المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم السبت 29/7/2006

لذلك اقول لكم لا تهتموا لحياتكم بما تاكلون وبما تشربون.ولا لاجسادكم بما تلبسون.أليست الحياة افضل من الطعام والجسد افضل من اللباس.

 

واشنطن ولندن وافقتا على نشر قوة دولية في المنطقة الحدودية لتنفيذ القرارين 1559 و1680/ ضوء أخضر أميركي- بريطاني لوقف الحرب على لبنان

 عواصم - الوكالات: اعلن الرئيس الاميركي جورج بوش ورئيس الوزراء البريطاني طوني بلير ان واشنطن ولندن توافقان على ضرورة ارسال قوة دولية الى لبنان لتقديم المساعدة لجيش وحكومة البلاد تمهيداً لحل الازمة الراهنة والتوصل الى استقرار دائم في المنطقة. لكن بوش وبلير توعدا »حزب الله« بالهزيمة ومن يعاونه ووجها تحذيراً شديد اللهجة الى سورية وايران من »خطر المواجهة المتزايد« اذا لم تصلحا من تصرفاتهما في الشرق الاوسط. وقال بوش في مؤتمر صحافي مع بلير في ختام محادثاتهما في البيت الابيض: »كما هو منصوص عليه في قراري مجلس الامن رقمي 1559 و,1680 فاننا نوافق على ضرورة ارسال قوة دولية الى لبنان بسرعة لتعزيز الجيش اللبناني اثناء تحركه الى جنوب ذلك البلد«. واضاف »ان قوة دولية فعالة ستساعد على التوزيع السريع للمساعدات الانسانية وتسهيل عودة النازحين ودعم الحكومة اللبنانية اثناء سعيها لفرض سيادتها الكاملة على اراضيها وحماية حدودها«.

وتابع »نحن نعمل بسرعة لتحقيق هذه الاهداف«.

واعلن الرئيس الاميركي ان وزيرة خارجيته كوندوليزا رايس ستعود الى منطقة الشرق الاوسط اليوم من اجل العمل على حل للازمة الراهنة والتوصل الى استقرار دائم بالمنطقة, وقال »ان رايس ستعود الى المنطقة يوم غد (اليوم) وسوف تعمل مع قادة لبنان واسرائيل لاغتنام هذه الفرصة للتوصل الى سلام دائم واستقرار لكلا البلدين«.

واضاف »ان الاسبوع المقبل سوف يشهد انعقاد مجلس الامن الدولي بهدف التوصل الى قرار وفقاً للبند السابع للعمل على وضع اطار لوقف اعمال العنف, وتفويض القوة متعددة الجنسيات«, مشيراً الى ان مسؤولين كباراً سيلتقون في الأمم المتحدة لبحث نشر هذه القوة. واوضح بوش انه بحث مع بلير الازمة في الشرق الاوسط وفي لبنان.. متهماً حزب الله وسورية وايران »بالعمل على ايقاف عجلة الحرية والديمقراطية في المنطقة«.

واكد الرئيس الاميركي ان الاهمية القصوى في لبنان هي توفير الاغاثة الانسانية الفورية والتوصل الى نهاية للعنف وتأمين عودة المهجرين والنازحين والمساعدة في اعادة الاعمار. واضاف »ان هدفنا هو التوصل الى سلام دائم والذي يتطلب ان تكون هناك حكومة لبنانية حرة وديموقراطية قادرة على ممارسة السلطة كاملة على اراضيها.. نريد لبنان من دون تدخل خارجي او ميليشيات, فلبنان يستطيع ان يتحكم في مصيره بنفسه, كما هو مطلوب وفقاً لقراري مجلس الامن رقمي 1559 و1680«. واشار بوش الى ان كلا من واشنطن ولندن متفقتان على ارسال قوة متعددة الجنسيات الى لبنان بسرعة حتى تستطيع مساعدة وتعزيز عملية انتشار الجيش اللبناني في جنوب البلاد والمساعدة ايضاً في تسهيل اعادة المهجرين وايصال الاغاثة الانسانية ودعم الحكومة اللبنانية في بسط كامل سيادتها على حدودها وترابها الاقليمي. واتفق بوش وبلير في المؤتمر الصحافي المشترك على ان مهمة القوات متعددة الجنسيات المزمع نشرها في لبنان ستكون وقف القتال بين حزب الله واسرائيل, من دون ان يقدما اية تفاصيل عن شكل هذه القوة. ورفض الطرفان طلباً بارسال قوات اميركية وبريطانية الى لبنان بدعوى ان قوات البلدين تنتشران حالياً في العراق وافغانستان, كما عارضا ارسال قوات تحت مظلة الامم المتحدة الى جنوب لبنان بذريعة ان للامم المتحدة قوات (يونيفيل) منتشرة فعلياً في الجنوب »اثبتت انها قوة غير مؤثرة«. وقال بوش وبلير ان ثمة حاجة لاجراء المزيد من المناقشات للاتفاق على مهمة القوات متعددة الجنسيات المزمع نشرها وكذلك فترة عملها. واكد بوش ان تلك القوات ستعمل على مساعدة الحكومة اللبنانية على ممارسة سلطتها في جنوب لبنان, مشيرا الى عزمه الاعلان عن المزيد من التفاصيل بشأن تلك القوات في مؤتمر صحافي محتمل عقده الثلاثاء المقبل.

وتوعد بوش بهزيمة »حزب الله ومن يعاونه« معتبراً ان ثمة فرصة لاحداث تغيير كبير في الشرق الاوسط ومشدداً من جديد على اهمية تخويل الحكومة اللبنانية السلطة الكاملة على اراضيها وتنفيذ قراري مجلس الامن رقمي 1559 و1680 ونشر الجيش اللبناني لحماية حدود لبنان الجنوبية. ورداً على سؤال حول القوة متعددة الجنسيات وما اذا كان تواجدها يتطلب موافقة »حزب الله« قال الرئيس الاميركي ان »لقاء يوم (الاثنين) في الأمم المتحدة سيبحث قضية هذه القوة, وهذه هي احدى القضايا التي تتطلب اجماعاً وتوافقاً دولياً في الآراء وسوف نشارك من اجل التوصل الى مثل هذا التوافق«.

واضاف بوش ان »القضية الاساسية تكمن في موافقة لبنان واسرائيل على نشر هذه القوة, هذان هما الطرفان, فحزب الله ليس بدولة, يفترض انه حزب سياسي لكنه مسلح.. الغرض هو ان تكون القوة الدولية جسراً بين جنوب لبنان وشماله«. من جانبه رحب رئيس الوزراء البريطاني بالزيارة التي ستقوم بها وزيرة الخارجية الاميركية الى المنطقة, مشيراً الى انها ستحمل سلة من المقترحات لحكومات المنطقة من اجل ايجاد حل للخروج من الازمة الراهنة. واضاف بلير ان ما يحدث في الشرق الاوسط في هذه اللحظة كارثة كاملة لاسرائيل وللبنان وللمنطقة بأسرها, كما ان حجم الدمار واضح للعيان, قائلاً: »سنعمل على خطة من اجل الخروج من الازمة الحالية في لبنان.. نريد تقديم مقترح يتفق عليه من اجل التوصل الى قرار دولي يؤدي لنهاية الازمة«.

وقال »علينا الا ننسى كيف بدأت الازمة, والسبب هو عدم احترام حزب الله لقرار مجلس الامن الدولي رقم 1559«, لكنه لفت الى وجود مخاوف من ان الشعوب العربية والاسلامية اصبحت اكثر تضامناً مع »حزب الله«, مضيفاً ان »مواجهة ذلك تتطلب وضع ستراتيجية لانهاء هذه الازمة على الفور«. وفي هذا السياق حذر رئيس الوزراء البريطاني سورية وايران من انهما تواجهان »خطر المواجهة المتزايد« اذا لم يصلحا من تصرفاتهما في الشرق الاوسط. وقال بلير »امام ايران وسورية خيار. ربما تعتقدان ان باستطاعتهما تجنب هذا الخيار, ولكن في الحقيقة انهما لا تستطيعان«. واضاف ان ايران وسورية »يمكنهما التقدم والمشاركة كعضوين مسؤولين في المجتمع الدولي, او انهما سيواجهان خطر المواجهة المتزايد«. في هذه الاثناء قالت مصادر ديبلوماسية في الامم المتحدة ان الدول المهتمة بالمشاركة في قوة دولية لنشرها على الحدود بين لبنان واسرائيل ستجتمع في مقر الامم المتحدة الاثنين المقبل لبدء التخطيط لها. واضافت المصادر التي طلبت عدم الكشف عنها ان الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان دعا لعقد الاجتماع وسيتولى رئاسته. وقالت ان الهدف هو بدء مناقشات بشأن نوع القوة التي سيتم نشرها وقواعد الاشتباك الخاصة بها. واشارت الى ان عنان طلب في وقت سابق من الاسبوع من ادارة عمليات حفظ السلام التابعة للمنظمة الدولية تنظيم هذا الاجتماع تحسبا لموافقة مجلس الامن على مثل هذه القوة.

ووجهت الدعوة الى عدة دول يمكن ان تسهم بقوات لكن المصادر امتنعت عن تحديدها.

وفي بيروت اعلن وفد للاتحاد الاوروبي دعمه لخطة رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة لحل النزاع القائم حاليا, مشيدا »بوحدة« الحكومة اللبنانية. واعلن وزير الخارجية الفنلندي ايريكي تويوميويا الذي تترأس بلاده حاليا الاتحاد الاوروبي ان الاتحاد ملتزم »التحرك للتوصل الى وقف فوري لكل الاعمال العسكرية والى وقف دائم لاطلاق النار«. واعتبر في تصريح صحافي ان الخطة التي قدمها السنيورة لوقف الحرب الحالية هي »قاعدة جيدة للتوصل الى اتفاق«. ورافقته في زيارته الى بيروت المفوضة الاوروبية للشؤون الخارجية بنيتا فيريرو فالدنر.

وقالت فيريرو فالدنر ان وزير الخارجية الفنلندي اعرب عن »اعجابه بوحدة الحكومة اللبنانية«, مضيفا »نحن مسرورون لتوصل الحكومة الى توافق في هذه الظروف الصعبة عبر دعم خطة« السنيورة. وتتضمن خطة السنيورة وقفا فوريا لاطلاق النار وتبادل الاسرى اللبنانيين والاسرائيليين, وانسحاب الجيش الاسرائيلي الى ما وراء الخط الازرق وعودة النازحين الى قراهم, والتزام مجلس الأمن بوضع منطقة مزارع شبعا تحت ولاية الامم المتحدة. كما تنص على بسط الحكومة اللبنانية سلطتها على الاراضي اللبنانية بقواتها الذاتية وتعزيز قوة الامم المتحدة العاملة في لبنان بالعديد والعتاد وتوسيع مهمتها ومدى عملياتها, وقيام الامم المتحدة باتخاذ الاجراءات اللازمة لتطبيق اتفاقية الهدنة الموقعة بين لبنان واسرائيل عام 1949 .

ورحب اللبنانيون باتفاق الحكومة التي تضم وزيرين من حزب الله. وحول نشر قوة دولية على طول الحدود بين لبنان واسرائيل قال الوزير الفنلندي ان »الاتحاد الاوروبي سيقدم الوحدة الاكبر الا انها يجب ان تكون بالفعل قوة متعددة الجنسيات«. ردا على سؤال حول عدم وجود دعم اميركي لوقف اطلاق النار قال الوزير الفنلندي ان الاتحاد الاوروبي »لا يستطيع اجتراح المعجزات«, لكنه ألمح الى ان الولايات المتحدة وسورية لا تريدان انهاء القتال. واعلنت فيريرو فالدنر ان زيارتها الى بيروت مع الوزير الفنلندي والموفد الاوروبي الى الشرق الاوسط مارك اوتي تهدف الى تأكيد »التضامن مع الشعب اللبناني الذي يعاني, والتحرك على الجبهتين السياسية والانسانية«.

 

 يمتد تنفيذها ستة أشهر وتنتهي بنزع سلاح "حزب الله"

"الرزمة الشاملة" لوقف الحرب تقوم على سبع مراحل

 لندن- كتب حميد غريافي: السياسة 29/7/2006

كشفت أوساط ديبلوماسية اوروبية في رئاسة حلف شمال الاطلسي في العاصمة البلجيكية النقاب امس الجمعة عن »التفاصيل الدقيقة للرزمة الشاملة« التي حملتها وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس الى كل من الحكومات اللبنانية والاسرائيلية والفلسطينية والى »مؤتمر روما« حول لبنان, والتي »افرجت عن جزء منها (الرزمة) دون الغوص في تفاصيلها الشاملة والمحددة«. وقالت الاوساط ل¯»السياسة« ان هذه الرزمة الاميركية المتبناة من اسرائيل والاتحاد الاوروبي وكل من المملكة العربية السعودية ومصر والاردن ومن الحكومة اللبنانية ضمناً دون اعلان صريح عن قبولها, تتألف من سبع مراحل »يجري تنفيذها تباعاً في مهلة محددة بستة اشهر, تشكل الاسابيع الاربعة او الخمسة الأولى منها العناصر الاكثر صعوبة فيها وهي وقف اطلاق النار وانزال قوات دولية بغطاء ومشاركة حلف شمال الاطلسي وارسال الجيش اللبناني الى الجنوب بعد دفع جماعة حزب الله وصواريخها الى ما وراء خط الليطاني في مرحلة أولى, يعقبها فيما بعد اقصاء تلك الجماعة الى ما وراء مطار رياق العسكري في البقاع الاوسط على بعد اكثر من 100 كيلو متر عن الحدود مع اسرائيل, قبل ان تبدأ المرحلة النهائية بتطبيق القرار 1559 (أو اتفاق الطائف) لناحية تجريد الحزب من سلاحه وصواريخه وتسليمها الى المؤسسة العسكرية اللبنانية«. وقالت الاوساط الديبلوماسية ان تفاصيل المراحل السبع تقضي بما يلي:

- بعد تحجيم القوة العسكرية لحزب الله خلال الاسبوع او الايام العشرة المقبلة تحت ضربات جوية وبرية »مفرطة في العنف«, وابعاد عناصره ما بين خمسة و10 كيلو مترات عن الحدود الاسرائيلية تبعاً لتطورات المعارك على الأرض, وانشاء حزام امني اسرائيلي جديد يمتد من البحر غرباً حتى مرتفعات جبل الشيخ شرقاً بهذا العمق الذي سيبتعد عنه حزب الله, تهبط الدفعة الأولى من القوات الدولية- الاطلسية المؤلفة من خمسة آلاف جندي مع معداتهم ودباباتهم وصواريخهم على السواحل اللبنانية وفي مطار بيروت, للانتشار في هذا الحزام الامني, ويعقب وصولهم اعلان لوقف اطلاق النار. - تُرسَل قوات من الجيش اللبناني مؤلفة من 5 الى 7 آلاف جندي للانتشار الى جانب القوات الدولية في ذلك الحزام لاستكمال توسيعه شمالاً حتى نهر الليطاني.

- بعد نحو اسبوع أو 10 أيام اخرى من هذين الانتشارين, يُستكمل وصول القوات الدولية التي يبدو ان عددها تحدد في مطلع هذا الاسبوع بنحو 30 ألفاً بدلاً عن الاقتراح الاميركي - الاسرائيلي السابق باستدعاء 10 أو 20 ألفاً. ويبدو ان هذه الزيادة طرأت بالفعل بعد زيارة رايس الى بيروت الاثنين الفائت واستماعها الى شروحات واقتراحات رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة وزعماء »الرابع عشر من آذار« الداعمين له والتي اكدت ان الخطر السوري القائم على لبنان عبر تهريب عناصر قتالية واسلحة ومعدات وصواريخ وفرق اغتيال واستخبارات وسلفيين, يوازي الخطر الاسرائيلي الراهن, وبالتالي لا يمكن فقط اقفال باب العواصف الجنوبي مع اسرائيل وترك النافذتين اللبنانية الشرقية والشرقية الشمالية مع سورية مشرعة لارهابها وتدخلاتها الخطيرة في لبنان.

ومن هنا, قد يكون برنامج رايس المتعلق بارسال 20 ألف جندي دولي واطلسي قد تعدل ليتضاعف العدد الى 30 ألفاً ينتشر قسم كبير منهم على الحدود اللبنانية- السورية ايضاً, بعدما تكون القوات الاسرائيلية اخلت حزامها الامني الجديد ومزارع شبعا.

- ابعاد مقاتلي »حزب الله« بعد انهاكهم وتقليم اظافرهم الى ما وراء مطار رياق العسكري في وسط البقاع, أي الى عمق اكثر من 100 كيلو متر يقضى بها على معظم ترسانته الصاروخية المتراوحة مسافة صواريخها ما بين 15 و75 كيلو متراً, بحيث تبقى لديه صواريخ بعيدة المدى ما بين 100 و200 كيلو متر ولكن باعداد قليلة جداً لن يكون لها أي تأثير يذكر في حال حاول اطلاقها على اسرائيل من البقاع الاوسط.

وسيوضع مطار رياق العسكري بتصرف القوات الدولية, وهنا جواب على الاسئلة الكثيرة, لماذا قوات مطعمة من الاطلسي وليس من الامم المتحدة فقط? اذ ان قوات الامم المتحدة لا تمتلك طائرات مقاتلة ولا يمكنها الدفاع عن نفسها كما يجب فيما القوات الاطلسية ستكون معززة بمقاتلات جوية اميركية واوروبية الصنع اذا كان المجتمع الدولي والولايات المتحدة عازمين امرهما- كما اعلنت رايس وبوش وآخرون- على حسم المسألة اللبنانية مرة واحدة والى الابد.

واكدت المصادر الديبلوماسية الاوروبية ان القوات الدولية ستنشئ ايضاً مطاراً اصغر من مطار رياق, في سهل الخيام الجنوبي حيث يوجد مطار قديم يعرف بمطار »الديب« منذ ايام انتداب لبنان.

- يدعو مجلس الوزراء اللبناني بطلب عاجل من مجلس الامن الدولي لضرورة تطبيق القرار 1559 الى جلسة عاجلة تقر »استكمال نزع سلاح الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية« الذي سرى مفعوله في اوائل التسعينات واستثني منه حزب الله وحركة امل لاعتبارهما, سورياً يومذاك, فصيلين مقاومين ضد »العدو الصهيوني«.

وسيشرف على عملية نزع السلاح هذه الجيش اللبناني ولجان مشتركة مع قيادة القوات الاطلسية- الدولية, وستشمل المنظمات الفلسطينية خارج المخيمات ثم ابعاد قادتها وعناصرها الى خارج الحدود.- تباشر لجان دولية تابعة للأمم المتحدة والقوات الدولية بمشاركة لجان لبنانية بعد دعوة سورية لارسال لجانها, بترسيم حدود لبنان من مزارع شبعا جنوباً مروراً بالبقاع وصولاً الى الساحل اللبناني الشمالي, واذا رفضت دمشق المشاركة, يصار الى الترسيم بالاتفاق بين اللبنانيين والامم المتحدة, تماماً كما حدث في ترسيم الحدود الكويتية - العراقية التي رفض صدام حسين ومن بعده المشاركة فيها. - بعد تنفيذ المراحل الست السابقة في غضون زمن محدد بستة اشهر أو أقل, تبدأ المرحلة السابعة لاعادة اعمار لبنان واستكمال مد الجيش اللبناني بالاسلحة والمعدات المتطورة ليكون قادراً بعد فترة على الحلول محل عشرة آلاف جندي دولي يجري سحبهم من أصل الثلاثين الفاً.

 

 تل أبيب قتلنا: مسؤول "تهريب الأسلحة للمقاومة"

 "حزب الله" يضرب ما بعد حيفا وإسرائيل تعلق هجومها البري تكتيكياً

 بيروت-»السياسة«-القدس المحتلة-الوكالات: نفذ »حزب الله« اللبناني تهديداته بدخول مرحلة »ما بعد حيفا« وقصف بصواريخ أطلق عليها »خيبر-1« مدينة العفولة التي تبعد نحو 55 كيلومتراً عن الحدود بين لبنان وإسرائيل في الوقت الذي انسحب فيه الجيش الاسرائيلي من مثلث مارون الراس - عيترون - بنت جبيل نحو مستعمرة افيغيم المقابلة وأعلن تعليق العمليات العسكرية البرية موقتاً لإعادة ترتيب الهجوم البري, فيما قال »حزب الله« إن مقاتليه دحروا قوات الاحتلال, وذكرت وكالات انباء دولية ان مقاتلي »المقاومة الإسلامية« الذراع العسكري للحزب طاردوا الآليات الإسرائيلية المنسحبة حتى عبرت الحدود.

