يضع حدا للعنف الحالي«.وتلا وزير الخارجية الايطالي الاعلان النهائي بالانكليزية وقد نص على ان وقف اطلاق النار يجب ان يكون »قابلا للاستمرار ودائما وكاملا«. ودعا البيان اسرائيل الى ممارسة »اكبر قدر من ضبط النفس« في عملياتها على الارض, مرحبا بالاتفاق مع اسرائيل على انشاء ممرات انسانية والسماح برحلات جوية انسانية الى لبنان.

كما تعهدت الدول مساعدة الحكومة اللبنانية على مواجهة الوضع وارسال مساعدات انسانية فورية.من جانبه قدم رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة خطة شاملة للحل في لبنان من سبع نقاط تبدأ بوقف فوري لاطلاق النار وتبادل للاسرى. وتدعو النقطة الاولى الى »اطلاق سراح الاسرى والمحتجزين اللبنانيين والاسرائيليين تحت اشراف اللجنة الدولية للصليب الاحمر«. وتدعو النقطة الثانية الى »انسحاب الجيش الاسرائيلي الى ما وراء الخط الازرق وعودة النازحين الى قراهم«. اما النقطة الثالثة فتدعو الى »التزام مجلس الامن بوضع منطقة مزارع شبعا وتلال كفر شوبا تحت ولاية الامم المتحدة بانتظار ترسيم الحدود واقرار السيادة اللبنانية عليهما بشكل كامل«. واضاف السنيورة انه خلال فترة اشراف الامم المتحدة على هاتين المنطقتين »يحق للبنانيين اصحاب الاملاك هناك الوصول الى ممتلكاتهم كما تقدم اسرائيل كل خرائط الالغام في جنوب لبنان الى الامم المتحدة«. وتتضمن النقطة الرابعة من الخطة ان »تقوم الحكومة اللبنانية ببسط سلطتها على اراضيها بقواتها المسلحة الذاتية بشكل لا يعود فيها اسلحة او سلطة لغير الدولة اللبنانية حسب ما هو وارد في اتفاق الطائف«. وحسب النقطة الخامسة »يتم تعزيز قوة الامم المتحدة العاملة في جنوب لبنان بالعديد والعتاد, ويتم تعزيز مهمتها ومدى عملياتها حسب الحاجة لتتمكن من القيام بالاعمال الانسانية الطارئة وضمان استقرار وامن الجنوب لضمان عودة النازحين الى منازلهم«.

وفي النقطة السادسة »تقوم الامم المتحدة بالتعاون مع الاطراف المعنية باتخاذ الاجراءات اللازمة لتطبيق اتفاقية الهدنة الموقعة بين لبنان واسرائيل عام ,1949 ولضمان تطبيق بنود هذه الاتفاقية واستطلاع امكانية تعديل او تطوير هذه البنود حسب ما تدعو الحاجة«. وفي النقطة السابعة دعوة الى »المجتمع الدولي لدعم لبنان على كل المستويات في مجال اعادة الاعمار واعادة بناء اقتصاده الوطني«. ولا تزال جميع الاتصالات الهادفة الى وقف اطلاق النار تتعثر حيث تصر الولايات المتحدة واسرائيل على ان يكون اتفاق اطلاق النار جزءا من خطة متكاملة لانهاء النزاع القائم على الحدود اللبنانية الاسرائيلية. وكان السنيورة وصل مساء الثلاثاء للمشاركة في هذا المؤتمر لدعم لبنان. من جهتها قالت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس ان الديبلوماسيين المشاركين في اجتماع روما اتفقوا في محادثات في شأن الازمة في لبنان على الحاجة لقوة دولية بتفويض من الامم المتحدة لاقرار السلام في البلاد. واضافت »ما اتفقنا عليه هو انه يتعين وجود قوة دولية بتفويض من الامم المتحدة تكون لها قدرات كبيرة وقوية للمساعدة في اقرار السلام ودعم الجهود الانسانية«. ودعت وزيرة الخارجية الاميركية سورية وايران الى تبديل سياستهما في الشرق الاوسط. وقالت »ان سورية تتحمل مسؤولية« في النزاع الحالي في لبنان, مبدية »قلقها الكبير حيال الدور الايراني« ايضا. واضافت »حان الوقت ليتخذ كل خياره« في شأن دوره في الشرق الاوسط, مؤكدة انه »لا يمكن العودة الى الوضع القائم سابقا«. ودعا كوفي عنان الامين العام للامم المتحدة كلا من حزب الله واسرائيل الى وقف هجماتهما وقال ان مجلس الامن الدولي يجب ان يدعو الى وقف فوري لاطلاق النيران. وقال عنان خلال محادثات لبحث الازمة تجري في العاصمة الايطالية روما ان المبادرات لانهاء الصراع المستمر منذ 15 يوما في لبنان يجب ان ت¯صاحبها دفعة جديدة لعملية سلام شامل في الشرق الاوسط.

واضاف عنان انه لكي يستمر اي حل ستكون هناك حاجة الى »مشاركة بناءة« من دول المنطقة بما فيها سورية وايران اللتان لم توجه لهما الدعوة لحضور مؤتمر روما كما حض على القيام بمبادرات اقليمية اوسع. وقال »بالنظر الى هذه الصورة الاوسع فان من الواضح اننا نحتاج الى دفعة جديدة لسلام شامل في الشرق الاوسط من دون هذا نكون نهدر الوقت فحسب حتى يحدث الانفجار التالي«. وعرض وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي خلال المؤتمر الدولي »خطة« ترمي الى وضع حد للازمة اللبنانية الاسرائيلية. وبحسب نص الكلمة التي القاها الوزير الفرنسي قد يتم استصدار قرار في مجلس الامن الدولي انطلاقا من هذا المشروع الذي يركز اساسا على »اتفاق سياسي« بين اسرائيل ولبنان. ودعا دوست بلازي الى »وقف فوري للمعارك« بين اسرائيل وحزب الله اللبناني الشيعي مشددا على تدهور الاوضاع الانسانية في لبنان. ووضع الوزير الفرنسي »شرطين« لتشكيل القوة الدولية: »يجب ان تتشكل بعد اتفاق سياسي يعتبر مفتاح اي حل دائم يبرم بين جميع الاطراف المعنية« وان »يرافق القوة تفويض واضح من طرف الامم المتحدة وقواعد تدخل قوية«. وشدد على ان التسوية السياسية »تقتضي مشاركة وموافقة الحكومة الاسرائيلية والحكومة اللبنانية« التي لابد ان »تكون محور اي حل«. وقال الامين العام لحلف شمال الاطلسي ياب دي هوب شيفر ان الحديث عن دور محتمل للحلف بهدف انهاء الاقتتال بين اسرائيل وحزب الله سابق لاوانه. وقال للصحافيين في بروكسل »ليست هذه هي اللحظة (المناسبة)« وذلك تعقيبا على تلميحات لمسؤولين اسرائيليين بأنهم سيرحبون بأن يلعب الحلف هذا الدور في اطار قوة قوية متعددة الجنسيات على الحدود مع لبنان. وعلق على دور حلف الاطلسي في المستقبل قائلا »ارى الكثير من الاقتراحات كلها مثيرة للتساؤلات... انا لا اؤكد شيئا ولا استبعد شيئا«.

