المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم الاثنين 5/6/2006

خَيرُ وَسِيلةٍ للَتغَلُبِ على الفَشَلِ أن نَنَسَاهُ ثُمَ نَستَأنِفُ الجِهَادَ

 

البابا وبلير يتفقان على ضرورة الحوار مع الإسلام 

مدينة الفاتيكان - وكالات : 4/6/2006 

اتفق البابا بنديكت السادس عشر ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير السبت على أهمية الحوار بين الديانات وخاصة الإسلام. وذكر متحدث باسم رئاسة الوزراء البريطانية ان بلير وبنديكت تحدثا على انفراد لحوالي 40 دقيقة في أول محادثات بينهما منذ انتخاب بنديكت العام الماضي. وقال المتحدث تحدث رئيس الوزراء والبابا عن تحديات العولمة واهمية الحوار بين الديانات لمكافحة التطرف والارهاب. واضاف كان من بين موضوعات النقاش مدى اهمية وقوف الاصوات المعتدلة في جميع الديانات الكبرى بالعالم في وجه التطرف الديني بكل اشكاله. وقال ان بلير المنتمي للكنيسة الانجليكانية أكد ان الكنيسة الكاثوليكية شريك مهم جدا في الحوار. وذكر بيان للفاتيكان ان الجانبين اكدا ان المساهمة التي يمكن للقيم المشتركة بين الديانات ان تحققها هي الحوار لا سيما مع الاسلام المعتدل وعلاوة على ذلك في مجالي التضامن والسلام.

وقبيل الاجتماع ذكرت وسائل الاعلام البريطانية ان بلير ربما يدعو البابا لزيارة بريطانيا. وكان البابا يوحنا بولس الثاني زار بريطانيا في عام 1982. وذكرت مصادر رسمية بالحكومة البريطانية ان هناك بالفعل دعوة مفتوحة للبابا بنديكت لزيارة بريطانيا لكن المصادر لم تتكهن بموعد مثل هذه الزيارة. وقال المتحدث البريطاني انهما ناقشا ايضا الوضع في افريقيا بشيء من التفصيل. وكذلك الاوضاع في الصين التي لا تسمح فيها الحكومة الشيوعية للكنيسة الكاثوليكية بالاعتراف بالبابا. وقال الفاتيكان ان النقاش تطرق ايضا الى ايرلندا الشمالية. وعقد بلير في وقت لاحق محادثات مع وزير الدولة الفاتيكاني الكردينال انجيلو سودانو. وكان رئيس الوزراء البريطاني اجتمع الجمعة مع رئيس الوزراء الايطالي رومانو برودي. واجتمع البابا بعد ذلك مع شيري زوجة بلير التي تتبع المذهب الكاثوليكي. وقبيل مغادرتهما قام بلير وزوجته شيري بزيارة مقبرة البابا الراحل يوحنا بولس الثاني الذي توفي في الثاني من ابريل عام 2005. والاهتمام بالحوار مع الاسلام هو الموضوع المشترك الذي ربط مؤخرا بين بنديكت وبلير. وأكد بلير في خطابات القاها في بريطانيا والولايات المتحدة واستراليا مؤخرا على ان دور الديانات والحوار بين الاديان والتحالفات العالمية يمكن ان يجعل الثقافات تتعرف على بعضها البعض بشكل افضل في عالم ما بعد 11 سبتمبر ايلول. وتحدث ايضا في الاونة الاخيرة مسؤولون كاثوليك كبار بصراحة متزايدة عن قلقهم من الاسلام الذي جعله المهاجرون ثاني اكبر الديانات في العديد من الدول الاوروبية. وفي اطار مسعاها لتحسين العلاقات مع العالم الاسلامي تسلط الكنيسة الكاثوليكية الضوء على الدور الذي يمكن ان تلعبه الثقافة في تعزيز التفاهم بين اتباع الديانات المختلفة. وفي مارس اذار عهد البابا بنديكت الى وزير ثقافته الكردينال بول بوبارد مسؤولية اضافية برئاسة دائرة الحوار مع الديانات غير المسيحية.

 

لارسن في القاهرة يشدد على التزام دمشق القرارات الدولية ... لبنان: تنديد اسلامي بالتعديات و «إثارة النعرات» والسنيورة يشدد على الاحتكام الى القانون

القاهرة، بيروت     الحياة     - 04/06/06//

انصرفت القوى السياسية اللبنانية والمسؤولون الرسميون الى معالجة ذيول ومضاعفات التظاهرات الاحتجاجية على البرنامج التلفزيوني الساخر الذي تناول شخص الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله على محطة «ال. بي. سي» ليل الخميس الماضي، وما خلفته هذه التظاهرات في مناطق من حساسيات سياسية ومذهبية وطائفية، نظراً الى الاحتكاكات والحوادث التي تسببت بها.

في غضون ذلك، بدأ موفد الأمين العام للأمم المتحدة المكلف مراقبة تنفيذ قرار مجلس الأمن الرقم 1559 تيري رود - لارسن جولة على عدد من دول المنطقة بزيارة لمصر، حيث اجتمع مع عدد من المسؤولين، للبحث في الملف اللبناني – السوري وقرار مجلس الأمن الرقم 1680 الذي شجع سورية على استجابة قرارات مؤتمر الحوار الوطني اللبناني المتعلقة بإقامة علاقات ديبلوماسية وترسيم الحدود بين البلدين.

وأعلن رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة تعليقاً على التظاهرات الغاضبة في أحياء ضاحية بيروت الجنوبية والعاصمة ومداخلها، ان ما حصل «درس للحكومة لتقوّم ما جرى ودرس للأخوة في «حزب الله» كي يراجعوا ردود الفعل». وقال في اذاعي أمس: «اذا تعدى أي برنامج على أي انسان فإن المعالجة تتم عبر قانون الإعلام». واذ أكد احترامه للسيد نصرالله، قال: «نرفض التعدي على كرامة الآخر بقدر ما ندين ما جرى في الشارع، لأنه تعد على حرمة القانون والأمنين». وتابع السنيورة ان «هناك نوعاً من الرفض لاستعادة الدولة دورها وموقعها». وكشف في حديثه ان رئيس المجلس النيابي نبيه بري اقترح عليه (قبل أكثر من أسبوعين) أن يزور سورية يوم الأربعاء في (17 أيار/ مايو الماضي) وهو يوم اجتماع مجلس الأمن... وكان يمكن أن تتم الزيارة في مطلع نيسان (ابريل) ودائماً نؤخر الأمور ونماطل ونرميها على الآخرين». وأكد أنه يريد اعادة جو الثقة بين البلدين مشدداً على أنه هو الذي اقترح في مؤتمر الحوار ان يزور سورية و «سعينا جهدنا لفصل التحقيق في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري عن العلاقة مع سورية».

وكانت أحداث ليل الخميس الماضي امتدت حتى الفجر في الشارع، مدار اجتماعات وتعليقات أمس، عبر استنكار لتناول نصرالله ورفض للاحتكام الى الشارع. لكن حصول أعمال شغب وتعديات في بعض الأحياء، وفي منطقة الطريق الجديدة التي زار وفد منها مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني، دفع الأخير الى المطالبة بإجراءات في حق المعتدين على أمن المواطنين. ورأس قباني اجتماعاً للمجلس الشرعي الإسلامي، دان «التطاول على المرجعيات الدينية واثارة النعرات الطائفية والمذهبية والتعدي على كرامات الناس» في بيروت وبعض المناطق.

واستدعت الحساسية التي أثارتها هذه التعديات اعلان نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبدالأمير قبلان ان ما حصل «مؤسف ومحزن»، وزاد: «ما أقدمت عليه الأيادي المغرضة والمندسة لا يمت الينا بصلة». وزار وفد من قيادة «حزب الله» زعيم «التيار الوطني الحر» العماد ميشال عون، وأعلن باسمه عضو المكتب السياسي للحزب غالب أبو زينبت ان «ما حصل في التظاهرات الشعبية جرى على رغم الجهود التي بذلناها». لكن عضو شورى «حزب الله» الشيخ محمد يزبك قال: «ها نحن منذ أكثر من سنة ونصف سنة صابرون على كل ما يقال».

وقال رئيس «تيار المستقبل» النائب سعد الحريري في تصريح أدلى به في مسقط أن «الناس ضد أي شغب، وكان هناك استياء من البرنامج الذي تناول السيد نصرالله، لكن أملاك الناس وكراماتهم ليست العوبة في أيدي أحد، وهذا أمر مرفوض ومستنكر. فأي تظاهرة يجب أن تحصل بطريقة حضارية، وكفانا اغتيالات وحرق سيارات وتعدٍ على ممتلكات الناس». في القاهرة التقى لارسن أمس وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط والأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى وعرض تقريراً عن القرار 1559 في الشأنين السوري واللبناني، ونوّه بالدور الذي تلعبه الديبلوماسية المصرية في هذا الصدد. وصرح الناطق باسم الخارجية المصرية علاء الحديدي بأن محادثات أبو الغيط، ولارسن تناولت خصوصاً الملف السوري – اللبناني، وآخر التطورات الفلسطينية والملف النووي الايراني.

وأضاف الحديدي أن أبو الغيط أكد «ضرورة تضافر الجهود من أجل مساعدة سورية ولبنان على افراغ شحنة الاحتقان الموجودة في العلاقات بين البلدين، وحل المشاكل العالقة بما يؤدي الى تحقيق الاستقرار».

وأوضح أن أبو الغيط شدد على أهمية «ايجاد السبل الكفيلة بتوصيل المساعدات المالية الى الشعب الفلسطيني وعدم معاقبته على خياره الديموقراطي». وقال لارسن بعد لقائه موسى أنه شدد على أهمية الالتزام السوري بقرارات الأمم المتحدة، وأنه سيعود مجدداً الى القاهرة بعد جولته في المنطقة.

 

السيد صفي الدين: يجب ان يتحمل المسؤولون مسؤولياتهم في المعالجة

وطنية - 4/6/2006 (سياسة) أكد رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله السيد هاشم صفي الدين, أننا في لبنان اليوم أمام مشكلة من نوع آخر, ليست سياسية وليست مشكلة بالمفاهيم الوطنية التي نعتقد أن البعض يعاني أزمة حادة سواء في فهمها, أو في التزامها, والمشكلة اليوم هي أخلاقية وإنسانية بكل ما للكلمة من معنى, مشيرا الى ان البعض يتوسل الكذب المتعمد والمتراكم لكي يجعل الناس تصدقه في ما يقول وفي ما يدعي, كما أكد أن ما حصل قبل أيام من تطاول على قائد المقاومة بما يمثله من عنوان لكرامة والشرف والقوة والعنفوان والإنتصار, الذي حققه كل شهدائنا ومجاهدينا, وقال: إن هؤلاء حينما عجزوا عن مواجهة سادتهم عن الوصول الى المقاومة وسلاحها, جاؤوا الى الأساليب الرخيصة وهم حينما عجزوا عن مواجهة المنطق والحجة والدليل الذي تقدمه المقاومة لجأوا الى السباب والشتم والى الاسلوب الرخيص الذي لا يكشف غلا عن ضعفهم ووصف ما حصل بالخطأ الكبير الذي يجب أن يصحح, وأن يتحمل الجميع مسؤولياتهم في وضع حساس ودقيق كالذي يمر به لبنان, أما وسائل الإعلام التي تحرض مذهبيا ومنذ أكثر من عام على المعنيين أن يتحملوا مسؤولياتهم التاريخية والوطنية في ضبطها, وسأل:

اين هي الاعتداءات التي حصلت والتي قدرت خسائرها بملايين الدولارات, أرونا حجمها وطبيعتها؟ ,اضاف: أنا لا اريد أن أقول ان كل ما حصل على مستوى ردة الفعل, هو مبرر وصحي, ولكن أولا يجب ان نلحق السبب وثانيا يجب أن يتحمل المسؤولون مسؤولياتهم في المعالجة وليس في التحريض المتكرر, وثالثا في التحدث عن الوقائع كما هي. السيد صفي الدين تحدث خلال رعايته حفل وضع حجر الأساس لمجمع السيد عباس الموسوي في اللويزة وقال: إذا كان قائد المقاومة, يمتلك منطقا قويا ودليلا ساطعا وحجة لا تقارع على طاولة الحوار, فعليكم أن تعترفوا بالواقع لا أن تذهبوا الى مكان آخر لتشتمواو وما الذي يغيظكم من سيد المقاومة, إذا كان يمتلك كل هذه المحبوبية عند شعبه وأهله, ويمتلك كل هذا التاريخ الناصع بالعلم والأخلاق والنزاهة والتضحية والصدق والإخلاص وبعض قيادتكم يمتلكون تاريخا مليئا بالمجازر, فهذه مشكلتكم أنتم واذا كان قائد المقاومة يمثل رمز التحرر والحرية في لبنان, فهذه مشكلتكم وليست مشكلة قائد المقاومة. وإذا كان هؤلاء لا يريدون أن يعترفوا بعجز منطقهم وبقصور أدواتهم, إذا كانوا يمسكون بمعظم زمام السلطة ولا يقوون على الحكم كما هو أهل الحكم, وأهل رجال الدولة فهذه مشكلتهم, العدو يعترف بتميز وقدرة وعظمة هذا الإنسان الذي هو قوة للبنان وللأمة الإسلامية والعربية, أنتم ماذا يغيظكم؟.

 وقال: إذا كان هدف البعض هو أن يشوه سمعة المقاومة وقائدها, فالذي يقومون به سيجعل كل المقاومة وأبنائها وكل جمهورها أكثر تعلقا بالمقاومة وقائدها, لأن من إتهمامهم وزيفهم نستدل أن كل ما تقوله المقاومة هو على حق وهو صدق.

أضاف: إن من جملة ما يسعى اليه البعض هو أن يصيب هذه المقاومة ولو بخدشة معنوية, ويصيب مجاهديها وأهلها وقيادتها, ويحاول ليل نها من أجل إسقاط هذه الهيبة ومشيرا الى ان الموضوع ليس جديدا, نعم الطريقة فيها كثير من الرداءة والقاحة, فمنذ أكثر من عام القاومة تستهدف من قبل الكلام الذي لا يحلو له إلا ان يلتقي مع الأهداف الأميركية والطموحات الصهيونية, قت المواجهات قبل أيام تستمع الى خطاب بعض اللبنانيين وبياناتهم وتصريحاتهم, فلا تفرق بين ما يقولون وبين ما يقوله الصهيوني, نحن لا نقول أنهم يعملون عند الصهاينة نحن لا نتهم أحدا لكن المنطق واللهجة والطريقة هي نفسها, وتساءل: إذا كان التصريح المتوافق دائما أو غالبا مع المنطق الإسرائيلي والأمريكي صدفة والإستهداف المعنوي المركز, لقيادة المقاومة وقائدها هل هو أيضا صدفة وهل يريد البعض أن يفعل فعلته ويقول إنتهت فلم يكن الأمر مقصودا. ورأى ان الجهة والزعامة والشخص وكل من يشعر بالضعف في مواجهة المنطق والقائع, يأتي ليحتمي باللغة الطائفية الغرائزية والإثارة النعرات ليحمي مشروعية هذه هي طريقة كل الضعفاء اللذين يفتقدون المنطق.

وأضاف: نقول للذين يراهنون على وعود أميركية أو إسرائيلية, بأنه في يوم من الأيام سوف تحاصر المقاومة أو تعزل في وطن أو امة, لإسقاطها وإسقاط أهدافها وإجهاض انتصارها, نقول لهؤلاء ان كل ما تحملون به هو أوهن مما هو أوهن من بيت العنكبوت, ولن تصلوا الى ذلك فكل الأحلام التي دغدعت مشاعر البعض في ما مضىو وكانت سرابا ايضا, هي اليوم أحلام بل سراب وأضعف من ذلك, لأن المقاومة تعتمد على حقائق ووقائع ولا تصيبها الأوهان الخاوية.

 

المكتب الاعلامي لوزير الداخلية:"فعلا اللي استحوا ماتوا"

وطنية - 4/6/2006 (سياسة) صدر عن المكتب الإعلامي لوزير الداخلية بالوكالة الدكتور أحمد فتفت البيان التالي: تعقيبا على كلام السيد هاشم صفي الدين في بلدة سحمر نقول:"فعلا اللي استحوا ماتوا" ففي حين كنا ننتظر من مسؤول رفيع كالسيد هاشم صفي الدين, كلاما مسؤولا يداوي جروح الناس الذين تعرضوا ليل الخميس الجمعة الفائت, للضرب والإهانات والشتائم, فإذا به يحاول التنصل من كل المسؤوليات في محاولة فاشلة للهروب الى ألأمام.

 

رايس: إيران أول متضرر من أزمة طاقة

 خامنئي يهدد باستخدام سلاح النفط   ضد الخيارات الأميركية "الخطأ"

 عواصم-الوكالات: هدد المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية في إيران آية الله علي خامنئي بتوريط العالم في أزمة طاقة خانقة إذا أقدمت الولايات المتحدة الأميركية وحلفاؤها على »خطوة خطأ« تجاه بلاده رافضاً بشكل مسبق العرض الأوروبي-الأميركي باعتباره »رشوة«. وردت واشنطن بتقليل أهمية التهديدات التي سيؤثر تنفيذها بالدرجة الأولى على إيران نفسها في الوقت الذي واصلت فيه الجمهورية الإسلامية لعبة التصعيد السياسي بانتظار تسلمها لرزمة الحوافز والعقوبات التي أعدها كبار مجلس الأمن وألمانيا.

ورفض المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية ضمنا عرض الدول الكبرى مقابل تعليق إيران تخصيب اليورانيوم معتبراً أن على طهران ألا تتنازل عن »تقدمها العلمي« مقابل »رشاوى« وأن لا تخضع »للتهديدات«. وقال خامنئي في خطاب نقله التلفزيون »حققنا الكثير من الإنجازات العلمية وعلينا عدم التنازل عن هذا المورد الثمين بخضوعنا لتهديدات الأعداء وألا نخدع برشاوى الأعداء«.

ولوح أيضاً باستخدام سلاح النفط في حال تعرضت إيران لتحرك أميركي.

وحذر أعلى مسؤول في الجمهورية الإسلامية من أنه »إذا ارتكبتم خطأ واحداً في حق إيران فأكيد أن التزويد بالطاقة سيكون في خطر كبير«. ووصف خامنئي الذي ألقى خطابه بمناسبة الذكرى السابعة عشرة لوفاة آية الله الإمام الخميني مؤسس الجمهورية الإسلامية, البرنامج النووي بأنه »استثمار تاريخي«.

وحذر أن »من يهدد مصالحنا سيلقى جام غضبنا«. وشكك في إجماع المجتمع الدولي على إرغام إيران على تعليق نشاطاتها الحساسة. واعتبر أن »ليس ثمة إجماع ضد إيران« لأن الضغط على الجمهورية الإسلامية »يمارسه الأميركيون وحلفاؤهم فقط«. وأكد أنه يمكن لإيران في المقابل أن تعول على دعم دول عدم الانحياز والدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي. معتبراً أن الاوروبيين الذين »يتحركون كوسطاء ويتبنون تحت الضغط المواقف الأميركية فانهم يقولون لنا سرا ً أنهم لا يؤمنون« بأن ثمة إجماع ويبدو أن إيران تراهن على وجود اختلاف مصالح بين الولايات المتحدة من جهة والأوروبيين والروس من جهة أخرى. وأكد خامنئي »لدينا علاقات جيدة وصحيحة مع أوروبا وستتحسن هذه العلاقات أكثر في المستقبل القريب لأنهم في حاجة إلى ما ننتجه من غاز« أما روسيا فانه اعتبر أن إيران تتقاسم معها »مصالح مشتركة« لاسيما معارضة الأميركيين.