وأعلن حزب الله في بيان أن المقاومة الإسلامية, استخدمت للمرة الأولى صواريخ جديدة تحمل اسم »خيبر-1« لقصف منطقة العفولة. وأوضح البيان أن المقاومة الإسلامية »قصفت منطقة العفولة الصهيونية الواقعة بعد حيفا بصلية من صواريخها من نوع خيبر-1«. وأكد أن هذا القصف يأتي »تنفيذا للوعد والقرار ورداً على العدوان الوحشي الصهيوني«. وكان الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله أعلن ليل الثلاثاء الاربعاء أن الحزب سيدخل »في مرحلة ما بعد حيفا«. وفي القدس أكد متحدث باسم الشرطة أن صاروخاً واحداً على الأقل من طراز مجهول يحمل شحنة ناسفة تزن نحو 100 كيلوغرام سقط على مدينة العفولة شمال إسرائيل.

ولم يدل المتحدث بمعلومات إضافية مكتفياً بالقول إن الصاروخ تسبب بأضرار تفوق أضرار صواريخ الكاتيوشا التي يطلقها حزب الله. ونقلت القناة العاشرة الخاصة في التلفزيون الإسرائيلي عن مصادر عسكرية قولها أن الصاروخ هو »فجر-1« الإيراني الصنع الذي يبلغ مداه نحو 100 كيلومتر مشيرة إلى أن الصلية الصاروخية أصابت موقعاً عسكرياً في العفولة وجرحت ثلاثة عسكريين وسببت حريقاً ضخماً.

وعلى الأرض أعلن الحزب الشيعي اللبناني أن مقاتليه »دحروا« القوات الإسرائيلية عن بنت جبيل وعيترون ومارون الراس بعد هجوم مباغت شنوه على مواقعها في مارون الراس.

وذكرت وكالة »يونايتد برس إنترناشيونال« نقلاً عن مصدر أمني لبناني أن مقاتلي الحزب طاردوا القوات الإسرائيلية نحو الحدود قبل أن تشن مقاتلات حربية سلسلة غارات انتقامية على مارون الراس دمرت خلالها 15 منزلاً ولايبدو أنها قتلت أحداً من مقاتلي الحزب. وأعلن ضباط إسرائيليون بارزون تجميد العمليات العسكرية البرية في لبنان بشكل موقت, بهدف إعادة تنظيم تلك العمليات, مشيرين إلى أنها ستستأنف عملياتها العسكرية البرية بشكل موسع قريباً. وتحدثت صحيفة »هآرتس« عن خلافات حادة بين ضباط »الموساد« والاستخبارات العسكرية حول مدى الضرر الذي لحق بقوة »حزب الله« العسكرية.

وكان 14 مدنياً لبنانياً استشهدوا في سلسلة غارات جوية على مناطق جنوب لبنان وخصوصاً في قرى محافظتي النبطية وصور كما استهدفت المقاتلات مناطق في جبل لبنان بعد أن أسقط مقاتلو »حزب الله« طائرة استطلاع فوق جبل الباروك. وذكرت صحيفة (يديعوت أحرونوت) على موقعها الإلكتروني أن القيادي في حزب الله نور شلهوب قتل في غارة شنتها مقاتلات إسرائيلية على منطقة البقاع في لبنان. ونقلت الصحيفة عن مصادر عسكرية إسرائيلية القول إن شلهوب هو المسؤول عن عمليات تهريب الأسلحة الستراتيجية لحزب الله بما فيها الصواريخ بعيدة المدى. وأضافت المصادر أن الغارة استهدفت سيارة كان يستقلها شلهوب في منطقة البقاع مما أدى إلى قتله مع عدد من عناصر حزب الله.

 

هل تسعى إيران إلى تنصيب نصر الله حاكماً على سورية؟!

 يواصل القادة الإيرانيون على مختلف مستوياتهم بث الروح في جماعة حزب الله في لبنان وزعيمه حسن نصر الله, في وقت يتساءل فيه المحللون عما إذا كانت إيران تطمح إلى منح الميليشيات الشيعية وضعاً يتجاوز حدود لبنان. ففي كلمة له لإحياء ذكرى الشهداء في مدينة أراك في وسط إيران, قال نائب رئيس مجلس الشورى الإسلامي محمد حسن أبو ترابي إن »حزب الله« يسير بقوة نحو تحقيق النصر, مضيفاً أن »حزب الله وباستلهامه من أفكار وأهداف الإمام الخميني الرفيعة قد بث حياة جديدة في الإسلام«. أما أمين مجمع تشخيص مصلحة النظام محسن رضائي فأكد في كلمته الجمعة أمام حشد من المصلين في مدينة رشت, بأن أمن إيران يرتبط بأمن بلدان أخرى مثل سورية ولبنان وفلسطين والعراق. وأوضح رضائي أن »إيران اليوم لا يمكن حصرها داخل حدودها بل إن عملها يتم في إطار إقليمي«. وأكد على أن »حزب الله لبنان يتصدى بجميع قواه في مواجهة جميع قوى الكفر في المنطقة«. من جانبه أشاد إمام جمعة طهران أحمد خاتمي في خطبته ب¯»المقاومة الإسلامية في لبنان«, وقال إن حزب الله حطم »أسطورة إسرائيل التي لا تقهر«. ونقل موقع »آفاق« الإخباري الإلكتروني الذي تديره مجموعة من المفكرين العرب من واشنطن عن بعض المحللين قولهم إن طهران باعطائها كل هذا التأييد والزخم لزعيم حزب الله, ربما أرادت تمهيد الأجواء لنقلة نوعية في نشاط الحزب, وأنها قد تتطلع في المرحلة المقبلة إلى مد نفوذ حزب الله إلى خارج لبنان, ليشمل منطقة الشام برمتها. ولا يستبعد هؤلاء أن يكون التفكير الإيراني يتجه إلى جعل حسن نصر الله حاكماً فعلياً (وليس بالضرورة رسمياً) على سورية ومن ثم على هذه المنطقة.

 

 

إسرائيل: قادرون على تدميرلبنان خلال أسبوع واحد

 سيول ¯ يو بي اي: قال الملحق العسكري في السفارة الاسرائيلية لدى كوريا الجنوبية امس ان لدى اسرائيل من القوة ما يكفي لتدمير كامل الاراضي اللبنانية في اسبوع واحد.

وذكرت وكالة يونهاب الكورية الجنوبية للانباء ان الكولونيل ساغيف ماساد الملحق العسكري في السفارة الاسرائيلية لدى سيول قال في مؤتمر صحافي اليوم الجمعة »نستخدم حاليا اقل من 20 في المئة من قواتنا الجوية في حملتنا العسكرية ضد لبنان«. واضاف » لو نريد, يمكننا تدمير لبنان في اسبوع واحد«.

غير ان ماساد اوضح انه على الرغم من ان الامر لا يتطلب سوى استخدام 50 في المئة من القوة الاسرائيلية لتدمير لبنان, الا ان اسرائيل تمتنع عن ذلك بسبب المدنيين اللبنانيين. واوضح ايغال كاسبي السفير الاسرائيلي لدى سيول والذي شارك في المؤتمر ان ايران توفر الصواريخ التي يستعملها حزب الله اللبناني وهي نموذج تقني متكور عن الصواريخ الصينية والكورية الشمالية. ودعا السفير الاسرائيلي المجتمع الدولي للضغط على المصادر الرئيسية للسلاح لوقف توريد هذه الصواريخ. وقال »من هنا, على المجتمع الدولي ان يمارس ضغوطا على سورية وايران اللتان تساعدان التنظيم المقاتل«. واوضح كاسبي انه في حال دعت الدولتان (بناء على الضغوطات الدولية) حزب الله لنزع سلاحه ووقف عملياته الارهابية »فان ذلك سيشكل ضغطا على حزب الله من دون شك«.

واضاف السفير الاسرائيلي ان الحكومة اللبنانية تميل الى القاء اللوم على الآخرين عن فشلها, لكن على لبنان تحمل المسؤولية كاملة عن تصرفاته اليوم.

 

الحكومة اللبنانية تشيد باثارة موضوع "شبعا" في مؤتمر روما

 "حزب الله" يقبل خطة السنيورة وبري يهاجم صمت الزعماء العرب

 بيروت-»السياسة«: هاجم نبيه بري رئيس البرلمان اللبناني الحكومات العربية المتحالفة مع الولايات المتحدة أمس لعدم بذلها ما يكفي من جهد لوقف الحرب الاسرائيلية على بلاده. ولم يحدد بري الحكومات بالاسم لكنه قال في حديث مباشر على الهواء مع قناة الجزيرة التلفزيونية الفضائية انه خاب أمله حين ألقت بعض الحكومات العربية اللوم على حزب الله. وتساءل بري في أسى "ماذا ينتظرون.. ان تشب النار الاسرائيلية التي تأكل الثوب اللبناني في اثوابهم. يجب الضغط على الدولة التي تساندكم وتساند اسرائيل لايجاد حل للشرق الاوسط كله.

واستطرد "اعرف انكم جميعا تحبون لبنان.. هل هذا حب افلاطوني ام حب ايجابي. صدقوني يا حكام العرب ان اسرائيل لا تحارب حزب الله انها تحارب لبنان بكل اطيافه وبنيته التحتية". واعرب بري عن استيائه من عدم انعقاد قمة عربية حتى الان رغم الحرب الدائرة في لبنان وتساءل غاضبا "متى ستعقد قمة عربية.. اذا كان الوضع في لبنان وفلسطين لا يستدعي قمة عربية فماذا يستدعي قمة عربية."وحول تصريحات الرئيس حسني مبارك الاخيرة بشأن لبنان قال بري »إن مصر هي شقيقتنا الكبرى, وكل ما نريده من الاشقاء العرب هو الدعم لوقف اطلاق النار«. وتساءل رئيس مجلس النواب اللبناني عن سبب هذا الموقف العربي الذي وصفه بأنه ضد لبنان ومقاومتها قائلا »هل يعاقب لبنان وجنوبه ومقاومته لانه يقاتل اسرائيل أم لاعتبارات أخرى مذهبية وطائفية?«..قبل ان يجيب »انا اعتقد اننا نعاقب لأننا نقاتل اسرائيل وإلا لماذا يكون نفس الموقف الطائفي فيهما يحدث الان في العراق مثلا«. ودافع بري عن العملية التي نفذها حزب الله واسر خلالها الجنديين الاسرائيليين مضيفا ان حزب الهل لم يفاجئ احدا بهذه العملية, لانه اكد خلال جلسات الحوار الوطني وخارجه بأنه سيعمد لاختطاف جنود اسرائيليين لمبادلتهم باسرى لبنانيين لدى اسرائيل.

في غضون ذلك اكد حزب الله انه ابدى »مرونة حفاظا على الوحدة الوطنية« بموافقته على خطة رئيس الحكومة فؤاد السنيورة لانهاء الحرب, في حين تراوحت ردود الفعل في لبنان على هذا الموقف بين الترحيب والحذر والتشكيك. وكان وزير الاعلام اللبناني اعلن ان مجلس الوزراء »اكد تأييده وتبنيه« لمضمون خطاب السنيورة امام مؤتمر روما, في حين قال رئيس الوزراء بعيد انتهاء جلسة مجلس الوزراء ان الحكومة تبنت الخطاب »بكل حرف وفاصلة فيه«. واعتبر نائب حزب الله في البرلمان اللبناني حسن فضل الله ان الحزب ابدى »مرونة« بموافقته على خطة السنيورة والهدف من ذلك هو حرصه »على الوحدة الوطنية وان يظهر ان لبنان يتكلم بصوت واحد«. وقال في اشارة الى تخوف حزب الله بشكل اساسي من اي دور جديد للقوة الدولية التي تم تداولها خلال مؤتمر مجموعة الثماني في سان بطرسبرغ وفي مؤتمر روما الاربعاء »حتى الان ليس واضحا لا عديد هذه القوة ولا مهمتها ولا اطار انتشارها«. واضاف »لننتظر لنرى ما سيقترحه علينا المجتمع الدولي وسنتخذ موقفا واحدا من هذا الموضوع لاحقا في مجلس الوزراء. ورحبت الحكومة اللبنانية باثارة مؤتمر روما مسألة مزارع شبعا المتنازع عليها والتي تحتلها اسرائيل.

وقال العريضي »ان البعض يتعمد عن قصد تعميم فشل مؤتمر روما بسبب عدم التوصل الى قرار بوقف اطلاق النار »لوقف الهجوم الاسرائيلي على حزب الله. لكنه اضاف ان مجلس الوزراء اعتبر »بالاجماع« ان المؤتمر »حقق انجازا واختراقا باثارته موضوع مزارع شبعا »وهو احد مطالبنا«. الى ذلك بحث الرئيس المصري حسني مبارك مع رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة تطورات الاوضاع على الساحة اللبنانية في اطار التصعيد الاسرائيلي واستمرار الاعتداءات الوحشية على الشعب اللبناني. وجرت المحادثات خلال اتصال هاتفي جرى بين مبارك والسنيورة تطرق الى نتائج اجتماع روما وجهود مصر لاحتواء الموقف على الساحة اللبنانية.

وأجري رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة اتصالا هاتفيا مع وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي لشكره على المواقف المتضامنة التي أعلنها الى جانب لبنان.  واعتبر السنيورة ان المواقف التي تعبر عنها فرنسا تؤكد التزامها بصداقة الشعب اللبناني. مشيرا الى ان المطالبة الفرنسية بوقف فوري لاطلاق النار تعبر عن التزام الرئيس الفرنسي جاك شيراك بالمبادئ التي طالما التزم بها تجاه لبنان والقضايا العربية.

وكان السنيورة قد التقى مع السفير الفرنسي في لبنان برنار ايمييه, وبحث معه المساعي الجارية لوقف اطلاق النار. كما التقى السنيورة مع السفير البريطاني في لبنان جيمس واط الذي اوضح ان هناك عملا جديا يقوم به جميع الفرقاء بمن فيهم بريطانيا. والتقى رئيس الوزراء اللبناني كلاً من ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في لبنان غيربيدرسون و السفير السعودي في لبنان عبد العزيز الخوجة وبحث معهما اخر المستجدات والتطورات والاتصالات بشأن وقف العدوان الاسرائيلي على لبنان . من جانبه جدد الرئيس اللبناني العماد اميل لحود اتهام الولايات المتحدة الاميركية بممارسة ضغوط لمنع تحقيق وقف اطلاق النار بخلاف موقف بعض الدول الاوروبية.

واعتبر لحود ان موقف لبنان من استقدام قوات دولية الى جنوب لبنان يحدده مجلس الوزراء مجتمعا ولابد من التواصل الى تفاهم حول هذه المسألة لكن المهم الآن هو وقف النار لانه لايمكن املاء الشروط على لبنان تحت القصف.  واكد في حديث الى تلفزيون »تي في 5« الفرنسي اليوم متانة الوحدة بين اللبنانيين وارتفاع شعبية حزب الله في لبنان والخارج بعد الاحداث الاخيرة.

 

 بلير في واشنطن لبحث وقف النار .. ولارسن يصر على دور سورية وايران

 شيراك يدعو إلى قرار دولي بأسرع ما يمكن ورايس تستعد للعودة إلى الشرق الأوسط

 عواصم - الوكالات: دعا الرئيس الفرنسي جاك شيراك امس الى صدور قرار عن الامم المتحدة في اسرع وقت ممكن يعبر عن التزام الاسرة الدولية من اجل وقف اطلاق نار فوري في لبنان على ما جاء في بيان صادر عن الرئاسة الفرنسية. وجاء في البيان الصادر عن قصر الاليزيه ان رئيس الجمهورية يدعو فرنسا الى العمل من اجل استصدار قرار في مجلس الامن يعبر عن التزام الاسرة الدولية من اجل وقف اطلاق نار فوري »في لبنان« مبني على اتفاق سياسي بين الاطراف ومدعوم بنشر قوة دولية بتفويض من الامم المتحدة. ورأس شيراك اجتماعاً حكومياً مصغراً حول لبنان استمر اكثر من ساعة وحضره رئيس الوزراء دومينيك دو فيلبان ووزراء الداخلية نيكولا ساركوزي والخارجية فيليب دوست بلازي والدفاع ميشال آليو ماري. واعلن قصر الاليزيه في ختام الاجتماع ان الرئيس الفرنسي لفت الى خطورة الوضع وطالب بتطبيق الاجراءات المعلن عنها في روما في اقرب وقت ممكن.

ورحبت فرنسا بالتقارب بين المواقف الفرنسية واللبنانية حيال تسوية النزاع مع اسرائيل وذلك بعد محادثة هاتفية بين وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي ورئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة.

في غضون ذلك اعلنت كوندوليزا رايس وزيرة الخارجية الاميركية انها ستعود الى الشرق الاوسط لاجراء مزيد من المحادثات عن الحرب اللبنانية الاسرائيلية لكنها لم تحدد موعداً. وقالت رايس في مؤتمر صحافي في ماليزيا بعد ان شاركت في منتدى امني هناك سأعود الى الشرق الاوسط المسألة هي متى يصح لي ان اعود الى الشرق الاوسط. وقال مسؤول رفيع في الخارجية الاميركية ان رايس سترجىء على الارجح سفرها من ماليزيا الذي كان مقررا امس حتى اليوم مقلصا آمال عودتها السريعة الى الشرق الاوسط. وقال المسؤول »سفرها سيكون على الارجح السبت«. ولم يعط اي سبب للتغيير. ولم يتضح الى اين ستسافر. واضاف »ستذهب حين يكون ذلك مفيدا«. من جانبه اعتبر الناطق باسم الخارجية الاميركية آدم ايرلي في كوالالمبور ان الايحاء بان مؤتمر روما اعطى ضوءا اخضر لإسرائيل لاستمرار هجومها على لبنان امر »مشين«.

وأوضح ايرلي ان »هذه التلميحات مشينة«. وكان الناطق الاميركي يرد على سؤال حول تقارير صحافية نقلت عن وزير العدل الاسرائيلي حاييم رامون قوله ان اجتماع روما الذي عقد هذا الاسبوع اعطى اسرائيل ضوءا اخضر لمواصلة عملياتها. والى واشنطن توجه رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير امس ليطلب من الرئيس الاميركي جورج بوش »تسريع الخطوات الديبلوماسية« في محاولة للتوصل الى وقف لإطلاق النار في لبنان.

وقال المتحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني للصحافيين الذين يرافقون الاخير في رحلته »نريد تسريع الخطوات الديبلوماسية لاتخاذ الاجراءات الملموسة الضرورية بهدف التوصل الى وقف لإطلاق النار من الجانبين«, مضيفا ان الحكومة البريطانية تأمل في صدور قرار من مجلس الامن الدولي »في اسرع وقت الاسبوع المقبل«.

وأضاف »نود تسريع المناقشات التي يجريها المجتمع الدولي لتحديد الجهات التي ستشارك في قوة لحفظ الاستقرار ولتسريع ايقاع تشكيل هذه القوة«. وتابع المتحدث »نريد ايضا تحديد التدابير الملموسة الضرورية للسماح للحكومة اللبنانية ببسط سلطتها على كل انحاء لبنان وتطبيق القرار 1559«.

واوردت صحيفة الغارديان البريطانية الجمعة ان بوش وبلير سيناقشان في واشنطن مشروع قرار ينص على وقف اطلاق النار وفي مرحلة لاحقة نشر قوة متعددة الجنسية في لبنان. واضافت الصحيفة ان »المشروع يلحظ مرحلتين: في الأولى يقبل لبنان واسرائيل وقفا للنار وتنتشر قوة متعددة الجنسية محدودة العدد على الحدود بين البلدين, ما يتيح انسحاب« الجيش الاسرائيلي. وفي المرحلة الثانية »تكلف قوة دولية تضم عشرة الى عشرين الف عنصر تطبيق القرار الدولي 1559 لجهة نزع سلاح حزب الله«. الى ذلك قال مبعوث الأمم المتحدة للشرق الاوسط تيري رود لارسن انه سيكون من الصعب الاتفاق على وقف لاطلاق النار في صراع لبنان بدون اشراك ايران وسورية. وقال الدبلوماسي النرويجي لصحيفة لوفيغارو انه يعتقد انه ليس هناك فرصة تذكر للتوصل الى وقف سريع لاطلاق النار في الحرب الدائرة منذ 17 يوماً والتي قتل فيها مئات المدنيين. وقال رود لارسن للصحيفة اليومية الفرنسية »بدون هذين البلدين« ايران وسورية سيكون من الصعب للغاية التوصل الى وقف لاطلاق النار. وقال »من السابق لاوانه قول ما اذا كان يمكن ان يشاركا« في حل الازمة. كوفي عنان على اتصال بكل الاطراف. وتحدث الى رئيس ايران وسورية«. وعندما سئل ان كان من الممكن التوصل الى وقف سريع لاطلاق النار رد بقوله »بصراحة لا.. لا اسرائيل ولا حزب الله اظهرا اي علامة على قبول وقف اطلاق النار الان. على العكس من ذلك مازال الطرفان يخوضان قتالاً«.)