 

 المعلم: سورية مستعدة للتعاون بعد وقف إطلاق النار

 روما ¯ دمشق ¯ أ.ش.أ ¯ أ.ف.ب: صرح وزير الخارجية السوري وليد المعلم في حديث الى صحيفة »ريبوبليكا« الايطالية نشر امس ان سورية مستعدة للتعاون بحثا عن حل لازمة لبنان في حال التوصل الى وقف لاطلاق النار وتبادل اسرى. وقال الوزير السوري »اننا مستعدون للتدخل من اجل القيام بدور ايجابي. نطلب ان تضغط الولايات المتحدة على اسرائيل لكي توافق على وقف لاطلاق النار وتبادل اسرى. ونفى المعلم من جهة ثانية ان تكون دمشق تزود حزب الله الشيعي اللبناني بالسلاح. وقال ان »حزب الله يملك ترسانة تسمح له بالقتال لمدة اسابيع والاسلحة لا تمر بالتأكيد بواسطة سورية. كما انتقد وزير الخارجية السوري موقف اسرائيل التي تؤكد امكان هزم حزب الله على الصعيد العسكري. وقال »لا يمكن ان يحصل ذلك لان حزب الله يمثل ثلث سكان لبنان«. من جانبه اكد وزير الاعلام السوري محسن بلال ان شعوب الشرق الاوسط هي التي تحدد اي شرق اوسط تريد ولا يمكن لاي قوة ان تحل محل الشعوب في تحديد مستقبلها ومصيرها. وقال بلال خلال لقائه ببيرتي اولافي هارفولا سفير فنلندا بدمشق ان حل الوضع المتأزم في المنطقة ينبغي ان يقوم على وقف لاطلاق النار وتبادل الاسرى واستعادة الاراضي اللبنانية المحتلة والجولان السوري المحتل. واوضح ان سورية على استعداد للتعاون مع الرئاسة الاوروبية التي تتولاها فنلندا بما يخدم مصلحة الجانبين داعيا الاتحاد الاوروبي الى لعب دور اكثر فاعلية في حل قضايا المنطقة نظرا لما يجمعنا كأسرة اوروبية ¯ متوسطية من مصالح مشتركة. من جانبه اكد هارفول رغبة فنلندا في تعزيز وتطوير العلاقات مع سورية في جميع المجالات عبر تبادل الزيارات الرسمية والشعبية بين البلدين.

 

توقعات بعودة الوزيرة الأميركية إلى بيروت

 قوى "14 آذار" رايس مصرة على دعم  الدولة اللبنانية ونشر الجيش في الجنوب

 بيروت - »السياسة«:إذا كانت زيارة رئيسة الدبلوماسية الأميركية كوندوليزا رايس لم تنجح في الاتفاق على وقف النار في لبنان, إلا أنها وبحسب مصادر نيابية في قوى 14 آذار تعتبر مهمة نظراً للتأكيد الأميركي الذي قالته رايس على دعم الحكومة اللبنانية في بسط سيطرتها على كامل أراضيها وبواسطة قواها الذاتية وحدها دون غيرها, بما يعني إبعاد "حزب الله" عن الحدود أقله إلى حدود منطقة جنوبي الليطاني. وقد أبلغت الوزيرة الأميركية أركان قوى 14 آذار الذين التقتهم بأن الولايات المتحدة على استعداد لدعم السلطة اللبنانية في نشر جيشها على الحدود, وأنه لا يمكن بعد الآن القبول بوجود قوى غير شرعية تتحدى الدولة اللبنانية وتمنعها من بسط سلطتها على كامل أراضيها. وكشفت هذه المصادر أن الوزيرة الأميركية أكدت للمجتمعين أن هناك فرصة ذهبية أمام الحكومة وقواها الشرعية المتمثلة بالجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي في كل مناطق الجنوب حتى الحدود الدولية كاملة, وأن العودة إلى الماضي لم تعد مقبولة بعد الذي جرى, ولفتت إلى أن بقاء "حزب الله" بكامل أسلحته أمر لا يمكن السكوت عنه إذا أراد لبنان أن يتفادى أعمال إسرائيل العسكرية.

وقالت المصادر في معرض تقويمها الأولي لنتائج زيارة رايس أنه من المرجح أن تعود الوزيرة الأميركية إلى لبنان مجدداً, ما يعني أن الخطوط ما زالت مفتوحة بين بيروت وواشنطن في محاولة لترتيب اتفاق حول وقف إطلاق النار عندما تحين الظروف السياسية لذلك, خاصة وأنه من خلال المعطيات المتوافرة لهذه المصادر من جهة, واستناداً إلى ما سمعته من رئيسة الدبلوماسية الأميركية, فإن الحل الجذري يبدو بعيداً بعض الشيء إذا ما استمرت المواقف على حالها, لكن في المقابل, بدت رايس مهتمة بالوضع الإنساني وقد أبلغت الرئيسين نبيه بري وفؤاد السنيورة أن بلادها طلبت من إسرائيل رفع الحصار عن لبنان لإدخال المساعدات الإنسانية والأدوية والأغذية عبر مطار رفيق الحريري ومرفأ بيروت. وكشفت المصادر إلى أن الوزيرة الأميركية كانت حازمة في تأكيدها على أنه لا يمكن معالجة الأمور بطريقة مرتجلة أو من خلال أنصاف الحلول بل إن هناك مطلباً أميركياً ودولياً في آن بضرورة حل مسألة "حزب الله" جذرياً في جنوب لبنان, بما يسمح للجيش اللبناني لأن يكون هو القوة العسكرية الوحيدة في هذه المنطقة, وبما يمكنه من فرض سلطة الدولة اللبنانية المركزية على كامل ترابها, وبالتالي فإن وقف إطلاق النار لا يبدو أمراً متيسراً إذا لم تتسلم الإدارة الأميركية من الحكومة اللبنانية موافقتها على نشر جيشها في كل مناطق الجنوب, وإلزام "حزب الله" بسحب عناصره وسلاحه من المناطق التي سينتشر فيها الجيش والقوى الشرعية اللبنانية الأخرى.

وتلفت المصادر إلى أن جولة رايس وإن بدت استطلاعية كمرحلة أولى إلا أنها عكست إشارات واضحة بأن واشنطن عازمة على السير في تطبيق ما أعلنت عنه بالشرق الأوسط الجديد مهما كلف الأمر, وأن الإدارة الأميركية أبلغت المعنيين في المنطقة بأن مصالحها تقتضي بعدم بقاء الأمور على ما كانت عليه في الماضي, وأن هناك قراراً أميركياً واضحاً بتقوية الدولة اللبنانية ودفعها بكل الوسائل الممكنة لكي تبسط سيطرتها على كل أراضيها, فثورة الأرز التي انطلقت في 2005 لا يمكن أن تكتمل إلا باستعادة كل ركائز الدولة القوية القادرة على أن تنشر وحداتها العسكرية على كامل أراضيها, وتالياً عدم السماح بوجود أي فريق مسلح على الساحة اللبنانية غير القوى الشرعية, كما وأن إدارة الرئيس جورج بوش ستطلب من سورية انسجاماً مع موقفها الداعم للبنان أن تبادر إلى ترسيم الحدود معه وإقامة تبادل دبلوماسي في إطار احترام وسيادة واستقلال هذا البلد.

وفي المواقف دان وزير الخارجية فوزي صلوخ من روما الاعتداء المتعمد الذي قامت به إسرائيل على قاعدة لمجموعة المراقبة التابعة للأمم المتحدة في بلدة الخيام الجنوبية. واعتبر أن هذا العدوان دليل جديد على العدوانية الإسرائيلية التي لا تميز بين طفل وامرأة أو بين مستشفى أو مقر أممي مهمته حفظ الأمن والسلام اللذين تنتهكهما إسرائيل انطلاقاً من عدم إيمانها بمبادئ الأمم المتحدة وبمقاصدها. من جهتها رأت النائب بهية الحريري "أننا نمر في لبنان بمرحلة لا شبيهة لها", وأشارت إلى أن الستراتيجيا اليوم مختلفة عما كانت في السابق, وقالت إن عملية إدارة, تداعيات الكارثة لها أكثر من شق, فهناك شق داخلي للنزوح, وهناك شق آخر للتواصل مع الخارج والانتباه لكل ما يمكن أن يعكر السلم الأهلي وهذا أمر أساسي.

 

 مشروع قرار فرنسي لوقف إطلاق النار...  وعنان يريد إشراك سورية وإيران

واشنطن أفشلت مؤتمر روما...  والسنيورة عرض خطة "حل شامل"

 روما ¯ بروكسل ¯ الوكالات: اعلن وزير الخارجية الايطالي ماسيمو داليما امس فشل اجتماع روما الدولي حول لبنان بسبب اصرار وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس التي شاركته رئاسة الاجتماع على رفض وقف اطلاق نار فوري في لبنان. وابدى المشاركون في المؤتمر الدولي حول لبنان في اعلان صادر عنهم امس »تصميمهم على العمل فورا من اجل التوصل بشكل عاجل الى وقف لاطلاق النار يضع حدا للعنف الحالي«. وتلا وزير الخارجية الايطالي الاعلان النهائي بالانكليزية وقد نص على ان وقف اطلاق النار يجب ان يكون »قابلا للاستمرار ودائما وكاملا«. ودعا البيان اسرائيل الى ممارسة »اكبر قدر من ضبط النفس« في عملياتها على الارض, مرحبا بالاتفاق مع اسرائيل على انشاء ممرات انسانية والسماح برحلات جوية انسانية الى لبنان.

