المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم السبت 11/3/2006

وَيْلُ لأُمَةٍ تلبَسُ مِمَّا لاَ تنسِج وتأكُلُ مِمَّا لا تَزْرَع وتَشْربُ مِمَّا لا تَعْصُر.(جبران)

 

انقلاب جنبلاط ينسف مؤتمر الحوار الوطني!

بقلم سليم نصار-  الحياة  - 11/03/06//

إذا سارت الأمور حسب توقعات رئيس المجلس النيابي اللبناني نبيه بري، فإن يوم الاثنين المقبل (13 الجاري) سيشهد افتتاح الفصل الثاني من مسرحية الحوار الوطني.

وكانت جلسات هذا الاسبوع قد توقفت فجأة بعد فشل سعد الحريري ومشاركي وليد جنبلاط، في إيضاح المواقف المتصلبة التي طرحها الزعيم الدرزي في الولايات المتحدة. ورأى أمين عام «حزب الله» السيد حسن نصر الله، في هذه المواقف مأزقاً سياسياً لا يشجع على مواصلة الحوار واستكمال صوغ عقد جماعي ضد التشرذم والخلاف. وفي سبيل انقاذ هذا المشروع الوطني، اقترح الرئيس بري تأجيل جلسات الطاولة المستديرة الى يوم الاثنين المقبل لعل جنبلاط يشرح وجهة نظره بشأن الطروحات التي عرضها أمام الصحافيين في «معهد بروكينغز» في واشنطن. وهي طروحات مفاجئة تختصر برنامجه السياسي حيال كل القضايا، الأمر الذي اعتبره بعض أقطاب الحوار الوطني انقلاباً على كل شيء حتى على ثوابته السابقة. والسبب أن جنبلاط ظل محتفظاً بالمعايير الواقعية التي تؤسس لعلاقات متميزة بين لبنان وسورية، حتى بعد اغتيال الحريري. ولكنه اشترط قبل إبرام اتفاق جديد، تحرير «الوطن الرهينة» وانقاذ اللبنانيين من نظام التبعية لدمشق. وفي حديثه لوكالة «فرانس برس» قبل أقل من سنة، رفض استغلال مقتل الحريري من أجل زعزعة الاستقرار الداخلي في سورية، وحرص على القول ان «أمن لبنان من أمن سورية، وأمن سورية من أمن لبنان. هذه هي قناعتي وهكذا ورد في اتفاق الطائف. لذلك أريد أن اؤكد أهمية الاستقرار في سورية، ورفضنا القاطع لدعم أي مشروع غربي أو اسرائيلي، يهدف الى إرباك الاستقرار والأمن في هذا البلد».

في كلمته أثناء الاحتفال بذكرى اغتيال رفيق الحريري (14 شباط) شن وليد جنبلاط حملة ضد الرئيس بشار الأسد ضمّنها الكثير من عبارات السخرية وصيحات الانتقام. وكرر هذا الموقف في أحاديثه المتلفزة، معترفاً انه أخطأ في مصالحة النظام المسؤول - حسب قوله - عن مقتل والده كمال جنبلاط. ثم اتبع حركة الانعطاف السياسي، بدعوة الادارة الأميركية للانخراط معه في عملية تحرير لبنان - بشكل سلمي أو عسكري - مذكراً بأن كل حركات التحرير السابقة حظيت بدعم دولي لكسب معاركها.

وبما أن عملية تحرير لبنان في رأي جنبلاط، تبدأ بإقالة رئيس الجمهورية اميل لحود، وبضرورة تسليم سلاح «حزب الله» للجيش اللبناني، فإن التوصل الى نتائج ايجابية عبر الطاولة المستديرة، يبدو أمراً صعب التحقيق. والسبب أن السيد حسن نصر الله لن يقبل بالتنازل عن السلاح، قبل جلاء الغموض الذي يكتنف قضية مزارع شبعا. ففي حين يعترف جنبلاط بلبنانيتها (400 كلم مربع) ويرفض منطق السيادة عليها، فإن مسألة تحريرها ستظل مشكلة غير محسومة الى أن تصدر الأمم المتحدة الوثيقة النهائية بشأنها. ويدعي خصوم وليد جنبلاط انه طلب من وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس اقناع اسرائيل بضرورة انسحاب اسرائيل من هذه المزارع كي تسقط حجة «حزب الله».

ويبدو أن البطريرك الماروني نصر الله صفير أراد إخراج هذا الموضوع من التداول، حرصاً على وحدة الصف الداخلي. وعندما زاره وزير الخارجية فوزي صلوخ، قال ان وزير الخارجية السوري أعلن في مؤتمر برشلونة ان مزارع شبعا هي لبنانية. وهذا يستدعي اجتماعاً مع الجانب السوري بعد انتهاء لجنة الخبراء اللبنانيين من إعداد الوثائق والمعاهدات الموقعة بين الفرنسيين والانكليز، بهدف التوصل الى نتائج مرضية. وفي ضوء هذا الواقع، يقول البطريرك ان «القسم المهم من القرار 1559 قد نُفذ بانسحاب القوات السورية. أما ما بقي منه فهذا أمر يتعلق بالشأن الداخلي اللبناني، وبأهمية التوصل الى قرار توافقي يصدر عن اجتماعات الحوار الوطني، خصوصاً بعد اعلان الجميع بأن المقاومة ليست ميليشيا».

في تصاريحه قبل السفر الى واشنطن تلبية لدعوة الوزيرة رايس، قال جنبلاط ان السلاح المنقول من سورية الى المقاومة سوف يستعمل لأغراض أخرى الى جانب تحرير مزارع شبعا. وذكر ان قافلة من شاحنات تنقل أسلحة وصواريخ، سمح لها الجيش اللبناني بالعبور لأن القرار السياسي الرسمي يؤيد شرعية هذا العمل. ثم تساءل جنبلاط عن أهداف الجهة التي تريد ان تجعل من لبنان محوراً ايرانياً - سورياً مرتبطاً بالمشاكل الاقليمية والدولية. وقال في هذا السياق ان تظاهرة المليون تدعو الى تطبيق اتفاق الطائف، والى الغاء الدويلات ضمن الدولة.

قبل افتتاح مؤتمر الحوار الوطني، علم الرئيس اميل لحود، ان الأطراف المشاركة ستطرح ملف الرئاسة، خصوصاً ان هناك فقرة في القرار 1559 تتناول هذا الموضوع. واستغل وليد جنبلاط هذه الفقرة، ليتحدث عن أولويات قوى 14 آذار، ويشدد على ضرورة اختيار رئيس يحفظ المصالح اللبنانية. ووصف الرئيس لحود بأنه يمثل النظام السوري، وبأن التمديد له حصل بالاكراه. وحدد تاريخ يوم الثلثاء المقبل كموعد لتحريك عملية اسقاط الرئيس، مهدداً باستخدام الشارع اذا فشلت الوسائل الدستورية والسياسية. ودعم موقفه بالتذكير ان سبعة نواب فقط اسقطوا الرئيس بشارة الخوري سنة 1952 لأنهم تسلحوا بإرادة الشارع.

بناء على نصيحة مستشاريه الجدد، نقل الرئيس اميل لحود موقفه الدفاعي الى موقف هجومي، خصوصاً بعدما وعدته دمشق بتشكيل جبهة معارضة في حال نجحت حملة جمع التواقيع على عريضة إقالته. وبادر الى نشر رسالة في صحيفة «لوريان - لوجور» اتهم فيها المحرضين على اسقاطه بأنهم يعملون بمساعدة قوى أجنبية حليفة لاسرائيل (يعني اميركا وفرنسا). وهاجم لحود الأكثرية النيابية لأنها تهيمن على البرلمان وعلى غالبية اعضاء الحكومة، وقال انها تسعى الى السيطرة على مؤسسة رئاسة الجمهورية لكونها المؤسسة الوحيدة التي صمدت. وبعد أن وعد الشعب بانقاذه من حكومة ملحقة بمصالح أجنبية، أشاد بدور سورية خلال الحرب اللبنانية، وبالوطنيين الحقيقيين الذين بمساعدتهم، سيدافع عن وحدة البلاد ضد هجمة القوى الخارجية.

وفي مؤتمر الأحزاب العربية الذي عقد في دمشق هذا الاسبوع، حيّت سورية اميل لحود وموقفه الداعم للمقاومة. كما تمنى الحاضرون الحفاظ على الثوابت الوطنية الممثلة بالعلاقات السورية - اللبنانية وحماية سلاح المقاومة وعروبة لبنان. ولم ينس الرئيس بشار الاسد أن يقدم النصح للبنانيين في شأن استعادة وعيهم الوطني والقومي.

وانتقد عضو «اللقاء النيابي الديموقراطي» اكرم شهيب نصيحة الاسد، مذكراً اياه بأن الشعب اللبناني يعتز بانتمائه الوطني ويفهم القومية انفتاحاً وديموقراطية وشرفاً، ولا يفهمها انغلاقاً وسجناً واستبداداً واستباحة للكرامات ووصاية على الآخرين باسم الانتماء القومي.

وفي مداخلة سياسية اعتبر رئيس «حركة التجدد الديموقراطي» نسيب لحود، ان اللغة التي استخدمها الرئيس الاسد غير مقبولة لأنها ترمز الى الماضي ولا تخدم قضية تحسين العلاقات بين البلدين.

بانتظار استئناف حوار الأقطاب في البرلمان يوم الاثنين المقبل، من المتوقع ان يتحول الاجتماع الأول الى جلسة محاسبة واستجواب لوليد جنبلاط، ويستعد نواب «حزب الله» الى توجيه الانتقادات الى مواقفه المعلنة في واشنطن لأنها تنسف كل القواعد المعدة لنجاح لغة التفاهم والتوازن المطلوب. في حين يرى بعض النواب ان الرئيس نبيه بري والسيد حسن نصر الله والعماد ميشال عون، قد يعزفون عن تسهيل عملية نسف جلسات الحوار بواسطة افتعال خلاف مع جنبلاط. وفي تصورهم ان جنبلاط لا يريد النجاح لخطوات توافقية قد تحول دون إقالة لحود أو نزع سلاح «حزب الله». ولقد أشار العماد عون الى وجود هذا المأزق عندما قال في اذاعة «صوت الغد» ان الرئيس لحود لن يتعرض للإقالة أو لتنحية دستورية. ويستفاد من هذا الكلام ان الخيار الوحيد أمام جنبلاط هو استخدام الشارع لتحقيق هذا المطلب.

ومثل هذا الخيار صعب التحقيق بعدما أصبحت طهران حاضرة جداً جداً في الساحة السياسية اللبنانية، أو بعدما أصبحت شريكة في إزاحة لحود أو بقائه. وهذا ما أظهره حضور حلفاء سورية في جلسات الحوار.

يجمع النواب على القول ان توتر الأجواء الاقليمية لا يساعد اللبنانيين على تحييد وطنهم، كما يتمنى نبيه بري. لذلك نصح الفرنسيون بضرورة اعتماد الحكمة والروية في وقت تعصف حول لبنان كل زوابع الشرق الأوسط، بدءاً بفلسطين، مروراً بالعراق، وانتهاء بإيران. وهذا ما أوصى الرئيس شارل ديغول باعتماده يوم استقبل وزير خارجية لبنان السابق فيليب تقلا. قال له إن في العالم قضايا معقدة يمكن معالجتها ويصعب حلها. وذكر له أن فلسطين وكشمير ولبنان تعتبر بؤراً متفجرة يمكن معالجتها ولكنها بعيدة عن الحلول النهائية. وفي ضوء الوقائع الاقليمية الحالية، يرى الديبلوماسيون في بيروت أن الرئيس لحود لن يستقيل إلا إذا استكملت صفقة استبداله بالعماد عون. وفي حال تعذر هذا الأمر، بسبب كثرة المرشحين الموارنة، فإن اميل لحود أعرب عن استعداده لتأييد مرشح من خارج المجلس والكتل النيابية هو وزير العدل شارل رزق.

بقي السؤال الأهم: هل وعدت الوزيرة الأميركية كوندوليزا رايس وليد جنبلاط بثمن سياسي كبير كي يقفز من تحت المظلة الروسية الى استظلال المظلة الأميركية؟ وما هو الانقلاب الفكري أو العقائدي الذي تعرض له كي يعتذر من مدير البنك الدولي بول وولفوفيتز عن تمنياته لأن يراه ميتاً عقب تفجير فندق في بغداد؟

بل ما هو الدافع الحقيقي للتذكير بأن لبنان يحتاج في عملية تحريره الى الدعم الأميركي، من دون الاشارة الى أن البارجة الحربية «نيوجرزي» أرسلها الرئيس ريغان كي تضرب قوات حركة التحرير، ومنها قوات الحزب الاشتراكي، بهدف منعها من الوصول الى قصر بعبدا؟

كل هذه الأسئلة المحيرة يطرحها اللبنانيون قبل عودة الزعيم الدرزي من واشنطن للاشتراك مجدداً في اجتماعات الحوار الوطني. وهي أسئلة يصعب ايجاد أجوبة شافية لها إذا اعتمد علم المنطق. ولكنها تصبح منطقية - حسب رأي أحد أصدقاء رئيس اللقاء النيابي الديموقراطي - إذا ما تذكرنا ان والده كمال جنبلاط اغتيل في 16 آذار (مارس) 1977.

ويعترف نواب كتلته أن نفسيته تتبدل خلال هذا الشهر الذي اغتيل فيه يوليوس قيصر أيضاً، وتجنح به الصدمة الى الاحباط والغضب والرغبة بالانتقام. وربما استفاق هذا الشعور النائم بعد 28 سنة عندما وصلته قائمة بالمرشحين للقتل قرأ اسمه بينهم. أو ربما وعدته كوندوليزا رايس بالانتقام ممن أهدروا دمه.

وفي مطلق الأحوال، فإن الورقة التي لعبها أخيراً ستضعه أمام خيارين لا ثالث لهما: إما الانزواء في المختارة أو اللجوء الى شقته في باريس، بينما الرهان على تغيير النظام السوري من قبل الإدارة الأميركية، فقد جدد له بسبب تحالفه الوثيق مع إيران!

 

صربيا تحمل لاهاي مسؤولية وفاة ميلوسيفيتش بالسجن 

لاهاى - وكالات : 12/3/2006 

أعلنت محكمة الجزاء الدولية السبت وفاة الرئيس اليوغوسلافي السابق سلوبودان ميلوشيفيتش عن سن 64 عاما بعد اكثر من اربع سنوات على بدء محاكمته بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية وعمليات ابادة. واعلنت محكمة الجزاء في بيان بعد ان اعلنت الوفاة عثر اليوم سلوبودان ميلوشيفيتش متوفى في سريره داخل زنزانته في معتقل الامم المتحدة في شيفينينغن احد احياء لاهاي. وقد حمل بوريسلاف ميلوسيفيتش شقيق الرئيس اليوغسلافي السابق سلوبودان ميلوسيفيتش، محكمة جرائم الحرب الدولية في لاهاي المسؤولية الكاملة عن وفاة شقيقه داخل زنزانته حيث كان يحاكم بتهم تتعلق بجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وعمليات إبادة. وكان بوريسلاف سفير يوغسلافيا سابقا لدى روسيا ندد في نهاية فبراير/شباط الماضي برفض محكمة لاهاي السماح لشقيقه بتلقي العلاج في روسيا، متهما القضاة بانتهاك حقوقه والاستخفاف بالضمانات التي قدمتها موسكو ، ووصل الامر بالى التلميح بتسميمه . وفي هذا السياق أعربت وزارة الخارجية الروسية عن أسفها لرفض محكمة لاهاي في نهاية الشهر الماضي طلب ميلوسيفيتش لتلقي العلاج في روسيا. كما اتهم الحزب الاشتراكي الصربي المعارض -الذي كان يتزعمه ميلوسيفيتش- المحكمة بقتل ميلوسيفيتش لعدم سماحها له بالعلاج في روسيا ووصف وفاته بأنها خسارة كبرى لصربيا.

وقال إيفيكا داسيتش رئيس اللجنة القيادية للحزب الاشتراكي لقد قتل بشكل منهجي على مدى كل هذه السنوات في لاهاي، وإنها لخسارة كبرى لصربيا والشعب الصربي والحزب الاشتراكي. وأوضح داسيتش أن الأسلوب الذي اعتمده ميلوسيفيتش في دفاعه وكونه توفي بدون إدانته، يعني أنه نجح في الحفاظ على المصالح الوطنية ومصالح الدولة. وقالت محكمة لاهاي إن موت ميلوسيفيتش (64 عاما) داخل زنزانته كان لأسباب طبيعية.

من جانبه أكد وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي أن وفاة ميلوسيفيتش كانت لأسباب طبيعية. وأشار إلى أن الرئيس اليوغسلافي السابق كان المهندس الرئيسي لحروب البلقان والتطهير العرقي الذي راح ضحيته عشرات آلاف الأشخاص. وفي بيان صدر خلال اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي بعد تأكيد أنباء وفاة ميلوسيفيتش قال بلازي بوفاة ميلوسيفيتش يكون واحد من أهم الممثلين إن لم يكن الأهم في حروب البلقان في أواخر القرن العشرين، قد غادر المسرح. وقد استبعد محامي ميلوسيفيتش أن يكون الرئيس اليوغسلافي السابق انتحر وقال إنه كان مصمما على استكمال محاكمته بتهم جرائم الحرب رغم وجود تاريخ للانتحار في عائلته حيث انتحر والداه. لكنه أشار إلى أن تصرفاته كانت هادئة. وقال ستيفن كاي -أحد المحامين الذين عينتهم المحكمة- إنه تحدث مع موكله عن مسألة الانتحار في الآونة الأخيرة. وأضاف كاي في حديث لتلفزيون BBC قال لي قبل أسابيع قليلة... أنا لدي النية لأوذي نفسي. ويعاني ميلوسيفيتش (64 عاما) من مشاكل في القلب وارتفاع في ضغط الدم، مما دفع المحكمة إلى وقف جلسات محاكمته مرارا بسبب تدهور حالته الصحية. وكان من المتوقع أن تنتهي محاكمته -التي بدأت في فبراير/شباط 2002- في وقت لاحق من هذا العام. ومقابل الاتهامات لمحكمة لاهاي أعرب وزير خارجية صربيا والجبل الأسود فوك دراسكوفيتش عن أسفه إزاء كون وفاة ميلوسيفيتش تعني أنه لن يلقى جزاءه العادل أمام القضاء.

وقال دراسكوفيتش للصحفيين على هامش اجتماع وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي في سالزبورغ في النمسا لقد أمر ونظم العديد والعديد من عمليات الاغتيال بحق أناس من حزبي.. كما أمر بتنفيذ عمليات اغتيال عدة ضدي أنا شخصيا. وردا على سؤال حول ما إن كانت وفاة ميلوسيفيتش سيكون لها تأثير على انضمام صربيا المأمول إلى الاتحاد الأوروبي، قال إنه لا يربط مصير صربيا بمصير ميلوسيفيتش. ومن جانبه أعرب المنسق الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوروبي عن أمله في أن تساعد وفاة ميلوسيفيتش صربيا على طي صفحة الماضي بالكامل. أما مبعوث السلام السابق في البلقان ديفد أوين فعبر عن حزنه لأن العدالة لم تأخذ مجراها، حيث كان ميلوسيفيتش أول رئيس دولة تتم محاكمته بشكل نزيه رغم إجراءاتها الطويلة والمعقدة. ويحاكم ميلوسيفيتش منذ أربع سنوات أمام المحكمة التابعة للأمم المتحدة بأكثر من 66 تهمة تتعلق بجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وعمليات إبادة إبان حرب البلقان ( 1992- 1995)، بينها مذبحة سربرينتسا في البوسنة والهرسك التي راح ضحيتها أكثر من ثمانية آلاف مسلم، إضافة إلى كوسوفو في الفترة بين عامي 1998 و1999. تجدر الإشارة إلى أن ميلوسيفيتش انتخب رئيسا لصربيا عام 1990 وحكم -وفق معارضيه- بيد من حديد حتى الإطاحة به عام 2000.

 

في حديث الى برنامج "على مسؤوليتك" من "لبنان الحر" النائب مخيبر

دمشق لم تعد قادرة على عرقلة شيء النائب غصن: بين المتحاورين من يتأثر بكلام الأسد

وطنية - 11/3/2006 (سياسة) اعتبر عضو "تكتل التغيير والاصلاح" النائب غسان مخيبر، في حديث الى برنامج "على مسؤوليتك" من اذاعة "لبنان الحر"، "ان دمشق لم تعد قادرة على عرقلة اي شيء بما فيه الحوار"، مشيرا الى ان "اللبنانيين وصلوا الى مرحلة من الاقتناع من خلال الدرجة العالية من الاستقلال والسيادة التي وصلوا اليها، واي شيء يصدر عن الرئيس السوري او غيره لن يؤثر على مجرى حوارهم الذاتي". ولفت الى ان "بناء الدولة يبدأ ببناء القرار الذاتي. وعلى رغم امتدادات اللبنانيين الخارجية يجب ان ننظر اليها كمصدر غنى لتعزيز القرار اللبناني". وقال: "حين يطلب أي منا المساعدة من أي دولة أكانت فرنساأو أميركا أو ايران أو السعودية أو مصر يكون على أساس قرار لبناني ذاتي. والمطلوب أن نبلور ما هو لمصلحتنا كمواطنين لبنانيين وكدولة لبنانية سيدة حرة". وعن المواقف الاخيرة للنائب وليد جنبلاط، قال: "لا شيء مما قاله أخيرا لم يقله ربما سابقا"، لافتا الى انه "اذا أتى أحدهم الى طاولة الحوار وهو مقتنع سلفا بعدم التغيير، فلا جدوى اذا من الحوار. وهذا لا يلغي حق كل متحاور أن يعبر عن رأيه بجرأة وصراحة"، مشيرا الى انه "كان ينبغي تعليق الكلام الاعلامي في المواضيع كلها الى حين صدور أي موقف مشترك اما بالتوافق او بالاختلاف"، معتبرا "ان الكلام العام يحجر المواقف التي كانت في بدء الحوار".

واعتبر ان "الحوار يفرض حسن النية باعتبار ان الطرف الآخر يعبر عن هواجس لبنانية داخلية حتى ولو كانت له امتدادات خارجية. كما ان الارتباط الاميركي - الفرنسي يعبر عنه البعض على انه دعم لقرار داخلي وليس تدخلا خارجيا. وعلينا تعزيز هذه الفكرة وكذلك بالنسبة الى الارتباط السوري- الايراني علينا ان نقول اننا نرفض اعادة الهيمنة السورية على لبنان، وهذه مسألة ثابتة تترجم من خلال المواقف وفي رفض أي موقف يصدر عن الشام لا يعبر عن مصلحة لبنانية ولا حتى ايرانية".

