المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم الإثنين 12/6/2006

اسلكوا بتواضع محتملين بعضكم بعضاً بمحبة

 

بيروت ترحب بتقرير براميرتس ودمشق صامتة  

وكالات 12/6/2006: امتدحت الحكومة اللبنانية اليوم بلسان وزير العدل شارل رزق التقرير الجديد للجنة التحقيق الدولية باغتيال رفيق الحريري، واعتبرت أنه يدل على أداء مهني عال.

وقال رزق أمس الأحد إن تقرير القاضي البلجيكي سيرج براميرتس "إيجابي ويدل على أداء مهني عال" مضيفا أن ذكره للتعاون السوري مع اللجنة كان "جيدا". واعتبر أن التقرير مفيد وإيجابي لبيروت ودمشق وأنه أبعد التحقيق عن التجاذبات السياسية المحلية, فيما لم يصدر أي رد فعل من سوريا على هذا التقرير علما بأنه الرابع الذي تصدره اللجنة منذ باشرت عملها قبل نحو عام انطلاقا من بيروت. وكان التقرير قد أشار إلى أن تعاون سوريا مع اللجنة كان مرضيا، كاشفا أن اللجنة قدمت 16 طلب مساعدة رسميا إلى دمشق من أجل الحصول على "معلومات محددة ومفصلة" على علاقة بتحقيقاتها. وكان دبلوماسي غربي قال في وقت سابق إن التقرير يبدو حذرا على المستوى السياسي، ولا يسعى إلى اتهام أحد. وأضاف أنه من الواضح أن القاضي براميرتس لا يريد استفزاز السوريين لأنه يتصرف كخبير هدفه تعزيز الأدلة قبل إحالتها إلى محكمة دولية "وهذا الأمر سيستغرق وقتا".

عمل معقد/  براميرتس توخي الحذر حسب دبلوماسي غربي لتسهيل الوصول للمحكمة الدولية (الفرنسية) 

وكان براميرتس أشار في تقريره إلى الطابع المعقد لعمل اللجنة، مشددا على أن 24 تحقيقا لا تزال مستمرة وتم تقديم 32 طلبا إلى 13 دولة، الأمر الذي يضفي صفة دولية على هذا التحقيق. وأوضح التقرير أن "الانفجار ناجم عن عبوة ناسفة قوية جدا تحتوي على ما يوازي 1200 كلغ على الأقل من مادة TNT ما يرجح تفجيرا فوق الأرض لا تحتها. وأشار إلى احتمال أن تكون العملية خطط لها ونفذت بناء "على مبدأ التجزئة" وهذا يعني عملية معقدة يتم الفصل فيها بين مختلف أجزائها، وينفذها أفراد أو مجموعات غير مطلعين على جوانب أخرى من العملية أو المشاركين الآخرين فيها. يُذكر أن براميرتس سيقدم الأربعاء المقبل إيجازا عن التقرير لأعضاء مجلس الأمن الدولي الذي سيبت من جهته بطلب تمديد مهمة اللجنة، وفقا لرغبة الحكومة اللبنانية التي تحظى بدعم رئيس اللجنة نفسه

 

نائبين أردنيين قدما العزاء لذوي الزرقاوي  

الجزيرة 12/6/2006: أوقفت السلطات الأردنية اليوم نائبين إسلاميين كانا قد قدما العزاء لعائلة زعيم تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين أبو مصعب الزرقاوي وسط اتهامات للإخوان المسلمين بالتعاطف معه.

وذكر زعيم جبهة العمل الإسلامي حمزة منصور أن السلطات ألقت القبض على النائبين محمد أبو فارس وجعفر حوراني. وأشارت معلومات للجزيرة إلى أن السلطات الأردنية تبحث عن نائبين آخرين.

وكان أبو فارس والحوراني قد زارا أمس الأول برفقة النائبين إبراهيم المشوخي وعلي أبو السكر منزل ذوي الزرقاوي في مسقط رأسه بمدينة الزرقاء شمال شرق عمان.

وكانت عائلة الزرقاوي بدأت الخميس بتقبل التعازي، وكتب على لافتة رفعت قرب منزل صايل الواقع بشارع الفلاح في حي المعصوم بالزرقاء "عرس الشهيد البطل أبو مصعب الزرقاوي ".

وانتقد ذوو ضحايا تفجيرات عمان خطوة نواب الجبهة التي تمثل الذراع السياسي للإخوان المسلمين بالأردن، واعتبروها مؤشرا على عدم احترام ضحايا تفجيرات الفنادق في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي. وأبدوا في بيان استنكارهم لوصف أبو فارس خلال خطبة الجمعة الزرقاوي بـ "الشهيد المجاهد".

بدوره أصدر مجلس النواب بيانا أكد "الاستنكار والاستهجان الشديدين" لتقديم التعازي بـ "الإرهابي الزرقاوي" وندد بتصريحات أدلى بها أحدهم واصفا الإرهابي بالشهيد ومسقطا وصف الشهادة عن ضحايا فنادق عمان، في إشارة إلى تصريحات أبو فارس.

بالمقابل اعتبر الأمين العام لجبهة العمل زكي سعد أرشيد أن اعتقال النائبين "توتير للوضع الداخلي الذي يعيش التوترات". وقال في تصريحات للجزيرة إن توقيف النائبين بدلا من استدعائهما إلى أجهزة الشرطة والأمن، هو إساءة لسمعة البلاد. وجاء هذا التصريح بعد إصدار نواب جبهة العمل الإسلامي بيانا يعرب عن "الأسف الشديد لمهاجمة الحركة الإسلامية ونواب الجبهة ومحاولة التشكيك بهم ضمن حملة موجهة". وأضاف أن الجبهة تأسف لإصدار بيان من النواب يندد بما حدث. ووصف النواب الإسلاميون التعزية بأنها "زيارة عارضة وعادية وعفوية" وأكدوا أن "موقفنا واضح في رفض الأعمال الإرهابية التي تستهدف أمن الوطن والمواطن".

 

البطريرك صفير ترأس قداسا احتفاليا في اختتام "المجمع البطريركي الماروني

وطنية - 11/6/2006 (متفرقات) اختتم المجمع البطريركي الماروني اعماله في قداس احتفالي ترأسه رئيس المجمع البطريركي الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير عاونه فيه اعضاء الامانة العامة للمجمع المطارنة يوسف بشارة وبولس مطر ورولان ابو جودة والاباء منير خيرالله وريشار ابي صالح، بولس روحانا، انطوان راجح، والرئيس العام لجمعية المرسلين اللبنانيين الموارنة خليل علوان في حضور ومشاركة الاساقفة الموارنة في لبنان وبلدان الانتشار والقائم بأعمال السفارة البابوية المونسنيور فيسن فالداس ورؤساء وممثلي الطوائف المسيحية في لبنان والنائبان فريد الياس الخازن وسمير فرنجية والنائبان السابقان فارس سعيد وحبيب حكيم والوزير السابق ميشال اده وحشد كبير من الفعاليات السياسية والاجتماعية والاقتصادية. وشارك في خدمة القداس جوقة من مختلف المناطق اللبنانية بقيادة الابوين يوسف طنوس وخليل رحمه.

والقى امين عام المجمع المطران يوسف بشارة كلمة جاء فيها: "قبل ثلاث سنوات افتتحتم يا صاحب الغبطة المجمع البطريريكي الماروني الذي كان تم التحضير له بصورة مكثفة منذ سنة 1997, وتختتمون أعماله في هذه السنة العشرين لتبوئكم السدة البطريركية. ولولا بركتكم ومواكبتكم له مع مجلس المطارنة ومعاونة فريق كبير من الأعضاء والخبراء من كهنة ورهبان وراهبات وعلمانيين ومساندة المؤمنين له بصلواتهم, لما توصلنا الى هذا اليوم المبارك في تاريخ كنيستنا.

غير أن هذا اليوم لا يعني أن العمل المجمعي قد انتهى, إنه محطة من محطات الورشة المجمعية التي تتوسع لتشمل المؤمنين جميعهم, فبعد أن كان العمل محصورا بفئة محدودة, أصبح اليوم مفتوحا للجميع. وهذا ما يدل عليه هذا الإحتفال بما يحمل من معان. ستسلمون يا صاحب الغبطة نسخا الى الفئات التي تتكون منها كنيستنا على مرأى من الشعب المؤمن المحتشد في هذه الساحة: سيتسلم أسقف يمثل الأساقفة نسخة من أعمال المجمع, دلالة على أن الاساقفة سيعنون, كل أبرشيته, بإيصال مضمونه والعمل بمقرراته. وكذلك سيتسلم رئيس عام ورئيسة عامة نسخة أيضا, لأن الرهبان والراهبات معنيون بالمجمع, لما هم عليه ولما يمثلونه في قلب الكنيسة, وما يقومون به من نشاطات في مؤسساتهم المتنوعة.

وتسلم نسخة الى كاهن أبرشي, خادم رعية, لأن الكهنة معاوني الأسقف, هم المسؤولون المباشرون عن نشر الوثائق واطلاع المؤمنين عليها والسعى الى تطبيق المقررات في الميادين الراعوية المختلفة التي يعملون فيها. وتسلم نسخة أيضا الى من يمثل العائلات والشبيبة, لأن العائلات المسيحية هي حاضنة للايمان وقيمه على نقله لاى بنيها وعيشه معهم. وتقع مسؤولية كبرى على الشبيبة, التي هي رجاء الكنيسة لأنها هي التي ستحمل مشعل المجمع وتدفع به الى الأمام لتكون تعاليمه منارة تهديها في مسيرتها الإنسانية والمسيحية ليتأصل فيها الإيمان ويتجدد الرجاء فتكون خميرة الإلتزام الواعي بمتطلبات الحياة في المسيح والرسالة الإنجيلية , إنطلاقا من تراثها الماروني الذي تكتشفه وتفخر به, لأن جذوره راسخة في إنجيل السلام والمحبة.

كما تسلم نسخة الى من يمثل المصابين بإعاقة للتدليل على أن الكنيسة لا تستثني احدا من ابنائها في هذه المسيرة المجمعية, يقينا منها أن الجميع يكونون جسد المسيح الذي يقوم فيه كل بدوره لخير الجسد أي لبنيانه ونموه, وكم من طاقات من الحب مكنونة في قلوب المصابين بإعاقة يحتاج اليها الجسد, كما تحتاج هي اليه للتكامل والتعاضد وهكذا تكون وديعة المجمع قد أوكلت العناية بها إليكم يا أبناء الكنسية, فلا يلقي أحد المسؤولية على غيره بل يتعاون الجميع للوصول الى الهدف المشترك وهو إنجاح المجمع بغية التجدد الكنسي والشهادة الإنجيلية.

والنجاح يتم على مستويين: المستوى الأول: نشر النصوص وتعميمها والتعمق في مضمونها حتى يتكون من خلالها فكر ماروني جامع يشمل الموارنة أينما كانوا, مع الأخذ بعين الإعتبار أن بعض النصوص يغلب عليها الطابع اللبناني, نظرا الى العلاقة الوثقى التي تربط الموارنة بلبنان. لذا يقتضي تعديلها وفقا لمعطيات كل بلد, دون التنكر للمبادىء التي بنيت عليها والتي تصلح للعمل بها في كل مكان. المستوى الثاني: ينفرد مجمعنا البطريركي باستخلاص توصيات وقرارات من كل نص من نصوصه حتى لا نكتفي بالمستوى النظري والفكري, وإن يكن أساسيا بل ننزل منه الى ارض الواقع, الى حيز التطبيق.

وهذا ليس بالأمر السهل, لإنه يتطلب تغيير ذهنيات وخلق هيكليات جديدة تنسجم مع المتغيرات التي طرأت على الموارنة, في النطاق البطريركي وبلدان الإنتشار. غير أن المنهجية التي اتبعت حتى الآن في العمل المجمعي, وما تحقق بعد الإرشاد الرسولي "رجاء جديد للبنان", يقودنا الى أن ذهنية جديدة بدأت تشق طريقها, وهي ذهنية العمل الكنسي المشترك, وعمل الفريق لا الفرد, وذهنية التنظيم والتخطيط لا الإرتجال, ومتابعة تنفيذ المقررات, وحتى يكون لنا مجمع كل خمس سنوات, كما نصت عليه القوانين الكنيسية.

إن نجاح المجمع والنتائج المتوخاة منه بين أيديكم أيها الإخوة والأخوات. وكلنا ثقة بأن الرب الذي واكب أعمال المجمع حتى الآن سيواكبه بقوة الروح القدس وشفاعة العذراء مريم ومار مارون. وهذا ما تعبر عنه الصلاة التي وضعت لمرافقة المرحلة القادمة, والتي ستتلونها أفراديا وفي الرعايا, حتى نكون كلنا مستعدين لتلبية إرادة الرب. إننا نشكر لكم حضوركم ومشاركتكم, كما نشكر الذين ساهموا في أعمال المجمع أكانوا من عمال الساعة الأولى أم الحادية عشرة, ونأمل أن يكافىء الرب أولئك الذين غادروا هذه الحياة, وكانوا من عمال الساعة الأولى".

ثم القى البطريريك صفير عظة جاء فيها: "امكث معنا، فقد حان المساء، ومال النهار" (لو 29:24) يسعدنا ان نحتفل بهذه الذبيحة الالهية التي نختتم فيها آخر دورة من دورات المجمع الماروني، وكان قد استغرق التفكير في الاعداد له سنوات طويلة، ابتدأت بعيد انعقاد المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني، اي منذ ما يقارب النصف قرن. هذا يعني انه لم يجىء فجأة، ولا من فراغ، بل دعت الحاجة اليه، لكن سني الحرب التي اندلعت نارها في لبنان، حملت سلفينا الكردينالين البطريركيين بولس المعوشي وانطونيوس خريش، اجزل الله ثوابهما، واصحاب السيادة المطارنة الموارنة، على التريث في عقده.

وكانت الافكار يومذاك مضطربة، ومتجهة، في غالب الاحيان، الى اطفاء النار، والعمل على اخماد الحريق، ولملمة القتلى، واصلاح الدمار قدر المستطاع. وعلى الرغم من هذا الجو المقلق، وضعت بعض وثائق تتعلق بهذا المجمع، استعان بها لاحقا، على ما اعتقد، من وضعوا الوثائق النهائية. وعندما هدأت العاصفة بعض الشيء، وعادت الطمأنينة نسبيا الى النفوس، استؤنف العمل بهذا المجمع، فصار اللجوء الى بعض اهل الخبرة من اكليريكيين وعلمانيين، للاستعانة بهم لوضع وثائق هذا المجمع. وهي تتناول حياة الكنيسة المارونية من جميع نواحيها: هويتها، وحضورها في النطاق البطريركي وفي بلدان الانتشار، وهذا يشكل الملف الاول. وهناك وثائق تناولت البحث في هيكليتها التي تشمل البطريركية، والابرشية، والرعية، والاشخاص، وهم البطريرك، والاساقفة، والكهنة، والرهبان، والعلمانيون، والعائلة والشبيبة. وهناك وثائق بحثت في الطقس، والعمل الراعوي، والتعليم المسيحي، وتنشئة الراشدين المسيحية المستمرة.

وهذا كون الملف الثاني. اما الملف الثالث يتضمن تحديد عالم اليوم بالنسبة الى الكنيسة المارونية، والتعليم التقني والعالي، والثقافة، والسياسة والشأنين الاجتماعي والاقتصادي، والاعلام، والارض، ثلاثة ملفات وثلاثة وعشرون نصا او وثيقة، واستغرق نقاش هذه النصوص ثلاث دورات، في كل سنة دورة، ابتداء من سنة 2003 الى سنة 2005 بالتضمن.

وقد اصبحت هذه الوثائق بين ايديكم، نرجو ان تشكل لكم مراجع تعودون اليها للاستنارة بما فيها من توجيهات سليمة، تتعلق بحياة الكنيسة وتعاليمها. ولعلكم تعرفون ان المجمع لا يكتسب ما له من اهمية من الوثائق التي يتضمنها، بل من الاطلاع على هذه الوثائق، والتأمل في ما جاء فيها، وتطبيقها على الحياة اليومية، واتخاذ بعض مبادىء منها تتركز عليها حياة المؤمن في سلوكه، وتصرفاته، ومعاطاته مع الناس.

وان لم يكن المجمع هكذا، وبقيت نصوصه حبرا على ورق، فيكون قد ذهب تعب الذين عملوا على انجازه سدى، وجهودهم هباء الريح. ولعل من بيننا من يسألون: ترى هل كان هذا المجمع ضروريا، وماذا سيغير في حياة المؤمنين في الكنيسة المارونية؟ ليس منا من يجهل اننا نعيش اياما،لا بل سنوات مظلمة. ونحن احوج ما نكون الى ان نقول للسيد المسيح ما قاله له تلميذا عماوس عندما تراءى لهما، وحادثهما، وهو يماشيهما على الطريق الذي كانا يسلكانه، وقد تملكهما اليأس بعد الخيبة التي منيا بها، بعد موته على الصليب، ظنا منهما انه لن يقوم من بين الاموات. ولما اقتربا من البيت الذي كانا ذاهبين اليه دعواه ليعرج عليهما بقولهما له:"امكث معنا، فقد حان المساء، ومال النهار"، فدخل..

وآكلهما الخبز وبارك وكسر، وناولهما، فانفتحت أعينهما وعرفاه، فاذا هو قد توارى عنهما". ما احرانا ان نقول للرب يسوع ما قاله له هذان التلميذان: "امكث معنا".

وكم نحن في حاجة الى نوره، وتعاليمه في هذه الظلمة الحالكة التي تلفنا. ولا نريد ان نتوقف على التفاصيل، فالوضع عندنا يبعث على القلق والاضطراب. ونرى الناس منقسمين على ذواتهم، ولا جامع لهم. والمسؤولون يتلهون بامورهم، وغافلون عما يعانيه الشعب الكادح لكسب لقمة العيش اليومي.

والمنطقة حولنا تعاني من وقوع حروب لا تريدها، فيما شبحها يتهددها. وهذا كله من شأنه ان يحملنا على ان نقول للرب يسوع ما قاله له تلميذا عماوس :"امكث معنا". وكما هدأ العاصفة التي هبت على رسله في البحر، "فزجر الرياح والبحر، فحدث هدوء عظيم" (متى 26:8)، فهو قادر على تهدئة العواصف التي تهب علينا. لذلك يدعو الوضع القائم الى تجديد ايماننا بالله، وبعنايته الالهية. والى هذا كان مرد الحاجة اليه.

ونحمد الله على انه قيض لنا، نحن واصحاب السيادة المطارنة، والرهبان والراهبات والعلمانيين، ان نعقده وننجز ما آلينا على نفوسنا انجازه، بمساعدة جميع الذين ساعدوا على اخراجه الى النور. ولكن المجمع في حاجة الى تطبيق، ونعتقد ان خير طريقة لتطبيقه هي ان نأخذ وثائقه، وثيقة وثيقة، لتكون موضوع شرح وتأمل في الرعايا والمدارس والاخويات، ليصار الى تفهمها على وجهها الصحيح، ومن ثم وضعها موضع العمل في الحياة اليومية، واذا لا سمح الله ، ظلت شروحه ومقرراته وتوصياته حبرا على ورق، يكون كأنه لم يعقد، ويبقى دونما ثمرة. ولا يسعنا، في الختام الا ان نتوجه بالشكر الى كل الذين ساهموا في انجاز هذا العمل الكنسي المهم، من مطارنة، وفي مقدمهم سيادة اخينا المطران يوسف بشارة، مطران انطلياس السامي الاحترام ، الذي قام بالاشراف على اعمال هذا المجمع، والامانة العامة واللجنة المركزية والكهنة والرهبان، والراهبات والعديد من العلمانيين الملتزمين. ولن ننسى الذين مدوا هذا المجمع ببعض ما ملكت ايديهم، فساعدوا على ما اقتضى له من نفقات.

وانا نسأل الله بشفاعة والدته البتول ان يكافىء خيرا جميع الذين كانت لهم جهود مباركة في سبيل تمكين هذا المجمع من ان يبصر النور، وان يشملهم دائما وابدا برضاه وبركاته.

 

جنبلاط:لا ميثاق شرف ولا صلح مع طاغية الشام وقتلة الاحرار ومستبيحي الاستقلال 

ترأس اجتماع اللقاء الديموقراطي واستقبل وفودا

قوى 14 آذار - 2006 / 6 / 11

 رعى رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط العشاء السنوي الذي اقامته منظمة الشباب التقدمي في قصر الامير امين في بيت الدين بمشاركة عدد من الشخصيات والفاعليات السياسية والاجتماعية والحزبية، ومنهم ممثلون لقوى 14 آذار. وحضر، الى النائب جنبلاط، الوزيران نعمة طعمة وغازي العريضي، والنواب الياس عطاالله ووليد عيدو وانطوان زهرا وهنري حلو وانطوان سعد ومحمد الحجار وروبير غانم وايمن شقير وعلاء الدين ترو ووائل ابو فاعور وفؤاد السعد وانطوان اندراوس واكرم شهيب وعبد الله فرحات وايلي عون، اضافة الى عضو "حركة التجدد الديموقراطي" انطوان حداد وميشال رينيه معوض ورافي مادايان والقيادي في الحزب الشيوعي اللبناني - حركة الانقاذ منير بركات وعقيلتي الشهيدين جبران تويني وسمير قصير سهام تويني والزميلة جيزيل خوري، وعدد من المدراء العامين وامين السر العام في الحزب التقدمي الاشتراكي شريف فياض واعضاء مجلس قيادة الحزب والمفوضين والمسؤولين في الحزب والمنظمة.

النشيد الوطني افتتاحا وتقديم من ديانا تقي الدين، ثم عرض فيلم وثائقي عن مسيرة الزعيم الراحل كمال جنبلاط من الولادة حتى الاستشهاد مرورا بالمراحل النضالية والمحطات السياسية اعده عناصر من المنظمة. ثم كانت كلمة لامين عام منظمة الشباب التقدمي ريان الاشقر, واخيرا كلمة للنائب جنبلاط قال فيها: "بعد الفيلم الوثائقي وبعد الكلمات التي سمعناها، ماذا يمكن ان أقول؟ سأقول انه لن يكون هناك تسوية ولا ميثاق شرف ولا صلح مع طاغية الشام، مع الذين استباحوا استقلال لبنان وقتلوا الاحرار فيه وقسموه، مع الذين منعونا على مدى عشرات السنوات من العيش المشترك، من الوحدة الوطنية، لن يكون ميثاق شرف مع هذا، ميثاق شرف يكون لاحقا مع السوريين الاحرار في الداخل والخارج بعد ان تتحرر بلاد الشام من طاغية الشام، هذا ما استطيع ان اقوله اليوم في هذه اللحظة وقد رأيت صورة كمال جنبلاط وتذكرت صورا اليمة لرفيق الحريري على فراش الموت، لان الانفجار كان هائلا ومدمرا ومجرما. رأينا رفاق رفيق الحريري ومنهم باسل فليحان، رأينا صورة سمير قصير، شاهدناه وجورج حاوي، جبران تويني اختفى تقريبا, مي شدياق تخلصت بأعجوبة، الياس المر تخلص, اما الاخرون حتى في شكلهم أمحوهم من الوجود, الوجود الحسي الجسماني, لكنهم بقوا في ضمائرنا وسيبقون، كما لن انسى ذاك اليوم عندما عاد الرئيس الحريري في آخر ايلول مكفهر الوجه عندما املى عليه طاغية الشام امر التمديد, لن انسى ذاك اليوم ابدا, وكنت وغازي العريضي, ومروان حمادة, وباسم السبع في بيروت وقلت له ربما اذا ما سهلت التمديد ربما تسهل امرا ما لانه لا نريد ان يصيبك اذى، لكن كان قرار الاعدام قد اتخذ منذ سنوات منذ ان استلم هذا في الشام, وسار الحريري في التمديد وكان مكفهرا وحزينا، لكن كم كان جبارا وكم كان منظره اليما.

ثم اتت محاولة اغتيال مروان ومعكم يا شباب الحزب في المنظمة وشباب 14 اذار ولاحقا مع الجميع تواصلنا وقلنا نعم لقرنة شهوان, ولاحقا قلنا نعم للعماد ميشال عون, ونعم للجميع من اجل الاستقلال والسيادة, لكن تذكروا النهار الرهيب في 14 شباط بعضهم اليوم يعيرنا ب 14 شباط، 14 شباط يوم كبير لانه من 14 شباط انطلقت 14 آذار، هذا الدم الغالي من دم غازي ابو كروم الى جبران تويني مرورا بالاخرين، انطلقنا في المسيرة الطويلة ولم تنته الاغتيالات ولن تنتهي طالما ان الطاغية في مكان ما موجود, لذلك نضالنا طويل وميثاق الشرف الذي قيل عنه بالامس، نحترمه مع الاحرار والديموقراطيين، مع احرار العالم.

لكن لن نحترم ميثاقا مع السفاحين او مع المأمورين للسفاحين. ماذا اقول بعد؟ لا املك الكلمات الكافية، ولكن اعتقد ان ما رأيناه كاف, فقط اقول ومن خلالكم يا رفاق 14 اذار دون استثناء، لقد سقطت كل القداسات وحطمناها كلها، وحده التنوع, وحدها الديموقراطية, وحده لبنان المتنوع الديموقراطي يحمي المقاومة, ومهمة المقاومة انتهت حيث يمكن الاستفادة من خبرتها في الدفاع عن لبنان، ولكن في اطار الدولة التي هي الاساس, اما دولة ضمن الدولة فلن نقبل، صراعنا طويل لكن مبدأنا الدولة, سقطت القداسات بفضلكم يا رفاقنا، يا رفاقي في منظمة الشباب التقدمي ويا 14 آذار.

احيانا يقولون ان التنوع حمى المقاومة, فلو كان يوجد في سوريا تنوع وديموقراطية لكان الجولان تحرر منذ عقود, وكي اجيبهم ايضا في الجغرافية وهم يتذرعون بالجغرافيا احيانا، في العراق سهول لكن في العراق مقاوم يضع في مكان ما قنبلة او عبوة وتمر السيارات وتنفجر بالاحتلال, يستطيعون فعل نفس الشيء في الجولان, الجغرافيا ليست عذرا كي لا يحرروا الجولان. يتذرعون بالجغرافيا اللبنانية، نعم. ربما الجغرافيا اللبنانية افضل. لكن اليوم وبالوسائل العسكرية الجديدة نستطيع ان نستخدم ارض الجولان للتحرير اذا ما ارادوا التحرير, انما انذاك عقدوا الصفقة على حساب الثورة الفلسطينية, والوحدة اللبنانية, والحركة الوطنية اللبنانية من اجل الاستيلاء على لبنان, حررنا لبنان وسنستمر, ولن ندعهم يعودون, ولن يعودوا".

أضاف: "في موضوع تحقيق برامرتس، ربما هناك مؤشرات، لكن انتبهوا، كل ما يجول في خاطرهم ان ينزلوا الى الشارع والتذرع بشتى الوسائل من اجل تعطيل المحكمة الدولية, علينا ان نركز على الهدف وان نتذكر دائما الهدف، وهو انشاء المحكمة الدولية، وعندها يكون برامرتس او غيره المدعي العام، ويجلب اكبرهم في الشام وفي لبنان الى المحكمة, ولن نقع في الفخ, ولم نقع في الفخ منذ اليوم الاول. تذكروا حين قالوا ان ابو عدس قتل الحريري, لا ابو عدس ولا غيره قتل الحريري، انما هم قتلوه. النظام البوليسي اللبناني- السوري قتل الحريري ورفاقه وباسل فليحان, وقتل سمير قصير, وجورج حاوي, وجبران تويني, وحاول اغتيال مروان حماده والياس المر ومي شدياق والابرياء.

