المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم الخميس 9/3/2006

الطوبى لسامعي كلمة الله، وحافظيها

 

موفاز: إذا لم يردع مجلس  الأمن إيران فإسرائيل ستفعل

 برلين-رويترز: أعلن وزير الدفاع الاسرائيلي شاؤول موفاز انه لن يكون أمام اسرائيل من خيار سوى الدفاع عن نفسها اذا عجز مجلس الامن التابع للامم المتحدة عن اتخاذ اجراء لمنع ايران من الحصول على أسلحة نووية. وسئل موفاز بعد اجتماع مع نظيره الالماني فرانتس جوزيف يونغ امس عما اذا كانت إسرائيل مستعدة للقيام بعمل عسكري اذا ثبت أن مجلس الامن غير قادر على اتخاذ اجراء ضد ما تعتقد اسرائيل والغرب أنه برنامج ايراني سري لانتاج أسلحة نووية, فقال »ردي على هذا السؤال هو أن لدولة اسرائيل الحق في أن توفر كل الامن الذي يحتاجه الشعب في اسرائيل. علينا أن ندافع عن أنفسنا«.

وأكد ان »الموقف الاسرائيلي هو أنه يتعين على الولايات المتحدة والدول الاوروبية أن تطرح قضية البرنامج النووي الايراني على طاولة مجلس الامن الدولي التابع للامم المتحدة وتطلب فرض عقوبات. وارجو أن تكون العقوبات فعالة«. وأضاف موفاز المولود في ايران أن اسرائيل ترى أنه يتعين على مجلس الامن الدولي المؤلف من 15 دولة أن يعطي الوكالة الدولية للطاقة الذرية سلطات تفتيش شاملة كي تستطيع الكشف عن أي أنشطة سرية مرتبطة بالاسلحة النووية في ايران. وتابع : »نحتاج الى عمليات تفتيش شديدة التغلغل والاتساع في كل المواقع النووية في ايران لان ايران لديها برنامجان نوويان أحدهما سري والثاني معلن«.

 

النائب العماد عون التقى رئيس التنظيم الناصري وبقرادوني

وطنية - 8/3/2006 (سياسة) استقبل النائب العماد ميشال عون، بعد ظهر اليوم, في دارته في الرابية, رئيس التنظيم الشعبي الناصري النائب اسامة سعد, يرافقه مستشاره الاعلامي خالد العزبي, في حضور منسق "التيار الوطني الحر" الدكتور بيار رفول, الدكتور ناصيف قزي وخوسيه عفيف.

وبعد اللقاء الذي استمر حوالى الساعة، قال النائب سعد: "انها الزيارة الاولى للجنرال ميشال عون, للتشاور بمختلف الملفات الوطنية والصعوبات التي تعترضها, انطلاقا من سياسة الجنرال المنفتحة على مختلف التيارات الوطنية, ونحن مستعدون دائما لمقاربة الملفات انطلاقا من المصلحة الوطنية العليا. واعتقد ان الجهد المطلوب من كل القوى, هو تعزيز الوحدة الوطنية في هذه الاجواء والمناخات والتوترات القائمة في البلد, كما اعتقد ان اللقاء يأتي في اطار تعزيز المناخات الوطنية وتعزيز فرص نجاح الحوار الوطني, أكان يجري تحت قبة البرلمان او من خلال المؤسسات السياسية الاخرى التي هي غائبة عن الحوار الدائر الان والذي سيستأنف الاثنين المقبل في البرلمان".

حوار سئل: هل حملتم العماد عون اي ملاحظة حول الحوار؟ اجاب: "لقد سجلنا ملاحظاتنا على الحوار, اذ يغيب عنه موضوعا الاصلاح السياسي والاجتماعي. ونأمل بعد معالجة الملفات المطروحة الان, وصول المفاوضين الى نتائج تسويات معينة حول مختلف القضايا الخلافية والتي برزت بالامس, وللوصول الى نتائج مرضية لاستكمال الحوار الذي هو ممارسة دائمة وليس قضية ظرفية بجدول اعمال محدد. فالقضايا والملفات الوطنية يجب ان تخضع لحوار في كل وقت وفي كل مكان, وليست محصورة في اطار مجلس النواب, وهذا الخط الديموقراطي الحقيقي الذي نسعى اليه".

سئل: هل قرأتم نوعا من التباطؤ في الحوار بعد تصريح النائب وليد جنبلاط؟ اجاب: "الحوار الذي يجري الان, ليس عملية تفاوضية، لا يسعى اي طرف الى تجميع عوامل القوة لفرض رأيه على الطاولة".

سئل: هل يستقوي النائب جنبلاط بالخارج؟ اجاب: "اتكلم بالعموم, والمطلوب من اللبنانيين جميعا ان يغلبوا المصلحة الوطنية, خصوصا وان الجميع منفتح على الآخر. لماذا يجب ان يدخل اطراف من خارج لبنان بالحوار؟ يجب ان تنتج الاطراف اللبنانية ما تستطيع ان تنتجه بالحجة وبالاقناع دون اللجوء الى تغليب المصالح".

سئل: بعد 9 جلسات وعدة اتصالات, هل يزال هناك فريقين, 8 و14 آذار, او ان الوحدة الوطنية بدأت تتجسد؟ اجاب: "ليس المطلوب ان يكون هناك فريق واحد في اي بلد ولا حتى في لبنان, بل المطلوب ان يصار الى مقاربة بالملفات, انطلاقا من المصلحة العليا، لان ما جرى قد يعيد فرز القوى, وهناك قوى لم تكن تعرف بعضها البعض, واليوم يعرفون منطلقات بعضهم وهذا يسهل عملية التواصل, والحوار الوطني يجب ان يشمل قوى اخرى غائبة".

سئل: كيف قرأتم مواقف الاستاذ جنبلاط؟ اجاب: "النائب جنبلاط عبر عنها قبل ذهابه الى الولايات المتحدة, طبعا نحن نختلف معه في هذه المواقف ولا نصدق ان الولايات المتحدة تريد نشر الحرية والديموقراطية وحقوق الانسان والاصلاح في لبنان والوطن العربي. النماذج التي قدمتها الولايات المتحدة في السابق والآن حول هذه القضايا هي نماذج دموية, وهذا هو المشهد العراقي والمشهد في فلسطين, وهذا يؤكد ان الولايات المتحدة ليست في صدد المساعدة الفعلية للبنانيين, فالاصلاح ينبع من الارادة الوطنية".

اضاف: "ركزنا مع الجنرال عون على هذا الشق تحديدا, وعلى خيارات الشعب اللبناني في الديموقراطية والسياسة والاقتصاد. هذا كله ينبع من ارادة اللبنانيين ولا احد يفرض علينا ارادته. الدول تقوم بمصالحها, وعلى لبنان ان يعمل ما في مصلحة ابنائه".

سئل: هل جرى البحث مع الجنرال في قضية نزع السلاح الفلسطيني من المخيمات؟ اجاب: "نحن لنا وجهة نظر في الملف الفلسطيني, ونسعى الى توفير شبكة امان لمقاربة هذا الملف حتى لا يتحول الى مشروع يؤذي لبنان والشعب الفلسطيني. فللشعب الفلسطيني حقوق بما فيها حق العودة, ويجب ان تكون محفوظة ومصانة, وهناك التزامات لبنان تجاه هذا الشعب وهي التزامات عربية ايضا.

هناك الامن الوطني اللبناني ومن يهدده وهو العدو الاسرائيلي, وهناك امن الشعب الفلسطيني الذي يجب ان ننتبه له. هذه العوامل تشكل شبكة امان لمقاربة هذا الملف, وعندما تتوفر هذه العوامل تكون مقاربة الملف الفلسطيني مقاربة آمنة وغير خطرة على لبنان وعلى الفلسطينيين".

سئل: اي ملف ستكون له الاولوية, اذا عادوا الى طاولة الحوار الاثنين المقبل؟ اجاب: "كل الملفات متشابكة ومتداخلية, وهذا ما عبر عنه الكثير من المشاركين في الحوار, ولا اعتقد ان هناك تغليب موضوع على آخر. صحيح ان البعض من قوى الاكثرية يعتبر ان ملف الرئاسة له الاولوية, ولكن نحن نقول اننا لا نستطيع ان نقفز الى المجهول. اذا كانت تنحية او اقالة الرئيس دون اي وضوح في الرؤية حول البديل وحول المشروع السياسي والقضايا الخلافية, فاعتقد اننا نأخذ البلد نحو المجهول. فالملفات يجب ان تعالج بطريقة واحدة وليست مجتزأة".

وكان النائب عون استقبل قبل الظهر, رئيس حزب "الكتائب" كريم بقرادوني, الذي لم يدل باي تصريح. ويترأس عند الثالثة من بعد ظهر غد, اجتماع تكتل "التغيير والاصلاح" في دارته في الرابية.

 

إذاعة "صوت الغد" استطلعت آراء مشاركين في الحوار بعد تعليقه

الوزير العريضي: لا مسائل شخصية مطروحة وحضور جنبلاط ليس كغيابه مستمرون في الحوار والجميع يحرص على الوصول الى نتائج ايجابية

النائب كنعان: يجب الوصول الى تفاهمات تكرس حلا وطنيا توافقيا ومن يساهم في إفشال الحوار يتحمل مسؤولية تاريخية تجاه لبنان

النائب عدوان: أي حل يتعلق بالرئاسة يجب ان يأخذ برأي البطريرك والمواصفات المطلوبة هي تأمين قيام دولة قادرة وقوية ومستقلة

النائب رعد: ربما سنشهد حركة دولية او عربية للملمة الاجواء الإرجاء سببه ثغرة تمنع اتخاذ مواقف نهائية لا التشاور مع الخارج

وطنية - 8/3/2006 (سياسة) أجرت إذاعة "صوت الغد" حوارات مع وزير الاعلام غازي العريضي والنواب: ابراهيم كنعان، جورج عدوان ومحمد رعد، تناولت ما دار في الجلسة الاخيرة لمؤتمر الحوار امس، والتي علقت على اثرها الجلسات الى الاثنين المقبل.

الوزير العريضي/ فقد سئل الوزير العريضي: ما الذي جرى في جلسة الامس؟ اجاب: "ما أعلن عن الرئيس نبيه بري واصبح معروفا، وما يعبر عن رأي كل المجتمعين في هذا الحوار". قيل له: ولكن البعض لم يقتنع بهذا التوضيح اضافة الى ان بعض التسريبات تحدثت عن طلب من السيد حسن نصر الله ارجاء الجلسة ريثما يحدد النائب وليد جنبلاط ما صحتها؟ اجاب: "هناك تسريبات من جهات عديدة وتسريبات متناقضة، انا لا ادخل في مثل هذه التسريبات والسجالات، عندما كان النائب وليد جنبلاط غائبا عن الحوار وكنا نمثله استطعنا ان نتوصل الى تفاهمات في شأن بعض الامور". أضاف: "من الطبيعي، ان حضور شخص مثل وليد جنبلاط ليس كغيابه، وبالتالي حضوره اساسي على الطاولة. وقد حالت ظروف السفر دون ان يكون هنا، ولكن ذلك لم يمنع من اتفاق كنت انا شريكا فيه مع جميع المتحاورين.

الآن خلال مدة الخمسة ايام التي تفصلنا عن حوار يوم الاثنين، سوف يكون ثمة تشاور حول الكثير من الامور وامكان اعداد صياغات نهائية او شبه نهائية لما يمكن ان يقدم على طاولة الحوار. ليس ثمة مسائل شخصية مطروحة بل حرص من قبل الجميع ومن قبل السيد نصر الله، على ان نصل في هذه العملية الحوارية الى نتائج ايجابية".

سئل: من سرب ايضا ان المواقف التي اطلقها النائب جنبلاط من الولايات المتحدة خلقت نوعا من عدم الاطمئنان لدى المتحاورين وافشلت الحوار؟ اجاب: "هذا رأي بعض الاطراف الذي نحترم، ولكن اذا اردنا ان نتحدث بالتحديد، فخطاب الرئيس (بشار) الاسد القى بظلاله على طاولة الحوار وكان مسؤولا مباشرا عن هذه العملية، وايضا فريق في البلد اعتبر ان انعكاساته كانت سلبية جدا ويلقي بظلال سلبية على طاولة الحوار، اضافة الى مداخلات وبيانات ومؤشرات ومقابلات بعض المسؤولين الفلسطينيين تركت آثارا سلبية على مسار الحوار، وبالتالي المسألة ليست محصورة بموقف وليد جنبلاط.

هذه الامور طرحت على الطاولة ونوقشت كلها وليس موقف وليد بك هو الذي افشل الحوار، ولذلك عندما سئل الرئيس بري في نهاية الاجتماع الذي اعلن فيه تعليق الحوار عن هذا الموضوع، قال ليس السبب موقف وليد جنبلاط. هذا لا يسقط طبعا آراء الاطراف السياسية المختلفة". أضاف: "كل طرف من جانبه كيف يرد الامور وكيف ينظر الى كل موقف وخطاب وتصريح، هذه هي الصورة الحقيقي

 

الهيئات الطلابية في اليسوعية: لالتزام مبدأ حرية التعبير لكل فريق

وطنية - 8/3/2006 (تربية) أكدت الهيئات الطلابية في الجامعة اليسوعية "اهمية التزام مبدأ الحرية لكل فريق في التعبير عن رأيه بحرية مسؤولة"، واصدرت بيانا اشارت فيه الى "ان لا وجود لحرية ضمن حدود معينة نفرضها ازاء الآخرين "، ودعت الطلاب "الى عدم ادخال المشاكل الخارجية الى داخل الجامعة وضرورة ان يكون الطلاب قدوة للحوار والتفاهم عل الزعماء يستفيدون منا". وأوضح البيان ملابسات ما حصل خلال معرض الصور عن تحريرالجنوب والشهداء، "حيث نظم شباب متعاطف مع المقاومة هذا المعرض، فتداعى شبان من داخل الجامعة وخارجها للاعتصام امام المدخل متهمين الهيئات الطلابية ببيع الجامعة الى قوى الثامن من آذار"، وأكد استنكار الهيئات الطلابية "لهذه التصرفات والتهم ببيع الجامعة وفحوص في الوطنية، وتهم العمالة التي كنا اعتقدنا انه بزوال الاحتلال السوري، ستتغير عقلية البعض". ولفت البيان الى ان الهيئات الطلابية في الجامعة اليسوعية، حرم العلوم الاجتماعية، و"احتفاء بذكرى الرابع عشر من آذار، قررت التعاون مع كل الاحزاب لالقاء الضوء على نضال كل حزب لاجل لبنان".

 

ندوة في البرلمان الاوروبي في بروكسل عن لبنان واغتيال الرئيس الحريري

وطنية - 8/3/2006 (سياسة) نظم البرلمان الاوروبي في بروكسل ندوة تحت عنوان " لبنان بعد سنة من اغتيال رفيق الحريري "، بناء لدعوة موجهة من مجموعة الأحزاب الديموقراطية الأوروبية المسيحية، شارك فيها رئيس الإتحاد المسيحي الديموقراطي اللبناني النائب نعمة الله أبي نصر والوزيرالسابق فارس بويز.

افتتح المؤتمر نائب رئيس مجموعة الأحزاب الديمقراطية الأوروبية المسيحية والمسؤول عن العلاقات الأوروبية المتوسطية السيد لورنزو سيزا ومنسقة الشؤون الإقتصادية في البرلمان الأوروبي السيدة رودي كراتسا. وشارك أيضا في الندوة منسق الشؤون الخارجية في البرلمان الأوروبي ورئيس بعثة المشرفين على الإنتخابات النيابية في لبنان السيد خوسيه إغناسيو سالفرنكا، وحضرت السيدة يسمى فيلحان زوجة النائب الشهيد باسل فليحان كضيفة شرف.

كما حضر المؤتمر عدد من نواب البرلمان الأوروبي والمستشارين والإداريين في البرلمان الأوروبي وعدد كبير من أفراد الجالية اللبنانية في بروكسيل منهم ممثل الإتحاد المسيحي الديموقراطي اللبناني في بروكسيل السيد مارون كرم.

والقى النائب ابي نصر كلمة قال فيها: "إن دعوتكم لنا في هذه المناسبة الأليمة تثبت أن معاهدة الشراكة والتعاون الأوروبية البحر متوسطية مع لبنان تتعدى الشكليات نحو الإهتمام بمستقبل لبنان، إن اغتيال رئيس وزراء لبنان الشهيد رفيق الحريري والوزير باسل فيلحان جاء كالصاعق الذي فجر إمكانية تنفيذ القرار 1559، فانسحب الجيش السوري من لبنان بسرعة لم تكن متوقعة، ورفعت الوصاية عنه، مما أدى الى إجراء انتخابات نيابية حرة في البلاد رغم أنها أجريت على ضوء قانون انتخاب سبق ووضع من قبل السوريين وعرف بقانون الألفين". اضاف: "كذلك صدر قانون عفو أفرج بموجبه عن قائد القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع، وعاد دولة العماد ميشال عون من منفاه بعد أن كان قد أبعد عن وطنه ظلما.

لقد جرت محاولات عديدة للامساك بالأمن دون جدوى، فوقعت عدة انفجارات واغتيالات أدت الى وفاة العديد من المفكرين والسياسيين اللبنانيين نذكر منهم سمير قصير، جورج حاوي، جبران تويني كما أدت الى إيذاء وتعطيل الوزير مروان حماده والإعلامية مي شدياق والوزير الياس المر، ولكن بقيت أمور مهمة عالقة يقتضي حلها منها: السلاح الفلسطيني، سلاح المقاومة الذي نأمل ان يحل بالمفاوضات بين اللبنانيين، رسم الحدود مع سوريا بإشراف دولي، انتشار الجيش على كامل الأرض اللبنانية، الإمساك بالأمن، عودة المعتقلين في السجون السورية، طريقة التعامل مع سوريا، كشف الحقيقة حول من خطط ونفذ إغتيال الرئيس رفيق الحريري، كذلك مشكلة التمديد لرئيس الجمهورية ناهيك عن الوضع الإقتصادي الذي هو على حافة الإنهيار". تابع: "لكن خلوة الحوار القائمة الآن في مجلس النواب منذ 2 آذار تبعث الأمل لتلاقي كل اللبنانيين حول رؤية واضحة من أجل دولة حرة سيدة مستقلة ذات سيادة".

وختم قائلا: "ان الوحدة الوطنية هي السلاح الأمضى الذي يمكننا أن نجابه به التدخلات الأجنبية الهادفة الى ضرب الإستقرار في لبنان. إن اللبنانيين ليسوا بحاجة لأوصياء بل لأصدقاء من أجل التعاون معهم لمساعدتهم على حل مشاكلهم وأنتم في مقدمة الدول الصديقة". ثم ألقى الوزير السابق الأستاذ فارس بويز كلمة تناولت "الأوضاع الحالية في لبنان ونتائج عملية التمديد لرئيس الجمهورية، وتناول موضوع السلاح غير الشرعي المتواجد في المخيمات ومؤتمر الحوار الوطني وهوية مزارع شبعا ووجوب التمثيل الديبلوماسي مع سوريا".

وشدد على "وجوب التعاون بين دول البحر الأبيض المتوسط ولبنان والدول الأوروبية بحكم الشراكة مع لبنان". بعدها كانت مداخلة مؤثرة لارملة الشهيد فيلحان لاقت الكثير من الإستحسان والتقدير إلتزمت فيها بمتابعة رسالة زوجها الإنسانية والإقتصادية، مطالبة بالعدالة وكشف الحقيقة من خلال محكمة دولية "لأن الجريمة ذات طابع إرهابي دولي بامتياز وذلك لمعاقبة المجرمين لكي يكونوا عبرة للغير منعا للتكرار، وإلا أصبحنا نعتمد شريعة الغاب". ثم كان نقاش مستفيض بين الحاضرين حول الأوضاع في لبنان وصدرت توصيات.

 

بيار حشاش أكد استمراره في الترشح حتى النهاية

وطنية - البترون - 8/3/2006 (سياسة) عقد المرشح عن المقعد الماروني في دائرة بعبدا - عاليه بيار حشاش، مؤتمرا صحافيا في البترون، أكد فيه، وقبل ساعات قليلة على انتهاء مهلة سحب الترشيحات، انه "لن يرضخ للضغوطات والتدخلات والوساطات للانسحاب من المعركة"، بل هو "مستمر في الترشح وحتى النهاية"، معتبرا ان التوافق الذي حصل في بعبدا - عاليه لا يعنيه لا من قريب ولا من بعيد. وقال: "لا يمكن أن يلغي التوافق الديموقراطية، وهو لصالح جهة معينة، وهناك اشمئزاز لافت في صفوف الناخبين فلنترك الديموقراطية تلعب دورها، وأنا ادعو ابناء بعبدا - عاليه الى النزول الى اقلام الاقتراع يوم الاحد في التاسع عشر من آذار، وليصوتوا للديموقراطية ولتأخذ العملية الانتخابية مجراها".

 

اجتماعات مكثفة للقوى السياسية بمواكبة  ديبلوماسية عربية لاحتواء الخلافات

 حزب الله يتحدث عن عقبات تحول دون استئناف الحوار اللبناني والحريري متمسك بالنجاح

 بيروت ¯ من عمر البردان-السياسة 9/3/2006 ومنى حسن:بانتظار عودة الاقطاب اللبنانيين الى طاولة الحوار مجددا الاثنين المقبل اذا ما قيض للمساعي التهدئة النجاح, نشطت المشاورات والاتصالات السياسية بين اطراف الحوار في محاولة لتقويم ما تم انجازه خلال الجولات السابقة, وقد اجتمعت لهذه الغاية كتلتا التنمية والتحرير برئاسة الرئيس نبيه بري و"المستقبل" برئاسة النائب سعد الحريري في ظل مواكبة دبلوماسية عربية لما تم التوصل اليه على صعيد الحوار, حيث التقى رئيس الحكومة فؤاد السنيورة السفير السعودي في لبنان عبد العزيز خوجة وجرى بحث في الاوضاع العامة والعلاقات الثنائية, كما التقى السنيورة السفير القطري محمد جابر السويدي الذي وصف اللقاء الوطني على طاولة الحوار بالهم, مؤكدا دعم قطر الكامل لكل ما يقوم به لبنان.

واذ كانت المواقف بعض المعلنة بالامس تشير الى ان جلسات الحوار ستعود كما هو مقرر لها الاثنين المقبل, برزت مواقف لقيادات في "حزب الله" تشير الى ان العودة الى الحوار دونه عقبات اذا لم يتم التغلب على الازمات التي تعوق تقدم الحوار بعيدا من اي مراهنات خارجية.

وفي هذا السياق راى النائب محمد حيدر عضو كتلة الوفاء للمقاومة ان ثمة عقبات تحول دون استئناف الحوار, منتقدا تصريحات النائب وليد جنبلاط, وقال ان احد اركان السلطة يفرض شروطا مسبقة على الحوار, لا بل يحاول اطلاق النار عليه ورسم سقوف من واشنطن لا يمكن لاحد القبول به, واعتبر ان مواقف جنبلاط دفعت لتاجيل الحوار ووضعت المتحاورين امام مازق بمن فيهم حلفاءه. وهذا الامر لا شك يطرح علامات استفهام حقيقية حول ما اذا كان سيعقد الحوار ثانية في ظل استمرار المواقف على حالها.

وفي هذا السياق اكد وزير الاعلام غازي العريضي "انه كان ضد تعليق الحوار, وانه مع استمراره, واذا عدنا اليه سنصل الى اتفاق, واوضح انه تم الاتفاق على نقاط خلال الحوار, وفي حضوره, ومشاركته في النقاش والحوار. وقال: "ان حضور رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط ليس مثل غيابه, وانا لا اقوم مقامه, بل احاول جاهدا ان اتحمل العبء والمهمة والمسؤولية". ولفت الى "اننا استطعنا ان نتوصل الى مواقع متقدمة في الحوار حول المسائل الشائكة. وانا واثق اننا اذا عدنا الى الحوار. وهذا ما نتمناه في اي لحظة وعلى اي مستوى من المستويات. سنصل الى اتفاق. واضاف واذا بقيت بعض الامور عالقة, ولم نتمكن من التوصل الى اتفاق حولها في هذه الجولة, لا يعني ذلك ان الحوار قد فشل وان اللبنانيين لا يستطيعون ان يتحاوروا, وان لا شيء ممكن التوصل اليه باتفاق. بالعكس نبني على ما اتفقنا عليه اساسا من الثقة تسهل لنا الوصول الى اتفاق حول الامور التي اختلقنا عليها. ويكون هذا الاساس وهذا الحوار للوصول الى اتفاق في جو آخر اكثر هدوءا واستقرارا, اكثر ثقة بين اللبنانيين والاطراف المتحاورين, ويبنى على نجاح التجربة الاولى«.

من جهته اكد الرئيس امين الجميل ان المتحاورين توصلوا الى مجموعة من الامور لا ينقصها الا بعض اللمسات الاخيرة, وامل بالعودة الى طاولة الحوار الاثنين المقبل, واشار الى ان البحث تقدم كثيرا في ملف سلاح المقاومة, لافتا الى وجود صيغ مطروحة سيتم بحثها الاثنين.

وقال ان الملف الرئاسي سيكون الملف الاخير بعد التوافق على معظم الامور, عندها ستتوضح هوية الرئيس المفترض ان يكون ويأخذ على عاتقه تنفيذ ما يتم الاتفاق عليه. من جهتها عقدت كتلة »المستقبل« النيابية اجتماعا في قريضم برئاسة النائب سعد الحريري امس عرضت فيه لمجريات الحوار. ولفتت الكتلة في هذا الاطار الى ان انظار اللبنانيين والعرب والعالم اجمع موجهة على مجريات الحوار, باعتبار المناسبة الاولى منذ ثلاثين عاما التي تجتمع فيها القيادات السياسية, وتحت سقف الطائف, من دون مشاركة او رعاية او وصاية من اي طرف خارجي.