 

 جدد إدانته لغة "العنتريات" ورفض عزل سورية بسبب أحداث لبنان

 مبارك ينتقد "حزب الله" وإيران ويصف الموقف الأميركي بـ"الضعيف"

 القاهرة - الوكالات: وجه الرئيس المصري حسني مبارك في مقابلة بثها موقع صحيفة التايم الاميركية انتقادات لحركة حزب الله الشيعية وإيران في الوقت الذي اعرب فيه الرئيس المصري عن رفضه ممارسة ضغوط على سورية على خلفية الصراع الدائر حاليا في لبنان. وقال مبارك في حوار أجري من خلال ردود مكتوبة من مكتب الرئيس المصري على اسئلة لمجلة التايم ان حزب الله يتصرف وكأنه »دولة داخل دولة« كما شكا من أن الموقف الايراني تجاه السلام العربي الاسرائيلي »يؤدي الى زيادة تعقيد موقف هو مقعد بالفعل«. كما كشف مبارك تفاصيل عن الوساطة المصرية قائلا إنها كانت قد اوشكت على نزع فتيل ازمة الشرق الاوسط المتصاعدة قبل أن تنتقل من قطاع غزة الى جبهة اسرائيل الشمالية في 12 يوليو.وأوضح مبارك انه عشية اندلاع المواجهات في لبنان كان مسؤولو المخابرات المصرية قد توصلوا تقريبا بصورة شبه نهائية الى اتفاق على اطلاق سراح جندي اسرائيلي اختطفته حركة المقاومة الاسلامية الفلسطينية (حماس) في غزة. لكن مبارك قال إن »أطرافا ثالثة معينة .. أجهضت جهودنا«, واعتبرت الصحيفة ان ذلك إشارة واضحة منه الى رئيس المكتب السياسي لحركة حماس المنفي في دمشق خالد مشعل والنظام السوري الذي يؤيده. كما كشف الرئيس المصري انه طلب من الرئيس السوري بشار الاسد التدخل لدى جماعة حزب الله لاطلاق سراح جنديين اسرائيليين آخرين اختطفتهما الحركة الشيعية وهو ما أثار رد الفعل العسكري الاسرائيلي. لكن مبارك اشار الى انه لن ينضم الى الحملة الاميركية لممارسة ضغوط عربية على سورية.

وانتقد الرئيس المصري تعامل ادارة الرئيس الاميركي جورج بوش مع الصراع في لبنان قائلا إنه جاء »ضعيفا جدا .. ومتأخرا جدا«. واشار مبارك الى ان الاجتماع الطارئ الذي استضافته روما بشأن الازمة اللبنانية فشل في وقف نزيف الدم. ووجه مبارك انتقادات غير مباشرة الى البيت الابيض لعدم توجيه دعوة لوقف فوري للهجمات الاسرائيلية على لبنان وشكا من ان الازمة »كان من الممكن احتواؤها في مرحلتها الاولى«. وطالب مبارك المجتمع الدولي باصدار »مذكرة ديبلوماسية جدية وعاجلة لتحقيق السلام والأمن«. وفيما يتعلق بالعمليات الاسرائيلية شدد مبارك على ضرورة وقف اطلاق النار بشكل فوري في لبنان, معتبرا ان لبنان مقبل على ازمة انسانية وان العمليات العسكرية لن تحل مشكلات اسرائيل مع حزب الله. وقال إن اسرائيل تمادت في عملياتها العسكرية الامر الذي ادى الى تنامي مشاعر الغضب لدى العرب والمسلمين وفي العالم اجمع.

ورأى مبارك ان جمود عملية السلام هو لب ازمة الشرق الاوسط حيث لم يتحقق تقدم في تطبيق خطة السلام الدولية المعروفة باسم »خريطة الطريق« وهو ما أدى الى الشعور بالاحباط في المنطقة والى التصعيد الحالي.

من جهة ثانية أكد الرئيس مبارك انه لا يقبل بأى محاولة لجر مصر الى صراع لا يحكمه العقل والمنطق مشددا على ان مصر تقوم بجهود كبيرة في هذه الازمة لا نقبل ان يزايد احد عليها. وقال الرئيس المصري في تصريحات خاصة لرئيس تحرير »أخبار اليوم« المصرية تنشره في عددها اليوم ان وجود قنوات للاتصال بين مصر واسرائيل تستخدم في المقام الاول والاخير لخدمة المصالح العربية وتقريبا لوجهات النظر وايجاد نقاط للاتفاق تحقق مصالحنا المشتركة.

وردا على سؤال حول مطالبة البعض بطرد السفير الاسرائيلي من مصر والغاء اتفاقية كامب ديفيد ومعاهدة السلام ردا على العدوان الاسرائيلي السافر على اللبنانيين والفلسطينيين قال الرئيس مبارك ان طرد السفير الاسرائيلي لن يفيد القضية من قريب او بعيد على عكس ما قد يتصور البعض لان لنا اتصالات مستمرة مع الجانب الاسرائيلي فيما يخص القضية الفلسطينية مشددا على ان لغة العواطف الجياشة او ردود الافعال السريعة يجب ان تظل محكومة بلغة العقل والمنطق. واكد الرئيس التزام مصر الواضح والثابت في حماية الحقوق الفلسطينية وحل كل الخلافات التي تعرقل مفاوضات السلام بين الطرفين. واضاف الرئيس مبارك انه فيما يتعلق بالاحداث المتصاعدة في لبنان والتي تمثل انتكاسة قوية لعملية السلام والاستقرار في المنطقة فان اتصالاتنا المستمرة مع الاسرائيليين تسخر اولا واخيرا لخدمة المصالح العربية ومصر تقوم بجهود كبيرة لا نقبل ان يزايد احد عليها.

واشار مبارك الى ان »ما نقوم به منذ اندلاع الاحداث الاخيرة في لبنان يمثل جزءا اساسيا من الثوابت المصرية في الدفاع عن الامة العربية ولكن هذه الاحداث تشهد تداخلات كثيرة من اطراف كثيرة يعرقل بعضها الوصول الى نقاط للاتفاق والتفاهم«.  وقال مبارك ان كامب ديفيد لم تكن الا اطارا للمبادئ وليست معاهدة او اتفاقا لقد كانت نابعة من ايمان مشترك من الجانبين بأهمية السلام والاستقرار وكانت ايضا التزاما مشتركا من الجانبين بالتفاوض للتوصل الى معاهدة سلام وهو ما تحقق بالفعل. وردا على سؤال حول تنامي شعور بعض الاطراف العربية بان ما يحدث الآن في لبنان سيحدث قريبا مع دول عربية اخرى وسورية بالتحديد اكد الرئيس مبارك ان المجتمع الدولي مطالب الآن بأن يحدد آلية جديدة للسلام بالمنطقة تشمل كل المسارات.

وقال الرئيس مبارك ان اتصالاته مع الاشقاء في سورية تؤكد رغبتهم في تحقيق هذا السلام والالتزام الكامل بكل قرارات الشرعية الدولية مؤكدا ضرورة ان يتم بحث وفتح كل الملفات بكل صراحة ووضوح لان امتداد العنف او اتساع نطاق المواجهة يمثل خسارة فادحة ليس لدول المنطقة فحسب ولكن العالم كله سيدفع ثمنا باهظا له.

واضاف الرئيس مبارك ان بعض القوى تحاول استثارة الصراع لانها تستفيد من استمراره في تحقيق بعض مصالحها الخاصة مؤكدا ان لغة العنتريات والتهديد لا تجدي نفعا فالشعوب العربية قادرة على فهم ذلك جيدا وايضا المجتمع الدولي. وردا على سؤال آخر حول العلاقة بين مصر وحزب الله قال الرئيس مبارك ان مصر دولة مبادئ وعلاقاتنا تتم مع الدول ونحن لا نتعامل مع اي مجموعات سواء طائفية او دينية او سياسية داخل الدول ولكن نتعامل مع لبنان كبلد واحد. وحول وجود دعوة لعقد قمة عربية طارئة وايضا اتجاه لعقد مؤتمر دولي في شرم الشيخ حول تطورات الاوضاع في الاراضي المحتلة ولبنان واسباب عدم عقدهما قال مبارك انه ليس المهم هو عقد قمم او مؤتمرات ولكن المهم هو الاجندة التي سيتم التطرق اليها وبحثها وما ستسفر عنها من نتائج.

واكد ان مصر على استعداد دائم لاستضافة اية قمة تحقق المصلحة العربية وبتوافق عربي, مشيرا الى ان استضافة مصر لاي مؤتمر حول لبنان وما يحدث الآن من عمليات تصعيد عسكري لابد وان ترتبط بالنتائج والقرارات والتوصيات التي يمكن ان تصدر عنه.

 

مفتي مصر: قتال حزب الله لإسرائيل دفاع عن لبنان وليس إرهاباً

 القاهرة ¯ رويترز: قال مفتي مصر علي جمعة إن قتال حزب الله اللبناني لاسرائيل هو دفاع عن لبنان ضد الظلم الاسرائيلي وليس ارهابا. وقالت وكالة أنباء الشرق الاوسط أمس إن مفتي مصر تحدث في مدينة سوهاج بصعيد مصر مساء الخميس مشددا على أن »ما يحدث في لبنان الان من اعتداءات وقتل وتدمير من قبل القوات الاسرائيلية هو الظلم نفسه«. وأضافت أنه اعتبر أن الهجوم الاسرائيلي على لبنان »يبيح للبنانيين الدفاع عن وطنهم مشيرا الى أن حزب الله يدافع عن بلاده وأن ما يقوم به ليس إرهابا«. ونقلت قوله »إننا جميعا ضد ما يحدث حاليا في لبنان ومن واجبنا الوقوف صفا واحدا لمؤازرة الشعب اللبناني«. وقالت الوكالة إن الأمين العام للحزب الديمقراطي الحاكم صفوت الشريف دعا أعضاء الحزب للتبرع بالمال لمساعدة الشعب اللبناني.

 

الرئيس السنيورة استقبل سفراء السعودية والصين وفرنسا وبريطانيا وبيدرسن

وطنية - 28/6/2006 (سياسة) تلقى رئيس مجلس الورزاء فؤاد السنيورة ظهر اليوم اتصالا هاتفيا من الرئيس المصري حسني مبارك ابلغه فيه قرار مصر ارسال طائرات تحمل مساعدات صحية ومستشفى ميدانيا كبيرا لمعالجة الجرحى والمصابين نتيجة العدوان الاسرائيلي المستمر على لبنان.

وقد شكر الرئيس السنيورة للرئيس مبارك مواقفه وعاطفته تجاه لبنان في هذه المحنة. مقتل ضباط الطوارىء وتعليقا على مقتل اربعة ضباط في مركز لمراقبي الامم المتحدة في بلدة الخيام يوم الثلاثاء الماضي جراء القصف الاسرائيلي على موقعهم، أدلى الرئيس السنيورة بالتصريح الآتي: "يوم تبلغي بمقتل أربعة ضباط من مراقبي قوات الامم المتحدة، تقدمت بالتعازي مباشرة الى الامين العام للامم المتحدة في روما، واليوم اود ان اكرر باسمي وباسم الحكومة اللبنانية استنكاري واسفي وحزني الشديد نتيجة هذا العمل الجبان الذي قامت به اسرائيل والذي طالما عودتنا إياه في ممارساتها المستمرة في جنوب لبنان باستهداف قوات الامم المتحدة، وقد كانت مجزرة قانا إحدى تجليات الاجرام الاسرائيلي الذي لا ينسى.

إن اسرائيل بهذا الاعتداء الاثم انما تؤكد تاريخها الدموي الذي يضرب عرض الحائط كل الاعراف والمواثيق الدولية. إننا نعتبر ان استهداف قوات الطوارىء الدولية انما هو استهداف للدولة اللبنانية باعتبار ان قوات الطوارىء تمثل الشرعية الدولية التي طالما احترمها لبنان نتيجة احترامه لإرادة المجتمع الدولي والقوانين الدولية. أكرر في هذه المناسبة أحر التعازي الى الامين العام للامم المتحدة والى قيادة قوات الطوارىء الدولية وعائلات الضباط الذين سقطوا في الجنوب". برقيات تعزية كما أرسل الرئيس السنيورة برقيات تعزية الى رؤساء دول الضباط الذين قتلوا من جراء هذا الاعتداء على مركزهم في بلدة الخيام، وهم رؤساء كندا والصين والنمسا وفنلندا. بيدرسن وكان الرئيس السنيورة استقبل ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في لبنان غير بيدرسن وبحث معه في آخر المستجدات. بعد اللقاء، رفض بيدرسن الإدلاء بأي تصريح.

اجتماع اقتصادي وظهرا، ترأس الرئيس السنيورة اجتماعا حضره وزير المال جهاد ازعور، ووزير الاقتصاد سامي حداد وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة والأمين العام للهيئة العليا للاغاثة اللواء يحيى رعد وعدد من المستشارين، تم خلاله البحث في مجمل الأوضاع المالية والاقتصادية. بعد الاجتماع، أوضح الوزير حداد "ان البحث تناول موضوع الهبات المالية وسبل التصرف بها إداريا وصرفها بطرق شفافة ومراقبة حساباتها".

كذلك استقبل الرئيس السنيورة السفير السعودي عبد العزيز خوجة، وعرض معه آخر المستجدات والتطورات والاتصالات في شأن وقف العدوان الإسرائيلي على لبنان. سفيرة الصين وزارته أيضا سفيرة الصين ليو شيانغ هوا التي قالت بعد اللقاء: "نقلت إلى الرئيس السنيورة رسالة من نظيره الصيني يبلغه فيها ان الحكومة الصينية قررت تقديم هبة إلى لبنان بقيمة مليونين وخمسمئة ألف دولار، عبارة عن عينات عاجلة، وذلك تعبيرا عن تعاطف الصين العميق مع الشعب اللبناني".

سئلت: هل تقوم الصين بالضغط ديبلوماسيا لوقف العدوان على لبنان؟ أجابت: "الصين تسعى باستمرار وبالطرق الديبلوماسية من أجل وقف إطلاق النار، ونحن نقوم بكل جهودنا وإمكاناتنا من اجل وقف فوري لإطلاق النار، خصوصا ان لبنان يواجه معاناة إنسانية، واعتقد أن الحل الوحيد لحل الأزمة هو عبر الحوار لان الأعمال العسكرية لا تحل المشاكل، وكل المجتمع الدولي ومن ضمنها الصين تعمل لإيجاد تسوية سياسية، وارى ان هناك إمكانية لإنهاء هذه الحرب ولكن نحن في حاجة إلى بذل جهود اكبر".

كما استقبل الرئيس السنيورة السفير الفرنسي برنار إيمييه وعرض معه المساعي الجارية لوقف إطلاق النار، بعد اللقاء رفض ايمييه الإدلاء بأي تصريح. السفير البريطاني والتقى الرئيس السنيورة السفير البريطاني في لبنان جيمس واط وعرض معه آخر المستجدات.

وبعد اللقاء، قال السفير واط: "هناك عمل جدي يقوم به كل الأفرقاء بمن فيهم بريطانيا واجتمعت اليوم مع رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة للتباحث معه في شأن ما حصل بالأمس وأيضا للتحضير للاجتماع الذي سيعقد في واشنطن بين الرئيس الأميركي جورج بوش ورئيس الوزراء البريطاني طوني بلير وأيضا للقاءات الجانبية الحاصلة في الامم المتحدة بين الدول المهتمة بالشأن اللبناني.

ونحن على ثقة بان الأمور تسير في شكل جيد وان هناك تفاهما جيدا. وقد كان مؤتمر روما خطوة مهمة الى الأمام للتوصل الى نتائج حقيقية ولا سيما في ما يتعلق بالموقف اللبناني الذي كان مهما جدا وبناء، ونحن سعداء لان مجلس الوزراء قد اتخذ موقفا بالإجماع بتبني النقاط التي عرضها الرئيس السنيورة. وهذا يعطينا قواعد أساسية يمكننا بناء الجهود الدولية عليها لمساعدة لبنان للحصول بأسرع وقت ممكن على وقف لإطلاق النار والمساهمة في وصول المساعدات الإنسانية الطارئة، وعودة النازحين الى بيوتهم وإعادة بناء ما تدمر".

أضاف: "أنا على ثقة اليوم أكثر مما كنت عليه في اليومين الماضيين وذلك بعد مؤتمر روما وبعد موقف الحكومة اللبنانية الايجابي". اتصال بدوست-بلازي من جهة أخرى، أجرى الرئيس السنيورة اتصالا هاتفيا بوزير خارجية فرنسا فيليب دوست-بلازي شكره فيه على المواقف المهمة والمتضامنة التي أعلنها بجانب لبنان، معتبرا ان هذه المواقف التي عبرت فرنسا عنها إنما هي تأكيد مستمر قولا وعملا بالتزام صداقة الشعب اللبناني.

واعتبر الرئيس السنيورة "ان مطالبة فرنسا بوقف فوري لإطلاق النار إنما تعبر عن التزام فرنسا والرئيس جاك شيراك المبادىء التي لطالما التزمها تجاه لبنان والقضايا العربية"، وشكر الرئيس السنيورة كل ما قدمته فرنسا من مواقف سياسية وخطوات عملية.

 

مغادرة العشرات من اهالي سبع قرى جنوبية بعد تدخل انان مناشدة من اهالي صريفا وسلعا لنقل الجثث من تحت الانقاض

وطنية - 28/7/2006 (متفرقات) افاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" في صور حيدر حويلا ان العشرات من اهالي بلدات عين ابل، رميش، رامية، عيتا الجبل، البستان، يارين ومروحين غادروا على متن عشرات السيارات والحافلات والفانات متوجهين الى بيروت بعد تدخل الامين العام للامم المتحدة كوفي انان. واشار الى ان القافلة تحركت من القرى الحدودية تحت القصف المدفعي والغارات الجوية التي تشنها الطائرات الاسرائيلية، وبدا على المواطنين الخوف والرعب. وتحدث بعض الاهالي الى "الوكالة الوطنية" فأشاروا الى الدمار الكبير الذي لحق بمنازلهم وممتلكاتهم. من جهة ثانية، ناشد اهالي بلدتي صريفا وسلعا المحاصرين في منازلهم اللجنة الدولية للصليب الاحمر والصليب الاحمر اللبناني وفرق الدفاع المدني التدخل لنقل جثث الشهداء من تحت الانقاض حيث بدأت تنبعث الروائح الكريهة

الاحرار" دعا "حزب الله" الى وضع امكاناته تحت مظلة الحكومة: نؤيد الطرح الفرنسي بتشكيل قوات عسكرية متعددة الجنسية
2006 / 7 / 28
 عقد المجلس الاعلى لحزب الوطنيين الاحرار اجتماعه الاسبوعي برئاسة دوري شمعون وحضور الاعضاء. بعد الاجتماع، أصدر المجتمعون البيان الاتي:"توقفنا امام التحديات والاخطار الناجمة عن استمرار العدوان الاسرائيلي الذي دخل اسبوعه الثالث، وامام المساعي الديبلوماسية الهادفة الى وضع حد له، وجدد المجتمعون شجبهم لهذا العدوان وآلته التدميرية التي لم توفر بشرا ولا حجرا قتلا وجرحا وتهجيرا وهدما وحصارا، بحيث اكتملت عناصر إدانة اسرائيل لارتكابها جريمة موصوفة ضد المدنيين وضد مقومات الحياة، وهي تاليا جريمة ضد الانسانية. وقدموا التعازي من ذوي الشهداء الذين سقطوا، معبرين عن اصدق مشاعر التضامن الانساني والوطني معهم، ونتمنى الشفاء العاجل للجرحى والصبر والامل للذين سلختهم الحرب عن قراهم وارزاقهم وبيوتهم، لافتين الى ضرورة حسن ادارة عمليات غوث المواطنين لتامين المساعدات في شكل منظم لا يسمح بالاستغلال او المتاجرة بالمآسي التي يعيشونها، وتوظيفها لاسباب غير تلك التي يجب ان تشكل الدافع الاوحد للعمل المتجرد في هذه الظروف الاستثنائية. واكد الحزب دعمه المطلق للحكومة اللبنانية ورئيسها الذي اثبت جدارة كبيرة وكفاية عالية في التعاطي مع الحرب وتداعياتها، وخصوصا لموقفه المميز في مؤتمر روما حيث شكلت الخطة التي اقترحها جامعا مشتركا للبنانيين على اختلاف حساسياتهم الاسياسية.
ودعا المواطنين الى الالتفاف حول الحكومة اللبنانية، ونخص بالذكر "حزب الله" المطالب اليوم وبعد كل الذي حصل ويحصل باقران كلامه الايجابي بالعمل الفعلي والمبادرة الى وضع نفسه وامكاناته تحت مظلتها، وصولا الى تمكينها من الامساك بمقومات التفاوض في كل الموضوعات والمسائل المطروحة للخروج من النفق المظلم الذي تم حشر الوطن داخله، وامتلاك حصرية السلاح وقرار الحرب والسلم من دون مواربة وبعيدا عن كل الرهانات والمناورات. وايد الطرح الفرنسي القائل بضرورة تشكيل قوات عسكرية متعددة الجنسية، تحظى بتفويض غير ملتبس من الشرعية الدولية، على اساس الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة، وارسالها الى الحدود اللبنانية - الاسرائيلية واللبنانية- السورية. على ان يترافق ذلك مع خطة حاسمة لمعالجة الاسباب التاريخية للنزاعات في المنطقة، انطلاقا من قرارات مجلس الامن، ما يؤدي الى قيام الدول الفلسطينية، والى استعادة لبنان قراره وسيادته كاملين وخلوه من المنظمات المسلحة ومن كل سلاح غير شرعي حتى لا يعود ساحة يلجأ اليها كل من لديه حسابات يريد تصفيتها على حساب سلامة الوطن وكرامته، وصولا الى قطع دابر الارهاب في العراق ومنع الدول المجاورة من العبث بوحدة ابنائه وبأمنهم ومستقبلهم.
كما شكر الحزب الدول الشقيقة والصديقة التي تقف الى جانب لبنان في محنته، خصوصا تلك التي اخذت مبادرات عملية من طريق تقديم الدعم المالي له، وهو دعم سياسي ومعنوي ذو دلالات مطمئنة وفي مقدمها المملكة العربية السعودية والمملكة الاردنية الهاشمية. كما شكروا المنظمات الدولية والمنظمات غير الحكومية التي تبذل جهودا مشكورة للتخفيف من معاناة الشعب اللبناني. وناشدوا العمل السريع لانهاء حال الحرب بدءا بنجدة المحاصرين في الجنوب وايجاد ممرات آمنة لربط الداخل اللبناني من جهة وربط لبنان بالخارج من جهة أخرى".