ولن تمر تلك الكذبة التاريخية مهما حاولوا تشويه التاريخ، لن تمر. وسنحاسبهم وسنقاضيهم, وكما قلت في نيويورك وكم كانت تلك الجملة جميلة في نيويورك, صحيح الامبريالية لها مساوئ لكن في بعضها محاسن, ليتنا نملك غوانتانامو ونجلبهم الى غونتانامو في لبنان. شكرا لكم واسمحوا لي ان اختم بواجب باسمي وباسمكم، واجب تحية الشهداء، شهداء فلسطين وخصوصا الذين سقطوا بالامس في هذه المجزرة البشعة على يد النظام الصهيوني". استقبالات وفي المختارة، التقى النائب جنبلاط وفودا عدة بينها وفد كبير من عائلة سري الدين في بزبدين يتقدمه الفاعليات والمشايخ والمغترب كميل سري الدين, والقى الاديب المربي كمال يوسف سري الدين, والشيخ ماجد سري الدين كلمتين باسم الوفد, ثم وفدا من بلدة المنية في عكار, فوفدا فرنسيا برئاسة الوزير السابق رئيس اتحاد المدن الفرنسية شارل جوسلين بحضور رئيس اتحاد الشف الاعلى روجيه العشي ورئيسة اتحاد بلديات الشوف السويجاني الدكتورة نهى الغصيني. وظهرا ترأس النائب جنبلاط اجتماعا ل"اللقاء الديموقراطي" شارك فيه الوزيران العريضي ونعمة طعمة, والنواب انطوان سعد انطوان غانم اكرم شهيب هنري حلو عبد الله فرحات علاء الدين ترو وائل ابو فاعور ايمن شقير انطوان اندراوس فؤاد السعد محمد الحجار, كما شارك امين السر العام في الحزب التقدمي الاشتراكي شريف فياض ونائب رئيس الحزب للشؤون الخارجية دريد ياغي, وغاب الوزير حمادة والنواب فيصل الصايغ ونبيل البستاني وايلي عون وباسم السبع, وناقش اللقاء الاوضاع السياسية العامة على مدى اكثر من ساعتين ولم يصدر اي بيان او تصريح.

 

أكد أن السياسة السورية تخدم إسرائيل ودعا إلى محاكمة الأسد الأب

 خدام: بشار قتل الحريري... وأملك الأدلة

 السياسة 12/6/2006: أعلن نائب الرئيس السوري المنشق عبدالحليم خدام أنه يملك كل الأوراق التي تؤكد أن الرئيس بشار الأسد هو قاتل رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري, وتكشف السياسات الإجرامية لنظام دمشق الذي توقع انهياره بالكامل في وقت قريب جداً. ودعا خدام في حديث ينشره اليوم موقع »إيلاف« الإخباري الالكتروني إلى محاكمة الرئيس الراحل حافظ الأسد في قبره لديكتاتوريته وعلاقاته مع إسرائيل, معتبراً أن السياسة السورية كانت ولا زالت تخدم الدولة العبرية بطرق مباشرة وغير مباشرة.

ودافع نائب الرئيس السابق عن اتهام أحد أبنائه بتجارة النفايات النووية معتبراً أن هذا الاتهام كان من تدبير من يتاجرون فيها وهذا أثبتته التحقيقات. وانتقد بشدة هيمنة »العائلة الحاكمة« على مقدرات الشعب السوري, لافتاً في هذا السياق إلى أن الحديث عن تصدير النفط يعتبر من الخطوط الحمراء لأنه مقتصر على عائلة مخلوف, أخوال الرئيس بشار الأسد. وحذر خدام في حديثه, الذي يبث بالصوت والصورة على الموقع اليوم, كل الذين يدعمون النظام دولاً أو منظمات لأنهم سيجعلون من سورية جزائر ثانية (في إشارة إلى الحرب الأهلية الدامية التي عصفت بهذا البلد وحصدت نحو 150 ألف شخص).

وحول اتهامه ب¯ »الخيانة العظمى« لاستقباله صحافياً إسرائيلياً قال خدام: »إذا كنت استقبلت عربيا ومسلماً يحمل الجنسية الإسرائيلية, فبشار الأسد صافح الرئيس الإسرائيلي... فلماذا أحاكم بالخيانة العظمى ولا يحاكم هو?!«. وتطرق خدام لأول مرة منذ انشقاقه إلى حرب تحرير دولة الكويت من الغزو الصدامي, قائلاً: »لولا تصويت سورية ولبنان بالموافقة على تحرير الكويت باستجلاب القوات الدولية, لكان صدام مستمراً في احتلال الكويت حتى الآن«. وأضاف: »كان من الممكن أن تدخل القوات الإسرائيلية في تحرير الكويت لو رفضنا الانضمام مع مصر إلى التحالف«. وحمل نائب الرئيس المنشق الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين مسؤولية انهيار مشروع الوحدة الذي تم الاتفاق عليه بين دمشق وبغداد في سبعينات القرن الماضي.

 

قمة روحية في بكركي بين صفير والشيخ قبلان

جنبلاط: لا ميثاق شرف مع "سفاح الشام" وعملائه المأمورين

بيروت-»السياسة«:السياسة 12/6/2006

شن زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي اللبناني النائب وليد جنبلاط هجوماً حاداً على نظام الرئيس السوري بشار الأسد وحلفائه في لبنان مؤكداً أنه لن يحترم ميثاق شرف مع »سفاح دمشق«..أو »حلفائه المأمورين« في إشارة إلى ميثاق شرف جرى الاتفاق عليه في آخر جلسات الحوار الوطني اللبناني بناء على اقتراح قدمه »حزب الله«. وغداة صدور التقرير الثاني لرئيس لجنة التحقيق الدولية في جريمة اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري القاضي البلجيكي سيرج براميراتس قال جنبلاط: إن الأسد أصدر أمر إعدام الحريري منذ اليوم الأول لتوليه السلطة في دمشق قبل ست سنوات. وأكد الزعيم اللبناني في كلمته أمام الشباب التقدمي في قصر بيت الدين أنه لن يكون هناك تسوية ولا ميثاق مع طاغية الشام »دمشق« ومع الذين استباحوا استقلال لبنان وقتلوا أحراره, مشيراً إلى أن ميثاق الشرف سيكون لاحقاً »مع السوريين الأحرار في الداخل والخارج بعد أن تتحرر الشام من حكم الطاغية«.

واعتبر جنبلاط أن ثورة الاستقلال اللبنانية في »14 آذار« أسقطت كل »القداسات«, مشدداً على أن التنوع الديمقراطي وحده يحمي لبنان ولو كان هناك تنوع ديمقراطي في سورية لتحرر الجولان.

وسخر جنبلاط من المبررات السورية لعدم فتح جبهة الجولان والتذرع بجغرافيا لبنان قائلاً إنهم وحلفاءهم يحاولون استغلال أي مبرر للعودة إلى لبنان والنزول إلى الشارع لتعطيل المحكمة الدولية المقرر إنشاؤها لقتلة رفيق الحريري. وفي إشارة إلى الفلسطيني أحمد أبو عدس الذي تبنى قتل الحريري قال الزعيم اللبناني..لا أبو عدس ولا غيره..النظام البوليسي السوري-اللبناني قتل الحريري, وتمنى لو أن في لبنان معتقلاً شبيهاً بمعتقل غوانتانامو الأميركي لزج أكبر رؤوس النظام السوري فيه بعد أن تحاكمهم المحكمة الدولية.وفي غضون ذلك عقد نائب رئيس المجلس الشيعي الأعلى الشيخ عبدالأمير قبلان خلوة مع البطريرك الماروني الكاردينال مار نصر الله صفير في بكركي أمس تناولت تطورات الأوضاع الداخلية في لبنان والتوتر السياسي بين »قوى 14 آذار« وقوى »8 آذار« الموالية لسورية. وبعد الخلوة قال قبلان إن لبنان يبنى بالحوار محذراً من محاولات إلغاء الطرف الآخر. وحول عقد قمة روحية إسلامية-مسيحية قال قبلان إن عقد القمة أمر سهل للغاية بعد أن يتم التوافق على القضايا التي ستبحثها.

 

سعود الفيصل في طهران اليوم للبحث في ضمان أمن منطقة الخليج

 طهران - القاهرة - الوكالات: ألقت المملكة العربية السعودية بثقلها وراء الجهود الخليجية والعربية لضمان سلمية البرنامج النووي الإيراني وحماية أمن المنطقة من مخاطره, في الوقت الذي سعت فيه طهران الى طمأنة جيرانها العرب من خلال مصر وجامعة الدول العربية. ووسط هذه الحملة الديبلوماسية العربية واصلت الجمهورية الإسلامية مناوراتها السياسية تجاه عرض الحوافز الأوروبي - الأميركي حيث اعتبرت تقديم مفاعلات نووية غربية فكرة إيجابية, لكنها طالبت بإزالة الغموض من فقرات أخرى ورفضت الالتزام بموعد محدد للرد. وبعد سلسلة وساطات ومبادرات خليجية وعربية يبدو ان الرياض قررت التدخل بشكل مباشر لضمان أمن الخليج حيث أعلن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية حميد رضا آصفي أمس ان وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل سيزور طهران اليوم لبحث الملف النووي الإيراني مع كبار المسؤولين الإيرانيين.

وقال المتحدث الإيراني في مؤتمر صحافي ان الوزير السعودي »يحمل رسالة من العاهل السعودي الملك عبد الله« مضيفا انه »سيلتقي وزير الخارجية منوشهر متكي ومسؤولين آخرين رفيعي المستوى«.

وأضاف آصفي ان »الملف النووي الإيراني والتطورات في فلسطين والعراق ومسائل اخرى اقليمية ودولية ستناقش« خلال هذه اللقاءات. وتأتي زيارة الوزير السعودي بعد تسعة اشهر على الغاء زيارة كان من المقرر ان يقوم بها متكي الى الرياض اثر اتهامات وجهتها السعودية الى إيران بالتدخل في العراق.

وفي ما يتعلق بزيارة وفد من دول مجلس التعاون الخليجي الى إيران اكد آصفي انه »لم يحصل أي اتفاق حول هذه الزيارة ولا بشأن موعدها«. ونفى آصفي الأنباء الصحافية التي تحدثت عن وساطة عراقية بين إيران وأميركا قائلا »هناك العديد من القضايا المشتركة تتطلب منا التشاور مع العراقيين«.

في غضون ذلك صرح الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى بأن امين عام المجلس الاعلى للامن القومي الإيراني علي لاريجاني قدم تطمينات للدول العربية بشأن الطبيعة السلمية للبرنامج النووي الإيراني.

ووصف موسى في مؤتمر صحافي مشترك مع لاريجاني عقب لقاء جمعهما في القاهرة المحادثات بأنها »بناءة ومهمة ومفيدة« وقال: »استمعت لمدة ساعتين من مبعوث الحكومة الإيرانية والمفاوض الإيراني الرئيسي في الملف النووي وكان حديثا صريحا ومهما وفيه تفاصيل كثيرة«.

وبالنسبة للضمانات الإيرانية للدول العربية قال موسى »كانت تطمينات كاملة الشأن ان برنامجهم سلمي.. وتحدثت معه عن مخاوف دول الخليج وتناقشنا فيها« مضيفا ان »الحوار مستمر وهو شيء مطمئن بدلا من التهديدات«. من جانبه قال لاريجاني: »إيران دائما بجانب الدول العربية وإيران كانت في عهد الشاه بجانب إسرائيل ونحن عكس ذلك. لقد صفعنا إسرائيل في وجهها وستراتيجية الجمهورية الاسلامية الإيرانية ان إيران مع الدول الاسلامية والعربية«. وأضاف: »أما بالنسبة للمشروع النووي الإيراني فهو لا ينطوي على أي خطر بالنسبة للدول الاسلامية وغيرها لأنه ينطوي على تقنيةنووية سلمية فنحن لا نبحث عن قنبلة ذرية«, مؤكدا ان »المشروع الإيراني يساعد الدول الاسلامية وانا سمعت كلاما معقولا من عمرو موسى وهو ضرورة اتخاذ خطوات مدروسة في مجال الطاقة النووية ونعتبره طريقا مشتركا نسلكه جميعا فلا تناقض في هذا المجال أبدا«. وعن المقترحات الأوروبية لحل الأزمة النووية الإيرانية, قال لاريجاني: »سندرس هذه المقترحات وهي تنطوي على نقاط إيجابية مثل تقديم مفاعلات نووية لإيران وفي ذات الوقت هناك إشكاليات ونقاط غامضة«. وأكد ان تلك المقترحات لا تتضمن تهديدا بفرض عقوبات ولا مهلة زمنية للرد عليها مضيفا ان إيران ترحب بالمفاوضات غير المشروطة. وكان المسؤول الايراني التقى الرئيس المصري حسني مبارك ووزير خارجيته احمد ابو الغيط. وذكرت وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية ان لقاء مبارك لاريجاني الذي حضره ابو الغيط تناول شرح وجهة نظر ايران من القضايا الاقليمية والازمة النووية الحالية.

 

ميقاتي متخوف من نتائج تمديد التحقيق على الأوضاع الداخلية

"حزب الله": الأفكار البديلة لستراتيجيتنا الدفاعية لا ترقى إلى مستوى الحماية

بيروت - »السياسة«:12/6/2006

رأى رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد أن السياسة الخاطئة للحكومة تعيق تنفيذ ملفات كثيرة, لافتاً إلى أننا نشهد في هذا الظرف السياسي تحولاً كاد أن يطيح بالوطن وينقله من خيار ستراتيجي وطني إلى خيار آخر. وأضاف: ان هناك محاولات دبلوماسية غير منطقية ولا تقنع اللبنانيين بستراتيجية دفاع لهم, مشيراً إلى أن »حزب الله« طرح ستراتيجية دفاعية كان يعنيها والأفكار البديلة التي سمعناها لا ترتقي إلى مستوى الحماية ولا يمكن الرهان عليها, ولا خيار للدفاع عن لبنان وشعبه سوى خيار المقاومة.

وفي هذا الشأن أكد النائب إبراهيم كنعان أن التفاهم بين التيار الوطني الحر و»حزب الله« لا يعني التبعية. مشيراً إلى أن الأول إذا كان يطالب الحكومة بالقيام بدورها فهذا لا يعني أنه لا يشجب ماحصل في أعمال الشغب. وحول تقرير براميرتس تمنى كنعان لو أن التحقيق الدولي يصل إلى شيء من الحسم والجزم في القضية لأن تمديد المهل والتأجيل في الملف يؤثران على الحياة السياسية والاقتصادية وحتى على علاقات لبنان الإقليمية والدولية. بدوره, لفت الرئيس نجيب ميقاتي إلى أن التقرير الذي وضعه القاضي سيرج براميرتس يوحي بأن الحقيقة عن هذه الجريمة الفظيعة تحتاج إلى فترة إضافية من التحقيق, وسأل هل تتحمل الأوضاع اللبنانية سنة أخرى من التشنج السياسي والطائفي وانقسام البلد بين محاور سياسية لم تجد مخرجاً لعدم الاتفاق فيما بينها سوى وضع ميثاق شرف يوقف حملات ولا يعالج أسبابها, ودعا إلى ترجمة القول بالفعل وترك التحقيق الدولي يأخذ مساره الطبيعي بعيداً عن التسييس الذي أضر بلبنان بشكل كبير, ودعا كذلك الحكومة إلى الانكباب على معالجة ملف العلاقات مع سورية لتهدئة الأجواء بين البلدين.

 

حماس" حركة إرهابية

 أحمد الجارالله-السياسة 12/6/2006

كيف يأمل الشعب الفلسطيني أن تزدهر حياته, وتقوم دولته, وينعم برفاهية العيش, ويعيش بسلام مع جواره, وحكومته الحماسية تغرد خارج السرب, وتترحم على مقتل الزرقاوي, وتعتبره شهيدا وخسارة للامة?

كيف للشعب الفلسطيني أن يحلم في الفوز بذرة من الحقوق و»حماس« التي تحكمه لا تتوافق مع المعايير الدولية, وغير مؤهلة, بحكم تكوينها العقيدي, للتعايش مع سائر القوى السياسية الفلسطينية وفي مقدمتها حركة فتح? كيف للشعب الفلسطيني أن يتصور قيام وحدة وطنية راسخة, و»حماس« التي تحكمه تتبنى عملية الإقصاء, وفكر التكفير, ومناهج إلغاء الآخر? »حماس« هذه, التي أسفت لقتل الزرقاوي لا مجال, بعد هذا الموقف, لتنزيهها عن صفات الارهاب, وفي جعلها في مقام الحركات السياسية النقية المؤهلة للحكم, وللتعاطي مع المجتمع الدولي, وفي إيصال الحلم الفلسطيني الى مداه, وفي جعل الاجيال الفلسطينية الراهنة ترى الدولة القائمة, والهوية المستعادة, والكيان السياسي المسترجع.

مع »حماس« ستفقد القضية الفلسطينية زهوها واشتعالها, وسيعاد ربطها وربط العاملين لاجلها بالارهاب وبحركات الارهاب, وسيستباح آخر شبر من الاراضي الذي تقف عليه, وستتواصل عمليات الاغتيال الاسرائيلية الجارية الآن باسم مكافحة الارهاب, والقضاء على الارهابيين.

»حماس« حتى هذه اللحظة مازالت أسيرة شعاراتها الخاوية من المغزى السياسي, والتي دفعتها, أي هذه الشعارات, الى إبداء الاسف على مقتل الزرقاوي, من دون ان تتوقف لحظة عند معنى وجوده الارهابي في العراق, أو عند ما صنعه بالشعب العراقي الذي جرى بسكاكين الذبح والخطف على أعناق وأبدان ابنائه, والذي أشعل الفتن المذهبية بين صفوفه, والذي حصد من أرواحه ما لايعد ولا يحصى من الرجال والنساء والاطفال والعجائز.

كيف ل¯ »حماس« هذه ان تحلم بتلقي مساعدات من العالم ومن العرب, وبالذات من الاردن التي فجر الزرقاوي فنادقها, واعتدى على أمنها, وأسال دماء الابرياء على أرضها?

»حماس« اعتبرت الزرقاوي شهيد الامة, وأي أمة هؤلاء الارهابيون هم شهداؤها?.... هل صحيح ان هذه الامة هي أمة ارهاب, وأمة قطع رؤوس الكائنات البشرية, وأمة قتل الابرياء بالاجساد المفخخة? ثم من قال ان »حماس« مؤهلة للنيابة عن الامة والتحدث باسمها?

الإرهابيون لا يمثلون الأمة, وقتلهم لا يعتبر خسارة لها, لكن الصدف تشاء ان تضغط على صدر »حماس« فتخرج منه الهوية الارهابية لهذه الحركة, وتضعها في مصاف أمثال الزرقاوي الذين لا يحملون مشروعا لفلسطين غير مشاريع القتل والدمار, ولا يحسبون للفلسطينيين الا ان يكونوا حطبا لهذه الحرائق العابثة لا مستقبل لهم ولا أمل.

ان حسرة »حماس« على قتل الزرقاوي تضعها في مصاف حركات الارهاب, وبعد اليوم ليس لها الحق في الاحتجاج على العالم حين يصنفها بالحركة الارهابية, ويحاصرها بسبب هذا التصنيف, ويعزلها ويرفض التعامل معها, ويمهد الطريق للخلاص منها ومن حكومتها.

 

خدام: أملك كل الأدلة التي تؤكد أن بشار الأسد هو قاتل الحريري

سورية تخدم إسرائيل... ولن اتفق مع رفعت

إيلاف - 2006 / 6 / 11 - د. نجم عبدالكريم

في حوارٍ صريح مع الدكتور نجم عبد الكريم، يفتح عبد الحليم خدام قلبه لـ''إيلاف'' ويُدلي بتصريحات لم يسبق له أن صرّح بها لأية وسيلةٍ إعلامية منذ خروجه من سورية. ''إيلاف'' التي عودتكم على مواكبة كل ما هو جديد في عالم الاتصالات الإخبارية المتميزة، تفتح باباً جديداً من الحوارات المصورة وغير المسبوقة، مع من يصنعون الأحداث السياسية والاقتصادية والاجتماعية، لكي يطلعونكم مباشرةً على كل ما لا يستطيعون قوله في وسائل الإعلام الأخرى لأسبابٍ رقابية.

فكما هي حرية الآراء التي تقرأونها في ''إيلاف'' مكفولةٌ للكتاب، فإنها ستكون كذلك في الحوارات المصورة التي ستكون باكورتها هذا اللقاء مع عبد الحليم خدام.

وأكد خدام - الرجل الذي خطط لسياسة سورية الخارجية لثلاثة عقود ونيف ويعد اليوم المندس الأبرز للمعارضة على صعيديها الخارجي والداخلي، في حوار دام حوالي الساعة وتبثه إيلاف غدا بالصوت والصورة، أنه يملك الأوراق التي تؤكد أن بشار الأسد هو قاتل الحريري وتكشف السياسة الإجرامية التي يتبعها النظام السوري... النظام الذي يتوقع له الإنهيار القريب. كما حذر كل الذين يدعمون نظام سورية دولا كانو أو منظمات

"لأنهم سيجعلون منها ان تصبح مثل الجزائر".

كما تطرق خدام الى العلاقات السورية الإسرائيلية في عهد الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد، وامتدادها وتطورها في عهد نجله بشار.

وفيما يلي، أبرز العناوين التي ستبثها إيلاف لكم غدا بالصوت والصورة:

• نعم!!.. أملك كل الأدلة التي تؤكد أن بشار الأسد هو قاتل الحريري!!

• النظام السوري سينهار قريباً جداً!!

• صدام حسين كان وراء انهيار مشروع الوحدة الذي تم الاتفاق عليه ما بين دمشق وبغداد!!

اتهام أحد أبنائي بتجارة النفايات كان من تدبير مَن يتاجرون بها، وقد ثبت ذلك بعد التحقيق.

• الحديث عن تصدير النفط السوري يعتبر من الخطوط الحمراء لأنه مقتصرٌ على عائلة مخلوف، أخوال بشار الأسد!!

• لا.. ولن.. أتفق مع رفعت الأسد لأنه من طينة تختلف عن طينتي!!

• نعم.. كنت أُهندس السياسة الخارجية السورية، والآن أهندس للمعارضة الخارجية والداخلية معاً.

• أملك كل الأوراق التي تدين السياسة الإجرامية التي يتّبعها النظام السوري.

أُحذّر كل الذين يدعمون نظام سورية، دولاً كانوا أو منظمات، لأنهم سيجعلون منها أن تصبح مثل الجزائر!!

كنت دائماً ممن يدعون إلى النظام الديمقراطي، لكن حافظ الأسد كان يصرّ على النظام الفردي والشمولي.

• لولا تصويت سورية ولبنان بالموافقة على تحرير الكويت باستجلاب القوات الدولية، لكان صدام مستمراً في احتلال الكويت حتى الآن.

• كان من الممكن أن تدخل القوات الإسرائيلية في تحرير الكويت لو رفضنا عدم الانضمام نحن ومصر إلى القوات الدولية التي قامت بتحرير الكويت.

• سورية تخدم إسرائيل بطرق مباشرة وغير مباشرة.

إذا كنت استقبلت عربياً ومسلماً يحمل الجنسية الإسرائيلية، فبشار الأسد صافح الرئيس الإسرائيلي، فلماذا أُحاكم بالخيانة العظمى، ولا يُحاكم هو؟!!

يجب محاكمة حافظ الأسد في قبره بعد أن فتح المجال للتحاور مع إسرائيل!!

• .. سأعود إلى سورية قريباً جداً تحت ظل نظام ديمقراطي.

 

الرئيس بري اختتم زيارته الى مصر بلقاء الوزير سليمان

وطنية-11/6/2006(سياسة) اختتم رئيس مجلس النواب نبيه بري زيارته الى مصر مساء امس بلقاء مع مدير المخابرات الوزير اللواء عمر سليمان, وجرى خلال اللقاء عرض للتطورات الراهنة في المنطقة لا سيما على الساحتين الفلسطينية والعراقية اضافة الى نتائج الحوار اللبناني والعلاقات بين لبنان وسوريا. وقد اقام الوزير سليمان مأدبة عشاء تكريما للرئيس بري.

 

لبنان: كشف شبكة من «البقايا الاسرائيلية» متورطة في 3 اغتيالات بينها المسؤول في «الجهاد» ... براميرتز يؤكد إحراز التحقيق «تقدما كبيراً»: التعاون السوري مرض وترابط بين الهجمات الـ 14

نيويورك، بيروت - راغدة درغام، وليد شقير     الحياة     - 11/06/06//

اكد القاضي البلجيكي سيرج براميرتز رئيس لجنة التحقيق الدولية في اغتيال رئيس الحكومة اللبناني السابق رفيق الحريري ان التحقيق «احرز تقدما كبيرا». وقال ان اللجنة «أوشكت على إكمال عملها المهم والحاسم المتعلق بمسرح الجريمة، وقافلة السيرات المرافقة للحريري والأحداث التي رافقت الحدث في ذلك اليوم».

وتوقع براميرتز، في التقرير الذي سلمه امس الى الامين العام للامم المتحدة كوفي انان واعضاء مجلس الامن الذي يقدم اماه إحاطة الاربعاء المقبل، أن مع حلول الخريف «سيتم استكمال المشاريع الأساسية ذات العلاقة مع هذه الناحية من التقرير».

وقال إن «الكتل الرئيسية» في التحقيق، لا سيما تلك المتعلقة بالتفجير «قد تم فهمها الى درجة بعيدة»، وهي «توفر الأساسي للتقدم في التحقيق في ما يخص أولئك الذين ارتكبوا الجريمة».

وفي ما يخص حالات الاغتيال او محاولات الاغتيال الـ14 الأخرى، قال براميرتز: «إن الكثير من زخم التحقيق قد خُسر بسبب الطبيعة المتجزئة للأجهزة اللبنانية لفرض القانون والأجهزة القضائية وعدم توافر القدرات ذات الخبرة». وتابع: «رأي اللجنة هو أن هناك حاجة الى جهد أكثر تركيز وحيوية من أجل دفع التحقيق قدماً». وأضاف أن اللجنة «تتصور أيضاً دوراً أكثر اقداماً لنفسها في هذه التحقيقات. وهذا يمكن أن يتضمن اتخاذ خطوات تحقيق ملموسة مثل اجراء المقابلات مع الشهود والضحايا والمشتبه بهم، عندما يتطلب الأمر ذلك».

وبحسب براميرتز: «تحليلياً، يمكن ربط هذه الحالات (14) مع بعض بطرق عدة ومن أبعاد مختلفة، وبالذات التشابه في المبررات المنطقية للنيات وراء ارتكابها، إنما من ناحية الأدلة، لم يتم تطوير (التحقيق في) أي من هذه القضايا لدرجة تسمح بتعريف وربط مقترفي الجرائم».

وفي ما يخص التعاون السوري، وصفه براميرتز قائلاً: «إن مستوى التعاون الذي قدمته سورية خلال هذه الفترة هو مرضٍ عامة». وأضاف أن الرئيس السوري بشار الأسد ونائبه فاروق الشرع «أعطيا أجوبة مفيدة للتحقيق» أثناء لقائه معهما. ورحب براميرتز بمبادرة حكومة لبنان لطلب تمديد ولاية اللجنة لمدة سنة، كما وافق الأمين العام كوفي أنان رأي براميرتز بهذا الصدد، باعتبار أن التمديد لسنة يوفر للجنة «الاستقرار». وشدد براميرتز في تقريره على أهمية كشف أين وضعت المتفجرة التي قتلت الحريري ورفاقه، فوق الأرض أو تحتها، وهل هي عبارة عن متفجرة واحدة أو متفجرتين، وكيف تم التفجير. وأشار الى فحص الحمض النووي في مكان التفجير لتحديد هوية القتلى وهل بينهم الشخص الذي قام بتفجير القنبلة.