وعبر رئيس كتلة »المستقبل« اللبنانية النائب سعد الحريري خلال الاجتماع عن اطمئنانه للاتجاه الذي يسلكه الحوار الوطني على الرغم من الاختلاف الطبيعي في وجهات النظر حول الكثير من بنود جدول الاعمال التي تطرح للمرة الاولى بصراحة وشجاعة وروح وطنية مسؤولة. واكد على ثقته التامة في قدرة المتحاورين على التواصل الى القواسم المشتركة واتخاذ القرارات التي ينتظرها اللبنانيون, لترسيخ وحدتهم الوطنية وعيشهم المشترك والتأسيس لمرحلة متقدمة من السيادة والاستقلال والوفاق الوطني يعود من خلالها لبنان الى دوره العربي الرائد, والى مكانته في المنطقة والعالم.

من جهته اكد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسين الحاج حسن ان الامين العام ل¯ »حزب الله« السيد حسن نصر الله سيحضر الى ساحة النجمة يوم الاثنين المقبل وسيشارك في الاجتماعات والنقاشات التي سيتم التداول بها, لان اللبنانيين بأمس الحاجة الى هذا الحوار وليست بحاجة الى اطلاق تصريحات نارية حتى تعرقل الحوار. واضاف نحن نتمنى ان يحضر النائب جنبلاط في بيروت وليس في واشنطن وعلى طاولة الحوار بالذات وليس على طاولة مؤسسات اميركية او غيرها. وردا على سؤال ل¯ »السياسة« هل تعتقد ان كلام الرئيس الاسد هو الذي فجر المؤتمر قبل كلام جنبلاط? قال نحن لسنا وكلاء سورية في البلد حتى يسألوننا عن موقفنا في هذا الموضوع. هم يهاجمون سورية وسورية تهاجمهم نحن نعتقد ان الاولوية هي للحوار الداخلي ونحدد موقفنا من العناوين الرئيسية الثلاثة فتحسم المواقف, عندئذ نقول للسوريين تفضلوا نحن اللبنانيون اتفقنا على هذه النقاط فموضوع التحقيق حسم, اما فيما يتعلق بالقرار 1559 يجب ان تحسم المواقف لا نعلق على خطاب الرئيس الاسد او على تصريحات النائب جنبلاط ويكون موقفنا واضحا كلبنانيين فالاجندة واضحة ونحن نخاطب بها سورية كما نخاطب بها اميركا.

 

جنبلاط استقبل في مقر إقامته عدداً من قيادات المعارضة السورية

 أولمرت تعهد لإدارة بوش الانسحاب من مزارع شبعا فور إثبات لبنانيتها رسميا

 لندن - كتب حميد غريافي- السياسة 9/3/2006:قد يكون زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط, رأس الحربة اللبنانية في الخاصرة السورية اليوم, تمكن خلال لقائه المسؤولين الأميركيين في واشنطن هذا الأسبوع من أن ينتزع من إدارة جورج بوش »وعداً قاطعاً بسحب الإسرائيليين من مزارع شبعا في فترة خمسة أسابيع, في حال إثبات هويتها اللبنانية«. وقال رجل أعمال لبناني متنفذ في واشنطن رافق زيارة جنبلاط منذ مطلع هذا الأسبوع ل¯ »السياسة« أمس إن »مسؤولاً أميركياً في مستشارية الأمن القومي بالبيت الأبيض اتصل بالفعل بالقائم بأعمال رئيس الحكومة الإسرائيلية إيهود أولمرت مساء الثلاثاء الفائت وحصل منه على موافقة أكيدة بأنه في حال فوزه في رئاسة الحكومة العبرية, فإنه سيتجاوب مع أي طلب أميركي أو صادر عن الأمم المتحدة يعتبر مزارع شبعا لبنانية, ويسحب قواته منها في غضون خمسة أسابيع«.

وكشف رجل الأعمال النقاب عن أن جنبلاط الذي ركز خلال لقاءاته »المسؤولين الأميركيين وخصوصاً أعضاء الكونغرس النافذين في السياسة الخارجية الأميركية, أصحاب التأثير على البيت الأبيض« على الضرورة الملحة لإطاحة نظام حزب البعث الحاكم في سورية إذا كانت الولايات المتحدة مستمرة في اندفاعها لنشر الديمقراطية في الشرق الأوسط على نطاق واسع, استقبل في مقر إقامته في واشنطن عددا من قيادات المعارضة السورية في الولايات المتحدة, وتباحث معهم في التسهيلات التي يمكن للنظام اللبناني الديمقراطي الجديد أن يقدمها لهم كموطئ قدم للبدء بعملية تغيير شاملة في سورية تسقط نظام الأسد القمعي لتأتي على أنقاضه بنظام ديمقراطي لا يمكن للمنطقة المجاورة لسورية أن ترتاح من دون وصوله إلى الحكم«.

وذكر رجل الأعمال اللبناني ل¯»السياسة« أن الزعيم الدرزي أوصل إلى المسؤولين الأميركيين »بكل وضوح وصراحة وجهة نظره القائلة إن الحوار الجاري حاليا بين القادة اللبنانيين في مجلس النواب هو لغير صالح تكتل 14 آذار الديمقراطي الذي سيطر على الحكم بقواه الشعبية, لأنه يعني تقديم هذا التكتل تنازلات إلى حلفاء سورية في لبنان في أمور مختلفة في الوقت الذي على هؤلاء أن ينسحبوا من الحياة العامة اللبنانية إلى الظل بعد هزيمتهم ا لمتمثلة بانسحاب سورية من لبنان وهزيمة نظام بشار الأسد نفسه, وإنه إذا كان لبنان استعاد ديمقراطيته الحقة فماعليه سوى ممارسة أهم وسائلها الشرعية وهي استخدام حقوق الأكثرية السياسية في رسم إطار النظام الديمقراطي الاستقلالي الجديد, لا أن يستجدي هذه الحقوق من عملاء سورية من أمثال حسن نصرالله ونبيه بري وميشال المر المشاركين في هذا الحوار«.

وقال رجل الأعمال إن جنبلاط »استشرف مع المسؤولين الأميركيين الحدود المرسومة من إدارة بوش لمساعدة النظام الديمقراطي الجديد في لبنان, وأين تقف تلك الحدود, وكذلك الحدود المرسومة للحليف الفرنسي في عملية الدعم هذه وأيهما أقرب إلى تطلعات قادة تكتل 14 آذار«.

ولدى محاولته معرفة مدى هذه الحدود بالنسبة للتعامل مع نزع سلاح حزب الله والتطبيق الكامل لبنود القرار 1559 وخصوصاً ما يتعلق منه بمصير الرئيس اللبنانى إميل لحود, »فوجئ جنبلاط بأن لدى بعض مسؤولي الإدارة الأميركية خططاً أكثر تقدماً مما كان يعتقد, وإصراراً أكبر مما كان يتوقع على إخراج حزب الله من اللعبة الإقليمية الدامية, واستبدال لحود برئيس جديد يحمل نفس هذه الأفكار والتوجهات«.

 

دمشق تصف "قوى 4 آذار" بـ "الزمرة المتحللة"

 جنبلاط: لا نريد "سورية لاند"  جديدة في مزارع شبعا

 بيروت- »السياسة«: دمشق- يو بي اي: 9/3/2006

أكد الزعيم الدرزي اللبناني النائب وليد جنبلاط انه لا يريد »فتح لاند« جديد او »ايران لاند« جديد أو »سورية لاند« جديد في مزارع شبعا. وقال جنبلاط الذي يقوم بزيارة الى الولايات المتحدة انه يتخذ موقفاً مشابها للموقف الذي اتخذه العميد ريمون اده عندما رفض »اتفاق القاهرة« وهذا امر للتاريخ رافضاً تحميله مسؤولية تعليق الحوار الوطني اللبناني. وكانت سورية صعدت من حدة انتقاداتها لمعارضيها اللبنانيين امس الاربعاء متهمة بعضهم بأنهم كانوا »دليل العربات الاسرائيلية« خلال اجتياح بيروت عام .1982

وقال الامين القطري المساعد في حزب البعث الحاكم محمد سعيد بخيتان ان »الذين يطالبون اليوم بسيادة لبنان رافعين علمه الذي أذلوه وهم أذيال لمن يريد ان يذل لبنان ويلغي عروبته كانوا دليل العربات الاسرائيلية يوم سقطت بيروت بيد العدو الاسرائيلي قبل نحو ربع قرن«.

واضاف بخيتان في كلمة ألقاها لمناسبة المؤتمر العام لاتحاد الفلاحين في سورية ان »دمشق تقف صامدة ولا يثنيها عن ذلك كثرة القرارات وتنوع ارقامها او استئجار العملاء لمزيد من الاصطفاف وراء المشاريع المعادية والضجيج الاعلامي والبكاء على ضحية هم قاتلوها والبحث عن حرية هم بائعوها«.

وتوترت العلاقات اللبنانية - السورية في اعقاب اغتيال رئيس الحكومة اللبناني السابق رفيق الحريري في فبراير من العام الماضي, حيث اتهمت قوى سياسية القوات السورية التي دخلت لبنان منذ العام 1976 بالضلوع في العملية, الامر الذي نفته دمشق بشدة.

وقال بخيتان »انه بات واضحاً وجود مشروعين في المنطقة مشروع العروبة والامة الواحدة وكل من يؤمن به يقف مع سورية والمشروع المعادي للعروبة والمرتبط بالاجنبي ومصالحه في المنطقة وكل من يؤمن به يعلن عداءه لدمشق« مشدداً على »ضرورة مواجهة هذه الفوضى المدمرة والثقافة السامة«.

وكانت الصحف السورية هاجمت امس قوى »الرابع عشر من آذار« ولا سيما جنبلاط من دون ان تسميه.

وقالت جريدة »تشرين« الحكومية في افتتاحيتها إن التهجم والتطاول على سورية وتحريض الاجنبي على التدخل في شؤونها الداخلية بات سياسة يومية تعبر عن عشق التأمرك »نسبة لاميركا« والتأسرل »نسبة لاسرائيل« وتأكيداً على الانخراط في المشروع الصهيوني ولا نقل الاميركي فقط«.

واضافت ان هذا الصراخ الذي يتعالى وراء المحيطات ومن الحضن الاميركي الحنون هو صورة مجسمة جديدة لهستريا تلك الزمرة المتحللة من كل التزام وطني وتعمل بالريموت كونترول عن بعد حينا وعن قرب احيانا ضد مصلحة لبنان اولاً وسورية والعروبة ثانياً.

 

أمهات المعتقلين والمفقودين والمخطوفين احيين عيدهن في "خيمة الاعتصام"

ورود حمراء من مركز الخيام لضحايا التعذيب وصرخة واحدة "اعيدوا اولادنا"

كلمات دعت المتحاورين الى فرض هذه القضية بندا اساسيا على جدول اعمالهم واكدت ان عملية الاخفاء القسري جريمة ضد الانسانية لا تشملها قوانين العفو

 وطنية 8 آذار 2006

حملت أمهات المعتقلين والمفقودين في السجون الاسرائيلية والمغقودين في لبنان ورودا حمراء الى الامهات في "خيمة الاعتصام" في حديقة جبران خليل جبران، امام بيت الامم المتحدة ال"اسكوا" في رياض الصلح، تعبيرا عن تضامنهن مع المعتصمات، منذ اكثر من عشرة أشهر، لكشف مصير اولادهن المفقودين والموقوفين في السجون السورية، وللمطالبة بالقيام بتحرك جدي وفاعل لمعرفة اماكن اعتقال ابنائهن سواء كانوا في معتقلات اسرائيل في فلسطين المحتلة او في سوريا او في اي مكان آخر.

لمناسبة يوم المرأة العالمي، وبدعوة من مركز الخيام لتأهيل ضحايا التعذيب، التقت امهات محمد وبشار وماهر وعزيز وجريس وجورج وريشار وجهاد وغيرهن، بقلب واحد ودمعة واحدة ووجع واحد تجمعهن عبارة "أعيدوا لنا قلوبنا"، ويصرخن بصوت واجد "كفى صمتا وتقصيرا، نريد معرفة مصير اولادنا".

صفا/وتحدث محمد صفا باسم مركز الخيام، مخاطبا المتحاورين في مؤتمر الحوار الوطني: "ان اتفقتم على شيء او اختلفتم على كل شيء، فان قضية المعتقلين والمفقودين هي القضية الانسانية بالنسبة لنا، ومن دون معالجة هذا الملف الوطني والانساني وكشف مصير المفقودين، جميع المفقودين في السجون الاسرائيلية والسورية او المقابر الجماعية، فان الحوار يبقى ناقصا، اذا لم تكن هذه القضية محورا اساسيا من محاور الحوار الوطني.واضاف: "قضية المعتقلين والمفقودين هي قضية الانسان، وهي اهم من كل المناصب والرئاسات، وهذه القضية لن ننساها، وسنبقى نحملها في عيوننا ولو بعد عقود".

عاد/ثم تحدث رئيس لجنة المعتقلين والمفقودين في السجون السورية "سوليد" غازي عاد فقال: "لقاؤنا اليوم هو رسالة ضد عمليات الاعتقال والاختفاء القسري التي طالت جميع طوائف المجتمع على ايدي الميليشيات والقوى الاقليمية التي كانت موجودة في لبنان". مضيفا: "لن تنتهي هذه القضية الا بمعرفة مصير جميع المفقودين واطلاق المعتقلين".

 وتابع عاد: "يحضرني مشهد عائلة الفرنسي ميشال سورا التي اعربت عن ارتياحها بعد ان تم العثور على بقايا جثته، ونقلت رفاته الى فرنسا، لنتوجه الى الدولة اللبنانية وندعوها الى انشاء بنك فحص تحليل الحمض النووي (A.N.D) لاجراء الفحوصات لسائر اهالي المفقودين لكي يتسنى للحكومة حين ايجاد جثة مجهولة ان يكون لديها المعلومات لمعرفة صاحبها". واضاف: "لدينا 26 جثة وجدت في عنجر ولم تعرف اصحابها حتى اليوم". وختم: "جريمة الاختفاء القسري هي جريمة لا يطالها العفو ولا تسقط مهما مر عليها الزمن".

لجنة اهالي المفقودين

وألقت مريم السعيدي، والدة المفقود ماهر قصير، كلمة "لجنة اهالي المخطوفين والمفقودين في لبنلن" قالت فيها: "ربما هي الصدفة التي جعلت من جلسات مؤتمر الحوار في ساحة النجمة، تتزامن مع مراسم الوداع في مطار بيروت، لرفات الباحث المخطوف الفرنسي ميشال سورا. انها صدفة معبرة جدا ورمزية في دلالاتها، كونها تبعث برسالة من الماضي، ماضي الحرب الى كل المعنيين بالشأن العام من زعماء ومسؤولين، خصوصا اولئك المتحلقين هذه الايام حول الطاولة المستديرة لتقرير مستقبل لبنان، ولتقول لهم بأن بناء المستقبل لا يستقيم بغير مداواة جراح الماضي، ماضي الحرب الاهلية الاليم".

واشارت الى ان "ملف المخطوفين والمفقودين، هو الارث الاكبر والاخطر من هذا الماضي الذي ما زال يجرجر نفسه نتيجة تهرب المسؤولين من القيام بواجباتهم، وترك هؤلاء الاهالي يعيشون في متاهة لا امل في الخروج منها الا بمقاربة جدية ومسؤولة عمادها الاول والاخير كشف الحقائق والملابسات التي احاطت بظروف الخطف".

واضافت "اذ يتناول الزعماء قضايا البلد المصيرية، يبقى ملف المفقودين في الحرب الغائب الاكبر. نسأل السيد سمير جعجع، الذي كان اعلن تبنيه قضية المفقودين في السجون السورية، وباقي المتحاورين، عن سبب تغييب قضية المفقودين في الحرب الاهلية، وهي قضية وطنية كبرى تعني المصير الوطني العام. أليس هؤلاء من جنس البشر حتى يتم شطبهم؟، أو ليس لأهاليم الحق بمعرفة مصيرهم، فيستعدون لاستقبالهم اذا كانوا مازالوا احياء، او لاستلام رفاتهم اذا ما كانوا امواتا؟".

وسألت: "ألا تعلمون ايها المتحاورون ان المخطوف مخطوف، والمفقود مفقود، بغض النظر عن هويته وعقيدته وانتمائه، وبغض النظر عن الجهة او الجهات المسؤولة عن تغييبه؟، لماذا التمييز بين هؤلاء الضحايا؟، ويغيب عن بالكم، ان اهاليهم جسم واحد ويد واحدة، من دون حاجة الى طاولة مستطيلة او مستديرة، يعملون معا من اجل ملاحقة ومعرفة مصير احبائهم.

لماذا تتناسون ان عملية الاخفاء القسري بمفهوم القانون الدولي هي جريمة ضد الانسانية لا تشملها قوانين العفو ولا تسقط مع مرور الزمن؟. وشددت على ان "لجنة اهالي المخطوفين والمفقودين في لبنان، لم ولن تتراجع عن مطلب معرفة الحقيقة حول جميع المخطوفين والمفقودين. وتهيب بأصحاب الضمائر من المجتمعين ان يفرضوا هذه القضية بندا اساسيا على جدول اعمال طاولة الحوار، سيما ان ورقة التفاهم بين "حزب الله" و"التيار الوطني الحر" قد نصت على واجب معالجة هذا الملف. فلماذا لا يكون ذلك واجبا على كافة المجتمعين؟".

وختمت: "هنيئا لك ميشال سورا، لقد جعلنا مسؤولونا نحسدك على مصيرك، نحسدك على القبر الذي سيضم رفاتك، نحسدك على الاهتمام الذي حظيت به من قبل الدولة الفرنسية، علما ان دولتنا لم تتأخر عن الواجب ممثلة بوزرائها للمشاركة في مراسم التكريم والتشييع، ولا ندري اذا ما رف جفن احدهم حين اختصرت ماري سورا كلمتها بالقول "انها ارتاحت اليوم بعد ان تم العثور على رفات زوجها، لكن فكرها سيبقى مشغولا على المصير المجهول ل17000 مخطوف ومفقود في لبنان. شكرا لك ماري سورا على مشاركتنا مأساتنا، شكرا على انتسابك واهلا بك عضو شرف في جمعيتنا".

 

النائب مخيبر عزى زوجة ميشال سورا والشعب الفرنسي وطالب السلطات اللبنانية بالعمل لكشف مصير المفقودين

وطنية 8 آذار 2006/ تقدم النائب غسان مخيبر في بيان، ب"أصدق آيات التعزية من زوجة الشهيد ميشال سورا وعائلته ومن سائر الشعب الفرنسي". واعتبر "ان العثور على رفات الراحل وعودتها الى التراب الفرنسي بعد طول انتظار، لا بد ان تخفف ولو قليلا من وطأة ألم العائلة والأصدقاء، لأنها تكمل واجب الحقيقة، وهي احدى الحقوق الإنسانية البديهية الواجبة لعائلة ضحية الإختفاء القسري في ان تتمكن من دفن الرفات في شكل لائق بحسب التقاليد، على امل تحقيق واجب العدالة عبر الإقتصاص من المجرمين".

  وحيا النائب مخيبر "لفتة الأرملة السيدة ماري سورا الى مصير اللبنانيين ال17000 المخفيين قسريا، المفقودين طوال فترة الحرب القذرة على يد القوى العسكرية المختلفة المتحاربة منذ العام 1975"، معتبرا أن السيدة سورا "تخطت بذلك ألمها كفرد وكمواطنة فرنسية، والتحقت بجرأة قل نظيرها، بقضية انسانية كبيرة محقة وانضمت في الألم الى آلاف الأمهات والزوجات اللبنانيات اللاتي ما زلن يطالبن بالحقيقة والعدالة لأحبائهن". واذ أشار النائب مخيبر الى "تقصير السلطات اللبنانية في كشف الحقيقة المتعلقة بالمقبرة الجماعية التي كشف النقاب عنها في منطقة عنجر قرب مركز المخابرات السورية"، دعاها الى "الاقتداء بالإهتمام الذي اولته السلطات الفرنسية في البحث عن رفات ميشال سورا والتحقق المخبري من هويتها".

واكد "ان مطلب الحقيقة بات واجبا على السلطات اللبنانية تحقيقه بالنسبة الى مصير جميع المفقودين والمختفين قسريا اللبنانيين"، مطالبا "السلطات المعنية بأن تبادر فورا الى اتخاذ تدابير عملية في هذا الصدد، بما فيه وضع قاعدة بيانات وطنية للحمض النووي لأهالي الضحايا تسمح بالتعرف سريعا على هوية اية رفات قد تكتشف في المستقبل". كما دعا الى "الإسراع في تشكيل "لجنة حقيقة ومصالحة" تعمل على ادارة وحل قضية الإختفاء القسري في لبنان في شكل ملائم ودائم".  وختم بالقول: "الا رحم الله ميشال سورا وسائر ضحايا الحروب في لبنان، واراح رفاته في ارض اهله، وقدر سائر اهالي الضحايا ان تنعم رفات احبائها في يوم قريب بمعاملة مماثلة، وبمعرفة الحقيقة حول مصيرها وظروف اختفائها، على رجاء العدالة والمصالحة والسلام". 

 

المحكمة الدولية في قضية اغتيال الحريري تشكل في يونيو وكلفتها 100 مليون دولار

الشرق الأوسط 8 آذار 2006

كشفت مصادر لبنانية مطلعة ان المحكمة ذات الطابع الدولي التي ستتولى محاكمة المتهمين في قضية اغتيال رئيس الحكومة الاسبق رفيق الحريري ستشكّل مطلع الصيف المقبل وفي مهلة اقصاها نهاية شهر يونيو (حزيران) المقبل، اي قبل انتهاء المهلة المعطاة لرئيس لجنة التحقيق الدولية القاضي سيرج براميرتس لانجاز تحقيقاته.   واشارت المصادر الى ان لبنان «اتفق مع الامم المتحدة على الخطوط العريضة والمبادئ التي ستقوم عليها هذه المحكمة، فيما يبقى الاتفاق على التفاصيل. وهي ستنجز خلال زيارة مرتقبة لمسؤول الدائرة القانونية في الامم المتحدة نيكولاس ميشال الى بيروت الشهر المقبل». واوضحت ان مقر المحكمة سيكون فيينا او جنيف بعد استبعاد لاهاي، مع احتمال اختيار قبرص اذا كان ذلك يخفض نفقات هذه المحكمة التي تبلغ بحسب التقديرات الاولية 100 مليون دولار. وهذا المبلغ قابل للزيادة تبعاً لعدد الشهود، حيث تقدر كلفة نقل كل شاهد من لبنان او سورية الى الخارج (مقر المحكمة) بحوالي ثلاثة آلاف دولار. ويشار الى ان الامم المتحدة تجد صعوبة في تأمين نفقات المحاكمة. وهي تجري مشاورات مع بعض الدول الاوروبية للتبرع، خصوصاً مع فرنسا وبريطانيا والمانيا وايطاليا، على ان يتحمل لبنان جزءاً من هذه المبالغ، باعتبار ان الحكومة اللبنانية هي التي طالبت بهذه المحكمة وأصرت عليها.

وتحدثت المصادر عن «البدء» بطرح اسماء القضاة الذين ستتألف منهم هذه المحكمة. وقد يكونون من جنسيات بلجيكية وسويسرية وبريطانية نظراً للسمعة التي تميز القضاء في هذه الدول لجهة الاستقلالية والنزاهة والتجرد، فضلاً عن قضاة لبنانيين. واكدت «ان الاتفاق المبدئي يقضي بأن يكون رئيس المحكمة قاضياً اجنبياً ومساعده الاول لبنانياً، بحيث يجري اختيار القضاة اللبنانيين باشراف الامم المتحدة وبالاستناد الى تاريخهم المهني وسلوكياتهم».

 

ابو زينب: خيارات البعض السياسية ما زالت تتكىء على رهانات خارجية نريد لبنان القوي المستقل المحمي بالمقاومة لا بسيل القرارات الورقية

وطنية - 8/3/2006 (سياسة) اعتبر عضو المجلس السياسي في "حزب الله" غالب أبو زينب، خلال ندوة سياسية أقامها الحزب في منطقة الكوكودي، "ان الواقع السياسي الحالي لا يعكس إرادة صلبة في إعادة بناء الوضع الداخلي، فالخيارات السياسية الحالية لدى البعض ما زالت تتكىء بشكل أساس على رهانات خارجية وتطمح إلى تحقيق ذاتها من خلال التماهي مع توجهات الإدارة الأميركية، وهذا بالتحديد يعمق من الأزمة الداخلية ويجعلها مشرعة على مخاطر جدية، ذلك أن التزام الجدول الأميركي ومحاولة تقديمه بقالب وطني غيور، ممهور برعاية دولية لاستقلال لبنان، كذبة لم تعد تنطلي على أحد، وعلى هؤلاء استخلاص العبر من شريط الأحداث الذي مر على مدى عام، فلن تستطيع الضوضاء وتشويه الأمور وتأجيج نار المذهبية والطائفية ولا الدعم الأميركي المتواصل، سواء المكشوف منه والمستور، أن يغير في المعادلة السياسية الداخلية". وسأل: "هل أوصلت محاولة مصادرة الرأي العام اللبناني والتكلم باسمه ومحاولة إلغاء وجود آخرين إلى حل، وهل أدى إسباغ الشرعية على أمور ونزعها عن أخرى إلى استقرار الوضع الداخلي". وقال:" إننا أمام حقيقة واحدة لا يمكن تجاوزها أو القفز عنها بأي شكل من الأشكال، فمنطق الغلبة في هذا الوطن لا يمكن أن يؤدي إلى أي حل، كما أن عقلية الاستقواء والزحف على أعتاب الإدارة الأميركية لاستجداء المساعدة بوجه أفرقاء من الوطن تختلف معهم في النظرة إلى الأمور لا يمكن أن يصنف في خانة الوطنية والمصلحة اللبنانية حتى لا نقول شيئا آخر".

