المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم السبت 2 حزيران 2007

إنجيل القدّيس يوحنّا .14-8:14

قالَ له فيلِبُّس: « يا ربّ، أَرِنا الآبَ وحَسْبُنا». قالَ له يسوع: « إِنِّي معَكم مُنذُ وَقتٍ طَويل، أَفلا تَعرِفُني، يا فيلِبُّس؟ مَن رآني رأَى الآب. فكَيفَ تَقولُ: أَرِنا الآب؟

أَلا تُؤِمِنُ بِأَنِّي في الآبِ وأَنَّ الآبَ فيَّ؟ إنَّ الكَلامَ الَّذي أَقولُه لكم لا أَقولُه مِن عِندي بلِ الآبُ المُقيمُ فِيَّ يَعمَلُ أَعمالَه. صَدِّقوني: إِنِّي في الآب وإِنَّ الآبَ فيَّ وإِذا كُنتُم لا تُصَدِّقوني فصَدِّقوا مِن أَجْلِ تِلكَ الأَعمال. الحَقَّ الحَقَّ أَقولُ لَكم: مَن آمَنَ بي يَعمَلُ هو أَيضاً الأَعمالَ الَّتي أَعمَلُها أَنا بل يَعمَلُ أَعظَمَ مِنها لأَنِّي ذاهِبٌ إِلى الآب

فكُلَّ شيءٍ سأَلتُم بِاسْمي أَعمَلُه لِكَي يُمَجَّدَ الآبُ في الِابْن. إِذا سَأَلتُموني شَيئاً بِاسمي، فإِنِّي أَعمَلُه.

 

43 مصاباً من فتح الإسلام و4 استسلموا 

الجمعة 1 يونيو - إيلاف

 الياس يوسف من بيروت: ذكر مصدر سياسي قبل قليل أن الإشتباكات الدائرة عند مداخل مخيم نهر البارد بين الجيش اللبناني ومسلحي "فتح الإسلام" أدت إلى إصابة 23 من عناصر التنظيم الإرهابي إصابات خطرة، وهو تعبير قد يعني أنهم قتلوا، وأن 30 آخرين منهم أصيبوا بجروح ، في حين استسلم أربعة مسلحين للجيش اللبناني الذي أصيب أربعة من جنوده بجروح.

وقال مصدر أمني أن الجيش يضغط لتشديد الخناق على التنظيم الإرهابي والسيطرة على "مركز صامد" و"خان العبدة" الذين يشكلان الموقعين الرئيسيين ل"فتح الإسلام" . ورفض وصف هذه العملية العسكرية بأنها إقتحام للمخيم الذي يتحصن فيه مسلحو التنظيم الأصولي، قائلاً أنها "عملية جراحية لاستئصال ورم من الجسمين اللبناني والفلسطيني". فيما أكد مصدر فلسطيني من داخل المخيم عدم مشاركة أي فصيل فلسطيني مع الجيش اللبناني في حسم موضوع "فتح الإسلام".

 ولوحظ استخدام الجيش الرشاشات الثقيلة من نوع 23 ملليمترا في العملية مما يؤشر عسكرياً إلى أنه يقوم بعملية هجوم . وبدا لخبراء عسكريين متابعين لتطور المعارك أن خطة الجيش بسيطة وتقضي بعد محاصرة كل المداخل بالتقدم في العمق نحوها وليس في أتجاه وسط المخيم ، بدليل أن القصف المركز دمر معظم مواقع مسلحي التنظيم الإرهابي، مما يمهد لتقدم المشاة عادة . ولاحظوا استخدام الجيش اللبناني لقطع بحرية حربية لمحاصرة المسلحين من جهة البحر ومنعهم من الفرار أو التسلل. وكان مصدر أمني لبناني أكد ل "إيلاف" صباحاً أن الجيش اللبناني يتقدم في اتجاه الفصل بين مواقع لمسلحي "فتح الإسلام" في مخيم نهر البارد تمهيدا لعزلها وتنظيفها. وكانت تلاحقت منذ السابعة إلا ربعا صباح اليوم الجمعة إشتباكات عنيفة إستخدمت فيها المدفعية والقذائف الصاروخية بكثافة، فضلاً عن الرشاشات على أنواعها الثقيلة والخفيفة على جميع المحاور المحيطة بالمخيم " ، وسمع دوي الانفجارات في مناطق بعيدة عن مواقع الاشتباكات.

ودارت المواجهات على المداخل الرئيسية الثلاثة في العبدة والمحمرة وبحنين - تلة حكمون، وسجل قصف مدفعي مركز استهدف تحديدا مواقع "فتح الاسلام" في الخان، و"مركز صامد"، ومحيط مدارس الأونروا التي تسيطر عليها المنظمة الإرهابية وتطلق النار في اتجاه مواقع الجيش. كذلك استهدفت الوحدات العسكرية بقصفها "مركز التعاونية" حيث يتحصن المسلحون ، والأبنية العالية التي يتمترسون فيها للقنص في اتجاه مواقع الجيش.

وأكدت معلومات ميدانية لوسائل الإعلام تمكن وحدات الجيش اللبناني من الجيش من التقدم والتوغل اكثر في عمق المخيم وسيطرتها على عدد من الابنية الرئيسية التي استخدمها القناصة على جانبي الطريق الرئيسية داخل المخيم من الجهة الشمالية.

كذلك تمكنت وحدات من الجيش المدعمة بالآليات والدبابات من التقدم أكثر نزولا وإن ببطء الى أحياء المخيم الشرقية، وصولا الى مدخل السكة الحديد لتأمين السيطرة بالنار على وسط المخيم،  وتطويق المجموعات المسلحة التابعة للتنظيم الإرهابي الذي يحاول إعاقة تقدم الجيش الذي تمكن من قطع طرق الإمداد والتواصل بين هذه المجموعات. أما من الجهة الجنوبية فإن العمليات العسكرية تتركز على قصف الجيش للمواقع العسكرية والتحصينات التي كانت حركة "فتح الاسلام" أقامتها في هذه النقطة. وطلب ضباط الجيش اللبناني من الإعلاميين الإبتعاد أكثر عن مواقع ومسرح العمليات العسكرية لا سيما وسائل النقل المباشر، كذلك طلب من المدنيين القريبين من مسرح العمليات مغادرة منازلهم داخل المخيم وخارجه لئلا تقع إصابات في صفوفهم.  

ولا تزال الطريق الدولية المحاذية للمخيم بين مدينة طرابلس والحدود السورية مقطوعة تماما، ويقيم الجيش اللبناني حواجز كثيرة مخصصة للتفتيش من طرابلس حتى محيط المخيم.

وصدر عن قيادة الجيش اللبناني - مديرية التوجيه البيان الآتي:  "منذ الصباح الباكر تتعرض مراكز الجيش في محيط مخيم نهر البارد لنيران المسلحين من داخل المخيم. تقوم وحدات الجيش بالرد الدقيق والحاسم على مصادر النيران بالأسلحة المناسبة لردعهم عن التمادي بالاعتداء على وكان مسلحو "فتح الاسلام" واصلوا ممارسة القنص نحو مواقع الجيش طوال ليل أمس ، بعدما أودى أحد جنوده برتبة معاون ، وردت الوحدات العسكرية على محاولات تسلل للمسلحين بهجوم مباغت تمكنت خلاله من السيطرة على مواقع جديدة متقدمة وعدد من المباني عند المدخل الشرقي للمخيم، وتردد ان خسائر كبيرة وقعت في صفوف المسلحين بين قتلى وجرحى. وحلقت للمرة الأولى في أجواء المخيم طوافة "غازيل" عسكرية، فيما تفقد قائد الجيش العماد ميشال سليمان الوحدات العسكرية في محيط المخيم وفي طرابلس، وتعهد "توقيف القتلة الذين اعتدوا على الجيش والمدنيين اللبنانيين والفلسطينيين وسوقهم الى العدالة، مؤكداً ان "دماء شهدائنا لا تخضع وكانت وكالة "أنباء الشرق الأوسط" المصرية نقلت عن مسؤولين اميركيين في واشنطن امس تأكيدهم وصول اول طائرة اميركية محملة بامدادات عسكرية الى بيروت في اطار الدفعة الثانية من الامدادات الاميركية لتعزيز قدرات لبنان العسكرية. وبثت شبكة "سي ان ان" الاخبارية الاميركية ان الشحنات الاميركية ستتواصل الى لبنان من المانيا وتشمل كميات من الذخائر بناء على طلب الحكومة اللبنانية. وشملت الشحنة الاخيرة من الامدادات ذخائر للدبابات والمدفعية.

 ونقلت وكالة "الأونروا" لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى التابعة للأمم المتحدة أن 6000 عائلة فلسطينية نزحت من مخيم نهر البارد ولجأت بمعظمها إلى مخيم البداوي المجاور في طرابلس. وقد لقي أكثر من 80 شخصا حتفهم في القتال حتى الآن من بينهم مدنيون.

وتقول مراسلة بي بي سي في بيروت كيم غطاس إنه من غير الواضح ما إذا كانت هذه عملية عسكرية محدودة أو أن الجيش يعد لاقتحام المخيم.  وأصدرت منظمة التحرير الفلسطينية بيانا أكدت فيه أن الجيش بذل قصاري جهده لتجنب إلحاق الضرر بالمدنيين.

 

الجيش نعى الشهيدين المعاون اول علي موسى والعريف محمود الرحمون

وطنية 1/6/2007 (امن) نعت قيادة الجيش - مديرية التوجيه, كلا من المعاون أول الشهيد علي موسى والعريف محمود الرحمون, اللذين استشهدا بتاريخ اليوم, أثناء قيامهما بواجبهما العسكري, في مهمةالحفاظ على الامن والاستقرار في منطقة الشمال, وفي ما يلي نبذة عن حياة كل منهما.

المعاون أول الشهيد علي موسى:

- من مواليد 5/2/ 1964 بزال - عكار

- تطوع في الجيش بتاريخ 29/4/1984

- حائز على أوسمة وتنويه العماد قائد الجيش وتهنئته عدة مرات

- متأهل وله 5 أولاد

- استشهد بتاريخ 1/6/2007

يقام المأتم بتاريخه, الساعة 18,00 في بلدة بزال - عكار, ويصلى على جثمانه الطاهر في جامع البلدة, ثم يوارى الثرى في جبانة البلدة.

تقبل التعازي قبل الدفن وبعده ولمدة أسبوع في منزل الشهيد الكائن في البلدة المذكورة.

العريف الشهيد محمود الرحمون

- من مواليد 10/9/1985 بداوي - طرابلس

- مددت خدماته في الجيش اعتبارا من 17/6/2005

- حائز على تنويه العماد قائد الجيش وتهنئته عدة مرات

- عازب

- استشهد بتاريخ 1/6/2007

يقام المأتم بتاريخ 2/6/2007 في بلدة الشيخ زناد - عكار عقب صلاة الظهر, ويصلى على جثمانه الطاهر في جامع البلدة المذكورة.

تقبل التعازي قبل الدفن وبعده, وبتواريخ 3-4-5/6/2007 في قاعة صلاح الدين - بداوي - طرابلس.

 

دعا المسلحين الى تسليم انفسهم للعدالة: على الفلسطينيين طردهم وعدم تأمين أي ملاذ لهم

وطنية - 1/6/2007 (أمن) صدر عن قيادة الجيش - مديرية التوجيه البيان التالي:

"إلحاقا لبيانها السابق, تتابع وحدات الجيش اجراءاتها الميدانية حول مخيم نهر البارد لاحكام السيطرة على الاماكن والابنية التي يتسلل اليها المسلحون, بهدف ممارسة اعمال القنص على المراكز العسكرية والمدنيين, بحيث استطاعت قوى الجيش تدمير مراكز تواجدهم والسيطرة عليها بالنيران وتشديد الطوق عليهم واحباط جميع محاولات التسلل, موقعة في صفوفهم العديد من الاصابات, في حين فر بعضهم وعمد الى الاختباء بين المدنيين متخذا منهم دروعا بشرية.

واذ تدعو هذه القيادة المسلحين الضالين الى تسليم انفسهم للعدالة, فإنها تؤكد اصرارها على مواصلة ملاحقتهم حتى تحقيق ذلك, وتطالب الاخوة الفلسطينيين بعدم تأمين أي ملاذ لهؤلاء المجرمين, والعمل على طردهم من بين المدنيين الابرياء".

 

الجيش بدأ تفكيك خلايا "فتح الاسلام" وتطهير مخيم نهر البـارد والتنظيم وظّف مواقف لبنانية وفلسطينية ملتبسة لاستنزافـــه

تعقيدات حالت دون نجاح الوساطة الفلسطينية وعجّلت الحســم

لبنان يخشى ان ينتقل الصراع بين "فتح" و"حماس" الى المخيمات

المركزية - كشفت اوساط سياسية واسعة الاطلاع لـ "المركزية" ان الجيش اللبناني بدأ صباح اليوم عملية عسكرية لتفكيك خلايا تنظيم "فتح الاسلام" داخل مخيم نهر البارد، اثر فشل الوساطات اللبنانية والفلسطينية، وبعدما تبيّن ان التنظيم يستغل المواقف الرمادية والملتبسة لبعض الافرقاء اللبنانيين والفلسطينيين لفتح حرب استنزاف مع الجيش من دون افق حل سياسي وفق الشروط واللاءات التي حددتها قيادة المؤسسة العسكرية.

وقالت الاوساط ان مجلس الوزراء كان كلف في جلسته الاخيرة قيادة الجيش حسم ملف هذا التنظيم تاركا له حرية التوقيت والقرار والآلية اللازمة لهذا الحسم، مشيرة الى ان الجيش حظي في الايام القليلة الماضية باكبر تغطية ودعم لبناني وفلسطيني وعربي ودولي لاي خطوة عسكرية يراها مناسبة للقضاء على هذه الظاهرة وتطهير المخيم من عناصر هذا التنظيم الذي جعل من سكانه - لبنانيين وفلسطينيين - رهائن لمشروعه الارهابي المشبوه توقيتا وشعارات.

واوضحت الاوساط ان قرار الحسم انضجه قصور المجموعات الفلسطينية عن التوصل الى صيغة حل سياسي بفعل الخلافات في ما بينها التي حالت دون الحد الادنى من التفاهم، بفعل رغبة كل من التنظيمات والفصائل الحصول على مكاسب مقابل اي مساعدة يقدمها للدولة وللجيش.

وشددت الاوساط على ان المؤسسة العسكرية ظلّت على ثوابتها منذ اليوم الاول لبدء الاحداث، وحددت اربع لاءات:

1-لا لوقف النار لأن الجيش يستحيل ان يتعاطى في هذا الاطار مع عصابة.

2-لا لأي هدنة لأن الجيش منوط به فرض الامن لا التفاوض مع عصابات ارهابية.

3-لا للعودة الى اي اتفاقات شبيهة بإتفاقي القاهرة او البوريفاج، ولا للعودة الى ظاهرة لجان التنسيق.

4-لا تنازل عن ضرورة تسليم المعتدين على الجيش وقاتلي ضباطه والعناصر، ورفض اي اقتراح لتهريبهم او ترحيلهم الى خارج لبنان.

ولفتت الاوساط الى ان قيادة الجيش ابلغت هذا الموقف الى كل الاطراف المعنية او تلك التي ابدت استعدادا او رغبة في المساعدة، وكان القائد العماد ميشال سليمان حاسما في هذا الشأن.

واشارت الى ان "فتح الاسلام" استغلت بعض التردد والمواقف الرمادية لاطراف لبنانية وفلسطينية وحاولت توظيفها لاطالة "حرب الاستنزاف" خصوصا بعدما راح البعض بعيدا في تغطية غير مباشرة لهذه التعديات من خلال رفع شعار "حماية المدنيين داخل المخيم وعدم التعرض له". اذ ذاك لم يعد امام الجيش سوى خيار الحسم فبدأ عملية عسكرية محددة الاهداف لتفكيك التنظيم وتطهير المخيم من عناصره، معتمدا خطة دقيقة وفاعلة ومحددة لاقتناص هذه العناصر من دون تعريض المدنين من لاجئين ولبنانيين للمخاطر.

ورأت ان الذين لم يغادروا المخيم هم فئات: منهم من هو مطلوب للعدالة بجرائم مختلفة ومنهم من يشكل مجموعة من عناصر الامن المولجة حماية الشخصيات ومنهم الخائف على منازلهم ومنهم الذي ليس لديه مأوى في خارج المخيم او يخشى التهجير مجددا.

ولفتت الى ان التقارير الفلسطينية من داخل المخيم تفيد بوجود حوادث سرقة ونهب زادت بنسبة كبيرة بعد اندلاع المواجهات كما حصلت صدامات في الداخل بين مجموعات مسلحة مختلفة، في الوقت الذي كانت قوى اخرى تحاول ان تحافظ على ممتلكاتها وتمنع حصول السرقات.

تعقيدات: في الموازاة، كشفت اوساط اسلامية مطلعة على مجريات الاحداث في مخيم نهر البارد لـ"المركزية" ان ثمة تعقيدات جمّة تحيط بقضية المخيم ووجود جماعات "فتح الاسلام" فيه، منها ما هو اجرائي، ومنها ما هو قضائي، ومنها ما هو سياسي متعلق بالخلاف الفلسطيني - الفلسطيني، اضافة الى الجانب الامني.

1- في الموضوع الاجرائي، أكدت هذه الاوساط ان عناصر "فتح الاسلام" التي ارتكبت جرائم في حق الجيش لن يقدموا على تسليم انفسهم، ومجرد طرح الفكرة عليهم غير قابل للبحث مع الوسطاء الذين أصلا لا يطرحون هكذا اقتراح لمعرفتهم المسبقة بالموقف منه.

واشارت الى ان فكرة الخروج من المخيم هي فكرة غير عملانية ايضا لاسباب عدة منها: ان اي دولة لن تقبل بهم، خصوصا وان سوريا أغلقت حدودها من جهة الشمال، كما ان الجيش اللبناني والسلطة الشرعية تنظر الى هؤلاء كمجرمين ارهابيين يجب ان يقدموا للعدالة، وليس كحال نضالية تشبه خروج الثورة الفلسطينية من الشمال في العام 1982، ولن تكرر الدولة ما حصل مع "عصبة الانصار".