كما تعهدت الدول مساعدة الحكومة اللبنانية على مواجهة الوضع وارسال مساعدات انسانية فورية. من جانبه قدم رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة خطة شاملة للحل في لبنان من سبع نقاط تبدأ بوقف فوري لاطلاق النار وتبادل للاسرى. وتدعو النقطة الاولى الى »اطلاق سراح الاسرى والمحتجزين اللبنانيين والاسرائيليين تحت اشراف اللجنة الدولية للصليب الاحمر«. وتدعو النقطة الثانية الى »انسحاب الجيش الاسرائيلي الى ما وراء الخط الازرق وعودة النازحين الى قراهم«.

اما النقطة الثالثة فتدعو الى »التزام مجلس الامن بوضع منطقة مزارع شبعا وتلال كفر شوبا تحت ولاية الامم المتحدة بانتظار ترسيم الحدود واقرار السيادة اللبنانية عليهما بشكل كامل«. واضاف السنيورة انه خلال فترة اشراف الامم المتحدة على هاتين المنطقتين »يحق للبنانيين اصحاب الاملاك هناك الوصول الى ممتلكاتهم كما تقدم اسرائيل كل خرائط الالغام في جنوب لبنان الى الامم المتحدة«. وتتضمن النقطة الرابعة من الخطة ان »تقوم الحكومة اللبنانية ببسط سلطتها على اراضيها بقواتها المسلحة الذاتية بشكل لا يعود فيها اسلحة او سلطة لغير الدولة اللبنانية حسب ما هو وارد في اتفاق الطائف«. وحسب النقطة الخامسة »يتم تعزيز قوة الامم المتحدة العاملة في جنوب لبنان بالعديد والعتاد, ويتم تعزيز مهمتها ومدى عملياتها حسب الحاجة لتتمكن من القيام بالاعمال الانسانية الطارئة وضمان استقرار وامن الجنوب لضمان عودة النازحين الى منازلهم«. وفي النقطة السادسة »تقوم الامم المتحدة بالتعاون مع الاطراف المعنية باتخاذ الاجراءات اللازمة لتطبيق اتفاقية الهدنة الموقعة بين لبنان واسرائيل عام ,1949 ولضمان تطبيق بنود هذه الاتفاقية واستطلاع امكانية تعديل او تطوير هذه البنود حسب ما تدعو الحاجة«. وفي النقطة السابعة دعوة الى »المجتمع الدولي لدعم لبنان على كل المستويات في مجال اعادة الاعمار واعادة بناء اقتصاده الوطني«.

ولا تزال جميع الاتصالات الهادفة الى وقف اطلاق النار تتعثر حيث تصر الولايات المتحدة واسرائيل على ان يكون اتفاق اطلاق النار جزءا من خطة متكاملة لانهاء النزاع القائم على الحدود اللبنانية الاسرائيلية.

وكان السنيورة وصل مساء الثلاثاء للمشاركة في هذا المؤتمر لدعم لبنان. من جهتها قالت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس ان الديبلوماسيين المشاركين في اجتماع روما اتفقوا في محادثات في شأن الازمة في لبنان على الحاجة لقوة دولية بتفويض من الامم المتحدة لاقرار السلام في البلاد. واضافت »ما اتفقنا عليه هو انه يتعين وجود قوة دولية بتفويض من الامم المتحدة تكون لها قدرات كبيرة وقوية للمساعدة في اقرار السلام ودعم الجهود الانسانية«. ودعت وزيرة الخارجية الاميركية سورية وايران الى تبديل سياستهما في الشرق الاوسط. وقالت »ان سورية تتحمل مسؤولية« في النزاع الحالي في لبنان, مبدية »قلقها الكبير حيال الدور الايراني« ايضا. واضافت »حان الوقت ليتخذ كل خياره« في شأن دوره في الشرق الاوسط, مؤكدة انه »لا يمكن العودة الى الوضع القائم سابقا«. ودعا كوفي عنان الامين العام للامم المتحدة كلا من حزب الله واسرائيل الى وقف هجماتهما وقال ان مجلس الامن الدولي يجب ان يدعو الى وقف فوري لاطلاق النيران. وقال عنان خلال محادثات لبحث الازمة تجري في العاصمة الايطالية روما ان المبادرات لانهاء الصراع المستمر منذ 15 يوما في لبنان يجب ان ت¯صاحبها دفعة جديدة لعملية سلام شامل في الشرق الاوسط. واضاف عنان انه لكي يستمر اي حل ستكون هناك حاجة الى »مشاركة بناءة« من دول المنطقة بما فيها سورية وايران اللتان لم توجه لهما الدعوة لحضور مؤتمر روما كما حض على القيام بمبادرات اقليمية اوسع. وقال »بالنظر الى هذه الصورة الاوسع فان من الواضح اننا نحتاج الى دفعة جديدة لسلام شامل في الشرق الاوسط من دون هذا نكون نهدر الوقت فحسب حتى يحدث الانفجار التالي«. وعرض وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي خلال المؤتمر الدولي »خطة« ترمي الى وضع حد للازمة اللبنانية الاسرائيلية. وبحسب نص الكلمة التي القاها الوزير الفرنسي قد يتم استصدار قرار في مجلس الامن الدولي انطلاقا من هذا المشروع الذي يركز اساسا على »اتفاق سياسي« بين اسرائيل ولبنان. ودعا دوست بلازي الى »وقف فوري للمعارك« بين اسرائيل وحزب الله اللبناني الشيعي مشددا على تدهور الاوضاع الانسانية في لبنان. ووضع الوزير الفرنسي »شرطين« لتشكيل القوة الدولية: »يجب ان تتشكل بعد اتفاق سياسي يعتبر مفتاح اي حل دائم يبرم بين جميع الاطراف المعنية« وان »يرافق القوة تفويض واضح من طرف الامم المتحدة وقواعد تدخل قوية«. وشدد على ان التسوية السياسية »تقتضي مشاركة وموافقة الحكومة الاسرائيلية والحكومة اللبنانية« التي لابد ان »تكون محور اي حل«. وقال الامين العام لحلف شمال الاطلسي ياب دي هوب شيفر ان الحديث عن دور محتمل للحلف بهدف انهاء الاقتتال بين اسرائيل وحزب الله سابق لاوانه. وقال للصحافيين في بروكسل »ليست هذه هي اللحظة (المناسبة)« وذلك تعقيبا على تلميحات لمسؤولين اسرائيليين بأنهم سيرحبون بأن يلعب الحلف هذا الدور في اطار قوة قوية متعددة الجنسيات على الحدود مع لبنان. وعلق على دور حلف الاطلسي في المستقبل قائلا »ارى الكثير من الاقتراحات كلها مثيرة للتساؤلات... انا لا اؤكد شيئا ولا استبعد شيئا«.

 

المقاومة تؤكد قتل وجرح 35 جندياً وتدمير دبابة في ثلاثة كمائن

 إسرائيل تعترف بتكبدها خسائر  فادحة في معارك بنت جبيل

 بيروت-»السياسة«:عواصم-الوكالات: خاض مقاتلو حزب الله معارك طاحنة ضد القوات الاسرائيلية المتقدمة عند مدخل بلدة رئيسية بجنوب لبنان أمس حيث قتل ما يصل إلى 13 جنديا اسرائيليا.