من جانبه أعلن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أن الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان طلب منه خلال اتصال هاتفي جرى بينهما ضرورة ألا تتسرع إيران في الرد على الاقتراحات التي ستقدم لها وضرورة دراستها. وقال نجاد في كلمة ألقاها في المناسبة نفسها: »إننا نعلن أننا لن نتسرع وسنتخذ القرار بعد دراسة الاقتراحات«. ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية عن نجاد قوله إن عنان طالب أيضاً بألا تعلن اقتراحات الأوروبيين واقتراح مجموعة (خمسة زائد واحد) إلى ان تصل هذه الاقتراحات إلى نتيجة واضحة وملموسة, وذلك للحيلولة دون تسميم الأجواء. وقال الرئيس الإيراني إننا سنسجل فحوى المفاوضات بشكل كامل وعلى الأطراف المقترحة أن تعلم بأننا سنطلع الشعب الإيراني عليها في الوقت المناسب. في المقابل قللت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس من التهديدات الإيرانية باستخدام سلاح النفط في مواجهة المجتمع الدولي. وصرحت رايس لشبكة »فوكس نيوز« الأميركية »اعتقد أنه ينبغي عدم إعطاء أهمية كبيرة لتهديد مماثل, لأن إيران في أي حال تعول كثيراً على العائدات النفطية«. واعتبرت الوزيرة الأميركية أن هذا التهديد النفطي قد يرتد على إيران في حال تنفيذه. وقالت: »أعتقد أن نحو ثمانين في المئة من موازنة إيران تأتي من العائدات النفطية, ومن المؤكد تالياً أن تعطيل السوق النفطية سيكون مشكلة بالغة الخطورة.

وأظهرت رايس حذراً شديداً بعد رفض السلطات الإيرانية وقف تخصيب اليورانيوم, وهو شرط مسبق وضعته القوى الكبرى لمعاودة المفاوضات مع طهران. وأضافت: »نفهم أن إيران تحتاج إلى بعض الوقت لتقويم الوضع« لكنها تداركت: »لن نسمح لإيران بالمماطلة« رافضة تحديد مهلة ومكررة أن واشنطن ستنتظر أسابيع لا أشهر. وكان مصدر ديبلوماسي في العاصمة النمساوية فيينا كشف أمس أن الولايات المتحدة عرضت رفع بعض عقوباتها الاقتصادية على إيران في إطار المقترحات التي سيعرضها الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا على طهران.

 

جنبلاط يتهم حزب الله بـ"ذبح" الحرية في لبنان

بيروت-»السياسة«: لازالت تداعيات أحداث الشغب التي حصلت ليل الخميس الجمعة الماضي محور الأحاديث السياسية المنتقدة لما جرى والداعية إلى وضع حد لهذا الفلتان الذي يهدد السلم الأهلي في لبنان.

ومن أبرز المواقف التي صدرت أمس كان عن اللقاء الذي جمع مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني ونائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبدالأمير قبلان حيث شددا على تجنب الخطاب السياسي المتشنج وهو ما يؤدي إلى الاحتقان لدى فئات مختلفة سرعان ما يبرز عند أي إشكال كما حصل منذ أيام. وتم التأكيد بين قباني وقبلان على ضرورة احترام الحريات العامة, سيما حرية التعبير عن الرأي التي كفلها الدستور ورفض الإساءة إلى أي رمز ديني أو وطني أو أي إنسان.

ودعيا إلى الالتزام بالقوانين المرعية,كما أبديا أسفهما وقلقهما الشديدين لما يتسم به الخطاب السياسي المتداول من اتهامات وإساءات متبادلة في وقت أحوج ما يكون فيه لبنان إلى خطاب وفاقي وطني مسؤول يجمع ولا يفرق, وثم التشديد خلال اللقاء على ضرورة تنفيذ ما اتفق عليه على طاولة الحوار ولحسم بقية الأمور المطروحة على البحث. وفي هذا الإطار انتقد رئيس »اللقاء الديمقراطي« النائب وليد جنبلاط الذين يتحدثون باسم أحادية المقاومة وكذلك أعمال الشغب التي حدثت الخميس الماضي, واعتبر أن هذه الأحزاب الكلية والأنظمة الكلية, (في إشارة إلى حزب الله) وسورية ذبحت الحرية والتنوع.

واستذكر جنبلاط الصحافي والكاتب الشهيد سمير قصير وشعاره الكبير »عسكر على مين« وقال عسكر على مين الذي يطلقون الصواريخ المجهولة الهوية, لتعطيل فصل الصيف...عسكر على مين الذين يطلقون النار على الجيش اللبناني في ينطا, منتقداً كذلك حملات الاعتقال التي قامت بها السلطات السورية ضد المثقفين والكتاب. ورأى وزير الاتصالات مروان حمادة أن ما جرى ليل الخميس الماضي لم يكن عفوياً.

وأشار إلى وجود مكبرات للصوت في بعض أحياء الضاحية الجنوبية ومناطق أخرى كانت تدعو للتحرك. وشدد على أن المطلوب تغيرات ميدانية, في الشبكات الأمنية التي ورثناها منقوصة وتابعة للأجهزة السورية, واعتبر أن قوى »14 آذار« عندما طلب إليها اللجوء إلى الشارع لإسقاط الرئيس إميل لحود التزمت بذلك.

وشدد على خطورة تصفية الحسابات في الشارع داعياً إلى معالجة الأمور على طاولة الحوار ونزع التهييج السياسي في الشارع. وأكد حمادة ان قوى 14 آذار ستركز في جولة الحوار المقبلة على مناقشة الستراتيجية الدفاعية التي تقدم بها الأمين العام لحزب الله, وكذلك على آحادية القرار في الحرب والسلم من قبل الدولة والاتفاق مع المقاومة على مراحل الاستيعاب, ولفت إلى أنه لا يمكن لطرف ما أن يمنع الجيش من الذهاب إلى الجنوب بالقول إنه يضمن الأمن فيما تتسلل أطراف مجهولة وتطلق الصواريخ.

وفي الإطار نفسه أكد وزير الصناعة بيار الجميل أن الأعمال التخريبية والاستفزازية نرفضها وندينها ولا نقبل أن يكون هناك فريق على الساحة اللبنانية يعطي لنفسه الحق في التصرف على هواه, ويجيز لنفسه التعاطي مع فريق آخر على قاعدة أنه مكسر عصا أو فشة خلق في كل ظرف ومناسبة وبحاجة دائماً إلى تقديم شهادات في الوطنية. وقال الجميل إننا كمسيحيين كنا ولانزال في أساس قيام الدولة وإنهاضها ولن نسمح لأحد بالانتقاص من دورنا الوطني أو تخويفنا لحمايتنا لأن من يحمي الجميع هو الدولة اللبنانية دون سواها, معتبراً أن ما شهدناه منذ يومين أعاد إلى الأذهان حقبة أليمة أجمعنا جميعاً على طيها. إلى ذلك رأى رئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية سمير جعجع أن الهجمة التي تتعرض لها القوات هي أكبر وسام على صدورنا وإذا أتتنا مذمة فلأننا على طريق الحق والحقيقة والسيادة والاستقلال, واعتبر أنها ليست المرة الأولى التي تهاجم فيها القوات اللبنانية كما لن تكون الأخيرة, خصوصاً وأننا نلعب دوراً أساسياً في سياق الدولة, مشيراً إلى أن جميع الشرفاء الذين يسعون إلى بناء الدولة هم اليوم مستهدفون.

في المقابل اتهم »حزب الله« الغالبية النيابية المعارضة لسورية ب¯»التحريض على الفتنة الطائفية« بعد أن نددت بالتظاهرات الأخيرة ضد برنامج ساخر بثته الشبكة اللبنانية للإرسال »إل بي سي« وتناول الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله. وقال بيان صادر عن حزب الله إن »لجنة متابعة قوى 14 آذار (الغالبية النيابية) ضخمت ما حصل في إطار التحريض الطائفي وبنت مواقفها على أكاذيب تسمح لنا عن حق باتهامها بالتحريض على الفتنة الطائفية«. وأضاف البيان إن »مجموعة تدعي أنها الأكثرية لا يمكنها أن تدير البلد بسلوك يشحن الغرائز ويثير الضغائن بين أبناء الوطن الواحد«.

من جهته انتقد حسن الخليل المستشار السياسي لنصر الله وزير الإعلام غازي العريضي القريب من الزعيم الدرزي وليد جنبلاط واتهمه بتأييد شبكة »ال بي سي«.وقال الخليل للصحافيين إن »الوزير العريضي فاقد الحكمة مكرساً كونه وزير فئة لا وزير كل اللبنانيين«, مضيفاً أن طريقته بالتعاطي جاءت لتتبنى ما قامت به محطة »إل بي سي«.وعارض الوزير اللبناني استدعاء شربل خليل معد برنامج »بس مات وطن« الساخر على »إل بي سي« وأحال الملف إلى المجلس الوطني للإعلام. وطالب المجلس الجمعة باعتذارات من مجلس إدارة »إل بي سي« الدولية مندداً بتناول نصر الله في البرنامج الساخر.غير أن رئيس مجلس إدارة »إل بي سي« الدولية بيار الضاهر رفض الامتثال وأصدر بيانا ذكر فيه أن حرية التعبير يضمنها الدستور.

 

سورية...الدولة السرية

صقور البيت الأبيض أكدوا أنها تمثل صداعا

ديداً للولايات المتحدة يجب التخلص منه سورية الهدف رقم "واحد" في مرمىالنيران الأميركية ... وليس إيران

»السياسة«- خاص:

اصدرت مجلة »نيوستيتسمان« اليوم عددا خاصا عن سورية تحت عنوان »سورية... الدولة السرية« تناولت فيه الآفاق المستقبلية لهذا البلد ومصير نظام »البعث« الحاكم. والمعروف ان هذه المجلة عادت ما تسلط الضوء في اعدادها الخاصة على اكثر البؤر توترا في العالم أو على الدول والانظمة المعرضة لتغييرات راديكالية. وتصدر العدد الجديد ل¯ »نيوستيتسمان« مقالا افتتاحيا للكاتب البريطاني المعروف باتريك سيل اكد فيه ان سورية هي مصدر الاضطرابات والعنف في المنطقة وهي الدولة الاولى في مرمى النيران الاميركية وليس ايران كما يشاع... وفي ما يلي نص المقالة مترجماً:

تقف سورية إلى جانب ايران والى جانب »حزب الله« و»حماس« في تحديها للطموحات الاميركية في الشرق الاوسط الا ان تقريرا عن حادث اغتيال رئيس وزراء لبنان الاسبق رفيق الحريري الذي سينشر هذا الشهر يمكن ان يجعل النظام السوري يجثو على ركبته.

في الاوضاع المضطربة في الشرق الاسط ووسط الصراع الساخن الدائر هناك يرى »الصقور« الاميركيون ان مفتاح تهدئة الاوضاع التي تسبب صداعا شديدا لواشنطن في تلك المنطقة موجود في يد دولة واحدة!

هذه الدولة ليست العراق, وليست ايران ولا حتى الاراضي الفلسطينية المحتلة التي تتزايد فيها الاضطرابات واعمال العنف يوما بعد يوم وانما هي دولة ذات وضع شائك ونظام يتسم بالتحدي المطلق ويتمسك بسياسة القمع والاضطهاد ويسيطر اعوانه من رجال الامن والخدمة السرية على الاوضاع في البلاد.. هذه الدولة هي سورية! ان سورية الان هي مركز الصراع والمعركة الرئيسية المحتدمة في الشرق الاوسط. ففي احد جانبي الصراع تقف الولايات المتحدة وحليفتها اسرائيل.. وهاتان الدولتان تناوئان معارضيهما وتلجآن على وجه السرعة الى سياسة التهديد او استخدام القوة العسكرية السافرة على الفور وعلى الجانب الاخر يوجد تحالف معاد للغرب مكون من طهران ودمشق ومحور جنوب لبنان مع امتداد ملحوظ نحو حماس (حركة المقاومة الاسلامية) التي فازت في الانتخابات الفلسطينية الاخيرة في شهر يناير الماضي وقامت بتشكيل حكومة لا تزال تحت حصار دولي. هناك اربعة رجال يمثلون هذا التحالف هم: الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد والرئيس السوري بشار الاسد والسيد حسن نصر الله قائد »حزب الله« اللبناني ورئيس الوزراء الفلسطيني اسماعيل هنية (من حركة حماس) وليس احد من هؤلاء القادة قديسا وجميعهم لجأوا الى اساليب وتكتيكات مثيرة للشك والجدل الا انهم جميعا يكونون جبهة المقاومة الرئيسية للسيطرة الاميركية- الاسرائيلية .

هناك قضايا رئيسية خطيرة لاتزال معلقة ولا تزال تدور حولها التساؤلات مثل:

\ هل ستظل الولايات المتحدة هي القوة الكبرى التي لم تجد من يتحداها في الشرق الاوسط?

\هل ستتمكن اسرائيل من قمع الفلسطينيين بالقوة?

\ هل ستظل الدول الصغرى (في المنطقة) قادرة على مقاومة دولة عظمى والصمود امامها الى ما لانهاية?!

ان الصراع الدائر الان يتسم بالشراسة والعنف لانه يجري في إطار من الفوضى العالمية ومما زاد من اشتعال اللهيب في المنطقة ذلك الغزو الغربي - الذي لم يستند إلى شرعية دولية - للعراق, والذي شوه كل علاقة سياسية في الشرق الأوسط ودعم مواقف أكثر العناصر عنفا وتطرفا وانفلاتا في المنطقة .

وسط هذه الفوضى العارمة يرى المخططون الستراتيجيون الاسرائيليون والأميركيون أن سورية هي الحلقة الضعيفة في المنطقة وإذا ركعت سورية أو جثت على ركبتيها فإن محور طهران -دمشق- حزب الله - حماس سينهار. وفي هذه الحالة ستضطر ايران المعزولة الى وقف برنامجها النووي, وستحرم العصابات المسلحة العراقية من الدعم الذي تتلقاه من قوى الجهاد الاسلامي , ويصبح من السهل نزع اسلحة فصائل حزب الله اللبناني , وعندئذ يدخل لبنان المدار الأميركي-الاسرائيلي, وتتمكن اسرائيل من كسر شوكة »حماس«.

هذه الستراتيجية ساعدت واشنطن عام 2003 على تجميد ارصدة سورية الرئيسية في الولايات المتحدة. وذكر الرئيس الأميركي جورج بوش ان العقوبات المفروضة على دمشق ضرورية حتى يمكن التعامل مع التهديد غير العادي الذي يتعرض له الأمن الاميركي من جانب النظام السوري, وحتى يمكن حماية الاقتصاد الاميركي من الأعمال غير المسؤولة التي تقوم بها الحكومة السورية في دعمها للارهاب وتدخلها في لبنان وسعيها للحصول على اسلحة الدمار الشامل وبرامج الصواريخ الخاصة بهذه الأسلحة, ومحاولاتها المستمرة لافشال الجهود الأميركية الرامية إلى استقرار العراق وإعادة تعميره. ولهذا ليس عجيبا ان تشعر الحكومة السورية بأنها اصبحت في مرمى المدافع الاميركي.

ان التحديات التي تواجهها سورية كثيرة. وتحتاج إلى رئيس حصيف يتمتع بقدرات وامكانات خاصة . والرئيس السوري لا يملك البطانة التي تساعده على ذلك. فبشار الأسد رجل معتدل تلقى تعليمه وتدريبه في المملكة المتحدة كطبيب عيون وجاء إلى الحكم على أيدي كبار الشخصيات السورية المؤثرة عقب وفاة والده حافظ الأسد في يونيو عام .2000 وفيما كان حافظ الأسد رجل سياسة محنكا نجد أن سجل بشار الأسد السياسي يحفل بالكثير من الاخطاء وحالات التخبط الديبلوماسي التي أخرت الاصلاحات الداخلية وأهملت حفظ حقوق الانسان خصوصا في الفترة الأخيرة التي تم فيها اعتقال اكثر من ثلاثين شخصا من النشطاء السياسين الداعين الى التمسك بالديمقراطية.

هذه النقطة تدعونا إلى طرح اسئلة رئيسية حول اتجاهات الرئيس بشار الأسد: هل وسائل القمع الشامل هي افضل ستراتيجية لتوحيد صفوف الشعب السوري في الداخل في مواجهة أعداء البلاد في الخارج? أليس من الحكمة ان يلجأ الرئيس بشار الأسد إلى تقليص نفوذ وسلطات الشرطة السرية الرهيبة في البلاد, والحد من جشع حاشيته وأقرب الناس إليه, والسماح لشعبه بالمزيد من الحريات الحقيقية, مع الاستعداد لفتح الباب أمام »المعارضة الوطنية« ودعاة حقوق الانسان ونشطاء الحريات المدنية الذين يعارضون مثله ما تريد اسرائيل وأميركا فرضه على سورية?

مما لاشك فيه ان الرئيس السوري بشار الاسد سيرد على ذلك قائلا انه كان من الممكن ان يكون أكثر ليبرالية مثلما حاول ان يفعل في بداية حكمه لو كانت الظروف في المنطقة أقل عدوانية وتوتر, -وأيضا لو لم تكن سورية واقعة بين شقي رحى- هما الحرب في العراق على الحدود وسياسة القمع والبطش التي تنتهجها اسرائيل بحق الفلسطينيين على حدودها ايضا!

إلا ان تصرفات الرئيس بشار الأسد غامضة وتدعو إلى الحيرة والتساؤل: هل هو -في دخيلة نفسه- مصلح لكنه يواجه تهديدات قاتلة موجهة إلى بلده وإليه شخصيا? أم هو رئيس مسؤول لكنه خاضع لنفوذ افراد الحاشية والأقرباء الذين لا يرحمون? أم هو ببساطة يحاول اكتساب السلطة المطلقة على غرار ما فعل والده?

من أكبر وسائل الاختبار التي يواجهها بشار الأسد كزعيم وتواجهها سورية كشعب محاولة تقليص ما تبقى من نفوذ لدمشق في لبنان. هذا التحدي فرضته اميركا وفرنسا اللتان استمرتا في مراقبة تنفيذ قرار مجلس الأمن (رقم 1680 في

17 مايو الماضي بضرورة اقامة علاقات ديبلوماسية مع لبنان كخطوة لها مغزاها الكبير في تأكيد سيادة لبنان ووحدة اراضيه واستقلاله السياسي.

لكن يبدو ان التحالف الفرنسي ¯ الاميركي استمر فقط لمدة وجيزة ليظهر التنافس بين الدولتين بعد ذلك فكل من فرنسا واميركا الآن تحاول ملء الفراغ الذي تركته سورية في لبنان عقب انسحاب قواتها من هناك ورفضت سورية قرار مجلس الامن باعتباره تدخلا في شؤونها الداخلية ¯ واعطت اشارة صريحة بأنها لن تتراجع عن موقفها دون الدخول في معركة تدافع فيها عن حقوقها.

الا ان ذلك ليس مجرد مشكلة جانبيه تعمي الآخرين عن الحقيقة الاساسية وهي ان لبنان ذو اهمية كبرى بالنسبة لسورية فالمسافة بين دمشق (العاصمة) والحدود اللبنانية اقل من 20 كيلومترا وسيظل قلب سورية مكشوفا امام اية قوات كاسحة قادمة من وادي البقاع اللبناني وعلى مدى العقود الماضية ظلت السياسة السورية تحافظ على مبدأ اساسي مهم هو منع اية قوة معادية من تأسيس نظام راسخ في لبنان يستطيع القيام بعمليات عسكرية معادية لدمشق انطلاقا من التراب اللبناني.

لقد بذلت سورية جهودا كبيرة كي تبعد لبنان عن اية علاقات مع اسرائيل وظلت تمارس ضغوطها بهذا الشأن في حدود نفوذها وكانت اسرائيل قد غزت لبنان مرتين (وليس مرة واحدة) اولاهما في عام 1978 وثانيهما على نطاق اوسع في عام 1982 وفي المرة الاخيرة قتلت اسرائيل نحو 17 الف لبناني وفلسطيني وحاصرت وقصفت بيروت. وكان من بين اهداف اسرائيل اخراج سورية من لبنان واخضاع لبنان للسيطرة الاسرائيلية الا ان المحاولة فشلت عندما اجهضت سورية مشروع سلام اميركيا بين اسرائيل ولبنان عام .1983

هناك نقطة جوهرية الآن تتعلق بالصراع من اجل الظفر بلبنان وهي التحقيق في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري في فبراير 2005 وكان رفيق الحريري صديقا شخصيا للرئيس الفرنسي جاك شيراك والمعروف ايضا انه كان مليارديرا القى بكل ثقله (اثناء رئاسته للوزارة اللبنانية) لاعمار لبنان وانعاشه بعد الحرب الاهلية وبرز الحريري في الآونة الاخيرة كمتحد قوي مناهض للسيطرة السورية على بلاده وتعرضت سورية لانتقادات كثيرة بسبب اغتياله.