ولاحظ ان "المواضيع المطروحة كلها من سلاح "حزب الله" الى رئاسة الجمهورية هي تحت سقف القرارات الدولية والدستور واتفاق الطائف "، معتبرا ان "المتحاورين لا يعيدون تركيب لبنان كمؤسسات انما يتفقون باستعمال اداة جديدة لا تدخل ضمن اطار المؤسسات الدستورية"، موضحا انه "للوصول الى قاسم مشترك بين تناقض المسلمات بين الافرقاء، على كل فريق ان يتنازل عن المسلمات ويتمسك بمسلمة واحدة وهي الدستور اللبناني ومصلحة اللبنانيين وبناء الدولة الديموقراطية". ورأى ان "الموقف الذي اتخذه النائب جنبلاط من الولايات المتحدة كاد أن يفشل الحوار وجرى ضبط للواقع وانتظار لعودته ليقوم بتوضيح موقفه امام الآخرين ويدخل في جو الحوار الذي هو بمثابة اهمية المواضيع المتحاور عليها".

وعن الخلاف حول لبنانية مزارع شبعا، قال: "ان الاشكالية هي في ربط ملكية لبنان لهذه المزارع بمسألة "حزب الله" والحلول لهذا الموضوع ثلاثة: الحل الأبسط يكمن في توقيع سوريا خريطة ترسل الى الامم المتحدة. وهذا ما لم تقم به سوريا، والبديل عن ذلك هو ايجاد أدلة جديدة وتعود الحكومة اللبنانية بالحجج كاملة وتغير في موقف الامم المتحدة، او اللجوء الى المحكمة الدولية في لاهاي التي تستطيع الفصل نهائيا في هذا الموضوع".

واعتبر عضو كتلة "تيار المستقبل" النائب نقولا غصن، في حديث الى البرنامج نفسه، ان "المواقف الاخيرة لرئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط ليست تصعيدية بما انها مواقف قديمة". وسأل: "هل من الضروري ان يغير الانسان موقفه في حال الحوار؟ واذا كانت لديه نية في تفشيل الحوار فلماذا لم يقل ما لديه من لبنان وليس من واشنطن؟"، مشيرا الى ان "كلام الرئيس السوري بشار الاسد كاد ان يفشل الحوار".

ولفت الى ان "انطلاقة الحوار كانت خطأ بالاضافة الى آلية الحوار والتحضير والتمثيل"، وقال: "لا ادري اذا كان التوقيت مناسبا في ظل الظروف المحلية والاقليمية، كما ان رئيس السلطة التشريعية لكونه فريقا لا يمكنه ترؤس الحوار، بالاضافة الى انه بعدما أبلغ رئيس مجلس النواب مساء نائبه تمثيل الطائفة الارثوذكسية عاد وأبلغه صباحا العدول عن رأيه. وهذا دليل على الانطلاقة الخطأ للحوار".

وأشار الى انه في "موضوع نجاح الحوار او فشله فان كلمة رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع أقرب الى الواقع في وجود نسبة معينة من الفشل ونسبة أخرى من النجاح"، معتبرا ان "من بين المتحاورين من يتأثر بكلام الرئيس الاسد"، وقال: "ما نطرحه هو وضع قاسم مشترك انطلاقا من اتفاق الطائف". وعن مزارع شبعا، قال: "هذا موضوع صعب وسهل في آن، انها لبنانية ومنعا لكل شك على السوريين ان يعترفوا بلبنانيتها ويتم انهاء هذا الخلاف".

واشار الى ان "جو المتحاورين يظهر اتفاقا ضمنيا حول موضوع رئاسة الجمهورية".

 

السفير عبدو في حديث الى برنامج "صالون السبت" من "صوت لبنان

وطنية - 11/3/2006 (سياسة) اعتبر السفير السابق جوني عبدو في حديث الى برنامج "صالون السبت" من اذاعة "صوت لبنان"، "ان الدخول الى الحوار تم في شكل اعرج"، مشيرا الى انه "مع وجود نيات سيئة وحوار في الوقت ذاته لا يمكن الوصول الى تشخيص صحيح".

وقال: "ان الحوار يعطينا الانطباع كأننا باقون في صراع بين لقاء عين التينة ولقاء البريستول". ورأى "ان لقاء عين التينة ممسك برئاسة الجمهورية ورئاسة مجلس النواب واستطاع بسحر ساحر، ان يلغي التصويت في مجلس الوزراء"، معتبرا "ان الحوار بدأ بالمقلوب، وكان يجب ان يبدأ ببحث العلاقات اللبنانية - السورية".

وأشار الى انه "مع المراقبة عن كثب، يتبادر الى الذهن ان الحوار جار لمعالجة امراض الحوار اكثر من معالجة امراض لبنان"، معتبرا انه "كان يفترض بالمتحاورين بناء ثقة معينة بين بعضهم قبل البدء في أي موضوع شائك". ورأى "ان مشكلة الحوار الكبرى ان ما من احد يقول ماذا يريد، وأننا امام تفاوض ولسنا امام حوار". وقال: "ان "حزب الله" وعين التينة يرفضان المطالب ولا يقولان ماذا يريدان". واقترح السفير عبدو "ان يصدر المتحاورون الاثنين المقبل قرارا باعتماد هدنة مدتها ستة أشهر، واعطاء لبنان فرصة لتشخيص المرض ومداواته بعيدا عن الصراعات الاقليمية، وبذلك نعطي لبنان هدنة كي لا يدخل في صراعات المحاور مع الاعتراف بأن لبنان ليس جزيرة".

مزارع شبعا وإذ دعا الى "ايجاد منظومة ردعية ضد اسرائيل بمعزل عن موضوع مزارع شبعا"، سأل: "كيف يمكن لأي حليف لسوريا داخل جلسات الحوار ان يوافق على ترسيم الحدود بعدما أعلن الرئيس السوري بشار الاسد ان ترسيم الحدود مطلب اسرائيلي"، كاشفا "ان الخرائط التي اطلع عليها تشير الى ان مزارع شبعا تقع ضمن اراض سورية". ووجه رسالة الى الرئيس السوري دعاه فيها الى "الاعلان ان لبنان لا يحكم من دمشق لنؤسس لعلاقات لبنانية - سورية ممتازة".

وأشاد السفير عبدو برئيس كتلة "المستقبل" النائب سعد الحريري و"حرصه على مصلحة لبنان"، معربا عن اعتقاده بأنه "قد يشكل الجامع الاساسي لكل القوى حتى تصل الى تشخيص حقيقي للبنان الموجود في العناية الفائقة"، مؤكدا ان النائب الحريري "لن يكسر تحالفه مع النائب وليد جنبلاط". وقال: "من الطبيعي ان يستمر "حزب الله" بالتنسيق مع تيار "المستقبل" لانجاح الحوار، وان الحوار غاية للوصول الى اتفاق على النقاط المختلف عليها". التدخل الاميركي وردا على الاتهامات الموجهة الى الولايات المتحدة بالتدخل في الشؤون اللبنانية، سأل السفير عبدو: "هل ان الفريق الاميركي يرسل السلاح الى الفرقاء اللبنانيين للاشتباك مع بعضهم، وهل يرسل الينا الأصوليين؟".

وشدد على "ان المجتمع الدولي والولايات المتحدة وفرنسا لا تدعم قوى الرابع عشر من آذار من اجل "خربطة" لبنان".

ورأى "ان موقف الرئيس الاميركي جورج بوش يشير الى ان لا صفقات في التحقيق الدولي في اغتيال الرئيس رفيق الحريري"، وقال: "نثق بلجنة التحقيق وبرئيسها سرج براميرتس، وقد تسمح السرية المعتمدة بأن تتجاوب سوريا اكثر مع المطالب". وشدد على "ان المحاور الدولية تدعم الحوار لتثبت ان الاستقرار في لبنان اهم من تنفيذ القرار 1559 بحذافيره، ولاعطاء اللبنانيين الوقت لتنفيذ هذا القرار".

وفي موضوع رئاسة الجمهورية، لفت السفير عبدو انه لا يؤيد "العودة الى الشارع لاسقاط الرئيس". وحدد مواصفات الرئيس البديل بأن "تكون لديه القدرة والارادة على تحقيق المزيد من المكاسب للسيادة والاستقلال". ولفت الى "ان هناك رغبة وارادة مسيحية كبرى بألا يبقى موقع رئاسة الجمهورية فارغا كليا"، وقال ان البطريرك الماروني مار نصر الله بطرس صفير "لديه تخوف معين من امكان حصول فراغ اذا لم يتم اختيار البديل". سلاح "حزب الله" وقال: "يجب ان يعرف "حزب الله" انه لم ينل بعد الثقة كاملة من أن سلاحه لن يستعمل داخليا لا حاضرا ولا مستقبلا ".

وأضاف: "ان الكلام وحده لا يكفي". ولفت الى "ان لدى "حزب الله" نظرته ورؤيته للسلاح وهو قدمها للمتحاورين الذين لم يكن لديهم كل الاصغاء". النائب الحاج حسن وفي رد على كلام السفير عبدو، شدد النائب حسين الحاج حسن على "ان السيد نصر الله لم يرفض المشاركة في الحوار رغم ان النائب جنبلاط خرق مبدأ مشاركة قيادات الصف الاول وغادر الى الولايات المتحدة الاميركية"، كاشفا "ان الامين العام ل"حزب الله" لن يشارك في جلسات الحوار الاثنين المقبل اذا تغيب النائب جنبلاط"، واصفا كلام الاخير في واشنطن ب"القاسي ومن العيار الثقيل".

كما شدد على "ان سوريا لم تستطع في عز حكمها ووجودها في لبنان، ان تتحكم بقرارات "حزب الله". الوزير اوغاسابيان أما الوزير جان اوغاسابيان فقال في مداخلته ضمن البرنامج، ردا على ما ذكره السفير عبدو من ان رئاسة الحكومة في يد عين التينة، قائلا "ان هذا الكلام غير صحيح". واوضح "ان رئيس الحكومة هو الرئيس فؤاد السنيورة الذي ينتمي الى قوى الرابع عشر من آذار". ونفى صحة "ما ذكر من انه قد تم التوافق مع الرئيس السنيورة على ان تطرح القضايا خارج مجلس الوزراء ليصار بعدها الى الاتفاق عليها".

 

المطران ابو جودة يغادرالى روما

وطنية-11/3/2006(متفرقات) يغادر رئيس اللجنة الاسقفية لوسائل الاعلام النائب البطريركي العام المطران رولان أبو جودة الى روما يوم غد الاحد، للمشاركة في اعمال اللجنة البابوية الحبرية لوسائل الاعلام يرافقه مدير المركز الكاثوليكي للاعلام الاب عبدو أبو كسم. ومن المتوقع ان يتخلل المؤتمر زيارة الى قداسة الحبر الاعظم البابا بنديكتوس السادس عشر وتجمع الكنائس الشرقية والدوائر الفاتيكانية.

 

طائرتان اسرائيليتان اخترقتا صباح اليوم أجواء الجنوب

وطنية - 11/3/2006 (أمن) صدر عن قيادة الجيش - مديرية التوجيه البيان الاتي: " عند الساعة 9,30 من صباح اليوم، اخترقت طائرتان حربيتان اسرائليتان معاديتان قادمتان من فوق بلدة علما الشعب أجواء الجنوب، وأتجهتا شمالا مرورا بأجواء العاصمة بيروت، وصولا الى جبيل، ثم عادتا جنوبا، وغادرتا عند الساعة 9,45 من فوق بلدة عيترون في أتجاه الأراضي المحتلة ".

 

الخارجية الفرنسية وموقف فرنسي من الحوار

11/3/2006/ في باريس، علقت الخارجية الفرنسية على مؤتمر الحوار فقالت: "رحبنا ببدء الحوار الوطني بين القوى السياسية الرئيسية في لبنان، والذي من المقرر ان يعاود في الايام المقبلة بمشاركة الجميع".

وقال المتحدث باسم الخارجية جان باتيست ماتيي ان باريس تتمنى ان يتواصل هذا الحوار "بالروح البناءة والمنفتحة نفسها التي سادت افتتاحه على نحو يتيح بلورة اتفاق على القضايا الرئيسية ذات المصلحة الوطنية، وفي اطار احترام القرارات الواضحة الصادرة عن الامم المتحدة". ("النهار"، أ ف ب

 

لارسن الى موسكو الاثنين للبحث في القرار 1559

موسكو - ي ب أ - صرح الناطق باسم وزارة الخارجية الروسية ميخائيل كامينين أمس بأن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف سيلتقي المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة لمتابعة تنفيذ القرار 1559 تيري رود- لارسن  الاثنين ليبحث معه في المسائل المتصلة بتنفيذ القرار المتعلق بلبنان مثل نزع سلاح الميليشيات، بما فيها سلاح "حزب الله". وأوردت وكالة "نوفوستي" الروسية أن محادثات لافروف ورود - لارسن في موسكو، ستتناول "جملة مواضيع تتضمن التسوية في الشرق الأوسط، ونتائج الزيارة الأخيرة لوفد حركة المقاومة الاسلامية حماس لموسكو والظروف المحيطة بالبرنامج النووي - الايراني".

 

النائب عمار عقد مؤتمرا صحافيا تطرق فيه الى حادثة اطلاق النار على الحجار ومطر على طريق الناعمة ـ الدامور وطالب الدولة بالتدخل

وطنية ـ 11 ـ 3 ـ 2006 (سياسة )عقد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب علي عمار مؤتمراً صحافياً في مقر العلاقات الإعلامية لحزب الله على خلفية الإعتداء الذي وقع فجر اليوم على طريق الناعمة - الدامور وتمثل بإطلاق النار من مجهولين على مواطنين لبنانيين، وهذا نص المؤتمر: " المبرر لهذا المؤتمر الصحافي هو الحادثة الأليمة التي حصلت فجر هذا اليوم في الثالثة والنصف صباحاً، حيث كان الأخوين فادي حجار وعماد مطر قادمين بسيارة فان من صيدا إلى بيروت بعدما أوصلوا ركاب الفان إلى صيدا، وأثناء مرورهما قرب جسر الناعمة ثقب أحدى الإطارات في سيارة الفان، مما اقتضى منهما ركن السيارة جانب الطريق لإصلاح هذا الدولاب، وبينما هما يقومان بإصلاح دولاب السيارة، وإذا بسيارة تقطع عنهما بسرعة فائقة، بحيث أنها تجاوزت سيارة الفان مسافة 50 مترا، وبعدها توقفت فجأة وعادت إلى الوراء، وما كان من ركاب هذه السيارة الذين يحملون السلاح بشكل علني، بنادق فردية رشاشة، إلا أن توجهوا للأخوين العزيزين على هذه الطريق وإطلقوا النار عليهما مع العلم أن سيارة الفان كانت تضع صورا لبعض الشخصيات الرسمية، فأصيب الأخوان إصابات متعددة، أحدهما أصيب في الظهر والآخر أصيب أيضاً في قدمه مما استدعى نقلهما إلى المستشفى بحالة حرجة جداً، وكانت المستشفى الأولى السان تريز ومن بعدها نقلوا إلى مستشفى أخرى. وهذه الحادثة ليست الحادثة الأولى على هذا الطريق الحيوي الأساسي الذي نعتبره في منطقتنا، بحيث أنه بوابة بيروت والطريق الموصل إلى الجنوب.

وقد سبقته حوادث متعددة على هذا الطريق من قبل مسلحين أيضاً، مما يدفعنا للتساؤل عن دور ومسؤولية كافة الأجهزة والقوى الأمنية، لأن المواطنين اللبنانيين بدأوا يشعرون بالخطر من التجوال على هذا الطريق. وعقدنا هذا المؤتمر لننبه الى مثل هذه الحوادث المتكررة حرصاً منا على السلم الأهلي وعلى سلامة المواطنين التي هي في عهدة الدولة اللبنانية والسلطة اللبنانية والأجهزة الأمنية اللبنانية التي لا نرضى عنها بديلاً للقيام بالمسؤوليات الأمنية حيال سلامة المواطنين وحرية تحركهم وانتقالهم من منطقة إلى أخرى. أتصور أن هذا السؤال من خلال هذه الحادثة وما سبقها من حوادث هو برسم القوى والأجهزة الأمنية. ليس من المقبول على الإطلاق أن تبقى هذه الطريق سائبة للمسلحين الذين يتعرضون للمواطنين ذهاباً وإياباً. ونتمنى الشفاء العاجل للأخوين العزيزين، وفي الوقت نفسه أيضاً نتمنى على السلطات الأمنية والأجهزة والقوى الأمنية أن تحد من حالة الفلتان على هذه الطريق وغيرها من الطرق في لبنان وأن تقوم بمسؤولياتها لأنها ليست معفاة بأي شكل من الأشكال خصوصاً ونحن على عتبة حوار نريد من خلاله أن يكون حواراً لبنانياً صافياً ننهض من خلاله بلغة المسؤولية الوطنية وبلغة الأجندة اللبنانية إلى شاطئ الأمان اللبناني الذي نبتغيه جميعاً".

حوار/ س: علمنا أن سبب الحادثة هي وجود صور للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله وللرئيس نبيه بري وللسيد المغيب الإمام موسى الصدر على الفان المستهدف، ما تداعيات هذه الحادثة على السلم الأهلي في لبنان، وهل أصبح ممنوعاً، كما سأل أهل الضحايا، أن يعبر الإنسان عن رأيه السياسي بهذا البلد؟ ج: نحن لا نريد أن نتهم أحدا، ولا نريد أن نستبق التحقيقات، هذا من اختصاص ومسؤوليات القوى الأمنية والقضائية، أما من حيث الصور كان على الفان صور لدولة الرئيس نبيه بري ولسماحة الإمام المغيب موسى الصدر ولسماحة السيد حسن نصر الله. نحن لا نريد أن نتهم أحدا ولا نريد أن نضع هذا الحادث في خانة أحد، ولكن كل ما نريده أن أمن اللبنانيين وحرية تحركهم ضمانتها هي السلطات الأمنية، والسلطات الأمنية مسؤولة عن القيام بواجباتها حيال أمن المواطنين اللبنانيين.

س: كيف ستتحركون تجاه السلطات الأمنية بهذا الموضوع؟ ج: هذا أول تحرك، وسنتابع تفاصيل القضية وحيثياتها مع الأجهزة الأمنية المختصة ومع القضاء اللبناني بروح المسؤولية الوطنية، نحن لا نريد بأي شكل من الأشكال لهذه الحادثة أن تكون مسيسة أو أن تكون موجهة ضد فريق معين من الناس، ولكن في الوقت عينه نتساءل، لأنها ليست أول حادثة، نتساءل هل هناك من يريد إيقاع الفتنة بين اللبنانيين؟ هل هناك من يريد الإيقاع بالحوار الوطني وتفجيره عبر تفجير الشارع وتعريض حياة الآمنين في لبنان للخطر، فهذه الأسئلة هي برسم القوى السياسية والأمنية وجميع الشخصيات.

س: هل تشعرون أنكم مستهدفون وخصوصاً مع التشنجات الأخيرة في ظل الحوار الذي يجري؟ ج: من وجهة نظرنا أن لبنان بكل مقوماته مستهدف، لبنان مستهدف بهويته العربية، لبنان مستهدف على مستوى سلمه الأهلي، لبنان مستهدف على مستوى وحدته الوطنية، لبنان مستهدف على مستوى قوة الممانعة والمقاومة التي يختزنها لبنان بفعل المقاومة.

لبنان بكل طوائفه ومقوماته السياسية والمعنوية مستهدف، وعلى الجميع أن يلتفتوا إلى مسؤولياتهم الوطنية في هذا الظرف العصيب، ومن غير المقبول أن نتحدث عن عناصر غير منضبطة أو حالات متفلتة، لبنان كله مستهدف، جميعاً مسؤولون حيال تحصين لبنان ووحدته وسلمه الأهلي وإنصهاره الوطني والديموقراطية الواقعية وليس الديموقراطية التي تختزن في داخلها دكتاتورية الرأي.

لبنان كله مستهدف، ونحن نريد من الدولة بكل مستوياتها أن تلتفت إلى هذا الواقع الذي من المطلوب تحصينه بشكل دائم، وأيضاً للحد من حالة الانكشاف السياسي والأمني في البلد.

س: مع تكرار هذه الحوادث الأمنية في هذه النقطة ما هي النصيحة التي توجهونها إلى المواطنين اللبنانيين الذين يسلكون هذا الطريق خصوصاً أن البعض منهم بدأ يفكر بحمل السلاح لحماية نفسه أمام غياب أي تحرك من قبل الدولة على هذه الطريق؟ ج: النصيحة الأولى التي قدمتها بعنوان التساؤل عن مسؤوليات الأجهزة الأمنية والقضائية حيال هذه القضايا التي تتكرر على طريق بيروت - الجنوب، وأيضاً النصيحة الأخرى إذا كان هنالك من يريد أن يوجه رسائل عبر هذه الطريق، فليعلم أن هذه الرسائل تستهدف الوطن برمته، ولا يصح استهداف الوطن بدماء الأبرياء من الناس الذين يخرجون لالتقاط لقمة عيشهم.

ورداً على أسئلة عدة قال : "أنا لا أستطيع أن أتهم أحد الآن، تكرر الحوادث وخصوصاً هذه الحادثة تدفعنا من باب المسؤولية الوطنية أن لا أتهم أحد. نحن لا نتهم أحد، ولا نريد تسييس هذا الموضوع، هذا الموضوع هو برسم الدولة اللبنانية على مستوى أجهزتها الأمنية كما ذكرت، فعلى الدولة أن تتحمل مسؤولياتها كاملة لأننا لا نريد لا نحن ولا نريد لغيرنا أن يتكلم بلغة استباق الحيثيات الأمنية والحيثيات القضائية حيال هذه القضية وغيرها، ولا نريد أن نقع في ما وقع فيه الآخرون على مستوى إصدار الأحكام واستباق التحقيقات". وأضاف " أنا لم أقول أن هذا السلاح خلفيته طائفية أو مذهبية أو سياسية، قلت بصريح العبارة أننا لا نتهم أحد، ولا نسيس هذا الموضوع. هذا حادث، سبقته حوادث متعددة، وللحؤول دون تكراراه مع الناس مع المواطنين الآمنين، فادي حجّار ابن إقليم الخروب وعماد مطر هو ابن الهرمل من سكان منطقة العمروسية في حي السلم، لا نطيف ولا نمذهب هذا الموضوع، لكن هذه الحوادث تواصل تكرارها، أين هي الأجهزة والقوى الأمنية حيال التعديات التي يتعرض لها المواطنون اللبنانيون".

وختم : نحن نرفض كل حالات التشنج السياسي، ونرفض كل حالات التشنج الميداني، هذا البلد لا يمكن أن يدار إلا بالروح السمحة المرنة البعيدة عن أي شكل من أشكال التوتر والتشنج، السياسي المتشنج يفقد صفته السياسية في حال وقوعه في دائرة التشنج، يصبح غير سياسي، ولذلك نحن لسنا متشنجين ولن نقع في دائرة أي تشنج كردة فعل، وندعي الجميع بدون استثناء للتحرر من التشنج والتوتر والعصبية، ولتقارب كل المسائل بروح الحوار والمسؤولية الوطنية لبلوغ لبنان شاطئ الأمان الذي نبتغيه جميعاً".

 

الرئيس بري استقبل السفيرين السعودي والفرنسي واطلعهما على اجواء الحوار

وطنية - 11/3/2006 (سياسة) استقبل رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري، ظهر اليوم، السفير السعودي عبد العزيز خوجه الذي عبر خلال اللقاء عن "تقديره لدورالرئيس بري ودعم المملكة العربية السعودية لمبادرة الحوار واستكماله". وقال مخاطبا الرئيس بري: "ان العمل الذي بدأت به يسجل لك بأحرف من نور على مدى التاريخ، واننا نقدر لكم هذا العمل كل التقدير". ورد الرئيس بري شاكرا ومقدرا "دور المملكة العربية السعودية الداعم للحوار والمساند دائما للبنان".