وذكرت مصادر امنية لبنانية ان اشتباكات عنيفة اندلعت حين حاولت قوة اسرائيلية تسيطر على تل قريب التقدم نحو المدخل الرئيسي لبلدة بنت جبيل معقل حزب الله على بعد اربعة كيلومترات من الحدود الاسرائيلية-اللبنانية. ونصب مقاتلون كمينا للقوات المتقدمة اعقبه قتال في احياء قريبة. وقالت مصادر من حزب الله ان القوات المتقدمة تم عزلها وان معظم عرباتها دمرت فيما اصيب جنود. وقدرت مصادر الحزب الخسائر البشرية في صفوف القوات الاسرائيلية بأنها 35 شخصا وقالت ان المحاولات الاسرائيلية لنقل المصابين احبطت, واضاف مصدر »تمكن رجالنا من سماع صراخ جرحاهم وهم ينادون طلبا للمساعدة«. وهذا اكبر عدد من القتلى في صفوف الجيش الاسرائيلي منذ بدأ هجومها ضد حزب الله قبل اكثر من اسبوعين. من جانبه اقر الجيش الاسرائيلي ان قواته تكبدت خسائر فادحة في بلدة بنت جبيل لكنه ما زال يرفض الافصاح عن عدد القتلى والجرحى. ونقلت صحيفة هآرتس عن مصادر عسكرية قولها ان »عددا ضخما من الجنود اصيبوا في معارك عنيفة مع مقاتلي حزب الله في بنت جبيل«. وأعلن الجيش الاسرائيلي مقتل المسؤول العسكري لحزب الله في جنوب لبنان ابو جعفر خلال المعارك بالقرب من الحدود مع اسرائيل.

وقال متحدث عسكري ان »ابو جعفر قتل خلال تبادل لاطلاق النار مع قوات جيش الدفاع الاسرائيلي في قطاع مارون الراس«. وكان خمسة وعشرون شخصا بينهم اربعة مراقبين تابعين للامم المتحدة وتسعة مدنيين, قتلوا في جنوب لبنان ومعهم يرتفع إلى 401 عدد القتلى الذين سقطوا في لبنان. وقتل مراقبو الامم المتحدة الاربعة في غارة اسرائيلية على مركزهم في بلدة الخيام في القطاع الشرقي من جنوب لبنان, حسب مصدر امني. وأعرب سفير اسرائيل لدى الامم المتحدة دان غيلرمان عن »صدمته« من تصريحات الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان الذي اعتبر ان الطيران الاسرائيلي استهدف »على ما يبدو عمدا« مركزا للامم المتحدة في جنوب لبنان. واضاف ان »الامين العام في الوقت الذي يطالب فيه بفتح تحقيق اعلن اصلا عن نتائجه«. واوضح ان »اسرائيل تجري تحقيقا حول هذا الحادث المأساوي وسنطلع الامم المتحدة على نتائجه باسرع وقت ممكن«. واعلن الاتحاد الاوروبي على لسان الرئاسة الفنلندية ان الغارة الاسرائيلية »صدمته« مطالبا اسرائيل بفتح تحقيق من دون ابطاء. وافادت مصادر امنية لبنانية ان صينيا ونمساويا وفنلنديا وكنديا يعملون في اطار القوة الدولية للمراقبة قتلوا على قصف مركزهم في الجنوب.

ووحدها الصين اكدت مقتل احد مواطنيها في الغارة الاسرائيلية واستدعت بكين السفير الاسرائيلي وطالبته بتقديم اعتذار رسمي. من جهة ثانية نفت اسرائيل بشدة انها تطبق سياسة تدمر بمقتضاها عشرة مبان في بيروت مقابل كل زخة من الصواريخ تسقط على مدينة حيفا الساحلية التي تقع في شمالها. وذكرت تقارير صحافية ان بريطانيا خصصت مطارا كمحطة لنقل القنابل الاميركية الثقيلة المخصصة لضرب المخابئ الحصينة إلى سلاح الجو الاسرائيلي لاستخدامها في لبنان. وطالب مايكل مور المتحدث باسم الحزب الديمقراطي الحر المعارض حكومة بريطانيا بمنع استخدام المطارات البريطانية في هذه الاغراض وقال: »يجب ان تتخذ الحكومة الوسائل الكفيلة بمنع جميع صادرات السلاح لاسرائيل سواء كانت هذه الاسلحة تذهب لاسرائيل بشكل مباشر أو عبر بريطانيا وذلك بالنظر إلى الاستخدام المبالغ فيه للقوة العسكرية«. في المقابل ذكر مصدر بالمقاومة اللبنانية أن عناصر المقاومة اطلقت عدة صليات من صواريخها على المستعمرات الموجودة في شمال اسرائيل.

وقال المصدر ان صواريخ المقاومة انطلقت في اتجاه مستعمرة راموت نفتالي وكريات شمونة وغونين وكفرسولد وسيدي اليعازر وعماموسكا وجوش حليف. وفي تطور لاحق اعلن رئيس بلدية قرية البستان الحدودية مع اسرائيل ان الجيش الاسرائيلي انذر سكان ثماني قرى سنية بضرورة مغادرة قراهم تحت طائلة تعرضهم للقصف ما دفعهم إلى الهروب في الحقول والوديان باتجاه مدينة صور. وقال رئيس البلدية شامان محمد الناصر في اتصال هاتفي معه »انهم ما بين 300 و 500 عائلة يفرون منذ التحذير الاسرائيلي ورأيت نساء يسقطن على الارض واطفالا مرعوبين وبعض الجرحى الذي يجرجرون انفسهم بحثا عن السلامة«. كما اعلن مسؤول في الدفاع المدني اللبناني ان اكثر من 57 مدنيا بينهم الكثير من الاطفال لا يزالون تحت انقاض منازلهم المدمرة بالقصف الاسرائيلي في منطقة صور في جنوب لبنان. وقال سلام ضاهر المكلف عمليات الاغاثة في الدفاع المدني في مدينة صور ان هذا الرقم مرشح للارتفاع بشكل كبير لان الاتصالات والطرقات مقطوعة بين قرى قضاء صور بسبب القصف الاسرائيلي المتوصل منذ الثاني عشر من الشهر الجاري.

 

 

أكد انه لا يهوى "الشعارات والعنتريات"

 مبارك: مصر لن تدخل حرباً مع إسرائيل من أجل لبنان

 عواصم- الوكالات: اكد الرئيس المصري حسني مبارك في تصريحات نقلتها صحيفة »الجمهورية« الحكومية امس ان مصر لن تدخل في حرب ضد اسرائيل للدفاع عن لبنان او حزب الله اللبناني. وقال مبارك للصحافيين على متن الطائرة التي اقلته الثلاثاء من السعودية في ختام قمة مع العاهل السعودي الملك عبدالله ان »من يطالبون بدخول مصر الحرب دفاعاً عن لبنان او حزب الله لا يدركون ان زمن المغامرات الخارجية انتهى«. ورأى ان مثل هذا السيناريو مستحيل في حين يحتاج 73 مليون مصري الى التنمية والخدمات وفرص العمل. ونقلت صحيفة »الجمهورية« عن الرئيس المصري قوله ان من »يطالبون بدخول مصر الحرب سيجعلوننا نخسر كل هذا في لمح البصر« مؤكداً انه »غير مستعد لانفاق موازنة الشعب على حرب ليست حربه« ورأى الرئيس المصري ان »اسرائيل لن تهاجم مصر تحت اي ظرف«. واكد مبارك ان »الجيش المصري للدفاع عن مصر فقط, وهذا مبدأ ولن يتغير« وتأتي هذه التصريحات بعد الدعوات التي وجهت خلال تظاهرات ونشرتها صحف العارضة لتدخل الجيوش العربية في النزاع مع اسرائيل التي شنت هجوما على لبنان اثر خطف حزب الله جنديين اسرائيليين في 12 يوليو. وقال الرئيس المصري الذي ابرمت بلاده معاهدة سلام مع اسرائيل في 1979 ان الدولة العبرية »لن تهاجم مصر تحت اي ظرف فنحن دولة لها سياسية معلنة وواضحة ولسنا اصحاب تحالفات خفية او »اجندات« غير معلنة. واكد مبارك انه »طوال فترة حكمه لا يهوى الشعارات والعنتريات«.

ونسبت »الاخبار« الى مبارك قوله ان هناك اتفاقاً مصرياً سعودياً على ضرورة ان يتوصل مؤتمر روما الى قرار واضح ومحدد يطلب وقف اطلاق النار وانقاذ الشعب اللبناني مما يتم حالياً لكن المؤتمر فشل في تبني هذا الموقف وقال مبارك ثم بعد ذلك يفتح الباب للحل السلمي والسياسي ويجلس الاطراف لحل جميع الموضوعات والتعامل مع جميع جوانب الازمة المشتعلة الان, من الصعب التعامل مع جوانب الازمة المشتعلة في ظل استمرار اطلاق النار واستمرار ما يتعرض له الشعب اللبناني الان من عمليات تدمير وهدم. من جهة ثانية بحث الرئيس المصري مع نظيره الفرنسي جاك شيراك في اتصال هاتفي الاوضاع في لبنان ولم يشر راديو القاهرة الذي اورد النبأ الى تفاصيل اخرى في شأن الاتصال الهاتفي الذي تلقاه الرئيس المصري.