وعلى الرغم من اصرار الحكومة السورية على براءتها الا انها تشعر بقلق شديد وهي تنتظر تقرير المحقق البلجيكي الدولي »سيرج براميرتس« الذي سيصدر هذا الشهر كما ان الرئيس الفرنسي جاك شيراك الذي ايد بشار الاسد لدى وصوله الى السلطة في البداية تحول الى عدو لدود شديد الحرص على تقديم قتلة الحريري للعدالة. واضا تضمن تقرير »سيرج براميرتس« دليلا قويا يدين كبار المسؤولين السوريين في جريمة اغتيال الحريري فان الضغوط الدولية والمحلية ستتزايد ضد الرئيس السوري بشار الاسد لتصل الى مستويات بالغة الحرج ويبدو ان موجة الاعتقالات الاخيرة بحق معارضي الحكومة كانت انذارا شديدا موجها للمنشقين بأن النظام لا يزال ثابتا وان قبضته على مقاليد الامور لاتزال قوية الا ان تلك الاعتقالات قد تتضح في النهاية بأنها حركة جوفاء فاذا ادان التقرير بطانة الاسد واتهمها بالضلوع في اغتيال الحريري فإن سورية ستواجه عقوبات قاسية تضعف بشدة مواقف المعادين للولايات المتحدة واسرائيل في الشرق الاوسط.

 

الحبش: اذا كانت المذكرات "بلا قيمة" فلماذا اجتمعوا من أجلها مرتين

دمشق: تصويت البرلمان اللبناني على مذكرة جنبلاط "سابقة" تستوجب التعامل بالمثل

دمشق-ا.ف. ب: صرح المحامي السوري حسام الدين الحبش امس ان تصويت مجلس النواب اللبناني برفض مذكرة الجلب الصادرة عن القضاء العسكري السوري بحق الزعيم الدرزي وليد جنبلاط "سابقة تستوجب المعاملة بالمثل" من البرلمان السوري. وقال الحبش "ما صوت عليه البرلمان اللبناني سابقة من وجهة نظري تستوجب المعاملة بالمثل من البرلمان السوري في اي دعوى او قضية تقام ضد اي مسؤول رسمي سوري في لبنان وخارجه". وكان مجلس النواب اللبناني رفض في 30 مايو مذكرة الجلب التي اصدرها القضاء السوري عبر الانتربول بحق النائب والزعيم الدرزي وليد جنبلاط وطلب رد الطلب السوري لانه "يمس بكرامة مجلس النواب والشعب الذي يمثله". وعبر المجلس عن "استنكاره مذكرات الاحضار والدعوة التي اصدرتها السلطات السورية واعتبرها مخالفة للدستور وتمس كرامة المجلس والشعب اللبناني الذي يمثله".

وردا على سؤال عن مذكرة الجلب هذه التي رأت اطراف لبنانية ان "لا قيمة لها" تساءل الحبش "اذا كانت المذكرة لا قيمة لها كيف اجتمع البرلمان اللبناني مرتين وكانت المذكرة البند الاول والاهم في جدول اعماله?". وتابع "لماذا تم التصويت من قبل الاكثرية على رفض هذه المذكرة ان لم يكن لها قيمة?«

وكان جنبلاط عضو الاغلبية النيابية اتهم في تصريحات صحافية دمشق باغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري وشخصيات اخرى معارضة في 2005 في لبنان. واوضح الحبش ان مجلس النواب اللبناني بحث في مذكرة الجلب الصادرة عن القضاء العسكري السوري ضد جنبلاط لكنه لم ينظر في مذكرات اخرى تشملها الدعوى وتتعلق احداها بدعوة اطلقها جنبلاط الى احتلال سورية.

اما المذكرتان الاخريان فتتعلقان "بدعوة جنبلاط حزب الله الى توجيه صواريخه الى العمق السوري بدلا من اسرائيل صديقته وليست عدوته مثل سورية واخرى وجهها الى المعارضة السورية المحظورة للسعي لدعم الغرب ودعمه شخصيا لتتكرر في سورية الحالة الديمقراطية التي ارادها في العراق"

ودعا الحبش العرب الى ان "يحكموا ايا من تلك المذكرات تشكل تهديدا للامن العربي وتشكل تدخلا سافرا في الشأن الداخلي لدول الجوار". من جهة اخرى اكد الحبش مجددا انه ينتظر نتائج مساع عربية قبل تنازله المشروط عن "حقه الشخصي" في الدعوى التي رفعها على جنبلاط موضحا ان طي الملف بالكامل يتم بمرسوم عفو رئاسي خاص او بقرار قضائي. وقال "تعهدت بان اتنازل عن حقي الشخصي بناء على الوساطة المصرية في اتحاد المحامين العرب لكن ذلك لن يتم الان وقبل التأكد من ان جنبلاط وجوقته توقفوا عن الادلاء باي تصريحات تمس سورية شعبا وحكومة وعن تهديد امنها الداخلي". واضاف "سيتم اختبار جنبلاط ورفاقه. اذا التزموا وابدوا حسن نية وابدوا فرصة للتهدئة بين سورية ولبنان والتزموا بتصريحاتهم الادب السياسي حينها سيتم اسقاط الحق الشخصي ليبقى الحق العام". وتابع ان اسقاط الحق الشخصي "يحتاج الى دعوة المحامين العرب الذين اشتركوا معي في الادعاء على جنبلاط لاسقاط الحق الشخصي مما يتطلب فترة لا تقل عن شهرين". الا ان الحبش اوضح ان "طي الملف بالكامل وفقا للقانون السوري يتم بمرسوم عفو رئاسي خاص او بقرار قضائي وهذا سابق لاوانه الان".

 

العجوز: على الاجهزة الامنية معاقبة الموتورين الذين نالوا من بيروت تخريبا

وطنية - 4/6/2006 (سياسة) استقبل رئيس مجلس قيادة حركة الناصريين الاحرار زياد العجوز وفودا شعبية بيروتية من الطريق الجديدة ورأس النبع وعائشة بكار والمصيطبه اعربوا عن استنكارهم واستهجانهم لحالة الترهيب والتوتير المتكررة ضد ابناء بيروت واستنكروا عمليات التخريب التي تطال المناطق لاسباب لا ذنب لاهالي المنطقة فيها الا انتمائهم البيروتي الذي اصبح لدى البعض مكسر عصا مستباح في اي مكان وزمان للنيل منه معنويا وماديا. واعرب العجوز لزواره عن ان بيروت "لم ولن تكون يوما مكسر عصا وانه من الشجاعة والبطولة النادرة ان يتحمل ابناء العاصمة كل التحديات لحماية الوطن من الوقوع في مستنقع الفتنة المنظور".

وشدد العجوز على اهمية قيام الاجهزة الامنية بدورها ومعاقبة الموتورين مؤكدا بان لا مجال لتكرار ما حدث محذرا من مغبة استمرار حالة الاستفزاز والتهويل والترهيب والاستقواء والابتزاز السياسي لان كرامات الناس لا يمكن ان تستباح، والشعارات التي اطلقت في شوارع بيروت لا علاقة لها ببرنامج "بس مات وطن" وارزاق العالم التي تحطمت لا تخضع لملكية المؤسسة اللبنانية للارسال ورئيس تيار المستقبل الذي طالته شعارات الموتورين ليس مساهما في تلك الوسيلة الاعلامية والخلفاء الراشدين ليس لهم علاقة لا من قريب ولا من بعيد بشربل خليل لينالوا حصتهم من التهجمات". وتابع العجوز: "اسئلة كثيرة يطرحها المواطنون في السر والعلن وكما لا يمكننا ان نسمح بالتطاول على الخلفاء الراشدين وعلى المواطنين الابرياء"

 

البطريرك صفير ترأس قداس العنصرة وذكرى تأسيس اذاعة "صوت المحبة"

وطنية-4/6/2006 (سياسة) ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير قداس "احد العنصرة" وذكرى 22 سنة على تأسيس اذاعة "صوت المحبة"، على مذبح الباحة الخارجية في الصرح البطريركي في بكركي، عاونه فيه الرئيس العام لجمعية المرسلين اللبنانيين الاب خليل علوان، القيم البطريركي الاب جوزف البواري، المدير العام لإذاعة "صوت المحبة" الاب فادي تابت والآباء: موريس شدياق، عمر الهاشم، نديم الحلو، حنون اندراوس، جورج ابو شعيا ومارون حرب، في حضور النائبين شامل موزايا وعباس هاشم، رئيس الرابطة المارونية الوزير السابق ميشال اده وحشد من المؤمنين والفاعليات السياسية والاجتماعية.

العظة بعد الانجيل المقدس القى البطريرك صفير عظة بعنوان "فامتلأوا جميعا من الروح القدس"، تحدث فيها عن احد العنصرة وحلول الروح القدس على الرسل التلاميذ وقال:"هذا الاحد هو احد العنصرة، او حلول الروح القدس على الرسل التلاميذ، وقد وصف كتاب اعمال الرسل هذا الحدث الكبير في تاريخ الكنيسة، فقال:" في تمام اليوم الخمسين، كانوا كلهم معا في مكان واحد. فحدث بغتة دوي من السماء كأنه دوي ريح عاصفة، وملأ كل البيت حيث كانوا جالسين، وظهرت لهم ألسنة منقسمة كانها من نار، واستقر على كل واحد منهم لسان. وامتلأوا كلهم من الروح القدس"، وبدأوا يتكلمون بألسنة اخرى، كما كان الروح يؤتيهم ان ينطقوا. هذه هي الاعجوبة الكبرى: أناس بسطاء، اصبحوا علماء، اناس ضعفاء اصبحوا اقوياء، اناس جبناء اصبحوا شجعانا لا يهابون العذابات والموت في سبيل المسيح".

لنستلهم الروح القدس ليهدينا ما علينا ان نعمل، وكيف يجب ان نتصرف في الظروف الحرجة التي نعيش فيها. وهذا ما نسأله لاذاعة "صوت المحبة" التي اتى جميع العاملين ليحتفلوا معنا بذكرى تأسيسها، وليسألوا الله الشجاعة لمواصلة عملهم، على الرغم من الانتكاسة الكبرى التي اصابت هذه الاذاعة.

ونتابع حديثنا عن رسالة البابا يوحنا بولس الثاني "الاهتمام في الشأن العام". فنرى انه لا بد من التعاون بين بلدان في مجموعة جغرافية واحدة، وان التوق الى التحرر من العبودية هو امر نبيل، وانه لا بد من المحافظة على كرامة الانسان، سائلين الله، بشفاعة امه البتول، ان يهدينا الى ما فيه خلاصنا وخلاص بلدنا من محنه. 1- التعاون بين بلدان من مجموعة جغرافية واحدة. 45- ان ما قلناه ( عن وجوب اصلاح المؤسسات السياسية، وتعزيز الروح الديموقراطية، وهذا شرط ضروري وضمانة اكيدة لنمو كل انسان) لا يمكن ان يتحقق دون مشاركة الجميع، لا سيما الجماعة الدولية، في اطار تضامن كل الناس، بدأ بالاكثر تهميشا في العالم. ومن المرغوب فيه، مثلا، ان تقيم البلدان، في المجموعة الجغرافية الواحدة، صيغا من التعاون تجعلها اقل تبعية لمنتجين اقوى منها، وان تفتح حدودها لمنتجات المنطقة عينها، وان تنظر في امكانية تحقيق كامل منتجاتها، وان تتشارك لتفيد من الخدمات التي ليس بوسع كل منها ان ينظمها، وان توسع مجال تعاونها الى القطاعين النقدي والمالي.

والترابط هو امر راهن بين بلدان كثيرة. والاقرار به، اقرارا يجعله اكثر نشاطا يمثل حلا في وجه التبعية المفرطة بالنسبة الى بلدان اكثر غنى وقدرة، وذلك في مجال التطور المرغوب فيه، دونما مواجهة مع أحد, بل باكتشاف الامكانات الخاصة, وتقييمها احسن تقييم.

والبلدان, التي هي في طريق النمو, في مجموعة جغرافية واحدة, خصوصا تلك التي هي جزء مما يسمى "الجنوب", بامكانها ومن واجبها ان تنشىء

كما بدأ ذلك يتحقق مع نتائج واعدة –

تنظيمات اقليمية جديدة, تحكمها قواعد المساواة, والحرية, والمشاركة في الائتلاف بين الدول. الخاتمة

2- توق الانسان الى التحرر 46- ان الشعوب والافراد تصبو الى التحرر: والبحث عن التطور الكامل هو دليل رغبتهم في تذليل العقبات الكثيرة التي تحول دون تمتعهم "بحياة اكثر انسانية". لقد انتشرت اخيرا, في الفترة التي تبعت نشر الرسالة العامة "ترقي الشعوب", في بعض قطاعات الكنيسة الكاثوليكية, خصوصا في اميركا اللاتينية, طريقة جديدة لمقاربة مشاكل البؤس والتخلف, يجعل من التحرر المفهوم الاساسي ومبدأ العمل الاول. لقد اشارت السلطة الكنسية التعليمية, اشارة جاءت في محلها, الى القيم الوضعية, وكذلك الى مخاطر الانحراف المرتبطة في هذا النمط من التفكير والاجتهاد اللاهوتي.

تجدر الاشارة الى ان التوق الى التحرر بالنسبة الى جميع صيغ العبودية, هو امر نبيل, وقيم بالنسبة الى الانسان والمجتمع. والى هذا يرمي النمو, او بالاحرى التحرير, مع الاخذ في الاعتبار العلاقة الوثيقة القائمة بين هذين الواقعين. ان النمو الاقتصادي وحده لا يستطيع ان يحرر الانسان, فهو على العكس من ذلك, ينتهي به الى الوقوع في مزيد من العبودية والنمو الذي لا يشمل الابعاد الثقافية, والفائقة الطبيعة, والدينية, الخاصة بالانسان والمجتمع, لا يسهم في تحرير الانسان تحريرا صحيحا, لانه لا يعترف بوجود هذه الابعاد, ولا يوجه اليها ما له من اهداف.

ان الكائن البشري لا يعتبر حرا تمام الحرية الا عندما يكون متمتعا بكامل حقوقه وواجباته: وهذا القول يصح على المجتمع بكامله. العائق الاول الذي يجب تخطيه من اجل تحرير حقيقي, انما هو الخطيئة والبنى, التي تنتج عنها, بمقدار ما تتفاقم وتنتشر.

ان الحرية, التي حررنا بها السيد المسيح, تحملنا على الارتداد لنصبح خدام الجميع, وهكذا تتجسد مسيرة النمو والتحرير في الممارسة بالتضامن, اي بمحبة القريب وخدمته, خصوصا الاشد فقرا: "حيثما تغيب الحقيقة والمحبة, تفضي مسيرة التحرير الى موت حرية تكون فقدت كل سند".

3- كرامة الانسان 47- امام اختبارات السنوات الاخيرة المحزنة, ومشهد الحقبة الحالية السلبي في مجمله, من واجب الكنيسة ان تثبت بقوة امكانية تذليل العوائق التي تحول دون النمو, عن افراط او تفريط, والثقة بتحرير صحيح. وهاتان الثقة والامكانية تنهضان, في آخر المطاف, على وعي الكنيسة الوعد الالهي الذي اكد لها ان تاريخ الحاضر لا يبقى مغلقا على نفسه, بل هو مفتوح على ملك الله. وللكنيسة ايضا ثقة بالانسان, مع علمها بما هو قادر عليه من فساد, لانها تعرف - على الرغم من الخطيئة الموروثة, والخطيئة التي بامكان كل من الناس ان يقترفها - ان في الانسان صفات وطالقة كافية, وفيه "طيبة" اصيلة, لأنه على صورة الخالق الخاضعة لتأثير فداء المسيح الذي "اتحد هو نفسه, نوعا ما, بكل انسان, ولأن عمل الروح القدس الفعال يملأ العالم".

 لهذا, لا مجال الى تبرير اليأس, والتشاؤم, والخمول, ويجب القول, ولو بمرارة, انه كما ان الانسان يخطأ بدافع من انانية, وبرغبة جامحة في الكسب والسلطة, يمكنه ايضا ان يقترف الاخطاء, عند مواجهة الحاجات الملحة لجموع بشرية غارقة في التخلف عن خوف, وترتد في الواقع, عن جبانة. اننا جميعا مدعوون, لا بل ملزمون بان نرفع تحدي السنوات الاخيرة من الالفية الثانية, وهو تحد رهيب, ولو اننا جميعا نواجه اخطارا داهمة: ازمة اقتصادية عالمية وحربا دون حدود لا غالب فيها ولا مغلوب. ازاء هذا الخطر, لا قيمة للتمييز بين اشخاص او بلدان غنية, اشخاص او بلدان فقيرة, الا اذا اخذنا في الاعتبار المسؤولية الكبرى التي تقع على عاتق الذين يملكون اكثر ويستطيعون اكثر. لكن ليس هذا هو الدافع الوحيد ولا الاهم. فالذي يدخل في الحسبان, هو كرامة الانسان التي اوكل الخالق الينا الدفاع عنها, والعمل على الارتقاء بها, والتي نعتبر مسؤولين عنها كل المسؤولية, ومدينين لها, الرجال والنساء في كل ظروف التاريخ. ا

ن الوضع الراهن لا يحترم هذه الكرامة, على ما شعر به, بدرجات متفاوتة من الوضوح, كثير من الناس. وكل منا مدعو الى تحمل قسطه في هذه الحملة السلمية, والى قيادتها بوسائل سلمية, لاحراز النمو في السلام, والحفاظ على الطبيعة عينها, والعالم المحيط بنا., والكنيسة, هي ايضا, تشعر بانها معنية في العمق بهذه الطريق التي تأمل لها نهاية سعيدة.

لهذا على مثال البابا بولس السادس في رسالته العامة "ترقي الشعوب", اود ان اتوجه الى الجميع, رجالا ونساء, دونما استثناء ببساطة وتواضع, حتى اذا ما اقتنعوا بخطورة الساعة الحاضرة, ووعوا ما عليهم من مسؤولية شخصية, وضعوا موضع العمل - بطريقة حياتهم الفردية والعائلية, باستعمالهم الخيور, وبمشاركتهم كمواطنين, وبمساهمتم في المقررات الاقتصادية والسياسية, وبالتزامهم الخاص على الصعيدين الوطني والدولي - التدابير التي يوحي بها اليهم التضامن, ومحبة الفقراء المفضلة, التي تتطلبها الظروف, وتقضي بها خاصة كرامة الشخص البشري الذي هو صورة الخالق, وهي صورة لا يمكن تحطيمها, وهي عينها في كل منا.

وعلى ابناء الكنيسة, في هذا المجهود, ان يكونوا قدوة وهداة, لأنهم مدعوون, وفق المنهج الذي اعلنه المسيح عينه في مجمع الناصرة, لحمل "الخبر السار" الى الفقراء, واعلان الخلاص للاسرى, وعودة النور الى العميان, واطلاق سبيل السجناء, واعلان سنة نعمة الرب.

وتجدر الاشارة الى الدور الهام الذي يقوم به العلمانيون, رجالا ونساء, على ما اشار اليه مجمع الاساقفة الاخير. ويعود اليهم في ذلك امر انعاش الوقائع الزمنية بغيرة مسيحية, وامر سلوك شهود وفعلة سلام وعدالة. ان ما شهدناه عندنا في بحر الاسبوع الفائت لا يدل على اننا نحترم كرامة الانسان, لا بل يدل, على العكس من ذلك, ان مجتمعنا لا يزال يعاني من مرض فقدان المناعة, واننا ما زلنا في امس الحاجة الى معالجة جدية تعيد الينا ثقتنا بنفوسنا وبعضنا بالبعض الآخر, وبوطننا لانهاضه من كبوته. ألا اعاننا الله على شفائنا مما بنا".