 

دمشق ترفض انتشار قوة على الحدود اللبنانية كما يقترح شيراك 

 أ ف ب - 2006 / 7 / 28 - اعرب وزير الاعلام السوري محسن بلال عن معارضته, في مقابلة مع التلفزيون الالماني اليوم الخميس, ارسال قوة دولية الى الحدود اللبنانية-السورية كما اقترح الرئيس الفرنسي جاك شيراك. ونفى بشدة مرور اموال واسلحة من ايران الى حزب الله عبر سوريا, كما المح ايضا الرئيس الفرنسي. وقال الوزير السوري لتلفزيون زد.دي.في "اعتقد ان جاك شيراك وآخرين يتناسون ان علاقة اخوية قائمة بين اللبنانيين والسوريين. واعتقد ان السوريين واللبنانيين لن يقبلوا بأن يفصل بينهم جنود من الامم المتحدة". واضاف "نحن اللبنانيين والسوريين عائلة واحدة ... لذلك لا نحتاج الى الخدمة التي يرغب الرئيس الفرنسي في ان يؤديها لنا". وقد اقترح شيراك امس الاربعاء تشكيل قوة دولية من خارج الحلف الاطلسي بعد الاتفاق بين اللبنانيين والاسرائيليين, تضمن الحدود "الاسرائيلية-اللبنانية والسورية-اللبنانية". من جهة اخرى, رفض الوزير السوري اتهامات الرئيس الفرنسي التي تفيد بأن سوريا يمكن ان تمرر اسلحة او اموال من ايران الى حزب الله. وكان شيراك قال ان "المعلومات المتوافرة لنا تؤكد ان اسلحة متطورة واموالا قد ارسلتها ايران عبر سوريا على الارجح الى حزب الله. وهذه مشكلة". واوضح الوزير السوري "هذه الاتهامات خاطئة تماما .. ولا اساس لهذا الاتهام الذي تطلقه فرنسا واخرون". لكنه قال "نساعد اشقاءنا في لبنان ... على تجاوز هذا الحدث الرهيب وهو العدوان الاسرائيلي".

 

حزب الله يبدي مرونة ازاء خطة السنيورة للحل واللبنانيون بين الترحيب والحذر 

 أ ف ب - 2006 / 7 / 28 - اكد حزب الله انه ابدى "مرونة حفاظا على الوحدة الوطنية" بوافقته على خطة رئيس الحكومة فؤاد السنيورة لانهاء الحرب, في حين تراوحت ردود الفعل في لبنان اليوم الجمعة على هذا الموقف بين الترحيب والحذر والتشكيك. وكان وزير الاعلام اللبناني اعلن في ساعة متاخرة من ليلة الخميس ان مجلس الوزراء "اكد تاييده وتبنيه" لمضمون خطاب السنيورة امام مؤتمر روما, في حين قال رئيس الوزراء بعيد انتهاء جلسة مجلس الوزراء ان الحكومة تبنت الخطاب "بكل حرف وفاصلة فيه". واعتبر نائب حزب الله في البرلمان اللبناني حسن فضل الله في تصريح لوكالة فرانس برس ان الحزب ابدى "مرونة" بموافقته على خطة السنيورة والهدف من ذلك هو حرصه "على الوحدة الوطنية وبان يظهر ان لبنان يتكلم بصوت واحد". وقال في اشارة الى تخوف حزب الله بشكل اساسي من اي دور جديد للقوة الدولية التي تم تداولها خلال مؤتمر مجموعة الثماني في سان بطرسبرغ وفي مؤتمر روما الاربعاء "حتى الان ليس واضحا لا عديد هذه القوة ولا مهمتها ولا اطار انتشارها".

واضاف "لننتظر لنرى ما سيقترحه علينا المجتمع الدولي وسنتخذ موقفا واحدا من هذا الموضوع لاحقا في مجلس الوزراء". وكان السنيورة قدم في خطابه امام مؤتمر روما لدعم لبنان الاربعاء خطة مفصلة متكاملة لوقف الهجوم الاسرائيلي على لبنان, سارع حزب الله الى رفضها واعتبار ان كل ما يتجاوز وقف اطلاق النار وتبادل الاسرى "لا يعبر الا عن وجهات نظر خاصة من هنا وهناك". وتتضمن خطة السنيورة وقفا فوريا لاطلاق النار وتبادل الاسرى اللبنانيين والاسرائيليين, وانسحاب الجيش الاسرائيلي الى ما وراء الخط الازرق وعودة النازحين الى قراهم, والتزام مجلس الامن بوضع منطقة مزارع شبعا تحت ولاية الامم المتحدة. كما تنص على بسط الحكومة اللبنانية سلطتها على اراضيها بقواتها المسلحة الذاتية, وتعزيز قوة الامم المتحدة العاملة في جنوب لبنان بالعديد والعتاد وتوسيع مهمتها ومدى عملياتها, وقيام الامم المتحدة باتخاذ الاجراءات اللازمة لتطبيق اتفاقية الهدنة الموقعة بين لبنان واسرائيل عام 1949.

ونقلت الصحف اللبنانية الصادرة الجمعة ان الجدل الحاد بين وزيري حزب الله محمد فنيش وطراد حماده وبقية الوزراء تركز بشكل اساسي على الدور الذي سيناط بالقوة الدولية. ورحب النائب بطرس حرب من الاكثرية النيابية ومن قوى 14 اذار/مارس بموقف حزب الله مع بعض الحذر مفضلا انتظار الخطوات اللاحقة. واعتبر في تصريح لوكالة فرانس برس ان موقف حزب الله "اعطى صدقية للحكومة كانت تحتاج اليها في التعاطي مع المجتمع الدولي (...) كما احيا الامل بان يلتزم حزب الله بما يمكن ان تتوصل اليه الحكومة وما تتعهد به امام المجتمع الدولي". ووصف خطوة حزب الله بانها "خطوة متقدمة يجب البناء عليها لتكريسها في الداخل عبر حوار مستمر بين وزيري حزب الله وبقية اعضاء الحكومة".

وتابع "من المستحيل ان تحافظ الحكومة على احترام المجتمع الدولي اذا كانت غير قادرة على الزام بعض وزرائها بموقفها". كما اعرب المحلل السياسي الاستاذ الجامعي احمد بيضون عن الامل بان يكون موقف حزب الله هذا "ثابتا ونهائيا" واعتبر في تصريح لوكالة فرانس برس ان هذا الموقف "ايجابي والحكومة اللبنانية يجب ان تكون مقدامة في طرح هذا الامر بوضوح والخوض بتفاصيله تحت مظلة الامم المتحدة". الا انه اضاف "ارجو ان يكون هذا الموقف الذي اجمع عليه مجلس الوزراء ثابتا ونهائيا والا يتعثر باي تفاصيل مقبلة والا نقع مجددا في اعتبارات لا تعكس حقيقة المصلحة اللبنانية في هذا الظرف الدقيق". من جهته تخوف مسؤول من الاكثرية النيابية طلب عدم الكشف عن اسمه من ان يكون موقف حزب الله "تكتيكيا لكسب الوقت ولتجنب تحميله مسؤولية الخروج عن الاجماع الوطني في رفض خطة السنيورة" معربا عن تخوفه من "ان يقوم حزب الله بعرقلة تطبيق الخطة لاحقا لدى الدخول في تفاصيلها مع المجتمع الدولي".

 

باريس تؤكد التقارب بين موقفها وموقف الحكومة اللبنانية 

 أ ف ب - 2006 / 7 / 28

 رحبت فرنسا اليوم الجمعة ب"التقارب" بين المواقف الفرنسية واللبنانية حيال تسوية النزاع مع اسرائيل, وذلك بعد محادثة هاتفية بين وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي ورئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة. وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية جان باتيست ماتيي ان دوست بلازي والسنيورة "رحبا بتقارب المواقف التي عبر عنها" البلدان خلال المؤتمر الدولي حول لبنان في روما الاربعاء. واكد ماتيي ان "عناصر عدة" في خطة السلام التي قدمها السنيورة في روما ووافقت عليها الحكومة اللبنانية مساء الخميس "تنسجم مع الاقتراحات الفرنسية".

وتوقف المتحدث خصوصا عند ضرورة ان تمارس الحكومة اللبنانية سيادتها على كامل اراضيها, وتعزيز القوات الدولية في لبنان او وضع منطقة مزارع شبعا الحساسة والواقعة بين لبنان وسوريا واسرائيل تحت مراقبة الامم المتحدة. واكد ماتيي رغبة فرنسا في تقديم مشروع قرار سريع الى مجلس الامن الدولي ينص على وقف فوري لاعمال العنف, يليه اتفاق سياسي بين الاطراف المتنازعين يلحظ خصوصا نزع سلاح حزب الله ويتيح انتشار قوة دولية. وتدعو خطة السنيورة الى "وقف فوري لاطلاق النار" واعادة احياء اتفاق الهدنة الموقع عام 1949.

 

اسرائيل تؤكد انها لا تسعى الى مواجهة مع سوريا 

أ ف ب - 2006 / 7 / 28 - اكد وزير الدفاع الاسرائيلي عمير بيريتس صباح اليوم الجمعة وللمرة الثانية في اقل من 24 ساعة, ان اسرائيل لا تسعى الى مواجهة مع سوريا رغم دعمها حزب الله الشيعي اللبناني. وصرح بيريتس للاذاعة العسكرية اثناء زيارة تفقدية لقاعدة بحرية "اعلنا مرارا ان لا نية هجومية لدينا تجاه سوريا". وقال "نقوم بكل شيء لكي يظل الوضع مع سوريا على حاله ونبعث بهذه الرسالة املين ان يتم سماعها جيدا".

واضاف بيريتس "نامل الا يجر حزب الله سوريا الى النزاع", وكان ادلى مساء الخميس بتصريحات مماثلة مؤكدا ان اسرائيل لا تريد توريط سوريا في النزاع بينها وبين حزب الله. بدوره, قال الجنرال اسحق غيرشون ان اسرائيل "لا مصلحة لها في حرب مع سوريا", لكنه لفت الى ان بلاده تحتاط في مواجهة مخاطر اطلاق صواريخ من جانب سوريا او حزب الله. واعلن الجيش الاسرائيلي الجمعة انه سينشر صواريخ من طراز باتريوت مضادة للصواريخ في منطقة تل ابيب, خشية تعرضها لسقوط صواريخ بعيدة المدى.

وذكرت الاذاعة العسكرية ان الجيش سينشر ايضا صواريخ حيتس (سهم) ذات الصناعة الاسرائيلية الاميركية. وتم نشر صواريخ باتريوت الاميركية خلال حرب العراق عام 1991 لكنها لم تثبت فاعليتها لجهة اعتراض صواريخ سكود البعيدة المدى التي اطلقها العراق انذاك, فتم العمل على تحديثها. ونفت سوريا الاتهامات الاسرائيلية بان السلاح والاموال تصل الى حزب الله من ايران عبر اراضيها, ودعت الى وقف لاطلاق النار بين اسرائيل وحزب الله وتبادل للاسرى.

 

استطلاع: تأييد قوي لهجوم اسرائيل على لبنان

 رويترز - 2006 / 7 / 28 - أظهر استطلاع للرأي نشرت نتائجه في احدى الصحف يوم الجمعة إن أغلبية كبيرة من الاسرائيليين يؤيدون العملية العسكرية في لبنان ويقولون ان اسرائيل يجب أن تكون أكثر إقداما في اعمالها. وأظهر المسح ان 82 في المئة من كل الاسرائيليين و92 في المئة من كل السكان اليهود يشعرون بأن العملية ضد مقاتلي حزب الله في لبنان مبررة. واندلع القتال بين اسرائيل وحزب الله بعد هجوم شنه مقاتلوه عبر الحدود داخل اسرائيل يوم 12 يوليو تموز خطفوا خلاله جنديين اسرائيليين وقتلوا ثمانية. وادت الغارات الجوية والقصف الاسرائيلي منذ ذلك الحين الى مقتل 433 شخصا في لبنان معظمهم من المدنيين. وقتلت هجمات حزب الله الصاروخية والعمليات الاخرى 51 اسرائيليا بينهم 18 مدنيا. وأطلق حزب الله أكثر من 1400 صاروخ كاتيوشا على شمال اسرائيل في الاسبوعين الماضيين ويقول ان لديه صواريخ طويلة المدى يمكن ان تصل الى وسط اسرائيل. ويشعر غالبية الاسرائيليين ان اسرائيل يجب ان تستخدم مزيدا من القوة في العمليات في لبنان وقال 71 في المئة من الذين شملهم الاستطلاع انهم راضون عن اداء رئيس الوزراء ايهود اولمرت. وقال عشرة في المئة فقط من السكان اليهود إن اسرائيل يجب ان توقف القتال وان تبدأ المحادثات. شمل الاستطلاع 513 اسرائيليا يمثلون قطاعا عريضا من السكان الاسرائيليين الذي يتألفون من نحو 80 في المئة من اليهود و20 في المئة من غير اليهود بينهم مسلمون عرب ومسيحيون عرب ودروز.

 

حماده: مجلس الوزراء أرسل إشارة واضحة أمس الى المجتمع الدولي ان لبنان الموحد في مواجهة الحرب وموحد في البحث عن حل 

 قوى 14 آذار - 2006 / 7 / 28

 أكد وزير الاتصالات مروان حمادة في حديث الى اذاعة "صوت لبنان" ان موقف مجلس الوزراء بالامس جاء موحدا ليرسل الى المجتمع الدولي اشارة واضحة ان لبنان الموحد في مواجهة الحرب موحد ايضا في البحث عن صيغة للخروج من هذه الحرب". وقال:"الرئيس السنيورة وضع الخطوط العريضة لخطابه في روما بعد اخذ موافقة كل الوزراء الذين رافقوه والذين اطلعوا وادخلوا الملاحظات على هذا الخطاب ومنهم وزير الخارجية الذي كان يحمل بعض الملاحظات من رئيس مجلس النواب. فكان هذا الخطاب جامعا، وعلى هذا الاساس تقدم به الرئيس السنيورة في روما". اضاف: "بعد العودة من روما، وبالنظر الى بعض الاصوات التي شككت في بعض نواحي الخطاب، كان لا بد لمجلس الوزراء امس ان يصر اولا على شرح مستفيض ومقاربة سياسية موضوعية وجيدة لهذا الخطاب وبطريقة غير معهودة في مجالس الوزراء السابقة، ولطالما كنا نطالب بتولي مجلس الوزراء اخيرا ادارة شأن البلد سياسيا من دون تهرب منه، اتخذ القرار بالاجماع وبعض الزملاء ابدى ملاحظاته ولكن كان هناك اصرار على وحدة الموقف، الذي اذا استمر يزيد من حظوظ لبنان بالخروج من هذه الازمة".

وعن المذكرة الفرنسية التي ستعرض على مجلس الامن حول منطقة عازلة تنتشر فيها قوات دولية، اشار الوزير حمادة الى "ان المذكرة التي وزعت في روما كانت مجرد سرد افكار فرنسية، ولكن هذه الافكار كانت تترجم موقفا فرنسيا متقدما بالنسبة الى الموقف الاميركي. وكان مؤتمر روما قد شهد نقاشا حادا بين الاوروبيين بقيادة فرنسا وبين المندوبة الاميركية وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس حول وقف اطلاق النار ووجوب الاسراع في اقراره في المذكرة الفرنسية. واعتقد ان الوفد الفرنسي سيبدأ العمل الاثنين على مشروع قرار في مجلس الامن لوقف اطلاق النار اذا بقي الاوروبيون متضامنين حول الموقف الفرنسي خصوصا اسبانيا والمانيا وبريطانيا. ولا بد من الاشارة الى ان في موقف لندن بعض الهامش بفعل ضغط الرأي العام هناك".

واوضح وزير الاتصالات "ان الوزيرة رايس ابدت اهتمام ورغبة بالعودة الى الشرق الاوسط من دون ان تحدد وجهتها او توقيت الزيارة. كما ان هناك وفدا اميركيا توجه امس الى اسرائيل يضم دايفيد ويلش واليوت ابرامز، وربما ارسلتهما السيدة رايس لترى اذا كان هناك تقدم في الطروحات خصوصا طروحات روما، مذكرا ان اسرائيل لم تدع الى روما، فكان على الاميركيين ان يبلغوا اسرائيل النتائج. وسيجتمع مجلس الامن الاسبوع المقبل فاما ان نكون جاهزين لافكار لبنانية واضحة وبوحدة موقف وننتزع نصا يكون اقرب الى طروحاتنا او نقول اننا نريد وقف اطلاق نار وبقية بنود القرار العتيد تملى علينا من الآخرين اي الدول الكبرى او حتى العدو الاسرائيلي، من هنا اهمية اتخاذ القرار في مجلس الوزراء بالامس لا سيما ان 16 وزيرا للخارجية من ابرز الدول في العالم استمعوا الى طروحات الرئيس السنيورة في روما ".

 

مصر لن ترسل قوات إلى لبنان

صرح وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط امس، بأن مصر لن ترسل قوات عسكرية للمشاركة في تأمين الحدود اللبنانية - الاسرائيلية، وانهاء النزاع العسكري بين "حزب الله " واسرائيل. واضاف: "ان مصر لن تشارك في هذه القوات ولن تكون ضمن الدول المكونة لهذه القوات (التي سوف تنتشر في جنوب لبنان)... ان مصر لن تكون على التراب اللبناني لانه ليس من واجب مصر أن تكون على الجبهة الإسرائيلية مع أي بلد عربي".(ي ب )

 

احمدي نجاد: اسرائيل حكمت على نفسها بالزوال بغزوها لبنان

طهران – أ ب – نقلت وكالة الجمهورية الاسلامية للانباء "ارنا" الايرانية عن الرئيس محمود احمدي نجاد ان اسرائيل قد حكمت على نفسها بالزوال بغزوها للبنان. وقال ان اسرائيل وداعميها "يجب ان يعلموا انه لا يمكنهم انهاء العمل الذي بدأوه ... ان النظام المحتل في فلسطين قد ضغط زر التدمير الذاتي من خلال شنه جولة جديدة من الغزو والهجوم البربري على لبنان".