ويتفق الموقفان المصري والفرنسي على اهمية العمل من اجل وقف عاجل لاطلاق النار في لبنان وعدم استمرار الوضع على ما هو عليه عبر سلسلة من الاجراءات في مقدمتها تبادل الاسرى بين الجانبين. الى ذلك بعث رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام الايراني اكبر هاشمي رفسنجاني امس ببرقية الى ملك المملكة العربية السعودية الملك عبد الله بن عبدالعزيز تتعلق بتطورات الاوضاع في لبنان وفلسطين. واشار رفسنجاني في برقيته التي نقلتها وسائل الاعلام الايرانية الى الاوضاع التي تشهدها الساحة اللبنانية مطالباً الدول الاسلامية بدعم »صريح« للشعبين اللبناني والفلسطيني اللذان يتعرضان لأبشع الجرائم على يد الكيان الاسرائيلي. كما اشار رفنسجاني الى دور ومكانة المملكة العربية السعودية وشخص الملك عبدالله في المنطقة وبين الدول العربية والاسلامية مصرحا »لو واجهت اميركا مواقفكم الواضحة المعارضة للهجوم الاسرائيلي على لبنان فانها ستعيد النظر في دعمها الشامل واللا محدود لاسرائيل«. وقال رفسنجاني ان »الكيان الصهيوني انتهك جميع حقوق الانسان والاعراف الدولية وذلك باعتدائه على بلاد اسلامية وقتل المسلمين العزل »معتبرا انها وبذريعة اسر اثنين من جنودها تنفذ مشروع معد مسبقا في شأن الشرق الاوسط.

 

رفض نشر قوات أطلسية وطالب بمراقبة  الحدود اللبنانية مع سورية وإسرائيل

شيراك يهاجم الأسد ويحذره  من محاولة الانتقام من لبنان

 باريس - أ.ف.ب: اقترح الرئيس الفرنسي جاك شيراك في مقابلة تنشرها صحيفة »لوموند« في عددها اليوم نشر قوة دولية غير تابعة لمنظمة حلف شمال الاطلسي على الحدود »الاسرائيلية اللبنانية والسورية اللبنانية« بعد التوصل الى تسوية للنزاع الحالي بين لبنان وإسرائيل. ووجه شيراك انتقادات شديدة اللهجة الى النظام السوري الذي وصفه بأنه »من الصعب ان يتلاءم مع الأمن والسلام«, كما اعتبر ان ايران تتحمل »قسما من المسؤولية« في النزاع الحالي بسبب مساعدتها لحزب الله. ودعا الرئيس الفرنسي الى ارسال قوة قادرة على »مراقبة وقف اطلاق النار والتحقق من احترام الحدود سواء الحدود الاسرائيلية اللبنانية او السورية اللبنانية بالطبع«.

ورأى ان ارسال مثل هذه القوة مشروط بالتوصل الى »اتفاق سياسي على وقف اطلاق النار«. وقال ان وقف اطلاق النار »يجب ان يتم التفاوض بشأنه بين الحكومة اللبنانية وحزب الله من جهة وبين الاسرة الدولية وإسرائيل ولبنان من جهة اخرى«. واستبعد شيراك مشاركة حلف شمال الاطلسي في هذه القوة وقال »شئنا ام ابينا فإن النظرة الى الحلف هي انه الذراع المسلحة للغرب في هذه المناطق«. وقال »ان تشكيل مثل هذه القوة ليس في نظر فرنسا من مهام الحلف الاطلسي«. ويخالف شيراك في موقفه هذا موقف الولايات المتحدة التي تدعو على حد قوله الى ارسال »قوة التدخل السريع التابعة للحلف الاطلسي« على ان »توضع بامرة هيئة اركان القوة الاوروبية المؤلفة من المانيا وفرنسيا وبلجيكا واسبانيا وتكلف بشكل ما تطبيق وقف اطلاق النار«. وقال شيراك ان فرنسا تفضل خطة من ثلاث مراحل هي »وقف اطلاق نار ثم تعهد سياسي وانطلاقا من هنا قوة متعددة الجنسيات على الارض«. واضاف ان مهمة هذه القوة التي »يتعين تحديدها بشكل دقيق للغاية« يجب ان تسمح »باستعادة الحكومة اللبنانية الشرعية سيادتها كاملة على مجمل ارضيها«.

كما اعتبر شيراك ان هذه القوة التي لم يحدد تشكيلتها ولا عديدها ينبغي ان »تتيح للقوات اللبنانية بعد اعادة تنظيمها ومساندتها الانتشار في كامل انحاء لبنان وتولي امن البلاد«. واعترف شيراك بعدم وجود »الكثير من الدول المستعدة« للاضطلاع بدور قيادي في هذه القوة ولم يستبعد ان تتقدم فرنسا لذلك اذا ما توافرت الشروط الملائمة. وانتقد شيراك السياسة التي ينتهجها الرئيس السوري بشار الاسد عاكسا ابتعاده عن النظام السوري. وقال »كنت في فترة ما اتحدث مع بشار الاسد كنت اتحدث مع والده لن اخفي عليكم ان هذا الحوار انقطع هو الذي اراد ذلك ثم لاحظت انه لايفضي الى شيء وان النظام الذي يجسده بشار الاسد من الصعب ان يتلاءم مع الامن والسلام«. ووجه شيراك اتهامات ضمنية الى سورية وايران وقال مرة جديدة »يبدو لي ان كلا من (حركة المقاومة الاسلامية) حماس وحزب الله لم يقدما على هذه المبادرات غير المسؤولة (خطف جنود اسرائيليين) من تلقاء انفسهم بكل بساطة«. وحذر من ان »افضل ما يمكن لسورية ان تقوم به لتحمي نفسها وتحمي شعبها ولاسيما مستواها المعيشي وتنميتها هو عدم السعي للانتقام من لبنان فذلك قد ينطوي على خطورة كبيرة عليها«. كذلك اتهم طهران بتحمل »قسم من المسؤولية« في النزاع في لبنان وقال »ان مالدينا من معلومات يثبت ان ايران ترسل اسلحة متطورة وتمويلا لحزب الله عبر سورية على الارجح وهذه مشكلة«.

 

 أكد أن حزبه استبق هجوماً إسرائيلياً مقرراً في الخريف المقبل

 نصر الله يعلن بداية مرحلة "ما بعد حيفا"

 بيروت- »السياسة«:عواصم- الوكالات: أعلن الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في كلمة مصورة بثتها القنوات العربية ان الحزب سيدخل في مرحلة ما بعد حيفا متوعداً بخوض حرب عصابات ضد القوات الاسرائيلية التي تتوغل في الجنوب اللبناني.وقال نصر الله في كلمته سندخل في مرحلة جديدة من المواجهة, مرحلة ما بعد حيفا, ولن يبقى حدود لقصفنا. كما قال نصر الله ان معركة تنظيمه الشيعي اللبناني دخلت مرحلة جديدة من السلاح. واذ اكد نصر الله انه يرفض القبول بشروط مذلة قال ان حزب الله منفتح على نقاش سياسي.

ونفى نصر الله سقوط مدينة بنت جبيل الجنوبية التي اعلنت القوات الاسرائيلية في وقت سابق السيطرة عليها. وقال في هذا السياق »لم يسيطر الاسرائيليون على بنت جبيل, كل مدينة بنت جبيل ما زالت في يد المقاومة. وأعلن الجيش الاسرائيلي في وقت سابق الثلاثاء سيطرته على بلدة بنت جبيل التي تعد معقلا لحزب الله بعد قتال عنيف مع مقاتلي الحزب. وصرح الجنرال الون فريدمان من القيادة الشمالية للجيش الاسرائيلي لاذاعة الجيش لقد اصبحت بنت جبيل في ايدينا. واوضح الامين العام لحزب الله ان الحزب ليس حزبا كلاسيكياً وهو يقوم بحرب عصابات ضد القوات الاسرائيلية واشار الى ان المهم في المعركة البرية هو الحاق الخسائر في صفوف العدو.