العامل القضائي: 2- اما من الناحية القضائية، فقالت الاوساط ان في داخل المخيم الكثير من القيادات والعناصر الفلسطينية المناوئة لـ"فتح الاسلام" مطلوبة للعدالة اللبنانية بجرائم مختلفة، وهذه القيادات والعناصر دخلت المعارك ليس دفاعا عن "فتح الاسلام" ولا لمواجهة الجيش، وانما ادراكا منهم ان دخول اجهزة الدولة الى المخيم سيعرّضهم للاعتقال والمساءلة.

وعن انضمام بعض العناصر الفلسطينية الى القتال مع "فتح الاسلام" اشارت المصادر الى ان العديد من العناصر غير المنضبطة اطلقت في بداية المواجهات النار على القوى الامنية، وتورطت بأعمال عدائية ضد الجيش، ولم يعد في امكانها التراجع عن القتال، خصوصا ان هناك خشية من الوشاية بها في حال دخول الجيش المخيم.

العامل الفلسطيني: 3- وفي العنصر الفلسطيني اوضحت الاوساط ان مخيم البارد هو الوحيد في لبنان الذي لا حضور حقيقيا فيه لمنظمة التحرير الفلسطينية وان اليد الطولى فيه لحركة "حماس" التي تتولى ادارته سياسيا وخدماتيا وتربويا، وهو اصبح خلال الفترة الماضية جنّة مخيمات لبنانية، وتاليا فان المباحثات التي تدور بين الدولة والقوى الفلسطينية تتمحور على تسليم المخيم الى سلطة عباس زكي اي الى حركة "فتح" وهذا ما ترفضه "حماس" بشدّة.

ورأت ان الدولة تخشى في هذه المسألة توتر الاوضاع بين "فتح" و"حماس" وتاليا انتقال الصراع الدائر بين الطرفين في غزة الى لبنان، مما يزيد من الوضع الداخلي على مستوى المخيمات، ارباكا مع امكان نفاذ اعداء لبنان من هذه الثغرة.

 

عملية كوموندوس ممرحلة لانهاء ظاهرة "فتــــح الاســلام"

قيادة الجيش اكدت الرد الدقيق والحاسم وتجنـــــب المدنيين

توغل عسكري نحو 700 متر وسيطرة على مواقع المعتديــن

اشتباكات عنيفة واصابات مؤكدة في صفــــوف المسلحيـن

المركزية - شق الحسم العسكري لانهاء ظاهرة "فتح الاسلام" طريقه اليوم في مخيم نهر البارد بعدما تبين ان لغة الحوار لن تصل الى المبتغى والمرتجى في تسليم القتلة المجرمين الذين غدروا بعناصر الجيش اللبناني منذ 13 يوما وبدا ان هذا الحسم بات على قاب قوسين او ادنى حيث بدأ الجيش اللبناني اعتبارا من صباح اليوم عملية "كوموندوس" ممرحلة تهدف الى تفكيك "فتح الاسلام" وانهاء ظاهرته التي روّعت مخيم "نهر البارد" خصوصا ولبنان عموما بعدما اعتدت عناصره على مراكز الجيش في خطوة تهدف الى ضرب المؤسسة العسكرية وشلّ قدرة الجيش على التصدّي والهائه كي تتمكن عناصر التنظيم من تحقيق اهدافها التي أعلنت عنها تحت عنوان سياسي كبير "محاربة الولايات المتحدة عدوّة الاسلام.

وقد شكلت زيارة قائد الجيش العماد ميشال سليمان الاستطلاعية لمواقع الجيش في محيط المخيم امس والتي ضخت جرعة دعم للعسكريين نقطة تحوّل في مسار الاحداث لتبدأ مرحلة الحسم العسكري بدقة وتروّ شديدين مع حرص اكيد على تجنب المدنيين للسيطرة بالنار على عناصر "فتح الاسلام" الذين استفادوا من مرحلة ما سمّي بـ"هدنة" تحت ستار العمل على المعالجات الانسانية لتحصين مواقعهم والتمركز على سطوح الابنية واصطياد عناصر الجيش بواسطة مناظير ليلية.

وقد صدر عن قيادة الجيش - مديرية التوجيه البيان الآتي:

منذ الصباح الباكر تتعرض مراكز الجيش في محيط مخيم نهر البارد لنيران المسلحين من داخل المخيم. تقوم وحدات الجيش بالردّ الدقيق والحاسم على مصادر النيران بالاسلحة المناسبة لردعهم عن التمادي بالاعتداء على قوى الجيش، متجنبة في الوقت نفسه ايقاع اصابات في صفوف المدنيين.

فاعتبارا من السابعة صباحا اندلعت اشتباكات عنيفة بعد استهداف "فتح الاسلام" مواقع الجيش من مراكز عدة في المخيم وردّ الجيش بالاسلحة المدفعية الثقيلة والمتوسطة والخفيفة. وتوزعت اهداف الجيش داخل المخيم خلافا لما كان يحصل في اوقات سابقة بعد ان اطلقت من ابنية داخل المخيم النيران مرارا باتجاه الجيش في خطوة اكدت ان فتح الاسلام وسّعت من رقعة تواجدها داخل المخيم، مستخدمة الابنية حصونا والطرقات قواعد لمنصّات قذائف الهاون، حيث تردد ان المسلحين اعتمدوا طريق المخيم الداخلية اي طريق طرابلس - عكار القديمة مكانا لاطلاق قذائف الهاون وعمدوا الى اطلاق النار من مبان عالية في المخيم باتجاه المدنيين والجيش. وردّ الجيش باستهداف هذه المباني.

كما استهدفت "فتح الاسلام" القرى المجاورة للمخيم في "ذوق بحنين" والمحمرة والعبدة وظهرا اطلقت قذائف صاروخية وقذائف هاون باتجاه المحمرة واصابت منزلا وسيارات ومسجد البلدة مما ادى الى اصابة احمد البحصة ومحمود زعتر بجروح طفيفة، وعلى الاثر غادرت البلدة أفواج من الاهالي من نساء واطفال خصوصا مع اشتداد رصاص القنص الذي طاول الاحياء السكنية.

وكان الجيش اللبناني احكم قبضته على المخيم حيث توزعت اهدافه بين الشاطىء وخراج بلدة المحمرة وما يُعرف بالمربّع الامني الذي سيطر عليه مسلحو "فتح الاسلام" منذ تواجدهم في المخيم، وتمكنت وحدات من الجيش اللبناني المدعمة بالآليات والدبابات من التقدم اكثر نزولا الى احياء المخيم الشرقية وصولا الى مدخل السكة الحديد لتأمين السيطرة بالنار على وسط المخيم لتطويق المجموعات المسلحة التي شكلتها حركة "فتح الاسلام" في محاولة منها لاعاقة تقدم الجيش الذي تمكن من قطع طرق الامداد والتواصل بين هذه المجموعات ودارت مع افرادها معارك عنيفة.

كما أحبط الجيش محاولة تسلل لعدد من عناصر فتح الاسلام" باتجاه مواقعه ومنع البعض من المسلحين من الفرار من خلال البحر فوقعت اشتباكات واصيب عدد من مسلحي "فتح الاسلام" في الوقت الذي ترددت فيه معلومات عن وقوع خسائر بشرية كبيرة في صفوف "فتح الاسلام".

وقد عمد عناصر الجيش الى تمشيط المناطق التي استولى عليها في الجهة الشمالية للمخيم واحكموا سيطرتهم على كل مداخل المخيم.

الى ذلك، اشارت المعلومات الى ان الجيش دمر مخزن ذخيرة لـ"فتح الاسلام" التي لجأ عناصرها الى الجهات الجنوبية للمخيم.

وبعدما كان الجيش سيطر على مواقع القنص المتقدمة صباحا احكم ظهرا سيطرته على مبنى صامد ومحيط التعاونية في المخيم.

وأشارت معلومات امنية الى ان شهيدين وعشرة جرحى هم حصيلة شهداء وجرحى الجيش اللبناني، في حين ان الجيش سيطر على مواقع داخل المخيم شرقا اي مدخل المخيم القديم بالكامل. وأوقع بحسب المعلومات الاولية اصابات اكيدة في صفوف المسلحين تجاوزت الثلاثين جريحا اصابة 13 منهم خطرة.

وأحبط الجيش بعد الظهر محاولة تسلل على مجرى نهر البارد وقتل ستة عناصر من المتسللين.

من جهة اخرى، عمدت الزوارق الحربية التابعة للجيش قبالة المخيم الى مراقبة اطراف المخيم منعاً لاي عملية تسلل او فرار عبر البحر.

وأفاد شهود عيّان في طرابلس ان دبابات الجيش انتشرت داخل منطقة ابو سمرا.

وتحدثت المعلومات بعد الظهر عن دخول الجيش نحو 700 متر داخل المخيم من الجهة الشمالية وعن بدء التوغل في الجهة الجنوبية.

وروى شهود عيّان ان عددا من المجنزرات دخلت الى المخيم من دون ان تؤكد اية جهة هذه المعلومات في حين تأكد ان الجيش احرز هذا التقدم وتمكن من السيطرة على عدد من الابنية الرئيسية التي كانت تستخدم من قبل القنـّاصة على جانبي الطريق الرئيسية في المخيم.

يذكر انه وفي اعقاب استهداف محيط المخيم أوعز الجيش اللبناني الى الاعلاميين للابتعاد على مرحلتين. وقد تراجع الاعلاميون نحو كيلومترين باتجاه المنية وبحنين. وبعد الظهر شوهدت اعمدة الدخان تتصاعد من احد المباني التي كانت تشكل موقعا بارزا لعناصر "فتح الاسلام" وفي مبان عدة اخرى. وقد قطعت الطريق الدولية تماما وأقام الجيش حواجز عدة خصصت للتفتيش امتدت من طرابلس حتى محيط المخيم.

 

المبادرة التي تتضمن تصورا ايجابيا للحل هي في خانة الايجابيات"

كنعان: الاستحقاق الرئاسي مهم ولكن الاهم ان يكون مدخلا للحـل

المركزية - اعتبر عضو تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ابراهيم كنعان انه من المهم جدا ان يكون هناك استحقاق رئاسي ولكن الاهم ان يكون هذا الاستحقاق مدخلا للحل، لافتا الى ان اي مبادرة تكون على الشكل الذي تحدث فيه رئيس كتلة المستقبل النيابية النائب سعد الحريري بلا شروط هي جيدة بالمبدأ.

وقال في حديث اذاعي اليوم ردا على سؤال: "كل مبادرة في هذه المرحلة الدقيقة خصوصا اذا تضمنت تصورا عمليا للحل هي في خانة الايجابيات وفي الوضع الذي نحن فيه من المفترض ان تكون هنالك محاولات لان المسؤولية كبيرة بأخذ البلاد الى ما هي عليه اليوم من دون ان نحاول الخروج من الازمة.

اضاف: الخروج من الازمة يحتاج الى اعادة النظر بكل اسبابها في الاساس وليس فقط نتائجها ونحن نعرف اسبابها فهي بدأت مع انتاج السلطة في البداية وبالتحالف الذي حصل ولم تكن فيه اسس سياسية وعملية وتصوّر سياسي لقيامه. والمطلوب اليوم هو التغيير او اخذ العبرة من الماضي وتصحيح الاخطاء وما نحتاج اليه هو رؤية جديدة وتصوّر مشترك.

وعن مبادرة 14 آذار قال: نعرف جيدا ان كل مبادرة تحتاج الى تحضير وهناك مروحة اتصالات يجب ان تجري والاعلام يأتي ليتوّج في النهاية ما تم تحضيره.

وعما اذا كانت كتلة "الاصلاح والتغيير" جاهزة لمثل هذا الاتصال وهي على استعداد للتواصل اشار الى وجود جهوزية للبحث بحلول وخصوصا لاخراج البلاد من الازمة التي تعيشها وهذا شيء ليس جديدا وقد أعلنا مرارا وتكرارا وما من احد مسرور بأن يبقى البلد مشلولا كما هو وبأن تكون المؤسسات في الحال التي هي عليها وتاليا من المفترض ان تكون هناك حلول ولكن علينا الخروج من العموميات الى تصوّر عملي فهو يحتاج الى اتصالات اكثر من المواقف المعلنة وكذلك الى تحضير هذا ما نتوقعه.

واعتبر كنعان ان كل مبادرة اليوم تكون بهذا الشكل كما تكلم النائب سعد الحريري بلا شروط جيدة بالمبدأ انما كما قلنا التصور العملي هو الذي ينجح ويجب ان يترافق مع اتصالات جدية، كل الاطراف تهيىء لاخراج نوع من رؤية جديدة على خلفية امرين: الاول تصحيح الوضع في السلطة لانه غير طبيعي.

والثاني الملفات الشائكة، وأضع في اولوياتها المخيمات الفلسطينية، والوضع بالنسبة لما يجب ان نقوم به وهل سنبقى في هذا الوضع الذي نحن فيه.

وعما نـُقل عن العماد عون من باريس ان موعد الاستحقاق الرئاسي ليس مقدّساً اوضح ان الامر معكوس تماما فالعماد عون بهذا الموقف يحفـّز كل الاطراف في لبنان حتى تبحث في الملفات السياسية وليس فقط بالاستحقاق الرئاسي كاستحقاق تقني دستوري، واعتبر انه من المهم جدا ان يكون هناك استحقاق رئاسي ولكن الاهم ان يكون هذا الاستحقاق مدخلا للحل ولا نريد اليوم ان نضيّع فرصة مثل قضية الاستحقاق الرئاسي الذي يمكن ان يعطي املا للبنانيين ويضع رؤية معينة للحل في لبنان واضاعته من اجل استمرار الوضع على ما هو عليه ولا نريد من الاستحقاق الرئاسي فقط بأن يجري كما حصل في الانتخابات النيابية منذ عامين بأي وسيلة كانت من دون ان يحمل معه مشروع حل للبنانيين وهذا يتطلب جهدا في الشهور الاربعة او الخمسة المقبلة من كل الاطراف السياسية على عدد من الملفات الشائكة والمصيرية التي تساعد الرئيس الجديد والنظام السياسي في لبنان اذا اتفقنا عليه لتنفيذ رؤية معينة واخراج لبنان من الوضع الذي نحن فيه.

 

زار السنيورة وميقاتي وتيار المستقبل في الشمــــال

زكـي: الحسم في مخيم "نهر البارد" اصبح قريبــــا

مستعدون للمساعـدة والامــن اللبناني هـو فلسطيني

المركزية - اعرب ممثل منظمة التحرير الفلسطينية عباس زكي عن اعتقاده بأن الحسم في مخيم "نهر البارد" اصبح قريبا، مؤكدا الاستعداد لتنفيذ كل ما يطلب من الفلسطينيين لان الامن اللبناني هو أمن فلسطيني، مشددا على الحرص الشديد من قبل كل المسؤولين على الابرياء في المخيم.

في اطار المتابعة الحثيثة لاوضاع "نهر البارد" زار زكي صباح اليوم رئيس الحكومة فؤاد السنيورة وقال بعد اللقاء: "كنت بالأمس في جولة إلى منطقة طرابلس والبداوي، وأطراف نهر البارد، كان هناك جملة من الملاحظات والعديد من المتاعب للمدنيين سواء للنازحين الذين نزحوا بفعل الازدحام، وبفعل انقطاع حياتهم العادية عن المدارس 11 يوما، وخصوصا للمرضى والطلاب ولذوي الاحتياجات الخاصة. كما ان هناك جثثا متعفنة ومتحللة وروائح وكوارث بيئية. وشرحت للرئيس السنيورة الأوضاع والمقترحات، وقد تجاوب مشكورا مع كل ما يخفف المعاناة. كما التقيت أمس مع كل القادة اللبنانيين هناك، وشعرت ان الكل يحاول إنهاء هذه الظاهرة من دون ان تكون هناك خسائر، ولا معاناة لدى أبناء مخيم نهر البارد او الإخوة في الشمال.نحن سنحاول بشكل مشترك ان يكون هناك إجراءات لإنهاء هذه الأزمة لأنها كلما طالت، كلما طال تعذيب الناس الموجودين هناك، وستكون لها شظايا. وان شاء الله سيحكم الطوق، وسيكون هناك إجراءات ملموسة لإجبار هذه المجموعة على رفع أيديها والتسيلم للقضاء."

*هل تعتقد ان الحسم أصبح قريبا، خصوصا ان هناك من يتحدث عن انه سيكون اليوم؟

- نعم، ولكن نحن لا نقول ساعات وأيام لان هناك أطفالا ونساء وأبرياء، وأنا أريد أن اشكر من كل قلبي كافة القادة في الجيش وفي السلطة وفي كل الأحزاب والقوى اللبنانية التي حرصت وتحرص على ان ينجو الفلسطيني من نتائج شرور وتداعيات هذه الجريمة النكراء التي قام بها ما يسمى بجماعة تستوطن نهر البارد وتحاول ان تتغطى بشيء من الإسلام.

* هل هناك تنسيق بينكم وبين الدولة اللبنانية بشأن حسم هذه المسالة؟

- أعلنت وأعلن اننا على استعداد لتنفيذ كل ما يطلب منا لان الأمن اللبناني هو امن فلسطيني، وإذا ما ساهمنا نحن في خلق أجواء مريحة،يعني ذلك اننا نسقط من حساباتنا 425 ألف فلسطيني يعيشون في لبنان،يجب ان لا نتذاكى ونهرب من الحقيقة. الأمن اللبناني هو امن فلسطيني، وكلما أخلصنا نحن لاستتاب الأمن كلما كنا مسؤولين فعلا عن أناس يتعذبون على مدار السنوات نتيجة غياب فكرة التنسيق والتعايش الأمين المشترك في كافة المسائل الإستراتيجية. ما يهم حياة اللبنانيين يهم حياتنا على هذه الأرض، وتجد حتى النازحين يفتشون عن حضن دافئ كما كان المهجرون من الجنوب أيضا في أحداث تموز يجدون في المخيم مكانا آمنا فهذا هم مشترك. ولنبنِ سياسة واضحة وهي لا فرق بيننا وبين اللبناني في الحفاظ على امن وسيادة القانون في هذا البلد.