اضاف: "إن المطالب التي نسمعها من قبل البعض مطالب أميركية وجدت من ينطق بها ويريح الإدارة الأميركية من تكرارها، فهل نحن أمام شخصيات تؤمن بأن الحوار هو السبيل الوحيد المتاح أمام اللبنانيين للتوافق على مستقبلهم؟ أم أننا أمام صورة مغايرة لا ترى مصلحة لها ولمن ورائها في الحوار فتسعى إلى توتير الأجواء لتفجيره من الداخل، إن عاما من محاولة الانقلاب على الخيار العربي الممانع والمقاوم مضى وأصبحت الأمور أكثر وضوحا، فما يجري الآن لا يصب في إطار عقدة رئيس أو تنفيذ قرار دولي بل هو حول الخيارات السياسية والمستقبلية في هذا البلد، حول أي نهج للبنان نريد، هل نريده ملحقا بالسياسة الأميركية التي تبشرنا بها (وزيرة خارجية الولايات المتحدة) كونداليزا رايس؟ هل نريد الفوضى واستعمال الشارع، وهل يدرك هؤلاء معنى النزول إلى الشارع والأبعاد التي يحملها؟ وهل يتحمل الوطن مغامرة من هذا النوع تفضي إلى ما لا تحمد عقباه نتيجة ضيق أفق السياسة أمام البعض ومحاولاتهم الهروب للأمام كلما أخفقوا في إدارتهم للأمور".

وتابع:" نحن نريد لبنان القوي المستقل المحمي بالمقاومة وليس بسيل القرارات الورقية، نحن نريد لبنان الذي يستطيع أن يدافع عن نفسه وفق صيغة استراتيجية للدفاع الوطني يتفق عليها اللبنانيون ونكون فيها بموقع الند للعدو الإسرائيلي لا بموقع من يبحث عن كل الطرق لتجريد نفسه من كل أسباب القوة استرضاء للأميركي ولأمان الإسرائيلي. نريد وطنا نبنيه بالشراكة الكاملة بين الأطراف خارج منطق اعتبار البعض أنه يمثل نقطة الارتكاز وأن الآخرين يجب أن يدوروا في فلكه".

وختم: "لقد أثبتت هذه التجربة المكثفة التي مرت على لبنان أنه لا يمكن بناء وطن إلا بالتعاون، وأن هناك من يضيع الفرصة التاريخية القائمة في إمكانية صوغ مستقبل وطني زاهر قائم على التعاون وعلى تحديد الخيارات الصحيحة، وما زال يلهث وراء سراب الدعم الخارجي ويراهن على تطورات المنطقة لكي يستقوي بها، نقول لهؤلاء كفاكم مراهنة على سراب عودوا إلى أنفسكم حكموا عقولكم، استشعروا مصلحة وطنكم أخرجوا من أنانيتكم حاولوا ولو لمرة أن تكون حسابات مصلحة الوطن هي حساباتكم، تحملوا مسؤولياتكم التاريخية أخرجوا من أحلام التقوقع والانكفاء والتفكير بالإمارات إلى حدود الوطن لأنه بذلك فقط يكون خلاصكم".

 

الوثيقة والدستور": قانون ديموقراطي للانتخاب كفيل انتاج سلطة وطنية شرعية تملأ الشغور المعنوي المستفحل في المجلس النيابي والحكومة ورئاسة الجمهورية المطلوب اعلان التزام اتفاق الطائف لأنه السبيل الوحيد لاطلاق عملية الانقاذ

وطنية - 8/3/2006 (سياسة) عقد "لقاء الوثيقة والدستور" اجتماعا في مكتب النائب السابق ادمون رزق، حضره اليه النواب السابقون: أوغست باخوس، محمود عمار، عثمان الدنا، ميشال معلولي، منيف الخطيب، انور الصباح وطارق حبشي، وأصدر بيانا جاء فيه: "بعد اسدال الستار على الفصل الاول من "الحوار" في مبنى المجلس النيابي، وما رافق تشكيله من ارباكات ناجمة عن فقدان المعيار الموضوعي، وحصر الاهتمام في المظاهر والشكليات، بات من الضروري اعادة تقويم الخطوة في ذاتها، لكشف مسببات الانتكاسة.

اول ما يلاحظ ان الدعوة التي كانت مقررة ومتداولة منذ مدة، لم يتم تحضيرها في شكل مدروس، وظهر التسرع في تنفيذها، بدليل ان أفرقاء الطاولة ظلوا غير محددين حتى اللحظة الاخيرة، وبقيت التجاذبات لضم ممثلين اضافيين لتكتلات حزبية وسياسية مغيبة، مستمرة حتى موعد افتتاح الجلسة الاولى.

يضاف الى ذلك ما نشأ من اشكالات حول تمثيل الطوائف، ومقاعد الصفوف الامامية، وتصنيف المشاركين". واضاف: "ولئن كان من الطبيعي ان يظهر التباين بين افرقاء الطاولة المستديرة، داخل القاعة، فان نقل الجدل الى موجات الاثير، وبث الآراء في مواضيع مفترض انها ضمن جدول الاعمال، عبر الفضائيات، ومن مواضع قصية، كان نتيجة حتمية لعدم التوافق على اصول مبدئية وبديهية.

كما تجلى ذلك من خلال ما سمي "تسريبات"، واستدعى احتجاجات مختلفة بلغت حد التلويح بافشاء المحاضر التي يجب أن تنشر! هذه الاشياء وغيرها اعطت المراقبين انطباعا سلبيا عن جدية الدعوة، ومستوى الاعداد لها".

وتابع: "لقد دعا "لقاء الوثيقة والدستور" المؤسسات الى تحمل مسؤولياتها مباشرة، وعدم اختزالها بأشخاص، إذ ثبت ان كل محاولة لجمع الاشتات، من دون قواعد ثابتة ومنطقية، مصيرها الفشل.

ولا يجد اللقاء بدا من توجيه دعوة مكررة الى المعنيين، خصوصا في الحكومة ومجلس النواب، للعودة الى مرجعية الطائف التي تغني عن كل ما يجري ويدور".

ورأى ان "المطلوب من المؤسسات اولا، ومن اي طاولة حوار كانت، او مبادرة من اين اتت، من الجامعة العربية او بعض دولها، او اي مرجع دولي، ان تعلن التزام اتفاق الطائف، لأنه السبيل الوحيد لاطلاق عملية الانقاذ".

ولفت الى "اعلان اعضاء محترمين في الهيئة الوطنية المكلفة اعداد مشروع قانون الانتخاب، تعليق عضويتهم، مما يدعونا الى التأكيد ان مهمة الهيئة يجب ان تكون العمل على تزويد لبنان قانون انتخاب ديموقراطيا حضاريا "يؤمن التمثيل الصحيح لشتى فئات الشعب واجياله"، وليس التوصل الى تسوية بين اصحاب مئات المشاريع، ولا بين ذوي المصالح المتهافتين على ضمان مقاعد نيابية من خلال تركيبات لا تمت الى الديموقراطية التوافقية بصلة، وتتنافى مع الكيان التعددي الموحد لهذا الوطن الرسالة".

ورأى ان "من الخطأ التفتيش عن مخارج ظرفية، تحت ضغوط فئوية محكومة بمصالح شخصية، للقضية اللبنانية التي تبقى ملك الشعب كله".

واستغرب "ما ذكر عن توجيه طلب الى الحكومة، لتفسير اتفاق الطائف، في حين ان ما صدر عن شهوده الاحياء، لا يترك مجالا لأي التباس، ويقطع كل تأويل او اجتهاد! فأي جواب ينتظر ممن لا يعلم؟

ان قانون ديموقراطي للانتخاب وحده كفيل انتاج سلطة وطنية شرعية تملأ الشغور المعنوي المستفحل في المجلس النيابي والحكومة ورئاسة الجمهورية".

وختم: "لم يشأ اللقاء ان يمر حدث ذو بعد انساني من دون التوقف عنده، وهو تشييع الرهينة الفرنسي السابق ميشال سورا، البحاثة الذي احب لبنان، وبات واحدا من شهدائه الابرار، ورأى في الوداع التكريمي الذي جرى له تجاوزا للألم الذي اصاب عائلاتنا ومزق مجتمعنا".

 

كتلة "المستقبل"اجتمعت برئاسة النائب الحريري وعرضت مجريات الحوار

على المشاركين سحب مصير الحوار من التجاذب السياسي لأن الفشل ممنوع

وطنية - 8/3/2006 (سياسة) عقدت كتلة "المستقبل" النيابية اجتماعا في قريطم برئاسة النائب سعد الحريري، عرضت فيه لمجريات الحوار الوطني الذي بدأ أعماله الأسبوع الماضي في المجلس النيابي. واطلعت الكتلة من رئيسها على الاجواء التي سادت الجولة الأولى من الحوار، والأسباب التي أدت إلى قرار المشاركين تأجيل استئناف الجلسات حتى يوم الإثنين المقبل. ولفتت الكتلة في بيان وزعه المكتب الاعلامي لرئيس الكتلة النائب الحريري "إلى أن أنظار اللبنانيين والعرب والعالم أجمع موجهة على مجريات الحوار، بإعتباره المناسبة الأولى منذ ثلاثين عاما التي تجتمع فيها القيادات السياسية، وتحت سقف الطائف، من دون مشاركة أو رعاية أو وصاية من أي طرف خارجي.

وأكدت كتلة "المستقبل" النيابية أن هذا الأمر يضع المشاركين في الحوار الوطني أمام مسؤوليات تاريخية تجاه الشعب اللبناني والرأي العام العربي والعالمي، لإثبات قدرة اللبنانيين على إدارة شؤونهم بأنفسهم، و تحقيق طموحاتهم الوطنية المشروعة. ودعت الكتلة جميع المشاركين إلى ترجمة الإرادة الصادقة التي يعبر عنها اللبنانيون كافة بوجوب سحب مصير الحوار الوطني من التجاذب السياسي، لأن الفشل ممنوع، ولأن القرارات المصيرية التي ينتظرها الشعب من القيادات السياسية المجتمعة على طاولة الحوار، تتطلب من هذه القيادات أن تكون في مستوى طموحات اللبنانيين ورهانهم على الإنتقال بلبنان إلى مرحلة سياسية ووطنية جديدة، تؤسس لقيام دولة متماسكة، يعاد من خلالها الاعتبار لموقع رئاسة الجمهورية تحديدا، وللنظام الديمقراطي الذي يحتاج اليوم أكثر من أي وقت مضى لتضامن اللبنانيين ولثقة الأشقاء العرب والعالم بمؤسساته". وعبر رئيس كتلة "المستقبل" النيابية النائب سعد الحريري خلال الاجتماع عن اطمئنانه للاتجاه الذي يسلكه الحوار الوطني، بالرغم من الاختلاف الطبيعي في وجهات النظر حول العديد من بنود جدول الأعمال التي تطرح للمرة الأولى بصراحة وشجاعة وروح وطنية مسؤولة. وأكد ثقته التامة في قدرة المتحاورين على التوصل إلى القواسم المشتركة واتخاذ القرارات التي ينتظرها اللبنانيون، لترسيخ وحدتهم الوطنية وعيشهم المشترك والتأسيس لمرحلة متقدمة من السيادة والاستقلال والوفاق الوطني، يعود من خلالها لبنان إلى دوره العربي الرائد، وإلى مكانته في المنطقة والعالم".

 

رحمة: نحن في حاجة الى مبادرة عربية موضوعية لحل المشكلة

وطنية - 8/3/2006 (سياسة) أكد رئيس حزب التضامن اميل رحمة، وفي حديث الى برنامج "لبنان اليوم" عبر تلفزيون لبنان "ان اللبنانيين غير قادرين على ادارة حوار". وقال رحمة "اليوم بعد الذي جرى في مجلس النواب، نحن في حاجة الى مبادرة عربية موضوعية لحل المشكلة في اسرع وقت ممكن"، داعيا المتحاورين الى العودة الى الطاولة الحوارية بالتزامن مع السعي العربي. واعتبر ان "معركة قوى 14 آذار لتنحية رئيس الجمهورية لن تؤدي الى اي نتيجة، لان من يتولاها هو غير ذي صفة للحديث عن رمز الوصاية السورية". وقال: "ان قرار الاستقالة يعود فقط لرئيس الجمهورية، وهو امر قد يدخل حله في اطار السعي العربي الجاري حاليا". وانتقد رحمة مطالبة البعض بنزع سلاح المقاومة الذي "حقق نصرا للبنان". اما في السلاح الفلسطيني فأبدى تأييده الكامل لانهاء وجوده مع الحفاظ على حقوق الفلسطينيين الاجتماعية والانسانية.

 

كتلة "التحرير والتنمية" اطلعت من الرئيس بري على أجواء المؤتمر الوطني

الحوار كان مسؤولا وواضحا وشفافا ونأمل الخروج بقرارات جديدة الاثنين

وطنية - 8/3/2006 (سياسة) عقدت كتلة "التحرير والتنمية " اجتماعا برئاسة رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري في حضور النواب السادة : انور الخليل، عبد اللطيف الزين، سمير عازار، ميشال موسى، ايوب حميد، علي حسن خليل، غازي زعيتر، علي بزي، علي خريس، انطوان خوري، ناصر نصر الله، عبد المجيد صالح، قاسم هاشم وعلي عسيران. واثر الاجتماع اذاع الامين العام للكتلة النائب الخليل البيان الاتي: "انطلاقا من اعلان دولة الرئيس نبيه بري تعليق الحوار الى يوم الاثنين القادم، فقد دعا كتلة التحرير والتنمية الى اجتماع لاطلاعها على الاجواء العامة التي رافقت الحوار خلال الايام القليلة الماضية، واوضح ان الحوار كان في قسم كبير منه على المستوى المطلوب من المسؤولية والوضوح والشفافية، وامل دولته ان يسمع اللبنانيون قرارات جديدة يوم الاثنين المقبل، تماما كما حصل في اليومين الاولين لبدء الحوار عند اعلان الرئيس بري التوافق الاجماعي على بند الحقيقة حول جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ومتفرعاتها. وقد اكدت كتلة التحرير والتنمية على اهمية وضرورة تحمل جميع الاطراف المشاركة في الحوارالوطني مسؤولياتهم الوطنية، وصولا الى وحدة الموقف المطلوبة في المواضيع المطروحة على طاولة الحوار".

 

اجتماع استثنائي بعد غد لمجلس البطاركة والاساقفة الكاثوليك

وطنية - 8/3/2006 (متفرقات) أعلنت الامانة العامة لمجلس البطاركة والاساقفة الكاثوليك في لبنان في بيان، ان المجلس "سيعقد اجتماعا استثنائيا بعد غد الجمعة، حسب المعلومات الاتية: الزمان: الجمعة 10 آذار 2006 المكان: البطريركية المارونية بكركي الوقت: من الساعة 00،9 صباحا ولغاية الساعة 30،1 ظهرا على جدول الاعمال 00،9: صلاة الصباح الجلسة الاولى: 20،9 تقديم الملف وجدول الاعمال 30،9 انتخابات اللجان الاسقفية: رئيس اللجنة الاسقفية للحوار المسيحي - الاسلامي، رئيس اللجنة الاسقفية للمنتشرين اللبنانيين، نائب رئيس اللجنة الاسقفية لوسائل الاعلام، اسقف عضو في اللجنة الاسقفية لكلية اللاهوت الحبرية وموفد من المجلس الى المؤتمر القرباني. 30،10: انتخاب اعضاء لجنة الترشيحات 00،11 استراحة الجلسة الثانية 30،11: انتخاب مرشد عام لرابطة الاخويات في لبنان 00،12: تعيين 3 مرشحين لمنصب المدير الوطني لمنظماة "الاعمال الرسولية البابوية"، تحديد موضوع الدورة المقبلة للمجلس مع بعض الافكار للمعالجة، متفرقات. 30،13: صلاة الختام". واشار البيان الى "ان جلسات هذا الاجتماع مقفلة، ولكن سيصدر المجتمعون بيانا صحافيا في تمام الاولى والنصف من بعد الظهر".

 

الرئيس السنيورة تلقى برقية جوابية من الرئيس الاسد وعرض العلاقات الثنائية مع سفيري قطر والسعودية

وطنية - 8/3/2006 (سياسة) استقبل رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة في السرايا الحكومية سفير قطر جبر بن عبد الله السويدي الذي "وصف اللقاء الوطني على طاولة الحوار بالمهم"، مؤكدا "دعم قطر الكامل لكل ما يقوم به لبنان". كما استقبل الرئيس السنيورة السفير السعودي عبد العزيز الخوجا وعرض معه الاوضاع العامة والعلاقات الثنائية. ومن زوار السرايا رئيس جمعية الدعاة الاسلامية الشيخ محمد ابو القطع. من ناحية ثانية، تلقى الرئيس السنيورة برقية جوابية من الرئيس السوري بشار الاسد ردا على برقية كان قد ارسلها له للتهنئة لمناسبة ذكرى الثامن من آذار.

 

العلامة النابلسي: ليس مسموحا فشل الحوار لان البديل الصدام والانقسام

وطنية - 8/3/2006 (سياسة) رأى رئيس هيئة علماء جبل عامل العلامة الشيخ عفيف النابلسي في تصريح، ان "حركة الحوار اللبناني التي انطلقت بزخم يجب أن توصل إلى وحدة في اتجاه وحدة مسار تنقذ البلد وتخرجه من الأزمة المستعصية". وقال: "ليس مسموحا من أجل بعض الحسابات الداخلية أن يفشل الحوار، لأن البديل هو الصدام ومزيد من التشرذم والإنقسام بين اللبنانيين. وإذا كانت هناك صعوبات فهذا لا يعني أن لا إمكان لإيجاد حل توافقي يخفف من الإحتقان ويضع البلد على سكة السلام والإستقرار. وما يحتاج إليه المتحاورون هو الإرادة القوية والمسؤولية الوطنية ووعي المرحلة وظروفها وتعقيداتها، ومستوى المخاطر التي يمكن أن تنجم في حال تمَّ التراجع عن مبدأ الحوار والعودة إلى المتاريس السياسية والطائفية.

ففي ذلك مدخل لتسرب العامل الخارجي وخصوصا الإسرائيلي ليلعب بمصائر اللبنانيين وليعيدهم إلى عصر القبائل الطائفية المتناحرة من أجل أوهام لا تحقق للبنانيين إلا مزيدا من الإستنزاف والخوف والقلق من المستقبل". أضاف: "لا نريد للبعض أن يصاب بخيبة أمل حقيقية عندما يخسر الخارج ولا يربح الداخل، فهذا انتحار في حقه وفي حق الوطن وليس تكتيكا يراد منه كسب مزيد من نقاط القوة. وإننا نعجب من البعض كيف يهون عليه المقاومون وكيف يهون عليه سلاحهم الذي طهر الأرض وجاء بالعزة والكرامة لهذا الوطن، وكيف يسقط من اعتباره أرضا عربية يريدها أن تكون إسرائيلية أو بلا صاحب. وكيف يجوز أن تكون واشنطن منصة لإطلاق الإتهامات ضد سوريا ونسف الحوار". وختم: "ان حضن الوطن يسع الجميع وإن أشرف الغنى حب الوطن والولاء له والانتماء الى الأمة وتاريخها".

 

الوزير العريضي في حديث الى"نيو.تي.في" عن المستجدات

توصلنا الى مواقع متقدمة في الحوار حول المسائل الشائكة وكنت ضد تعليقه واذا عدنا اليه الاثنين فسنصل الى اتفاق لا اقوم مقام النائب جنبلاط بل احاول جاهدا تحمل المسؤولية

وطنية - 8/3/2006 (سياسة) أكد وزير الاعلام الاستاذ غازي العريضي "انه كان ضد تعليق الحوار، وانه مع استمراره, واذا عدنا اليه سنصل الى اتفاق, وعلينا ان نستفيد من الايام التي تفصلنا عن يوم الاثنين المقبل لكي ندرس كل ملفاتنا ونستكمل المشاورات بين بعضنا البعض من مواقعنا المختلفة لنصل الى يوم الاثنين, والى ما بعده, في النهاية, الى مناقشة كل القضايا بعمق والوصول الى تفاهم حولها". وأوضح الوزير العريضي في حديث الى "نيو.تي.في" ضمن برنامج "الحدث"، انه تم الاتفاق على نقاط خلال الحوار, وفي حضوره, ومشاركته في النقاش والحوار.

وقال: "ان حضور رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط ليس مثل غيابه, وانا لا اقوم مقامه، بل احاول جاهدا ان اتحمل العبء والمهمة والمسؤولية". سئل: نقلت اليوم الصحف جدلا في ما يتعلق بموضوع: الى أي حد تستطيع ان تنوب عن النائب وليد جنبلاط في كل الامور، وان الامين العام ل "حزب الله" السيد حسن نصرالله قال ان النائب محمد رعد سينوب عنه, طالما النائب جنبلاط غير موجود, هل هناك قرارات لا تستطيع معاليك ان تنوب عن النائب جنبلاط فيها؟

أجاب: "أولا، لم يحصل بيني وبين سماحة السيد حسن نصرالله منذ معرفتي به حتى الان الا كل خير وكل احترام وكل محبة. وكل حوار في العمق وحرص على معالجة مختلف القضايا التي نختلف عليها او كل منا من موقعه يختلف عليها, او كل منا من موقعه يختلف عليها مع طرف ما في الساحة اللبنانية. وأريد ان اؤكد تمسكي بهذا النوع من العلاقة مهما تباينت الآراء او كان ثمة خلافات سياسية بيننا.

ثانيا: سماحة السيد ليس بحاجة الى شهادة مني او من غيري، ولكن هو يتمتع بكل الصفات القيادية، له موقعه الكبير في البلد، وعلى طاولة الحوار, وفي اي مجلس, هو من الناس الذين يتمتعون بكل حكمة وحنكة وهدوء, ومعرفة التعاطي مع الاخر، حتى ولو كان خصما. فكم بالاحرى عندما تكون ثمة علاقة بيننا وبينه على المستوى الشخصي, العلاقة الزمنية الطويلة العميقة. ثالثا: في الواقع ليست الامور بهذا الشكل, ولم تطرح بهذا الشكل. طبعا لا احد ينوب عن احد من مواقعنا القيادية وزعمائنا ورؤسائنا, بغض النظر ان كنت مفوضا ام لا, فان حضور وليد جنبلاط ليس مثل غيابه.

وانا لا اقوم مقامه بل احاول جاهدا ان اتحمل هذا العبء والمهمة والمسؤولية. كذلك الامر بالنسبة الى غيري. من حق سماحة السيد ان يبقى على طاولة الحوار. اذا كنت موجودا انا او غيري ممن يعتبرون الصف الثاني، ومن حقه ان يكلف احد الاخوة الزملاء في حزب الله. وهذا موضع احترام وتقدير بالنسبة الينا في المبدأ ولاشخاص الزملاء الذين كلفوا من جهة ثانية, وهذا ما قلته اصلا على طاولة الحوار". اضاف: "مسألة التفويض في بت الامور, لو لم يكن هذا التفويض موجودا. لما تمكنا من التوصل الى اتفاقات، ونحن اتفقنا على نقاط. وقد أعلن دولة الرئيس نبيه بري بأننا اتفقنا على بعض النقاط. وهذا الاتفاق كان في حضوري. وانا كنت شريكا فيه وفي النقاش والحوار".

لغتان للحوار/ سئل: ولكن نقل عن السيد حسن نصرالله انه لا يجوز وجود لغتين. لغة تجمع داخل الحوار على دعم المقاومة, ولغة اخرى في واشنطن من قبل النائب جنبلاط. هل اجمعت مع الجميع داخل الحوار على دعم المقاومة. وبالتالي فأن تصريحات النائب جنبلاط من واشنطن هي التي فجرت الحوار وجعلت من الضروري انتظار عودته ليكون حاضرا يوم الاثنين؟

اجاب: "اولا: طبعا لا، وقد اكد ذلك دولة الرئيس نبيه بري امس عندما سئل عن اسباب تعليق الحوار, وان الحوار لم يعلق بسبب مواقف وليد جنبلاط.

ثانيا: الحوار كما هو معروف في جدول الاعمال يتضمن عدة نقاط. وما اريد تأكيده انني كنت ضد تعليق الحوار، ومع استمراره. وحاضرون للحوار حول كل المسائل، ليس من اجل الحوار فقط، بل للوصول الى نتائج ايجابية. واستطيع القول اننا رغم كل هذا المناخ الذي يشاع استطعنا ان نتوصل الى مواقع متقدمة في الحوار حول المسائل الشائكة. لا اريد ان اقول الان ما هي هذه المسائل، وما هي النقاط التي توصلنا اليها. لكن انا واثق اننا اذا عدنا الى الحوار. وهذا ما نتمناه في اي لحظة وعلى اي مستوى من المستويات. سنصل الى اتفاق لاننا من خلال المناقشة التي طرحت والافكار التي قدمت من مختلف الاطراف على الطاولة يمكن ان نتوصل الى صياغات نهائية حول مواقف قيلت على طاولة الحوار. وهذا ما يجب ان يبنى عليه".

اضاف: "آمل ان يستمر هذا الحوار، واتمنى ان نستفيد من هذه الايام التي تفصلنا عن يوم الاثنين لكي ندرس كل ملفاتنا ونستكمل المشاورات بين بعضنا البعض من مواقعنا المختلفة لنصل يوم الاثنين, وما بعد الاثنين, في النهاية, الى مناقشة كل القضايا بعمق والوصول الى تفاهم حولها". التأكيد على الثوابت

وردا على سؤال عن قول النائب جنبلاط لصحيفة "النهار" اليوم انه سيعود للتأكيد على الثوابت، قال: "لدينا نقاط نختلف عليها مع الفريق الاخر. ولدى الفريق الاخر نقاط يختلف عليها معنا, وعلى الطاولة ليست المسألة محصورة بيننا كفريق, كحزب اشتراكي كلقاء ديموقراطي، وبين الرئيس نبيه بري مثلا او سماحة السيد, هناك اطراف اخرون موجودون على الطاولة ولكل من هذه الاطراف رأي في كل هذه القضايا والتي تناقش والامور ليست محصورة بيننا، ونحن نحترم اراء الجميع، لدينا قناعات ولدى غيرنا قناعات.