واكد انه مهما كان عمق التوغل الاسرائيلي فهو لن يستطيع منعنا من اطلاق الصواريخ على شمال اسرائيل وهو الهدف الذي حددته اسرائيل لنفسها في الهجوم الذي شنته على لبنان في 12 يوليو. واعتبر نصر الله ان جميع الموفدين خصوصاً وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس التي قامت بزيارة استمرت بضع ساعات الاثنين للبنان »اتوا فقط بتعليمات اميركية صهيونية ولم يطرحوا اي تسوية او حل«. واكد ان الاسبوع المقبل او الايام العشرة القادمة ستكون حاسمة ودعا الى المزيد من الحزم والوحدة. واوضح ان الهجوم الاسرائيلي لم يشن بسبب اسر حزب الله لجنديين اسرائيليين ولكنه كان مخططاً له منذ اشهر وكان مقرراً نهاية سبتمبر ان بداية اكتوبر. وقال نصر الله ايضا ان اسر الجنديين افقد الصهاينة عنصرا مهما وهو عنصر المفاجأة.

واضاف ان الهدف من الهجوم الاسرائيلي هو القضاء على جميع حركات المقاومة في المنطقة ثم عزل الدول التي تدعمها وفي هذه الحالة سورية وايران من اجل وضع لبنان تحت السيطرة الكاملة لاميركا واسرائيل بهدف فرض شرق اوسط جديد والسيطرة على موارده. واوضح قدرنا هو ان نواجه هذا المخطط نشن حربا لتحرير اراضينا التي لا تزال محتلة »مزارع شبعا« واسرانا من السجون الاسرائيلية. وختم بالقول انها معركة من اجل السيادة والاستقلال واعدا بالنصر. وفي اسرائيل صرح المتحدث باسم الحكومة ان الدولة العبرية تأخذ على محمل الجد تهديد الامين العام لحزب الله باطلاق صواريخ الى مواقع ما بعد حيفا شمال اسرائيل ومستعدة لمواجهتها. وقال اسرائيل ميمون للاذاعة الاسرائيلية العامة ان تهديدات حزب الله ليست جديدة نعرف انه يملك صواريخ بعيدة المدى ونعرف هذا التهديد الاستراتيجي يجب الاستعداد له ونحن مستعدون.

ونقلت الاذاعة عن نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي شيمون بيريز قوله يجب الاستعداد لتهديدات نصر الله كما لو انها حقيقة حتى اذا كانت اكاذيب. واوضحت الاذاعة ان مسؤولا اسرائيلياً كبيراً طلب عدم كشف هويته, قال ان تهديدات نصر الله يجب الا تؤخذ على محمل الجد لان اطلاق هذه الصواريخ بعيدة المدى مرتبط بالذين يرعونه.

الى ذلك نقلت وكالة الانباء الايرانية ارنا عن حميد رضا آصفي المتحدث باسم وزارة الخارجية نفيه لما ذكرته تقارير اخبارية اسرائيلية في وقت سابق بشأن اختباء نصر الله في مقر سفارة ايران في بيروت. ونسبت الوكالة الى آصفي قوله في تصريحات للصحافيين بطهران على هامش الجلسة العلنية لمجلس الشورى الاسلامي: »الكيان الصهيوني »اسرائيل« العاجز عن السيطرة على ارادة الشعب اللبناني في مقاومته المشروعة يسعى من خلال نشر الاكاذيب والتصريحات الكاذبة التي لا اساس لها من الصحة الى مواصلة جرائمه.

 

 صفير: لبنان يمر بالمرحلة الأخطر

بيروت     الحياة     - 26/07/06//

دعا البطريرك الماروني نصر الله صفير اللبنانيين «الى تعميق تضامنهم وترسيخ وحدتهم لتجاوز المحنة الراهنة». ووصف المرحلة بأنها «اخطر ما عرفه لبنان».

وقال صفير امام زواره: «مرت علينا أزمات ضيق ولكن هذه المرحلة هي الأخطر والأكثر ضيقاً، ووضعت الرهبانية إمكاناتها بتصرف الذين نزحوا من بيوتهم طلباً للأمان. وهذا ما يوجب علينا جميعاً ان نتعاون ونتضامن بغض النظر عن الانتماءات الدينية والطائفية التي ننتمي اليها لكي نتغلب على هذه الضيقة، ولكي ينتشر السلام، وتأفل الحرب. ونحن نعمل ما باستطاعتنا في هذا السبيل».

وإذ أشار الى نداء البابا اربع مرات لوقف إطلاق النار وإحلال السلام وتقديم المساعدات الانسانية، وقال: «يبدو انه تم فتح خط للمـــساعدات الانسانية، ولكن هذا كله ابر، يبقى الأهم عودة السلام الثابت وبقاء لبنان بلد الحرية والديموقراطية والسيادة والاستقلال».

 

بلير في واشنطن لبحث الازمة اللبنانية 

الأربعاء 26 يوليو

 أ. ف. ب.  لندن:  يتوجه رئيس الوزراء البريطاني توني بلير يوم الجمعة المقبل الى واشنطن لمناقشة الازمة اللبنانية مع الرئيس الاميركي جورج بوش وهي ملف يؤكد مجددا "العلاقات الخاصة" بين لندن وواشنطن. وتتزامن الزيارة، وهي الثانية التي يقوم بها بلير الى البيت الابيض في اقل من شهرين، مع ازدياد التساؤلات حول تاثيره على حليفه الاميركي الذي لم يتراجع دعمه لاسرائيل رغم تحفظات الدول الاخرى.  وعشية اللقاء بين الزعيمين، ابدى عدد من المختصين بشؤون الشرق الاوسط في بريطانيا عن شكوكهم ازاء ان تحقق الزيارة تقدما فعليا. ويعتبر هؤلاء ان تعقيدات الوضع الاقليمي وضرورة الاخذ في الاعتبار سوريا وايران تجعل من الصعب ايجاد حل للازمة في وقت سريع. وقال نديم شحادة من معهد تشاتم هاوس في لندن ان بلير "لا يحمل معه اي حل باستثناء الدعوة الى وقف للنار". واضاف "لكن وقفا للنار ما يزال صعب المنال لان الاسرائيليين يخسرون لانهم لم يحققوا شيئا من اهدافهم والتوقف الان سيعني الاعتراف بهزيمتهم".  ومن جهته، يرى يوسي ميكلبرغ من الكلية الاميركية البريطانية في لندن ان بامكان بلير حتى لوكان مهمشا المساعدة في الحصول على وقف للنزاع. واضاف لفرانس برس "لا اعتقد ان توني بلير وجورح بوش سيتوصلان شخصيا الى ذلك. فهما بحاجة الى الدعم الكامل من الاسرة الدولية وخصوصا من اوروبا".

وتابع يقول "بامكان بلير وبريطانيا، من وجهة نظري، لعب دور الجسر.فالممكلة المتحدة تقع في اوروبا وتقيم روابط تاريخية متينة كما انها اثبتت ولاءها تجاه الولايات المتحدة بعيدا عن الاحساس بالواجب".  ووفقا لبعض المعلقين البريطانيين، فان التاييد القوي من بلير لبوش يلاقي معارضة غالبية البريطانيين حسب استطلاع للراي نشرت نتائجه "اي سي ام" والغارديان الثلاثاء. ويعتبر هؤلاء ان "العلاقة الخاصة" بين لندن وواشنطن ما تزال بعيدة عن التوازن.  لكن احد الخبراء قال ان اعتبار بلير شريكا تابعا لبوش في الحرب على الارهاب والتدخل في العراق وافغانستان سيكون بمثابة عدم المعرفة بما تشهده العلاقة البريطانية الاميركية من تقلبات. واضاف روبرت مكجيهان الخبير في العلاقات ما بين ضفتي المحيط الاطلسي في معهد تشاتم هاوس في لندن "من السهل وصف بلير بالتابع ولكن لناخذ حرب كوسوفو مثلا. فمن كان المندفع بحماسة؟ بلير في حين كان الرئيس السابق (بيل كلينتون) مترددا في خوص حرب برية". وتابع ان "العلاقات الخاصة موجودة حقيقيا ونعرف انها غير متماثلة لكن عددا من النماذج يؤكد انها فاعلة. لا توجد دولتين في العالم تطوران مثل هذه الروابط".