* هناك معلومات تتحدث عن ان كل المطلوبين من الدولة اللبنانية والذين كانوا مختبئين في المخيم أنضووا تحت منظمة فتح الإسلام؟

- انا لا أريد أن استعجل، لكن هناك الكثير من الأصوات والمعلومات وحين يفتح الملف بالكامل وحينما تبدأ الاعترافات على شاشات التلفزة أفضل من ان أبادر وأتحدث، دعوا الأيام تتحدث واعتقد ان النتائج تكون اضمن وليس علينا الاجتهاد.

* ما هو المطلوب الان؟

- المطلوب ان هناك جيشا يقوم بواجبه، وكل ما نثق به بأنه يجب إعطاء الأولوية للأبرياء وان يكون هناك حرص شديد على عدم تحميل سكان المخيم نتائج أعمال هذه العصابة الإرهابية. ويجب ان نحرص على التعاطي مع المواطنين وكما ذكرت علينا التعامل مع الوضع كأننا في طائرة مخطوفة او باخرة أو مخيم مختطف، والبراعة العسكرية وكل الخبرات تتوقف إزاء كل قضية صغيرة إذا لم تكن مدروسة،هناك حرص شديد من قبل كل المسؤولين على الأبرياء وحرص أيضا على وأد الظاهرة بمختلف الطرق وإذا استسلموا يكون خيرا ان شاء الله.

ميقاتي: وكان زكي زار الرئيس نجيب ميقاتي في دارته في طرابلس على رأس وفد من قيادة الفصائل الفلسطينية في الشمال ضم: عضو المجلس الوطني الفلسطيني فتحي ابو العردات، مسؤول الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين أبو لؤي اركان، مسؤول جبهة النضال الشعبي الفلسطيني ابو وسيم، مسؤول الاعلام المركزي في لبنان رفعت شناعة، وعن جبهة التحرير العربية ابو وائل عقل وعن جبهة التحرير الفلسطينية ابو عامر.

وتركز البحث في خلال اللقاء على تداعيات أزمة مخيم نهر البارد والتعديات التي قامت بها مجموعة "فتح الاسلام" على استقرار لبنان، حيث اكد الرئيس ميقاتي "ان كرامة الجيش اللبناني فوق أي اعتبار".

واشار الى "ان قضية النازحين من اخواننا الفلسطنيين تلقى اهتماما كبيرا من الناحية الانسانية حيث تقوم "جمعية العزم والسعادة" بتقديم المواد الحياتية الضرورية لهم". وجدد "الاستعداد لبذل المزيد من الجهود لتخفيف معاناتهم"، لافتا الى "ان ما يجري خصوصا في مخيم نهر البارد يستدعي اعادة النظر بالوضع الفلسطيني في لبنان لكي يشعر بانتمائه الانساني الى هذا المجتمع".

واثنى الرئيس ميقاتي على موقف القيادة الفلسطينية برئاسة محمود عباس من الاحداث الجارية، مجددا تأكيد "اهمية ومتانة الروابط التي تجمع الشعبين اللبناني والفلسطيني ودعم حق الفلسطينيين في العودة الى ارضهم".

وتلقى الرئيس ميقاتي في خلال الاجتماع اتصالا هاتفيا من الرئيس عباس وتباحثا في التطورات الاخيرة المتعلقة بازمة مخيم نهر البارد.

تصريح زكي: بعد اللقاء ادلى زكي بالتصريح الآتي: "تشرفنا بزيارة الرئيس نجيب ميقاتي، وحاولنا دراسة هذا الوضع المعقد الذي فرضته بكل عنف مجموعة لا صلة لها لا بفلسطين ولا حتى بلبنان، ولكن على قدر أهل العزم تؤتى العزائم اذ ان جميع اللبنانيين ادركوا هذا الخطر وتعاونوا مع الفلسطينيين للتخلص من هذه المعاناة وفي المقدمة دولة الرئيس نجيب ميقاتي الذي نعرف انه حريص ويقدم الاشياء الضرورية التي تشكل اولوية في اغاثة الذين نكبوا في المخيم وايضا الدعم الكامل بكل ما يتعلق بدعم صمود الشعب الفلسطيني في حالة النكبة الجديدة في المخيم".

أضاف: "نحن نسعى لكي نخرج بهذه الازمة بأقل الخسائر مع ان الاستهداف كان أكبر بكثير من مخيم نهر البارد، ولكن تمكنا من حصر هذه الظاهرة كي لا تمتد خارج المخيم. وفي اعتقادي فأننا بتعاوننا المشترك كفلسطينيين مؤمنين بدور الجيش اللبناني وكرامته وهيبته باعتباره رمز وحدة الوطن، فأننا مقتنعون ومؤمنون أنه بالتعاون المشترك سنخلق سدا في وجه كل من يحاول استخدام الفلسطيني مدخلا لتفجير لبنان". نشكر مرة أخرى دولة الرئيس الذي منذ ان توليت المهمة أجد لديه التفهم والاستعداد لتقديم كل ما يمكن تقديمه في مهمتنا".

اما الرئيس ميقاتي فقال من جهته: "تشرفت باستقبال ممثل السلطة الفلسطينية في لبنان عباس زكي والوفد المرافق. وقد ارتحت كثيرا لتطابق الاراء داخل الوفد الفلسطيني لجهة ان كرامة الجيش اللبناني وهيبته فوق كل اعتبار. وقد كانت الآراء متطابقة في ما بيننا، وتطرقنا خصوصا الى الواقع الانساني للنازحين من مخيم نهر البارد، وشددنا على التعاون المستمر بيننا وبين الاخوة الفلسطينيين لمتابعة هذا الملف وتقديم المستلزمات الضرورية للنازحين".

زيارة الشمال : وقام زكي، يرافقه وفد يمثل مختلف المنظمات الفلسطينية بزيارة شكر الى "تيار المستقبل" في الشمال، حيث التقى منسق التيار عبد الغني كبارة.

ونوه زكي "بموقف النائب سعد الحريري ومساعدة النازحين". كما شكر "التيار" على "جهوده لاغاثة النازحين من مخيم نهر البارد". واثنى على "المتابعة المستمرة من قبل الرئيس السنيورة واهتمامه البالغ بمعاناة الفلسطينيين".

من جهته، اعتبر كبارة "ان ما يقوم به التيار في الشمال بتوجيهات من النائب الحريري، هو واجب وطني وقومي وانساني".

بلدية طرابلس: كما زار زكي بلدية طرابلس والتقى رئيس اتحاد بلديات الفيحاء رشيد جمالي الذي امل "ان تكون قضية نهر البارد بداية لاعادة تقييم المسار الفلسطيني عبر المطالبة بحقوقهم الطبيعية والانسانية".

من جهته، شكر زكي "الحكومة اللبنانية ورئيسها فؤاد السنيورة على اهتمامها الواضح بالمشكلة الفلسطينية، عبر تأمين افضل الظروف الاجتماعية والحياتية لاهلنا المقيمين في المخيمات".

 

اصلان: "فتح الاسلام" استولت على مقـــــرات

"فتح - الانتفاضة" وتقاتل من داخل المنـــــازل

المركزية - أعلن امين سر حركة "فتح" في الشمال بلال اصلان ان عناصر "فتح الاسلام" استولوا على مقرات "فتح الانتفاضة" في مخيم نهر البارد وهم يقاتلون من فوق اسطح المباني وداخل المنازل. وقال اصلان ردا على سؤال عن الوضع الميداني والعسكري في المخيم: ان القصف مركز على الطرق الرئيسية المؤدية الى المناطق التي يتواجد فيها العناصر ومواقعهم الثابتة. وأكد ان جميع فصائل المقاومة الفلسطينية بما فيها فصائل التحالف وفصائل منظمة التحرير والفاعليات الاجتماعية واللجنة الشعبية، كلهم صوت واحد لاخراج هذه المجموعة من المخيم الذي دفع ثمن وجودها في داخله. أضاف: نحن نمتثل لارادة وقرارات السيد عباس زكي وسلطان ابو العينين وملتزمون القرارات الصشدرة عنهم. وردا على سؤال عن سبب عدم المساعدة من الداخل من اجل انهاء العملية، قال: نحن في داخل المخيم نحاول تأمين الحد الادنى من المساعدات الاجتماعية لاهل المخيم، ونحن نحافظ على مواقعنا والاماكن المتواجدين فيها بطريقة تمنع عناصر "فتح الاسلام" من التقدم الى هذه المواقع والتغلغل فيها، وتاليا نتمنى من الجيش ان يستمر بالقصف على مواقع "فتح الاسلام" فقط لنتجنب الخسائر المدنية وان كانت بعض القذائف قد تصيب من حيث الخطأ مواقع مدنية. وحتى الآن لم نعلم باصابة اي مدني في داخل المخيم. أضاف: نحن على تواصل مستمر مع قيادتنا التي تتواصل بدورها مع الجيش اللبناني وقيادته ونؤكد مرة جديدة اننا ضد هذه الظاهرة منذ البداية، ولو تعاونت كل الفصائل الفلسطينية معنا منذ البداية لما وصلنا الى ما وصلنا اليه اليوم. وعن تغلغل "فتح الاسلام" داخل الاحياء الداخلية للمخيم، قال: نتيجة الايام الماضية ونزوح اللاجئين الى مخيمات أخرى، اصبحت المناطق التي كانوا يقطنوها داخل المخيم مفتوحة وفارغة وتاليا من الممكن لأية قوة عسكرية ان تتمركز في أي حيّ او بيت من دون علم أحد بوجودها.

 

حراس الأرز": إقرار المحكمة انتصار للبنان وللعدالة

وطنية- 1/6/2007 (سياسة) اعتبر "حزب حراس الارز - حركة القومية اللبنانية" في بيان اليوم "ان اقرار المحكمة الدولية تحت الفصل السابع، ولو جاء متأخرا، هو انتصار للبنان وللعدالة الغائبة عنه منذ نيف وثلاثين عاما، والاهم من اقرارها هو التعجيل في تشكيلها وتقريب موعد انطلاقها وتقصير المهل في تعيين جلساتها، باعتبار ان الطريق للوصول الى القتلة وتوقيفهم وسوقهم الى المحاكمة طويل ومليء بالالغام والمفاجآت غير السارة. وأما قول سوريا بان انشاء المحكمة يعد انتقاصا من سيادة لبنان وسيلحق مزيدا من تردي الاوضاع على الساحة اللبنانية فينطوي كعادته على الكثير من الرياء والخبث".

وتناول الاحداث في مخيم نهر البارد، فقال "ان اي تأخير في القضاء على الارهابيين هناك سينعكس سلبا على الامن العام في البلاد ويقوي البؤر الارهابية الاخرى النائمة في بقية المعسكرات ويشجعها على التمرد على الدولة". وختم: "آن الاوان للسلطة السياسية ان تتخذ القرار المناسب لحسم هذه المشكلة اليوم قبل غد، وإلا فإن التأييد الشعبي العارم للجيش، والتفاف اللبنانيين حوله بكل اطيافهم كاف لمنحه التغطية اللازمة للقيام بواجبه الوطني على النحو الذي يؤمن المصلحة الوطنية العليا".

 

المشكلـــة لا تنتهي بالقضاء على فتح الاسلام بل ببسط سلطة الدولة داخل المخيمات

باسيل لـ "المركزية": بين قبول الحريري بالشراكة الايجابي وبيان قريطم تناقض واضح

المركزية - اكد مسؤول العلاقات السياسية في التيار الوطني الحر جبران باسيل ان المشكلة الفلسطينية التي نشهدها اليوم في نهر البارد لا تنتهي فقط عند القضاء على ظاهرة فتح الاسلام بل يجب ان تمتد سلطة الدولة الى داخل المخيمات وتقضي على كل المنظمات الارهابية والمظاهر العسكرية في لبنان.

ورأى باسيل في حديث لـ "المركزية" ان فريق الاكثرية اقرّ وللمرة الاولى بمبدأ مشاركة اللبنانيين وجاء ذلك على لسان النائب سعد الحريري في الوقت الذي صدر بيان عن اجتماع قريطم يضم شروطا لتشكيل حكومة الوحدة وهذا يشكل تناقضاً واضحاً.

وقال: "نحن دعمنا الجيش اللبناني ومنذ اللحظة الاولى لحسم الامر في نهر البارد في الطريقة التي تراها قيادته مناسبة وتوقيف المجرمين الذين اعتدوا على المؤسسة العسكرية ما يفتح الباب لإنهاء كل المظاهر الارهابية المسلحة ولفرض سلطة الدولة على كامل اراضيها بما فيها المخيمات الفلسطينية".

اضاف: "ما يحصل لا يشكل سببا لمطالبة الفصائل الفلسطينية بفرض الامن لنفسها داخل المخيمات اذ انها تقوم بهذا العمل منذ العام 1969، بل المطلوب اليوم ان تتمدد سلطة الدولة بالاتفاق مع الفلسطينيين الى داخل المخيمات ولا يعتبر هذا الملف مقفلا الا بتحقيق التفاهم الكامل مع الفلسطينيين، لأن المشكلة لا تنتهي بالقضاء على ظاهرة فتح الاسلام".

وعن مبادرة فريق الغالبية وحديث النائب سعد الحريري بالامس قال باسيل: "مع ان اقرار المحكمة الدولية تحت الفصل السابع لا يعتبر انتصارا لأن الانتصار كان يمكن ان يحقق عبر التوافق اللبناني الداخلي، فمن حيث الشكل على الاقل لقد اقرت المجموعة الحاكمة للمرة الاولى بمشاركة جميع اللبنانيين بهذا الانتصار وهذا يشكل ايجابية نشهدها للمرة الاولى اي القبول بمبدأ المشاركة، ولكن لترجمة هذه الايجابية من خلال الافعال السياسية يجب ان نرى طرحا موحدا من الفريق الحاكم لأننا سمعنا في اللحظة نفسها النائب الحريري يتحدث عن قبوله بتشكيل حكومة وحدة وطنية وعن قيام الحوار بلا شروط كذلك استمعنا الى بيان قوى قريطم الذي وضع شرطا لتشكيل حكومة الوحدة الوطنية هو الاستحقاق الرئاسي في موعده وهذا يشكل تناقضاً في الطرح السياسي".

وختم باسيل: "ان ما يحصل اليوم في نهر البارد هو نتيجة عجز السلطة الراهنة امنيا وسياسيا وسياسة الاستئثار والتفرد والعجز التي كان يمكن ان تودي بنا الى غلبة الارهاب على اللبنانيين".

قاع الريم: وكان باسيل فنـّد الامور الثلاثة التي يمكن ان تساهم في سقوط مفهوم حقوق الانسان ومبدأ الدولة خلال لقاء حواري نظمته هيئة قاع الريم في "التيار"، وحضره النائب سليم عون وحشد من فاعليات البلدة وأهلها في قاعة كنيسة مار شربل، وهي تسييس المحكمة الدولية وتنامي الارهاب في لبنان والتغاضي عنه وتطور مفهوم الامن الذاتي والتوطين.

وكرر موقف التيار المطالب بكشف الحقيقة في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري "على أن تكون غاية لا وسيلة لتحقيق مآرب سياسية للنيل من حقوق بعض الجهات ووجودها". وسأل: "ما الحجة التي سيلجأ إليها الفريق الحاكم لرفض الوحدة الوطنية وكل ما من شأنه بناء الدولة القادرة بعد إقرار المحكمة الدولية التي كان يستخدمها هذا الفريق كقميص عثمان".

وربط بين "تنامي حركة فتح الإسلام الإرهابية وضعف السلطة التي سكتت عن إعلان هذه الجماعة الإرهابية في شهر 11 من عام 2006 وتغاضت عن المعلومات الجدية المتوافرة عن اغتيال شخصيات وسرقة مصارف وتفجيرات وشراء الإرهابيين الشقق الفخمة واستئجار السيارات واقتناء الأسلحة".

وبعدما أكد دعم الجيش اللبناني واعتبره "فوق كل الأحزاب والأطراف والمجموعات". سأل باسيل: "لماذا حرم الجيش من السلاح منذ العام 1992؟"، محمّلا "كل من توالى على الحكم منذ ذلك التاريخ مسؤولية إضعاف السلطة العسكرية". وانتقد حكومة الرئيس فؤاد السنيورة التي "لم تتخذ قرارا سياسيا لمساندة الجيش في الشمال، ومن يبدل مواقفه لوضع الجيش باستمرار في موقع ملتبس". اما الحلول في رأي باسيل فهي تشكيل حكومة وحدة وطنية تعالج كل الملفات بمسؤولية ومن دون انتقائية وفق منطق الشراكة، وضرورة فرض سلطة الدولة على كل الأراضي اللبنانية حتى داخل المخيمات بالتفاهم مع الفلسطينيين، وعدم التهاون في ذلك منعا للتوطين وتنامي الإرهاب، ومواجهة كل المؤامرات التي تحاك ضد الدولة اللبنانية والجيش اللبناني".

 

يعقوب: لن نسمح بسرقة الرئاسة كما سُرقت الحكومـة والايام المقبلة ستكشف صدقية الكلام عن اليد الممدودة

المركزية - لفت عضو الكتلة الشعبية عضو تكتل التغيير والاصلاح النائب حسن يعقوب الى ان تحركات فتح الاسلام من الاساس كانت مشبوهة ومغطاة متمنيا ان تكون التحقيقات جدية رغم علامات الاستفهام التي نضعها برسم الاجهزة الامنية وخصوصا فرع المعلومات. وحذر من خطورة الامن الذاتي الذي يمارسه البعض في عدد من مناطق بيروت والجبل، مؤكدا ان دور الامن منوط بالاجهزة الامنية والعسكرية التي صرفنا عليها اموالا طائلة لبنائها والامن الذاتي يدل الى غياب هذه الاجهزة. وتمنى ان تكون مقولة ان اقرار المحكمة الدولية حررت الحياة السياسية من الاغتيال وان الامن سيعود من خلالها صحيحة اذ ان المحاكمات الدولية في العالم لم تؤد الى النتائج المرجوّة منها.