 

افتتاح مكتب للتيار الوطني الحر في شدرا كنعان

حرية التعبير مقدسة لكن تحت سقف القانون

وطنية ـ 4 ـ 6 ـ 2006 (سياسة)

افتتحت هيئة التيار الوطني الحر في شدرا - عكار مكتبًا للتيار في حضور ممثل العماد ميشال عون النائب في كتلة التغيير والاصلاح ابراهيم كنعان، والمنسق العام للتيار الدكتور بيار رفول، وعدد من قياديي التيار ومنسق عكار جان حنا ومنسق شدرا طوني غطاس، وفاعليات المنطقة وحشد غفير من المناصرين. وبعد افتتاح مكتب التيار، انتقل الجميع الى مطعم "منتزه التنور" حيث كان الاحتفال والقيت خلاله كلمات عدة. بداية مع النشيد الوطني اللبناني ثم كلمتان لمنسقي عكار وشدرا، ثم تحدث الدكتور رفول فأكد ان "رجال التيار الوطني الحر ليسوا ازلامًا لاحد بل هم اصحاب قضية"، مشيرًا الى ان لبنان لا يمكن ان يكون لفئة واحدة لأنه يموت ويصبح بلا معنى".

واضاف: "سوريا اصبحت خارج لبنان، ولبنان تحرر وعلينا ان نحافظ على استقلالنا وسيادتنا من خلال وحدتنا وتضامنن". وتابع رفول: "ان الإتهامات التي تطاول التيار الوطني الحر اليوم انما تزيدنا قوة، ونحن نحارب لأن خطابنا وطني ونطالب بالاصلاح السياسي والمالي". وقال رفول: "ان لبنان في حاجة إلى بطل يجمع اللبنانيين على الثوابت الوطنية، والى رجل يعيد الأمل بلبنان..." والقى النائب ابراهيم كنعان محاضرة بعنوان "من التحرير الى التحرر" جاء فيها: "مرت علينا وعلى لبنان ايام سود كثيرة لكننا لم نتخل عن الايمان بالوطن، ان مسيرتنا في التيار الوطني الحر مسيرة نضال مستمرة، نضال من اجل كرامة كل فرد في لبنان، ومن اجل تحقيق سيادة لكل اللبنانيين، ومن هنا نجدد العهد والوعد بألا يقف نضالنا حتى نكرس السيادة بديمقراطية حقيقية وشراكة حقيقية".

وتابع كنعان: "العماد عون جمعنا على القرآن والانجيل، وكان الأمل ولا يزال بوطن لكل اللبنانيين، والشراكة والديمقراطية الحقيقية تكرسان الإنجيل والقرآن ووحدة لبنان، تعودنا ان نسمع كلامًا كثيرًا عن اهدافنا واحلامنا، لكننا اثبتنا اننا نحقق احلامنا وسنحقق حلمنا الكبير بالعودة الى شراكة حقيقية في النظام وديمقراطية، وهذا ما يوقف الفساد وهجرة الشباب ويجعل عكار في بيروت وبيروت في عكار.

لم يعد مسموحًا ان تكون السياسة محصورة بمدينة واحدة او بمدينتين، ولم يعد مسموحًا الا تمر السياسة ببيروت وجبل لبنان والشمال والجنوب، وان يشعر اي لبناني بأنه خارج الدولة وخارج فكر الدولة ومنطقها واهتمامها، وهذا هو تحدي التيار الوطني الحر". واضاف:"نقول لكل المشككين اليوم في تحالفاتنا وتفاهماتنا وحوارنا إن الذي لديه ايماننا وينطلق من اقتناعاتنا ويفاوض من موقعه بشعبية وقواعد واقتناعات كهذه، كفيل لرد كل الاتهامات الى اصحابها. ننطلق بعد التحرير من ان لبنان في حاجة إلى التحصين من خلال وحدته الداخلية وليس من خلال الاصطفافات والشارع والخطاب الديماغوجي او المزدوج، نؤمن بالوحدة من خلال الصراحة والشفافية والالتقاء على قواسم مشتركة. من يقول ان 30 سنة من الحروب و20 سنة من الوصاية يمكن الغاؤها في شهرين.

نحن اول من يعترف اليوم وغدًا بأن المسيرة طويلة لتوحيد لبنان وتحقيق الديمقراطية، لكننا بدأناها بايمان ونظافة ويد ممدودة تحت سقف القانون والنظام، ولا توجد تحالفات وتفاهمات تعلو فوق سيادة وقانون لبنان، وهذا الكلام من ثوابت التيار الوطني الحر وعلى اساسه دخلنا المجلس النيابي، وعلى اساسه سندخل الجمهورية الثالثة. نحن لسنا طلاب سلطة مع اننا نعرف طريقها وطريقها سهل جدًّا.

طريقها كان في المرحلة السابقة تقاسم كراس وتكاذبًا، عدم المصارحة وترك الامور الوطنية جانبًا لتحققها او تلغيها ارادات خارجية. نحن الوحيدون الذين لم يراهنوا على الارادات الخارجية، نحن راهنا خلال 15 سنة على نضال شبابنا وشهدائنا وعلى تمسكنا بخط واحد ثابت، وعندما تغيرت السياسة الدولية والتقت مع مصلحة لبنان عندئذ حصل الالتقاء والتغيير. العالم عاد الى لبنان وعاد الى مصالح لبنان ووضعه في الأولوية، وليس لبنان هو الذي ذهب نحو المطالب الدولية او الخارجية. العالم اتى لانه اقتنع ان قضيتنا قضية حق ورسالتنا رسالة حق، ويجب ان تعم لبنان والشرق الوسط، لان بتعميم الحرية والديمقراطية والمشاركة، يسلم المجتمع وبعكس ذلك يخرب المجتمع".

وقال كنعان: "سمعتم البارحة باحداث نتجت عن حلقة من البرنامج التلفزيوني "بسمات وطن"، فحصلت فوضى وشغب. حرية التعبير مقدسة في لبنان ونحترمها ولكن يجب الا تتجاوز سقف القانون في لبنان الذي يؤمن احترام حقوق الآخرين والديمقراطية. حرية التعبير والقانون هذا هو الميزان، وفي حال حصل خطأ في حق مقام نكن له كل الاحترام ويكن له ايضًا من اعد هذا البرنامج كل الاحترام نقول ان الخطأ لا يعالج بخطأ اكبر منه. وبالتالي نؤكد على ثوابتنا الوطنية وعلى روح الحوار وعلى ضرورة التمسك بالسياسة وبالامور الوطنية وبالتفاهمات التي ارست نمطًا جديدًا من التعاطي بالمسائل المصيرية في لبنان انما ايضًا وبالحزم والوتيرة والقوة نفسها، نؤكد على سيادة القانون والمؤسسات ونطلب بعد تجاوز هذه المحنة وبعد ان يتم التحقيق وتتخذ الاجراءات اللازمة، اننا ماضون في مشوار الرؤية المشتركة بين كل اللبنانيين ونمد يدنا إلى الجميع لنصل بلبنان الى الديمقراطية الحقيقية والى لبنان لكل اللبنانيين وليس لفئة واحدة منهم".

ودار حوار بين النائب كنعان والحاضرين. واختتم الحفل بكوكتيل.

 

وفد من حزب الله يزور البطريرك صفير غدا

وطنية ـ 4 ـ 6 ـ 2006 ( سياسة)

يزور وفد من حزب الله عند الساعة التاسعة والربع من صباح يوم غدٍ الإثنين، البطريرك الماروني الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير في بكركي

 

الوزير صلوخ عاد الى بيروت منهيا زيارتين الى ماليزيا والصين

وطنية - 4/6/2006 (سياسة) عاد الى بيروت بعد ظهر اليوم، وزير الخارجية والمغتربين فوزي صلوخ، منهيا زيارتين الى ماليزيا والصين، حيث مثل في الاولى لبنان في المؤتمر الوزاري لحركة عدم الانحياز، فيما شارك في الثانية في اجتماعات المنتدى العربي - الصيني. وقد رافق الوزير صلوخ خلال زيارتيه، مدير الشؤون الدولية في وزارة الخارجية السفير بسام نعماني، الى مدير مكتبه رامي مرتضى. وكان في استقباله على ارض المطار، ممثلة مديرية المراسم في الخارجية السيدة ميرا ضاهر والقائم بأعمال السفارة الصينية وانغ شوبنغ.

ولدى وصوله الى صالون الشرف، صرح بالاتي: "أعود والوفد المرافق من زيارتين متتاليتين وناجحتين الى ماليزيا والصين. ففي ماليزيا مثلت لبنان في المؤتمر الوزاري لحركة عدم الانحياز الذي بحث في جدول اعمال كبير، اضافة الى التحضير لقمة هافانا في شهر ايلول المقبل. وقد شارك لبنان بفعالية في هذا الاجتماع، وكان لنا رأي في مختلف المواضيع المطروحة، لاننا نعتبر حركة عدم الانحياز تجمعا دوليا هاما يمكن لها ان تساهم في تصويب مسار العلاقات الدولية بواقعها الراهن".

أضاف: "كنا قد طلبنا ادراج فقرة خاصة بلبنان تعبر عن دعم المؤتمر له في اجلاء الاحتلال الاسرائيلي عن مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، وتتحدث عن مقررات مؤتمر الحوار، كما تدين الاعتداءات الاسرائيلية والخروق وتطالب اسرائيل بإطلاق الاسرى وتسليم خرائط الالغام، وتؤكد الحق اللبناني في المقاومة لتحرير الارض والدفاع عن الكرامة. وتم تبني هذه الفقرة بالاجماع من قبل المؤتمرين.

وقد تزامن المؤتمر مع الاعتداءات الاسرائيلية التي حصلت على لبنان في الاسبوع الماضي، فأجريت اتصالات مكثفة مع الوفود المشاركة ومع وزير خارجية ماليزيا سيد عبد الله البار، وطلبت اصدار موقف خاص يتعلق بلبنان يضاف الى الفقرة الخاصة به في البيان. وشرحت في كلمتي التي كانت اولى الكلمات التي ألقيت في المؤتمر، أبعاد الاعتداءات الاسرائيلية وفداحتها.

واستطيع ان اقول، اني لمست تجاوب المؤتمرين وتضامنهم مع لبنان في شكل عام، وبالتحديد ازاء اعتداءات الاسبوع الماضي، فقد اصدر المؤتمر بيانا خاصا يدين الاعتداءات ويتضامن مع لبنان ازائها، وهذا امر قليل الحدوث في المؤتمرات الدولية حيث ينصرف المؤتمر عادة الى بحث جدول اعماله، لكن مكانة لبنان الدولية والادانة التي تلاقيها اسرائيل في اوساط الدول التي تنتصر للحق، جعل قضيتنا مطروحة على أوسع المنابر الدولية". أضاف: "من جهة اخرى، اغتنمت مشاركتي في المؤتمر لاجراء بعض اللقاءات الثنائية، ومنها لقاء ناجح جدا مع وزير خارجية ماليزيا الذي اكد دعم بلاده للبنان، وانها سوف تشارك في مؤتمر بيروت حين يعقد، علما ان لماليزيا وديعة معتبرة في مصرف لبنان.

كما أجرينا عرضا شاملا للعلاقات الثنائية وسبل تطويرها. كذلك التقيت على هامش المؤتمر، وزير خارجية ايران وعددا كبيرا من الوزراء ورؤساء الوفود". أما عن زيارة الصين، فقال: "لقد شاركنا في اجتماعات المنتدى العربي - الصيني، وهو مسار يهدف الى توثيق العلاقات بين الدول العربية وجمهورية الصين الشعبية. وأود ان أنتهز هذه المناسبة لاؤكد المصلحة الاستراتيجية بتعزيز علاقاتنا مع الصين على الصعد السياسية والاقتصادية والثقافية، فالصين بلد عظيم وقوة هائلة، والعلاقات معه مليئة بالفرص والامكانات. ولقد سعينا في اطار المنتدى، الى تضمين خطة العمل التي التزم بها الجانبان للمرحلة المقبلة، خطوات ملموسة تؤدي الى تعزيز العلاقة بين العالم العربي والصين".

أضاف: "وعقدنا اثر انتهاء اعمال المنتدى، جلسة مباحثات مطولة وناجحة مع وزير الخارجية الصيني لو تشاو تينغ وأركان وزارته، وخرجنا بعدة نقاط ايجابية، منها تأكيد الوزير الصيني على نظر بلاده ايجابا الى المشاركة في مؤتمر بيروت، وتقديم بلاده مساعدة للاجئين الفلسطينيين في لبنان، وكذلك مساعدة لتجهيز وزارة الخارجية. كما اكد الوزير الصيني دعم بلاده لاستمرار عمل "اليونيفيل" بالعديد والولاية ذاتها، اضافة الى اهتمام الصين بالاستثمار في لبنان. وقد اجرينا عرضا شاملا للعلاقات الثنائية وسبل تطويرها. وقد اغتنمت المناسبة لاشكر الصين على ارسالها كتيبة للمشاركة في قوات "اليوينفيل".

كما التقيت على هامش المنتدى، عددا من زملائي وزراء الخارجية العرب المشاركين منهم وزير الخارجية الفلسطيني محمود الزهار، ومع الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى".

 

النائب سعد الحريري زار نائب رئيس مجلس الوزراء العماني

بحثنا في تفعيل التعاون الاقتصادي لما فيه مصلحة البلدين

وطنية-4/6/2006(سياسة) توج رئيس كتلة "المستقبل" النيابية النائب سعد الحريري زيارته لسلطنة عمان بزيارة نائب رئيس مجلس الوزراء العماني فهد بن محمود آل سعيد في مقره في مسقط وعقد معه اجتماعا دام ساعة و ربع الساعة، حضره وزير الأشغال العامة والنقل محمد الصفدي، النائب غازي يوسف، سفير لبنان في مسقط عفيف أيوب، وزير التجارة والصناعة العماني مقبول بن علي بن سلطان ورئيس شركة "كونفيكس" رفيق زنتوت، وتم البحث في الأوضاع السياسية العامة في لبنان والمنطقة وكيفية تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين و كيفية تفعيلها.

بعد اللقاء، تحدث آل سعيد فقال:"كان اللقاء اخويا ووديا وخصوصا ان هناك الكثير من الأمور التي تربط عمان بلبنان و نشعر انه آن الأوان لان يكون التعاون أوثق مع لبنان في كل المجالات." بدوره قال النائب الحريري :" ان العلاقات بين لبنان و عمان علاقات تاريخية ونائب رئيس مجلس الوزراء مطلع على الأوضاع في لبنان و متابع لها متابعة يومية، تم التطرق الى كيفية توثيق التعاون الاقتصادي لما فيه مصلحة البلدين من خلال زيارات رجال الأعمال اللبنانيين الى عمان وذهاب رجال الأعمال العمانيين للاستثمار في لبنان. كذلك بحثنا في أوضاع المنطقة و ان شاء الله يكون هناك تعاون اقتصادي وسياسي في المستقبل." سئل:هل لمستم تفاؤلا من المسؤولين العمانيين بمستقبل الأوضاع في لبنان؟ أجاب:"الأمور جيدة في لبنان و نحن نقول دائما ان للديموقراطية ثمن بسبب تعدد الآراء.

هناك تفاؤل دائم لان لدينا أيمان بأن لبنان هو بلد حر ومستقل وعربي، ويجب ان يقوم من جديد، ونحن لدينا دائما مطلب أساسي وهو أن تكون لنا علاقات مميزة مع كل إخواننا العرب وخصوصا مع سلطنة عمان و هذه الأمور تتحقق يوما بعد يوم." وكان النائب الحريري قد استقبل في مقر إقامته في العاصمة العمانية مسقط وفدا من رجال الأعمال الشباب ثم وفدا من رجال الأعمال اللبنانيين في عمان.حيث اطلع من كلا الوفدين على أوضاع الجالية اللبنانية في المنطقة كما وضعهم في صورة الأجواء السائدة حاليا في لبنان والجهود التي تبذلها الحكومة للنهوض بالبلاد والسعي الى استتباب الأمن والاستقرار فيه . بعدها رعى النائب الحريري حفل التوقيع على مذكرة تفاهم لإنشاء مجلس الأعمال العماني اللبناني .

وقد وقع المذكرة عن الجانب اللبناني جهاد تنير ممثلا الندوة الاقتصادية اللبنانية وعن الجانب العماني رشاد بن محمد الزبير، ويهدف المجلس المزمع إنشاؤه إلى تطوير العلاقات التجارية والاقتصادية بين رجال الأعمال في كلا البلدين و ترويج فرص الاستثمار المتبادل على أن يتم التوقيع على البروتوكول النهائي لإبرام هذه الاتفاقية خلال فترة أقساها ثلاثة اشهر. و كان النائب الحريري لبى مساء أمس دعوة وزير التجارة والصناعة مقبول بن علي بن سلطان لمأدبة عشاء أقامها مساء في فندق البستان حضرها الأعضاء المشاركون في ملتقى رجال الأعمال العماني- اللبناني و تم خلالها تسليم درعين تقديريين لكل من النائب الحريري والوزير مقبول .

 

حفل ازاحة الستار عن تمثال البابا يوحنا بولس الثاني في مار الياس

وطنية - 4/6/2006 (سياسة) احتفل اللبنانيون وبدعوة من تلفزيون "تيلي لوميير" بازاحة الستار عن تمثال البابا يوحنا بولس الثاني, في حديقة كنيسة مار الياس في القنطاري, في حضور رسمي وشعبي ورعاية البطريرك الماروني الكاردينال بطرس صفير. ترأس القداس رئيس اساقفة بيروت للموارنة المطران بولس مطر الذبيحة الالهية يحيط به امين عام مجلس البطاركة والاساقفة الكاثوليك الخوري ريشارد ابي صالح ورئيس كهنة كنيسة مار الياس الخوري انطوان عساف وامين سر مطرانية بيروت الخوري بيار ابي صالح وحضور المعاون البطريركي المطران رولان ابو جودة ممثلا البطريرك صفير, بطريرك كيليكيا للارمن الكاثوليك نرسيس بدروس التاسع عشر والمطران سليم غزال ممثلا بطريرك انطاكيا وسائر المشرق غريغوريوس الثالث لحام والمطران انطوان بيلوني ممثلا بطريرك السريان الكاثوليك اغناطيوس بطرس الثامن عبد الاحد والسفير البابوي في لبنان المونسينيور لويجي غاتي وعدد من المطارنة والكهنة. وشارك في القداس والاحتفال ممثلو الرؤساء الثلاثة: الوزير السابق رئيس المجلس العام الماروني الشيخ وديع الخازن ممثلا رئيس الجمهورية العماد اميل لحود, النائب عبد اللطيف الزين ممثلا رئيس مجلس النواب نبيه بري, ووزير التربية والتعليم العالي الدكتور خالد قباني ممثلا رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة والعميد الركن عاطف نجم ممثلا وزير الدفاع الياس المر وقائد الجيش العماد ميشال سليمان ومدير عام امن الدولة العميد الياس كعيكاتي والعقيد مارون نصر ممثلا مدير عام الامن العام العميد وفيق جزيني والعقيد مارون نصر ممثلا مديرية قوى الامن الداخلي والعميد جورج سلامة ممثلا قائد الدرك, كما حضر الوزير ميشال فرعون والنواب السادة: سمير عازار, سيرج طور سركيسيان, آغوب بقرادونيان, شامل موزايا, نبيل البستاني, بيار دكاش, فؤاد السعد, اللواء نديم لطيف ممثلا النائب العماد ميشال عون, بول زيادة ممثلا النائب ستريدا جعجع, رئيس مجلس القضاء الاعلى القاضي انطوان خير, الوزير السابق ميشال خوري, رئيس الرابطة المارونية الوزير السابق ميشال اده, نقيب الصحافة محمد البعلبكي, عميد المجلس العام الماروني المهندس ريمون روفايل, عضوي مجلس بلدية بيروت رشيد الجلخ وجورج تيان وشخصيات حزبية, اجتماعية ونقابية وحشد من ابناء بيروت.

بركة بابوية وبعد الانجيل تلا المونسينيور لويجي غاتي البركة البابوية وفيها: "لقد ابلغت، بحسب ما يقتضيه واجبي، امانة سر دولة الفاتيكان ومن خلالها قداسة البابا بندكتوس السادس عشر انه سيصار الى تدشين نصب تذكاري للبابا يوحنا بولس الثاني.