وقال السفير خوجه: "انكم انتم الأساس في هذا الامر، فأنتم تعرفون مصلحة بلدكم وأنتم الاساس في حل هذه الامور". موضحا انه "قام بجولة على بعض اركان الحوار وسيتابع هذه الجولة لحضهم على متابعة الحوار والوصول الى النتائج المرجوة". السفير الفرنسي وكان الرئيس بري قد استقبل، قبل الظهر، السفير الفرنسي برنار ايمييه الذي قال بعد اللقاء: "زرت دولة الرئيس بري للاطلاع منه على اجواء الحوار الوطني اللبناني، ونقلت اليه اهتمام فرنسا بالحوار والاهمية التي تعلقها على هذا الحوار بين القوى السياسية الاساسية في لبنان".

اضاف: "نأمل ان يستكمل هذا الحوار بين جميع المشاركين في ظل الاحترام المتبادل، وفي الروح البناءة والانفتاح نفسيهما اللذين تجليا في افتتاح المؤتمر في ايامه الاولى للوصول الى اتفاقات على المسائل الاساسية ذات الاهتمام الوطني. ومن الطبيعي احترام قرارات الامم المتحدة ذات الصلة، واننا نذكر بتعلقنا باحترام القرارات الدولية بما فيها القرار 1559 بكل أبعاده"، وشدد على "موقفنا الثابت بضرورة تطبيق هذا القرار الذي يجب ان يتم في اطار الحوار الداخلي بين القوى السياسية اللبنانية، ولدينا الثقة بأن يتوصل هذا الحوار الى نوع من الاتفاق حتى تستطيع الحكومة اللبنانية ان تعمل وتطبق برنامجها الاصلاحي، وان تحضر للاستحقاقات الاقتصادية والمالية التي تواجه لبنان. وفي اطار هذه الروحية، من الضروري العمل من اجل التحضير لمؤتمر بيروت الذي كان موضع بحث بين رئيس الحكومة اللبنانية والسفراء امس".

ونقل السفير ايمييه الى الرئيس بري رسالة من رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي اكد فيها دعم المجلس للحوار الوطني.

من جهة أخرى، تلقى الرئيس بري رسالة من الرئيس رشيد الصلح اشاد فيها بجهوده لعقد الحوار الوطني واستئنافه الاثنين، كما شكر كل الذين ساهموا في تأمين هذا الحوار. وتوجه الرئيس الصلح الى جميع القادة اللبنانيين والى الدول العربية الشقيقة "ببعض الملاحظات والمطالب الرئيسية التي تتعلق بمصير لبنان". واكد ان "ما تشهده المنطقة العربية عموما وبلدنا لبنان خصوصا من سجالات ومواجهات وافكار وآراء يعرضها بعض رجال السياسة يجب الا تكون سببا في صرف الانظار عن القضية اللبنانية الرئيسية وهي قضية التفاهم والاتفاق بين الجميع لانهاء النزاع السياسي والاجتماعي والحياتي الذي يشكو منه الشعب اللبناني بأسره، عن مقاومة العدو الرئيسي للبنان والعرب، وعن المشاريع الخطيرة الرامية الى تقسيم بلدنا وتفتيت مجتمعنا وتحريك الفتن والنزاعات الاهلية الداخلية".

كما استقبل الرئيس بري الهيئات الاقتصادية برئاسة الوزير السابق عدنان القصار الذي قال بعد اللقاء: "اللقاء مع دولة الرئيس بري كان لقاء مصارحة ووضوح بالرؤية واتى تتويجا لتحركات الهيئات الاقتصادية كل من جهته لتأكيد ضرورة نجاح الحوار وأخذ نتائج جيدة، وتحذير من فشله. ورأينا ان من الضروري الاجتماع كهيئات اقتصادية ان نبلغ الى دولة الرئيس ان البلد يمر بمشكلة مهمة علينا العمل لانجاح الحوار لكونه واجبا وطنيا، وواجب على الجميع التحاور والعمل على انجاحه والفشل غير وارد.

وهذا اول حوار يحصل اليوم في لبنان من دون اي تدخل، فهل يا ترى من المفروض ان يحصل الحوار خارج لبنان وبتدخلات اجنبية؟ الا يستطيع سياسيونا ان يتحاوروا في ما بينهم وان يجدوا حلا لهذه الامور رأفة بالبلد وبالمواطنين؟ اليوم الهيئات الاقتصادية غير مستعدة ان تقبل بأي فشل للحوار، هذا غير وارد، ولدينا لقاء الاثنين المقبل مع دولة الرئيس السنيورة، ولنا لقاءات اخرى ومواقف".

واضاف: "ليس واردا بعد الآن ان تبقى الهيئات الاقتصادية تدفع الثمن ويدفع من خلالها المواطن الأثمان. نحن نعتبر اننا نمثل شرعية مهمة وعلينا واجب وطني قمنا به في السابق وسنقوم به في المستقبل، وواجب على الجميع. اليوم لدينا مؤتمر "بيروت -1" يعقد في لبنان للمرة الأولى واسباب النجاح موجودة. وهناك استعداد من العالم العربي والاجنبي لكي يساعدنا فهل نترك كل هذه الفرص للدخول في متاهات؟ لا احد يقبل ذلك.

وهذا امر غير مقبول وغير مفهوم، اعتقد ان الرئيس بري اعطانا اليوم أملا كبيرا بأن الحوار، إن شاء الله، سينجح وانهم كانوا توصلوا الى حلول أمور كثيرة ولقد ارتاح كل البلد لذلك. وكان اول هذه الحلول هو الاتفاق على كشف الحقيقة في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وكانت الامور الاخرى كلها ايجابية، ماذا حصل؟ لا يجوز ذلك، اليوم مسؤولية السياسيين الذين يعتبرون أنفسهم الصف الاول هي ان يتفاهموا رأفة بالبلد وبالمواطن".

سئل عن مدى خطوة فشل الحوار على الوضع الاقتصادي؟ فأجاب: "اعتقد ان هذا الامر واضح، ومن غير المعقول ان يفشل الحوار ويستمر الوضع الاقتصادي على ما هو. ومن الطبيعي ان تحصل انعكاسات سلبية. لقد كنا أنا والزملاء في البحرين في مؤتمر رجال الاعمال والمستثمرين العرب، هناك اكثر من الف رجل اعمال عربي كانوا معنا.

وجميعهم قالوا لنا: ماذا تفعلون في بلدكم؟ لماذا يحصل ما يحصل في بلدكم؟" وقالوا ايضا "ان لديهم اموالا فائضة لا يريدون توظيفها الا في لبنان ولكن يجب ان يحصل تفاهم". اضاف: "ان الخيار واضح بين وضع سيىء ووضع مزدهر اذا نجح الحوار".

سئل: ماذا تقولون للنائب وليد جنبلاط باعتبار ان التوتير يحصل من قبله؟ أجاب: "لا اعتقد ذلك، اعتقد اليوم اننا نحترم جميع الزعماء ولا نريد الدخول في هذا الموضوع، هذه امور هي مسؤوليتهم ويعرفوا كيف يبحثونها ويتفاهموا عليها، نحن على مسافة واحدة من الجميع، ونقدر ونحترم الجميع، ولكن نطلب منهم ان ينجح هذا الحوار، والرئيس بري يضع كل قوته في هذا الموضوع وأعطانا أملا كبيرا ان شاء الله بجهوده وبجهود كل المواطنين وبرغبة الهيئات الاقتصادية التي تحركت على كل المستويات وقالت كفى". وردا على سؤال عن المستثمرين العرب، قال: "يقولون جميعا انهم يرغبون بالاستثمار في لبنان، واستطيع ان اقول بصراحة انه لا يحصل ترحيب بهم في اميركا او في اوروبا.

لبنان بلد مؤهل للاستثمار، فهل علينا ان نستمر في تفويت الفرص؟ لن نقبل بذلك ابدا وسنضع كل جهدنا لانجاح المبادرة الحوارية.

وقد أبلغنا دولة الرئيس بري بخبر جيد جدا وهو ان المطاعم والمحلات التجارية في الوسط التجاري سيسمح لها ان تفتح وتعمل اثناء الحوار، وان المواطنين يستطيعون ريادة هذه المطاعم ضمن بعض الأصول. السيارات ممنوعة ولكن الاشخاص يستطيعون الذهاب الى المنطقة. ونحن نشكر الرئيس بري على هذه المبادرة". قريطم وصرح رئيس غرفة التجارة والصناعة والزراعة في بيروت غازي قريطم: "الاقتصاد اللبناني فقد كل القوة التي كانت لديه تدريجا.

ونحن الآن في مستوى متدن، ولا يمكن ان نتوصل الى اعادة النمو الاقتصادي الا باتفاق سياسي. وهذا شرط لم نطرحه نحن بل هو موجود في كل الدروس الاقتصادية". رئيس جمعية المصارف من جهته، تمنى رئيس جمعية المصارف فرانسوا باسيل "على المتحاورين ان يصلوا الى نتيجة ايجابية، ولديهم هذه الحكمة في ان يتوصلوا اليها لأنهم جميعا يؤمنون بلبنان وبمستقبله والعيش معا. وان شاء الله، نتوصل ايام الاثنين والثلاثاء والاربعاء الى نتائج مفيدة يطمئن اليها كل اللبنانيين والمغتربين لكي يعودوا ويستثمروا في لبنان مع اخواننا العرب". وعن وضع المصارف، قال: "الوضع المصرفي سليم، سليم لكنه يتأثر بأي انهيار لنتائج الحوار. ولذلك، نحن نعول كثيرا عليه وعلى اصرار الرئيس بري لمتابعته حتى النهاية ومهما تطلب من وقت للوصول الى نتائج ايجابية".

وقال رئيس جمعية تجار بيروت نديم عاصي: "أحب ان أوجه الشكر والامتنان الى دولة الرئيس نبيه بري الذي طلب مني ان أتوجه وأطلب من جميع اصحاب المحال التجارية والمطاعم في الوسط التجاري ان يفتحوا محالهم ومطاعمهم لكي يعيدوا الحركة والحياة الى الشريان في الوسط التجاري، ولكن ممنوع حركة السيارات واحترام الوضع الامني بالنسبة الى سلامة المنطقة والزوار واصحاب المطاعم. وأشدد على جميع التجار وأصحاب المطاعم بفتح المحال واعادة الحياة الى الوسط التجاري".

وقدم الوفد مذكرة الى دولة الرئيس نبيه بري هذا نصها:

"1- جئنا للقاء دولة الرئيس نبيه بري كهيئات اقتصادية لبنانية ممثلة لعصب لبنان وشريانه أي الاقتصاد. وجئنا ايضا كمواطنين باعتباره رئيسا للسلطة التشريعية الممثلة للشعب اللبناني. وباعتباره صاحب الدعوة والمبادرة الى عقد مؤتمر الحوار الوطني اللبناني الذي يحصل للمرة الاولى بارادة لبنانية على الارض اللبنانية. جئنا نؤكد له دعمنا الكامل، واصرارنا والحاحنا على عودة المتحاورين الى الطاولة الاثنين المقبل. لكننا جئنا ايضا لاطلاق صرخة تحذير جدية حيال احتمالات عدم العودة الى الطاولة بنية التوصل الى حلول. كما جئنا نحذر عبر الرئيس نبيه بري من اننا لن نقبل بان ينسف الحوار الوطني، لأن البديل من طاولة الحوار والرغبة في الوفاق سيكون كارثيا على لبنان وعلى أهله. وأكدنا لدولة الرئيس اننا نشد على يده في جهوده من اجل انجاح الحوار الوطني اللبنانية.

2- ان الهيئات الاقتصادية شأنها شأن اللبنانيين تدعم وتشجع القوى السياسية والاقطاب اللبنانيين على الجلوس حول طاولة الحوار المعتبرة طاولة انقاذية بامتياز، وهي ترى ان لبنان هو بلد التوافق والتحاور وتنظيم الاختلاف في الرأي تحت سقف مسلمات وطنية جامعة، تحافز على الوحدة الوطنية والوئام بين مختلف مكونات المجتمع، ان اللبنانيين ومهما اختلفوا يبقون لبنانيين محكومين بالاتفاق وفق قواعد تحفظ الاستقرار والعيش الواحد.

3- لقد تابعت الهيئات الاقتصادية الجولة الاولى للحوار باهتمام كبير، وأبدت دعمها الكامل والحاسم لهذا الاسلوب الحضاري والمسؤول في طرح نقاط الخلاف بين القوى السياسية، وقد رأت في اجماع المتحاورين على البند الاول المطروح المتعلق بمعرفة الحقيقة في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري رغبة صادقة في اكمال الطريق سويا نحو توافق على بقية البنود، كما رأت في اسلوب ادارة الجلسات من قبل الرئيس بري، وفي الصدق في طرح كل القضايا بصراحة كاملة علامة على ان المرحلة المقبلة من تاريخ لبنان ستكون مبنية على الوضوح في الرؤية والصدق في الاتفاق.

4- غير ان توقف الحوار يوم الثلاثاء الماضي صدمنا كثيرا مثلما صدم الجميع.

5- ان الحوار هو واجب وطني.

6- ان العودة الى الطاولة هي رغبة اللبنانيين جميعا، وهي واجب على الجميع.

7- ان الفشل ممنوع.

8- ان مسؤولية الحوار هي لبنانية اولا وقبل اي شيء آخر، وليس مطلوبا من الآخرين اشقاء وأصدقاء في العالم ان يحلوا مكاننا. والكل يقول لنا اتفقوا في ما بينكم ونحن ندعم ما تتفقون عليه.

9- ان الوضع الاقتصادي حرج للغاية. ولن نذكر الجميع بعواقب انهيار الحوار على الاقتصاد اي على لقمة عيش اللبنانيين. ولذلك، نجدد دعمنا للعودة الى الطاولة الاثنين بروح منفتحة ووفاقية ونحذر من فشله أو تفشيله.

10- ان الهيئات الاقتصادية ستبقى مستنفرة من اجل نجاح الحوار، وستبقى اجتماعاتها مفتوحة لهذه الغاية، ولن نتأخر عن القيام بما يمليه عليها الواجب في حال الفشل او التفشيل وصولا الى اتخاذ خطوات احتجاجية. 11- يوم الاثنين المقبل سنزور الرئيس فؤاد السنيورة لابلاغه بالموقف عينه".

وختمت: "آن الأوان لكي ينضج اللبنانيون فلا ينتظرون اجتماعات ينظمها الخارج، او أخرى لا تحصل سوى خارج الارض اللبنانية". بيانات تأييد للحوار كما تلقى الرئيس بري رسائل وبيانات تؤكد على تأييد الحوار والاستمرار به للوصول الى النتائج المرجوة من الهيئات الاتية: الهيئات الاقتصادية، جمعية الصناعيين، اتحاد غرف التجارة والصناعة والزراعة، غرفة التجارة والصناعة في بيروت وجبل لبنان، جمعية تجار زحلة، المجلس النسائي اللبناني، نقابة تجار الادوات الصحية وتجمع رجال الاعمال اللبنانيين.

ما نريد ان نقوله نكون كمن يعطل الحوار".

 

الوزير العريضي اشار في حديث الى تلفزيون لبنان

وطنية- 11/3/2006(سياسة) رأى وزير الاعلام غازي العريضي انه " من المفترض ان يستأنف الحوار في ساحة النجمة بشكل طبيعي يوم الاثنين "، معتبرا في حوار اجراه معه "تلفزيون لبنان "ان البنود التي كانت تناقش والتي تم الاتفاق عليها اصبحت جانبا والبنود التي بقيت عالقة لا بد من مناقشتها".

اضاف:" يجب ان يكون النقاش هادئا وصريحا كما كان في الايام الماضية وبروحية الوصول الى اتفاق، والسقف الوحيد لهذا الحوار هو اتفاق الطائف, كما ان النقاش يجب ان يهدف الى الوصول الى قواسم مشتركة، قد لا نصل في جولة واحدة او اثنين او ثلاثة الى اتفاق حول كل المسائل وهذا امر غير مستغرب، لا سيما وان اللبنانيين يجتمعون للمرة الاولى والمشاكل والانقسامات كبيرة, والتطورات التي حصلت خلال السنة الماضية منذ التمديد للرئيس من قبل القيادة السورية, ثم تداعيات هذا الامر, وبما تلاه من محاولات اغتيال ومسلسل الاغتيال الذي عم البلد، وخروج القوات السورية من لبنان، والعلاقات اللبنانية -السورية المتدهورة، والوضع في الجنوب. كل هذه القضايا تناقش لاول مرة بهذا الشكل من الصراحة. وقال الوزير العريضي:" استطيع ان اقول انها المرة الاولى التي يفتح فيها القادة اللبنانيون قلوبهم وعقولهم , وانا ادعوهم جميعا الى الاستمرار في هذه السياسة وفي هذا التوجه وهذا السلوك على طاولة الحوار.

هذه المرة الاولى في تاريخ الحياة السياسية اللبنانية يجتمع فيها القادة ويفتحون قلوبهم مجتمعين، ففي السابق كانت هناك اجتماعات في الكواليس او لقاءات ثلاثية وثنائية، من تحالفات وجبهات وهذا يحتمل نوعا من المزيج بين الوضوح والغموض، الصراحة والمناورة , اما اليوم فكل طرف يتحمل مسؤولية ما يقول على الطاولة وكل المخاوف والهواجس طرحت، والآن يجب طرح الحلول لها لتبديدها بثقة كاملة بين اللبنانيين". سئل: رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط تعرض لحملة من اطراف عدة تبدأ باتهامه بعرقلة الحوار مرورا باتهامه بانه صعد في مواقفه في الخارج، ما تعليقك؟

اجاب:" النائب جنبلاط لم يقل شيئا جديدا، ما قاله في الخارج قاله على طاولة الحوار، اتهموه بانه ينفذ مشروعا اميركيا يريد نسف الحوار. في واقع الحال ومن سخرية القدر وللاسف اصبحوا يسمعون من السفير الاميركي ويستندون اليه لمهاجمة وليد جنبلاط بان الادارة الاميركية تريد الحوار , واقترحت تعديل برنامج مواعيد وليد جنبلاط كي يستطيع المشاركة في الحوار , اولا كان هناك اتهام بالتنسيق مع الاميركيين، ثم وضوح تام ان الولايات المتحدة طلبت تعديل المواعيد لكن جنبلاط اصر على الذهاب، الرئيس جورج بوش قال بالامس ان الولايات المتحدة تريد الحوار وتصر على نجاحه، انا هنا اعطي وقائع ولا ادافع عن الاهداف والخلفيات الاميركية في لبنان وغيره.

السفير الفرنسي والمسؤولون الفرنسيون اطلقوا مواقف مؤيدة للحوار من لبنان وفرنسا. اذا المواقف التي اطلقها النائب جنبلاط ليست مواقف متناغمة لا مع الاميركيين او الفرنسيين او اي جهة خارجية لتخريب الحوار لا سمح الله، هو يريد الحوار، الولايات المتحد، فرنسا، السعودية، مصر والعالم العربي يتطلع الى الحوار، بالتالي فلننتظر الى مضمون الكلام الذي قاله جنبلاط، المضمون ليس جديدا ما قاله في واشنطن قاله على طاولة الحوار وقاله في لبنان وسيعود الى قوله للمناقشة، فاذا كان لدينا وجهة نظر لا تعجب طرفا او ربما تكون جذرية او متصلبة هل هذا يعني ان نوقف الحوار؟ على العكس تماما بسبب هذه الخلافات والمواقف جئنا الى طاولة الحوار.

وعندما قلت ان القلوب والعقول كانت مفتوحة وان الهواجس طرحت فهذه المواقف تعبر عن هواجس، ولدى اطراف اخرى هواجس اخرى، فلنأتي بكل الهواجس الى الطاولة وهذا ما كنا قد بدأناه. ولكن لو طرح اي جديد لكنا اتهمنا وليد جنبلاط بانه لا يريد الحوار او خرج عن مسار الحوار فهو كان يقول هذا الكلام الذي قاله في بيروت، وفي بيروت كان ثمة من يمثله على الطاولة وكان مفوضا تفويضا كاملا والدليل على ذلك اننا في بعض النقاط التي اتفقنا عليها لم يتفقوا مع النائب جنبلاط في الولايات المتحدة بل اتفقوا مع من كان يمثله في بيروت".

سئل: هناك من يشكك بالتحالف القائم بين النائبين جنبلاط والحريري. ماذا تقول؟ اجاب الوزير العريضي:" هذه تمنيات عميقة عند كثيرين وهذا امر لن يحصل. اذا كان البعض يراهن في تكتيكه او في حساباته على شيء من هذا القبيل انصحه ومن اجل الحوار ان يقلع عن مثل هذا الرهان. لن يكون الا التحالف والعلاقة الوثيقة والقوية بين جنبلاط والحريري كما هي الان وأكثر. قد يحصل تمايز في المواقف السياسية ولكن هذا لا يعني ابدا مدخلا للاخرين كي يدخلوا منه ويحدثوا انقسام او انشقاق بين الحليفين. فما يجمع بينهما اكبر بكثير من محاولات هؤلاء الاشخاص.

سئل : هل هناك خوف على 14 آذار؟ اجاب: لا خوف اطلاقا على 14 آذار, فهو مظهر ديمقراطي ولا نستطيع القول اننا ديمقراطيون ونأتي بهذه المجموعة العريضة الى طاولة الحوار لنقول انه ثمة قالب واحد يجب ان نتقولب فيه جميعا وان ننظر الى الامور نظرة واحدة, فنحن فريق متنوع ولكن المبادىء والخطوط العريضة نحن متفقون عليها, وهذا ما نريده ان ينعكس على طاولة الحوار, لاننا نحن ايضا على طاولة الحوار فريق واحد بمعنى اننا لبنانيون ويجب ان ننظر نظرة واحدة الى ان الهدف الاساسي هو معالجة المشاكل التي يعاني منها لبنان اليوم , اللبنانيون يتطلعون الى الحوار ويجب ان لا نفرط بالتفاؤل والمبالغة من جهة , ولكن يجب ان لا يدخل احد ايضا بخلفية ان هذا الحوار لن ينجح لان ثمة موقفا من هنا او هناك, واذا نشرت محاضر جلسات الحوار لاكتشف اللبنانيون ان الجميع وضع هواجسه على الطاولة بكل موضوعية وصراحة. هذه الهواجس بدأت تتفاعل منذ سنة ونصف ولكن عمرها عشرات السنين لذا لا يمكن ان تنتهي بساعات او ايام قليلة لذلك اقول المسيرة صعبة لكنها تستحق المعاناة والحكمة والرعاية والعناية لكي نتوصل الى نتيجة.

سئل : هناك من يتحدث عن حصول تباعد بين النائب جنبلاط والدكتور جعجع واحتمال تقارب بين جنبلاط والعماد عون ماذا تقول؟ اجاب : نحن نتمنى التقارب مع الجميع ولكن التباعد مع الدكتور جعجع لم يحصل والعلاقة مع العماد عون علاقة مفتوحة والحوار جدي حول كل المسائل. قد يكون لكل منا مقاربة مختلفة حول امور مختلفة ولكنني اقول ان لا تباعد على الاطلاق مع الدكتور جعجع.

سئل : بعد بضعة ايام من المتوقع ان يقدم القاضي برامرتس تقريره الاول ماذا تتوقع ان يتضمن؟ اجاب : لا ادري, انا دائما اكرر انني الوحيد الذي لم يتناول التحقيق بكلمة سوى الحرص على سلامة التحقيق ومطالبة الجميع افرادا ودولا للتعاون مع اللجنة وتلبية مطالبها لا سيما سوريا , لان المشاكل الكبرى كانت عالقة مع القيادة السورية في هذ1 المجال من اجل الوصول الى الحقيقة.

سئل : ماذا عن تشكيل المحكمة ذات الطابع الدولي؟ اجاب : اخذت طريقها الى التشكيل , مجلس الوزراء اطلع من وزير العدل في الجلسة الاخيرة على النتائج التي عاد بها الوفد القضائي المؤلف من القاضيين رالف رياشي وشكري صادر والاجتماعات التي عقداها مع المسؤولين في الامم المتحدة, مجلس الامن يتجه الى اتخاذ قرار لتفويض الامين العام للامم المتحدة للاتفاق مع الحكومة اللبنانية على انشاء المحكمة , سوف يحضر مشروع اولي للمحكمة ذات الطابع الدولي ويرسل الى الى لبنان ويدرس في مجلس الوزراء ويقر بصيغة نهائية ليحال الى مجلس النواب , ولبنان اعلن التزامه بتقديم كل التسهيلات والمتطلبات حتى المالية منها , لان هذه انبل قضية يجمع عليها اللبنانيون ولا بد من الوصول الى الحقيقة. لان هذا الرجل العظيم الرئيس الشهيد رفيق الحريري الذي اعطى لبنان الكثير والشباب اللبناني ايضا يستحق ان يكون لبنان حاضن لقضية استشهاده.

سئل : في سياق الحوار تحدثتم عن تسريبات . بماذا تتوجه الى وسائل الاعلام في هذه المرحلة؟ اجاب : حاول البعض ان يقول كما صدر في بعض وسائل الاعلام ان موقفي من التسريب كان في سياق تحميل الاعلام المسؤولية , هذا الموضوع منافيا للحقيقة بالكامل. انا لم احمل وسائل الاعلام المسؤولية بغض النظر عن مبالغات هذه الوسيلة او تلك بما يخدم سياساتها وبغض النظر عن عدم الموضوعية والمهنية في مقاربة هذا الموضوع او ذاك من بعض الوسائل الاعلامية .

ان التسريب مسؤولية السياسي والتسريب الذي وصل الى الصحف او بعض وسائل الاعلام وصل من بعض الحاضرين في قاعة الحوار, وانا واثق من هذا الكلام, فهناك من سرب تسريبا دقيقا لمصلحته بنسبة مئة في المئة وشوه بنسبة 90 بالمئة التسريب لفريق اخر, حتى انه طرحت بعض الافكار باستدعاء رؤساء تحرير الى جلسة معينة والطلب اليهم مواكبة الحوار بطريقة معينة , لكنني اعترضت لان رؤساء التحرير من حقهم انهم كانوا سيشهرون بكل الطبقة السياسية في البلد.

كوزير للاعلام اتحمل مسؤولية كل كلمة تقال واعرف اين هي حدود الالتزام بالقانون وحدود تجازو القانون لكن لا احمل الاعلام المسؤولية كي لا افسح المجال امام اي فريق في الداخل او الخارج بالاستمرار في هذه الحملة على الاعلام اللبناني الذي نصر ان يبقى اعلاما متنوعا وحرا وديمقراطيا, الكلمة الوحيدة التي اوجهها هي: حتى ونحن ننتقد السياسيين, ثمة حد ادنى من المهنية يجب ان تعتمد, ونحن معنيون كإعلاميين بالاستفادة من مناخ الحوار وبالتالي من الممكن ان نقدم المناخ من جهة وان نقول ما نريد قوله من جهة ثانية لكي نواكب هذه المسيرة الحوارية وهذه المرحلة الصعبة التي يعيشها لبنان.

 

طائرة اسرائيلية معادية اخترقت الاجواء الجنوبية

وطنية - 11/3/2006 (امن) صدر عن قيادة الجيش - مديرية التوجيه البيان التالي: " عند الساعة 8,55 من صباح اليوم اخترقت طائرة استطلاع معادية قادمة من فوق بلدة علما الشعب اجواء الجنوب وحلقت فوق مناطق النبطية - صيدا - صور ثم غادرت عند الساعة 14,00 من فوق بلدة الناقورة بإتجاه الاراضي المحتلة".

 

قوى الامن باشرت التحقيقات في اصابة مواطنين على طريق الناعمة - الدامور

وطنية- 11/3/2006 (امن) صدر عن المديرية العامة لقوى الامن الداخلي - شعبة العلاقات العامة, البلاغ التالي: "الساعة الخامسة فجرا من تاريخ 11 الجاري, ادخل الى مستشفى سان تريز - الحدث، المدعوان: عماد. م. (مواليد عام 1977) و فادي. ح. (مواليد عام 1979) اثر اصابتهما بطلقين نارين, الاول في فخذه والثاني في كتفه. وادعيا انهما تعرضا لاطلاق نار من قبل اشخاص مجهولين كانوا داخل سيارة نوع هوندا جردونية اللون زجاج داكن, اثناء قيامهما بتغيير اطار سيارة "فان" في محلة الناعمة-الدامور على الطريق العام. وفرت السيارة ومن بداخلها الى جهة مجهولة. وباشرت قوى الامن الداخلي فور علمها بالحادث تحقيقاتها الفورية, باشراف القضاء المختص واتخذت سلسلة اجراءات وتدابير امنية, منها تسيير دوريات على طول الخط الساحلي الجنوبي".

 

نجل الرئيس المصري جمال مبارك زار لبنان ل عدة ساعات

وطنية - 11/3/2006 (سياسة) علمت "الوكالة الوطنية للاعلام" ان نجل الرئيس المصري حسني مبارك , جمال مبارك وصل الى لبنان اليوم عن طريق القاهرة على متن طائرة خاصة في اطار زيارة استمرت ل عدة ساعات , وغادر بعدها الى القاهرة , ولم تعرف غاية الزيارة .

 

السيد نصرالله التقى بقرادوني وكرم والداوود في مقر الامانة العامة ل"حزب الله"

وطنية - 11/3/2006 (سياسة) استقبل الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله رئيس حزب "الكتائب" كريم بقرادوني, في مقر الأمانة العامة، وجرى استعراض التطورات الداخلية ومواضيع الحوار، وشدد بقرادوني إثر اللقاء على "أهمية إعادة الحوار وإنجاحه"، مشيرا إلى أنه "ليس المهم أن ينعقد الحوار يوم الاثنين المقبل, لكن المهم ماذا سيحصل بعد الاثنين؟"،

وقال: "نحن على أبواب إيجاد صيغ لخروج الحوار بنتائج نهائية"، مشددا على أنه "لا مجال لفشل الحوار, لأن البديل سيكون الذهاب إلى مغامرة المجهول التي نرفض الدخول فيها". والتقى السيد نصرالله النائب السابق فيصل الداوود, الذي أكد "ضرورة التمسك بسلاح المقاومة لأنه الضمانة لصد الاعتداءات الإسرائيلية وتحرير الأسرى والأرض وخاصة مزارع شبعا اللبنانية, بعيدا عن التصرفات المشبوهة لدى البعض, التي تدعي أن المزارع غير لبنانية"، وأكد "أن مواقف وليد جنبلاط من واشنطن لا تخدم الحوار ولا الطائفة الدرزية في انتماءها القومي, إنما تخدم الغايات الأميركية والإسرائيلية ضمن مخطط مرجح لتفكيك المنطقة". وحول طلب جنبلاط المساعدة الأميركية, رأى "أن هذا الأمر عار على لبنان",

وقال: "إن جنبلاط كشف عن وجهه الحقيقي في الانتماءات السياسية". واستقبل السيد نصرالله الوزير السابق كرم كرم, الذي شدد على "أهمية المقاومة التي حققت النصر في الجنوب, ما عدا قسما هاما منه على سفوح جبل الشيخ"، مشيرا إلى "أن لبنان الذي نتغنى به يضم أيضا تلك المزارع, التي هي بعرف جميع اللبنانيين أراض لبنانية ولا يحق لأحد أن يتخلى عنها". ودعا إلى "الوقوف بوجه الهجمة الشرسة التي نتعرض لها جميعا, واعتماد لغة العقل والاعتدال من أجل بناء وطن واحد لأبنائنا".

 

رئيس الهيئة التنفيذية ل "امل" في حوار سياسي في الجنوب

وطنية - 11/3/2006 (سياسة) رأى رئيس الهيئة التنفيذية لحركة "امل" محمد نصرالله خلال لقائي سياسي مع كوادر الحركة في الجنوب, "ان فشل الحوار يؤدي الى دخول لبنان في مأزق على كل المستويات وخاصة على المستوى الاقتصادي وعلى مستوى الثقة بلبنان ودوره الحيوي في المنطقة وكوطن يمثل انموذجا لتلاقي الحضارات".

واعتبر ان "الحاجة الى نجاح الحوار لم يعد مطلبا لبنانيا فحسب, انما هو مطلب عربي ودولي, وعلى المتحاورين الاستجابة لهذا المطلب بما يحفظ للبنان هويته ووحدته وثوابته واوراق قوته في مواجهة العدوانية الاسرائيلية", وتساءل "هل المطلوب ان نثبت لبنانية لبنان حتى نثبت لبنانية مزارع شبعا"، مستغربا بان "ينبري البعض للتشكيك بهوية هذه المزارع وهم انفسهم حتى الامس القريب, كانوا يدافعون عن لبنانية هذه المزارع". ولفت الى "ان المسألة ليست في هوية هذه المزارع او لبنانيتها، المسألة هي سلاح المقاومة, لان المطلوب استهداف آخر اوراق القوة والممانعة التي يمتلكها لبنان في مواجهة العدوانية الاسرائيلية"، معتبرا ان "التنازل من قبل البعض عن ارض لبنانية والتفريط بها امر في غاية الخطورة". واكد ان "اطلاق الرئيس بري وحركة "امل" لهذه المبادرة الحوارية, كانت من اجل منع لبنان من الانزلاق نحو مشاريع الفتنة والاقتتال الداخلي, وستبقى الحركة في موقع المتصدي لأي مشروع يستهدف وحدة لبنان وزعزعة سلمه الاهلي".

وكان اللقاء قد استهل بكلمة المسؤول التنظيمي للحركة في الجنوب باسم لمع، شدد فيها على "اهمية انجاح الحوار لانه المدخل الوحيد لحل كافة المشكلات".

 

خسوف شبه ظل كلي للقمر في الوطن العربي ليل 14 آذار في ظاهرة فلكية نادرة

وطنية - 11/3/2006 (متفرقات) أعلن المشروع الإسلامي لرصد الاهلة، Islamic Crescents' Observation Project ان الوطن العربي سيشهد خسوفا للقمر، مساء الثلاثاء في 14 آذار، في ظاهرة فلكية نادرة. وأوضح رئيس المشروع المهندس محمد شوكت عودة "ان الوطن العربي يشهد ليلة الثلاثاء- الاربعاء 14-15 آذار ظاهرة فلكية نادرة، هي خسوف شبه ظل كلي للقمر، وسيكون الخسوف مشاهدا بشكل كامل من الوطن العربي وأفريقيا وأوروبا وغرب آسيا. وسيبدأ الخسوف يوم الثلاثاء في التاسعة مساء و 21 دقيقة و 32 ثانية بالتوقيت العالمي، و سيبلغ الخسوف ذروته في الساعة 11 ليلا و 47 دقيقة و 32 ثانية بالتوقيت العالمي، و سينتهي يوم الأربعاء في الساعة الثانية فجرا و 13 دقيقة و 32 ثانية بالتوقيت العالمي، وهذه المواعيد توافق فجر يوم الأربعاء في شرق الوطن العربي أو آخر ليلة الثلاثاء في غرب الوطن العربي."

وأعلن انه "سيحدث في القرن الحادي والعشرين خمسة خسوفات شبه ظل كلية للقمر فقط! وقد كان آخر خسوف شبه ظل كلي يوم 31 كانون ثاني عام 1999، وسيكون الخسوف المقبل يوم 11 شباط 2017 . وأشار الى ان الخسوف يحدث بسبب وقوع الأرض بين الشمس والقمر، فتحجب الأرض وقتئذ أشعة الشمس عن القمر. وللخسوف أربعة أنواع، الأول هو الخسوف الكلي وعندها تحجب الأرض جميع أشعة الشمس عن جميع قرص القمر، والثاني هو الخسوف الجزئي و حينها تحجب الأرض جميع أشعة الشمس عن أجزاء من قرص القمر، والنوع الثالث هو خسوف شبه الظل الكلي، وعندها تحجب الأرض جزءا من أشعة الشمس عن جميع قرص القمر، وأخيرا خسوف شبه الظل الجزئي وعندها تحجب الأرض جزءا من أشعة الشمس عن أجزاء من قرص القمر.

وأكثر هذه الأنواع ندرة هو خسوف شبه الظل الكلي، و هو ما ستشهده المنطقة في هذا الخسوف. وقال: "رغم أن خسوفات شبه الظل غير ممتعة وغير ملاحظة بالعين المجردة عادة، إلا أن هذا الخسوف يختلف تماما لأنه خسوف شبه ظل كلي فسيدخل جميع قرص القمر في منطقة شبه الظل. ومن المعروف أن الخسوف يحدث دائما وقت البدر، وعندها يشرق القمر من الشرق عند غروب الشمس، ويبقى ظاهرا في السماء، إلى أن يغرب في جهة الغرب عند شروق الشمس في اليوم التالي. وعادة لا يمكن ملاحظة بداية خسوف شبه الظل بالعين المجردة في أول وآخر 30 دقيقة، وبالتالي لا يتوقع ملاحظة أي اختلاف ملحوظ على إضاءة القمر قبل حوالي الساعة العاشرة مساء بالتوقيت العالمي، حيث يبدأ بعدها ملاحظة اختلاف في إضاءة سطح القمر بين منطقة وأخرى، ويلاحظ كذلك خفوت إضاءة القمر المستمرة حتى وقت الذروة، وبعد ذلك سيبدأ لمعانه بالازدياد إلى أن ينتهي الخسوف".

 

الشيخ قبلان: احالة ملف ايران النووي على مجلس الأمن اجراء مجحف للعدالة كيف يمكن حرمانها حقوقها والتغاضي عن امتلاك اسرائيل ترسانة نووية

وطنية- 11/3/2006(سياسة) علق نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبد الامير قبلان، في تصريح اليوم، على التعاطي الدولي مع الملف النووي الايراني، فقال: "نعتبر ان إحالة الملف النووي الايراني على مجلس الامن اجراء مجحف في حق العدالة الدولية. فهو يكشف توجهات غير سليمة في التعاطي الدولي مع الملف النووي الايراني، باعتبار ان الجمهورية الاسلامية تمارس حقا طبيعيا من حقوقها. فهي دولة حرة وكريمة تواصل مسيرتها النهضوية، فتعتمد على جهود ابنائها وقدراتهم وامكاناتها الذاتية لتحقيق الاكتفاء الذاتي على مختلف الصعد، وفي طليعتها امتلاك الطاقة النووية لأغراض سلمية". وتساءل: "كيف يمكن حرمان دولة حقوقها في وقت يتم التغاضي عن امتلاك اسرائيل ترسانة نووية تهدد العالم بالدمار. فالترسانة النووية الاسرائيلية لم تنشأ لاغراض سلمية انما لاهداف تخريبية وتدميرية. فهذه السياسة الدولية المنحازة تكشف عن تعاط غير عادل ومنصف مع الدول.

ففي حين نرى ان بريطانيا زودت اسرائيل منذ اكثر من اربعة قرون الوقود النووي بعدما غرست هذا الكيان الغاصب لتكون بذرة الشر في منطقتنا، فإنها اليوم تصعد حملتها مع حليفتها اميركا ضد الجمهورية الاسلامية الايرانية بغية اخضاعها لسياستها واعادة ادخالها ضمن التبعية الغربية والهيمنة الاستعمارية". ورأى "ان ما يحصل اليوم من حصار وتهديد للجمهورية الاسلامية الايرانية يعيد الى اذهاننا الحقبة السوداء التي كانت فيها دولنا العربية والاسلامية خاضعة للاستعمار الغربي تنوء تحت ثقل الاحتلال والانتداب.

فما يجري اليوم يندرج في مخطط استعماري غربي لاخضاع شعوبنا وامتنا لهيمنة الاستعمار الجديد الذي تتزعمه اميركا وحلفاؤها بغية استلاب شخصيتنا وهويتنا الاسلامية وسرقة خيرات بلادنا وثرواتنا النفطية والمائية لتكون شعوبنا ودولنا تابعة لهذا الوحش المفترس المسمى الاستعمار". واضاف: "نحن اذ نرفض وندين بشدة حصار ايران وتهديدها، فإننا ندعو الدول والشعوب الاسلامية الى التحرك السريع والعاجل ومواجهة المشروع الغربي الاستعماري بتعزيز الوحدة والتضامن والتعاون الاسلامي والوقوف مع ايران في حقها لامتلاك الطاقة النووية ومواجهة المؤامرات التي تستهدف وحدة الامة ومكانتها ودورها". واعتبر ان "استهداف الجمهورية الاسلامية الايرانية استهداف لكل دولة اسلامية. لذا، نطالب بالتحرك العاجل لمنظمة المؤتمر الاسلامي لمنع استفراد دولة مسلمة كانت ولا تزال تمثل حصنا للدفاع عن المسلمين وقضاياهم العادلة".

وخلص: "نثمن غاليا الوحدة الوطنية الايرانية التي جسدها التفاف الشعب الايراني حول قيادته، ونحيي قادة الجمهورية على حكمتهم وشجاعتهم، ونسأل المولى ان يحفظ الجمهورية الاسلامية الايرانية وشعبها من كل سوء وان يمن على المسلمين بالنصر والعزة والكرامة".

 

اثبت الحوار عدم القدرة على مقايضة رئاسة الجمهورية بالقرار1559

وطنية- 11/3/2006 (سياسة) اعتبر النائب السابق محمد عبد الحميد بيضون في بيان اليوم، ان "الحوار الوطني اثبت عدم القدرة على مقايضة رئاسة الجمهورية بالقرار 1559" مشيرا الى ان "موضوع رئاسة الجمهورية لم يعد مطروحا على طاولة الحوار لأن له ابعادا اقليمية لا قدرة للمتحاورين على تناولها". واستبعد بيضون "امكان التوصل الى اتفاق كامل الا في القضايا الثانوية"، مشددا "على ان الحوار كان يجب ان يبدأ بالاطار الحقيقي لتأمين الاستقرار في العلاقات اللبنانية- السورية اي تأمين استقرار لبنان وسوريا من خلال ما ينص عليه اتفاق الطائف". ورأى ان "الضحية الاولى للحوار هي الحكومة " مؤكدا ان "مدخل التعاون هو تشكيل حكومة وحدة وطنية تتمكن من تأمين قيام مبادرة عربية لأجل استقرار لبنان وضمان مستقبله".

 

إذا أظهر التحقيق ضلوع الأسد فيجب أن يمثل أمام المحكمة

بوش: على اللبنانيين اتخاذ الخطوات الضرورية لإنجاح الحوار

الرئيس يجب أن يكون شخصية مستقلة تدعم مصالح لبنان

النهار 11/3/2006: شدد الرئيس الاميركي جورج بوش على ضرورة كشف الحقيقة كاملة في ما يتعلق باغتيال الرئيس رفيق الحريري، مؤكدا ان لا صفقات على حساب لبنان في هذا الامر. وابرز في حديث الى تلفزيون "المستقبل" اجرته معه ديانا مقلد اهمية نجاح الحوار الوطني اللبناني متعهدا دعم واشنطن اياه "لكن على اللبنانيين اتخاذ القرارات الضرورية لانجاحه".  وكرر دعوة بلاده الى تنفيذ قرار مجلس الامن 1559. ورأى ان رئيس الجمهورية اللبناني "يجب ان يكون شخصية مستقلة تدعم مصالح لبنان لا مصالح دول اخرى".

وفي دردشة بعد المقابلة قال الرئيس الاميركي "اذا اظهر التحقيق ضلوع الرئيس السوري بشار الاسد في الجريمة فيجب ان يمثل امام محكمة دولية". وهنا نص الحديث:

سيدي الرئيس شكرا على استقبالك تلفزيون "المستقبل" كما تعلم، ان رئيس لجنة التحقيق الدولية سيرج برامرتس سيرفع تقريره الى مجلس الامن خلال ايام. كيف ينبغي للمجتمع الدولي ان يتجاوب مع التقرير في حال خلص الى ان سوريا لم تتعاون بالكامل مع التحقيق؟

- موقفنا هو اننا نريد معرفة الحقيقة ونتوقع من جميع الاطراف ابداء استعدادها للمساعدة على كشف الحقيقة. الحقيقة بالغة الاهمية لمساعدة لبنان على تحقيق الهدف الذي نرجوه له وهو التحرر من التدخل الاجنبي والتمتع بالديموقراطية والسلام حتى يتمكن الشعب من تحقيق احلامه ويستطيع لبنان العظيم ان يحقق النمو والازدهار، وانا واثق ان ذلك ممكن. اذاً ستعمل الولايات المتحدة على تذكير جميع الاطراف باستمرار باننا نبحث عن الحقيقة ونتوقع منهم ان يساعدوا على كشف الحقيقة. حين تسألين عنها اقلق حيال الذين يعرقلون ويأملون ان يصرف العالم بأسره نظره عن جريمة رهيبة ونحن لن نفعل ذلك بل سنركز باستمرار على هذه المسألة لاننا نؤمن بمستقبل لبنان.

يخشى كثيرون في لبنان من صفقة بين واشنطن ودمشق. وبكلمات اخرى، اذا تجاوبت دمشق في ما يتعلق بالعراق و"حزب الله" و"حماس" هل ستسمحون بالا يتوصل التحقيق الى نتائج نهائية؟

- جزء من رغباتنا لدمشق هو بالطبع التخلص من القواعد الارهابية في سوريا ووقف التسلل عبر الحدود الى العراق وعدم السماح للبعض بايجاد مأوى آمن للقيام بعمليات مخطط لها في الجوار. ولكن جزءا من مطلبنا كان تنفيذ القرار 1559 وهو ينص على الانسحاب الكامل من لبنان وهذا يؤكد عدم وجود اية صفقة. نحن شعب يحترم كلمته، سأكرر ما قلته. اظن ان نور الحقيقة مهم لارساء السلام وهو جل ما نرغب فيه جميعا في المنطقة. اريد فعلا ان يكبر شباب لبنان في عالم خال من العنف. لبنان بلد رائع وبيروت هي احدى العواصم الدولية ومن مصلحة العالم ليس انقاذ هذه الديموقراطية فحسب بل انجاحها وازدهارها. لذا لن نعقد اية صفقة على مستقبل لبنان.

بالنسبة الى قرار مجلس الامن 1559 قالت الحكومة اللبنانية انها تود حل المسألة بالحوار الوطني وقد طالبتم تكرارا بان ينفذ لبنان هذا القرار. هل ستمنحون الحكومة اللبنانية فرصة لتحاول ان تحل هذه المسألة بالحوار الوطني ام ستمارسون مزيدا من الضغوط؟

- من المهم ان ينجح الحوار الوطني. الحقيقة ان التوصل الى السلام في لبنان سيكون عبر القادة اللبنانيين. وهؤلاء هم اشخاص لبنانيون كرسوا انفسهم للمستقبل. اما الولايات المتحدة فتستطيع العمل للمساعدة والضغط على سوريا غير اننا لا نستطيع ارغام الناس على ان يتحلوا بالشجاعة باسم السلام. هذا يتعلق بالشعب اللبناني نفسه. على اللبنانيين ان يطالبوا بمجتمع منفتح وحر وشفاف حتى نعيش بسلام. نحن سنساعد لكن الشجاعة تنبع من روح الشعب ونحن تشجعنا حين شاهدنا شجاعة الذين يؤمنون بمستقبل لبنان.

هل تتابع الحوار الوطني الدائر في لبنان حاليا؟

- نعم. يؤمن كثيرون بان الحوار لن ينجح من دون جهود دولية. بينما يظن اطراف آخرون ان الضغط الاميركي يمنع اللبنانيين من التوصل الى اتفاق. انا اؤمن بامكان التوصل الى اتفاق. علمت ان الحوار علق لاسبوع، ولكنه سيستمر واظن ان من المهم في هذه المرحلة من تاريخ لبنان تخطي الماضي، فالماضي من الماضي، والنظر نحو مستقبل افضل ونحن سنساعد ونشجع ولكن القرارات النهائية لا بد ان تصدر عن اللبنانيين اذا ارادوا ما هو افضل من العنف والحروب والانقسامات.

ان النقطتين الاكثر جدلا هما اطاحة الرئيس اميل لحود ونزع سلاح "حزب الله"، فما هو تعليقك عليهما؟

- موقفنا واضح. القرار 1559 الذي ندعمه بقوة يدعو الى نزع سلاح الميليشيات. وثانيا، اننا نؤمن بضرورة ان يكون الرئيس مستقلا، شخصا يمثل مصالح الشعب اللبناني.

الحكومة اللبنانية تعتبر "حزب الله" مقاومة. ما هو تعليقك على ذلك؟

- ينبغي تجريد الميليشيات من السلاح واظن ان من المهم ان يدرك ان احلال الديموقراطية غير ممكن في حال كانت الاحزاب السياسية تملك سلاحها الخاص ونحن ندعم السيطرة الكاملة للقوات المسلحة اللبنانية على امن لبنان وذلك لمصلحة الشعب اللبناني.

ما هو موقفك من اطاحة الرئيس اميل لحود؟

- اكرر لك انه من مميزات رئيس الجمهورية ان يكون شخصا مستقلا فكريا ويركز على مستقبل بلده ويعي ان التدخل الاجنبي قد يكون سلبيا جدا.

سيدي الرئيس، الوضع في العراق يتدهور جدا والبلاد على عتبة حرب اهلية. الرأي العام العربي يكاد يجمع على عدم دعم السياسة الاميركية. يؤمن الكثيرون انكم تركزون على لبنان لتحويل الانتباه عما يدور في العراق او هو جزء من سيناريو كامل للسيطرة على المنطقة، لماذا حاز لبنان اهتماما كبيرا منكم منذ العام الماضي بينما ظلت سوريا تسيطر على لبنان طوال 30 سنة؟

- لانني اؤمن بالديموقراطية. اؤمن ان الديموقراطية تؤدي الى السلام. هذا ما برهنه التاريخ. ان الديموقراطية تؤدي الى السلام الذي نريده جميعا واكرر انني ارغب في ان يعيش شباب لبنان بسلام.

هذا ما اريده والامر نفسه بالنسبة الى العراق. اريد ان يصبح العراق ديموقراطيا ليس ديموقراطية اميركية بل ديموقراطية تأخذ في الاعتبار التقاليد العراقية وتاريخ العراق تماما كما ستعكس الديموقراطية اللبنانية تاريخ لبنان وتقاليده. واؤمن بوجود قيم عالمية. الجميع يرغبون في الحرية. الامر صعب في العراق بلا شك اريدكم ان تتذكروا ان الشعب العراقي عبّر عن رأيه في كانون الاول الماضي في ما يتعلق بالحرب الاهلية فقد توجه 11 مليون شخص الى صناديق الاقتراع وفي ظروف صعبة عبروا عن مطالبتهم بالحرية والديموقراطية. اعطونا فرصة وانا مقتنع بان ارادة الشعب ستنتصر في النهاية وستهزم من يريدون اشعال حرب اهلية. موقفنا في الشرق الاوسط والعالم الاسلامي اننا نريد ان نكون شركاء في السلام وان نساعد الشعوب على اظهار طاقاتهم. اسمع اللغة المتداولة حول الولايات المتحدة وعدائها للاسلام لكن هذا غير صحيح.

نحن نرى ان الاسلام هو دين سلام. او يقولون ان غاية الولايات المتحدة حماية نفسها، ولكن الوسيلة الفضلى للحماية تكمن في بناء علاقات جيدة مع المسلمين وتشجيع الديموقراطية. هذا ما نريده. فنحن نريد ان تتمتع الشعوب بالحرية والاقليات بحقوقها، اما بالنسبة الى حقوق المرأة فنحن نؤمن بمجتمعات تستطيع المرأة فيها ان تحقق احلامها ونرغب في حصول الجميع على التعليم الجيد والعناية الصحية الجيدة.

ولكنكم لا تفوزون حتى الآن بعقول الشعوب العربية وقلوبها؟ لماذا؟

- بسبب الاخبار السلبية التي تبثها شاشات التلفزيون. فعدو الديموقراطية لديه وسيلة وحيدة وهي القدرة والارادة على قتل الابرياء وهذا يصدم الناس. اصحاب الضمائر الحية يحزنون عندما يشاهدون قتل الابرياء بسيارات مفخخة او حين يقرأون عن قطع الرؤوس. لذا، من المهم لمن يؤمن بالسلام ان يعلم ان قتل الابرياء لا علاقة له بالعالم المتحضر او غير المتحضر ولا اظن ان ذلك مقبول دينيا ايضا. من المهم ان نكون اقوياء ونؤمن بقدرة الحرية على الاستجابة لرغبات الناس وتحسين المجتمع. شخصيا انا احلم بدولة فلسطينية وسلام مع اسرائيل واحلم بازدهار الديموقراطية في لبنان وآمل ان تصبح الديموقراطية في العراق مثلا للآخرين حتى تدرك الشعوب طاقاتها. وانا مؤمن ان ذلك سيحصل ولكن ثمة من يريد اعاقة هذا التقدم وانا ادرك ذلك لكنني مؤمن جدا بالمستقبل وسنستمر في العمل بما يضمن التعبير عن رغبتنا في مساعدة الناس وسنحاول محاربة بعض الاخبار السلبية التي يشاهدها الناس عبر التلفزيون وذلك بواسطة سياسات ايجابية ترفع مستوى الحياة وتعطي الناس فرصة.

 

بيان عن لقاءات رئيس التقدمي وحماده في واشنطن ونيويورك

جنبلاط: لا نعرف من هو الشهيد الجديد هذه المرة

عاليه – "النهار"11/3/2006: وزعت "الجمعية الدرزية الاميركية" I. D. S. بيانا امس في منطقة عاليه عبر مندوبها في الولايات المتحدة الاميركية ولبنان المغترب اسامة ابو الحسن، عرضت فيه لوقائع من جولة رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط والوزير مروان حماده في الولايات المتحدة.

وركز البيان على ان "زيارة الزعيم وليد جنبلاط والوزير مروان حماده وجولتهما لم تكونا بطابع طائفي ضيق، انما كانا (جنبلاط وحماده) حاضرين من موقعهما الوطني الحريص على وحدة لبنان واستقراره، وقد لقيا  الحفاوة والتكريم من الجاليتين اللبنانية والعربية، وكان هذا بمثابة تقدير لرجل استثنائي في هذه المرحلة الدقيقة والصعبة في تاريخ وطننا وامتنا العربية". واضاف: "ان وليد جنبلاط يقود معركة التحرر من الوصاية السورية ، على طريق تعميم الديموقراطية سبيلا لنهوض العرب كأمة قادرة على صوغ مستقبلها،  وطلب مساعدة الولايات المتحدة الاميركية لا يعني استبدال وصاية بأخرى، وانما الافادة من موقعها للحد من اندفاعة النظام الاستبدادي الذي لا تريد للبنان ان يستقل ويبني مستقبله بحرية وتوحد حقيقي بين جميع اللبنانيين".

وذكر البيان انه تكريما لجنبلاط وحماده، اقام المغترب الياس الريحاني، وهو زميل للنائب جنبلاط منذ ايام الدراسة احتفالا في منزله في واشنطن شارك فيه ثلاثمئة من شخصيات الجاليتين اللبنانية والعربية وابنائها، والقى خلاله الريحاني كلمة رحب فيها بالنائب جنبلاط، مستعيدا ذكريات ايام الدراسة معه حين "كان (جنبلاط) منذ تلك الايام شديد الحماسة للقضايا الوطنية والقومية ومنها قضية فلسطين، وهو كان من المتفوقين في صفه وسابقا سنه بكثير في تفكيره وتطلعاته الوطنية"، وقال: ان "زيارة النائب جنبلاط للولايات المتحدة تكتسب اهمية خاصة بالنسبة الينا، خصوصا في هذه الظروف الصعبة التي يمر بها وطننا العزيز لبنان". ورد جنبلاط فشكر "الريحاني على هذا اللقاء الذي جمعنا اليوم بابناء الجاليتين اللبنانية والعربية"، وعرض للاوضاع السياسية في لبنان منذ التمديد للرئيس اميل لحود وما اعقبه من مفاعيل، كما عرض لمسلسل الاغتيالات، قائلا: "لا نعرف من هو الشهيد الجديد هذه المرة".

واضاف: "كل ذلك تم عبر النظام الحاقد في سوريا وعلى رأسه بشار الاسد، والعالم الحر وعلى رأسه الولايات المتحدة الاميركية مطالب بالمساعدة في تنحية، وازالة، الرئيس اميل لحود وبناء وطن الحرية والسيادة والاستقلال على قاعدة الولاء للبنان اولا. لا يزايدنّ علينا احد في العروبة، فنحن والشعب السوري تربطنا اواصر القربى والمحبة، وليس ثمة عائلة في لبنان، وتحديدا في جبل لبنان الا لها جذور وفروع في سوريا، ونحن مع الشعب السوري ونساعده للتخلص من النظام الحاكم، لنتمكن من العيش شعبين مستقلين بوئام وسلام، بعيدا عن حكم التسلط والديكتاتورية".

وقبيل مغادرته الى نيويورك، لبى النائب جنبلاط دعوة قوى 14 آذار في واشنطن الى لقاء حواري عقد في فندق "واشنطن اوتيل"، حضره الدكتور كلوفيس مقصود، ممثل "تيار المستقبل" في واشنطن سامر زيتون، ممثلو الحزب التقدمي الاشتراكي سامي القاضي وعارف ابو الحسن وناصر فياض، ممثل حزب "القوات اللبنانية" ايلي منصف، ممثل حزب الكتائب انطوان الحلو، ممثل "التيار الوطني الحر" انطوان حداد، رئيس الجمعية الدرزية الاميركية I.D.S. عماد ابو الحسن وعضو الجمعية اسامة ابو الحسن، وحشد من ممثلي الاحزاب السياسية في عدد من الولايات الاميركية، وشخصيات لبنانية وعربية واميركية.

واعلن ممثلو قوى 14 آذار من خلال الدعوة "الوقوف بجانب النائب جنبلاط في مواقفه المطالبة بكشف الحقيقة في اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وجميع شهداء الحرية، والمطالبة بحرية وسيادة واستقلال لبنان، بعيدا عن حكم الوصاية"، وشددوا على "استكمال التحقيق وانزال اشد العقوبات بمن خطط ونفذ جريمة العصر التي اودت بالرئيس الشهيد رفيق الحريري وكل الجرائم التي سبقتها وتلتها، كما المطلوب معاقبة النظام السوري الذي ما يزال يطلق الحرية لآلة القتل". من جهته، طالب النائب جنبلاط الحضور بان يكونوا "موحدين لتكونوا صوت الحق المؤثر لمصلحة قضايانا الوطنية والعربية المشتركة، فعلينا ان نكون يدا واحدة في لبنان وبلاد الانتشار". بعد اللقاء توجه الجميع الى خيمة الحرية التي نصبت خصيصا بالمناسبة امام السفارة اللبنانية في واشنطن، للتوقيع على العريضة المطالبة باستقالة لحود.

 

طالب بحكومة أقطاب وسأل عمن رسم الخرائط الجديدة؟

عون لـ"النهار": قانون الانتخاب أهم من الحوار

غازي كنعان لم يعد موجوداً والبعض يتصرف مثله

كتبت هيام القصيفي:: النهار 11/3/2006:

في موازاة طاولة الحوار المعلق مصيرها حتى صباح الاثنين المقبل، برزت معضلة قانون الانتخاب مجددا على خلفية استقالة العضوين ميشال تابت وزياد بارود من الهيئة الوطنية الخاصة بقانون الانتخابات النيابية. والمعضلة لا تكمن في انسحاب العضوين المارونيين فحسب، بل ايضا في ما قيل عن ان الهيئة سترفع مشروعي قانونين للانتخابات على أساس النسبية، واحدا على أساس تسع دوائر انتخابية والثاني على اساس 13 دائرة، على ان تكون بيروت في كليهما دائرة واحدة. هذا الملف أثار اهتمام القوى السياسية، والمسيحية تحديدا على أساس ان العضوين المنسحبين مارونيان، وثمة طلب بتعيين بديلين منهما، وان المشروعين المقترحين لا يلبيان طموحات القوى المسيحية التي رفضت سابقا قانون الالفين، رغم ان بعض هذه القوى المعترضة آثرت الصمت اعلاميا، حفاظا على مصالحها السياسية الآنية. العماد ميشال عون المشارك في طاولة الحوار والمهتم بقانون الانتخاب تحدث الى "النهار" عن الموضوعين، وهو يقول انه عائد الى الطاولة يوم الاثنين رغم انه يرفض الغوص في التفاصيل: "الحوار يجب ان يستمر والا يحدد بجلسات. لذلك أعتقد ان المطلوب حاليا الانتقال الى حكومة أقطاب. فما يمنع ان يكون الموجودون حول طاولة الحوار هم أعضاء الحكومة، أو حتى مع تعديلات طفيفة من اجل ان يتابعوا الحوار في شكل دائم وليس الاكتفاء بالوقت الذي حدد لجلسات في ساحة النجمة؟". ويؤكد انه "مصر على الحوار الا اذا أتتنا صواريخ عبر القارات".

قائد الجيش السابق الخبير بالامور اللوجستية يتحدث عن ملف شبعا الذي فجر الخلاف بين المتحاورين، بخبرة الضابط العسكري: "كيف يقولون لي ان شبعا ليست لبنانية وانا كان لدي ضباط ولدوا فيها؟ حين يكون لدي جنود من مزارع شبعا يأتي من يقول انها ليست لبنانية. لدي ملف كامل عن شبعا وأعرف عنها كما لو انني أتحدث عن حارة حريك. الارض لبنانية والسكان لبنانيون، وصكوك الملكية صادرة عن السلطات اللبنانية. وأفضل ما يمكن ان يقوموا به هو العودة الى الملفات التي تثبت كيف كان المواطنون يدفعون ضرائب للسلطات اللبنانية والى رؤساء المخافر الذين كانوا يذهبون الى هناك على الخيل. هل يعرف المعترضون هذه القصص؟ وهنا أريد ان أسأل من الذي رسم الخرائط التي ظهرت أخيرا؟ ومن أصدرها ومن رسّم الحدود؟

نريد جواباً عن هذا السؤال. شبعا لبنانية، لكنهم اذا كانوا لا يريدون الاقتناع فلا أحد قادراً ان يقنعهم، لديهم موقف مسبق من كل هذا الملف وليسوا في حاجة الى الاقناع".

قانون الانتخاب

ملف آخر يقلق عون هو قانون الانتخاب، وهو الذي لديه عشرة طعون أمام المجلس الدستوري، والذي حاز أكثر من سبعين في المئة من أصوات المسيحيين في الانتخابات النيابية الاخيرة، ولا تفوته مناسبة الا يتحدث عن سيئات قانون الألفين. يقول: "ان قانون الانتخاب أهم من موضوع الحوار الدائر حالياً، لانه يحدد صحة التمثيل الشعبي، ونحن حالياً نتحاور مع بعض الذين ليس لديهم الصفة التمثيلية بسبب القانون غير العادل الذي اجريت على أساسه الانتخابات. وأي قانون لا يحترم مبدأ التمثيل الصحيح في نصوصه لا لزوم له". لم يطرح القانون على طاولة الحوار، كما يؤكد عون، "لكن مفاعيل ما حدث أخيراً تنذر بأنه سيكون احدى المشاكل المستجدة امام المتحاورين، ولو من خارج جدول الاعمال. فأي نقاش حول رئاسة الجمهورية يفترض ان يمر حكماً بكل المقترحات للتغيير، وخصوصاً اذا تمت مناقشة مبادرة الرئيس سليم الحص التي تنص على انتخابات مبكرة وفق قانون جديد. مبدئياً، القانون غير مطروح على طاولة الحوار. لكن كل قانون لا يرتكز على صحة التمثيل الشعبي لن نقبل به. غازي كنعان رحمه الله لم يعد موجوداً ليفرضه، ولو ان البعض يتصرف مثله".

ويعتبر عون ان "البعض على ما يبدو لم يكتف بأن نفذ بقانون الألفين، حتى اراد ان يغنم جديداً بقانون جديد. نحن لم نقبل حتى الآن بقانون الالفين، ونعتبر ان من يقوم بهذا العمل حالياً لديه نظرة ضيقة ولا يريد الاستقرار ولا صحة التمثيل، ويتعاطى بفوقية مستفيداً من وضع يده على سلطة ليست له".

ويستغرب ما يحكى عن ان الهيئة الوطنية سترفع خمسة مشاريع، "فهذا خطأ منهجي في العمل. اللجنة شكلت لترفع قانوناً واحداً عادلاً لا لترفع "دستة" قوانين. فهذه المشاريع كلها كانت موجودة ولم يكن اذا من لزوم للتأجيل لرفع جملة مشاريع. كان المطلوب مشروعاً واحداً فيه أفضل صيغة للتمثيل الصحيح، والا لكان ذلك مهمة مجلس النواب بدل ان تعمل اللجنة عشرة أشهر من دون فائدة".

يرفض عون التعامل مع موضوع اللجنة وما حدث فيها من تطورات من الزاوية الطائفية، "فالموضوع ليس طائفياً بل هو منهجي لانه يتعلق بقانون يفترض ان يضمن صحة التمثيل للجميع". لكنه يميز بين التعاطي طائفياً وموضوع تعيين عضوين بديلين من تابت وبارود. فالعضوان المستقيلان مارونيان، وسنتدخل في تعيين البديلين ليس من زاوية مارونية بل من زاوية انه لا يجوز تعيين بديلين غير متابعين للمناقشات والحيثيات، فقط من أجل ان يبصموا على ما أعد سلفاً".

 

أبو زينب وباسيل حاضرا في "معركة"

صور – "النهار": 11/3/2006: حاضر عضو المجلس السياسي في "حزب الله" غالب أبو زينب والمسؤول عن العلاقات السياسية في "التيار الوطني الحر" جبران باسيل في بلدة معركة (صور)

وقال أبو زينب "ان الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله سيحضر جلسة الحوار الوطني في مجلس النواب يوم الاثنين المقبل في حال تحقق الشروط الموضوعية، ورغم القصف العشوائي وكل الكلام الذي قيل ما زالت هناك فرصة للنجاح في الحوار".

وأشار الى "ان لدى الحزب "ثقة بجميع الافرقاء الذين يتعامل معهم"، مشددا على "العلاقة الايجابية" برئيس كتلة "المستقبل" النائب سعد الحريري، وعلى ان "الحوار معه لم ينقطع ونحن نتطلع الى استمراره".

من جهته، اعتبر باسيل "ان البهلوانيات الاعلامية هنا وهناك لا تعفي أحدا من تحمل المسؤولية في افشال الحوار الوطني في مجلس النواب". وقال: "ان ورقة التفاهم بين حزب الله والتيار الوطني الحر جاءت نتيجة ثقة وتفاهم بعد أكثر من ستة أشهر من النقاش، كما جاءت نتيجة تنازلات مشتركة من الطرفين لمصلحة الوطن". ولفت الى "ان الحوار يجب ان يكون على هذه القاعدة ليطمئن بعضنا بعضا. ونحن لانقبل ان ندفع ثمن الحرب والسلم، لكننا نقبل بدفع هذا الثمن فقط من أجل لبنان وليس لجهات تقبض الاثمان وتعزز مواقعها الشخصية".

 

أسئلة جوهرية لا يحجبها غبار التصعيد

بقلم/علي حماده – النهار 11/3/2006

جزء كبير من الحملة الاعلامية والسياسية على رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط لا يستهدفه حقيقة وفي العمق، وانما يهدف الى اثارة غبار كثيف على الاسئلة الصعبة المطروحة على بساط البحث، وربما الى التنصل من تقديم اجابات واضحة عنها. والاسئلة المطروحة هي برسم الطرف الاساسي الجالس الى طاولة الحوار. ونقول انه طرف اساسي باعتباره الوحيد الذي يمتلك نهجا واستراتيجيا، وبالتالي اجندة خارجية تستحق هذه التسمية بالنظر الى القدرات غير الاعتيادية التي يملكها، وامكان توظيفها فوق مسرح اوسع نطاقا من لبنان يمتد وصولا الى طهران. والحال ان "حزب الله" هو من الناحية العملية "المربع الدفاعي" الوحيد الذي يعتد به على مستوى السياسات السورية في لبنان. فلا مكان لجماعات النظام السوري هنا في لبنان من دون الاوكسيجين الذي يضخه فيها  الحزب. فالحزب هو متنفس هذه الجماعات الآفلة لبنانيا، وهو الخشبة التي يتعلق بها غرقى سفينة النظام السوري في لبنان، ولا مجال لتعدادهم هنا. وبهذا المعنى فان الجهة القادرة اليوم على وضع حد للتدخل السوري غير المقبول ابدا، هي "حزب الله"، الجهة المؤهلة ان هي اعادت النظر في سياساتها ووظيفتها، ان تقدم المساهمة الاكبر لاستكمال الاستقلال اللبناني. وبدون قيام "حزب الله" باجراء مراجعة جدية وعميقة لنهجه، لن يكون هناك استقلال لبناني حقيقي في ظل دولة واحدة موحدة.

المسألة هنا ابعد من تصريحات النائب وليد جنبلاط في واشنطن وردود الحزب عليه. المسألة الحقيقية التي سمعنا بالامس اعترافا بوجودها من نائب الامين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم هي الاسئلة الصعبة التي ينتظر اللبنانيون اجابات شافية عنها من قيادة الحزب، وخصوصا ان زمن التفويضات الوطنية المطلقة انتهى، وبات على كل الاطراف ولاسيما الاكثر قوة شعبيا وعسكريا وماليا، ان يقدموا جردة حساب للشركاء في الوطن:

1- مزارع شبعا: هل يقبل "حزب الله" باعتماد المسار الديبلوماسي الدولي لتأكيد لبنانيتها اولا، وثانيا لمحاولة استرجاعها بالتفاوض والديبلوماسية بعد نقل مرجعيتها القانونية من القرار 242 الى القرار 425  وفقا لترسيم الحدود بين لبنان وسوريا؟

2-السلاح: ما هو افق السلاح الزمني والوظيفي المحلي؟ متى يرى "حزب الله" موعدا لنزع سلاحه وتسليمه الى الجيش اللبناني، وماذا عن حل التنظيم العسكري والامني؟ وكيف؟ وما هو المعنى العملي لمقولة ابقاء السلاح ما دامت التهديدات الاسرائيلية قائمة؟ متى يعتبر الحزب ان اسرائيل لم تعد تشكل تهديدا عسكريا على لبنان؟ من هي الجهة في "حزب الله" التي تقرر اطلاق النار؟ ووفق اي معايير وقواعد؟ وهل الحزب مستعد لمراجعة القيادة السياسية اللبنانية في مسألة اطلاق النار؟

3- السلاح الفلسطيني: هل يرفع "حزب الله" تغطيته وحمايته العملية للسلاح الفلسطيني خارج المخيمات باعلانه صراحة انه سلاح غير شرعي وغير مقبول؟ وهل يقبل ان يجري التفاهم مع القوى الفلسطينية الشرعية في المخيمات من اجل تنظيم السلاح الفردي موقتا في اطار الكفاح المسلح أي شرطة مخيمات تتسلم الامن الداخلي للمخيمات وتنسق مع السلطات اللبنانية بعد سحب كل الاسلحة المتوسطة او الصاروخية؟

4- التحقيق الدولي في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري: ما هو الموقف الذي سيتخذه "حزب الله" اذا اتهم مسوؤلون سوريون رفيعو المستوى وطلبوا الى المحكمة ذات الطابع الدولي المزمع انشاؤها في الاسابيع المقبلة؟

5- التدخل السوري في الشؤون الداخلية اللبنانية: ما هو موقف "حزب الله" من استمرار التدخل السوري في الشؤون اللبنانية، وهو امر يجد اوضح تجلياته في خطب الرئيس السوري المتعاقبة ؟

6-- القدرات الامنية الاستخباراتية: في انتظار ان يحين موعد تسليم سلاح "حزب الله" وفق اتفاق لبناني عام، المطلوب تقديم اجوبة في ما يتعلق بحدود تحرك واختصاصات الاجهزة الامنية للحزب. هي على سبيل المثال لا الحصر: حدود "تطويع" امكانات بعض الاجهزة الامنية الرسمية لمصلحة امن الحزب، والقدرة على التنصت على شبكات الهاتف الخليوي اللبناني  بامتلاك اجهزة متطورة عاملة حالياً، والمربعات الامنية المغلقة كليا في وجه السلطة اللبنانية، والسجون، والمهمات الامنية والمراقبة على الارض اللبنانية.

7- الاجندة الخارجية: مدى النفوذ الايراني على القوة الصاروخية لـ"حزب الله".و السؤال هنا: من يضمن عدم استخدام الترسانة العسكرية التي يملكها الحزب في اطار مواجهة عسكرية اسرائيلية- ايرانية محتملة؟ ومن يضمنها في حال نشوء نزاع مسلح مع الولايات المتحدة؟ وبوضوح اكثر ماذا يكون موقف "حزب الله" العملي اذا قصفت اسرائيل او الولايات المتحدة المنشآت النووية الايرانية ؟

8- موضوع رئاسة الجمهورية: الموقف من استمرار رئيس الجمهورية الممددة ولايته والتغطية التي يقدمها له الحزب؟

9-العلاقات الديبلوماسية بين لبنان وسوريا: ما هو موقف الحزب النهائي؟

10-الموقف من ترسيم الحدود كاملة بين لبنان وسوريا.

11- الاسرى اللبنانيون في السجون السورية: ماذا سيفعل "حزب الله" لحل هذه المشكلة المزمنة ؟

هذه حصيلة اولية لمجموعة اسئلة صريحة  مطروحة على "حزب الله"، اما الى طاولة الحوار في مجلس النواب واما في المحادثات الثنائية التي يجريها دوريا مع قوى لبنانية عدة.

 

الحوار العبثي والإستحقاقات المغيَّبة

, 11 مارس, 2006- د. نقولا زيدان

عجزت البورجوازية التجارية اللبنانية التي ترفد من كل المذاهب والشرائح العليا للرأسمالية الوسيطة التابعة للسوق العالمية الرأسمالية المتجسدة بالأحادية الأميركية وخصومها من انظمة متحالفة مع بورجوازية عسكرية تسير بعد عكسي نحو نقطة الصفر في سقوط مدوٍ في العراق ومناور في ليبيا ومأزوم في سورية، عن استنباط لقاء أو مؤتمر للحوار لتحل أزماتها المتفاقمة.

فالحوار العبثي العاجز والمراوح مكانه المركب والموقع على ايقاعات الأزمة الاقليمية، الحافل بالتناقضات والصراعات وكل أسباب الفرقة والمنازعات، يصل رغم المصافحات والابتسامات واللقاءات الجانبية الكاذبة والاعلام المضلل والكلام المعسول الشبيه بحق بالكلمات المتقاطعة و"المونوبولي" السياسية، الى طريقه المسدود والمتاهة المؤدية الى اللامكان واللاحل. ذلك ان البورجوازية التجارية الوسيطة عندنا تكذب في الخطاب السياسي وتكذب حيال اي مفصل تاريخي مقرّر وتكذب في الاعلام، لأنها قد اعتادت تاريخياً التلاعب بالجماهير والقاعدة الشعبية. لقد جربت حظها مرات ومرات مع القوى الخارجية وهي التي خطبت ود نظام الوصاية السوري واجهزته الاستخباراتية الحديدية وتكيفت مع طموحاته في لبنان، فكتبت ونظرت ونادت بالفم الملآن لضرورة الملاينة والتعاطي البراغماتي مع الأمر الواقع، لعلّ الظروف أو العناية الالهية أو المعطيات الدولية -لا فرق- تخلصها من الشريك السوري الذي يقاسمها في النهب المبرمج والاستنزاف المدروس والمتمادي للشرائح الشعبية التي تنحدر نحو الفقر والجوع أو العيش على الكفاف. فلقد جرى خنق أصوات الفقراء واصحاب الدخل المحدود والموظفين ممن يعيشون على الكفاف، أولئك المهمشون الذين لم يجدوا من يمثلهم على طاولة الحوار لأنه لا متسع لهم ولا مكان ولا اذان صاغية لآلامهم وحرمانهم وجوعهم وحاجاتهم المزدادة إلحاحاً وثقلاً في النظام الاستهلاكي المتوحش الجديد. لقد ضاعت مطالبهم ومرّغهم القهر والاستغلال والذلّ في وحول الهّم المعيشي والتضخم والتصاعد العمودي للاسعار في حمأة الارادات الخارجية والمصالح الاقليمية والقرارات الدولية، فلم ينطق احد بكلمة واحدة طيبة عنهم تجعلهم يأملون خيراً بمستقبلهم ومستقبل أولادهم: ذلك أن الضمان الصحي والإجتماعي والجامعة اللبنانية والاتحاد العمالي العام المزوّر المفرغ من مطالب العمال والمزارعين والفئات الشعبية والموظفين وكساد المواسم الزراعية وموظفي الكهرباء والمطار والطيران والمدارس الرسمية والطبابة والإستشفاء والدواء وأثمانه التي ما زالت بورجوازية بامتياز، لا مكان لها على طاولة الحوار. ذلك ان الهدر والسرقة والاختلاس والسمسرة والمافيات المعششة المتأصلة المتجذرة في الإدارات والصفقات المدبّرة في ليالي أنس الطبقة المخملية أصحاب الياقات المنشّاة والبزات الباريسية واليخوت والشاليهات الاسطورية بقيت حتى اللحظة آخر هموم اي اصلاح مرجو من السادة المؤتمرين الأفاضل اصحاب الحل والعقد الذين بيدهم القرار والنار والدمار.

المسألة الوطنية! المسألة الوطنية! على امتداد أكثر من نصف قرن من الزمن جرى التلاعب الماهر الذكي بها والاستغلال الممعن في سحق الجماهير العربية والأخذ بها الى كل أشكال الظلم الاجتماعي والاستعباد الطبقي، فجرت مصادرتها واعتقالها وتصفيتها والسير بها الى ساحات الوغى ليشكل دمها واحشاؤها واشلاؤها وشظاياها وقوداً لأبطال الأمة وقادتها الملهمين على مذابح عبادة الفرد وتقديس الاصنام وتكريس لا مثيل له لحضارة التصفيق والامتثال والطاعة العمياء.

سارت قطعان الماشية وراء الرعاة الكاذبين وهراواتهم الغليظة على طول امتداد الطرق الاقليمية والدولية مخدوعة بالشعارات مسلوبة الارادة مغسولة الأدمغة مبرمجة العقول منقادة الغرائز لا تعلم شيئاً مما أعدّه لها راعيها الجلاّد. فبإسم القضية لم تعد لنا قضية وباسم الوطن اصبحنا بلا وطن وباسم الأمة سخرت منا كل الأمم وبإسم الأرض لم نعد نملك شبراً واحداً من الأرض وبإسم التاريخ اصبحنا خارج التاريخ.

لم يكن حرصاً منهم على الرأي العام ولا على مشاعر الجماهير ولا تجنباً ان يصاب المحبطون المأزومون اليائسون بالهزيمة عندما التقوا متظاهرين بالتفاؤل والايجابية والنجاح، بل لأن مواقعهم ومصالحهم وكل الكم الهائل من الامتيازات والثروات وأرقام الحسابات الخيالية في المصارف في البلاد وخارجها أصبحت مهددة، هرعوا الى عقد لقاء انعقد تحت عنوان " تغييب مصالح الجماهير."

هذه هي الحقيقة العارية التي لا لبس فيها ولا رياء ولا مداراة تصفعنا تهزنا تطرحنا أرضاً وتستقي دماءنا بمخالبها الوحشية وانيابها الجائعة. هذه هي انظمة القهر والظلم والاستعباد تطل علينا من "وسط المدينة" حيث امثالنا لا مكان لهم ولا مقعد ولا عنوان. نصف قرن وأكثر من الزمن والفقراء ما زالوا فقراء والمعوزون يسألون الحسنة والمسحوقون المعدمون ما زالوا يبكون من العذاب والمرضى والمعاقون والمهمشون المستغلون وكل من لا يفصح عن ألمه وجوعه وصبره الطويل الطويل على المعاناة ، الذين تنتظرهم أرصفة الشوارع وصفارات المصانع وحقول القهر والذل والبوار والدساكر المهجورة ومنافي ما وراء البحار متى نلتقيكم بعيداً عن أقنعة الحوار؟

عليهم ان يدركوا بوضوح انه في الوقت الذي يدور الصراع بضراوة حول استقلال لبنان وانعتاقه من كل أشكال الوصاية والتبعية فإن تحصين جبهته الداخلية لا يمكن أن يتم إلا برفع الظلم الاجتماعي والاستغلال المتمادي والتهميش، لأن شعباً أصبح بغالبيته تحت خط الفقر لن يحرس وطناً ولن يحميه.

 

آذار بين الوردة والبندقيّة!

, 11 مارس, 2006 - د. نسيم الخوري •البلد

لا يعني جلوس الزهور أو قعودها أو استواؤها في مزهرية مستديرة الشكل ضرورة ملامستها أو مصافحتها أو حبّها لبعضها البعض. ولا تعني مصافحة الزهور وتداخل روائحها المتعددة ضرورة أن تأتي عطورها متناغمة تنعقد في رائحة واحدة تتلهّف الى استنشاقها رئة اللبنانيين في تطلّعهم الى السلام والعيش والتناسل بهدوء، أو منعقدة في ثمرة من الوحدة الوطنية التي لطالما شرّع اللبنانيون أفواههم ومسام أجسادهم طمعاً بها وتطلّعاً اليها. فكميّة الشوك الذي ينبت في أعناق الزهور وتحت الطاولات لا في أوراقها هو الجوهر في لعبة الزهور الدامية، ونوعية الماء في المزهرية لا يمكن أن يحجب صفاءه أو تعكيره أو توحّله ولا حتّى نتانة روائحه أيّ زجاج حتّى ولو كان من صنف "اللاليك" أرقى أنواع الزجاج المصقول في العالم. والأهمّ من هذا كلّه المناخ العام الذي يتحكّم بحياة الزهور ومدى ديمومة روائحها في الأرجاء وهو مناخ قد يحمل العواصف والرياح والأمواج العاتية المستوردة كما قد يحمل الهدوء والصفاء والروية والعقلانية، وفي كلا الحالين تبدو الزهور اللبنانية تتقدّم بسرعة نحو الصمت إن لم نقل نحو الذبول حيث تبدأ لغة الأشواك الحقيقية في الإفصاح عن هذا التهذيب المفرط في لغة الورد!

وإذا كانت باقة الزعماء اللبنانيين الذين ضمّهم بائع الورد الجنوبي والشعر الجميل نبيه برّي حول طاولته البرلمانية المصقولة ليسوا من فصيلة الزهور على تنوعها وألوانها وروائحها وتنافرها وصراعاتها في الشكل وفي المضمون، فإن عقد الحوار في حدّ ذاته وليس نتائج جلساته هو الذروة في اللذة السريعة التي يمكن أن يكون قد أدّى اليها قعود الأطراف الخمسة عشر مع مساعديهم خلف طاولة البرلمان.

لا يعني هذا القول التقليل من أهمية ما جرى في جلسات الحوار وما ينتظره اللبنانيون من الجلسات المقبلة، بل يعني أن ثمرات الحوار هي في حصوله وقد راهن الكثيرون على عدمه وهذا يعني أن يمسح كلّ متحاور عرق جبينه ويتلمّس شرايين عنقه قبل أن يأتي بأي سلوك أو انفعال. فليس قليلاً أن تجمع زهوراً من حقول فرنسا ومصر والسعودية واسرائيل وسورية وايران والولايات المتحدة الأميركية والأمم المتحدة والمجموعة الأوروبية والفلسطينيين فوق كوب واحد، ولو جاهروا جميعاً بأنهم لبنانيون! وليس سهلاً أن تخترع داخلاً لوطن يبدو مجدداً وكأنه لا داخل له بقدر ما له خارج ولو جاهر متحاوروه بأن حوارهم صنع في لبنان!

فماذا ننتظر من استمرار حوار الإجماع على كشف حقيقة مقتل الحريري والعناوين الأخرى أشواك تتراكم تحت الطاولة وتنمو سريعاً نحو البنادق وأخبار سوق السلاح؟ لسنا ننتظر ثمراً يعقد في آذار المتشظّي بين لبنان وسورية كما بين اللبنانيين في موضوعي المقاومة ورئاسة العماد اميل لحود، بل ننتظر جمرا سيأخذنا الى طاولة مستديرة أخرى كما كان يحصل دوماً وعنوة، وهنا لبّ المعضلة: حوار قبل الدم لحبسه أم حوار لتسريع الدم وهو كثير ما جفّ بعد في جسد لبنان!

لن يخرج العماد إميل لحود لبنان من سورية ومن المقاومة لأنه لا يعود لبنان وليتعلّموا من فرنسا معنى المقاومة، وهو لن يخرج من قصر بعبدا إلاّ جثة، كررها أمامي الرئيس على ايقاعات أخبار وردت حول تشريط القصر بالشريط المشوّك العالي، ما استدعى نزع زهور الربيع من حول قصره. لكن الرئيس قطف زهرة وفاء لسورية وبعث بها برقية تهنئة للرئيس بشّار الأسد مهنئاً بذكرى الثامن من آذار، نشرت في الزوايا السفلية المخبأة لبعض الصحف اللبنانية، مؤكّداً فيها "وقوف سورية سدّاً منيعاً في وجه الضغوط المتلاحقة والمستندة الى الرؤية الصلبة التي أرساها الرئيس حافظ الأسد وهو مثال يحتذى في الأصالة والحق".

وإذا كانت برقية لحّود المعلنة تذكّر اللبنانيين بآذار السوري وهو واسطة العقد في المشهد السياسي اللبناني، فإننا نحيل سياسيينا الذين يملأون آذار كلّه وشاشاتنا وليالينا بالكلام الإنفعالي المرتجل والمتشظّي إن لم نقل المستورد والمودع في الألسن من أصقاع الأرض كلّها، كما نحيل باحثينا ومحللينا السياسيين وطلابنا وأساتذتنا في الجامعات اللبنانية الوطنية والخاصة لمهمّة بسيطة تنحصر في الفرض التالي:

افتحوا أيّ جريدة تشاؤون منذ العام 1991 الى 2005، وتحديداً في شهر آذار أو تشرين، وحاولوا تعداد أو إحصاء البرقيات عندها تقفون قليلاً أمام مرآة لبنان السياسي تتفرجون على الوطن الساحة أو المعبر الضيق أو الطريق السوق المنتهي بطائرة للمغادرة، فعدو لبنان الحقيقي هم اللبنانيون. وما العلاقات اللبنانية مع سورية أو مع البلدان العربية أو مع فرنسا أو مع الولايات المتحدة الأميركية أو أي بلد في العالم سوى اجترار لعادات في الممارسة السياسية اللبنانية قوامها سلوك مثلّث: الاستقواء بالخارج أو استعداء الخارج أو استجداء هذا الخارج. مذ كان لبنان لم يدخل دائرة الإنتماء الى نفسه على الأقل إن لم نقل اليه كوطن له بداية ونهاية وثوابت ومتحولات. ولكي أهوّن المهمة وأحترم كسلكم، أشير بأننا عندما شئنا احصاء عدد الأحزاب والجمعيات في لبنان لم نجد الجواب في وزارة الداخلية، لكننا التمسنا وسيلة اللجوء الى تعداد برقيات العزاء والاستنكار التي نشرت في الصحف اللبنانية بعد غياب باسل الأسد. مذ كان لبنان وهو شيطانة تقفز بين الوردة والبندقية وترقص في ساحات الأمم!

كاتب وباحث سياسي

 

دبلوماسية الخارج سهّلت انعقاد مؤتمر الحوار

, 11 مارس, 2006 حسن هاشم

لقد كان بمقدورنا ان نصفق ونهلّل للحوار كما يفعل الكثيرون، كما وكان بمقدورنا ان "نفلسف الخسارة" كما دأبت على ذلك أكثرية اللاعبين السياسيين في لبنان، وذلك لولا ان محاكاتنا للتاريخ لن تسمح لنا الا بقول الحقيقة، ولولا ان مسؤولياتنا تجاه الوطن تمنع علينا الا ان نكون موضوعيين في ملامسة الأمور.

وما يدفعنا الى مثل هذا القول، اننا نستند في ذلك الى حقيقتين هما:

1 ــ ان ما يتم التحاور حوله لا يملكه المجتمعون، ولا يستطيعون ذلك حتى لو أرادوا، فعلى سبيل المثال: مزارع شبعا، سواء حسم النقاش حولها ام لم يحسم، فهذا لا يلغي اطلاقاً انها ما زالت تحت الاحتلال، ولذا فقد يتشارك في موضوعها لبنان وسورية من جهة والأمم المتحدة من جهة أخرى، والا ستبقى متلازمة مع المقاومة، ونكون قد قدمناها هدية مجانية لإسرائيل.. ومثال آخر: السلاح الفلسطيني، يتشارك فيه لبنان مع السلطة الفلسطينية ان لم نقل سورية وايران ايضاً، وبالتالي فإن قراراً يصدر عن المتحاورين قد يصل الى حدود المغامرة ان لم تسبقه اتصالات واتفاقات مع المعنيين بالملف الفلسطيني.. ومثال ثالث: رئاسة الجمهورية اللبنانية، فالمواقف حولها تدور اما باتجاه انقلاب فريق على آخر، واما باتجاه اتفاق عام يشمل الانتخابات النيابية المبكرة، وبالتالي انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وهل بمقدور المتحاورين بمفردهم الوصول الى هذا الاتفاق؟

ونصل الى النتيجة نفسها مع ملفّ العلاقات اللبنانية ــ السورية، حيث يتشارك لبنان في هذا الموضوع مع سورية ان لم نقل مع اكثرية دول الشرق الأوسط...

2 ــ لا نعتقد فقط، بل نجزم ان القوى الإقليمية، والقوى الدولية، والذين لهم تدخلاتهم في الأوضاع اللبنانية، لا يمكن ان يمنحوا تفويضاً للقوى المحلية لكي يقوموا مقام الدول، فلا الأمم المتحدة ستتخلى عن مسؤولياتها، ولا أميركا التي سعت بكل ثقلها للدخول الى لبنان ستوقف تدخلاتها، ولا فرنسا الطامحة الى حصة أكبر في شراكتها مع الولايات المتحدة، ولا سورية التي ترغب في الإبقاء على دورها والتمسك بتوازنها الإقليمي مع اسرائيل، ولا ايران، والسعودية، ومصر...!

ويسأل البعض، اذا كان الموضوع هكذا، فلماذا كانت الدعوة للحوار إذا؟

والجواب هو أنه في الآونة الأخيرة عاش لبنان أزمة انقسامات سياسية حادة، تعطّلت بموجبها الحياة السياسية بشكل شبه كلي، وتوقفت عملياً حياة المواطن اليومية، وصار لبنان أمام احتمالين اثنين: اما العودة الى لغة الأحداث، واما اللجوء الى الحوار.. ولمّا كانت الدول المعنية بلبنان قد تحركت بكامل دبلوماسيتها بين سورية والسعودية ومصر وايران وفرنسا وأميركا، وتوصّلت في ما بينها الى اتفاق يضع السقف المناسب للبنان، لذلك كان الحوار على هذه الطاولة أحد أهم الضوابط لمنع الوصول الى المخاوف الكبرى.. ومن هنا كانت التسهيلات التي قدّمها الرئيس نبيه بري لبعض المجموعات، كالتمثيل الأرثوذكسي، والتمثيل الأرمني، وحضور السنيورة، ومنع الأحزاب، والسماح لجنبلاط بالسفر بعد الافتتاح وإبعاد الرئاسة الأولى عن الحضور.

وبناء على ما تقدّم، فان المتحاورين يكونون قد حققوا ما هو مطلوب منهم، وأقلّه فان حديث الشارع سيختلف بعد الآن عما كان قبلاً، وستكون دبلوماسية الخارج هي السائدة عندنا.

 

أين سورية من الحوار اللبناني؟

غادة حلاوي - 11 مارس, 2006 -البلد

 استحوذ الحوار اللبناني على الاهتمام الداخلي حتى انحصرت التحليلات أخيراً بين توقع استئناف هذا الحوار أعماله أو توقفه نهائياً، علماً أن النقاشات بين المتحاورين تجرى على وقع ما تشهده المنطقة المحيطة من العراق الى فلسطين وصولاً الى ايران وتطورات الملف النووي وتداعياته. واذا كانت المبادرة العربية مجمدة بانتظار ما سيتفق عليه اللبنانيون بخصوص قضاياهم الداخلية فان بعض المطلعين على واقع المباحثات العربية الجارية يتحدث عن جوجلة أفكار تحصل حالياً بين أطراف متعددة بمشاركة الروس وتتعلق بالوضع السوري لا سيما في الشق المتعلق بالعلاقة مع لبنان. وحسب مصادر مطلعة على الأجواء السورية فان دولاً عربية مثل مصر والسعودية تنتظران ما سيخرج به الحوار بين اللبنانيين لأن أية دولة ليس بامكانها طرح أفكار حول العلاقة مع سورية أو غيرها من القضايا طالما لا وجود لرأي لبناني موحد حيالها.

غير أن انتظار الحوار ليس السبب الوحيد الذي يؤخر مبادرة العرب بل ان ثمة عقبة أخرى تتمثل حسبما تقول تلك المصادر في أن أميركا غير مؤهلة لنجاح مثل هذه المبادرة وان نائب الرئيس الأميركي ديك تشيني أبلغ الى السعودية ومصر أخيراً رفض حكومته “لأية مبادرة قد تريح سورية”.

وتتحدث المصادر عينها عن وجود تمايز بين أميركا وكل من السعودية ومصر في التعاطي مع بعض الأمور المتعلقة بالوضع في لبنان والمنطقة في حين تبدي فرنسا مرونة ما الا في ما يتعلق برئاسة الجمهورية اللبنانية. وفي خضم الحديث عن مبادرات عربية ورفض أميركي يطرح السؤال عن الموقف السوري الراهن حيال لبنان وما تردد عن تسويات تحاك معها على صلة بالوضع اللبناني لا سيما بالملف الرئاسي اللبناني.

المصادر المطلعة على الموقف السوري رأت أن سورية ليست جاهزة للحديث في الموضوع اللبناني الا كسلة كاملة وهي غير مستعدة للمساعدة في أي موضوع يخص اللبنانيين الا في الأمور المتعلقة بالتحقيق الدولي في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري. واتخذت سورية قراراً مفاده اذا كان التحقيق الدولي يجرى بحرفية وهذا ما هو واضح حتى الآن فهي ستتعاون مع المحقق الدولي الى أقصى الحدود وستتخذ كل ما من شأنه تسهيل عمله وتلبية مطالبه شرط التزام “المهنية والسرية” في العمل من دون تسييس مسبق.

وتقول المصادر اياها “ان المحقق الدولي اتفق على آلية للعمل مع لجنة التحقيق السورية كما اتفق مع السوريين على مكان محدد يجري فيه تحقيقاته مع من يريد من الشخصيات السورية شرط أن ترتدي هذه اللقاءات طابع التحقيق مع البعض والطابع البروتوكولي مع آخرين”.

على أن آلية التفاهم التي طغت على التعاطي السوري مع المحقق الدولي لم تلغ حذر دمشق في ما يعود الى التعاطي مع التحقيق نفسه وهي تعيش اليوم حالة انتظار لما سيورد القاضي سيرج براميرتس في تقريره المقرر بعد أيام والذي هو خلاصة لعمله مع فريق عمله الذي لم تنقطع زياراته الى سورية منذ تسلمه مهامه.

وبالنسبة للداخل اللبناني وتشعباته فان ما تهتم سورية بمعرفته من خلال ما يطرح عليها من صيغ حول لبنان هو الموقع الذي بات يحتله لبنان في “الصراع” الدائر في المنطقة وهل بات في المحور المناهض لسورية؟

وتمضي المصادر في تحليلها متوقعة أن تستمر الأوضاع لبنانياً على حالها حتى أشهر الصيف المقبلة لا سيما في غياب حل للتسوية الشاملة، وبهذا المعنى فان اسقاط رئيس الجمهورية أو استقالته أمران مستبعدان الا اذا حصلت خطوة متقدمة لبنانية على خط سورية يقال ان السعودية تسعى الى تحقيقها عبر اتصالات تجريها قيادات سعودية عالية المستوى هدفها تميز موقف حلفائها في لبنان عن موقف حلفائهم الآخرين.

 

نجاح الحوار يثير المخاوف!

طوني فرنسيس -, 11 مارس, 2006 -البلد

بين كل النقاط المطروحة على طاولة الحوار تبدو نقطة مزارع شبعا وسلاح المقاومة المفتاح الذي يسمح بتحقيق نجاح مدو للحوار أو الذي يجعله مجرد محاولة فاشلة.

وفي معزل عن صيغة "الاستحضار السياسي" المفاجئ للمزارع بمناسبة جلاء جيش الاحتلال الاسرائيلي عام 2000، فان لبنانية هذه المزارع لم تكن يوماً موضع شك وكان المثير للشكوك دائماً هو ذلك الصمت الرسمي اللبناني منذ مطلع السبعينات عن قضم المزارع واحتلالها رغم احتجاجات أهالي المنطقة التي لم تتوقف منذ تلك السنوات البعيدة وبعضهم انتظم في هيئات ولجان للدفاع عن الأرض والمطالبة بها وبعضهم الآخر ذهب أبعد من ذلك وحمل السلاح في اطار "الحرس الشعبي" قبل أن تدخل المقاومة الفلسطينية بتنظيماتها المختلفة وتستقطب شبان المنطقة في معركة "تحرير فلسطين" عبر الحدود اللبنانية الجنوبية.

والمتحاورون، اذا صفت نياتهم ولبنانيتهم، قادرون على ايجاد صيغة تلائم بين الاقرار بلبنانية المزارع والطلب الى كل من له صلة بالأمر من سورية الى الحكومة اللبنانية السعي لتعديل موقف مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة وجعله يقر بامتلاك لبنان لهذه البقعة بما يفتح الطريق أمام مطالبة الشرعية الدولية باستكمال تنفيذ القرار 425 وفرض الانسحاب الاسرائيلي الكامل من لبنان.

واستطراداً سيعني ذلك أن مهمة المقاومة في تحرير ما تبقى من أراض محتلة ستكون واضحة المعالم مكانياً وزمنياً، اذ في مجرد تحقيق التحرير ستنتهي مهمة السلاح الحزبي المقاوم لينصرف الجميع الى رسم السياسات الضامنة لاستقلال وسيادة لبنان ومنع انتهاك اسرائيل للأراضي والأجواء والمياه اللبنانية وهذه مهمة تتولاها الدولة ومؤسساتها.

قد يكون الوصول الى صيغة من هذا النوع أمراً سهلاً في حوار يفترض أن يقدم فيه الجميع تنازلات لصالح بلد بأكمله وليس لصالح طرف ما من جانب طرف آخر، ولأن الصورة تبدو زاهية الى هذا الحد تزداد مخاوفنا على الحوار والمتحاورين، فهناك قوى ليس من مصلحتها ان يرتاح لبنان بل تريده رأس جسر تستعمله في حساباتها الخاصة ولا نستثني أحداً لا على المستوى الاقليمي ولا على المستوى الدولي من أصحاب المصالح، ولذلك بقدر ما يقترب المتحاورون من الاتفاق بقدر ما يتوجب عليهم التنبه الى المخاطر. وحجم الضخ السياسي والاعلامي في الآونة الأخيرة ضد بعض الشخصيات الأساسية في الحياة الوطنية يدق جرس انذار على الجميع أخذه في الاعتبار

 

ورقة تفاهم سعودية بين نصرالله والحريري؟

علي الامين -, 11 مارس, 2006 - البلد

 ورقة تفاهم يجرى اعدادها من قبل الدبلوماسية السعودية في بيروت، تهدف الى انجاح الحوار المرتقب استئنافه الاثنين، والتحرك السعودي الذي نشط بشكل مكثف خلال الأيام القليلة الماضية التي تلت تعليق جلسات الحوار بدأ ببلورة ما يمكن أن يسمى اتفاقاً يحظى بموافقة الأطراف الجالسة حول طاولة الحوار وتتبنى القيادة السعودية تسويقه لدى الادارة الأميركية وفرنسا وسورية في مرحلة تالية. وقد جاءت زيارة السفير السعودي عبد العزيز الخوجة للأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله اثر تعليق الحوار، من أجل تأكيد موقف "المملكة" الذي يؤيد التوصل الى تفاهم واتفاق بين الفرقاء اللبنانيين، وعكست الزيارة موقفاً متفهماً لوجهة نظر "حزب الله" التي حمّلت رئيس اللقاء الديمقراطي وليد جنبلاط المسؤولية تجاه ما سمته محاولات تفجير الحوار. وترافق ذلك مع ما نقله بعض القريبين من "تيار المستقبل" عن عدم ارتياح رئيسه سعد الدين الحريري من مواقف جنبلاط الأخيرة، التي تساءل الحريري ان كانت تنطوي على رغبة بافشال مؤتمر الحوار الوطني. ورقة التفاهم السعودية والتي يجرى اعدادها بشكل رئيسي بين نصرالله والحريري، باعتبار أن الخلاف في بعده الحقيقي هو سني ــ شيعي وأساس التفاهم يقوم على هذه الثنائية أيضاً، تنطلق من أن البعد الاقليمي والدولي هو الحاسم في المسألة اللبنانية والأطراف الداخلية هي أقرب الى وكلاء لأطراف المعادلة الخارجية. فضلاً عن أن مسألة سلاح المقاومة وتنفيذ القرار 1559 يشكلان محور الخلاف الذي يقف حائلاً دون انجاز الاتفاق في كامل بنوده.

وتقوم هذه الورقة على النقاط التالية:

أولاً: نزع السلاح الفلسطيني خارج المخيمات وقد أبدى "حزب الله" استعداده لاقناع الفصائل الفلسطينية المعنية بترك مواقعها والعودة الى داخل المخيمات.

ثانياً: انجاز تفاهم في موضوع الرئاسة قائم على انتخاب رئيس جديد للجمهورية وخروج العماد اميل لحود من السلطة وهذا الأمر يتطلب مساهمة سورية وتشجيعاً من "حزب الله" وتقديم ضمانات بعدم التعرض لشخص الرئيس لحود.

ثالثاً: حسم لبنانية مزارع شبعا، من خلال اقرار المتحاورين بلبنانيتها استناداً الى ما توفر من وثائق تثبت ذلك. واستناداً الى المواقف التي صدرت عن الرئيس السوري بشار الأسد ونائبه فاروق الشرع ووزير خارجيته وليد المعلم التي أكدت أن مزارع شبعا لبنانية وهي قرائن كافية في عرف القانون الدولي لتوضيح الموقف السوري من هوية هذه المزارع.

رابعاً: اقرار لبنانية المزارع سوف يتيح اعطاء ضمانات لاستمرار المقاومة حتى تحريرها وتحرير الأسرى على أن يجرى البحث في آلية تساهم في ايجاد صيغة للدمج أو الربط أو التنسيق بين الجيش اللبناني و"حزب الله" تقوم على استراتيجية ربط قرار السلم والحرب بيد مجلس الوزراء وحده وتتجه نحوه. في هذه النقطة تبرز صعوبة ايجاد صيغة تحظى بموافقة دولية، رغم أن هناك استعدادات دولية لايجاد صيغة مرنة لتطبيق القرار 1559.

هذه العناوين التي يتم تداولها تمهيداً لعناوين تفاهم اقليمي لبناني ـ سوري، وتنفيذها يمهد لبلورة مبادرة عربية تحظى بعدم ممانعة من قبل الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا تساعد على ترسيم الحدود بين لبنان وسورية وقيام تمثيل دبلوماسي بينهما.

هذه الورقة السعودية تمثل وتنطوي على اتفاق انتقالي تبدو الأطراف اللبنانية والاقليمية والدولية تميل الى تأييده خصوصاً أنه يلبي جزءاً من مطالب هذه الأطراف ويدفع باتجاه تنفيذ القرارات الدولية المتعلقة بلبنان.

والمتفائلون بنجاح هذه المبادرة لا يعولون كثيراً على مواقف جنبلاط باعتبار أن الأخير لن يتخلى عن حليفه النائب سعد الحريري الذي يبقى الرئيس غير المعلن لفريق 14 شباط.

 

  فيلتمان الى القاهرة

, 11 مارس, 2006 -البلد

 غادر السفير الأميركي في لبنان جيفري فيلتمان مساء أمس الى القاهرة في زيارة لم تكشف تفاصيلها.

 

أبو فاعور كيسينجر زوّد رئيس "التقدمي" بمعلومات تاريخيّة سيطرحها في الحوار

, 11 مارس, 2006 - حاورته ليال أبو رحال-البلد

"طلاته" على مكتبه في مجلس النواب قليلة، ولا يزال حتى اللحظة يتعرض لتهديدات وشتى أشكال التهويل، مطلع على التفاصيل السياسية بدقة ويعرف "المستور". هو عضو كتلة اللقاء الديمقراطي النائب وائل أبو فاعور، الذي كشف في حديث لـ "صدى البلد" ان رئيس اللقاء الديمقراطي وليد جنبلاط التقى خلال رحلته "الاستكشافية" الى الولايات المتحدة وزير الخارجية السابق هنري كيسسينجر الذي زوده بالكثير من المعلومات حول كيفية "استباحة دم كمال جنبلاط بموافقة أميركية وغض طرف اسرائيلي"، ما سيجعل موقفه أقوى في الحوار.ىيبرر زيارة جنبلاط الى الولايات المتحدة بطلب دعمها من أجمل حماية لبنان من "التخريب السوري المنظم" على حد قوله مؤكداً انه "بقدر ما يطرح جنبلاط القضايا الخلافية بصراحة بقدر ما يؤكد استعداده لتسوية سياسية عادلة" ويشدد على رفض "قوى 14 آذار" أي تسوية سياسية في الحوار مضمونها تنحية لحود مقابل إبقاء مسألة سلاح حزب الله مفتوحة زمنياً وجغرافياً واستبعاد سورية عن تثبيت لبنانية مزارع شبعا، مبرراً ذلك بالقول ان "المنذور لا يستحق كل هذا النذر". ويشير الى ان نجاح الحوار يرتبط بالقدرة على التجرد من أي رهان خارجي وبالاستعداد للتنازل متوقعاً ان يتوج الحوار بوساطة عربية."صدى البلد" التقت أبو فاعور، وكان معه هذا الحوار.

ب كيف ترى المشهد السياسي الحالي في لبنان؟

ــ واضح ان طاولة الحوار تبحث نظرياً قضايا لبنانية، ولكن فعلياً هذه القضايا لديها امتدادات غير لبنانية بمعنى عندما نتحدث عن رئيس الجمهورية اميل لحود، نظرياً رئيس جمهورية في لبنان لكنه موقع سوري متقدم في المؤسسات الدستورية اللبنانية، وبالتالي ليست قضية لبنانية محضة على تماس مع الموقف السوري. وعندما نتحدث عن مزارع شبعا، هي أيضاً مسألة تماس لبناني سوري، وبالتالي هي قضية لبنانية سورية ودولية.

وبالنسبة لسلاح حزب الله، نعم قام بمساهمات أساسية في التحرير، لكن اليوم حزب الله على المستوى السياسي يقول أنا متحالف مع النظام السوري والسلام هو جزء من هذا الخيار السياسي، لذا رقعة اهتمام هذا السلاح تتجاوز مسألة تحرير مزارع شبعا، إضافة الى الحلف السوري الإيراني الذي هو في مكان ما يؤثر في مناخ الحوار. لذا الحوار غير سهل على الإطلاق ولبنان في محاولته لاستعادة استقراره الداخلي يصارع أكثر من تنين: السوري الذي يريد تخريب الاستقرار في لبنان، والتحالفات الاقليمية الكبرى، التي بشكل أو بآخر، تلقي بظلالها على الوضع الداخلي اللبناني.

ب أثارت مواقف النائب وليد جنبلاط من واشنطن ردود فعل على أكثر من مستوى وحمّلت مسؤولية تخريب الحوار؟

ــ ما قاله وليد جنبلاط على طاولة الحوار هو نفسه ما قاله في واشنطن، وكذلك لدى استقباله وفد الدعوة للحوار الذي أوفده الرئيس نبيه بري، وحينها أعلن وليد جنبلاط ما يمكن تسميته بالأجندة التي سيعتمدها في الحوارات، لماذا لم يستفز هذا الكلام وقتها قوى سياسية ويدعوها الى تغيير موقفها واستفزها اليوم. هذا الكلام يكرره جنبلاط لا وبل قال أقسى منه. وبقدر ما يطرح جنبلاط القضايا الخلافية بوضوح بقدر ما يؤكد استعداده لتسوية سياسية عادلة. وأعتقد ان هناك محاولة سورية وهذا واضح، إذ تم تعميم جو في عدد من وسائل الإعلام تحت عنوان "لاءات وليد جنبلاط تفشل الحوار". من الأساس توجد نية لتحميل جنبلاط مسؤولية تأجيل الحوار ولاحقاً فشله لا سمح الله. وكلام الرئيس السوري بشار الأسد، برأيي، هو الدلالة الأكثر وضوحاً على الموقف السوري الفعلي، إذ اتهم قوى 14 آذار انها أدوات للغرب والأجنبي وبالتالي لاسرائيل وهذا تخوين لقوى 14 آذار من جهة، ومن جهة ثانية هذا أيضاً لتخوين قوى 8 آذار لأنهم يجلسون مع عملاء إذا صحت التسمية.

واضح انه كانت هناك محاولة سورية لتخريب الحوار، ظهرت من خلال كلام بشار الأسد ومسؤول الجبهة الشعبية القيادة العامة ــ أنور رجا الذي حاول رفع سقف الخطاب الفلسطيني، والذي كان برأيي موجهاً الى 8 آذار قبل 14 آذار.

ب اتهمتم بأنكم تستقوون بالخارج، وحزب الله استنكر ذلك أمس الأول، فما تعليقكم على ذلك؟

ـــ على الإطلاق لا يوجد استقواء بالخارج، وعندما طالب جنبلاط بدعم أميركي فليس للاستقواء على طرف داخلي لبناني بل لحماية لبنان من عملية التخريب المنظم التي يقوم بها النظام السوري.

نحن ضد الاستقواء بالخارج وجاهزون لمعادلة داخل وخارج تلتزم بها كل الأطراف اللبنانيين، وهنا نسأل في هذه المعادلة إيران داخل أم خارج؟ إيران خارج وسورية كذلك، لماذا يوجه النقد الينا ولا يوجه للآخرين.

ب جرى الحديث عن معطيات جديدة سيعود بها جنبلاط من واشنطن، ما هو مضمونها وهل ستؤثر على سير الحوار؟

ــ سيأتي وليد جنبلاط وفي جعبته الكثير الكثير من لقائه بهنري كيسينجر، وسيكشف كيف ان سورية استباحت دم كمال جنبلاط بموافقة أميركية وبغض طرف اسرائيلي، وكل ذلك ولا تدان سورية وتدان أي قوة ديمقراطية إذا استنجدت بمجلس الأمن أو الولايات المتحدة لحماية لبنان؟

وأعتقد ان موقف جنبلاط بعد عودته من رحلة الاستكشاف الأميركي سيكون أقوى لأن لديه معطيات جديدة. وهنا أسأل: أين كان كل هؤلاء عندما سحبت تأشيرة دخول وليد جنبلاط الى الولايات المتحدة احتجاجاً على مواقفه من الاحتلال الأميركي للعراق... وأذكر اننا طالبنا خلال اجتماع الأحزاب اللبنانية بإدانة واضحة لسحب التأشيرة ورفضوا لأن الغزل الأميركي ــ السوري كان حينها قائماً ولم يرد أحد تعكيره.

ب ألم يكن ممكناً تأجيل هذه الزيارة "الاستكشافية" لمقتضيات مؤتمر الحوار الوطني؟

ــ أولاً موعد الزيارة كان محدداً منذ فترة طويلة، والمؤتمر لم يكن انعقاده محسوماً، وحتى الثانية عشرة من اليوم الأول كان المشاركون لا يزالون يتشاورون حول المشاركة. صحيح ان وليد جنبلاط لم يكن حاضراً لكن وجهة نظره كانت حاضرة، فالوزير غازي العريضي توفرت لديه المعطيات السياسية كاملة، واجتمع بجنبلاط واطلع على كل اجواء النقاشات في اليوم الأول، بالتالي كان يتمتع بالصلاحية الكاملة للدخول في أي تسوية سياسية.

ب ولكن غياب جنبلاط أزعج بعض المتحاورين وقيل الكثير عن خلاف حاد بين السيد حسن نصرالله والوزير العريضي؟

ــ حصلت نقاشات كثيرة واحيانا حادة، ولكن السيد حسن نصرالله يحظى لدينا باحترام كبير رغم الخلاف السياسي القائم وعدم محافظة بعض قيادات حزب الله على اللياقات عند الحديث عن وليد جنبلاط ونحن لن نرد بالمثل. كما ان الوزير العريضي معروف بلياقته وادبياته العالية في التصرف.

صحيح ان الخلافات لم تكن ودية لكنها لم تتجاوز اطلاقا حدود الخلاف السياسي.

وقال: كل الحوار يجرى حول تسوية سياسية، مقابل مطلب قوى 14 آذار بتنحية رئيس الجمهورية هناك من يريد ان يعرف ما هي البدائل، وهناك من يريد ان يحصل على مقابل سياسي لقاء تنحية لحود.

ب ما هو هذا المقابل السياسي؟

ــ هناك من يريد ان يطوره الى درجة عدم الحديث عن مسؤولية سورية في تثبيت لبنانية مزارع شبعا، وجعل سلاح حزب الله مسألة مفتوحة لا حدود زمنية او جغرافية لها، وهناك من يطالب ان يكون هذا الموضوع باتفاق كل اللبنانيين وفي جغرافية وزمن ومهمة محددة.

ب الا تعتقد ان مواقف جنبلاط احرجت شركاءه وشكلت ضغطا على النائب سعد الحريري؟.

ــ اعتقد ان هناك نغمة هذه الفترة تقوم على العزف على وتر خلاف بين جنبلاط وحلفائه وتحديدا سعد الحريري، لكنني اطمئن الجميع ان العلاقة بينهما ثابتة ومستمرة وهو لم يحرج احدا لانه منذ البداية كان اتفاق على انه سيكون صريحا حتى النهاية.

ب هل وصلت علاقتكم مع حزب الله الى حائط مسدود؟

ــ بالاساس لم نكن نرغب يوما ان تصل علاقتنا بحزب الله الى هذا المدى، ومن اكبر المظالم السورية التي ألحقت بنا ان ندفع الى هذا الموقف من حزب الله ومن سلاحه. على كل حال انها مسؤولية حزب الله الذي اوصل العلاقة الى هذه الحال، ليس هناك خلاف على الصراع العربي ــ الاسرائيلي ولا ان نكون جزءا من المسيرة الكبرى ليس الى مزارع شبعا بل الى القدس، والخلاف هو على موقفه من النظام السوري.

ب اليس من الممكن ان تؤدي صراحة جنبلاط المطلقة والتمسك بمواقفه الى تعثر الحوار؟

ــ المتضرر الاكبر من الحوار هو النظام السوري، وصورة السيد نصرالله يصافح جنبلاط وجعجع والحريري هي صفعة للنظام السوري الذي بنى كل مجده في لبنان على التناقضات الداخلية واذ به يكتشف ان ثمة امكانية لردم الهوة بين اللبنانيين (...). والنظام السوري هو الذي يعمم ان جنبلاط افشل الحوار، ما يزيدنا رغبة في التوجه الى طاولة الحوار وانتاج توافق لبناني.

ب ماذا بالنسبة لمزارع شبعا؟

ــ مزارع شبعا تخضع للقرار 242 وليس للقرار 425 ونريد استعادتها من سورية واسرائيل والمدخل الاساسي لذلك اثبات لبنانيتها امام مجلس الأمن.

ان خلفية النظام السوري في عدم اثبات لبنانيتها تكمن في ارادته بابقاء حبل السرة اللبناني مرتبطا بسورية، وثانيا لا يريد هذا النظام حماية حزب الله امام الشرعية الدولية، لانه لو اراد ذلك لكان ثبت لبنانية المزارع.

واعتقد ان هناك تفاهماً ضمنياً عميقاً جدا بين النظام السوري والاحتلال الاسرائيلي على ابقاء لبنان رهينة لهذه الصراعات. والا كيف يمكن تفسير انه في يوم انعقاد الحوار خرقت الطائرات الاسرائيلية جدار الصوت في بيروت؟ وكيف نفسر قتل الراعي في شبعا اثناء احتدام النقاش السياسي في لبنان؟ وكيف نفسر ان قسما كبيرا من مجموعات الضغط الاسرائيلي في الولايات المتحدة تدافع عن النظام السوري؟ وكيف نفسر ان شخصا من حزب "كاديما" الاسرائيلي كان اول من هاجم وشتم جنبلاط عندما اعلن رفض مشروع قانون تجنيد الدروز الاجباري في اسرائيل، يخرج في عز احتدام الصراع بين جنبلاط والنظام السوري على وسائل الاعلام ليقول انه مستعد لحماية وليد جنبلاط. كل ذلك يكشف حجم التواطؤ بين النظام السوري والمؤسسة الاسرائيلية.

ب هل تعوّل على نتائج مثمرة يمكن ان يخرج بها المتحاورون؟

ــ امكانية الوصول الى نتائج ترتبط بقدرة القوى السياسية المتحاورة على التجرد اولا من اي حساب او رهان خارجي، وهذا ينطبق على كل القوى الموجودة في الحوار. ويرتبط ثانيا باستعداد القوى السياسية للتواضع والتسوية والتنازل. بالنسبة إلينا هناك استعداد فعلي لتسوية سياسية من ضمن ثوابت 14 آذار في اطار بحث جدي للتوافق مع كل اللبنانيين.

ب ماذا عن طرح جنبلاط ان القرارات يجب ان تتخذ بالاكثرية وليس بالاجماع؟

ــ أوضح وليد جنبلاط موقفه في الصحف اليوم (أمس)، ولكن لنفترض ان احدا أصر على موقفه ولم يؤد الحوار الى اقناعه، هل نعطل الدولة؟ ب يتوقع البعض ان ينعقد مؤتمر الحوار ليوم او اثنين ومن ثم تتابع جلساته بحضور قيادات من "الصف الثاني"، هل من شأن ذلك اضعاف الحوار؟

ــ حضور القيادات الأساسية يعطي بالطبع اضافة نوعية ودفعا للحوار، ولكن المهم ان تكون وجهات النظر حاضرة.

واذا كانت الوفود المفوضة تملك المعطى السياسي والصلاحيات الكاملة فبالإمكان الوصول الى تسويات سياسية ويأتي اجتماع القيادات كتتويج للاتفاق.

ب يتم الحديث حاليا عن مبادرة عربية تجاه لبنان، ماذا لديكم من معطيات في هذا الاطار؟

ــ هناك مواكبة عربية للحوار واستعداد عربي للدخول على خط الاتصالات اللبنانية اللبنانية اذا ما لزم الامر، واعتقد ان هذا الحوار سيتوج بوساطة عربية او تدخل ما.

ب ما هي التسويات المحتمل ان يخرج بها الحوار؟

ــ ان ما تم طرحه من مقايضة سياسية بين اخذ كل ثوابت 14 آذار السياسية مقابل تنحية رئيس الجمهورية غير وارد لأن ثمن لحود بخس جدا للمقايضة عليه و"المنذور لا يستحق كل هذا النذر".

سلة التوافقات السياسية تبدأ بتنحية لحود واتفاق حول عنوان عام شراكة لبنان في الصراع العربي الاسرائيلي ولكن شرط الموافقة عليها لبنانيا وفق معيار الصراع العربي الاسرائيلي فقط، لا سورية ولا ايران ولا اميركا (...).

ب كيف تقيم جولة وليد جنبلاط في الولايات المتحدة واجواء لقاءاته مع المسؤولين الاميركيين؟

ــ الزيارة مفيدة جدا وبمثابة رحلة استكشاف للقضايا التي سيكشف عنها جنبلاط تباعا بعد عودته، ووليد جنبلاط في واشنطن هو نفسه اينما ذهب ولا تغيير في ثوابته ومواقفه الاستراتيجية.

ب لماذا تدعم الولايات المتحدة وليد جنبلاط؟

ــ اولا، واضح التغيير في الموقف الاميركي من النظام السوري، ونحن مبتدئون في الاتصالات السياسية مع الولايات المتحدة والنظام السوري يعطي دروسا في هذا الاطار.

نحن في موقع دفاعي، والسياسات الدولية يمكن ان تتغير في اي لحظة. واعتقد ان جنبلاط اصاب بلقائه كيسينجر مهندس الاتفاق السوري ــ الاميركي وبامتداده الاسرائيلي للدخول الى لبنان واغتيال كمال جنبلاط.

 

 

النائب وليد جنبلاط في حوار شامل مع محطة "الجزيرة

نطالب بازاحة لحود لانه رمز يمثل الامتداد الامني والسياسي لسوريا نتمسك باتفاق الهدنة وكفى ان يبقى لبنان الحلقة الوحيدة للصراع لا نستطيع ان نبقى في حال يتعرض فيها الامن السوري للامن اللبناني خصمي يتسلح بالنظام السوري وبالبعد الايراني ونريده ان يرفض الوصاية

وطنية 11/3/2006 اجرى الزميل غسان بن جدو حوارا شاملا مع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط في نيويورك تبثه محطة "الجزيرة" في برنامج "حوار مفتوح" التاسعة مساء اليوم. وهذا نص الحوار بدءا

سئل: 14آذار على الأبواب،عام، ما الذي حققتموه وما الذي تريدون استكماله، وهل بات 14 آذار امرأ واقعا؟ أم يمكن ان يكون في خطر؟

جواب: يبقى إننا استطعنا ان نصمد في سنة رهيبة في الأحداث والاغتيالات وفي الحصار، الحصار الأمني على القيادات. صمدنا ونجحنا، وعلى الرغم من الأحد الأسود في بيروت استطعناان نعيد 14آذار في 14 شباط، وتجمع اللبنانيون وقالو لا للارهاب، نعم للحرية.

سئل: ماالذي تحقق عمليا، وما الذي تريدون استكماله؟

اجاب : نريد استكمال إزالة الرئيس لحود الذي هو العقبة الأساس في مسيرة بناء الدولة و توسيع رقعة الدولة على طول الأراضي اللبنانية ومسيرة الإصلاح السياسي والإداري والاقتصادي.

سئل: أنت تعلم جيدا ان هناك من يقول في لبنان ان رئيس الجمهورية لا يمكن ان يكون عقبة طالما ان مجلس الوزراء هو ساحة القرار وانتم الأغلبية في مجلس الوزراء.

اجاب: نحن الأغلبية طبعا، لكن هناك القرارات وهناك المراسيم لا يمضيها ولا يوقع عليها رئيس الجمهورية، حتى قوانين تصدر من المجلس النيابي يردها بشكل غير دستوري. هو عقبة في كل شيء.

وسئل اذا كانت المطالبة بازاحة لحود لانه فعلا يعطل أم لأنه رمز سياسي لحقبة تريدون الانتهاء منها؟ فاجاب: لأنه رمز سياسي يمثل الامتداد الأمني والسياسي لسوريا وللاملاء السوري الفاشستي على لبنان. نعم نريد أن نتخلص منه، صحيح .

سئل: هل اتفقتم على بديل؟

اجاب:القضية ليست الاتفاق على بديل، سنرى مع القوى المختلفة من هو البديل الذي يؤمن اتفاق الطائف، وفي اتفاق الطائف أمور واضحة،العلاقة المميزة مع سوريا واعتراف الدولتين بسيادة واستقرار كل منهما، ولكن ليست العلاقة علاقة أحادية، الإملاء السوري مرفوض.

وعن رأيه في ما اذا كان على الرئيس البديل ان يكون من 14 اذار؟

قال: هذا أمر للمناقشة، اتفقنا ان يكون اسم الرئيس البديل مختار أو موافق عليه من قبل البطرك صفير.

لكن وليد جنبلاط يفضله ان يكون من 14 آذار؟

اجاب:أقول ان هذا الأمر يعود للبطريرك صفير، هو المرجعية الأساس في هذا الموضوع.

سئل: هناك حوار ألان في لبنان واتفق على شيء في اليوم الاول، واتهمت بأنه من خلال موقفك، عطل ممثلك الامر فماذا تقول؟

اجاب: الاتفاق والتأكيد مجددا على موضوع المحكمة الدولية وتوسيع التحقيق استغرق نقاشا طويلا، لا أريد أن أعود اليه، ثم تحدثنا في موضوع الرئاسة، لم نتفق على الرئاسة، ثم اتى بند موضوع مزارع شبعا. كل الأمور ترابطت ببعضها، العلاقة مع سوريا ، موضوع شبعا، المقاومة، القرار 1559 والطائف. توافقنا على بعض المواضيع واختلفنا على أخرى، والمواضيع التي اختلفنا عليها كانت سببا، حددت موقفي منها قبل أن اتي إلى أميريكا.

وسئل: دائما تقول ان الحوار هو بين المختلفين، على ماذا تختلفون وما الذي يطرحه وليد جنبلاط من مواقف أساسية و يختلف بها مع الآخرين؟

اجاب: لي وجهة نظر في موضوع سيادة لبنان على مزارع شبعا. ليس هناك سيادة لبنانية على مزارع شبعا، هناك ربما ملكيات محددة معينة لقسم من المزارع في منطقة ما يسمى مزارع شبعا، لكن مزارع شبعا، منطقة شبعا، حسب ما رأيت في بعض الخرائط كبيرة جدا قد تطال كل الجولان، هناك خلاف .

سئل: هل تختلفون فقط حول مزارع شبعا؟

اجاب: هذا هو الأساس .

وكيف هو الأساس ؟

اجاب: لأنه عندما لا تقر بان الخط الأزرق بين لبنان وبين سوريا هو الحدود المعترف بها، الخط الأزرق اعترف به مجلس الأمن، وفي مرات عدة المندوب السوري الذي كان عضوا في مجلس الأمن واتفق على الخط الأزرق. لماذا المندوب السوري يوافق هنا في مجلس الأمن وسوريا تعرض مشاكل ووجهة نظر أخرى في لبنان.

سئل: قيل في بيروت ان الشيخ سعد الحريري اتصل بك هاتفيا وحول هذه النقطة بالتحديد، حول مزارع شبعا، وقلت له ربما أوافق على قضية مزارع شبعا ولكن في نهاية الحوار وليس ألان، وكأن قضية مزارع شبعا هي للمقايضة؟

اجاب: لم اقل هذا ولا أريد أن تستطرد. وعدت الشيخ سعد الحريري بأن أعود ونناقش بهدوء قضية المزارع ولي موقفي الثابت ويوم الاثنين سأؤكد على موقفي لا أكثر ولا اقل، بناء على معطيات وقرارات للأمم المتحدة وخرائط جديدة تضاف على الخرائط القديمة.

سئل: ماذا في ما يتعلق بحزب الله وسلاحه، وما الذي تطالب به تحديدا؟

اجاب: عندما تحل قضية مزارع شبعا، نتفق على موضوع مزارع شبعا، يكون الحل الطبيعي لسلاح حزب الله.

سئل: الطرف الأخر يقول ان هناك ثلاثة عناصر رئيسية: مزارع شبعا والاسرى وتحديد إستراتيجية دفاع للبنان، ما الذي تقوله في هذا الأمر؟

اجاب: في ما يتعلق بتحديد إستراتيجية دفاع هناك اتفاق هدنة واضح وقعه لبنان وإسرائيل عام 1949. نتمسك بهذا الاتفاق وهذا وارد في الطائف. في ما يتعلق بالأسرى والمعتقلين لا نستطيع أن نبقي لبنان معلقا إلى أن تنتهي هذه القضية، واعتقد ان لحزب الله وسائل لاستعادة هؤلاء الأسرى غير قضية السلاح، لا نستطيع ان نحتل فلسطين كل فلسطين لاستعادتهم. في ما يتعلق بموضوع مزارع شبعا نحله بالمناقشة.

سئل: في ما يتعلق باتفاقية الهدنة، هناك من يقول ان الإسرائيليين دائما يخترقون. كان هناك حوار في مجلس النواب اللبناني والطائرات الإسرائيلية كانت تحلق فوق بيروت ؟

اجاب:الطائرات الإسرائيلية تحلق فوق كل أجواء الشرق الأوسط، إذا كان المطلوب أن يبقى لبنان فقط الجبهة مع إسرائيل، فهذا نرفضه. لقد قام لبنان بكل واجباته في الصراع العربي الإسرائيلي، وقام بكل واجباته في حماية الخاصرة السورية عندما دمرنا سويا اتفاق 17 أيار. كفى ان يبقى لبنان الحلقة الوحيدة للصراع. إذا كانت سوريا تريد أن تستعيد الجولان فلنذهب سويا إلى الجولان للامتحان ونفتح مكاتب هناك للمقاومة من خلال المناطق على الجولان المحتل، لماذا فقط الحدود السورية هادئة منذ العام 1974؟ ليس هناك طلقة نار، من خلال الاتفاق الذي وقعه آنذاك وكان راعيه الدكتور كيسنجر، وفقط لبنان يبقى محور الصراع، لماذا هذه المفارقة؟

سئل: التقيت كيسنجر في نيويورك، ماذا دار بينكما وهو صاحب استراتيجيات كبرى؟

اجاب: دارت أمور أخرى، لكن لا بد ربما نطبق اتفاق الاندوف undof في لبنان حيث ورد أن المدفعية السورية ليست على الحدود، انها وراء الشام وفقا للاتفاق الذي تم توقيعه بين إسرائيل وسوريا عبر الدكتور كيسنجر والأمم المتحدة. المدفعية السورية ليست على الحدود، لا بد من تطبيق هذا الأمر في لبنان.

سئل: قلت في تصريحاتك هنا في واشنطن انه ينبغي على الإدارة الأمريكية ان تفرض عقوبات على دمشق، كيف ذلك ؟

اجاب: محددة نعم على بعض الأشخاص الذين نراهم هم العقبة.

سئل: قلت محددة؟

اجاب: نعم محددة على بعض الأشخاص الذين برأينا يشتركون في التامر على الأمن اللبناني.

وعن معنى عقوبات اقتصادية مثلا على الرئيس بشار الأسد او بعض المسئولين

قال: يعني هذا يعود للادارة الأمريكية لأننا لا نستطيع أن نبقى على هذه الحالة التي فيها الأمن السوري يتعرض للأمن اللبناني. في الطائف قلنا امن البلدين مشترك، هذا لا يعني أن الأمن السوري يعتدي على المواطنين اللبنانيين، لكنه يوصل السلاح والذخيرة بالقوافل ويعيث فسادا بلبنان .

سئل: هل هي قطيعة نهائية مع سوريا؟

اجاب: مع النظام، مع سوريا ليس هناك مشكلة.

وهل هي قطيعة نهائية؟

اجاب: نعم.

سئل: ذكر انك قلت انه طلب منا حل وسط الرئيس لحود مقابل مزارع شبعا ورفضنا هذا الموضوع؟.

اجاب: لم يطلب منا أي حل. اننا نناقش كل البنود بندا بندا.

سئل: لم يطرح هذا الحل الوسط عليكم؟.

اجاب: لم أسمعه لكنه نقل في الصحف؟ اجاب: طيب نقل في الصحف لم أسمع بهذا الحل

سئل: وانتم ترفضونه؟.

اجاب : نناقش بندا بندا.انا أعتبر أن لحود غير شرعي وفق الإملاء السوري كما يقول القرار 1559، وعندما نصل إلى موضوع مزارع شبعا فلنناقش، نختلف أو نتفق لكن فليفتح المجال للمناقشة، ليس هناك قرار بالإجماع.

سئل: التقيت رايس (وزيرة الخارجية الاميركية) قبل أسبوعين في بيروت واليوم التقيتها في واشنطن والتقيت أكثر من مسؤول أميركي، ما الذي سمعته بشكل أساس في السياسة الأميركية تجاه لبنان، ما الذي تريده أميريكا الان، وماالذي هي مصممة على فعله؟.

اجاب: أمريكا تريد لبنان مستقلا وتريد رئيسا للمستقبل كما قالت رايس وليس من الماضي، وتريد طبعا علاقات طبيعية بين الدولة اللبنانية والدولة السورية. لا تريد إملاء سوريا على لبنان.

سئل: عمليا كيف ستساعدكم. قلت هنا أنا أتيت الى هنا من أجل طلب المساعدة من الولايات المتحدة؟.

اجاب: طبعا مساعدة معنوية وسياسية. لم أطلب شيئا آخر. أعلم حدود المساعدة الأمريكية. طبعا هناك مساعدة في موضوع مهم جدا هو تسليح الجيش اللبناني وتقويته، وهذا مهم جدا وأساسي لتوسيع سيطرة الدولة على أراضيها والأمن الداخلي. هناك أفضل مساعدة أميريكية دولية في ما يتعلق بمؤتمر بيروت واحد. نسي البعض، الذين شكلوا ما يسمى الحوار، نسوا البند الاقتصادي واعتقد انه مهم جدا لكل اللبنانيين.

سئل: ألهذا التقيت ولفووفيتز؟

اجاب: نعم وجرت مصارحة ومصالحة.

سئل: مصارحة ومصالحة على ماذا؟

اجاب: على الماضي. آنذاك استخدمت عبارات نابية بحقه. تستطيع ان تختلف مع الشخص لكن غير ضروري أن تذهب الى الإساءة الشخصية.

سئل: والان تصالحتما؟

اجاب: تصالحنا نعم.

سئل: على ماذا؟.

اجاب: على الأقل تصالحنا التقينا.

وهل هي مصالحة شخصية أم سياسية؟

اجاب: مصالحة شخصية. فقط؟ اجاب: مصالحة سياسية موضوع آخر.أنت تريد أن تفتح بند موضوع العراق، هذا موضوع شائك؟.

سئل: ما هو رأي لفوويتز بما يحصل ألان في لبنان؟

اجاب: طرحنا معه قضية بيروت واحد، ويجب ان يكون هذا الامر مطروحا على الحوار كون كل الأفرقاء الأساسيين في الحوار يعتبرون هذا الموضوع أساسيا.

سئل: قلت أن ما وصفته بخصمك هو خصم قوي ألان في لبنان خصوصا في طاولة الحوار. قوي بماذا؟ اجاب: يتسلح بالنظام السوري والبعد الإيراني طبعا. نريد هذا الخصم أن يعترف بالحقيقة اللبنانية وباستقلال لبنان، بالعلاقات المميزة بين لبنان وسوريا نعم، لكن باستقلال لبنان، وان يرفض وصاية النظام السوري على لبنان.

سئل: من هو خصمك. اجاب:

الفريق الأخر على الطاولة التي سميناها طاولة الحوار.

سئل: من هو الفريق الأخر؟.

اجاب: عليك أن تحزر

سئل: هل هو حزب الله ومعه نبيه بري والجنرال عون؟.

اجاب: عليك أن يكون لك مخيلة وتحزر من هو؟

سئل: أكثر رجل صراحة في لبنان على الإطلاق هو وليد جنبلاط؟.

اجاب: نختلف مع حزب الله حول موضوع تضامنه المطلق مع النظام السوري، نختلف مع حزب الله حول موضوع السياسة التي ربما تمليها طهران على المنطقة وعلى لبنان بالتحديد. لا نريد أن يكون لبنان محور صراع من أجل السياسة الايرانية. نعم نختلف

سئل: هل أنت متفائل بنهاية الحوار بكل وضوح؟.

اجاب: متفائل نعم. نحن نملك الصبر الطويل، الطويل. متفائل.

سئل: غير الصبر ما هي الإمكانات؟.

اجاب: متفائل جدا ولن ينجحوا، لن ينجحوا في قهر إرادة الشعب اللبناني في الحياة الكريمة والاستقلال والديمقراطية. لن ينجحوا، لن يمروا.

سئل:أنتم متهمون بتعطيل الحوار وبأنكم لا تريدون استكماله؟.

اجاب: لم أعطل، هم باختيارهم مجلس النواب عطلوا وسط المدينة، على الأقل ارتاح الناس في هذه الفترة وعادوا إلى وسط المدينة وعادت المقاهي والمتاجر، وسنعطله مجددا نهار الاثنين. إذا استمر الحوار أتمنى أن نلتقي في مكان أخر بعيدا عن مصالح الناس.

سئل: في ذكرى عام على 14 آذار ما الذي تقوله لأنصارك وللبنانيين وللطرف الآخر؟.

اجاب: اعتقد اننا تخطينا جميعا الحواجز المذهبية والطائفية، وأننا ننشئ رويدا رويدا، في لبنان وفي المهجر، لبنان جديدا موحدا.

سئل: وللطرف الآخر ماذا تقول؟

اجاب: أتمنى له أن يشاركنا في شؤوننا وشجوننا على ان لبنان يستحق أن يكون مستقلا وبعيدا عن النظام السوري، وإذا كان لهم كلمة مع الجمهورية الإسلامية. الجمهورية الإسلامية جمهورية كبيرة، إمبراطورية ولا اعتقد أن لبنان يجب أن يكون ضحية مطامع أو سياسات الجمهورية الإسلامية في آفاقها الواسعة من أفغانستان إلى العراق.

سئل: هل استنتجت ان السياسية الأمريكية تتعاطى مع لبنان كملف مستقل عن المعطيات الإقليمية الأخرى، سواء في سوريا أو العراق أو إيران أو فلسطين أو إسرائيل؟

اجاب: نحن نحاول أن يكون هذا الملف مستقلا، لا نريد ان ندخل لبنان في صراعات أخرى محلية أو إقليمية قد تؤخر مسيرة الاستقلال.

سئل: هذا بالنسبة اليكم، لكن ما الذي فهمته من الإدارة الأمريكية؟

اجاب: عليك ان تسأل الإدارة الأمريكية، أنا شرحت وجهة نظري و تمسكت بشكل أساسي باتفاق الطائف الذي فيه العلاقات المميزة بين لبنان و سوريا و فيه اتفاق الهدنة الذي ارسي عام 1949 وهو مهم جدا كأساس للانطلاق.