وقال ان فريق التحقيق انتهى في آذار (مارس) الماضي من الفحص المخبري للسيارات التي كانت في موكب الحريري ورتبها في موقعها كما كانت قبل وقوع الانفجار. واوضح أن الهدف من ذلك هو تحديد تأثير الانفجار على السيارات. وتابع انه تم جمع ما حصيلته 76 عيّنة من الشظايا الحديد التي انغرست في سيارات الموكب على ارتفاعات مختلفة «فوق الأرض». ولفت الى انه نتيجة حجم هذه الشظايا وشكلها «فإن المرجح أن مصدرها الخزان المتفجر (أي شاحنة الميتسوبيشي) أو جسم معدني قرب مكان المتفجرة».

وقال ان فريق التحقيق توصل الى خلاصة أولية مفادها ان الانفجار حصل فوق الأرض، وان المتفجرة مكونة من 1200 كلغ على الأقل من مواد «تي أن تي» و «بي إي أن تي» أو المتفجرات البلاستيكية. وتابع ان الخلاصة الأولية للفريق - وهي خلاصة لا يجزم بها نهائياً - هي أن المتفجرة كانت فعلاً في شاحنة الميتسوبيشي، وأن شخصاً في الشاحنة أو أمامها مباشرة هو الذي قام بالتفجير. وقال ان 27 جزءاً من الأشلاء البشرية التي جُمعت من مسرح الجريمة تم التعرف على انها تعود لشخص واحد (ذكر)، وانه هو الذي قام بالتفجير كون كل أشلائه كانت في مكان واحد تفريباً ووجهتها كلها في اتجاه واحد في مكان وقوع الإنفجار. لكنه أضاف ان اللجنة التي يرأسها «تفضّل في هذه المرحلة أن لا تصف هذا الشخص بأنه «مفجر انتحاري». إذ ما يزال يُنتظر معرفة هل فجّر الشخص العبوة بإرادته أم اُرغم على ذلك».

وقال ان اللجنة تصنّف ثلاثة أنواع من المتورطين في الجريمة: الأشخاص المشاركين في التحضير للإغتيال، الأشخاص الذين على معرفة بالعملية أو التخطيط لها، والأشخاص الذي أمروا بالقيام بها.

وقال ان اللجنة لم تجد دليلاً على أن أحمد أبو عدس هو الشخص الذي قام بالتفجير، كما جاء في شريطه المسجل الذى تبنى فيه العملية. كما انه ليس هناك دليل على أن أحمد أبو عدس كان موجوداً في مسرح الجريمة، في أي شكل، يوم 14 شباط (فبراير). وتابع ان اللجنة لا تستبعد إمكان ان يكون أبو عدس له علاقة بجوانب أخرى من العملية غير دوره في شريط تبني المسؤولية.

واضاف أن اللجنة قابلت الرئيس السوري بشار الاسد ونائبه فاروق الشرع وقدمت لهما اسئلة محددة وتلقت «إجابات مفيدة» منهما. وأضاف ان اللجنة قابلت ستة شهود في سورية، بناء على طلبها. وتابع ان مستوى المساعدة التي قدمتها سورية خلال مدة التقرير «مرضية عموماً» وانها استجابت كل طلبات اللجنة في وقت معقول، وفي بعض الأحيان قدمت ردوداً وافية. لكنه شدد على ضرورة التعاون الكامل غير المشروط من سورية.

وأكد عدم وجود «صلات واضحة» بين القضايا الـ 14 واغتيال الحريري. ولفت إلى أن اللجنة «توصلت مبدئياً إلى أن الحالات الـ 14 لم تنفذها 14 مجموعة منفصلة، بعدد مماثل من الدوافع (...) تحليلياً، يمكن أن تكون الحالات كلها مرتبطة بطرق عدة، لا سيما طريقة تنفيذ العمليات. (لكن) على مستوى الأدلة لم تتطور (دراسة) أي حالة إلى الحد الذي يسمح بالربط بين المنفذين». وأشار إلى وجود «أدلة على التشابه بين الاعتداءات الثمانية»، كما «يرجح التحليل المبدئي أن الهجمات نفذها نفس الأشخاص، باستخدام الأسلوب نفسه، للغاية الأجرامية ذاتها»، إضافة إلى أن المناطق المستهدفة كلها ذات غالبية مسيحية. ولفت إلى تشابه في اختيار وقت تنفيذ العمليات التي «تمت غالباً خلال أوقات تكون فيها المناطق المستهدفة أقل ازدحاماً».

وقال إن «المقارنة بين الأسلوب المتبع في كل تفجير، تشير إلى مجموعة إعداد واحدة، تهدف إلى تنفيذ سلسلة متكررة من الهجمات بالحد الأدنى من التعقيدات. وتنفيذ هذا النوع من العمليات يسير إلى حد كبير، كما أن المنهج المتبع فيها هو أبسط ما يمكن لتحقيق الهدف». وأكد ضرورة «تصنيف» دوافع الجرائم الثمانية، معتبراً أن بعض الاعتداءات قد لا يبدو متصلاً ببقيتها. لكن على نطاق أوسع، قد تكون لكل الاعتداءات دوافع مشتركة.

شبكة مرتبطة باسرائيل

على صعيد آخر، كشفت مديرية المخابرات في الجيش اللبناني شبكة مرتبطة بأجهزة الأمن الاسرائيلية، وتمكنت من توقيف عدد من عناصرها، بينهم أحد الضالعين في اغتيال المسؤول في حركة «الجهاد الاسلامي في فلسطين»، اللبناني محمود المجذوب وشقيقه نضال في 26 أيار (مايو) الماضي في مدينة صيدا، بتفجير سيارة مفخخة أودت بحياتهما على الفور. وأبلغ «الحياة» مصدر أمني رفيع، بعد اعلان توقيف المتورط في اغتيال الأخوين المجذوب، أن استخبارات الجيش اللبناني استطاعت ان تتوصل عن طريق معلومات خاصة بها، الى خيوط مهمة حول عملية الاغتيال عبر إلقائها القبض على شبكة تعمل في إطار مجموعات عدة لمصلحة أجهزة الاستخبارات الاسرائيلية، جميع عناصرها من اللبنانيين.

واكدت قيادة الجيش – مديرية التوجيه في بيان اعتقال «أحد الضالعين الرئيسيين بعملية التفجير... وقد ضبطت بحوزته وثائق ومعدات مرتبطة بالجريمة، ولديه علاقة استخباراتية بالعدو الاسرائيلي. بوشر التحقيق معه لمعرفة كافة ملابسات الجريمة وعلاقته بأعمال تخريبية أخرى».

وعلمت «الحياة» ان الموقوف الأساسي الذي استطاعت مديرية المخابرات ان تتعرّف من خلاله الى عدد من اعضاء الشبكة يدعى محمود أبو رافع، من بلدة حاصبيا، وهو كان بين الذين تعاملوا مع الاسرائيليين إبان احتلالهم الجنوب، وكان من الذين تعاملوا مع «جيش لبنان الجنوبي» بقيادة اللواء انطوان لحد، والذي كان تابعاً لقوات الاحتلال الاسرائيلي قبل انسحابها العام 2000. ولكن المصادر الأمنية التي اتصلت بها «الحياة» تكتمت على الاسم، وأشارت الى ان توقيف الشخص الأول في الشبكة تمّ قبل 4 أو 5 أيام وأن توقيف بعض اعضائها تمّ في الايام القليلة التي تلت وبالتالي فإن اكتشاف الشبكة ما زال حديثاً جداً وتتواصل التحقيقات من أجل القبض على كامل عناصرها خصوصاً أنهم يتوزعون على مجموعات عدة.

الا ان «الحياة» علمت ان أبو رافع أدلى بإعترافات عدة أفضت الى إلقاء الضوء على دور لهذه الشبكة في اغتيالات أخرى. ورفض المصدر الأمني الرفيع ان يوضح طبيعة الاغتيالات التي تورطت فيها الشبكة، مشيراً الى ان «الكشف عن كل المعلومات سيحصل في الايام القليلة المقبلة، بعد انجاز التحقيقات لأن من غير المناسب الإدلاء بمعلومات عنها في وقت ما زالت التوقيفات جارية». وأكد المصدر لـ «الحياة» «ان هناك على الأرجح ثلاث عمليات اغتيال متورطة فيها هذه الشبكة»، تردد ان بينها اغتيال المسؤول في «حزب الله» علي صالح في الضاحية الجنوبية لبيروت.

 

توزيع الجوائز على الفائزين في مسابقة القصة القصيرة في حلبا

وطنية - عكار - 11/6/2006 (متفرقات) وزعت بلدية حلبا الجوائز التقديرية على الطلاب المشاركين في مسابقة القصة القصيرة، التي نظمتها اللجنة الثقافية في البلدية وشارك فيها 16 طالبا يمثلون 8 ثانويات رسمية وخاصة في عكار، في احتفال اقيم في قاعة المطالعة والتنشيط الثقافي في مبنى عصام فارس في البلدية، في حضور حشد من مديري المدارس وفاعليات تربوية واعضاء لجنة التحكيم المشرفة على تصحيح المسابقات. والقى رئيس بلدية حلبا سعيد الحلبي، كلمة هنأ فيها الطلاب المشاركين في المسابقة، داعيا اياهم الى العمل والمثابرة وابراز طاقاتهم الادبية والابداعية، متوجها بالشكر الى جميع الذين عملوا على انجاح هذا النشاط الابداعي. ثم كانت كلمة لامين سر اللجنة الثقافية في بلدية حلبا المشرفة على المسابقة احمد الحلبي، فقدم شرحا عن المسابقة واهميتها، مشيرا الى قدرة الطلاب المشاركين على الانتاج الادبي، شاكرا البلدية على مبادرتها في اتاحة الفرصة امام المبدعين الشباب في كتابة القصة لابراز مواهبهم . ثم تحدث سعد سكاف باسم اللجنة التحكيمية الذي نوه بعطاءات الطلاب المشاركين، آملا بان تتكرر هذه المناسبات في باقي البلديات العكارية . بعد ذلك جرى فض المسابقات وتوزيع الشهادات والجوائز النقدية والعينية على الطلاب الذي تسلموا جوائزهم من رئيس البلدية الحلبي ومجموعة قصصية وادبية وتاريخية من مجموعة مؤلفات الدكتور فرج زخور، على ان يجري العمل لاحقا على اصدار مجموعة القصص لكل الطلاب المشاركين في كتيب خاص.

 

"التيار الوطني الحر" اقر نظام حزبه ويعرضه قريبا

وطنية - 11/6/2006 (سياسة) أعلن "التيار الوطني الحر"، في بيان اليوم، انه "في إطار تنظيم حزب التيار الوطني الحر، اجتمعت الهيئة التأسيسية للحزب برئاسة العماد ميشال عون وحضور حوالي مئة وعشرين من أعضائها، وبعد مناقشات مستفيضة للنظام الداخلي وتبادل للآراء، تم التصويت على النظام واقراره". وذكر البيان "أن لجنة التنظيم في التيار عملت قرابة سنة كاملة على إنجاز هذا النظام الذي سيتم عرضه وشرحه قريبا".

 

البطريرك صفير استقبل رئيس المجلس العام الماروني ووفودا شعبية

وطنية-11/6/2006(سياسة) استقبل البطريرك الماروني الكاردينال ما نصرالله بطرس صفير في بكركي اليوم رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن وعرض معه الأوضاع العامة والمستجدات. كذلك استقبل وفودا شعبية من مختلف المناطق.

 

تقرير القاضي البلجيكي سيرج برامرتس

النهار - 2006 / 6 / 11

 سلم امس القاضي البلجيكي سيرج برامرتس الامين العام للأمم المتحدة كوفي انان تقرير لجنة التحقيق الدولية المستقلة في اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه. فاحاله انان فوراً على اعضاء مجلس الأمن، على ان يناقشه المجلس الاربعاء المقبل. وتنشر "النهار" هنا ترجمة لابرز ما تضمنه التقرير الذي يقع في 30 صفحة فولسكاب ومؤرخ: بيروت في 10 حزيران 2006. التقرير الرابع للجنة التحقيق الدولية المستقلّة المنشأة بناءً على قرارات مجلس الأمن 1595 (2005) و1636 (2005) و1644 (2005)

ملخّص

طلب مجلس الأمن من لجنة التحقيق الدولية المستقلّة التابعة للأمم المتّحدة ("اللجنة") أن ترفع تقريراً إلى المجلس حول تقدّم التحقيق بما في ذلك التعاون الذي تحصل عليه من السلطات السورية، وذلك كلّ ثلاثة أشهر اعتباراً من تاريخ صدور القرار 1644 في 15 كانون الأول 2005.

يلقي التقرير الحالي الضوء على التقدّم الإضافي الذي أحرزته اللجنة في ترسيخ هيكليّتها وقدراتها التنظيمية، وتطوير نشاطاتها التحقيقيّة وتكييف إجراءاتها الداخلية مع معايير عمليّة قضائية مستقبلية ومتطلّباتها، والتي قد تكون على الأرجح محكمة ذات طابع دولي. وأعادت اللجنة في شكل خاص النظر في كلّ المعلومات التي جُمِعت سابقاً وهي تحقّق بمنهجيّة في كلّ الخيوط المحتملة. ولديها حالياً 24 مشروع تحقيق تغطّي مجموعة واسعة من المجالات. الأدلّة التي تمّ التوصّل إليها في مشاريع تحقيق منجَزة بطريقة منظّمة ومنهجيّة، وهي جاهزة كي تطّلع عليها السلطات القضائية المختصّة.

في ما يتعلّق بالمساعدة التقنية التي تقدّمها الى السلطات اللبنانية في القضايا الأربع عشرة الأخرى، تعتبر اللجنة أنّ ثمّة حاجة إلى جهود أكثر تناسقاً وقوّة لدفع التحقيق نحو الأمام وفي حين أنّ زيادة المساعدة أمر ضروري لتعزيز الإمكانات التقنية والتحقيقية الضرورية لسلطات التحقيق اللبنانية، تستطيع اللجنة أن تتصوّر لنفسها دوراً أكثر فاعلية في متابعة هذه التحقيقات.

وقد أصبح التعاون الذي تحصل عليه اللجنة من الدول الأعضاء شرطاً أكثر أهمّية لإنجاز عملها، إذ جرى رفع 32 طلباً إلى 13 دولة أثناء مرحلة العمل على إعداد التقرير، مما يلقي الضوء على النطاق الدولي الواسع الذي يصل إليه التحقيق. وتطوّر التعاون مع سوريا أكثر. وستستمرّ اللجنة في طلب التعاون الكامل من جانب سوريا، بما في ذلك جمع الوثائق والبحث عن معلومات محدّدة وتسهيل إجراء المقابلات مع مواطنين سوريين.

ترحّب اللجنة بطلب الحكومة اللبنانية من الأمين العام في 4 أيار 2006 تمديد مهمّتها "فترة إضافيّة تصل إلى سنة". ومن شأن هذا التمديد أن يؤمّن الاستمرارية والاستقرار، ويسمح بتنفيذ عمليّات تدريجية وتخطيط تدريجي، ويقدِّم تطمينات الى الفريق العامل.

II. التقدّم في التحقيق

10. أثناء العمل على إعداد التقرير، ركّزت اللجنة في تحقيقها على استكمال تثبيت العمل الموروث، ومتابعة التحقيق في نواحي الجريمة وتطوير عدد كبير من الخيوط الجديدة ومجالات التحقيق، وإرساء نظام يسمح بإدارة التحقيق بالطريقة المناسبة. من الضروري التوصّل إلى نتائج فعليّة في مجال الأدلّة في أسرع وقت ممكن.

11. بناءً عليه، تقدّم اللجنة في هذا التقرير لمحة سريعة عن عملها على مستويات القضيّة المختلفة، لا سيّما الجريمة ذاتها، والتعرّف إلى هويّة مرتكبيها ومن كانوا على علم بالعمليّة أو بالتخطيط لها، ومن أمروا بتنفيذها. ومن خلال ذلك، ستقدِّم اللجنة أكبر قدر ممكن من التفاصيل نظراً إلى الحاجة إلى الحفاظ على السرّية والأدلّة الخاصّة بالتحقيق.

أ. خصائص الجريمة

1. معايير العمل

12. كما أشرت في التقرير السابق، من الأمور الأساسية التي ركّز عليها التحقيق إنشاء نظريّة موحَّدة حول ما إذا كان انفجار العبوة الناسفة المرتجلة الذي أودى بحياة رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري و22 آخرين حصل "تحت الأرض" أو "فوق الأرض"، وهل كان عبارة عن انفجار واحد أم اثنين، أو هل سبّبه أيّ مزيج محتمل من هذه العوامل. إنّ النظر في هذه النواحي الأساسية للجريمة وتحديدها بطريقة منهجيّة وحاسمة، أساسيّ لتسهيل التقدّم الإضافي في التحقيق، ومطلوب لتلبية معايير الأدلّة في إجراء قضائي مستقبليّ.

13. إنّ تحديد عدد الانفجارات والموقع الدقيق للعبوة لحظة الانفجار، يسمح بتحقيق فهم أفضل لتخطيط الجريمة وتنفيذها، وطبيعة الفريق المنفِّذ وتركيبته، والمهارات والتنسيق، والوقت الذي خُصِّص لتخطيط الهجوم، والفترة التي اتُّخذ خلالها قرار قتل رفيق الحريري، ومدى تورّط أفراد آخرين أو معرفتهم بالأمر أو تواطؤهم.

14. يجب التركيز على أهمّية العمل الجنائي الشامل في تقدّم التحقيق. تؤمّن المعاينة والتحليل الجنائيان الأساس لكثير من الخطوات التحقيقية الأخرى والفرضيّات حول القضيّة وبناء الأدلّة. وفي حين تقرّ اللجنة بالعمل الممتاز الذي قامت به الفرق الجنائية السابقة، تعتبر أنّه كان ولا يزال من الضروري إجراء المزيد من المعاينات الجنائية.

2. المعاينة الجنائية

لمسرح الجريمة

15. قامت اللجنة بخطوات تحقيقية أساسيّة مكثّفة لتوضيح النواحي المتعلّقة بالانفجار، بما في ذلك جمع معلومات من الشهود ومقارنتها. وأجرت أيضاً اختبارات جنائية شاملة لا يزال بعضها مستمراً. وسيسمح هذا للجنة بأن تحدّد من خلال درجة مرضية من الأدلّة، ملابسات الانفجار في ذلك اليوم.

16. بدأت اللجنة المعاينة الجنائية الأخيرة لمسرح الجريمة في أواخر أيار 2006، وقد أجراها فريق من الخبراء في الأدلّة الجنائية ومسرح الجريمة. وكان الهدف من هذا المشروع إجراء تحقيقات منهجيّة في مسرح الجريمة بهدف جمع أدلّة جنائية بما في ذلك تحديد إذا كانت شاحنة الـ"ميتسوبيشي" قد استُعمِلت لنقل العبوة، وإذا كان شخص معيّن قد فجّر العبوة، وموقع العبوة بالضبط عند انفجارها. اضافة الى ذلك، هدف المشروع إلى جمع أدلّة جنائية لتحديد الملابسات الدقيقة للانفجار: هل حصل الانفجار فوق الأرض أم تحتها؟ وهل فُجِّرت عبوة ثانية في الوقت نفسه تقريبا؟ تطلّب المشروع معاينة دقيقة لأطنان من الركام والأجزاء المعدنيّة والبلاستيكية ضمن مساحة 41 ألف متر مربّع.

17. هدفت المعاينة الأخيرة لمسرح الجريمة أيضاً إلى إجراء تحاليل للحمض النووي لبقايا جثث بشريّة. ويساعد هذا على التعرّف الى هويّة الشخص الذي شغّل العبوة وهويّات أيّ ضحايا سقطوا في الهجوم. كما هدف المشروع إلى تأكيد خيوط التحقيق الجديدة الحاليّة والتي يجري تطويرها في ما يتعلّق بتخطيط العمليّة وتنفيذها. في شكل عام، سمح هذا المجهود بالحصول على أكثر من 1900 دليل إضافي تخضع كلّها للمزيد من المعاينة الجنائية.

18. فضلا عن ذلك، أتمّت اللجنة في آذار 2006، المعاينة الجنائية للمركبات التي كانت في موكب الحريري. وضعت المركبات في مواقعها التقريبية قبل الانفجار مباشرة. وكان الهدف من هذا الإجراء تقصّي آثار الانفجار على المركبات والبحث عن مزيد من الأدلّة. وقد جُمِعت 76 عيّنة من أجزاء معدنيّة مبعثرة على مساحة واسعة، ووُضِعت في المركبات على علوّ مختلف فوق الأرض. ونظراً إلى حجمها وشكلها وطبيعتها الفيزيائية، يرجح أنّ الأجزاء هي من حاوية المتفجّرات (أي شاحنة الميتسوبيشي) أو غرض معدنيّ كان على مقربة من المتفجِّرة.

19. أخضعت الأجزاء لتحليل الدهان المعدنيّ والجنائي بهدف تحديد مصدرها. وسيجري تحليل مسارها لتحديد الموقع الدقيق للمتفجِّرة. ستحدّد هذه التحليلات إذا كان مصدر الأجزاء الحاوية، وترسم الاتّجاه الذي سلكته هذه الأجزاء في اللحظات التي تلت الانفجار مباشرةً. وستجري مقارنة النتائج مع تحليل خصائص موقعَي المتفجّرة المحتملين، أي فوق الأرض أو تحتها، للمساعدة على تحديد الموقع الثلاثي الأبعاد للمتفجّرة مباشرة بعد انفجارها.

خصائص الانفجار

20. كما أشرت سابقاً، من الأولوية بالنسبة إلى اللجنة أن تحدّد إذا كان الانفجار قد حصل نتيجة تفجير فوق الأرض أو تحتها، أو الأمرين معاً. تختلف خصائص الانفجار كثيراً من حيث حصوله تحت الأرض أو فوقها، وذلك في ما يتعلّق بخصائص الفوهة ومسار الركام وطبيعته، وآثار الانفجار وخصائصه مثل كرة النار والحرارة والتأثير على المباني المجاورة. ويسمح العمل الجنائي المكثَّف للجنة بتحديد أيّ من الخصائص المذكورة ينطبق على الانفجار الذي استهدف الحريري.

21. لمزيد من الوضوح حول النظريات المختلفة التي تحيط بخصائص الانفجار، يجري حالياً العمل على تحليل أخير للمعلومات الزلزالية المتعلّقة بالانفجار. ستسمح النتائج بإجراء مقارنة مع أشكال أخرى من الأدلّة تتعلّق بمسألة حصول انفجار واحد أو انفجارين، وقوّة الانفجار، وكمّية المتفجّرات المستعملة، وتحديد إذا كان الهجوم حصل فوق الأرض أو تحتها. وإحدى النواحي المرتبطة بهذه المعلومات كانت تحديد الوقت الدقيق للانفجار، الذي عُيِّن بأنّه الساعة 12:55:05. والسبب وراء الإرباك في تحديد الوقت الدقيق للانفجار هو الساعة غير المضبوطة بدقّة في تلفزيون مصرف "إيتش إس بي سي". سيجري أيضاً تحليل مقارَن لانفجارات أخرى حصلت في لبنان، بهدف تقويم حجمها مقارنةً بالانفجار الذي أودى بحياة الحريري في 14 شباط 2005.

22. جرت معاينة دقيقة للخصائص الجنائية والفيزيائية والكيميائية للانفجارات تحت الأرض أو فوقها مع وضع قضيّة الحريري نصب أعيننا. إنّها متعلّقة بطبيعة كرة النار والخصائص الحرارية، ومسار الركام والمسافة التي تفصله عن الحاوية أو حاملة المتفجّرة وعن الأرض والبقايا البشريّة المرتبطة بالحاوية والموكب والجوار، ومفاعيل الانفجار على الضحايا والبنى المجاورة، والخصائص الفيزيائية للفوهة والمنطقة المجاورة قبل الانفجار وبعده، وعوامل الموجات الصوتيّة المتعلّقة باختبارات وأدلّة الشهود عند حصول الانفجار، والارتجاجات الزلزاليّة التي سُجِّلت عند وقوع الانفجار، والمضاعفات الإضافية لديناميّات موجة الانفجار والصدمة الهوائية الناجمة عن البيئة المدينية المحيطة بالمكان.

23. الفوهة التي كوّنها الانفجار هي ناحية جنائية مهمّة جداً يجب دراستها. لقد ثبت الآن أنّ كمّية المتفجّرات الضرورية لتكوين فوهة مماثلة لتلك التي سبّبها الهجوم في 14 شباط 2005، هي نحو 500 كلغ من مادّة موازية للـ"تي إن تي" على عمق 1,7 متر تحت الأرض، أو 1200 كلغ إذا كانت المتفجّرة وُضعت فوق الأرض، أو 1800 كلغ إذا كانت المتفجرة على علو نحو 0,80 متر فوق الأرض. بناء عليه، إذا كانت شاحنة الميتسوبيشي قد استعملت فعلاً حاوية للمتفجّرات، فلا بد من أن كمية المتفجرات المستخدمة كانت على الأقل 1200 كلغ من مادّة موازية للـ"تي إن تي".

24. كما أظهرت الأدلّة التي جُمعت من التربة داخل الفوهة أنّ المتفجّرة كانت على الأرجح فوق الأرض والانفجار دفعها نحو الأرض. ستخضع كلّ الأجزاء التي جُمعت في هذه المنطقة لتحليل المسار وسيجري إدماجها في استنتاجات أخرى عن المسار لتحديد الموقع الدقيق للمتفجّرة قبل انفجارها في نموذج ثلاثي الأبعاد من 360 درجة. وأجريت أيضاً معاينة للإمدادات تحت الأرض في الطريق ومحيطها، ولم يتمّ العثور على أيّ آثار لأداة تفجير.

25. في هذا السياق، ما زالت اللجنة تدرس كيفية وضع شحنة المتفجّرات في الشاحنة لتحقيق النتائج المرجوّة، وكيف جرى توصيل المتفجّرات كي تنفجر على هذا النحو. وسيساعد هذا على تحديد ما إذا تمّ استعمال أساليب توقيع معيَّنة في صنع المتفجّرة وما هي درجة الضروريّة لجمعها.

حاوية المتفجرات

26. كما ذكرت سابقاً، تخضع أجزاء المركبات المختلفة التي جمعت أثناء المعاينة الجنائية حالياً لتحاليل بيولوجية وجنائية إضافيّة لتحديد مصدرها، لا سيّما إذا كانت عائدة للميتسوبيشي والتي جرى ذكرها في تقارير اللجنة السابقة. سُحِبت قطعة معدنية قد تكون سقف مركبة آليّة من ذراع رافعة معلّقة بمبنى في مسرح الجريمة (مبنى بيبلوس) على علو نحو خمسين متراً فوق الأرض. كما وجد مفتاح إشعال قرب مبنى لم تجرِ معاينته جنائياً من قبل.

27. علاوة على ذلك، وُجد تروس مركبة آليّة في الأرض قرب الفوهة، على انخفاض نحو 40 سم تحت الأرض. ويخضع أيضاً لتحليل المسار والتحليل الجنائي لتحديد خصائص المركبة التي ربّما ينتمي إليها. ويشير التقويم الأوّلي إلى أنّ هذا الجهاز انغرز في أرض الفوهة بفعل انفجار فوق الأرض.