وبعد واشنطن، ستوجته بلير الى الساحل الغربي للولايات المتحدة لتفقد شركات بريطانية وحضور اجتماع مديري "نيوز كوربوريشن" المجموعة التابعة للقطب الاعلامي روبرت مردوخ ملك "صن" و "التايمز" في بريطانيا. وتعود العلاقة بين بلير ومردوخ الاسترالي الاميركي الى العام 1995 عندما ادارت صحيفة "صن" ظهرها للمحافظين ووقفت الى جانب بلير مساهمة بذلك في فوره الساحق في الانتخابات التشريعية في ايار/مايو 1997. وقد انتقد مردوخ في الاونة الاخيرة بلير، رغم تاكيده انه لن يسعى الى ولاية رابعة، بسبب عدم تحديده موعد لمغادرته منصبه نهائيا. اسرائيل: حزب الله يعد لتنفيذ هجمات في الخارج

اعلن قائد جهاز الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية في تصريحات نقلتها الصحافة الاسرائيلية ان حزب الله بدأ بتنشيط خلايا نائمة في الخارج تخطط للقيام بهجمات ضد الاسرائيليين.

وأشار الجنرال عاموس يادلين في لقاء مع الصحافيين الى أن حزب الله "اعاد تنشيط وحدات هجومية تابعة له في الخارج". ورأى افرائيم انبار الباحث في مركز الدراسات الاستراتيجية "بيغن-السادات" ان لدى حزب الله الكثير من العناصر في الخارج القادرين على تنظيم هجمات بسرعة. وقال: "لديهم عناصر في كافة انحاء العالم وخاصة على الحدود بين الارجنتين والبرازيل والباراغواي حيث العديد من المهاجرين العرب".واكد انبار ان "لديهم خططا مع معلومات حول اهداف يهودية واسرائيلية يمكنهم استهدافها فورا"، مشيرا الى ان حزب الله قد يريد ان يظهر امكانياته اذا ما شعر انه يواجه "ضغوطا قوية". واعتبر ان الامين العام لحزب الله حسن نصرالله "سيرغب في ان يظهر لاسرائيل والعالم العربي والاسلامي برمته انهم يستطيعون متابعة المعركة". وسبق لاسرائيل والغرب أن اتهم حزب الله مرارا في الماضي بتنفيذ عمليات انتحارية وخصوصا ضد مواقع لجنود فرنسيين واميركيين في بيروت عام 1983 وضد السفارة الاسرائيلية في بوينس ايريس عام 1992 وضد مركز يهودي اجتماعي في المدينة نفسها في العام 1994. 

 

اسرائيل: عمليات 70 كلم في عمق لبنان لتدمير البنى التحتية لحزب الله

اعلن مسؤول عسكري اسرائيلي كبير ان الجيش الاسرائيلي يعتزم حصر عملياته البرية بجنوب لبنان باستهداف البنى التحتية لحزب الله في المنطقة. وقال الكولونيل هيمي ليفني في اليوم الرابع عشر من الهجوم على لبنان: "لا نعتزم توسيع عملياتنا الى أبعد من سبعين كيلومترا شمال حدودنا مع لبنان".واضاف:"نهتم بالبنية التحتية لحزب الله التي تقع في مرمانا في جنوب لبنان، ونحن نعرف اين ارهابيي حزب الله". واستدرك بالقول:"بالتأكيد لا اقول اننا نعرف كل الجيوب التي يختبئون فيها لكن استخباراتنا ممتازة ودقيقة جدا". وكان وزير الدفاع الاسرائيلي عمير بيريتس أشار الى ان بلاده تدرس امكانية اقامة منطقة امنية في جنوب لبنان اذا لم يتم نشر قوة متعددة الجنسيات فيه. وقال بيريتس ان اسرائيل قد تقيم هذه المنطقة "اذا لم تنتشر قوة متعددة الجنسيات تتخذ مواقع وتسيطر على المنطقة الممتدة حتى السياج الحدودي مع لبنان".ورأى الوزير الاسرائيلي أن هذه القوة يجب أن تكون "قادرة على التحرك والسيطرة بقوة السلاح حتى يكون اي شخص يقترب من هذا الشريط الذي سيتم تحديده مدركا لمخاطر التعرض لاطلاق النار". وترافقت هذه المواقف مع معلومات متضاربة عن الوضع الميداني في محيط مارون الراس وبنت جبيل. فقد نفى حزب الله سقوط مدينة بنت جبيل بايدي القوات الاسرائيلية مؤكدا ان المعارك تدور على اطرافها. وجاء في بيان للمقاومة الاسلامية الجناح العسكري لحزب الله: "خلافا لما يذيعه اعلام العدو من أن قوات الاحتلال قد سيطرت على مدينة بنت جبيل، فإن المقاومة الاسلامية تنفي ذلك". واكد البيان ان "المدينة ما زالت خارج سيطرة قوات الاحتلال والمعارك ما زالت على اطرافها وفي محيطها حيث يخوض المجاهدون مواجهات قوية وقاسية مع قوات الاحتلال". أما الناطق باسم قوات الطوارىء الدولية التابعة للامم المتحدة ميلوس شتروغار فتحدث عن "معارك عنيفة في محيط بنت جبيل ويارون". وأشار الى أن "الجيش الاسرائيلي ارسل تعزيزات امس وخلال الليل من مارون الراس باتجاه بنت جبيل ويارون". وكان مسؤول عسكري اسرائيلي اعلن صباح الثلاثاء سقوط بنت جبيل بايدي القوات الاسرائيلية. وأيد قائد العمليات الاسرائيلية في بنت جبيل الكولونيل اسحق رونين هذه المعلومات بقوله: "يمكننا القول ان قواتنا تسيطر على بنت جبيل". 

 

 أبدى ارتياحاً إلى فتح خط للمساعدات الانسانية

صفير: نأمل في أفول الحرب وعودة السلاموبقاء لبنان بلد الحرية والديموقراطية والاستقلال

الديمان - "النهار":"الله ينجينا من هالأيام الصعبة، وان شاء الله يزاح هذا الكابوس عن صدرنا جميعا في أسرع وقت".كلمات يرددها البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير تعقيبا على ما يطرحه عليه زواره في الديمان من اسئلة عن الوضع الراهن في لبنان ومتى الخلاص. وهو يشدد على التعاون والتعاضد لاجتياز هذا "القطوع" ويعتبر ان هذه المرحلة هي "الاصعب في تاريخ لبنان".استقبل صفير أمس في الديمان أمس وفداً من الرهبانية المارونية المريمية برئاسة الاباتي سمعان ابو عبده في مناسبة اختتام اعمال مجمعها غير العادي.والقى الاباتي ابو عبده كلمة اوجز فيها اعمال المجمع، وقال: "لقد انعقد مجمعنا من الاثنين 17 تموز الى الجمعة 21 منه، في دير مار ضومط فيطرون، بمشاركة 52 راهبا مختارين من جميع ابناء الرهبانية.

وتمحور المجمع حول ثلاث قضايا:

- القضية الاولى وهي الاساس، تكمن في اعادة النظر في قوانين رهبانيتنا ورسومها، وضبطها بالحذف او بالزيادة لجعلها ملائمة لعصرنا.

- القضية الثانية هي البحث في اوضاع رسالاتنا في بلاد الانتشار، والعمل على وضع استراتيجية جديدة لها لتنمو وتزدهر لانها في صلب دعوتنا الرهبانية منذ التأسيس.

- القضية الثالثة دراسة معمقة لوضع الدعوات في رهبانيتنا، تضمنت خطة متكاملة للتنشئة في الرهبانية. وشكلت هذه الخطة المستند الرسمي لآلية التربية الرهبانية".

وأضاف: "لقد انعقد مجمعنا غير العادي فيما كان وطننا يعيش ايضا ظرفا غير عادي، وبينما كنا نعمل بهدف الاصلاح والتطوير متطلعين الى الامام، كانت آلة الحرب تهدم وتدمر وتشرد وتعود بنا سنين الى الوراء. وكأن الكل تركوا لبنان، ليدفع وحده الثمن غاليا.