وجوابا على ذلك كتب لي المكلف بامانة سر الدولة، المطران ليوناردو سندري ما يلي: "ان الاب الاقدس، بعد ان ابلغ بهذا التكريم المقام للبابا يوحنا بولس الثاني، يحيي من صميم قلبه الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير بطريرك انطاكيا وسائر المشرق للموارنة التي سيبارك هذا الاحتفال، والمطران بولس مطر رئيس اساقفة بيروت للموارنة الذي يترأس الذبيحة الالهية، والبطاركة والاساقفة الحاضرين بالاضافة الى جمهور المؤمنين المجتمعين للصلاة والشكران". كما يحيي قداسته السلطات المدنية، ويخص بالتحية المسؤولين عن تلفزيون "تيلي لوميار" الذين هم بالاساس اصحاب هذه المبادرة, مستمطرا على كل المشتركين فيض مواهب الروح القدس، الاب الاقدس منحهم جميعا، من صميم القلب، بركته الرسولية الخاصة.

وبعد الانجيل المقدس القى المطران مطر عظة جاء فيها: "عيد العنصرة هو عيد الكنيسة أمنا، وهي التي فيها ولدنا للايمان وللسعي إلى تحقيق الإنسانية الموحدة على الأخوة والمحبة. ففي مثل هذا اليوم ومنذ ألفي سنة تم إطلاق رسل المسيح الإثني عشر إلى عمل البشارة بالإنجيل بعد أن حل عليهم الروح القدس في علية أورشليم وألبسهم الحكمة بدل الجهل والقوة بدل الضعف والثبات في المحبة وفي الحقيقة بدل التردد والضياع في الأنانيات وفي النسبيات. إنه عيد كبير أصلا عند اليهود وعند الشعوب المحيطة؛ وله علاقة بزمن الحصاد واستقبال المواسم. يتجمع فيه الناس من كل حدب وصوب.

أما في الكنيسة فقد صار عيد بداية الزرع الروحي الذي أنزله الله كلاما جيدا في القلوب ونفخ فيه الروح القدس ليعطي ثمرا وخبزا للملكوت. كان الرسل مجتمعين والعذراء معهم بحسب التقليد المقدس. فإذا بألسنة من نار تحل على رؤوسهم.

وإذا بالخائفين والمحبطين بفعل موت معلمهم حتى بعد أن رأوه قائما من القبر، يتحولون إلى رسل للبشارة غير هيابين لقوى العالم ولو مجتمعة عليهم وإلى مدركين لمعنى الخلاص وعاملين دون كلل على نشره في كل الأرض. يخبرنا كتاب أعمال الرسل أن جماعات متعددة كانت حاضرة يوم العيد في أورشليم، من يهود ويونانيين ومصريين وأروام وعرب؛ وأن هؤلاء استمعوا إلى بطرس يلقي عليهم أول أمثولة في التعليم المسيحي معلنا "أن الذي قتله اليهود، أي يسوع الناصري، قد أقامه الله الآب من الموت وجعله مسيحا وربا". ودعاهم إلى الإيمان به وبرسالته.

 لكن الأعجوبة الكبرى في عظيم دلالاتها قد حدثت مع هؤلاء المستمعين إلى بطرس إذ أعلنوا أنهم كانوا ينصتون إليه يكلمهم بلغته الآرامية المعهودة، أما هم فكانوا يسمعونه يكلم كلا منهم بلغته الأم. ولأول مرة بعد بلبلة الألسن في أجواء برج بابل لدى بدايات التاريخ راح الناس يتفاهمون ولم تعد اللغات فاصلا فيما بينهم، ويدركون أنهم أبناء الله الواحد على الرغم من اختلافاتهم الدينية والعرقية والقومية والاجتماعية على أنواعها. إنه الوعد الحقيقي الذي أطلقه الروح القدس الحال على التلاميذ، بأن الإنسانية ستنال هي أيضا هذا الروح عينه وأنها إذا ما قبلت روح الله الآتي ليعيد خلقها من جديد ستعرف وضعا جديدا ينقذها من التفرقة والموت ويعيدها إلى الوحدة وإلى الحياة.

ومنذ ذلك التاريخ تغيرت مفاهيم العلاقات بين الأديان وبين الشعوب. فبدلا من أن يكون لكل شعب إلهه ودينه ونطاق حياته المقفل على الآخرين، ولدت في الأرض وانتشرت فكرة الوحدة العالمية، وهي غير العولمة الحديثة، التي ترى في الناس على اختلاف أنواعهم أبناء لعائلة واحدة لها في الأساس مصدر واحد هو الله ولها في النهاية مصير واحد.

إنه وعد الله للذين يقبلونه. ولولا الإيمان بهذا الوعد لما كان لنا رجاء في تحسين حالنا في أي مكان ولا في أي زمان ننتمي إليه. في جو هذا العيد نحيا اليوم في بيروت حدثا خاصا ومميزا يتمثل بوضع نصب للبابا الراحل يوحنا بولس الثاني، تكريما لرسول المحبة هذا ووفاء لذكرى زيارته إلى لبنان وإقامته القداس في عاصمتنا، وشكرا لما أطلقه في وطننا من مقولة بأنه أكثر من وطن وبأنه رسالة عيش واحد كريم بين المسيحيين والمسلمين يستحق أن يقدم أنموذجا للشرق كما للغرب ومثالا لما ينبغي عندهم ولما يجدر أن يكون. لكن أول ما نقوله في هذا الرسول الآتي من الله لا إلى الكنيسة فحسب بل إلى الإنسانية بأسرها، هو أنه رسول تلك العنصرة بالذات وكأنه آت على التو منها على صورة بطرس ورفاقه لينشر عبيرها في الأرجاء ويكون خادما لإنجيل المسيح على أبهى ما تكون هذه الخدمة المقدسة.

لقد شعرنا حياله أول ما وصل إلى كرسي بطرس أنه لا يستحي بالإنجيل، لا بل يرى فيه قاعدة تلاق لجميع الناس على الخير وعلى المحبة التي لا حسابات لها ولا مآرب. وقد تمحورت جهود حبريته حول موضوعين أساسيين كرس لهما تعبه وعمره، هما موضوع إعادة الوحدة إلى المسيحيين ليكونوا معا رسل سلام وعيش صادق في العالم بأسره، وموضوع الحوار بين الأديان والحضارات من أجل تفاهم مخلص حول جوهر الحقيقة الواحدة التي تنبع من الله وسط تنوعات مشروعة للتعبير عنها في الجغرافيا والتاريخ الإنسانيين. وانطلاقا من هذه القناعة راح يجوب الأرض دون كلل أو ملل ويلتقي الشعوب بمئات الملايين يقصدهم إلى ديارهم ويقبل تراب الأرض التي عليها يعيشون ويفتح باب قلبه ليضمهم إليه بصلاته الخاشعة أمام الله. فتحول يوحنا بولس الثاني إلى سد منيع دون استغلال الدول للدول والشعوب للشعوب ودون رفض الآخر وإذلاله، ودون هذه الأفكار السوداء التي تصور الحضارات وكأنها حتما إلى تصادم مثبتا عكس هذه المقولات كلها. وأطلق في الدنيا رجاء جديدا بالتلاقي بين أبنائها على صورة ما حصل يوم العنصرة عندما تمت أعجوبة اللغات والتفاهم بين الحاضرين.

 فلا عجب بعد ذلك أن يكون هذا البابا الرائع قد نزل في كل القلوب وحل في الضمائر حلولا عجيبا وكأنه صار يخص الجميع، أو كأنه بات تراثا من تراثات الإنسانية الشاملة. ولا عجب أيضا أن يكون قد اجتمع لوداعه عندما انطفأت عيناه عن أنوار هذا العالم أكثر من أربعة ملايين إنسان بما يشبه مبايعة حقيقية لشخصه ونضاله من أجل الإنسان مهما كان دينه ولونه وانتماؤه.

أما في لبنان، فنحن اليوم ملزمون لا بتكريمه في الظاهر وحسب، عبر وضع أنصاب تمثله ولوحات تعلن عن زيارته لأرضه، بل نحن بخاصة ملزمون بتحقيق ما تمناه لنا من وحدة ومن تجدد في الإيمان بوطننا على أساس إعلانه رسالة حضارية وثروة بشرية وإنسانية لا مثيل لها. ففي جو الفرقة التي نعيش هذه الأيام، وفي زمن يتأرجح فيه حوارنا بين التفاهم وعدمه، وفي مرحلة تبدو فيها وحدتنا غير متماسكة وغير مجمعة على ظروف تسلم مصيرنا بيدنا على ما يحسن ويليق، نذكر البابا يوحنا بولس الثاني وقد أهدانا إرشاده الرسولي لنبدد به هواجسنا،

ونعالج رواسبنا ونفتح لأجيالنا صفحة جديدة من الرجاء ببلد جميل وقوي معا بروحه الوطنية والإنسانية. فهل نتذكر اليوم أننا أجمعنا إجماعا كاملا على مضمون الإرشاد الرسولي كما لم نجمع حتى على اتفاقات أوقفت الحرب وطوت صفحتها الأليمة في النفوس؟ فلعل هذا النصب الذي بات يرتفع اليوم قرب كنيسة مار الياس في قلب عاصمتنا بيروت يذكرنا من الآن بما يجب أن نتذكره حول توقنا وأحلامنا الطيبة بالخلاص وبالتفاهم والوحدة بين الصفوف! ولنكف جميعا عن تصرفاتنا العبثية أو الفوقية على أنواعها ومن أي جهة أتت فنتلاقى إخوانا كراما وعقولا سمحة وقلوبا فياضة بالحب والغفران ولا يعود يدهمنا الزمن الضائع وكأنه يمر بنا فارغا لا خير فيه ولا تقدم.

بهذا ينتصر فينا روح الله، روح الحق والمحبة والسلام، روح الأخوة الصادقة والمخلصة، روح يوحنا بولس الثاني وجميع أولياء الله فنهتدي بهديهم وتحل علينا بعد طول انتظار نعمة الخلاص. آمين". ازاحة الستار وازاح الستار المطرانان مطر وابو جودة والمهندس عبد المنعم العريس عن تمثال البابا الراحل يوحنا بولس الثاني في حديقة الكنيسة, والقيت للمناسبة كلمات للمطران ابو جودة, المونسينيور غاتي, المهندس العريس والدكتور سعد باسم مجلس ادارة "تيلي لوميار " ونورسات . وعزفت فرقة من الجيش اللبناني وقوى الامن الداخلي النشيد الوطني ونشيد الفاتيكان . كلمة المطران ابو جودة ثم ألقى المطران رولان ابو جودة كلمة جاء فيها: "ان البادرة التي تقوم بها محطة "تيلي لوميار" المرئية والفضائية نورسات بموافقة بلدية بيروت الممتازة، بوضعها نصب المثلث الرحمة البابا يوحنا بولس الثاني في هذا المكان، وامام كنيسة مار الياس المارونية, لهي بادرة مشكورة، ومقدرة كل التقدير.

انها اعتراف بما كان لهذا البابا الكبير من اثر بارز، ليس فقط على الكنيسة الكاثوليكية في العالم، بل على وضع السلام العالمي، وقد شملت محبته جميع الناس، وخصوصا المهمشين، والمنبوذين والمعدمين . قد يطول الكلام اذ اردنا ان نعدد مآتيه ومآثره واسفاره، وما كان لها من اثر ايجابي على السلام في العالم ، وهو من طبع الكنيسة الكاثوليكية، وغير بلد من بلدان العالم بطابعه الفريد. جمع الكرادلة في تسعة مجامع لانتخاب مائتين واثنين وثلاثين كردينالا، ناهيكم عن استقباله العديد من رؤساء الدول، والمطارنة، ما عدا المقابلات العامة. واعلن الفا وثلاثمائة وثلاثة وثمانين طوباويا وطوباوية، وواحدا واربعمائة واثنين وثمانين قديسا من بينهم ثلاثة من لبنان هم : القديس شربل مخلوف ، والقديسة رفقا الريس، والقديس نعمة الله الحرديني. وقد خص بلدنا لبنان بمحبة ابوية فريدة، فوجه دعوة الى الاعداد لمجمع يعقد برعايته في روما ، لمعالجة الوضع المأساوي الذي مر به ، طوال ربع قرن يومذاك ، وكان يوجه بين الحين والحين رسائل وتوصيات وارشادات لمعالجة ما كان يتهدده من مخاطر .

واخيرا زار لبنان، على الرغم من الصعوبات التي كانت تحول دون قيامه بهذه الزيارة، وسلمنا الارشاد الرسولي "رجاء جديد للبنان"، وذلك استنهاضا لثقة ابنائه بنفوسهم، وبمستقبل بلدهم .

والف لجنة رومانية لتتابع مع اللجنة اللبنانية طريقة تطبيقه على خمس سنوات، وكانت كل سنة تجتمع في روما لتقف على مراحل هذا التطبيق . ولن ننسى الزيارة التي قام بها الى لبنان، وما كان لها من اثر كبير في نفوس جميع اللبنانيين على اختلاف مذاهبهم ومشاربهم، وكنا كلما زرنا الفاتيكان، وغالبا ما زرناه، كان يستطلعنا بشوق طلع لبنان واحواله. فكان حاله حال من سئل:" من احب ابنائك اليك، فاجاب صغيرهم حتى يكبر، وضعيفهم حتى يقوى، وغائبهم حتى يعود". وهذه كانت القاعدة التي رسمها لنفسه مع كل بلد وشعب . ولهذا شهدنا يوم مأتمه لافتات كتب عليها: "اعلنوه فورا قديسا".

والناس اليوم يتقاطرون لزيارة قبره في الفاتيكان بالمئات، وقد ادخلت تطويبه مجمع القديسين، وهو ينظر فيها على امل ان تعلن قداسته قبل مرور زمن طويل. انا، اذ نأمل ان يخرج لبنان بشفاعته من مصائبه، نجدد شكرنا لبلدية بيروت ولجميع الذين اهتموا باقامة هذا النصب في هذا المكان، تذكيرا للبنانيين ولابنائهم واحفادهم واجيالهم المقبلة، بمن كان البابا يوحنا بولس الثاني، بالنسبة اليهم والى البشرية جمعاء. كلمة رئيس بلدية بيروت والقى المهندس العريس كلمة جاء فيها:" عام 1997 شاء الحبر الاعظم البابا يوحنا بولس الثاني زيارة لبنان، هذا البلد الذي عاش اصعب ايام تاريخه الحديث، ومن الموقع الذي كان مسرحا ورمزا مشؤوما لمآسي الحرب في قلب بيروت ، تكرس ساحة للوحدة ومنارة للحرية ومنها انطلقت . ان بلدية بيروت ورغبة منها في تخليد هذه الزيارة الحدث اطلقت خلال ولاية مجلسها السابق اسم البابا يوحنا بولس الثاني على حديقة تقع في منطقة الردم البحري، قرب المكان الذي اقام فيه القداس بحيث تكون، فور الانتهاء من اعمال التأهيل، ساحة سلام ووئام وتلاقي لابناء العاصمة وروادها .

كما تجاوب المجلس البلدي مع رغبة مطرانية بيروت المارونية وتلفزيون " تيلي لوميير" لوضع تمثال الحبر الاعظم موقتا في هذه الحديقة التي تملكها البلدية، ريثما تنجز الاعمال في المكان المخصص اصلا، وهو تجاوب جسد ويجسد على الدوام حرص اعضاء مجلس بلدية بيروت على التمسك باصالة الروح الميثاقية التي ترعى العلاقات السلمية بين العائلات الروحية للعاصمة, والتي يمثلها خير تمثيل مجلس بلدي شاءه المغفور له الرئيس الشهيد رفيق الحريري في الاستحقاقين الانتخابيين البلديين عام 1998 و2004 صورة نموذجية حية عن واقع لبنان وتلاقي ابنائه من مختلف الاديان، وكأني به رحمه الله يردد مع الحبر الاعظم، ان لبنان اكثر من وطن هو رسالة حضارة . انني اذ اتطلع الى التمثال والى ما يرمز اليه، والى السادة اصحاب الغبطة والسادة البطاركة والمطارنة والاساقفة وفعاليات المجتمع المدني، ارى فيه وفي وجوهكم الكريمة صورة فياضة بالحب وبالاخوة الانسانية التي تدعو لها الرسالات السماوية جميعها". كلمة الدكتور سعد والقى الدكتور انطوان سعد كلمة باسم " تيلي لوميار " قال فيها :" يطيب لهذا التلفزيون ان يرى في يوحنا بولس الثاني، ايضا، اعلاميا بامتياز ، يجوب الامم على خطى رسول الامم، وقد اوتي سر الكلمة وسحر الاتصال ونجح في التواصل مع الناس فدخل حياتهم من دون تردد .

ولاننا نرى في تعاليمه جوهر رسالتنا وفي شخصه مثالا لعملنا الاعلامي نقدم تمثاله هذا هدية في ذكرى تأسيس محطتنا، والهدية تقدمها من مدينة بيروت، شاكرين لمجلس بلديتها تجاوبه، ولاهلها الشرفاء استقبالهم، ومعهم نهديها الى اللبنانيين الذين احبهم واحبوه، والى كل العرب والمشرقيين، نهديها ونهتدي بمن تمثله، نلتف حوله، ونحافظ عليه حفاظنا على المبادىء الكبيرة التي تجمعنا به .

ونحن من التلفزيون، ومع محبيه، نشكر كل من جعل هذا الاحتفال لائقا بمن نكرم، ابتداء من قداسة البابا بنيدكتوس السادس عشر، وقد عبر لنا عن محبته برسالته ومن خلال مشاركة ممثله بيننا، المطران السفير لويجي غاتي، والبطريريك صفير راعي احتفالنا هذا، وصاحب الفخامة رئيس الجمهورية، وصاحبي الدولة رئيس المجلس والحكومة من خلال ممثليهم الكرام، وكل اصحاب المقامات الحاضرة او الممثلة، ولكل في قلب "تيلي لوميير" مقامه وموقعه .

معكم جميعا، ومع اللبنانيين والمشاهدين، نحيي روح يوحنا بولس الثاني - الذي ننتظر بشغف رؤيته طوباويا وقديسا - ونحيا معه، كلنا، عنصرة الروح المستمر، تحل في انساننا ومجتمعاتنا والاوطان .. روحا تغير كل شيء و" تجدد وجه الارض

 

الجمعيات اللبنانية في فرنسا احتفلت بعيد التحرير وطالبت بقانون حق الانتخاب للمغتربين للتواصل مع الوطن.

وطنية - 4/6/2006 (متفرقات) اقامت مجموعة من الشخصيات والمنظمات المدنية اللبنانية في "باريس قصر اليونسكو " مساء امس احتفالا للجالية اللبنانية في فرنسا، بالذكرى السادسة لتحرير جنوب لبنان من الاحتلال الإسرائيلي. وقد ألقى بهجت حمد كلمة "الجمعيات المدنية اللبنانية والمواطنين اللبنانيين في فرنسا"، قال فيها: " لقد أثبتت تجربة تحرير الجنوب اللبناني عام 2000، أن قوة لبنان تكمن في التفاف شعبه حول مقاومته، وباحتضان الدولة اللبنانية بكل مؤسساتها لهذه المقاومة، وأن القرارات الدولية تبقى حبرا على ورق، دون تصميم المقاومة اللبنانية على استرجاع الحق بالقوة. فما أخذ بالقوة لا يسترجع إلا بالقوة، والقوة وحدها هي القول الفصل في إثبات الحق القومي في ساحة الصراع". وأضاف: "إن تحرير الجنوب يبقى منقوصا، وتبقى منجزاته مهددة: ما لم يتحرر جميع أسرى المقاومة اللبنانية في سجون العدو الإسرائيلي، .

وما لم نستكمل تحرير باقي الأراضي اللبنانية المحتلة، وما لم نستكمل بناء الدولة الديمقراطية المدنية. الدولة التي تحرر لبنان من أمراضه الطائفية. فمن الضروري اليوم التأسيس لدولة المواطن، التي هي مشروع إنقاذي للبنان...كل لبنان، بينما مشروع الدولة ـ المحاصصة هو مشروع حرب ونزاع مستمرين، وبوابة مشرعة لكل تدخل أجنبي وكل انتقاص للسيادة".

