المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم الاثنين 6/3/2006

(تشرشل)  إن الحقيقة ثمينة جداً، ولذلك يجب أن تُحاط بسور من الأكاذيب

 

نصر الله ومقتدى الصدر يشكلان فيلقا مشتركا

  من 5 آلاف مقاتل للدفاع عنهما في لبنان والعراق

 لندن - من حميد غريافي :السياسة 6/3/2006

كشف تقرير استخباري ألماني النقاب أمس الأحد عن ان قائد »جيش المهدي« العراقي مقتدى الصدر »عقد مع الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله خلال زيارة الاول الى بيروت قبل نحو عشرة أيام اتفاقا سيتم بموجبه انشاء فيلق شيعي من ميليشيات الطرفين تحت اسم»فيلق الحسين« مؤلفاً من مقاتلين لبنانيين وعراقيين وقوامه نحو خمسة آلاف عنصر, للعمل معا في الازمات الداخلية في كل من العراق ولبنان اذا تعرض اي من جيش المهدي أو حزب الله لمحاولات التصفية«. وقال التقرير الذي اطلعت »السياسة« في لندن على بعض فقراته, ان هذا الاتفاق بين الصدر ونصر الله »جاء تتويجا لتعاون محدود بين ما يقارب 300 عنصر من حزب الله اللبناني معظمهم من المدربين على السلاح واستخدام المتفجرات واطلاق الصواريخ وبين مقاتلي »جيش المهدي« في كل من النجف وكربلاء والبصرة ومدن عراقية جنوبية اخرى , حيث تقوم مكاتب علنية لحزب الله قرب مكاتب جيش المهدي«.

ونقل التقرير عن احد رجال الدين العراقيين المقربين من مقتدى الصدر قوله ان »فيلق الحسين الذي تزوده ايران بالسلاح والمال , سيبدأ نشاطه في بغداد والمناطق المحيطة بها فورا , خصوصا في خضم الحرب المذهبية الدائرة الآن على نطاق واسع بين السنة والشيعة , وسينتقل الى لبنان اذا دعت الحاجة الى وجوده هناك في اي وقت«.

واعرب التقرير عن اعتقاد واضعيه ان الايرانيين الذين كانوا وراء تشكيل »فيلق الحسين« الشيعي المشترك هذا , »يسعون الى توسيع نطاق عملياته الى داخل اسرائيل خلال الاشهر القليلة المقبلة, اذ ادركوا اخيرا خروج »حركة حماس« من ايديهم بعد فوزها في الانتخابات النيابية الفلسطينية وتسلمها حكم الضفة الغربية وقطاع غزة لادارة شؤون الشعب الفلسطيني, واضطرارها الى الاعتدال في تعاملها مع العدو الاسرائيلي , ما من شأنه نسف المخطط الايراني - السوري الذي جرى الاتفاق عليه الشهر الماضي في دمشق بين الرئيسين محمود احمدي نجاد وبشار الأسد , لفتح جبهة فلسطينية داخلية قوية ضد اسرائيل«. وقال التقرير ان ايران وسورية معا»تعتبران تشكيل فيلق الحسين بين حزب الله وجيش المهدي بمثابة تعويض عن خسارتهما لحركة حماس«.

 

نتائج انتخابات نقابة المهندسين لعضوية الفرعين الثاني والسادس

وطنية-5/3/2006(سياسة)جرت اليوم انتخابات نقابة المهندسين لعضوية الفرعين الثاني المعماري والسادس الموظفين، وإنتخاب مئة وثلاثة وعشرين مندوبا. وفي النتيجة فازت لائحة حركة أمل وحزب الله والتيار الوطني الحر والحزب الشيوعي والخيار المهني بالكامل . والفائزون عن الفرع السادس هم : حسين نصر الله، جهاد عواض، فؤاد بلوط، عماد منعم، وغازي فران، أما الفائزون عن الفرع الثاني فهم :محمد شمس الدين، منصور روفايل صفير، إيلي خوري، سامي خوري، وأسامة نعمة

 

الرئيس عون يرى المشكلة في "الافتقاد الى حكام أسياد وأحرار"

المستقبل - الاثنين 6 آذار 2006 - العدد 2200 - خلال الساعات التي استغرقتها استراحة الحوار امس، تكشفت معطيات عن مجرياته و"صعوباته" من ناحية وعن "التباعد" بين مواقف الفرقاء في عدد من العناوين من ناحية اخرى، وذلك في ظل تأكيد جميع الاطراف على ان لا مقايضات بين بند وبند آخر من بنود الحوار. وعليه، وإذ يستأنف مؤتمر الحوار الوطني جلساته اليوم، ومع إعلان الرئيس نبيه بري في ختام اليوم الثالث اول من امس، ان المتحاورين سيتناولون البنود بنداً بنداً اعتباراً من اليوم، توقع المشاركون في الحوار ومتابعون له ان يكون هذا الاسبوع اسبوع النتائج.

ففي حين اكد رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع بعد لقائه البطريرك الماروني نصرالله بطرس صفير ان "الجميع اصبح في جو ان الرئاسة الحالية انتهت ونحن في صدد التفتيش عن رئيس جديد". قال رئيس "التيار الوطني الحر" النائب العماد ميشال عون ان "موضوع الرئاسة يبحث ولا نستطيع ان نعرف الى اين يصل الا بعد الحوار"، مضيفاً ان "لا إقالة ولا تنحية دستورياً للرئيس"، ولفت عضو "كتلة الوفاء للمقاومة" النائب حسن فضل الله ان "موضوع الرئاسة لا يزال في مكانه وثمة قضية عالقة اسمها رئاسة الجمهورية"، مشيراً الى ان "لا امكانية لمعالجة ملف الرئاسة بعيداً عن التوافق بين القوى والكتل الاساسية".

وفيما لا تعكس هذه المواقف اختلافاً بالضرورة حول ضرورة استبدال الرئيس اميل لحود، بل تعكس كون مسألة الرئاسة "نتيجة" للحوار في عناوينه كافة، اكد فضل الله ان "الحزب لم يدخل هذا الحوار ليقايض شيئاً بشيء بل حددنا مجموعة مصالح وطنية كبرى"، معلناً "تمسك حزب الله بسلاح المقاومة وبالتحرير والسيادة واستعادة الاسرى"، فيما صعّد عون "السقف" بإعلانه ان "المشكلة التي نعانيها حالياً ليست فقدان السيادة والحرية والاستقلال، بل ان ما يواجه لبنان واللبنانيون هو فقدان الحكام الاسياد والاحرار"، وبقوله "هناك اناس يربحون بالوفاق وهناك اناس يخسرون بالوفاق"، لافتاً الى ان "فرضيات بعض اللبنانيين حول ذهاب العماد عون الى دمشق وايران، خاطئة"، وان "اعتبار حزب الله في المحور السوري ـ الايراني فيه الكثير من التجني (..)".لكن بالرغم مما قد تشير اليه هذه المواقف من تباينات، او من حاجة الى مزيد من الحوار، لانه يصحّ اعتبار تلك المواقف "مواقف تفاوضية"، فان الجميع اكد امس على جدية المناقشات وصراحتها. كما لفت اتفاق العديدين من اطراف الحوار على القول ان لا فترة زمنية محددة للحوار.

 

مجلس وزاري اسرائيلي يبحث وضع الحدود الشمالية

المستقبل - الاثنين 6 آذار 2006 - عقد رئيس الحكومة بالوكالة ايهود اولميرت جلسة مصغرة بعد ظهر أمس لعدد من الوزراء وكبار قادة أجهزة الأمن والجيش جرى خلالها نقاش حول القطاع الشمالي من الحدود الاسرائيلية. وكان أولميرت قد قام بجولة على خط الحدود الشمالية قبل أيام واستمع الى تقارير وتقديرات أجهزة الأمن هناك وإلى "توقع حول احتمالات التسخين لأسباب متنوعة بعضها لبنانية، وأخرى سورية وجميعها ذات صلة بإيران وبسوريا". وقال أولميرت "إن الحدود الشمالية لا تشكل خطراً استراتيجياً، لكن رئيس الأركان دان حالوتس نبه من "احتمال حدوث عملية خطف في اعقاب ظهور تحذيرات تشير الى ذلك وامكانية ان يَخلف ذلك اضطراب كبير".

 

الجيش يعزز اجراءاته على معابر راشيا الحدودية

المستقبل - الاثنين 6 آذار 2006 - راشيا ـ "المستقبل"

عززت وحدات الجيش اللبناني المتمركزة في قطاع دير العشاير ـ ينطا ـ كفرقوق ـ عيحا بمحاذاة الحدود اللبنانية ـ السورية مواقع انتشارها بالآليات والعناصر، وكثفت من دورياتها المؤللة والراجلة، واستحدثت العديد من مواقع المراقبة والرصد فوق المرتفعات، بهدف كشف عمليات التهريب والتسلل التي تشهدها المناطق الحدودية بعد انسحاب القوات العسكرية السورية من لبنان. وتزامنت هذه الاجراءات مع إقفال عشرات المعابر والمسالك الجبلية التي استحدثتها القوات السورية بين لبنان وسوريا عبر القطاع الشرقي إبان انتشارها في لبنان ، بالسواتر الترابية المدعمة بكتل من الصخور وقوالب الإسمنت المسلح، كما سدت معظم المنافذ والطرقات الترابية التي تربط المواقع الفلسطينية التابعة لحركة "فتح ـ الانتفاضة" بزعامة ابو موسى، الموجودة على الأراضي اللبنانية في هذا القطاع. وكانت وحدات الجيش قد دعمت مواقعها الخلفية في هذا القطاع بالدبابات وناقلات الجند والملالات.

 

المعلم: المزارع أرض لبنانية تحتلها اسرائيل

المستقبل - الاثنين 6 آذار 2006 - قال وزير الخارجية السوري وليد المعلم ان "مزارع شبعا ارض لبنانية تحتلها اسرائيل"، مشيرا الى ان بلاده ترحب بأية جهود عربية للوصول بالعلاقات السورية ـ اللبنانية الى اعلى مستوى". وقال في تصريح إثر اجتماعه مع الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى في القاهرة أمس: "ان العلاقات بين سوريا ولبنان خاصة جدا وان تبادل السفراء بين البلدين امر مقرر ولكننا ننتظر الظروف المواتية لذلك". وأبدى ارتياحه للتضامن العربي الذي ظهر في اجتماعات الجامعة امس (أول من أمس) في اشارة الى "رفض مجلس الجامعة للعقوبات الاميركية على سوريا ودعوته واشنطن الى حل الخلافات عن طريق الحوار وحول موقف سوريا من مسألة التحقيق في مقتل الرئيس الشهيد رفيق الحريري قال: "ان سوريا اتفقت مع لجنة التحقيق الدولية المعنية بالقضية على سرية التحقيق، ونحن ملتزمون بذلك".

وعن موقف سوريا من سلاح المقاومة والفصائل الفلسطينية قال: "إننا مع شرعية الامم المتحدة وقراراتها والتي تقضي بشرعية مقاومة الاحتلال".

 

 علم الدين: متفائلون بتصاعد الدخان الأبيض

المستقبل - الاثنين 6 آذار 2006 - المنية ـ "المستقبل"

أعرب عضو كتلة المستقبل النيابية الدكتور هاشم علم الدين عن تفاؤله بقرب تصاعد الدخان الأبيض من قبة البرلمان. كلام علم الدين جاء على هامش مشاركته في حفل افتتاح قاعة الحاجة فاطمة غمراوي الخيرية الاجتماعية في مدينة البداوي، بحضور ممثلين عن الوزراء والنواب وشخصيات سياسية وأمنية واجتماعية ورجال دين. بعد تلاوة من القرآن الكريم، وقص الشريط التقليدي، ألقيت كلمات لكل من: باني القاعة يوسف غمراوي، نائب رئيس بلدية البداوي محمد فيتروني، والمختار حسن قريطم طالبت المسؤولين بالعمل لرفع الحرمان والاهمال عن البداوي، داعية أبناء المنطقة الى العمل لما فيه خير المدينة وأهلها.

من جهته قال علم الدين: إن اللبنانيين اليوم قد توصلوا الى قناعة بأن البلد للجميع، ومؤتمر الحوار المنعقد اليوم تعلق عليه آمال كبيرة خصوصاً أنه صناعة لبنانية صرفة، ما يجعلنا نتفاءل بإمكانية التوصل الى حلول مرضية، وهذا ما بدأنا نستشفه من المعلومات التي ترشح عن المتحاورين، ونتفاءل بقرب تصاعد الدخان الأبيض من قبة البرلمان خصوصاً ان غالبية اللبنانيين باتوا مقتنعين بضرورة الاتفاق للخروج بالبلد من المأزق.

 

أسامة سعد: الحوار تسوية بين الطوائف

صدى البلد -الأثنين, 06 مارس, 2006

 عتبر رئيس التنظيم الشعبي الناصري النائب أسامة سعد أن انعقاد مؤتمر الحوار يُعد خطوة ايجابية على طريق وضع حد للتوتر السياسي المتصاعد منذ أشهر والذي ألحق الأضرار بلبنان على مختلف الأصعدة.

وقال في تصريح أمس "في وقت نتمنى النجاح للمؤتمر، نرى أن ما يجري تحت عنوان الحوار ليس أكثر من مفاوضات تدور بين زعماء الطوائف يستهدف اجراء تسوية في ما بينهم وأن الحوار الجدي الهادف الى تجاوز الأوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية غائب". وأشار الى أن الحوار المطلوب هو الذي يعمل على معالجة مشكلات النظام السياسي القائم الذي ينتج دورياً التوترات السياسية ويعزز الانقسامات الطائفية وهو أيضاً الحوار الذي يستهدف تجاوز الطائفية السياسية. وتساءل: "هل من مصلحة المتحاورين طرح اصلاحات تستهدف تجاوز الطائفية السياسية وتحديث قانون الانتخاب في وقت احتلوا مواقعهم بفضلهما؟"

 

مؤتمر الحوار يُستأنف اليوم وينتظر الصياغات

الأثنين, 06 مارس, 2006 - صدى البلد

يدخل مؤتمر الحوار الوطني اليوم في سلسلة مواعيد مرتقبة أبرزها تقرير رئيس لجنة التحقيق الدولية سيرج براميرتس بعد تسعة أيام وانعقاد القمة العربية بعد 22 يوماً.

وأثناء هدنة المتحاورين أمس كان الرئيس الفرنسي جاك شيراك يواكب من السعودية الوضع اللبناني بالتأكيد على الموقف الفرنسي الداعي الى "تغيير سلوك النظام السوري" وبتكرار التزام وصول التحقيق الدولي في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري الى الحقيقة داعياً دمشق الى التعاون الكامل مع التحقيق.

وبرز أمس موقف للبطريرك الماروني نصر الله صفير دعا فيه المتحاورين الى مواصلة حوارهم حتى التوصل الى النتائج المرجوة. وقال صفير لـ "صدى البلد": "لا يفترض أن ينتهي المؤتمر إلا بالتفاهم. وأقول للمتحاورين لا تخرجوا من دون اتفاق".

وأضاف: "آمل أن يتم التوافق على رئيس للجمهورية يكون من بين الشباب المثقف والوسطي القادر على التواصل مع الآخرين".

وفيما توقعت مصادر المتحاورين ان يطرح الرئيس نبيه بري اليوم صياغات تتناول العناوين المطروحة بنداً بنداً بهدف الوصول الى اعلان "وثيقة نهائية" مساء الأربعاء أو الخميس، قال الدكتور جعجع إثر زيارته للبطريرك صفير حيث التقى الوزير شارل رزق الى مائدة البطريرك: "لا يمكنني أن أعد اللبنانيين بنتائج لكنني أعدهم ببذل كل شيء من أجل الوصول الى نتائج".

وذكرت مصادر جعجع انه سيحمل معه الى المؤتمر اليوم أربعة ملفات ناجزة هي: الموقوفون في سورية، والأسرى في اسرائيل، ومزارع شبعا، والسلاح الفلسطيني. وقالت انه سيحرص على دراسة هذه الملفات على قدم المساواة موضحة ان جعجع يتعاطى مع الحوار بروح جدية عكس "الذين يسربون ويتعاطون مع الحوار وكأنه مناورة". وقالت ان لقاءه ورزق هدفه "ايصال رسالة الى الرئيس لحود بضرورة أن يغادر من دون أن يدمر مقام الرئاسة".

وشددت مصادر مطلعة على مجريات الحوار على ان النقاش الدقيق بدأ حول الملفات المطروحة رغم تشعبه الى مختلف القضايا. ولفتت الى ان فريق "14 آذار" يشدد على حصر النقاش وتنظيمه بطريقة تتيح الاتفاق على كل بند بمفرده معتبراً انه الوسيلة الأنجع، لكنها لاحظت ان الحوار يتقدم وان أهم ما في مجرياته ان منطق التخوين غائب عنه.

وعشية استئناف المؤتمر أعمال يومه الرابع لفت موقف للرئيس السوري بشار الأسد أمام مؤتمر الأحزاب العربية شن فيه هجوماً على فريق "14 آذار" واعتبره مجرد "أدوات"، واعتبر ان الرئيس لحود "أكثر رئيس دعم المقاومة (...) وان اللعبة التي بدأت عام 1998 بدأت مع محاولات إبعاد الرئيس لحود لإبعاد لبنان عن سورية وبالتالي عن الاتجاه العربي ورفضت هذه المحاولات ولن أتحدث عنها بالتفصيل وربما تكون هناك فرصة لكي يشرحها لحود نفسه".

وقال الأسد في كلمته التي وزع نصها كاملاً أمس: "سنبقى ندعم التيار الذي ندعمه الآن بغضّ النظر عن نتائج الحوار وبغض النظر عما إذا كان البعض يريد أن يذهب بلبنان الى معارك أو الى هدوء".

 

آصف شوكت في باريس والتقى شيراك قبل سفره

بقلم/جان عزيز - الأثنين, 06 مارس, 2006

 يبدو أنها ليست مجرد مصادفة ان تتطابق ردود الفعل الفرنسية والسورية حيال الحوار اللبناني الجاري. والأهم أن المسألة لم تتزامن صدفة أيضاً مع زيارة الرئيس الفرنسي جاك شيراك الى السعودية. فالمعلومات المتوافرة من العاصمة الفرنسية تشير الى عودة الاتصالات على خط باريس ــ دمشق، وذلك بعد نجاح المساعي العربية في تليين الموقف السوري، ونجاح المأزق اللبناني في تليين الموقف الفرنسي المقابل.

وتكشف المعلومات نفسها ان مسؤولاً سورياً رفيع المستوى، هو اللواء آصف شوكت، صهر الرئيس السوري بشار الأسد ورئيس أحد أبرز أجهزة النظام، زار العاصمة الفرنسية يوم الأربعاء الفائت. وفي حين ظلت هذه الخطوة بعيدة عن الاعلام والاعلان أشارت المعلومات نفسها الى أن شوكت عقد سلسلة من اللقاءات السياسية مع مسؤولين فرنسيين لا بل ثمة اعتقاد بأنه التقى شيراك نفسه عشية سفر الأخير الى الرياض.

ولتقويم أهمية هذا الخبر تذكر المعلومات نفسها بأن شوكت كان قد زار باريس أيضاً قبل أشهر، لكن المحصلة السياسية لخطوته آنذاك بدت سلبية، بدليل استمرار حملات السجال العنيف بين البلدين. وهذا ما دفع الجهات المعنية يومها الى تسريب صيغة تقول بأن زيارة صهر الأسد كانت شخصية وعائلية الطابع، وترتبط باتصالات يقيمها مع بعض أبناء عم زوجته. أما اليوم فتبدو المعلومات أكثر "تفاؤلاً" حيال لقاءات شوكت الفرنسية، مستدلة على ذلك بتطابق المواقف الأخيرة للبلدين من الوضع اللبناني، كما ببعض اشارات ايجابية في حديث صحافي للرئيس شيراك قبل يومين، وصولاً الى الكلام عن حضور الملف اللبناني في جدول اعمال الزيارة الرئاسية الفرنسية الى السعودية.

ورجحت المعلومات نفسها أن تكون ثمة رزمة سورية ــ فرنسية أيضاً، قد تعامل معها شوكت في باريس، مماثلة للرزمة اللبنانية ــ السورية المطروحة في الحوار البيروتي، من دون اغفال بعض الخصوصية الطبيعية لجدول أعمال الحوار المفترض بين دمشق وباريس. لكن المرجح ان شوكت بحث في الملف اللبناني و"متفرعاته"، كما في ملف العلاقة الفرنسية ــ السورية، وملف التحقيق الدولي في اغتيال الرئيس رفيق الحريري، في آن واحد.

وتضيف المعلومات أن محور الملف اللبناني يمثله الاستحقاق الرئاسي الذي تصنفه باريس أولوية مطلقة في اهتماماتها اللبنانية، حتى أن دوائر الاليزيه تتعامل معه بذاتية مفرطة، ظهرت بوادرها في طرح عدد من المرشحين الرئاسيين ممن يحملون الجنسية الفرنسية اضافة الى اللبنانية. أما العلاقات السورية ــ الفرنسية فمحورها المصالح المشتركة، والتي كانت كافية قبل أعوام لاقناع الادارة الفرنسية الحالية نفسها باعطاء الدعم الكامل لبشار الأسد، من دون العودة بالذاكرة الى العامين 1996 و1997، يوم تمكن الرئيس رفيق الحريري من اقناع شيراك بدعم بقاء الجيش السوري في لبنان، حتى ما بعد التسوية السلمية النهائية في الشرق الأوسط.

أما ملف التحقيق الدولي، فغني عن القول أن ثمة نقطة مشتركة كافية فيه لإطلاق الحوار السوري ــ الفرنسي، وهي تلك المتعلقة باطلاق سراح الشاهد ــ المتهم في قضية الحريري، محمد زهير الصديق. ذلك أن التفسيرات لهذه الخطوة الفرنسية المفاجئة، لا تزال مترددة بين اعتبارها لصالح الذين ركبوا افادة الصديق، أو لصالح سورية نفسها في الملف. علماً أن المعلومات الباريسية لم تستبعد أن تكون زيارة شوكت قد تناولت قضية الصديق بالتفصيل والاسهاب، إن لجهة التحقيق معه أمام السلطات الفرنسية، أو لجهة مصيره ومكان اقامته المستقبلي، خصوصاً أنه مواطن سوري.

هل يمكن أن تشتمّ من هذا الكلام رائحة العودة الى السياسة السورية لباريس كما كانت عليه ايام الرئيس الحريري أو الى عهد الصفقات على حساب لبنان؟ طبعاً لا، تجزم مرة جديدة ومتكررة المعلومات نفسها. لكن ما يحصل يجدد الشعور لدى الكثيرين من المعنيين بالملف اللبناني، بعدم الثقة بالادارة الفرنسية الحالية، ويُذكر بالماضي الثقيل لسيد الإليزيه الحالي، منذ صفقة الرهائن الفرنسيين في بيروت ربيع العام 1988، وصولاً الى كونه أول رئيس فرنسي يزور لبنان من دون ان تكون له محطة بطريركية في بكركي، مروراً بخطابه الشهير في مجلس النواب اللبناني حول الوجود السوري. فيما الاستحقاق اللبناني المرتقب محوره انتخاب من يمثل أبناء بكركي في النظام، للمرة الأولى بعد تحرّره من السوريين.

 

 حصر إرث... لا تسوية

طوني فرنسيس -الأثنين, 06 مارس,  2006- البلد

  يبدو الحوار الدائر منذ الخميس الماضي محاولة لتصفية آثار المرحلة الماضية أكثر منه محاولة تأسيسية للبنان المستقبل. فالعناوين المطروحة أمام المتحاورين تنتمي في أغلبها الى زمن انقضى موضوعياً، والجدل بشأنها أقرب الى عملية "حصر ارث" منه الى اطلاق ورشة اعمار سياسي واقتصادي واجتماعي جديدة هي ما يحتاجه لبنان فعلياً في المرحلة المقبلة. ولا يعني ذلك في أي حال التقليل من أهمية النقاط المطروحة التي من دون معالجتها واقفال ملفاتها لن يمكن الانتقال بسهولة الى البحث المطلوب في شؤون وشجون اعادة بناء الدولة السيدة والمجتمع العصري المدني المتماسك. واذا أخذنا جدول أعمال الحوار نقطة نقطة مثلما طرحها الرئيس نبيه بري ووافقه المشاركون تظهر أمامنا الصورة التالية:

1 ــ في موضوع التحقيق، ليس على المتحاورين سوى تثبيت الثابت وترك هذا الموضوع للتحقيق الدولي يعاونه التحقيق اللبناني، انه أمر محسوم اذاً لن يضيف اليه نجوم ساحة النجمة جديداً.