البقايا البشرية

28. جمع 119 دليلاً بيولوجيا محتملاً من العديد من المواقع المختلفة حول مسرح الجريمة. لدى المعاينة الأوّلية، ثبت أنّ 44 دليلاً على الأقلّ عبارة عن بقايا بشريّة، ومن المتوقّع أن يجري التثبّت من 12 قطعة أخرى على أنّها بقايا بشرية ما إن تكتمل المعاينات الجنائية. فهي تخضع أيضاً للتحديد وتحليل الحمض النووي والمسار. ستعمل اللجنة عن كثب مع السلطات الجنائية اللبنانية في مطابقة الحمض النووي الموجود مع أيّ حمض نووي جديد يجري التعرّف عليه.

طريق الموكب

29. يوشك مشروع منهجيّ لمقابلة أو إعادة مقابلة كلّ أعضاء الفريق الأمني الذي كان تابعاً لرفيق الحريري، بمن فيهم الناجون في موكبه ومن يديرون أمنه والأعضاء في الفريق الشخصيّ المباشر – يوشك إذاً على الانتهاء. والأهداف هي تحديد الطريق الذي سلكه الموكب والتوقيت الدقيق لتقدّمه وأوقات التوقّف والانطلاق، وتوقيت اختيار الطريق والاطّلاع على الطريق الذي سيسلكه الموكب، واستخدام سيّارة "مرسيدس بنز 600" أو أكثر في الموكب، يوم الهجوم وقبله، ومتى سلك الموكب طريق فندق السان جورج من قبل بما في ذلك في الزيارة السابقة إلى البرلمان في 8 شباط 2005، واستخدام أجهزة إلكترونية مضادّة وإمكاناتها الدقيقة، وخطّة المنفّذين الإجمالية، وموقع وتوقيت إدخال شاحنة الميتسوبيشي، وتفاصيل آخر يومين من حياة الحريري، ونقاط ضعف وقوّة الفريق الأمني الذي كان محيطاً بالحريري في ذلك الوقت.

30. بالتزامن، جرى إعداد خريطة عن التحرّكات الثنائية البعد للموكب يوم الهجوم ورُبِطت بصور وأشرطة فيديو جوّية لمعرفة حركة الموكب على الطريق في التوقيت الدقيق.

31. نظراً إلى طبيعة الطريق التي سلكها الموكب والحاجة إلى إدخال شاحنة الميتسوبيشي إلى تلك الطريق، لم تقتنع اللجنة كلياً بعد بأنّه كان من المقرّر فعلاً أن تكون منطقة فندق السان جورج المباشرة الموقع المحدّد للهجوم. من المحتمل أنّ الخطّة كانت تقضي بأن تنفجر العبوة المرتجلة في مرحلة لاحقة من الطريق، على الأرجح بعد عبور فندق السان جورج، لكن ليس قبل وصوله وهذا شبه مؤكّد، وذلك بسبب المسائل اللوجستية والمتعلّقة بالتوقيت. لهذا السبب، لا تزال اللجنة تدرس الصور التي التقطتها كاميرات المراقبة يوم الهجوم، وتستمرّ في البحث عن صور أخرى قد تكون مؤرشَفة عن الطريق المقرّرة لشاحنة الميتسوبيشي.

3. شهود مسرح الجريمة

32. تجري حالياً مقابلة وإعادة مقابلة أكثر من 25 شاهداً كانوا حاضرين في مسرح الجريمة، لمقارنة أقوالهم مع الأعمال الجنائية المكثّفة. يهدف هذا المشروع جزئياً إلى التحرّكات الدقيقة لشاحنة الميتسوبيشي وموضعها في المراحل الأخيرة من العمليّة، وفهم الأحداث التي جرت لحظة الانفجار، وتطوير خيوط تحقيقية إضافية، وتحديد ما إذا كان قد سُمِع صوتان واستخدمت عبوتان ناسفتان مرتجلتان. في هذا الصدد، يجري تحليل للانفجار والصوت بهدف خصائص الانفجار السمعيّة بحسب موقع كلّ شاهد في مسرح الجريمة. سيسمح هذا بإجراء تحديد جنائي ومقارنة بين الإفادات لمعرفة إن كان قد وقع انفجار واحد أم انفجاران.

4. الاستنتاج الأوّلي

33. بالاستناد إلى الأدلّة الجنائية وإفادات الشهود التي جمعت ودرست حتى الآن، وبانتظار نتائج سلسلة من المقابلات والتحاليل الجنائية النهائية، تعتبر اللجنة أنّ انفجاراً واحداً فوق الأرض حصل يوم الهجوم الساعة 12:55:05. وقد سبّبته عبوة ناسفة مرتجلة كبيرة جداً زنتها 1200 كلغ كحدّ أدنى ومصنوعة من مزيج من "تي إن تي" و/أو "بي إي تي إن" و/أو بلاستيك "آر دي إكس".

34. تعتبر اللجنة أيضاً أنه بالاستناد إلى الأدلّة الحسّية التي تمّ جمعها، بما في ذلك مسارات الأجزاء المعدنية ومواقعها، والأضرار التي لحقت بمركبات الموكب وتلك المركونة على الطريق، وما أظهرته الصور التي التقطتها كاميرات المراقبة في "إيتش إس بي سي"، كانت شاحنة الميتسوبيشي تحتوي على العبوة الناسفة المرتجلة التي شُغِّلت عند مرور موكب الحريري. يخضع هذا الاستنتاج للمعاينة الجنائية النهائية.

35. على الأرجح أنّ شخصاً داخل الشاحنة أو أمامها مباشرةً هو الذي فجّر العبوة. لقد حُدِّد بأنّ الـ27 جزءاً من البقايا البشرية التي جمعت سابقاً من مسرح الجريمة تنتمي إلى الشخص نفسه، وهو ذكر. على الأرجح أنّه هو من فجّر العبوة، ومن الأسباب أنّ بقاياه صغيرة جداً في الحجم وجُمعت في المنطقة نفسها، وكلّها في الاتّجاه الأمامي نفسه انطلاقاً من بؤرة الانفجار. في هذه المرحلة، تفضّل اللجنة ألا تصف الشخص بـ"الانتحاري". يبقى أن نحدّد إذا كان قد فجّر العبوة بإرادته أو أُرغِم على القيام بذلك.

36. يبدو أنّه جرى حساب كمية المتفجرات المستخدمة لضمان نجاح العمليّة، مع الأخذ بالاعتبار المنطقة المختارة لتنفيذ الهجوم والمسافة الضرورية التي يجب أن تتوافر بين شاحنة الميتسوبيشي وسيارة الحريري. وإذا يُقدّر وزن الشحنة بـ1200 كلغ كحدّ أدنى، فقد رُفِع الهجوم إلى مستوى شبه مضمون.

37. نظراً إلى أنّه ينبغي اعتبار الجريمة اغتيالاً محدّد الهدف، كان من الضروري تخطّي وسائل الحماية التقنية مثل أدوات التعطيل في الموكب، والأخطاء البشرية في الخطة. اختيرت كمية عالية من المتفجرات لضمان نجاح العملية حتى وإن لم تصب سيارة الحريري مباشرة بل كانت على بعد مسافة معيّنة من العبوة. لقد صُممت المتفجرات بطريقة تضمن أن يؤدّي شعاع الصدمة القاتل وقوّة الضغط الناجمة عن حجم الانفجار إلى مقتل رفيق الحريري حتّى وإن لم ينجح بذلك الانفجار الفوري أو تحطّم المركبة وأغراض أخرى بسرعة كبيرة أو كرة النار التي يسبّبها الانفجار.

ب. أشخاص متورّطون في تنفيذ الجريمة

1. فرضيّات العمل

38. كما جاء في التقرير الأخير، تميّز اللجنة بين ثلاثة أنواع من التورّط في الهجوم الذي استهدف الحريري، من دون أن يتضمّن هذا التمييز أي غاية خاصّة أو مسؤولية جرمية: أشخاص شاركوا في تنفيذ الجريمة، أشخاص على علم بالعملية أو بالتخطيط لها، وأشخاص أمروا بتنفيذ الجريمة. بحسب درجة الترابط بين هذه الفئات الثلاث من الأشخاص، طوّرت اللجنة فرضيّتَي العمل الأساسيتين الآتيتين:

39. من جهة، يمكن أن يكون التخطيط والتنفيذ قد تمّا من خلال مبدأ التقسيم إلى أجزاء. يعني هذا عمليّة معقّدة قُسِّمت إلى مكوّناتها الأساسية ونفّذها أفراد أو مجموعات غير مدركين للنواحي الأخرى من العمليّة أو لا يعرفون المشاركين الآخرين فيها. على سبيل المثال، من المحتمل انّ الحصول على العبوة الناسفة المرتجلة وتحضيرها ونقلها إلى مسرح الجريمة قام بها أفراد غير مشاركين في تخطيط العمليّة أو تنفيذها. وكذلك، يمكن أن يكون أشخاص لم يشاركوا في النواحي الأخرى من العمليّة، أعدّوا شريط أبو عدس وسلّموه. تزيد هذه الفرضيّة من عدد الأشخاص الذين شاركوا أو كانوا ربّما على اطّلاع على ناحية واحدة على الأقلّ من الخطّة أو العمليّة.

40. من جهة أخرى، ربما وضع فريق واحد فكرة قتل الحريري وتولّى الاستطلاع والمراقبة وحضّر فيديو تبنّي العمليّة وحصل على المتفجّرات وحصل على شاحنة الميتسوبيشي وجهّزها واستعمل شخصاً لتفجير العبوة ونفّذ العملية. بالاستناد إلى هذه النظرية، قد يكون عدد المشاركين قليلاً.

2. الأشخاص الذين شاركوا في الجريمة

طريقة العمل التي استخدمها المنفّذون

41. في التقرير السابق، ألقت اللجنة الضوء على مقاربتها التحقيقية الإجمالية الآيلة إلى كشف النقاب عن العمل التحضيري الذي سبق الهجوم، والتعرّف على هويّة المشاركين ومهمّات كلّ منهم، ومضمون تلك المهمّات قبل الهجوم وأثناءه وبعده، وتوضيح طريقة العمل التي استخدمها المرتكبون.

42. في سبيل توضيح طريقة العمل، قابلت اللجنة شهوداً وضحايا ومشتبهاً فيهم، واستخدمت التحقيقات والخبرات الجنائية في تقويم الوسائل والأساليب، وأخيراً، درست تحاليل الاتصّالات التي جرت يوم الجريمة وفي سياق التحضير لها.

43. تتابع اللجنة تحقيقاتها في المسائل المذكورة آنفاً بهدف التوصّل إلى فهم أفضل للجريمة: كيف ومتى وأين اجتمعت مجموعة من الأشخاص لرسم عناصر العملية، كيف ومتى وأين أجريت عمليّات الاستطلاع للتحضير للهجوم، كيف استُعملت الاتّصالات أو لم تستعمل لأهداف محدّدة وبدرجة عالية من الانضباط، في تنفيذ العملية وفي مراحل التحضير والتخطيط، وحتى بعد الهجوم، وهل ومتى عُلم أي طريق سيسلك الحريري من أجل بناء الخطة.

44. في هذا السياق، تستمرّ اللجنة في التحقيق لمعرفة إن كان سائق شاحنة الميتسوبيشي جزءاً أساسياً من الفريق أو أضيف إليه مباشرة قبل الهجوم الفعليّ، وهويّة الشخص الذي فجّر العبوة، وهل شارك في الجريمة بإرادته أو أرغم على ذلك، وما عدد الأشخاص الذين ارتكبوا الجريمة وعدد من سهّلوها، ومن كان على اتّصال بالفريق في الأسابيع والأيام والساعات التي سبقت الهجوم، وما هي الكيانات التي تملك القدرة والإمكانات لتنفيذ هجوم بهذا التعقيد وبالطريقة التي نُفِّذ بها، وما هو مصدر المتفجّرات، ومن يملك المعارف والإمكانات اللازمة لصنع العبوة الناسفة المتفجرة، ومتى وأين صنعت ومن صنعها، وكيف وصلت الشاحنة إلى مسرح الجريمة.

45. أخيراً، تتابع اللجنة، بالتعاون مع مكتب المدّعي العام اللبناني، تحقيقاتها في مصدر الميتسوبيشي وكيفية الحصول عليها وتحرّكاتها بين تاريخ الحصول عليها وتاريخ استعمالها في الهجوم، باعتباره خيطاً يحتلّ الأولوية في التحقيق. ويشكّل الحصول على الشاحنة ناحية أساسية في التحقيق، ما يؤمّن فهماً أفضل لطريقة عمل الفريق الذي نفّذ الجريمة.

الشخص الذي فجّر العبوة

46. كما ذُكِر سابقاً، هويّة وطريقة مشاركة الشخص الذي فجّر العبوة إمّا من داخل الميتسوبيشي أو من أمامها، ناحيتان أساسيتان في التحقيق. نتيجة لذلك، تركّز اللجنة لمعرفة إذا كان الشخص أساسياً في الفريق الذي حضّر الجريمة ونفّذها، أو أدخِل في العمليّة مباشرة قبل الهجوم الفعلي.

47. في هذا السياق، من المهم تحديد الهدف من مشاركة ذلك الشخص، وهل تمّت بإرادته أم رغماً عنه. يقود كلّ احتمال إلى استنتاجات مختلفة في ما يتعلّق بحوافز العمليّة. ويتطلّب هذا معرفة معمّقة بحوافز "التفجيرات الانتحارية" وأساليبها ووسائلها في المنطقة. يجري حالياً تحليل الحمض النووي كما تُجرى تحاليل مقارَنة، حيث تبحث اللجنة على الصعيدين المحلي والإقليمي وأبعد من ذلك عن أحماض نووية قريبة من الحمض النووي للشخص الذي يُشتبَه في أنّه قام بتفجير العبوة. قد يسمح هذا للجنة بأن تحدّد المصدر الجغرافي لهذا الشخص.

48. التثبّت من صحّة تبنّي المسؤولية في الرسالة المصوّرة لأحمد أبو عدس مهمّ جداً في إطار الجهود التي تبذلها اللجنة لتحديد هويّة الشخص الذي فجّر العبوة وطبيعة مشاركته. تدرس اللجنة النواحي الدينية والسياسية للإعلان المصوّر على شريط الفيديو، وكذلك وسائل تسليمه بما في ذلك كيف ومتى ومن سلّمه. وتحقّق أيضاً في الاتصالات الهاتفية الخمسة التي تلقتها "رويترز" و"الجزيرة" بعد الهجوم، والتي تبنّى اثنان منها الهجوم وكانت الاتصالات الثلاثة الأخرى على صلة بالشريط. تجري استشارة خبراء لتمكين اللجنة من توضيح بعض المسائل المتعلّقة بهذه الناحية من الجريمة.

49. تجرى تحاليل جنائية وتحاليل جنائية إعلامية حول تلك النواحي في الشريط الذي يتبنّى فيه أحمد أبو عدس الهجوم، وحول مسائل أخرى ذات صلة، وعلى الأساليب الحسّية لتسليم الرسالة. جرى جمع البصمات وأجريت أبحاث حول الحمض النووي، ويجري العمل على مطابقتها مع بصمات أحمد أبو عدس وآخرين وحمضهم النووي. كما يجرى ايضاً تحليل جنائي لكومبيوتر أبو عدس، ويُحلل محتوى النتائج ونواحٍ أخرى ذات صلة. وأجريت أيضاً مقابلات مع أشخاص على صلة بهذه الناحية من القضيّة.

50. في هذه المرحلة، ونتيجة التحاليل الجنائية المكثّفة ومعلومات وأدلة أخرى جمعت حتى الآن، وبانتظار نتائج تحاليل الحمض النووي النهائية التي جمعت حديثاً من مسرح الجريمة، لا أدلة تشير إلى أن أحمد أبو عدس هو الشخص الذي فجّر العبوة، كما جاء في إعلان تبنّي المسؤولية. كما أنه ليست هناك أي أدلة تشير إلى أن أحمد أبو عدس كان حاضراً في مسرح الجريمة، في أيّ صفة كانت، في 14 شباط 2005. ولا تستثني اللجنة احتمال أن يكون متورّطاً في نواحٍ أخرى من العملية أبعد من مشاركته في شريط الفيديو الذي يتبنّى فيه العمليّة.

الاتصّالات

51. تحليل الاتصالات مهمة أساسية، حيث تعمل اللجنة حالياً على جمع خمسة مليارات شريط مسجّل سيجري تصنيفها كلّها ومقارنتها وتحليلها. العمل شاقّ جداً ومن شأن ايّ رابط يجري التوصّل إليه أن يقود إلى روابط إضافيّة. كلّفت اللجنة فريقاً من المحللين والمحققين بهذه المهمة، وهي في صدد الحصول على برامج ومعدات إلكترونية متخصصة لتلبية متطلبات المشروع. يتطلب هذا العمل التحليلي الكثير من التركيز. لذلك تركّز اللجنة على النواحي الفوريّة في قضيّة الحريري والروابط الوثيقة بالعمليّة ومسائل أخرى ذات صلة، ويجري دمج النتائج باستمرار في مكوّنات القضية الأوسع.

52. توسّع تحليل الاتصّالات إلى أبعد من الاستعمال الفوري لبطاقات الخلوي الستّ التي جاءت تقارير اللجنة السابقة على ذكرها، يوم الهجوم. يجري التدقيق في الروابط المعقّدة والاتّصالات والمواقع الجغرافية في فترة أكبر من الوقت وتضاف النتائج إلى الاستنتاجات الإجمالية للتحقيق. وللاتصالات التي يجري تحليلها حالياً بعد دولي أيضاً رغم أنّ اللجنة ليست في موقع يخوّلها التوصل إلى استنتاجات نهائية حول أهمية هذه الاتصالات في المرحلة الحالية.

3. الأشخاص الذين كانوا على علم بالعملية أو بالتخطيط لها

53. يهدف التحقيق إلى فهم طريقة عمل الفريق الذي حضّر الهجوم ونفّذه، وتحديد هوية الأشخاص الذين كانوا ربما على علم بالجريمة. من المهم أن نحدّد مَن غير المرتكبين، كان على علم بالعملية أو بالتخطيط لها أو بأجزاء منها. من شأن تحديد هؤلاء الأشخاص ومقابلتهم أن يؤمّنا معلومات وأدلّة مهمّة تتعلّق بالجريمة.

4. الأشخاص الذين أمروا بتنفيذ الجريمة

دوافع الهجوم

54. في حين تسعى اللجنة إلى امتلاك معلومات إضافية عن خصائص الجريمة والأشخاص المتورّطين في تنفيذها، تدرس أيضاً عدداً من الحوافز المختلفة وراء قتل رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري. تعتبر اللجنة أنّه ربما كان هناك أكثر من سبب واحد لقتل الحريري. فهي لا تدرس عاملاً واحداً فقط بل تحقّق في فرضيّات تتعلّق بعدد من العوامل التي اجتمعت في مراحل معيّنة وزادت تالياً من الدوافع لإصدار الأوامر بتنفيذ العمليّة. تختلف كلّ فرضيّة في مستوى تعقيدها، فبعضها متعدّد الطبقة وبعضها الآخر مباشر نوعاً ما. نظراً إلى نشاطات رفيق الحريري الكثيرة ومناصبه المرموقة، تحقّق اللجنة في الدوافع السياسية والانتقام الشخصي والظروف الماديّة والأيديولوجيات المتطرّفة وكذلك في أي مزيج من العوامل السابقة لتطوير فرضيّاتها بشأن الدوافع المحتملة للأشخاص الذين أمروا بتنفيذ الجريمة.

55. ما زالت اللجنة تدرس الأسباب والموجبات السياسية المحتملة وراء اغتيال الحريري. في هذا الصدد، من المهم جداً للجنة الحصول على معلومات داخليّة معمّقة حول الظروف السياسية التي كانت تسود في لبنان والمنطقة وقت حدوث الهجوم. ويجب إيلاء أهمية خاصّة لسير العمل في المنظمات والهيكليات السياسية والأمنية والعسكرية والمدنية في لبنان، وكيف كانت تُتخذ القرارات ومن يتخذها، بحكم الشرع والأمر الواقع على السواء.

56. لا تزال اللجنة تنظر في الافتراض أن الوضع الذي أعقب انهيار "بنك المدينة" كان عاملاً مؤثراً في مقتل الحريري. وفي حين سرى الكثير من التكهّنات حول انهيار المصرف، تعتبر اللجنة ان من الضروري التوصّل إلى وقائع في شأن هذا الافتراض، بما في ذلك احتمال أن تكون أموال من المصرف قد استُخدمت في تمويل العملية. لكن اللجنة لن تخصص موارد لمتابعة شؤون بنك المدينة على نطاق أوسع.

57. تتمعّن اللجنة أكثر في احتمال أن تكون مجموعة واحدة ذات غاية وإمكانات واحدة، ارتكبت الجريمة. على سبيل المثال، لا تزال اللجنة تطوّر معلوماتها عن الأشخاص الذين كانوا أو لا يزالون محتجزين لدى السلطات اللبنانية للاشتباه في كونهم أعضاء في مجموعات إرهابية. ما زالت التحقيقات مستمرّة في هذا المجال، ويجري التركيز على صلات هؤلاء الأشخاص وغايتهم وإمكاناتهم ودوافعهم.

58. في المقابل، تدرس اللجنة مفاهيم متعدّدة المستوى عن أشخاص أو مجموعات متفرّقة اجتمعت معاً في ظلّ دوافع وغايات مختلفة من أجل ارتكاب الجريمة نفسها.

جمع الأدلّة

59. في هذا السياق، تستمرّ اللجنة في إجراء مقابلات مع أفراد يستطيعون المساعدة على تحديد الهيكليات الرسمية وغير الرسمية التي كانت ظاهرة في لبنان عند مقتل الحريري. يشمل ذلك مقابلات مع المسؤولين السوريين واللبنانيين من عدد من المنظّمات والوكالات المختلفة، وأفراد آخرين ليسوا جزءاً من هذه الهيكليات التنظيمية. وتظنّ اللجنة أنّ هذه العملية ستستمرّ لفترة ممدّدة من الوقت.

60. في إطار البحث عن الدوافع، أجرت اللجنة تحاليل سياسية وحدّدت جداول زمنيّة لمواضيع ومسائل عدّة، وأعادت بناء أحداث، ودرست محتوى اجتماعات وحلّلت محادثات ووثائق، وتستمرّ في القيام بذلك. تتعلّق هذه الناحية من عمل اللجنة بأشكال عدّة من تحديد الأدلّة واستعمال إفادات الشهود والمعلومات التقنيّة والبيانات الجنائية والوثائق وإفادات الخبراء، والمصادر المفتوحة. تحديد صلات مبنيّة على أدلّة بين الشخص/الأشخاص الذين أمروا بتنفيذ الهجوم والعمليّة ذاتها أمر بغاية التعقيد.

رابعاً. التعاون الخارجي

أ – التفاعل مع السلطات اللبنانية

93. إن اللجنة تواصل التفاعل عن كثب مع السلطات اللبنانية في كل الجوانب العملية أو ذات الصلة القانونية بالتحقيق. وبشكل خاص، فإن الالتزام الذي أظهره المدعي العام في لبنان ومكتبه وكذلك القاضي المكلف التحقيق في (اغتيال) الحريري كانا أساسين في التقدم الذي تحقق في الفترة التي شملها التحقيق. وقد التقت اللجنة مرات عدة وزير العدل وعززت تعاونها مع أجنحة عدة في الجهاز القانوني اللبناني ووكالات إنفاذ القانون، بما في ذلك الرئيس وأعضاء نقابة المحامين.

95. إن التعاون القانوني وتبادل المعلومات بين اللجنة والسلطات اللبنانية كان أساسياً في مضي التحقيق قدماً. وواصلت اللجنة مشاركة السلطات القضائية اللبنانية في معظم الوثائق والشهادات والمعلومات المادية والأدلة التي حصلت عليها في سياق التحقيق. ومن الطبيعي ان مشاركة المعلومات تخضع لمتطلبات مشاطرة السرية والطبيعة السرية لبعض المعلومات.

96. إن الاستثمار الحالي الأخير لمسرح الجريمة هو مثال آخر على التعاون الوثيق ذي الدعم المتبادل بين اللجنة والسلطات اللبنانية. ومع ان المدعي العام ومكتبه والسلطات اللبنانية قدموا ونسقوا الكثير من الدعم القضائي والأمني والميداني وأشكال الدعم الأخرى للعمل الشرعي للجنة، ومع احتمال إقامة محكمة ذات طابع دولي، فإن هذا التفاعل الوثيق والفاعل سيكون أساسياً أكثر، لضمان ان نتائج التحقيقات للجنة والسلطات اللبنانية ستستجيب للمتطلبات القضائية في المستقبل.

ب – التعاون الدولي

1 – التعاون مع الجمهورية العربية السورية

98. مطلوب من سوريا التعاون كلياً مع اللجنة. هذا ما نص عليه تحديداً قرار مجلس الأمن 1595 (2005) والقراران 1636 (2005) و1644 (2005) بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة. وكما جاء في التقرير إلى مجلس الأمن في 14 شباط 2006، فإن اللجنة وسوريا توصلتا إلى تفاهم مشترك على الأطر القانونية وبعض الأشكال العملية للتعاون. ولتسهيل التعاون، عقد الكثير من الاجتماعات القانونية بين ممثلين كبار لسوريا واللجنة، في بيروت ودمشق.

اجتماعات مع الرئيس السوري ونائب الرئيس

99. كما جاء في التقرير السابق، فإن اللجنة والسلطات السورية توصلتا إلى تفاهم عام على اجتماعات خلال شهر نيسان 2006 مع الرئيس السوري ونائبه. إن رئيس اللجنة التقى رئيس الجمهورية العربية السورية ونائبه في 25 نيسان في دمشق.

100. طرح المحقق عدداً من الأسئلة المحددة التي تتعلق بالوضع السياسي الإقليمي والأمني قبل اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري وبعده، وآليات تقديم التقارير إلى الرئيس ونائب الرئيس عن الوضع في لبنان قبل انسحاب القوات السورية من لبنان في 26 نيسان 2005، والتداخل بين السلطات السورية واللبنانية في تلك الفترة، بما في ذلك العلاقات المهنية والشخصية بين الرئيس السوري ونائب الرئيس ومسؤولين سوريين آخرين مع رئيس الوزراء الراحل الحريري. وقدم الرئيس ونائب الرئيس إجابات مفيدة للتحقيق. ووضعت اللجنة تسجيلاً حرفياً لكل اجتماع.

طلبات أخرى للمساعدة طلبات لمعلومات ووثائق

101. خلال فترة التقرير، سلمت اللجنة 16 طلباً رسمياً للمساعدة من سوريا. طلبت اللجنة ان تقدم سوريا، في إطار مهلة زمنية مشروطة، معلومات محددة ومفصلة ذات صلة بتحقيق اللجنة، بما في ذلك معلومات ووثائق تتعلق بوضع الاستخبارات العسكرية والمدنية السورية في الشؤون اللبنانية، ومعلومات محددة عن بعض المدنيين السوريين ومعلومات وبيانات حُصل عليها من مدنيين سوريين في إطار التحقيقات التي أجرتها السلطات السورية. وسلمت ثلاثة طلبات نتيجة الاجتماع بين رئيس اللجنة والرئيس السوري.

طلبات لمقابلات مع شهود سوريين

102. طلبت اللجنة كذلك من حكومة سوريا المساعدة في تسهيل مقابلة شهود مدنيين سوريين في سوريا. وحتى الساعة، أجرت اللجنة مقابلات مع ستة شهود في سوريا، وقد دُبرت كما طلبت وحين طُلبت. وتدرس اللجنة حالياً عمق الردود التي قدمت في المقابلات مع المسؤولين الحكوميين وصحتها، وستجري مقابلات لتعزيزها في المستقبل القريب.