ولو لم نكن مختلفين حول هذه المسائل لما جئنا الى طاولة الحوار، المهم عندما ناتي الى طاولة الحوار, ان نسعى جميعا الى الوصول الى صياغات مشتركة حول مواقف اساسية, واذا بقيت بعض الامور عالقة، ولم نتمكن من التوصل الى اتفاق حولها في هذه الجولة, لا يعني ذلك ان الحوار قد فشل وان اللبنانيين لا يستطيعون ان يتحاوروا, وان لا شيء ممكن التوصل اليه باتفاق. بالعكس نبني على ما اتفقنا عليه اساسا من الثقة تسهل لنا الوصول الى اتفاق حول الامور التي اختلفنا عليها.

ويكون هذا الاساس وهذا الحوار للوصول الى اتفاق في جو آخر اكثر هدوءا واستقرارا، اكثر ثقة بين اللبنانيين والاطراف المتحاورين, ويبنى على نجاح التجربة الاولى. ليس بالضرورة ان نخرج متفقين على كل المسائل وبالاجماع دفعة واحدة هذا امر طبيعي في الحوار خصوصا بعد ازمة الثقة التي حصلت والخلافات التي عصفت في البلد والانقسامات الكثيرة والتطورات التي شهدناها. المهم اننا ذاهبون جميعا الى الحوار من اجل الوصول الى نتائج, وللوصول الى نتائج لا بد من اخذ المدى الزمني المفتوح في نقاشاتنا, فما نتفق عليه يشكل اساسا لمناقشة ما نحن مختلفون حوله".

 

القاضي عيد يدرس طلبات استرداد مذكرات التوقيف للقادة الاربعة

وطنية - 8/3/2006 (قضاء) استمع قاضي التحقيق العدلي في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري القاضي الياس عيد، اليوم، الى افادة شاهد، ويدرس المذكرة التي تقدم بها وكلاء القادة الموقوفين الاربعة التي ترمي الى طلب استرداد مذكرات التوقيف الصادرة في حقهم او وضعهم تحت المراقبة القضائية. وسيحيل القاضي عيد المذكرة الى النائب العام العدلي لابداء الرأي تمهيدا لاتخاذ القرار في شأنها.

 

مشيخة عقل الطائفة الدرزية:الشعب يكتشف ان السلم والحرب في قاموس الاقطاع السياسي المتزمت وجهان لعملة واحدة للأطماع

وطنية - 8/3/2006 (سياسة) صدر اليوم عن مشيخة عقل الطائفة الدرزية بيان جاء فيه: "منذ اوائل التسعينات ونحن ننبه ونحذر من ذهنية الاقطاع السياسي المتزمت الذي دمر البلاد بالحرب الأهلية وعاد مستقويا بالاقطاع المالي، رافعا شعارات الديموقراطية والحرية وموهما الناس انه سيصلح ما افسد ويعمر ما هدم". واضاف: "يجري الحوار اليوم بين الافرقاء وفي قلوب اكثريتهم ما يختمر من رواسب الماضي واهواء الحنين للرجوع اليه، والضحية دائما هو الشعب المعاني الذي سلم قراره لهؤلاء، آملا ان يأخذوه الى المستقبل الموعود. وها هو يكتشف ان السلم الحرب في قاموس الاقطاع وجهان لعملة واحدة يستخدمهما وفقا لأهوائه ومطامعه، واذ بالكل يفاجأ باضاعة الفرصة الاخيرة ووضع البلاد على حافة الهاوية، وتبقى الخميرة الصالحة الموجودة في الشعب اللبناني بمختلف طوائفه هي الامل لاجتياز هذا المنعطف الخطير. والمطلوب من اللبنانيين الوعي والتنبه لهؤلاء الذين ادخلوا الشعب بتفاصيل نزاعاتهم وحروبهم وكشفوا عجزهم في حفظ الامانة وادارة شؤون البلاد".

وختم: "لا بد للشعب من ان يأخذ خياره بمحاسبة هؤلاء ووضعهم تحت المجهر عبر تحكيم لغة العقل والوعي والادراك لحيلهم وخداعهم له ولبعضهم. ومع الحيلة والخداع لا يكون خير ولا اتفاق، وان يرفض معاملته كأرقام في تجارة المصالح والاهواء والغرائز السياسية والتشنجات المفتعلة والنبرة العالية. ولا ينفع اللبنانيين العقلاء سوى التمسك بوفاقهم الداخلي وسلمهم الأهلي ووحدتهم الوطنية".

 

عرقجي دعا النائب الحريري الى اعادة النظر في السياسات المتبعة منذ 14 آذار

وطنية - 8/3/2006 (سياسة) وجه النائب السابق عدنان عرقجي كتابا مفتوحا الى رئيس كتلة المستقبل النائب سعد الحريري دعاه فيه "الى اعادة النظر في السياسات المتبعة منذ 14 آذار الفائت والتي لا يمكن الا ان تخلق مرارة لدى ابناء الطائفة السنية الذين محضوكم ثقتهم لقناعتهم بأنكم ستسيرون على نهج الرئيس الشهيد رفيق الحريري وستحافظون على الانجازات التي حققها للطائفة".

 

البطريرك صفير عرض مع زواره الاوضاع وترأس اجتماعا لنوابه العامين

وطنية- 8/3/2006(سياسة) استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير, الرئيس الاعلى لحزب الكتائب امين الجميل الذي قال :"اللقاء كان مفيدا مع غبطة البطريرك, واستعرضنا آخر التطورات على صعيد الحوار الدائر اليوم, واخذت توجيهات غبطته, والحقيقة ان هناك حرصا لدى الجميع على ان يستمر هذا الحوار وينجح. بالتاكيد هناك صعوبات كثيرة وهي كانت متوقعة انما المهم ان نقوم بالاتصالات اللازمة باسرع وقت من اليوم ولغاية الاثنين المقبل كي نتوصل الى قاسم مشترك وحلول لبعض القضايا العالقة, ويجب علينا الاستفادة من هذا الوقت لنقوم بالاتصالات المكثفة مع مجموعة من الاطراف المعنية ونتشاور مع بعضنا البعض للتوصل الى قاسم مشترك وكيفية استمرار الحوار يوم الاثنين المقبل لتحقيق ما يطمح اليه الشعب اللبناني".

سئل: ما هي الصعوبات وهل انت متفائل بتذليلها؟ اجاب :"من الطبيعي ان 30 سنة من الرواسب لا تحل بهذه السرعة مما يقتضي التشاور بشأنها, ولكن ما نشعر به ان هناك رغبة وحسا بالمسؤولية لدى الجميع, والجميع مدرك ان الفشل ممنوع لانه سيرتد على الجميع. سلاحنا وقوتنا في الوقت الحاضر ان لا احد منا يسمح لنفسه بتحمل مسؤولية فشل الحوار".

سئل :اذا كان كلام النائب جنبلاط ليس هو السبب في تأجيل الحوار, فما هو السبب اذا؟ اجاب :"السبب الحقيقي ان هناك امورا معينة لم تنضج ولها علاقة بالقضايا الاساسية ومنها سلاح المقاومة وملفات اخرى". سئل :هل من ضمنها رئاسة الجمهورية؟ اجاب :"في موضوع رئاسة الجمهورية علينا كموارنة ان نتحمل مسؤولياتنا ونتشاور برعاية البطريرك صفير لنصل الى اقتراح عملي بطرح اسم او اثنين او ثلاثة, والاصول الدستورية في النهاية هي التي تحسم هذا الامر".

سئل: هل ستحملون معكم يوم الاثنين المقبل اسماء المرشحين الى طاولة الحوار؟ اجاب :"لا, وعندما يطرح هذا الموضوع على الطاولة يحصل التشاور فيه, ويمكن ان لا يطرح موضوع رئاسة الجمهورية على طاولة الحوار يوم الاثنين المقبل كون هناك قضايا اخرى يتم البحث بها, وعندما يطرح الموضوع فنحن جاهزون لبحثه".

سئل:هل سيعقد في بكركي اجتماع مسيحي موسع من اجل الوصول الى ورقة موحدة لطرحها على طاولة الحوار الاثنين؟ اجاب :"هناك مواضيع لا تطرح في الاجتماعات الموسعة, وهي تحديدا تلزمها اجتماعات بعيدة عن الاضواء يسودها الهدوء لانها مواضيع دقيقة لا سيما عندما يتعلق الامر بالاسماء, واعتقد ان هناك آلية معينة لحل هذا الموضوع بمعزل عن الاجتماعات الموسعة, ونحن لا نريد احراج غبطة البطريرك بهذه الطريقة, فهو يرعى كل مفاصل حياتنا السياسية, انما علينا واجب نحن كسياسيين , ولا نريد تحميل بكركي كل مشاكلنا".

سئل :هل سيتم اختيار رئيس الجمهورية المقبل على طاولة الحوار؟ اجاب :"نأمل ذلك لان الموضوع يشكل بندا من بنود جدول الاعمال, ولكن قبل الوصول الى مرحلة التسميات فإن مركز الرئاسة ليس شاغرا بعد, والمحطة الاولى هي كيفية الوصول الى استقالة رئيس الجمهورية بحسب آلية دستورية معينة, والاولوية اليوم ان تصبح الرئاسة شاغرة ويصار بعدها الى البحث عن بديل". اضاف :"لقد وصل البلد الى مرحلة انه حتى المقربين من الرئيس لحود وحلفائه اصبحوا مقتنعين اليوم بضرورة التغيير, واصبح الرئيس لحود عبئا على حلفائه واصدقائه, ولم يعد احد اليوم على طاولة الحوار متمسك بالرئاسة كما هي, انما الجميع باتوا يدعون الى طرح الموضوع للتوصل الى حل".

وردا على سؤال قال الجميل :"لا شك ان انطلاقة الحوار هدفت للوصول الى وثيقة جديدة لبنانية- لبنانية تؤسس لمرحلة جديدة بعد ثلاثين سنة من الحرب ومن عصر الهيمنات والاحتلال، واذا لم تحل هذه الوثيقة كل المشاكل اللبنانية فإنها تكون على الاقل قد وضعت لبنان على السكة الصحيحة".

واكد الجميل"اننا كلبنانيين اذا لم نستطع ان نحل مشاكلنا بأنفسنا فلن يفعل احد ذلك مكاننا، فكل ما يأتي من الخارج هو لمصلحة الخارج وعلى حساب المصلحة اللبنانية، وكل الجهود اليوم منصبة للتوصل الى حل لبناني بمعزل عن اي ضغوطات خارجية". وعن اجواء الجلسات، قال :"الجو كان هادئا جدا وساده التعاون والتفاعل، وطرح الرئيس بري تأجيل الجلسات لبضعة ايام من اجل استكمال المباحثات، ولم يكن هناك في القاعة مصنفات

 

رابطة الروم الكاثوليك رحبت بالحوار واستنكرت الاعتداء على كنيسة البشارة: الوحدة بين المسلمين والمسيحيين اكثر الحاحا من اي وقت مضى لمواجهة الفتنة

وطنية- 8/2/2006 (سياسة) ايد المجلس التنفيذي لرابطة الروم الكاثوليك، في اجتماعه الدوري برئاسة رئيس الرابطة مارون ابو رجيلي وحضور الاعضاء، مضمون البرقية التي وجهها البطريرك غريغوريوس الثالث لحام الى اعضاء مؤتمر الحوار الوطني في مجلس النواب والذي عبر فيها عن فرحه ل"انعقاد هذا اللقاء الحواري الذي تعلق عليه الآمال لما فيه خير لبنان وامنه واستقراره وسيادته وازدهاره". واعتبر المجلس التنفيذي "ان هذه الايام التاريخية في حياة لبنان تضع جميع القيادات السياسية على تنوعها امام مسؤوليتهم بجدية لانقاذ الوطن وتغليب مصالحه ومصلحة الشعب". وشدد على "اهمية عدم تعثر مؤتمر الحوار الوطني المحكوم بالخروج منه بحلول وقرارات ومعالجات جذرية وملائمة لشتى المواضيع الخلافية، وان تكون هذه الحلول مثمرة تصب في خدمة لبنان وتؤمن تحصين العلاقة بين ابناء الشعب الواحد على قاعدة الوفاق والتوافق". واستنكر المجلس الاعتداء على كنيسة البشارة في الناصرة، واكد "ان هذا العمل الاجرامي يخفي في ابعاده مشروع فتنة طائفية ومذهبية متنقلة ومنظمة في المنطقة لضرب الوحدة بين شعوبها واديانها، خصوصا كلما اقتربت هذه الاديان من بعضها البعض".

ودعا الى "تجسيد اسس المحبة بين المواطنين لاي دولة انتموا واحترام المقدسات والرموز الدينية والتنبه للمحاولات المشبوه من ان تكون سببا لنمو العداء والتباغض والفرقة، وهذا ما يجعل الوحدة الوطنية بين المسلمين والمسيحيين اليوم اكثر الحاحا من اي وقت مضى لمواجهة هذه الفتنة المتنقلة".

 

أرض بلا هوية تنتظر من يمنحها جنسية شرعية

مزارع شبعا ورقة حوار وضغوطات محلية واقليمية لبنان يجترح سابقة بتحويل الجغرافيا الى مادة تفاوضية

 نينا رستم - الأنوار 8 آذار 2006

جلس الزعماء السياسيون الى طاولة الحوار، وعلى برنامج اعمالهم بنود كثيرة خلافية يحاولون ان لم يكن الاتفاق عليها، فأقله تقريب وجهات النظر حولها. واليوم أشرف الحوار على النهاية دون أي مؤشرات تدلّ على نجاحه أو فشله في تناول هذه القضايا. (الحقيقة) كان من السهل التوصل الى إجماع حولها، وفي ما عدا ذلك، ما زالت مسألة رئاسة الجمهورية عرضة للجدل، ومن الملفات الشائكة المطروحة للنقاش، لبنانية مزارع شبعا التي يرتبط بها مصير سلاح المقاومة، حسب رأي بعض الأطراف. فما هي (جنسية) مزارع شبعا التي باتت موضوع التجاذب الأول بين الأطراف السياسية المختلفة? وهل تظل هويتها ضائعة بين الأهواء الدولية والتجاذبات الداخلية? لبنان أعلن ان مزارع شبعا لبنانية وكذلك فعلت سوريا على لسان كبار مسؤوليها، لكن أيا من الطرفين لم يقدم الوثائق الرسمية والمستندات المطلوبة لتثبيت الأمر. وفي كتاب (حدود اسرائيل) للمؤرخ الاسرائيلي موشيه براور الجغرافي المتخصص في مسائل الحدود، ورد عن مزارع شبعا انها منطقة على ما يبدو متنازع عليها، فهناك خرائط تقول انها للبنان وخرائط تقول انها لسوريا). 

أهمية استراتيجية/ أهمية مزارع شبعا تتمثل في موقعها على ملتقى الحدود بين لبنان وسوريا وفلسطين. وتتميز بقممها العالية والمطلة على هضبة الجولان وسهل حولا والجليل وجبل عامل وسهل البقاع، وتنبع منها معظم روافد نهر الأردن، وتختزن أكبر تجمّع من مياه ثلوج جبل حرمون، كما ان في شبعا مركز رادار مبكر ومراكز تزلج ربما تكون تلك التي دعا الرئيس نبيه بري وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس الى التزلج فيها.

لبنانية أم سورية? اللغط حول جنسية مزارع شبعا، مرده وجود سلطة سورية على أرض وشعب لبنانيين.

في العام 1957 أبلغت قيادة درك الجنوب اللبناني وزارة الداخلية، ان الدرك السوري دخل مزارع شبعا وأبلغ سكانها ضرورة ابدال تذاكر الهوية اللبنانية بتذاكر سورية اذا كانوا يرغبون في استثمار أملاكهم.

ويوضح البعض ان دخول السوريين الى شبعا ومزارعها واشرافهم عليها تمّ عام .1965

تحت الاحتلال/ استكملت اسرائيل سيطرتها على مزارع شبعا عام 1967، وفي العام 1970 شقّت قوات الاحتلال الاسرائيلي طرقات وسط الحقول الزراعية وغيّرت معالم المنطقة، وطاولت هذه الاعتداءات مزرعة المجيدية وتلال بلدتي كفرشوبا وكفرحمام وحتى مزارع بلدة شبعا.

 وفي خطوة اعتبرت الاكثر خطورة، كانت محاولة لتحويلها الى مستعمرة لتوطين أفواج يهود الفالاشا القادمين من أثيوبيا، إلاّ ان هذا المشروع أحبط.

وعندما قررت اسرائيل الانسحاب من لبنان، طلبت الحكومة اللبنانية ان يشمل الانسحاب من مزارع شبعا كونها تخضع للقرار 425، لكن الأمين العام للأمم المتحدة أورد في تقريره في 22 أيار 2000، ان المزارع تقع في الأراضي السورية وبالتالي يشملها القراران 242 و.338

مواقف دولية/ تنقسم المواقف من مزارع شبعا بين مؤكد للبنانيتها ومشدد على سوريتها، فهذا طرف يدعو الى استكمال تطبيق القرار 425 القاضي بانسحاب اسرائيل من جميع الأراضي اللبنانية، وذاك يعتبر المزارع تابعة للقرارين 242 و.338 وممن يعتبرون مزارع شبعا لبنانية، السفير الاميركي السابق في لبنان جون كيلي. وصحيفة هاآرتس التي كشفت عن أبحاث اسرائيلية تثبت لبنانية المزارع بموجب وثائق اكتشفها د. أشير كوفمان في معهد الخرائط الفرنسي. كما اعترف وزير الخارجية البريطاني جاك سترو عام 2003 ضمنيا بالأمر حين قال ان جزءا من الأراضي اللبنانية ما زال محتلا. في المقابل، وفي نيسان 2005، صرح المبعوث الخاص للأمم المتحدة تيري رود لارسن ان مزارع شبعا غير لبنانية.

وأكد وزير خارجية اسرائيل سيلفان شالوم عدم لبنانية مزارع شبعا التي ستحتفظ بها اسرائيل الى حين الاتفاق مع سوريا حولها. كذلك اعتبر مساعد وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الأدنى دايفيد والش انها تخضع للقرارين 242 و.338

مواقف لبنانية/ بدا اللبنانيون في مراحل عدة، متفقين على لبنانية مزارع شبعا وضرورة استمرار المقاومة الى حين استكمال التحرير وتمكين الدولة البنانية من بسط سلطتها على كامل أراضيها.

طبعا، أول المتمسكين بهوية شبعا اللبنانية هم أهلها الذين يروون أخبارا كثيرة تثبت ما يقولون ومنها ان مجرما قتل ثلاثة أشخاص في البلدة، فاعتقله الدرك اللبناني وحوكم وأعدم في ساحة البلدة.

على الصعيد السياسي،، فلا داع للتذكير بموقف حزب الله من الموضوع وكذلك حركة أمل، والرئيس الشهيد رفيق الحريري عرض للأمر، ففي حديث أجراه في نيسان 2002 مع محطة CNN الاميركية وقبل أيام من بدء زيارته الى واشنطن للقاء الرئيس جورج بوش، قال ان اسرائيل انسحبت من جزء كبير من الأراضي اللبنانية، إلاّ ان جزءا ما زال محتلا... وعلى اسرائيل ان تنسحب من جميع الأراضي التي احتلتها عام 1967، بما فيها مزارع شبعا في لبنان. أما النائب وليد جنبلاط، فقد التقى في أيلول 2005 أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله، وحينها أكد ان (سلاح المقاومة بتصرّف لبنان وللدفاع عنه لا أكثر ولا أقل. ومزارع شبعا اذا حصّلناها جيّد، واذا لم نحصّلها فهي موجودة ومحتلة). ثم عاد في كانون الثاني 2006 ليقول: (مطلوب من سوريا ان ترسل الى الأمم المتحدة قرارا واضحا بأن المزارع لبنانية وعندئذ يطبّق القرار .425 وإلاّ فتبقى السيادة لغير لبنان ويطبّق حينها القرار 242، وحتى هذه اللحظة، المزارع سورية واستولت عليها سوريا في أواخر الخمسينات وأوائل الستينات). وفي ورقة التفاهم المشتركة بين التيار الوطني الحر وحزب الله وتحت عنوان (حماية لبنان وصيانة استقلاله وسيادته)، ورد انه (بما ان اسرائيل تحتل مزارع شبعا وتأسر المقاومين وتهدد لبنان، فان على اللبنانيين تحمّل مسؤولياتهم من خلال تحرير مزارع شبعا، والملحق رقم 1 من البرنامج السياسي للتيار الوطني الحر نص على (... لم تنجح مزارع شبعا من إخفاء النوايا السورية الكامنة خلفها، وهي غير مقبولة من الأمم المتحدة، فهي سورية من وجهة نظر القانون الدولي. واذا أرادت سوريا التنازل عنها، عليها ابلاغ الحكومة اللبنانية رسميا لتبادر الى اعادة ترسيم الحدود لدى الأمم المتحدة. فهل يتوصل الحوار الداخلي الى توحيد اللبنانيين حول هوية مزارع شبعا? أم ان جنسية هذه الأرض ستظلّ مثل جنس الملائمة، محط جدل بيزنطي?

 

استغربت مغادرة أحد الأطراف الأساسيين الطاولة

"القوة الثالثة": تعليق الحوار أظهر أن المناورة لا تزال العنوان

النهار 8/3/2006: اعتبر "منبر الوحدة الوطنية – القوة الثالثة" ان تعليق الحوار جاء: "ليظهر مجدداً ان المناورة لا تزال هي عنوان كل تحرك سياسي في لبنان. إن ما كان يعلن من ايجابيات وانفتاح ومصارحة وجدية ومصافحات ومعانقات وتبادل بسمات ما كان الا من اصول اللعبة. اما الواقع فإن المتحاورين لم يتفقوا الا على ما لم يكونوا مختلفين حوله، وتحديداً دعم التحقيق الدولي في الجريمة النكراء التي اودت بالرئيس الشهيد رفيق الحريري". وجاء في بيان صدر عن هيئة المتابعة فيه ان لقاء الحوار "في ذاته ظاهرة ايجابية كان لها وقع طيّب على الاجواء العامة في البلاد. وكان المنبر يتمنى ان تكون للحوار الوطني نتائج ايجابية على النحو الذي كان يصور، لكن الواقع ان حواراً موازياً يدور ايضاً على الصعيدين الاقليمي والدولي بين قوى لها مصالح في مآل الامور داخل لبنان. وهذا ما يُتوقع ان تظهر ملامحه في نتائج زيارات يقوم بها زعماء لبنانيون الى عواصم القرار في العالم، كما في حصيلة الاتصالات بين دول عربية معنية بالشأن اللبناني ومسؤولين في دول كبرى نافذة. وكذلك في ما قد يُطرح من مبادرات في القمة العربية المرتقبة.

وبالنظر الى بُعد الشقة بين المواقف المعلنة حول طاولة الحوار ازاء قضايا اساسية بما فيها المأزق الرئاسي وسلاح المقاومة والعلاقة مع الشقيقة سوريا، لم يلمس المنبر بروز فسحة حقيقية داخل مؤتمر الحوار لايجاد الحلول الناجعة والحاسمة لهذه المسائل في الافق المنظور. لذا رحّب المنبر ويرحّب بأية مبادرة قد تطلقها القمة العربية لتذليل العقبات التي تعترض اتفاق اللبنانيين حول هذه القضايا.

ان منطقة الشرق الاوسط عموماً والمنطقة العربية خصوصاً تواجهان تحديات جسيمة وسط تطورات دولية جارفة. وهذا يضاعف الحاجة للتوصل الى حلول عاجلة للقضايا العالقة في لبنان، على الوجه الذي يمكّن بلدنا من التعايش مع ازمة المنطقة الى ان تلقى الحل المرسوم لها. ويُخشى ان تكون سلبية المواقف التي اطلقها رئيس "اللقاء الديموقراطي" السيد وليد جنبلاط في واشنطن، صدى لحقيقة الموقف الاميركي من الحوار الوطني الدائر في لبنان. وكان مستغرباً ان يغادر احد الاطراف الاساسيين طاولة الحوار من اجل التشاور مع الادارة الاميركية في شؤون لبنانية داخلية في حين يقال ان الحوار يجري من دون اي تدخل من الخارج.

في حال عدم تمكن المؤتمر من الوصول الى نتائج حاسمة حول مواضيع الخلاف، وهذا احتمال لم يعد مستبعداً كلياً، يتمنى المنبر ان تُطرح مبادرته للانقاذ الوطني على طاولة الحوار قبل نهايته، تلك المبادرة التي تدعو الى اجراء انتخابات مبكرة بناء على قانون انتخاب جديد كلياً على ان يستقيل رئيس الجمهورية امام المجلس المرتقب، وكل ذلك في مهلة لا تتجاوز ستة اشهر.

ورأى ان تفجير كنيسة البشارة في فلسطين وما سبقها من كنائس ومقامات ومساجد اسلامية وتأجيج الفتن والافرازات المذهبية في العراق، والتي تقف وراءها قوى الاحتلال الصهيوني والاميركي ليست الا تجسيداً للمخططات الرامية الى تمزيق المنطقة وادخالها في مناخ "الفوضى الخلاقة" الممهد لمشروع الشرق الاوسط الجديد الذي لطالما نبّه المنبر الى خلفياته الخطيرة على المسلمين والعرب عموماً".

 

معلولي: المتحاورون متفقون على إبقاء الدويلات الطائفية

النهار 8/3/2006: رأى نائب رئيس مجلس النواب السابق ميشال معلولي ان "المتحاورين في مؤتمر الحوار الوطني متفقون على ابقاء الدويلات الطائفية القائمة". وقال "انهم يستمرون في تعطيل بنود اساسية في اتفاق الطائف، رغم تأييدهم له". ادلى معلولي بالتصريح الآتي: "بعد مرور بضعة ايام على انعقاد مؤتمر الحوار، ظهرت ثوابت ثلاث، الاولى خلافاً لما اعلن ان مؤتمر الحوار يعقد للمرة الاولى من دون رعاية عربية او اجنبية، ان كلاً من فريقي الحوار اما مرتبط بالتحالف الايراني – السوري وإمّا بدول تقودها الولايات المتحدة. ولما كانت المواجهة بين اميركا وحلفائها لم تصل الى فرض عقوبات اقتصادية او تدابير عسكرية ضد ايران وسورية، فإن امكان اتفاق المتحاورين على عقد هدنة داخلية تبدو قريبة التحقيق.

والثانية انه رغم تكرار المتحاورين تأييدهم وثيقة الوفاق الوطني فإنهم وبالاجماع نفسه، يستمرون في تعطيل بنود اساسية فيها. لو كانت لديهم اي ارادة او رغبة في تطبيق اتفاق الطائف، لجلسوا ووضعوا برنامجاً زمنياً لتنفيذ كل بند من بنوده واهمها تأليف حكومة وفاق وطني وبسط سلطة الدولة على كامل التراب اللبناني وسن قانون للانتخابات وانشاء اللامركزية الادارية وتعزيز استقلال القضاء وتشكيل هيئة لالغاء الطائفية وغيرها.

اما الثابتة الثالثة فهي اتفاق المتحاورين على ابقاء "الدويلات" الطائفية القائمة وما يستتبع ذلك من تكريس المحاصصة في الوظائف العامة واقتسام مغانم الدولة. وفي هذا الاطار، يجري السعي الى اختيار رئيس للجمهورية يكون ضماناً لاستمرار الوضع الراهن. وفي موازاة هذه الثوابت، ظهرت حقيقتان ساطعتان، الاولى ان السلطة الحاكمة قادرة على فرض تدابير عسكرية لتأمين سلامة المتحاورين. اما عندما يتعلق الامر بسلامة المواطنين والمحافظة على ممتلكاتهم، كما حصل اخيراً في اجتياح الاشرفية، فإن هذه السلطة تدعي العجز، بل الغياب المفتعل، من دون ان تذكر مسلسل الاغتيالات والتفجيرات. والثانية ان قضية مزارع شبعا لها الاولوية المطلقة، بل تحجب تدهور الاوضاع الاقتصادية والمالية والاجتماعية وما ينتج من ذلك من تفاقم الفقر والبطالة والهجرة وارتفاع الدين العام وخدمته وتجذر الفساد. ولو اجري استفتاء عام، لتبين ان اقصى ما يتمناه اللبنانيون هو ان يتوصل المتحاورون الى هدنة تمكن الشعب من التقاط انفاسه في انتظار جولاتهم التصادمية المقبلة".

 

الأمم المتحدة تكرّر دعوة اسرائيل الى وقف خروقها للأجواء اللبنانية

النهار 8/3/2006: أصدر مركز الأمم المتحدة للاعلام في بيروت امس البيان الآتي:

"سجلت أربعة خروق جوية إسرائيلية (اول من) امس وخرق آخر امس في جنوب لبنان. كما اشارت التقارير الى تحليق طائرات حربية اسرائيلية في اجواء بيروت (اول من) امس. تأتي هذه الخروق الجوية في وقت دقيق حيث يقوم لبنان بجهود لاعادة تأكيد سيادته واستقلاله من خلال الحوار الوطني التاريخي الجاري حالياً.

كرر الممثل الشخصي للامين العام للامم المتحدة في لبنان السيد غير بيدرسون، دعوة الامم المتحدة السلطات الاسرائيلية الى وقف خروق الخط الازرق والسيادة اللبنانية. كما ذكر جميع الافرقاء بأن خرقاً لا يبرر آخر ودعا الجميع الى احترام الخط الازرق".

 

مزارع شبعا ليست لبنانية

بقلم/ جان عزيز -البلد

الأربعاء, 08 مارس, 2006

   هل تكفي خرائط الرئيس نبيه بري وبيان حكومة الرئيس فؤاد السنيورة، كما بيانات الحكومات السابقة المتعاقبة منذ خريف العام 2000، لتكون مزارع شبعا لبنانية؟

تبدو المسألة أكثر تعقيداً من ذلك، والأهم ان عقدة لبنانية هذه المزارع تبدو عالقة في دمشق، رغم كل المواقف المعاكسة، ويستدل الخبراء على هذا الأمر بثلاثة أدلة، أولها معروف وثانيها منسي، وثالثها يكشف للمرة الأولى.

1-الدليل الأول يقدمه القانون الدولي، وتحديداً شرعة منظمة الأمم المتحدة. ذلك ان مناداة الحكومة اللبنانية بأن مزارع شبعا لبنانية، ومطالبتها الأمم المتحدة الاعتراف بذلك، تخضع وفق أحكام القانون الدولي في رأي الخبراء، لمنطق المادة 102 من ميثاق المنظمة الدولية، والتي تقول حرفياً في فقرتها الثانية: “ليس لأي طرف في معاهدة أو اتفاق دولي لم يسجل وفقاً للفقرة الأولى (في أمانة هيئة الأمم المتحدة ونشره) من هذه المادة، ان يتمسك بتلك المعاهدة أو ذلك الاتفاق أمام أي فرع من فروع الأمم المتحدة”. وبالتالي فإن قول الحكومتين اللبنانية أو السورية، أو الاثنتين معاً، بلبنانية مزارع شبعا، يحتاج الى جعل هذا القول كتابة ومن ثم تسجيله في ذلك المبنى النيويوركي ونشره، ليصبح لبنان قادراً بعد ذلك على مطالبة الأمم المتحدة بضم مزارع شبعا الى أحكام القرار 425 وبالتالي إلزام اسرائيل الانسحاب منها أو إعلان القرار المذكور غير مطبق بالكامل.

إلا ان بعض الخبراء يعتبر في المقابل ان الحدود بين الدول لا تخضع لمنطق المعاهدات الدولية في التسجيل والنشر، وهي بالتالي غير محكومة بتطبيق المادة المذكورة. لكن هذا القول، يسقطه الدليل الثاني الذي يقدمه الخبراء.

2-الدليل الثاني ليس غير المذكرة التي رفعها لبنان الرسمي، عبر الرئيس اميل لحود، الى أمين عام الأمم المتحدة في 5 كانون الأول 2000، أي بعد انسحاب اسرائيل وإقرار الخط الأزرق وتطبيع الوضع الجنوبي. تقول المذكرة اللبنانية الرسمية ما حرفيته: “أما بالنسبة لمزارع شبعا فقد كان واضحاً في تقرير الأمين العام (أنان) انه اعتمد خطاً عملياً في تلك المنطقة، على ضوء عدم توافر خرائط قديمة تؤكد الحدود هناك بين لبنان وسورية. وعلى هذا الأساس اعتبر الخط العملي هو الخط الفاصل ما بين انتداب “يونيفيل” وانتداب “أندوف” مع إشارة الأمم المتحدة الى ان هذا الخط العملي لا يمكن بأي حال اعتباره يمس بالحقوق الحدودية المتبادلة بين الأطراف المعنية”، وصولاً الى بيت القصيد، إذ تضيف المذكرة اللبنانية الرسمية قائلة: “ولقد وافق لبنان على هذا التقييم بانتظار إيجاد صيغة مشتركة لمنطقة المزارع موقعة بينه وبين سورية لتقديمها للأمم المتحدة”.

ماذا يعني هذا الكلام؟ يعني أولاً ان المنظمة الدولية كانت فعلاً الى جانب لبنان يومها، فلم تبادر الى تثبيت أي وضع نهائي في المنطقة المتنازع عليها، بل اكتفت برسم “خط عملي” استناداً الى الخرائط المتوافرة، وهو خط يجعل مزارع شبعا داخل الأراضي السورية لا اللبنانية، وخاضعة بالتالي لانتداب قوة أندوف ولأحكام القرارين 242 و 338. لكن ما يعنيه هذا الكلام اللبناني الرسمي أيضاً هو ان السلطات اللبنانية أبلغت الأمم المتحدة موافقتها على هذا الأمر، وان في شكل موقت. وهو شكل مرتبط في نص المذكرة نفسها بأن تبادر السلطات اللبنانية الى التوصل الى اتفاق مع السلطات السورية حول سيادة أي من الدولتين تقوم فوق مزارع شبعا، وان يوضع هذا الاتفاق خطياً ويوقع من الطرفين ويقدم الى الأمم المتحدة. كل هذا التزم به لبنان قبل نحو 5 أعوام ونيف. ولأن ذلك كله لم يحصل لا تزال مزارع شبعا سورية في القانون الدولي، باعتراف لبنان الرسمي نفسه.

3-أما الدليل الثالث الذي يطرح للمرة الأولى، فأكثر حسية وبديهية في آن. يكفي ان يتوجه أي إنسان الى أقرب مكتبة الى منزله ويطلب الخريطتين السياحيتين الرسميتين للبنان. لماذا خريطتان؟ الأولى تلك العائدة الى العام 1997 والثانية العائدة الى العام 2001. في الأولى، أي قبل انسحاب اسرائيل، يظهر خط الحدود بين لبنان وسورية منبثقاً من خط الحدود مع اسرائيل عند نقطة واضحة غرب نهر الحاصباني، ليتجه منها شرقاً وشمالاً، فيقطع النهر نفسه، ثم يحاذيه من جهة الشرق ليلتف شرقاً أكثر خلف قرية الغجر السورية. وبالتالي فوفق هذه الخريطة اللبنانية الرسمية تكون مزارع شبعا وقرية النخيلة وغيرها سورية مئة في المئة.

لكن الأمر يختلف كثيراً مع خريطة العام 2001، إذ تزحل نقطة الحدود المثلثة بين لبنان وسورية واسرائيل، نحو 4 كيلومترات الى الشرق من مجرى الحاصباني، لتصير المزارع داخل الأراضي اللبنانية وخارج سورية.

هذا الفارق هو ما أشار اليه النائب وليد جنبلاط قبل أسبوعين، متهماً اللواء جميل السيد بفبركته، وهو ما رد عليه السيد بأن التعديل في الخريطة بين 1997 وما بعد الألفين، عائد الى تطبيق مضمون اتفاق حدودي موقع بين لبنان وسورية. اي من الرجلين على حق؟ الجواب بكل بساطة يأتي من المكتبات السورية هذه المرة. فالخريطة الرسمية السياحية السورية للعام 2006، تظهر نقطة الحدود الثلاثية غرب مجرى الحاصباني، تماماً مثل الخريطة اللبنانية للعام 1997، وفي شكل مغاير لخريطة اللواء السيد. وبالتالي فإن الجدل اللبناني حول لبنانية مزارع شبعا، يظل عقيماً، تماماً كما عقم تصريحات بعض المسؤولين السوريين حول المسألة، طالما ان الخريطة السورية الرسمية تؤكد سورية هذه المنطقة، وطالما ان التعهد اللبناني الى الأمم المتحدة قبل أكثر من 5 أعوام لا يزال تعهداً في الهواء.

هل يشكل الأمر مدعاة أسى لأهل الحوار القائم؟ قد يبدو من باب المؤاساة تذكيرهم بأن وزارة الإعلام السورية وجهت كتاباً رسمياً منتصف الثمانينات الى بعض دور النشر المتخصصة في طباعة الأطلس الجغرافي، تؤكد لهم بموجبه ان الجمهورية العربية السورية لا يحدّها غرباً إلا البحر الأبيض المتوسط. وبالتالي فإن ثمة تقدماً كبيراً قد تحقق مذّاك، وهو لم يعد ينقصه غير بضعة كيلومترات فارقة بين الخريطتين، قابلة للحل مستقبلاً عبر سفارتي البلدين في كل من بيروت ودمشق، أو حتى عبر سلسلة تحقيقات إعلامية تجريها التلفزيونات السورية الخاصة، عشية انتخابات برلمانية متكافئة القوى بين الموالاة والمعارضة في دمشق.

حتذاك على القائلين بلبنانية المزارع القبول بانتظار الحلول الدبلوماسية والاقتناع بما تحرر سابقاً بجهد المقاومة. وعلى القائلين بسورية المزارع التواضع بعض الشيء، حتى لا يتذكر الناس انهم هم أنفسهم ظلوا طيلة عقدين ونيف يفكرون ويصرحون ويتصرفون كما لو ان كل لبنان محافظة سورية.

 

عيسى: تقصير ولاية لحود لا يتم بالإقالة ولا في الشارع

الأربعاء, 08 مارس, 2006 -البلد

 اعتبر دافيد عيسى ان تقصير ولاية رئيس الجمهورية "لا يمكن ان تتم عبر الاقالة ولا عن طريق الاسقاط في الشارع، وانما عبر الطرق الدستورية وان تفسح في المجال امام الرئيس لحود لاستقالة طوعية بعيداً من الضغوط والاكراه وكل ما من شأنه ان يعرض مقام الرئاسة للضرر والخطر". وقال في تصريح امس "نحن واثقون بأن الرئيس لحود غير متمسك بكرسي الرئاسة وعلى استعداد لتسليم الامانة لو توافرت مقومات عملية التسلم والتسليم وضمانات.

 

 أخبار صوت الغد" انطلقت مع حديث عون و"فرط" الحوار و"إخبار" انتحار السيّد

الأربعاء, 08 مارس, 2006 -  هادي السبع اعين - البلد

"الواحدة والنصف ولم يبق لدينا غير نصف ساعة لنبدأ النشرة، اتصلي بغبريال لنشوف شو عنده من جديد في موضوع الحوار وأعطيني ملخصاً عن خبر ميشال سورا". يلتفت حبيب يونس رئيس تحرير قسم الأخبار في "إذاعة صوت الغد" إلى واحدة من المذيعتين المنهمكتين بتوضيب وترتيب الأخبار قبل إذاعتها على الهواء ويذكرها بالعدّ العكسي للبث. وراء مكتبه في الطابق الثاني من المبنى الذي تشغله "صوت الغد" في الزلقا والتي نقل منها المطبخ الفني إلى مبنى شركة "الدايهاتسو" قبل نهر الموت، انشغل يونس بمراجعة الأخبار وتصحيحها على عجلة في وقت كان مهندس الصوت يعيد تنسيق الحديث الذي أعطاه النائب العماد ميشال عون إلى الإذاعة لبثه من جديد. وما هي إلا دقائق معدودة حتى وصل خبر انفراط الحوار في مجلس النواب. "أجّلوا الجلسات إلى الإثنين وهم يجتمعون عند بري الآن بغياب الجنرال"، قالت له الإعلامية. رنّات متواصلة للخلوي خدشت جوّ الرهبة الذي خيّم فجأة في المكان. "ألو طوني حبيبي كيفك... مرسي يبارك فيك... إنت صديقي وأنا بمون عليك خلّيني أتصل فيك بعد شوي لأنهم فرطوا تحت في البرلمان". أطفأ هاتفه وسألها عن استعدادات الستوديو لانطلاق البث وهو ينهي كتابة عناوين النشرة قارئاً جملها بصوت عالٍ.

رسالة غابي

في غرفة هندسة الصوت، تجمّع عدد كبير من الصحافيين يرقبون المذيعتين وهما تراجعان الأخبار وتختبران الصوت. دخل عليهم ونظر في الوجوه التي بدت شاخصة باتجاه المرأتين وراء الميكروفونين البرتقاليين ووقف بينها ينفث دخان سيجارته. موسيقى إيقاعية وبدأت النشرة الإخبارية تذاع في الغرفة الزجاجية المغلقة وخارجها تجمهر المراقبون. "معنا غابي على الخط وعم يقول إنو بري عندو مؤتمر صحافي، شو بيطلع على الهواء بأول النشرة وبيرجع بخبرنا عن المؤتمر؟" تسأله نانا فيصل رئيسة قسم المراسلين فيجيبها موافقاً. صوت غابي يصدح بحماس وهو يقرأ الحدث في مجلس النواب، والفرح يرتسم على وجوه فريق العمل بسمات وانفراجات. يبتسم يونس أيضاً وينصت باهتمام إلى قول أحدهم: "بعض المحطات" بيقولو إنو عون خرّب الحوار، شو رأيك نتصل بالجنرال لنتأكد من الخبرية ومن غيابه عن الاجتماع عند بري"، فينسحب إلى مكتبه بعضاً من الوقت ثم يعود وبيده ورقة يمرّرها إلى المذيعة لتقرأها على الهواء.

الثانية والنصف وأجواء "أخبار صوت الغد" لم تهدأ بعد. رسالة نقل رفات الرهينة الفرنسي ميشال سورا إلى باريس لم تجهز بعد وستكتب بالتفصيل لنشرة الخامسة بعد الظهر. خبر انتحار اللواء جميل السيد أعاد إنتاج جو من التوتر في المكان. اتصالات كثيفة مع مرجعيات أمنية وسياسية، وقياديون في التيار الوطني الحرّ يتصلون بالإذاعة ليتأكدوا من الخبر. "غير صحيح الخبر وتأكدنا منّو"، يقول يونس بعد دقائق ويطلب بعضاً من الوقت للاستراحة.

صوت اللبنانيين

بعيداً عن مكتبه، توزّع فريق التحرير في غرفة ضيقة وراء أجهزة الكمبيوتر، وفي الزاوية جهزت غرفة صغيرة بعدد من التلفزيونات لرصد الإعلام المرئي والمسموع. صورة لميشال عون قائد الجيش ببزته العسكرية تكبر شاشة أحد الأجهزة، وصورته يتوسّط عدداً من الصحافيين الشباب علّقت على الجدار في الداخل. مواقع إلكترونية لفضائية الجزيرة ولوكالات الأخبار يتابعها الشباب بانتباه وانقطاع التيار الكهربائي لدقائق أثار حفيظة البعض وتململه. وفي الجهة المقابلة انهمك بعض العمال بمتابعة أشغالهم لتجهيز قسم الأرشيف وعدد من المكاتب الادارية.

"صوت الغد الإخبارية" التي انطلقت في السابعة من صباح أمس في النشرة الإخبارية الأولى التي بدأتها بحديث لعون وبموقف للإذاعة من الرسالة الإعلامية، ستبث يومياً على الموجة 97.1 "أف.أم". ويقدّم إيلي سميا أستاذ العلوم السياسية في الجامعة اللبنانية الاميركية برنامجاً سياسياً أسبوعياً يوم السبت، ويتبادل 4 مذيعين و7 مذيعات على تقديم الأخبار ويشكلون فريقاً من حوالى 40 موظفاً يضمّ المحرّرين والمراسلين والعاملين في الإذاعة. "إذاعة التيار" كما أسماها بعض سكان الزلقا وتجار سوقها "ستكون صوتاً لكل اللبنانيين بمن فيهم التيار" يؤكد يونس الذي يأمل أن يكون برنامج عمل يومها الأول عند حسن ظنّ المستمعين.

 

 إشتعال مطبعة في الرملة البيضاء

الأربعاء, 08 مارس, 2006 - البلد

 حتى منتصف ليل أمس لم تكن فرق الدفاع المدني قد أخمدت النيران التي اشتعلت في مطبعة "اكسبريس" في الرملة البيضاء والتي تحتل الطابق السفلي لبناية سكنية من 9 طوابق مقابل مستشفى الشرق الأوسط. والنيران التي اشتعلت مساء امس لأسباب لم تتوضح بعد امتدت الى خارج المطبعة ما أدى الى اجلاء السكان من المبنى من قبل الدفاع المدني عبر السلالم العادية والسلالم التي جرى تمديدها من خارج المبنى.

 

 رجل أعمال لبناني قتل في موسكو

الأربعاء, 08 مارس, 2006 - البلد

 أعلنت النيابة العامة في موسكو امس ان رجل اعمال من اصل لبناني قتل بسلاح ناري مساء الاثنين الماضي في شارع كبير في موسكو. وقال متحدث باسم النيابة ان "رجلا يحمل الجنسية الروسية ومن اصل لبناني قتل باربع رصاصات في شارع ليننغراد". وافادت وزارة الخارجية والمغتربين ان المغدور هو احمد المولى، وهو مولود في 1967 وكان مديرا لمؤسسة تصنيع حلويات، بحسب النيابة العامة الروسية.

وقال المتحدث ان "تحقيقا فتح في الحادث"، من دون اعطاء تفاصيل اضافية.

 

  اقطع طريق الدكوانة

 الأربعاء, 08 مارس, 2006 - البلد

 ينفذ طلاب مجمع التعليم المهني والتقني في الدكوانة اعتصاماً يقطعون خلاله الطريق الرئيسي امام المجمع، في الرابعة والنصف بعد ظهر اليوم احتجاجاً على حوادث السير المتكررة في المنطقة والتي أدى آخرها الى مقتل الموظف جوزف جورج حريق.

 

وكلاء الضباط الأربعة يطالبون باسترداد مذكّرة التوقيف أو إطلاق سراحهم

الأربعاء, 08 مارس, 2006 - البلد

  تقدم وكلاء الدفاع النقيب عصام كرم، المحامي أكرم عازوري، والوزير السابق المحامي ناجي البستاني، عن الموقوفين، المشتبه فيهم في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري، اللواء علي الحاج، اللواء الركن جميل السيد، والعميدان ريمون عازار ومصطفى حمدان، أمس من قاضي التحقيق العدلي، الرئيس الياس عيد، بمذكرة موحدة تأكيدية على مذكرات وطلبات سابقة، طلبوا فيها استرداد مذكرة التوقيف بحق الموقوفين الصادرة في 3-9-2005 سندا لاحكام المادة 110 من الاصول الجزائية، وإلا تخلية سبيلهم عملا بنص المادتين 114 و108 من قانون أ.م.ج لعدم توافر الدليل والإثبات، وفي أي حال الإستعاضة عن التوقيف الاحتياطي بالمراقبة القضائية عملا بنص المادة 111 من أ.م.ج.

وتطرق الوكلاء الى الاسباب التي تجيز طلبهم، فأشاروا الى ان التوقيف يخالف القاعدة القانونية التي تفرض البينة على من يدعي، ويخرق مبدأ الوجاهية، ويرتكز على الفرضية والاستنتاج والتحليل، وبذلك فان الاسناد يفتقر الى الدليل والاثبات، وبانتفاء اثبات الجرم لا يقوم جرم.

الى ذلك، نفى المحامي أكرم عازوري بعد زيارة لموكله اللواء الركن جميل السيد عند العاشرة من قبل ظهر أمس، "الاشاعات المروجة حول تدهور صحة اللواء السيد مجددا". وأكد المحامي عازوري في بيان، ان موكله "في حالة جيدة"، وطمأن "جميع محبيه الى حالته الصحية والمعنوية"، محتفظا بحق موكله "بملاحقة مروجي هذه الاشاعات قضائيا". كذلك صدر عن المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي ـ شعبة العلاقات العامة، بلاغ ينفي "هذه الواقعة جملة وتفصيلا، ويؤكد أن الوضع الصحي للواء جميل السيد مستقر.

 

عون يقول إن جنبلاط مع الحوار وليس ضدّه واسم الرئيس يرتبط بالتفاهم في الحوار

الأربعاء, 08 مارس, 2006 وكالات - البلد

اعتبر رئيس تكتل الاصلاح والتغيير النائب ميشال عون ان "اعلان اسم جديد لرئيس الجمهورية يعود الى درجة التوصل الى تفاهم ضمن جلسة الحوار"، آملاً ان "ينتخب أو ينتقى أو يتم التوافق على رئيس على أساس مواصفات محددة ضرورية للمرحلة المقبلة". وأكد، في حديث الى صوت الغد قبيل إرجاء جلسة الحوار الوطني، ان "ثمة تصميماً لدى الجميع أو لدى الغالبية الساحقة على أن يصل الحوار الى نتيجة حاسمة"، وقال: "الصعوبات دائماً موجودة، إما بسبب مواقف سابقة وإما بهدف المحافظة على المصالح"، مشدداً على ان "الحقيقة الكبرى في النتيجة هي مصلحة الوطن وهي التي ستستمر". وحول تعليقه على تصريحات النائب وليد جنبلاط الأخيرة، لفت عون الى "اننا اليوم في مرحلة حوار، لذلك لن نعلق على أي شيء سلبي ولكن سنركز دائماً على الايجابيات"، معتبراً ان "الشيء الايجابي هو ان جنبلاط مع الحوار وليس ضده". وأشار، رداً على سؤال، الى انه "من المؤكد أن يكون رئيس الجمهورية لبنانياً لكن التفاوض ليس من باب العدائية، إنما من باب المصلحة المشتركة بين لبنان وسورية وأعتقد ان هذا الشيء محسوم". وعما إذا كان يستطيع أن يقوم بهذا الدور، قال عون: "إذا كان الشعب يريد أن ينتدبنا لهذه المهمة، يصبح الأمر مسؤولية لا خياراً".

 

السفير>> تنشر صيغ التقسيمات المقترحة للمحافظات

هيئة قانون الانتخاب أمام الاختبار الأخير اليوم

حسين أيوب  -السفير 8/3/2006

من المتوقع أن تلتئم الهيئة الوطنية الخاصة بقانون الانتخابات النيابية في اجتماع ربما يكون الأخير، اليوم، في مقرها، في السراي الكبير، برئاسة الوزير الأسبق فؤاد بطرس، في محاولة منها للتوصل إلى مخرج بعد انقضاء المهلة المحددة والممددة لها من الحكومة من جهة، وعدم إجماع أعضائها على صيغة موحدة للتقسيمات الانتخابية من جهة ثانية.

وسبق انعقاد الهيئة إعلان العضوين البروفسور ميشال تابت والمحامي زياد بارود، عن انسحابهما رسميا من عضوية <<الهيئة>>، وذلك في بيان أصدراه، مساء أمس، بعدما كانا قد علقا عضويتهما حسب ما نشرته <<السفير>> في صفحتها الأولى، أمس.

وقالت مصادر في الهيئة ل<<السفير>> أن المجتمعين سيكونون، اليوم، في مواجهة خيار من اثنين، إما تقديم تصورهم الشامل بما في ذلك التقسيمات الانتخابية المقترحة وإما الاكتفاء بتقديم مبادئ عامة من دون تبني أية صيغة محددة للتقسيمات الانتخابية.

وأشارت المصادر إلى أن جوهر اعتراض بارود هو على التقسيمات وتحديدا اعتماد عكار محافظة في كل الصيغ المقترحة، فضلا عن جعل الترشيح في الصيغ المقترحة على أساس القضاء، ونقلت المصادر عنه دعوته إلى اقتران النسبية بتكبير حجم الدوائر وإلا أدت الضوابط على النظام النسبي إلى تحويله في المضمون إلى نظام أكثري إقصائي.