2 ــ في موضوع المقاومة وسلاحها هناك مرحلة انتهت عام 2000 مع طرد جيش الاحتلال الاسرائيلي من الجنوب المحتل، واستمرار مشكلة احتلال المزارع، ولا شك ان هذا الواقع الموضوعي المختلف سيفرض نفسه على المؤتمرين الذين عليهم تقويم مرحلة معركة التحرير ودور المقاومة الذي يختلف عن دورها في مرحلة استرداد المزارع والأسرى ووضع الاستراتيجية الدفاعية اللبنانية الرسمية والشعبية.

3 ــ في موضوع العلاقات اللبنانية ــ السورية، ما يجري الآن هو أول بحث لبناني ــ لبناني بعد انسحاب القوات السورية من لبنان، وبمعنى آخر انه أول لقاء بين الفرقاء اللبنانيين في معزل عن الاشراف السوري، واذا كان المأمول هو تأكيد المجتمعين على العلاقات الجيدة بين البلدين، فان هذا التأكيد سيكون أقرب الى قلب صفحة منه الى كتابة صفحة جديدة مختلفة في العلاقات الجيدة المطلوبة بين لبنان وسورية.

4 ــ وتبقى النقطة البارزة الأخيرة التي تختصر نظرية "حصر الارث" وهي نقطة الرئاسة، وعندما ستكتمل عملية "الفرز والضم" سيكون الرئيس لحود عنوان اقفال مرحلة بكاملها.

... أما التسوية في محاورها المستقبلية فستنتظر، ومدخلها الأكيد تطوير التمثيل السياسي عبر قانون انتخابات عصري وانتخابات جديدة في موعدها... اذ يكفي تلاعباً بالمواعيد.

 

تفاهم أساسه الفصل بين "المقاومة" و"النظام الأمني"

علي الامين - الأثنين, 06 مارس, 2006 -البلد

يبدو ان مؤتمر الحوار الوطني محكوم بعدم الفشل، والكل يفكر كيف يتجنب هذه الخاتمة، لقد استخدمت كل القدرات والكفاءات الشخصية لمختلف القيادات الجالسة على طاولة الحوار من أجل تذويب حالات التشنج وتدوير الزوايا الحادة. وبرز بوضوح في هذا الصدد، استخدام الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله حضوره وقدراته الشخصية لمد الجسور مع مختلف فرقاء 14 آذار، فكان يوزع ابتساماته ذات اليمين وذات الشمال، مدركاً ان السياسة جافة وحادة من دون تواصل شخصي مع الحلفاء أو الخصوم.

هذه اللقاءات ساهمت أن يتعرف كل طرف على الآخر ويبني معه علاقات انسانية ولو كانت النتائج السياسية حتى الآن لم تخرج من دائرة المراوحة. والمأزق الذي يعانيه كل معسكر من معسكري "14 آذار" و"8 آذار"، أعطى دفعاً ومبرراً للتجاوب مع دعوة الحوار الوطني، وما عجل في انعقاد جلساته، الموقف الدولي والاقليمي الذي هاله المشهد الدموي في العراق إثر تفجيري مقامين للشيعة في سامراء والخوف من انجراف المنطقة نحو فتنة مذهبية، لا توفر أي دولة في المنطقة. من هنا يقرأ قطب في فريق 14 آذار، ان اللقاء الذي جمع السيد نصرالله والنائب سعد الدين الحريري لسبع ساعات، تحت عنوان تقديم التعزية في ذكرى الحريري كان استثنائياً في زمانه وهو عكس قراراً فعلياً بالاتفاق، وعدم العودة الى مرحلة التجاذب الحاد الذي حكم العلاقة بين "حزب الله" وفريق 14 آذار.

وأكد هذا القطب ان مسألة بقاء الرئيس اميل لحود في سدة الرئاسة محل اتفاق، فيما لم تتوضح بعد الصورة التي تتشكل بعد ذلك، لكن المسار يتجه نحو بلورة تفاهمات تتمحور حول:

أولاً: إيجاد شرعية دولية لمسألة المقاومة من أجل تحرير مزارع شبعا، من خلال الاقرار الدولي بلبنانية هذه المزارع وتأمين ما يلزم على هذا الصعيد.

ثانياً: بلورة سياسة دفاعية لبنانية جديدة، يشترط السير فيها وانجازها التمييز والفصل النهائي بين ملفي المقاومة ضد الاحتلال وملف النظام الأمني الذي ارتبط وجوده بأجهزة المخابرات السورية.

ثالثاً: التفاهم على شخص رئيس الجمهورية وهو تفاهم يطوي صفحة "النظام الأمني". ولكن ما يحول دونه حتى الآن، ان العماد ميشال عون متمسك بترشحه الى موقع الرئاسة الأولى وحزب الله لا يريد حتى الآن أن يفجر مشكلة مع عون رغم ان ليس هناك أي وعد من قيادة "حزب الله" ينطوي على دعمه كمرشح وحيد للرئاسة.

هذه العناوين التي تشكل محور التفاهم الجاري بين معسكري "14 آذار" و "8 آذار" وتحديداً بين الحريري ونصرالله، تعزز من فرص تحققها، عدة مؤشرات خارجية وداخلية أبرزها:

1 ـــ المواقف الأميركية والفرنسية والعربية والايرانية التي تقاطعت عند رفض الحرب المذهبية السنية ـــ الشيعية فوق آبار النفط في العراق والخليج. فيما الساحة اللبنانية المتفجرة يمكن أن تشكل شرارة تشعل هذه الحرب أيضاً على مستوى المنطقة، فاقتضى ذلك منهم دعم فرص الحوار والتهدئة.

2 ـــ القيادة السورية أكثر اطمئناناً اليوم بأن الموقف العربي يسعى الى حمايتها، وان الهدوء في لبنان سيعزز من هذه الحماية وفرصها في المستقبل. وهي ستتعامل بايجابية مع نتائج الحوار اللبناني الداخلي.

3 ـــ النائب وليد جنبلاط، أبلغ الحريري انه لن يقف حجر عثرة أمام أي تفاهم أو اتفاق يضمن سيادة لبنان، وإنهاء النظام الأمني اللبناني السوري وانتخاب رئيس جديد للجمهورية، وأن مواقفه هي لدعم هذا التوجه.

4 ـــ بعض الاشارات التي أطلقها وزير الدفاع الياس المر في الجلسة الأخيرة لمجلس الوزراء، ودعوته الرئيس لحود للاستقالة، وهي دعوة لم تكن مفاجئة للحود وبالتالي يمكن إدراجها في إطار الاستعدادات للتفاهم المزمع والذي لن يكون رئيس الجمهورية خارجه بالتأكيد.

تبدأ اليوم المناقشات ومحاولة بلورة تفاهم حول المحاورة المطروحة، ورغم استراتيجية التفاوض لدى فريق 14 آذار تقوم على التفاهم على كل بند بمفرده لكن "حزب الله" على ما يبدو استطاع أن يرجح خلال الأيام القليلة الماضية فكرة أن يكون الاتفاق شاملاً كل نقاط البحث وان يثبت آلية لإدارة الخلاف. في موازاة ذلك هناك حرص لدى "حزب الله" يؤكده فرقاء في معسكر "14 آذار" على تأكيد لبنانية توجهات المقاومة، وأن نصرالله الذي يباشر الحوار مع أقرانه قدم التزامات معنوية بأن سلاح المقاومة ليس إقليمياً.

 

البطريرك صفير ترأس قداس الاحد والتقى النائب حرب وشخصيات

وطنية - 5/3/2006 (سياسة) ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير قداس الاحد في الصرح البطريركي في بكركي عاونه فيه المطران شكرالله حرب وامين سر البطريركية المونسينيور يوسف طوق والقيم البطريركي الاب جوزف البواري في حضور النائب شامل موزايا وحشد من المؤمنين. العظة بعد الانجيل المقدس, ألقى البطريرك صفير عظة بعنوان "ان شئت فانت قادر ان تطهرني", تحدث فيها عن الاحد الثاني من الصوم المبارك, كما تابع الحديث فيها عن رسالة البابا يوحنا بولس الثاني "فنرى ان خيور الدنيا هي عطايا من الله, وان الله خلق الانسان سيدا للكائنات, وحذره من عبادة الصنم الذي نسأله تعالى ان يجنبنا عبادته. وجاء في العظة: هذا الاحد هو الاحد الثاني من الصوم المبارك. وقد تحدث انجيل اليوم عن ذاك الابرص الذي اتى يسوع مستشفيا.

وراح يردد على مسامعه: "ان شئت فانت قادر ان تشفيني". موقف الابرص من يسوع, هو موقف الواثق مما يقول, والى من يقول ما يقول. لقد آمن بان يسوع قادر على شفائه من برصه. واذا بيسوع يمد يده, ويلمسه, ويقول له:"لقد شئت, فاطهر". وامره يسوع بالكتمان, وبتقدمة ما تأمر به الشريعة للهيكل, لكنه, كأنه لم يصدق ما حدث, فراح يذيع الخبر باعلى صوته. ويقول مرقس الانجيلي:" حتى ان يسوع لم يعد قادرا ان يدخل مدينة علانية. وعلى الرغم من اقامته في مكان مقفر, فكان الناس يأتونه من كل صوب. الامثولة: فعل يسوع ما فعل دونما تبجح, وهكذا علمنا التواضع, وعلمنا الابرص بالاقرار بالجميل, فاذاع الخبر تعظيما ليسوع. التواضع والاقرار بالجميل فضيلتان يجدر بنا ان نتحلى بهما. ونتابع الحديث عن رسالة البابا يوحنا بولس الثاني, فنرى ان خيور الدنيا هي عطايا من الله وان الله خلق الانسان سيدا للكائنات, وحذره من عبادة الصنم الذي نسأله تعالى ان يجنبنا عبادته. 1- خيور الدنيا عطايا من الله 29- ان نموا لا يقتصر على الاقتصاد، يقاس وفق حقيقة الانسان، ودعوته، ويتوجه بهاتين الحقيقية والدعوة، عندما يؤخذ بمجمله، اي وفق مقياس داخلي خاص به.

وهو، دونما شك، في حاجة الى الخيور المخلوقة والى نتاج الصناعة التي تغتني باستمرار بالتقدم العلمي والتقني. وهذه الخيور المادية هي في تصرف دائما مستجد، وتلبي الحاجات، وتفتح آفاقا جديدة. وخطر الاسراف في الاستهلاك، وبروز حاجات اصطناعية يجب الا يمنعا من تقدير الخيور والموارد الجديدة، واستعمالها وهي موضوعة في تصرفنا. ويجب ان نرى فيها عطية من الله، وجوابا على دعوة الانسان الذي يتحقق بكامله في المسيح. ولكن، لكي نلاحق النمو الحقيقي، يجب الا يغيب عن نظرنا هذا القياس الموجود في ما للانسان من طبيعة خاصة به، هذا الانسان الذي "خلقه الله على صورته ومثاله".

وهي طبيعة جسدية وروحية يرمز اليها, على ما جاء في رواية الخلق الثانية, عنصران: هما الارض التي صنع الله منها جسد الانسان ونسمة الحياة التي نفخها الله في انف الانسان. وهكذا اصبح الانسان مشابها بعض الشيء, لسائر المخلوقات فهو مدعو لاستخدامها, والعناية بها, بحسب رواية سفر التكوين. وقد وضع في الجنة لكي يفرحها, ويستثمرها, ويحافظ عليها, فوق كل الكائنات التي وضعها الله تحت امرته, ولكن على الانسان ان يبقى, في الوقت عينه, خاضعا لارادة الذي يضع له حدا في ما خص استخدامه للاشياء, وسلطانه عليها, وقد اجاز له ان يكون خالدا.

وهكذا ان الانسان بما انه على صورة الله, وجه شبه حقيقي مع الله. وانطلاقا من هذا التعليم, نرى ان النمو لا يمكن ان يقوم فقط عل استخدام لاشياء المخلوقة, ونتاج الصناعة البشرية, وامتلاكها دونما قيد, بل بالاحرى على اخضاع الامتلاك, والسيادة والاستعمال لما للانسان من شبه الهي, ولما له من دعوة الى الخلود. هذه هي حقيقة الكائن البشري الفائقة الطبيعة, التي نرى انها منذ البدء انتقلت الى الرجل والمرأة وهذا يعني انها في اساسها اجتماعية.

2- خلق الله الانسان سيدا للكائنات

3- ان مفهوم النمو, بحسب الكتاب المقدس, نرى انه ليس فقط "علمانيا", او "عالميا" بعيدا عن الدين: فهو يبدو ايضا - مع احتفاظه بطابعه الاجتماعي والاقتصادي - كأنه تعبير حديث عما لدعوة الانسان من بعد جوهري. وفي الواقع ان الانسان لم يخلق, اذا صح التعبير, جامدا لا يتحرك. ان اول صورة له في الكتاب المقدس تظهره بوضوح خليقة, وصورة يحددها في واقعها العميق, اصلها وشبهها اللذان يكونانها. ولكن هذا كله يدخل على الكائن البشري, رجلا وامرأة عنصر مهمة اصلية لا بد من اتمامها, سواء أكان ذلك افراديا ام ازدواجيا. وهذه المهمة هي, دونما شك, "السيطرة" على سائر الخلائق و"حراثة الجنة", ويجب اتمامها في اطار الطاعة للشريعة الالهية, وبالتالي ضمن احترام الصورة التي قبلها, وهذا هو الاساس الصريح لسلطان السيادة المعترف له بها بالنسبة الى ما له من كمال.

وعندما يرفض الانسان الطاعة لله, والخضوع لسلطانه تتمرد الطبيعة عليه, ولا تعترف به سيدا لها, لأنه سود فيه صورة الله, وتبقى صالحة الدعوة الى التملك واستعمال الوسائل المخلوقة, لكن ممارستها اصبحت بعد الخطيئة شاقة, مثقلة بالاوجاع. وفي الواقع، ان الفصل التالي من سفر التكوين يظهر لنا ان سلالة قايين التي بنت "مدينة"، انصرفت الى تربية المواشي، والى الاهتمام بالفنون (كالموسيقى) والتقنية (صناعة الصلب) وبدأت في الوقت عينه، تدعو اسم الرب.

عبادة الصنم ان تاريخ الجنس البشري، الذي قدمه لنا الكتاب المقدس، حتى بعد السقوط في الخطيئة، انما هو تاريخ انجازات متواصلة تتكرر، بعد ان تكون قد تعثرت وتعرضت لخطر الخطيئة، وتغتني وتنتشر بمثابة جواب على الدعوة الالهية، التي عينها الله، منذ البدء، للرجل والمرأة وحفرها في الصورة التي قبلاها. انه لمنطقي ان نستنتج على الاقل، بالنسبة الى الذين يؤمنون بكلمة الله، ان نمو اليوم يجب ان يعتبر لحظة تاريخية بدأت مع الخلق، وهي دائما مهددة بسبب عدم الامانة لارادة الخالق، خصوصا بسبب تجربة عبادة الصنم، لكنها تبقى منسجمة اساسا مع بواكيرها. ان من يريد الاعراض عن المهمة، الشاقة والشيقة، مهمة تحسين وضع كل انسان، وكل الناس، بحجة ان وطأة الكفاح والجهد المتواصل لتخطي الذات، شديدة او بحجة اختبار الفشل، والعودة الى نقطة الانطلاق، ان من يحجم عن ذلك لا يتجاوب وارادة الله الخالق. من هذه الناحية، قد عدت، في رسالتي العامة، ممارسة العمل، يقول قداسته، الى دعوة الانسان الى العمل، لاشدد على الفكرة القائلة بأن الانسان هو دائما العامل الاساسي للنمو. علاوة على ذلك، ان الرب يسوع عينه، ابرز، في مثل الوزنات، العقاب الشديد الذي ينتظر ذاك العبد الذي تجرأ على دفن الوزنة المعطاة له. فقال له سيده:يا لك عبدا شريرا، كسولا.

كنت تعرف اني احصد من حيث لا ازرع، واجمع من حيث لا ابذر، خذوا منه الوزنة، واعطوها من له عشر وزنات. فمن واجبنا نحن الذين نقبل عطية الله لنستثمرها، ان "نزرع ونحصد واذا لم نفعل، يؤخذ منا حتى ما هو لنا". ان التعمق في هذه الكلمات القاسية في امكانه ان يدفعنا الى تكريس ذاتنا بالمزيد من الجدية للقيام بواجب الاسهام في نمو الآخرين الشامل، وهو واجب ملح اليوم: "اي نمو كل انسان وكل الناس". ان الايمان بيسوع المسيح الفادي هو الذي، فيما يحمل نورا من الداخل الى طبيعة النمو، يتولى القيادة في عمل الاسهام. انا نقرأ في رسالة ما بولس الى اهل كولوسي هو "بكر الخليقة"، وانه خلق كل شيء له".

وفي الواقع ان كل شيء "قائم به" لان الله شاء ان يحل فيه الكمال كله، وان يصالح به جميع الكائنات من اجله. في هذا المخطط الالهي، الذي بدأ من الازل بالمسيح، صورة الآب الكاملة، والذي يبلغ فيه ذروته، بوصفه البكر من بين الاموات، يتسجل تاريخنا دائما المطبوع بجهدنا الفردي والجماعي لرفع الوضع البشري، وتذليل العقبات المستجدة باستمرار على طريقنا، لتؤهلنا للمشاركة في الملء "الذي يسكن بالرب"، والذي ينقله الى جسده اي الى الكنيسة، بينما الخطيئة التي تلاحقنا دونما انقطاع، وتفسد انجازاتنا البشرية، تمنى بالفشل بعد ان افتداها المسيح بالمصالحة التي اجراها.

وهنا تتسع الآفاق. انا نجد حلما بتقدم غير متناه، قد غيرته من جذوره نظرة جديدة، فتحها الايمان المسيحي الذي يؤكد لنا ان مثل هذا التقدم غير ممكن الا لان الله الآب قد قرر منذ البدء ان يجعل الانسان شريكا في مجده بيسوع المسيح القائم من الموت، الذي فيه نجد الفداء، بدمه وغفران الخطايا، وقد اراد ان يغلب به الخطيئة، ويجعلها لخدمة خيرنا الاعظم الذي يفوق بما لا يحد، كل ما يستطيع التقدم ان يحقق.

نحمد الله على ان قادة اللبنانيين عرفوا، كيف يلتقون على الرغم مما بينهم من تباعد، على ما فيه خير وطنهم وابنائه، ونسأله تعالى ان يرسخ في اذهانهم ان قادة الشعوب خدامهم، على ما يقول الرب يسوع:"من اراد ان يكون بينكم عظيما، فليكن لكم خادما. وجميع اللبنانيين يتطلعون اليهم بأمل لاخراج البلد من محنته، وتوفير الحد الادنى من البحبوحة لهذا الشعب الكادح الذي كاد يكفر بالوطن وبجميع الذين يديرون شؤونه، لولا بقية امل في نفوسهم يحملهم على الصبر وطول الاناة". استقبالات البطريرك بعد القداس استقبل البطريرك صفير النائب بطرس حرب الذي اشار الى "انه اطلع البطريرك على اجواء الحوار الجاري في المجلس النيابي والاجواء الايجابية", واعتبر "ان صاحب الغبطة معني بشكل كبير, وان لم يكن حاضرا على طاولة الحوار فهو موجود في اذهان الجالسين على الطاولة, واخذت توجيهات سيدنا بما يسهل عملية الحوار".

وقال :" ان توجيهات صاحب الغبطة هي السعي للمحافظة على وحدة لبنان في اطار الثوابت الوطنية, وفي موضوع الحوار, اننا نلتقي معه, اما في التفاصيل, فهذا امر يعود للمتحاورين, معتبرا "ان المناقشات جدية وصادقة, ولا بد ان تلتقي الآراء في بعض الاحيان وان تتناقض, ونحن نسعى لتوحيد هذه الاراء, والخطوات حتى اليوم تبشر بالخير دون ان نتفاءل كثيرا", مشيرا الى "انه ليس من وقت محدد للانتهاء من عملية الحوار الذي يناقش مواضيع دقيقة وعميقة, ولكننا صممنا الرأي على ان كافة الموروثات الخلافية نحاول تجاوزها". وعن موضوع الرئاسة قال " نحن نتحدث في المبادىء وليس بالاشخاص, ولكنه موضوع في جملة المواضيع المهمة والرئيسية المطروحة, ونحن سنترك لدولة الرئيس الذي كلفنا, ان يعلن باسمنا ظروف وتفاصيل ونتائج الحوار في الوقت المناسب".

واستقبل البطريرك صفير على التوالي النائب شامل موازيا, امين سر نقابة شعراء لبنان الشاعر اميل نون الذي قدم لغبطته النسخة الاولى عن ديوان الشعر بعنوان " لكل عيد قصيد", الزميل طوني فرنسيس, المحامي العام الاستئنافي في بيروت القاضي جوزف صفير, المهندس جو صوما, المهندس جون مفرج, نائب رئيس كاريتاس لبنان رياض سلامة الذي قدم لغطبة كتابا بعنوان "هياكل الشمس" للشاعر يوسف فضل الله سلامه, وفدا من هيئة الثقافة السريانية قدم لغبطته كتاب "السريانية بدون معلم", وفدا من اكليريكية غزير, ووفودا شعبية من مختلف المناطق اللبنانية.

بعدها استقبل البطريرك صفير وزير العدل شارل رزق واستبقاه الى مائدة بكركي.

ثم التقى رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع واستبقاه ايضا الى مائدة بكركي . جعجع قال بعد اللقاء:" وضعت غبطته في اجواء الحوار الجاري, فالايام الثلاثة لم تكن سهلة ابدا حيث طرحت كافة المواضيع الوطنية بعمق وجدية وصراحة وجو حواري".

ونقل جعجع عن البطريرك صفير ارتياحه الكبير للحوار الجاري, "لانه يعتبر انه مجرد انعقاد طاولة حوار في هذا الشكل بين الشخصيات التي اجتمعت لاول مرة في تاريخ لبنان دون وساطات ووصايات, واي اشراف من قبل اي طرف خارجي, هذا كله يشكل خطوة الى الامام، وآمل ان تستكمل هذه الخطوة, بان نستطيع الوصول الى النتائج المرجوة او جزء منها".

وردا على سؤال قال جعجع:" ان التكتم الحاصل نتيجته الحديث الجاري بين الشخصيات بعمق ودون تحفظ، واذا لم يحصل هذا التكتم فلا يتحدث احد بهذا العمق، والمطلوب هو التحدث دون تحفظ، والرئيس نبيه بري تولى معالجة الامر واتفقنا على ان يكون رئيس المجلس هو الذي يتحدث ما يجب ان يتحدث به".

واكد جعجع ردا على سؤال " انه بحث مع البطريرك تصوره حول رئاسة الجمهورية وطرحناه بكل ابعاده, والجميع يعرف مواقف غبطة البطريرك ومواقفنا نحن, واتصور ان الجميع اصبح في جو ان الرئاسة الحالية انتهت، ونحن في صدد التفتيش عن رئيس جديد".

سئل: هل هناك اي مقايضة بين القرار 1559 وتنحية رئيس الجمهورية؟ اجاب:" ابدا هذا الموضوع لم يرد ولن يرد, لان كل موضوع يجب ان نعطيه حقه بحد ذاته ولسنا في صدد عملية تجارية خذ واعطني".

سئل: لماذا يضع الدكتور جعجع رأسه في رأس الرئيس لحود ؟ اجاب:" ابدا، ليس هناك من شيء بيننا, بل الموضوع هو موقع الرئاسة الذي يجب ان لا يستمر بالشكل الذي هو فيه الآن، فالحوار جار وكل قيادات البلد حاضرة, فأين رئيس الجمهورية ؟ ليس له اي علاقة، فهل يعقل ذلك؟ وهو الذي أزاح نفسه ووضعها في هذا الموقع, مع انني في هذا الوقت كنت في السجن، والخطوة الاساسية التي يجب ان تحصل هي في موقع رئاسة الجمهورية واعتقد ان الاكثرية اصبحت متفاهمة عليه".

وقال ردا على سؤال:" لا شيء من الامور المطروحة في الحوار عاد الى نقطة الصفر، بالرغم من صعوبة المواضيع المطروحة، فلا يجوز ان نتفاءل او نتشاءم، ونحن في انتظار الايام المقبلة, كي تتبلور الامور ". سئل: العماد عون يصر على استقالة رئيس الجمهورية وعدم اقالته ؟ اجاب:" بالضبط، ولكن في نهاية المطاف الاكيد انه لا يجوز ان يستمر موقع رئاسة الجمهورية كما هو عليه، واذا استقال اتمنى ذلك".

وأيد جعجع "استمرار طاولة الحوار مفتوحة, حتى نصل على الاقل الى قسم كبير من النتائج المرجوة".

وردا على سؤال قال جعجع: "لا نستطيع ان نعد اللبنانيين بنتائج نهائية ايجابية لكن ما نستطيع قوله هو القيام بكل ما في وسعنا للخروج بنتائج مرجوة، وبالنسبة لنا لا سقف زمني لهذا الحوار".