تقويم الردود لطلبات اللجنة

103. إن مستوى المساعدة الذي قدمته السلطات السورية خلال فترة التحقيق مرض بشكل عام. لقد استجابت سوريا لكل طلبات اللجنة، وفعلت ذلك في حينه، وفي بعض الحالات قُدمت ردود شاملة.

104. في سبيل مساعدة التحقيق، يبقى التعاون الكامل وغير المشروط من سوريا أساسياً للجنة. واستناداً الى المعلومات المتلقاة، ستعد طلبات إضافية وتوجه إلى سوريا. وفي كل لقاءاتها مع المسؤولين السوريين، حصلت اللجنة على تعهدات بشأن نية سوريا الالتزام الكامل بكل الطلبات ودعم مطاردة اللجنة قتلة رئيس الوزراء السابق الحريري. وعرض المسؤولون السوريون التعاون الفاعل ومساعدة اللجنة بتقديم معلومات في حوزتهم قد تكون ذات صلة بالتحقيق. وستواصل اللجنة طلب التعاون الكامل من السلطات السورية، بما في ذلك جمع وثائق، وطلب معلومات محددة، وتسهيل مقابلات مواطنين سوريين.

2. التعاون مع دول أعضاء أخرى

105. على رغم تقوية طاقاتها الخاصة، ونظراً إلى تعقيد بعض أدلة التحقيق، فإن اللجنة تطلب الدعم الخارجي الفاعل من الدول الأعضاء في الشؤون التقنية والقضائية. إن استخدام كل الوسائل الضرورية لضمان التطبيق السريع لطلبات المساعدة ذو أهمية فائقة.

106. خلال فترة التقرير، كانت هناك زيادة ملحوظة في عدد طلبات المساعدة المقدمة إلى الدول الأعضاء. منذ 15 آذار 2006، أرسل 32 طلباً رسمياً للمساعدة إلى 13 دولة عضواً، ليس فيها طلبات إلى سوريا والتعاون مع السلطات اللبنانية. وبشكل عام، فإن الدول الأعضاء استجابت بإيجابية لمثل هذه الطلبات ودعمت عمل اللجنة، بما في ذلك تقديم أدوات مساعدة شرعية، ودعم تكنولوجي، وتعقب اتصالات هاتفية، واستيعاب موارد، وتحل

سادساً. الخلاصات

128. تحقق تقدم كبير في التحقيق باغتيال الحريري. إن اللجنة أنهت تقريباً العمل الشديد الأهمية المتعلق بمسرح الجريمة، بموكب الحريري والأحداث المترابطة في ذلك اليوم. وبحلول الخريف، تتوقع ان تكون المشاريع الأساسية المتعلقة بهذا الجانب من الجريمة قد اكتملت، ولتضم مستوى مرضياً للأدلة وكل النتائج الجنائية والاستنتاجات النهائية. في الوقت الراهن، إن مجموعات أساسية لبناء التحقيق في الجريمة، خصوصاً ما يتعلق بالانفجار، الصهريج/الناقلة، ووسائل النقل، تم فهمها على شكل واسع وتوافر الأساس لعملية التحقيق في ما يتعلق بمنفذي الجريمة. إن اللجنة تتوقع ان تحليلاً لنتائج مشاريعها الشرعية الأخيرة، خصوصاً بعد استغلال مسرح الجريمة والممتلكات فيه، سيؤدي إلى تعزيز بعض الافتراضات القائمة في القضية أو استبعادها. 129. إن اللجنة تواصل تسريع وتيرة التحقيق على عدد من الجبهات الأخرى، وستعزز تركيزها على جوانب ارتكاب الجريمة وتوظيف موارد مهمة لإقامة ترابط مع فحص مسرح الجريمة. إن الترابط وتوظيف أوجه التحقيق هما الأولوية الأساسية على المدى القصير، وفهم هذه الجوانب للجريمة، هو هدف اللجنة الأساسي في المستقبل المنظور.

130. أما بالنسبة إلى الحالات الـ14 الأخرى، فإن الكثير من زخم التحقيق فقد بالنظر إلى الطبيعة المجزأة لنظام إنفاذ القانون اللبناني والنظام القضائي ونقص القدرات الخبيرة. وفي ظل أهميته الكبيرة لتحقيق الحريري ودلالتها بالنسبة إلى المجتمع اللبناني كذلك، فإن اللجنة تعتقد ان جهداً أكثر تناغماً وصلابة مطلوب للمضي في هذه التحقيقات قدماً. وفي حين ان زيادة المساعدة الخارجية مطلوبة لتقوية الطاقات التقنية والتحقيقية لدى السلطات اللبنانية المعنية، فإن اللجنة تستطيع أيضاً الاضطلاع بدور أكثر فاعلية لنفسها في هذه التحقيقات. وهذا قد يشمل اتخاذ خطوات تحقيق ملموسة مثل استجواب شهود وضحايا أو مشتبه فيهم متى يكون ذلك مناسباً.131. وفي حين ان الكثير من التقدم تحقق في تقوية البنية التنظيمية للجنة وطاقتها، وضمان موارد ملائمة ضمن الوقت المحدد، فإن التعرف على الخبراء الضروريين وتوظيفهم في مهل قصيرة، وتحقيق الطاقة العملانية الكاملة يبقيان تحديات مؤسساتية أساسية للجنة. وبينما يتقدم التحقيق ويصير أكثر تعقيداً، فإن مساعدة سريعة وغير بيروقراطية من الدول الأعضاء والمنظمات الدولية يستمر أساسياً لضمان استقرار عمل اللجنة واستمراريته. وفي هذا الإطار، فإن التعرف على عدد كبير من الموظفين الكفيين لغوياً (عربي-انكليزي) يبقى أحد الاهتمامات الأكثر إلحاحاً بالنسبة إلى اللجنة.

132. في هذا الإطار، ترحّب اللجنة بمبادرة الحكومة اللبنانية التوصية بتمديد تفويض اللجنة لنحو سنة. هذا سيقدم حساً مطلوباً من الاستمرار والاستقرار، ويضمن عمليات ومتولية وتخطيط، ويوفر ضمانات لفريق العمل. وبالفعل فإن توقع الحصول على موارد مالية وإنسانية وغير ذلك هو الأساس للأداء التنظيمي الناجح. هذه تشكل جزءاً أساسياً من الأسلوب المنهجي والتنظيمي في تقرير اللجنة الأخير.

133. أخيراً فإن اللجنة تود ان تنتهز هذه الفرصة لتكرر شكرها للحكومة اللبنانية لدعمها الجوهري واللوجستي. وبشكل خاص، تود اللجنة ان تبدي امتنانها لفريق العمل في القوات المسلحة اللبنانية وقوى الأمن الداخلي التي تضمن أمنها وسلامتها بشكل يومي. إن خدمتهم المتفانية سمحت للجنة بمواصلة عمليات من دون تعطيل جدي أو تأثير على معنويات الفريق

 

التربية والتعليم مهمة وطنية

المستقبل - الاحد 11 حزيران 2006 - الأب ميشال سبع (*)

ما جرى في وسائل الإعلام وما جرى من ردة فعل عليه يندرج تحت مفهوم التربية واحترام الآخر، لأن تصرف البالغ انما هو حصيلة مفاهيمه التربوية وما نشأ عليه، لذا فالمشكلة تربوية في الدرجة الأولى، والمكان الأول هو البيت، وإذا كان البيت محكوم ببيئة وايديولوجية فإن المدرسة هي المحك الأساس للاندماج والاندراج في التربية الوطنية. لبنان بلد ديموقراطي حر، يتعايش فيه العام مع الخاص في مختلف القطاعات، والمؤسسات التربوية هي جزء من المؤسسات التي تقوم عليها الدولة التي تندرج تحت شعار التربية والتعليم ولكل من هذين الشعارين مندرجات وخصوصية. التعليم يعني البرامج، والهيئة التعليمية، والكتاب المدرسي. لقد قام المركز التربوي للبحوث والإنماء بمهمة البرامج والكتاب المدرسي كما قامت كلية التربية في الجامعة اللبنانية بإقامة دورات للمعلمات والمعلمين بغية إعادة تأقلمهم مع البرامج المستحدثة وطرق التعليم المستجدة.

لكن الواضح من متابعة إعداد الأساتذة أو إعادة تأهيلهم بما يتلاءم مع البرامج الجديدة ان العملية التعليمية منفصلة تماماً عن المهام التربوية التي هي في الأساس منوطة بالاستاذ. وبالتالي فإن التعليم متداخل مع التربية وهذا يتجانس مع مفهوم وتسمية وزارة التربية والتعليم.

وكما هو ملحوظ في التسمية فالتربية تتبدى على التعليم لأن المقولة العلمية موجودة في الكتاب وعلى الاستاذ ايصالها للتلميذ في حين ان التربية تطال طريقة ايصال المعلومة، تهذيب العقل الطالبي لاستقبال هذه المعلومة، مساعدة التلميذ كي يتجاوزها يمكن ان يتضارب في ذهنية بين المعلومة العلمية والمعلومة الايديولوجية ـ الثقافية التي تدب عليها.

الهيئة التعليمية في المدارس الرسمية ذات استقلالية فكرية عن الإدارة وهي لا تتبع ضمناً أو حكماً رأي الإدارة في التوجه الايديولوجي أو السياسي بل هي تتبع قوانين المدرسة الداخلية بمعنى مثلاً ان لا توجه اية اهانات للتلميذ أي يمنع العنف اللفظي والمعنوي وبطبيعة الحال يمنع العنف المادي أي الضرب بكافة أنواعه.

الاستاذ الذي ينتمي إلى أحد المجموعات الدينية ويلزم بها يصعب عليه ألا يوصل قناعاته للتلميذ بدءاً من طريقة ثيابه إلى طريقة كلامه إلى طريقة توصيل المعلومة إلى طريقة تشكيك المعلومة بالخلفية الايديولوجية التي يؤمن بها.

النتيجة هي تربية ايديولوجية متعددة، وهذه حتى الآن قد لا تكون سلبية بالضرورة، لكن إذا كانت هذه الايديولوجيات ذات خلفية سياسية وتتداخل السياسة بالايديولوجية تصبح التربية تأسيساً لتناحر واختلاف يكبر ليؤسس صراعات اجتماعية وسياسية.

في المدرسة الخاصة، الاستاذ مرتبط لحد بعيد بتطبيق رؤية إدارة المدرسة الخاصة في طريقة ايصال المعلومة وهناك مراقبة على طريقة تأديته لهذه التربية، لكن النتيجة في المدرسة الرسمية تتقاطع مع الخاصة عندما تكون إدارة المدرسة الخاصة هي نفسها ذات ايديولوجية دينية أو سياسية أو سياسية ـ دينية والتاريخ الحديث يخبرنا كيف ان بعض المدارس الخاصة التبشيرية كانت تربط ذهنية الطالب بالقبول الاستعماري تحت ضغط وسائل ايصال المعلومات وخصوصاً في مادة التاريخ والتربية المدنية.

السؤال المطروح هو عودة إلى تسمية الوزارة، فهل المدرسة مسؤولة عن التربية؟ وأية تربية.

كون وزارة التربية والتعليم هي تمثل الدولة في الإطار التربوي فمعنى هذا ان التربية المقصودة هي تربية وطنية، وتربية التلميذ على المواطنة والتعامل على أساس الدستور اللبناني، وبالتالي فإن الاستاذ الذي يخرج عن إطار هكذا مفهوم تربوي هو مخالف لوظيفته ومخالف للجهة التي انتدبته لتمثيلها. هذا في المدرسة الرسمية، اما في الخاص، فلا يحق لأي مدرسة خاصة ان تربي الأولاد اللبنانيين تربية مخالفة للدستور اللبناني، وإلا كانت ضد الأمن القومي لأنها تنضج في أبواق غربية وتعمل على زرع التفرقة والفوضى الذهنية في نفوس أبناء الوطني.

وعليه، فإن المسابقات التي تجريها وزارة التربية للتعاقد مع مربين يستلزم قبول أي استاذ فيها تحقيقاً أمنياً عن سلوكه وارتباطاته العقائدية والسياسية، ومن ثم خضوعه لدورات انصهارية على مستوى التربية الوطنية، صحيح ان لكل انسان الحق ان يكون لديه مشروعه الثقافي والايديولوجي والسياسي لكن لا يحق له ان يعكس هذا المشروع على التلاميذ ولا ان يستغل وظيفته من أجل تمرير هذا المشروع.

ومن ناحية اخرى، هل التفتيش التربوي يقوم على مساحة المدرسة وبنائها وضرب التلميذ أو عدمه أو دفع الاقساط وطرد التلاميذ أم همه الأكبر هو التفتيش عن سلوكية الاستاذ وطريقة تعاطيه مع التلاميذ.

ان بناء الوطن والمواطنية يبدأ بالمدرسة حيث هي التي تطحن فيها المفاهيم ذات الإطار العائلي والعشائري والدين لتندمج في إطار وطني عام ويتمكن التلميذ من ان يميز بين قناعاته الشخصية وأحاسيسه الذاتية وبين القناعات الوطنية والأحاسيس الاجتماعية.

وكون الاستاذ هو المولج بهذه العملية فمن الطبيعي ان يكون هو نفسه مؤهلاً للعب هذا الدور الحيوي.

وزارة التربية والتعليم هي وزارة إعداد المواطن الصالح لوطن نتمناه انتماء حقيقياً لكل أبنائه وعليها ان تضطلع بمسؤولياتها بمباركة وتأييد وتشجيع وعمل كافة الوزارات الاخرى.

(*) استاذ في الإعلام

 

فيلم وثائقي لسوليد عن معاناة اهالي المعتقلين

فيلم وثائقي لسوليد عن معاناة اهالي المعتقلين اقامت لجنة اهالي المعتقلين في السجون السورية (سوليد) في حديقة جبران خليل جبران مساء اليوم عرض فيلم وثائقي عن موضوع ومعاناة اهالي المعتقلين وهذا الفيلم هو من انتاج مارك شقير بالتعاون شربل عودة. موضوع الفيلم هو معاناة اهالي المعتقلين،اضافة الى حضور رئيس منظمة سوليد غازي عاد.

وغدا تعقد لجنة اهالي المعتقلين مؤتمرا صحافيا عند الساعة 12,30 في حديقة جبران خليل جبران.

 

النائب عمار : حريصون على استمرار الحوار

وطنية -11ـ 6 ـ 2006 (سياسة) اكد عضو "كتلة الوفاء للمقاومة " النائب علي عمار "الحرص على الحوار وضرورة الاستمرار به، كذلك الحرص على ميثاق الشرف الاعلامي والسياسي ". وقال خلال لقاء سياسي نظمه "حزب الله" لمناسبة ذكرى وفاة الامام الخميني في بلدة الجبين الحدودية، بحضور حشد من الفعاليات السياسية والاجتماعية ورؤساء بلديات ومخاتير المنطقة والاهالي، اننا امام الواقع الذي يعيشه لبنان هناك جملة مستلزمات يجب ان نحافظ عليها حينما ندرك ما مر به البلد، وان اي شكل من اشكال التفتيت والتقسيم بين اللبنانيين او اثارة النعرات بينهم وبين اخوانهم العرب، انما يصب في خانة المشروع الاسرائيلي المكتمل الهدف، فنسقط جميعا في فخ ومستنقع الفتنة من جديد، فالمسألة ليست منحصرة بالسياسيين فقط، بل المسؤولية تقع على عاتق الجميع .

اضاف:" من هنا نحن حريصون اشد الحرص على الحوار وعلى استمراره وحريصون اشد الحرص على ميثاق الشرف الاعلامي والسياسي. ومن اهم المسلمات هذه المقاومة امانة الله في اعناقنا يجب ان نحفظها بكل ما نملك وان نسقط مشروع العدو في جعلها مشكلة في حين انها هي الحل". ولفت عمار الى "ان هذا هو سماحة السيد يزيل هواجس ومخاوف البعض ليقطع الطريق على المشروع الاسرائيلي من الداخل اللبناني ويقول هذه استراتيجيتي المرتكزة على ان العدو الاسرائيلي هو العدو الاساسي للبنان ولكل طوائفه ومذاهبه، مستحضرا كل تجارب العالم ان كانت على مستوى الحروب او المشاريع السياسية او السلمية"، وقال" بالامس كانت مجزرة غزة وقبلها سجن اريحا، مستغربا كيف ان البعض في لبنان ما زال يتساءل عن المقاومة وعن قرار السلم والحرب . وقال:" ان اي شخص منا ولاي طائفة او مذهب انتمى او لاي فريق سياسي ينتمي قبل ان يتكلم عليه ان ينظر بمرآة شفافة جدا هي مرآة المسؤولية ".

وختم عمار "ان هذه الحكومة عليها مسؤوليات لانها حينما اخذت الثقة اخذتها من المجلس النيابي , اخذتها على اساس البيان الوزاري الذي تضمن مشاريع منها ما هو متعلق بالسياسة الانمائية والاقتصادية والمعيشية، ومنها ما يتعلق بحماية المقاومة وحماية لبنان، متسائلا اين العمل لهؤلاء الذين ضحوا وصبروا وصمدوا بوجه الاحتلال الصهيوني دفاعا عن الوطن، وهل الجنوب يكافىء بمثل هذا الواقع الانمائي والخدماتي الرديء، وهل من المعقول ان يستمر البلد في ظل هذا الفساد الاداري المستشري .

 

النائب جنبلاط ترأس اجتماع "اللقاء الديموقراطي" واستقبل وفودا

وطنية- 11/6/2006 (سياسة) رعى رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط العشاء السنوي الذي اقامته منظمة الشباب التقدمي في قصر الامير امين في بيت الدين بمشاركة عدد من الشخصيات والفاعليات السياسية والاجتماعية والحزبية، ومنهم ممثلون لقوى 14 آذار. وحضر، الى النائب جنبلاط، الوزيران نعمة طعمة وغازي العريضي، والنواب الياس عطاالله ووليد عيدو وانطوان زهرا وهنري حلو وانطوان سعد ومحمد الحجار وروبير غانم وايمن شقير وعلاء الدين ترو ووائل ابو فاعور وفؤاد السعد وانطوان اندراوس واكرم شهيب وعبد الله فرحات وايلي عون، اضافة الى عضو "حركة التجدد الديموقراطي" انطوان حداد وميشال رينيه معوض ورافي مادايان والقيادي في الحزب الشيوعي اللبناني - حركة الانقاذ منير بركات وعقيلتي الشهيدين جبران تويني وسمير قصير سهام تويني والزميلة جيزيل خوري، وعدد من المدراء العامين وامين السر العام في الحزب التقدمي الاشتراكي شريف فياض واعضاء مجلس قيادة الحزب والمفوضين والمسؤولين في الحزب والمنظمة. النشيد الوطني افتتاحا وتقديم من ديانا تقي الدين، ثم عرض فيلم وثائقي عن مسيرة الزعيم الراحل كمال جنبلاط من الولادة حتى الاستشهاد مرورا بالمراحل النضالية والمحطات السياسية اعده عناصر من المنظمة. ثم كانت كلمة لامين عام منظمة الشباب التقدمي ريان الاشقر, واخيرا كلمة للنائب جنبلاط قال فيها: "بعد الفيلم الوثائقي وبعد الكلمات التي سمعناها، ماذا يمكن ان أقول؟ سأقول انه لن يكون هناك تسوية ولا ميثاق شرف ولا صلح مع طاغية الشام، مع الذين استباحوا استقلال لبنان وقتلوا الاحرار فيه وقسموه، مع الذين منعونا على مدى عشرات السنوات من العيش المشترك، من الوحدة الوطنية، لن يكون ميثاق شرف مع هذا، ميثاق شرف يكون لاحقا مع السوريين الاحرار في الداخل والخارج بعد ان تتحرر بلاد الشام من طاغية الشام، هذا ما استطيع ان اقوله اليوم في هذه اللحظة وقد رأيت صورة كمال جنبلاط وتذكرت صورا اليمة لرفيق الحريري على فراش الموت، لان الانفجار كان هائلا ومدمرا ومجرما. رأينا رفاق رفيق الحريري ومنهم باسل فليحان، رأينا صورة سمير قصير، شاهدناه وجورج حاوي، جبران تويني اختفى تقريبا, مي شدياق تخلصت بأعجوبة، الياس المر تخلص, اما الاخرون حتى في شكلهم أمحوهم من الوجود, الوجود الحسي الجسماني, لكنهم بقوا في ضمائرنا وسيبقون، كما لن انسى ذاك اليوم عندما عاد الرئيس الحريري في آخر ايلول مكفهر الوجه عندما املى عليه طاغية الشام امر التمديد, لن انسى ذاك اليوم ابدا, وكنت وغازي العريضي, ومروان حمادة, وباسم السبع في بيروت وقلت له ربما اذا ما سهلت التمديد ربما تسهل امرا ما لانه لا نريد ان يصيبك اذى، لكن كان قرار الاعدام قد اتخذ منذ سنوات منذ ان استلم هذا في الشام, وسار الحريري في التمديد وكان مكفهرا وحزينا، لكن كم كان جبارا وكم كان منظره اليما. ثم اتت محاولة اغتيال مروان ومعكم يا شباب الحزب في المنظمة وشباب 14 اذار ولاحقا مع الجميع تواصلنا وقلنا نعم لقرنة شهوان, ولاحقا قلنا نعم للعماد ميشال عون, ونعم للجميع من اجل الاستقلال والسيادة, لكن تذكروا النهار الرهيب في 14 شباط بعضهم اليوم يعيرنا ب 14 شباط، 14 شباط يوم كبير لانه من 14 شباط انطلقت 14 آذار، هذا الدم الغالي من دم غازي ابو كروم الى جبران تويني مرورا بالاخرين، انطلقنا في المسيرة الطويلة ولم تنته الاغتيالات ولن تنتهي طالما ان الطاغية في مكان ما موجود, لذلك نضالنا طويل وميثاق الشرف الذي قيل عنه بالامس، نحترمه مع الاحرار والديموقراطيين، مع احرار العالم, لكن لن نحترم ميثاقا مع السفاحين او مع المأمورين للسفاحين.

ماذا اقول بعد؟ لا املك الكلمات الكافية، ولكن اعتقد ان ما رأيناه كاف, فقط اقول ومن خلالكم يا رفاق 14 اذار دون استثناء، لقد سقطت كل القداسات وحطمناها كلها، وحده التنوع, وحدها الديموقراطية, وحده لبنان المتنوع الديموقراطي يحمي المقاومة, ومهمة المقاومة انتهت حيث يمكن الاستفادة من خبرتها في الدفاع عن لبنان، ولكن في اطار الدولة التي هي الاساس, اما دولة ضمن الدولة فلن نقبل، صراعنا طويل لكن مبدأنا الدولة, سقطت القداسات بفضلكم يا رفاقنا، يا رفاقي في منظمة الشباب التقدمي ويا 14 آذار.

احيانا يقولون ان التنوع حمى المقاومة, فلو كان يوجد في سوريا تنوع وديموقراطية لكان الجولان تحرر منذ عقود, وكي اجيبهم ايضا في الجغرافية وهم يتذرعون بالجغرافيا احيانا، في العراق سهول لكن في العراق مقاوم يضع في مكان ما قنبلة او عبوة وتمر السيارات وتنفجر بالاحتلال, يستطيعون فعل نفس الشيء في الجولان, الجغرافيا ليست عذرا كي لا يحرروا الجولان. يتذرعون بالجغرافيا اللبنانية، نعم. ربما الجغرافيا اللبنانية افضل.

لكن اليوم وبالوسائل العسكرية الجديدة نستطيع ان نستخدم ارض الجولان للتحرير اذا ما ارادوا التحرير, انما انذاك عقدوا الصفقة على حساب الثورة الفلسطينية, والوحدة اللبنانية, والحركة الوطنية اللبنانية من اجل الاستيلاء على لبنان, حررنا لبنان وسنستمر, ولن ندعهم يعودون, ولن يعودوا".

أضاف: "في موضوع تحقيق برامرتس، ربما هناك مؤشرات، لكن انتبهوا، كل ما يجول في خاطرهم ان ينزلوا الى الشارع والتذرع بشتى الوسائل من اجل تعطيل المحكمة الدولية, علينا ان نركز على الهدف وان نتذكر دائما الهدف، وهو انشاء المحكمة الدولية، وعندها يكون برامرتس او غيره المدعي العام، ويجلب اكبرهم في الشام وفي لبنان الى المحكمة, ولن نقع في الفخ, ولم نقع في الفخ منذ اليوم الاول. تذكروا حين قالوا ان ابو عدس قتل الحريري, لا ابو عدس ولا غيره قتل الحريري، انما هم قتلوه. النظام البوليسي اللبناني- السوري قتل الحريري ورفاقه وباسل فليحان, وقتل سمير قصير, وجورج حاوي, وجبران تويني, وحاول اغتيال مروان حماده والياس المر ومي شدياق والابرياء. ولن تمر تلك الكذبة التاريخية مهما حاولوا تشويه التاريخ، لن تمر. وسنحاسبهم وسنقاضيهم, وكما قلت في نيويورك وكم كانت تلك الجملة جميلة في نيويورك, صحيح الامبريالية لها مساوئ لكن في بعضها محاسن, ليتنا نملك غوانتانامو ونجلبهم الى غونتانامو في لبنان. شكرا لكم واسمحوا لي ان اختم بواجب باسمي وباسمكم، واجب تحية الشهداء، شهداء فلسطين وخصوصا الذين سقطوا بالامس في هذه المجزرة البشعة على يد النظام الصهيوني". استقبالات وفي المختارة، التقى النائب جنبلاط وفودا عدة بينها وفد كبير من عائلة سري الدين في بزبدين يتقدمه الفاعليات والمشايخ والمغترب كميل سري الدين, والقى الاديب المربي كمال يوسف سري الدين, والشيخ ماجد سري الدين كلمتين باسم الوفد, ثم وفدا من بلدة المنية في عكار, فوفدا فرنسيا برئاسة الوزير السابق رئيس اتحاد المدن الفرنسية شارل جوسلين بحضور رئيس اتحاد الشف الاعلى روجيه العشي ورئيسة اتحاد بلديات الشوف السويجاني الدكتورة نهى الغصيني. وظهرا ترأس النائب جنبلاط اجتماعا ل"اللقاء الديموقراطي" شارك فيه الوزيران العريضي ونعمة طعمة, والنواب انطوان سعد انطوان غانم اكرم شهيب هنري حلو عبد الله فرحات علاء الدين ترو وائل ابو فاعور ايمن شقير انطوان اندراوس فؤاد السعد محمد الحجار, كما شارك امين السر العام في الحزب التقدمي الاشتراكي شريف فياض ونائب رئيس الحزب للشؤون الخارجية دريد ياغي, وغاب الوزير حمادة والنواب فيصل الصايغ ونبيل البستاني وايلي عون وباسم السبع, وناقش اللقاء الاوضاع السياسية العامة على مدى اكثر من ساعتين ولم يصدر اي بيان او تصريح.