 

ميرزا قابل السيد في العدلية

قابل النائب العام التمييزي القاضي سعيد ميرزا امس في مكتبه في قصر العدل، المدير العام السابق للامن العام اللواء جميل السيد. ودامت المقابلة نحو ساعتين ونصف ساعة، وجرت بناء على طلب السيد الموقوف منذ 11 شهرا في ملف جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه

 

أسرار الآلهة من النهار

نقل عن وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس قولها بعد اجتماعها الى أركان قوى 14 آذار: "انهم يطلبون منا ان نعمل من أجل وطنهم، فيما هم لا يجرؤون على عمل شيء من أجله"!

 

يقول مصدر قضائي ان الحرب الاسرائيلية على لبنان لن تؤخر سير التحقيق في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري وصدور القرار النهائي للمحقق سيرج برامرتس، انما قد تؤخر تشكيل المحكمة ذات الطابع الدولي

 

لوحظ ان ايران لم تبادر حتى الآن الى تقديم اي مساعدة لا الى الدولة اللبنانية ولا الى النازحين. جنوب لبنان:نهاية الحرب أم نهاية الدولة ؟

فريد الخازن- النهار 28/7/2006

منذ حرب 1967 وجنوب لبنان ساحة مواجهات عسكرية مفتوحة هدفها المعلن تحرير فلسطين من الاحتلال الاسرائيلي. ذلك انه لم يكن للبنان ارض تحتلها اسرائيل لتحريرها، خلافا للجولان وسيناء وفلسطين المحتلة بالكامل. منذ اواخر ستينات القرن المنصرم الى اليوم لم يتحرر اي شبر من ارض فلسطين عبر جبهة الجنوب، لا بل "تحرر" لبنان من سلطة الدولة بدءا بالمخيمات الفلسطينية ومن ثم على الاراضي اللبنانية كافة وتحررت اسرائيل من اتفاقية الهدنة في 1949 فاحتلت جنوب لبنان واستباحت ارضه فوصل جيشها الى العاصمة بيروت. كل ما انجزناه طوال اربعة عقود كان تحرير الجنوب من الاحتلال الاسرائيلي في العام 2000، ما عدا مزارع شبعا المتنازع على "هويتها" بين لبنان وسوريا واسرائيل والامم المتحدة.

من بوابة الجنوب دخلت القوات الفلسطينية، واتت طلائعها من سوريا عبر منطقة مزارع شبعا، وتمددت على حساب الجيش اللبناني بسبب غياب القرار السياسي الداعم لدوره في الحفاظ على سيادة الدولة. ومن بوابة الجنوب دخل الجيش الاسرائيلي مشتبكا مع المنظمات الفلسطينية وأنشأ في ما بعد "جيش لبنان الجنوبي" التابع له. وبعد اجتياح العام 1982 تصدت المقاومة اللبنانية للاحتلال في الثمانينات وتبعها "حزب الله" في التسعينات. جيش آخر دخل الجنوب في 1978، القوات الدولية، لا بهدف الاحتلال بل للمساعدة على انهائه وبسط سلطة الدولة. وعلى بعد بضعة امتار من الجنوب انحصرت المواجهات العسكرية بين طرفي النزاع في الجولان وكذلك في فلسطين وسيناء. وما ميّز الجنوب عن سواه من الجبهات ان الدولة اللبنانية لم تكن طرفا فاعلا في الحرب من البداية الى اليوم وان الفراغ الامني والعسكري الذي نتج عن غياب الدولة كان على الحدود مع اسرائيل وتاليا على حدود النزاع العربي – الاسرائيلي – الفلسطيني.

خلال اربعة عقود عاصر حروب الجنوب الرئيس المصري عبد الناصر وقيادات عربية تاريخية وحرب 1973 والحرب العراقية – الايرانية والاجتياح العراقي للكويت. بدأت الحرب في الجنوب في زمن الحرب الباردة وظلت متواصلة حتى بعد انتهائها. هكذا كانت حروب الجنوب المتنفس الوحيد والاقل كلفة لنزاعات المنطقة ولم تشكل اي تهديد مباشر لمصالح الدول الكبرى، فتعامل المجتمع الدولي معها على هذا الأساس ولم يتدخل الا في حالات استثنائية لاطفاء الحريق المشتعل لاسيما من الجانب الاسرائيلي، وليس لوضع حد للنزاع المسلح، لا بل جاء التدخل الدولي في 1996 لتنظيم الحرب عبر "تفاهم نيسان" بين "حزب الله" واسرائيل. ففي حين كان الجنوب الجبهة العسكرية الاطول في النزاع العربي – الاسرائيلي والاكثر تعقيدا سياسيا، الا انه كان الاقل اهمية من الناحية الاستراتيجية، العسكرية والسياسية، بالنسبة الى اسرائيل والدول الكبرى، بالمقارنة مع فلسطين والجولان وسيناء.

حالة الجنوب فريدة بالمقارنة مع النزاعات الاقليمية المعاصرة، فهي لا تشبه النزاع المضبوط في قبرص المنقسمة، ولا بين الكوريتين، ولا في كشمير بين الهند وباكستان، ولا في الصحراء الغربية بين المغرب والجزائر، ولا بين تركيا وسوريا حول لواء الاسكندرون السليب، ولا طبعا بين اسرائيل وجيرانها. ففي كل تلك النزاعات المواجهات العسكرية والسياسية هي بين دول مسؤولة عن قرارها إن في تأزيم النزاع او في احتوائه. اما في لبنان فالحالة معاكسة تماما حيث يقتصر دور الدولة على التأقلم مع الامر الواقع المفروض من أي جهة اتى.

لقد تغير العالم ولم نتغير، او لم نرد ان نصدق ان العالم تغير. صحيح ان العالم العربي دخل متأخرا حقبة ما بعد الحرب الباردة، الا انه دخلها قسرا وبلا جهوزية على اثر اعتداءات 11 ايلول 2001 التي كان وقعها على دول المنطقة وانظمة الحكم فيها بمثابة سقوط حائط برلين في اوروبا، وتبعتها حرب العراق التي كانت، بمعايير المنطقة، بمثابة انهيار الاتحاد السوفياتي. وحده لبنان ظل اسير حقبة الحرب الباردة الى ان اسقطت سوريا الخطوط الحمراء كلها بعد حرب العراق ليس فقط مع الولايات المتحدة بل مع عدد من دول الاتحاد الاوروبي لاسيما فرنسا وبريطانيا. ولم تحسن دمشق قراءة المتغيرات الكبيرة في مطلع الالفية الثالثة وظلت اسيرة قواعد اللعبة التي كانت صالحة وفاعلة في مرحلة سابقة. تعاونت دمشق مع واشنطن تعاونا وثيقا في اعطاء المعلومات الاستخباراية عن تنظيم "القاعدة"، الا ان ذلك لم يكن كافيا لاحياء قواعد اللعبة القديمة في ظل المتغيرات الاقليمية والدولية بعد اعلان الولايات المتحدة الحرب الشاملة على الارهاب.

اما لبنان فكان في جهوزية للتعامل مع المتغيرات، وهذه الجهوزية وفرتها حالة الاعتراض الشعبي والممانعة السياسية التي قامت بها المعارضة في الداخل والخارج، بدءا بقانون محاسبة سوريا والسيادة للبنان وصولا الى القرار 1559 الذي جسد حالة التغيير الجديدة والكتاب بعد اصدار القرار 1559 يُقرأ من عنوانه: المجتمع الدولي الذي دعم السيطرة السورية في لبنان ولم يكترث لفترة طويلة للوضع اللبناني الداخلي، قرر استعادة دور الدولة وتقليص وظيفة لبنان الساحة تدريجا، فتسارعت الاحداث، ولاسيما على اثر الاغتيالات المبرمجة، الى ان تحقق انسحاب الجيش السوري من لبنان.

بدأت نظريا محاولة استعادة الدولة سيادتها في اتفاق الطائف وعلقت عملياً خلال خمسة عشر عاما ولم تستعد الدولة سوى حاجتها من سلطة مطلوبة لخدمة مقتضيات حالة الوصاية. وما نشهده اليوم قد يكون الفصل الاخير من حروب لبنان بعد ان اخذ تدويل الازمة مداه الاقصى بدءا ببيروت في انتفاضة الاستقلال، مرورا بتحديد حدود العلاقة مع سوريا بعد انسحاب الجيش السوري، ووصولا الى الحدود مع اسرائيل في مرحلة ما بعد الانسحاب الاسرائيلي.

سواء كانت الحرب الدائرة اليوم في الجنوب بين ايران وسوريا و"حزب الله" من جهة واسرائيل من جهة اخرى، كما تقول اميركا واسرائيل، او بين "حزب الله" واسرائيل لتحرير الاسرى اللبنانيين، كما يقول "حزب الله"، او بين اسرائيل المعتدية بشراسة على لبنان المنكوب والضحية، الا ان الأكيد ان المواجهات العسكرية لم تعد جزءا من النزاع العربي – الاسرائيلي التقليدي الذي اتخذ له موقعا ثابتا في الجنوب منذ اواخر ستينات القرن المنصرم. النزاع العربي – الاسرائيلي تغير جذريا منذ اواخر الستينات الى الان. فبين اسرائيل ومصر والاردن معاهدات سلام، وبين اسرائيل وعدد من الدول العربية علاقات في السر والعلن، والمنطقة تحاصرها نزاعات مختلفة نوعيا عن نزاعات الماضي البعيد والقريب. العراق يجتاز حقبة تاريخية مفصلية يجهل العالم مداها وتداعياتها المحلية والاقليمية وايران في صدام مع المجتمع الدولي والانظمة العربية تواجه مخاطر التغيير في الداخل والامن والبقاء من الخارج اما اسرائيل فلقد اتخذت قرارها في طريقة فرض تسوية النزاع في فلسطين 1967 المفككة الاوصال.

سواء أكان ذلك مشروعا اميركيا شرق اوسطياً كبيراً او جديدا، أو مشروعاً يستهدف الوطن او الامة او المنطقة، فان جنوب لبنان هو في خضم هذه الازمات المترابطة ولا يزال ساحة لحروب بضوابط جديدة وبلا وجود فاعل للدولة التي قرر المجتمع الدولي استعادة دورها، شأنها شأن دول العالم. فاذا كان هذا ما يريده المجتمع الدولي، فماذا نريد نحن من الدولة ومن بعضنا البعض؟

اتفقنا في الحوار الوطني على مسلمات اساسية كنا اتفقنا على بعضها في اتفاق الطائف وفي الدستور. الواضح انه لا يمكن العودة الى الوضع الذي كان قائماً عشية اندلاع الحرب في 12 تموز. لكن الى ماذا نعود؟ هذا هو التحدي الكبير الذي يواجهنا كلبنانيين. ان المعادلة المطروحة بعد ا سبوعين على بدء الحرب يغلب عليها الطابع العسكري، وهي شبيهة في بعض جوانبها بالمعادلة العسكرية التي انتهت اليها حروب لبنان في 1990 عندما حسمت سوريا النزاع عسكريا بموافقة دولية الا ان المعادلة السياسية على مستوى الوطن ليست عسكرية بل سياسية بامتياز ولا بد للبنانيين من الاتفاق على مضامينها في اطار الدولة. ولا بد ان نعترف ان المواجهات العسكرية الدائرة اليوم باتت منفصلة عن النزاع العربي – الاسرائيلي المعلق منذ زمن باستثناء خصوصية الحالة الفلسطينية، وان الفصل المطلوب الآن هو مع النزاع الاقليمي الذي

يربط سوريا بايران عبر "الممر" العراقي.

السؤال الملح: ما معنى الاستقلال والسيادة في ظل غياب الدولة القوية الجامعة؟ هل انتهت وظيفة لبنان الساحة وانحصر النزاع مع اسرائيل في الاطار المتوافق عليه عربيا والمعبر عنه في القمة العربية التي انعقدت في بيروت في 2003؟ هل للجيش اللبناني دور في الجنوب؟ وهل القوات الدولية، التي رحبنا بقدومها في 1978، ضرورة للحل خدمة للمصلحة اللبنانية في الدرجة الاولى؟

هذه بعض التساؤلات المطروحة علينا، على رغم اننا كنا نفضل الا تطرح على وقع المدافع، ولا يمكن تأجيل الاجابة عنها، جاءت الوزيرة رايس الى لبنان وذهبت، اما نحن ابناء هذا الوطن فباقون، فإما ان تنتهي الحرب في الجنوب على اساس ما نشاء من خيارات: الدستور اللبناني، اتفاق الطائف، القرارات الدولية، او حتى على اساس النموذج المتبع في الجولان مع التسليم بالفارق بين الحالتين، او نظل في نفق مسدود.

الاتفاق الداخلي ممكن، هذا اذا سلّمنا ان ما نريده هو نهاية لحروب لبنان لا نهاية للدولة في لبنان.

استاذ جامعي - نائب لبناني

 

مجلس الوزراء أكد تأييده وتبنيه بالإجماع بنود خطاب السنيورة في

روما وشكر الملك عبد الله على مبادرته

وكالات - 2006 / 7 / 28

 أكد مجلس الوزراء تأييده وتبنيه لمضمون الخطاب الذي ألقاه رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة في المؤتمر الذي عقد في روما، وأشار بدوره في إدارة الأمور ومتابعتها على كل الصعد لا سيما في اتصالاته وحركته السياسية والدبلوماسية. وشكر مجلس الوزراء خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز على مبادرته بتقديم هبة مالية بقيمة 500 مليون دولار كأساس لقيام صندوق الدعم العربي والدولي لمساعدة لبنان وإعادة إعماره ووضع مليار دولار كوديعة في المصرف المركزي لدعم الوضع النقدي في البلاد. عقد مجلس الوزراء جلسته الاسبوعية عند الخامسة و النصف من بعد ظهر اليوم في مقره المؤقت في مبنى المجلس الاقتصادي الاجتماعي برئاسة رئيس الجمهورية العماد اميل لحود وحضور رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة والوزراء.بعد الجلسة التي استمرت حتى الحادية عشرة ليلا أذاع وزير الاعلام الاستاذ غازي العريضي المقررات الرسمية الآتية: عقد مجلس الوزراء جلسته الاسبوعية في مقره المؤقت-مقر المجلس الاقتصادي الاجتماعي بتاريخ 27/7/2006.

حضر فخامة رئيس الجمهورية فترأس الجلسة التي حضرها ايضا دولة رئيس مجلس الوزراء والسادة الوزراء. ناقش مجلس الوزراء التطورات السياسية وغير السياسية المستجدة في البلاد مع استمرار العدوان الاسرائيلي المفتوح واستهداف الآمنين وارتكاب المجازر الجماعية بحقهم ومحاصرة الآمنين في عدد من القرى والبلدات والتهديد بإحراق وتهديم كل شيء. وتوقف مجلس الوزراء عند الحركة السياسية والاتصالات الجارية لتحقيق وقف فوري وشامل لاطلاق النار، وكانت المحطة الأبرز في مناقشة الأوضاع في روما حيث عقد المؤتمر أمس وشارك فيه عدد من الدول الأساسية إضافة الى حضور عربي قوي، ووفد لبناني برئاسة دولة رئيس مجلس الوزراء. وقد وضع دولة الرئيس مجلس الوزرلء في أجواء المناقشات التي دارت، والاتصالات التي أجراها مع عدد من رؤساء الوفود، وأدت الى تحقيق تقدم في تفهم موقف لبنان وتبني بعض مطالبه الأساسية، واذا كان البعض يعتقد ان المؤتمر فشل، واذا كان البعض الآخر يتعمد عن قصد تعميم الفشل بسبب عدم الوصول الى قرار لوقف إطلاق النار فإن دولة الرئيس كان قد طرح قبل ذهاب الوفد الذي ترأسه الى روما بأنه لا يتوقع هذا الشيء، وبالتالي فأن ما تم التوصل اليه وفي عدد من النقاط الأساسية البارزة يعتبر انجازا واختراقا بالنسبة الى لبنان، ان على صعيد الدعوة الى تطبيق القرار 425 وبالتالي على صعيد وضع موضوع استعادة مزارع شبعا في أولوية الاجتماعات والاتصالات بما يؤكد حق لبنان ويفتح الطريق أمام تحقيقه وهذا انجاز كبير بحد ذاته، ولتحقيق المزيد من النتائج لا بد من تعزيز الوحدة الوطنية اللبنانية وتأكيد التضامن بين الجميع واستمرار العمل في كل الاتجاهات وعلى كل الصعد ومع كل المرجعيات والقوى المؤثرة من أجل تعزيز وضع لبنان وحماية حقه، وادانة اسرائيل وتحميلها مسؤولية ما يجري والوصول الى صيغة حل شامل للأزمة يضع حلولا للأسباب ومعالجات للنتائج ويضمن عدم عودة الأمور الى ما كانت عليه لجهة امكانية تعريض لبنان للخطر.

ان ادارة القرار في التفاوض وفي الوصول الى الحلول هي في مستوى كبير من الأهمية في ضمان نجاح لبنان أو فشله والأساس في ذلك هو الوضوح في الرؤية والوحدة الوطنية والثقة بين بعضنا البعض. انطلاقا من ذلك وبعد ان استمع المجلس الى كل المعلومات عما دار في مؤتمر روما وبعد مداخلات عدد من السادة الوزراء الذين شاركوا في المؤتمر وزملاء آخرين، توقف مجلس الوزراء بكثير من الاهتمام عند الخطاب الذي ألقاه دولة الرئيس فأكد تأييده وتبنيه لمضمون الخطاب وأجمع على الاشادة بدور دولته في إدارة الأمور ومتابعتها على كل الصعد لا سيما في اتصالاته وحركته السياسية والدبلوماسية والتي يحرص فيها على إشراك الجميع والتشاور معهم انطلاقا من حرصه على وحدة الموقف وعلى تأكيد التوازن بين ضرورة التمسك بحقوق من جهة ومعرفة مواقف كل القوى والأطراف والموازين السياسية الدولية من جهة ثانية لنعبر الى الحل المنشود. واستنادا الى ذلك سيكمل دولة الرئيس حركته ويتابع اتصالاته ويمارس مسؤولياته بروح الاقدام والتحصن بموقف المجلس المعلن اليوم. وسوف يلتقي غدا وفدا من الاتحاد الاوروبي بحضور السادة الوزراء لاستكمال المناقشات والسعي الى تطوير المواقف لما فيه مصلحة لبنان.

وتوقف مجلس الوزراء عند المبادرة الطيبة والكريمة التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز بتقديم هبة مالية بقيمة خمسمئة مليون دولار للبنان كأساس لقيام صندوق الدعم العربي والدولي لمساعدة لبنان وإعادة إعماره ووضع مبلغ بقمية مليار دولار كوديعة في المصرف المركزي لدعم الوضع النقدي في البلاد، بعد المساهمة المالية الأولى التي قررها بقيمة خمسين مليون دولار والمستشفى الميداني الذي أمر بإرساله الى لبنان، والحملة الشعبية التي نظمت أمس في المملكة العربية السعودية لنصرة لبنان، وترافق كل ذلك مع الحركة السياسية والدبلوماسية الواسعة والشاملة عواصم القرار الكبرى التي حمل فيها الموفدون السعوديون المواقف التي تدعو الى وقف إطلاق النار والى الحلول الشاملة ودعم لبنان والوقوف الى جانبه. وقد أكد مجلس الوزراء ان هذه المبادرات ليست غريبة عن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وعن الحكومة السعودية والشعب السعودي، وفي المملكة أقر اتفاق الطائف، ومنها تنطلق مجددا إشارات الدعوة الى تطبيقه كاملا وخصوصا على مستوى انشاء صندوق الدعم العربي والدولي للبنان. ويتوجه مجلس الوزراء بالتحية والشكر والتقدير الى المملكة قيادة وشعبا وحكومة على كل ما قامو ويقومون به لمساعدتنا. هذا وقد اتصل دولة الرئيس بخادم الحرمين الشريفين لإبلاغه شكر المجلس ولبنان لمبادرته، فأكد الملك عبد الله التزامه بالوقوف الى جانب لبنان ومساعدته وتمنى على دولة الرئيس أن ينقل تعازيه الى الشعب اللبناني بالشهداء الذين سقطوا وتعهده أن يضع كل الامكانات ويقف بشكل كامل الى جانب اللبنانيين وحكومتهم.

وسيبدأ دولة الرئيس سلسلة اتصالات للاعداد ووضع الصيغ لازمة لإنشاء صندوق الدعم. ويجدد مجلس الوزراء شكره وتقديره لكل الدول الشقيقة والصديقة التي وقفت وتقف الى جانبنا وتفهمت وتتفهم مواقفنا وتسعى الى وقف هذا العدوان البربري الاسرائيلي عنا. وبطبيعة الحال الشكر موجه الى كل المؤسسات والمنظمات والهيئات الدولية التي تقف الى جانب شعب لبنان وتعمل من أجل تعزيز صموده ونصرته وخروجه عزيزا كريما من هذه المحنة.

حوار ثم دار بين الوزير العريضي والصحافيين الحوار التالي: سئل: كيف عاد وزراء حزب الله عن رفضهم لما قاله الرئيس السنيورة في روما، وكيف عاد الموقف واتخذ بالاجماع وبتبني وتأييد ما قاله الرئيس السنيورة؟ أجاب: أولا لم يكن ثمة اعتراض بالمعنى الشامل للكلمة، بكل التصريحات والمواقف التي قيلت، قنوات الاتصال كانت مفتوحة، قبل انعقاد المؤتمر وثم خلال انعاده وثم بعد العودة الى بيروت، من خلال اللقاء الذي جمع دولة الرئيس السنيورة بدولة الرئيس نبيه بري والاتصالات بين كل القوى والأطراف اللبنانية الموجودة على طاولة مجلس الوزراء، طبيعي على طاولة مجلس الوزراء يكون نقاش و تتوضح الكثير من المسائل والأمور، أنا أشرت في البيان الى ان السادة الوزراء الذين شاركوا في الوفد قدموا مداخلات .ومعروف ان الوفد يضم تشكيلة من الوزراء تمثل كل القوى والتيارات السياسية المختلفة. الكل أجمع على ان الاطلاع كان تاما على ما قيل في كلمة دولة الرئيس السنيورة وعلى ان التفاهم كان تاما حول هذه الكلمة التي قيلت وطرحت أسئلة كثيرة وكان نقاش تفصيلي, لأننا في مرحلة حساسة ودقيقة جدا. يجب أن يكون ثمة وضوح في كل شيء ومن الطبيعي ان تناقش على طاولة مجلس الوزراء كل الأمور. الآن بين أن نخرج متفقين موحدين على موقف واحد مهما كان لنا من ملاحظات من هنا أو من هناك أو نخرج منقسمين ثمة فرق كبير، وحدة الموقف تعزز موقع دولة رئيس مجلس الوزراء وهو يفاوض، تعزز موقع لبنان وهو يفاوض لأن دولة الرئيس يفاوض بإسم كل لبنان، تضعنا في موقع أقوى في مواجهة هذا العدوان من جهة وفي كل الاتصالات التي تجري من جهة ثانية لأنها تعطي صورة أننا شعب متماسك ودولة متماسكة وحكومة قادرة على اتخاذ أي قرار ومتماسكة وواضحة الرؤية وهي تعرف الى أين ستذهب، فكيف اذا كان بنتيجة ما قام به دولة الرئيس وهو كان يحفر في الجبل بالابرة حتى توصل الى إدراج موضوع مزارع شبعا وهو موضوع أساسي كان مطلبا بالنسبة الينا جميعا، كل الاشكاليات التي كانت تحيط بالموضوع على مستوى السيادة والحق باسترداده وعلى مستوى المقاومة وحقها في العمل لاستعادة هذه المنطقة هذا انجاز كبير، وأشرت ايضا الى القرار 425 اضافة الى انجازات أخرى، نحن نواجه مجتمعا دوليا عدد كبير من الدول الأساسية فيه لا يزال يدعم اسرائيل، يجب أن ندرك عندما أشرنا الى موازين القوى، يجب أن نعرف ماذا يجري في العالم من يدير هذه الأمور في العالم، ما هي قوتنا وما هي عناصر ضعف عدونا، كيف يجب أن نتصرف في كل مرحلة من المراحل، أنا أعتقد ان ما تمت مناقشته على طاولة مجلس الوزراء تميز بحس عال من المسؤولية والادراك والشعور الوطني وتغليب المصلحة الوطنية في هذا الظرف العصيب الذي نمر به بنتيجة وخلاصة المشاورات كان هذا الاتفاق بالاجماع وهذا مصدر قوة كبير للبنان وهذا ما يجب أن نركز عليه.

سئل: المطالبة بتعزيز صلاحيات القوات الدولية أو توسيع مهامها هل تحول الى قنبلة موقوتة؟ أجاب: أبدا، لماذا نستبق الأمور، كي لا يقال ان الموقف اللبناني غير واضح، فنحن نخاطب المجتمع الدولي، كي لا يقال لنا ماذا لديكم ماذا تريدون، تتحدثون فقط عن وقف إطلاق نار على أي أساس والى أين، ما هو مشروعكم، ما هي رؤيتكم، ما هي خطتكم؟ واسرائيل طبعا لن توقف إطلاق النار وثمة من يدعم اسرائيل في عدم وقف إطلاق النار، ولذلك لم يتخذ هذا القرار في روما, لهذا السبب المعلن وليس سرا، اذا لا بد للبنان أن يقول كلمته وأن يقدم مشروعه وأن يتحدث عن الظلم الذي يلحق به، عن العدوان الذي يتعرض له وان يؤكد حقه في الوقت ذاته ويكون هذا التأكيد محصنا بموقف سياسي واضح نحن لا نخجل به ونستطيع أن نطل على أساسه على كل العالم في وسائل الاعلام وفي المحافل السياسية والدبلوماسية وفي كل المؤتمرات لنحشد أكبر وأوسع قدر ممكن من التعاون معنا، بدأنا نصعد درجة درجة وبشكل تدريجي نحقق الخطوات الايجابية، الموقف الدولي قبل اليوم لم يكن كذلك اليوم ثمة تفهم وتضامن واستعداد أكثر لمساعدة لبنان ودعمه يجب أن يشعر الذين يتضامنون معنا بأننا أصحاب رؤية واضحة وبأن لدينا مشروعا يمكن تبنيه ,هذا ما أقدمنا عليه ,الآن الآليات، الوصول الى القرارات ,لم ندخل بعد الى هذه المرحلة وبالتالي لماذا نستبق الأمور فلنترك كل القضايا الى أن تنضج وعندما يأتي أي موضوع سيناقش بطبيعة الحال في مجلس الوزراء ونقول الرأي المناسب بشأنه.

سئل: تبلغ اليوم مجلس الوزراء ان وزيرة الخارجية الاميركية كونداليزا رايس قطعت زيارتها وستعود الى المنطقة، هل لبنان متحضر لهذه الزيارة مرة أخرى خصوصا بعد هذا الموقف الذي صدر اليوم؟ أجاب: أعتقد ان موقف لبنان أقوى اليوم، أقوى بكثير سواء مع وزيرة الخارجية الاميركية أو مع أي وفد سيأتي أو مع أي مسعى سيطرح من قبل أي دولة من الدول أو أي مشروع سيقدم على طاولة مجلس الأمن.

سئل: ألا ترى ان الذي يحصل هو تأجيل للأزمة؟ أجاب: أبدا، الموقف الواضح اليوم بتبني خطاب دولة رئيس مجلس الوزراء ليس تأجيلا لأزمة بالعكس، هو الدخول الى عمق الحوار والنقاش والاتصال لمعالجة الأزمة الكبيرة التي يعيشها لبنان محصنين بهذا الموقف الموحد ومحصن رئيس الحكومة ايضا كما سبق وذكرت. أريد أن ألفت النظر الى مسألة, بعد أيام لا يعود ثمة قوات طوارىء دولية في الجنوب، سنواجه استحقاق التجديد للقوات على طاولة مجلس الأمن هذا أمر مهم جدا، كبير جدا، خطير جدا، حساس جدا بالنسبة الينا في ظل موازين القوى ودعم بعض الدول الكبرى الأساسية لاسرائيل، وبالتالي اذا لم نكن واضحين في كيفية مقاربة الأمور ومدركين لكل الظروف المحيطة بنا قد نخسر الكثير، لذلك أقول النقاش كان شاملا وتوقفنا عند كل النقاط بالتفاصيل وخرجنا باتفاق بالاجماع ,هذا ما يجب أن نركز عليه جميعا.

سئل: بالنسبة لمزراع شبعا هل يوافق حزب الله بالتخلي عن هذه الورقة وينزع سلاحه؟ أجاب: ماذا يريد حزب الله وهو يتحدث عن التحرير عندما نحرر هذه الأرض هو انجاز للمقاومة وللبنان ولكل اللبنانيين, هذا هو الهدف الأساس ولم نسمع كلاما غير ذلك من زملائنا واخواننا في حزب الله على طاولة مجلس الوزراء.

سئل: هل هم جاهزون لتسليم سلاحهم؟ أجاب: لم نسمع كلاما مخالفا لهذا الأمر، لم نسمع إلا كل الكلام المؤيد لهذه الخطوة الكبيرة الجبارة التي تم تحقيقها وانجازها بفعل مساعي وجهود وصبر وسعة صدر دولة رئيس مجلس الوزراء لأنه كان صاحب هذه الفكرة وهذا العمل.

سئل: هل أصبح موضوع مزارع شبعا بحكم المحقق؟ أجاب: الى حدود بعيدة أصبحت مسألة أساسية ضمن الحل الشامل للموضوع، طبعا ليس ثمة قرار حتى الآن ولكن أصبحت مسألة أساسية ملازمة وصدرت في هذا البيان الأخير في روما.

سئل: الأمين العام للأمم المتحدة أوصى التمديد للطوارىء لمدة شهر؟ أجاب: هذا يعني ان التمديد مؤقت اذا كان البحث سيجري عن صدور قرار جديد أو عن دور جديد لقوات الطوارىء الدولية نحن لماذا نستبق هذه الأمور فلنترك هذه المسألة الى حينها، ولكن الأهم ان الرؤية واضحة بالنسبة الينا نحن نعرف الى أين سنذهب في مواجهة هذه المسائل مدركين موازين القوى وبالتالي أهمية وحدة موقفنا الوطني.

ولدى مغادرته الجلسة سئل الرئيس السنيورة عن الصيغة التي تم التوصل اليها فقال: "حتى الآن لم يطرح أي أمر بالتفصيل وعندما يطرح الأمر ندرسه".

سئل: الى متى تستطيعون تأجيل الأزمة الداخلية؟ أجاب: الآن تحصل عملية تطوير لهذه الأفكار التي تؤدي لإيصالنا الى وقف لإطلاق النار إن شاء الله والى أن نتجنب كليا أي تكرار لمثل هذه الاعتداءات وأن تصبح الدولة لديها السيطرة الكاملة على كل الأراضي اللبنانية.

سئل:الوزير فنيش يقول ان أي قرار يتخذ خارج إجماع مجلس الوزراء هو قرار متفرد، هل تعتبر ان مواقفك بالأمس في روما مواقف متفردة؟ أجاب: أنا أعتقد ان مجلس الوزراء تبنى الخطاب بكل حرف وفاصلة فيه.

 

رميش قرية مسيحية تعج بالنازحين وتحمل اسرائيل وحزب الله مسؤولية تدهور اوضاعها 

أ ف ب - 2006 / 7 / 27

 تعج قرية رميش المسيحية في جنوب لبنان بالاف النازحين ويحمل اهاليها اسرائيل وحزب الله مسؤولية تدهور اوضاعهم المعيشية حتى انهم باتوا مهددين بانتشار الاوبئة بعد ان اصبحت البلدة معزولة عن العالم منذ بدء الهجوم الاسرائيلي. ويقول خليل الحاج رئيس بلدية رميش لوكالة فرانس برس "منذ 15 يوما لم يعد لدينا لا ماء ولا خبز ولا بنزين ولا ادوية". ورغم ان البلدة لم تتعرض لقصف اسرائيلي كثيف لم تنجح قوافل المساعدات الانسانية بالوصول اليها رغم ان عدد النازحين اليها بات يفوق بثلاثة اضعاف عدد سكانها. ويقول الحاج "الاسبوع الماضي قتل عندنا اربعة اشخاص فقط فيما قتل العشرات في القرى المجاورة". ويضيف وهو يشير بيده الى بركة مياه راكدة تتوسط منازل القرية "حاليا نحضر زجاجات حليب الاطفال بمياه هذه البركة".

واختار النازحون رميش بالذات لقناعتهم بانه لن يتم استهداف قرية مسيحية. وباتت طرقات القرية التي لا ارصفة فيها تعج بالنازحين من مختلف الاعمار. ويقدر عدد اللذين لجأوا الى رميش التي يقطنها ثمانية الاف نسمة بنحو 25 الف نازح توزعوا على منازلها ومدارسها . وتخشى سامية "ان يكون بعض الاطفال اصيبوا بالجرب", فهم لا يستحمون بسبب عدم توفر المياه. وتروي سامية التي اقام في منزل والدها مئة نازح من قرية عيتا الشعب المجاورة التي اصيبت باضرار بالغة ان "النازحين يتكدسون كسمك السردين في المنازل واقله 60 شخصا في بيت لا يضم سوى ثلاث غرف". ولا يتردد رئيس البلدية بالكلام عن احتمال انتشار الكوليرا اذا لم تتخذ اية اجراءات جديدة. ولا يوفر اهالي رميش, التي تبعد اقل من خمسة كيلومترات عن الحدود مع اسرائيل, كلماتهم القاسية بحق اسرائيل وبحق امين عام حزب الله السيد حسن نصر الله. وتقول امرأة عجوز ترفض الكشف عن هويتها بغضب "مرة جديدة دمرت اسرائيل لبنان".

وتضيف العجوز التي جاءت من قرية عين ابل المجاورة "لا يريد اليهود ان يتركونا بسلام. الا يكفيهم ما فعلوه بالفلسطينيين". وتقول اخرى "لم يعد امامنا الا اللجوء الى اسرائيل" وهي ترتعد خوفا من ان تتحول رميش الى ميدان مواجهة بين حزب الله والجيش الاسرائيلي الذي سيطر على بلدة مارون الراس فيما تستمر المعارك في بنت جبيل. ولا يتردد بعض اهالي رميش بالقاء اللوم على حزب الله وقائده حسن نصر الله "الذي ما كان عليه ابدا ان يختطف الجنديين" الاسرائيليين في 12 تموز/يوليو. لكنهم رغم تعبيرهم عن كرههم وغضبهم علنا لا يدلون باسمائهم خوفا. ويصرخ شاب بلغة فرنسية متقنة "لقد دمر لبنان من اجل احمق مجنون". ويضيف رافضا الكشف عن هويته "منذ ايام وانا ابكي. ما يجري لا يحتمله عقل". ويضيف زميله "من الافضل لنصر الله ان ينتحر اذا اراد ان يعيد للبنان بعض الكرامة " فهو يعتبر ان السياسة التي اتبعها امين عام حزب الله لم تسبب الا الدمار الكبير للبنان.

وتقول امرأة لا تعرف مصير والدها الذي خلفته تحت انقاض منزلهم في يارون "بينما نحن نموت هنا يشرب سمير القنطار الشاي" في اسرائيل. وسمير القنطار عميد الاسرى اللبنانيين في السجون الاسرائيلية معتقل منذ العام 1979 ويطالب حزب الله باطلاق سراحه. ولم تتمكن اي من شاحنات الصليب الاحمر الدولي المحملة بالضروريات من الوصول الى القرية. وقال لوكالة فرانس برس انطوان بيلر ممثل المنظمة الدولية الخميس "قد نقوم بمحاولة جديدة اليوم".

 

باريس تقترح على الامم المتحدة انشاء "منطقة عازلة" على الحدود 

 أ ف ب - 2006 / 7 / 27

 افادت مصادر دبلوماسية في باريس اليوم الخميس ان فرنسا قدمت الى شركائها في مجلس الامن "مذكرة" حول آلية "الخروج من الازمة" في النزاع في لبنان تتضمن تحديدا انشاء "منطقة عازلة" على الحدود الاسرائيلية-اللبنانية. وتفصل وثيقة من ثلاث صفحات صادرة عن وزارة الخارجية الفرنسية مشروعا كشف وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي خطوطه العريضة في روما الاربعاء, خلال المؤتمر الدولي حول لبنان. ويمكن لهذه المذكرة ان تشكل مسودة لمشروع قرار للامم المتحدة تنوي باريس اقتراحه في الايام المقبلة. واشار دوست بلازي الخميس الى احتمال انعقاد مجلس الامن على المستوى الوزاري مطلع الاسبوع المقبل. ويقترح النص سلسلة خطوات للحل, تبدأ "بوقف فوري" للمواجهات, وهو ما لا ترغب به حتى الساعة واشنطن, الحليف الرئيسي لاسرائيل.

كما تلحظ المذكرة الفرنسية بعد ذلك "فترة انتقالية" تستمر من عشرة الى خمسة عشر يوما تسمح بتبادل للمعتقلين عبر "طرف ثالث", ثم وضع اطار متكامل للحل يفتح الباب امام نشر قوة دولية في الجنوب اللبناني. وتقترح باريس, اذا تم التوصل الى اتفاق حول الامر, انشاء "منطقة عازلة على الحدود اللبنانية الاسرائيلية", يتم وضعها تحت السيطرة المشتركة للجيش اللبناني والقوة الدولية من الجهة اللبنانية, على ان يحظر وجود اسلحة ثقيلة فيها من الجهة الاسرائيلية". وتتضمن هذه الفكرة "تحديد منطقة يحظر فيه تحليق الطائرات العسكرية باستثناء الطائرات التابعة للقوة الدولية" وكذلك "جعلها خالية من الصواريخ ومن صواريخ حزب الله بجعلها تحت اشراف القوة الدولية". كما تنسحب اسرائيل من "مزارع شبعا" على الحدود اللبنانية والمتنازع عليها بين اسرائيل وسوريا وان توضع تحت سيطرة القوة الدولية.

اما مسألة تبادل الاسرى فيمكن ان يبدأ البحث فيها فور وقف العمليات العدائية. وتنوي فرنسا حتى ذلك الوقت "تسليم الاسرى الى طرف ثالث يحظى بثقة الطرفين وعلى ان يحتفظ بهم حتى انتهاء المفاوضات" حول حل سياسي لتسوية النزاع. وتقترح المذكرة ايضا "دبلوماسية مكوكية" برعاية الامين العام للامم المتحدة كوفي انان من اجل "التوصل الى اتفاق مبادىء بين الاطراف المعنية في هذا الامر ومن بينها حزب الله". وتطلب المذكرة ايضا ب"تطبيق كامل لقراري مجلس الامن الدولي حول لبنان 1595 و1680 الامر الذي يفترض تجريد جميع الميليشيات فعليا من اسلحتها في البلاد وخصوصا حزب الله.

 

باريس تقترح على الامم المتحدة انشاء "منطقة عازلة" على الحدود 

 أ ف ب - 2006 / 7 / 27  افادت مصادر دبلوماسية في باريس اليوم الخميس ان فرنسا قدمت الى شركائها في مجلس الامن "مذكرة" حول آلية "الخروج من الازمة" في النزاع في لبنان تتضمن تحديدا انشاء "منطقة عازلة" على الحدود الاسرائيلية-اللبنانية. وتفصل وثيقة من ثلاث صفحات صادرة عن وزارة الخارجية الفرنسية مشروعا كشف وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي خطوطه العريضة في روما الاربعاء, خلال المؤتمر الدولي حول لبنان. ويمكن لهذه المذكرة ان تشكل مسودة لمشروع قرار للامم المتحدة تنوي باريس اقتراحه في الايام المقبلة. واشار دوست بلازي الخميس الى احتمال انعقاد مجلس الامن على المستوى الوزاري مطلع الاسبوع المقبل. ويقترح النص سلسلة خطوات للحل, تبدأ "بوقف فوري" للمواجهات, وهو ما لا ترغب به حتى الساعة واشنطن, الحليف الرئيسي لاسرائيل.

كما تلحظ المذكرة الفرنسية بعد ذلك "فترة انتقالية" تستمر من عشرة الى خمسة عشر يوما تسمح بتبادل للمعتقلين عبر "طرف ثالث", ثم وضع اطار متكامل للحل يفتح الباب امام نشر قوة دولية في الجنوب اللبناني. وتقترح باريس, اذا تم التوصل الى اتفاق حول الامر, انشاء "منطقة عازلة على الحدود اللبنانية الاسرائيلية", يتم وضعها تحت السيطرة المشتركة للجيش اللبناني والقوة الدولية من الجهة اللبنانية, على ان يحظر وجود اسلحة ثقيلة فيها من الجهة الاسرائيلية". وتتضمن هذه الفكرة "تحديد منطقة يحظر فيه تحليق الطائرات العسكرية باستثناء الطائرات التابعة للقوة الدولية" وكذلك "جعلها خالية من الصواريخ ومن صواريخ حزب الله بجعلها تحت اشراف القوة الدولية". كما تنسحب اسرائيل من "مزارع شبعا" على الحدود اللبنانية والمتنازع عليها بين اسرائيل وسوريا وان توضع تحت سيطرة القوة الدولية.

اما مسألة تبادل الاسرى فيمكن ان يبدأ البحث فيها فور وقف العمليات العدائية. وتنوي فرنسا حتى ذلك الوقت "تسليم الاسرى الى طرف ثالث يحظى بثقة الطرفين وعلى ان يحتفظ بهم حتى انتهاء المفاوضات" حول حل سياسي لتسوية النزاع. وتقترح المذكرة ايضا "دبلوماسية مكوكية" برعاية الامين العام للامم المتحدة كوفي انان من اجل "التوصل الى اتفاق مبادىء بين الاطراف المعنية في هذا الامر ومن بينها حزب الله". وتطلب المذكرة ايضا ب"تطبيق كامل لقراري مجلس الامن الدولي حول لبنان 1595 و1680 الامر الذي يفترض تجريد جميع الميليشيات فعليا من اسلحتها في البلاد وخصوصا حزب الله.

 

الضاحية الجنوبية مدينة اشباح والدمار في كل مكان 

 أ ف ب - 2006 / 7 / 27

 بعد اكثر من اسبوعين على القصف الاسرائيلي المتواصل تحولت الضاحية الجنوبية من بيروت الى شوارع مليئة بالركام يصعب سلوكها, والى مدينة اشباح لا يتحرك فيها سوى بعض عناصر حزب الله. ولا يخرق الصمت المخيف في الضاحية سوى ضجيج دراجات نارية صغيرة يتجول عناصر حزب الله على متنها من حي الى حي, واحيانا هدير الطائرات الاسرائيلية الذي يوتر الاجواء. ولا تزال منطقة حارة حريك المعروفة ب"المربع الامني" مقفلة امام الزائرين مع ان جميع المراكز والهيئات التابعة لحزب الله التي كانت فيها قد سوتها القنابل الاسرائيلية الضخمة بالارض. وقال شاب من حزب الله مفتول العضلات وهو يقف على اطراف حارة حريك لمنع الاقتراب من المكان "ممنوع على اي كان دخول هذه المنطقة".

ثم اردف بلهجة مهذبة ولكن حازمة "الرجاء اخلاء المنطقة على الفور هناك طائرات من دون طيار تحلق في الاجواء والطيران الاسرائيلي لا يوفر احدا". ولا يتجول ناشطو حزب الله بالسلاح ولا باللباس العسكري في الضاحية الجنوبية. وما يميزهم هو اللحية فحسب, والطريقة الحازمة التي يخاطبون بها اي فضولي يتجرأ على دخول هذه المنطقة المعرضة كل لحظة للقصف.

وقد غادر سكان الضاحية الجنوبية بغالبيتهم الساحقة منازلهم وهم كانوا يعدون نحو نصف مليون قبل القصف. وباتوا موزعين على مدارس وحدائق العاصمة بيروت والمناطق الاخرى في ظروف حياتية صعبة. وتتعرض الضاحية الجنوبية لقصف جوي يومي بمختلف العيارات واحيانا بقنابل فراغية مدمرة لا تحدث دويا كبيرا, كما تستخدم احيانا اخرى قذائف البوارج من عرض البحر لدكها. وكلما اقترب المرء من قلب الضاحية الجنوبية اي من حارة حريك تبدو الشوارع وكانها تعرضت لزلزال مدمر. هناك ابنية كانت تتالف من اكثر من عشر طبقات تحولت الى تلة من الركام لا يتجاوز ارتفاعها العشرة امتار انزلقت الى وسط الشارع والدخان لا يزال يتصاعد منها. اما الابنية التي لا تزال منتصبة فهي مشرعة الابواب والنوافذ وبعضها متصدع بشكل قد لا يسمح بالسكن فيها مجددا. ولا تزال في بعض الشوارع اعلام المانيا والبرازيل وايطاليا وفرنسا تتدلى من على بعض الشرفات او فوق الشوارع بين الابنية, الا ان مدلولها ليس سياسيا على الاطلاق بل هو من بقايا حماس اللبنانيين المنقطع النظير لكرة القدم خلال المونديال السابق. وفي جادة هادي نصرالله التي تحمل اسم ابن الامين العام لحزب الله حسن نصرالله الذي قتل في مواجهة مع الاسرائيليين عام 1997 وكان في ال18 من العمر, تشاهد ابواب المحلات التجارية وهي منتفخة من عنف الانفجارات. شعار "قادمون" وهو اختصار لشعار "يا قدس نحن قادمون" يتوزع في كل مكان مع صور نصرالله والمرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية الايرانية آية الله علي خامنئي. احد سكان المنطقة حضر لتفقد منزله وبعد دقائق قليلة غادر مسرعا خوفا من القصف وهو يحمل بعض الثياب والاغراض له ولعائلته المهجرين في مكان اخر.

كما شوهد احد اصحاب الصيدليات وهو ينقل ادوية الى سيارته مستفيدا من هدنة صباحية قصيرة غالبا ما لا تطول. وشوهدت شاحنات تنقل حفارات لحفر الابار الارتوازية وقد خبئت داخل احد الانفاق خوفا من تعرضها للقصف, خصوصا ان الطيران الاسرائيلي سبق وقصف شاحنة مماثلة في ضاحية بيروت الشمالية وفي قلب حي الاشرفية المسيحي بعد ان ظن على ما يبدو انها راجمات صواريخ. وفي برج البراجنة شوهد رجلان وهما يحتسيان القهوة امام محل سمانة صغير, وكانا مظهر الحياة الوحيد في منطقتهما. وقال زين السباعي "انا لن اغادر قريتي" في اشارة الى ما كانت عليه منطقة برج البراجنة قبل ان تزدحم بالسكان النازحين من الجنوب والبقاع سعيا وراء لقمة العيش في بيروت.

واضاف هذا العجوز العنيد "حتى عام 1982 عندما اجتاح الاسرائيليون العاصمة ووصلوا الى هنا لم اغادر. ان القصف اليوم اعنف بكثير. في الماضي كنا نختبئ في الملاجىء اما اليوم فان القصف يدمر الابنية على رؤوس اصحابها وقد يدفنهم احياء في حال كانوا في الملاجىء". بلال حسن يرفض اغلاق محل السمانة الذي يملكه ويقول "ان سكان مخيم برج البراجنة الفلسطينيين لا يزالون يشترون مني". وقد خرج الفلسطيني حسام عرار من المخيم ليبتاع حاجيات من محل بلال حسن وهو ينوي توزيعها على نحو ثمانين عائلة لبنانية هجرت منازلها. وقال "نحن نواجه عدوا واحدا لقد استقبلنا اللبنانيون منذ طردنا الاسرائيليون من بيوتنا عام 1948. اليوم نحن نرد لهم الجميل". واضاف "انا من ترشيحا قرب حيفا ولكم كنت مسرورا عندما سمعت ان حزب الله يقصف معالوت بالصواريخ, لان معالوت ليست سوى ارض صادرها الاسرائيليون من ترشيحا وبنوا عليها قرية بعد ان احتلوا بيوتنا".

 

اسرائيل تؤكد الحاق خسائر استراتيجية بحزب الله

 أ ف ب - 2006 / 7 / 27

 اكد مسؤولون سياسيون وعسكريون اسرائيليون اليوم الخميس ان اسرائيل كبدت حزب الله الشيعي اللبناني "خسائر استراتيجية فادحة", ولن تسمح بان يستعيد قدراته العسكرية ولا بان يكون موجودا على الحدود. وقال رئيس الاركان الاسرائيلي دان حالوتس في مؤتمر صحافي مع وزير الدفاع عمير بيريتس "اعتقد ان الخسائر التي مني بها حزب الله على المستوى الاستراتيجي خسائر فادحة", مضيفا ان "مئات" من مقاتليه "تمت اصابتهم". واقر حالوتس بان "حزب الله لا يزال قادرا على اطلاق صواريخ على اسرائيل, لكننا سنواصل تحركنا" لمنعه من ذلك. واضاف "ليس لدينا النية في قتل كل عناصر حزب الله. وسبق ان قلنا هذا.

وعليهم التوصل الى ادراك ان هناك سبلا اخرى لتسوية المشاكل غير الارهاب". واعلن حزب الله مقتل ثلاثين من مقاتليه فيما قالت حركة امل ان ستة من عناصرها قتلوا منذ بداية الهجوم الاسرائيلي على لبنان في 12 تموز/يوليو. ومن جهته, اكد بيريتس ان حزب الله "لن يعود كما كان" في الماضي ووعد "بتطهير" جنوب لبنان. وقال "نحن في قلب حرب (...) سوف نرفض ان يرتفع علم حزب الله مجددا قبالة حدودنا الشمالية", مضيفا ان "حزب الله لن يعود كما كان" في اشارة الى محاولة الدولة العبرية القضاء على قدراته العسكرية. وتابع بيريتس "هدفنا هو ان يتم تطهير القطاع الذي كان يوجد فيه وان لا يعود اليه", لافتا الى ان "الامر قد يستغرق وقتا وقد يتطلب مزيدا من القوة, ونحن نملك العنصرين".

وجاءت تصريحات بيريتس وحالوتس غداة اكثر المعارك عنفا بين الجيش الاسرائيلي وحزب الله في بنت جبيل ومارون الراس والتي قتل فيها تسعة جنود اسرائيليين, في خسارة هي الاكبر منذ بدء الهجوم على لبنان. وكرر وزير الدفاع الاسرائيلي ان اسرائيل لا تنوي توجيه ضربة الى سوريا التي تدعم وايران التنظيم الشيعي, وقال "لسنا في وارد فتح جبهة مع سوريا, لكننا نامل الا يدفعنا حزب الله الى ذلك". واظهر حالوتس تحفظا حيال اعلان وزارة الامن الاسرائيلية في وقت سابق انها استدعت مزيدا من وحدات الاحتياط "لتعزيز الامكانات العسكرية والقدرات على مواجهة حزب الله على جبهة لبنان وفي غزة". وقال "لم نطلب استدعاء الاحتياط لكننا طلبنا فقط جعله في وضع يمكننا من استدعائه وحتى الان تم ابلاغ القادة فقط (...) والمقصود ثلاث فرق".

 

 

النائب نقولا: من يفكر ان "حزب الله" سيخسر المعركة واهم لانه يمثل شعبا البيان الوزاري كان واضحا لجهة المقاومة وحقها في استرداد الأسرى والارض

وطنية - 28/7/2006 (سياسة) اعتبرعضو كتلة التغيير والاصلاح النائب الدكتور نبيل نقولا، في حديث صحافي، "ان ما يجري على الساحة اللبنانية هو ابعد من شرق اوسط جديد، لتركيب او اعادة ترتيب المنطقة، وتساءل كيف "يمكن خلق هذا المنطق تحت القنابل والقصف وقتل المدنيين الابرياء والاطفال"، مشيرا الى "ان هذه الحرب هي حرب ابادة".

ورأى "ان سكوت العالم عما يجري في لبنان ربما كان لاركاع "حزب الله" ورفع الراية البيضاء، فماذا سيخسر بعد كل هذا الدمار حين يقال لهم ارموا اسلحتكم ومن ثم فاوضوا، من المؤكد انهم لن يفعلوا ذلك، انما سيفضلون الحرب والاستشهاد في سبيل الوطن، واذا كان يفكر البعض ان "حزب الله" سيخسر في هذه العملية العسكرية فهو واهم لانه يمثل شعبا وليس افرادا، وان اي محاولة الغاء لاي طائفة من الطوائف قد تؤدي الى حرب اهلية داخلية تؤدي الى تفكك لبنان".

وأشار الى "ان البيان الوزاري للحكومة كان واضحا لجهة المقاومة وحقها في استرداد الاسرى والارض، وهنا لا بد من طرح السؤال حيال تنصل الحكومة مما وافقت عليه هي فعليا، وهل هناك من املاءات دخل فيها بعض اللبنانيين عن علم او من دون دراية". وقال: "اننا لسنا في وضع فتح الحسابات او الدخول في مهاترات، ولكن الوضع الانساني يحتم علينا التضامن ومؤازرة بعضنا البعض، وليس التفكك التي تعول عليه اسرائيل يحربها على لبنان، وهنا انا عاتب على الحكومة اللبنانية لانها لم تصدر بيانا ينفي ماقالته وزيرة خارجية اسرائيل تسيبي ليفني حول مساعدة اسرائيل للدولة اللبنانية على تفنيذ القرار 1559".

وقال انه كان يفضل لو "ان الذي التقوا وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس على مائدة الغداء في السفارة الاميركية في عوكر ان يلتقوا بها وهم عازمون على ايصال الصورة التي يعيشها لبنان في ظل الخراب والدمار الكبيرين ويعاني منها اطفال لبنان جراء الاعتداءات الاسرائيلية لتقديمها الى حكومتها وايقاف الالة الحربية".

ورأى "ان مؤتمر روما فشل واعطى صورة ما كان متوقعا اذا اعتمد الجميع على خرق اسرائيلي معين للدخول في مفاوضات مع "حزب الله" على اساس انتحاره وهو ما لم يحصل فلماذا لم تتوجه الحكومة خلال فترة حكمها الى المجتمع الدولي والامم المتحدة وطالبت بالارض والاسرى اللبنانيين الموجودين لدى اسرائيل".

ورأى "ان ما يحكى عن خرق "حزب الله" للخط الازرق يقابله خروقات اسرائيلية كثيرة لا تعد ولا تحصى للاجواء اللبنانية، فالذي حصل يتخطى بكثير اسر الجنديين لنية ما، وهو قد يكون ما تحدثت عنه رايس او ابعد من ذلك، وما يروى عن قوة دولية يجب ان يكون على طرفي الحدود من الجانبين اللبناني والاسرائيلي وليس ادخال قوة للقضاء على "حزب الله" الذي لم ولن يسقط شعبيا، وكلما ازدادت الالة الحربية الاسرائيلية تدميرا في لبنان كلما ازداد "حزب الله" قوة محليا وعربيا، وما اعتبره شمعون بيريز من ان مسألة الحرب على لبنان هي مسالة حياة او موت، هو كلام خطير جدا له انعكاسات وتداعيات خطيرة على دول عربية عدة، وهنا اسأل الذين يطالبون بالعودة الى اتفاق الهدنة مع اسرائيل عام 1949، الم تكن مزارع شبعا تحت سيطرة الدولة اللبنانية انذاك وحتى الستينات، اليس من المفروض اعادة المزارع للعودة الى اتفاق الهدنة؟ لماذا التلهي بامور لا علاقة لها فعليا بما يحصل؟".

 

التيار الوطني": "السياسة الكويتية" تختلق شائعات لخلق الفتنة
وطنية - 28/7/2006 (سياسة) أصدر "التيار الوطني الحر" البيان التالي: "دأبت صحيفة السياسة الكويتية، ومن وراءها من جهات سياسية لبنانية معروفة، على اختلاق الاخبار الكاذبة وابتكار الشائعات الهادفة الى ضرب روح التضامن التي تجلت في احتضان اهالي المناطق المسيحية لاخوانهم النازحين من المناطق التي يستهدفها العدوان الاسرائيلي. وفي جديد مسلسل أكاذيبها، وبهدف التحريض وزرع الشكوك ومحاولة خلق فتنة بين ابناء الوطن الواحد، لاضعاف الجبهة الداخلية، زعمت أن "حزب الله" يقوم بتهريب صواريخ الى المناطق المسيحية، وان عشرات المقاتلين المسلحين من "حزب الله" اخترقوا وادي شحرور وبليبل في المتن ومناطق اخرى بستهيل من جهات، بينها من زعمت انهم مؤيدون للعماد عون داخل الجيش. ان "التيار الوطني الحر" لا يجد نفسه في وارد الرد على الصحيفة المذكورة ومن اسمته مندوبها في لندن حميد غريافي, كون الجميع يعرف أن لا صدقية لها وللجهات السياسية الداخلية والخارجية التي ترتبط بها. كما ان الجميع يعلم، وفي مقدمهم اهالي وادي شحرور وبليبل والمنصورية وكسروان, كذب ادعاءاتها وشائعاتها التخريبية التي تخدم أسيادها العاملين على قيام فتن طائفية ومذهبية في لبنان خدمة للمخططات التآمرية الساعية الى ضرب الوحدة الوطنية الداخلية في مواجهة العدوان الاسرائيلي على لبنان".

 

واشنطن تعيد جدولة الدور الوظيفي لإسرائيل رغم ممانعة تل أبيب

 لبنان ضحية مشاريع السوق الشرق أوسطية اقتصاديا... والأوسط الكبير سياسيا

بقلم - دبي الحربي: السياسة 29/7/2006

ان الهجمة الاسرائيلية الشرسة على لبنان وقبلها احتلال غزة وتعطيل اي مشروع حقيقي للسلام يندرج في اعادة ترتيب المصالح الأميركية في المنطقة واقناع الانظمة العربية الحليفة لاميركا بعدم امكانية ضمان استمرارها الا بوجود الذراع الضاربة الاسرائيلية »عسكرياً وسياسياً واقتصادياً« وأي تطور ديمقراطي حقيقي في المنطقة لن يكون في صالح واشنطن فالولايات المتحدة لاتريد انظمة ديمقراطية حقيقية بل ما يمكن ان يسمى »الديمقراطيات الشمولية« المتمثل بالنموذج الأميركي فالنظام في الولايات المتحدة لا يمكن تسميته بنظام تعددي ديمقراطي بل نظام شمولي يتمثل في الهيمنة الرأسمالية المطلقة وهيمنة الشركات الكبرى العابرة للقارات على القرار السياسي والاقتصادي فالحزبان الديمقراطي والجمهوري اللذان يتبادلان السلطة في الولايات المتحدة هما وجهان لعملة واحدة ولا خلاف حقيقياً وفكرياً بينهما فتجد التصويت في كثير من القضايا خاصة الدولية منها يصل الى اجماع بعكس الحال في اوروبا ذات الديمقراطية المتجذرة انسانيا وفكريا ولا يمكن للولايات المتحدة ان تسمح بنظام تعددي حقيقي او التبادل السلمي للسلطة في المنطقة يخالف او لا يتماشى مع مصالحها او نموذجها الرأسمالي وهي بذلك تعطل اي تحول ديمقراطي حقيقي اقليمياً او دوليا وهذا الامر تعكسه سياستها الخارجية ودورها المعوق للامم المتحدة ومنظماتها الانسانية والاقتصادية في بناء النظام العالمي الجديد الذي يطمح دعاة السلام في العالم ان يكون نموذجا مكبراً للاتحاد الاوروبي من حيث التعددية والشفافية واحترام الدور الوظيفي للدولة في مجال الضمانات الاجتماعية والاقتصادية والحقوق السياسية للافراد والجماعات حتى بتنا نسمع ان واشنطن تعرقل انبثاق نظام عالمي جديد سياسيا واقتصاديا, من خلال ممارساتها المستمرة والمعوقة لجهود منظمة التجارة العالمية واساليبها بهذا الاتجاه واضحة لاي متابع.. وكذلك اعاقة دور الامم المتحدة ومجلس الامن في الحفاظ على الامن والسلم الدوليين.

وبالتالي لا يمكن لنا ان نتصور حلاً شاملاً وعادلاً في المنطقة على الرغم من كل التصريحات المعلنة اميركيا عن حلول شاملة وكل ما يجري الان هو فرض ما تراه هي لاسرائيل لا ما يرغب به الاسرائيليون انفسهم بل الابقاء على الاوضاع متفجرة وفرض حلول غير عادلة لن تعمر طويلا.. والحديث عن حل شامل للغزو الاسرائيلي للبنان ما هو الا فخ للاستمرار في تدمير وانهاك لبنان وتدميره اقتصاديا ونموذجا ديمقراطيا في المنطقة والايغال في اعادة فرض الديمقراطية الطائفية على بنيته السياسية والحد من اي توجه لإيجاد نموذج ديمقراطي علماني.

والخارطة للجغرافيا السياسية في الشرق الاوسط الكبير والمسماة »خارطة الدم« التي كشفت عنها جريدة »السياسة« يوم الاربعاء 26/7/2006 تندرج تحت هذا الهوس الاميركي من التفكير الذي يحاول بسذاجة تكرار المخطط الاستعماري البريطاني والى حد ما الفرنسي في رسم الخارطة السياسية في الشرق الاوسط بعد الحرب العالمية الاولى والثانية, والتي استمرت تؤتي أوكلها حتى الآن فهناك رغبة اميركية جامحة لإعادة جدولة الاستعمار القديم ولكن بأسلوب اميركي شعاره حضاري وباطنه محمل بإفرازات عقلية »الكابوي« والمنطق اللاهوتي ومفاهيم المسيحية المتصهينة والمحافظون الجدد.