سئل: هل لك ان تصف لقاؤك الاول مع السيد حسن نصر الله؟ اجاب:" اسهل مما كنت اتصور، لان شخصا لا تعرفه يستلزم بعض الوقت كي تعرفه وتقترب شيئا فشيئا منه, واللقاء من اللحظة الاولى كان وديا ومحببا، فلم يحصل اي عتاب لانه لا توجد اشياء شخصية, لان المواقف هي اصلا واضحة ان كان من جانب السيد نصر الله او من جانبنا، والمواضيع تطرح بكل محبة وصراحة، وهل من الضروري اذا كان هناك اختلاف بين شخصين في الآراء السياسية يجب ان يختلفان ".

سئل: وهل وجدت شخصيته محببة ؟ اجاب:" طبعا, ولكن في الطروحات السياسية هناك فارق كبير، ولم يسألني من هو العدو، والجو العام طري جدا وودي للغاية، وهكذا يجب ان يكون بالرغم من وجود نظرتين مختلفتين جدا للامور".

واعتبر جعجع "ان قضية المعتقلين في السجون الاسرائيلية هي من النقاط الهامة المطروحة على بساط البحث ويجب ان يكون لدينا كل حيثياتها، ومن جهتنا سوف نقدم لائحة بالمعتقلين في السجون السورية".

ونفى جعجع "ان تكون هناك خلوة قد عقدت بينه وبين الرئيس بري والسيد نصر الله انما الخلوة جمعته مع الرئيس بري فقط، انما مع السيد نصر الله كانت لدينا وقفات جانبية في قاعة الاجتماعات ".

سئل: من هو برأيك المرشح الابرز لرئاسة الجمهورية ؟ اجاب ضاحكا:"انا، ولكن هناك مشكلة وحيدة هي انني لست مرشحا". واكد "انه اذا تم الاتفاق على بديل سوف تحل كافة الامور، وطبعا سوف نجد البديل وهل ان البلد اصبح خاليا من البدائل، سوف نجد البديل بالتأكيد بالتوافق حول شخصية بحدود معينة، وليس التوافق يعني ان يكون شخصا ليست له لا طعم و لون ولا رائحة".

 

العماد عون اعلن عن افتتاح اذاعة "صوت الغد" على موجة"اف ام" الثلاثاء المقبل موضوع رئاسة الجمهورية يبحث ورأيي ان لا اقالة او تنحية دستورية للرئيس

وطنية- 5/3/2006 (سياسة ) اعلن النائب العماد ميشال عون صباح اليوم من دارته في الرابية عن افتتاح اذاعة "صوت الغد" الثلاثاء المقبل على الموجة 97,1 اف ام وذلك لدى استقباله مدير واسرة التحرير في "صوت الغد".

وبعد كلمة ترحيب بفريق العمل في "صوت الغد" اكد العماد عون ان الفريق سينضم الى الجسم الاعلامي, ورحب بالضيوف الذين سيساعدون الفريق, موضحا ان الاذاعة قدمها الوزير السابق سليمان فرنجية ونشكره على ذلك, ونأمل ان نخدم بواسطتها القضايا اللبنانية.

وقال:"اما الانطلاق الرسمي فسيكون في 7 اذار الجاري وسيشرف عليها فريق يضم : بيار رفول , لورا شكور, طوني نصرالله وميشال حبيس, بالتنسيق مع رئيس التحرير الاستاذ حبيب يونس, ونشكر السيدين وديع وفادي ابو جودة, اللذين قدما جهدا فائقا لاختصار الوقت, مع مساعدتهم الفنية والادارية وخبرتهم.". " ان الاعلام مهم في حياتنا, وهو الذي يعطينا المعلومات اللازمة حتى نكون الرأي العام, ونختار الخيارات السياسية, وحتى في بعض الاوقات يؤثر علينا في مأكلنا ومشربنا من خلال الاعلان. والاعلام رسالة, وهذه الرسالة مهمتها ايصال الحقيقة, وفي وقتها, وهناك فرق بين الذي يوصل الحقيقة في وقتها والذي يكتبها للتاريخ, وسبق ان قلت :" ان الذي يقول الحقيقة في وقتها يدفع حياته في بعض الاوقات,في حين ان المؤرخ ينشرها ويعتاش من ريعها".

واشار الى ان الانسان لا يدفع ثمن حياته الا اذا حمل رسالة, وقال:الذين بشروا بالاديان تصرفوا على هذا النحو ودفعوا ثمنها حياتهم, وهؤلاء الذين يدافعون عن اوطانهم اي الجنود , لا يموتون من اجل الراتب والمال بل من اجل قناعتهم ورسالتهم, لذلك نقول ان الاعلام رسالة ولكن مع الاسف في بعض الاوقات الاعلام يخرب نفسه". القول الشهير يقول: "الصحافي يحمل قلما وليس بندقية, والقلم هو اخطر من البندقية لانه يساعد على تكوين القناعة والفكر, وفي بعض الاوقات يساعد على خلق الشعور الثأري والعدائي, كما انه يستطيع ان يساعد على خلق شعور المحبة والوئام, وينذر الانسان على الحقيقة, من هنا دور الاعلام التضليلي الذي يعتبر وسيلة قتال ويستعمل في الاعمال البسيكولوجية وضد الشعوب العدوية لضرب الاستقرار الفكري وبخاصة اثناء الحرب.

واكد على ضرورة قول الحقيقة بدون اي تحيز, والاخبار المثيرة هي مسيئة, اما الخبر الحقيقي فهو خبر جميل, والخبر المثير اذا ارتكز على خطأ فهو جريمة, والالتزام بالحقيقة هو من اخلاقيات المهنة الاعلامية. اضاف: ان الاعلام يجب ان يكون حرا, ولكن علينا ان نفهم ما هي الحرية, هل في تخطي كل شيء, صحيح ان المحلل له الحق في ابداء رأيه ولكن ليس على النوايا بل ضمن النصوص, نحن لا نريد حرب نوايا ولا محاكمة على النوايا. "اعمل في حقل السياسة منذ عام 88, وانا دائما ادان على شيء لم اقله ابدا, اتمنى ان اصحح لنفسي اي خطأ اقوم به, واقبل انتقادات الناس على اعمالي, ولكن ليس انتقاد على نواياي, وهنا تفقد الرسالة معناها وتنال من هيبة الاعلام. هناك ثرثرة في الاعلام, وانا اقدر الاعلام المكتوب, حتى ولو كان انتشاره اليوم اضعف لانه يطور الفكر ويثقف.

والاذاعة اخف من الاعلام المكتوب, ولكن هي افضل من التلفزيون, فليس لان التلفزيون لديه نية سيئة, ولكن لكون الاعلام لا يلتقط بسهولة ليلا من قبل الشعب.

والاذاعة من وسائل الاعلام لانها تسمح للجميع ان يلتقطوا الخبر بالاذن ونتمنى ان نحمل الحقيقة ولا شيء غيرها.

ونتمنى على اسرة التحرير في "صوت الغد" ان تلتزم بالحقيقة. وقد التزمت في حياتي الصدقية مع الناس و"التيار الوطني" تربى على الصدقية ايضا.

حتى ولو على شعارنا اذاعة "صوت الغد" ولكن ايضا هي ايضا ملتزمة بالحقيقة وليست هي التي تكون الدعاية لنا وتقرب الناس منا, بل التزامنا الصدقية والواقعية سيجعل الناس يصغون لنا. و"من المهم ان كل ما يبث من هذه الاذاعة يكون وثيقة تاريخية لا تدحض.

واملي كبير فيكم ونتمنى ان نساهم بتطهير الرسالة الاعلامية من شوائب قد تكون علقت بها ورواسب الفكر الواحد والتضليل والبروباغندا".

حوار ثم رد العماد عون على اسئلة الصحافيين :

فسئل: على ماذا تريد ان تبني النشرة الاعلامية ، هل على شخصك او على عملك او على نمط معين من الاعلام المروج اليوم ؟ اجاب:" العماد عون ليس ايقونة ولا يريد البخور صبحا، ظهرا ومساء، وهذه تتضمن كل ما يجب ان تعملوا عليه, الحدث المهم هو الاساس, وعليكم ان تلبوا ما ينتظره الشعب ضمن المبادىء والقوانين الاخلاقية التي تفرضها المهنة ".

سئل: الى اي مدى يريد "التيار الوطني الحر"ان يسوق مبادئه من خلال الاذاعة؟ اجاب:" نحن لا نريد التسويق, نريد قول الحقيقة والواقع، قدراتنا ونطرياتنا هي من ضمن الحقيقة,وتسويقنا للحقيقة والواقع هما تسويق لنا, فنحن ملتصقون بهذا الواقع ".

سئل: هل ان اي تهجم يصدر باتجاهك يجب ان نجيب عليه ؟ اجاب:" انتبهوا فالردود لا تكون على اي قول فارغ، لا اتكلم عن الاشخاص, ولكن عن المضمون الفارغ. اذا استوجب الرد يجب ان يكون على موقف له قيمة. ونحن لسنا اذاعة شائعات، في بعض الاحيان نشجع الشائعة في الرد وعلينا الانتباه". سئل: ما تعليقك على كلام المصادر؟ اجاب:" انتبهوا من هذه المصادر، هناك الرفيعة والسميكة والعالية والمخفية والطلعة فهذه لا تفيد".

 سئل: هل هناك بوادر واضحة عن قضية الرئاسة الاولى ؟ اجاب:" الموضوع يبحث ولا نستطيع ان نعرف اين وصلت الا بعد الحوار. ورأيي واضح لا اقالة او تنحية دستورية للرئيس ".

سئل: هل هناك اتفاق على اسم ؟ اجاب:" تستطيعي ان تستدرجي غيري. وانا حشري اكثر من العالم لمعرفة من هو الرئيس، هناك كلمات في الاعلام ليس لها معنى، يقال ان البحث هو جدي, وهل نحن نقوم بمحادثات للتسلية؟ كل الامور جدية ودقيقة وهناك مستويات مختلفة في التفكير وفي المصالح المتعددة. ولكل منطلق معين لبحث الموضوع. فهناك من يفكر بالناس كمواطنين وهناك من يفكر فيهم كشركة مساهمة وكزبائن. ونحن نريد بناء الوطن. والجدل يتشعب وقد يكون كل الصراع بين الشركة المساهمة وبين بناء الوطن. هناك دائما ثلاثة احتمالات, او تفرد, وتعلق, او تحل ".

سئل: ما هو تقويمك العام للحوار الذي يقام الآن؟ اجاب:" المواقف واضحة, والمصارحة وجها لوجه من اجمل نتيجة للحوار . هناك وضوح بالتفكير ".

سئل: هل سيكون للمواطن حيزا هاما في النشرات؟ اجاب:" هذه مسؤوليتكم ، نحن اعطينا الاذاعة الى المسؤولين وعليكم الاستنباط منهم ماذا يريدون وما يبغونه من الاذاعة، وعملنا اعطاء اخبار صحيحة للمواطن فضلا عت حاجاته ".

سئل: لقد كنتم من اول الداعين الى الحوار والى النهضة الاقتصادية فمتى سيكون لدينا صحوة اقتصادية؟ اجاب:" لا شيء يمنع، بعد الحوار الذي نتمنى ان يكلل بالنجاح، ان نناقش الاستنهاض الاقتصادي او المشاريع, فهناك افكار مختلفة, وهناك من يريد ان يكون النهج السياسي مرتبطا بالمشاريع الاقتصادية, او وجود منهج مستقل لانهاض البلد وهذا المشروع هو المفيد. ونريد ان نميز بين المخطط الاقتصادي المرتهن بسياسة معينة يستفيد منها البعض في موقع السلطة, وبين الاقتصاد بالمطلق ".

سئل: هل طرح الموضوع الاقتصادي؟ اجاب:" طرح, ولكن هذا يتخطى السياسيين. لكي ندرس هكذا مواضيع يجب الاتيان باختصاصيين اقتصاديين ليشاركوا فيه ، لانه موضوع تقني ".

سئل: هناك بعض القوى قوست على الحوار ولا زالت فكيف تنظر الى هذا الفكر؟ اجاب:" هذا الطقم السياسي غير منسجم، هناك اناس يربحون بالوفاق وهناك اشخاص يخسرون بالوفاق, لانهم اخذوا دورهم من الحالة الخلافية في البلد، هناك منابر سوف تقفل في الحوار لانها عن غير حق ".

سئل: اليوم هناك تهدئة اعلامية, في حين كان هناك تراشق اعلامي قبله، فكيف تنظر الى المرحلة المقبلة على الصعيد الاعلامي؟ اجاب:" تكون الاشادة بنتائج الحوار, او العكس, اما بالنسبة لموقفي فلن يتغير".

 

العشاء السنوي لاطباء التيار الوطني الحر العماد عون: بالحس الوطني نتخطى المشاكل

وطنية- 5/3/2006 ( ) اقام اطباء التيار الوطني الحر عشاءهم السنوي في فندق رويال بلازا ادكار معلوف, ابراهيم كنعان, نيبل نقولا, عاصم عراجي وكميل معلوف وحضر العشاء ايضا اللواء عصام ابو جمرة, نقيب الاطباء د. ماريو عون والاستاذ جان عزيز, ومن كوادر التيار الوطني الحر حضر المنسق العام بيار رفول, المهندس حكمت ديب, منسق الاطباء د. كميل خوري, رئيس لجنة النقابات ايلي حنا ورئيس لجنة الاعلام انطوان نصرالله. القى العماد عون كلمة في المناسبة جاء فيها "في استطاعة اللبنانيين ان يتخطوا كافة المشاكل اذا ما تحلوا بالحس الوطني الواقعي لتحقيق المصلحة العامة, وهذا ما فعله التيار الوطني الحر وحزب الله في ورقة التفاهم, وهنا اذكر اللبنانيين وخاصة الاعلاميين ان فرضياتهم حول ذهاب العماد عون الى دمشق او ايران, او اعتبار حزب الله في المحور السوري الايراني, فيها الكثير من التجني واكرر لكم ان حزب الله لم يكن يوما في هذين الموقعين ان ما يجمع التيار بحزب الله المعاناة الطويلة ودرب النضال والمقاومة كل على طريقته وفي نهاية المطاف وضعنا مصالحة جانبا لصلح الخير العام ومصلحة لبنان العليا لاننا انطلقنا من حسنا بالمسؤولية من اجل بناء الجمهورية".

اعتبر ان المشكلة التي نعانيها حاليا ليس فقدان السيادة والحرية والاستقلال فما يواجهه لبنان واللبنانيين هو فقدانه لحكام اسياد واحرار. الكلمة الترحيبية القاها الدكتور شار جزرا, رئيس اللجنة المنظمة للقاء وامين سر نقابة الاطباء سابقا فتوجه الى العماد عون قائلا:" يخفون منك لانك لم ترث السياسة عن اباك او عمك او خالك بل نتيجة تربية مدرسية".

تلاها كلمة للنقيب ماريو عون استنكر فيها حادثة وفاة المواطن ابراهيم شقير امام مستشفى المعونات وتمنى عدم تكرار ذلك. منسق الاطباء الدكتور كميل خوري شدد في كلمته على اهمية الجسم الطبي في التيار الوطني الحر وعلى الفكر التحرري الذي يتمييز به التيار, تلى الكلمات عرض فيلم وثائقي عن زيارة وفد من الاطباء للعماد عون عام 1988 في بيت الشعب في بعبدا.

 

غسان مخيبر عضو كتلة الإصلاح والتغيير النيابية في البرلمان اللبناني: اللبنانيون محكمون بالتوافق على المسائل المختلف عليها 

03/03/2006  - أعرب غسان مخيبر عضو كتلة الإصلاح والتغيير النيابية في البرلمان اللبناني عن أمله في أن يتوصل الحوار الوطني إلى حلول انطلاقا من مبدأ الديموقراطية التوافقية.

وأضاف في مقابلة مع "العالم الآن" أن المواضيع المطروحة ذات شأن كبير وحيوية ولا بد من التوافق عليها لتستقيم الأمور وتنفذ. وفيما يلي نص المقابلة التي أجريت معه بتاريخ 28 فبراير/شباط 2006:

س-إلى أي مدى تعتبرون أن الظروف مهيأة للوصول إلى نتائج ايجابية من خلال الحوار الوطني اللبناني؟

ج-بالرغم من الظروف الغير المؤاتية لهذا الحوار من جهة توقيته أو التحضير له أو حتى التوافق حول آلية تفصيلية فيما يتعلق بآلية الدعوة إليه إلا أنه يبقي السبيل الوحيد لحل نقاط الخلاف بين اللبنانيين.

س-هل يمكن التوصل إلى اتفاق حول الخلاف المتعلق بالقرار 1559 وموضوع رئاسة الجمهورية؟

ج-اللبنانيون محكمون بالتوافق على المسائل المختلف عليها، وإذا لم تحل بالحوار فلا يوجد سبيل آخر لحلها، بما في ذلك مسألة رئاسة الجمهورية والقرار 1559 أي سلاح حزب الله ومسألة الفلسطينيين والعلاقات اللبنانية السورية وآلية اتخاذ القرارات وتشكيل الحكومة والمواضيع الأخرى. المطلوب هو إعادة إحياء المؤسسات الدستورية بالتوافق.

س-هل يمكن التوصل إلى حلول انطلاقا من مبدأ الديموقراطية التوافقية؟

ج-الديموقراطية التوافقية هي سمة النظام اللبناني وليست وصفا سياسيا وهو النظام الذي لا يمكن أن تحكم فيه أقلية على حساب أقلية أخرى لأن لبنان يتكون من مجموعة أقليات.

كما أن المواضيع المطروحة ذات شأن كبير وحيوية ولا بد من التوافق عليها لتستقيم الأمور وتنفذ.

يمكن أن تتخذ قرارات بالأكثرية البسيطة في مواضيع أقل أهمية، لكن في المسائل الأساسية مثل المطروحة اليوم، فلا يمكن لأحد أن يأخذ قرارا بمفرده دون أن يتفق مع الآخرين. إن مكان المؤسسات الدستورية في النظام الديموقراطي التوافقي هو البرلمان.

ان المشكلة تكمن في قانون الانتخاب. فقانون انتخاب غازي كنعان (2000-2005) لم يسمح بإنتاج النخب السياسية التي تمثل كل الشعب اللبناني لذا ترانا اليوم أمام سوء للتمثيل نتيجة لقوانين انتخابية سيئة منذ العام 1992.

س-ما هي المعايير والأسس لاختيار رئيس جديد للبلاد؟

ج-كل المسائل مطروحة للنقاش بما فيها رئاسة الجمهورية وفق معايير مرتبطة بإدارة البلاد.

ليست المشكلة في بديل لرئيس الجمهورية إنما في كيفية إدارة هذه الجمهورية، فإذا كانت المناصب الأساسية الأخرى تمثل طوائفها، يكون الممثل لرئاسة الحكومة أو لرئاسة المجلس النيابي الأقوى في طائفته، ولا بد ان يكون رئيس الجمهورية هو الأقوى في طائفته أيضا.

كل ذلك يفرض التوافق بين جميع المكونات والمشكلة هي في الأكثرية الحاكمة اليوم التي تسعى للإطاحة برئيس الجمهورية دون الحوار مع المكون الأساسي في الطائفة المسيحية وهو العماد ميشال عون ودون الحوار مع المكون الثالث للمجتمع اللبناني وهو الطائفة الشيعية الممثلة بشكل أساسي في أمل وحزب الله.

هذا هو المنطق الذي يفرض نفسه على الجميع حين الجلوس إلى الطاولة والعودة إلى المنطق والواقعية لاتخاذ الطرق الأقصر للتوصل إلى النتيجة المرجوة. نحن نسعى لبناء دولة ذات سيادة، قادرة، مستقلة وديموقراطية لا تحكمها هيمنة سورية، فلسطينية أو إيرانية بعد اليوم. ولا نريد الخروج من هيمنة لنقع في أخرى بل نريد أن نصل إلى النظام الديموقراطي وطريقه الوحيد هو التوافق وإقامة نظام انتخابي جديد يعزز آلية التمثيل التي تسمح بتوافق أفضل في المستقبل.

 

الحوار الوطني اللبناني يدخل الاثنين أسبوعا حاسما 

الأحد 5 مارس - أ. ف. ب.

بيروت: يدخل الحوار الوطني بين الأقطاب اللبنانيين الذي يهدف الى اخراج البلاد من الأزمة الغارقة فيها منذ اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري وانسحاب القوت السورية، اسبوعا حاسما اعتبارا من الاثنين. واعلن رئيس المجلس النيابي اللبناني نبيه بري ان الحوار الوطني سيستمر حتى الخميس. واقر بان مناقشات حادة تجري بين المشاركين حول الملفين الشائكين وهما استكمال تطبيق القرار 1559 الصادر عن مجلس الامن الدولي والعلاقات اللبنانية-السورية. وينص القرار 1559 على ضرورة نزع سلاح حزب الله والفصائل الفلسطينية الموجودة في لبنان. وترى الغالبية البرلمانية ان هذا القرار الدولي ينص على رحيل رئيس الجمهورية اميل لحود باعتبار ان التمديد لولايته ثلاث سنوات في الثالث من ايلول(سبتمبر) من قبل مجلس النواب اللبناني الموالي لسوريا آنذاك كان غير شرعي.

وفي حديث، اشار مصدر قريب من المشاركين طلب عدم كشف اسمه الى تقارب في وجهات النظر حول السلاح الفلسطيني. وقال المصدر "حصل اتفاق مبدئي على ضرورة نزع السلاح في المواقع الفلسطينية خارج مخيمات اللاجئين وضبط السلاح داخل المخيمات". واوضح ان المباحثات تجري حاليا حول الجهة اللبنانية التي ستناقش هذا الموضوع مع الفلسطينيين. وتعتبر الغالبية البرلمانية المناهضة للنظام السوري ان معالجة هذه المسألة يجب ان تنحصر في الحكومة التي يشارك فيها حركة امل وحزب الله الشيعيان. اما الحزبان الاخيران، فيفضلان تشكيل لجنة سياسية خاصة حتى يتمكن قادتهما من المشاركة مباشرة في المباحثات. وقال المصدر نفسه ان رئيس حركة امل نبيه بري والامين العام لحزب الله حسن نصرالله عبرا عن استعدادهما لاستخدام علاقاتهما الجيدة بحركة المقاومة الاسلامية (حماس) التي فازت بالانتخابات التشريعية الفلسطينية في هذا السياق. وحول نزع سلاح حزب الله، ذكرت الصحف اللبنانية ان البحث تركز على وسائل استعادة مزارع شبعا المتنازع عليها والتي يصر حزب الله على تحريرها من اسرائيل.

وعبر زعيم الغالبية النيابية سعد الحريري والزعيم الدرزي وليد جنبلاط بالاضافة الى حلفائهما المسيحيين عن تفضيلهم الحل الدبلوماسي، علما ان ذلك يتطلب اعترافا سوريا في الامم المتحدة بلبنانية المزارع وترسيما نهائيا للحدود بين لبنان وسوريا. من جهته، يدافع حزب الله عن خيار المقاومة المسلحة معتبرا ان من شأنها تعزيز موقع لبنان، ومذكرا بانه بفضلها انسحبت اسرائيل من جنوب لبنان بعد 22 عاما من صدور القرار 425 الذي كان يطالب بالانسحاب الفوري. وفي ما يتعلق بالعلاقات السورية اللبنانية، يؤيد الحزبان الشيعيان الفصل بين هذه المسألة والتحقيق الجاري في اغتيال رفيق الحريري، في حين تتهم الغالبية البرلمانية سوريا بالضلوع في قتل رئيس الوزراء اللبناني السابق والاغتيالات السياسية التي تلته، وتطالب بتغيير النهج المتبع من دمشق. ويتلاقى هذا الطلب مع الموقف الذي اطلقه الرئيس الفرنسي جاك شيراك اليوم الاحد من الرياض ان على سوريا ان "تغير اداءها ازاء لبنان وخصوصا ان تتعاون مع لجنة التحقيق الدولية" في اغتيال الحريري.

 

جميل السيّد في المستشفى

المستقبل - الاحد 5 آذار 2006 - نقل اللواء جميل السيد مساء أمس إلى مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت اثر إصابته بعارض صحي.وذكرت شعبة العلاقات العامة في المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي في بلاغ أصدرته مساء أمس: "الساعة 18.20 من تاريخ اليوم (أمس) 4 الجاري، أصيب اللواء جميل السيّد الموقوف في سجن رومية بارتفاع حاد بضغط الدم رافقه دوخة، ولدى معاينته من قبل طبيب السجن المكلّف بالإشراف على وضعه الصحي، أشار بوجوب نقله إلى المستشفى لإجراء الفحوص الطبية اللازمة، فتم ذلك. حيث جرى نقله إلى مستشفى الجامعة الأميركية وأجريت له الفحوص اللازمة مساء اليوم (أمس)، وضعه الصحي مستقر".