 

 

 

 

 

 

البطريرك صفير التقى الشيخ عبد الامير قبلان في بكركي الشيخ قبلان: علينا كرجال دين مسيحيين ومسلمين ان نتحرك في سبيل تصحيح واصلاح شأن البلاد والعباد حتى يبقى لبنان وطن المحبة والخير وطنية - 11/6/2006 (سياسة) إلتقى البطريرك الماروني الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير في بكركي وعلى مدى ثلثي الساعة نائب رئيس المجلس الإسلامي - الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان يرافقه نجله المفتي الجعفري الممتاز أحمد قبلان والمسؤول الاعلامي في المجلس محمد رزق ومدير المجلس غازي شريف والمستشار نزيه جمول وفي حضور النائب البطريركي العام المطران فرنسيس البيسري، حيث تناول البحث في الأوضاع العامة في البلاد. قبلان وبعد اللقاء قال قبلان: "هذه الزيارة كانت للتواصل مع صاحب الغبطة الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير, للتشاور في الأمور العامة وقد تكلمنا من أجل إصلاح شأن الأمة وشأن البلاد والوطن, وقلنا أن لرجل الدين مسؤولية ومهمة أن يبادر للاصلاح بين الناس, بين المسيحيين والمسمحيين وبين المسلمين والمسلمين وبين المسلمين والمسيحيين, لأن هذا الوطن لا يمكن أن ينهض إلا بالتوافق وبهديهم وبإصلاحهم, ومهمة رجل الدين أن يوجه ويذكر ويبلغ ويأمر وينهي من أجل إصلاح الأمة وتصحيح شأنها والإبتعاد عن التشنج, لأن رجل الدين ليس له مصلحة سياسية أو خاصة بل له مصلحة رضى الله ورضى الإنسان ومصلحة الإنسان. الوضع في لبنان يحتاج الى صحوة ونهضة وهمة رجل الدين وصاحب الغبطة البطريرك صفير, عنده الإمكانيات والقدرة ليجمع الشأن المسيحي ويضع لهم حدودا ويبين لهم الواجبات والحقوق ليبقى هذا الوطن سليما معافى, وطلبت من صاحب الغبطة أن يعرض هذه الفكرة على المطارنة وعلى السياسيين وعلى من يثق بهم, فنحن اليوم في لبنان بعد ما سمعنا الأخذ والرد من قبل السياسيين ليس لدينا عداوة مع أي سياسي مصلحتنا هي مصلحة الشعب ورضى الشعب وإنقاذ الشعب, إنقاذه من كل ما يضر بحاله ما دمنا متفقين أن لا أحد يلغي أحدا ولا أحد يفكر مكان أحدا, فالكل متفقون على أن نحمي هذا الوطن, وأن نجعله نموذج للمنطقة وللمحيط وتجاوب صاحب الغبطة وقال سيطرحها على رجال الدين إخوانه، لنتعاون من أجل إنقاذ الوطن". أضاف: "لا يجوز أبدا أن نهمل قضية الإصلاح لأن إصلاح ذات البين أفضل عامة الصلاة والصيام, رجال لا تغيره تجارة ولا بيع عن ذكر الله وعلينا نحن كرجال دين مسلمين ومسحيحين, ان نتحرك في سبيل تصحيح وإصلاح شأن البلاد والعباد. نحن لا يوجد لنا عدو إلا العدو الإسرائيلي, أما اللبناني فهو أخ اللبناني وشريك له وسند وحبيب له, وعلينا أن نتعاون ونتعاطى في ما بيننا بالتي هي أحسن ونكون دائما في خدمة إنساننا حتى يبقى لبنان وطن المحبة ووطن الخير ووطن الرحمة". سئل: يفهم من كلامك أنك تمنيت على البطريرك التكلم مع السياسيين المسيحيين, هل أخذت على عاتقك التكلم مع السياسيين المسلمين في المواضيع السياسية الخلافية في هذا الوطن؟. أجاب: "اتفقت معه أن نتكلم جميعا مع المسيحيين والمسلمين لوضع حد لكل التجاوزات ولكل التشنجات , فيكون الجميع على مستوى واحد وعلى أرضية واحدة". سئل: ما سبب مجيئكم اليوم بالذات هل هناك من خطورة معينة استوجب هذه السرعة؟. أجاب: "واقعا أشعر أن بقاء الأمور على هذا المنوال لا يبشر بخير". سئل: هل هناك ما يعيق عقد قمة روحية؟ أجاب: "القمة الروحية سهلة جدا, ولا مانع منها ولا صعوبة, ولكن علينا أن نتفاهم على البرنامج وعلى البيان وعلى وضع الأمور في نصابها". سئل: أين الخلاف في البرنامج؟ أجاب: "ما في خلاف". سئل: لماذا تعقدون قمة روحية. أجاب: "متفقين مع صاحب الغبطة على كل ما يخدم البلد سواء أكان اتفاق مع قمة روحية أو إتفاق ثنائي أو إتفاق ثلاثي, فنحن علينا أن نعمل ونجتمع سواء كان في بكريكي أو دار الفتوى,. أو المجلس البشيعي الأعلى, أو على ظهر باخرة, او تحت سقف خيمة في الصحراء, المهم أن نجتمع ونوجه نداء وموعظة وتذكيرا لكل الشعب اللبناني, أن يحفظ لبنان ويحميه من طارىء". سئل: الى اي مدى يسمع منكم السياسيون.؟ أجاب: "على كل حال علينا أن نعمل واجباتنا".

 

 

 

 

 

وزير العدل في حديث الى المؤسسة اللبنانية للارسال: مصرف لبنان سلم المدعي العام التمييزي ملف بنك المدينة وطنية - 11/6/2006 (سياسة) ادلى وزير العدل الاستاذ شارل رزق بحديث الى "المؤسسة اللبنانية للارسال" تطرق فيه الى ثلاثة امور في تقرير برامرتز: الأمر الأول : إن الآداء المهني للسيد برامرتز مرتفع جدا, والإمكانيات الكبيرة مثلا على صعيد تحليل المخابرات الهاتفية, والتي تتطلب إمكانيات إلكترونية لا توجد في لبنان. إن مهمة برامرتز تعطينا نموذجا وتكون رافعة لإصلاح القضاء للبناني ووسائل التحقيق. الأمر الثاني يتحدث التقرير أن التعاون السوري كان جيدا, وهذا الشىء مفيد وإيجابي جدا للبنان ولسوريا وللتحقيق, وبرأي إنه خطوة لتحييد وإبعاد التحقيق في جريمة إغتيال الرئيس الحريري, عن التجاذبات السياسية التي يحاول البعض بثها في العلاقات بين لبنان وسوريا. الأمر الثالث هو العلاقة بين فضيحة ملف بنك المدينة من جهة, وتمويل محتمل لجريمة إغتيال الرئيس الحريري, من جهة ثانية. إن هذا الأمر ذو شقين: الشق الأول إن مصرف لبنان سلم المدعي العام التمييزي ملف بنك المدينة, منذ ثلاثة أشهر, وأن المدعي العام كلف ثلاثة خبراء ماليين لدرس الملف, وقد تم التجديد ثلاثة أشهر أيضا, بعد الثلاثة أشهر الأولى, وقد طلبت هذا الصباح المدعي العام التمييزي للاجتماع به اليوم الأثنين, لتجري مقارنة بين ما توصلنا اليه كقضاء لبناني ونيابة عامة من جهة, وما يوحي به التقرير. إن السيد برامرتز قد توصل اليه, وسنرى كيف يمكن أن يستفيد الجزء الأول من الجزء الثاني. الشق الثاني إن السيد برامرتز وضع يده خلال ستة أشهر فقط على هذه العلاقة بين ملف بنك المدينة, وتمويل جريمة إغتيال الرئيس الحريري. من هنا: إنني أدعو السلطات المالية الى مراقبة المصارف والمخالفات التي يمكن أن تقع فيها, وإنني اتساءل أن القضية معروفة, ماذا فعلت هذه السطات المالية المسؤولة عن الأشراف والمراقبة؟" وسئل الوزير رزق: عن الترابط القائم بين التحقيق اللبناني وتحقيق اللجنة الدولية والتمديد لعمل اللجنة سنة؟ أجاب: هناك توأمة بين تحقيق القضاء اللبناني والتحقيق الدولي وأن الوقت مازال باكرا لنجزم في موضوع المحكمة ذات الطابع الدولي. وقال: إن وزارة العدل تتابع على قدم وساق تحضير الإتفاقية بين لبنان والأمانة العامة للأمم المتحدة, وأن الوفد القضائي اللبناني عاد منذ أيام من نيويورك, وهناك تعاون ممتاز مع الفريق الدولي. وسوف يعود الوفد القضائي اللبناني الى الأم المتحدة في أواخر هذا الشهر رغبة بطلب الأمانة العامة للأمم المتحدة, للمساهمة مع الخبراء الدوليين في صياغة الإتفاقية. سئل الوزير رزق: عن مصير الضباط الأربعة الموقفين. أجاب: أن توقيف الضباط الأربعة هو جزء من التحقيق, وقد سألت هذا السؤال منذ عشرة أيام تقريبا للمرجعين اللبناني والدولي, أي المدعي العام التمييزي والمحقق الدولي, ولا يزال الطرفان يقولان إن التوقيف هو جزء من التحقيق, أي هم أبرياء حتى ثبوت العكس, وهما يطالبان باستمرار التوقيف حتى إشعار آخر. وقيل للوزير رزق طالما أن التحقيق حقق تقدما لماذا طلبت الحكومة اللبنانية التمديد سنة. أجاب : أن التمديد جاء لطلب السيد برامرتز الذي رأى أنه يحتاج لهذا الوقت وبالتالي علينا أن نعطيه متسعا من الوقت وكما سلفه السيد ميليس, وكما طلبت ذلك منذ زمن طويل وقامت القيامة في حينه والآن أرى أنني كنت على حق.

 

 

القاضي ريمون عويدات في ذمة الله وطنية - 11/6/2006 (متفرقات) فقد لبنان والجسم القضائي ومنطقة اقليم الخروب وبلدة شحيم النائب العام الاستئنافي في الشمال القاضي ريمون عويدات الذي توفي صباح يوم الاحد في احدى المستشفيات الفرنسية حيث كان يخضع للعلاج. وفور شيوع الخبر بدأت الوفود والشخصيات تتوافد الى منزله في بلدة شحيم لتقديم التعازي والاشادة بمزايا الفقيد الراحل وخلقيته واندفاعه للخدمة العامة ومساعدة الناس. تاريخ مراسيم الدفن ستحدد لاحقا نظرا لوفاته في فرنسا. وقد بدأت في البلدة الاستعدادات لاستقبال جثمان الفقيد الراحل ولاستقبال الوفود والشخصيات الرسمية التي ستشارك في التشييع، حيث سيوارى الثرى في مدفن العائلة في شحيم قرب منزله في حي الجرد.

 

 

 

 

 

 

 

 

الشيخ حمود يشيد بالاجهزة الامنية لاعتقالها قتلة الشقيقين مجذوب في صيدا وطنية - 11/6/2006 (سياسة) استقبل الشيخ ماهر حمود في منزله في صيدا سفير الفلبين في لبنان وسوريا, آل فرنسيسس بشارة يرافقه رجل الأعمال اللبناني المقيم في الفلبين جوزف بشارة, في زيارة بوتوكولية. سلمت خلالها دعوة للشيخ حمود, لحضور الحفل الوطني للفلبين , الذي يقام في بيروت الثلاثاء القادم, ومن جهة أخرى أعلن الشيخ حمود عن سروره وشكره للأجهزة الأمنية وخاصة مخابرات الجيش اللبناني, التي قبضت على الضالع الرئيسي في التفجير الآثم الذي استهدف المجاهدين محمد ونضال المجذوب في 26أيار الماضي. كما أعلن عن تمنياته أن يتم القبض على بقية الشبكة المرتبطة بالعدو الصهيوني, الذي يستهدف أمننا وحياتنا اليومية, كما يستهدف المجاهدين الأبطال الذين يسيرون بنا في طريق العزة والكرامة.

 

اطلاق تيار المردة في مهرجان شعبي وسياسي حاشد في بسبعل- زغرتا

شادي سعد: مردة كنا ومردة سنكون في منطقتنا وكل لبنان

النائب رعد : العلاقة مع سوريا يفترض ان تكون استراتيجية لمواجهة اسرائيل

النائب نقولا: تضامننا سيبقى الرادع لمخططات ضرب العيش المشترك

ارسلان: لن نسمح للديكتاتورية ان تقوم في لبنان

كرامي: اسقاط الحكومة هو الطريق الوحيد لاعادة التوازن

فرنجية : لبنان نريده دولة مؤسسات وقانون ودولة الشراكة لا الشركات

وطنية-11/6/2006 (سياسة) احتشد مئات الالاف في بلدة بسبعل في قضاء زغرتا, ملبين دعوة رئيس تيار المردة الوزير والنائب السابق سليمان فرنجية, للمشاركة في مهرجان اطلاق تيار المردة في اضخم مهرجان شمالي منذ عشرات السنين.

عند الخامسة وعشر دقائق انطلق المهرجان في حضور ممثل رئيس الجمهورية العماد اميل لحود وزير البيئة يعقوب الصراف, ممثل رئيس مجلس النواب نبيه بري النائب حسن علي خليل, الرئيس عمر كرامي, السيد طه ميقاتي ممثلا الرئيس نجيب ميقاتي, والدكتور اميل نجم ممثلا الرئيس سليم الحص, المطران يوسف حتي ممثلا البطريرك الماروني الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير, ومثل حركة امل وفد برئاسة النائب علي بزي, كما مثل حزب الله وفد نيابي ضم النواب: محمد رعد, ونوار الساحلي, امين شري, علي عمار, وحضر من تكتل التغيير والاصلاح النواب: سليم عون , نبيل نقولا, شامل موزايا, وعباس هاشم, كما حضر وفد من التيار الوطني الحر ضم القيادين: فايز كرم , جبران باسيل, سليم اللعازار, وحكمت ديب وبيار رفول. ومثل الرئيس عصام فارس العميد وليم مجلي, وشارك وفد من الحزب القومي السوري الاجتماعي برئاسة رئيسه علي قانصو, كما حضر النواب بيار دكاش, قاسم هاشم, مروان فارس, اسعد حردان, حسن فضل الله. ووفد من حزب الطاشناق برئاسة الوزير سيبوه هوفنانيان, والنائب اغوب دميرجيان, وامين عام الحزب هوفيك مختاريان , ورئيس التنظيم الشعبي الناصري اسامة سعد, وحضر ممثل الكتلة الشعبية النائب كميل معلوف, والسيد حسن الحسيني ممثلا والده الرئيس حسين الحسيني.

وحضر من النواب والوزراء السابقين: فارس بويز, ميشال سماحة, اميل اميل لحود, محمود طبو, فيصل الداوود, عدنان عرقجي, فريد هيكل الخازن, عبد الرحيم مراد, سليم سعاده, فايز غصن, كريم الراسي, ناصر قنديل, مروان ابي فاضل, محمد يحي, وجيه البعريني, احمد حبوس, بسام يمين, مخائيل الضاهر, نجاح واكيم, خليل الهراوي, عبد الرحمن عبد الرحمن, وديع الخازن, جبران طوق, جمال اسماعيل, جهاد الصمد, اسطفان الدويهي, ناجي البستاني, زاهر الخطيب, الياس سابا, وئام وهاب, عدنان طرابلسي, باسم يموت, عبد المجيد الرافعي.

وحضر ايضا رئيسة حزب الوعد جينا حبيقة, وفد الحزب الديموقراطي اللبناني برئاسة نائب الرئيس زياد شويري, وفد الحزب الشيوعي اللبناني برئاسة الامين العام خالد حداده, رئيس حزب التضامن اميل رحمة, ووفد من حركة التوحيد الاسلامي برئاسة الشيخ هاشم منقارة, ومثل النائب السابق فتحي يكن الشيخ نبيل الحارس, ووفد من حزب التحرر العربي ضم القيادي فيصل كرامي والقيادي خلدون الشريف. ومثل المحامي مصطفى عجم السيد كمال شاتيلا.

وحضر رئيس بلدية صيدا عبد الرحمن البزري, ورئيس بلدية الميناء عبد القادر علم الدين, الى العديد من روساء بلديات المناطق اللبنانية كافة. كما حضر الشيخ روي عيسى الخوري, سليم كرم, محمد الفاضل, توفيق معوض, زياد المكاري, مي سعاده, جو مفرج, نزار يونس, رفلي دياب, قيصر خلاط, كريم سركيس, طه ناجي, جبران عريجي, وعدد من نقباء المهن الحرة في الشمال.

كما حضر ممثل شيخ عقل الطائفة الدرزية الشيخ زهير المهتار, وممثل عن العلامة حسين فضل الله, وندوة العلماء المسلمين في لبنان. كما حضر ممثل قائد الجيش العقيد انطونيوس ابراهيم, ومثل مدير عام امن الدولة الرائد نواف الحسن, كما حضر العديد من القادة الامنيين.

وكان رئيس تيار المردة وعقيلته السيدة ريما ونجله طوني وعمه روبير وافراد اسرة الرئيس الراحل سليمان فرنجية في استقبال المشاركين في الاحتفال، الذين توافدوا من مختلف المحافظات والمناطق اللبنانية.

بدأ الاحتفال بالنشيد الوطني اللبناني ونشيد المردة , ثم تحدثت الزميلة فيرا يمين , وبعدها تحدث المحامي شادي سعد وقال : لا تخافي يا بلادي طالما في الساح مارد نحن شعب إن تنادي نزرع الأرض سواعد من نشيد المرده نبدأ الكلام، في حضوركم الذي هو أشبه بنشيد الاستمرار في نهجِ المرده التاريخي. بالأمسِ القريب قال سليمان بك فرنجية: "من له ماضٍ مشرّفْ فمستقبله أكيد." وماذا نقول عن المرده وعمر نضالها من عمر لبنان. أقف أمامكم ويدي على قلبي، لأن 11 حزيران 2006 معمودية جديدة في اصعب مرحلة يمرّ بها لبنان. نعاهده أن نبقى شبابا وشريحة في خدمة وحدته. كيف لا ؟ ومنذ 28 عاما قدمنا على مذبح الوحدة شهيدنا الغالي دائما وابدا طوني فرنجية ورفاقه الشهداء ورفع الرئيس الراحل سليمان فرنجية يُمناه وقالها ثلاثاً: فدى لبنان، فدى لبنان، فدى لبنان. المرده، تاريخ من نضال شعب افترش الارض والتحف السماء.

جئنا من صوب التاريخ لنؤكد في الحاضر ان همّنا الانسان والوطن. ونحن لا نقول هذا الكلام منبرياً لنحصد تصفيقاً، بل هو ثابت كما سياستنا ومكتوب في وثيقتنا السياسية. الوثيقة تجمع بين المبادىء والثوابت والمسلمات وبين المواقف التي يتطلبها الظرف الراهن.

جئنا اليوم، من كل لبنان لنطلق تيار المرده. نطلقه كإطار تنظيمي بفعل هذه العاطفة الشعبية ومن منطلق ايماننا بضرورة التواصل بين المرده المنتشرين في لبنان وفي بلاد الإغتراب. انتم، يا رفاق، ولست أبالغ، فرضتم فكرة اطلاق تيار المرده. وقريبا جدا جدا، سيكون تيار المردة كما كانت المردة دوما الرقم الصعب في كل المعادلات مسيحياً – لبنانياً – وعربياً. فنردد اليوم ما قاله زعيمنا سليمان فرنجية في خطابه السياسي الأول في مئوية المارد التاريخي يوسف بك كرم: نحن، إذا استهدفنا كمسيحيين سندافع عن مسيحيتنا كمسيحيين. واذا استهدفنا كلبنانيين سندافع عن لبناننا كلبنانيين. واذا استهدفنا كعرب سندافع عن عروبتنا كعرب. ثوابتنا راسخة، وهاماتنا شامخة، لذا اختُصرنا بكلمتين رسوخ وشموخ. ايها الحفل الكريم، سنقرن القول بالفعل، وستكون المرده في كل الميادين العملية: سياسة، ثقافة، تربية، شباب، اقتصاد، شؤون حياتية، صحة وبيئة. الأخضر لوننا لأننا راسخون بأرضنا الخضراء، الثبات في زمن التحولات رمزنا .

عملنا مؤسساتي، آمن به زعيمنا سليمان فرنجية منذ بداية حياته السياسية عام 87 حين كان له من العمر 22 سنة فَبنى صرحاًً ضمّ مكاتب مختلفة تُعنى بشؤون المواطن. اليوم نعمل على تعميم هذا الهمّ المؤسساتي لنصل معاً الى دولة المؤسسات. وأقول لكم، تيار المرده يتّسع للجميع، نعم للجميع، منتسبين، مؤيدين واصدقاء. وقبل ان اختم اشكر همّتكم وهمّة كل المساهمين. اشكركم قادمين من مختلف مناطق لبنان مدفوعين بعاطفتكم . واخيراً: كلمة شكر لك يا رئيس تيار المرده، يا صخرة صمودنا في زمن التحولات. ولك نقول: - مرده كنا ومرده سنكون. - في منطقتنا ولبناننا ومنطقنا متجذرون. - وتسألون لماذا انتم مرده؟ اخترنا ان نكون مرده كي نكون. عشتم وعاشت المرده على خطى القائد الشهيد طوني فرنجية عاش لبنان

والقى النائب محمد رعد كلمة قال فيها:"من حصون الوطن جئنا اليكم نحمل معنا تحيات اكبار معطرة بالحب والإمتنان لوفائكم وشهامتكم ومزهرة بعلاقات الأخوة والشرف معكم ومكللة بالإعتزاز بمواقف الصدق والوضوح والأصالة الوطنية لديكم. جئنا نحمل اليكم وعبركم لكل المسحيين واللبنانيين الشرفاء، عبق التحرير والإنتصار ومحبة وتقدير اميننا العام سماحة السيد حسن نصرالله، وأخوانه في قيادة حزب الله والمقاومة. ونحمل ذلك كله لرجل المواقف الصادقة والجريئة، الوفي المخلص والشهم الأخ والصديق العزيز صاحب المعالي سليمان طوني فرنجية.

اننا في الوقت الذي ندرك فيه كيف ينبث الأمل المشرق من دفائن الألم العميق، وكيف يزهر الورد وتتفتح ازراره وسط أسيجة الشوك، فإننا نعرف تماماً أن وحدهم الكبار الكبار هم الذين يملكون القدرة على تجاوز المحن، وتبقى بيدهم ناهية القرار الوطني المسؤول.

ان البيت السياسي العريق في زغرتا، الذي انطلق منه شعار "وطني دائماً على حق" حسبه شرفاً ووطنية أن يقدم للوطن أغلى دم لديه دفاعاً عن وحدة لبنان ضد التقسيم، والتزاماً بعروبة لبنان وصوناً لاستقلال لبنان. ان من يبني على الصدق الوطني بعيداً عن أية دوافع وطموحات شخصية لتحقيق مصالح ومكتسبات خاصة أو فئوية على حساب المصلحة الوطنية العليا، هو الذي يدوم ويتجذر ويبعث على الثبات والطمأنينة والإستقرار. والعلاقات السياسية بين الأشخاص والقوى والفئات، تتفاوت متانتها ومستوياتها تبعاً لتفاوت الالتزام بهذه المعادلة. وتيار المردة الذي يجدد اليوم انطلاقته سيسهم دون شك في اطفاء حيوية ونكهة خاصة على ساحة العمل السياسي الوطني والعلاقات السياسية من أجل بناء الدولة المتوازنة التي يحلم بها اللبنانيون جميعاً، ولا يشعرون في ظلها بتمييز أو تمايز ولا بتهميش او استئثار ولا بإستنسابية أو معايير مزدوجة في التعاطي مع قضاياهم ومناطقهم وطوائفهم واتجاهاتهم. وسليمان طوني فرنجية لطالما خاض غمار هذا التحدي وهو يتطلع الى حماية لبنان من مشاريع التقسيم والى الدفاع عن عروبة لبنان انطلاقاً من رؤية استراتجية ترى مصلحة أكيدة للبنان في بناء أحسن العلاقات مع سوريا، والعمل الدائم على صونها وتصويبها حتى لا تكون ممارسات يومية خاطئة من هنا وهناك مدخلا ذرائعيا للإنقلاب ضد هذه العلاقة التي يفترض ان تكون استراتيجية لمواجهة مخاطر العدو الصهيوني الذي يتهدد كل المنطقة عبر بوابة لبنان وسوريا ويعمل دائماً لفك الإرتباط بين هذين البلدين الشقيقين.

وليس ضبط الذراع التنفيذية لشبكة الارهاب الصهيوني التي اعتقلت مديرية مخابرات الجيش اللبناني مؤخراً واحداً منها الا دليل على ان العدو الصهيوني يرى في مناخ فك الارتباط بين لبنان وسوريا وكذلك في مناخ الفوضى الهدامة التي تروج لها اميركا، هي الفرصة المناسبة لتخريب الامن في لبنان واهمية هذا الاعتقال يكمن في انه اول اعتقال لعنصر تنفيذي اساسي له علاقة استخباراتية مباشرة مع الموساد الاسرائيلي، وكذلك في ما يبدو من علاقة لهذه الشبكة في تنفيذ اكثر من اغتيال وتفجير سابق في اكثر من منطقة من المناطق اللبنانية. واننا نهنىء في المناسبة مديرية مخابرات الجيش اللبناني على هذا الانجاز المهم. ثم ان ما ارتكبه العدو الاسرائيلي بالامس من مجزرة ضد الاطفال والعائلات المدنية على شاطئ غزة يؤكد لنا في لبنان وجوب استمرار المقاومة والحفاظ على سلامتها لردع اي عدوان محتمل. ان اميركا التي رفضت بعلاقة ادانة عدوان فاضح ضد المدنيين في فلسطين بالامس واعتبرت ذلك دفاعا عن النفس من قبل اسرائيل، كيف يمكن ان يقتنع شعبنا بل كيف يصح الرهان على دور لها في ضبط العدو وفي حماية لبنان؟ ان اميركا تؤكد يوماً بعد يوم انها الراعية والحاضنة للارهاب الصهيوني وهي شريك اساسي لاسرائيل في كل عدوانها وجرائمها؟ ان الوثيقة السياسية التي يطرحها اليوم تيار المردة ويحدد من خلالها رؤيته الشاملة للاوضاع والقضايا وخصوصاً منها الساخنة في هذه المرحلة...

فإنها تتقاطع في العديد من بنودها مع ما ورد في وثيقة التفاهم بيننا وبين التيار الوطني الحر الذي يرأسه العماد ميشال عون، كما تتقاطع ايضاً مع مضمون بيان اللقاء الوطني الذي يجمع دولة الرئيس عمر كرامي الى العديد من القيادات الوطنية في البلاد. وتحمل الوثيقة ايضاً افكاراً سياسية واضحة ستكون، بلا شك، موضع اهتمام كل القوى السياسية الوطنية الاسلامية والمسيحية. ونحن هنا لنشد على ايدي اخوتنا واصدقائنا في تيار المردة ولنؤكد تضامننا وتعاوننا معهم من اجل لبنان القوي العربي الهوية والانتماء والسيد الحر المستقبل، ومن اجل دولة قادرة وعادلة ومطمئنة للبنانيين جميعاً.