ودعا باسم الجمعيات اللبنانية إلى :"كشف ملابسات اغتيال الشهيد الرئيس رفيق الحريري ورفاقه وكذلك كشف ملابسات اغتيال أو محاولات اغتيال سياسيين وإعلاميين لبنانيين" وإلى "اعتماد قانون انتخابي عصري يسمح بتمثيل صحيح لجميع القوى الحية في لبنان من جمعيات وأحزاب ومؤسسات أهلية ونقابية على أساس الانتماء للبنان المواطنة. ويسمح للبنانيين المغتربين ممارسة حقهم الانتخابي الذي يعبر عن انتمائهم وتواصلهم مع وطنهم" . كما شدد على ضرورة: "صياغة فهم مشترك لخصوصية العلاقات اللبنانية السورية المبنية على أساس الاحترام المتبادل بين البلدين، من خلال نقاش صريح وإيجابي لتاريخ هذه العلاقات من أجل تصحيحها، بعيدا عن التشنج، بما فيه المصلحة العليا للبنانيين والسوريين".

دعا إلى "التنبه والوحدة في مواجهة مشروع تفتيتي يستهدف المنطقة بأكملها، لتقسيمها لكيانات مذهبية واثنيه متحاربة" وأكد على حق اللاجئين الفلسطينيين في لبنان في العودة إلى أرضهم وفق القرار الدولي 194. ودعت الجمعيات اللبنانية جميع أبناء الجالية اللبنانية في فرنسا وجميع الجمعيات والأحزاب اللبنانية إلى "الترفع عن الخلافات الضيقة والارتقاء في الممارسة لما فيه مصلحة الوطن العليا و مصلحة جميع أبناء الجالية اللبنانية في مواجهة هذه التحديات المصيرية".

 

لقاء لل"تيار الوطني الحر" في شكا بعنوان "من زمن الاحتلال الى عهد الاستقلال"

وطنية 4/6/2006 (سياسة) نظم "التيار الوطني الحر" في البترون لقاء سياسيا في بلدة شكا بعنوا ن "من زمن الاحتلال الى عهد الاستقلال" شارك فيه عضو "كتلة الاصلاح والتغيير" النائب عباس هاشم والقيادي في التيار المهندس جبران باسيل، في حضور المحامي سليمان فرنجيه ممثلا الوزير السابق سليمان فرنجيه، رئيس بلدية شكا فرج الله الكفوري وحشد من ابناء المنطقة والمناصرين.

بعد النشيد الوطني، كانت كلمة تقديم من الزميل سعيد غريب تلاه النائب هاشم الذي تحدث عن حالة لبنان التاريخية واعتبر ان "الانتصار في معركة التحرير كان خطوة متقدمة جدا، ولكن معركة التحرير لا تغني ابدا عن معركة الاستقلال، ولا يكفي الانسان أن يتحرر اذا لم يحاول بناء دولة لتحقيق وضمان الاستقلال. التحرير شرط ضروري لبناء الدولة ولكنه غير كاف، بناء الدولة هو شرط كاف لبناء الاستقلال الحقيقي. تاريخيا الخلل ببناء الدولة خلال العقود الماضية كان سببه عدم تحويل التحرير الى حرية، هناك التباس كبير بالحريات لان مجال الحرية هو الدولة التي وحدها تتيح للناس اطارا عاما للحرية."

وحذر "من تكرار تجربة الخلل في بناء الدولة حتى لا يفقد التحرير معناه الحقيقي. التحرير الوطني وطريق المقاومة وبناء الدولة وجهان لشيء واحد، مرحلتان تشكل الاولى ضرورة للثانية، الدولة تعاني من فقدان الشرعية اذا لم تحاول النخب السياسية والثقافية الجديدة ارساء الدولة على فكرة لبنانية عربية. الدولة بمفهومنا العادي هي فكرة وحدود، فكرة تمنح الناس معنى ومغزى، فكرة تستحق الحياة او الموت من اجلها، وحدود تنتظم في اطارها حياة الناس وحريتهم".

وقال:"الوجود السوري تحول الى اعتداء على لبنان وسبب لفقدان الشرعية، والطبقة السياسية صادرت الدولة لمصلحة النظام واستولت اجهزتها من دون اكتراث للشرعية وابدعت في صرف النفقات والاستيلاء عليها من دون تأمين الايرادات واستفادت من منافع الدولة دون المساهمة بالاعباء، وجعلت من النظام مؤسسات للحكم وليس للسياسة والحوار وبناء الوطن، وجعلت من الحكم واجهزته وسيلة لجني المنافع وفرضت استعمال القوة والعنف في وجه المطالبات بالعدالة ورفع المظالم بل اصرت على عدم بناء الدولة حتى لا يبقى الا نظام القمع الديموقراطي الذي يمارس اللاديموقراطية عند اللزوم."

واضاف النائب هاشم:"فالنظام يرتفع ويرتقي عندما تساس شؤون الدولة بالسياسة أي بالحوار ولكن مع الاسف تنهار الدولة عندما يتحول الرأي العام الى فرضية الامر الواقع.ان المتغيرات المتسارعة والتي حذر منها العماد عون حول امكانية للضبط والتحمل قد تصل الى حدها الاقصى ويصبح الانفجار اكثر سهولة، شاهدناه يوم الخميس الماضي بعد حلقة تلفيزيونية وتداعياته وتراكماته ما زالت قائمة احيانا بشكل مضخم ومبالغ به للغاية، وباستثمار سياسي وكأنه ردة فعل على 5 شباط الماضي او بالتكرار من خلال كيفية تحسين المساحات السياسية قبل ولوج دورة الحوار في 8 حزيران.

وبالتالي وكأن هناك مفاوضات قد بدأت في المنطقة والكل بدأ يحاول تحسين مواقعه على مستوى الساحة الداخلية، وخصوصا ان هناك من اخذ مواقع معينة في حقبة من حقبات الاحداث وبعضها لا تتلاءم اصلا مع حجمها الحقيقي وتحاول اليوم خلق فتن في هذه الساحة عل دورها يبقى اكبر بكثير من حجمها الحقيقي." باسيل أما باسيل فقال:"الدولة استقلت بالشكل فقط، لأن استقلال الدولة الحقيقي يعني أن يكون ابناؤها احرارا والمسؤولون عنها مستقلين. اما ما نشهده اليوم وباعتراف من رئيس حكومة لبنان اننا كنا ندار بجهاز تشغيل الكتروني، أي طبقة سياسية بكاملها كانت تشغل بهذا الجهاز واليوم خلصت "البطارية" ولا ندري في المرحلة المقبلة بماذا تدار ان بالهمس او باللمس، ولكن بالنتيجة نحن وفي العام المنصرم الذي كان من المفترض ان يكون مرحلة انتقالية لبلوغ الاسقلال الفعلي نرى انحدارا وتأجج احلام الماضي (ماضي الوصاية السورية على البلد)عند البعض." اضاف: "الخوف اليوم عند اللبنانيين من فقدان سريع للاستقلال الذي ناضلوا من اجله. البعض من الاكثرية لم يفهم معنا محاولة ضم كل اطراف الوطن وضمنا لهم الى الداخل الوطني الفعلي ومحاولة ابعادهم عن أي انشداد نحو الخارج، وهذا ما يعطينا المناعة اللازمة لكل طرف سياسي كي يجد الطمأنينة الداخلية التي تحول دون التفتيش عن أي حماية خارجية، وقد اسيء فهم هذا الموضوع."

وتابع باسيل: "هناك انزعاج من جانب الاكثرية النيابية من محاولات الجمع، وكل ما حاول فريقان الاقتراب من بعضهما نجد محاولة فعلية لابعادهم عم بعضهما. فاليوم اذا تابعنا "الاجندة السياسية" لفريق الاكثرية نجد البند الاول هو كيفية ابعاد التيار الوطني الحر عن "حزب الله"، وللاسف بدلا من أن يصار الى تعميم حالة التفاهم هذه نجد الحكومة ولاول مرة بتاريخ أي بلد تسعى لتفريق الناس بدلا من جمعهم."

وقال:"اما ما يسمى بحلفاء سوريا ونحن رفضنا هذه التسمية بعد رحيل سوريا لنقول اننا كلنا لبنانيين، حصل سوء فهم لهذا الموضوع او انهم لم يجدوا لدينا القوة الكافية التي تؤمن لهم الحماية اللازمة لتقديم ايحاءات ان العودة لهذا الزمن قد تكون ممكنة.

نحن اليوم نقف في الوسط اللبناني الحقيقي لنقول اننا لبنانيون ومصالحنا لا تكون الا انطلاقا من مصلحة لبنان، واذا استطعنا جمع كل الناس في هذا المكان الوسطي من خلال تركيز فكرة الا يكون لنا ارتباط الا بمصلحة لبنان عندها نكون سائرين باتجاه الاستقلال الفعلي، وبامكاننا تحقيق هذا الامر من خلال ايجاد التوازن الفعلي داخل البلد، لان الاستقلال الفعلي لا يتحقق الا بالحفاظ على التوازنات الداخلية". واضاف:"في الماضي عشنا الاختلالات الفعلية في كل القطاعات وكان ذلك السبب الاساسي لفقدان السيادة والاستقلال واليوم هناك خطر من تكرار ذلك اذا لم نجد التوازن الفعلي اللازم.

ان فريق الاكثرية النيابية ومن خلال فكرة الاكثرية يكرسون اختلافا كان موجودا في السابق وهذا اكبر خطر يهدد لبنان اليوم وما حصل منذ يومين هو نتيجة شعور باختلال الماضي." اسئلة وردا على سؤال رأى النائب هاشم "أن ما حصل بعد الانتخابات النيابية والتي شهدت اتفاقات رباعية وما اشبه ذلك كان الهدف منها عدم السماح لتجديد النخب السياسية التي تعيد تكوين السلطة على اساس حالة رؤيوية جديدة، وجاءت الحكومة لتعكس حالة من استمرارية واقع نظامي عاش على "جهاز تشغيل" و فضلوا حكومة الانسجام الاكثري على ما يسمى حكومة الوحدة الوطنية لتعبئة فراغ بعد حركة الهيمنة السورية على واقع النظام الداخلي." ورأى أن "بذور تفجير الحكومة هي من داخلها وسبق ان نبهنا من ذلك، اما ما يحصل اليوم ان التضامن مفقود داخل الحكومة، وحكام هذه الحكومة والمتسلطون فيها يعملون انطلاقا من مبدأ ان قوة الدول تنبع من عقول حكامها، ولكن المتسلطين على هذه الحكومة يعيشون الحالة المزاجية وليس الحالة الوطنية وبالتالي لا زالوا يفتشون عن حلول مستوردة خارج نطاق الحلول الداخلية التي تنطلق من فهم الواقع الداخلي لكافة مكونات المجتمع اللبناني."

واعلن النائب هاشم "أن مهمتنا الاساسية التي يجب القيام بها اليوم هي اسقاط هذه الحكومة وبالتالي تشكيل حكومة اما تكون حكومة تكنوقراط لها مهمة وحيدة هي اعادة اجراء انتخابات نيابية تسمح بتشكيل مجلس نيابي يشبه ويمثل حقيقة الواقع السياسي اللبناني وبالتالي تأتي حكومة لاحقة لتجسد عملية اعادة صياغة النظام اللبناني خارج نطاق الحالات المستمرة منذ التسعينات حتى يومنا هذا." وردا على سؤال عن موضوع بث برنامج "بس مات وطن" وتداعياتها قال النائب هاشم "أن القصد منه كان ضرب رمز المقاومة او ما يسمى بالحالة الشيعية، وهنا لا أريد ان اتهم المعد والمخرج شربل خليل ولا أن أبرئه. ولكن ما حصل في هذا البرنامج هو بداية المس بالهالة الشخصية وهذا لا يجوز على مستوى الاخلاق وعلى مستوى المبادىء والقيم، الكل يتحدث عن حرية التعبير ونحن لا نتحدث عن نقد الفكر السياسي او نقد الاداء او النهج، لأن هذا حق مكتسب ولكننا نتكلم عن كرامات الناس التي ليست ألعوبة بيد احد، لاسيما وان هناك برامج سياسية تعرض على بعض الشاشات لتتعرض لمرجعيات سياسية كبيرة بكلام ليس له علاقة لا بالمنطقة ولا بالاخلاق ولا بالقيم، انما يجري الدخول الى الخصوصيات للتجريح بالكرامات الشخصية."

وردا على سؤال قال باسيل:"نحن اصحاب برنامج نقدمه مع ثقة معينة بسلوك معين، ولكننا لم نخرج حتى الآن من زمن التحولات والتخبطات الكبيرة, وفي هذه المرحلة نحاول المحافظة على القدر الممكن من الهدوء على المستوى الداخلي.

نحن حتما قادمون على تغيير ينقلنا الى حالة افضل، والقدرة هي في تمرير هذه الفترة الصعبة بالقدر الممكن من الهدوء والعقلانية لتخفيف الاضرار على البلد". وقال: "ان السيد حسن نصرالله وفي حين يحافظ على هيبته الدينية وكونه مرجعية دينية يتعاطى السياسة، وأنا هنا اقول "من ساواك بنفسه ما ظلمك"، نحن كتيار وطني حر نقبل على مدى اشهر واشهر التعرض لمقام كبير عندنا وهو العماد عون الذي نراه تحت الله بقليل، وعندما نقبل بفكرة القبول بالآخر وحق الاختلاف ولو باختراق كبير وتجن وعملية برمجة كاملة لضرب صورة معينة، ومارسنا ضبط النفس، لأننا نعتبر مد اليد للآخر هي في سبيل تحقيق الاستقرار السياسي في البلد. وليس بكثير على حزب الله أن يقوم بتضحية اضافية مثل قبول ان يقصد معد برنامج سياسي بكلام سياسي رسالة سياسية معينة وليس المس بمقام ديني، والناس كانت تتوقع ان يمر هذا الامر بشكل طبيعي، وهنا افهم أن يستغل حزب الله ليقول أن هناك هيبة وقدسية للمقاومة ورموزها وسلاحها، ولكن وبالوقت نفسه رأينا ان السيد حسن نصرالله رفع بنفسه هذه الهالة عن سلاح المقاومة عندما وضعه على طاولة الحوار وعندما ابدى استعداده مناقشة هذا الموضوع لأن الاجماع بشأنه اهم من تركه موضوعا ممنوع البحث به". وتابع:" هنا يمكن القول أن سماحة السيد سبق الشارع في هذا الموضوع ولكن نشير الى ان هذا الموضوع لم يخطط له حزب الله انما جاء نتيجة ردة فعل عفوية من الشارع قام الحزب بضبطها واستيعابه، وهو المعني بالتعامل مع هذا الموضوع مستقبليا، ونحن لسنا معنيين بهذا الموضوع وبالضرر الناتج عنه، لدينا خط سياسي ثابت وواضح مع حزب الله، وتمت ترجمة هذا الخط بوثيقة تفاهم وبقدر ما حزب الله ملتزم بهذه الوثيقة بقدر ما نحن ملتزمون معه، ولسنا معنيين باي سلوك خارج هذا التفاهم، ولسنا محامي دفاع عن حزب الله وهو لديه ما يكفي من الحجج والوسائل للدفاع عن النفس. ولكن المؤسف ان تستغل الحكومة حادثا من هذا النوع كما تكلمت وسائلها الاعلامية أن مقابل 5 شباط سني هناك 5 شباط شيعي، اذا كانت الحكومة هي المسؤولة عن كل ما يحصل كان عليها أن تحاول محو آثار 5 شباط دون اعطائه أي صفة طائفية معينة بدلا من تذكير المواطنين عبر تضخيم حدث معين، علما انه لا يمكن تشبيه ما حصل يوم الخميس الماضي بما حصل في 5 شباط، لم يكن هناك اضرار، ولا تعدي على الممتلكات. ما حصل كان اعتراض لا نوافق عليه ولكنه لم يأخذ هذا البعد الذي يحاول فريق سياسي استغلاله سياسيا.الحكومة لديها هاجس واحد وهم وحيد هو تدمير من تعتبرهم اخصامها السياسيين بدلا من السعي لحل المشاكل الموجودة في البلد."

 

اجتماع بين المفتي قباني والشيخ قبلان في دار الفتوى

وطنية - 4/6/2006 (سياسة) عقد اليوم في دار الفتوى اجتماع بين مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ الدكتور محمد رشيد راغب قباني ونائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الإمام الشيخ عبد الأمير قبلان جرى خلاله عرض للأوضاع الوطنية العامة في لبنان والمنطقة, في حضور ألامين العام للقمة الروحية الإسلامية محمد السماك, المدير العام لدار الفتوى أمين السر الخاص لمفتي الجمهورية الدكتور محمد نقري ومستشار شؤون الرئاسة في المجلس الشيعي الأعلى نزيه جمول. إثر اللقاء, ألقى محمد السماك البيان الآتي: "اتفق صاحبا السماحة على ما يأتي:

اولا: اكدا احترامهما للحريات العامة ولا سيما حرية التعبير عن الرأي التي كفلها الدستور اللبناني, رافضين استغلال هذه الحرية للاساءة إلى أي رمز ديني أو وطني أو إلى أي إنسان.

ثانيا: أدانا بشدة التعرض لأي مرجعية دينية بما يسيء أو بما يمكن أن يفهم على أنه إساءة إلى هذه المرجعية أو تلك أو إلى ما تمثل ومن تمثل من أي طائفة أو مذهب.

ثالثا: دعيا المراجع الرسمية في الدولة والمؤسسات الأهلية والنقابية المعنية وخصوصا وسائل الإعلام, إلى معالجة موضوع التجريح المرفوض وغير المبرر أساسا لشخص السيد حسن نصر الله الأمين العام ل"حزب الله" الذي يجمع اللبنانيون على احترامه ومحبته وعلى تقدير دوره الوطني في تحرير لبنان من الاحتلال الإسرائيلي, وذلك على قاعدة الالتزام بالقوانين المرعية الإجراء، حفاظا على كرامة الشخصيات الوطنية، وصونا للحريات العامة، ودرءا للفتنة ولمحاولات تعكير صفو الأمن والسلم الأهلي.

رابعا: أعربا عن رفضهما المطلق لما اتسمت به ردود الفعل من تطاول على كرامات ومشاعر المواطنين ومن اعتداء على الممتلكات العامة والخاصة، ويدينان هذه التصرفات التي تتناقض مع القيم الأخلاقية التي تقول بها رسالات السماء مع الأسس التي تقوم عليها العلاقات بين المواطنين ويطالبان الدولة بإجراء تحقيق يكشف عن المسيئين والمستغلين ويجلبهم إلى القضاء المختص.

خامسا: أشادا بمواقف المواطنين والهيئات الأهلية في بيروت والضواحي، والتي اتسمت بالحكمة وضبط النفس الأمر الذي قطع الطريق أمام أصحاب النوايا السيئة من المضي في غيهم مناشدين الدولة التعويض على المتضررين منهم. كما أشادا بالإجراءات الأمنية السريعة التي اتخذها الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي لإعادة الأمور إلى نصابها.

سادسا: أبديا أسفهما وقلقهما الشديدين لما يتسم به الخطاب السياسي المتداول من اتهامات وإساءات متبادلة في وقت أحوج ما يكون فيه لبنان إلى خطاب وفاقي وطني مسؤول يجمع ولا يفرق، ويعكس بصدق وموضوعية طموحات اللبنانيين وتطلعاتهم نحو وطن حر سيد كريم. سابعا: ولمناسبة استئناف اجتماعات اللجنة الوطنية للحوار يوم الخميس المقبل في مجلس النواب، جددا نداءهما إلى القيادات السياسية المشتركة في هذا الحوار للمبادرة إلى تنفيذ ما اتفقوا عليه سابقا، ولحسم بقية الأمور المطروحة على البحث، بما يضع حدا لحالة القلق والاضطراب التي تشكل منافذ للدس والوقيعة بين اللبنانيين وبما يرسي قواعد ثابتة وشاملة لوفاق وطني سليم ومعافى.