 

سعياً لتوفير الدعم الدولي والعربي لما سيطرحه في لبنان

لارسن في بيروت بعد انتهاء الحوار

المستقبل - الاحد 5 آذار 2006 - ثريا شاهين

أكدت مصادر ديبلوماسية في الأمم المتحدة في نيويورك، أن الموفد الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لمراقبة تنفيذ القرار الدولي 1559 تيري ـ رود لارسن يعتزم القيام بزيارة للبنان خلال آذار الجاري، بعدما كانت أرجئت هذه الزيارة والتي كانت مقررة مطلع هذا الشهر إلى موعد آخر يجري العمل لتحديده، بحيث تأتي في مرحلة ما بعد انتهاء مؤتمر الحوار الوطني اللبناني وما سيتخذه من مواقف بالنسبة إلى القرار المذكور.

وقالت المصادر، إن الأمم المتحدة التي رحب أمينها العام كوفي أنان بالحوار اللبناني الداخلي، تأمل في أن يتوصل المؤتمر إلى تفاهم لبناني جدي ونهائي حول تنفيذ ما تبقى من بنود في القرار 1559، وبالتالي في أن يلحظ التقرير الدوري الخامس، الذي بدأ لارسن الإعداد له، والذي سيحيله أنان إلى مجلس الأمن الدولي في منتصف نيسان المقبل حول تنفيذ لبنان لهذا القرار، تقدماً جوهرياً في الموقف اللبناني حيال تنفيذه، ووضع آلية داخلية للتعامل معه وجدولاً زمنياً معقولاً في التوقيت، لتحقيق كافة البنود.

وأوضحت المصادر، أنه بالنسبة إلى الأمم المتحدة وإلى لارسن تحديداً، فإن كل البنود التي لم تنفذ، تشكل أولوية، إلا أن تحرك لارسن، المرتقب في اتجاه لبنان، سيشدّد على أولويات مقررات مؤتمر الحوار.

وينتظر أن يكون للبند الأول من القرار المتعلق بإجراء انتخابات رئاسية نزيهة وحرة في لبنان، أولوية زمنية لناحية المساعي للتطبيق. لذلك، تؤكد المصادر أن لارسن سيقوم بجولة عربية قبل أن يزور لبنان، ويقصد فيها كلاً من المملكة العربية السعودية، ومصر وقطر والأردن. وسيستمزج رأي قادة هذه الدول في ما سيطرحه في لبنان، لإعطاء رسالة موحدة دولية ـ عربية حول الأفكار التي سيعرضها بالنسبة إلى الملف اللبناني وسبل تنفيذ لبنان للقرار 1559.

ومن غير المؤكد، ما إذا كان لارسن سيقوم بزيارة إلى دمشق، إلا أنه إذا لم يزرها قبل وصوله إلى بيروت، فسيلتقي وزير خارجيتها وليد المعلم خارج سوريا.  وقد اعتمد لارسن أسلوب استمزاج الدول العربية المحورية في كل المهمات التي كان قام بها في السابق، خصوصاً ما يتصل بمساعيه لتنفيذ سوريا انسحاب قواتها من لبنان، وفقاً للقرار 1559، وبهدف تأكيد حيادية المنظمة الدولية واستقلاليتها في الدور الذي تقوم به لتنفيذ قراراتها. وهذه المساعي ستنسحب أيضاً على نظرة الأمم المتحدة بالنسبة إلى تنفيذ البند الأول من القرار، والأولوية التي يجب أن تعطى له. وسيستبق لارسن خطوته المرتقبة في تحديد أولويات النقاش لديه في الملف اللبناني مع دول المنطقة، بلقاءات سيعقدها مع ممثلي الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن، وسيحظى، بحسب المصادر، من جديد بدعمها، بحيث يشكل ذلك السقف الدولي لما يتمكن أن يتوصل إليه من جوجلة للأفكار المطروحة دولياً وعربياً قبل عرضها على الحكومة اللبنانية. وتقول المصادر، إن لقاء لارسن المتوقع مع وزير الخارجية السوري يهدف إلى تحديد الدور السوري في التعاون في مسائل متعلقة بتهريب السلاح إلى الأراضي اللبنانية والأشخاص، ونزع سلاح الميليشيات، وخصوصاً السلاح الفلسطيني خارج المخيمات وداخلها، والتشجيع على إقامة علاقات ديبلوماسية بين سوريا ولبنان وتبادل السفراء.

 

موسكو: الحوار يعزز السيادة والاستقلال

المستقبل - الاحد 5 آذار 2006 - رحبت روسيا بانعقاد مؤتمر الحوار الوطني العام في لبنان الذي دعا اليه رئيس البرلمان اللبناني نبيه برى. ونقلت وكالة "ايتار تاس" الروسية عن مصادر في وزارة الخارجية قولها أمس "إن روسيا تؤيد حل جميع قضايا لبنان عن طريق التوصل الى الاجماع الوطني العام على الاتجاهات الاساسية للسياسة الداخلية والخارجية للبلاد". وأكدت انه "يجب ان يقرر اللبنانيون انفسهم مستقبل بلادهم بدون تدخل اجنبي مهما كان مصدره". وأعربت الخارجية الروسية عن الامل في ان "يبدى المشتركون حول المائدة المستديرة، روح المسؤولية عن مصير البلاد والاستعداد لقبول الحلول الوسط من اجل التوصل الى قرارات منسقة"، موضحاً ان ذلك "سيتيح تعزيز السلام والوفاق المدني في لبنان وتعزيز سيادته واستقلاله ووحدة اراضيه".كما عبرت المصادر الروسية عن اعتقادها "ان مثل هذه اللقاءات ستكون دعماً طيباً للجهود الهادفة الى تخفيف حدة التوتر في المنطقة وضمان استقرارها وازدهارها العام".

 

وقائع لقاء الساعات السبع في قريطم

الأحد, 05 مارس, 2006 - داود رمال – صدى البلد

اللقاء الذي جمع أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله ورئيس كتلة المستقبل النيابية النائب سعد الحريري قبيل انطلاق الحوار في المجلس النيابي، شكل محطة بارزة تابعها مختلف الأفرقاء اللبنانيين وكذلك كثرت أسئلة الدبلوماسيين عما دار خلاله من مناقشات. ولكن الثابت ان هذا اللقاء وبحسب مصدر نيابي مقرب من حزب الله مهد الطريق الى الحوار ليبدأ في أجواء هادئة نسبياً، وان النائب الحريري أثار خلال اللقاء العلاقة مع حزب الله منذ انخراطه في العمل السياسي بعد استشهاد والده، لا سيما السلبيات في هذه العلاقة ونقاط الاختراق والخلاف بين الطرفين، وأوحى من خلال كلامه انه يحمل الحزب مسؤولية ما آلت اليه الأمور خصوصاً في موضوع العلاقة مع رئيس اللقاء الديمقراطي وليد جنبلاط. ورد السيد نصرالله على ذلك مستعرضاً العلاقة مع والده الرئيس الحريري مفنداً كل النقاط التي أثارها النائب الحريري، قائلاً أنا لا أستطيع السير مع جنبلاط بالحرب على سورية والطلب من الأميركيين احتلال سورية، وتحميل سورية مسؤولية جريمة اغتيال الرئيس الحريري. وفي رده قال الحريري انه محسوم لديه ان السوريين هم قتلوا والده ولكن لا يملك الأدلة الحاسمة.

ويضيف المصدر ان النائب الحريري ركز على موضوع العلاقة مع النائب جنبلاط فأبلغه السيد نصرالله ان حزب الله ما تعود ان يتبع أحداً في مواقفه ولا يستطيع فعل ذلك، لأن الحزب يقف على كل التفاصيل ان من حيث الشكل أو من حيث المضمون.

ويتابع المصدر ان النائب الحريري حاول حسم ملف رئيس الجمهورية العماد اميل لحود وقال انه طبيعي القول ان لحود لم يعد مناسباً وانتهى فبرأيك من البديل، فرد السيد نصرالله بالحقيقة فأجأتني، لأن هذا الموضوع لم ندرسه بعد ونعتقد ان الرئيس لحود ما زال أمامه أكثر من سنة ونصف السنة لإنهاء ولايته، وبعد نقاش قال النائب الحريري إذا كان الموضوع حماية المقاومة عندما أصبح رئيساً للحكومة بعد رحيل لحود أنا أحمي المقاومة. وأوضح المصدر ان السيد نصرالله حمّل النائب الحريري نصيحة الى النائب جنبلاط، بألا يكمل بطروحاته التي لا تخدم أحداً وان يتوقف عن التعبئة المذهبية، وأضاف السيد نصرالله مخاطباً الحريري، انه لا يصلح ولا يقبل انكم فريق "14 آذار" وما أعلنتموه في 14 شباط ان تقرروا ونحن نمشي خلفكم، فأين الشراكة في القرار وفي المسؤولية وفي كل الأمور".

ويشير المصدر الى ان النائب الحريري قال انه مع المقاومة ومع سلاحها فأجابه السيد نصرالله: "هذا الكلام جيد ومطلوب ولكن أريده واقعاً ملموساً ومطبقاً في كل السلوكيات السياسية".

ويؤكد المصدر ان اللقاء كان لقاءً استعرضت فيه كل المرحلة السابقة وهدف لتبريد الأجواء قبل الدخول الى الحوار، ولم يتم الاتفاق على أي شيء. ولفت المصدر الى ان النائب الحريري سأل السيد نصرالله هل هو مقتنع فعلاً بالعماد ميشال عون رئيساً للجمهورية، فرد السيد بالقول ان موقفه معروف ومعلن من هذه المسألة، أي ان عون يمتلك كل الصفات الموضوعية والتمثيلية والجدية والشعبية كمرشح جدي وحقيقي لرئاسة الجمهورية، والموضوع لم نحسمه بعد لأنه سابق لأوانه طالما تفصلنا فترة زمنية طويلة عن موعد الاستحقاق الرئاسي. وكشف المصدر ان النائب سعد الحريري أبلغ السيد حسن نصرالله ان العماد عون ليس موضوع قبول لدى فريق 14 آذار، وقال: "إذا كان عون سيصبح رئيساً للجمهورية فاننا نفضل التمديد للحود ثلاث سنوات" وهذا يؤكد، حسب المصدر، ان الحريري يريد ان يكون رئيساً للحكومة في ظل وجود رئيس غير قوي.

 

السياسة تتحول زجلاً وطرباً على شرائط وأقراص

الأحد, 05 مارس, 2006 - محمد بركات - صدى البلد

لم يعد يكفي اللبنانيين أن يتابعوا وقائع المسلسلات المكسيكية السياسية اليومية. لم يعد كافيا أن ينتظر ابن 8 آذار يوم القدس أو احتجاجا على تدمير مقام ديني في العراق أو حفلا تأبينيا لوالد أحد "المجاهدين"، حتى يشفي نهمه إلى الخطاب الذي يمثله وينطق بما يختلج في صدره ويمدّه بما يردّ به على زملائه في العمل أو في الجامعة أو في المبنى الذي يسكنه. كذلك لم يعد كافيا أن ينتظر ابن 14 آذار إزاحة الستار عن نصب في مكان اغتيال الرئيس رفيق الحريري، أو 14 شباط أو 14 آذار أو استقبال النائب وليد جنبلاط وفودا شعبية، حتى يشبع رأسه ويملأ لسانه بالأسئلة التي سيطرحها في اليوم التالي على رفاقه المختلفين والذين يخالفون انتماءه السياسي.  فإذا اعتبرنا تصريحات القادة السياسيين، الطائفيين بطبيعة الحال، الزاد الكلامي الذي يحمله اللبنانيون في رحلاتهم اليومية، فإن هذا الزاد قد ينضب بين ليلة وضحاها، بعد تصريح من هنا او من هناك، يفتح ملفا جديدا أو جرحا قديما أو يطرح إشكالية جديدة. كأن يجد نفسه أحد أبناء 8 آذار أعزل بعد عرض جنبلاط خريطة تثبت عدم لبنانية مزارع شبعا، وسيكون عليه أن ينتظر مقابلة مع أحد مسؤولي "حزب الله" على إحدى الشاشات اللبنانية ليردّ على تلك الخريطة، أو أحد المناوئين الدروز لجنبلاط، ليعثر على السلاح الذي سيردّ به على الخريطة.

الانقلاب السياسي والاعلامي استدعى عددا من الظواهر الجديدة. إذ تخلّى لبنانيون كثر عن عاداتهم الطربية والغنائية، بما للغناء والموسيقى من حيّز لاطائفي لم تستطع سنوات الحرب والسلم الملتبس أن تغزو متنه وعمقه. واستبدلوا بالاستماع إلى شرائط موسيقية وأقراص مدمجة، عادات غنائية وإنشادية فئوية عادت إلى الظهور بعدما غابت وانخفض وجودها في العقد الماضي. فجأة عادت الأغنية السياسية لتشكل مادة حرب غير معلنة بين مغنين سوريين وآخرين لبنانيين راحوا يتبارون في الشتائم الغنائية، ثم عادت إلى الظهور الشرائط والأقراص المدمجة والأفلام المسجّل عليها خطابات الدكتور سمير جعجع والزعيم وليد جنبلاط والسيد حسن نصر الله والشيخ سعد الحريري وغيرهم. وبدأت هذه التسجيلات في الفترة الأخيرة تحتل حيزا، آخذاً في الاتساع، من يوميات اللبنانيين ومن خزائنهم في البيوت ومراكز العمل والسيارات.

يستطيع الواحد منا أن يلحظ ذلك حين تمرّ قربه سيارة ينبعث منها صوت مهيب يقول: "إنت مين ... قبل الـ82 شو تاريخك ... وبعد الـ82 شو تاريخك؟"، أو سيارة يتصاعد منها صوت يمتزج فيه الغضب بالتذكر والأسى: "إذا كان النسيان مستحيلاً، فإن التسامح مستحييل ... مستحييل ... مستحيييل"، أو أخرى ينبعث منها صوت طازج: "اسحبوا وديعتكم من بعبدا"، أو رابعة يخرج منها صوت واثق: "الرئاسة لنا ... وسنستردّها".

ومن لم يفاجأ بصوت أحد السابق ذكرهم يخترق صمت مجموعة ما، ليتبين لاحقا أنه صادر من هاتف خلوي معبّأ سياسيا مع طرف ضد طرف، خطابات وصور زعماء وأفلاما قصيرة. وليس غريبا بعد اليوم أن تدخل بيتا يشاهد أهله فيلما عنوانه "خطبة بنت جبيل"، أو "14 شباط 2006".

 

 حواري لـ"التيار" و"حزب الله" في جزين

الأحد, 05 مارس, 2006 -هادي السبع أعين

لم يكن سهلاً على التيار الوطني الحرّ أن يبادر إلى وضع وثيقة التفاهم المشتركة بينه وبين حزب الله في ميدان الاختبار الشعبي وأن يطرحها مادة للحوار في منطقة تبعد جغرافياً عن العاصمة لكنها تعيش في قلب الحدث. "إن وجود أي لبناني على أرضه هو أفضل من رؤيته على أرض العدو"، هو عنوان الجلسة النقاشية التي نظمتها هيئة التيار في جزين أمس وحاضر فيها زياد عبس القيادي في "التيار" وغالب أبو زينب عضو المكتب السياسي في حزب الله بمشاركة العشرات من رؤساء بلديات ومخاتير وعائلات القضاء. اللقاء الذي يعتبر الأول من نوعه في المنطقة خرق أمس جدار المحظورات التاريخي في منطقة شهدت إبان حقبة الاحتلال الاسرائيلي للجنوب توتراً في العلاقة مع حزب الله ونقمة محلية على عملياته العسكرية التي استهدفت المنضوين في جيش لبنان الجنوبي وأصابت العشرات من أبناء قرى القضاء. الوثيقة التي اعتبر منسق هيئة جزين زياد الأسود أنها تجسّد "حواراً قوامه التوافق وتعيد الأمل في إنشاء لغة بدل الغوغاء وتبث الطمأنينة بدل الإرباك"، وزعت على الحاضرين في إطار الدعاية والتثقيف السياسي اللذين يمارسهما التيار تجاه مناصريه، وطلب من مخاتير القرى تزويد الحزبين بأرقام ومعلومات عن اللبنانيين في اسرائيل كما دعيت العائلات لملء استمارة عن أقاربهم المبعدين والذين فيهم 76 عائلة جزينية من اصل 2600 لبناني.

شهداء وليس عملاء

حوار مفتوح حول ورقة التفاهم لم تغب عنه مركبات اللغة الجماعية الجزينية التي تؤلفها تركيبة سكانية ذات غالبية مسيحية، سألت حزب الله عن مستقبل سلاحه وعن مشروع "الدولة الدينية" وطالبته باستصدار قانون عفو عام يشمل كل المبعدين اللبنانيين إلى اسرائيل ودعته إلى اعتبار أبناء المنطقة القتلى "شهداءً وليس عملاء في جيش أنطوان لحد". الوجوه ذاتها سألت التيار عن موقفه من سلاح المقاومة وعن اقتراحه في شأن وضع استراتيجية دفاعية ردعية وحاولت استجوابه في موقفه "من سورية ومن عملائها في لبنان". أبو زينب الذي أكد تمسكه بمبدأ الشراكة والتوافق في صناعة القرار وإدارة الحكم في لبنان، دغدغ مشاعر الحاضرين في وصفه النائب العماد ميشال عون "فخامة الرئيس الجنرال" وإعلانه تأييد الحزب لترشيحه إلى رئاسة الجمهورية. أبو زينب الذي يعتبر المسؤول الاول في حزب الله الذي يشارك في ندوة للتيار في جزين، غاب عنها نواب القضاء وفاعلياته السياسية، أعطى معنى مختلفاً لشكل العلاقات بين الحزبين التي ينظر إليها البعض أنها تؤسس لتحالفات سياسية في الجنوب قد تغير الصورة السياسية فيه. أما التيار الذي نجح في احتساب اللقاء نقطة رابحة له في تمتين صيغة العيش المشترك في قرى جزين المسيحية والشيعية، فشدّد محاضره زياد عبس على لغة الحوار مع حزب الله وجميع الفرقاء اللبنانيين لمعالجة مختلف المشاكل. وتطرق عبس إلى آليات تنظيم عودة اللبنانيين من اسرائيل وتحدث عن لبنانية مزارع شبعا ومبررات المقاومة والصيغة التي يجب أن تكون فيها، كاشفاً عن اقتراح لضمّ المقاومة إلى الجيش ضمن كتيبة غير نظامية تعمل وفق قرار سياسي وفاقي بالتنسيق مع قيادة الجيش.

 

الفريق السوري في لجنة المفقودين: موقوفون بقضايا امنية تركوا سابقاً

النهار 5/3/2006: أبلغ الوفد السوري في لجنة متابعة قضية المفقودين والمعتقلين في السجون السورية الى الجانب اللبناني في اللجنة امس خلال اجتماع جديد عقده اعضاؤها في جديدة يابوس، ان عددا من اللبنانيين الذين كانوا موقوفين في السجون العسكرية قد اطلقتهم السلطات السورية في فترة سابقة ولم يعودوا موجودين لديها. ووفق معلومات لـ"النهار" من مصادر قريبة من اللجنة ان هؤلاء كانوا اوقفوا في قضايا امنية بينها التجسس. وفي المعلومات ايضا انه لم يبق في السجون المدنية السورية أي لبناني ورد اسمه في اللوائح التي سلمها الوفد القضائي اللبناني في اللجنة الى الجانب السوري، وهي ثلاث تتضمن اكثر من 600 مفقود، باستثناء الـ88 لبنانيا الذين سبق الابلاغ عن اسمائهم في لائحة تسلمها الفريق اللبناني في اجتماع سابق في اطار عمل اللجنة، وهم موقوفون في قضايا عادية جزائية. وقد أبلغ الجانب اللبناني ان البحث عن المفقودين في السجون المدنية انتهى وكذلك في بعض السجون العسكرية. وبحسب المصادر نفسها ان الفريق السوري وعد نظيره اللبناني بأن يجيب في شأن موقوفين لبنانيين محتملين في السجون الامنية في الاجتماع المقبل الذي تقرر عقده في 18 آذار الجاري.

حضر الاجتماع امس عن الجانب اللبناني القاضيان جوزف معماري وجورج رزق والعميد في قوى الامن الداخلي علي مكي، وعن الجانب السوري المدعي العام العسكري القاضي جورج طحان ورئيس التفتيش القضائي تيسير عواد ومدير الجوازات والهجرة في الامن العام مظهر احمد. كما حضر مستشار رئيس الحكومة السورية احمد عز الدين الذي عين اخيرا عضوا في اللجنة بموجب مرسوم سوري.

ويشار الى ان اللائحة الاولى تضم 98 اسماً واللائحة الثانية 133 اسما والثالثة اكثر من 400 اسم.

وفهم ان عدد الاسماء التي اجاب في شأنها السوريون في اجتماع امس يشكل جزءا قليلا من تلك الواردة في اللائحة الثالثة والاكبر، المسلمة الى السوريين، مما يعني ان الاجتماع المقبل يفترض ان يكون حاسما بالنسبة الى قضية المفقودين والمعتقلين في السجون السورية باعتبار ان البحث عن مفقودين انتهى في جميع السجون المدنية وبعض السجون العسكرية.

 

الطائف صك التأسيس والقرار 1559 صك الاستقلال؟

علي حماده –النهار 5/3/2006

 التوقف عند موضوع القرار 1559، ودرسه في العمق على طاولة المؤتمرين في ساحة النجمة يكشفان مدى اهمية هذا القرار في الحياة اللبنانية، وتأثيره الكبير في مستقبل البلاد. فإذا كان القرار مادة خلافية بامتياز في الساحة اللبنانية بين القوى الاستقلالية  من ناحية والقوى المتحالفة او المستتبعة لنظام دمشق من ناحية اخرى، فإن هذا الامرلا يحجب ما هو اهم من ذلك كله: انه اخرج الجيش السوري من لبنان، بان منح لبنان الاطار الشرعي الاوسع ( قرار صدر عن مجلس الامن ) لانهاء الوصاية الاشبه بالاحتلال. فجاء الغضب الشعبي العارم على المافيا المخابراتية السورية – اللبنانية مقترنا بدعم دولي كبير قلص هوامش المناورة امام النظام السوري في ما يخص تأبيد بقائه في بلاد الارز. و لعل القرار 1559 هو من الاهمية بمكان بحيث يطول مختلف القضايا العالقة التي تمنع تحرر لبنان من حالة الدولة المطيّة المستتبعة لارادة نظام من عصر آخر.فالبند المتعلق بالاستحقاق الرئاسي يشكل عنصرا مهما من العناصر المقوّضة لشرعية التمديد الذي تقرر اعتباطاً في سوريا و نفذ بالتهديد والوعيد هنا في لبنان. من هنا قدرة القوى الاستقلالية على العودة دائما الى القرار 1559 و التقارير ذات الصلة التي قدمها الامين العام للامم المتحدة كوفي انان الى مجلس الامن حول متابعة التنفيذ، باعتبارها ادلة على ان التمديد للرئيس اميل لحود كان قرارا سوريا و ليس لبنانيا.

وفي ما يتعلق ببنود القرار 1559  المتّصلة بالسلاح الفلسطيني و سلاح "حزب الله"، يمكن القول في ما يخص المسألة الاولى ( السلاح الفلسطيني)  انه من الصعب الدفاع عن موقف المنظمات الفلسطينية  التابعة للنظام السوري التي تنتشر خارج المخيمات، و"حزب الله" بكل ما يملك من ثقل معنوي اعجز عن دفع اللبنانيين على القبول بما لم يقبل به نظام عربي آخر بما في ذلك "قلب العروبة" في دمشق!

حتى السلاح داخل المخيمات فشرعيته لبنانيا انتفت، و باتت المسألة مرتبطة باتفاق سياسي – انساني مع الفلسطينيين ينظم وجودهم في بلادنا ضيوفا يخضعون للقانون اللبناني اسوة بالموطنين اللبنانيين.