ان لبنان بحاجة الى جهود كل الرجالات والقوى الصادقة في وطنيتها من اجل ان يخرج من ازمة التيه عن الخيار الاستراتيجي الوطني الذي تحميه فعلاً ويصون استقراره ويؤسس لتطوير نظامه السياسي وصولاً للصيغة التي تكرس وحدته والعيش المشترك بين ابنائه وتضمن لهم تمثيلاً حقيقياً ينجم عن قانون انتخاب منصف يتيح للبنانيين الحق في اختيار ممثليهم الذين يعبرون عن مصالحهم وآمالهم حتى لا يعود احد يشعر بوجود استهداف له او تواطؤ ضده او محاولات لالغائه وتهميشه. تيار المردة وزعيمه الوطني سليمان طوني فرنجية.نحن معكم نواجه هذا التحدي لنحقق حلم اللبنانيين. وسيكون معنا ايضا كل الوطنيين الصادقين". والقى الدكتور النائب نبيل نقولا كلمة التيار الوطني الحر وقال : ايها السيدات والسادة نلتقي اليوم في زغرتا، هذه المدينة البطلة التي تجمعنا بها مشاعر الصداقة والمحبة بعلاقة طبيعية عفوية، علاقة اهل يتقاسمون افراحهم وهمومهم متضامنين في السراء والضراء، هكذا كنا بالأمس وهكذا نحن اليوم وهكذا سنكون غدا. كان همنا الاول في العام الماضي التصدي لدعاة التفرقة والتخوين وتبديد اجواء الاتهامات الدنيئة التي زرعت بذور القلق في نفوس المواطنين، فبدأت رحلتنا بزيارة الشمال وكانت اهدن المحطة الاولى لما تحمل من المعاني الوطنية والتصدي لأحقر حملات التضليل التي تعرض لها معالي الوزير سليمان فرنجية، ولكن ما هم فالجبل العالي لا تنال منه الرياح العاتية.

لقد أدركنا في حينه اننا نواجه طغمة لا تعمل على خلاص الوطن كما انا لا تتوانى عن استعمال كل المحرمات لكسب مواقع السلطة. ومن كان هدفه لن يكون امينا على الوحدة الوطنية ووفيا لها. وبالرغم من كل فقد حققنا ما نريد واسقطنا اولئك الذين ارادوا لجسر المدفون ان يبقى حدودا سياسية وحاجزا نفسيا واعدنا التواصل بين الاهل والاحباء. وبعد التواصل مع الشمال كان التواصل مع الجنوب الذي كرسه لقاء مار مخايل وبعده لقاء صيدا، كما كان لقاء طرابلس، وهكذا ستعم لقاءاتنا جميع المناطق اللبنانية وسنبقى على سعينا الدؤوب لتعميم التفاهم بين اللبنانيين وتعزيز وحدتهم وربطهم بشعور الانتماء الى وطن واحد يتمتعون فيه بالحرية والكرامة.

ليس لقاء اليوم في زغرتا مناسبة عادية نعبر من خلالها عن مشاعر الصداقة والمحبة التي تربطنا بها وبأهلها ولكنها مناسبة قد تكون هي الاهم في تاريخ هذه المنطقة العزيزة من حيث مضمونها السياسي الاجتماعي وسيكون هذا اليوم يوما مميزا وفاصلا ينتقل فيه مجتمعها من منطق المحازبة والولاء الشخصي الى منطق الحزب والعمل السياسي المنظم الذي يحمل الالتزام والافكار والتضامن ويعزز الروح الديمقراطية والتنافس السليم. ايها الاحباء، لقد ضربت الحالة الديموقراطية في لبنان لعدة عقود خلت وعطلت مسيرتها بأشكال شتى افسدت كل نقاط قوتها وعرقلت تطورها الايجابي.

نعم ان الديمقراطية تعطلت في لبنان، تعطلت القوانين التي تحميها وتعطلت الاخلاق الديمقراطية فكان الترهيب والترغيب، وضرب الحقوق المشروعة، المعنوية والمادية على ايدي السلطات والقيمين عليها، وضرب التمثيل النيابي بجوهره من خلال تعطيل صحته. وان هذه الحالة ما تزال مستمرة وكأنه لم تكن هناك تجربة مرت على لبنان ونرى انفسنا اليوم في ظل حكم يمارس نفس النوع من السلوك والوقاحة في التعاطي مع الواقع اللبناني. ان عدم الادراك لنتائج الامور بسبب هذا السلوك السيء هو ما يقلقنا، فاستمرار التجاوز الرسمي للمؤسسات الدستورية، وانتهاك الحقوق المقدسة للمواطنين لا يبشر بمستقبل مطمئن ومجتمع مستقر. ايها الاخوة والاخوات ان قوة الدولة تبدأ في احترامها للدستور والقوانين فتكون بذلك ضامنة لسلامة المواطنين وحقوقهم مما يكسبها احترامهم وانضواءهم فيها.

ولكن ماذا نقول لهم اليوم وهي لا تضمن حقوق النواب الذين يمثلونكم، بتعطيل المجلس الدستوري من خلال شله ومحاولة تأليفه على شاكلتها ومثالها لتتحكم بالتشريع وتجاوز الدستور، كما انها تعطل تعيين مجلس القضاء الاعلى لتتحكم بالسلطة الثالثة من خلال معاييرها ومقاييسها غير العادلة، فتسقط بذلك جميع الضمانات التي تشكلها هذه المؤسسات لتأمين العدالة واحقاق الحق.

اضافة الى ما ذكرنا فإن الدولة سقطت اقتصاديا وهي ما زالت تتابع سياسة الإفقار للتهجير، فتحقق بذلك ما عجزت عنه البندقية في الحروب المتنقلة على ارض لبنان، وهذا ما يجعلنا نتساءل واياكم اذا ما كانت هناك مشاريع توطينية يعد لها بشكل تدريجي يجعل منها امرا واقعا في نهاية المطاف. وحدة تضامننا يبقى الرادع لتنفيذ هذه المخططات التي ضربت العيش المشترك في لبنان وخربت بنيته وما زالت تهدد استقراراه. ومن هنا نرى بأننا واحد في كل ما يتعلق بمصير لبنان.

يا احفاد المرده، ان تاريخكم عريق وارثكم بطولي، منكم الكبير الرئيس سليمان فرنجية القائل: "وطني دائما على حق"، ومنكم الشهيد الغالي طوني فرنجية الذي سفكت دماؤوه بأياد غادرة مع باقة من الاعزاء والاحباء. ان حملكم هذا الاسم يضع على عاتقكم مسؤولية المحافظة على هذا الارث ولنا ملء الثقة بأنكم لفاعلون. فهنيئا لكم في انطلاقتكم الجديدة وهنيئا لكم بقيادتكم الشابة الشجاعة والحكيمة.

ن ثم القى رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني الامير طلال ارسلان الكلمة الآتي نصها: زغرتا. المردة. أشعر بوقع التاريخ. بحضور الف ومئتي سنة من عمر التاريخ اللبناني. بمعركة نهر الموت. بمعجزة هذه الأرض التي باركها الله وجعلها طاهرة فجعلنا فيها من أصدق الأصدقاء وأخلص الحلفاء وأوفى الأوفياء. دولة الرئيس عمر أفندي كرامي ، ممثل دولة الرئيس العماد مشال عون ، أيها الأصدقاء، أخي وصديقي ورفيقي سليمان بك فرنجية من زغرتا... من هذا الحصن الوطني اللبناني العريق...من هذا الحصن الماروني الحصين... من مقلع المردة الاقحاح...معقل الرجال الرجال... أحيي، بالمناسبة الوقورة، روح الشهداء، الزعيم طوني بك فرنجية وأسرته وأقرباءه وأنسباءه... أحيي دار الصدق والفداء...

وحفظ الصداقة والعهود... وأتوقف بمحبة عند ذكر سيّدها، الفارس المقدام، فخامة الرئيس سليمان بك فرنجية الذي سيظل له عندنا القيمة المميزة إذ كان على الدوام الصديق الوفي لبطل الاستقلال الأمير مجيد أرسلان... من زغرتا أطلق عهد وادي التيم وجبل لبنان...

ان وطننا اللبناني المفدى لن يمزق بعد اليوم... وأوصاله لن تقطع... مهما كبرت المؤامرات عليه... ومهما تورّم حجم الطابور الخامس في داخله. مصير هذا التورم واحد من اثنين: المصير الأول ان يقضي على الوطن، لا سمح الله، وذلك بأن تظل نقابة الجريمة المنظمة تتحكم بمقدرات الدولة وتمضي قدماً باستباحة الدستور والقوانين والمال العام والملكية الخاصة وتستمر في تحريك الفتن لضرب السلم الأهلي وترسّخ ديكتاتوريتها... وأما المصير الثاني فهو انهيار سلطة الطابور الخامس أمام الشرعية الدستورية والقانون. إن التراكم، الكمي والنوعي، للانتهاكات الدستورية تحول دستورنا الى ما يشبه المنخل، فيما المفترض حماية الدستور واحترام أحكامه إذ هنا يكمن الفارق الكبير ما بين النظام الديمقراطي والنظام الديكتاتوري. فكما ان الديمقراطية متعددة الانواع كذلك الديكتاتورية فهي متعددة الاشكال...

وأكثر الديكتاتوريات سوءاً وأشدها فتكاً بحقوق الانسان، وإزدراءً بالحريات العامة والحقوق الفردية، تلك التي تتصرف كالحرباء فتأخذ لون الأرض التي هي عليها... وفي حالة لبنان ان الديكتاتورية النامية اليوم تأخذ الوان مشاريع الفتن المذهبية، وتحرض على العصبيات لحماية عمليات النهب المنظم لما تبقى من مال عام... ان الديكتاتورية النامية في لبنان تحاول تحويل الشعب اللبناني الى مجموعة بشرية من المتسولين والوشاة... مجموعة المتسولين تتكون بواسطة المشروع الفضيحة الذي كشف عن أمره وزير الاقتصاد مؤخراً والقاضي بتوزيع مئة مليون دولار، بمعدل 200 الى 600 دولار بالسنة الى الاسر الاكثر فقراً... وهو مشروع مريب حقاً لأن هذه السلطة تحاول عبره التهرب من إقامة مشاريع انتاجية في الأرياف التي أصبحت أوضاعها لا تطاق، ناهيك عن كون نظام التسول هذا يدخل في سياق مشروع القضاء على مبدأ دولة الرعاية عبر الاجهاز على المكتسبات الاجتماعية.

واما مجموعة الوشاة فيجري الاعداد لها بواسطة الجهاز القريب جداً من جهاز السيكوريتات في رومانيا سابقاً، وذلك في داخل وزارة الداخلية. أفقروا الشعب وجوعوه لتتحكموا به. هذا هو الشعار الفعلي لنقابة الجريمة المنظمة في لبنان، ولطابورها الخامس. ان قوى السلم الأهلي والديمقراطية، القوى المكونة للمعارضة اللبنانية التعددية، مدعوة الى تفعيل نشاطها المطلبي الاجتماعي المعيشي دفاعاً عن انسانية المواطن اللبناني وحقوقه الاقتصادية والاجتماعية المكتسبة. على قوى السلم الأهلي والديمقراطية ان تتسلح بالحقوق الدستورية فلا تترك لهذه الديكتاتورية النامية مجالاً للاستمرار عبر العبودية المقنعة المفروضة اليوم على شعب لبنان. ولأن هذه السلطة الفاسدة المفسدة الطارئة المارقة، تخشى من التحركات المطلبية الاجتماعية المعيشية نراها ترمي الشعب بوابل من الشعارات السياسية المشبوهة لتبعده عن ساحة النضال المطلبي فتظل هي مسترسلة في عملية النهب المنظم وتدعم مع الوقت ركائز الديكتاتورية.

ولأن أحداً لا يتذمر من خطاب قصير، يا صديقي سليمان بك، أختم كلامي بالتأكيد على المضي قدماً معكم ومع الوطنيين الشرفاء لحماية السلم الأهلي وانتصار الديمقراطية. لن نسمح للديكتاتورية بأن تقوم في لبنان. عاشت الحرية في لبنان عاش لبنانا المفدى الرئيس كرامي والقى الرئيس عمر كرامي الكلمة الاتية: "كلما ادلهمّت الخطوب، وكلما حاقت المخاطر في هذا الوطن، كان الشمال بمسلميه ومسيحييه وحدة متراصة يدافع عن لبنان المستقل السيد العربي الحر. في معركة الاستقلال اللبناني خط عبد الحميد كرامي بيده بيان ترشيح الشيخ بشارة الخوري ليعلن أن الوحدة الوطنية، هي ميثاق كل عروبي لبناني، وأن اللبنانيين لن يظفروا بوطن ودولة ما لم يقهروا الفتنة.

على هذه الخطى كان الشمال في محنة 1958، كان الشمال قلعة المقاومة الشعبية ضد الغزو الأميركي وضد مؤامرة تحويل لبنان إلى قاعدة لحلف بغداد، الحلف الذي أقامه المستعمرون لقهر العروبة ولتمكين اسرائيل من الهيمنة على منطقتنا. يومها كان سليمان فرنجية ورشيد كرامي يتشابكان السواعد الشمالية، عنواناً لوطنية لبنانية عروبية. يومها تعمّدت عروبتنا بدماء الشهداء المسلمين والمسيحيين.

سقطت أكذوبة أن العروبة مسلمة وأن المسيحيين هم ظل الأجنبي ونفوذه. إنها أكذوبة المستعمر التي مزقها زعيم لبناني ماروني عروبي كبير هو فخامة الرئيس الراحل سليمان فرنجية على امتداد حياته وكفاحه. عندما انطلقت فتنة الحرب في السبعينات كان الزعيمان سليمان فرنجية ورشيد كرامي سدا منيعا في وجه الفتنة دفاعاً عن عروبة لبنان ووحدة أرضه وشعبه ومؤسساته.

دفاعاً عن فكرة لبنان الوطن المنتمي إلى منطقته، والقادر على مواجهة الأطماع الصهيونية. فاسرائيل هي العدو، هي الخطر، وهي التهديد المستمر. كانت مذبحة اهدن أول الطريق إلى الاجتياح الاسرائيلي عام 1982. يومها أحسّ كل بيت في طرابلس والشمال أن القتلة استهدفوه، باستهدافهم لهذه القلعة الوطنية الشامخة". أضاف: "تيار المردة هو الناس في هذه القمم العالية، التي لا يدنس علياءها وشم عابر. وهو منطلق عبر عقود من النضال الوطني المشهود.

ومعك أيها الصديق الفارس سليمان فرنجية.أيها المناضل العربي الصادق الشجاع. ومع هذه الشخصيات والجموع التي جاءت من كل أنحاء لبنان. إننا هنا لنقول أن ما بيننا هو عهد الناس في الشمال وفي كل لبنان العربي المقاوم. كأنه القدر المكتوب، كلما كان الوطن مهددا، لا بد أن نكون معاً.

ها نحن اليوم في اللقاء الوطني اللبناني معا كما كنا دائما وسنبقى معاً في مواجهة كل أعداء لبنان من الداخل والخارج. معا في مواجهة المتآمرين على وحدة لبنان وعروبته، في مواجهة الفاسدين والمفسدين ومعاً من أجل قيام دولة القانون والمؤسسات. ومعا من أجل إنماء الشمال وجميع المناطق المحرومة". وقال: "سنة مضت على استلامهم الحكم تحت شعار الأكثرية.أغدقوا الوعود بلا حساب. وصوّروا للناس أن على أيديهم سيصبح لبنان جنة الله على الأرض. سنة مضت ووعودهم كاذبة.الفساد هو الفساد بل يزيد ويستشري. سلوهم عن الخليوي الذي حكايته كابريق الزيت والأربعين حرامي. سلوهم عن قيام الدولة القادرة والعادلة.

أين الاصلاحات؟ أين مجلس القضاء؟ أين لمجلس الدستوري؟ أين المجلس الاقتصادي؟ أين التشكيلات الدبلوماسية؟ أين التشكيلات الأمنية؟ أين المليارات التي هدرت، وأصحابها يتمتعون بها دون خجل ولا وجل، ويعطوننا كل يوم دروسا بالعفة والأخلاق الحميدة. أين بيروت واحد وأين ورقة الاصلاحات؟ ورقة الصفقات الجديدة. ورقة بيع ما تبقى للدولة إلى شركات أجنبية وسماسرة من السياسيين الجدد. طبيعي فقد زاد المنتفعون والطابور طويل. ورقة الضرائب الجديدة على الفقراء. ورقة الركود المستمر والفساد المتواصل. هموم المدرسة ولقمة العيش والسكن والدواء والضرائب تقتل القدرة على الصبر. سياستكم تسحق حتى الميسورين، فماذا عن الفقراء والجوع يقرع أبواباً كثيرة؟ إن اسقاط الحكومة هو الطريق الوحيد لإعادة التوازن الوطني إلى الحكم، ونحن لن نقبل باستمرار المعادلات المبنية على تهميش القوى الفاعلة والحية. إن إسقاط هذه الحكومة هو الطريق الوحيد إلى انتخابات مبكرة تنهي التزوير. الانتخابات التي هربوها بقانون مكرس للتزوير، لقد أخذوا لبنان إلى حافة الكارثة وطنيا واقتصاديا وزرعوا الفتنة في كل مكان. أيها الصديق الكبير سليمان فرنجية، سنبقى معا لا تفرقنا التفاصيل ولا تنال من حلفنا الأيام وتقلباتها. كل التمنيات بالنجاح والتقدم لتيار المردة بمناضليه وجماهيره". فرنجية واخيرا القى رئيس تيار المرده الوزير السابق سليمان فرنجية الكلمة الاتي نصها : حلفاءنا، اصدقاءنا، اهلنا، نلتقي اليوم في زمن كثرت فيه المواقف المتقلبة وقلت فيه المبادىء الراسخة. في زمن اصبح فيه الشعب وسيلة والمركز هدفا بدل ان يكون الشعب هو الهدف والمركز هو الوسيلة.

في زمن اصبحت فيه السياسة تجارة بدل ان تكون رسالة. في زمن يثير فيها السياسي الغرائز توسلا لشعبية مصطنعة يقودها الى مغامرة وهمية بدل ان يرسم السياسي خطه باعتدال ويخاطب العقل وصولا بشعبه الى بر الأمان. في زمن اصبح فيه الجار هو العدو المدان والعدو هو الجار المصان. في زمن ادَّعى فيه الفاسدون انهم مصلحون وتحول المصلحون الى الفاسدين. في زمن اصبح فيه رموز التقسيم والتوطين وطنيين، والوطنيون طائفيين.

في زمن اصبحت فيه العروبة تهمة والوطنية عمالة. في زمن يتبدل فيه الاخرون ويتغيرون ويتلونون وكيفما تميل الرياح يميلون. اما نحن فعلى قناعاتنا ثابتون وفي قلوب عقول احبائنا "قلوبكم انتو" راسخون، وفي ارضنا متجذرون وللحرية تواقون وعلى العالم منفتحون وبكم انتم شامخون. في هذا اليوم لا نتذكر شهداءنا ولا نستحضرهم لانهم دائما حاضرون، شهداؤنا شرفنا ولا نتاجر بدمائهم بل نقدم شهادتهم لتوحيد المسيحيين حول مسلمات وثوابت تؤكد انصهارهم في الوطن، لانه يجب على الدماء ان توحد لا ان تفرق. يا اهلنا، لبنان غني بتنوع طوائفه ولا يقوم على تغييب اي طائفة. لبنان الذي نريد قائم على الانصهار الوطني والديمقراطية التوافقية، وتثبيت مفهوم المواطنة وصولا الى العلمنة وارساء قواعد الدولة المدنية. لبنان الذي نريد هو لبنان الرافض لكل اشكال التقسيم والتوطين. لبنان الذي نريد دولة العلم والمشاركة تحقيقا للعدالة الاجتماعية والتنمية الاقتصادية. لبنان الذي نريد يعطي الدور الاساسي للشباب تفعيلا لدورهم في إغناء الحياة السياسية في لبنان. لبنان الذي نريد هو دولة المؤسسات وفصل السلطات واحترام المقامات. لبنان الذي نريد هو دولة الشراكة لا الشركات. لبنان الذي نريد هو دولة العدل اساس الملك وليس الملك اساس العدل.

لبنان الذي نريد هو دولة يتساوى فيها المسؤول مع المواطن في الحقوق والواجبات. لبنان الذي نريد هو دولة آمنة وليس نظاما امنيا. لبنان الذي نريد يؤمن ان المقاومة شرف لنا وشرف لكل العرب وسلاح المقاومة سلاح موجه للعدو وسلام موجه للداخل. فكفى تلاعبا واستغلالا لأبسط مقومات السيادة اللبنانية. ايها الاحباء، نطلق معا اليوم تيار المرده، والمرده تاريخ وحاضر ومستقبل.

 تاريخ المؤسس الرئيس سليمان فرنجية، تاريخ الشهداء ومستقبل الاوفياء. المرده جذور وانتشار. ففي السبعينات قال سفير الاتحاد السوفياتي سابقا ًللرئيس فرنجية "ان الشمس لا تغيب عن شعب لبنان، هذا الشعب المنتشر في كل البلدان والذي ملأ الدنيا علماً وثقافة وحضارة. المغتربون مرآتنا في كل العالم، فتحية اليهم وألف سلام. أحييكم من القلب لانكم قلب المرده النابض وانتم فكر المرده اللامع، والمرده اكثر من فكر بل فكر وطريقة تفكير. واقول لكل واحد منكم: نحن لبنانيون، نحن مشرقيون، نحن عرب. المرده تقوى بالحق ولا تستقوي به و"ووطني دائماً على حق". عشتم، عاشت المرده وعاش لبنان. وكانت وفود شعبية حاشدة شاركت من عكار وكذلك انطلق موكب كبير من حزب التحرر العربي من طرابلس يتقدمه نجل الرئيس كرامي فيصل عمر كرامي والقيادي في الحزب خلدون الشريف.

 

تقرير إخباري

"سايكس - بيكو" مصغرة تعد للمنطقة...لكن بموافقة العرب هذه المرة

خطة لضم الأراضي الفلسطينية إلى الأردن تناقش في كواليس الإدارة الأميركية!

واشنطن- من هشام سلام* السياسة 12/6/2006

هل هناك تحركات داخل واشنطن نحو تعزيز ونشر فكرة ضم الاراضي الفلسطينية المحتلة الى الاردن في نظام فيدرالي او شبه فيدرالي? رأينا في الايام الماضية تحركات سياسية في واشنطن, وفي المنطقة تدعو للبحث في هذه القضية المهمة التي من الممكن ان تترتب عليها تطورات تاريخية بالمنطقة بمثابة معاهدة »سايكس-بيكو« مصغرة, وهي المعاهدة السرية التي عقدت بين الدول العظمى خلال الحرب العالمية الاولى ونتج عنها تقسيم منطقة الشرق الاوسط الى دول مصغرة في شكلها الحالي.

وبالطبع فكرة اعادة رسم خريطة الشرق الاوسط ليست غريبة على الادارة الاميركية في وقتنا هذا, خصوصا في ظل الخطاب الذي يتردد من حين لاخر في واشنطن بخصوص اعادة تقسيم العراق الى وحدات حكم اصغر لتجنب الصراعات الطائفية والحروب الاهلية.

من المستحيل ان نتنبأ بمضمون المباحثات المغلقة بين زعماء المنطقة وصناع القرار الاميركي. ولكن تكرار تبادل الزيارات بينهم في الاسابيع الماضية, فضلا عن اللغة المستخدمة في النقاشات المتعددة والافكار المطروحة, توحي باحتمال حدوث تغير مهم بالمنطقة في الفترة المقبلة.

ومن ابرز التحركات التي جرت مؤخرا وساهمت في الديناميكية الجديدة:

قيام رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت بزيارة لواشنطن منذ اسبوعين, واعلانه امام الكونغرس ان صبر اسرائيل قد ينفد, وانها لن تنتظر الفلسطينيين لاجل غير محدد.

قيام عاهل الاردن الملك عبد الله الثاني بزيارة للبيت الابيض في الاسبوع نفسه, وحضه للرئيس الاميركي على ضرورة عودة الدفع الاميركي لعملية السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين.

قابل رئيس الحكومة الاسرائيلي الرئيس المصري محمد حسني مبارك في شرم الشيخ الاسبوع الماضي, وما تسرب عن مباحثاتهما التي تركزت على البحث عن سبل اضعاف حكومة حركة »حماس«.

لقاء بين الرئيس مبارك والعاهل السعودي الملك عبد الله بين عبد العزيز في مصر, وقبل لقائه مع اولمرت يوم الخميس الماضي, التقى عاهل الاردن مع الملك السعودي في الرياض.

وعلى هامش هذه التطورات الكثيرة, تابعت اسرة تحرير نشرة »تقرير واشنطن« الاخبارية التغيرات المماثلة في النقاش الجاري حاليا في العاصمة الاميركية بخصوص كيفية تحقيق السلام المرغوب, وكيفية التعامل مع حكومة حماس (او كيفية تجنبها واضعاف موقفها السياسي). واعلنت معالم هذا النقاش المصيري عن نفسها في ندوة نظمها معهد اميركان انتربرايز Enterprise American Institute وهو من اكثر مراكز الابحاث نفوذا في واشنطن, وحضر هذا الحدث حشد كبير من الخبراء والسياسيين, والمهتمين بقضايا العلاقات الاميركية-الشرق اوسطية, وشارك فيها عدد من الشخصيات المقربة من دائرة صنع القرار في المملكة الاردنية الهاشمية وبالسلطة الفلسطينية, منهم عبد السلام المجالي رئيس الوزراء الاردني الاسبق وعضو بمجلس الشورى, وناصر اليوسف وزير الداخلية الفلسطيني السابق, ورامي نصر الله رئيس مركز التعاون والسلام الدولي في القدس. وانضم الى هذه المجموعة المؤرخ المشهور بيرنارد لويس وهو استاذ في جامعة برينستون Princeton المرموقة في ولاية نيوجيرسي وكاتب للكثير من الكتب المعروفة (والمثيرة للجدل) عن التاريخ العربي والاسلامي مثل »اين الخطا?: الصدام بين الاسلام والتحضر بالشرق الاوسط« و »كارثة الاسلام: الحرب المقدسة والارهاب الرهيب«.

قلت للملك حسين وقال لي...

كان هناك توافق في وجهات نظر المتحدثين بان فكرة الوحدة بين الاردن والاراضي الفلسطينية ليست فكرة مستبعدة, واشار المجالي الى ان وحدة الضفة الغربية والاردن كانت اساس مبدا تفاوض الاردن مع الطرف الاسرائيلي والمجتمع الدولي لحل الصراع العربي-الاسرائيلي حتى عام 1988 عندما اعلن عاهل الاردن الراحل الملك حسين ان الطرف الاردني لن يستمر في التفاوض نيابة عن الشعب الفلسطيني. وقال المجالي انه تقابل مع العاهل الراحل في تلك الفترة وطرح له فكرة انشاء اتحاد فيدرالي مع الضفة الغربية في حالة الوصول لحل دائم بين الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي.

وصرح المجالي بان العاهل الاردني رحب بتلك الفكرة وعبر عن رغبته في سلك طريق الوحدة عند نشوء كيان فلسطيني مستقل. وقال ان الوضع الحالي يتيح الفرصة لتحقيق تلك الرؤية, فالوحدة بين الاردن والضفة ستكون خيارا جيدا وستقبل من وجهة نظر اسرائيل حيث ان الفيدرالية ستقضي على اسباب استمرار العنف ضد المصالح الاسرائيلية. كما تمثل الوحدة سيناريو مثاليا بالنسبة للبنان, نظرا لانها تتيح خيارات لحل مشكلة اللاجئين الفلسطينيين داخل حدودها. وقال المجالي ان الوضع الامني بالمنطقة سيتحسن بشكل ملحوظ في حالة تحقيق وحدة فيدرالية بين الاراضي الفلسطينية والمملكة الهاشمية.