 

ابراهيم كنعان في إتصال هاتفي على شاشة ال"نيو تي في" 

tayyar.org  4 حزيرن 2006 

  أكدّ النائب ابراهيم كنعان في إتصال هاتفي على شاشة ال"نيوتي في" أنّ رسالة التيّار الوطني الحرّ بعد التحرير الجمع وليس التفرقة، الإعتراض وليس التعدّي. وإعتبر كنعان أنّ التيار الوطني الحرّ ليس محرجاً لأنّ مواقفه واضحة تجاه الأمور السيادية، والبارحة حزب الله أوضح ما حصل في الضاحية الجنوبية وعلى طريق المطار، والداخلية تراجعت عن تقريرها ومواقفها، ونحن نطالب بتحقيق لمعرفة ما جرى، لأنّ حدود التعبير هي إحترام القانون، وأيّ إخلال بالأمن أو السيادة اللبنانية أمر مرفوض. وأشار أنّ ورقة التفاهم لم تقم على أساس الأخذ أو العطاء بل على أساس التفاهم على المشترك من أجل الجميع وعلى هذا الأساس تمّ الإتفاق على أمور عدة إنطلاقاً من قناعاتنا وتوصلنا الى حلول مع حزب الله ونحن نضعها في تصرّف الحكومة اللبنانية التي تبدو عاجزة على أخذ ثقة اللبنانيين. وإعتبر كنعان أنّ الحكومة أصبحت من الماضي وأنّ اللبنانيين يتوقون لنهج تغييري تقوم به حكومة وحدة وطنية. وفي ما يتعلق بالإنسحاب من مهرجان طرابلس قال كنعان نحن لسنا من هواة السيناريوهات، دُعينا وذهبنا وقلنا كلمتنا كما كنّا في الأشرفية في ذكرى السنوية لسمير قصير لأننا نعتبر أنّ التشرذمات هي التي تعيد نظام الوصاية. 

 

 عضو تكتل (التغيير والاصلاح) يدعو الى كشف ملابسات ما حدث ليل 1-2 حزيران

النائب كنعان لـ(الانوار): البلاد ليست مقبلة على انهيارات سياسية واقتصادية

 فؤاد دعبول ونينا رستم - الأنوار 4 حزيرن 2006

قال النائب المحامي ابراهيم كنعان عضو تكتل (التغيير والاصلاح) ان الحوار الوطني في مجلس النواب حقق الكثير مما كان صعباً، ولا اوافق على اعتبارالبلاد في حال انهيار. على الرغم مما حدث. بعد بث حلقة (بس مات وطن) الاخيرة، من ردود فعل قد تكون شبيهة بما حدث في 5 شباط لدى (غزوة الاشرفية) لان ما حدث ليل 1-2 حزيران مرفوض كلياً، وان كان يدخل في اطار ردة الفعل الفورية.

اضاف النائب كنعان: نحن نعتبر حرية التعبير مقدسة، ويجب ان تحترم، واطالب وزير الداخلية بكشف ملابسات ما جرى.

   وشدد النائب كنعان على ان مسألة الحوار الوطني جدية، على الرغم من حالة المراوحة التي يمر فيها، لان من الايجابي ان يجلس الممسكون بزمام الامور الى طاولة واحدة. وما تم التوصل اليه ليس سهلاً، وهذا ما نلمسه من خلال اعادة الى ما كان عليه قبل الحوار هذا يشكل تحدياً لكثير من الارادات.

واردف كنعان: مواقفنا تنبع من استراتيجية تقوم على تحقيق التوازن والشراكة المغيبين وعلى قناعة عمرها خمس عشرة سنة ونحن نشعر ان نبض الشارع كان معنا ولا يزال.

وتساءل: ماذا فعلت (الاكثرية) غير وضع ورقة اصلاحية اقل ما يقال فيها، انها ورقة عناوين، والمطروح فيها اصلاح اقتصادي بمساعدات خارجية هدفها خفض العجز الى 137 بالمائة في العام .2010

وأهاب بالجميع درس مشروع قانون الانتخابات النيابية الجديد بتأن. شخصياً لي تحفظات على تقسيم الدوائر، لكننا نرحب به، من جهة تناغمه مع الواقع اللبناني، ويؤمن صحة التمثيل السياسي.

وأكد كنعان تأييده لكل خطوة تهدف الى تصحيح الخلل في القضاء، ورفع اليد عنه والمحاصصة والمخالفات لمبدأ فصل السلطات.

 بعد اسبوع سياسي حافل، تبدو البلاد امام اسبوع سياسي مفصلي في مواضيع البلاد كلها. ويبدو (التيار الوطني الحر) محرجاً لانه يشعر أن بعض مواقفه غير مقبولة من الناس في ضوء التطورات الاخيرة?

- آخر ما يفكر فيه (التيار الوطني الحر) عند اتخاذه مواقفه، هو كم ستلقى من الترحيب، او الانتقاد.

مواقفنا تنبع من استراتيجية معينة رسمناها، ونرى فيها قناعتنا، بأنها تؤمن مصلحة لبنان والمصالح الوطنية التي ناضلنا من اجلها طوال 15 سنة.

عندما قررنا ان نعارض في احدى المراحل، ونخرج من المعادلة السياسية برمتها، ونعترض على مرحلة بكاملها، لم نكن نجري حسابات عن اعداد من سيؤيدوننا او يفهموننا. نحن ننتج السياسة التي نعتبر ان فيها مصلحة البلد. وشاءت الظروف التي حصلت، أكان دولياً بعد 11 أيلول، او اقليمياً بعد التغيير الدولي، ان تلتقي مع مطالبنا السيادية.

طرحت في البلد مسائل سيادية مثل القرار 1680، وكان موقفنا واضحاً اذ اعتبرنا ان فيه اشارة تدعم السيادة اللبنانية.

وفي مسألة مذكرة الجلب اتخذنا موقفاً، بعد ان طرح الامر في جلسة مجلس النواب، ومن خارج جدول الاعمال، ولم يكن ذلك مطروحاً على النواب، فكانت مخالفة للنظام الداخلي. وفي ساعته أبدينا رفضنا لهذه المذكرات، وأيدنا التوصية التي أعدها نواب الاكثرية.

وعندما اطلقت الصواريخ اخيراً طالبنا بتحديد هوية مطلقها، ورفضنا ان يعود لبنان ساحة صراع. نحن لا نمنن احداً، او نشتغل لنعطي الشارع ما يريده، على عكس غيرنا، ممن كانوا يزيدون جرعة السيادة، وفقاً لما يتحمله الوضع. نحن عملنا بشكل يتناقض كلياً، مع هذه النظرية، ولم نوازن مواقفنا وفقاً للرغبات او السقف السياسي الموجود، وقد نصدم الرأي العام احياناً في بعض مواقفنا. لكن مسؤوليتنا ان نتخذ الموقف المسؤول والجريء، لاننا نقود الناس، ولا نتبع جهة سياسية تريد ان تأخذنا في اتجاه معين من اجل مكاسب سلطوية، او غرائز قد توصلنا الى الكوارث. وهذا مشهود لنا به، أكان بمطالبتنا بالحوار، منذ ما قبل عودة العماد ميشال عون. ورأينا ان الجميع نزعوا فتيل الشارع، وجلسوا الى طاولة الحوار. تفاهمنا مع (حزب الله) واليوم الكل يتحاورون مع (حزب الله) ليصلوا الى تفاهم بين اللبنانيين حول مستقبل لبنان.

نبض الشارع معنا

هناك من يرى انكم تحاولون ترميم الجسور المنهارة بينكم وبين الناس، الذين ندموا على ما أعطوكم إياه من ثقة وتأييد?

- من يتكلم باسم الناس? اثنان فقط يتكلمان باسم الناس: النواب والاستحقاقات الانتخابية. ونحن مستعدون اليوم لانتخابات نيابية، في ظل اي قانون كان. كما اننا نقبل بأي استفتاء تجريه جهة محايدة، لنتحقق من هذا الكلام. لان المعطيات التي لدينا معاكسة تماماً لهذا الامر. فاستطلاعات كثيرة اجرتها جهات منها القريب والبعيد والمعادي لنا، ومنها ما نشر ولم ينشر وغالبيتها لم تعطنا اقل من 70 بالمئة من الاصوات، حول كل المواضيع التي طرحناها. لذا فلنحدد من هم هؤلاء الناس الذين نتحدث باسمهم، لان هناك جهات في البلد تريد ان تشوه صورتنا وتضعنا في هذا الموقف.

وهذا نواجهه بالسياسة وسلاح الكلمة والديمقراطية. ومنذ بضعة ايام فزنا بانتخابات نقابة الاطباء بالاكثرية الساحقة وبفارق 400 صوت. هناك استحقاقات يومية في البلد تعطينا نبض الشارع.

حوار الوفاق لا الخلاف

يقول نواب من الاكثرية، ان العماد عون وتياره يدعون الى انتخابات مبكرة، علماً انها ستضعهما في وضع صعب وتصيبهما بصدمة تقابل النصر السابق?

- اذاً من مصلحة الاكثرية ان تسعى الى انتخابات نيابية، وليس الى تأجيل الموعد والهروب من اي طرح لعملية انتخابية مبكرة. نحن نعارض هذه الاكثرية، ونقول انها جاءت نتيجة لانتخابات زورت الارادة الشعبية. وهذا باب لتصحيح ما نقوله، وللوقوف عند حقيقة ما يزعمون. وحينها يكون مباركاً لهم بالسلطة والاكثرية الجديدة التي يدعون انها ستصدمنا.

من يقول هذا الكلام، ينطلق من موقعه السياسي كخصم يهمه ان يعطي للرأي العام، كل الصور التي تناسب مصلحته. واريد ان اسأل ماذا فعلت هذه الاكثرية منذ عشرة اشهر، ليعطيها الشعب ثقته? هل من ملف او قضية نجحت فيها، بدءاً من تحالفها الميمون مع من تسميهم حلفاء سوريا? هي تسمي اليوم (حزب الله) وحركة (أمل) حلفاء لسوريا. وأذكر الشعب اللبناني، ومن لهم ذاكرة ضعيفة ان التحالف الحقيقي الذي أسس هذا النظام وهذه الاكثرية بعددها الموجود اليوم في المجلس النيابي هو التحالف مع 8 آذار. فماذا اعطى هذا التحالف للشعب ليجدد هذا الاخير ثقته به?

اذا جرت انتخابات اليوم، لن ترى هذه الاكثرية ولو جزءاً بسيطاً مما نحن عليه في المجلس النيابي.

الفشل الكبير يلف كل القضايا، بدءاً بالشلل على الصعيد السلطة التنفيذية، وتبادل الاتهامات. فما ذنبنا اذا كانوا اختلفوا مع حلفائهم الذين أسسوا معهم المجلس النيابي والسلطة التنفيذية? يقولون ان 8 أذار يعطل السلطة التنفيذية، فمن طلب منهم التحالف معها? أساس تحالفهم كان الحصول على الاكثرية ولم تكن توجد رؤية سياسية. وفي العلاقات اللبنانية - السورية والسلاح الفلسطيني، ثمة فشل ينسحب ايضاً على الملف الامني والاقتصادي. فقد وضعوا ورقة اصلاحية أقل ما يقال فيها أنها ورقة عناوين. المطروح فيها رهن لبنان وأي اصلاح اقتصادي بمساعدات خارجية تتوقف عليها كل النتائج المرجوة كي ينخفض العجز الى 137 بالمئة في العام 2010 نحن نتمنى ونطالب باجراء انتخابات مبكرة، ونحن نحترم الارادة الشعبية.

انتخابات مبكرة سريعاً

الدليل الى ان الانتقادات التي توجه اليكم حية هو التناقض الواضح في مواقف كتلة التغيير والاصلاح التي ينتقد اعضاؤها الكثير من المواقف السورية، فيما تمدون يدكم للتحالف مع الاقلية التي كانت عماد العلاقة السورية في لبنان. أليس في هذا تفسير بأنكم تغطون مواقفكم بعيوب وحسنات في آن معاً?

- نحن لم نتحالف مع أحد، وكنا خارج التحالف الرباعي الذي نشأ في الانتخابات النيابية. نحن نطالب باسقاط الحكومة التي يشارك فيها (حزب الله) وحركة (أمل).

من تحالفوا مع (عماد العلاقة مع سوريا) هم من يشتكون من تفاهمنا السياسي مع (حزب الله). الحملة المتواصلة ضدنا التي تهدف الى ترهيبنا فكرياً ومعنوياً، لن تؤثر فينا. ما قمنا به ينبع من قناعتنا الى اقصى الحدود. ماذا فعلنا غير ما تفعله هيئة الحوار الوطني? ما توصلنا اليه مع (حزب الله) اعتمد وبصيغ مخففة من قبل هيئة الحوار الوطني. طلبنا ترسيم الحدود والعلاقات الدبلوماسية، وهيئة الحوار الى ماذا توصلت? تحديد حدود وترسيم دبلوماسي. تحدثنا عن الحقيقة والمحكمة الدولية وضبط السلاح الفلسطيني داخل المخيمات وخارجها. فجاءت صيغة الهيئة أخف حدة. وهذا لم نقبض ثمنه مقاعد في المجلس النيابي والحكومة. هم اخذوا اثمان مواقف اعطوها لـ(حزب الله) ولم يلتزموا بها وورد جزء منها في البيان الوزاري، وهي المحافظة على المقاومة. وبعد الانتخابات النيابية وتشكيل الحكومة، صارت هذه الوعود سراباً ودب الخلاف بين الحلفاء.

عندما اسمع هذه الاتهامات، اشعر بأنني في بلد آخر أو لست نائباً في المجتمع اللبناني والسياسة اللبنانية. أنا معجب بهذه الماكيافلية الاعلامية والماكنة القادرة على تسويق هذه الافكار التي تتنافى بشكل قاطع مع الواقع والوقائع التي نعرضها امام الرأي العام في كل مناسبة.

المكيافيلية الاعلامية

لكنكم تلومون الاعلام ?

- ليس الاعلام بل المكيافيلية الاعلامية التابعة لجهات سياسية معروفة.

ما من مكيافيلية اعلامية بل سياسية?

- لكن بعض الاعلام يشتغل سياسة، فريق معين يشوه الحقائق. ونحن أقمنا دعوى قضائية. احدى المجلات تحدثت عن الشخصي والعائلي والمعنوي، ونرى برامج تلفزيونية تصورنا كقطيع من الغنم.

نحن مع الاعلام وحريته، لكننا لا نريده ان يستخدم لتشويه صورة معينة او النيل من كرامة المجتمع اللبناني، او اي من افراده السياسيين.

في موضوع قانون الانتخابات الذي اعدته الهيئة الوطنية لقانون الانتخاب، يبدو موقف (التيار الوطني الحر) غامضاً?

- نحن مسؤولون عن شعب، وعلينا ان ندرس القانون بتفاصيله.

هل أنتم مع التزاوج بين النظام الاكثري والنسبية?

- في المبدأ، لا شيء يمنع من حصول ذلك في النظام الديمقراطي. لكن يجب ان نرى ما اذا كان الامر يتطابق مع تطلعاتنا وخصوصيات مجتمعنا.

القانون درسته (هيئة وطنية) على مدى تسعة اشهر، وفيه كل الخبراء والاختصاصيين في لبنان. فهل نعطي رأينا فيه فور رؤيته النور فقط، كي لا نكون غامضين?

- شخصياً لدي تحفظ محدد على تقسيم الدوائر. ففي جبل لبنان قد يشتم من التقسيم، ان ثمة خلفيات سياسية، وهذا الامر نناقشه داخل التكتل. فهل نعطي موقفاً في موضوع بهذا الحجم قبل ان نقرأه?

تقسيم الدوائر

ما النواقص التي تتحفظون عليها في القانون?

- مسألة تقسيم الدوائر تحتاج الى دراسة لمعرفة ما اذا كانت تنسجم مع الواقع اللبناني او تخفي اي تحجيم لطرف سياسي ما. وهناك حيادية العملية الانتخابية التي رأيت فيها ايجابيات، وأمور كنا نطالب بها. انما التحفظ ليس مناقضة المبدأ والركيزة الاساسية، بقدر ما هو دراسة المدى الذي يمكن ان يتناغم فيه القانون مع الواقع اللبناني، ويؤمن صحة التمثيل في المجلس النيابي. يجب ان ننظر في كل قضاء ومحافظة ودائرة مقترحة، ونبدي الرأي بعد المقارنة.

وماذا بالنسبة لبيروت والمناطق الاخرى?

- يبدو ان بيروت مقسمة الى ثلاث دوائر. وهذا يعطي الى حد ما، المجال لتأمين تمثيل مقبول. لكن ثمة آراء اخرى نأخذها بالاعتبار، ونحن ننسق ونتشاور، ليس فقط ضمن التكتل، لكن مع اطراف آخرين، لان قانون الانتخابات يعني كل اللبنانيين، ويجب ان يكون لنا موقف منه يمثل اكبر قدر ممكن من فئات المجتمع اللبناني. ونحن منفتحون للنقاش مع قوى اخرى.

أكثر ما يهمنا هو تقسيم صحيح للدوائر، ينسجم مع التمثيل الصحيح لكل اللبنانيين، خصوصاً المسيحيين منهم. فخلال السنوات الـ 15 الماضية، كان المسيحيون مستهدفين لانهم كانوا بالجزء الاكبر منهم، خارج اطار النظام القائم وكانوا معارضين للسياسة السورية في لبنان. وقانون الالفين لم يصحح هذا الامر، لانه وضع في زمن الوصاية وعلى يد غازي كنعان.

تصحيح الخلل واجب

في الاسبوع الفائت تفجرت الازمة القضائية بشكل واسع على صعيد تعيين مجلس القضاء الاعلى. فهل كنتم في التكتل اقرب الى موقف وزير العدل ام الى موقف القضاة الذين قاموا بشبه (انتفاضة) على الوضع القائم?

- نحن نؤيد كل خطوة جريئة تهدف الى تصحيح الخلل في القضاء ورفع اليد عنه والمحاصصة التي كانت سبباً في كل ما شهدناه من مخالفات جوهرية، كمبدأ فصل السلطات، والقضاء العادل في لبنان. لكن لا يمكن الفصل بين مؤسسة قضائية واخرى. ثمة مؤسسة كبيرة في لبنان هي المجلس الدستوري، الذي يراقب دستورية القوانين وعمل المؤسسات وتحمي الاقلية من تعسف الاكثرية. فأين هو المجلس الدستوري? الحكومة الحالية والتي قبلها، كانت مطالبة بتعيين عضوين بديلين، ليكتمل شمل المجلس الدستوري. فلم تعين أحداً، بل اصدرت اول قانون اسقطه المجلس الدستوري، وهو يعطله لحين استكمال التعيينات التي توقفت فقدمنا طعناً نظر فيه المجلس الدستوري، ورد القانون المقترح وحرر نفسه. لكن صدر قانون آخر تحت شعار اصلاح المجلس الدستوري، يلغي هذا المجلس، ويعطي الاكثرية الحالية الموجودة في الحكومة، صلاحية تعيين مجلس دستوري آخر.

فهل يعقل ان يكون هناك طاعن ومطعون فيه، فيقوم هذا الاخير بتغيير المحكمة? أسأل هذا السؤال، وأضعه في رسم أهل القانون والقضاء واقول ان الدفاع عن استقلالية القضاء مقدس عندنا، ويجب ان يكون كاملاً وشاملاً، كي لا يستغل في السياسة، ويحقق مأرب جهة على حساب جهة اخرى.

أغرب ما يحصل

هذا الضياع في المنطق الدستوري هل يعود الى المدة التي تفصل عن صدور تقرير براميرتز?

- اذا كان هذا صحيحاً، فهو يؤكد كل النظريات والمواقف التي اطلقناها، وهي تدخل السياسة في القضاء.

فهل كنا لننتظر تقرير براميرتز، لو كان في لبنان قضاء مستقل? ولو كان صحيحاً فصل السلطات، هل كنا لنشهد ما حصل في موضوع الطعون الانتخابية، من عدم البت بها بعد سنة، من اجراء الانتخابات، لان الامر يرتبط بتحقيق براميرتز? هذا أغرب ما يحصل في لبنان اليوم، ويؤكد نظرية التدخل السياسي في القضاء اللبناني.

أزمة رؤية سياسية

البلاد معبأة بأجواء غريبة، ومنها ما يزعمه حلفاؤكم الجدد، وكأن لبنان يعيش اجواء التغييرات الآتية من تقرير براميرتز، لصالح تبرئة سوريا مما نسب اليها في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري. فهل هذه الحملة السياسية تحمل اهدافاً غير موافقة للوفاق اللبناني والصالح العام اللبناني?