تعبنا من الحرب يا سيد، وفي اعماقنا جميعا توق الى الطمأنينة والسلام. لسنا هنا لنشكو، انما لنجدد ثقتنا بكلمتكم وموقفكم، ونعلم بل نحن متأكدون ان لكلمتكم وقعا وصدى في ضمائراسياد الحرب وآذانهم، وهي بلسم وعزاء للوطن الجريح الكسير المدمر".

ورد البطريرك بكلمة، وقال: "نهنئكم على انعقاد مجمعكم غير العادي، وقد ناقشتم فيه شؤونا تهم الرهبانية والكنيسة، سواء القوانين التي اعدتم النظر فيها، ام الرسالات التي تقومون بها خارج لبنان.القوانين مسألة مهمة، ولكن يجب الا تبقى حروفا مكتوبة لا تقرأ بل يجب ان تقرأ وتطبق، وثانيا الرسالات في الخارج لا بد منها لان ابناءنا الموارنة اصبحوا منتشرين في كل العالم.

اما الاوضاع الراهنة، فقد مرت علينا ازمات ضيق ولكن هذه المرحلة هي الاخطر والاكثر ضيقا، وقد وضعت الرهبانية امكاناتها في تصرف الذين نزحوا من بيوتهم طلبا للامان. وهذا ما يوجب علينا جميعا ان نتعاون ونتضامن بغض النظر عن الانتماءات الدينية والطائفية التي ننتمي اليها لكي نتغلب على هذه الضيقة، ولكي ينتشر السلام، وتأفل الحرب. ونحن نعمل ما في استطاعتنا في هذا السبيل. واننا نسأل الله معكم ومع قداسة البابا الذي طالب اربع مرات بوقف اطلاق النار واحلال السلام وتقديم المساعدات الانسانية، ويبدو انه تم فتح خط للمساعدات الانسانية، ولكن هذا كله عابر، يبقى الاهم عودة السلام الثابت وبقاء لبنان بلد الحرية والديموقراطية والسيادة والاستقلال"

 

بيريز: الحرب على لبنان مسألة حياة أو موت بالنسبة الى إسرائيل

أطلق نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي شيمون بيريز أمام الكنيست معادلة: "اما نحن او حزب الله". ورأى بيريز ان الحرب الجارية على لبنان هي "مسألة حياة وموت بالنسبة لاسرائيل". وقال متوجها الى الشعب اللبناني: "انتم ايضا ليس لديكم خيار. فاما انتم او حزب الله. اما بالنسبة لنا، فانها مسألة حياة وموت". وقال "ان الحرب اليوم هي مأساة لبنانية نتجت عن المطامح الايرانية"، داعيا رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة الى التقاء نظيره الاسرائيلي ايهود اولمرت. أما رئيس الوزراء السابق بنيامين نتانياهو زعيم المعارضة اليمينية (ليكود) فرأى ان النزاع الجاري اثارته ايران من خلال حزب الله وحركة المقاومة الاسلامية (حماس) "لاختبار ردود فعل الغرب".

وقال نتانياهو: "لقد رأى العالم كيف اختبرت ايران اسلحتها. فقد حركت في مرحلة اولى حماس من خلال اطلاق صواريخ قسام (من قطاع غزة على الاراضي الاسرائيلية) ثم حركت حزب الله من خلال اطلاق صواريخ وقذائف على مدن اسرائيل".  واضاف ان "ايران تطلق النار على دولة غربية وتختبر ردود فعل الغرب".

وتابع ان "قسما من العالم كان في سبات وعليه اليوم ان يستيقظ". وادلى بيريز ونتانياهو بكلمتيهما في اطار دورة خاصة عقدها الكنيست نتيجة النزاع الجاري في لبنان. وكان البرلمان انهى دورته الصيفية في 19 تموز على ان يستأنف اعماله في 15 تشرين الاول.أما قائد الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية الجنرال عاموس يادلين فأبلغ الكنيست ان سوريا رفعت مستوى الانذار خوفا من التعرض لهجوم اسرائيلي.وبحسب اذاعة الجيش الاسرائيلي فإن الجنرال يادلين وصف في مداخلة امام لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في الكنيست الوضع بأنه "متفجر" لأن رفع مستوى الانذار في دمشق قد يحمل سوريا على تقييم الوضع بشكل خاطىء.وقال الجنرال يادلين ان سوريا تدرك جيدا ان حزب الله اللبناني استخدم في عمليات القصف على شمال اسرائيل معدات عسكرية سورية.وبحسب الاذاعة الاسرائيلية العامة فان وزير الدفاع الاسرائيلي عمير بيريتس اعلن ان اسرائيل لا تنوي المبادرة بمهاجمة سوريا.وخلال اجتماع للجنة البرلمانية، دعا النائب يوفال شتاينيز احد زعماء الليكود (يمين معارضة)، الجيش الى "التعبئة الفورية لفرقتين من الاحتياط" لمواجهة احتمال مشاركة سوريا في النزاع الدائر في لبنان بحسب ما افاد مصدر برلماني.وقال شتاينيز الرئيس السابق لهذه اللجنة البرلمانية ان "مشاركة القسم الاكبر من الجيش النظامي في المعارك الدائرة في لبنان وغزة تخلق وضعا خطيرا لانه في حال انجرار سوريا في الحرب فان الجيش الاسرائيلي سيكون عاجزا عن مواجهة التهديد السوري على الفور".

 

إرجع يا لبنان بترجع الأيام"

بقلم أنطونيو باديني/سفير إيطاليا في القاهرة

النهار/كانت أنغام "بكتب اسمك يا حبيبي" المؤثرة لا تزال ترنّ في ذهني عندما ظهرت فجأة على شاشة التلفزيون مشاهد الموت والدمار. امر لا يُصدّق! رحت انظر، محبطاً ومذعوراً، الى صور زمن كنت اظنه افل الى غير رجعة. يا لبنان، يا لبناني الغالي. لا، لن يكتب الاشرار هذه المرة اسمك على الرمل. نحن الذين نحبك، سوف نكتبه على شجرة الحياة، وفي قلوبنا، لكي تعجز رياح العنف الاعمى عن محوه من الآن فصاعداً.

يا لبنان، يا لبناني الغالي. نعم، سوف اتكلّم، سنتكلم جميعاً عن حبنا لك: لجيراننا، لاصدقائنا البعيدين، لابنائك المنثورين في انحاء هذه الارض، لكي يغدو صوتنا مسموعاً، ابعد من الجسور المدمرة والوديان المشتعلة والانقاض. نعم يا لبنان، سوف نتحد وسنغني معاً متضامنين، حبنا المشترك، بقوة سنغنّيه، ثم بقوة اشد، كي لا تعود صرخة الروح الشجاعة مخنوقة بصخب عواصف الصيف. لا، لن تستأصل المياه الآسنة بعد الآن شجرة الحياة التي كتبنا عليها اسمك؛ شجرة الحياة التي تروي قصتك وتاريخك منذ آلاف السنين، اي قصة الوحدة في التنوّع، والتعددية في الانسجام؛ شجرة الحياة التي حُفرت عليها منحنيات ارضك، ارضك الجميلة والضاحكة كمثل هدية من السماء. لا يا لبناني الغالي، لن يعود احد قادراً على نسيان ابتسامات اطفالك المنكسرة، الاطفال ذوي الوجوه المضاءة بالبراءة، ولا ابتسامات الرجال والنساء ذوي الاذرع المفتوحة لضمّ احبابهم ولطلب المساعدة ولالتماس النعمة الالهية لكي تُبعد منجل الموت. لا يا لبنان الغالي، اريد ان اعود لكي اتضمّخ بعطورك، ولكي اعانق من جديد الاطفال الراكضين بفرح بين اشجار زيتونك في عين كفاع، والاطفال المتوّجين بإكليل كرمة بقاعك، والاطفال الصاعدين الى قمم اشجار ارزك الخالدة في بشري لكي يرفعوا عالياً علمك وينظروا بثقة الى المياه الزمردية التي تلامس شواطئك من طرابلس الى صور. يا لبناني الغالي، احلم بالفجر الجديد الذي سيطلع لينير طريقك. "ارجع يا لبنان، بترجع الايام"...