في المسألة الثانية، اي سلاح "حزب الله"، فان القرار 1559 شكّل حافزا للبنانيين لكي يعملوا على فصل قضية الجنوب اللبناني عن اجندة النظام السوري. فكان التركيز على سلاح لا يتمتع بغطاء من الشرعية الدولية، مثيرا خلافا داخليا لبنانيا على الاجندة التي تتحكم فيه، ومداه الزمني و وظيفته. و هنا لا بد من الاشارة الى ان القرار 1559 لامس قضية كانت ستكون مادة مشتعلة بين اللبنانيين في المرحلة المقبلة. و اذا كانت للقرار حسنة واحدة فهي على الاقل انه امن للبنانيين على اختلاف مواقفهم، قاعدة قانونية وشرعية دولية يستندون اليها، فيقدمون تنازلات للشرعية الدولية بدل تقديمها داخليا بما يمكن ان يُقرأ انكسارا لفريق امام فريق آخر. بمعنى آخر، ان القرار 1559،  بدلا من "ابلسته" بسطحية، يمكن اخذه من جانبه الايجابي مخرجا من احتقان داخلي. نقطة اخيرة لا بد من التذكير بها هي ان القرار 1559 عند صياغته، جرى نسخه من اتفاق الطائف الذي اصبح دستورا للبنان الجديد. ومن يتكلف عناء مقارنة النصوص يكتشف ان القرار 1559 لم يكن اكثر من قرار تذكيري باتفاق الطائف، املاه التمديد للحود. ولو كنا موضوعيين، فهل كنا اعتبرنا القرار 1559  بمثابة صك دولي لاستقلال لبنان تماما مثلما اعتبرنا قبل 15 عاما  اتفاق الطائف صك تأسيس للبنان الجديد؟

 

صواريخ "حزب الله" ذراع ردع إيرانية

ماذا إذا تقرّر استعمالها قبل أن تصدأ ؟

رنده حيدر/النهار 5/3/2006: رأى المعلق العسكري زئيف شيف في صحيفة "هآرتس" امس ان شبكة الصواريخ البعيدة المدى التي ينشرها "حزب الله" على طول الحدود تحولت في السنوات الاخيرة "ذراع ردع ايرانية" في مواجهة اسرائيل. ننقل ما جاء في المقال: "على اسرائيل الا تستخف بصعود قوة ايران كدولة عظمى اقليمية، ولا بالاخطار التي ينطوي عليها النظام المتشدد الذي يحكم هناك. لقد ارتكبت ايران بعض الأخطاء لكنها حققت انجازات بارزة. وفي حين لا يهتم العالم الا بسعي ايران للوصول الى السلاح النووي نجحت طهران بطريقة ذكية وبالتعاون مع سوريا و"حزب الله" في اقامة شبكة كثيفة من الصواريخ في جنوب لبنان قادرة على ضرب اسرائيل من مسافة بعيدة.

في المدة الاخيرة نشر ان قافلة من السلاح الايراني اجتازت سوريا الى لبنان عبر شمال سهل البقاع في ضوء موافقة على عبورها. وأقرت الحكومة اللبنانية علنا ان السلاح موجه الى "حزب الله"، وبذلك تكون الحكومة اللبنانية شريكة غير مباشرة في اقامة شبكة الصواريخ.

والمعروف ان هذه الشبكة تتضمن نحو 12 الف صاروخ كاتيوشا وانواعاً اخرى من الصواريخ. ومن الزاوية العسكرية لا فرق ان كان عدد صواريخ الكاتيوشا 5000 مثلا، فالمهم هو المدى الذي يمكن ان تصل اليه هذه الصواريخ والذي تحرص ايران على تحسينه طوال الوقت. فقد تضاعف مدى صاروخ "فجر 3" و"فجر 5" وبات يصل الى نحو 70 كيلومترا. ومعنى ذلك ان "حزب الله" وفي الحقيقة ايران تملك قدرة على ضرب اهداف في جنوب حيفا وليس في منطقة خليج حيفا فحسب.

هناك اكثر من وجهة نظر حيال هذا التهديد. فلقد درج رئيس الاركان السابق للجيش موشيه يعالون على القول ان شبكة صواريخ الحزب ستصدأ قبل ان تستعمل. هذا محتمل، ولكن ماذا لو وجدوا سببا لاستخدامها قبل ان تصدأ؟ هناك من يقول ان المقصود هو خطر استراتيجي لأن الاماكن المهددة يمكن ضربها ايضا في عمليات ارهابية، وهذا كلام غريب، ولكن الا يشكل ادخال نحو مليوني شخص الى الملاجىء واغلاق المدارس والاعمال في كل مصانع المنطقة التي قد تتعرض لاطلاق النار ضربة استراتيجية؟ ان تجربة الماضي في مواجهة القصف المدفعي من جنوب لبنان والتجربة القاسية لصواريخ "القسام" البدائية تجعلان من الصعب الخروج بخلاصات مطمئنة.

الواضح ان اسرائيل اخفقت من جميع النواحي في منع قيام شبكة الصواريخ بمساعدة ايران. ولم يجر ضرب اي قافلة سلاح او اي مخزن للصواريخ في لبنان. والصواريخ منتشرة من دون ان تتعرض لأي خطر، والمندوبون الايرانيون في لبنان يساعدون في التخطيط وفي استخلاص الدروس من نشاط حزب الله.

 

الديار» تنشر الدراسة الحقيقية لوضعية مزارع شبعا مع الخرائط 

ايلاف  2006-03-05 

ينتقل الحوار يوم غد الى مرحلة ثانية بعد يومين من النقاش حول النقاط الحساسة التي ‏اعتبرت مندرجة تحت بند القرار 1559 اي موضوع رئاسة الجمهورية، سلاح المقاومة، السلاح ‏الفلسطيني، مزارع شبعا، بالاضافة الى البند الثالث اي العلاقات اللبنانية السورية. وعلمت «الديار» من مصادر مطلعة ان المتحاورين توصلوا امس الى اتفاق حول السلاح ‏الفلسطيني في لبنان، يتوقع ان يتبلور بصيغة نهائية بعد ان جرى التداول بها وان تعلن يوم ‏غد الاثنين، وترتكز هذه الصيغة على قرارات مجلس الوزراء وعلى الحوار وهي تشمل الى جانب موضوع السلاح الحقوق المدنية والاجتماعية للفلسطينيين في لبنان.   وفي اليوم الثالث من الحوار الوطني المنعقد في مجلس النواب منذ الخميس الماضي تابع ‏المتحاورون النقاش حول: رئاسة الجمهورية، وسلاح المقاومة والسلاح الفلسطيني ومزارع شبعا، وجرى نقاش مطول حول موضوع رئاسة الجمهورية حيث اقترح الدكتور سمير جعجع ان يصدر طلب عن ‏المتحاورين باستقالة الرئيس لحود واذا لم يتجاوب رئيس الجمهورية يصار الى تعديل دستوري يقصر ولاية الرئيس تمهيدا لانتخاب رئيس جديد.

واذ شدد النائب بطرس حرب على وجوب تنحية الرئيس اشار الى انه لم نكن نتكلم عن مثل ذلك لو كانت الرئاسة في فترتها الاولى ولم يمدد للرئيس لحود، معتبرا ان هذا التمديد غير دستوري.

واكد آخرون من فريق 14 آذار على مطلب تغيير رئيس الجمهورية، وحرص بعضهم على التوافق في هذا الشأن. وتطور النقاش في هذا الموضوع وجدد السيد حسن نصرالله التأكيد على وجوب الاتفاق على ‏البديل ليس على الاسم فحسب بل على نهج الرئيس الجديد وقال «لا نستطيع ان نبسط الامور وتنتخب الاكثرية الرئيس الجديد الذي تريده، انتم تقولون انكم تريدون ان نتفق على الخطوة الاولى لماذا لاتريدون ان نتفق على الخطوة الثانية، اريد ان اؤكد انه لا احد يتوقع ان نتفق على آلية استقالة الرئيس ونترك الامور بعدها لاجراء انتخاب رئيس جديد دون ‏الاتفاق على البديل ونهجه في القضايا المطروحة.

وتدخل الرئيس بري موضحا ان التعاطي مع هذا الموضوع يجب ان يتم بكل عناية وبمزيد من ‏النقاش.

ويذكر ان الرئيس بري عقد في الايام الثلاثة الماضية اجتماعات وخلوات مع معظم اقطاب ‏الحوار بينهم السيد نصرالله والجنرال ميشال عون والنائب سعد الحريري والدكتور سمير جعجع.

وتدخل العماد عون فقدم مداخلة حول موضوع رئاسة الجمهورية فقال انه لا يوجد اكثرية واقلية، وهناك علامات استفهام على المجلس النيابي، واذا كان الكلام عن ان الشعب يريد رحيل الرئيس لحود فيجب ايضا ان نحتكم الى الشعب ونعرف من يريد ان يكون رئيسا جديدا».

وخلال المداخلات حول رئاسة الجمهورية تطرق الحديث الى مواصفات الرئيس الجديد، وكان هناك رأي واضح ان البطريرك صفير يضع هذه المواصفات وكلنا نقف تحت سقف البطريرك.

اخذ موضوع رئاسة الجمهورية في الجلسة النهارية حيزا كبيرا من النقاش الذي دار بين المتحاورين. ورغم التكتم الشديد على ما دار فان المعلومات التي تسربت اشارت الى ان ‏المتحاورين كرروا مواقفهم التي ادلوا بها في اليومين السابقين.

واضافت المعلومات ان فريق 14 آذار الذي يندفع في طرح هذا الموضوع، ويحرص على اثارته في ‏كل جلسة قال انه لا يريد رئيسا جديدا يمثل او تمثل مواقفه تحديا للفريق الاخر، وكان النائب سعد الحريري قد قال في هذا المجال ان فريقه لا يتكلم على اساس انه فريق الاكثرية ‏ولا يتحدث بالاستناد الى هذا الموقع في اشارة لتخفيف الهواجس عند الطرف الآخر.

وحيال هذا الطرح كان هناك طرح مقابل يركز على عناصر عديدة ابرزها: من هو البديل، وما هي استراتيجيته، وما هو موقفه من الملفات الاخرى المطروحة.

وقد تطور النقاش بسرعة في هذا الموضوع الى الحديث عن مواصفات الرئيس الجديد في حال جرى ‏التوافق حول موضوع الرئاسة مع سلة المواضيع الاخرى.

وحسب المعلومات فقد كان هناك شبه توافق على المواصفات العامة لرئيس الجمهورية ان من حيث اهمية الشفافية او من حيث التمثيل السياسي والشعبي لا سيما لدى المسيحيين. وقيل ان ‏المواصفات التي يطرحها البطريرك صفير هي التي يمكن ان تكون المطلوبة.

لكن المتحاورين لم يتكلموا في الاسماء وربما يعود ذلك لسببين: الاول ان هذا الموضوع اصلا بقي في اطار المواقف المعلنة حول رئاسة الجمهورية، والثاني ان هناك ثلاثة مرشحين للرئاسة على الاقل على الطاولة هم: العماد ميشال عون، النائب بطرس حرب، والرئيس امين الجميل، مع ‏العلم ان الدكتور سمير جعجع اعلن انه غير مرشح للرئاسة.

وحسب المعلومات فان النقاش في هذا الموضوع بقي في اطار طرح الاراء حوله من دون الوصول الى نتيجة معينة. غير ان مصادر شاركت في الحوار قالت ان كل موضوع يجري اغناءه بمثل هذه ‏المداخلات المتكررة الامر الذي يفسح المجال امام فتح افاق جديدة للنقاش في كل موضوع وبالتالي امكانية فتح ثغرات لخلق قواسم مشتركة في كل موضوع.

واضافت انه في موضوع الرئاسة صار واضحا انه مربوط بسلّة المواضيع الاخرى لذلك فان المتفرعات عن القرار 1559 جرى النقاش حولها كلها في جلسات امس واول امس من دون اتباع منهج معالجة كل بند حتى الوصول الى نتيجة حاسمة حوله.

وصار مؤكدا ايضا في ضوء المداخلات السياسية والدستورية حول موضوع الرئاسة ان هذا الموضوع يحتاج الى توافق ولا يمكن تحقيقه من دون ذلك لسببين: اولا ان الاكثرية لا تملك ثلثي ‏عدد مجلس النواب لعقد جلسة انتخاب الرئيس الجديد لان النصاب لهذه الجلسة هو الثلثان ‏وثانيا انه من دون الوفاق السياسي لا يمكن حسم هذا الموضوع المهم.

واذا كان فريق 14 اذار قد حرص على اظهار نفسه على انه لا ينطلق من منطلق التحدي فإنه في المقابل كان الفريق الاخر يؤكد على وجوب اسقاط الهواجس وتأمين الضمانات من منطلق ‏المصلحة الوطنية وليس من باب الابتزاز.

وبرز عنصر اخر في نقاش الامس تمثل بتناول موضوع استراتيجية الدفاع في اطار الحديث عن موضوع سلاح المقاومة. وجرى تأكيد من قبل السيد نصرالله على هذا الموضوع مع الاشارة الى ان ‏هذه النقطة هي نقطة اساسية تناولتها الوثيقة المشتركة لحزب الله والتيار الوطني الحر.

وعلم في هذا المجال ان الحديث عن استراتيجية الدفاع تطرق الى الاعتداءات والخروقات والتهديدات الاسرائيلية المستمرة ضد لبنان وقد بلغت الخروقات والاعتداءات التي احصتها ‏المقاومة منذ العام 2000 وحتى منتصف كانون الاول في العام 2005 اكثر من اثني عشر الفاً وخمسماية خرق واعتداء. وحسب المعلومات فإن النقاش حول مزارع شبعا بقي في اطار المداخلات التي تكررت في اليومين ‏الماضيين وقد جرى تزويد المتحاورين بمزيد من الدراسات والوثائق بشأن تأكيد لبنانية مزارع شبعا لكن فريق 14 آذار بقي يركز على وجوب الحصول على اعتراف ودلائل سورية بأن هذه المزارع لبنانية.

واعلن الرئيس بري بعد جلسة المساء جازما «ان القطار الحواري ماض في طريقه ان شاء الله الى محطة لبنانية تسمى محطة الوحدة الوطنية الحقيقية». واذ اعرب عن عدم اغراقه في التفاؤل قال «ان المناقشات التي سادت جعلتنا جميعا نجد جواً اخر، فأنتم تذكرون ان هناك من كان يتحدث عن حرب اهلية قبل الحوار، والذي حصل ان الطاولة ايضا تنتمي الى اذار وبالتالي جمعت كل الناس».

واعلن انه اعتبارا من غد الاثنين ستبدأ مناقشة واقرار كل بند ببنده بعد النقاش العام ‏الذي جرى، والمح الى ان الحوار سيستمر الى الخميس المقبل.

وحسب مصادر مطلعة فانه في نقاش كل القضايا امس جرى الحديث عن ازمة الثقة الموجودة بين الاطراف ومع سوريا والفلسطينيين وكيفية معالجة ذلك. وجرى التأكيد هنا انه على ‏المتحاورين ان يبرهنوا للشعب اننا باستطاعتنا ان نتفق اذا ما جلسنا الى طاولة الحوار، وانه لا يجب ان نأخذ قرارات لا نستطيع ان ننفذها.

وواكب الحوار الوطني في اليومين الماضيين متابعة ملحوظة من قبل البعثات الديبلوماسية العربية والاجنبية الامر الذي يعكس اهتماما بهذا الحوار. ولوحظ ان سيارة السفير الاميركي ‏قصدت وسط المدينة، وعلق الرئيس بري عندما سئل عن ذلك بالقول «لماذا لم يدخل الينا مش عيب؟»

مؤتمر بري

وفي نهاية الجولة السادسة من الحوار التي انتهت قرابة التاسعة والربع ليلا عقد الرئيس بري مؤتمرا صحافيا في القاعة العامة قال فيه: بداية اتقدم باعتذاري لأصحاب المحلات وقد نسيت ‏ذلك في اليوم الاول وكذلك المطاعم والنوادي الموجودة في المنطقة والتي اضطررنا لاقفالها ‏لاسباب امنية والتي مع الاسف سيستمر اقفالها مبدئيا الى الخميس المقبل، فالحقيقة انهم بذلك يساهمون مساهمة حقيقية ومادية ويشاركون بشكل او باخر إن شاء الله في انجاح هذا الحوار.

هذا من جهة، ومن جهة ثانية تابع «الحواريون» كل المواضيع المدرجة على جدول الاعمال على نفس الطريقة بشكل عام ومعمق وبشكل ان المواضيع كافة اصبحت قيد المناقشة وبالتأكيد استطيع الجزم ان هذا القطار الحواري ماض في طريقه ان شاء الله الى محطة لبنانية تسمى محطة الوحدة الوطنية الحقيقية. المأمول من هذا الحوار كان كبيرا وكانت بالتالي المخاوف كبيرة في ان يفشل وفي ان لا يحقق الشيء المؤمل به، انا لا اريد الاغراق في التفاؤل، دائما يبقى هناك ‏حيطة وحذر بالنسبة للموضوع ولكن حقيقة التوجهات والمناقشات التي سادت في الايام الماضية ‏جعلتنا جميعا نجد جوا آخر وانتم تذكرون ان هناك من كان يتحدث الى الناس عن حرب اهلية قبل الحوار، كان هناك جو ان الامور ستشتعل بين منطقة ومنطقة وبين طرف وطرف على مقربة من 8 آذار و14 اذار وكان يحكى كلام وكان العالم واقفاً في شباك ضد بعضهم البعض، الذي حصل ان الطاولة ايضا تنمتي الى اذار وبالتالي جمعت كل الناس، وهذا الجمع ليس جمعا شكلياً مجرد الاجتماع كان حدث، لكن اقول اننا انتهينا الان من مرحلة الاجتماع الشكلي الى المرحلة الاساسية والى مرحلة الجوهر ومن اراء جميع الاخوة الذين تحاوروا نرى مدى التقارب والاندفاع نحو المصلحة الوطنية العليا، سنتابع النقاش بدءا من الاثنين لأن الاحد لا نستطيع ان نعقد الحوار وحصل اقتراح ان نعقد جلسة بعد الظهر لكن قلنا لهم نفضل ان نعقدها الاثنين عند ‏الحادية عشرة صباح على ان نبدأ الاثنين مناقشة واقرار كل بند ببنده بعد النقاش العام ‏الذي جرى.

سئل: قيل ان الملف الرئاسي اصبح بحاجة الى مشاورات جانبية؟

اجاب: لم اسمع.. ولم أقرأ.

سئل: الوزير العريضي يقول انه لم يتم الاتفاق على ان مزارع شبعا لبنانية؟

اجاب: ما يقوله هو يقوله اما انا الشيء الذي قلته هو انه عندما يصدر القرار ترون ‏الامور.

سئل: بدأ الحديث عن مقايضات وتسويات؟

اجاب: الله وكيلك وكيل السموات والاراضي ان كل موضوع له كينونته ولا يوجد اي مقايضة، ‏لانه لا يوجد شيء لي او لغيري لا احد يندفع نحو موضوع اكثر من الاخر، كلنا ننظر حسب ما ارى ‏ان كل واحد يرى الموضوع من زاوية المصلحة الوطنية.

سئلـ: على ماذا اتفقتم اذا؟

اجاب: اتفقنا.. لن يستطع احد اخذ شيء محدد مني. وردا كل سؤال قال: نحن في اليوم الاول اعلنا موضوع البند الاول، ماذا بقي بندان هذان ‏البندان جرت مناقشتهما بعمق ولكن مناقشة عامة لكل البنود من دون ان نقف ونقول ما الموقف من كبند هذا الامر سنبدأه يوم الاثنين.

سئل: هل صحيح ان سمير جعجع طلب ملفاً حول المعتقلين في السجون الاسرائيلية وآخر يتعلق بالخروقات الاسرائيلية؟

اجاب: غير صحيح.

سئل: السفير الاميركي حضر اليوم (امس) الى الوسط التجاري؟

اجاب: لماذا لم يدخل الينا.. «مش عيب»؟

وردا على سؤال قال الرئيس بري: لا اريد الاغراق في التفاؤل لكن اؤكد منذ الان ان الموضوع الذي نختلف عليه لا سمح الله، سآتي الى الاعلام الذي هو مرجع اساسي للناس ومرآة الناس لنا ومرآتنا امام الناس واقول ان هذا البند حصل عليه خلاف كذا وكذا.

سئل: هل المبادرة العربية تسير في موازاة الحوار؟

اجاب: كل مبادرة عربية نحن نرحب بها لكن منذ الان اي مبادرة يجب ان تأخذ مضمون الحوار ‏اللبناني بعين الاعتبار. 

 

النائب رحال: الحوار رسالة اقليمية ودولية مؤداها ان اللبنانيين لا يحتاجون الى اي تدخل

وطنية - عكار- 5/3/2006 (سياسة) رأى عضو كتلة تيار "المستقبل" النائب الدكتور رياض رحال في تصريح أمام زواره في بلدة الشيخ محمد -عكار، "ان الحوار المنعقد له إيجابيات عدة أولاها الرغبة الكبيرة عند المواطنين في إجراء الحوار، وثانيتها توثيق العلاقة والتعارف بين المتحاورين ليعرف بعضهم نيات البعض الآخر من اجل الوصول الى خطاب سياسي معتدل، وثالثتها كما صرح الرئيس نبيه بري ان المواضيع المطروحة تتسم بالصراحة وتتم مناقشتها بصورة جدية وبهدوء وشفافية، مما يؤكد جدية هذا الحوار". واعتبر "ان الحوار رسالة اقليمية ودولية مؤداها ان اللبنانيين اصبحوا راشدين يستطيعون ان يعالجوا مشاكلهم بأنفسهم بعيدا عن اي تدخل من قريب او بعيد، بالاضافة الى انه سيؤدي الى تهدئة الجو الاعلامي وخصوصا بعد ما شهدناه من تصاعد في الشتائم". وتمنى ان يستمر الحوار بين جميع الأفرقاء لما فيه خير البلد, داعا رئيس الجمهورية العماد اميل لحود الى "ان يجاوب مع مطلب اللبنانيين بالتنحي ليأتي رئيس جديد يكون حكما ويرعى الحوار بين الجميع".

 

حايك: الكلام عن مقايضات يربك الحوار والمرحلة تتطلب التضحية من اجل الوطن

وطنية - 5/3/2006 (سياسة) حاضر رئيس المكتب السياسي لحركة "امل" جميل حايك عن "الحوار وآفاقه في بلدة قناريت، واعتبر "اي كلام عن مقايضات من هنا او هناك كلام لا يساعد الحوار انما يخلق اجواء من التشكيك بالحوار", مشيرا الى ان ما تتطلبه المرحلة الحالية هو التضحية من اجل الوطن وليس التضحية من اجل مآرب اخرى.

 وقال حايك:"ان ابرز مقومات نجاح المبادرة الحوارية التي اطلقها الرئيس نبيه بري انها كسرت الجليد الذي كان قائما بين العديد من الاطراف السياسية، واستطاعت انقاذ لبنان من كل السجالات من خلال اعتصام الجميع بوحدة لبنان ونبذ اي لغة اخرى تثير الغرائز والانقسامات". اضاف:"ان المبادرة الحوارية واضحة بحسبها ونسبها، وكل مفرداتها لبنانية وهي من اجل وحدة لبنان وهي نقطة الضوء الاساسية التي تبدد الظلام الذي يلف الوطن". واعتبر حايك "ان لبنان وبعد كل التجارب والتضحيات التي قدمها اللبنانيون لا يحكم الا بالتوافق ولا يمكن ان يتجاوز ازماته الا بالحوار، وسيبقى هذا الوطن تحت العين الحاسدة الاسرائيلية لان لبنان يمثل دائما نقيضا لاسرائيل العنصرية وهي تحاول باستمرار نقل قلقها الى لبنان من خلال العبث بأمنه واستقراره".

وعن موضوع المقاومة وسلاحها والعلاقة بين حركة "امل" و"حزب الله" رأى حايك "ان المقاومة ليست كما يعتقد البعض عنصر قلق في الداخل، انما العكس فالمقاومة كانت ولا تزال تشكل قلقا للعدو الذي يتربص بلبنان وتشكل طمأنينة للداخل اللبناني في مواجهة العدوانية الاسرائيلية". اضاف:"الجميع سيدرك بأن التنسيق بين حركة "امل" و"حزب الله" سيكون له الفضل الاساس في بناء لبنان وتعزيز وحدته واستقراره ودوام منعته وعزته". وعن العلاقة بين لبنان وسوريا قال:"اننا نريد لهذه العلاقة الا تكون على حساب لبنان او على حساب سوريا، انما لمصلحة البلدين والشعبين الشقيقين".

وندد حايك بالاعتداء الاسرائيلي الآثم الذي استهدف كنيسة البشارة في فلسطين، معتبرا "ان الايدي التي تطاولت على الرسول الاكرم ونالت من المقامات المقدسة في سامراء في العراق واليوم في فلسطين هي واحدة تريد اسقاط كل ما هو مقدس بهدف اغراق المنطقة في آتون الصراعات المذهبية والطائفية والعرقية".

 

الوزير رزق في حديث الى برنامج "المجالس بالامانات" عبر اذاعة "صوت لبنان

اننا في ظرف يجعلنا اما نكون دمى للقوى الخارجية او عناصر فاعلة ومؤثرة أمامنا ورشة سياسية تأسيسية ورئاسة الجمهورية ليست الجزء الاساسي منها

وطنية - 5/3/20056 (سياسة) وصف وزير العدل شارل رزق الحوار في مجلس النواب في حديث الى برنامج "المجالس بالامانات" عبر اذاعة "صوت لبنان"، ب"الامر الهام"، وقال: "اننا اليوم في ظرف يجعلنا اما نكون دمى للقوى الخارجية او عناصر فاعلة ومؤثرة".

واشار الى "ان الصورة الاقليمية تتغير وتتطور"، لافتا الى "ان اجتماع التناقضات على طاولة الحوار قد تكون صورة مصغرة لتقارب يمكن ان يظهر على صعيد المنطقة ومن هنا يمكن للبنان ان يلعب دورا هاما".