ولو تدرجنا بمتابعة الأحداث خلال العقد الأخير من القرن الماضي وبدايات القرن الجاري لاكتشفنا ذلك عربيا, والضحية هي لبنان وفلسطين بشكل مستمر, والآن الاحتلال الاميركي المباشر للعراق الذي بات يشجع واشنطن والادارة الاميركية الحالية ويسيل لعابها لتطبيق سيناريوهاتها وخياراتها البديلة والمعدة مسبقاً عند الحاجة.

أوسلو والسوق الشرق أوسطية:

كانت التوقعات السابقة قد رجحت بأن تصمد اتفاقيات أوسلو ومسيرة السلام الاسرائيلي الفلسطيني امام ما يمكن ان يسببه المتطرفون من الجانبين العربي والاسرائيلي من موجات عنف متبادل, وأن ذلك لن يهدد بشكل جدي مسيرة التسوية.. الا ان »الراعي« الاميركي بدل ان يدعم هذه المسيرة كان يتحين الفرصة للانقلاب عليه, فواشنطن كانت تخفي وجهها القبيح وراء التطرف الاسرائيلي وهي من تحركه كلما كانت لها مصلحة بذلك.

وكانت الادارات الاميركية المتعاقبة تظهر لدعاة السلام من العرب والاسرائيليين عكس ما تبطن, وما تفعله وراء الكواليس, هو عرقلة اي تسوية معقولة ومقبولة, فالولايات المتحدة كانت تريد من السلام في الشرق الاوسط فرض هيمنتها الاقتصادية على المنطقة, من خلال الدور والذراع الاسرائيلي فيما أسمته »السوق الشرق أوسطية« وبأن تكون اسرائيل حليفها الستراتيجي مركز هذه السوق الشرق أوسطية.

آولاً: لضمان مصالحها الستراتيجية.

ثانياً: التخلص من عبء التمويل الاسرائيلي ورمي عبء ذلك على العرب والأوروبيين.. وإلا فلا سلام في المنطقة.

عناقيد الغضب وإعادة جدولة دور إسرائيل:

وهكذا عندما فشلت في فرض رؤيتها على العرب والأوروبيين, لجأت واشنطن الى إبطاء عملية التسوية وتسخين الساحة اللبنانية, اذ ان الرؤيا العربية الأوروبية لمشروع السوق الشرق أوسطية, ترى ان اسرائيل يجب ان تكون شريكاً لا قائداً لهذه السوق أو وكيلاً مفوضاً لخدمة المصالح الاميركية قبل كل شيء, وهكذا لم تكتف واشنطن بتجميد مساهمتها للدفع في اتجاه تسريع مساعي التسوية الشاملة للنزاع العربي الاسرائيل, بل وضعت امامها العراقيل تمهيداً لإعادة توظيف وتأهيل اسرائيل مجدداً للعب دورها المرسوم لها منذ إنشائها كقاعدة عسكرية, وذلك لخدمة مصالح واشنطن السراتيجية الجديدة بعيداً عن أوروبا الغربية, بل ولمواجهة التحدي الأوروبي الجديد متمثلاً بالوحدة الأوروبية, وتجلى ذلك في الهجمة الاسرائيلية على لبنان وتدمير بنيته الاساسية عندما ظهر كبديل أوروبي لإسرائيل في السوق الشرق أوسطية, وتم تدمير كل ما بني في فترة وعود السلام منذ عام ,1991 وذلك فيما سمي »بعناقيد الغضب« عام 1996 وكذلك عام .2000 وزاد من أهمية إعادة جدولة الدور الوظيفي لإسرائيل ما اعقب احداث 11 سبتمبر 2001م, حيث كانت واشنطن تستخدم الأصولية في الماضي كاحتياطي ستراتيجي لها في المنطقة ضد القوى الديمقراطية الا ان السحر انقلب على الساحر كما يقال, فقد أفقد ضرب رموز الهيمنة الاميركية اقتصاديا وعسكريا في برجي التجارة والبنتاغون الادارة الاميركية صوابها, وشرعت في التسريع في مخططاتها المعدة سلفاً. وبالرغم من التواجد الاميركي المباشر في افغانستان الآن, الا ان افغانستان لا يمكن لها ان تقدم الخدمات المثلى للمصالح الاميركية دون اضعاف المنطقة وإشغالها في دوامة الصراعات, ومنها بالطبع المنطقة العربية التي ادخلت مجددا الى دوامة الصراع في العراق ومع الكيان الاسرائيلي وبالتالي احكام ربط الانظمة العربية مجدداً في العجلة الاميركية والكيان الاسرائيلي واعادة جدولة الاستعمار الجديد التي كانت اسرائيل وغيرها من القواعد الاميركية نقاط الارتكاز لذلك الاستعمار المتجدد ومن هنا كان اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق فرصة لا تعوض لاعادة ترتيب الوضع في لبنان فكانت حادثة الاغتيال قميص عثمان, ولكن بقماش اميركي هذه المرة وضد دمشق لا لصالح معاوية الجديد.

ولو عدنا بذاكرتنا التاريخية لتأكد لنا ان المشروع الصهيوني ما هو الا فكرة وصناعة من قبل الدول الاستعمارية الرئيسية في القرنين الماضيين اي بريطانيا وفرنسا, وان اوكلت المهمة لاشخاص من الطائفة اليهودية تحت الرعاية البريطانية المباشرة والاسناد الفرنسي ثم الرعاية الاميركية المباشرة للمشروع الصهيوني وتجييره لخدمة اهدافها في المنطقة والعالم واعادة جدول الدور الوظيفي لاسرائيل كما دعت الحاجة الى ذلك.

العرب والهرولة للحلول الجاهزة:

ما جرى وما يجري في الاراضي الفلسطينية المحتلة اليوم, كان متوقعاً لنا كمراقبين وطالبنا ان يحتاط العرب جيداً للقادم من الامور فالكيان الاسرائيلي هو واحد من ابرز مبتكرات العقل الاستعماري الغربي, وهو ليس قائما لذاته وانما لاهداف اخرى مرتبطة بمصالح الامبريالية العالمية, خصوصاً وان ما تحقق في اوسلو في جانب من جوانبه يعتبر انجازاً مهماً للمفاوض الفلسطيني, اذ تمكن خلاله من ابراز الهوية الفلسطينية المستقلة في مسارات التسوية السلمية للصراع العربي الاسرائيلي, التي انطلقت من مدريد في اكتوبر ,1991 في اعقاب المؤتمر الدولي للتسوية في الشرق الاوسط. ولم نستبعد ان ينقلب الصهاينة على هذا الانجاز الفلسطيني الستراتيجي, عندما يكتشفون انهم وقعوا في الفخ الذي نصبه لهم المفاوض العربي الفلسطيني, فأقصى ما كان يتمناه الفلسطينيون في تلك الفترة الحرجة من تاريخهم هو فرض انفسهم كمسار رئيس مستقل في مسارات التسوية ووضع ارجلهم في ارض فلسطين مجدداً, بعد ان حوصروا وطوردوا عربياً, على مدار العقود الاربعة الماضية, وفي جميع العواصم والدول العربية التي تواجدوا بها كانت الذراع الاسرائيلية تصل لهم بشكل مباشر او بواسطة الاخرين, فالفلسطينيون يهدفون من الاتفاق التواجد في ارضهم وان وجودهم السياسي والاداري داخل فلسطين سيدخلهم الى مرحلة جديدة ومهمة من الصراع المباشر مع الكيان الاسرائيلي, بما يحول الصراع الى صراع ارادة وبقاء بين مشروع فلسطيني اصيل ومتجذر في التراب الفلسطيني, ومشروع صهيوني هجين ومخلوق خصوصاً بعد ان خرجت مصر من حسابات الحرب في اتفاقات كامب ديفيد الشهيرة وقيام رئيس اكبر دولة عربية بالاعتراف وزيارة اسرائيل عام 1978 والشرخ الذي سببه الغزو العراقي للكويت عام 1990 في النظام العربي مما ادى الى فرض الهيمنة الاميركية الكاملة على القرار العربي.. وتراجع احتمالات اي تدخل عسكري عربي لنصرة الحق الفلسطيني.

وكان الفلسطينيون قد نجحوا في مفاوضاتهم السرية في العاصمة النرويجية »اوسلو« في لعب لعبتهم بشكل صحيح وبجدارة في ظل محدودية اوراقهم التفاوضية, خصوصاً وانها تمت بعيداً عن الضغوط الخارجية والصيحات والاثارة الاعلامية, وضجيج التحليلات السياسية اذ حرص كلا الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي على اضفاء السرية التامة على مفاوضات اوسلو حتى انجزت وكان الهدف الفلسطيني يتلخص بان نقل منظمتهم الى فلسطين المحتلة على الرغم من كل المخاطر افضل من بقائهم تحت رحمة دول اخرى وان كانت عربية تتآمر عليهم وتحد من تحركاتهم وتعمل على ضربهم كما حصل في الاردن عام 1970 م وكذلك في لبنان طوال فترة الحرب الاهلية ... الخ واحس الفلسطينيون استغلال خشية اسرائيل مع تراجع دورها بعد انهيار الكتلة الشرقية وتفكيك حلف وارسو. ويعتبر اتفاق اوسلو »غزة- اريحا اولاً« محصلة للاوضاع القائمة على الارض فعلياً الا انه سيمكن الفلسطينيين من تشكيل سلطتهم الانتقالية »سلطة حكم ذاتي معترف بها اسرائيلياً ودولياً« لمدة خمس سنوات على أن تؤدي بعد ذلك إلى تسوية نهائية مبنية علي قراري مجلس الأمن رقمي »242« و»338«.

وبالرغم مما أثاره اتفاق »غزة - أريحا أولاً« من جدل وخلاف اختلط فيهما الجانب الديني والحقوق التاريخية بالجانب البرغماتي, إلا أن ذلك لم يمنع من أن يتوج ذلك الاتفاق باعتراف متبادل بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني, نقل وثائقه وزير الخارجية النرويجي يوهان يورغن بين تونس وتل أبيب في 12 سبتبمر .1993

وكانت تداعيات تلك الاتفاقات قد أدت إلى إلغاء شعار تحرير فلسطين »من البحر إلى النهر« من ميثاق منظمة التحرير الفلسطينية ومن مجمل الخطاب الرسمي العربي, بينما بقي شعار »أرضك يا إسرائيل من الفرات إلى النيل« هو الشعار الأبرز في الكنيست (البرلمان الإسرائيلي), كما يعبر عنه الخطان المتوازيان المحيطان بالنجمة السداسية في العلم الإسرائيلي, وكذلك لم تعلن »تل أبيب« تبرؤها من بروتوكولات »بني صهيون« أو تضع لها دستوراً بديلاً وتعلن عن حدود لها, في الوقت نفسه نجح الصهاينة بدعم من واشنطن ولندن وتراخ عربي ودولي في إلغاء قرار الأمم المتحدة باعتبار الصهاينة شكلاً من أشكال العنصرية.

وكان اختيار الفلسطينيين لشعار »غزة - أريحا أولاً« لتسمية هذا الاتفاق خطوة ذكية لأنه يربط الضفة الغربية بقطاع غزة... ويحد أو يقضي على احتمالات العودة إلى مشروع الحل الأردني بضم الضفة الغربية إلى الأردن... وإبقاء غزة للإدارة المصرية ومن ناحية أخرى يربط المشرق العربي بالمغرب العربي... إضافة لما تمثله مدينة »أريحا« من عمق تاريخي... يؤكد على عروبة فلسطين على مر التاريخ... ويشكل بديلاً ومرجعاً عملياً ومقبولاً لشعارهم التاريخي... ولكن العرب بقوا متفرجين على ما يحققه الصهاينة من استغلال للاتفاق. ولم يقدموا إسناداً يذكر للتكتيك الفلسطيني بل التفوا عليه وغلب عليهم هوس التطبيع مع إسرائيل.

على ضوء ما تقدم توقع معظم المراقبين بأن يصمد الاتفاق الذي حظي بتأييد عربي ودولي أمام ما يمكن أن يسببه المتطرفون من الجانبين من موجات عنف متبادل وقيل إن ذلك لن يهدد بشكل جدي مسيرة التسوية, وذلك على ضوء الملامح الأولية للنظام العالمي الجديد والتركيز على الوقائع لا الشعارات, والأساطير اللاهوتية... على اعتبار أن الدور الوظيفي من إقامة الكيان الإسرائيلي في الأراضي العربية وفي قلب الأمة العربية قد تراجع نسبياً خصوصاً بعد تفكك الاتحاد السوفياتي وكتلته الأوروبية... وأن إسرائيل أصبحت واقعاً لا مجال إلا القبول بوجودها واستيعابها في المنطقة في إطار من الثقة المتبادلة.

هواجس وتناقضات:

وكانت اتفاقيات أوسلو قد نبعت أساساً من إدراك كل من الإسرائيليين والفلسطينيين الذين أنهكهما التصادم المستمر منذ أكثر من 50 عاماً بأن المشروعين الإسرائيلي والفلسطيني بصيغتهما السابقة قد فقد كلاً منهما جزءاً كبيراً من معطيات بقائه واحتمالات تحققه بانتهاء الحرب الباردة وتراجع الأيديولوجيا كمحرك للأحداث وظهور نوع من الواقعية في السياسة الدولية تغلب الحلول الوسط وتعطي هامشاً معقولاً للشرعية الدولية والوقائع على الأرض.

بالرغم من كل ما تقدم, ألا أن حقيقة الأمر تشير إلى أن التقاطع البرغماتي بين المشروعين الفلسطيني والإسرائيلي ومنطق التعايش الذي ساد بين الفلسطينيين والإسرائيليين طوال السنوات العشر الماضية, كان يخفي وراءه جملة من التناقضات, حيث يرى أنصار الاتفاق بين الفلسطينين والعرب أن الزمن يعمل لصالحهم وأن بإمكانهم إقناع المعارضين لاتفاقيات أوسلو وما تلاها على أرضية أن في مقدورهم لاحقاً انتزاع كامل حقوقهم في فلسطين, لأن إسرائيل ما هي إلا جزء من مخلفات الحقبة الاستعمارية والحرب الباردة التي سيجري تفكيكها.

ولانشك أن دعاة السلام الإسرائيليين أو معظمهم مدركون لهذه النظرة العربية واحتمالات تحققها إلا أنهم سئموا من استغلالهم من قبل الغرب الاستعماري والولايات المتحدة الاميركية على وجه الخصوص وذلك من خلال وضعهم في مواجهة دائمة مع العرب يجري تسخينها عند الحاجة لخدمة مصالح الغرب بعيدا عن اهدافهم الخاصة ورأوا باتفاقات اوسلو الخطرة المضمونة لبقاء اسرائيل اذ ان هذا البقاء يعتمد على انسجامها مع محيطها, وان انتزاع عدد من الالتزامات والاتفاقات الدولية مقابل بعض التنازلات عما بحوزتها من اراض فلسطينية وعربية امر مهم لضمان بقاء اسرائيل, اذ ان التخلي عن مثل هذه الالتزامات والاتفاقات في عصرنا الحالي بات امرا صعبا ان لم يكن مستحيلا وفي الوقت نفسه رأى المتطرفون الصهاينة ان الاتفاق يمكنهم من وضع يدهم على منظمة التحرير الفلسطينية والقرار الفلسطيني واتخاذ الاتفاقات وسيلة للتسلل والتغلغل اقتصاديا الى الدول العربية واقامة علاقات ديبلوماسية وتجارية معها دون ان يقدموا شيئا يذكر في النهاية وتحويل الصراع الى قضية اسرائيلية داخلية.

سقوط الحل الاردني

واذا كان من فائدة لاتفاقات اوسلو الان فانها اكدت عالميا على ان القضية الفلسطينية هي قضية شعب محتلة ارضه وليست نزاعا عربيا اسرائيليا ¯ بعموميته (او ازمة شرق اوسطية) وابرزتها كهوية شعب الى القائمة الاولى للاخبار في وسائل الاعلام الغربية التي كانت تتجاهل ذلك في السابق واظهرت في الجانب الاخر اسرائيل على حقيتها ككيان استيطاني وعنصري مزروع في عمق الخارطة العربية وان وجوده لا يختلف عن النظام العنصري في جنوب افريقيا وتجلى ذلك في القرار العنصري الاخير بمنع بيع المساكن والاراضي لغير اليهود الصهاينة في الاراضي المحتلة حتى عام .1948

وكان الفلسطينيون قد ركبوا قطار تسوية النزاع العربي الاسرائيلي الذي انطلق من مدريد (مؤتمر مدريد للسلام في الشرق الاوسط) في اكتوبر عام ,1991 من دون هوية فلسطينية ولا شرعية مستقلة لانه الوحيد الذي كان ينتظرهم في المحطة وركبوا تحت مظلة المسار الاردني بعد ان لحس العرب اعترافاتهم بأي هوية مستقلة للفلسطينيين استجابة للمطالب الاميركية والاسرائيلية كما لحسوا اعترافهم ايضا بالدولة الفلسطينية التي اعلنها الفلسطينيون في الجزائر عام 988م.

ومن هنا نرى ان الفلسطينيين رغم ما يتعرضون له اليوم من هجمة شرسة نجحوا في فرض انفسهم ودولتهم على اي حلول مستقبلية وتجاوزوا قطار مدريد عربيا واميركيا.

اعادة خلط الاوراق

واذا كانت اتفاقات اوسلو او (غزة ¯ اريحا اولا) وما تلاها من اتفاقات قد ساهمت في عودة القضية الفلسطينية كهوية شعب الى القائمة الاولى في الاخبار فان انتفاضتهم الاخيرة اثارت فلسطين مرة اخرى كقضية عربية بكل تداعياتها التاريخية والوجدانية واعادتها الى الضمير العربي والعالمي.

ان واشنطن وحكومة ارييل شارون قد اوجدا للكيان الصهيوني ادوارا جديدة في حرب واشنطن ضد ما تسميه بالارهاب وتغلغلها في اسيا الوسطى وكذلك في حربها الاقتصادية ضد الاتحاد الاوروبي الوليد والطموحات العربية في اقامة سوق عربية مشتركة مما اعاد الامور الى مرحلة الصفر بمحاصرة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ثم اغتياله ثم التصلب مع البديل الطبيعي للحقبة العرفاتية فلسطينيا وهو حركة المقاومة الاسلامية حماس بدلا من استيعابها ولاعطاء مسوغات لتستطيع اسرائيل القيام بوظيفتها كما ينبغي بما يوفر لها الغطاء السياسي اميركيا واوروبيا وهذا ما يتكرر في لبنان اليوم الا ان الاسناد العربي والدولي بدا اقل جدية مما سبق الامر الذي قد يدعم الافكار الاميركية والاسرائيلية الجديدة وتراجع الحلم العربي الذي كان يهدف الى تقاسم الحلم اليهودي والحلم العربي وقسمة فلسطين وان كانت قسمة غير عادلة بين المشروعين الاسرائيلي والفلسطيني وبات الحلم اليهودي باللباس الامبريالي اكثر حضورا من الحلم العربي وسط تهديدات اميركية لاعادة رسم الخارطة السياسية في المنطقة العرب الان مطالبون اكثر من اي وقت مضى لرص صفوفهم واستخدام نفوذهم وعلاقاتهم الدولية لاحباط المخططات الهادفة لاعادة الامور الى حالة الصفر وتحويل قضية الشعب الفلسطيني الى ادارة محلية تحت الهيمنة المطلقة لاسرائيل كما ظهرت على لسان الارهابي ارييل شارون وعكستها سياسته وسياسة سلفه ايهود اولمرت والغطاء الاميركي لهذه السياسة ولهذه الممارسات والتصريحات كما ان على دعاة السلام من اليهود رفض مشروع (شارون ¯ بوش) وعلى دعاة السلام في اسرائيل من احفاد المغرر بهم وبعد ان انسلخوا عن مواطنهم الاصلية ادراك حقيقة ان اعادة الامور الى مرحلة الصفر ستقضي على احلامهم في الاستقرار وتجعلهم عبيدا في دوامة المصالح وقد تمهد لازالة وتدمير كيانهم المصطنع فعالم اليوم غير الامس والجماهير العربية اليوم اكثر وعيا واستعدادا لتحرير كامل التراب الفلسطيني فالسلام وحده من يضمن بقاء وسلامة الاجيال الجديدة من المستوطنين وان استمرار التطلع غربا سيعمق من رفضهم من قبل شعوب ودول المنطقة وان دخولهم في الشرق الاوسط يجب ان يكون ضمن شراكة حقيقية وديمقراطية لا في اطار شرك اميركي وعلى تل ابيب ان تنظر للبنان نظرة الند والشريك اقتصاديا وسياسيا لا التابع المستكين.