- المشكلة الاساسية مع الاكثرية النيابية هو عدم تمتعها برؤية سياسية وانتظارها تقرير براميرتز. نحن لم ننتظر براميرتز ولا احداث 11 أيلول في نيويورك، فناضلنا طوال 15 سنة ضد الوجود السوري. اما هذه الاغلبية فلا تقوم بشيء سوى الانتظار. فهي عطلت المجلس الدستوري والقضاء والعجلة السياسية في البلد، وتتهمنا بالتحالف مع حلفاء سوريا، فيما كونت اكثريتها في المجلس النيابي وحكومتها بالتحالف مع من يسمون (عماد العلاقة مع سوريا).

هذه هي المشكلة الحقيقية مع الاكثرية التي خاضت الانتخابات النيابية، استناداً الى حالة عاطفية فقط. فمن مع اغتيال الرئيس الحريري? ولماذا صنّف الناس بين من مع ومن ضد? فليخرجوا الشهيد من الصراع السياسي، لان الشهيد لكل لبنان. نريد مشروعاً سياسياً نختلف عليه او نلتقي حوله. هم طرحوا برامج ولم يطرحوا رؤية قابلة للتنفيذ. فأي برنامج سياسي او رؤية يكون الاساس للتحالفات التي تنسج. ولا يجب ان نجري التحالف وبعد ذلك.. ننظر في كيفية إلصاق برنامج له.

ليست هناك استراتيجية لدى الاكثرية التي لا تملك الا انتظار المتغيرات المقبلة. فاذا لم تأتِ هذه المتغيرات كما يتمنون لتوظيفها في السياسة. ماذا يفعلون? لا يجوز الرهان على حياة الناس ومستقبل البلاد والمؤسسات بأمور ليست من أولوياتنا. التحقيق الدولي تحقيق، ويجب ان يبقى محايداً. فلماذا نناقض ما نقوله ونتبنى نتائج هذا التحقيق، ونبني عليها سياسات? في السياسة يجب الفصل بين السلطة والملفات، لكننا نطبق العكس، فنربط كل شيء بمتغيرات متوقعة. وهذه مقامرة بحياة الناس ومستقبل لبنان.

المطلوب منا كلبنانيين ان نتحاور حول الملفات الخلافية، لنتوصل الى تفاهمات لبنانية - لبنانية، تعزز الموقف اللبناني على الصعيدين الاقليمي والدولي. لكن شن الحملات في الاعلام لا يجدي نفعاً. فأين نحن اليوم مما كان يقال منذ بضعة اشهر كالمطالبة بإسقاط النظام السوري من قبل، وطلب موعد من الرئيس الاسد اليوم. وأين كنا في مسألة سلاح المقاومة ورئاسة الجمهورية، وأين أصبحنا? هذه دلائل الى عدم وجود استقرار في الاداء السياسي الناتج عن غياب كامل لاستراتيجية سياسية.

منطق الاستيلاء على السلطة

هل توافقون على ما يصدر عن رئيس الجمهورية من كلام تجاه المعارضة?

- في مسألة رئاسة الجمهورية موقفنا استراتيجي وليس شخصياً. فقد رأينا ان في لبنان مشروعاً سلطوياً يفتقد الى التوازن، والنية بالشراكة الحقيقية والاستراتيجية التي تحمي النظام.

هذه الامور تعرقل مسيرة التغيير الذي قد يقضي برأينا على فرصة التغيير الحقيقية. موقفنا ليس شخصياً ولا داعماً لرئيس الجمهورية بماضيه السياسي وأدائه السياسي ولا لهذه الاكثرية الغامضة والجالسة مع من تسميهم حلفاء سوريا من دون مشروع محدد.

لذلك دعونا الى الحوار الوطني بين كل الاطراف، لنتوصل الى تفاهم، ونحاول ان نأخذ الاكثرية الى حيث يجب ان تكون.

لذلك نقول ان تصحيح الخلل يكون باعتراف هذه الاكثرية، بأن السلطة من دون شراكة ستقضي عليها هي، وهذا ما بدأ يحصل. في بلد كلبنان، لا يمكن الاستمرار بمنطق انه ما زال هناك موقع رئاسة الجمهورية يجب الاستيلاء عليه. ورأينا في تاريخ لبنان الحديث رؤساء جمهورية وتيارات قويت وعادت لتضعف ولم يتمكن احد من الاستيلاء على البلد، او الاستمرار في السلطة من دون رؤية سياسية معقولة يمكن ان نناقشها.

يجب ان يكون هناك مشروع لدى الاكثرية التي لم تطرح بعد مشروعاً يتضمن النقاط الخلافية. فاذا حدثناها عن السلاح تقول خبئوه، واذا قلنا لها ان ليس بامكان الجيش اللبناني ان يتسلم الجنوب، تقول سرِّحوه.

من المؤسف ان نرى صحفاً تملأ يومياً بسجالات سياسية سطحية قائمة على الشتيمة وتسجيل المواقف والاتهامات المتبادلة. لذلك أجرينا خلوة تنظيمية خرجنا منها باستراتيجية، ان نقدم للبنانيين مشاريع في كل الامور وهذا مضنٍ. نعمل في اطار المعارضة الايجابية، واعطاء البديل لما ننتقده. فقد انتقدنا (التحالف الرباعي) وأعطينا بدلاً منه التفاهم في السياسة، وطرحه على اللبنانيين ليبدوا رأيهم فيه ويعدلوه. لم نلزمهم ولم نضع لهم نظاماً سياسياً، على عكس غيرنا في (التحالف الرباعي) الذين أسسوا لنظام سياسي ألزموا به اللبنانيين. فلو شاركنا كتيار في التحالف الرباعي هل كان هناك من بديل او امكان لطرح اي شيء آخر?

البلاد مقبلة على خير

تبدو البلاد كأنها في حالة انهيار قاتل ومدمر. فما المطلوب من الجميع للتفاهم?

- لا اوافق على اعتبار البلاد في حالة انهيار قاتل. فهذا تعبير غير واقعي. البلاد وضعت على سكة جديدة - وهناك استراتيجيات خاطئة، دخلت فيها المجموعة التي كونت نظاماً سياسياً في لبنان. وهي بحاجة الى تعديل وهذا ما نعمل عليه بكل ايجابية وصلابة وبعيداً عن التمييع والتسويف والكذب.

حوار لا شجار

الاسبوع المقبل سيشهد جلسة حوار تردد في اوساط (حزب الله) ان السيد حسن نصرالله سيضع المتحاورين امام خيارين، اما النهاية او الوفاق. فهل هذا ما تتصورونه?

- انا لا أعلق على ما يتردد هنا وهناك على لسان هذه القيادة او هذا الحزب. الحوار الوطني مسألة جدية، ورغم حالة المراوحة التي يمر فيها، فمن الايجابي ان يجلس الممسكون بزمام الامور على طاولة واحدة. وما تم التوصل اليه ليس سهلاً وهذا يمكن رؤيته من خلال محاولات اعادة الوضع إلى ما كان عليه قبل الحوار الذي يشكل تحدياً لكثير من الارادات. الحوار هو مصلحة لبنان والجلوس الى طاولة واحدة دون رقيب هو الرهان الحقيقي وليس ضرب الطناجر في الطرقات والاصطفافات ولا الديماغوجية واتهام الناس. فهل في لبنان باستثناء من كانوا خارج النظام، من لم يكن مع سوريا? وهل كان هناك طرف مع سويسرا وآخر مع سوريا? الحوار الوطني قد لا يصل الى نتيجة كاملة، لكنه حقق الكثير مما كان صعباً. الحوار ليس مسألة مواقف بل دينامية وأداة لخلق دينامية جديدة وحد من التشنجات التي كانت بين الاطراف. وهذا جنب لبنان مخاطر كبيرة كان يمكن ان تقع بالغريزة كما في 5 شباط (احداث الاشرفية) قبل 6 شباط (توقيع ورقة التفاهم مع حزب الله) وفي بعض الصور التي بدأنا نراها في الشارع اللبناني أكان من الطرف الداعم لرئيس الجمهورية والمقاومة او من 14 آذار. ففي النهاية انتصر لبنان.

 

بعد ان حققنا كلنا كلبنانيين، السيادة اللبنانية، لا يجوز ان تكون عندنا الاصطفافات نفسها التي كانت قبل هذا الانجاز. اليوم يجب ان يكون هناك تاريخ لكل لبنان وهذا ما يسعى له (التيار الوطني الحر). والحوار الوطني الذي كنا ندعو اليه منذ سنتين، كان مسعى لتوحيد اللبنانيين حول هذه النقاط الرئيسية. وما حاولنا القيام به مع (حزب الله) كان من موقعنا في 14 آذار والدليل ان ورقة التفاهم التي وضعناها، انطلقت من قيمنا ومبادئنا وقناعاتنا في مجال الديمقراطية التوافقية وترسيم الحدود والتمثيل الدبلوماسي مع سوريا وعودة اللاجئين من اسرائيل والمعتقلين والكشف عن مصيرهم. وحتى في موضوع سلاح المقاومة، تحدثنا عن ابعاد لبنانية. هذا هو الحل، واذا اردنا ثورة أرز صحيحة ولبناناً صحيحاً، نحتاج الى تاريخ موحد لكل اللبنانيين ليتنافسوا في ظله حول امور عديدة ولكن ليس على وجهة سير لبنان في المرحلة المقبلة اقليمياً ودولياً. ثمة استحقاقات ولا يمكن ان يكون لكل لبناني رأي فيها. هذا ما نعتبره سياسة مسؤولة وجريئة.

مات الوطن أم عاش

ولكن ما حدث بعد برنامج (بس مات وطن) يبدد اقوالكم ويضعها على المحك?

- نحن نعتبر حرية التعبير مقدسة، ويجب ان تحترم على الا تتجاوز سقف القانون. ان ما حصل من اخلال بالامن، فيه صورة غير مشجعة وغير مقبولة وأيا كان ما حدث، فإنه لا يبرر ما حصل والخطأ يعالج الخطأ، وأتمنى على وزير الداخلية ان يتحمل مسؤولياته ويجري تحقيقاً فورياً لكشف الملابسات التي حصلت، واعلان للرأي العام بحق المخالفين وفقاً للقانون.

ولا احد يريد تكرار ما حدث في 5 شباط وفي 2 حزيران ونربأ بأنفسنا جميعاً، ان نتساق وراء الغرائز، من اي جهة كانت، وفي اي موقع كان.

 

 

الكتلة الشعبية: ما تم بثه في الحلقة الاخيرة من برنامج "بس مات وطن" اساء لمقامات دينية وسياسية وتخطى احكام قانون الاعلام وحدود الحريات

وطنية -4/6/2006 (سياسة) عقدت الكتلة الشعبية اجتماعا برئاسة النائب ايلي سكاف وحضور النواب جورج قصارجي، عاصم عراجي، كميل معلوف، حسن يعقوب وسليم عون واصدرت بيانا اعتبرت فيه "ان ما تم بثه في في الحلقة الاخيرة من برنامج "بس مات وطن" يشكل اساءة لمقامات سياسية ودينية ووطنية، وقد تخطى احكام قانون الاعلام وحدود الحريات، وهو ابعد من ممارسة حرية التعبير التي تحدها المصلحة الوطنية العامة المتمثلة بصيانة السلم الاهلي من خطر التشنجات الطائفية".

وتوقف المجتمعون عند "التظاهرات الصاخبة الليلية" وما رافقها من اعمال عنف وشغب واعتداءات على المواطن والاملاك العامة والخاصة، واعتبروا "بانها تتخطى مجرد الاحتجاج على حلقة تلفزيونية وبانها ابعد من حدود ردات الفعل التي يجب ان تتناسب مع مضمون هذا البرنامج".

واستنكروا "ما تضمنته الحلقة التلفزيونية من اساءات ومن ردات فعل غير متناسبة مع محتواها"، وطالبوا "باعادة فتح ملف الاعلام المرئي والمسموع الذي كرس محاصصة فئوية واصطفاف طائفي بغيض"، متسائلين "عن مدى تطبيق الحكومات المتعاقبة لاحكام قانون الاعلام المرئي والمسموع، وهي التي كانت قد تغاضت عن خرقه وسمحت للمحطات بالتمادي بتجاهل القانون".

ولفت البيان الى ان "الكتلة رأت بتقاعس وزارة الداخلية عن ممارسة دورها بضبط امن المواطن والحفاظ على الملكية العامة والخاصة، مساهمة منها بانفلات العصبيات والغرائز والاحقاد الطائفية والمذهبية، ومحاولة من الوزارة المختصة ومن الحكومة لمساواة هذه التظاهرات مع ما حدث في 6 شباط في الاشرفية بهدف حصولها على براءة ذمة مع مفعول رجعي".

واستغربت الكتل "تخاذل القوى الامنية عن ضبط الامن حيث وضعت البلد على حافة المجهول وكأن الحكومة تريد ترسيخ الانطباع بان ما حصل يمكن ان يتكرر وربما بطريقة مأساوية اكبر، مستهدفة بذلك مساعدة من يود القيام بهجوم مضاد على طاولة الحوار المقررة في جلسة 8 حزيران المقبلة".

واشار المجتمعون الى "ان الحكومة بتقاعسها عن ضبط الامن الذي هو اولى مسؤولياتها، رغبت بتوجيه ضربة للحوار الوطني عبر اظهارها التفاوت ما بين مناخات الشارع ومشهد الجلوس الدوري للقادة على طاولة الحوار الوطني، وبان مؤسسات الدولة عاجزة واضعف من الشارع، فغيبت الاجهزة والمؤسسات والناظم والنظام العام وجعلت الامن فالتا تحت رحمة الفراغ، وفضلت التراخي تغليبا لاعتباراتها السياسية على حساب ضرورة الحفاظ على السلم الاهلي".

وختم البيان لافتا الى ان "الكتلة تحمل وزارة الداخلية والحكومة مسؤولية ما جرى والاضرار الناتجة، وتهيب بالسلطة التنفيذية عدم تغييب دورها وممارسة صلاحياتها على اكمل وجه، والا عليها الاستقالة والافساح في المجال امام من يستطيع الاضطلاع بالمسؤولية الامنية والسياسية والدستورية".

 

 

اصابة سيارة نجيب نجل السيدة نورا جنبلاط برصاص مرافقي

رالف اميل لحود في عين المريسة

نهارنت 4/6/2006: انفجر الاحتقان السياسي في الشارع مرة جديدة من خلال مواجهة بين موكبي رالف لحود نجل رئيس الجمهورية اميل لحود ونجيب نورا جنبلاط زوجة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط.فبعد ساعات على نزول انصار حزب الله الى شوارع بيروت والضاحية الجنوبية والجنوب والبقاع في تظاهرات احتجاج تخللتها اعمال شغب واشتباكات متنقلة, وفي وقت كانت المعالجات لا تزال ناشطة لتطويق ذيول هذه الاشتباكات, أدى خلاف على أفضلية المرور بين موكبين تبين انهما لرالف اميل لحود ونجيب نورا جنبلاط الى اطلاق نار في منطقة عين المريسة مما أشاع جوا من التوتر والارباك في المنطقة. وعلى الأثر تدخلت القوى الأمنية, وأوقفت عددا من مطلقي النار الذين تبين أنهم أصابوا سيارة نجيب نجل السيدة نورا جنبلاط برصاصات عدة. وبنتيجة التحقيق تبين أن مطلقي النار ينتمون الى أحد الأجهزة العسكرية الرسمية, لكن نجل السيدة نورا لم يشأ الإدعاء مما حال دون المضي في التدابير القضائية في حق مطلقي النار.

 

تمايز"... 

سمير منصور - النهار  4 حزيران 2006 

سجل "التيار الوطني الحر" في أقل من عشرة أيام تمايزاً في موقفه من تطورات سياسية وأمنية، أقله في محطات ثلاث كان آخرها انسحاب وفده من المشاركة في ذكرى استشهاد الرئيس رشيد كرامي احتجاجاً على هتافات اطلقت وشعارات رفعت، علماً ان النائب عباس هاشم عضو "تكتل التغيير والاصلاح" الذي القى كلمة رئيس التيار النائب ميشال عون لم ينسحب حرصاً على عدم تحول الاعتراض مقاطعة للمهرجان واحتراماً لصاحب الذكرى الرئيس الشهيد رشيد كرامي.

وبدا واضحاً من التصريح الذي أدلى به أحد اعضاء الوفد المسؤول في "التيار" جبران باسيل ان الانسحاب كان احتجاجاً على هتافات "تستحضر سوريا في وقت لا علاقة لها بالمناسبة ولا باللقاء الذي كان لبنانياً" لإحياء ذكرى شهيد لبناني ورمز كبير هو الرئيس رشيد كرامي. ولاحقاً قالها العماد ميشال عون صراحة: الانسحاب كان احتجاجاً على هتافات مؤيدة للرئيس السوري بشار الاسد تقول "بالروح بالدم نفديك يا بشار".

ثمة محطة ثانية تميز بها "التيار" عن حلفائه، وذلك في موقفه من أعمال شغب محددة تخللتها تحركات مفاجئة في الشارع ليل الخميس – الجمعة احتجاجاً على تناول شخصية الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله في برنامج تلفزيوني فكاهي كاريكاتوري هو "بس مات وطن" الذي يبثه تلفزيون "ال. بي. سي". كان الموقف متفهماً للاحتجاج ومتعاطفاً معه وفي الوقت نفسه رافضاً لممارسات رافقت حركة الاحتجاج ليلاً، وهو الموقف الذي عبرت عنه الغالبية الساحقة ممن أدلوا بدلوهم في هذا الموضوع. علماً أن أحد نواب "تكتل التغيير والاصلاح" توكل عن مخرج البرنامج شربل خليل وأن آخرين من الكتلة نفسها ابدوا تعاطفاً معه.

وقد سبق أن اتخذ التيار نفسه موقفاً متميزاً عن مواقف حلفائه من "مذكرات الجلب السورية" التي استهدفت رئيس "اللقاء الديموقراطي" وليد جنبلاط والوزير مروان حماده والصحافي فارس خشان، اذ اعلن استنكاره لها وصوت نوابه لمصلحة بيان الاكثرية الرافض للمذكرات، وقد اعتبرها مساً بكرامة النواب والشعب اللبناني، خلافاً لمواقف حلفائه وفي طليعتهم نواب "كتلة الوفاء للمقاومة" وكتلة رئيس مجلس النواب نبيه بري.

في كل تلك المواقف بدا "التيار الوطني الحر" متميزاً في مواقفه عن حلفائه في مجلس النواب وخارجه، وليس المقصود حصراً شركاءه في "التفاهم"، أي "حزب الله".

في ضوء المحطات الثلاث المشار اليها ثمة سؤال يفرض نفسه: هل إن الساحة السياسية في حاجة الى مزيد من التحالفات السياسية او الى مصالحات عاجلة للحؤول دون تكرار ما حصل من ممارسات شذت عن هدف تحرك مستجد؟ الجواب نعم. وما حصل من ممارسات شاذة أساء الى "حزب الله" قبل غيره، على ما رأى الرئيس سليم الحص. ولم يكن رئيس "كتلة المستقبل" سعد الحريري بعيداً من مواقف عبرت بالاجماع عن "معادلة" بسيطة هي أن التعبير عن احتجاج ما أو عن موقف سياسي ما، لا يبرر التعرض للناس وممتلكاتهم.

ليس في لبنان من لا ينظر باحترام كبير الى رمز مقاوم وشخصية عامة في حجم السيد حسن نصرالله، ثمة اجماع عليه، وهو بالتأكيد لا يمكن أن يرضى عن تحول تحرك احتجاجي مشكلة في الشارع. ليس في استطاعة أحد أن يقنع أحداً بعلاقة ما بين احتجاج على مضمون برنامج تلفزيوني واعمال شغب في أحياء العاصمة شرقاً وغرباً، لا فائدة من الدخول في تفاصيلها. هذه الممارسات هي التي دفعت بسيد المقاومة الى التدخل شخصياً للحؤول دون خروج الوضع عن السيطرة.

ومع الأخذ في الاعتبار أن لا مصلحة ولا فائدة في تضخيم ما حصل، فإنه يفترض في الوقت نفسه أن يشعر الجميع بمسؤولية في ايجاد المناخ الملائم لتنفيس احتقان سياسي بدأت "استحقاقاته" وتداعياته تظهر "عملياً" على الارض!