ورأى الوزير رزق ان "الموضوع الرئاسي يأتي في الدرجة الثانية، نسبة لاولوية اكبر هي تحديث النظام الانتخابي:.

ودعا الى "مواجهة تحديات القرن الواحد والعشرين ببناء ديموقراطية برلمانية صحية وقوية"، وقال: "امامنا ورشة سياسية تأسيسية ورئاسة الجمهورية ليست الجزء الاساسي منها".

وشدد على "ان مواقف رئيس الجمهورية من الرئيس الفرنسي جاك شيراك يقدرها بنفسه"، مشيرا الى "ان بين لبنان وفرنسا علاقة راسخة ومتينة وتتجاوز الازمات العابرة". ورأى الوزير رزق "ان التحقيق الدولي يتقدم"، مشيرا الى "تقرير سيصدر عن اللجنة الدولية في الخامس عشر من الشهر الحالي". واوضح ان الموفد الدولي الذي ارسله الامين العام للامم المتحدة الى لبنان للتداول في موضوع المحكمة ذات الطابع الدولي، "اجرى تقدما في عمله.

ولذلك هو لا يحتاج الى دورة ثالثة من المفاوضات مع السلطات اللبنانية"، متوقعا "ان يتفاجأ الكثيرون من سرعة عمل وتشكيل هذه المحكمة التي ستضم قضاة لبنانيين وقضاة دوليين وهي ستصل الى الحقيقة". وفي قضية الشاهد محمد زهير الصديق، اوضح الوزير رزق "ان الفرنسيين تعهدوا بتسهيل استجوابه على الرغم من اخلاء سبيله"، لافتا الى "عدم قدرته على التعهد للقضاء الفرنسي باننا سنلغي عقوبة الاعدام في لبنان لاسترداد الصديق". واعتبر "ان علينا التفتيش عن وسيلة نظام آخر لانتقاء اعضاء المجلس الاعلى للقضاء".

 

الإنتخابات النيابية المبكرة هل هي فعلاً لمصلحة المطالبين بها ؟

نوفل ضو – النهار 5/3/2006 - رئيس تحرير "نهارنت"

رمى كل من التيار الوطني الحر و"حزب الله" والرئيس سليم الحص في التداول السياسي فكرة اللجوء الى انتخابات نيابية مبكرة كسبيل الى الخروج من "المأزق الوطني" الناجم عن موازين القوى السياسية القائمة التي تحول - لاعتبارات دستورية وقانونية وسياسية - دون "حسم" الملفات المطروحة، ولا سيما ما يتعلق بالخيارات الكبرى ومنها مصير رئاسة الجمهورية والتعاطي مع القرارات الدولية وفي مقدمها تلك المتعلقة بمستقبل سلاح المقاومة.

واذا كان الرئيس الحص ينطلق في اقتراحه من اعتبارات بعضها مبدئي على علاقة بتأييده قانونا انتخابيا يقوم على اساس النسبية، وبعضها سياسي على اساس اقتراح مخرج للأزمة من منطلق "الفريق الثالث" الذي يقف في نقطة وسط بين المتخاصمين، فإن العماد ميشال عون والسيد حسن نصرالله ينطلقان في طرحهما الانتخابات المبكرة من اعتبارهما أن التبدل في التحالفات التي تمت على اساسها الانتخابات النيابية العامة الاخيرة بعد انفراط عقد ما عرف ب"التحالف الرباعي" (بين ""أمل"" و"حزب الله" وتيار المستقبل والحزب التقدمي الاشتراكي)، أعاد خلط الأوراق وبدل موازين القوى السياسية بحيث باتت التوازنات النيابية بعد الخلاف بين تحالف "أمل" - "حزب الله" من جهة وتحالف قوى 14 آذار من جهة مقابلة، لا تعكس حقيقة الواقع السياسي اللبناني. ويعتبر كل من العماد ميشال عون والسيد حسن نصرالله  بأن وقوف تحالف "حزب الله" – "أمل" الى جانب تحالف قوى 14 آذار في دائرة بعبدا - عاليه هو الذي سمح بتكوين الأكثرية النيابية الحالية التي تسعى الى التفرد بالقرار السياسي، ويصفان "الأكثرية النيابية"، في ضوء التبدل في التحالفات، بأنها باتت "أكثرية وهمية". وبعيدا عن مناقشة مبدأ "صواب" الانتخابات النيابية المبكرة من الزوايا الدستورية والمنطقية والسياسية والوطنية، لا بد من مناقشة "صواب" المنطلقات والحيثيات والابعاد المرافقة لمشروع الانتخابات المبكرة من خلال الملاحظات الآتية:

أولا- في موضوع التحالفات

إذا كان صحيحا أن انضمام تحالف "أمل" - "حزب الله" الى تحالف قوى 14 آذار هو الذي ساهم في تشكيل الأكثرية النيابية الحالية التي ما كانت لتكون أكثرية لولا مقاعد دائرة بعبدا – عاليه العشرة (المقعد الحادي عشر ل"حزب الله")، فإن الصحيح أيضا هو:

-1 أن كتلة التنمية والتحرير برئاسة الرئيس نبيه بري(15 نائبا) وكتلة الوفاء للمقاومة التابعة ل"حزب الله" (14 نائبا) ما كانتا بالحجم الحالي لولا وقوف تحالف قوى 14 آذار الى جانب تحالف "أمل" و"حزب الله" في دوائر كثيرة أبرزها: دائرتا الجنوب ودائرة بيروت ودائرة البقاع الأولى (بعلبك – الهرمل) من خلال اشكال متعددة.

فلو أن تيار المستقبل صاحب الثقل السياسي والشعبي السني في صيدا (نائبان سنيان) وكفرشوبا والعرقوب (نائب سني)، والأحزاب والتيارات المسيحية المنتمية الى تحالف قوى 14 آذار صاحبة الثقل السياسي والشعبي في جزين (نائبان مارونيان ونائب كاثوليكي) وصيدا - الزهراني (نائب كاثوليكي) ومرجعيون (نائب أرثوذكسي) وغيرها من المناطق الجنوبية خاضوا الانتخابات الى جانب خصوم تحالف "أمل" - "حزب الله" لكان يمكن النتائج أن تكون مختلفة ليس فقط بالنسبة الى المرشحين المسيحيين وانما بالنسبة الى بعض المرشحين الشيعة والسنة والدروز كذلك.

ولو أن تيار المستقبل وحلفاءه لم يضموا الى صفوفهم في بيروت مرشحا شيعيا ل"حزب الله" لكان الحزب فقد مقعده في بيروت لمصلحة مرشح آخر من الأكثرية الحالية علما أن الحزب في بيروت أخذ أصواتا من اللائحة التي كان في عدادها ولم يعطها اصواته بدليل اعتراف قيادة "حزب الله" نفسها بثغرة في ماكينتها الانتخابية. ولو أن تحالف قوى 14 آذار لم يحجم عن خوض الانتخابات النيابية من خلال لائحة تضم مرشحين من أحزابه وتياراته في دائرة البقاع الأولى (بعلبك – الهرمل) حيث للسنة والمسيحيين ثقل لا يستهان به لا سيما في دير الاحمر والقاع (معقلين من أكبر معاقل القوات اللبنانية) وغيرها من القرى والبلدات المسيحية، وعرسال (تيار المستقبل) وغيرها من البلدات السنية، وحيث ل"حزب الله" و"أمل" من الخصوم ما لا يستهان به داخل الطائفة الشيعية ذاتها كما في بريتال (الشيخ صبحي الطفيلي) على سبيل المثال لا الحصر، لما كان هناك ما يضمن للنتيجة ان تكون على ما جاءت عليه من فوز ك""أمل"" للائحة "أمل" - "حزب الله" وحلفائهما.

-2 ان كتلة الاصلاح والتغيير برئاسة العماد ميشال عون مدينة ل"حزب الله"  بنحو ثلث مقاعدها ال 21 التي فازت بها، لا سيما في دائرة البقاع الثانية (زحله- 6 نواب من اصل7) وبدرجة أقل في فتوح كسروان وجبيل (8 نواب – النائب عباس هاشم المقرب من "حزب الله").

من هنا فإن الخلاصة السياسية للواقع المشار اليه تسمح بالقول بأنه إذا كان صحيحا بأن تحالف "أمل" – "حزب الله" هو الذي سمح للأكثرية النيابية الحالية بأن تتشكل في بعبدا - عاليه، فإن الصحيح أيضا هو أن أصوات تحالف "أمل" و"حزب الله" في زحلة وفتوح كسروان وجبيل ساهمت في تحقيق العماد عون ما حققه من نتائج سمحت له بتشكيل كتلة نيابية من 21 نائبا.

كما أن امتناع قوى تحالف 14 آذار عن مواجهة تحالف "أمل" و"حزب الله" في الجنوب والبقاع هو الذي سمح للحزب والحركة بكتلتين من 29 نائبا، وبالتالي فإن "حزب الله" و"أمل" لم يكونا ضحية شبكة التفاهمات المناطقية المتناقضة التي حبكاها، بل على العكس من ذلك فإنهما استفادا منها بالقدر ذاته الذي استفادت منه الأكثرية النيابية الحالية المكونة من تحالف قوى 14 آذار، إن لم يكن أكثر.

ثانيا- في موضوع قانون الـ 2000

على الرغم من أن هذا القانون لا يحمل في طياته ما يمكن الباحث من الدفاع عنه، وعلى الرغم من شبه الاجماع على اعتباره أسوأ قانون انتخابي في تاريخ الجمهورية اللبنانية، فإن مراجعة لبعض الوقائع السياسية التي لم يمر عليها الزمن بعد، تظهر بأن من يطالب اليوم بانتخابات نيابية مبكرة بحجة ظاهرية تستند الى السوء الذي يتصف به القانون الذي تمت على أساسه، كان ولا يزال من ابرز المستفيدين من هذا القانون وفقا للوقائع الآتية:

-1 إن القانون وضع في العام 2000 خصيصا إن لم يكن لإسقاط الرئيس رفيق الحريري في بيروت من خلال تقسيمها الى دوائر ثلاث على النحو الذي قسمت فيه، فعلى الأقل لإضعافه وإيصاله الى مجلس النواب من دون "قوة نيابية ضاربة" استكمالا لما كان بدأه رئيس الجمهورية العماد اميل لحود عام 1998 من عملية منهجية لإبعاد الحريري عن الحكم.

-2 إن اعتماد قانون العام 2000 كان الشرط الأساسي لتحالف "أمل" - "حزب الله" من أجل القبول بإجراء الانتخابات النيابية الأخيرة في موعدها، وبالتالي فإن هذا التحالف يعتبر المستفيد الابرز من القانون المذكور الذي بغيره لا يمكن ل"أمل" و"حزب الله" أن يتفردا ويتحكما بالتمثيل النيابي في دائرتي الجنوب ودائرة البقاع الأولى (بعلبك – الهرمل).

-3 إن قانون العام 2000 وضع خصيصا لشطب القوات اللبنانية من المعادلة السياسية اللبنانية عموما والمسيحية خصوصا من خلال معطيات عدة ابرزها الحاق قضاء بشري بالضنية وعكار في دائرة واحدة.

-4 إن قانون العام 2000 الذي يشكو منه العماد عون علنا، كان عمليا وفي الواقع الرافعة الأساسية له في الانتخابات الأخيرة. فلولا شعار التصدي لالحاق المسيحيين بالقرار السياسي السني والدرزي من خلال التقسيمات الانتخابية، الذي رفعه لاستقطاب الشارع المسيحي وتحريضه على قوى لقاء "قرنة شهوان"، لما كان العماد عون تمكن من تقديم نفسه "الزعيم المسيحي الأوحد"، وبالتالي لما حقق النتيجة التي حققها في كسروان-جبيل والمتن وزحلة، ولما كان اليوم رئيسا لكتلة من 21 نائبا.

من هنا يمكن القول بأن قانون العام 2000 وضع أساسا لإضعاف كل من قوى تحالف 14 آذار، ولضمان تحكم القوى التي انتظمت في ما بعد في ما بات يعرف لاحقا بلقاء عين التينة، او تحالف قوى 8 آذار، بالقرار السياسي في لبنان.

ثالثا- في الظروف القانونية والسياسية لانتخابات نيابية مبكرة

إن انتخابات نيابية مبكرة تتطلب بادىء ذي بدء الاتفاق على القانون الذي ستجري على أساسه هذه الانتخابات. وبما أن مثل هذا القانون غير موجود بعد، وبما أن الداعين الى انتخابات مبكرة ينطلقون في دعواتهم من اعتبارات مختلفة بين قائل بتغير التحالفات وتبدلها، وقائل بسوء تقسيم الدوائر الانتخابية، وآخرين لهم اعتباراتهم المختلفة، فإن ضرورات البحث تتطلب عرضا لأكثر من احتمال مع ما يمكن أن ينتجه كل من هذه الاحتمالات من معطيات سياسية، إنطلاقا من الثوابت الآتية:

-1  إن أي انتخابات مبكرة لا يمكن أن تتم من دون موافقة الأكثرية النيابية الحالية التي تمسك بالقرارات التي تتطلب الأكثرية المطلقة (النصف زائد واحد من الأعضاء الذين يشكلون قانونا مجلس النواب).

-2 إن أي قانون للانتخابات لا يمكن أن يقر من دون موافقة الأكثرية النيابية الحالية.

-3 إن مبدأ الانتخابات المبكرة والقانون الذي ستجري على أساسه لا يمكن أن يقرا بمعزل عن موافقة رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي بيده قرار دعوة المجلس الى الانعقاد وتحديد جدول الأعمال.

-4 يبقى موضوع التوازنات المتعلقة بخصوصية التركيبة اللبنانية عنصرا أساسيا من العناصر المؤثرة في أي قرار على علاقة بالانتخابات وقانونها.

وفي عودة الى القانون الذي يمكن أن تتم الدعوة على أساسه الى انتخابات نيابية مبكرة، فإن السيناريوات النظرية تبقى كلها واردة لناحية تقسيم الدوائر. وهذا ما يدفع بالباحث الى استعراض الاحتمالات الاقرب الى الواقعية مع نتائجها السياسية، من خلال ما هو متداول من سيناريوات تقسيم الدوائر، بعدما ثبت استبعاد أخرى كلبنان دائرة انتخابية واحدة، والدائرة الفردية، ومن خلال صيغتي الأكثرية أو النسبية.

-1 انتخابات على أساس الدوائر الخمس: تسمح، أيا تكن الصيغة المعتمدة (الأكثرية أو النسبية)، للطائفة السنية بامتلاك القرار السياسي لبيروت والشمال، وللطائفة الشيعية بامتلاك القرار السياسي للجنوب والبقاع، ويجعل من جبل لبنان مسرحا لصراع مسيحي –  مسيحي، ومسيحي - درزي على الامساك بالقرار السياسي، وهو ما يدفع بالبعض الى اعتبار مثل هذه التقسيمات الانتخابية بمثابة مشروع حرب أهلية جديدة.

-2 انتخابات على أساس القضاء دائرة انتخابية: لقد سبق لكل من حركة "أمل" و"حزب الله" أن رفضا مثل هذا القانون قبل ستة أشهر، ولا شيء يدعو الى الاعتقاد بأن الطرفين الشيعيين الأساسيين مستعدان لخوض تجربة انتخابية جديدة على أساس ما سبق أن رفضاه... وبالتالي فإن دعوة "حزب الله" الى انتخابات مبكرة لا يمكن أن تتم على أساس "قانون القضاء".

-3 انتخابات على أساس الدوائر التسع، بمعنى تقسيم كل من الجنوب والبقاع والشمال وجبل لبنان الى دائرتين مع الحفاظ على بيروت دائرة واحدة. ويتردد أن مثل هذا التقسيم مقرونا بالنظام النسبي هو ما يمكن أن تقره اللجنة الوطنية لقانون الانتخاب التي يرأسها الوزير السابق فؤاد بطرس.

وعلى الرغم من أن هذه الصيغة تعتبر الحل الوسط الذي يمكن أن يرضي معظم الأطراف اللبنانيين لا سيما أن الأساسيين منهم ممثلون في اللجنة التي ربما تخلص بعد دراسات ونقاشات لأشهر طويلة الى إصدار مثل هذا المشروع، فإن أحدا من المطالبين بالانتخابات المبكرة لا يمكن أن يكون صاحب مصلحة انتخابية وبالتالي متحمسا لوضعها موضع التنفيذ السريع وقبل موعد الانتخابات المقبلة، لاعتبارات عدة ابرزها:

أ-  اعتماد النسبية يعني تلقائيا أن تحالف حركة "أمل" و"حزب الله" وحزب البعث العربي الاشتراكي والحزب السوري القومي الاجتماعي في دائرتي الجنوب سيفقد نحو 30 في المئة على الأقل من المقاعد ال 21 (على اعتبار أن مقعدي صيدا السنيين اللذين يشغلهما النائبان بهية الحريري وأسامة سعد خارج حسابات التحالف المذكور)، ونسبة مماثلة من مقاعد دائرة البقاع الأولى السبعة (اذا اعتبرنا ان المقاعد التي يشغلها النواب نادر سكر- ماروني ومروان فارس - كاثوليكي وحسين الحسيني – شيعي)، اي ما يعادل ما بين 9 و 10 مقاعد من أصل 28 مقعدا. علما أن لا مجال ل"أمل" و"حزب الله" للتعويض عن هذه المقاعد في جبل لبنان وبيروت والشمال، خلافا لتيار المستقبل والتيار الوطني الحر والقوات اللبنانية وغيرهم من الذين بامكانهم التعويض في الجنوب والبقاع عما يمكن أن يخسروه من مقاعد في بيروت وجبل لبنان والشمال نتيجة تطبيق النسبية.

بكلام آخر، فإن أي انتخابات في الوقت الحاضر من خلال أي شكل من أشكال القوانين المطروحة، ستضعف القوتين الشيعيتين الاساسيتين "حزب الله" (14 نائبا في كتلة الوفاء للمقاومة) وحركة "أمل" (15 نائبا في كتلة التنمية والتحرير).

ب-  صحيح أن التيار الوطني الحر يمكن أن يفوز في اي انتخابات جديدة على قاعدة النسبية أو من خلال التحالف مع "حزب الله" وحركة "أمل" وغيرهما من قوى "لقاء عين التينة" بمقاعد لم يتمكن من الحصول عليها في الانتخابات الاخيرة في بيروت والجنوب والشمال والبقاع وبعض الجبل بسبب قانون العام 2000، لكنه في الوقت ذاته سيخسر مع حلفائه الحاليين ما لا يقل عن 8 مقاعد في كسروان وجبيل والمتن الشمالي وزحلة من أصل مقاعد كتلته الـ21 نتيجة لتطبيق النسبية. كما أنه سيخسر الشعارات التي دغدغت المسيحيين والتي على أساسها خاض معركة رابحة في الانتخابات الأخيرة وخرج منها "الزعيم المسيحي الأقوى".

فالدكتور سمير جعجع خرج من السجن وأصبح حرا طليقا في عمله السياسي وتحالفاته هذه المرة مع ما يعنيه ذلك من استعادة القوات اللبنانية زخمها في الشارع المسيحي، وهو زخم بدأت مفاعيله بالظهور من خلال المشاركة المسيحية في تظاهرة 14 شباط الأخيرة.

ج- إن الرئيس نبيه بري الذي ضمن العودة الى رئاسة مجلس النواب بأصوات الأكثرية النيابية الحالية نتيجة "التحالف الرباعي" الذي كان قائما، سيضع موقعه في الرئاسة الثانية على المحك في اي انتخابات نيابية مقبلة يتواجه فيها مع تحالف قوى 14 آذار، وبالتالي يفتح الطريق امام امكان وصول مرشح شيعي من خارج دائرة تفاهم "أمل" و"حزب الله" الى رئاسة المجلس على غرار ما كان مطروحا قبل التوصل الى التحالف الرباعي قبيل الانتخابات النيابية الأخيرة.

د- إن حركة "أمل" و"حزب الله" يعرضان احتكارهما للتمثيل السياسي الشيعي الحالي لخروقات واسعة في اي انتخابات نيابية مقبلة يتواجهان فيها مع تحالف قوى 14 آذار الذي سيجد نفسه مضطرا للتحالف مع شخصيات سياسية تقليدية ووجوه سياسية شيعية جديدة في الجنوب والبقاع. وفي معزل عن النتائج الانتخابية لمثل هذه المواجهة فإن "أمل" و"حزب الله" سيجدان نفسيهما أمام حيثيات سياسية شيعية من خارج دائرة نفوذهما للمرة الأولى منذ اتفاق الطائف.

من هنا يمكن القول بأن ما سبقت الإشارة إليه من معطيات يظهر بوضوح أن من يطالب اليوم بانتخابات نيابية مبكرة قد لا يكون عمليا صاحب مصلحة في مثل هذه الانتخابات بل على العكس من ذلك فإنه قد يكون من أكثر المتضررين من نتائجها. وهذا ما يسمح بإدراج الدعوة الى انتخابات نيابية مبكرة في إطار المناورات السياسية الهادفة الى كسب مزيد من الوقت لمصلحة الواقع الحالي بعيدا عن الدعوات الى التغيير لا سيما على مستوى رئاسة الجمهورية، وفي أحسن الأحوال فإن دعاة الانتخابات النيابية المبكرة يكونون في صدد خطأ جسيم في الحسابات السياسية والانتخابية يمكن أن يدفعوا ثمنه بأنفسهم فيأتي لمصلحة تكريس الأكثرية الحالية وتعزيزها بدل أن يبدل في المشهد السياسي لمصلحة الأقلية الحالية.

 

أينك ميشال سورا ؟!

نسيم ضاهـر –النهار 5/3/2006

استبشـر كثر خيـراً، ونحن في عدادهم، بعودة العماد عون من منفاه القسري، حاملاً خطاب ثقافة المواطنة والحداثة والاصلاح. وإثر انتخابات جرت وفق قانون أعوج، تلاها تشكيل حكومة حُرم التيار الوطني الحر من المشاركة فيها واستبدل دون مسوغ ديموقراطي بطاقم قريب من رئيس الجمهورية لمزيد من الفرقة عن أطراف 14 آذار،  تبدل المشهد جذرياً.

كل تقويم منصف لنتائج الانتخابات يؤول إلى الاعتراف بمساوىء التحالفات التي رتبتها، خلافاً للمرتجى من انتفاضة الاستقلال. فلقد أصابت في الصميم التحالف العريض الذي رسمه الحراك الجماهيري المليوني ومزقت لقاء البريستول. للحقيقة، يسجل أنّ ثمة خطأ فادحاً ارتكب منذ البدء حيال حجم التيار الوطني، وبالتالي موقعه المفترض من الخريطة السياسية، ثم اتبع بمعركة انتخابية قاسية في جبل لبنان امتدت إلى الشمال والبقاع الأوسط. وللحقيقة أيضاً أن العماد عون لم يبادىء في الاشتباك، لكنه مـدّ يد العون لفريق من أقرب المقربين لسوريا بعد انهيار المفاوضات مع حلفائه الأصلييّن. ومذ ذاك، اختار القعود في الماضي، مجانباً، رغم الغليان الداخلي، ترميم العلاقات، مما يطرح تساؤلات جدية حول مراده في الأساس.