وكان قد تم الاتفاق في

الاجتماعات الأخيرة للهيئة على أربع صيغ للتقسيمات الانتخابية على الشكل الآتي:

أولا: صيغة المحافظات التقليدية الخمس: بيروت والجنوب والبقاع والشمال والجبل على أساس النسبية.

ثانيا: صيغة المحافظات التسع وفق النسبية:

1 بيروت دائرة انتخابية واحدة.

2 دائرتا جبل لبنان وتضم الأولى الشوف وعاليه وبعبدا والثانية جبيل وكسروان والمتن.

3 دائرتا الجنوب وتضم الأولى النبطية ومرجعيون وحاصبيا وبنت جبيل والثانية جزين وصيدا وصور والزهراني.

4 دائرتا البقاع وتضم الأولى بعلبك والهرمل والثانية البقاع الأوسط والبقاع الغربي وراشيا.

5 دائرتا الشمال وتضم الاولى قضاء عكار والثانية أقضية طرابلس وزغرتا وبشري والكورة والبترون والمنية والضنية.

ثالثا: صيغة المحافظات ال13 وفق النسبية:

1 بيروت دائرة انتخابية واحدة.

2 جعل الجنوب ثلاث محافظات دوائر على الشكل الآتي: الزهراني وصيدا وجزين دائرة أولى، حاصبيا ومرجعيون والنبطية دائرة ثانية، بنت جبيل وصور دائرة ثالثة.

3 جعل البقاع ثلاث محافظات دوائر على الشكل الآتي: بعلبك والهرمل دائرة أولى، راشيا والبقاع الغربي دائرة ثانية، زحلة والبقاع الاوسط دائرة ثالثة.

4 جعل الشمال ثلاث محافظات دوائر كالآتي: عكار دائرة أولى وطرابلس والمنية والضنية دائرة ثانية، بشري والبترون والكورة وزغرتا دائرة ثالثة.

5 جعل جبل لبنان ثلاث محافظات دوائر كالآتي: الشوف وعاليه وبعبدا دائرة أولى، المتن دائرة ثانية، جبيل وكسروان دائرة ثالثة.

رابعا: صيغة اقتراح مركب يصار بموجبه إلى انتخاب نصف النواب على الأساس النسبي (المحافظات الخمس التقليدية) والنصف الآخر وفق النظام الاكثري على أساس الاقضية ال24 التقليدية.

وأشارت المصادر إلى وجود عيوب كبيرة وفادحة في الصيغ النسبية المقترحة فضلا عن اعتماد التقسيمات الإدارية الحالية من دون التوازن سواء في أعداد المقاعد أو الناخبين (النموذج الفاضح هو في الشمال (7مقاعد لدائرة عكار في كل الصيغ و21 مقعدا للدائرة الشمالية الثانية وفق صيغة المحافظات التسع).

وأوضحت المصادر انه في ما يتصل ببقية المبادئ العامة، فإن أعضاء الهيئة كانوا متوافقين ولا سيما على خفض سن الاقتراع إلى 18 سنة ووضع <<كوتا>> نسائية وإفساح المجال أمام المغتربين حاملي الجنسية اللبنانية من اجل التصويت في السفارات اللبنانية في الخارج، وإنشاء هيئة مستقلة للانتخابات، وتنظيم الإعلام الانتخابي وضبط النفقات الانتخابية. وقالت مصادر متابعة إن المشاورات لم تتوقف طيلة نهار وليل أمس بين رئيس وأعضاء الهيئة وبعض القيادات السياسية من اجل توفير مخارج تمنع الهيئة من إعلان فشلها أمام الرأي العام اللبناني الذي يعوّل على القانون الانتخابي الجديد

 

حزب الله وأمل والعوني يفوزون بمقاعد العلوم 1

حقق تحالف حزب الله وحركة <<أمل>> والتيار الوطني الحر، مدعوما من عدد من القوى فوزا كاسحا على تحالف <<المستقبل>> والاشتراكي والجماعة الاسلامية، في انتخابات مجلس فرع كلية العلوم الفرع الاول في الجامعة اللبنانية، في معركة انتخابية تنافس فيها 75 مرشحا على 25 مقعدا.

خريطة التحالفات، توزعت على لائحتين، إن لم نقل على محورين. لائحة الوفاء للجامعة وهي مكتملة، وتضم: حزب الله، حركة أمل، التيار الوطني الحر، الحزب السوري القومي الاجتماعي، الحزب الديموقراطي، المردة، جمعية المشاريع. في مقابل تحالف: المستقبل، منظمة الشباب التقدمي (بعد غياب ومقاطعة لسنوات)، الجماعة الاسلامية، الحزب الشيوعي، طلاب ضد الصمت (يسار)، رابطة المحبة (توجه قواتي) ومستقلين، واللائحة غير مكتملة وتركت مقعدين.

وانسحبت مرشحو حركة الشعب الثمانية من المعركة الانتخابية، ووزع مناصروها صباحا بيانا اعلن المقاطعة، منتقدا الاصطفافات الطائفية، خصوصا أن المفاوضات كانت جارية مع <<الشعب>> للانضمام للائحة <<الوفاء>> لكن عودة <<أمل>> القوية الى اللائحة مقابل ستة مقاعد، دفع <<الشعب>> للمقاطعة. واحتفظ حزب الله له ب11 مقعدا، ووزع باقي المقاعد على المتحالفين معه كالتالي: مقعدان لكل من التيار والديموقراطي والقومي، ومقعد للمشاريع. بينما اتفقت الجماعة الاسلامية على خمسة مقاعد، متساوية مع المستقبل، وأربعة للاشتراكي، وثلاثة للشيوعي واثنين للمحبة، والباقي وزع على المستقلين.

واعترف براك يوسف من <<المستقبل>> بصعوبة خرق لائحة <<الوفاء>> بسبب تجمعهم كتلة واحدة. صناديق الاقتراع فتحت قرابة الحادية عشرة صباحا، وأقفلت عند السادسة مساء، من دون أن يعكر صفو العملية الانتخابية أي حادث يذكر. واعتبر بلال العجمي من <<الوفاء>> ان المعركة كانت منذ الصباح شبه محسومة، وأن مناصري اللائحة بدأوا الادلاء بأصواتهم فور فتح الصناديق في نظام وهدوء.

 

اتفاق شيراك والملك عبد الله حول لبنان

يشجّع الحوار وحسن الجوار ويزعج واشنطن

سامي كليب –السفير 8/3/2006 / لم يكن بين فرنسا والسعودية خلاف أصلاً حول لبنان لكي يتفقا. ولكن الواضح من مصادر الطرفين أن الحوار اللبناني الداخلي أحدث مفاجأة سارة للطرفين، فأكدا أكثر من مرة في خلال لقاءات الرئيس جاك شيراك في المملكة على ضرورة دعمه، وكانت الاتصالات بين الرياض وبيروت حثيثة في خلال الزيارة الرسمية التي قام بها سيد الاليزيه لصديقه القديم الملك عبدالله. ففي باريس تنويه رسمي بخطوة رئيس مجلس النواب نبيه بري، خصوصاً ان أحداً لم يكن يعتقد بإمكانية جمع كل الاطراف حول طاولة واحدة. والحوار في حدّ ذاته كان مطلباً فرنسياً. فحين كانت واشنطن تدعو الى عزل حزب الله كانت باريس مثلاً تشجع على احتوائه ومحاورته بغية إقناعه بان يصبح جزءاً أساسياً من الخريطة البرلمانية اللبنانية، ولطمأنته على أن تسليم سلاحه سينعكس ثماراً اقتصادية وسياسية كثيرة على لبنان. ولا تزال فرنسا عند موقفها في هذا السياق، وهو ما سمعه الوزير طراد حماده في خلال لقائه في خلال الاسبوع الماضي مع احد مسؤولي وزارة الخارجية التي استقبلته بغية الاستماع الى وجهة نظره وللوقوف على رأي الحزب وتحليله بشأن التطورات الاخيرة في لبنان.

وثمة من يذهب الى حد القول ان العثور على رفات الباحث الفرنسي ميشال سورا وتسليمها الى فرنسا لم يكن ليحصل من دون موافقة حزب الله، ويقال ايضاً إن عناصر امنية هي التي سلمت الرفات الى السفارة الفرنسية في بيروت وان ذلك حصل بإشراف الحزب. ولا تختلف فرنسا والسعودية بشأن مصير رئيس الجمهورية اميل لحود، حيث إن شيراك سمع في السعودية موقفاً مطابقاً للموقف الفرنسي القائل بأن رحيل لحود عن رئاسة الجهورية سيكون افضل من بقائه، ولكن الطرفين لا يزالان يشجعان ان يتم ذلك بالطرق السلمية خصوصاً أن لغة <<الشارع>> التي كان ينبغي أن تستخدم، او الحل الدستوري الذي حُكي الكثير عنه يبدوان غير مجديين. والواضح أن التركيز قائم حالياً على اسم الرئيس البديل للحود، ذلك ان فرنسا تماماً كالسعودية مقتنعتان بضرورة ان يكون الرئيس مقبولاً من الجميع وألا يكون مصدر قلق لسوريا. والاهم هو بسط سيادة الدولة اللبنانية على كامل اراضيها وشعور اللبنانيين بان رئيسهم المقبل يتمتع بقدر كبير من الاستقلالية والقدرة على القرار.

هل العماد ميشال عون يتمتع بهذه الصفات؟

لا شك في أن النظرة الفرنسية والغربية عموماً حيال عون قد تغيّرت ايجابياً، ففي التحليلات الاوروبية أن عون أثبت قدرة كبيرة على الحوار، واتخذ أو شارك في مبادرات هامة كمثل مد اليد الى حزب الله والطرف الآخر، ويستخدم لغة سياسية عقلانية، وله شعبية جيدة، ولعله بات يشكل أيضاً عامل طمأنة لسوريا، كما أن لحود يقبل مبدئياً بتسليمه مقاليد الرئاسة. ولكن باريس تماماً كعدد من حلفائها الغربيين، تعطي كلمة السر الداخلية للبطريرك الماروني نصرالله صفير، والواضح أن ما يقرّره صفير سيكون موقف فرنسا حيال الرئيس المقبل، ومن هنا بالضبط تكمن أهمية تشديد الرئيس بري على القول بأنه يقف خلف موقف صفير.

فهل صفير يؤيد وصول عون الى الرئاسة؟ السؤال مطروح في الاوساط الدبلوماسية الاوروبية، وربما أكثر من أي وقت مضى. لم يتسرّب الكثير عن لقاءات شيراك في السعودية حول رئاسة الجمهورية، وإنما الذي تسرّب يصب في خانة تشجيع بري على المضي قدماً في الحوار بغية الوصول الى نتائج، والذي تسرب أيضاً يصب في خانة تحسين العلاقات بين سوريا ولبنان شرط الحفاظ على استقلالية القرار اللبناني.

وفي هذا السياق لا تخفي بعض الاوساط أن شيراك كان في السابق اعترض على أي مبادرة عربية او غير عربية اذا ما كان الامر محصوراً بلجان أمنية بين سوريا ولبنان، ولكن سيد الاليزية ومضيفيه السعوديين يشجعون اي مبادرة تقوم على أساس احترام استقلالية البلدين وتحديد الجوانب القانونية والسيادية بينهما (تمثيل دبلوماسي، ترسيم الحدود...). وأما في الشأن الاقتصادي، فإن الرغبات السعودية والفرنسية كبيرة لجهة تسريع خطوات تقديم العون للبنان (أكان عبر المؤتمر المنوي عقده او من خلال مبادرات أخرى)، وهذا يفترض توسيعاً للإصلاحات الاقتصادية والسياسية الداخلية، وفي هذا السياق أيضاً يبدو الحوار الداخلي كبير الأهمية. لقد تلقّى نبيه بري في خلال الايام الماضية اتصالات هاتفية تشير بوضوح إلى هذه الرغبة العربية والفرنسية في تشجيعه على الحوار خصوصاً ان المؤشرات التي تسرّبت عن مجلس النواب كانت مشجعة في أيامها الاولى.

وإذا كان من السابق لأوانه الحديث عن مبادرات عربية ودولية جديدة، فإن الاكيد ان زيارة شيراك الى السعودية ستنعكس على أكثر من ملف خصوصاً أن الاسرة الدولية متجهة أكثر فأكثر نحو توحيد الموقف من ايران، الامر الذي يمكن ان يترجم في الاتجاهين، فإما ان ايران ستمضي في تمسكها بموقفها ما يعني ان الاتجاه هو نحو قرار دولي ضدها وهذا قد يلقي بتبعات سلبية على الوضع اللبناني، او انها ستتبنى موقفاً عقلانياً للحؤول دون اتفاق الاسرة الدولية ضدها، الامر الذي قد يتمّ توظيفه ايجابياً في الملفين اللبناني والفلسطيني.

ولكن هل اتفاق شيراك والملك عبدالله

في السعودية يلقى دعماً أميركياً؟

اللافت أن وزيري الداخلية والدفاع السعوديين غابا عن لقاءات شيراك في المملكة رغم ان الرئيس الفرنًسي يصطحب معه وفدا وزارياً واقتصادياً كبيراً يضم في صفوفه وزراء الدفاع والخارجية والمالية.

واذا كانت الاوساط الفرنسية تقلل من اهمية هذا الامر وتقول ان الوزيرين السعوديين كانا غائبين عن المملكة وانه ليس بالضرورة ان يحضر كل الوزراء، الا ان أوساطاً فرنسية أخرى من المعارضين لشيراك ركزت على هذا الامر، فصحيفة <<ليبراسيون>> اليسارية مثلا تعمّدت الاشارة الى غياب الوزيرين السعوديين الفاعلين واللذين لهما مع واشنطن علاقة جيدة.

والمعروف أن الادارة الاميركية غالباً ما تنظر بعين الريبة الى كل مبادرة سياسية او اقتصادية فرنسية في الخليج، بينما الرئيس شيراك يكاد يكون الرئيس الفرنسي الوحيد الذي صار يجاهر بالمصالح الاقتصادية الفرنسية في المنطقة، حيث لم يتردد هذه المرة مثلاً في ذكر اسماء كل الشركات الفرنسية القادرة على العمل والمنافسة في سياق تطوير الاقتصاد السعودي. ثم أن الولايات المتحدة التي وضعت لبنان مباشرة تحت سيطرتها حيث جعله الرئيس جورج بوش <<أمة عظيمة>> ليست في وارد القبول بان يحل احد مكانها في القضايا الرئيسية ما لم يكن في ذلك ما يخدم مباشرة مصالحها. وهنا بالضبط يصبح من المهم معرفة حقيقة الموقف الفرنسي السعودي حيال مستقبل الضغوط على إيران؛ لأن هذا هو الملف الاكثر أهمية بالنسبة للولايات المتحدة في الوقت الراهن. وفي انتظار ذلك، فالأكيد هو ان بعض الاوساط الفرنسية تستغرب جداً غياب رئيس اللقاء الديموقراطي وليد جنبلاط شخصياً عن طاولة الحوار في لبنان وذهابه في الوقت الحالي الى واشنطن، والاكيد أيضا انها لم ولن تؤيد اية خطوة في الشارع لقلب الرئيس اميل لحود او لتحقيق أي هدف آخر، ذلك ان الشارع <<الآخر>> جاهز للمعركة. وهذا بالضبط ما يجعل شيراك والملك عبدالله على اتفاق تام لجهة تهدئة الأوضاع في لبنان وتشجيع الحوار وتحسين العلاقات مع سوريا مع الاستمرار بالضغط بغية كشف حقيقة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، وهو ملف يبدو أنه يزداد غموضاً كلما تقدّم به الوقت ليس بسبب تعقيداته فقط، وإنما لان الرئيس الجديد للجنة التحقيق الدولية القاضي البلجيكي سيرج براميرتز يبدو أكثر تكتماً من سلفه.

ومن المنتظر أن يقدّم براميرتز تقريره في منتصف الشهر الحالي، على أن تعقبه في نهاية الشهر تقريباً زيارة المبعوث الدولي الخاص الى المنطقة تيري رود لارسن والتي تعلق عليها الاوساط الدولية اهمية خاصة لجهة رصد تطورات الموقف السوري. وتفيد بعض المعلومات ان ما سيتضمنه تقرير لارسن سيشير بوضوح الى عمليات تسريب السلاح الى لبنان والى الخطوات المتبقية والواجب تنفيذها لتطبيق كامل القرار 1559.

 

هل أسهم قانون الانتخاب الجديد في تفجير الأزمة وكانت طاولة الحوار أولى الضحايا؟

مواقف جنبلاط تضع تحالفه مع الحريري على المحك

جورج علم  - السفير 8/3/2006

ليس وليد جنبلاط وحده. هناك من صوّب أيضا على محاولات التقارب الثلاثي السني الشيعي الماروني، او بالأحرى على <<الرباعي القوي>> المتمثل بالرئيس نبيه بري، والنائب سعد الحريري، والسيد حسن نصرالله، والعماد ميشال عون.

لم تنته مفاعيل الساعات السبع من المحادثات بين نصر الله والحريري عند الحدود التي بلغتها، بل شعر رئيس اللقاء الديموقراطي، عشية انطلاقة ورشة الحوار، بأن الوقت الذي أمضاه الامين العام <<لحزب الله>> في قريطم، لا هو بالطبيعي، ولا بالعادي، وبالتالي فإن قراءة الفاتحة، في اليوم التالي، على ضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري، قد تجاوزت الابعاد البروتوكوليّة، وروحية الانفتاح، والتلاقي، والترفع عن الحساسيات الفئوية، والتعبويّة المذهبية، الى ما يمكن ان يبنى عليه لقيام نوع من <<الحلف الواعد>>، قاعدته شدّ أواصر اللحمة بين الطائفتين الكبيرتين، وعماده التعاون الجديّ لدفن التباينات السياسيّة في بوتقة الوحدة الوطنيّة.

يجب الاعتراف بأن الجانب المضيء من الحوار انطلق أولاً من لقاء قريطم الطويل، وقبله من ورقة التفاهم بين التيار الوطني الحر، و<<حزب الله>>، حتى إن بعض السفراء العرب الذي كان يسعى الى حماية الحوار <<برموش الأعين>>، تنفس يومها الصعداء، إذ اعتبر أن الحوار قد ارتفعت حظوظ نجاحه بشكل لافت، استنادا الى اعتبارين:

الاول أن اللقاء المهم برمزيته ومدلولاته، قد حصل بعد اسبوع على مغادرة كوندليسا رايس بيروت، وبعد زيارتها كليمنصو ولقائها الخاص بكل من جنبلاط والحريري، وهذا ما أفسح المجال امام المجتهدين للقول بأن لا فيتو أميركيا على لقاء رئيس تيار <<المستقبل>>، الامين العام <<لحزب الله>>، وبالتالي لو كانت هناك محاذير أميركيّة جديّة لما كان اللقاء قد حصل بهذه الشفافية والوضوح، وربما كان قد اتخذ حيّزا من التكتم والسريّة، وبقي بعيدا عن الأضواء وإن كانت ضرورات التماسك الداخلي، وتصليب الوحدة الوطنية تقضي بالإفصاح عن انعقاده.

حتى إن <<العونيين>> دبّت في عروقهم المعنويات العالية، لجهة التغني بأهمية اللقاء الذي جمع العماد بالسيد في صالون كنيسة مار ميخائيل الشياح، وأهمية ورقة التفاهم التي تم التوصل إليها، الى حدّ ان اصواتا بدأت ترتفع مدافعة عن حظوظ عون في الوصول الى بعبدا، وذلك ردّاً على المشككين بقوة موقعه في الشارع المسيحي، وتحديدا الماروني، <<والخدوش التي أصابت صورة القائد القوي، بعيد حصول اللقاء التفاهم، خصوصا أن الولايات المتحدة الاميركيّة قد شملته بفيض إجراءاتها التأديبيّة، لأنه خالف المعايير التي تفرضها على الساحة المحليّة، وتمرّد على الأوصاف التي تغدقها على حزب الله <<الارهابي>>. وكان الرد العوني على على كل هذه الايحاءات، والتسريبات، والشائعات، واضحا: لماذا يسري الفيتو الاميركي إذا كان ثمة فيتو على العماد، ولا يسري على سعد الحريري، علما بأن القطبين قد التقيا بالسيد نصر الله؟. ولماذا يكون العماد وحده مشمولا بهذا الحرم، فيما الحريري براء منه؟!.

أما الاعتبار الثاني فينطلق من الاعلان الذي أعقب لقاء كليمنصو حيث أكد الحريري ان القرار 1559 أمام فرصة غير محددة التواريخ لمقاربته عن طريق الحوار والتفاهم، وهذا ما أشاع يومها جوّا من التفاؤل بأن رايس جاءت تدعم الحوار، وتعطي المتحاورين هامشا عريضا يمكن من خلاله صياغة مقاربة لبنانية جديّة تلبي حاجة الاستقرار الداخلي من جهة، وتراعي متطلبات واشنطن، والمجتمع الدولي من جهة أخرى. لكن الذي جرى يومها أن الحلفين، بعد أن ودعا وزيرة الخارجية الاميركية، ظهرا في قريطم وأمام وسائل الاعلام في مواقع متباينة، خصوصا بعدما أكد النائب جنبلاط الحرص على تطبيق القرار 1559 بكامل بنوده، ودون أي تأخير، في الوقت الذي كان يؤكد فيه الحريري على التمهل، والحوار، والتأني في التعاطي مع البند الداعي الى <<حل جميع الميليشيات اللبنانية، وغير اللبنانية، وتجريدها من سلاحها؟!>>.

وطرحت رمزية المشهد يومها تساؤلات جديّة في الوسط الدبلوماسي المتابع حول مصير ومستقبل التحالف والتعاون بين الحريري وجنبلاط؟، وهل يقترب الرجلان من التكامل في الطروحات والخيارات، او من التباين، الى التباعد، وصولا الى الطلاق؟!.

لا تعود مبررات التساؤل الى ما عكسه مشهد كليمنصو، بل تعود من المنظار الدبلوماسي تحديدا الى مشهد 14 شباط يوم الاحتفال بالذكرى السنوية الاولى لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري، حيث وقف جنبلاط خطيبا في حشد المليون ليطلق أعنف هجوم ضد النظام السوري، الامر الذي قوبل بردود فعل سلبية لدى عواصم عربية معنيّة، ومهتمة بهندسة المبادرات، والتحضير لها، وتحيّن الفرص المؤاتية لإطلاقها بهدف الإحاطة بالعلاقات اللبنانية السورية، والحد من التشققات والانهيارات التي تصيب دعائمها، ووقف الحملات الاعلامية، وفرض نوع من الهدنة على الجبهات كلها، وخصوصا الاعلامية منها، تمهيداً وتوطئة للقيام بمساع حميدة تقود الى إعادة ترميم وبناء جدار الثقة بين البلدين قبل البحث في الآليات التي لا بدّ منها لقيام علاقات نديّة قائمة على الاحترام المتبادل. وما يجرؤ بعض السفراء العرب على قوله في مجالسهم يتخطى بخطورته ما يرد تلميحا او تصريحا في بعض وسائل الاعلام.

إن الدول العربية الحريصة على العلاقات اللبنانية السورية منزعجة من الخطاب اللبناني التعبوي ضدّ سوريا نظاما ورموزا ومؤسسات، وهي قلبا وقالبا مع الصيغة القائلة بأن لبنان لا يحكم من سوريا، ولكن لا يمكن ان يحكم ضد سوريا. كما هي قلبا وقالبا مع الحقيقة، ومع معرفة من اغتال الرئيس الحريري، ومع التحقيق الدولي، ومع المحكمة ذات الطابع الدولي، ومع فصل هذا المسار كي يتفاعل باستقلالية تامة حتى يصل الى الاهداف المرجوة بشفافية، وبمنأى عن الضغوط التي قد تتأتى من ملفات ساخنة، وبالتالي فإن الشرط الاساسي للقيام بأي مسعى عربي يهدف الى تنقية الاجواء بين البلدين، يجب أن ينطلق اولاً من وقف الحملات الاعلاميّة، ومن هدوء وتعقل ووعي سياسي، لا من انفعال وتحريض وتجييش، خصوصا ان الدول العربية ترفض ان تكون سوريا مستهدفة من لبنان في الوقت الذي هي فيه مستهدفة من قبل الادارة الاميركية، والمجتمع الدولي؟!.

ويتساءل بعض الدبلوماسيين العرب عما إذا كانت كوندليسا رايس قد أكدت خلال جولتها الاخيرة في المنطقة، أن ليس المطلوب تغيير النظام في سوريا، بل تغيير السلوك والاسلوب. وإذا كان الرئيس الفرنسي جاك شيراك يعلن في المملكة العربية السعودية ما سبق ان أكدت عليه الوزيرة رايس، فكيف يجوز ان ترتفع الاصوات من صفوف قوى 14 شباط تهاجم النظام وتطالب بتغييره، وفي نفس الوقت تريد معالجة جديّة للعلاقات اللبنانية السورية؟!.

وفي رأي هذه الجهات المتابعة ان التصدع الذي أصاب قوى 14 شباط لم يقتصر على التباين في النظرة الى مستقبل العلاقات، ولا الى كيفية التلاقي على مقاربة واحدة موحدة للقرار 1559 ببعديه اللبناني والفلسطيني، بل حتى حول كيفية التخلص من رئيس الجمهورية، وحمل الرئيس إميل لحود على التنحي او الاستقالة قبل 14 الجاري وفق آليات ثبت أنها غير جديّة، لأنها غير جديرة بإحداث التغيير المطلوب وفق القواعد والأسس الدستورية. وهذا ما دفع بهذه القوى الى ان تفقد الكثير من صدقيتها، ومن الجديّة في تعاطيها مع شؤون وطنية في غاية الخطورة والتعقيد من خلال طروحات اقل ما يقال فيها إنها تنطلق من انفعال أكثر مما تنطلق من حكمة، ومنطق، وموضوعيّة؟!.

... ويبقى السؤال: هل وصل التحالف الجنبلاطي الحريري الى مفترق طرق بعد المواقف التي أطلقها النائب جنبلاط من واشنطن، وعقب اجتماعه مع وزيرة الخارجيّة كوندليسا رايس؟.

الجواب رهن التطورات، خصوصا أن الحريري مطالب من قبل بعض الاقطاب المتحاورين بتحديد موقفه من مواقف جنبلاط التصعيدية ضد المقاومة، وسلاحها، ومزارع شبعا، والتعاطي مع القرار 1559، وسائر العناوين والمواضيع الاخرى، وهل سيتضامن معه في هذه المواقف والطروحات، أم سيكون أمام تمايز في المواقف؟!. والجديد أن مثل هذا التباين لم يكن هو المسؤول الوحيد عن تعليق جلسات الحوار، بل هناك قانون الانتخاب الجديد الذي كان بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير، حيث أدى التباين حول عدد الدوائر في جبل لبنان وبيروت الى وقف الحوار للمزيد من التشاور، خصوصا بعدما رفض رئيس اللقاء الديمقراطي مشروع قانون انتخابي يجعله مقيدا باعتبارات سياسية، وإدارية، وتوازنات طائفية ديموغرافية لا تخدم خصوصيات الجبل، فيما يرفض حليفه الحريري تقسيم العاصمة الى دائرتين انتخابيتين في الوقت الذي يرفض فيه المسيحيون، والموارنة تحديدا، أن تبقى دائرة واحدة، في الوقت الذي يطالب فيه البطريرك نصر الله صفير بقانون انتخاب عادل ومنصف للجميع؟!.

 

الندم والتوبة 

ايلاف- الأربعاء 8 مارس - أسامة عجاج المهتار

ليس فيما قاله السيِّد وليد جنبلاط في الولايات المتَّحدة، سواء في معهد "صبان" أم في وزارة الخارجيَّة من جديد. الجديد هو المكان والتوقيت. لقد كان لافتًا للنظر حالة العمى والصم والبكم التي ضربت معظم المؤتمرين في بيروت، لا سيَّما جماعة الرابع عشر من آذار منهم. لقد أنكر معظمهم أن يكون قد سمع خطاب السيِّد جنبلاط أو قرأه. لا بأس، فالخطاب كان محرجًا للكثيرين منهم، وربَّما ينهي الحوار قاطبة. ما يعنينا هنا هو الأسباب والنتائج.

في خطابه، قصف جنبلاط عشوائيًّا في اتِّجاه أهداف محدَّدة، معظمها من حلفائه. فبعد أن كان قد حدَّد "العدو"، سورية، و"اللاعدو"، "إسرائيل، أصبح عليه أن يُفهم حلفاءه مَن هو "الرئيس" بينهم ولماذا، وأن يُعْلِمَ الجميع أنَّ طريق بعبدا تمرُّ في المختارة حتمًا. وهذا لا يتسنَّى إلاَّ من على منبر أميركي تفتحه الولايات المتَّحدة لمَن هم مثل السيِّد جنبلاط بشرطين: الأوَّل أن يتصالح مع المؤسَّسة الإسرائيليَّة، والثاني أن يعلن "التوبة" ويطلب الغفران. هذا ما فعله جنبلاط في واحد من أكثر مراكز الصهيونيَّةِ صهيونيَّةً أي مركز "حاييم صبان" الذي كان من أوَّل المراكز الأميركيَّة التي دعت لاحتلال العراق. من هناك، تلا وليد بيك فعل الندامة لأنَّه: "لم يكن يملك شجاعة كمال جنبلاط الذي وقف في جه السوريِّين فقتلوه" على حدِّ تعبيره. ومن هناك أيضًا، طلب الغفران الإسرائيلي: "إنَّ حزب الله ميليشيا يجب تفكيكها، ومزارع شبعا ليست لبنانيَّة، ويجب تغيير النظام الديكتاتوري في سورية."

لقد توخَّى السيِّد جنبلاط من زيارته قطع الطريق على أكثر من حليف له بدءًا من النائب سعد الدين الحريري، ثمَّ السيِّد سمير جعجع. فشخصٌ مثل جنبلاط لا يتحمَّل أن يقبع في المختارة، بينما الرئيس الأميركي يستقبل السيِّد سعد الدين الحريري والبطريرك صفير. ولا يستطيع أن يطمئنَّ إلى علاقة السيِّد سمير جعجع بإسرائيل والولايات المتَّحدة. فالعلاقات القديمة يمكن إحياؤها، هذا إذا كانت قد ماتت. لقد أراد جنبلاط أن يكون البوَّابة العريضة للأمريكان، عبر ولوجه من الباب الإسرائيلي الضيِّق. فهو يعرف أنَّه الطرف الأضعف بما يمثِّل ضمن المنطق الطائفي في لبنان. وهو يتذكَّر قطعًا كيف أضعف التحالف الماروني – السنِّي مركز إقطاعيَّة عائلته سنة 1943، كما أنَّه يعرف كيف غيَّر التعداد السكَّاني، وتحرير الجنوب من موقع الطائفة الشيعيَّة في لبنان والمحيط.

غير أنَّ خطوة جنبلاط هذه ليست من دون أخطارها. لقد نقل الرجل موقعه عبر استدارة كاملة قياسها مائة وثمانون درجة. وهذا لن يمرَّ بسلام ليس فقط مع خصومه، بل حتَّى مع بعض خاصَّته ممَّن يرون في إسرائيل عدوًّا، أو ممَّن يخشون عزلة كاملة لطائفتهم. ثانيًا، إنَّ ضربته الاستباقيَّة هذه ستزيد من حذر حلفائه منه. فالذي استطاع طعن حليف الأمس السوري في الظهر لن يتواني عن طعن حليف اليوم في الظهر أيضًا. والذي احتجَّ بقلَّة الشجاعة عذرًا منعه من الوقوف في وجه "الديكتاتور السوري"، يحتجُّ غدًا بقلة الشجاعة عذرًا منعه من الوقوف في وجه "الإمبرياليَّة الأمريكيَّة." أكثر من هذا، فإن حليفي جنبلاط اللدودين: سعد الدين الحريري وسمير جعجع وما يمثلان، يرى كلٌّ منهما أنَّ طريق بعبدا، وكلَّ ما ترمز إليه، تمرُّ أوَّلاً في بكركي وثانيًا في قريطم. والسيِّد برِّي كذلك "يمشي وراء غبطته." أمَّا العماد عون، فلا يرى طريقًا سوى الرابية.

هل أخطأ جنبلاط؟ في رأينا، نعم. إنَّها خطوة يائسة كان في غنًى عنها. فضلاً أنَّ من كان أقوى منه بكثير جرَّبها فكانت عواقبها وخيمة، ليس فقط بسبب رفضها شعبيًّا، بل لأنَّ الإسرائيلي والأميركي صديقان لا يركن إليهما.

 

جنبلاط كرّر ما قاله في 14 شباط وواشنطن تستبعد مبادرة عربية

أو نجاحاً للحوار وتركّز على السيادة

 بقلم علي الامين -الخميس, 09 مارس, 2006

قد يكون رئيس اللقاء الديمقراطي وليد جنبلاط قرأ في واشنطن ما لم يقرأه حليفه رئيس تيار المستقبل سعد الدين الحريري في بيروت المتفائل بنتائج مؤتمر الحوار، وهذه القراءة التي رشحت من خلال موقفه الذي أعلنه من العاصمة الأميركية حيال نزع سلاح حزب الله، وتجديده اعلان استمرار المواجهة مع القيادة السورية والرئيس بشار الأسد، هي قراءة تتقاطع مع ما يؤكده مصدر دبلوماسي أميركي في بيروت، من ان “لا الحوار اللبناني ولا المبادرة العربية يمكن لهما أن يعطيا حصانة لسلاح حزب الله أو يحولا دون تطبيق القرار 1559 في كامل بنوده، وان نتائج الحوار لا يمكن لها أن تتعارض مع تنفيذ القرارات الدولية” وهذا ما جعل بعض الذين قرأوا تصريحات جنبلاط على أنها تفجير لمؤتمر الحوار يرون أن امكانية وصول المؤتمر الى نتائج على صعيد القضايا المطروحة أمر شبه مستحيل، باعتبار أن هذه القضايا لا يمكن أن تعالج على قاعدة التوافق، ويتساءل المصدر الأميركي في هذا الصدد عن كيفية اتخاذ هذا المؤتمر قراراته بالتوافق لافتاً الى أن ذلك مطلب تعجيزي رغم أن الولايات المتحدة الأميركية تشجع الأطراف اللبنانية على الحوار والتواصل في ما بينها من أجل تحقيق استقلال لبنان وسيادته.

الدبلوماسي الأميركي جدد التزام الادارة الأميركية دعم سيادة لبنان مؤكداً أن “لا عودة الى الوراء، وأن على سورية أن تتوقف عن الطموح والعمل على إمساك القرار السياسي في لبنان”، مشيراً الى أن “العودة الى الزمن الذي كان يفرض فيه الرئيس حافظ الأسد على وزير الخارجية الأميركية وارن كريستوفر انتظار ساعات للقائه قد ولى ولن يعود ثانية”. ويستبعد الدبلوماسي الأميركي انطلاق مبادرة عربية باتجاه لبنان تساهم في دعم مؤتمر الحوار الوطني من جهة وتسعى من جهة ثانية لمعالجة العلاقات اللبنانية السورية بما يساعد على انجاح الحوار بين اللبنانيين والتوصل الى نتائج مرضية لمختلف الفرقاء.

ويلفت الى أن مصر والسعودية لن تكررا التجربة مرة ثانية في ظل عدم وجود ضمانة موضوعية لنجاح مبادرة توافق بين اللبنانيين ولا تؤدي الى افشال التحرك العربي.

ولا يخفي الدبلوماسي الأميركي اعتراض ادارته على البنود السبعة للمبادرة السعودية التي جرى تسريبها والاعلان عنها في كانون الثاني الماضي بسبب تضمنها بندين خطرين: الأول، يرتبط بالتعرض لحرية الصحافة في لبنان، والثاني يشير الى التنسيق اللبناني ــ السوري في السياسة الخارجية لكلا البلدين، وهذا الأخير لا اعتراض أميركياً على مضمونه، بل حمل قلقاً في حينه من أن يشكل مدخلاً لاعادة النفوذ السوري الى السياسة اللبنانية.

والى هذين السببين تشكل في حينه انطباع لدى الدبلوماسية الأميركية بأن المبادرة السعودية أو المصرية يمكن أن تشكلا “مطية للنظام السوري للتخلص من الالتزامات الدولية تجاه لبنان والتحقيق الدولي في جريمة اغتيال الرئيس الحريري. وهذا ما كان محل مناقشة بين وزيرة الخارجية الأميركية السيدة كوندوليزا رايس والقيادتين المصرية والسعودية خلال جولتها الأخيرة”. وخلاصة الموقف الأميركي في هذا الشأن، هي “حث الحكومتين المصرية والسعودية على ممارسة ضغوط على الحكومة السورية لكي تنفذ ما عليها من التزامات دولية”، لذا يبدو أن الموقف الأميركي هذه المرة لم يتغير. وانفراط عقد مؤتمر الحوار وتعليق جلساته، لم يعدل من الوجهة الأميركية تجاه عدم حماستها لأي مبادرة عربية باعتبار “أن شروط نجاحها ليست متوفرة حتى الآن وان الجهود العربية يجب أن تبذل في اتجاه منع التدخل الخارجي في الشؤون اللبنانية”.

وفي هذا الوقت لا يعتقد الدبلوماسي الأميركي ان مواقف رئيس اللقاء الديمقراطي وليد جنبلاط هي مواقف جرى تلقينه اياها من قبل المسؤولين الأميركيين، فالزعيم الدرزي ليس من الصنف الذي ينفذ سيناريوهات تعطى اليه، ويضيف “ان القيادات اللبنانية تعرف فيه هذه الصفة وتدرك أن جنبلاط قد اتخذ مواقفه الأخيرة عن اقتناع بأن لبنان لا يمكن أن يستقر ويتطور من دون تحقيق سيادته واستقلاله الفعليين، وهذه المواقف الأخيرة التي أعلنها جنبلاط في 14 شباط وعلى طاولة الحوار الوطني هي نفسها التي كررها في واشنطن، وهي مواقف تقترب من الموقف الأميركي، وتعكس قناعات فئات واسعة من الشعب اللبناني الذي يرغب بأن يرى بلده خارج أي سيطرة أو تحكم خارجي”. ورداً على سؤال حول رؤية الأميركيين لسبل معالجة الملفات اللبنانية العالقة في حال لم ينعقد مؤتمر الحوار، أكد الدبلوماسي الأميركي “أن الشرط الأهم لنجاح الحوار ومعالجة نقاط الخلاف هو التوافق على سيادة لبنان قبل أي شيء آخر وهذا لا يكفي وحده، اذ يجب أن تقر الدول المجاورة للبنان والمؤثرة فيه بهذه السيادة”. وأشار الى ان الولايات المتحدة ترى ان لبنان يتجه الى ان يحقق سيادته. وهل يرى ذلك قريبا؟ اجاب: قد لا يكون خلاص لبنان في المدى الزمني القريب. ولكنه يتجه نحو هذا الهدف وهناك “التزام دولي وفرنسي - اميركي بانتقال لبنان الى مرحلة جديدة خارج الوصاية السورية - الايرانية”.

 

حوار أم تفاوض؟

طوني فرنسيس - الخميس, 09 مارس, 2006 -البلد

 بين أفضل ما قيل في جلسات الحوار البرلماني ذلك التوصيف الذي قدمه وزير الثقافة طارق متري "الخبير التاريخي" في شؤون الحوار على مستوى لبنان والعالم. يقول متري: "الحوار هو عدم التهويل بالفروقات. كانوا يخلطون بين الحوار والتفاوض. أعتقد أن ما حصل في المجلس النيابي في الأسبوع الأخير ليس حواراً بل مفاوضات. لست أقلل من قيمة المفاوضات، فسياسة التفاوض مهمة لكن التفاوض ليس حواراً. في الحوار يكون المحاور مستعداً للمجازفة بأن يكون على خطأ وبأن يغير رأيه. من دون هاتين المجازفتين لا حوار حقيقياً. المفاوض لا صلاحية لديه ليغيّر رأيه أو يقرّ بأنه على خطأ. المفاوض ينطلق من حساب دقيق، أم غير دقيق أحياناً، لموازين القوى (...) ما حصل في المجلس النيابي كان تفاوضاً لأنه كان محكوماً بموازين القوى. لم يتضمن تحرراً بالقدر الكافي من موازين القوى. الحوار الحقيقي يتحرر من هذه الموازين، ولو نسبياً أو لفترة محددة بهدف أن يكون المتحاورون متساوين حتى لا يتعاطى أحد مع الآخر من منطلقات قوة، أي سواء لدي جمهور كبير في الشارع يهلل لما أقوله أم لا. الحوار الحقيقي يكون بين منظورين ولا يأخذ في الاعتبار الأنصار غير المنظورين وراء كل طرف. بينما في التفاوض يذكّر كل طرف الآخر بمقولة: ماذا تمثل؟ ومن هي الجهات التي فوضتك؟".

ما يقوله متري يختصر الى حد بعيد وفجّ واقع الحال، واستراحة الـ DEVOIRS DE VACANCES التي أخذها "المتحاورون" لا يبدو انها ستكون فرصة للمراجعة انطلاقاً من مصلحة وطنية عليا بقدر ما نشهد انها تحولت الى فرصة للتحريض السياسي والمذهبي والطائفي خصوصاً ضد وليد جنبلاط الذي لم يفعل سوى طرح وجهة نظره بصراحة. وعندما يعود "النجوم" الى كراسيهم يوم الاثنين علينا أن نسألهم هل هم يتحاورون أم يتفاوضون باسم مناطق وطوائف ومذاهب، فإذا كان الجواب ان ما يفعلونه هو حوار، عليهم أن يستجيبوا لرأي الغالبية الجالسة حول الطاولة المستديرة، وإذا كان الجواب انه تفاوض فلينتظروا تعديلاً في موازين قوى بين المحاور في امتداداتها الاقليمية والدولية من دون أن يدخلوا اللبنانيين شريكاً فيها.

 

من ينقذ الدولة من الانهيار؟

حسين قطيش -الخميس, 09 مارس, 2006 - البلد

  اذا فشلت محاولات اقالة أو استقالة الرئيس اميل لحود وبقي فخامته في سدة الرئاسة حتى 22 تشرين الثاني من العام 2007 أي بعد حوالى 20 شهراً، فماذا سيكون مصير الدولة والحكم والمؤسسات و... الناس؟

حالياً، وبعد مرور سنة وأربعة أشهر على "تمديد الولاية" ماذا حصل؟ لقد توقفت وتراجعت جميع الدوائر والمؤسسات بدءاً بالمؤسسات القضائية التي منها مجلس القضاء الأعلى والمجلس الدستوري وتشكيلات القضاة والشواغر وقضايا أخرى عديدة في هذا السلك، وانهار الضمان الاجتماعي، ويكاد تمثيلنا الدبلوماسي في الخارج يصبح فضيحة عالمية بعد العجز المكشوف عن اجراء التشكيلات اللازمة فيه وملء الشواغر وما أكثرها وخصوصاً في المراكز المهمة التي في طليعتها الأمم المتحدة. هذا بالاضافة الى الكثير الكثير من القضايا في مجالات الادارة والأمن وسواهما. حتى أن عملية التشريع في مجلس النواب تراجعت بعد أن أقدم رئيس الجمهورية على رد قوانين عدة لم يتمكن مجلس النواب من اعادة درسها واتخاذ القرار بشأنها الى الآن. ويمكن القول أن كل شيء مجمد ومعطل وينهار منذ حصول عملية التمديد للرئيس لحود و"الحبل على الجرار" كما يقول المثل. وهذا القول لا يعني الدعوة لاستقالة أو اقالة الرئيس لحود، كما لا يعني المطالبة باستمراره حتى انتهاء ولايته الممددة. ولذلك... فالأفضل الاتفاق قبل حصول الاستقالة أو الاقالة التي لا مجال لحصولها الا بعملية قيصرية محفوفة بكثير من المخاطر.

ولتلقف هذه الاستقالة وتأمين حصولها من المهم دعم المطالبة بقانون انتخاب جديد وصالح "لتمثيل شتى فئات الشعب" كما يقول الطائف، وعلى أساس النسبية التي يتحقق فيها تمثيل الجميع من دون استثناء ليصار الى اجراء انتخابات نيابية جديدة على أساسه حيث يكون المجلس النيابي الجديد هو الهيئة الصالحة لاستقبال استقالة الرئيس اميل لحود وانتخاب الرئيس الجديد للجمهورية. وقد قيل أن هذه العملية لا تحتاج الى أكثر من أربعة أشهر فقط، ويبدو الآن أن المخرج الوحيد للأزمة الراهنة يكمن في موافقة أطراف الحوار أو أكثريتهم على الأقل على هذا الحل خصوصاً وان قانون الانتخاب الجديد قد أصبح جاهزاً وان حصل بعض الخلاف حول بعض بنوده. ان الشعب اللبناني لم يعد يتحمل الصبر وهو لا يمكنه أن يبقى وسط هذا الضباب الكثيف، وعلى المتحاورين أن يتفقوا على قرار العودة الى هذا الشعب، طالما أنهم يحكمون باسمه، أو هكذا يدعون، بالاستناد الى 8 و14 آذار و14 شباط! ومن واجب هؤلاء المتحاورين أن يبتعدوا عن الشارع ويتوجهوا الى صناديق الاقتراع التي هي الأصدق والأفعل!

 

في وطن ”المقاومة” و”قوة الضعف” والانتفاضات الشعبيةلماذا الجيش اللبناني؟

الخميس, 09 مارس, 2006 -نوال نصر -البلد

طالما كانت تصعب، على أي لبناني، رؤية نفسه يقف أمام حاجز عسكري سوري، في انتظار أن يأذن له العنصر الغريب الواقف أمامه، بالمرور. وكم تصعب على العسكريين اللبنانيين، أهل البلد، رؤية أنفسهم يقفون تحت قرص الشمس “بلا عمل وطني”, بحجة أنهم إذا عملوا قد ينقسمون ثانية وثالثة ورابعة... مثلما انقسموا في سبعينات القرن الماضي. لهم عيد في الأول من آب. وعليهم يرمى الورد والفل في عيد الاستقلال. تعلمنا أن نحبهم. أن نحترمهم. لكننا لم نعتد أن نجدهم حين نعوزهم... . يقال لنا ان الجيش اللبناني، صنع الاستقلال ويصنع التحرير ويحفظ الوجود ويحافظ على البلد وناسه وعلى الحاضر والمستقبل... . لكن التجارب الكثيرة المرّة رسمت ألف علامة استفهام على هكذا مفاهيم بصمناها غيبا وافتقدناها واقعا. الاستقلال الجديد لم يصنعه سلاح الدولة. القرار 1559 أخرج السوريين. و”المقاومة” هي التي دحرت “العدو”... الجيش اللبناني، في رأي الكثيرين، عاجز سياسيا، عن الذهاب الى الشريط الحدودي في الجنوب للدفاع عن أهله واستعادة مزارع شبعا! الجيش اللبناني، بعد ثلاثين عاما على اندلاع الحرب اللبنانية التي شرذمته, وبعد نحو ستة عشر عاما على حلول السلام يستمر عاجزا عن حماية اللبنانيين! ما زال هذا الجيش اللبناني في حاجة الى “حماية”. وأهل الجنوب يستمرون في حماية غير الجيش اللبناني.

لماذا الجيش اذاً؟ أين تبدأ صلاحيات الجيش وأين تنتهي؟ لن ندخل في الكلام السياسي الكثير الذي صدر مرارا وتكرارا عن “أي جيش؟ لأي مهمة؟ ولأي كلفة؟”. ولن ندخل في متاهات الماضي القريب حول “مشاريع الدولة العسكرية”... لكننا نسأل عشية اعادة تركيب الوطن: الجيش اللبناني لماذا؟ ولمن؟ تحقيق يلقي الضوء. نقرأ في سجل الجيش اللبناني الذهبي، بقلم رئيس الجمهورية اللبنانية العماد إميل لحود في العيد الواحد والستين للجيش “عليكم يعتمد الوطن وأبناؤه، وعلى رفع سيوفكم ترتكز كرامة الحق”.

كلمات مختارة، جميلة، مذهبة... لكن هل يعتمد الوطن حقيقة على سيوف الجيش اللبناني؟

انقسام الجيش

أمضى اللواء المتقاعد سامي الخطيب عقودا في “العسكرية”. بدأ ملازما أول, ثم فصل الى الشعبة الثانية- مديرية المخابرات...عن دور الجيش وصلاحياته وحدود هذه الصلاحيات يقول:”الجيش رمز السيادة ورمز الوطن. لا بلد من دون جيش وطني، أقله كما يقول الفرنسيون: “لا بلد من دون بندقية وطنية شريفة”.

لا ينكر “اللواء” صحة مقولة “ان الجيش اللبناني لم يكن يوما في طليعة المدافعين عن الحرية والاستقلال” ويقول: “لم يشعر اللبنانيون أن الجيش اللبناني هو المنقذ الحقيقي، لكن رغم هذا فهم، مثل سائر شعوب الأرض، يحبون جيشهم ويطمئنون إلى وجوده. الجيوش الوطنية، في مختلف البلدان، تكون مسيسة، أما عندنا فيبعد الجيش، قدر المستطاع، عن السياسة. نحن لم نسيس الجيش لحمايته منها وحماية لبنان من انقسام الجيش... الحرب اللبنانية استعرت وأخذت أبعاداً خطيرة، بعدما انقسم الجيش، أما قبله فكانت مجرد مناوشات سخيفة”. يتذكّر سامي الخطيب جيدا ذاك الملازم أول أحمد الخطيب الذي كان أول من قسم الجيش آخذا معه ثلاثين عسكريا ودبابة وشاحنة وعصى بهم في منطقة الروضة، التي كان يطلق عليها تسمية الإسطبل. وسانده يومها خليل الوزير الملقب بأبو جهاد من “فتح”. وأسس ما سمي بــ “جيش لبنان العربي” الذي كان يطلق عليه “اللواء” اسم جيش لبنان الفتحاوي...” ويشرح الخطيب:”عرفت حركة “فتح” منذ البداية أنها لن تتمكن من مواصلة مشروعها في الكفاح المسلح إلا إذا استراحت في لبنان. وشلّ الجيش اللبناني القوي، الممسك بإحكام بالمخيمات الفلسطينية، سبيلها للخلاص من هذه القبضة”.

كان العسكر، أيام الرومان، من “أولاد العائلات”. وتطورت جيوش الأمم تدريجيا، بشكل مطرد، حتى أصبح الجيش في العصور الحديثة جيش كل الأمة، لا جيش الإقطاع السياسي أو المالي...هكذا يفترض, لكن القوات المسلحة رمز السيادة, استعملت لحماية القرار السياسي في البلاد ومساندة الحكام غير القادرين على حماية قراراتهم السياسية. الجيش هو مرآة الشعب وصورة عنه. فمثلما يكون الشعب يكون جيشه، وبالتالي حين يكون الوضع السياسي متماسكا، وفاقيا، يكون الجيش متماسكا، موحدا، ووحداته منضبطة، وطنية، غير مهتزة... الوضع السياسي له انعكاساته حكما على الجيش، “لكن القيادة الجيدة، في رأي الخطيب، قادرة على تحييد الجيش عن أزمات كثيرة”. اللواء عصام أبو جمرا، الذي عاش ثورة العام 1958 وكان يومها تلميذ ضابط، يتذكر، من جهته، مقولة طالما تردد مضمونها: “ان قوة لبنان في ضعفه”...