وقال يعقوب في تصريح له اليوم: اذا كان الهدف هو الوصول الى الحقيقة فهذا الهدف يجب الوصول اليه بالوسائل المنطقية الطبيعية وليس بجعل الموضوع كمطية من اجل الوصول الى امور اخرى. ان الوصول الى الحق يجب ان يكون بوسائل حق وتمنى لو تشرّع باب العدالة لكل العالم. اذ ان هناك معايير مختلفة، مذكرا بقضية الامام موسى الصدر ورفيقيه وهي واضحة ومعروف من قام بها، منتقدا تقصير القضاء اللبناني. واكد انه مع الفصل 7 باتت السيادة مهدّدة وغير موجودة.

وتمنى ان تكون مواقف النائب سعد الحريري عن سياسة اليد الممدودة وعملية الحوار صادقة. ولم يقرأ في بيان 14 آذار سوى نوع من محاولة استثمار المحكمة في ما يتعلق بالاستحقاق الرئاسي. وأكد ان المطلوب منهم ان يلبّوا بالحدّ الادنى ما طالبنا به منذ بداية الاعتصام: المشاركة وحكومة الوحدة الوطنية، واعرب عن اعتقاده انه اذا لم نصل في فترة قصيرة الى حكومة وحدة وطنية او حكومة انقاذ وطني تنكشف الامور ويتأكد للرأي العام اللبناني عدم صدقية كل طروحاتهم. وسأل ما المانع اليوم من حصول المشاركة الحقيقية؟ واعتبر ان الحكومة الحالية تذهب باتجاه تدمير لبنان لان عملية الاستئثار دفعنا ثمنها غاليا جدا.

ودعا قوى 14 شباط الى الاعلان عن المضمون الحقيقي للتسوية التاريخية التي تحدثوا عنها.

واكد يعقوب ان حرص المعارضة الدائم على تفكيك واحتواء كل الازمات المصدّرة من الخارج الى لبنان واحتواء عدم عرقنة لبنان هو ما جعل الحكومة تصمد. وقال ان الحجة التي كانوا يتذرعون بها بأن خوفهم من حكومة الوحدة الوطنية لعدم قيام المحكمة قد انتفت اذ ان المحكمة صارت وراءنا. ولفت الى ان هناك فرصة حقيقية وسانحة اذا كان هناك صدقية حقيقية لتلمّس واستشعار المسؤولية الوطنية. وقال ان الاوقات القصيرة المقبلة سوف تكشف حقيقة وصدق الكلام عن اليد الممدودة والصدر المفتوح. وقال: من يريد ان يسعى لعدم حصول فراغ في سدّة الرئاسة عليه ان يسعى اولا للشراكة والوحدة الوطنية. مؤكدا اننا لن نسمح بسرقة الرئاسة كما تم سرقة الحكومة. وأبدى اعتقاده بأن المبادرة بالفعل هي المدخل لكل اللقاءات وليس المبادرة بالكلمات ودعا الى القيام بخطوات واضحة في ما يتعلق بهذا الموضوع فكفى تذاكيا واستغباء للناس.

 

"تايم" الاميركية: الحكومة اجهضت خططا لتحقيق خراب كبير في لبنان وجمعت ما يكفي من الأدلة على مساندة سوريا الخفية لـ "فتح الإسلام"

المركزية - افادت صحيفة "تايم" الاميركية ان الحكومة اللبنانية اجهضت خططا لدى فتح الإسلام لتحقيق خراب كبير في لبنان.

ولاحظت الصحيفة، في مقال لمدير مكتبها في القاهرة سكوت ماكلويد بعنوان "لبنان يحصل على محكمة في قضية الحريري"، أن تحالف قوى 14 آذار وهو التيار السياسي المتعدد الطوائف والمساند للديموقراطية والإستقلال، يظهر ثقة لافتة على الرغم من الأزمة الجديدة التي حلت بلبنان فيما يتعلق بجماعة "فتح الإسلام" المتطرفة. وأوضح ماكلويد أنه وجد سببين وراء هذه الطمأنينة لدى تيار "المستقبل"، خصوصا اقتناع حكومة رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة بأنها أجهضت خططاً لدى فتح الإسلام لتحقيق خراب كبير في لبنان، وثقة هذه الحكومة بأنها جمعت ما يكفي من الأدلة على مساندة سوريا الخفية لـ "فتح الإسلام"، الأمر الذي من شأنه زعزعة موقف النظام السوري ليس فقط في لبنان، وإنما في المنطقة بأسرها أيضاً.

وتناول قرار مجلس الأمن انشاء المحكمة الدولية، ورأى فيه إنجازاً كبيراً لقوى 14 آذار، خصوصا أن هذه المحكمة قد تكون المرة أولى التي يحاكم فيها نظام استبدادي على أفعاله، مشيراً إلى الأدلة التي ظهرت في التحقيق على تورط بعض المقربين من الرئيس السوري بشار الأسد في جريمة اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الراحل رفيق الحريري.

المحكمة والفوضى: وانتقل ماكلويد للحديث عن زيارته، قبل ساعات من إعلان مجلس الأمن، للرئيس الاسبق أمين الجميل، الذي سيكون اغتيال نجله بيار العام الفائت من بين الإغتيالات التي سيبحث بها في المحكمة الدولية. ولاحظ أنه على الرغم من ميل قوى 14 آذار عادة إلى توجيه أصابع الإتهام لسوريا لكل الجرائم الحاصلة في لبنان، إلا أن الرئيس الجميل فضل مرة أخرى عدم الإسراع في إطلاق الإتهام، واكتفى بالتروي واحترام النتائج التي يتوصل إليها التحقيق الأممي وحكم المحكمة الدولية في المستقبل.

وحين سئل عما إذا كان قلقاً من تداعيات قرار إنشاء المحكمة الدولية على أمن واستقرار لبنان، كما تنبأ بعض المسؤولين السوريين، أجاب أن "الوضع لم يكن هادئاً أو مريحاًً أو ظريفاً حتى الآن..الفوضى تعم هنا". إلا أنه أعرب عن أمله في أن تكون المحكمة الدولية بداية جديدة لمرحلة يسود فيها العدل والسلام في لبنان، فهذه ستكون المرة الأولى التي يحاكم فيها المجرمون عما اقترفوه.

واختتم ماكلويد تقريره من بكفيا بقول الجميل:" أريد أن اقول لك شيئاً. المحكمة لن تحيي ابني. أعلم تماماً أني فقدته للأبد. لقد فقدت جزءاً مني، لكن ما يهمني الآن هو تجنب المزيد من الدموع والدماء. من الضروري أن نبدأ مرحلة أمن وطمأنينة لأبنائنا. لقد دفع المجتمع اللبناني ثمناً باهظاً. لذا فإن المحكمة الدولية ليست مسألة ثأر أو نصر بالنسبة الينا، إنما هي سبيل لنا لوقف سيل الدموع والدماء وبناء غد أفضل. إننا ننظر إلى المستقبل، فالماضي انقضى بالنسبة الي. عندما أنظر من حولي إلى الأرامل، إنه أمر فظيع، أمهات يرتدين الأسود، كزوجتي وابنتي وزوجة ابني."

 

 دحلان: "فتح الإسلام" عصابة تأمرها جهات معيّنة بزعزعة استقرار لبنـان

واللاجئون في المخيمات يُستعملون رهينة في لعبة جهنمية لتنفيذ مخططات

المركزية - اعتبر مستشار رئيس السلطة الفلسطينية لشؤون الأمن القومي العقيد محمد دحلان، ان "الظاهرة المسمّاة "فتح الإسلام" مجرد عصابة تعمل بأوامر جهات معيّنة لزعزعة الاستقرار في لبنان وجرّ المخيمات وابنائها الى معركة لا دخل لهم فيها في اي شكل وتحت أي عنوان"، مشيراً الى "أن القيادة والشعب بأكمله، يرفضان هذه الظاهرة التي لا علاقة لها من قريب أو بعيد بالشعب الفلسطيني".

وقال دحلان، في حديث الى صحيفة "الراي" الكويتية في القاهرة، حيث يمضي منذ نحو شهر فترة نقاهة اثر جراحة في الركبة أجريت له في أحد مستشفيات المانيا، ان "ابناء الشعب الفلسطيني في المخيمات، وخصوصاً مخيّم نهر البارد، يُستخدمون رهينة في لعبة جهنمية هدفها تنفيذ مخططات واجندات تصبّ في مصلحة جهات خارجية لا هدف لها سوى زعزعة الاستقرار في لبنان". وسأل: "لماذا يريدون الإساءة الى لبنان البلد الذي يستضيف، رغم صغره، آلاف الفلسطينيين في شكل موقت الى حين تسمح الظروف بعودتهم الى ديارهم وارضهم؟". واعتبر أن "ما يجري في لبنان حالياً قيام مجموعات خارجة عن القانون تحت مسميات مختلفة باستخدام الشعب الفلسطيني وقوداً في معارك لا علاقة له بها ولا تخدم في النهاية سوى العدو الإسرائيلي".

 

الحريري اتصل بكوشنير شاكرا لــه موقف فرنســـا والتقى سفراء مصر والسعودية والاردن والبون وشمعون

المركزية - اجرى رئيس كتلة المستقبل النيابية النائب سعد الحريري اليوم اتصالا هاتفيا بوزير خارجية فرنسا بيرنار كوشنير شكره فيه على موقف فرنسا الداعم لبنان لانشاء المحكمة الدولية في مجلس الامن الدولي.

سفير مصر: واستقبل الحريري قبل ظهر اليوم في قريطم السفير المصري في لبنان حسين ضرار وعرض معه آخر التطورات في لبنان.

بعد اللقاء قال السفير المصري: "لقد بحثنا في الوضع في لبنان بعد قرار مجلس الامن انشاء المحكمة، وهنأته بانتصار العدالة التي ستقي لبنان وجميع اللبنانيين بجميع توجهاتهم السياسية من أي اعتداء على حياتهم او أمنهم.

وركزنا على ما قاله وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط حيال ترحيبه برد الفعل الذي صدر في لبنان، وضرورة توظيفه لصالح الجميع وليس لصالح طرف ضد الآخر، وقد عبر الوزير ابو الغيط عن امله في ان يلقى هذا الموضوع في خلال الايام العشرة المقبلة اوسع قبول وترحيب من قبل كل اللبنانيين وان يتم الافادة منه لتحقيق الاستقرار المنشود بين جميع القوى السياسية في لبنان."

* هناك دول حذرت من حدوث فتنة متنقلة في لبنان بعد اقرار المحكمة ما هو موقفكم من هذا الامر؟

- اذا كان هناك تخوف من هذا الامر،فهو يتوقف على حكمة اللبنانيين واسلوب تعاملهم. ما صدر حتى الآن كان امر مرحب به ومطمئن، هناك بدايات حوار ومناشدات مسؤولة من بعض الاطراف، حيال الاطراف الاخرى وهذا ينبئ بامر ايجابي. اما التخوفات الطبيعية فهي قائمة، خصوصا في ضوء ما يجري في مخيم نهر البارد، وما شهده لبنان من احداث في الايام القليلة الماضية من انفجارات متنقلة، فالخوف قائم وطبيعي في مكان معين.

* بعد اقرار المحكمة مد النائب الحريري يده الى الطرف الآخر في المعارضة فهل تتوقع ان يتم التجاوب معه؟

- نحن نتوقع دائما المبادرة من الجميع، لاننا نجد ان كل التيارات والقوى في لبنان هي قوى وطنية اساسية واذا اختلفت رؤيتها في السابق الا ان الوقت الآن بات يسمح بالاتفاق. الحسابات السياسية ليست جامدة بل مرنة وتتغير من وقت الى آخر، ويمكن اعادة النظر فيها على ضوء التطورات. هذا لا يعني ابدا ان هناك قوى ترفض ان تكون الاهداف الوطنية العليا لان يكون لبنان دولة مستقلة ذات سيادة بعيدة عنها، وهذا ما اقر به الجميع كما اقروا بانشاء المحكمة منذ بدء الحوار.

ثم التقى النائب الحريري النائب السابق منصور غانم البون وعرض معه التطورات.

السفير السعودي: وظهرا استقبل السفير السعودي في لبنان عبد العزيز خوجا وبحث معه المستجدات السياسية والامنية الاخيرة. والتقى ايضا السفير الاردني في لبنان زياد المجالي.

وعند الساعة الثانية والنصف التقى رئيس كتلة المستقبل النيابية رئيس حزب الوطنيين الاحرار دوري شمعون.

واطلع من وفد من بلدة مجدل عنجر ضم رئيس البلدية حسين ديب ياسين وأئمة البلدة وفاعلياتها والمحافظ السابق نقولا سابا، على اوضاع البلدة وحاجاتها الانمائية والحياتية، كذلك تم التطرق الى موضوع الاستملاكات المتعلقة بالاوتوستراد العربي. وكان النائب الحريري قد استقبل رئيس الجبهة الوطنية لابناء بعلبك الهرمل الحاج فادي يونس يرافقه المسؤول الاعلامي والسياسي حسان زيدان، اللذين هنآه على اقرار المحكمة معتبرين انها تشكل خطوة تمهد لمنع الاجرام الذي تمارسه الايدي المأجورة.

 

 الاحرار هزئ من تباكي النظام السوري على السيادة اللبنانية وجدد مطالبته بحسم الوضع الشاذ في مخيم نهــــر البارد

المركزية - اعتبر حزب الوطنيين الاحرار ان قرار انشاء المحكمة الدولية تحت الفصل السابع امرا ايجابيا بالقدر نفسه للشرعية الدولية التي من اولى واجباتها صون العدالة والحق لتعزيز صدقيتها، وللبنان الذي بات يحظى بالدعم والرعاية في محنته بعد طول معاناة، وهزئ من تباكي النظام السوري على السيادة اللبنانية.

وجدد مطالبته بحسم الوضع الشاذ في مخيم نهر البارد في شكل يحفظ السيادة اللبنانية وامن الوطن والمواطنين وكرامة الجيش مع الحرص على اهالي المخيم وسلامتهم. اكد ان لا خط احمر الا الخط الذي ترسمه الثوابت الوطنية.

عقد المجلس الاعلى للحزب اجتماعه الاسبوعي برئاسة رئيسه دوري شمعون وحضور الاعضاء. بعد الاجتماع صدر البيان الآتي:

1- نعتبر قرار مجلس الامن الذي انشأ المحكمة الدولية تحت الفصل السابع، امرا ايجابيا بالقدر نفسه للشرعية الدولية التي من اولى واجباتها صون العدالة والحق لتعزيز صدقيتها، وللبنان الذي بات يحظى بالدعم والرعاية في محنته بعد طول معاناة كان احد اسبابه تغاضي المجتمع الدولي عن القيام بواجباته، وغض النظر على الانتهاكات التي ارتكبت في حق الوطن الصغير.

وغني عن القول اننا لا نتعاطى مع قرار انشاء المحكمة بمنطق الكيدية او التشفي او الشعور بنشوة الانتصار، ليس فقط لأن المسار طويل ودون بلوغه خواتيمه السعيدة عقبات ومطبات لا تغيب عن بالنا، انما ايضا لأننا نرفض تسييسها واستمرارها رافدا للسجالات او عاملا ضاغطا في موازين القوى الداخلية. وكم كنا نتمنى لو اتى تصرف مناهضي قيامها على هذا الشكل فيلتقي مؤيدوها ومعارضوها حول مبدأ انساني سام هو العدالة، للحيلولة دون تفلت المجرمين من العقاب. اما وان الامر هو عكس ما نتمناه فإننا نكتفي بهاتين الملاحظتين:

للغيارى اللبنانيين على السيادة وعلى المؤسسات نقول: كنا لنشاطرهم الرأي لو انهم قرنوا الاقوال بالافعال، ولم يقفلوا باب المؤسسة المولجة تصديق المعاهدة بين لبنان والامم المتحدة، او على الاقل ادلوا بما يزعمون من ملاحظات اساسية على مشروعها رغم الجولات المكوكية لمسؤولي الامم المتحدة المختصين ولقاءاتهم المتعددة معهم. انهم بفعلهم هذا دفعوا الشرعية الدولية الى اتخاذ قرارها تحت طائلة الغاء الذات او الحاق الاذى بالمنظمة وجعلها موضع سخرية، او اقله التخلي عن الحق وعن صاحب الحق ونهزأ من تباكي النظام السوري على السيادة اللبنانية وهو الذي حاول جاهدا القضاء عليها وفرض تبعية بغيضة على لبنان.

ونرد على الذين يهددون بالويل والثبور وعظائم الامور من مسؤولين سوريين وابواقهم اللبنانية بالقول: ان مسار الاغتيالات والقتل والتفجير وزرع الفتنة الذي درجوا عليه سبق قيام المحكمة لأن المستهدف هو الوطن، كياناً واستقلالا وسيادة وقرارا ودورا وخصوصية. وهل لنا ان نفترض مسارا آخرا لهم وهم لا يجيدون سوى الاسلوب العنفي والتخويني الذي يستعملونه بتميز؟ وهل يمكننا افتراض اداء افضل يقدمونه للبنانيين سوى تخييرهم بين الامن والعدالة كأنهما نقيضان فيما هما متلازمان ومتكاملان؟ ومهما يكن من امر، ندع كل هذا جانبا وندعو بصدق الى طي هذه الصفحة، وخصوصا اللبنانيين الذين يخالفوننا الرأي، والى العودة الى اعتماد لغة العقل والحوار وتغليب المصلحة الوطنية على ما عداها من المصالح. ونعتبر ان الاجدى هو عودة الوزراء المستقيلين عن استقالتهم والتزام ما تم التوافق عليه على قاعدة الثوابت الوطنية.