يوماً بعد يوم، يغوص التيار الوطني الحر في مزالق تصفية الحسابات. ويتبين من تصريحات زعيمه وعزف بعض أركانه المتناغم أن التيار سائر إلى اختصار الخصومة برفاق الدرب سابقاً، ينسى ويغفر لمن أبعده وخوّنه، ويذهب بعيداً في نبش مجتزأ ومغلوط لأحداث بغاية المراهنة والمداهنة في آن. فعلاّم يصوِّب العماد بقوله أن من اختطف في حقبة الثمانينات لم يكن بريئاً بالضرورة، ولو تخفَّى بعضه تحت هوية الصحافة؟ وهل القصد من هذه اللفتة غير الموفقة تجريم المخطوفين(أينك ميشال سورا؟) وتبرئة ساحة الخاطفين آنذاك؟ ولماذا توسل العبارات الجارحة بحق الذاكرة والإنسانية إلا لمدّ جسور واهية فوق ركام الحقائق؟  بالتكفير عن ذنوب الماضي والموقف القاسي في الميليشيات؟

أيعتقد العماد فعلاً أنه، بامتشاقه سيف محاربة الفساد وركوبه صهوة جواد السبق، يستطيع تذويب الفوارق وترويض مربع أنصار سوريا عبر التوكيد على لفظة الحوار وإبقاء موقفه من القضايا الحوارية معلقاً خفياً على الناس؟ لا بل بصراحة، هل يتراءى له، للحظة، إن احتضانه القرار الرقم 1559 يجعله أكثر قرباً من "حزب الله" عن أخصامه، وأنه يحمل عصا سحرية سوف تقلب الموازين وتفتح قلوب وعقول الجميع اسمها طاولة مستديرة وراء ابواب مغلقة؟

يشهـر التيار الوطني الحرّ ملفات الفساد وهو المُناهض للسلطة التي أقامتها الوصاية طوال خمسة عشر عاماً، المبعد عن جنة المنافع بحكم الواقع، والبريء كلياً من الدين العام. لكن ماذا عن أقطاب شبكة حلفائهِ، وكيف السبيل إلى تجاهل جلوسهم في حضن الوصاية وحصنها، مدلّلين مشفوعين بالحظوة ومسك الأختام؟ للضرورة أحكامها. لذا يتعمّد العماد إسباغ الطهارة وتوفير شروط الطهوريّة وفق معايير انتقائية من صنع فؤاده. إنما المستغرب هو ذلك الطرق اليومي على موضوع وحيد بذاته، والدعوة إلى استقالة الحكومة، وكأنما الحياة الدستورية في أحسن حال، أم أن الاغتيالات والتفجيرات (والخوف المعمّم) وإغلاق الحدود وتسريب الأسلحة واستعراض التشكيلات العسكرية ومحاولات اجهاض التحقيق الدولي (وخنق نتائجه المحتملة في المهد) واحتقار رئيس الوزراء، وحرد وزراء "أمل" و"حزب الله" على مجلس الوزراء، مردها جميعاً خطيئة أصلية تسأل عنها وتساءل الأكثرية النيابية حصراً في جمهورية أفلاطون؟

للعمل السياسي بوصلة في كل مرحلة، اذا ما غابت، تعطل النهج وخابت الآمال. والصارخ في الامتحان، ان التيار الوطني الحرّ، في سلم أولوياته، يُغرِّد وينسج خارج المسألة الجوهرية التي طالما حمل لواءها. فالحرص على الحوار مع "حزب الله" ليس مطلباً فِئوياً خاصاً بفريق، بل أنه حاجة لبنانية شاملة لأن "حزب الله" مكوِّن أساسي من النسيج الوطني وشريك أصيل في صوغ الحياة العامة. بيْـدَ أن شتـّان بين محاورة طرف له اعتباره وحضوره في ساحة مجلس النواب والوطن، واستدراج حلفاء الأمس إلى خصومة مجانية والايقاع بهم حيث بنى العماد عون نفسه هالته السياديّة. وثمة فاصل بحجم فالق بين القول بانهيـار النظام الأمني السوري اللبناني المشترك وانكفاء الجيش السوري إلى ما وراء الحدود، واعتبار التيار الوطني الحرّ أن صفحة الظلم والمظالم قد أغلقت نهائياً فيما تعمل دمشق دون كلل على تعطيل مسيرة بناء الدولة، وتنوّع أدوات الاثارة والتأجيج، وتنيـط بأيتامها – من الدائرة اللصيقة بالعماد، مع الأسف- مهمة إعادة الاعتبار لمشاريعها وحلفها مع غلاة التشدد والانغلاق .

تؤشـر مواقف التيار الوطني الحرّ، المعلنة بلسان أعضاء تكتل الإصلاح والتغيير، إلى مراجعة باتت تمس بعناوين وقضايا مفصلية أسّست لقيام التيار بالذات. فإذا كان من غير المستغرب إحجام التيار عن الانضمام لبعض النشاطات الطالبية والشبابية الهادفة إلى إبقاء شعلة التعبئة استكمالاً لانتفاضة الاستقلال، فانه من المُستهجن أن يصل الأمر بـه إلى رفضها بذريعة عدم إقحام الشارع(حرفياً) والتخوّف من نتائج حراك أتقنه التيار وعوّل عليه ورفعه إلى مصاف حماية حرية الرأي والتعبير الحر واستندَ إلى نضالات شبابه طوال حقبة الوصايـة وللأمس القريب.

تطول الأمثلة وتتعدّد، على خلوص التيار الوطني الحرّ، إلى استنتاج، مفاده البقاء على مسافة من الكباش القائم بهمّة طروحات الرئيس بشار الأسد المكررة خطابات وتصريحات. ويكاد يعطي الانطباع بأنه غير معني بمجريات الصراع، وغير مشارك في درء المخاطر التي تحيق بلبنان الخارج من غرفة العناية. وعليه، فانه انتقل من أرض المعركة إلى شرفة التفرّج تحت خيمة فك الاشتباك، يلوّح بورقة تمثيل المسيحيين في لحظة الانتخابات، وينتظر أن ينهك المتصارعون من سائر الطوائف، ويأوي الجميع إلى ملاذه خلاصاً.

إلى حين بزوغ ذلك الفجر لا غضاضة لديه من بقاء الرئيس لحود في سُدّة رئاسة الجمهورية في الوقت المستقطع ضماناً لتركة مأمونة، ولا وجل من المساواة المسطحة بين غليان أهل الناعمة نتيجة حادث جُرمي مشهود وهيجان الخطباء المناهضين لـ "الوصاية" على تخوم عوكر وعلى وقع الهتافات لأحمدي نجاد وبشار الأسد، لأن التيار على حياد الحكماء، يتفهم ويوزع المسؤولية بالقسطاس، إلى أن يأتي الفرج.

قصرت المسافة بين التيار الوطني الحر ودمشق إلى أميال معدودة. ويمكن، دون مبالغة، رصد أكثر من إشارة عن أن الطريق أضحى معبّداً وأن لقاء المصالح ليس ببعيد، لولا سيف التحقيق الدولي والجمرة الحارِقة التي تحملها اليد الممدودة من نظام تحت مجهر المراقبة وعبء الشبهة. رويداً، ينسج التيار على منوال خاص به ويخط مسالك في موازاة الأوفياء لدمشق، حريصاً على أسلوب الإيماء وحسن الظن، رائدهُ الظاهر منع تدهـور الأمور. لـذا، يكثر العماد من اللفتات المُرمّزة التي غالباً ما تتخذ صيغة التساؤل والسؤال عن الأعمال المنسوبة "عفوياً" لسوريا، وتحيلها دائرة الفرضية دون إغلاق سائر الأبواب وإسقاط سائر الاحتمالات، كما في تعليقه حيال اتهام أجهزة دمشق بالوقوف وراء اغتيال جبران تويني، المُفضي إلى التزام الموضوعية وعدم الحكم المسبق والبحث في أكثر من اتجاه.

تنشـَّأَ شباب التيار الوطني على مبادىء سيادية كارِهَة لوضع اليد الأمنية الاستخبارية على لبنان. ساروا بذلك على تعاليم قائدهم المنفي في باريس، ووعده لهم باسترداد القرار الحر وغرس مفهوم المواطنة في دولة الحقوق والواجبات. وفي غضون اشهر قليلة أخذ الغموض يحيط بمقولات التيار في حيز الممارسة، وغضّ الطرف عن جملة ظاهرات على نقيض اقتناعاته الأصلية، من ندِّيـة العلاقات مع سوريا على قاعدة السيادة غير المنقوصة والاحترام المتبادل، إلى حصريّة السلاح بالشرعية اللبنانية. وبعد سلسلة الاغتيالات والتفجيرات التي روّعت اللبنانييـن، ترتدي ردود فعل التيار عامة طابع اللامبالاة الهادئة إزاء جسامة الأحداث وعمق الجراح، وتنحو إلى التعميم على الجوهري وسيلة لبناء الثقة مع مناوئي الأكثرية، داخل مجلس النواب وخارجه، ذوي العطف ما وراء الحدود. ويطرب نواب التيار (وموفدوه) بردّ التحية واجلاسهم مقاعد العقلاء، على وعد الحصاد المقبل، بغيّة نسف التوازنات القائمة وإضعاف ركائز الحكومة وتطييرها إذا وجدوا إليه سبيلاً.  

صحيح أن التيار الوطني لا يلفت إلى "المؤامرة" التي تبوح بها بعبدا لزوّارها وناقِلي إخبارها، ولا يشترك في الترويج لها. لكن كيل المديح له من أصحاب نظرية المؤامرة فتح شهيّته، فاكتفى، لتاريخه، بنبذ الوصاية، أنَّـى أتت، خطوة على الطريق، على  أمل المزيد مع مقبل الأيام (مما يفرح ويُثلج قلب أكثر من مُتربِّص بالتحقيق الدولي وبرعاية مجلس الأمن لاستقلال لبنان واستقراره).

من قال أن جماعة 14 آذار الذين تبوأوا الحكم وأمسكوا بعض السلطة كوكبة من الملائكة، لا غبار على أدائها ومعالجتها للأمور؟ لا أحد إلاّ ويقرّ للعماد تحفظهِ ويُوافقه على احترازه الناقِـدْ. إنما الأعمال بالنيّات.  فحذار قتل ميشال سورا الذي قدم إلينا من فرنسا حاكِماً مُترهّباً وأخاً، مرتين. مرة لأنه أغاظ "دولة البربرية" كما أسماها ببراءة الباحث عن الإنسانية في كل شأن، ومرة لأنه تشبّهَ بنا وركن إلى الوثوق بعفّة وحماية الشجعان.

 

 

أكد في خطابه أمام مجلس الشورى دعمه إصلاحات الملك عبدالله

شيراك: الشعب اللبناني بكامله ينتظر الحقيقة وعلى سوريا تغيير تصرفها وخاصة في لبنان

المستقبل - الاثنين 6 آذار 2006 - العدد 2200 - اكد الرئيس الفرنسي جاك شيراك في اليوم الثاني من زيارته للسعودية ان شعب لبنان بكامله ينتظر ان تحدد لجنة التحقيق الدولية في اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري المسؤوليات التي تسمح بمعاقبة الجناة، مشيرا الى ان دمشق عليها ان تغير تصرفاتها ولا سيما في ما يتعلق بلبنان. واعرب من جهة ثانية عن دعمه للتوجه الاصلاحي الذي ينتهجه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز.  وقال شيراك في خطاب امام مجلس الشورى السعودي، وهو اول رئيس اجنبي يلقي خطابا امام المجلس ان "شعبا بكامله في لبنان ينتظر ان تحدد لجنة التحقيق الدولية المكلفة بالتحقيق في اغتيال السيد رفيق الحريري المسؤوليات التي تسمح بمعاقبة الجناة، فالحقيقة والعدالة ضروريتان لاستعادة الثقة اللازمة لبناء مستقبل يضمن للبنان هذا البلد المعذب استقلاله وسيادته ووحدته".

واوضح الرئيس الفرنسي ان "سوريا التي تتمتع بموقعها الكامل في المنطقة والتي من حقها ان تحافظ على مصالحها عليها ان تأخذ بعين الاعتبار تطلعات الشعب اللبناني كما التطورات في الشرق الاوسط وفي العالم. عليها ان تغير تصرفاتها لا سيما في علاقاتها بلبنان وان تتعاون بشكل كامل مع لجنة التحقيق الدولية".

وتابع "نحن من جهتنا علينا ان نبقى موحدين ومصممين على ان يتم التطبيق الكامل لقرارات مجلس الامن ولوقف التدخلات الخارجية وتأمين النجاح للمؤتمر الدولي للمساعدة الذي ينتظره لبنان".

واعرب شيراك في كلمته عن دعمه للتوجه الاصلاحي الذي ينتهجه الملك عبدالله. وقال "اريد ان اعرب عن دعم فرنسا للتوجه الذي يقود به (الملك عبدالله) هذا البلد"، معتبرا ان المملكة "تتحرك بشجاعة من اجل تثبيت دورها المحفز للاعتدال في وجه التهديدات". كما اكد شيراك دعم وتضامن فرنسا مع السعودية في مكافحتها للارهاب. وقال "لقد حمل الملك بشجاعة ونجاح كما عهدناه دائما، لواء التحرك الوطني في وجه الارهاب (..) سوف نربح هذه المعركة عبر تضافر جهودنا وعبر خوضها ضمن احترام قوانينا وقيمنا".

ومن بين الاصلاحات التي تدعمها فرنسا، عدد شيراك "اعتماد الاقتراع من اجل اختيار مجالس بلدية جديدة" و"دخول المرأة الى الهيئات الادارية للغرف التجارية". واكد ان "العالم وفرنسا تابعا هذه الاصلاحات بتعاطف". وطالب الرئيس الفرنسي بقطع الطريق امام الذين "يشعلون فتيل التطرف" ويفتعلون "صداما مؤسفا للجهلة". وحض شيراك على "احترام هوية وثقافة وايمان كل فرد". وقال "يمكن لفرنسا والسعودية اللتين تتسلحان بهوية تزخر بالتاريخ والثقاقة ان توحدا جهودهما لقطع الطريق امام الذين يشعلون فتيل التطرف ويفتعلون صداما للجهلة يعتبره البعض صداما للحضارات فيما نتقاسم قيما علينا ان نعمل معا من اجل تثميرها".وطالب الرئيس الفرنسي بتوحيد الجهود لمواجهة التحديات وتهدئة التوتر في الشرق الاوسط، والعمل على استقراره كشيء حيوي للعالم باسره، مشيرا الى دور فرنسا والسعودية ومسؤولياتهما مع باقي دول العالم لتحمل المسؤولية كاملة لاستقرار المنطقة.

كما دعا شيراك الى تعزيز التبادل التجاري بين باريس والرياض مشيرا بشكل خاص الى فكرة اتفاق يسمح بالتبادل الحر بين دول الاتحاد الاوروبي ودول مجلس التعاون الخليجي. وقال ان دخول السعودية الى منظمة التجارة العالمية بعد عشر سنوات من المفاوضات "يجذب انتباه جميع المستثمرين".وفي الملف الفلسطيني قال شيراك تعقيبا على فوز حركة "حماس" في الانتخابات الاخيرة من دون ان يسميها ان "الاكثرية التي افرزتها عمليات الاقتراع عليها ان تفهم ان الاعتراف باسرائيل والتخلي عن العنف واحترام التعهدات الدولية، هي وحدها قادرة على تبديد المخاوف المشروعة ازاءها".وبالنسبة للملف الايراني، اكد ان "اليد ما زالت ممدودة" لايران وان الجمهورية الاسلامية يمكنها "في اي لحظة ان تعود الى تعهداتها بوقف النشاطات النووية الحساسة".واكد شيراك انه يشاطر العاهل السعودي عبدالله بن عبد العزيز "قناعة بان المواجهة ليست حتمية في المنطقة وان السلام بمتناول اليد". وقال ان "صوت العقل الذي ترغب فرنسا وبريطانيا والمانيا باسماعه في ما يتعلق بالملف النووي الايراني، ما زال لم يلق اذانا صاغية". وبعد فشل المفاوضات الجمعة بين الدول الاوروبية الثلاث الكبرى وطهران حول ملفها النووي، يمكن ان تتخذ الوكالة الدولية للطاقة الذرية تدابير اكثر صرامة ازاء ايران. ويطالب الاوروبيون والاميركيون بان تعود ايران الى تعليق نشاطات تخصيب اليورانيوم التي عاودتها في كانون الثاني (يناير) اذ تخشى من استعمال هذه التكنولوجيا لصناعة السلاح الذري بينما تؤكد طهران ان برنامجها النووي مدني حصرا.واشار شيراك الى انه تم منح ايران "الضمانة بانها ستتمكن من تطوير قدراتها النووية المدنية".

واكد شيراك انه يشاطر العاهل السعودي عبدالله بن عبد العزيز "قناعة بان المواجهة ليست حتمية في المنطقة وان السلام بمتناول اليد".وفي الملف العراقي، اكد شيراك انه من "الحيوي" ان يحظى العراق "بسرعة بمؤسسات صلبة قادرة على التصدي للقوى التي تتجاذب البلد وتهدد وحدته".وشدد الرئيس الفرنسي على ضرورة ان يتمكن العراق سريعا من بناء مؤسسات متينة قادرة على الصمود ضد القوى النابذة، التي تهدد وحدته على ان تجد كل فئة من فئات الشعب العراقي مكانها الحقيقي في تلك المؤسسات.وطالب شيراك كافة بلدان المنطقة والاسرة الدولية بمساعدة العراق لتحقيق هذا الهدف، معربا عن اسفه لان الانتخابات التي اجريت في العراق وكانت مدعاة للامل لم توفر حتى الان شروط العودة والاستقرار للعراق وامل كل العراقيين حيث ما زال يواجه موجة جديدة من العنف الاعمى.واكد رئيس مجلس الشورى السعودي صالح حميد في كلمة ترحيب بالرئيس الفرنسي ضرورة تحقيق التسوية السلمية للقضية الفلسطينية وفق مبادرة السلام العربية لاقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، ولتحقيق الاستقرار والامن بالمنطقة والعالم.

وجدد حميد رفض السعودية لمفهوم صدام الحضارات، وتأكيدها اهمية التعايش السلمي بين الشعوب، والتصدي لاي محاولات للصدام الحضاري والتوصل لتشريع دولي للحفاظ على مقام الانبياء والرسل في اشارة لما حدث من اساءة للرسول الكريم وما تبعه من ردة فعل.

كما رفض اي تدخل خارجي في الشان الداخلي العربي او السعودي بما قد لا يحقق الاستقرار، مشيرا الى نبذ الارهاب والعنف وقدرة السعودية على التصدي للاعمال الارهابية وعدم تأثرها بها.

وبحث وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل مع نظيره الفرنسي فيليب دوست بلازي العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تطويرها ومجمل الاوضاع على الساحة الاقليمية والدولية والمستجدات على الساحة العربية خاصة في العراق وفلسطين والشأن السوري اللبناني.

وشارك الرئيس الفرنسي الذي يرافقه وفد رسمي كبير الى جانب وفد من رجال الاعمال في لقاء اقتصادي سعودي فرنسي.

ونوه بخبرات الشركات الفرنسية معبرا عن اسفه "للضعف النسبي للصادرات الفرنسية والاستثمارات الفرنسية" في المملكة. وقال شيراك ان التطورات التي تشهدها السعودية حاليا باتجاه فتح سوقها وتسريع عملية الخصخصة او حتى اعادة النظر في التشريعات التي تضبط حركة رؤوس الاموال والاستثمارات الاجنبية "اوجدت مناخا من الثقة". الا انه اقر بان "الضعف النسبي للصادرات الفرنسية والاستثمارات الفرنسية في المملكة اضافة الى تشعب حركة التبادل بيننا عوامل تدل على حجم العمل الذي ما زال علينا انجازه".

وتأمل فرنسا في ان تسهم زيارة شيراك في تقدم المحادثات حول عقود مهمة بينها وبين السعودية في مجال الدفاع وخصوصا في تزويد المملكة بنظام "ميكسا" الالكتروني لمراقبة الحدود الى جانب بيعها طائرات "رافال" التي تصنعها مجموعة "داسو" الفرنسية.وتبلغ قيمة الصادرات الفرنسية الى السعودية 1.3 مليار يورو بينما تستورد فرنسا من السعودية بقيمة ثلاثة مليارات يورو. وتعمل 60 شركة فرنسية في السعودية توظف 12 الف عامل. (و ا س، رويترز، ا ف ب، ا ش ا)

 

رزق: سيفاجأ الكثيرون بسرعة تشكيل المحكمة ذات الطابع الدولي وعملها

المستقبل - الاثنين 6 آذار 2006 - توقع وزير العدل شارل رزق أن "يفاجأ الكثيرون بسرعة عمل وتشكيل المحكمة الدولية التي ستضم قضاة لبنانيين ودوليين، والتي ستقول الحقيقة أياً كانت وأينما كانت ولا يمكن ان يقف أحد في دربها".واعتبر ان "الحوار في المجلس النيابي مهم أقله على الصعيد الرمزي لأن اللبنانيين قرروا ان يغلّبوا ما يوحدهم بالداخل كي يخاطبوا معاً الجهة الخارجية". ورأى أن "الموضوع الرئاسي يأتي في الدرجة الثانية نسبة لأولوية أكبر هي تحديث النظام الانتخابي"، مشيراً إلى أن "أمامنا ورشة سياسية تأسيسية، ورئاسة الجمهورية ليست الجزء الأساسي منها"، ونفى ترشحه للرئاسة مؤكداً أن "الرئيس اميل لحود لم يفكر لحظة بالاستقالة". وقال رزق في حديث إلى اذاعة "صوت لبنان" أمس: "أن المواضيع التي أمامنا اليوم في لبنان من الخطورة والجدية بحيث تتجاوز بكثير موضوع رئاسة الجمهورية والأشخاص المرشحين للرئاسة، وأيضاً المؤسسة الرئاسية نفسها إلى شيء أهم وأكبر وهو إعادة تأهيل الميثاق الوطني لأنني مؤمن جداً بخطورة الوضع الذي هو على هذا المستوى، لذلك فالمطلوب اليوم من كل الطاقات الوطنية ان تتجمع وتتغلب على ما يفرقنا وتغلب ما يوحدنا لذلك أرى أنه أياً تكن نتيجة الحوار الذي يجري اليوم في مجلس النواب فهذا يعطي صورة ولو رمزية للوحدة الوطنية كما يجب أن تكون".

وعن سر العنف الكلامي الرئاسي ضد فرنسا قال: "بين لبنان وفرنسا هناك ما يتجاوز الأزمات العابرة، وأنا كلما أذهب إلى الفرنكوفونية أؤكد أن لبنان فرانكوفوني قبل أن تنشأ الفرنكوفونية بقرون. فعلاقتنا بالفرنكوفونية وبفرنسا علاقة قديمة وراسخة على الرغم من الأزمات العابرة. وأنا على ثقة من أن الأزمة التي نمر بها اليوم مع فرنسا أزمة عابرة. فالصداقة بين البلدين راسخة ومتينة لدرجة أنها ستمكنهما من التغلب على هذه الموجة". وحول الوضع الاقليمي، اعتبر رزق أن هناك قوتين كبيرتين "غربية بقيادة الولايات المتحدة التي لا يمكن ان تقهر ولكن لا يمكن أن تنتصر في العراق، وهي تحاول أن توجد صيغة مع القوة الاقليمية الأخرى التي تواجهها وهي ايران".

وقال: "هناك امتدادات في لبنان لهاتين القوتين التي بدأت بوادر التلاقي تظهر بينهما، فمن الطبيعي أن يكون لذلك امتداد في لبنان وأن تفرض هدنة وتقارب بين القوى اللبنانية التي كانت على عداء".

ودعا إلى "بناء وتطوير نظامنا السياسي حتى يستطيع ان يستوعب المؤثرات الخارجية ويجبه أيضاً ما يحضره لنا القرن الحادي والعشرون إذ لا يمكن ان نستمر ونحن ما زلنا في نظام يكرس الفسيفساء الطائفية أي نظام الفيدرالية الطائفية. علينا تجاوز هذه الفسيفساء المبنية على حتمية وضرورة الإجماع الطائفي إلى نظام برلماني يقوم على الأحزاب أي على الثنائية أو ثلاثية سياسية كما على ضرورة تحديث وعصرنة النظام الانتخابي يسمح بإفراز أكثرية لبنانية كما كان في السابق نظام الحزبين الدستوري والوطني اللذين كان فيهما مسلمون ومسيحيون".

وتابع: "إذا أردنا أن نواجه التحديات التي يحضرها القرن الحادي والعشرون علينا أن نبني ديموقراطية برلمانية صحيحة وقوية، وأمامنا ورشة سياسية تأسيسية، وموضوع الرئاسة ليس سوى جزء وأنا لا أعتبره جزءاً أساسياً بل الجزء الأساسي هو حقيقة علينا أن نتفق في لبنان على إعادة تأهيل ميثاقنا الوطني وبناء نظام يقوم على حزبين أو ثلاثة أحزاب وهذا ممكن عن طريق النظام الانتخابي. وما يقوم به الوزير السابق فؤاد بطرس على رأس لجنة قانون الانتخاب وإلى حد ما خطوة متقدمة في هذا المجال، لكننا نحن بحاجة إلى خطوتين وثلاثة وهذا يدعو إلى إصلاح جذري". وعن رئاسة الجمهورية، قال: "إن أخطر ما يمكن أن نقع به من خطأ هو التفكير ان الموضوع يقتصر على ابدال شخص بشخص آخر دون أن يأتي هذا الرئيس كتعبير عن برنامج، فالمطلوب اليوم نظام لبناني جديد، يجب أن يأتي الرئيس الجديد تعبيراً عن هذا الميثاق اللبناني الجديد. والسؤال ما هو العمل المنتظر الذي يجب أن يقوم به المجتمع السياسي اللبناني في السنوات الست المقبلة؟. أن يأتي رئيس بدون برنامج ومرتجل فهذا لن يكون تعبيراً عن منهج جديد وميثاق وطني جديد ونكون قد وقعنا في أزمة ست سنوات جديدة، وهذا خطر كبير. لذلك إن الأولوية ليست لشخص الرئيس ولا لإبدال الرئيس، الأولوية هي لإنجاز الميثاق الوطني الجديد أو البرنامج أو النهج كما كان يقول الرئيس فؤاد شهاب الذي سنمشي عليه للسنوات المقبلة، آخذين في الاعتبار اللوحة الاقليمية التي تحدثت عنها، وضرورة تجاوز النظام الطائفي الضيق الذي لا يتلاءم مع تداعيات القرن الحادي والعشرين لبناء نظام برلماني عصري".