الوحدة في صالح كل الأطراف

اما عن ناصر اليوسف الوزير الفلسطيني السابق, فقال انه لا بد من اعادة تقييم الوضع الفلسطيني الحالي وتقييم الاخطاء التي ارتكبت بالماضي في اطار دورات المفاوضات السابقة. ويرى اليوسف ان اعادة تطوير وتفعيل العلاقات الاردنية-الفلسطينية خطوة مهمة قد تتيح الفرصة للقيادتين الفلسطينية والاردنية للعودة الى المسار الصحيح. وصرح الوزير السابق بان دعم الفيدرالية بين الطرفين الفلسطيني والاردني سيعود بمنفعة لكل الاطراف المعنية وللمنطقة بشكل عام. فالجانب الفلسطيني سيتمتع بعمق اقتصادي وامني في حالة تحقيق وحدة مع الاردن بشكل او باخر. ورغم ان الاردن لا يتفاوض باسم الفلسطينيين بشكل مباشر, الا انه سيكون له دور كبير في اطار المحادثات النهائية مع الطرف الاسرائيلي, خصوصا فيما يتعلق بقضايا المياه والامن ومستقبل اللاجئين. اما عن تفاصيل ومبادئ الوحدة بين الطرفين, فلن تظهر الا بعد انتهاء مرحلة المحادثات النهائية مع اسرائيل.

الخبراء يزعمون

ومن المثير ان المشاركين في الندوة يرون ان كل التكتلات السياسية الفلسطينية تؤيد مبدا الفيدرالية مع الاردن. فقال اليوسف ان الفكرة مطروحة حاليا وهي محل نقاش داخل الحوار الوطني الفلسطيني في الوقت الحالي, ومن المتوقع ان تحال المسالة لاستفتاء شعبي في حالة فشل الحوار الوطني بين التجمعات السياسية المختلفة. وقال يوسف ان هذه فرصة ذهبية لحماس للخروج من مازقها ومن الانعزال السياسي. ويرى رامي نصر الله ان كل الجماعات السياسية بالاراضي الفلسطينية, بما فيها حكومة حماس ستؤيد هذا الاقتراح, وان كان من الصعب تصور تاييد قيادة »حماس«, والتي تتخذ من دمشق مركزا لها, وهي عادة لا تؤيد الحلول العملية مثل عناصر حماس "البراغماتية" التي تعمل داخل الاراضي الفلسطينية. وقال المجالي ان جماعة الاخوان المسلمين الاردنية لن تعارض الوحدة مع الاراضي الفلسطينية, لانها من البداية لم تؤيد الفصل السياسي بين الاردن والضفة الغربية الذي حدث في عهد الثمانينيات. واكد المجالي واليوسف ان قطاع غزة سيكون جزءا من اي محادثات عن الوحدة بين الاراضي الفلسطينية والاردن ولن تقتصر هذه المفاوضات على الضفة الغربية.

التاريخ لا يمانع الوحدة!

اعطى المؤرخ بيرنارد لويس "الضوء الاخضر" لفتح نقاش جاد عن اقامة وحدة بين الضفة الغربية والاردن. وقال لويس ان الحدود بين الدولتين لا تتمتع باي نوع من العمق التاريخي, حيث ان الحدود بين المنطقتين لم تظهر الا في العهود الاخيرة. وزعم لويس بان الهويتين الفلسطينية والاردنية لم يكن لهما وجود قبل بداية القرن العشرين. ولذلك السبب لا يرى لويس مشكلة في ضم المنطقتين في نظام حكم موحد بصرف النظر عن تفاصيل هذه الوحدة.

وتثير هذه الندوة العديد من التساؤلات عن موقف الاحداث الجارية بالعاصمة الاميركية من القضية الفلسطينية ومستقبل الشعب الفلسطيني. هل تشهد كواليس المسرح السياسي بواشنطن حديثا سريا عن ضم الضفة الغربية للاردن? وما هي المنافع التي ستعود على اسرائيل والاردن والولايات المتحدة من مشروع الوحدة ان كانت هذه المحادثات جادة, ماذا يجعل عناصر سياسية فلسطينية راغبة في التخلي عن بعض السلطة لصالح الاردن? هل تحاول بعض الجبهات الفلسطينية استغلال مشروع الوحدة لاحباط الدور السياسي لحكومة حماس وتجنب المؤسسات السياسية "الديمقراطية" لتقوية سلطتهم من خلال التقرب من الاردن?

* مراسل نشرة »تقرير واشنطن« الاخبارية

 

 ثمة مكان مازال موجودا للاعتدال الشيعي بعد "خميس الشغب"?!

أكدوا لـ "السياسة" ضرورة تسليط الضوء على الرأي الشيعي المستقل وعدم الانجرار وراء جريمة تهميشهL سياسيون وعلماء شيعة لبنانيون ينتقدون هيمنة"حزب الله" و"أمل" على القرار الشيعي

بيروت - من صبحي الدبيسي:السياسة 12/6/2006

طرحت مسألة الاعتدال الشيعي من الباب العريض بعد الذي جرى في الاول من يونيو اثر موجة الاحتجاج بعد عرض حلقة المسلسل المحلي "بس مات وطن" الذي تناول في بعض فقراته رسما كاريكاتوريا للامين العام ل¯"حزب الله" السيد حسن نصر الله. وفي هذا السياق برزت مواقف وادانات شديدة لشخصيات شيعية معتدلة تستنكر ما جرى والطريقة التي عولج بها الموضوع, وكأن البلاد ما زالت تعيش حال من الفوضى فلا دولة ولا قانون ولا رادع ولا وازع, ما وضع الكثير من علامات الاستفهام حول مستقبل البلاد ومؤتمر الحوار وكل الحلول قيد البحث من اجل استعادة الدولة لمقوماتها ومعالجة كل القضايا التي تعيق هذه العودة. وفي هذا الاطار رأى العلامة السيد محمد حسن الامين ان ما جرى هو تعبير عن تفاقم النظام الطائفي السياسي الذي يقوم على بنية سياسية تستند الى تحالف الطوائف والى اقتسام الطوائف لموقع السلطة والقرار في الدولة اللبنانية, حيث تراجعت وبصورة مفجعة كل المحاولات المخلصة لتطوير النظام السياسي اللبناني والانتقال به من نظام الطوائف الى نظام المواطنة, وكلما ازداد تاثير سلطة الطوائف في لبنان يزداد التسلط داخل الطائفة نفسها فيغدو بروز اتجاهات مختلفة ومتعددة حتى داخل الطائفة الواحدة ومنها الطائفة الشيعية امرا صعبا, ان لم نقل مستحيلا اي ان الطائفة في ظل نظام طائفي تجنح الى اعتماد وحدة القرار, بل ديكتاتورية القرار استنادا لما يسمى احيانا بحالة الطوارئ ويمنح بواسطة القهر فريقا واحدا امتياز السلطة داخل الطائفة واحتكارها حصريا.

اما المهندس رياض الاسعد سليل لاسرة الاسعدية وحفيد رئيس حكومة الاستقلال رياض الصلح فرأى من جهته ان ما حصل غريب. وغريب حتى عن "حزب الله" نفسه وهو نتيجة الفرز الطائفي التي جعلت الناس تقف خلف متاريسها نتيجة الانتخابات والصفقات السياسية اي هي نتيجة عوامل اخرى وهو من القائلين "باننا لا نستطيع حماية المقاومة بالتقوقع والانغلاق الشيعي والطريقة الوحيدة لحماية المقاومة هو بالانفتاح على الاخر وتحديدا المسيحي وتحديدا العمق العربي الذي يؤمن لنا الحماية الكاملة والسني في العالم العربي تحديدا هناك وضع صعب.. هناك اهانة معينة كنت اعتقد ان طريقة الاحتجاج على عكس ما حصلت وان نكون قد تعلمنا من الاخرين.. ما جرى حركة افتعال غير متوقعة وفلتان غير متوقع, متسائلا كيف جرى ذلك.. ولو تطورت الامور الى الاسوا فماذا كان سيحصل?

اما الشيخ محمد الحاج حسن رئيس التكتل الطالبي الاسلامي المسيحي فقد غمز من قناة هيمنة "حزب الله" وحركة "امل" على مقدرات الطائفية الشيعية, مطالبا بتسليط الضوء على الرأي الشيعي المستقل وعدم الانجرار في جريمة تهميشه وتغييبه تحت اية ذريعة, رافضا احتكار "حزب الله" و"امل" لوظائف الطائفة الشيعية واعتماد مبدا النزاهة والكفاءة.

»السياسة« التقت كل من العلامة الامين والمهندس الاسعد والشيخ الحاج حسن: وفيما يلي نص اللقاء:

* العلامة محمد حسن الامين قال:

من الصعب توصيف معنى الاعتدال, لاننا عندما نتحدث عن اعتدال في مجال ديني عقائدي يختلف الامر عنه عندما نتحدث عن الاعتدال في مجال تاريخي سياسي واذا كان التطرف هو السمة الغالبة في السياسات المتصلة بحركة الصحوة او النهوض الاسلامي فان ذلك يشمل مختلف المنطلقات المذهبية الاسلامية المشاركة في هذه الصحوة السياسية, ومنهم الشيعة الذين يشكلون اطارا مذهبيا اسلاميا يوجد في داخله اتجاهات متعددة على مستوى الاجتهاد الفقهي والاجتهاد السياسي.

لكننا نلاحظ كما في المساحات المذهبية الاخرى رموزا للاتجاهات المتشددة ان لم نقل المتطرفة وهذه الظاهرة تدعونا الى رؤية العوامل الاشمل المؤثرة في انتاج التيارات السياسية على مستوى المنطقة العربية والاسلامية حيث تطالعنا بصورة واضحة هذه الظاهرة التي اطلق عليها مصطلح الاصولية والتي يرى البعض انها لا تمثل الاسلام بقدر ما تمثل ردة الفعل الطبيعية لاتجاهات قمعية على المستوى السياسي والاقتصادي تمارسها القوى الكبرى في العالم وتمارسها بصورة مباشرة الانظمة السياسية في الدول العربية والاسلامية, ونحن نميل الى اعتبار التطرف في الفكر الديني وفي اتجاهاته السياسية مظهرا بشريا تاريخيا وان كان يحاول اسناد شرعيته للتراث الديني وللعقيدة الدينية وبالعودة الى التشيع فانني اعتقد ان الاسس والمرتكزات التي يقوم عليها التشيع بعيدة كل البعد عن هذا النحو من التطرف والمغالاة التي تظهر في وجدان وفي مناطق شيعية متعددة وفي لبنان, فان هذه الظاهرة اذا وجدت فهي تعبير عن تفاقم النظام الطائفي السياسي الذي يقوم كما تعلمون على بنية سياسية تستند الى تحالف الطوائف او الى اقتسام الطوائف لمواقع السلطة الراهن, حيث تراجعت بصورة مفجعة كل المحاولات المخلصة لتطوير النظام السياسي اللبناني والانتقال به من نظام الطوائف الى نظام المواطنة.

كلما ازداد تاثير سلطة الطوائف في لبنان يزداد معها التسلط داخل الطائفة نفسها, فيغدو بروز اتجاهات مختلفة ومتعددة حتى داخل الطائفة الواحدة ومنها الطائفة الشيعية امرا صعبا, ان لم نقل مستحيلا اي ان الطائفة في ظل النظام الطائفي تجنح الى اعتماد وحدة القرار بل ديكتاتورية القرار, استنادا لما يسمى احيانا بحالة الطوارئ والاستنفار, بمعنى انها لا تقوم على مستوى الشعب بل تقوم على مستوى الطوائف, بمعنى اعلان حالة الطوارئ في بلدان مثل سورية ومصر ايضا بسد الطريق امام اتجاهات مختلفة, داخل الطائفة الواحدة فان المنحى السياسي السائد لضيق دائرة التعددد والاختلاف ويمنح بواسطة القهر فريقا واحدا امتياز السلطة داخل الطائفة واحتكارها حصريا.

طبعا اذا لاحظنا ان تراث المقاومة داخل الطائفة الشيعية شكل عاملا اضافيا حيث انه تحت ذريعة تحرير الجنوب والخبز "حزب الله" شكل ايضا عاملا اضافيا لتحديد سلطة القرار في الطائفة الذي صار حقا مشتركا بين حزبين او بين اتجاهين داخل هذه الطائفة في الوقت الذي تشكل فيه الدائرة الشعبية الديمقراطية مساحة للتنوع والتعدد نعرفها جميعا, ولكنها في النظام الراهن تبقى مساحات غير معبر عنها وهذا ما يدعونا دائما الى العمل السياسي والثقافي باتجاه انتاج متغيرات في النظام السياسي العام, لانه المدخل الوحيد للاصلاح السياسي بما فيه داخل الطائفة الشيعية التي هي جزء من منظومة الطوائف التي تقوم عليها الدولة وامتيازات السلطة.

اللقاء الشيعي سمته الاعتدال, الذوبان داخل البنية الوطنية العامة وهذه فعلا ما زالت تشكل الهدف الذي نلمس الحاجة اليه وتزداد كلما مضينا قدما في مواجهة الازمة الوطنية بكل جوانبها وما زلت اعتقد بل ازداد اقناعا بان المناخ الوطني داخل الطائفة الشيعية مؤهل لان يلعب دورا اساسيا في اقامة اصطفاف وطني لبناني يشكل نقلة نوعية من الواقع الطائفي الى واقع المواطنة الذي يطمح اليه معظم اللبنانيين الحاضرين بطوائفهم وليس الشيعة فحسب وكان مؤسفا ان هذه الحركة لاقت حربا شعواء من كل المواقع ولاقت محاربة من المستفيدين من الاصطفاف الطائفي بصورة عامة, لانهم ادركوا الاهداف الاساسية لمثل هذه الحركة ليست لمصلحة نظام التقاسم والمحاصصة التي تحرص عليه الطبقة السياسية الممسكة بزمام السلطة للحفاظ على مكاسبها, الا ان المرتكز الذي انطلق منه اللقاء الشيعي الوطني يزداد الان اتساعا وتبرز الحاجة للعودة اليه بصورة اكبر وهذا ما يتجلى في اللقاء الوطني اللبناني غير المنتمي للاحزاب الطائفية الذي انشئ حاليا. طبعا هناك لقاءات وتشاور ودراسة وتتبع للاوضاع الراهنة وترصد الاوقات المناسبة لاطلاق تحرك سياسي مدروس ومتجاوب مع الاتجاهات المماثلة في الطوائف الاخرى والتي تعاني بالدرجة المماثلة من المصادرات التي تمارسها الطوائف من هذه الاتجاهات الوطنية في الطوائف الاخرى وخصوصا ما تبقى من مؤسسات الدولة اللبنانية والتي هي الهدف لجميع اللبنانيين اي ان قيام الدولة يواجه في هذه المرحلة ما يواجهه على مستوى تسوية ما سيعرض مؤسسات في هذه الدولة, بما يرافقه من انهيار اقتصادي بيئي يشكل ذريعة لسياسة الاصطفاف الطائفي غير الطبيعي ان يكون هذا بالتطرف ظرفا يؤهل لتجديد الخطاب الوطني اللاطائفي, وصولا الى الهدف الاسمى وهو نظام المواطنة على مستوى النسبية اللبنانية السياسية كلها. نعم يوجد عوامل مع الاسف خارجية ما زالت تشكل عائقا هي الاوضاع الحرجة السياسية على مستوى المنطقة والتي يفقد فيها لبنان قدرته على القرار السياسي المستقل.

لا نستطيع الحصر ولا العد واكثر مما تخيل الكثيرون بل يمكنني ان اقول بكل اطمئنان ان الاكثرية الساحقة في الطائفة كما في الطوائف الاخرى هي في دائرة هذا الاتجاه العام الذي ذكرته انفا, ولكي يتحول هذا الرصيد الى حركة ميدانية سياسية, فان الامر يحتاج الى متغيرات في الظروف الضاغطة الراهنة حاليا وكما اشرت في بداية حديثي تظهر بصورة كبيرة بروز الغضب الطائفي وتجده باستمرار والابقاء عليه متوترا وهذا بتقديرنا لن يستمر طويلا, على الاقل لانه يتناقض مع طبيعة الاستنفار ورفع القدرات الملحة لمواجهة الازمات على الاقل, اما اذا كان يدور حول خطة او تحرك راهن فالجواب ليس هناك خطة وتحرك في ظل الظروف الراهنة, بل يوجد شيء من الترقب ومن الحوار الدؤوب داخل مجموعة واسعة من النخب الفكرية والثقافية وعلى المستوى العام غير مبشرة في الوضع الداخلي وفي انحسار التاثير الوطني اللبناني على صورة المستقبل القريب, حيث لاول مرة بعد نهاية الحرب اللبنانية تبدو سماة مشابهة لما كان عليه الوضع قبل الحرب اللبنانية الذي مهد لها بفاعلية العامل الاقليمي والدولي في وضعنا اكبر منها في اي وقت مضى وتبدو الطبقة السياسية الممسكة اكثر تهادنا في مواجهة هذها لعوامل في اي مرحلة سبقت.

ما هو جار حاليا والصورة الراهنة لا تدفع كثيرا الى التفاؤل لولا بروز ملفت للوعي السياسي الشعبي الوطني العام الذي يكاد يعزل بصورة واضحة الطبقة السياسية الحاكمة وبرز اكثر من اي وقت مضى رغبة حقيقية في الخلاص من هذه الطبقة السياسية ومن شعاراتها وانماط سلوكها الذي لم يعد يحظى باي تاكيد وليس لديها سوى الوضع الطائفي الذي تتكسر عليه كلما تفاقمت الازمة واحسست بفشل طروحاتها وسياساتها.

رياض الاسعد:

* ورثتم الاعتدال في العمل السياسي عن جدكم المرحوم رياض الصلح رئيس حكومة الاستقلال, فهل ما جرى في الاول من حزيران يوضع في خانة الاعتدال الشيعي واين هو الاعتدال الشيعي هذه الايام?

الحقيقة ان رياض الصلح هو الاعتدال لان العمق الذي كان يعيش فيه وولد فيه هو عمق جنوبي بامتياز, ولو قرانا اول كتاباته عن الحالة التربوية في جبل عامل سنة 1911 لوجدنا انه يمثل قمة في الاعتدال وال الصلح من الجنوب وفي مرحلة من المراحل كان ووالده وابن عمه من كبار الملاكين في الجنوب وجده احمد الصلح ايضا كان قاضيا في صيدا وهو الذي حكم بفض النزاعات بين الدروز والمسيحيين في ايام الدولة العثمانية لدرجة ان العثمانيين تضايقوا منه ونفوه.

الاعتدال طبيعي عند ال الصلح ولا ننسى ايضا ان ال الاسعد كانوا وما زالوا معتدلين وتاريخيا تميزنا بهذا الاعتدال وهذا ما اشار اليه بعض المؤرخين الذي كتب تاريخ جبل عامل والمعارك التي قتل فيها جدي وجد جدي ومشكلتنا اننا حمينا المسيحيين وانتفضنا على مواقع معينة عندما حصلت عمليات دهم وتعدٍّ على املاكهم ما ادى الى اتهامنا من قبل كثيرين من الناس ان همنا الاعتدال وهمنا المحافظة على واقعنا السياسي..

ما حصل في الاول من حزيران غريب... عن "حزب الله".. انما كان متوقعا نتيجة الفرز الطائفي التي جعل كل الناس تقف خلف متاريسها وعندما تجلس الناس خلف المتاريس نتيجة الانتخابات والصفقات السياسية التي هي ايضا نتيجة عوامل اخرى منها الواقع في العراق ومنها اغتيال الرئيس الحريري, ومنها الهجمة على سورية, انما النتيجة الانتخابية التي كنت اعرف باننا سنصل الى ما نحن عليه, لانني كنت اقول باننا لا نستطيع حماية المقاومة بالتقوقع والانغلاق الشيعي, الطريقة الوحيدة لحماية المقاومة هي بالانفتاح على الاخر تحديدا المسيحي والعمق العربي الذي يؤمن لنا الحماية الكاملة والسني في العالم العربي تحديدا. ما حصل بعد الانتخابات النيابية جعل الناس مستنفرة على بعضها وبدون شك فان حركة الاستهداف التي نشهدها الان ما بين مواقع شباطية ومواقع اذارية وما بين الثامن من اذار والرابع عشر من اذار والرابع عشر من شباط جعلت من ساحات الالتقاء شبه معدومة, فالناس تنتظر بعضها.. نحن شاهدنا الاشرفية بعد تظاهرة حرق السفارة الدانماركية والاعتداء على ممتلكات الناس, وبالامس جرى تكسير سيارات.. هناك وضع صعب.. هناك اهانة معينة... كنت اعتقد ان طريقة الاحتجاج على عكس ما حصلت وان نكون قد تعلمنا من الاخرين.

الامر الثاني كنت اعرف الى اين وصلت الحركات وانا من الذين اكلوا نصيبهم في هذه الفورة الاحتجاجية, ما جرى حركة افتعال غير متوقعة وفلتان غير متوقع, فلو مررت لحظة الحادثة امام كنيسة مار ميخائيل في الشياح لوجدت حالة طبيعية وفي الطوابق العلوية لكنيسة كان يوجد شباب بالزي الاسود وصلوا الى هناك لحماية الكنيسة.. الغريب ان حزب منضبط فكيف جرى ذلك, وانا اعرف ان "حزب الله" حريص كل الحرص بعدم النزول الى الشارع ولا ينجر الى حرب الشوارع..

* من هم اذا الذين نزلوا الى الشارع اذا استثنينا "حزب الله"?

هناك خارجون عن القانون كثر يشتغلون هذه الامور وينزلون الى الشارع وهم معروفون.. من هم الذين يطلقون الشتائم ل¯"عمر" و"عثمان" و"علي" كلما حصلت مباراة رياضية بين فريقي النجمة والانصار, من هم هؤلاء?? لدرجة ان المسؤولين منعوا اجراء مباراة بين النجمة والانصار واصبحت تحصل من دون جمهور.. من هم هؤلاء.. نحن نتكلم عما جرى في بيروت وهل شاهدت بما جرى في صيدا?! هناك امر واقع لا احد يستطيع الافلات منه ولا اعرف اذا كان هناك اعتدال بعد عند الشيعي وعند السني.. فاذا اردنا ان نعرف الاعتدال انه هوية خارج هويتنا..

* لماذا الشعور وكأن شيئا ما يحضر ضد الشيعة وهناك نقزة شيعية غير موجودة لدى باقي الطوائف على انها مستهدفة وكأنها تنتظر اعتداء ما..

النقزة, موجودة لدى سائر الطوائف ولكنها ليست بهذه الانفعالية الموجودة بها عند الطائفة الشيعية, وانا ضد هذه النقزة وهذه الانفعالية دفعت ثمنها لانني خضت المعركة ضد هذه النقزة ودفعت الثمن ليس لانني ضعيف وغير قوي وليس من باب التحدي.. برايي لا يوجد هجمة ضد الشيعة لان خياراتنا واضحة وتهييج الناس وكان البعض يريد ذبح الشيعة تهييج انتخابي لا اكثر ولا اقل, ومن غير المعقول ان يحصل ذلك.

ولكن في المقابل هناك كلام اقليمي صدر عن بعض المسؤولين العرب بحديثهم عن الهلال الشيعي والواقع الايراني والواقع العراقي هيج الوضع كله.. وانا هنا اوافق السيد حسن في كلامه وقد بحثنا في الكثير من الاجتماعات, كنا نتكلم معه في هذا الموضوع بالتحديد وبرايي عملية احتواء ايران هي اساس اللعبة وعملية احتواء ايران لن تحصل الا بخلق متاريس سنية شيعية بغية ادخال قوى قادرة على المجابهة مثل تركيا وباكستان وهذا ما نشاهده. نحن في لبنان ندفع الثمن لاننا ارض مشققة لماذا نحن نلعب هذه اللعبة لا اعرف.. ولكن هناك تهييجا شيعيا كبيرا ولا احد يريد ان يسمع وبرايي عملية الدمج الذي تحدث عنها الامين العام ل¯"حزب الله" بين "امل" و"حزب الله" ليست سليمة, لانها ليست عملية شركة تشتري شركة اخرى ضمن مبالغ معينة, الدمج بالنفسية وبالشعبية لم يتم استكمالها والحاقها بعملية دمج تنظيمية وبالتالي تبقى امور كثيرة فالتة وهذا ما شاهدناه بالامس في تظاهرة الاحتجاج..

* الا تعتقد ان التطرف يؤدي الى المحاصرة والهزيمة فيما بعد.. لان الخصم عادة يسعى الى تكبير الامور وتاليب الراي العام ضدها ثم والقضاء عليها والامثلة كثيرة من شاه ايران الى صدام حسين الى بشير الجميل وغيرهم من الشخصيات السياسية التي جرى تضخيم موقعها ثم هزيمتها, الا نخشى من تضخيم الواقع الشيعي ثم هزيمته?

انا خوفي من الكلام, امن المجتمع المسيحي فوق كل اعتبار التي اطلقته الكتائب و"القوات اللبنانية" مشروع التطرف الماروني الذي ادى الى خيارات اهونها اسرائيل وابعدها الهجرة فنحن ندخل في هذا المشروع في قلب المجتمع الشيعي وانا اخاف من النتائج وقد قلت ذلك وحذرت منه.. الشيعة في لبنان خيارهم بسيط لعدة اسباب, اولا: لانه لا يوجد لدينا عمق لاجغرافي ولا اقتصادي, عندنا عمق ايماني موجود بشبه دولة اسمها العراق ودولة اسمها ايران, فالدولة الايرانية وشبه الدولة العراقية بعيدتان عن الواقع الجغرافي اللبناني. ثانيا: نحن موجودون في ثلاث مناطق جغرافية متباعدة عن بعضها البعض, ما بين الضاحية وما بين البقاع والجنوب, يصبح حكما على الشيعي ان يمر بالطوائف الاخرى والمناطق الاخرى والشيعي لا يستطيع ان يقيم "كونتونه" ولا ممراته الامنة. وهو حكما مفروض عليه ان يمر ويتهادن ويتطور مع المجموعات الاخرى.

ثالثا: المجموعات اللبنانية اذا اردنا شرحها هي التالي: المسيحي هو الغرب يستطيع الذهاب اليه ساعة يشاء, السني هو العربي في لبنان, الدرزي هو الدرزي في لبنان كما هو الدرزي في الجولان كما هو الدرزي في حوران, الشيعي هو اللبناني فليس لدينا خيار اخر ونحن لا نقدر الا ان نكون نتيجة خيار الانفتاح وليس التقوقع, الانفتاح على المجموعات اللبنانية, على العمق العربي وتحديدا من البوابة السورية, مرورا الى المجموعات السنية, وايضا لاننا شيعة واقلية في هذا العالم العربي-المسلم مجبرون ان نكون جزءا من هذا العالم.. والاهم من ذلك نحن مجبرون بالانفتاح على الاخرين لاننا مجتهدون ونحن منذ القدم استعملنا عقلنا واستنبطنا الاحكام من القران من الحديث ومن الفتاوى التي جعلت من حياتنا القدرة على مواكبة العصر. فنحن طالما اننا استعملنا العقل لا نقدر ان ننغلق, لاننا نصبح ضد طبيعتنا الانسانية.

وفي الاطار نفسه حدد رئيس التكتل الطالبي الاسلامي المسيحي الحاج محمد الحاج حسن مجموعة نقاط غمز فيها من قناة هيمنة "حزب الله" وحركة "امل" على مقدرات الطائفة الشيعية, مطالبا الاعلام في لبنان والعالم العربي الى القاء الضوء على الراي الشيعي المستقل الحر وعدم الانجرار في جريمة تهميشه وتغييبه تحت اية ذريعة ورفض احتكار "حزب الله" وحركة "امل" وظائف الدولة ومؤسساتها المعطاة لابناء الطائفة الشيعية واعتماد منطق الكفاءة والنزاهة وتاييد قانون انتخابي يعتمد القضاء دائرة انتخابية, ومطالبة الحكومة بحل الجزر الامنية واتخاذ قرار رسمي بمطالبة مجلس الامن الدولي بتعيين لجنة تقصي حقائق دولية لكشف مصير المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية.