المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم السبت 24/3/2007

وبَينَما هُم سائرون، دَخَلَ قَريَةً فَأَضافَتهُ امَرَأَةٌ اسمُها مَرتا. وكانَ لَها أُختٌ تُدعى مَريم، جَلَسَت عِندَ قَدَمَي الرَّبِّ تَستَمِعُ إِلى كَلامِه. وكانَت مَرتا مَشغولَةً بِأُمورٍ كَثيرَةٍ مِنَ الخِدمَة، فأَقبلَت وقالت: يا ربّ، أَما تُبالي أَنَّ أُختي تَرَكَتني أَخدُمُ وَحْدي ؟ فمُرها أَن تُساعِدَني فأَجابَها الرَبُّ: مَرتا، مَرتا، إِنَّكِ في هَمٍّ وارتِباكٍ بِأُمورٍ كَثيرَة، مع أَنَّ الحاجَةَ إِلى أَمرٍ واحِد. فَقدِ اختارَت مَريمُ النَّصيبَ الأّفضَل، ولَن يُنزَعَ مِنها.

إنجيل القدّيس لوقا .42-38:10

         

البطريرك صفير استقبل الوزير متري والقائم بالأعمال اليوناني ووهاب

النائب الخازن: كلام الرئيس بري دقيق وهناك تقدم حقيقي في الحوار

وطنية- بكركي- 23/3/2007 (سياسة) عرض البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير الاوضاع العامة في البلاد مع زواره في الصرح البطريركي في بكركي، فالتقى النائب الدكتور فريد الخازن الذي اشار بعد اللقاء الى "ان الزيارة للتشاور مع غبطته في المواضيع الاساسية الكبيرة وأهمها الخروج من الازمة التي تمر بها البلاد منذ فترة طويلة، ونحن اليوم امام فرصة حقيقية للخروج من هذه الازمة على قاعدة التسوية وعنوانها لا غالب ولا مغلوب".

ووصف كلام رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري بأنه "صحيح ودقيق ويؤشر إلى اتجاه إيجاد حل للازمة في موضوعين: الحكومة والمحكمة الدولية، وكما قيل فهناك أمور تم الاتفاق عليها وأخرى هي مشروع اتفاق بضمان ودعم سعوديين، والآن الفرصة متاحة ايضا لأن أمامنا فرصة ذهبية هي انعقاد القمة العربية".

أضاف: "الموضوع الاهم والاكثر صعوبة هو المحكمة الدولية، ونتمنى ان يحصل تجاوب واستكمال للحوار حول هذه المسائل لكي نصل الى نتيجة قبل انعقاد القمة العربية.

وإن الطرح الذي قدمه الرئيس بري هو طرح تفصيلي وليس تمنيات وكلاما في العموميات، وهو طرح يؤسس لحل حقيقي اذا اراد البعض ايصاله. صحيح أنه منذ شهرين كانت الظروف غير مؤاتية، أما اليوم فحصل تقدم حقيقي واللقاءات التي عقدت يطغى عليها الجانب الجدي بدعم ومواكبة سعوديين، واذا لا سمح الله حصلت تطورات اقليمية في المنطقة ونحن في حالة الفراغ فهذا الامر يشكل خطرا على لبنان واللبنانيين، ولا يتوهم احد انه يستطيع ان يتحكم في اي نزاع داخلي في لبنان".

وعن قانون الانتخاب قال: "يعتقد البعض ان هذا الامر قد استجد على البحث في لبنان، بينما كان مطروحا منذ عام 1992، وكل القوانين التي صدرت منذ ذلك الوقت عليها اعتراض كبير من عدد كبير من اللبنانيين، وهو ليس اعتراضا شكليا انما في المضمون، والمطلوب قانون لا يستهدف اي طرف سياسي او اي طائفة في لبنان، ووظيفة القانون الاساسية هو التمثيل الحقيقي، ونحن نلتقي مع توجه غبطة البطريرك في ايجاد قانون انتخاب بدوائر متوسطة او صغيرة الحجم وقانون انتخاب بحسب الاسس والمعايير التي وضعتها اللجنة الوطنية برئاسة الوزير السابق فؤاد بطرس، وقد عشنا خلال 15 سنة في ظل قانون انتخابي "لمرة واحدة فقط"، مع العلم ان هذه الحكومة اكدت انها سوف تقر القانون الجديد في مهلة زمنية محددة".

وأشار ردا على سؤال الى "ان الانتخابات الفرعية في المتن اصبحت جزءا من الازمة القائمة لسوء الحظ، ولذلك نقول اننا اذا بقينا في الازمة فإن اي موضوع يطرح سيدخل في فلك الازمة وسيزيد التعقيدات في البلد على كل المستويات".

القائم بالأعمال اليوناني

ثم استقبل البطريرك صفير القائم بأعمال السفارة اليونانية في لبنان بانوس كالوغريبولس وجرى عرض للعلاقات الثنائية بين البلدين.

ثم التقى رئيس نقابات التجار اللبنانيين في ساحل العاج ابراهيم عبد الرضى حيث جرى عرض اوضاع ابناء الجالية والمشاكل والضغوط التي يتعرضون لها".

وهاب

واستقبل البطريرك صفير بعد ذلك الوزير السابق وئام وهاب الذي اشار الى انه عرض معه موضوع عودة المهجرين، وشدد على "ضرورة استكمال هذه العودة وانهاء الملف"، كما أعلن انه يؤيد قانون انتخاب وفق النظام النسبي".

"البطريرك صفير حارس الذاكرة"

وتسلم البطريرك صفير النسخة الاولى من كناب "البطريرك صفير حارس الذاكرة" للزميل جورج عرب الذي قدمه اليه في حضور المطارنة رولان ابو جودة وشكرالله حرب وفرنسيس البيسري وسمير مظلوم وغي بولس نجيم وانطوان نبيل العنداري والاباء ميشال عويط وجوزف البواري ويوسف طوق وامناء رابطة قنوبين للرسالة والتراث الاب نادر نادر والمحامي جوزف فرح والسيد جو رحمة. والقى الزميل عرب كلمة اشار فيها الى "ان البطريرك وجه مكشوف شغل العالم، لكنه يحمل وجها آخر يجب ان نكشف فرادات الفضائل والنعم فيه للعالم".

وشرح عرب ما يتضمنه الكتاب من اخبار ومحاضر تنشر للمرة الاولى، منها المتعلق بشؤون الدين واهله ومنها المتعلق بشؤون السياسة، "وتؤكد ان البطريرك حارس الذاكرة الامين، حفظ بكتاباته خمسين سنة من ذاكرة الكنيسة ولبنان وبعض العالم".

وسيوقع الزميل عرب كتابه، السادسة مساء يوم الثلثاء المقبل في الحركة الثقافية في مار الياس-انطلياس، برعاية البطريرك صفير ممثلا بالمطران رولان ابو جودة.

الوزير متري

وظهرا، استقبل البطريرك صفير وزير الثقافة طارق متري وجرى عرض المستجدات والتطورات محليا واقليميا. واستبقاه البطريرك الى مائدة بكركي.

وكان استقبل قبل ذلك قائمقام كسروان الفتوح ريمون حتي ورئيس القسم في القائمقامية جوزف منصور، وخطار حدثي، ثم راعي ابرشية انطلياس المارونية المطران يوسف بشارة، فالامين العام لمجلس البطاركة والاساقفة الكاثوليك الاب ريشار ابي صالح.

 

السفير خوجه اتصل بالرئيس بري وزار النائب الحريري وغادر الى الرياض : اعربا عن تفاؤلهما وابديا تصميما على مواصلة الحوار لما فيه خير لبنان

وطنية - 23/3/2007 (سياسة) تشاور السفير السعودي في لبنان الدكتور عبد العزيز خوجه مع رئيس مجلس النواب نبيه بري في اتصال هاتفي اليوم, كما زار رئيس كتلة "المستقبل" النائب سعد الحريري. وقال السفير خوجه في حديث الى "تلفزيون لبنان" ان "الرجلين اعربا عن تفاؤلهما وابديا رغبة وتصميما على مواصلة الحوار لما فيه خير لبنان واللبنانيين". وأوضح قبيل توجهه الى الرياض ان "كل سفراء المملكة في الدول العربية استدعوا الى بلدهم لمناسبة انعقاد القمة العربية".

 

الرئيس السنيورة استقبل رئيس البرلمان العربي والسفير الاميركي

وطنية - 23/3/2007 (سياسة) استقبل رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة في السراي الكبير قبل ظهر اليوم، سفير الولايات المتحدة الاميركية جيفري فيلتمان، وعرض معه التطورات في لبنان والمنطقة. كما التقى الدكتور المصري احمد نعينع، في حضور المدير العام لمؤسسات الرعاية الاجتماعية "دار الايتام الاسلامية" محمد بركات. ثم استقبل الرئيس السنيورة رئيس البرلمان العربي محمد جاسم الصقر، وعرض معه مجمل الاوضاع اللبنانية والعربية.

 

الوزير السبع استقبل محفوظ والاغا

وطنية 22/3/2007 (سياسة )استقبل وزير الداخلية والبلديات حسن السبع في مكتبه في وزارة الداخلية بعد ظهر اليوم, رئيس "حركة التغيير" ايلي محفوظ ورئيس "الحركة اللبنانية الحر" بسام الآغا اللذين قدما اليه التهاني بكشف مرتكبي جريمة عين علق ونوها بالدور الذي تقوم به قوى الامن الداخلي.

 

حراس الارز": اللعبة السياسية في لبنان تمارس بخفة ورعونة

وطنية - 23/3/2007 (سياسة) لفت حزب "حراس الارز" في بيان اليوم، الى "ان الافرقاء يتحاورون فينافقون فيختلفون ويتشاتمون، ثم يعودون الى الحوار والاختلاف والتشاتم وعلى هذا المنوال تمارس اللعبة السياسية في لبنان بخفة ورعونة، او قل اللعب بأعصاب الناس ومصير الشعب ومستقبل الوطن".

وانتقد ما يكرره "الوسطاء والموفدون الاجانب بعد جولاتهم الروتينية على المرجعيات السياسية من ان لا حل الا بالحوار، وبالتفاهم بين اللبنانيين، وعلى قاعدة لا غالب ولا مغلوب وبتنفيذ القرارات الدولية الى آخر المعزوفة، رغم يقينهم بأنها مجرد شعارات كلامية لا مكان لها على ارض الواقع..".

واعتبر ان "ما جرى يوم الثلاثاء الماضي من اقفال متعمد لمجلس النواب في دورته العادية، والتراشق الكلامي الساخن بين المعارضة والموالاة يشكل عينة من الدوامة القاتلة منذ سنتين والباقية حتى اشعار آخر، ومؤشرا واضحا على ان الازمة لن تخرج من النفق المسدود على يد هذه الجوقة بالذات".

ودعا الشعب "الى الانتفاض على الجميع وضد كل ما يجري على اساس انه هو صاحب الكلمة الفصل في تقرير مصيره هذا اذا اراد الخروج من هذا الجحيم والا فلينتظر الاسوأ".

 

النائب العماد عون استقبل سفير الاتحاد الاوروبي

وطنية - 23/3/2007 (سياسة) استقبل النائب العماد ميشال عون، ظهر اليوم، في دارته في الرابية، سفير الاتحاد الاوروبي في لبنان باتريك لوران، في حضور مسؤول الإتصالات الدبلوماسية في "التيار الوطني الحر" ميشال دوشادرفيان والقيادي في التيار سيمون أبو رميا، ثم استبقاه إلى الغداء.

 

السيد الامين حاضر بدعوة من "رواد الكشاف المسلم": العيش المشترك لا تحفظه الا الدولة الواحدة واختلاف بعض السياسيين ليس لمصلحة طوائفهم

وطنية - 23/3/2007 (سياسة) ألقى مفتي صور وجبل عامل السيد علي الامين محاضرة مساء اليوم بعنوان "وحدة اللبنانيين وتحديات المرحلة", في اوديتوريوم حسانة فتح الله الداعوق - تلة الخياط في بيروت, بدعوة من جمعية رواد الكشاف المسلم في لبنان، بمناسبة العيد الثالث والاربعين للجمعية، في حضور , مفتي صور الشيخ محمد والي بلطة ممثلا المفتي محمد رشيد قباني, النائب محمد قباني ممثلا النائب سعد الحريري, الشيخ محمد الحاج حسن رئيس "التيار الشيعي الحر" وحشد من الشخصيات الدينية والسياسية والثقافية والاجتماعية. بدأت المحاضرة بتلاوة آي من الذكر الحكيم، مهداة الى روح الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ثم بالنشيد الوطني اللبناني.

الشيخ النقري

وألقى مدير عام دار الفتوى الشيخ محمد النقري الذي قدم للندوة الشيخ كلمة قال فيها: "ان لقاءنا اليوم، هو لقاء وحدة لبنان، لقاء مع رجل الفكر الراجح وصفاء القلب، وسلامة المواقف التي لم يقصد بها الا الحق حتى استحق ان يكون مرشدا هاديا للانسان ودليلا ساطعا على وحدة الاوطان, متيقنا ان لبنان غني بتنوعه الطائفي لانه يجمع بين حضارات العالم ويمتد اليها. فلبنان عربي ويمتد الى العالم العربي ومسيحي بشعبه المسيحي ويمتد نحو العالم المسيحي ومسلم بشعبه المسلم ويمتد الى عالمه الاسلامي, وهنا تكمن قوة لبنان في وحدته وتنوعه، وبتفرقه يضعف ويتفكك".

السيد الامين

ثم القى السيد علي الامين كلمة، قال فيها: "لقد شرفتني جمعية رواد الكشاف المسلم ودعتني لان اكون بينكم اليوم، وهي فرصة اتاحتها هذه الجمعية التي تعنى بنشر المعرفة والعلم والمحبة والوحدة الوطنية". وأكد انه "لا يشكك اي متتبع للاحداث في المنطقة، من افغانستان الى فلسطين مرورا بالخلاف مع ايران، بأن الاوضاع خطيرة وتنعكس على بلادنا وشعوبنا, واكثر الاخطار تلك الى تنجم عن الفتنة الداخلية والتفتيت, والمستفيد من ذلك كله، هم الاعداء وفي طليعتهم اسرائيل، هذا بالاضافة الى مشاكل الفقر وما ينتج عنها من مشاكل اخلاقية واخطار، وهذه جملة من الاخطار التي تصيب المنطقة وبلادنا ان لم نتسلح بمزيد من اليقظة والتنبه, وأولى المبادىء التي تقوم عليها حماية وطننا هي التمسك بالوحدة الوطنية, والوحدة لا تكون برؤية ونظرة خاصة لجماعة خاصة, وانما من خلال الدولة التي تشكل الحامي والجامع ضد كل الاخطار". واعتبر "ان الذي يجعل من كل الامم والشعوب امة واحدة هو مشروع الدولة، حيث كانت الشعوب تتقاتل على شكل قبائل وعشائر رغم كل ما يجمعها من روابط دم وعرف ودين, وما كان يجمع هذه الشعوب هو الدولة التي توحد الجماعات وتبعد الخلافات. فالجغرافية والتاريخ والعرق لا يحققون وحدة دون وجود الدولة، التي تحقق الوحدة بين كل الجماعات على رغم كل الاختلافات، فمن خلال الدولة الواحدة التي تتطور انظمتها وكلما تطورت تصبح الدولة دولة الانسان وليست دولة الطائفة او الحزب الواحد. فبالمواطنية الصحيحة تبنى الاوطان بعيدا عن الفئوية الضيقة. وهذا ما يحتاجه اللبنانيون في هذه المرحلة وكل مرحلة لمواجهة الفوضى الخلاقة التي نعلن اننا نواجها، ولكن يمكن أننا نفعلها وننشطها, ولذلك نرى ان سبل النجاح لنا تبقى في اعادة الاعتبار لوحدة الدولة ونهضتها، من خلال وثيقة الطائف التي اجمع عليها اللبنانيون، وعندما نعيد الاعتبار لمرجعية الدولة وهيبتها نكون نعيد الوطن وقوة المواطنية".

وطالب السيد الامين ب:

اولا، بإعادة النظر في بعض السياسات الادارية المتبعة منذ زمن، حيث جعلت من كل موظف يدين بالولاء لزعيم طائفته وليس للادارة، لان برأي أتباع الزعيم ان هذا الزعيم هو السلطة وهو المرجع، وبهذا يتحول الولاء من الدولة الى الزعيم والحزب. ولاصلاح هذا الخلل، يجب اخراج الادارة والخدمات من يد الحزب وزعيم الطائفة لتعود الى الوطن وليتحول المواطن الى الاطار الوطني بعيدا عن الفئوية الضيقة".

ثانيا، بمناهج التعليم، يجب اعادة النظر فيها والعمل على توحيدها في كل المناهج وحصر التعليم الديني بالكنائس والمساجد والغائها من مناهج المدارس. ففي ساعة تعليم الدين نقسم التلامذة ونطلب منهم الوحدة في الكبر، وهذا لن ينجح في وحدتهم، لاننا نقسمهم صغارا ونطلب منهم الوحدة كبارا, فلا يصح في الوطن الواحد ان يكون لكل طائفة اعلامها الخاص بها".

ثالثا، اعادة النظر في تشكيل الاحزاب السياسية ومنع قيامها على الاسس الدينية والطائفية، بل يجب قيامها على اسس مطلبية وقطاعية تهم حياة الناس بعيدا عن العصب الطائفي، لنحصل على وحدة وطنية ناجزة وناجعة نحبط بها الاخطار ليعود لبنان لؤلؤة في الشرق والعالم".

وختم قائلا: "اذا كان لنا من كلمة اخيرة، فنقول لاهلنا ان العيش المشترك لا تحفظه الا الدولة الواحدة، وان اختلاف بعض السياسيين مع بعضهم الآخر ليس لمصلحة طوائفهم، بل الاختلاف يكون على مصالحهم ونفوذهم. علينا كشعب ان ننهيهم عن الخلاف المضر بمصالح الناس والوطن، ونذكرهم بعظة السيد المسيح: اذا انقسمت مملكة ما على ذاتها فلا قدرة لها على ان تصمد واذا انقسم بيت على نفسه اندثر وهلك".

 

التيارالشيعي الحر" نعى الشاعر سميح حمادة

وطنية - 23/3/2007(سياسة) نعى رئيس "التيار الشيعي الحر" الشيخ محمد الحاج حسن في بيان اليوم "شاعرالمقاومة" الاستاذ سميح بك حمادة وقال :" بمزيد من الاسى وفرطة اللوعة ننعي اليكم فقيدنا وعزيزنا المرحوم الشاعر سميح بك حمادة الذي وافته المنية اثر حادث سير مؤلم على طريق صيدا.

واننا اذ نشعر بخسارة كبيرة امام تضحيات هذا البقاعي المقاوم واللبناني الاصيل بعمق فكره وانتماءه, لقد خسر لبنان قلما شجاعا وفارسا ومقداما , عرف بحبه لوطنه ومقاومته للعدو الاسرائيلي. عرفناه طيبا محبا للخير وعاملا في سبيل اصلاح ذات البين, وبهذه المناسبة الاليمة والمصاب الجلل نتقدم من صاحب العصر والزمان ومن عائلة الفقيد وآل حمادة الكرام ومن الزعيم علي صبيري بك حمادة وعموم اهل بعلبك الهرمل بخالص العزاء والمواساة , سائلين الله تعالى للفقيد الغالي الرحمة ولذويه ومحبيه الصبر والسلوان. وإنا لله وإنا اليه راجعون".

 

الشيخ قاسم:آن الأوان لأن نتفق ونأمل أن تؤدي اللقاءات الى نتيجة مرضية

وطنية - 23/3/2007 (سياسة) أمل نائب الأمين العام ل"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم في حديث إلى راديو الرياض "أن تنتج اللقاءات الجارية حاليا نتيجة مرضية للجميع". وقال: "آن الأوان لأن نتفق في لبنان، وألا نبقيه محطة للتأثير الخارجي، خصوصا على المستوى الدولي. وبالتالي، إن الخطوط المطروحة للمعالجة ليست معقدة، هي مسألة حكومة ومحكمة وانتخابات نيابية مبكرة، وهي أمور ثلاثة كدنا أن نصل إلى حافة الحل فيها، لكن يوجد بعض الأطراف الداخلية في لبنان لا تستفيد من هذه المعالجة، لكن لو كانت هناك شجاعة وأقدمنا جميعا، وخصوصا المعارضة وتيار "المستقبل" لاستطعنا أن نصل إلى الحل".

وردا على سؤال قال: "لم نذكر لهم نقاط الاعتراض على المحكمة الدولية، لأننا اعتبرنا أن النقاش يجب أن يجري بطريقة قانونية من أجل أن نصل إلى نتيجة صحيحة وسليمة، لا نريد أن نناقش عبر وسائل الإعلام وندخل المهاترات. قلنا لهم تعالوا نناقش المحكمة في لجنة مشتركة ومباشرة عندما نقرها تتحول المحكمة إلى حكومة وحدة وطنية وفي جلسة واحدة وفي أول جلسة توافق حكومة الوحدة الوطنية على المحكمة، ثم تحول مباشرة إلى أول جلسة مجلس نيابي وتكون أول نقطة تقر المحكمة الدولية، فإذا لم تصلوا معنا إلى اتفاق في هذا الأمر، فلا تشكلوا حكومة وحدة وطنية، أعتقد أن هذا التنازل وهذه الضمانات كافية من أجل أن تسير العجلة، لكن نحن نعتقد أن الضغوط الأميركية كبيرة جدا، وهم الذين يقفون عائقا، إضافة إلى بعض القوى الصغيرة غير الفاعلة الموجودة في جماعة السلطة التي لا تستفيد من الاتفاق".

سئل: هناك فريق "14 آذار" وفريق "8 آذار"، ونحن نسير في شوارع بيروت ونرى فريق 11 آذار الذي لا ينتمي لا إلى هذا الفريق ولا إلى ذلك، ويقول أن "حزب الله" حقق انتصارا ومكسبا في الحرب يفترض أن يحافظ على هذا المكسب من خلال مثلا علاقته بالحكومة أو بالمواطن الذي تضرر من الاعتصام، ألا تعتقد أن هذا الاعتصام ومن يلوح من الأطراف الأخرى غير "حزب الله" بالعصيان المدني سيؤثر على الاقتصاد اللبناني؟. وفي النهاية، كلكم لبنانيون سواء أكنتم معارضة أم حكومة؟

أجاب: "عندما حصل الانتصار الكبير في مواجهة العدوان الإسرائيلي كان يفترض أن يكرم "حزب الله" من قبل قوى السلطة، ومن المفروض أن نستثمر هذا الانتصار، خصوصا أننا نجد التداعيات اليومية تتلاحق في الواقع الإسرائيلي وفي كل يوم فضيحة جديدة، مما يشير إلى أن الخسارة عميقة جدا في الكيان الإسرائيلي، لكن فوجئنا أن قوى السلطة تحاول أن تضيق علينا وأن تلتزم التزامات معينة وأن تمرر المحكمة بطريقة سياسية من دون نقاشها حتى تكون محكمة جنائية تقاضي المعتدي، ويرفضون المشاركة في تركيبة الحكومة، إذا نحن نواجه معضلة من الطرف الآخر الذي حاول أن يثير قضايا كان يفترض أن تكون محلولة ومعالجة". وبالنسبة إلى الإعتصام، لفت إلى أن "مسألة الاعتصام تعبير حضاري سلمي طبيعي. نحن لا نضر أحدا، وإنما ننزل إلى الشارع لنصرخ ونقول إن هناك مأزقا ومشكلة في البلد، ومع ذلك هم لا يعترفون بها. فهل يعقل أن تستقيل طائفة بكاملها، وهي واحدة من الطوائف الثلاث الكبرى، اذ يقول الدستور اللبناني في مقدمته إن أي حكومة تخالف العيش المشترك بتمثيل كل الطوائف تكون حكومة لا شرعية، مع ذلك هم يحاولون الاستمرار بعقد جلسات حكومة لا شرعية بحسب الدستور ويأخذون قرارات بدل أن يعالجوا المشكلة فيدخلوا عناصر جديدة أو أن يتفاهموا معنا على الحل. إذا هم الذين أخذوا البلد إلى مأزق. اليوم كل المعالجات تتطلب حكومة تستطيع أن تعالج الازمة حتى لو لم تجمع جميع الأطراف.

نحن نسألهم: لماذا لا تقبلوننا شركاء لنحمل مسائل لبنان معا؟ هم الذين يعترضون، لذا نحن نعتبر أن أي سلبيات اقتصادية أو اجتماعية أو انحدار في المداخيل أو تعطيل مصالح الناس تتحمل مسؤوليتها هذه الحكومة اللاشرعية. ويعرف الجميع أن الدول العربية وعلى رأسها المملكة السعودية قدمت مساعدات للمتضررين، إلى الآن لم تصل إلى أصحابها، هذه كلها من المشاكل التي نحتاج إلى أن نعالجها في حكومة واحدة، إذا الحكومة الحالية اللاشرعية هي سبب المأزق وليس الاعتصام، الاعتصام تعبير عن تظهير الأزمة من أجل المعالجة.

سئل: تعلم أن الإسرائيليين لا يقولون كلاما جزافا، أولمرت صرح قبل أيام أن الحرب كانت مبيتة على لبنان قبل قيام حزب الله بقتل وأسر الجنود، الآن وقبل فترة سمعنا أن إسرائيل تريد أن تعيد هيبتها وهيبة جيشها الذي انكسر في هذه الحرب، ألا تتوجسون خيفة من إسرائيل من أن تقوم بين لحظة وأخرى بعمل ما قريبا أو بعيدا أو لنقل على المدى القريب لكي تلمع صورتها قبل أن تغادر هذه الحكومة الإسرائيلية؟

أجاب: "نحن الذين نقول دائما إن إسرائيل خطر لا يزال موجودا على الرغم من الانكسار الذي حصل، إن إسرائيل ستفكر دائما بالاعتداء على لبنان، نعم استبعد أن يحصل الاعتداء قريبا لكن في يوم من الأيام في المستقبل هل يمكن أن يحصل هذا الاعتداء أم لا ؟ هذا دائما يدخل في دائرة التوقعات، لا نعلم ما هي الخطط الإسرائيلية في المنطقة وكيف يمكن أن تعمل، لذا كنا نقول أيضا يجب أن تبقى المقاومة على جهوزيتها واستعدادها، ويجب أن نلتف جميعا حولها وأن نساعدها وأن ندعمها حتى لا تتجرأ إسرائيل في أن تقوم بعمل عدواني، لأنه لولا المقاومة لوصلت إسرائيل إلى العاصمة بيروت كما حصل سنة 1982، وبالتالي كنا في وضع مأساوي على المستوى السياسي والاقتصادي والاجتماعي، أما اليوم استطعنا أن نشكل ردعا لإسرائيل، علينا أن نتابع هذا الأمر وأن نلتفت إلى أننا أمام خطر إسرائيلي ليس على لبنان فقط وإنما على الأمة العربية والإسلامية بأسرها".

سئل: بالنسبة الى سلاح "حزب الله" بين الحين والآخر نسمع نغمة نزع سلاح "حزب الله" ولا يقولون "حزب الله" وإنما يقولون المقاومة ولذا يكون أشمل، ما موقفكم من نزع السلاح؟

أجاب: "نزع سلاح المقاومة غير مطروح على المستوى السياسي، وإنما يصدر في فلتات من تصريحات بعض المهجوسين بهذا السلاح، والذين يرغبون تحقيق انتصارات هم ليسوا أهلا لها، أما القيادات السياسية الأساسية في البلد من موالاة ومعارضة فهم جميعا يعتبرون أن مسألة السلاح مسألة داخلية تناقش لاحقا بعد أن ننتهي من قضايانا الحارة التي نعيشها، وبعد أن نؤسس لإستراتيجية دفاعية، وبالتالي ليس هناك موضوع للبحث اسمه سلاح المقاومة في هذه الحالة، هي قضية مؤجلة حتى على مستوى النقاش".

سئل: بالنسبة اليكم أنتم أو في لبنان؟

أجاب: "لا، في لبنان، الموضوع مؤجل على قاعدة أن هناك مسائل أكثر حرارة، نريد ترتيب وضعنا الداخلي في البداية، أن نتفاهم على المسألة السياسية، أن نرى كيف نواجه هذا العدو الإسرائيلي الذي يستمر بالعدوان على لبنان، ولمعلوماتكم إلى الآن الخروق الجوية الإسرائيلية لم تتوقف، إخواننا في المقاومة أجروا إحصاء فتبين أن المعدل اليومي هو خمس طلعات جوية تخترق الأجواء اللبنانية منذ وقف الأعمال العدائية في 14 آب 2006، ومع ذلك لا نرى مجلس الأمن ولا نرى الآخرين يحملون إسرائيل مسؤولية أو يضعون حدا لاعتداءاتها".

سئل: ما دور القوات الدولية الموجودة في الجنوب أمام هذه الخروق؟

أجاب: "القوات الدولية إلى الآن تسجل الخروق أو بعض هذه الخروق وترفعها بتقارير إلى مجلس الأمن، لكن لا يوجد إجراءات عملية لمنع هذه الخروق، هم يقولون أن مهمتنا تتوقف عند هذا الحد، وبالتالي لا يوجد من يقول لإسرائيل عمليا ممنوع أو أن يواجهها، وبالتالي هذا يجعل المقاومة ضرورية، وتجهيزها واستعدادها ضروري لأننا لا نعلم متى يكون هناك اعتداء إسرائيلي".

سئل: التقارير التي أشرت إليها التي ترفعها القوات الدولية إلى مجلس الأمن، نعلم أن مجلس الأمن أصدر قرارات كثيرة ضد إسرائيل ولكنها لم تلتزم بها، بما معناه أنها ترفع إلى فراغ؟

أجاب: "أنا موافق معك، مجلس الأمن يعمل بمعيارين، عندما يكون الأمر مرتبطا بإسرائيل سواء على الساحة الفلسطينية أو اللبنانية أو السورية أو العربية بشكل عام، فإن القرار يبقى في الأدراج ولا يكون له لا ناظر ولا محرك ولا تقارير كل ثلاثة أشهر أو كل فترة من الزمن، بينما عندما يكون القرار لمصلحة إسرائيل أو ضد العرب بشكل عام فنرى أن مجلس الأمن يضع له ناظرا وتصدر تقارير متتالية وضغوطات من كل حدب وصوب ومؤاخذات على التفاصيل الصغيرة من أجل خدمة إسرائيل، هذه ازدواجية المعايير هي التي جعلت مجلس الأمن مجلسا منحازا لا يستطيع أن ينجز السلام العالمي كما يجب".

سئل: كانت هناك قمة سعودية إيرانية جمعت بين خادم الحرمين الشريفين والرئيس الإيراني وخرجت مجموعة توصيات ومنها نبذ الطائفية والمذهبية، أنتم تعلمون أن هناك أطرافا يغذون هذه الناحية، كيف يمكننا أن نلم الصف ونبعد هذه المناحرات بين المذاهب؟

أجاب: "استبشرنا خيرا بالقمة السعودية الإيرانية، واعتبرنا أن ما خرجت به من رفض المشاكل المذهبية وإثارة النعرات بين السنة والشيعة وبين المسلمين عموما وبين جميع المواطنين في هذه المنطقة هو أمر إيجابي جدا، ونحن نعلم أن دعاة الفتنة لا يعيشون إلا على أساسها، وأن هناك مخططات لإثارة ما يسمى بالهلال الشيعي في الوسط السني من أجل إخافة الشيعة من السنة والسنة من الشيعة، في الوقت الذي يتعايش فيه الطرفان بشكل عادي وطبيعي وهناك مواطنون في البلدان لا يميزون بين مذهب وآخر وإنما يرتبطون بمواطنيتهم، وبالتالي هم مسؤولون جميعا في أن يرفدوا وطنهم بما يساعده على الازدهار ومواجهة الأعداء، علينا أن نتكاتف وأن نحرص دائما لنكشف دعاة الفتنة ونمنعهم أن يدخلوا بيننا وأن نواجههم بكل أشكال المواجهة لأن لا خيار أمامنا إلا أن نكون متماسكين لأن قضايانا تتطلب منا أن نكون موحدين فضلا عن أن ديننا يدعونا إلى الوحدة وإلى التعاون "إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدوني"، وبالتالي هذه مسؤولية شرعية على الجميع".

 

حزب الأحرار: على اللبنانيين التشبث بما توافقوا عليه في النقاط السبع وفي جلسات الحوار وفي مقدمه المحكمة الدولية مدخلا لوقف مسلسل الارهاب

وطنية - 23/3/2007 (سياسة) عقد المجلس الاعلى لحزب الوطنيين الاحرار اجتماعه الاسبوعي برئاسة رئيسه دوري شمعون وحضور الاعضاء، بعد الاجتماع، اصدر بيانا جاء فيه:

"1- نرى في تصريحات الرئيس السوري، الى صيحفة "الجزيرة" السعودية تفسيرا واضحا للحائط المسدود الذي تقيمه قوى المعارضة في وجه محاولة الاختراق بالحوار الهادفة الى ترجمة صيغة لا غالب ولا مغلوب, وندلي في هذا الصدد بالملاحظات الآتية:

أ- يشكل رفض قيام المحكمة، ذات الطابع الدولي، الجامع المشترك لمواقف نظام دمشق وحلفاء المحور السوري-الايراني، والهدف الاول لكل ما يجري على الساحة اللبنانية من حركة اتصالات وحوار، او من رسائل العبوات والقذائف والاعتداءات الارهابية وآخرها جريمة عين علق المزدوجة.

ب- يقصد بالاصرار على الثلث المعطل، من خلال صيغة 19+ 11 مع المعرفة المسبقة باستحالة قبول الاكثرية به تحت طائلة قبول الغاء الذات، الايحاء بمحورية هذه الاشكالية والتغطية على السبب الحقيقي المتعلق بالمحكمة مما يضعف صدقية طرح التزامن في حل المسأتين ويكشف نيات سوريا وحلفائها.

ج- يهدف الرئيس السوري بتبنيه مطالب المعارضة اللفت مجددا الى دور سوريا عشية انعقاد القمة العربية في الرياض، ويعبر عن رغبته في صفقة ما تعيد اليه ما فقده بعد انسحاب جيشه من لبنان. وهذا ما يفضح استمرار تدخله في الشؤون اللبنانية واستغلاله لخدمة مصالحه.

د- يؤشر اصرار النظام السوري على التنصل من المحكمة ذات الطابع الدولي واعلانه انه غير معني بها، من جهة، والتبرع بنقل ما يدعوه هواجس حلفائه اللبنانيين المتصلة بقيام المحكمة، من جهة اخرى، الى المراوحة والى التصعيد الذي يدفع لبنان وشعبه ثمنها".

 

واضاف: "نعلن في ضوء ما تقدم وفي ظل تفاقم الازمات التي تكاد تبل غ نقطة اللاعودة ما يأتي:

أ- دعوة اللبنانيين الى التشبث بتحقيق ما توافقوا عليه في النقاط السبع وفي جلسات الحوار وفي مقدمه قيام المحكمة ذات الطابع الدولي مدخلا لوقف مسلسل الارهاب وانقاذ الوطن من براثنه.

ب- مطالبة جامعة الدول العربية ببذل قصاراها للدفع في هذا الاتجاه، ومماسة اقصى الضغوط على الاطراف العاملين على ضرب الاستقرار في لبنان وتحويله رهينة مخططاتها ومصالحها.

ج- مناشدة المجتمع الدولي وخصوصا الشرعية الدولية مضاعفة جهودها لتنفيذ قراراتها التي استعادت مضمون اتفاق الطائف والمبادىء التي حظيت باجماع اللبنانيين، لضبط الحدود اللبنانية-السورية ووقف ادخال الاسلحة والعناصر الارهابية الى الاراضي اللبنانية وترسيم الحدود واقامة علاقات ديبلوماسية بين لبنان وسوريا. ونشدد في شكل خاص على انسحاب اسرائيل من مزارع شبعا وعلى وقف انتهاكاتها السيادة اللبنانية، على ان تقوم الدولة اللبنانية ببسط سلطتها على كامل ترابها وفرض حصرية امتلاكها السلاح والقضاء على البؤر والمربعات الأمنية. د- التوجه مرة جديدة الى قوى 8 آذار لتغليب المصلحة اللبنانية على ما عداها من مصالح ومباشرة وضع الاتفاقات موضع التنفيذ، بدءا بقبول صيغة 19+10+1 والعودة الى المؤسسات وفك الاعتصامات التي لم تؤد الا الى مزيد من الخسائر الاقتصادية والكف عن التهديد بالتصعيد والفوضى".

 

النائب شري:الأكثرية تتحمل مسؤولية افشال حوار بري -الحريري

من اطلق النار على الحوار هو من طالب بعقده في مجلس النواب

وطنية - 23/3/2007 (سياسة) حمل عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب امين شري، في حديث الى برنامج "لبنان اليوم" عبر "تلفزيون لبنان"، "الاكثرية مسؤولية افشال الحوار بين الرئيس نبيه بري والنائب سعد الحريري". وسأل: "من يكون قد أطلق النار على الحوار؟ أليس من طالب بعقد الحوار في المجلس النيابي؟ وهل سعد الحريري مفوض من جميع قوى 14 آذار؟ ألم يحاول النائب جنبلاط من خلال تصريحاته وباقي النواب الذين تداعوا الى المجلس النيابي فرض جلسة عامة بالقوة، بعدما فسروا المادة 33 من الدستور بطريقة خاطئة؟". وأعاد "التذكير ببنود الحوار الاساسية: مناقشة المحكمة الدولية وحكومة الوحدة والقانون الانتخابي"، وقال: "بالنسة الى النقطة الاولى يجب مناقشة كل التعديلات والملاحظات ضمن اللجنة المكلفة، على ان يتم اقرار مشروع المحكمة في حكومة الوحدة التي اكدت ان المعارضة لن تقبل فيها الا على اساس 19-11. وفي ما يتعلق بالقانون الانتخابي، فهذا الامر قابل للنقاش رغم عدم اعتراضنا على اي شكل معتمد".

وقال: "ان النائب سعد الحريري لم يرفض صيغة 19-11 انما كانت نقطة عالقة، وكان يبحث عن مخرج لحكومة الوحدة الوطنية ضمن طروحات متعددة".

واكد ان "حزب الله لا يزال يفوض الرئيس بري استكمال الحوار" الذي أمل ان "يستأنف كي لا نذهب الى القمة العربية منقسمين على انفسنا".

وذكر ب " تعهدات المعارضة عدم استخدام الثلث الضامن للتعطيل من خلال ما تعهده الرئيس بري عدم الغياب وليس فقط الاستقالة"، مشددا على ان "فريق الاكثرية لا يريد التسوية والتوصل الى حل بايعاز من جهات اميركية وفرنسية تمثلت في التصريح الأخير لوزير خارجية فرنسا"، نافيا ان "تكون مرتبطة برغبات اقليمية توفر الغطاء لبعض المهمات الخارجية لان هذه الجهات توافق على ما يجمع عليه اللبنانيون".

وتعليقا على توجيه السعودية دعوة الى الرئيس السينورة لحضور القمة ما يعني بالتالي الاعتراف بحكومته، قال: "ان المملكة العربية تتصرف بطريقة ديبلوماسية وهي على مسافة واحدة من الجميع"، لافتا الى "تصديق السفير خوجه على ما قاله الرئيس بري كشاهد عيان. واذا كان من تفاصيل اخرى غير التي اعلن عنها الرئيس بري فليعلن عنها الفريق المحاكم".

 

النائب نقولا دعا الى "تأليف حكومة وحدة وطنية كي تنهض بالإقتصاد": بعض من فريق الموالاة يريد الفوضى ولا يريد الدولة الواحدة الموحدة

وطنية - 23/3/2007 (سياسة) اعتبر عضو كتلة "التغيير والإصلاح" النائب نبيل نقولا، في حديث إذاعي، ان "التيار الوطني الحر" يؤيد قيام محكمة ذات طابع دولي، كما يؤيد الكلام الصادر عن الرئيس نبيه بري". وقال: "هناك مشكلة داخل قوى المولاة، وكلام النائب سعد الحريري وكلام النائب السابق غطاس خوري عن انه يريد سلام الشجعان موجه في الدرجة الأولى الى الحلفاء". أضاف: "هناك من في فريق الموالاة يريد الفوضى لأنه لا يريد الدولة الواحدة الموحدة. وحكومة الوحدة الوطنية وقانون انتخابي عادل هما بداية لبناء دولة قوية قادرة عادلة". وتابع: "على الشيخ سعد الحريري أن يختار بين المحكمة الدولية التي توصلنا الى معرفة حقيقة من اغتال الرئيس الشهيد رفيق الحريري أو الإنجرار وراء غرائز حلفائه وأجنداتهم الخارجية وخططهم التقسيمية".

واعتبر "أن من مصلحة الولايات المتحدة الأميركية ترك الأمور مفتوحة في لبنان، لتغطية فشلها في المنطقة". وأعرب عن تأييده "لقانون انتخابي على أساس القضاء أو المحافظة مع النسبية أو الدائرة الفردية"، وقال: "اننا مع اي قانون انتخابي يقترحه او يؤيده غبطة البطريرك مار نصرالله بطرس صفير".

وأكد النائب نقولا "إلزامية حضور ثلثي أعضاء مجلس النواب من أجل انتخاب رئيس جديد للجمهورية، كي لا تستأثرالطوائف من أي جهة كانت بتسمية الرئيس بسبب التوازن الطائفي داخل هذه المؤسسة. كذلك الأمر بالنسبة للحكومة يجب أن يكون للثلث الضامن رأيه في الأمور الأساسية". وردا على كلام النائب جورج عدوان عن "تقدم شعبية القوات في الشارع المسيحي وأنها اليوم تمثل حوالي40 في المئة"، قال: "فليستفيدوا من هذه الفرصة وليدعوا الى إنتخبات نيابية مبكرة، ونحن نمتثل لإرادة المواطن". واعتبر أن "الرئيس السابق فؤاد السنيورة هو الإنقلابي"، وسأل: "من عطل المجلس الدستوري؟ ومن المسؤول عن الدين العام والفساد؟ من لم يقدم موازنة لسنتين متتاليتين؟ ماذا عن الضمان الإجتماعي؟ ماذا عن الإنماء المتوازن؟ ماذا عن سلسلة الرتب والرواتب التي لم تدفع لغاية اليوم؟ وهل استقالة طائفة بكاملها من الحكومة لا يؤثر بالرئيس السابق؟"

وإذ رأى ان الرئيس السنيورة "أصبح أسير السراي الحكومي"، طالبه بـ"القيام بجولة على الطرقات المتنية، فتتيح له الإطلاع على الحفر والخنادق المنتشرة بكثافة على هذه الطرقات ومن مختلف الأحجام والأعماق، ما يسبب حوادث سير وقتلى وجرحى بالعشرات".

وحول الكلام عن "استهداف المسحيين بالإنفجارات"، قال النائب نقولا: "ان هذه الإنفجارات تستهدف الوطن والأبرياء وليست موجهة ضد طائفة معينة". ودعا الى "تأليف حكومة وحدة وطنية كي تنهض بالإقتصاد وحال الركود التي يتخبط بها الوطن". وختم بتهنئة القوى الأمنية "لكشفها منفذي جريمة عين علق"، وقال: "علينا انتظار نتيجة التحقيق كي نعرف من يدعم هذه الشبكة ماليا ومعنويا". وأضاف: "ان كلام وزير الداخلية الساقط شرعيا كان كلاما سياسيا ولا يحق لأحد اتهام أي جهة قبل أن يقول القضاء كلمته، ونحن لنا ملىء الثقة بالقضاء اللبناني".

 

مكاري طالب الرئيس بري بكشف توجهات فريق 8 آذار بالنسبة الى المحكمة

وطنية - 23/3/2007 (سياسة) ادلى نائب رئيس المجلس النيابي فريد مكاري بالتصريح الاتي:" طالعتنا صحيفة "الرأي العام" الكويتية اليوم بخبر مفاده ان فريق 8 اذار يهدف الى تعديل النظام الاساسي للمحكمة الدولية لمحاكمة قتلة الرئيس الشهيد رفيق الحريري بشكل تنقلب فيه تشكيلتها من 4 قضاة دوليين و3 لبنانيين الى 4 لبنانيين و3 دوليين بالتزامن مع الامساك بالثلث المعطل في الحكومة للامساك بحق الفيتو على تسمية القضاة اللبنانيين وبالتالي علىىالمحكمة وقراراتها.

اننا، اذ نستغرب مجرد التفكير بمثل هذا التعديل من قبل اي لبناني، خصوصا وان الصحيفة اطلقت عليه اسم "تعديل ابو وائل" نسبة الى اللواء السوري محمد ناصيف المكلف حسب الصحيفة "ادارة المعارضة في لبنان"، نأمل من دولة رئيس المجلس النيابي نبيه بري الذي اظهر كامل الشفافية امام الرأي العام اللبناني والعربي في مؤتمره الصحافي الاخير ان يكاشف الشعب اللبناني بما اذا كان لدى فريق 8 اذار الذي يمثله الرئيس بري في الحوار الجاري مثل هذا التوجه، واعلان نواياه في ما يختص تعديل نظام المحكمة الدولية، منعا لاي التباس او سوء في الظن".

 

المطران عودة عرض مع وزير الثقافة والدكتور ايلي كرامة التطورات

وطنية - 23/3/2007 (سياسة) استقبل متروبوليت بيروت وتوابعها المطران الياس عوده وزير الثقافة وزير الخارجية بالوكالة الدكتور طارق متري الذي قال بعد الزيارة: "قمت بزيارة سيدنا المتروبوليست لاخذ توجيهاته وبركته، ولا اقول هذا للمجاملة، الجميع يعرف علاقتي البنوية الوثيقة بهذه الدار وبسيدنا الياس شخصيا، وانتمائي الكنسي. تحدثنا في شؤون ارثوذكسية وشؤون وطنية، واعتقد ان شؤوننا الارثوذكسية وقضايانا الوطنية مترابطة، ونقلت لسيادته تحية ومحبة دولة رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة.

سئل: هل حسمت رسميا مشاركة لبنان في القمة العربية؟

اجاب: فخامة رئيس الجمهورية مدعو الى القمة العربية، دولة رئيس مجلس الوزراء مدعو ايضا الى القمة العربية، الحكومة هي التي تؤلف وفودا رسمية، وقد كلف مجلس الوزراء دولة الرئيس ان يجري المشاورات اللازمة ويؤلف الوفد بالصيغة وفي الوقت الذي يراه مناسبين. الجميع كانوا يرغبون وعلى رأسهم اشقاؤنا السعوديون، ان يمثل لبنان بوفد موحد في القمة، استمهل رئيس الجمهورية في البداية السعوديين، قبل ان يعطي جوابا، لكن يبدو من جهة فخامة الرئيس احتمال ان نذهب الى القمة بوفد موحد اصبح ضئيلا جدا.

سئل: هناك رهان في القمة العربية على احتمال لقاءات ثنائية، اليوم بعض الصحف اوردت احتمال لقاء بين الرئيس بشار الاسد والرئيس السنيورة، ما رأيك؟

اجاب: من السابق لاوانه الحديث عن اي لقاءات. طبعا القمة مناسبة للقاءات ثنائية, انا في ما يعنيني اهتم اكثر بمضمون الورقة التي يعدها المندوبون الان، والتي سوف تقر في الاجتماع الوزاري التحضيري الذي سأحضره ممثلا لبنان، والتي تؤكد على الاجماع الوطني وعلى القرارات اجمع عليها اللبنانيون في هيئة الحوار الوطني، التي اجمعوا عليها في برنامج النقاط السبع القرار 1701، الذي اجمعت الحكومة على الالتزام بتطبيقه كاملا، برنامج النهوض الاقتصادي الذي على اساسه، اخذنا الدعم في باريس -3 واجماع حول قيام محكمة ذات طابع دولي. وقد اعددنا وثيقة لبنانية تنطلق من هذا الاجماع وتبنى على هذا الاجماع واعتقد ان هذا الاهم، ان ينطق لبنان في القضايا الكبيرة بصوت واحد هو صوت الاجماع الوطني".

الدكتور كرامة

ثم استقبل المتروبوليت عودة الدكتور ايلي كرامة الذي قال بعد الزيارة: "بحثنا مع سيادة المتروبوليت الياس الاوضاع العامة والوضع المأساوي الذي نعيشه نحن اللبنانيين وخصوصا المسيحيين، وتناولنا موضوع الهجرة الهائلة التي تطال خصوصا المسيحيين، وهي نتيجة عدم الثقة وعدم الامن وهذا شيء خطيرا جدا. نتساءل لماذا وصلنا الى هنا؟، ويجب ان يتساءل جميع المسؤولين لماذ وصلوا الى هنا، لكي نجد الحلول، لان الطروحات الصغيرة لا توصلنا الى نتيجة هناك قضية قضية لبنان الحر والحريات في لبنان هي الاساس ويجب ان يحافظ عليها, على المسيحيين ان يتفاهموا سويا على هذا الموضوع ويروا اية صيغة هي الافضل التي تستطيع تأمين هذا الامر لان الانظمة والدساتير لا تحترم من كل الجهات، ويجب ان نجد حلا في العمق وفي الاساس لوضع حد نهائي للمشكلة ولاعادة الامل والثقة للبنانيين وللمسيحيين خصوصا، دون شك هناك جرائم يجب ان تحاكم ويجب ان لا تمر هكذا ولا بد من محكمة دولية وهذا رأيي. وبالنسبة للحكومة يجب ان يكون هناك استمرار ولا يكون هناك فراغ لان الفراغ الكبير سوف يشكل ضربة قاضية ونصل لرئاسة الجمهورية في هذا الوضع وهذا شيء غير مسموح"

 

الوزيرالسابق فرنجية عرض مع السفير فيلتمان الاوضاع الداخلية

وطنية - 23/3/2007 (سياسة) استقبل رئيس "تيار المردة" الوزير والنائب السابق سليمان فرنجية في دارته في بنشعي سفير الولايات المتحدة في لبنان جيفري فيلتمان يرافقه المستشارون في السفارة فادي حافظ ونعمان طيار ويوهان شمونسيس. وحضر الاجتماع ايضا المهندس زياد مكاري ومن "تيار المردة" المحامي روني عريجي وريتشارد هيكل. وتناول السفير فيلتمان الغداء الى مائدة فرنجية في بنشعي، وتمحورت المحادثات حول الاوضاع على الساحة اللبنانية.

 

النائب الحاج حسن دعا الى الاستفادة من المبادرة العربية في قمة الرياض: ليعتذروا عن تقديم درع الارز لبولتون وعن رهاناتهم الخاسرة على الاميركيين

وطنية - 23/3/2007 (سياسة) اكد عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب حسين الحاج حسن، خلال احتفال تكريمي، لمناسبة "عيد المعلم"، في مدرسة المهدي في خلدة، ان "الحديث من قبل بعض اللبنانيين عن هزيمة المقاومة في حرب تموز، "هو محاولة لتضييع انتصارها، فيما تتوالى فصول الكشف عن حرب تموز، وآخرها كان كلام صاحب "درع الارز" مندوب الولايات المتحدة السابق، في مجلس الامن جون بولتون، بما يؤكد ان هذه الحرب كانت قرارا اميركيا ليأتي هذا التصريح، تأكيدا على ان بعض اللبنانيين ارادوا طمس الحقائق، وتحويل لبنان من منتصر الى مهزوم وتحويل اسرائيل المهزومة الى منتصرة. فهؤلاء مطالبون اليوم، وامام اللبنانيين جميعا بالاعتذار في الحد الادنى. واننا نطالب بمحاسبتهم على المستويين السياسي والقضائي، لانهم ادوا دورا واضحا في خدمة العدو الصهيوني".

وقال: "ان الكلام الذي صدر عن بعض قيادي قوى 14 شباط، هو افتراء وطمس للحقائق وتزوير واعتداء على الامن الوطني والقومي اللبناني، فالجيش الاسرائيلي دمر وقتل وهدم البنية التحتية والاقتصاد اللبناني، بقرار اميركي وبشكل واضح لم يعد من لبس فيه، وبالامس تحدثوا عن هزيمة معنوية لاسرائيل في شهادتهم امام لجنة "فينوغراد"، فيما بعض اللبنانيين حملوا المقاومة المسؤولية وبرأوا الصهيوني والاميركي من الدم اللبناني الغالي والشريف الذي اريق في تموز، في محاولات دؤوبة ومتكررة لخدمة الاميركيين، وهذه مسؤولية سياسية وقضائية، فنحن في عداء مع اسرائيل وسنبقى، واميركا تضع نفسها في حالة عداء معنا، فليعتذروا في الحد الادنى عن تقديم درع الارز لجون بولتون وعن رهاناتهم على الاميركيين التي هي رهانات خاسرة.

وثمن النائب الحاج حسن "موقف الرئيس نبيه بري من خلال مؤتمره الصحافي الذي وضع فيه النقاط على الحروف حول الازمة اللبنانية، والذي حاء على لسان السفير السعودي، بعد زيارته للرئيس السابق للحكومة اللاشرعية حول الخطاب والحكومة، في وقت يقوم به بعض اركان 14 شباط بتصريحات تشبه القنابل الصوتية، للمحاولة من النيل من رئيس المجلس النيابي"، مؤكدا "ان حلفنا مع الرئيس بري تحالف وثيق ومتين". وقال: "كل ما قاله الرئيس بري صحيح، ولست انا من يقدم فيه شهادة، وما يقولونه هو محاولة لحفظ ماء الوجه وهم لم يقدموا ورقة حتى الآن، ففريق 14 شباط يحاول كسب الوقت واللعب على عنصر الوقت، لان اي تسوية سياسية سوف تضعهم في موقعهم وتردهم الى حجمهم الطبيعي الذي هو اصغر بكثير من الحجم الحالي وسوف تسقط من ايديهم اوراق الفتنة والاقتتال المذهبي في لبنان". ودعا النائب الحاج حسن الى الاستفادة من المبادرة العربية في قمة الرياض "لان الزخم العربي تجاه لبنان قبل القمة غيره بعد القمة، ولنستفد من الدعم العربي للبنان".

 

ابو رزق: مصادرة مجلس النواب اعتداء على النظام البرلماني

وطنية - 23/3/2007 (سياسة) علق رئيس الحزب العمالي الديموقراطي الياس ابو رزق على ما ورد في المؤتمر الصحافي لرئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري، وقال "بأي حق يعتبر رئيس المجلس ان مجلس النواب ملكية خاصة"، مشيرا الى "ان المجلس سلطة دستورية، وكل نائب يمثل الامة جمعاء، وليس موظفا لديه، وبألتأكيد ليس تابعا او اداة". واكد "ان استمرار مصادرة المجلس ينطوي على تبعات، وهو اعتداء على النظام (البرلماني الديموقراطي) يسأل عنه من يعطله بالقوة".

وأسف ابو رزق "لمثل هذا التعاطي"، وامل "ان يصل اللبنانيون الى يوم يأخذون فيه امورهم بأيديهم، ويقررون بوطنية عالية وبديموقراطية وحرية وعدالة، كيف ينقذون وطنهم بعيدا عن كل استغلال طائفي ومذهبي رخيص".

 

السفارة البريطانية: هاولز غادر لبنان بعد لقائه بعدد من المسؤولين وأكد دعم الحكومة ورئيسها وضرورة إنعقاد مجلس النواب وتطبيق ال1701

وطنية - 23/3/2007 (سياسة) أعلن المكتب الإعلامي في السفارة البريطانية في بيان "ان وزير الدولة لشؤون الشرق الأوسط كيم هاولز غادر لبنان بعد زيارة إستمرت يومين إلتقى فيها عددا من المسؤولين اللبنانيين. وكان هاولز إلتقى فور وصوله الى لبنان رئيس الوزراء فؤاد السنيورة في حضور وزير الخارجية بالوكالة طارق متري". تابع "قال هاولز بعد الإجتماع "اني مسرور للقاء الرئيس السنيورة وناقشنا العديد من المواضيع، وأكدت له أن زيارتي الى لبنان هي تعبير عن اهتمامنا الكبير بشعب لبنان، ودعمنا المستمر له في أي طريقة ممكنة. وقد أطلعنا الرئيس السنيورة على الوضع الأمني وعلاقات لبنان مع جيرانه، وتحدث عن الضرورة الملحة لإنعقاد مجلس النواب لمناقشة ودراسة هذه القضايا الكبيرة ونحن ندعم ذلك. هناك ضرورة ملحة لذلك الآن خصوصا وأن الشعب اللبناني عبر عن رأيه ديموقراطيا بإنتخابه هذه الحكومة. إن لبنان دولة ذات سيادة الآن ومسؤول عن حدوده، وعلى المجتمع الدولي أن يقدم كل دعم له حتى يتمكن من المضي قدما كسائر الدول التي تحكم من قبل حكومة منتخبة ديموقراطية. نحن ندعم رئيس الوزراء وحكومته ونأمل أن تبدأ الصعوبات الحالية بالزوال حتى يتمكن لبنان من أن يعود من جديد بلدا مزدهرا وسالما". ولفت الى أن "هاولز كان زار قوات الطوارئ الدولية في الناقورة وصرح عقب لقاء مع قائد قوات اليونيفيل الجنرال غرازيوني: "لقد تسنى لي الإطلاع على العمل الممتاز الذي تقوم به اليونيفيل في جنوب لبنان. إن العمل المشترك الذي يقومون به مع الجيش اللبناني له الدور الحيوي والمهم لمستقبل لبنان، خصوصا وان الجيش اللبناني لم يكن مسيطرا على الجنوب لأكثر من ثلاثين عاما. ونحن على يقين بأن تطبيق القرار الدولي 1701 هو الوسيلة الأفضل لحل مشاكل لبنان".

 

النائب مجدلاني:الأدوية المغشوشة دخلت من سوريا عبر المعابر الحدودية

وطنية-23/3/2007(سياسة) أكد رئيس لجنة الصحة النيابية النائب الدكتور عاطف مجدلاني في حديث الى إذاعة "صوت لبنان" اليوم أن "الأدوية المغشوشة دخلت من سوريا عبر المعابر الحدودية". وقال:" أعتقد أن ما حصل جاء نتيجة عمل مهم ودؤوب وتنسيق بين دائرة التفتيش في وزارة الصحة والجمارك اللبنانية، يعني أن أجهزة الدولة كشفت هذه المسألة، لذلك نقول إن الدولة هي التي تحمينا". ولفت إلى أن "الظرف السياسي الحالي في لبنان ووجود وزراء مستقيلين يعرقل، لكن أجهزة الوزارات تعمل بشكل أساسي ومهم". وأكد ثقته بالقضاء وقال:" نحن ننتظر النتيجة النهائية للتحقيقات التي تقوم بها النيابة العامة التمييزية، وبنتيجة هذه التحقيقات ستظهر الحقيقة وعندها لكل حادث حديث. ليس لدي الحق في استباق التحقيق وإطلاق الاتهامات في الهواء. على أي حال نحن موجودون لوقف أي تدخل سياسي بعمل القضاء في ما يتعلق بهذه المسألة. ولدينا مشكلة في موضوع تهريب الأدوية لأن الحدود البرية لا ضوابط فيها. وإذا كانت هناك ضوابط في المطار أو في المرفأ إلا إن الحدود البرية فالتة، وموضوع ضبط الحدود أساسي ويجب تفعيله".

 

العلامة النابلسي: مقتضيات التوازن الدولي ـ الاقليمي ستؤدي الى الحل

وطنية -23/3/2007 (سياسة) اكد رئيس هيئة علماء جبل عامل العلامة الشيخ عفيف النابلسي, "إن اللبنانيين ينشدون الحل السريع الذي يحفظ وحدة وطنهم واستقلاله، ويحميهم من مضاعفات النزاعات الاقليمية والمصالح الدولية". وقال: "نخشى أن يعود بنا بعض الزعماء الى الوراء في عالم يتقدم بسرعة الى الأمام, فصور الماضي الأليمة يجب أن لا نتذكرها إلا بالندم والتوبة على موبقات التقسيم, والدم والعنف الطائفي واستباحة القيم, ويجب أن تنقطع كل خيوط العودة الى الحرب، وأن نتجاوزها بالحوار وفقا لمصالح لبنان لا غير". وأضاف: " يبدو لي أن اللبنانيين لم يبلغوا بعد سن النضج ولم يصلوا الى مرحلة الوعي الكامل, فهم أمام كل أزمة وشدة عليهم أن ينتظروا الحل من الخارج. ولكن ماذا إذا لم يرد الخارج حلا، ولم تكن لديه رغبة بالمساعدة والانقاذ, فهل سيكون الخيار هو العنف مجددا. ومن حسن حظ اللبنانيين اليوم أن مقتضيات التوازن الدولي ـ الاقليمي ستؤدي الى الحل في لبنان، وهي التي ستدفع الى التهدئة, لذلك فإن المطلوب أن نساعد أنفسنا، وعلينا أن نذهب الى الحوار بدل العرقلة والى الحل بدل التعطيل وأن لا نقوم بمضاربات سياسية استنادا الى مراهنات تخالف وحدة اللبنانيين ووفاقهم وسلمهم الأهلي". وختم: "اننا نعتبر أن الصيغ التي طرحها رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري تشكل فرصة تاريخية لإنهاء الأزمة، وتصورا ايجابيا لبلورة مخرج متوازن يسد الطريق أمام احتمالات الفتنة والحرب ويعيد الى الدولة دورتها والى المؤسسات فاعليتها. فلنخرج من ذل الخلاف الذي نحن فيه الى عز الحل والوفاق الذي نبتغيه".

 

يكن: الاسلام يدعو للتعاون والوحدة والمسلمون مختلفون منقسمون ومتنازعون

وطنية - 23/3/2007 (سياسة) سأل رئيس جبهة العمل الاسلامي في لبنان الداعية الدكتور فتحي يكن، في تصريح اليوم، "أين نحن من الاسلام الذي ندعي أننا أتباعه؟ هنالك حالة من الانفصام". وقال يكن "من ظواهر هذا العصر أن القيم الدينية الى انحسار لتحل محلها طقوس وشعارات لا أثر لها ولا فاعلية في حياة الناس وعلاقاتهم ومعاملاتهم، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث يقول "لا تزال لا اله الا الله تنفع من قالها وتصرف عنهم العذاب والنقمة مالم يستخفوا بها"، قيل وما الاستخفاف بها يا رسول الله؟ قال: "يظهر العمل بمعصية الله فلا ينكر ولا يغير".

واشار الى "ان الاسلام يدعو الى التعاون والتضامن والوحدة، والمسلمون مختلفون منقسمون متنازعون، الاسلام يدعو الى ان يكون بأس المسلمين على عدوهم واليوم أصبح بأس المسلمين في ما بينهم وعلى بعضهم، يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم: "لا ترجعوا بعدي كفارا يلعن بعضكم بعضا، ويضرب بعضكم رقاب بعض".

وقال: "الاسلام يدعو المسلمين الى تحري أحكام الشريعة فيما يعتمدون من مواقف وما يرسمون من سياسات، وما يعتمدون من خطوات، والمسلمون لاهثون وراء مصالحهم يبيعون دينهم بدريهمات لهذا الفريق أو ذاك، الاسلام دعوة الى تحرير الانسان من عبادة العباد الى عبادة الله الواحد القهار، والمسلمون بات يستعبدهم المال السياسي وأرباب السلطة والقرار، والاسلام يدعو المسلمين الى اعتماد الجهاد سبيلا لمواجهة المعتدين والمسلمون يعطلون فريضة الجهاد، ويدعمون بمواقفهم مشاريع التآمر وقوى الاستكبار". وخلص الى القول: "قد لا يكون هذا منسحبا على كل المسلمين، ولكن المستثنى منهم النذر اليسير".

 

من يتقدّم بالنقاط بين المسيحيين والمتحالفين مع 14 و8 آذار [3]

انهيار "القرنة" أسرع من انهيار المشروع السوري

انكفاء المجموعة لحساب ثنائية عون وجعجع

كتبت هيام القصيفي:

ثمة جرح في الوجدان المسيحي اسمه " قرنة شهوان" لا يزال نازفاً منذ ان انفرط عقدها قبل الانتخابات النيابية عام 2005. فالتجربة التي اخرجت المسيحيين في عهد تحولات لبنانية لها جذورها في سوريا اولا والمنطقة ثانيا، أخرجتهم من ثنائية حزبية طالما كانوا يتغنون بها وان باشكال مختلفة منذ عهد الاستقلال حتى عام 2000. ولعل التعددية الثقافية والنخبوية والسياسية التي تميزت بها تجربة "القرنة"، عكست اهميتها التي اثارت استغراب دوائر ديبلوماسية عدة كانت تحاول استمزاج الخلفيات وراء نشوء هذا الكيان الفريد والمتمايز.

واستعادة التجربة اليوم، هي بمثابة استعادة لصورة الماضي الزاهي في الواقع المسيحي الذي يعود الى الثنائية، بخطوات حثيثة وسريعة، لا تبشر بكثير من الخير. وهي ثنائية، كانت قيادات "القرنة" نجحت في استبعادها، في محاولة لو عممت في حينه على الطوائف الاخرى، لما كان الحوار الدائر اليوم يختصر بثنائية الرئيس نبيه بري و"حزب الله" من جهة والنائب سعد الحريري ومن يمثل من جهة اخرى.

لم تكن اهمية "القرنة" مستقاة من واقعها التعددي فحسب، بقدر ما كانت انعكاساً لرؤية البطريرك الماروني ورعايته المباشرة لها، وهو الامر الذي ادى الى اجتياز لبنان فترة مصيرية من تاريخه باقل قدر من الخسائر، الى ان جاء اغتيال الرئيس رفيق الحريري عام 2005 .

بعد عامين تقريبا على انهيار القرنة، تبدو استعادة تجربتها ضرورية ولا سيما في ضوء سباق ثنائية ميشال عون وسمير جعجع الى احتلال المنصب المسيحي الاول، وفي ضوء تجربة اهل "القرنة" الموزعين أفرقاء، بعضهم على حياد سياسي مطلق، وبعضهم انتمى الى 14 آذار، وبعضهم يطل بين الحين والاخر مازجا بين هذا وذاك، تاركين جميعهم لتجربة التسعينات ان تستعيد القها في شكل اقصى واكثر فجاجة، في مفصل اساسي تعيشه المنطقة لا لبنان فحسب.

فلبنان اليوم بحسب اركان القرنة سابقا، يعيش تجربة مفصلية تتجاوز حدوده الجغرافية، والمتغيرات بعد عام 2000، لتتعداها الى دخول المنطقة في احتمالات الحرب الكبرى واحتمال زعزعة الكيان اللبناني في الحد الاقصى، وفي الحد الادنى اعادة رسم المنطقة على مثال سايكس - بيكو بنسخة محدثة.

من هنا تبدو معضلة مسيحيي "القرنة" الذين "نظّروا" سابقا للواقع المسيحي من خلال منظار لبناني شامل، في حين ان المسيحيين اليوم امام معضلة اكبر تتعدى دورهم في لبنان، الذي يتسابق بعض الافرقاء على تهميشه، وهذا ما بدا واضحا في كلام الرئيس نبيه بري الاخير سواء في رده على البطريرك الماروني او في كلامه على الواقع المسيحي في مفاوضات الحوار. فدور مسيحيي لبنان اليوم هو بمثابة مرآة لدور مسيحيي الشرق في الخريطة الشرق اوسطية الجديدة، وهنا يظهر تهميشهم اللبناني الحالي بمثابة ضرب المدماك الاخير للواقع المسيحي الشرقي. ومسيحيو الشرق يدركون هذا الخطر تماما، وهو امر تردد صداه في كل اجتماعات مجلس بطاركة الشرق الكاثوليك.

وهذا الدور يبحثه مسيحيو "القرنة" المنضوون تحت لواء 14 آذار في اطار قراءة جديدة للواقع المسيحي الذي يعرفون الثغر الميدانية والسياسية التي طرأت عليه منذ عامين. ويعترف هؤلاء بانكفاء ما في دورهم ، في مقابل تقدم مرحلي للقوى الحزبية المسيحية من 8 و14 آذار، الا ان اعادة تقويم الحضور المسيحي على الاقل في قوى 14 آذار لن يكون محصورا بدور المسيحيين في هذه الكتلة السياسية، بل ان ورقة جديدة تعدّ حاليا تضع بعض النقاط فيها على بساط البحث ومنها ما يتعلق ببناء الدولة المدنية ودور مسيحيي لبنان في المنطقة. لكن نخبوية هذين الطرحين واهميتهما لا تلغيان معضلة الحدث الآني الذي يغيب عنه مسيحيو "القرنة". مع العلم ان ثمة تحضيرا جديدا لاعادة احياء الهيكلية المسيحية، في اطار سياسي يشكل اطاراً جديداً فوق الاحزاب. في حين ان انهيار القرنة كـ" مؤسسة" يطرح اشكالية حول قدرة المسيحيين كجماعة على اعادة بناء الدولة التي تفككت اوصالها منذ اواخر التسعينات كما يرى اعضاء سابقون في "القرنة".

الا ان تقدّم ثنائية عون وجعجع على حساب اركان القرنة ولو تعددت اتصالاتهم ولقاءاتهم السياسية، يجعل من اي وثيقة سياسية او تجمع سياسي متأخرا عن الحدث اليوم، في مقابل سعي عون وجعجع الى التقاط النفس الشعبي من خلال شعارات آنية تخدم الهاجس المرحلي سواء عبر قانون الانتخاب او المشاركة في الدولة والحكومة او غيرها من العناوين.

لا شك ان قانون الانتخاب ساهم الى حد كبير في انهيار "القرنة"، وهو امر يعتبر بعض اهل "القرنة" انهم ظلموا من خلاله، في حين ان البعض الاخر يعتبر ان القرنة كانت تتعرض لهزات عند كل استحقاق انتخابي كما في الانتخابات الفرعية في المتن او بعبدا. وهي لو بقيت اليوم لكانت ستتعرض للهزة نفسها كما في انتخابات الرئاسة المقبلة، باعتبار ان كل من فيها مرشح. ولعل هذا السبب الذي يجعل ثنائية عون وجعجع تتقدم حاليا وان بدرجات متفاوتة، لان مسيحيي "القرنة" ولا سيما داخل 14 آذار، وباعتراف بعضهم، مقيدون بامرين: اولا طبيعة التحالفات داخل 14 آذار التي تجعل من المتعذر عليهم معارضة تياري "المستقبل" او النائب وليد جنبلاط على ابواب الاستحقاق الرئاسي، وثانيا وجود عون في المقلب الاخر من المشهد اللبناني.

لكن ثمة امرا جوهريا آخر، يعكس انكفاء مسيحيي "القرنة"، وهو غياب العنوان العريض لمعركتهم السياسية. فعلى اهمية قانون الانتخاب والمشاركة المسيحية، وهما يؤسسان لمستقبل لبنان برمته، الا ان الفكرة التي قامت عليها "القرنة" تمثلت في تحقيقهم نصرا مدويا واستراتيجيا تجاه المشروع السوري في لبنان، ودمرته تدميرا تاما، الى حد انها جرّت حلفاء سوريا الى التخلي عنها تدريجا، وهم الحلفاء الذين كوّنوا لاحقا قوى 14 آذار. وهذا النصر تحقق ولكن على حساب "القرنة" التي كان انهيارها أسرع من انهيار المشروع السوري.

لكن الحلقة المفقودة اليوم تكمن في ان المشروع الكبير لم يعد موجودا في الذهن المسيحي، كأن معاركهم المستمرة لاخراج السوريين من لبنان استنزفتهم الى حد انه لم يعد امامهم اي مشروع كبير يتطلعون اليه لحشد قواهم من اجله. وهنا تكمن علة تراجع التعددية المسيحية لمصلحة الثنائية. وكأن القرنة التي سقط لها شهيدان هما جبران تويني وبيار الجميل ليسا كافيين ليتحول مشروع المحكمة الدولية عنوانا في ذاته لمعركتهم، او كأن نتائج الصراع السني الشيعي اذا حدث ستكون في منأى عنهم، او كأن الثنائية الجديدة لن تكون في افضل الاحوال سوى نسخة القرن الحادي والعشرين من أفكار معلبة ذات رؤية واحدة لمجتمع مسيحي منغلق.

 

من هو أو ما هو الوزير الملك ؟

بقلم وليد وهيب نجار(•)

قبل ان يكون الوزير الملك اسماً او شخصاً، ينبغي عليه ان يتمتع بمجموعة صفات ضرورية للنجاح في عمله.

قبل تعداد هذه الصفات، لا بد من التنويه على ان هذا الوزير الملك سيكون اقوى من جميع اعضاء الحكومة ومن رئيسها، اذا ما اختلفوا، واضعف من اضعف وزير (اذا جاز التعبير وكان هناك وزير ضعيف) لان الوزير الملك لا يمكنه ان يكون ضعيفاً فحسب، بل عليه ان يكون دائماً ضعيفاً ان لم يكن الاضعف حتى لا يتسنى له القيام بمهمته في تحديد مسار الامور الخلافية.

بمعنى ان الوزير الملك لا يستطيع النجاح في مهمته الا في تدارك وقوعه في شرك الموقع الحكم. الوزير الملك هو، في الجوهر، مجموعة صفات يتحلّى بها، تخوّله عدم القيام بواجبه "الاقتراعي" لئلا يفقد صفة الحياد، سمته الظاهرة والمعترف بها.

ليتجنب صليب الاقتراع المتحيّز، عليه ان يسعى جاداً الى التوصل الى تفاهم بين الاخوة الاعداء قبل الجلسات الاربع الشهيرة المتوقع فيها حدوث شرخ كبير بين قسمي الشعب. هناك قسم ثالث لا يأتي احد على ذكره وقد يكون الحل به.

طبعاً الجلسات "الملك" الاربع لا تُخفى على احد. هي التالية (من دون الترتيب التراتبي):

1 – المحكمة الدولية للنظر في اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري.

2 – حكومة الوحدة الوطنية.

3 – قانون الانتخابات النيابية.

4 – الانتخابات الرئاسية.

(ملاحظة: من يدري، قد يغدو هذا الترتيب تراتبياً).

لا يمكن الوزير الملك ان يكون اسماً معروفاً في الوسط السياسي (كدت اقول في الوسط التجاري). هناك صبغة على كل السياسيين، وكلنا نعلم نوعية هذه الصبغة ولونها وصنفها وتاريخ صنعها ونشأتها وبلد انتاجها.

ليس هذا فحسب، بل هناك العديد من اللبنانيين الذين لشدة اصطباغهم بصبغة هؤلاء، فقدوا شخصيتهم وارواحهم واصبحوا دمى تحركها ارادة الشخصيات المرموقة في تقرير المصيرين: مصير البلد ومصير حياتهم.

الوزير الملك هو اذاً اسم غير متداول في الوسط السياسي. عليه ان يتمتع بأخلاق دمثة قبل ان يكون رجلاً (او امرأة) وطنياً لبنانياً، لا غبار عليه.

عليه بخاصة ان ينتقي الالفاظ حتى لا يُصبغ بأي صبغة من الاحزاب والتيارات الرائجة موضتها في هذه الايام. وعليه ان ينتقي الوان ثيابه (وليس فقط الداخلية منها) بكل دقة وعناية.

مثلاً: اذا سمّى قوى الاكثرية بقوى 14 شباط، فستتهمه هذه القوى بالانحياز لقوى المعارضة (ولا يعرف اذاً ما عليه ان يقول الاكثرية الوهمية او الاكتفاء بكلمة الاكثرية). واذا سمّاها قوى 14 آذار، فستتهمه المعارضة بالانحياز للحكومة ومن لفّ لفيفها.

مهما استعمل من كلام، سيُقال له: "اول دخولو شمعة عا طولو".

صبيانيات. يا للصبيانيات في امور مصيرية.

قديماً قيل: "اقوى القتلة قتلة الامل" في لبنان سنقول: "اقوى القتلة قتلة الكلمة".

ايتها القوى اللبنانية، الموالية والمعارضة، اني اتهمكم بقتل الكلمة في لبنان. كيف السبيل الى الحوار في غياب الكلمة "الملك"؟

بأي كلام سيتفوّه الوزير الملك؟

الاولى في رد الاعتبار للكلمة. ولا يستطيع احد ان يردّه لها الا من لم يتلطّخ بصبغة السياسة والسياسيين.

الصعوبة ان هناك ذرّة حقيقة في التراشق الكلامي السياسي (كدت اقول الكلام المنافق).

ايها السياسيون، لقد جعلتم الحقيقة بمثابة لغز اسطورة خيالية. ولكن هناك من سيفكّ رموز اللغة ويعلنه للملأ. حتى وان ما بقي احد فالحقيقة كانت وستبقى "قناديل مضوية" وان اطفأتم نور الشمس. (تحية اكبر لبرنامج "قناديل" مضوية).

قلت صبيانيات، اليكم واحدة منها.

ماذا لو طُلب من النائب سعد الحريري تسمية هذا الوزير الملك؟ وماذا لو كان الشيخ سعد طلب من السيد حسن ان يكون هو الوزير الملك؟!

ألم اقل لكم صبيانيات.

ولكن ما لم يتم هذا، فالحالة الصبيانية في تقرير مستقبل البلد ستدوم. لكنها لن تدوم طويلاً لان البلد لا يستطيع العيش من دون اوكسيجين الاقتصاد. هي هكذا الاوطان الآن في جميع انحاء العالم. والشرق جزء من هذا العالم.

لن اطيل عليكم، قد يكون للبحث صلة او تتمة، ولكن اودّ قبل ان اختم ان اقول لكم اني اعرف من يصلح ان يكون وزيراً ملكاً.

هو، هو الشعب العظيم، شعب لبنان الابي، هذا الشعب العصي على الموت، هذا الشعب المؤمن، هذا الشعب بمسلميه ومسيحييه الذي لا وجود له الا بوحدته الوطنية مهما عظمت التضحيات ومهما كثرت الضغوط. فإما ان يكون لبنان حاجة حياتية للعالم او ينتفي من الوجود.

اما ان يبارك الله لبنان واما لا يكون.

واذا شئتم ممثلاً لهذا الشعب ليكون الوزير الملك، فليكن من اقترحت في صبيانيات او اسميه لكم. والسلام.

(•) طبيب جرّاح واستاذ محاضر في الجامعة اللبنانية.

 

قرارات مجلس الامن 1559 - 1701 وما يرتبط بها

بقلم الياس عقل خليل (•)

ان قرارات مجلس الامن ذات الارقام: 425 – 426 – 520 – 1559 – 1701، هي قرارات تتعلق بلبنان الذي أصبح منطقة أمنية بامتياز في منطقة الشرق الاوسط، والترتيبات الامنية القائمة فيها، هي حماية اسرائيل، فان الشروط المتبادلة والمتوازنة التي صيغت بها الترتيبات الامنية تجعل من هذه الترتيبات حماية للبنان وأمنه بالمقدار ذاته وأكثر.

فالجنوب كان قد أصبح مصدر اضطراب للأمن اللبناني، فضلا عن كونه هدفا لعمليات حربية مستمرة، من هنا صار بسط السلطة اللبنانية ووضع حد لحالة الاضطراب الامني والاعتداءات المتلاحقة مطلبا لبنانيا ملحا، حماية للأرض والناس، فضلا عن حماية السيادة الوطنية. من هذه الزاوية يجب أن نتذكر، ونحن نقرأ بنود القرارات، أن التعهد بعدم التدخل في شؤون الفريق الآخر وبعدم تنظيم ما يهدد سلامته او السماح بذلك، الى آخر البنود، انما يشمل الكثير مما كان لبنان نفسه هو شاك منه لأ، لبنان هو الذي كان محتلا من القريبين والاشقاء والاعداء ممزقا سائبا مستباحا لأكثر من فريق.

واضافة الى ذلك نصت القرارات من 425 ومرورا بالـ520 الى 1559 و1701 صراحة على عدم جواز استعمال الارض اللبنانية ممرا للعمليات العدوانية مما يجعل هكذا عمق أمان استراتيجي للفريق الاكثر تعرضا للخطر. وإن الهدف الاساسي لهذه القرارات هو استعادة الارض والسيادة، فان الفكرة المركزية التي يتمحور الاتفاق عليها هي انهاء حال الحرب. وفي نظر لبنان انه في الواقع ينهي حربا لم يكن يخوضها منذ عام 1948، وانما كانت تخاض على أرضه، بل على حسابه من غير ان يكون ثمة قرار استراتيجي بالحرب، لا من لبنان صاحب الارض ولا من الجامعة العربية في مجالسها. يضاف الى ذلك ان انهاء الحرب جاء في وقت لا تخوض أية دولة عربية اخرى حربا، بل على العكس تقرر الدول العربية المجتمعة، ومن ضمنها منظمة التحرير الفلسطينية خطة عربية للسلام ناهيك لتجاوب بعض الدول صراحة مع مشاريع سلام منها الاميركي ومنها الروسي ومنها الاوروبي.

لقد كانت ديبلوماسية لبنان باستمرار، تسعى الى فصل القضية اللبنانية عن قضية الشرق الاوسط، لأنه كان قد أصبح منذ عام 1978 خطرا على نفسه فضلا عن الشرق الاوسط برمته وعلى السلام والامن الدوليين. وقد تأكدت منذ القرن الماضي وبالتحديد بعد حرب 4 حزيران قناعة بأن السلام في الشرق الاوسط يبدأ بالسلام اللبناني.

وها هو لبنان قد باشر الخطوة الاولى في طريق السلام لا من أجل نفسه فحسب، بل من أجل فك أسره كرهينة لقضية الشرق الاوسط وفرقائها البعيدين والقريبين. انطلاقا من هذه الامور المبينة سابقا، نرى ان قرارات الامم المتحدة بمجلس الامن في جلسته المنعقدة بتاريخ 20 ايلول 2004 وفي جلسته تاريخ 11 آب 2006 قرار رقم 1701، ما هي الا قرارات تصاعدية الخطوات ونافذة على الارض تحت اشراف مجلس الامن وأمينه العام، مما يضفي صفة دولية على المهمة المدونة في هذه القرارات، رغبة في وضع حد نهائي لحال التشرذم والتسيب والفلتان الامني التي يعانيها لبنان منذ القرن الماضي، وتحقيقا لانسحاب جميع القوات المسلحة غير اللبنانية من الاراضي اللبنانية ومساعدة لبنان على استعادة سيادته كاملة على أراضيه بواسطة قواته الوطنية، وانطلاقا من ان مشكلة لبنان هي مشكلة عربية في مصدرها وجوهرها، مما يخشى معه ان تنعكس على جميع الشعوب والدول العربية وعلى المنطقة بأسرها، ودعت هذه القرارات ايضا الى حل جميع الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية ونزع سلاحها وجعل الدولة اللبنانية الوحيدة غير المنزوعة السلاح.

وتنفيذا للقرارات السابقة من 425 وحتى 520 والقرار 1559، أصدر مجلس الامن قراره 1701 وهو ملزم "اذ اعرب فيه عن بالغ قلقه ازاء استمرار تصعيد الاعمال القتالية في لبنان وفي الوقت ذاته ضرورة العمل على وجه عاجل لمعالجة الاسباب التي أدت الى نشوب الازمة الحالية، بما في ذلك اطلاق الجنديين الاسرائيليين المختطفين دون شروط، وادراكا منه لحساسية مسألة السجناء، تشجيعا منه للجهود الرامية الى تسوية مسألة السجناء اللبنانيين المحتجزين في اسرائيل على وجه عاجل، ان وضع مجلس الامن بواسطة قراراته جميعا والمتعلقة بالمسألة اللبنانية قد وضع لبنان تحت المجهر الدولي وبالتالي فان كل الامور والتطورات الحاصلة في لبنان يجب ان تكون تحت مراقبته لان وضعه الهش يستدعي حماية دولية بواسطة الامم المتحدة. اذن رغم التأكيد والتشديد الدوليين على حماية لبنان فان في هذه القرارات ثغرا يجب ان نكشفها ونرى الى أي نتيجة تؤدي:

الثغرة الاولى : ان امداد الاسلحة بالطرق البرية ومن خارج الحدود الى فريق لبناني يدعي المقاومة ما هو الا خرق لقرار مجلس الامن 1701 وبالتالي يستدعي خرقا مماثلا للقرار ذاته من قبل العدو الاسرائيلي، وذلك بخرق الاجواء اللبنانية، وحسب زعمه، لمراقبة الاسلحة واذا كان في الامكان منع مرورها لـ"حزب الله".

الثغرة الثانية: ان الدولة اللبنانية لم تتخذ بعد قرارا بنزع السلاح من يد جميع اللبنانيين، وحصرها بيدها فقط، بل واستنادا الى البيان الوزاري الاخير لحكومة السنيورة نرى ان الحكومة اللبنانية ارتكبت خرقا من حيث لا تدري اذ أوجدت تضاربا بين بيانها الذي يسمح لـ"حزب الله" بتمرير الاسلحة والاحتفاظ بها، وقرار مجلس الامن 1701 الذي يمنع أي سلاح غير شرعي موجودا.

إذاً، نحن أمام معضلة كبيرة نواجهها، اذ أن بسط سيطرة حكومة لبنان على جميع الاراضي اللبنانية وفقا لأحكام القرار 1559 والقرار 1680 والاحكام ذات الصلة باتفاق الطائف وممارسة سيادتها كاملة على اراضيها، هو شيء غير مكتمل استنادا الى قرارات مجلس الامن المذكورة سابقا. وهنا سؤال يطرح نفسه هل وضع لبنان سليم ومتين وغير مهدد بأي نكبة أمنية جديدة وما هو الحل؟

ان خروق قرارات مجلس الامن 1559 و1701 من قبل الاطراف الثلاثة اسرائيل ولبنان و"حزب الله" ما هو الا تثبيت هشاشة الوضع الامني في المنطقة بأسرها والى عدم وقف دائم لاطلاق النار وحل طويل الأجل، مما يؤدي الى نزاعات حربية وربما الى حروب ضارية كما حصل في 12 تموز 2006.

إذاً وكما نرى بأن الخروق هي من جميع الاطراف اراديا او لا اراديا، ولئلا تقع منطقة الشرق الاوسط بالمحظور بسبب الخروق للقرار 1701 نرى ولمصلحة جميع الفرقاء تعميم مبادىء القرار 1701 على جميع الاراضي اللبنانية بمعاونة الدولة اللبنانية. لأن هكذا حل هو الانسب للبنان لئلا يغرق مجددا في أزمة المنطقة المشتعلة. وايضا فان كل قرار دولي صادر عن مجلس الامن بقضية لبنان يهدف الى دعم السلم الاقليمي والدولي، لأن أي خطأ يرتكب في هذا الصدد لا تحمد عقباه، ولذلك يستحسن وضع لبنان تحت القرار 1701 دون خروق لاعادة السلام والازدهار الى جميع افراد الشعب اللبناني والى جميع شعوب الشرق الاوسط.

(•) محام بالاستئناف

 

حزب الله" إشكالية لبنانية أم مشكلة بين العرب وإيران ؟

الشيخ خلدون عريمط

لم يخطر ببال احد من اللبنانيين والعرب وحتى المسلمين، ان الحركة السياسية، التي ولدت من رحم "حركة امل" اللبنانية عام 1982، باسم "حركة امل الاسلامية" على يد مؤسسها السيد حسين الموسوي، البقاعي المولد والنشأة، يمكن ان تتحول بفعل الجاذبية الايرانية الوافدة الى لبنان وسوريا برعاية مرشدها الروحي علي أكبر محتشمي الى حركة سياسية وعسكرية عقائدية مقاومة جديدة تسمى "حزب الله" المحتضن من الثورة الايرانية، بايدلوجيتها الاسلامية، وبخلفية شيعية اصولية راديكالية.

وحركية "حزب الله"، هذه، نمت وترعرعت في بيئة ثائرة بهمة مجموعة من الفتية الشباب الحالمين والساعين للاستفادة من تجربة ووهج ثورة الامام الخميني الذي التقاهم في قم، والتي اطاحت بأقدم امبراطورية في هذا الشرق واعتاها، صبحي الطفيلي – عباس الموسوي – حسن نصرالله – حسين الموسوي – نعيم قاسم – محمد يزبك – ابرهيم الامين – راغب حرب – زهير كنج، مع حفظ الالقاب والتقدير لذواتهم، هم بعض الفتية اللبنانيين الحالمين والثائرين والمتمردين على ا لواقع العربي والاسلامي المتردي والمستسلم للاجتياح الصهيوني للجنوب ولسيدة العواصم بيروت عام 1982.

هم فتية حلموا بثورة معقدة ومستحيلة في مجتمع مركب، تنطلق من لبنان ومن جنوبه وبقاعه، لتواجه الهيمنة والتسلط الصهيو – اميركي من ناحية، وتتواصل وتتكامل مع الثورة الام في قم وطهران، الحالمة هي الاخرى بالتمدد نحو بلاد الرافدين وجزيرة العرب لتصدر ثورتها، وتصحح ما تظنه وتعتقده وتتوهمه خطأ تاريخيا وعقائديا سائدا في بلاد العرب وديار الاسلام.

وبالعودة الى البيان التأسيسي للحزب والذي جاء بعنوان "من نحن وما هي هويتنا؟"، جاء الجواب بالقول: "اننا ابناء أمة "حزب الله" التي نصر الله طليعتها في ايران، واسست من جديد نواة دولة الاسلام المركزية في العالم، نلتزم باوامر قيادة واحدة حكيمة عادلة تتمثل بالولي الفقيه الجامع للشرائط". وهذا يعني أن "حزب الله" هو امتداد عقائدي وحركي وسياسي للثورة الام في قم وطهران، على الرغم من الشعارات والتكتيكات والمواقف لمعالجة الشأن المحلي على الساحتين اللبنانية والعربية بين الحين والاخر. وقد أكد هذا المعنى السيد حسن نصرالله بقوله: "إن المرجعية الدينية هناك في ايران تشكل الغطاء الديني والشرعي لكفاحنا المسلح". وتجسيدا لهذا التوجه العقائدي والتزاما بمضمونه، صرح السيد ابرهيم الامين وهو من القياديين المؤسسين للحزب عام 1987 لجريدة "النهار": "نحن لا نقول اننا جزء من ايران، نحن ايران في لبنان، ولبنان في ايران". وهو بذلك يمهد عقائديا وسياسيا لما نطق به اخيرا (2007) الرئيس الايراني احمدي نجاد بموقفه الاستراتيجي (إن ايران ولبنان جسد واحد)، ضاربا عرض الحائط صيغة العيش المشترك والتنوع العقائدي والسياسي للبناني العربي الهوى والجذور والانتماء. وهو بذلك ومن طهران يؤكد مقولة الشيخ حسن طراد المقرب من "حزب الله": "ان ايران ولبنان شعب واحد في بلد واحد. وكما قال احد العلماء الاعلام في ايران: "اننا سندعم لبنان كما ندعم مقاطعاتنا الايرانية سياسيا وعسكريا".

وبالتوقف عند هذه الابعاد العقائدية التي تشكل معضلة حقيقية للبنان الوطن والكيان، يمكن معرفة الملامح والايديولوجية السياسية والعسكرية لسلوكات ومواقف "حزب الله" وقياداته في تعاطيها السياسي والعسكري في الشأن المحلي والعربي والدولي، وفي قضية الصراع مع الهيمنة الصهيو - اميركية وتلاقيها او اختلافها في المصالح والاهداف والغايات

مع ثورة الامام ا لخميني في ايران وما حولها.

وهنا يمكن لنا ان نطرح التساؤل البر يء وبحسن نية. ما هو موقف "حزب الله" حقيقة لا تقية، من الميثاق الوطني المعروف بوثيقة الطائف؟ وما هو موقف "حزب الله" من الثوابت الاسلامية العشرة التي اعلنت من دار الفتوى عام 1986 وبحضور القيادات الاسلامية السياسية والدينية وفي مقدمها المفتي الشهيد حسن خالد والامام المرحوم محمد مهدي شمس الدين، والتي اكدت في حينها على نهائية لبنان الكيان؟

وما هو موقف "حزب الله" من قرار السلم والحرب في لبنان؟ هل هو من صلاحية الدولة اللبنانية ومؤسساتها ام من اختصاص الولي الفقيه الذي يلتزم "حزب الله" بأوامره ونواهيه؟

وهل "حزب الله" الملتزم عقائديا وسياسيا بولاية الفقيه في قم وطهران، بعد عربي واسلامي على مستوى الامة؟ ام على مقاس الجموح الايراني في المنطقة؟

واين موقع "حزب الله" من العرب كأمة بعقائدها المتنوعة، وبأكثريتها الحالمة بوحدة عربية، اقتصادية وسياسية تجمع شملها من المحيط المستكين، الى الخليج المستريح، والقابض على جمر عروبته وعقيدته السمحة المحاصرة من الجموح الايراني الآتي من الشرق، ومن الوحش الاميركي الآتي من وراء البحار لتمكين العدو الاسرائيلي من بيت المقدس وما حوله، والساعي للمزيد من الفوضى الخلاقة التي بدأها في بلاد الرافدين والتي ارادها المحافظون الجدد، والساعي للمزيد من الفوضى الخلاقة التي بدأها في بلاد الرافدين والتي ارادها المحافظون الجدد، وما تبقى منهم وحشا يفترس خيرات واحلام الاطفال والاجيال المقبلة في بلادي وأمتي.

ويبقى التساؤل مشروعا وببراءة الاطفال في فلسطين وبغداد، "حزب الله" هل سيبقى اشكالية لبنانية في قراراته ومواقفه؟ ام هو مشكلة متجددة بين العرب وايران من خلال فروع "حزب الله" المنتشرة في العراق والكويت والبحرين وجزيرة العرب وبلاد النيل وفي اليمن السعيد حيث تعاني جبال صعدة من التمرد وسفك الدماء بين ابناء الشعب الواحد، ام ان "حزب الله" يمكن ان يعيد النظر في بيانهالتأسيسي وميثاقه العقائدي ليندمج بمحيطه العربي ووطنيته اللبنانية فيتكامل عضويا بمشروع الدولة والامة انسجاما مع وصية الامام محمد مهدي شمس الدين الذي دعا شيعة العرب للاندماج بمحيطهم، وان لا يكون لهم مشروع مغاير لمشروع اوط

 

قمة الرياض ترفض استراتيجية سوريا حيال لبنان

الملك عبدالله يريد تفاهمات عربية حول ست قضايا

بقلم عبد الكريم أبو النصر

"القمة العربية المقبلة في الرياض ستكون، باهدافها ومواضيعها، قمة القمم لان الاوضاع في المنطقة بالغة التعقيد والخطورة وتنذر بنشوب نزاعات مسلحة وازمات حادة، وهو ما يتطلب من القادة اتخاذ قرارات كبيرة وشجاعة لحماية الامن القومي العربي والمصالح العربية الحيوية والمشروعة من التهديدات التي تواجهها. فقمة الرياض ستكون، في وقت واحد، قمة استعادة المبادرة العربية لمعالجة الازمات الساخنة وعدم ترك هذه المبادرة في ايدي قادة المحور الايراني – السوري، وقمة منع الفتنة والحرب الطائفية بين السنة والشيعة في المنطقة، وقمة توحيد الموقف العربي حيال ايران وخططها النووية وحيال احتمال انفجار المواجهة العسكرية بينها وبين اميركا، وقمة دعم لبنان المستقل وانقاذه من السقوط في فخ الاقتتال الداخلي المهدد لمصير البلد، وقمة تحديد موقف عربي واقعي ومؤثر في شأن التعامل مع اسرائيل في المرحلة المقبلة وطريقة حل النزاع معها، وقمة التفاهم على استراتيجية عربية موحدة لمساعدة العراق جديا على الخروج من مأزقه الكبير لحماية المنطقة من اخطار تفكك هذا البلد وسقوطه في الفوضى الشاملة، والملك عبدالله بن عبد العزيز يطمح الى التوصل الى تفاهمات واضحة خلال القمة حول هذه القضايا الرئيسية ليس من اجل تأمين مصلحة السعودية وحدها، بل من اجل تأمين مصالح سائر الدول العربية لانها كلها تقف على خط النار".

هذا ما اكده لنا مسؤول عربي بارز معني بالاعداد للقمة العربية الجديدة التي ستعقد يومي 28 و29 آذار الجاري واوضح ان القيادة السعودية حرصت على استضافة هذه القمة في الرياض بدلا من شرم الشيخ، كما تم التفاهم على ذلك في قمة الخرطوم السنة الماضية، "لانها تريد القيام بدور مؤثّر في اعطاء دفع قوي للعمل العربي المشترك وفي اخراج العالم العربي من حال الشلل ازاء التهديدات والاخطار المختلفة التي يواجهها، وتشجيع القادة العرب على توحيد جهودهم لايجاد الحلول الملائمة للمشاكل الرئيسية بما يحقق مصالح شعوب الدول المعنية ويضمن الامن والاستقرار في المنطقة".

واعترفت مصادر ديبلوماسية عربية مطلعة بان المسؤولين السعوديين ناقشوا في ما بينهم مسألة توجيه الدعوة للمشاركة في قمة الرياض، او عدم توجيهها، الى القيادتين السورية والليبية، من جهة بسبب سياسات الرئيس بشار الاسد المسيئة الى المصلحة العربية العليا في لبنان والعراق وفلسطين، وبسبب حملته المتجنية على عدد من القادة العرب الذين وصفهم بانهم "انصاف رجال" في خطاب له بعد انتهاء الحرب الاسرائيلية الاخيرة على لبنان، ومن جهة اخرى بسبب وجود شبهات قوية على تورط النظام الليبي في مؤامرة لاغتيال الملك عبدالله بن عبد العزيز. لكن القيادة السعودية حسمت هذه المسألة بسرعة وقررت دعوة الرئيسين الاسد والقذافي الى القمة "لان الوضع العربي البالغ الصعوبة يتطلب اعطاء الاولوية للمصلحة العربية العليا ولتعزيز التضامن العربي وعدم التوقف عند اعمال وتصرفات تسيء الى اصحابها والى الذين يقومون بها وليس الى الآخرين" على ما قال ديبلوماسي عربي مطلع.

ماذا بين السعودية وسوريا؟

وهنا برزت عقدة اخرى وهي ان الاسد "اشترط" تطبيع العلاقات السورية – السعودية قبل توجهه الى قمة الرياض ثم تراجع واكد استعداده للمشاركة في هذه القمة بلا شروط واكتفى "بالتمني" على المسؤولين السعوديين استقباله في الرياض قبل بدء اعمال القمة العربية "لتصفية الاجواء وازالة سوء التفاهم القائم بين البلدين" على ما قاله مسؤول سوري كبير لمبعوث سعودي. ووفقا للمصادر العربية المطلعة فان الاسد يريد تقديم اعتذار شخصي الى الملك عبدالله خلال لقاء ثنائي بينهما على اساس ان ذلك يعيد العلاقات بين دمشق والرياض الى المرحلة التي سبقت اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه والتي كانت تتميز بالتنسيق والتعاون في شأن لبنان وقضايا المنطقة.

وقد كشفت لنا المصادر الديبلوماسية العربية المطلعة حقيقة الموقف السعودي من النظام السوري فركزت على الامور الاساسية الآتية:

اولا، ان المشكلة بين السعودية وسوريا ليست ناتجة من سوء تفاهم او من خلافات شخصية، والملك عبدالله لن يطلب اعتذارا من الاسد عما صدر عنه من كلام "لانه وسائر الزعماء العرب الذين يعملون لمصلحة شعوبهم بعيدا عن المزايدات والشعارات الفارغة، والذين يعملون ايضا من اجل الامن والاستقرار والرخاء في دولهم، اكبر من ان يتوقفوا عند حملات التجني عليهم وعلى سياساتهم بحسب هذه المصادر.

ثانيا، ان هناك ازمة ثقة حقيقية بين القيادتين السعودية والسورية ناتجة من السياسات السلبية الخاطئة لنظام الاسد ليس فقط حيال لبنان بل ايضا حيال فلسطين والعراق ومسار الاوضاع في المنطقة. فقد انتهى عصر "المهادنة" و"تبويس اللحى" لان الوضع العربي الدقيق والخطر يتطلب مصارحة ومكاشفة ومعالجة جذور المشاكل والخلافات. لذلك فان السعودية مستعدة لتحسين علاقاتها مع النظام السوري من اجل تعزيز التضامن العربي، ولكن ليس باي ثمن، وليس على حساب مصالح اللبنانيين والفلسطينيين والعراقيين، ولا على حساب الامن والاستقرار في المنطقة. ومبادرة المصالحة يجب ان تأتي من النظام السوري نفسه، وهذا يتطلب تغييرات جوهرية حقيقية وملموسة في سياسات الاسد وتوجهاته تشمل خصوصا الاعتراف السوري بلبنان المستقل، والتوقف عن التدخل في شؤونه بشكل سلبي ومدمر، ودعم الجهود السعودية والعربية لمعالجة الازمة اللبنانية على اساس صيغة "لا غالب ولا مغلوب"، كما تشمل قبول تشكيل محكمة دولية لمعاقبة المتورطين في جريمة اغتيال الحريري ورفاقه وفي جرائم سياسية اخرى.

والمصالحة مع النظام السوري يتطلب ايضا من الاسد دعم اتفاق مكة فعليا وتشجيع قيام حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية بالتمهيد لتسوية النزاع الفلسطيني – الاسرائيلي سلميا وعلى اساس قرارات الشرعيتين الدولية والعربية، كما تتطلب من الاسد المساهمة جديا في الجهود الهادفة الى تحقيق الامن والاستقرار والمصالحة الوطنية في العراق.

ثالثا، ان سياسات النظام السوري الحالية ليست مرفوضة من السعودية وحدها بل من غالبية الدول العربية، كما ان هذا النظام سيواجه المزيد من التأزم في علاقاته الدولية اذا لم يبدل جذريا وفعليا سياساته الحالية ويتوقف عن العمل على زعزعة الامن والاستقرار في عدد من الدول العربية لمحاولة تحقيق مكاسب سياسية او خاصة له.

رابعا، ان السعودية ومصر ترفضان احياء المحور الثالث الذي كان يتشكل منهما ومن سوريا وثم تجميد العمل به بعد اغتيال الحريري، لانه ليس ممكنا ومقبولا ان تكون سوريا، في وقت واحد، جزءا من هذا المحور الثلاثي العربي وجزءا ايضا من محور آخر تقوده ايران وتهدف من ورائه الجمهورية الاسلامية الى فرض هيمنتها على الخليج وعلى المنطقة بوسائل مختلفة وبمساعدة السوريين مما يؤدي الى اضعاف الانظمة العربية المعتدلة وزعزعة الاستقرار في العالم العربي. ووفقا لديبلوماسي عربي بارز: "لقد اختار نظام الاسد، فعليا، الانحياز الى ايران وتشكيل محور معها يدعم القوى المتشددة في ساحات المنطقة الساخنة. ولذلك فان اي تغيير جدي في علاقات السعودية مع سوريا يجب ان يتحقق نتيجة تحولات جذرية في سياسات القيادة السورية ومواقفها وخياراتها تكون منسجمة مع المصالح العربية العليا ومع متطلبات الامن والاستقرار والسلام في المنطقة".

قمة دعم لبنان المستقل

في ضوء هذا الموقف السعودي من النظام السوري، وهو موقف يلقى دعما عربيا واسعا، بصور معلنة وضمنية، فان قمة الرياض سترفض تبني او دعم الاستراتيجيا السورية حيال لبنان والقائمة فعليا على مساندة المحاولة الانقلابية التي يقوم بها "حزب الله" مع حلفائه للهيمنة على السلطة في هذا البلد تمهيدا لربطه بالمحور الايراني – السوري وتحويله الى ساحة مواجهة مفتوحة ومستمرة لخدمة مخططات دمشق وطهران ومصالحهما، وهي محاولة انقلابية تهدف ايضا الى تعطيل تشكيل المحكمة الدولية لحماية النظام السوري وحلفائه من اي ملاحقة او محاسبة في جريمة اغتيال الحريري ورفاقه وفي جرائم سياسية اخرى. بل ان قمة الرياض ستؤكد الالتزام العربي الرسمي لدعم لبنان المستقل السيد الحر والحرص على امنه واستقراره ووحدته الوطنية، وستركز خصوصا، وفقا للمصادر العربية المطلعة، على الامور الرئيسية الآتية:

اولا، بالنسبة الى طبيعة العلاقات المفترض قيامها بين لبنان وسوريا ستتبنى القمة "صيغة فؤاد السنيورة" وستدعو بالتالي الى قيام "علاقات طبيعية وصحية بين لبنان والدول الشقيقة والصديقة على اساس الاحترام المتبادل للسيادة والاستقلال والمصالح الوطنية وحسن الجوار والمساواة والندية"، وهو ما يطالب به رئيس الحكومة اللبنانية وما تدعمه الغالبية العظمى من اللبنانيين. وهذا يتعارض كليا مع مطالبة سوريا بضرورة قيام علاقات "خاصة ومميزة" بينها وبين لبنان ومع مساعي نظام الاسد لفرض هيمنته مجددا على هذا البلد واعادة عقارب الساعة الى الوراء بواسطة حلفائه.

ثانيا، بالنسبة الى المحكمة الدولية سترفض قمة الرياض وجهة النظر السورية الداعية الى تشكيل هذه المحكمة بعد انتهاء التحقيق الدولي في جريمة اغتيال الحريري ورفاقه مما يعني تعطيلها فعليا اذ ان وجود المحكمة متلازما مع سير التحقيق الدولي ضروري لكشف الحقيقة ومعاقبة المتورطين في الجريمة، كما سترفض قمة الرياض الموقف السوري الداعي الى محاكمة المتهمين السوريين امام المحاكم السورية. وهذا الرفض سيكون ضمنيا من خلال تشديد القمة العربية على الاهمية القصوى لتشكيل المحكمة الدولية ومن خلال التأكيد ان "قيام المحكمة الدولية يساهم في احقاق العدالة وتعزيز ايمان اللبنانيين بالحرية في بلدهم والتزامهم لنظامهم الديموقراطي، ويساهم ايضا في ترسيخ الامن والاستقرار في لبنان والمنطقة". اضافة الى ذلك ستؤكد القمة ان المحكمة الدولية ستنشأ "استنادا الى قراري مجلس الامن 1644 و1664 وبناء على طلب الحكومة اللبنانية ووفقا للانظمة والاصول الدستورية" كما انها ستدعو الى "توافق اللبنانيين على نظام هذه المحكمة". واوضح لنا ديبلوماسي عربي مطلع ان هناك فارقا جوهريا بين الموقف العربي من المحكمة الدولية، والموقف السوري منها "فالقمة العربية ستعلن رسميا تبنيها للمحكمة وستشدد على ضرورة تشكيلها، ثم تدعو الى توافق اللبنانيين على نظامها، اما النظام السوري فيدعو الى توافق اللبنانيين على المحكمة لانه طلب من حلفائه تعطيل المحكمة ومنع تشكيلها بمختلف الوسائل. والقمة العربية، بتأكيدها ان انشاء هذه المحكمة يستند الى قرارين صادرين عن مجلس الامن، تترك الباب مفتوحا امام مجلس الامن لتشكيل هذه المحكمة في حال منع حلفاء دمشق تحقيق توافق لبناني شامل حولها".

ثالثا، ستؤكد قمة الرياض دعمها مهمة الجيش اللبناني القاضية ببسط سيادة الدولة على اراضيها كاملة ومساندتها لقوات اليونيفيل، كما ستؤكد دعمها موقف حكومة السنيورة والغالبية العظمى من اللبنانيين المطالب باحترام قرار مجلس الامن 1701 وتطبيقه وخطة النقاط السبع، وستطالب ايضا بتحقيق وقف اطلاق نار ثابت ودائم بين لبنان واسرائيل. وهذا كله يعني فعليا، وفقا لمصادر عربية مطلعة، ان قمة الرياض ستؤيد اغلاق جبهة الجنوب اللبناني امام اي عمليات عسكرية لـ"حزب الله"، وستدعم احياء اتفاق الهدنة بين لبنان واسرائيل، وستؤيد موقف الحكومة والغالبية بان يكون للجيش اللبناني وحده حق امتلاك السلاح، وبان يعود قرار الحرب والسلم الى الدولة وليس الى فريق لبناني. وهذا كله يتعارض مع توجهات وخطط سوريا وايران وحلفائهما في لبنان.

رابعا، ستشدد قمة الرياض على ان لبنان "له اهمية بالغة بالنسبة الى استقرار المنطقة وامنها"، وستؤكد دعمها للجهود التي يقوم بها الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى من اجل تسوية الازمة اللبنانية، وهي جهود تؤيدها الحكومة والغالبية وترفضها فعليا المعارضة. كما ان القمة ستشدد على ضرورة معالجة الازمة اللبنانية عبر الحوار الوطني وعلى اساس التوافق الوطني والتزام الدستور واتفاق الطائف بما يضمن سيادة لبنان وامنه واستقلاله".

وهذا يعني، وفقا للمصادر العربية المطلعة، دعم القمة الواضح لحل الازمة اللبنانية على اساس صيغة "لا غالب ولا مغلوب" التي يعتمدها عمرو موسى وتساندها السعودية وسائر الدول العربية باستثناء سوريا وحلفائها. وهذا الموقف العربي يشكل رفضا ضمنيا ولكن قويا للمحاولة الانقلابية التي يقوم بها "حزب الله" وحلفاؤه بهدف فرض مطالبه على افرقاء لبنانيين اساسيين يشكلون الغالبية، تمهيدا للهيمنة على السلطة.

وقد اكد لنا مسؤول عربي بارز "أن النظام السوري يستخف بلبنان ويقلل من اهميته ويتعامل معه على اساس انه لقمة سائغة. لكن استقلال لبنان حق مشروع لشعبه وهو انجاز يلقى دعما عربيا ودوليا واسع النطاق وليس ممكنا التراجع عنه ولن تستطيع القيادة السورية، مهما فعلت، ان تتصرف بهذا البلد وبشعبه وبمصيره كما تريد وكما كانت تفعل لسنوات طويلة".

 

قصة الرهينة الفرنسي ميشال سورا تعود الى الضوء 

GMT 2:00:00 2007 الجمعة 23 مارس

 الرأي العام الكويتية

  وجدوه في صندوق من رصاص وجثته ب"شحمها ولحمها" بعد 20 عاماعلى وفاته

السلطات الفرنسية حصلت على ابهام يده وفحوصات الحمض النووي تأخرت نحو ثلاثة اشهر

فلسطيني صاحب سيارة "مرسيدس- 190" كشف مكان دفنه... ورفيقاه اللذان توليا المهمة اختفيا من الوجود

عاملون في احد المباني في "الرمل العالي" وجدوا صندوقا فاعتقدوا انه خزنة مال... فتحوه فاكتشفوا انه تابوت

اكتشاف الجثة حصل في يوليو 2005 ووضعت في براد مستشفى الرسول الاعظم باسم "الحاج محمود فقيه" بحجة دفنه في النجف  

كتب علي الرز وسامي نزيه:

في 9 مارس 2006 غادرت مطار رفيق الحريري في بيروت طائرة تحمل جثمان الباحث في علم الاجتماع الفرنسي ميشال سورا بعد اكثر من عشرين عاما على خطفه... فوفاته. لكن جثمان سورا لم يكن ظهر الى العلن في التاريخ نفسه ولا في التاريخ الذي تبلغت فيه زوجته احتمال العثور على رفاته في 25 اكتوبر 2005 بل قبل ذلك باشهر وتحديدا في يوليو 2005 بعد 10 سنوات من اعمال البحث والحفريات... لماذا تأخرت السلطات الفرنسية في تسلم جثة سورا بعد اكتشافها؟ ولماذا كانت الجثة سليمة لشخص ب"شحمه ولحمه" بعد مرور 20 عاما على وفاته؟ ولماذا تنقلت هوية الخاطفين من شخص الى آخر؟ اسئلة كثيرة حاولت مصادر امنية غربية مطلعة بشكل دقيق على ملف البحث عن سورا واستعادته "جثة" الاجابة عنها.

في 22 مايو 1985 خطف مسلحون عرفوا انفسهم بانهم من "منظمة الجهاد الاسلامي" (القريبة من "الثورة الاسلامية في ايران" كما اوضحت لاحقا) المفكر الفرنسي ميشال سورا المتعاطف المعروف مع قضايا العرب وكان مقيما في بيروت. في 10 مارس 1986 اعلنت المنظمة نفسها تنفيذ " حكم الاعدام بالباحث المتخصص الجاسوس"، وارفقت البيان بثلاث صور يظهر فيها ميتاً. ثم علم لاحقا من رفاق لسورا في الحجز انه توفى في سجنه متأثرا بداء السرطان.

حصلت عملية اطلاق الرهائن المختطفين في لبنان لاحقا، ودفع الثمن من دفع، واستطاعت ايران تحسين اوراقها التفاوضية مع الغرب خصوصا مع انتهاء حربها مع العراق، كذلك استعادت جزءا من اموالها المحجوز عليها مصرفيا.

عندما تسلم الشهيد رفيق الحريري مسؤوليات الحكم في لبنان اراد مساعدة السلطات الفرنسية في البحث عن رفات سورا، وشكل لهذا الغرض فريقا امنيا من مختلف القوى العاملة على الارض، ارفقه بطرح قضية سورا مع مختلف القيادات الايرانية والسورية والفلسطينية اضافة بالطبع الى قيادات "حزب الله".

في عام 1998 يصل الفريق الى طرف خيط حين يتعرف على هويات الاشخاص الثلاثة الذين دفنوا جثة سورا في منطقة "الرمل العالي" في ضواحي بيروت عام 1986. والثلاثة فلسطينيون اثنان منهما اختفيا تماما ويعتقد انهما قتلا والثالث يعيش في فلسطين حيث تم الاتصال به فاوضح انه لم يكن يعلم ماذا يحمل في سيارته "مرسيدس- 190" التي اقل بها زميلاه آنذاك واعتقد انهما يتخلصان من احد مسلحي الحرب.

بغض النظر عن تبريره وروايته، اعطيت للفلسطيني كل الضمانات بان لا يعتقل شرط الافصاح عن مكان دفن الجثة، فحضر الى لبنان وضربت القوى الامنية طوقا على المكان الذي يعتقد انه دفن فيه واتفق مع المقاول اللبناني (س ح) على عمليات الحفر بوجود مسؤولين من "حزب الله" ومقدم سوري حضر خصيصا من سورية لهذا الغرض ولم يكن من ضمن العاملين في القوات السورية المتمركزة في لبنان، ومسؤولين من السفارة الفرنسية في بيروت.

بعد ايام من عملية الحفر لم يتم اكتشاف شيء، فاتصل مسؤول لبناني بمقاول كبير آخر للاستفادة من خبرته في الموضوع وكان خارج لبنان فعاد وابلغ جميع من كان في مسرح العمليات ان الحفريات تجري بشكل خاطىء لان من المستحيل ان يحفر الخاطفون 20 مترا في الارض لدفن الجثة.

انتهت العملية الاولى لكن البحث استمر. فبعد ذلك بايام يتصل مسؤول في "حزب الله" باحد المقاولين ويسأله من اين استخرج الرمل الذي ارسله الى رجل الاعمال (س ع أ) في بلدة حاريص الجنوبية حيث كان الاخير يبني مشروعا سكنيا كبيرا، فابلغه انه من ارض قرب المستشفى الحكومي في بئر حسن. اما لماذا السؤال، فلأن احد حراس المشروع في حاريص اكتشف عضمة في الرمل فابلغ الحزب الذي اعتقد انها ربما تعود الى سورا. لكن لا المنطقة التي سحب منها الرمل هي "الرمل العالي" ولا العضمة تعود الى جثة سورا الذي اكد "الشاهد" الفلسطيني انه دفن في صندوق من معدن الرصاص.

في شهر يوليو 2005 يتصل مسؤول امني لبناني رفيع المستوى وكان الى جانبه مسؤولون من السفارة الفرنسية بالمقاول الكبير نفسه الذي استعان به عام 1998 ويطلب اليه ان يحضر الى منطقة "الرمل العالي" حيث يشتبه في وجود شيء في حفرة قريبة من الحفرة السابقة. ذهب الجميع الى مبنى قيد الانشاء يملكه آل عاشور ويتولى عمليات الحفر والبناء فيه المقاول (ح ص)  فوجدوا عمالا افادوا بانهم عثروا على صندوق رصاص طوله 185 سم مدفون في حفرة عمقها اكثر من متر بقليل. واضاف هؤلاء بشيء من الارتباك انهم اعتقدوا بان الصندوق خزنة مال فابعدوه عن الحفرة الى مكان قريب كي لا يراهم المقاول في ثم عمدوا الى فتحه عند الاستراحة فاكتشفوا فيه جثة وابلغوا المقاول الذي ابلغ بدوره "حزب الله" الذي نقل عناصر منه الجثة الى مستشفى الرسول الاعظم في ضاحية بيروت، ومن هناك احضر الصندوق الى مبنى المديرية العامة لقوى الامن الداخلي حيث حضر المقاول وطبيب التشريح ومسؤول امني من السفارة الفرنسية وفتحوا الصندوق مجددا ليجدوا جثة ملفوفة بكيس نايلون ابيض يليه كيس نايلون اسود ملفوفا بلصاق قوي يستخدم لتصليح السيارات... وعند نزع النايلون كانت المفاجأة.

بعدما قص الطبيب ببطء ما بقي من ثياب على سورا (بنطلون وقميص ضاعت الوانهما) كانت جثته ما زال بلحمها وعظمها. شعره المائل الى البياض ووجهه كامل التفاصيل باستثناء انحناءة قوية في الفك السفلي. ضمور في جسده وتقلص كبير في اصابع يديه وقدميه، اضافة الى وجود رمل احمر على كاحل قدمه اليمنى اتضح لاحقا انه نتيجة محاولة العمال فتح الصندوق ظنا انه خزنة ما ادى الى دخول رمل الى "الكفن البلاستيكي".

المسؤول الامني الفرنسي سأل الطبيب الشرعي كيف يمكن لجثة شخص متوف من 20 عاما ان تبقى كذلك؟ فرد الطبيب بان ادوية السرطان التي كان يتناولها سورا اضافة الى الدفن في تابوت من رصاص على عمق متر مع حجب كامل للهواء والضوء يمكن ان يحافظ على سلامة الجثة. وهنا طلب المسؤول الفرنسي (الذي يبدو انه لم يقتنع) من مسؤول امني لبناني كبير ان لا يتم الاستعجال في الاعلان عن الموضوع فقد لا تكون الجثة تابعة لسورا خصوصا ان اي خطأ في الاعلان قد يؤدي الى ضجة سياسية كبيرة في فرنسا، ثم تمنى الحصول على جزء من الجثة ليتم اجراء فحوصات الحمض النووي عليه فاعطي ابهام يده الى السفارة التي حولته بدورها الى باريس للاختبار رغم دهشة مسؤولي السفارة وعدم تصديقهم لان غضروف الابهام كان ما زال ملتصقا بالعظم وهو امر نادر الحدوث.

اعيدت الجثة الى براد مستشفى الرسول الاعظم في انتظار رد سريع من السلطات الفرنسية، ووضعت هناك باسم "الحاج محمود الفقيه – يدفن في النجف الاشرف" للتمويه وكي لا يعرف احد في المستشفى انها لسورا او يشك لماذا تبقى جثة في البراد فترة طويلة، فالمعروف ان من يوصي بدفنه في النجف يبقى في لبنان فترة كي تنتهي اجراءات نقله.

الى هنا، انتهت الرواية وبقي الانتظار. كشفت ماري ، زوجة سورا السورية الاصل، في مطلع يناير 2006 ان السلطات الفرنسية ابلغتها في نهاية اكتوبر 2005 بانها تملك دليلا قويا على اكتشاف جثته من خلال فحص الحمض النووي من دون تفاصيل اضافية. بعد ذلك (اي بعد اشهر من وجودها) فتح براد المستشفى وتحقق المسؤولون من ان جثة "الحاج محمود الفقيه" بلا ابهام فاخرجوها باسم سورا بعدما اعلنت السفارة الفرنسية ان فحوص الحمض النووي اثبتت انها تعود اليه... وعاد الجثمان في مارس 2006 الى باريس.

لماذا تأخرت السلطات الفرنسية في كشف نتيجة الفحوص لنحو ثلاثة اشهر وهي التي كانت قادرة على ذلك في يومين؟ لماذا الجثة غير متحللة؟ لماذا قطع الابهام وليس خصلة شعر او سن في الفم؟ اين الفلسطيني الذي اعطى الافادة الاولى؟ اين رفيقاه؟ من قتلهما؟... اسئلة كثيرة لاكمال الرواية، انما من الجانب الفرنسي هذه المرة.