وسئل: هل إن الرئيس لحود فكر لحظة بالاستقالة؟، فأجاب: "ما أعرفه أنه لم يفكر لحظة بالاستقالة".

وعما اذا كان مرشحاً لرئاسة الجمهورية قال: "من طلب الولاية لا يولى، وزياراتي السياسية هي من باب الانفتاح على الآخرين وهذا لا يعني شيئاً على الاطلاق".

عن البيان المنسوب في جريدة "الديار" إلى الوزير الياس المر قال: "إن هذا الكلام يستحق التكذيب، فالوزير المر في مجلس الوزراء أخذ موقفاً من موضوع الرئاسة وينصح الرئيس لحود بالتنحي، فهو حر في مواقفه. أما المبررات التي تتناولني شخصياً فاعتبر أن ذلك لا يعنيني ولا أهتم بها ولن أعلق على الموضوع".

واعتبر أن "14 آذار يجسد ثلاثة أمور هي: الوحدة الوطنية، عودة الاستقلال، يوم التوبة والغفران الذي كان يوم الندامة للقادة اللبنانيين"، وقال: "علينا الانتباه لهؤلاء الذين كانوا قبل فترة من محبّذي اتجاه وأصبحوا فجأة من غلاة اتجاه آخر، فهذا الأمر كان ولا يزال يحتاج إلى بعض التفكير والانتباه"، وأضاف أن "14 آذار 2005 بالنسبة لي هو معمودية الشباب إلى السياسة حيث اكتشفت أن جيلاً جديداً من اللبنانيين ينتمي إلى كل الفئات اللبنانية لا تتجاوز أعمارهم العشرين سنة ولد ولادة جديدة في السياسة، وهذا أمر مشرف وعظيم ويجب العمل على صونه، وهذه المعمودية التي كانت لجميع اللبنانيين مسلمين ومسيحيين يجب أن نحافظ على طهارتها".

وعن نتائج التحقيق في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري الذي يقوم به القضاء اللبناني ولجنة التحقيق الدولية قال: "إن عملي كوزير عدل منذ تسلمي مهامي الوزارية تركز على شقين: الأول مواكبة العمل القضائي وتأمين الأطر له على صعيد المحققين اللبنانيين ولجنة التحقيق الدولية، والثاني إدارة العمل في وزارة العدل.

أضاف: "إن الفائدة من عمل لجنة التحقيق الدولية كانت مزدوجة، أولاً التقدم في التحقيق الذي تحرّك وسجّل خطوات متقدمة جداً، وثانياً إعطاء القضاء اللبناني نموذجاً عن طريقة كيفية التحقيق في هكذا جرائم". وأوضح ان "رئيس لجنة التحقيق الدولية سيرج براميرتس سيقدّم تقريره الأول في الخامس عشر من آذار". وتحدث الوزير رزق عن إنشاء المحكمة ذات الطابع الدولي، فقال ان "الحكومة اللبنانية أقرّت طلب إنشاء محكمة ذات طابع دولي، وتجاوب معها مجلس الأمن الدولي في القرار 1644 الذي جاء على اثره مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون القانونية نيكولا ميشال إلى لبنان لمناقشة موضوع تنظيم المحكمة".

وتابع: "فوجئ الموفد الدولي بمستوى استعداد اللبنانيين لذلك حيث كنت قبل نحو شهر من مجيئه إلى بيروت كلفت نخبة من القضاة تحضير شبه أطروحة للجواب على الأسئلة وطرح أسئلة أخرى. كما أوفدنا القاضيين شكري صادر ورالف رياشي إلى نيويورك ليأتيا بالمسودة الأولى على أن يعود نيكولا إلى لبنان لوضع المسودة النهائية لطرحها على مجلس الوزراء.

فتبيّن أنه نتيجة الأيام الأربعة في نيويورك، كانت كافية لوضع المسودة النهائية، ولا حاجة لكي يأتي الموفد الدولي إلى لبنان لجولة ثالثة من المفاوضات".

وأعلن أن "نيكولا سيرفع تقريره إلى الأمين العام للأمم المتحدة لكي يأخذ مجلس الأمن الدولي قراراً بتفويض الأمين العام للأمم المتحدة عقد اتفاقية مع الحكومة اللبنانية".

وعن شكل هذه المحكمة ذات الطابع الدولي قال: "ان المحكمة ستشكل من قضاة لبنانيين وقضاة دوليين. ولبنان يصرّ على تطبيق القانون اللبناني مع بعض التعديلات التي تتعلق بتنفيذ عقوبة الإعدام".

وعن القول إن المحكمة الدولية ستأخذ وقتاً قال: "ان المتابعة الحثيثة التي تتم من قبل الأمم المتحدة ومن قبل الأطراف اللبنانيين كافة ستفاجئ الجميع بالسرعة في تشكيل المحكمة ذات الطابع الدولي. ونحن نصر على ذلك لأننا نفتش جميعاً عن الحقيقة التي ستأتي من هذه المحكمة التي ستقول الحقيقة أياً كانت وأينما كانت. ولا يمكن أن يقف أحد في دربها".

وعن موضوع الافراج عن الشاهد السوري محمد زهير الصديق في فرنسا قال: "إن فرنسا تعهدت بتأمين استجواب الصديق متى شاء القضاء اللبناني ولجنة التحقيق الدولية".

وحول مجلس القضاء الأعلى قال: "إن النظام القانوني الذي بموجبه يعين المجلس الأعلى للقضاء غير صالح وغير كاف ومناسب. يجب أن نفتش عن طرق أخرى أكثر استقلالية لانتقاء أعضاء المجلس الأعلى للقضاء"، وتساءل "لماذا لا ينتخب الأعضاء جميعاً من قبل الجسم القضائي؟".

 

الحوار الذي بدأ...

المستقبل - الاثنين 6 آذار 2006 - عماد شيا(*)

بعد ثلاثة أيام على بدء الحوار بين أقطاب الكتل النيابية الأساسية في البرلمان اللبناني، تتساءل أوساط متابعة عن حقيقة ما يجري حول طاولة الحوار المستديرة في ظل التزام المتحاورين عدم تناول مجريات الأمور، والاكتفاء عقب كل جلسة من الجلسات بـ"الميني برس كونفرنس" للرئيس نبيه بري منسق ومدير ورشة الحوار، الذي يحاول خلال لقائه السريع مع الصحافيين قدر المستطاع، اختيار المفردات التي تعبّر عن موقفه كطرف من أطراف الحوار من جهة، ومنسق جلساته وناطق باسمه من جهة ثانية.

في الشكل تعتبر هذه الأوساط، كما معظم اللبنانيين، أن مجرد انعقاد المؤتمر وسط الظروف السائدة، وجلوس الأقطاب الأساسيين في قاعة واحدة وخلف طاولة واحدة من دون أوصياء أو وسطاء، هو بحد ذاته خطوة مهمة تؤكد أن القوى الأساسية في البلاد راغبة في سلوك الحوار طريقاً لحل المشكلات المختلف عليها بكل جدية بعيداً عن المواربة ومناخات الترويع والترهيب.

وإذا ما سلّمت الأوساط بإيجابية انطلاق المبادرة الحوارية والمناخات المريحة التي أشاعتها، فإنها لا تخفي قلقها على مسار عملية الحوار جراء بعض التسريبات التي توحي عن قصد أو من دون قصد، وكأن الحوار يجري على أساس المقايضة في الملفات، وليس بحسب الأصول أو على أساس المنطق الذي يفترض مقاربة المسائل المطروحة من زاوية المصلحة الوطنية أولاً. وما التسريبات عن استعداد بعض أطراف الحوار القبول بمقولة "لبنانية مزارع شبعا" بمعزل عن موافقة سوريا الموثقة وتجاهل بند القرار 1559، المتعلق بسلاح المقاومة، مقابل موافقة أطراف أخرى على بند آخر في هذا القرار، يتعلق بالتمديد للعماد إميل لحود، سوى واحدة من هذه التسريبات التي تصبّ في هذا الاتجاه.

إن أهم ما في هذا الحوار، بحسب الأوساط التابعة، على الرغم من كل ما سبقه ورافقه من انتقادات بعضها محق وبعضها مفتئت، هو زوال الخطوط الفاصلة بين البشري والمقدس في المسائل المختلف عليها بين اللبنانيين، خصوصاً سلاح المقاومة الذي وضع في مرتبة المقدسات، وكان الحوار بشأنه يتهدده خطر التصادم بين الأفكار السياسية والفتاوى الدينية والأحكام الإلهية.

وهذا الأمر يتماشى مع جوهر الحوار الذي يرى فيه الباحثون، قيمة مطلقة بذاته ومكسباً من مكتسبات البشرية، غايته معرفة الذات والآخر على قاعدة الاعتراف به وقبوله كما هو، واحترام حق الاختلاف كقيمة إنسانية وكحق أساسي. والحوار المقصود هو تعارف وتواصل وفهم وتفاهم متبادل مبني على قواعد الحقيقة والحرية والعدالة. كما أن الموقف الإسلامي الأصيل الذي يرعى الحرية الدينية وحرية الاعتقاد لا يستثني من رعايته حتى الحق في تغيير المعتقد. وبناء عليه يرى أحد أعضاء لجنة الحوار الإسلامي المسيحي القاضي عباس الحلبي بحق "ان روح الحوار حين تتكرس تسمح بإعادة النظر في نظام الأشياء والأحكام المسبقة وفي الأفكار والتصورات الظنية".

والحوار الوطني الصادق والأخلاقي هو النقيض المباشر للنبذ والإلغاء والاستقواء والغلبة، "إنه أكثر من قطار نركبه لنصل الى محطة الوحدة الوطنية" كما أحب أن يعبّر الرئيس نبيه بري، إنه "خميرة وحدة الإنسانية" بحسب الدكتور سعود المولى والتي تعتبر الوحدة الوطنية إحدى مكوّناتها.

إن الحوار الذي بدأ خطوة مهمة وفرصة ثمينة يأمل اللبنانيون أن ينتهزها المتحاورون لمعالجة المسائل المطروحة بمسؤولية وروح وطنية عالية، بعيداً عن منطق الاستقواء والغلبة والمصالح الفئوية والطموحات الشخصية. فلقد آن الأوان للبنانيين أن يتعلموا من خلال التجارب التي مروا بها أنهم محكومون بالحوار البنّاء والتوافق وان الجار القريب كما الأجنبي البعيد تهمه مصالحه بالدرجة الأولى، مهما دغدغ مشاعرنا بأناشيده الدينية والقومية والديموقراطية.

(*) أستاذ في الإعلام

 

 

بعد مشاركة نصرالله في مؤتمر الحوار والطروحات الجديدة حول سلاح المقاومة "حزب الله" يدخل مرحلة جديدة

المستقبل - الاثنين 6 آذار 2006 - قاسم قصير

لم تكن مشاركة الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله المباشرة في "مؤتمر الحوار الوطني" حدثاً عادياً في مسيرة الحزب السياسية والجهادية. فللمرة الأولى في تاريخ الحزب يجلس أمينه العام إلى جانب القيادات اللبنانية للبحث في مستقبل لبنان والمقاومة وسلاحها ورئاسة الجمهورية وكافة القضايا السياسية الاخرى. وتشكل هذه المشاركة تطوراً سياسياً نوعياً في مسيرة الحزب، بعدما أصبح مشاركاً في القرار السياسي اللبناني عبر دخوله في الحكومة الأخيرة، ولم تعد هناك أية مسافة بين حزب المقاومة وبقية الأطراف السياسية اللبنانية.

فما هي الدلالات المستقبلية لمشاركة نصرالله و"حزب الله" في مؤتمر الحوار الوطني؟ وهل هناك متغيّرات جديدة في أداء الحزب السياسي والجهادي في المرحلة المقبلة؟ وما هي تفاصيل المشروع السياسي الجديد للحزب على ضوء المتغيّرات الداخلية والإقليمية والدولية؟ وهل سيبقى حزب الله حاملاً للمشروع الاسلامي النهضوي على مستوى المنطقة، أم سيتحول إلى حركة سياسية لبنانية ويتخلى عن دوره الإقليمي؟

ملاحظات في الشكل

بداية لا بدّ من الإشارة إلى الدلالات العديدة التي تحملها مشاركة السيد نصرالله المباشرة والشخصية في مؤتمر الحوار الوطني، وكذلك طبيعة الوفد الذي اختاره ليساعده في جلسات الحوار، إضافة إلى ملاحظات "شكلية" لكن ذات دلالات غير عادية.

وخلال مسيرته السياسية والجهادية سعى "حزب الله" دائماً إلى الابتعاد عن تفاصيل العمل السياسي وكواليس السياسة اللبنانية، لم يشارك الحزب في أي لقاء حواري على المستوى الوطني، وكانت له اعتراضات كثيرة على مؤتمر الطائف والوثيقة التي نتجت عنه على الرغم من انه تعاطى بواقعية مع نتائج المؤتمر والتزم بمقرراته السياسية والأمنية.

وكان الحزب يفضل دائماً عقد اللقاءات والتفاهمات الثنائية مع بقية القوى والشخصيات السياسية واللبنانية وعدم الدخول في مواثيق واتفاقات على المستوى العام، لان تلك التفاهمات كانت تعطيه هامشاً أوسع للحركة. وان كان الحزب التزم مؤخراً بالتحالف الرباعي (مع حركة أمل وتيار المستقبل والحزب التقدمي الاشتراكي) ليواجه المتغيّرات الناتجة عن الانسحاب السوري من لبنان.

ويشكل جلوس نصرالله الى طاولة الحوار مع بقية القيادات السياسية اللبنانية، تغييراً نوعياً في أداء الحزب، خصوصاً أن بعض كوادر الحزب وأنصاره لم يكونوا متحمسين لهذه المشاركة.

كذلك جاء اللقاء الثنائي الذي عقده نصرالله مع رئيس "تيار المستقبل" النائب سعد الحريري ليمهد الطريق أمام انعقاد مؤتمر الحوار وهو استكمال للتفاهم الذي عقده حزب الله مع التيار العوني.

والملاحظة الاخرى الشكلية كانت في الصورة الايجابية التي قدمها نصرالله من خلال مصافحته لرئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" النائب وليد جنبلاط ولرئيس الهيئة التنفيذية لـ"القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع والابتسامة التي لم تفارق ثغره طيلة جلسات الحوار، وكل ذلك يقدم صورة مشرقة عن حزب الله وأمينه العام.

والملفت ان نصرالله حرص على اختيار أبرز شخصيتين سياسيتين في الحزب لمشاركته في جلسات الحوار، فالأول رئيس لكتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد وهو عضو شورى سابق ومن المتميزين في متابعتهم السياسية، والثاني الوزير محمد فنيش الذي يوصف دائماً بعقلانيته وهدوئه في حواراته مع الآخرين من دون التراجع عن قناعاته وثوابته السياسية. وقد تولى فنيش سابقاً رئاسة المكتب السياسي للحزب كما كان عضو شورى.

وهاتان الشخصيتان (وهما حالياً ليستا في شورى القرار) تتصفان داخل حزب الله بأنهما من اكثر الشخصيات السياسية عمقاً وإدراكاً للمتغيّرات الداخلية والخارجية والأقدر على تقديم الرؤى السياسية الجديدة لمواكبة المتغيّرات، وكل ذلك يعطي إشارة مهمة إلى ما يريده "حزب الله" من المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني.

الطروحات الجديدة

لكن الأهم من الملاحظات الشكلية دلالات مشاركة "حزب الله" في مؤتمر الحوار الوطني، التي ترتبط بالطروحات الجديدة التي بدأت قيادات حزب الله تطرحها للرد على الإشكالات والملاحظات التي يقدمها الآخرون حول أداء الحزب ومواقفه.

فحزب الله دخل إلى قاعة الحوار معلناً الاستعداد لمناقشة كل الملفات والقضايا بروح ايجابية، فلم تعد هناك "قضايا مقدسة" أو "غير خاضعة للحوار"، حتى سلاح المقاومة تم طرحه على النقاش بدون مواقف مسبقة، بغض النظر عن قناعة قيادة الحزب بجدواه وضرورته.

وتشير مصادر مطلعة على أجواء الحزب الداخلية إلى انه "خلال الفترة الأخيرة بدأت مؤسسات الحزب الأساسية تدرس بعمق كل التطورات والمتغيّرات الخارجية والداخلية وإنعكاسها على دور المقاومة وسلاحها، وقد طرحت هذه المناقشات كل الاحتمالات والخيارات الواردة، وتوصلت إلى قناعة بأن سلاح المقاومة، ليس هدفاً بحد ذاته بل هو وسيلة لتحقيق هدف الدفاع عن لبنان وتحرير أسراه وأرضه".

وقد بدأ بعض مسؤولي الحزب يعكسون هذه الأجواء في مواقفهم، وخصوصاً ما أعلنه السيد نصرالله في احتفال الذكرى السنوية لاستشهاد السيد عباس الموسوي والشيخ راغب حرب في الاونيسكو، كذلك بدأ بعض مسؤولي الحزب يعلنونه في بعض اللقاءات والمحاضرات.

ولكن الأهم بالنسبة للحزب وقيادته هو كيفية التوصل إلى رؤية متكاملة حول الدفاع عن لبنان بعد تحرير الأرض والأسرى.

أما ملف رئاسة الجمهورية فبدا واضحاً ان الحزب ليس متمسكاً بالرئيس إميل لحود لشخصه وان كان يبدي تجاهه الكثير من التقدير والاحترام لكن الحزب يريد التوصل إلى مشروع سياسي متكامل للمرحلة المقبلة وان يكون هناك اتفاقات مع بقية القوى السياسية، وخصوصاً "قوى 14 آذار"، حول هذا المشروع، وبذلك يصبح ملف الرئاسة جزءاً من تصور متكامل وليس مرتبطاً فقط بشخص الرئيس واسمه.

ويأخذ حزب الله في الاعتبار، عند مقاربته لهذا الملف، تحالفه السياسي والاستراتيجي مع الرئيس نبيه بري، وتفاهمه المستجد مع "التيار الوطني الحر" والنائب العماد ميشال عون، لكن النتيجة التي يمكن استخلاصها من المناقشات "ان كل شيء يمكن الحوار حوله، والاتفاق بشأنه".

المتغيّرات الإقليمية والدور الجديد

النقطة الأخرى التي تثار حولها بعض الإشكالات تتعلق بطبيعة الدور الإقليمي لـ"حزب الله" في ظل المتغيّرات الحاصلة في المنطقة. فالكثيرون في لبنان وخارجه يتعاطون مع الحزب باعتباره "جزءاً من تحالف سوري ـ إيراني ـ فلسطيني"، والسيد نصرالله لم ينف الاستعداد للانضمام إلى هذا الحلف في مواجهة "الحلف الأميركي ـ الإسرائيلي". لكن الملاحظ ان نصرالله حرص خلال جلسات المناقشة في مؤتمر الحوار، وكذلك من خلال التفاهم الذي عقده "حزب الله" مع "التيار العوني"، على تأكيد "ان سلاح المقاومة ليس له أي دور إقليمي وان مهمته الدفاع عن لبنان"، قد يكون صحيحاً ان هذا الكلام لا يلغي العلاقة المتميزة والتحالفية التي تربط "حزب الله" بإيران وسوريا والقوى الفلسطينية المقاومة، وخصوصاً حركتي "حماس" و"الجهاد الاسلامي"، لكن لا بدّ من التوقف بهدوء أمام المتغيّرات الحاصلة في المنطقة، والتي لا بد ان تنعكس على أداء الحزب وطبيعة الدور الذي سيقوم به مستقبلاً.

فالمفاوضات الإيرانية ـ الروسية بشأن الملف النووي تحقق تقدماً ملموساً، والولايات المتحدة وأوروبا تسعيان للابتعاد عن المواجهة العسكرية مع إيران، وكذك على صعيد فرض عقوبات اقتصادية. والتطورات في العراق تتجه نحو مسارات جديدة في ظل الخوف من حصول حرب أهلية والمساعي لتشكيل حكومة وحدة وطنية.

وعلى الصعيد السوري فهناك مؤشرات عديدة عن احتمال التوصل إلى تفاهم سوري ـ دولي جديد حول بعض الملفات وسحب نقاط التوتر التي كانت قائمة.

اما في فلسطين فإن وصول حركة "حماس" إلى السلطة سيفرض عليها انتهاج سياسة جديدة على صعيد مشروع المقاومة، على الرغم من التصعيد الإسرائيلي المستمر.

كل هذه التطورات تدفع "حزب الله" إلى البحث في كيفية تعزيز وضعه اللبناني الداخلي والابتعاد عن كل ما يدفعه للصدام، وللتأكيد على دور "سلاح المقاومة" الدفاعي عن لبنان وعدم وجود وظيفة إقليمية لهذا السلاح. وهذه المعطيات يجب ان تؤخذ في الاعتبار في قراءة أداء الحزب الجديد وطبيعة التفاهمات التي ينسجها، وخصوصاً في ضوء اللقاء المطوّل بين نصرالله والنائب الحريري والزيارة الرمزية التي قام بها "السيّد" لضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري.

بين المشروع النهضوي والدور السياسي

وهنا لا بد من طرح السؤال المركزي حول دور حزب الله: هل يبقى الحزب يحمل "مشروعاً اسلامياً نهضوياً" على مستوى كل المنطقة؟ ام انه يتحول حركة سياسية لبنانية لها مهمة اصلاحية داخلية من دون الابتعاد عن التعاطف مع قضايا التحرر العربي والاسلامي؟

لا يُحبّذ مسؤولو "حزب الله" مقولة "التحول إلى حركة سياسية لبنانية"، وهم يحرصون دائماً على تأكيد "الدور النهضوي والتحرري للحزب على المستوى العربي والاسلامي". لكن ذلك لا ينفي التغيّر الكبير الذي بدأ يشهده خطاب حزب الله وأداؤه خلال السنوات الأخيرة، فعلى الرغم من تبني الحزب لقضية فلسطين وتحرير القدس، فإنه التزم في أدائه الجهادي الكثير من الخطوط الحمر الدولية والإقليمية وابتعد عن كل ما يثير الإشكالات على صعيد علاقاته الدولية.

وفي الملف العراقي أكد مسؤولو الحزب مراراً عدم تدخلهم المباشر في الشأن العراقي وترك ذلك للقيادات العراقية، سواء على صعيد الأداء السياسي أو الجهادي، مع إظهار التعاطف الدائم مع هموم العراق وشعبه والدعوة المستمرة لحماية الوحدة الوطنية والاسلامية".

وفي القضايا العربية والاسلامية تبنى الحزب مقولة رفض التدخل في شؤون أية دولة، واعترض على ما تقوم به "الحركات الجهادية" من عمليات تستهدف الدول العربية والغربية والمصالح الأجنبية.

كل ذلك يؤكد ان الحزب يتحول وبشكل تدريجي إلى حركة سياسية داخلية لديها مشروع لبناني إصلاحي.

وسبق للسيد نصر الله أن أعلن "ان الحزب يعد مشروعاً إصلاحياً لبنانياً حول كافة الملفات"، وكان من المقرر ان يتم إعلانه في وقت سابق لكن الظروف السياسية والأمنية لم تسمح بذلك، في حال توصل "مؤتمر الحوار الوطني" إلى نتائج ايجابية، فإن ذلك قد يكون الفرصة المناسبة للحزب لإعلان وثيقته السياسية الإصلاحية الجديدة التي ستشكل هذه الوثيقة تطوراً مهماً في أداء الحزب وعلى صعيد مشروعه السياسي المستقبلي.

الدور المقاوم

لكن هل تعني كل هذه المعطيات ان الدور المقاوم لـ"حزب الله" سينتهي؟ وما هو مستقبل سلاح المقاومة؟

قد يكون من السابق لأوانه القول ان الدور المقاوم لـ"حزب الله" سينتهي وان سلاح المقاومة لن يعود له أي دور مستقبلي، لأن الاجابة عن هذا السؤال ترتبط أولاً بالصيغة التي سيتم التوصل اليها في مؤتمر الحوار حول "منظومة الدفاع الوطنية عن لبنان"، كذلك في كيفية حل النقاط العالقة مع إسرائيل وخصوصاً لجهة تحرير الأرض والاسرى ووقف الانتهاكات الإسرائيلية للسيادة اللبنانية.

لكن التحول الجديد في أداء الحزب ومواقفه يشير بوضوح إلى ان "سلاح المقاومة لم يعد هدفاً بحد ذاته، بل أصبح الهدف تأمين الدفاع عن لبنان بعد تحرير أرضه وأسراه"، كما عبّر أحد مسؤولي الحزب مؤخراً. وهذا الكلام يجعل بالإمكان مناقشة كل الخيارات بشكل صريح وواضح.

ومن هنا أهمية مؤتمر الحوار الوطني الذي تنعقد جلساته في البرلمان اللبناني.