2- نجدد مطالبتنا بحسم الوضع الشاذ في مخيم نهر البارد في شكل يحفظ السيادة اللبنانية وامن الوطن والمواطنين وكرامة الجيش، مع الحرص على اهالي المخيم وسلامتهم. ولا بد، في غمرة الاضاليل المعتمدة ومحاولات قلب الوقائع للتعتيم على الحقيقة، واستنهاض المتطرفين واستثارة الغرائز، من التذكير بأن الجيش تعرض لغدر عصابة فتح الاسلام الارهابية، من ضمن مخطط مدروس تنكشف فصوله تباعا، وهو من الخطورة بحيث يعد السكوت عنه تآمراً على الوطن، بالغاً ما بلغت الذرائع والحجج.

اننا نقول ان لا خط احمر الا الخط الذي ترسمه الثوابت الوطنية وهي موضع اجماع لبناني عارم. اما الخروج عليها فلا يغير طبيعة الخط ولا لونه، انما يعد اصطفافاً يؤدي الى شد ازر المخلين بالامن ودعم المتآمرين على لبنان وتاليا تواطؤا مداناً.

ونرفض رفضا قاطعا ما ذهب اليه المحور السوري - الايراني، المصرّ على العبث بأمن اللبنانيين ومصالحهم في التلطي وراء الخلاف السياسي الذي افتعله حلفاؤه اللبنانيون، لتبرير ما يجري في الشمال والذي كان مخططا له الانتقال الى غير منطقة لبنانية. اما المناورة الاسخف فهي التي يلجأ اليها هذا المحور وحلفاؤه لتمويه تدخلاته وانتهاكاته وخططه بإلقاء التبعة على خصومه فتغدو القرارات الدولية صنيعة الولايات المتحدة واسرائيل، وكذلك كل انواع الاحداث التي تضرب لبنان. هذا في وقت يسعى الايرانيون والسوريون الى التقرب من اعدائهم المفترضين ويجدّون في اقامة الاتصالات وعقد المفاوضات معهم. وفي اي حال نتساءل: لماذا لا يتعاونون مع الحكومة اللبنانية ويسهلون مهمتها لإحباط ما يزعمون انها مؤامرة اميركية - اسرائيلية على حساب لبنان؟

 

العماد سليمان التقى وفودا عزته بشهداء الجيش

 المركزية - استقبل قائد الجيش العماد ميشال سليمان في مكتبه في اليرزة قبل ظهر اليوم، المدير العام لامن الدولة بالوكالة العميد الياس كعيكاتي على رأس وفد من ضباط المديرية، حيث قدم له التعازي بالعسكريين الشهداء.

كذلك استقبل العماد سليمان للغعاية نفسها رئيس المجلس الماروني العام الوزير السابق وديع الخازن يرافقه عميد المجلس المهندس ريمون روفايل وأعضاء المكتب التنفيذي، ثم وفدا من مشايخ مؤسسة العرفانت التوحيدية، والامين العام للحزب الشيوعي اللبناني الدكتور خالد حدادة يرافقه عدد من أعضاء الحزب.

وقد أعربت الوفود والشخصيات الزائرة عن تقديرها العميق لدور الجيش الوطني وقيادته الحكيمة في هذه المرحلة الدقيقة التي تمر بها البلاد، وأثنت على ما يبذله العسكريون من جهود مضنية وتضحيات حسام، حماية لمسيرة السلم الاهلي وصونا لوحدة الوطن واستقراره

 

المحكمة الدولية كان لا بدّ منها وهناك لوائح اغتيـــالات يظهر انها تتضمن اسماء لرجالات وربما كنا من بينهـــا

صفير: أوحيت بفكرة الحكومة السداسية عندما استذكــرت تجربة شهاب ولحود اطلقها ولا شأن لنـــا بهــــــا

لم أطرح في الفاتيكان اسماء للرئاسة ولم أُسأَل عن الموضوع

المركزية - اكد البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير اننا في وضع لا نحسد عليه، وان المحكمة الدولية كان لا بد منها والاغتيالات تتكاثر، متحدثا عن لوائح اغتيالات يظهر انها تتضمن اسماء رجالات "وربما كنا من بينها ايضا"، وذكـّر بالحكومة الرباعية التي تشكلت في عهد الرئيس الراحل فؤاد شهاب. وتساءل: لماذا لا يتكرر هذا الامر فيكون هناك حكومة من 6 وزراء، لافتا الى ان هذا ربما يساعد في اخراج البلد من المأزق الذي يتخبّط به، لكنه لاحظ ان الفكرة لم تلقَ رواجا عند البعض، واكد انه "اول من أوحى بالفكرة والاقتراح اطلقه رئيس الجمهورية. ونحن عدنا الى التاريخ، وأخذنا مثلا ولكن ليس من شأننا ان نخوض في السياسة وان نقترح فيها افكارا ربما لا تلقى الموافقة".

ونفى ان يكون طرح اسماء للرئاسة في اثناء زيارته الاخيرة للفاتيكان، مؤكدا ايضا ان الفاتيكان لم يسأله عن هذا الامر. وأبدى موافقته على كل اقتراح يخرج البلد من دوّامته واذ طالب برئيس قوي حازم، لفت الى انه اذا جاء الرئيس من جهة واحدة وقسم كبير من اللبنانيين ضده، يعرقلون مسيرته، وأكد استمرار الحكومة الحاضرة بحكم الامر الواقع.

استقبل البطريرك صفير نقيب المحررين ملحم كرم على رأس وفد من اعضاء مجلس النقابة والمستشارين، والقى النقيب كرم الكلمة الآتية:

"ليس غريبا ان نرى بكركي حاملة همّ لبنان. ان هذا جزء من حكاية التراث في بلادنا. واليوم، اكثر منا في كل يوم، نعيش زماننا بمعاناة القلق اليومي المتفاقم. حتى لكأننا، عشية احداث جسام، اذا ما قرأنا قصة الغد في رواية الامس.

نحن يا سيدي صاحب الغبطة امام استحقاقات كثيرة منطلقها الامن، مع اننا نعلم كلنا ان الامن هو ترجمة وانتكاسة للحالة القلقة المتوترة التي نعيش.

ولسنا نرانا مبالغين اذا قلنا ان كلمة بكركي... كلمة مار نصرالله بطرس صفير ترجح في ميزان الحسبة الوطنية.

والسؤالات المولعة المحدثة التوتر معروفة: حكومة الوحدة الوطنية، نتائج قيام المحكمة الدولية، قانون الانتخاب، وهو، كما نعلم جميعا القانون الثاني في البلاد، من حيث الخطورة، بعد الدستور، ثم الاستحقاق الرئاسي.

الخلاف على كل هذا انما يترجم باعتكار الامن: فهل لدى سيد هذا الصرح الوطني الكبير في كل هذا، كلمة الى اللبنانيين؟

ورد البطريرك قائلا: اننا في وضع لا نحسد عليه من اين نبدأ لا نعرف من اين نبدأ، وكنا قلنا ان الامر اذا انحصر في رئاسة الجمهورية وقد بلغت تقريبا مداها الابعد وهي ستنتهي بعد أشهر ربما اذا كان لنا رئيس جديد، في الواقع سيكون لنا حكومة جديدة، فعندما يذهب الرئيس تذهب معه الحكومة، وبعد ذلك هناك من يريدون ان يكون هناك انتخاب ولكن الانتخابات يجب ان نتفق اولا على قانون انتخابي يرضي الجميع وحتى اليوم القانون هو ذاته وكنا طالبنا بقانون جديد ولكن يبدو ان الامور كانت ملحة فلم ينتظر احد ريثما يكون هناك شيء جديد. والآن أتت المحكمة، والمحكمة الدولية كان لا بدّ منها والاغتيالات تتكاثر، سنة 2005 كان هناك 14 اغتيالا او محاولة اغتيال وهذا كثير بالنسبة الى لبنان والسنة الفائتة حدث اغتيال كبير وهناك لوائح يظهر انها تتضمن الرجالات وربما كنا من بينها ايضا، أما كيف الخروج من هذا المأزق اليوم، هناك مَن يقولون في حكومة سداسية او رباعية، نحن فكرنا في الماضي عندما انتخب رحمه الله الرئيس فؤاد شهاب، كانت هناك حكومة من اربعة اشخاص وهم رشيد كرامي، حسين العويني وبيار الجميل وريمون اده اجتازوا في البلاد مسافة سبعة او ثمانية اشهر او ما يقارب السنة وبعد ذلك تألفت حكومة جديدة، قلنا في سرّنا لماذا لا يكرر هذا الامر فيكون هناك حكومة ان لم تكن من 4 وزراء تكون من 6 بحيث ان الطوائف الكبرى تتمثل فيها فيكون هناك سني وشيعي ودرزي وماروني وارثوذكسي وكاثوليكي، ربما هذا يساعد على اخراج البلد من المأزق الذي يتخبّط به ولكن كما لاحظنا في "الجرائد" الفكرة لم تلقَ رواجا عند بعضهم وشككوا فيها ومنهم من حلل ذلك بقوله ان هذا يخفي بعض الافخاخ، فيقولون ان مجرد الطرح جاء من فخامة رئيس الجمهورية فهو يخفي شيئا ما، وجاء الطرح ايضا قبل اعلان المحكمة الدولية وهذا يخفي شيئا ما ربما في تفشيل المحكمة والى ما سوى ذلك من حجج.

على كل حال، الامر طرحه فخامة الرئيس وتبناه، ولكن نحن رجعنا الى التاريخ وأخذنا مثلا هذه الحكومة الرباعية، ولكن نحن ليس من شأننا ان نخوض في السياسة وان نقترح فيها افكارا ربما لا تلقى الموافقة، هذا ما وصلنا اليه أما اليوم فلا ندري ما العمل لاخراج البلد من هذا المأزق الذي يدور فيه، ربما كان لكم انتم بعض الاقتراحات قد يأخذها رجال الحكم اكثر من الاقتراحات التي نريدها نحن.

لقد ورد في وسائل الاعلام تسميتك اربعة اسماء للرئاسة وتحفظك عن اثنين خلال لقاءاتك في الفاتيكان؟ فقال البطريرك: انا لم اتكلم بهذا الموضوع، والفاتيكان لم يسألني عنه، والفاتيكان كما تعرفون يحمل همّ لبنان، وبين الحين والحين قداسة الحبر الاعظم يذكر لبنان ويدعو الله بأن يسوده الامان والسلام.

* ماذا عن اقتراح فخامة الرئيس حول حكومة سداسية؟

- نحن نوافق على كل اقتراح يخرج البلد من الدوامة التي يدور فيها. واذا كان هناك اقتراح آخر أحسن من هذا، فليأتوا به.

* ألا تسعى مع الفريق الآخر لاقناعه بهذا الامر؟

- انا لا اسعى انما صار هذا الطرح وقلت لكم كيف تكوّنت لديّ القناعة وهو حكومة الرئيس شهاب من 4 اشخاص، قلنا لماذا لا تتكرر، وفخامة الرئيس يبدو انه اقتنع بهذا الاقتراح واطلقه. اذن هذا الامر اطلقه فخامة الرئيس وانا ليس لي به شأن.

* أوحيت له به؟

- ربما، ولكن انا ليس شأني شأن سياسي لاتبنى او لاقترح او أسوّق.

وردا على سؤال قال البطريرك صفير: يقولون ان هذا الاقتراح يميّل كفـّة على كفـّة، واذا كان هناك مَن سيأتي فسيأتي اشخاص من جهة واحدة ولا يأتي احد من الجهة الاخرى. هم قالوا ذلك، الاشخاص الذين يستطيعون القيام بهذه المهمة ويكونوا على حياد أهلا وسهلاً وليس من الضرورة ان يكونوا من اقطاب سياسية.

* يبدو ان غبطتك لديك معلومات تشير الى وجود محاولات لاحباط الاستحقاق الرئاسي، مَن يقف وراء هذه المحاولات وما هي المبررات لعدم اجراء الانتخابات الرئاسية، والتي هي مفصل اساسي وانطلاقة جديدة؟

- انا "ما عندي شي" انما كان الموقف سابقا أن الحكومة هذه ليست بحكومة، واذا انتهت مدة ولاية الرئيس فلمن يسلم الحكم؟ اما اليوم فقد اخذ الرئيس موقفا آخر يقول ليكن هناك حكومة واذا استلمت حكومة الامر ومتى بلغت مدة ولايتي نهايتها فسأعتزل ولينتخبوا من يريدون. على كل انتم تتابعون الامور اكثر مني.

وردا على سؤال حول دور الحكومة الرباعية او السداسية المقترحة هل حددتم مهمتها بالاشراف على الانتخابات الرئاسية فقط أم ان امامها طموحات اخرى؟

- لا.. الاجتياز بالبلد حتى موعد انتخاب الرئيس، اي صفة انتقالية.. فهناك الاضرابات وهناك الحرب في المخيمات، المطلوب تهدئة الامور حتى نجتاز الفترة لنصل الى انتخاب الرئيس.

* الحكومة الحالية هل يمكن الاستمرار فيها؟

- الواضح ان الحكومة مستمرة شئنا أم أبينا انما يجب ايجاد علاج للامور اولا، الاضراب الذي دام ما فوق الثلاثة اشهر والاعمال مشلولة ورجال الاقتصاد يشكون والذين كانوا في ساحة البرج اصبحوا لا ندري اين في البلاد العربية، وهذه خسارة للبلد، نحن مقبلون على صيف فاذا كان الصيف هذه السنة سيكون كالصيف الماضي فهذه كارثة كبيرة على رجال الاعمال وعلى كل الناس لذلك اذا كانت الحكومة تنقذنا من الحرب الدائرة رحاها في المخيمات وخصوصا في مخيم طرابلس ويظهر انها انتقلت ايضا الى صيدا. فاذا كانت الحكومة المقترحة جديرة بوضع حدّ لهذه الامور تكون ايجابية.

وعما اذا كانت هذه الحكومة شرعية قال البطريرك: "نحن امام الامر الواقع شئنا ام ابينا". اضاف: "هذه الحكومة التي اقترحوها حكومة موقتة حتى تمرر هذه المرحلة".

وعن موضوع النصاب وموقفه منه قال البطريرك صفير: "انا لست رجل قانون انما فكرنا بالامر وهو ان المجلس لا يجتمع الا اذا اكتمل النصاب وهو الثلثان ولكن اذا لم يتوفر الثلثان لاجتماع المجلس فلا يعتبر انه ملتئم، وهذا ما حدث سابقاً واصبح تقليدا وكانوا ينتظرون نائبا او اثنين حتى يكتمل النصاب للدء بعملية الانتخاب، وانطلاقا من هذا المبدأ قلنا المجلس لا يمكن ان يجتمع الا بالثلثين، وبعد ذلك قيل الاقتراح الثاني وهو اذا لم يتوفر الثلثان في الاول ربما يكتفى بالنصف زائد واحد في الدورة الثانية. وهناك من يقول ايضا انه لا حاجة الى الثلثين نبدأ بـ "النصف زائد واحد" وهذا القول عليه خلاف كبير... ونحن عندما قلنا الثلثين فمن باب الاحتياط او للتأكيد لأنه اذا اراد المجلس ان يبدأ بالنصف زائد واحد سيعتبر البعض ان هذا مخالف للدستور وسيأخذونه حجة ويقولون اذا قمكتم بذلك سنقوم نحن بشيء آخر.

وعن موقفه في حال انتخبت الاكثرية رئيسا بنصاب النصف زائد واحد قال: "ان انتخاب رئيس الجمهورية اذا ما كان سيحصل بالثلثين فهذا قبل ان يكون قانونيا فهو سياسي لأن هناك خلافا حول القانون بين القانونيين فمنهم من يقول بالثلثين ومنهم من يقول انه يكتفى بالنصف زائد واحد، وهذه اقتراحات رجال قانون من الداخل والخارج.

* هل تؤيديون رئيسا توافقيا على رأس الجمهورية اللبنانية؟

- نحن هنا لسنا في اميركا ولا في فرنسا، هناك حزب ديموقراطي وآخر جمهوري ومن ينتخب هناك يمشي الجميع ورائه نحن ليست لدينا احزاب بارزة. نحن نريد رئيسا قويا يكون حازماً لكن اذا جاء من جهة واحدة وقسم كبير من اللبنانيين ضده يعرقلون مسيرته.

وردا على سؤال قال النقيب كرم: "الرئيس لحود اقترح حكومة من ستة اشخاص وتوقف عند هذا الحد ولكنه لم يقل انه اذا لم يقبل هذا الاقتراح سيقدم على خطة اخرى".

وردا على سؤال قال البطريرك: "نحن نتمنى ان يكون هناك حلحلة انما للبت بالحلحلة كان اقتراح الحكومة ولكن، كما قلنا، ان هناك من افتكر ان هذه الحكومة ما هي الا لتحييد الاهتمام بالمحكمة الدولية وان هناك عشرة ايام سيستفاد منها لكي يفشلوا الحكومة، ولكن انا لا ارى ان الامر كذلك".

* هل هناك ضمانات او وعود بإمكان تشكيل حكومة؟

- لا ادري هذه الضمانات، ولكن الحكومة التي ستخلف حكومة الرئيس السنيورة، يجب ان تكون حكومة حيادية لتقطيع الوقت لحلحلة الامور تمهيدا لانتخاب رئيس جمهورية.

* ما رأي غبطتك حول ما يحكى ويشاع ان توقيت الاحداث في الشمال يدخل في اطار التوطين، وهذا الموضوع من اهم المواضيع المطروحة؟

- ان موضوع التوطين حار له اكثر من نصف قرن، يحكون عنه، وهو امر واقع اليوم لأنهم لا يستطيعون العودة الى بلادهم، لأن اسرائيل لا تقبل والمجال ضيق وان الموجودين هناك يغادرون. علينا التعايش معهم اليوم حتى يتم ايجاد حل للامر. هناك البعض من اللبنانيين رفض التوطين وهناك البعض الآخر قبل بذلك. وانا لا اقبل بذلك، فبلدان الله واسعة وهناك الدول العربية، ومساحة بلدنا هي عشرة آلاف كلم2، واولادنا يهاجرون واصبح عددهم قرابة المليون منذ ثلاثين سنة وحتما اليوم مع بداية الاحداث.

وأكد البطريرك صفير ردا على سؤال ان هناك اشخاصا يتابعون "ملف التجنيس" وانا لا اتابع هذا الملف، ومن يتابعه يقولون ان هناك عمليات تجنيس حصلت دون وجه حق ولم يكن يجب ان يحصل ذلك.

تصريح كرم: وبعد اللقاء ادلى النقيب كرم بالآتي: "تشرفنا، اخواني وأنا، بلقاء صاحب الغبطة البطريرك الذي عرضنا معه لقضايا الساعة ومجمل الشؤون الوطنية. وقال غبطته: مضى علينا 30 سنة ونحن في هذه الحال. وان ما نشهده اليوم هو أشدّ مما شهدناه في الماضي. فالاحوال تبدّلت والمشكلات تعقدت، ونحن في وضع لا نحسد عليه لاننا لا نعلم من اين سنبدأ ولا الى اين سينتهي.

اضاف: ان الامر لم يعد محصورا فقط بالاستحقاق الرئاسي، لان ولاية الرئيس ستنتهي خلال اشهر قليلة. واذا تيسّر لنا انتخاب رئيس جديد، فهناك حكما حكومة جديدة. وبعد ذلك نجري انتخابات نيابية ويجب ان نتفق اولا على قانون انتخابات يرضي الجميع.

اضاف: الآن أقرت المحكمة الدولية وكان لا بدّ منها بعد سلسلة الاغتيالات ومحاولات الاغتيال ويقولون ان هناك لوائح تشمل بعض الرجالات ربما كنا من بينهم على ما بلغنا. على كل ان الامر بيد الله. ونسأل من جديد كيف الخروج من هذا المأزق.

وردا على سؤال حول مبادرة رئيس الجمهورية بتشكيل حكومة سداسية قال: عدنا الى التاريخ وخصوصا الى بدايات عهد الرئيس فؤاد شهاب على اثر احداث 1958، ورأينا ان حكومة رباعية تشكلت من الرئيسين رشيد كرامي وحسين العويني والشيخ بيار الجميّل والعميد ريمون اده، اجتازت بالبلاد الى الاستقرار لمدة قاربت السنة. فقلنا في سرّنا لماذا لا يعاد الى هذا الامر وتكون التشكيلة من 6 تتمثل فيها الطوائف الست الكبرى. فلربما يساعد ذلك على اخراج البلد من محنته. وعلى ما نشهد لم تلقَ الفكرة تأييدا لدى البعض.

ونفى ردا على سؤال، ان يكون قد طرح لدى زيارته للفاتيكان اسماء لاربعة مرشحين للرئاسة وتحفظه على اثنين. الفاتيكان لم يسألني وأنا لم اطرح عليه الامر. وان لبنان دائما هو في ضمير الكرسي الرسولي.

وأوضح البطريرك ان الرئيس طرح معه لدى زيارته بكركي موضوع الحكومة السداسية، ولم يتجاوز هذا الموضوع الى تشكيل حكومة ثانية.

اضاف: لا لم يطرح معي هذا الامر.

وردا على سؤال حول الحكومة الحالية، قال "انها مستمرة بحكم الامر الواقع".

اما بالنسبة الى موضوع النصاب في جلسة انتخاب رئيس الجمهورية، فقال: اولا انا لست رجل قانون انما فكرنا بالامر ورأينا ان العادة ألا يجتمع المجلس الا عندما تتوافر اكثرية الثلثين. وهذا اصبح تقليدا، بدليل انه في انتخابات سابقة ظلوا ينتظرون طويلا وصول نائب او نائبين لاكتمال النصاب.

من هنا لا يمكن المجلس ان يجتمع الا بأكثرية الثلثين. اما في الدورة الثانية فلا لزوم للثلثين بحسب القانونين وهذا قول عليه خلاف كبير. فالثلثان من باب التأكيد. لانه اذا كنا سنبدأ بالنصف زائد واحد، فسيأخذونها ذريعة ويصرون على وجوب توافر الثلثين. وان الثلثين اضمن سياسيا للبلد لانه يبطل كل الذرائع.

وردا على سؤال هل يؤيد رئيسا توافقيا للجمهورية قال: نريد رئيسا حازما وقويا، شرط ألا يكون موضوع خلاف وانقسام لئلا يجابه بالعرقلة.

وعن موضوع التوطين قال: هذا الموضوع مطروح منذ اكثر من نصف قرن وامر واقع ان نتعايش مع ريثما نوفر الحل. وان بلاد الله واسعة وكذلك البلاد العربية ولبنان صغير، 10 آلاف كلم2، يضيق بسكانه وابناؤه يهاجرون حتى بلغ حجم الهجرة مليونا منذ 30 سنة. وقال ان هناك فريقا يفرض التوطين من الاساس، فيما هناك فريق آخر لا يمانع.

سلامة: واستقبل البطريرك صفير الوزير السابق يوسف سلامة يرافقه عضو الملتقى المحامي بشار البستاني.

وقال سلامة بعد اللقاء: "بعد دخول القرار 1757 حيز التنفيذ دخل لبنان ومنطقة الشرق الاوسط في عصر عدالة جديد وبمناخ من القضاء الدولي، وهذه المنطقة لم تشهد ذلك منذ ولادة الدول فيها بعد زوال السلطنة العثمانية. ونأمل ان يتفادى القضاء الدولي الوقوع في أفخاخ القضاء الاستنسابي الذي تعوّدنا عليه في العالم الثالث وفي لبنان، لان القضاء الاستنسابي يحوّل الجاني الى ضحية ويشوّه مفهوم العدالة، ونحن أملنا كبير بأن تكون قد تأسست من خلال قيام المحكمة حالة من العدالة والشفافية والتي لم نشهدها منذ زمن ويكون لها تأثير ايجابي في لبنان والمنطقة ومعها تتغير مفاهيم الانتقام والتسلط والسلطوية والتأثيرات المشبوهة للغير على مسار العمل السياسي.

واستقبل صفير وفدا من الفاعليات والمؤسسات الاهلية في بلدة قرطبا ضم النائب السابق نهاد سعيد ورئيس اتحاد بلديات جبيل رئيس بلدية قرطبا فادي مارتينوس ورئيس النادي جورج كرم وكهنة الرعايا في زيارة لطلب رعايته الاحتفال بمرور خمسين عاما على السيامة الكهنوتية الزائر الدائم على ابرشية جبيل المارونية الخوري يوسف نعوم السخن. ومن الزوار ايضا الزميل ريمون بولس.

 

 "هآرتـس": أولمرت يجري فحصا جديا جدا لامكان استئناف السلام مع سوريا ويســـــأل عن الثمن الذي سيحصل عليه في حال الانسحاب من الجولان

دمشق وافقت على التطبيع وعلى ترتيبات امنية ومحطات انذار في جبل الشيخ

المركزية - افادت صحيفة "هآرتس" ان رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت، يدرس من خلال طرف ثالث، امكان استئناف محادثات السلام مع سوريا.

ونقلت الصحيفة عن مصدر سياسي انه لا يوجد اتصال مباشر بين اسرائيليين وسوريين، لكن "يجري فحص جدي جدا"، لم يستكمل بعد.

واشارت الى انه يفهم من أقوال المصدر السياسي، ان الفحص يتركز في مسألة الثمن الذي ستحصل عليه اسرائيل من سوريا، اذا انسحبت من هضبة الجولان. وسألت "ماذا ستكون طبيعة العلاقات، وهل ستوافق سوريا على قطع حلفها مع ايران و"حزب الله" والمنظمات الفلسطينية"؟

وذكرت ان اولمرت قال اخيرا في محافل مغلقة عند تناوله لاستئناف محتمل للمفاوضات، ان "الاثمان معروفة. يمكن ان يكون هناك جدال على شروط الدفع، التنزيلات وما شابه، لكن مسألة المسائل ماذا ستحصل اسرائيل في المقابل (...) هل ستحصل على سلام مثل ذاك الذي مع مصر، سلام مثلما هو بين بريطانيا وفرنسا، ام مجرد مناورة تضليل: اعطونا الجولان، وخذوا ارهابا، وحلفا بين سوريا وايران، وقيادات حماس في دمشق"؟

واشارت الصحيفة الى ان احد العوامل التي دفعت اولمرت الى اعادة فحص القناة السورية "كانت كثرة الاخطارات بتعاظم الجيش السوري وخطر الاندلاع الحربي في الشمال". ونقل اولمرت مجموعة رسائل الى دمشق حذرت من مغبة "سوء التقدير" الذي قد يؤدي الى مواجهة لا داعي لها بين الدولتين. لكنه يرغب في أن يفحص أيضا المسار السياسي حيال السوريين - وذلك ايضا كي يوضح، في حال اندلاع أزمة، ان اسرائيل حاولت منعها.

وصرح أولمرت في المحافل المغلقة: "من واجبي كرئيس وزراء أن أفحص (المسار السياسي)، حتى لو اعلن بعض محافل الاستخبارات ان هذا خداع... وكذا حين يكون زعماء عرب وغيرهم يحذروني".

برودة علنية: على المستوى العلني، يواصل اولمرت التحدث ببرود تجاه السوريين. وقال قبل ايام لوفد لجنة المساعدات للديموقراطية في الكونغرس الاميركي: "انا معني للوصول الى سلام مع سوريا، ويبدو أن النظام الحالي، الذي يدعم الارهاب، غير معني بالوصول الى اتفاق".

واشارت الى ان اسرائيل وسوريا أدارتا مفاوضات سلام على مدى نحو تسع سنوات بين العامين 1991 و2000 بقيادة خمسة رؤساء وزراء: اسحق شامير واسحق رابين وشمعون بيريس وبنيامين نتنياهو وايهود باراك. ووافقت على الانسحاب من كل الجولان، في حين وافقت دمشق على التطبيع وعلى الترتيبات الامنية التي تتضمن مراقبين أميركيين في محطات انذار مبكر في جبل الشيخ.

اما نقطة الخلاف التي أفشلت المفاوضات فكانت تتعلق بالسيطرة على قاطع من الشاطئ الشمالي الشرقي لبحيرة طبريا.

اقتراح الاسد: واوضحت ان الرئيس السوري بشار الاسد اقترح في الاشهر الاخيرة استئناف المفاوضات السلمية، الى جانب تهديدات بمحاولة اعادة الجولان بالقوة. وقالت: "اولمرت عارض ذلك وعلل في البداية معارضته برفض أميركي وبالدعم السوري للارهاب، لكن في وقت لاحق قرر اجراء فحص لنوايا دمشق".

ونقلت عن محللين ومراقبين أن ليس هناك نية اسرائيلية جدية لاعادة الهضبة المحتلة الى سوريا في الوقت الراهن، وان حكومة اولمرت "ضعيفة بحيث لا يمكنها اتخاذ قرار بهذا الحجم، وما الشروط التي تضعها الا تعبير عن ذلك".

 

 السنيورة اتصل ببان كي مون وسعود الفيصل شاكراً واستقبل الصفدي ووفد الرامغافار والمنسق البرتغالي

المركزية - اجرى رئيس الحكومة فؤاد السنيورة امس اتصالا بالامين العام للامم المتحدة بان كي - مون ووزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل شاكراً مساهمتهما في انشاء المحكمة الدولية. وكان الرئيس السنيورة قد استقبل بعد ظهر اليوم في السراي وفدا من حزب الرامغافار برئاسة رئيس الحزب اواديس داكسيان مع النائب اغوب قصارجيان. بعد الاجتماع ادلى امين الصندوق في الحزب سركيس سريداريان بالبيان الآتي: "جئنا برفقة نائبنا اغوب قصارجيان بهذه المناسبة المهمة من تاريخ البلاد نؤيد السياسة الحكيمة التي تتبعها في التعاطي مع الازمات التي تعصف ببلادنا. ونحن ندرك الصعاب الجمة التي واجهت وما زالت تواجه دولتكم وانتم ما زلتم على مسافة واحدة من الجميع حفاظا على الديموقراطية وعلى الوطن بكامله.

نحن كحزب يشرفنا بهذا اللقاء اعلان شجبنا للاعتداء الارهابي الذي استهدف جيشنا الباسل ونعلن وقوفنا معكم ومع سياستكم الرشيدة ومع جيشنا حامي الوطن. كما ان انشاء المحكمة الدولية قد اثلج صدورنا لأن جميع اللبنانيين بانتظار هذه اللحظة التاريخية لجلاء الحقيقة ولحماية لبنان واللبنانيين".

منسق برتغالي: واستقبل الرئيس السنيورة المنسق المعين من قبل دولة البرتغال لعملية الشرق الاوسط لويس سامبيو الذي اوضح بعد اللقاء: ان هدف الزيارة لرئيس السنيورة هو لمناسبة تسلم البرتغال الاتحاد الاوروبي في الاول من تموز المقبل، كما جرى البحث في التحضير للزيارة التي سيقوم بها رئيس الوزراء البرتغالي الى لبنان في تموز المقبل، كما كانت مناسبة لبحث مجمل المستجدات الراهنة. الصفدي وضومط: واجتمع الرئيس السنيورة مع وزير الاشغال العامة والنقل محمد الصفدي في حضور نقيب المهندسين سمير ضومط. بعد الاجتماع اوضح الوزير الصفدي ان البحث تناول الامور المشتركة ما بين وزارة الاشغال ونقابة المهندسين خصوصا بالنسبة الى اعادة اعمار الضاحية الجنوبية. اتصالات: وكان الرئيس السنيورة اجرى في وقت متأخر من ليل امس اتصالا هاتفيا بالامين العام للامم المتحدة بان كي - مون، ووزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل، وجرى البحث معهما في الوضع في لبنان، وشكرهما على مساهمتهما بإنشاء المحكمة الدولية.

 

اليد ممدودة للاتفاق على تصور حكومة الوحدة الوطنية ودون شروط

الجميل: ظاهرة فتح الاسلام جرثومة سريعـــــة العـــــدوى وعلى الـــدول العربيـــــة ان تساعـــد في انهائهــــا

المركزية - اعتبر الرئيس الاعلى لحزب الكتائب امين الجميل ان اليد ممدودة للاتفاق على تصور مشترك لحكومة الوحدة الوطنية مؤكدا ان غبي من يعتبر ان الحكومة الراهنة والتي تفتقد الى التمثيل الشيعي مكتملة. ووصف الجميل ظاهرة فتح الاسلام بالجرثومة السريعة العدوى داعيا الافرقاء الى التوحد للقضاء عليها ومطالبا الدول العربية بالمساعدة في ذلك لما يحميها من وصول هذه الحركة اليها. ورأى الرئيس الجميل في مؤتمر صحافي عقده ظهر اليوم في دارته في بكفيا ان لبنان قبل المحكمة الدولية هو غيره بعد المحكمة الدولية، وما نطمح اليه هو ان تشكل المحكمة جزءا من الحل بدلا من ان تكون مشكلة اضافية تضاف الى المشكلات التي يعاني منها لبنان في الوقت الحاضر. وأثنى على اهتمام المجتمع الدولي ومجلس الامن بلبنان من اجل استعادة سيادته واستقلاله ودوره، لافتا الى تفصيله نشوء المحكمة باجماع اللبنانيين انما ارادت الظروف والتعقيدات بأن تنشأ تحت الفصل السابع.

وقال: لو توافقنا على احقاق الحق من خلال مؤسساتنا اللبنانية الدستورية لكنا حصلنا على نتيجة افضل. ولفت الى فكفكة المؤسسات اللبنانية على مدار الثلاثين سنة الماضية من مصادرة القرار الوطني، ومن بينها المؤسسة القضائية التي هي في حاجة الى ترميم واعادة بناء باعتراف القضاة والطاقم السياسي، اضافة الى المؤسسات الامنية والمخابراتية التي تعطل دورها بشكل كبير فلم يبق امامنا لمعرفة الحقيقة سوى اللجوء الى المحكمة الدولية.

واعتبر ان القرار الدولي بانشاء المحكمة هو لمساعدة الاجهزة والقضاء اللبنانيين على تعزيز مواقفهم اكثر مما هو تماديا كما يعتبره البعض على سيادة البلد واستقلاله.

وأضاف: لقد أصدرنا خلال لقائنا كقوى 14 آذار بالامس بيانا صريحا وواضحا نعني كل ما ورد فيه، فنحن يدنا ممدودة للجميع والمفروض ان نعود ونرمم كل الجسور. ونتحاور فالكلام الذي أعلناه بالامس صادق، فبقدر ما نلقى تجاوبا معه بقدر ما نذهب بعيدا لدرس كل الامور المطروحة ومنها قضية الحكومة والتعاطي مع المحكمـة.

وتمنى الرئيس الجميل فتح صفحة جديدة في مسار السياسة اللبنانية وأمل بتجاوب المعارضة مع النداء الذي اطلقته الموالاة أمس من اجل معالجة الاستحقاقات الداهمة مثل استحقاق رئاسة الجمهورية.

واعتبر ان الامن والاستقرار امران اساسيان في هذا الظرف الذي يمر به البلد ونحن نعايش المأساة التي تنتقل من منطقة الى اخرى من نهر البارد الى فردان الى الاشرفية وعاليه، فعين علق وجوار صيدا، فالاستقرار امر بغاية الاهمية ونحن على عتبة كل الاستحقاقات الاقليمية والدولية.

وتابع: ان نعتبر المحكمة الدولية نوعا من بلسمة جراحنا وكل هدفنا بالا يذهب دم بيار هدرا كذلك دم رفيق الحريري الذي اطلق استشهاده شرارة ومسيرة السيادة والاستقلال، ويكون كل دماء الشهداء اكانوا شهداء المقاومة في الجنوب الصيف الفائت وكل الشهداء الى اي فريق انتموا في سبيل لبنان، وتثمر حوارا صادقا.

وطالب بالحوار لمعالجة كل الملفات الداخلية اللبنانية والملف اللبناني السوري من اجل تطبيع العلاقات والمساهمة في استقرار المنطقة التي تمر بمخاض كبير.

* رد الرئيس بري على مطلب الاكثرية مشترطا استقالة الحكومة وتأليف حكومة وحدة وطنية؟

- يعتبر الرئيس بري بأن الحكومة غير موجودة ونحن نعترف بوجودخا، فلما الدخول بسجال بيزنطي، فليبق كل طرف علىموقفه، ولنفكر كيف بامكاننا ان نجعل من هذه الحكومة دستورية طالما ان الرئيس بري يقترح نوعا من الحلول لها ولترميمها، فلماذا لا نجلس حول الطاولة ونبحث في الامر ونحن منفتحون في هذا الصدد، وفريقنا يعترف بأن هناك شيئا غير صحيح في هذه الحكومة، ويكون غبيا من يعتبر ان حكومة من دون تمثيل شيعي هي حكومة مكتملة، نحن نقر بأن هناك شيئا غير سليم، انما لا نريد الانتقال من شيء غير سليم الى الفراغ او العبث. لذلك نحن منفتحون على الحوار بدءا من الرئيس بري ومع السيد حسن نصر الله والعماد ميشال عون ومع كل الاطراف، فما يهمنا ليس شكل الحكومة انما يهمنا برنامجها، ويمكننا ان نتوصل الى تصور مشترك لتلك الحكومة وعندها ليس هناك من مشكلة بترميم الحكومة الحاضرة او استقالتها او تشكيل حكومة جديدة، فيصبح ذلك من التفاصيل، والرئيس فؤاد السنيورة منفتح على هذا الحل كذلك كل فريقنا في 14 آذار.

وقال: نريد ان نضع تصورا للحكومة المقبلة يركز على استقلال لبنان وسيادته واعتبار لبنان اولا واخراجه من كل الصراعات الاقليمية الدائرة والتركيز على المصلحة اللبنانية العليا وعندها نحن حاضرون لكل الاقتراحات التي تحترم هذا التوجه.

* كل حوار يشترط وجود طرفين، والمعارضة ردت على طروحاتكم بالامس بالقول بأن الحوار مع الاميركيين اجدى من الحوار مع المعارضة وبأنهم ليسوا جاهزين للجلوس حول طاولة حوار لانكم تريدون من خلال هذه الطروحات كسب الوقت للانتخابات الرئاسية المقبلة؟

- لن أقول بأن الحوار مع الطرف الآخر اجدى ان يكون مع سوريا ومع ايران، لاننا نطمح بأن تكون علاقاتنا مميزة مع سوريا وبناءة مع ايران، كما اننا جزء من العالم الديموقراطي الآخر ويهمنا ان نكون منفتحين على الجميع، السعودية قريبة الينا وكذلك الامر علاقتنا تاريخية مع فرنسا، ومع الولايات المتحدة التي ساعدتنا في اكثر من مرحلة. فنحن نريد ان نكون في حوار مع الجميع، وهذا الكلام غير مقبول، فلنكف عن التخوين المتبادل الذي لا يوصل الى نتيجة. وهذه مقاربة غير مقبولة يهمنا ان تكون علاقاتنا ممتازة مع الجميع. فاليوم سوريا تتحاور مع الولايات المتحدة الاميركية وكذلك ايران وكل الناس تتحدث الى كل الناس. ولا نزال نحن نخون بعضنا ولا نستطيع ان نحل المشكلات وان نتفاهم عليها بالعمق.

* ما سبب ممانعة الرئيس نبيه بري في الحوار وهو معروف عنه انه السباق الى الحوار؟

- الحوار قائم مع الرئيس بري ومع الاطراف الاخرى، وهناك الآن شد حبال ومواقف اعلامية معينة، انما لا بد من ان نلتقي ونتكلم مع بعضنا.

* ما هو موقفكم من الموقف السياسي للنائب سعد الحريري الذي اطلقه في الامس عندما دعا الى حوار غير مشروط؟

- هذا مطلبنا، نحن نطالب ايضا بحوار غير مشروط ونطالب ببدء مرحلة جديدة وبترك المسائل الخلافية جانبا، فالمهم عدم وضع شروط تعجيزية على الآخرين وعدم تعقيد الامور فالمرحلة تقضي حدا ادنى من الحس الوطني لننقذ لبنان في مواجهة كل الاستحقاقات والمخاطر.

اضاف: "الا يكفي انفجار الوضع في نهر البارد لدق ناقوس الخطر ولمعرفة وجود مؤامرة على لبنان وعلى القضية الفلسطينية وعلى الاسلام وعلى الانظمة العربية، فالمصيبة الموجودة في المخيمات تدل على وجود مخطط رهيب يعقد لبنان ويهدد القضية الفلسطينية في الذات ويوقع للتوطين وللطعن بالقضية الفلسطينية وكل مساعي حلها، ولفت الى اكتشاف شبكة بالامس في الاشرفية وهذا مفروض ان ينبهنا للمخاطر، فنحن نتلهى بالقشور والمخطط يرمي للقضاء على لبنان وكل لبنان.

* حصل بالامس اشكال امني في مخيم عين الحلوة وتسببت بهذا المشكل مجموعة من فتح الاسلام، هل هذا يقضي قرارا حاسما من الحكومة اللبنانية لمعالجة هذه الموضوع؟

- هذا يقتضي موقفا حاسما ليس فقط من الحكومة اللبنانية، انما من كل الاطراف والحمد لله نشعر بأن هناك اجماعا وطنيا على ضرورة حسم هذا الموضوع من مخيم نهر البارد، لأن هذه الفئة التي تعبث بأمننا واستقرارنا وتؤدي الى استشهاد مجموعة من الضباط والجيش والقوى الامنية، كل ذلك يدل على حجم المخطط، والمفروض ان يترجم الاجماع الموجود اليوم بخطوات عملية من اجل دعم المؤسسات الوطنية لحسم هذا الامر، واذا لم نحسمه بشكل واضح نكون اعطينا مكافأة لهؤلاء المجرمين وكذلك ضوءا اخضر ليتنقلوا من مخيم الى مخيم ويصلوا الى المدينة ويتعمموا على كل مناطق لبنان. هذا انذار خطر للجميع وعلى الفور يجب التعامل معه وفق خطورته، ويتحتم ليس فقط الاستنكار الكلامي بالاعلام انما ترجمته في خطوات عملية لحسم هذا الامر مرة نهائية.

وختم: "اذا لم تساعدنا الدول العربية الاخرى في معالجة المصيبة التي يواجهها لبنان ستنتقل الى كل الانظمة العربية، لبنان ممكن ان يكون الدرع لحماية تلك الدول والانظمة في ما لو تساعدنا في حسن هذا الامر.

هذه الجرثومة سريعة الانتشار وسريعة العدوى فلنتحد لنقضي عليها من اول الطريق كي لا تنتقل الى كافة الانظمة العربية. ومن يحرك هذه العصابات والذي يفكر انه يمكن ان يستفيد من نتيجتها سيكون اول من سيدفع ثمن هذه الاعمال في وقت لاحق، فلينتبه من يلعب بالنار لأنه سيحترق في ما لو تمادى في صب الزيت على النار وعدم المساعدة بلجم هذه الظاهرة الخطيرة جدا".

 

العماد عون والوزير كوشنير عقدا لقاء ثانيا في باريس

وطنية - 1/6/2007 (سياسة) وزعت لجنة الاعلام في "التيار الوطني الحر" البيان الاتي: "انطلاقا من الروحية الايجابية التي اتسم بها اللقاء الاول، عقد وزير الخارجية الفرنسية برنار كوشنير والنائب العماد ميشال عون، لقاء ثانيا مساء اليوم في باريس، في حضور مستشاري الوزير الفرنسي، وعن "التيار الوطني الحر" القيادي سيمون ابي راميا، رئيس "التجمع من أجل لبنان في فرنسا" إيلي حداد ونديم فريحة. ودار النقاش خلال اللقاء على وسائل عملية لتشجيع الحلول للازمة اللبنانية".

 

الإجتماع الأول للقاضيين ميرزا وبرامرتز بعد إنشاء المحكمة الدولية

وطنية - 1/6/2007 (قضاء) عقد النائب العام التمييزي القاضي سعيد ميرزا، إجتماعا هو الأول بعد إنشاء المحكمة الدولية، مع رئيس لجنة التحقيق الدولية القاضي سيرج برامرتز وفريق عمله، في حضور المحامية العامة التمييزية جوسلين تابت. وجرى البحث في كل المعطيات المتوافرة في قضية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري.

 

العماد عون وقع كتابه Une Certaine vision du Liban في باريس : أتخلى عن مشروع رئاسة الجمهورية اذا جرت محاكمة الفاسدين والمفسدين

وطنية- 1/6/2007 (سياسة) وقع النائب العماد ميشال عون مساء أمس كتابه الجديد "Une Certaine vision du Liban بدعوة من "دار فايار"، وبتنظيم من شركة FNAC، في الدائرة السابعة عشرة من العاصمة الفرنسية، وسط اقبال كثيف من اللبنانيين والفرنسيين في المبنى الذي ضاق بالحضور.

وبدأ حفل التوقيع بحلقة حوارية أجاب فيها العماد عون عن أسئلة الفريق المنظم، وشدد على أهمية الحفاظ على النموذج اللبناني وتطويره تدريجا نحو نظام المواطنية المبني على القيم والأخلاقيات. وقال "إن لبنان يعاني ثلاث آفات: الاقطاع السياسي الذي هو مصدر جمود في الحياة السياسية، والتطرف الديني الذي يهدم الانسان فكرا وجسدا، والفساد المستشري في الإدارة والذي هو العقبة الأبرز أمام قيام الدولة القادرة ونتيجة للسياسات المتبعة منذ العام 1992 في شكل خاص". وأضاف أنه مستعد للتخلي عن مشروع رئاسة الجمهورية "اذا أقيمت محكمة في لبنان خاصة تعنى بمحاكمة الفاسدين والمفسدين"، وأن ما يهمه هو تنفيذ برنامجه الإصلاحي أكثر من تولي المنصب. وأكد "أن حزب الله وحركة أمل يمثلان أكثر من ثلثي أبناء الطائفة الشيعية وهما بالتالي يتمتعان بمشروعية واسعة ويجب محاورتهما من أجل احلال ثقافة السلام بين مكونات المجتمع اللبناني". وقال إنه كما الدولة الفرنسية يرفض تصنيف حزب الله بالإرهابي، "خصوصا أن الحزب لم يقم بأي عمل إرهابي بالمعنى المتعارف عليه".

ودعا الى إقامة علاقات طبيعية مع سوريا بعد انسحابها من لبنان، موضحا أنه منفتح على السلام مع اسرائيل من ضمن الحل العربي الشامل. وعن ورقة التفاهم مع "حزب الله" قال إن المصطادين في الماء العكر يحاولون تصويره أنه أصبح سوريا "بينما لا أحد يتكلم عن تقريب حزب الله من وجهة نظره اللبنانية - اللبنانية".

وفي موضوع المحكمة الدولية، ذكر بموقفه المبدئي الداعم واعتراضه على "ممارسات حكومة (الرئيس فؤاد) السنيورة الشاذة واللادستورية".

ورافق العماد عون، عقيلته السيدة ناديا ونواب "تكتل التغيير والإصلاح" ادغار معلوف ونبيل نقولا وعباس هاشم والقياديون في "التيار الوطني الحر" سيمون أبي رميا ورمزي كنج والعميد فايز كرم ورئيس "التجمع من أجل لبنان" في فرنسا الدكتور ايلي حداد، وفي باريس المهندس روني لحود، ومدير الأخبار في محطة "أو تي في" جان عزيز وعدد من كوادر التيار ووجوه بارزة من الجالية اللبنانية في باريس.

 

جعجع استقبل شقيق الشهيد جورج حاوي

وطنية- 1/6/2007 (سياسة) إستقبل رئيس الهيئة التنفيذية لحزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع في مقره في بزمار، المهندس بهيج حاوي شقيق الشهيد جورج حاوي. إثر اللقاء أكد حاوي "التمسك بالمبادئ والثوابت التي استشهد جورج حاوي من أجلها وبخاصة مبادئ ثورة الارز". ورحب حاوي بإقرار المحكمة الدولية، معتبرا أنها "مكسب للتصدي للمؤامرات وانتصار للبنان لوقف حمام الدم، وأن ما يحصل اليوم في نهر البارد هو جزء من محاولة لزعزعة الوضع في البلد". وانتقد طرح رئيس الجمهورية العماد اميل لحود تشكيل حكومة إنقاذ وطني "لأنه جاء متأخرا".

 

زيارة غير موفقة للجنرال عون إلى باريس 

الجمعة 1 يونيو - إيلاف

وصفت مراجع دبلوماسية في باريس زيارة رئيس "تكتل التغيير والإصلاح" الجنرال والنائب اللبناني ميشال عون للعاصمة الفرنسية بأنها "خائبة، لا تنطبق عليها مواصفات النجاح أبدًا". وأشارت إلى أنه طلب زيارة وزارة الخارجية الفرنسية بإلحاح وتكرارًا، وإلى أن الوزير الجديد للخارجية برنار كوشنير امتنع عن زيارته في لبنان أو الإتصال به بناء على تعليمات الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الواضحة، في حين أنه زار رئيس الحكومة فؤاد السنيورة ورئيس كتلة "المستقبل" النائب سعد الحريري وتناول العشاء في السفارة الفرنسية مع الرئيس السابق أمين الجميّل ورئيس "اللقاء الديمقراطي" وليد جنبلاط ورئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع والنائب بطرس حرب والنائب السابق فارس سعيد وغيرهم من أركان قوى 14 آذار/مارس في السفارة الفرنسية. ولفتت إلى أن الخارجية الفرنسية منعت إلتقاط صور أو تصوير متحالفًا مع "حزب الله" ، فضلاً عن أن اجتماع كوشنير مع الجنرال لم يستغرق أكثر من ربع ساعة، تركه بعدها مع مستشاريه، مما يعتبر عدم ترحيب به باللغة الدبلوماسية.

هذا في الشكل، أما في المضمون فقد انتقد كوشنير خلال اللقاء القصير بطريقة لاذعة وقاسية مواقف الجنرال عون الأخيرة وتحالفه مع "حزب الله"، وبعدما عرض عون نفسه كمرشح ذي أحقية لرئاسة الجمهورية قائلاً إنه يمثل 70 في المئة من المسيحيين في لبنان، كان جواب كوشنير أن الأفضل للمسيحيين في هذه البلاد أن يتفقوا على مرشح وفاقي واحد، وألا يترشح أحد من تلقائه منفردًا، ويحاول فرض نفسه فرضًا على الآخرين، في إشارة إلى وجوب الإتفاق في هذا الشأن مع البطريرك الماروني نصرالله صفير وبقية الأطراف السياسية المسيحية.

وفي مقابلة تلفزيونية أجرتها القناة الفرنسية الثالثة مع عون، حرصت مقدمة الأخبار دروكير على تحجيمه ووضعته في موقف حرج بعدما عرضت شريطًا وثائقيًا يظهر فيه بصورة زعيم محرر وقائد لبناني مسيحي ضد الاحتلال السوري، لكنه يفرّ من وجه السوريين تحت جنح الظلام، وأشارت إلى "ممالأته" حاليًا للنظام السوري وإلى تحالفه مع "حزب الله" حليف سوريا، وكذلك أظهرت مقابلة مع الرئيس أمين الجميّل قال فيها إن تحالف عون مع "حزب الله" مضر بمصالح لبنان والمسيحيين فيه، وأن عون عقد هذا التحالف لإشباع مطامع شخصية . يضاف إلى ذلك أن عون كان يتكلم الفرنسية بصعوبة وبطريقة غير مفهومة، وبدا عليه التعب والإرهاق والعجز عن الإقناع، خصوصًا عندما قال إن ما دفعه إلى التحالف مع "حزب الله " هو أن هذا الحزب يمثّل ثلث اللبنانيين وإن هذا التحالف وسيلة لإرساء السلم في لبنان.

ولم يتضمن برنامج زيارة عون لفرنسا أي لقاء صحافي أو سياسي مهم. فكل المقابلات الصحافية التي أجراها كانت لمحطات تلفزيون وإذاعات غير معروفة، عدا القناة الثالثة التي بثت المقابلة معه في وقت متأخر (الحادية عشرة والربع ليلا)، وأشارت المقدّمة الصحافية فيها إلى أن وزارة الخارجية الفرنسية منعت تصوير زيارة الجنرال تأكيدًا منها على عدم استقباله رسميًا ومعارضتها سياساته الحالية. وأكدت المراجع أن لا القناة الأولى ولا القناة الثانية ستجري أي مقابلة مع الجنرال عون، وأن الرئيس ساركوزي يرفض قطعًا مقابلته، على الرغم من كل المحاولات والوساطات التي أجراها بعض أنصار عون لهذه الغاية. وذكر عدد من المسؤولين في حزب ساركوزي وفي الإدارة الفرنسية أن الجنرال عون non grata ... غير مرحب به في فرنسا، وحتى الاشتراكيون يتخذون منه الموقف نفسه.

وكان آخر تصريح لعون قد أدلى به أمس لدى إقرار مجلس الأمن المحكمة ذات الطابع الدولي لقتلة الرئيس رفيق الحريري، قال فيه :"المهم بالنسبة الى المحكمة هو أن يكون لديها متهمون... فأين هم المتهمون؟". وأضاف: "للأسف، لم يخلص التحقيق إلى نتيجة حتى الآن ولا نزال ننتظر. نتقاتل على محكمة ليس لديها متهمون. ليس لدينا متهمون، ولا حتى شكوك ذات قيمة فعلية، والشكوك المعلنة حتى الآن خفيفة جدًا".

 

عن السلفية و "الجهاد" و"القاعدة"

المستقبل - الجمعة 1 حزيران 2007 - سعود المولى (*)

مع تأسيس المملكة العربية السعودية صار للسلفية الوهابية كيان شرعي تبث من خلاله أفكارها وتحقق انتشارها في العالم عبر الدعوة والتعليم والإعلام والروابط والمؤسسات الكثيرة التي أنشأتها... وقد ترافق مع صعود سطوة السلفية الوهابية عربياً وعالمياً اندلاع الصراع في مصر بين الاخوان المسلمين (أم الحركات الإسلامية الحديثة) والنظام (الملكي ثم الناصري).. ويُقال عادة ان الأصل في نمو التطرّف وفي التحوّل الكبير صوب موضوعات الجهاد والتكفير يعود إلى سيد قطب (1906 ـ 1966) ولكنني أميل إلى القول بأن المسألة أعقد من ذلك بكثير. صحيح ان سيد قطب دعا إلى ما يشبه قيادة إسلامية جديدة "تردّ الناس إلى حاكمية الله وربوبيته) بعد ان سادت "الجاهلية"، إلا انه كان في ذلك يستوحي مصدرين اثنين: الفكر الباكستاني للمرحوم أبو الأعلى المودودي، والفكر الغربي لتلك المرحلة بشقيه النازي ـ الفاشي والشيوعي (اللينيني)، في إعادة إنتاج المجتمعات على يد نخبة مختارة (طليعة ثورية أو صفوة نقية). والحال ان ما ساهم في تبلور اتجاهات التطرف والعنف عاملان أساسيان:

1 ـ القضية الفلسطينية، والصراع ضد المشروع الصهيوني ـ الامبريالي عموماً، وضدّ الاحتلال المباشر في فلسطين وقناة السويس خصوصاً، وحرب فلسطين 1948 تحديداً، ومشاركة الاخوان فيها.

2 ـ أزمة الهوية والعلاقة مع الآخر، المكتسح والمتقدم حضارياً، وقد بلغ الاستقطاب مداه بعد الحرب العالمية الثانية بين نموذجي الغرب الرأسمالي الليبرالي والاشتراكي الشيوعي.. في غياب الشخصية الإسلامية الحضارية وموقعها في التاريخ.

ويمكن ان نضيف إلى ذلك عامل ثالث كان له دور كبير على فكر سيد قطب وغيره ممن لحق مقولة "المفاصلة" مع "المجتمع الجاهلي"، هو التقسيم في الهند ومأساة ولادة دولة باكستان الإسلامية.

فمع تداعيات المشروع الصهيوني في فلسطين (منذ ثورة 1922 ثم ثورة 1929 فثورة 1936) وقضية الاحتلال البريطاني لمصر تشكل "النظام الخاص" أو "التنظيم العسكري السري" داخل الاخوان المسلمين لإعداد الشباب المسلم لمواجهة الصهيونية في فلسطين والانكليز في منطقة القناة.. وكما يحدث في كل الحالات المشابهة صار "النظام الخاص" هو التنظيم فوق التنظيم، وازدادت قوته مع تدفق الاخوان "العائدين" من حرب فلسطين، وتوثق الصلات مع ضباط في الجيش كانوا في الحرب على الجبهة أيضاً. وليس صدفة ان يكون معظم الضباط الاحرار (بمن فيهم عبد الناصر والسادات) قد انتمى في وقت ما إلى "النظام الخاص" للاخوان، وكان طبيعياً ان يلجأ هذا التشكيل العسكري السري إلى العنف كوسيلة سياسية نابعة من تكوينه ومن قواه وقوته، كغيره من مثل هكذا تشكيلات في العالم.. ويلفت الانتباه هنا موقف الشهيد حسن البنا في تعليقه على عمليات الاغتيال والتفجير التي قام بها النظام الخاص (في عامي 1948 و1949) حين قال كلمته الشهيرة: "ليسوا اخواناً وليسوا مسلمين".. وبعد اغتيال البنا (12 شباط 1949) عاش الاخوان فترة ارتباك وضياع قيادي استطاع الضباط الاحرار بفضلها إزاحتهم عن المسرح السياسي عبر حملة قمع واضطهاد رهيبة.. (اعتقالات 1954 الأولى ثم 1958، وصولاً إلى حملة 1964 ـ 1965 التي انتهت بإعدام سيد قطب ورفاقه في آب 1966).

في العام 1950 (أو 1951) أسس الفلسطيني تقي الدين النبهاني حزب التحرير الإسلامي على قاعدة ضرورة إسقاط الأنظمة عبر انقلابات تقوم بها طليعة عسكرية، تمهد لإعادة دولة الخلافة.. وبين عامي 1954 ـ 1958 تشكلت الطلائع الأولى لحركة فتح من رحم الاخوان المسلمين (أبو عمار وأبو جهاد وأبو اياد وأبو مازن وأبو يوسف النجار والعشرات غيرهم من المؤسسين كانوا كلهم من الاخوان، العاملين في التعليم أو الهندسة في دول الخليج).. وفي السجون المصرية (1954 ـ 1967) وبسبب التعذيب الرهيب (الذي صار مضرب الامثال في العالم) ووحشية القمع والإرهاب الذي مارسته السلطة ضد الاخوان وعائلاتهم، نمت وتطورت أفكار الرد على العنف بالعنف، وصولاً إلى استعادة فكر ابن تيمية حول الجهاد ضد الحكام الكفرة.. في نفس الفترة كان فكر المودودي حول الحاكمية الإلهية، وحول تقسيم العالم إلى دار إسلام ودار كفر وحرب، وحول الجهاد ضد من "لا يحكم بما أنزل الله" والذي حمل سمة قومية باكستانية خاصة بالتجربة ضد الهندوس وضد "الآخر" المختلف و"المعادي للإسلام"، كان هذا الفكر يُقرأ ويُدرس في حلقات السجون المصرية ويمتزج بمرارة المساجين وعذاباتهم.. وتجدر الإشارة هنا إلى دور تقسيم فلسطين وتقسيم باكستان في العام 1947، على يد الاستعمار البريطاني في شيوع نظرية المؤامرة البريطانية التي ظلت تحكم حزب التحرير (حتى اليوم) وكذلك حزب الدعوة الشيعي العراقي (تأسس هو أيضاً في فترة 1955 ـ 1958).

وفي الستينات كانت حرب اليمن التي خاضها النظام المصري ضد السعودية، وكان انهيار السلفية الإصلاحية المغاربية وسقوط البورقيبية والتجربة الثورية الجزائرية والملكية المغربية في العلمانية التغريبية الفاقعة تقليداً لشاه إيران ولأتاتورك تركيا... ثم كانت نكسة الخامس من حزيران 1967 والسقوط المدوي للناصرية وللأنظمة العربية.. ويبدو ان النواة الأولى لتنظيم الجهاد المصري تكوّنت في مطلع الستينات، وعلى قاعدة أفكار وفتاوى ابن تيمية، على يد نبيل البرعي.. ثم تطورت إلى لقاء فعلي عام 1966 (بعد اعدام سيد قطب) ضم العشرات ممن صاروا لاحقاً أبرز وجوه الجهاد (ومنهم ايمن الظواهري وحسن هلاوي وعلوي مصطفى واسماعيل الطنطاوي وغيرهم، وفيما كانت السلطة مشغولة بمطاردة وقمع التنظيم الام (الاخوان المسلمين) كان الشبان الخارجون من تجربة السجون يجمعون السلاح ويتدربون عليه، وخصوصاً بعد انهيار الجيش في حرب حزيران 1967. وقد نجح علوي مصطفى على سبيل المثال في تجنيد عشرات الضباط (مثل عصام القمري وعبد العزيز الجمل وسيد موسى ممن كان لهم أدوار مهمة لاحقاً) ثم كانت حرب تشرين/اكتوبر 1973، وقام هؤلاء الضباط والشبان بالقتال خصوصاً في ثغرة الدفرسوار التي قادها شارون بنفسه.. وبفضل قتالهم البطولي استطاعوا إحداث اختراق أكبر وأعمق داخل القوات المسلحة وفروعها الأمنية..

وفي مطلع السبعينات (1971) جاء صالح سرية الى مصر قادماً من الأردن عبر العراق.. وهو فلسطيني كان كادراً في حزب التحرير كما كان ضابطاً في منظمة التحرير الفلسطينية اضطر للهرب بعد أحداث أيلول المشهورة. واستقطب سرية العديد من الشباب المسلم وانضمت اليه احدى المجموعات التي كانت بقيادة حسن الهلاوي.. وفي العام 1974 حاولت سرية القيام بانقلاب عسكري عبر احتلال مقر الكلية الفنية العسكرية حيث كان السادات يعقد اجتماعاً مع كل قيادات الدولة. وفشلت المحاولة وأعدم سرية عام 1975. ثم استطاع الهلاوي الهرب من السجن وقيادة تنظيم جديد.. في حين كان يحيى هاشم (وهو رئيس نيابة عامة) يقود تنظيماً آخر أسسه بعد نكسة حزيران وحاول اطلاق سرية ورفاقه بالقوة.. فقتل هو والعشرات.. وفي نفس الفترة ظهرت مجموعة مصطفى شكري (جماعة المسلمين) التي عرفت باسم "التكفير والهجرة" داخل السجون المصرية، حيث ابتدأت بتكفير المجتمع والهجرة الى الكهوف والجبال.. وقامت عام 1977 بخطف وزير الأوقاف الشيخ الذهبي وقتله، ما أدى الى ملاحقتها والقضاء عليها واعدام مصطفى شكري.. وباعتقادي فان مرحلة 1971 ـ 1978 هذه، وجماعاتها الجهادية، لا تنفصل عن دور ما للمخابرات الليبية والعراقية والسورية (ناهيك عن الروسية) في زعزعة نظام السادات الذي ابتدأ عهده باطلاق سراح الاخوان المسلمين وبضرب مراكز القوى (السوفياتية) وبطرد السوفيات من مصر.. ولا يمكن رؤية أحداث 1971 ـ 1978 دون فهم الاطار العام المتمثل بالسياسات السوفياتية والعراقية والليبية والسورية والعدنية والجزائرية (جبهة الصمود والتصدي) وتطورات الحرب الأهلية اللبنانية.. وكذلك بالنسبة للصراع السوري ـ المصري على الامساك بالورقة الفلسطينية وعلى قيادة العالم العربي، وتحديد خياراته.. وكذلك الصراع الأميركي ـ السوفياتي خصوصاً في ظل هجوم سوفياتي كبير تمثل بهزيمة اميركا في الهند الصينية وفي انغولا وغيرها من بلدان افريقيا وصولاً الى حرب لبنان حتى عام 1978 بقيت التنظميات الجهادية مجموعات متفرقة من الخلايا العنقودية، حتى ظهر محمد عبد السلام فرج (وكتابه الفريضة الغائبة) داعية الجهاد لاقامة الحكم الاسلامي، ومعه طارق الزمر وعبود الزمر ـ وفي نفس الفترة ظهر رافد فلسطيني آخر تمثل بالمدعو سالم الرحال، فلسطيني طالب في الأزهر، نجح في بناء تنظيم كبير باسم الجهاد، من أبرز قادته كمال السعيد حبيب ونبيل نعيم.. وكان سالم الرحال عضواً أيضاً في حزب التحرير وقبلها مناضلاً في حركة فتح.. وهو يقول إنه أسس تنظيمه عام 1970,. والرافد الآخر تمثل في ما عرف باسم "الجماعة الاسلامية" التي نشأت في جامعات الصعيد بقيادة كرم زهدي وناجح ابراهيم وعاصم عبد الماجد وعصام دربالة وفؤاد الدواليبي وصلاح هاشم واسامة حافظ الخ.. وخلال السبعينات، سيطرت الجماعة على جامعات الصعيد واتحاداتها الطلابية. وهم نشأوا أيضاً في أعقاب نكسة حزيران وكانوا يقيمون المعسكرات الطلابية الصيفية. وفي عام 1980 تقرر دمج تنظيم عبد السلام فرج وتنظيم سالم الرحال وتنظيم الجماعة في الصعيد تحت اسم تنظيم الجهاد وبإمرة الشيخ الضرير الدكتور عمر عبد الرحمن، وتشكلت قيادة موحدة أعدت لاغتيال السادات والسيطرة على السلطة عبر انتفاضة تبدأ في اسيوط.. وبعد اغتيال السادات (6/10/1981) وفشل انتفاضة اسيوط، دخل الجهاديون بالآلاف الى السجن، لتدب بينهم الخلافات ويعود كل تنظيم الى ما كان عليه قبل الاندماج.. وانفصل الجمع نهاية عام 1983,. وفي عام 1984 خرج عدد كبير من أعضاء التنظيم الجهادي من السجن فطرح تنظيم الجهاد ما سماه "المنهاج الحركي لجماعة الجهاد" وعرف ان عبود الزمر هو كاتبه بمشاركة فلسطيني آخر لعب دوراً مهماً في تاريخ هذه التنظيمات، هو عصام مطير.. وخرج أيمن الظواهري يحاول هو الآخر جمع شتات الجهاد.. في حين انجزت "الجماعة الاسلامية" وثيقتها الخاصة "منهاج العمل الاسلامي".. وقد حدثت انتقالات عديدة بين هذه الجماعات أبرزها عودة عبود الزمر وطارق وقادة الجهاد للتواصل مع قادة الجماعة الاسلامية خصوصاً في عملية المراجعات والنقد الذاتي وتصحيح المفاهيم واعادة قراءة التجربة، في حين خرج الظواهري الى افغانستان ثم التحق ببن لادن..

فكر السلفية الجهادية المصرية

في "رسالة الإيمان" التي وضعها صالح سرية (1973) تقرير بأن "الله وحده هو المتصرف في شؤون الكون، وهو صاحب التشريع، وأن كل الأنظمة وكذلك كل البلاد الإسلامية التي اتخذت لنفسها مناهج ونظماً وتشريعات غير الكتاب والسنة هي نظم كافرة.. والمجتمعات كلها هي مجتمعات جاهلية".. وفي كتاب "الفريضة الغائبة" تأكيد على الجهاد كوسيلة وحيدة لإقامة حكم الله في كل أرض وكل زمان.. واستخدام لنصوص ابن تيمية في جهاد أعداء المسلمين وفي تكفير "كل من لم يحكم بما أنزل الله".. وفي كتاب أو "وثيقة الاحياء الإسلامي" الخاصة بجماعة الجهاد الإسلامي والتي وضعها كمال السعيد حبيب (أحد مساعدي سالم الرحال والقيادي في الجهاد لاحقاً) مبدأ "الالتزام بالطابع السلفي".. الذي يعني "الالتزام مع السلف في أصولهم التي أخذوا عنها وهي القرآن والسنة والاجماع والقياس، والاتفاق معهم في الفهم دون الفهوم الفلسفية والصوفية".. ونلحظ في هذا الكلام اقتراباً من الوهابية لجهة عداوة الفلسفة والصوفية، وابتعاداً عنها لجهة الإقرار بأصلي الإجماع والقياس.. ويقرر عبود الزمر أن جماعته "دعوة سلفية أصولية أساسها العودة الى الكتاب والسنة بفهم السلف الصالح ومجالها اعتقاد صحابة رسول الله ومن تبعهم بإحسان دون زيادة أو نقصان، والعودة الى فهم السلف الصالح للكتاب والسنة ونبذ الابتداع في الدين اقتداء بالإمام أحمد ابن حنبل الذي يقول "لا تقل قولاً ليس فيه سلف"..

في كتابه الخطير: "بيان كفر الحكام الحاكمين بغير شريعة الإسلام ووجوب جهادهم" كما في كتابه "الحوار مع الطواغيت مقبرة الدعوة والدعاة" يكرر أيمن الظواهري مراراً القول "أما كونهم كفاراً مرتدين فلقوله تعالى ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون"، وذلك لأن ما يفعله هؤلاء الحكام هو نفسه صورة وسبب نزول الآية، وهي تعطيل حكم الشريعة الالهية واختراع حكم جديد، وجعله تشريعاً ملزماً للناس"..

وفي كتابه "الرد على الشيخ ناصر الدين الألباني" يكرر الظواهري ما سبق لعبدالسلام فرج أن أعلنه في "الفريضة الغائبة" من وجوب جهاد الأنظمة: "ومما سبق ترى أن كيفية مواجهة الحكام مقررة بالنص والإجماع وهو وجوب جهادهم.. وهو جهاد فرض عين على كل مسلم من أهل هذه البلاد المحكومة بغير شريعة الإسلام، وذلك لأن هؤلاء الحكام عدو كافر حل بعقر بلاد المسلمين وهذا من مواضع وجوب الجهاد العيني"..

تجدر الإشارة أخيراً الى أن "حركة الجهاد الإسلامي" في فلسطين قد وُلدت على ضفاف تجربة الجهاد المصري، خصوصاً وأن أبرز قادتها كانوا يدرسون في جامعات مصر ويشاركون في تحرير مجلة "المختار الإسلامي" التي كانت أول من احتفى بانتصار الخميني في إيران.. والجهاد الفلسطينية وُلدت في حدود عام 1978 ـ واشتهرت بعد عام 1982، في حين أن حماس لم تُولد إلا في آخر عام 1987. وفي حين تنتمي الجهاد الى تراث الجهادية المصرية، فإن حماس تنتمي الى تراث الاخوان المسلمين في مصر والأردن.. وتقر الحركتان بالسلفية كناظم عقدي لفكرهما وممارساتهما إلا أن سلفيتهما تختلف تماماً عن بقية السلفيات في كونها تستعيد سلفية الأفغاني التحررية الثورية من جهة (الصراع المركزي ضد العدو الأساسي) وسلفية حسن البنا وسيد قطب الاخوانية من جهة أخرى (شمولية الإسلام تتطلب التنظيم الطليعي).. جاء في ميثاق حركة حماس (المادة الخامسة) تأكيد على "البعد الزماني للحركة".. من حيث "اتخاذها الإسلام منهج حياة لها يمتد الى مولد الرسالة الإسلامية، والسلف الصالح. فالله غايتها والرسول قدوتها والقرآن دستورها" (استعادة حرفية لصرخة حسن البنا الشهيرة). أما حركة الجهاد فتقول إنها "حركة أصولية ربانية تعتصم بالقرآن الكريم والسنة المطهّرة، كما أنها تحسن الاستفادة من التراث الهائل من اجتهادات الصالحين من سلف الأمة".

(*) كاتب وأستاذ في العلوم الاجتماعية