إذا صحت هذه المقولة فما هو لزوم وجود الجيش اللبناني القوي؟ السياسة تفسد الجيش

يعود أبو جمرا بالذاكرة الى بداية الحرب في لبنان، وتحديدا الى العام 1976 :”يومها طالب فريق لبناني بتوجيه بندقية الجيش الى إسرائيل، في حين رأى فريق لبناني آخر أن حرباً كهذه ستكون خاسرة. مع العلم أن الجيش اللبناني في حرب فلسطين، حين نشأت إسرائيل عام 1947، كان أكثر الجيوش قوة واستبسالا وكانت لديه امكانات افتقدتها الجيوش العربية الأخرى”. ما حدث في حرب فلسطين لم يتكرر في لبنان... “فالفلسطينيون توافدوا الى لبنان وقسموا الدولة وشلوا الجيش. ولم يكن، بالطبع، ممكنا استعمال الجيش بعد انقسام الدولة, فضاعت المؤسسة العسكرية”. طرح مرارا، على مدى العقود الماضية، استبدال الجيش الوطني بحرس وطني، بمعنى إنشاء وحدات تهتم بالأمن المحلي ولا تكون على عاتقها محاربة الخارج. ويقول أبو جمرا: “أثبت التاريخ أن الجيش لم يحرر البلاد من الإسرائيلي ولا من السوري ولا طبعا من الفلسطيني... ليس الجيش اللبناني هو الذي دحر المحتلين، وبالتالي ظنّ البعض أنه من السهل استبدال هذا الجيش بوحدات من الحرس الوطني، لكن الأفكار الافتراضية هذه لم تنف ضرورة الإبقاء على الجيش لمواجهة العدو.

ملزمة الدولة، إذا ارتأت تخفيض عديد الجيش اللبناني، أن تنشئ وحدات احتياط تتدخل عند الحاجة... وبالتالي يمكن تخفيض هذا العديد لكن لا يمكن إلغاء الجيش. بدليل ما يحدث في بعض أنحاء العالم، في أميركا وفرنسا وفي دول متحضرة أخرى، تكون لديها وحدات احتياط، تستدعيها عند الحاجة وتخضعها الى تدريب مشدد. الولايات المتحدة الأميركية قادرة بهذه الطريقة على رفع عديدها من 200 ألف عنصر الى مليون عنصر”.

هل كان هناك، في يوم ما، عدو واحد مشترك بين جميع اللبنانيين؟ يجيب أبو جمرا “واجه الجيش اللبناني بفعالية في البداية، الفلسطينيين الذين عبثوا بالأمن... حين يتفق السياسيون على عدو مشترك ينفذ الجيش واجبه ويكون فعالا”. ويروي أبو جمرا “قبل ثلاثة عقود تقريبا، في العام 1973، يوم هاجمنا المخيمات الفلسطينية وكدنا نستعيد صبرا وشاتيلا جرى تدخل سياسي... السياسة تفسد الجيش”.

الجيش اللبناني دفع، ولا يزال، فواتير سياسية. السياسة، على ما قال أبو جمرا، “ما زالت تمنعه اليوم من الذهاب، على سبيل المثال، الى الجنوب. سورية كانت تعرف أنه إذا تمت هذه الخطوة فلن تتمكن هي من التدخل، كما تفعل، وسيضطر حزب الله للعمل من خلال الجيش...” ويستطرد بالقول “لم تأمر السلطة السياسية، مراعاة للحزب، بذهاب الجيش الى الجنوب. فلا شيء، غير هذا، يمنع إرساله, وأن يحمي الأرض بالتالي من كل خرق بالطرق المناسبة: بالمراقبة والاعتراض بواسطة لجنة الهدنة أو الأمم المتحدة. وإذا حدث اعتداء يرد بالطرق المناسبة أيضا. أما إذا عادت ونشبت الحرب فلا شيء يمنع مجددا من إنشاء المقاومة”.

إذا كان هذا هو رأي اللواء أبو جمرا، حول دور الجيش “المفقود” في الجنوب, فما هو رأي اللواء سامي الخطيب أيضا في هذه النقطة؟

تحصين الأمن

يحاول الخطيب اعطاء تفسير, “ربما لأن الميليشيات في لبنان ستطالب حينها بنزع سلاح “الحزب”... وربما لأن من مصلحة سورية إبقاء شعلة مزارع شبعا موجودة من أجل الضغط على اسرائيل. ثمة وجهة نظر أيضا هنا، فإسرائيل تخرق جدار الصوت برا وبحرا وجوا, وهناك أسرى لبنانيون بعد في السجون الإسرائيلية. وبالتالي، يرى البعض ضرورة الاحتفاظ بالمقاومة بهدف الضغط على اسرائيل”.

تحليلات كثيرة وتفسيرات لا تنتهي تصدر من هنا ومن هناك، تعطي استسلام الجيش اللبناني للواقع المفروض، تبريرات ليست كلها في محلها... ولعلّ الحلقة الأضعف فيها هو هذا الجيش الذي نتغنى به في الحفلات والمناسبات ونلطمه بألف حجة وحجة، لنبقيه بعيدا عن “الظروف والمناخات السياسية” التي تبطل أساس وجوده! يتوزع الجيش اللبناني على كل الأراضي اللبنانية ويقول اللواء الخطيب: “ليست هناك منطقة في لبنان إلا وتضم لواء أو سرية. مهمة الجيش الأولى هي حماية الوطن والحدود والأمن القومي، أما قوى الأمن الداخلي فهي لتأمين الأمن اليومي. المهمات الأساسية للجيش هي الأمن القومي وحماية الحدود والمحافظة على المقدسات والتراث وعلى التاريخ والهوية... أما المهمات الثانوية فتقتصر على مؤازرة قوى الأمن الداخلي في الحفاظ على الأمن اليومي”.

أين هي مهام الجيش اللبناني اليوم من المهام الأساسية الموكلة أساسا إليه؟

يجيب الخطيب منطلقا من اعتبارات “بما أننا خارجون من حرب أهلية، وبعد تحرير الجنوب، نحن في حاجة الى تحصين أمننا الداخلي أولا، لهذا يقوم الجيش اللبناني بالمهمة الثانية... وبما أن هذه المهمة تلتقي مع مهمة قوى الأمن، التي على عاتقها مهمة الأمن الداخلي فما يقوم به الجيش اليوم هو مجرد مساندتها، لكن هذا لا يطبق بحذافيره. فالجيش اللبناني، الذي يقتصر عمله على المهام الثانوية، يتدخل في مسائل ثانوية ليست ضمن اختصاصه... فممنوع على الجيش أن يدخل الى البيوت، إلا بأمر من مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية، وهو يحاسب على هذا. لهذا يقسم ضباط الشعبة الثانية، الذين يتدخلون في شؤون المواطنين، اليمين كضابطة عدلية، يعني تقارير هؤلاء تصلح أن تكون قرارات ظنية وتأخذ بها المحاكم...”.

يقوم الجيش اللبناني بمهامه الأساسية “صوريا”، فهو، على ما قال اللواء الخطيب: “لا يريد أن يحتك بحزب الله الذي يرى، وفق حساباته، أنه قادر على تنفيذ المقاومة أفضل من الجيش. يعني، بكلام آخر، إذا أراد الجيش أن يحرر شبعا فلن يستطيع، لأن أهدافنا مكشوفة وميزان القوى بيننا وبين اسرائيل فاضح و”سنأكل قتلة”. في حين أن المقاومة تضرب وتعود مثل السمكة في المياه”.

إذا سلمنا جدلا أن التفسير الذي يعطيه الخطيب منطقي فما هو لزوم جيوش الدول؟ سؤال جوابه مثل... السمكة في المياه! يستعيد اللواء الخطيب في كلامه عن الجنوب وإسرائيل والجيش اللبناني والعرب, قصة عسكري اسمه طنسة,”خضع الى فحص ليترقى الى رتبة عريف، فسئل إذا كنت وراء المتراس وهاجمك العدو من الأمام ماذا تفعل فردّ “أفتح النار”. سئل وإذا أتاك العدو من اليمين؟ ردّ “أفتح النار”. وماذا لو أتى من الشمال؟ أجاب “أفتح النار”. وإذا أتى العدو من الخلف؟ فقال “يحرق... هالجيش, ليس فيه إلا طنسة”. هكذا لبنان والقضية الفلسطينية وإسرائيل... التي تقع مهمة مواجهتها على كل العرب وليس على لبنان وحده”.

العسكر يتبدلون من موقع الى موقع “لئلا يتبلدوا” أي يصابوا، على ما قال الخطيب بالبلادة “كما أنهم يتعرفون بهذا على معالم لبنان... الجيش اللبناني فقير. أيام الرئيس فؤاد شهاب كان العميد ريمون اده يقف في المجلس النيابي ويصرّ على عدم إعطاء المؤسسة العسكرية سلفات “لا تعطوا الجيش أموالا لئلا تأخذها الشعبة الثانية”. أعطي الجيش مالا “بالقطرات” وها هو العتاد قد أصبح بعد ثلاثين عاما باليا والمركبات “محرتقة”.

أي لبنان تريدون؟ أي جيش تريدون؟ جيش مقاتل؟ دولة قوية؟ الجيش اللبناني حسب الخطيب، هو الذي يحدد شكل الدولة، قوية أو ضعيفة. تحتاج الدولة الى أن تختار لزوم مؤسستها العسكرية...” ويبدو أن الآخرين اختاروا عنا لزوم مؤسستنا العسكرية. “لا يمكننا الاستغناء عن الجيش اللبناني”. يصرّ الخطيب, معتبرا أننا في حاجة اليوم الى ستين ألف عسكري على الأقل. “فماذا لو سئلنا أين آلتنا العسكرية التي ستنزع الأسلحة وتمنع الحالات الاعتراضية في المخيمات؟ سنضطر حينها مجددا الى استئجار جيش فهل يمكننا أن نتحمل مرة جديدة الأمن بالتراضي؟”. “الجيوش مكلفة وإذا كانت الحروب بالنسبة الى البعض متعة، فالشعوب الفقيرة لا يمكن أن تتمتع بها”... بهذا يختم اللواء سامي الخطيب كلامه مؤكدا أن لبنان الذي خصص العام الماضي، الجيش بنسبة 11 في المئة من الموازنة العامة، لا يمكن أن يتمتع بأي حروب قد ينوي خوض غمارها!”.

 السياسة تفسد الجيش

يعود أبو جمرا بالذاكرة الى بداية الحرب في لبنان، وتحديدا الى العام 1976 :”يومها طالب فريق لبناني بتوجيه بندقية الجيش الى إسرائيل، في حين رأى فريق لبناني آخر أن حرباً كهذه ستكون خاسرة. مع العلم أن الجيش اللبناني في حرب فلسطين، حين نشأت إسرائيل عام 1947، كان أكثر الجيوش قوة واستبسالا وكانت لديه امكانات افتقدتها الجيوش العربية الأخرى”. ما حدث في حرب فلسطين لم يتكرر في لبنان... “فالفلسطينيون توافدوا الى لبنان وقسموا الدولة وشلوا الجيش. ولم يكن، بالطبع، ممكنا استعمال الجيش بعد انقسام الدولة, فضاعت المؤسسة العسكرية”. طرح مرارا، على مدى العقود الماضية، استبدال الجيش الوطني بحرس وطني، بمعنى إنشاء وحدات تهتم بالأمن المحلي ولا تكون على عاتقها محاربة الخارج. ويقول أبو جمرا: “أثبت التاريخ أن الجيش لم يحرر البلاد من الإسرائيلي ولا من السوري ولا طبعا من الفلسطيني... ليس الجيش اللبناني هو الذي دحر المحتلين، وبالتالي ظنّ البعض أنه من السهل استبدال هذا الجيش بوحدات من الحرس الوطني، لكن الأفكار الافتراضية هذه لم تنف ضرورة الإبقاء على الجيش لمواجهة العدو.

ملزمة الدولة، إذا ارتأت تخفيض عديد الجيش اللبناني، أن تنشئ وحدات احتياط تتدخل عند الحاجة... وبالتالي يمكن تخفيض هذا العديد لكن لا يمكن إلغاء الجيش. بدليل ما يحدث في بعض أنحاء العالم، في أميركا وفرنسا وفي دول متحضرة أخرى، تكون لديها وحدات احتياط، تستدعيها عند الحاجة وتخضعها الى تدريب مشدد. الولايات المتحدة الأميركية قادرة بهذه الطريقة على رفع عديدها من 200 ألف عنصر الى مليون عنصر”. هل كان هناك، في يوم ما، عدو واحد مشترك بين جميع اللبنانيين؟ يجيب أبو جمرا “واجه الجيش اللبناني بفعالية في البداية، الفلسطينيين الذين عبثوا بالأمن... حين يتفق السياسيون على عدو مشترك ينفذ الجيش واجبه ويكون فعالا”.

ويروي أبو جمرا “قبل ثلاثة عقود تقريبا، في العام 1973، يوم هاجمنا المخيمات الفلسطينية وكدنا نستعيد صبرا وشاتيلا جرى تدخل سياسي... السياسة تفسد الجيش”. الجيش اللبناني دفع، ولا يزال، فواتير سياسية. السياسة، على ما قال أبو جمرا، “ما زالت تمنعه اليوم من الذهاب، على سبيل المثال، الى الجنوب. سورية كانت تعرف أنه إذا تمت هذه الخطوة فلن تتمكن هي من التدخل، كما تفعل، وسيضطر حزب الله للعمل من خلال الجيش...” ويستطرد بالقول “لم تأمر السلطة السياسية، مراعاة للحزب، بذهاب الجيش الى الجنوب. فلا شيء، غير هذا، يمنع إرساله, وأن يحمي الأرض بالتالي من كل خرق بالطرق المناسبة: بالمراقبة والاعتراض بواسطة لجنة الهدنة أو الأمم المتحدة. وإذا حدث اعتداء يرد بالطرق المناسبة أيضا. أما إذا عادت ونشبت الحرب فلا شيء يمنع مجددا من إنشاء المقاومة”. إذا كان هذا هو رأي اللواء أبو جمرا، حول دور الجيش “المفقود” في الجنوب, فما هو رأي اللواء سامي الخطيب أيضا في هذه النقطة؟

 تحصين الأمن

يحاول الخطيب اعطاء تفسير, “ربما لأن الميليشيات في لبنان ستطالب حينها بنزع سلاح “الحزب”... وربما لأن من مصلحة سورية إبقاء شعلة مزارع شبعا موجودة من أجل الضغط على اسرائيل. ثمة وجهة نظر أيضا هنا، فإسرائيل تخرق جدار الصوت برا وبحرا وجوا, وهناك أسرى لبنانيون بعد في السجون الإسرائيلية. وبالتالي، يرى البعض ضرورة الاحتفاظ بالمقاومة بهدف الضغط على اسرائيل”.

تحليلات كثيرة وتفسيرات لا تنتهي تصدر من هنا ومن هناك، تعطي استسلام الجيش اللبناني للواقع المفروض، تبريرات ليست كلها في محلها... ولعلّ الحلقة الأضعف فيها هو هذا الجيش الذي نتغنى به في الحفلات والمناسبات ونلطمه بألف حجة وحجة، لنبقيه بعيدا عن “الظروف والمناخات السياسية” التي تبطل أساس وجوده! يتوزع الجيش اللبناني على كل الأراضي اللبنانية ويقول اللواء الخطيب: “ليست هناك منطقة في لبنان إلا وتضم لواء أو سرية. مهمة الجيش الأولى هي حماية الوطن والحدود والأمن القومي، أما قوى الأمن الداخلي فهي لتأمين الأمن اليومي. المهمات الأساسية للجيش هي الأمن القومي وحماية الحدود والمحافظة على المقدسات والتراث وعلى التاريخ والهوية... أما المهمات الثانوية فتقتصر على مؤازرة قوى الأمن الداخلي في الحفاظ على الأمن اليومي”.

أين هي مهام الجيش اللبناني اليوم من المهام الأساسية الموكلة أساسا إليه؟

يجيب الخطيب منطلقا من اعتبارات “بما أننا خارجون من حرب أهلية، وبعد تحرير الجنوب، نحن في حاجة الى تحصين أمننا الداخلي أولا، لهذا يقوم الجيش اللبناني بالمهمة الثانية... وبما أن هذه المهمة تلتقي مع مهمة قوى الأمن، التي على عاتقها مهمة الأمن الداخلي فما يقوم به الجيش اليوم هو مجرد مساندتها، لكن هذا لا يطبق بحذافيره. فالجيش اللبناني، الذي يقتصر عمله على المهام الثانوية، يتدخل في مسائل ثانوية ليست ضمن اختصاصه... فممنوع على الجيش أن يدخل الى البيوت، إلا بأمر من مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية، وهو يحاسب على هذا. لهذا يقسم ضباط الشعبة الثانية، الذين يتدخلون في شؤون المواطنين، اليمين كضابطة عدلية، يعني تقارير هؤلاء تصلح أن تكون قرارات ظنية وتأخذ بها المحاكم...”.

يقوم الجيش اللبناني بمهامه الأساسية “صوريا”، فهو، على ما قال اللواء الخطيب: “لا يريد أن يحتك بحزب الله الذي يرى، وفق حساباته، أنه قادر على تنفيذ المقاومة أفضل من الجيش. يعني، بكلام آخر، إذا أراد الجيش أن يحرر شبعا فلن يستطيع، لأن أهدافنا مكشوفة وميزان القوى بيننا وبين اسرائيل فاضح و”سنأكل قتلة”. في حين أن المقاومة تضرب وتعود مثل السمكة في المياه”.

إذا سلمنا جدلا أن التفسير الذي يعطيه الخطيب منطقي فما هو لزوم جيوش الدول؟ سؤال جوابه مثل... السمكة في المياه!

يستعيد اللواء الخطيب في كلامه عن الجنوب وإسرائيل والجيش اللبناني والعرب, قصة عسكري اسمه طنسة,”خضع الى فحص ليترقى الى رتبة عريف، فسئل إذا كنت وراء المتراس وهاجمك العدو من الأمام ماذا تفعل فردّ “أفتح النار”. سئل وإذا أتاك العدو من اليمين؟ ردّ “أفتح النار”. وماذا لو أتى من الشمال؟ أجاب “أفتح النار”. وإذا أتى العدو من الخلف؟ فقال “يحرق... هالجيش, ليس فيه إلا طنسة”. هكذا لبنان والقضية الفلسطينية وإسرائيل... التي تقع مهمة مواجهتها على كل العرب وليس على لبنان وحده”.

العسكر يتبدلون من موقع الى موقع “لئلا يتبلدوا” أي يصابوا، على ما قال الخطيب بالبلادة “كما أنهم يتعرفون بهذا على معالم لبنان... الجيش اللبناني فقير. أيام الرئيس فؤاد شهاب كان العميد ريمون اده يقف في المجلس النيابي ويصرّ على عدم إعطاء المؤسسة العسكرية سلفات “لا تعطوا الجيش أموالا لئلا تأخذها الشعبة الثانية”. أعطي الجيش مالا “بالقطرات” وها هو العتاد قد أصبح بعد ثلاثين عاما باليا والمركبات “محرتقة”.

أي لبنان تريدون؟ أي جيش تريدون؟ جيش مقاتل؟ دولة قوية؟ الجيش اللبناني حسب الخطيب، هو الذي يحدد شكل الدولة، قوية أو ضعيفة. تحتاج الدولة الى أن تختار لزوم مؤسستها العسكرية...” ويبدو أن الآخرين اختاروا عنا لزوم مؤسستنا العسكرية.

“لا يمكننا الاستغناء عن الجيش اللبناني”. يصرّ الخطيب, معتبرا أننا في حاجة اليوم الى ستين ألف عسكري على الأقل. “فماذا لو سئلنا أين آلتنا العسكرية التي ستنزع الأسلحة وتمنع الحالات الاعتراضية في المخيمات؟ سنضطر حينها مجددا الى استئجار جيش فهل يمكننا أن نتحمل مرة جديدة الأمن بالتراضي؟”.

“الجيوش مكلفة وإذا كانت الحروب بالنسبة الى البعض متعة، فالشعوب الفقيرة لا يمكن أن تتمتع بها”... بهذا يختم اللواء سامي الخطيب كلامه مؤكدا أن لبنان الذي خصص العام الماضي، الجيش بنسبة 11 في المئة من الموازنة العامة، لا يمكن أن يتمتع بأي حروب قد ينوي خوض غمارها!”.

 

ثلاثة آلاف طالب في الحقوق (الحدث) ينتخبون 33 مندوباً الى مجلس الفرع

الخميس, 09 مارس, 2006 - صدى البلد

تجرى اليوم الانتخابات الطلابية في كلية الحقوق والعلوم السياسية والإدارية في الفرع الأول في مجمع الرئيس الشهيد رفيق الحريري في الحدث، ويتشكل مجلس الفرع من 33 مقعداً فيما يبلغ العدد الاجمالي للطلاب المسجلين في الكلية 3 آلاف طالب. وأقفلت بورصة الترشيحات قبل يوم واحد من العملية الانتخابية على 200 مرشح من مختلف القوى والتيارات السياسية الفاعلة في الكلية. وأفادت مصادر طلابية ان مساعي التوافق بين الأفرقاء كافة فشلت بعد اجتماعات عدة عقدها ممثلو الأحزاب والتيارات السياسية. وتتمتع حركة أمل بقاعدة شعبية واسعة في صفوف طلبة الكلية، وبرز هذا العام حضور لافت لقوى "14 آذار" الذي سيمهد لخريطة توزيع سياسية جديدة بعدما فازت الحركة لسنوات طويلة بغالبية مقاعد مجلس الفرع. الى ذلك حصد تحالف حزب الله والتيار الوطني الحر وتيار المردة والحزب الديمقراطي مقاعد مجلس فرع الطلاب الـ25 في انتخابات كلية العلوم الفرع الأول في الحدث التي أجريت امس الأول.

 

انتخابي طويل تعيشه كلية الآداب الفرع الثالث والنتائج الأولية

تظهر تقدماً لرابطة الطلاب المسلمين

الخميس, 09 مارس, 2006 -فادي طنّوس-البلد

عاشت كلية الآداب في الجامعة اللبنانية أمس، يوما انتخابيا عصيبا، لم يخل من المشاحنات، والعصبيات، والخلافات، وحتى المضايقات، يوما انتهى بتجمع الطلاب امام الجامعة وهم يرددون الشعارات المنددة بادارة الجامعة، وباتهامها بانها وقفت طرفا ولم تكن حكما.. فما حصل يوم أمس في انتخابات الكلية، عزاه الطلاب الى كون المدير ينتمي الى "خط سياسي"، مخالف لهم، ما جعله و"بأساليب غير مشروعة" بحسب تعبير الطلاب، أن يرجح كفة فريق على حساب آخر، رغم أن عمليات الفرز لدى الماكينات الانتخابية أظهرت غير ذلك. خاضت الانتخابات أربع فرق مختلفة، بعدما فشل الفريق الاقوى في الكلية والمسيطر على مجالس الطلاب في السنوات الخمس الأخيرة، المتمثل برابطة الطلاب المسلمين وحلفائها من التيارات الاسلامية، فشل في التحالف مع أحد فريقي 8 و14 آذار، او مع طلاب التيار الوطني الحر، رغم ان المؤشرات كانت تؤكد حتمية حصوله مع الفريق الأول، لكن اتصالات اللحظات الأخيرة حالت دون اتمامه، ما جعل التنافس محصوراً بين الطلاب المسلمين وحلفاء 14 آذار، في حين اكتفى الفريقان الآخران بالتحالف ضمنيا، لعدم تمكنهما من تشكيل لوائح مكتملة. بدأ اليوم الانتخابي بمنع إدارة الجامعة لطلاب 14 آذار من استعمال المكبرات الصوتية لإذاعة الأغاني الوطنية، كما منعتهم من رفع بعض الشعارات لإعتبارات تخص الجامعة.

كذلك فإن عملية الاقتراع شهدت الكثير من الخروقات التي تستطيع نسف العملية الانتخابية برمتها، بحيث أن المغلفات التي من المفترض أن تكون مساوية لعدد الناخبين الذين يحق لهم الاقتراع، لم تحص، كذلك فإن قسما كبيرا من الطلاب لم يوقع على لوائح الشطب لدى الاقتراع، ما يسمح بإمكانية أن يكون لكل ناخب أكثر من صوت، وهو ما حصل في انتخابات السنة الأولى بحيث وجد في الصندوق 502 مغلف، في حين أن عدد الناخبين الموقعين على اللوائح لم يبلغ نصف هذا الرقم.

اشكالية السنة الأولى، التي كانت نتائجها لمصلحة طلاب 14 آذار، اجبرت الإدارة على إعادة الفرز ما أوقف النتيجة، وسط اعتراضات لم تلق صداها. لكن النتيجة الأخرى اظهرت ما فجر الموقف أكثر، فأخرج جميع الطلاب من حرم الجامعة بمؤازرة من القوى الأمنية، وسمح لثلاثة طلاب فقط يمثلون التيارات المتنافسة، ان يحضروا عملية الفرز التي لم يتفق على أساسها ما صعب الامور وجعلها تصل الى حائط مسدود، فأخرج الصحافيون من القاعة، للإتفاق مع الطلاب، قبل أن يصار الى طردهم الى خارج حرم الجامعة، منعا من نقل ما حصل من سمسرات خلف الابواب الموصدة، بحسب تعبير أحد الطلاب.

وكانت النتائج الأولية للسنوات الأخرى قد أسفرت عن فوز لائحة "الوفاء والمسار" بكامل أعضائها. ففاز في السنة الثانية كل من: ربيع ابرو، أحمد أمون، رقية ملص، رشا طبال، فاطمة حسين ومنال عمر. وفي السنة الثالثة: دانيا المل، جميل يحيى، انتصار شموا، كاملة مطر، ورشا العين. وفي السنة الرابعة : رولا هزيم، ربيع حسون، محمود صيداوي، هلال سويد وايمان يحيى.

 

النائب حسن يعقوب: دخلنا مرحلة تكرار المواقف

الخميس, 09 مارس, 2006 - صدى البلد

رأى النائب حسن يعقوب ان "الحوار يلزمه اعادة توصيف ماهيته، حيث انه امر ممكن ان نسميه منعطف اساسي في تاريخ لبنان للجنوح به نحو الديمقراطية الحقيقية والتعاطي على المستوى الوطني الداخلي بعيدا عن اي تدخل خارجي واي وصاية واي موضوع آخر"، لافتا الى "الارادة الجامعة عند الذين اتوا وجلسوا الى طاولة الحوار حيث انهم ادركوا انه لا بد من النقاش والتفاهم والتحاور حول كل النقاط السجالية التي يتم استعراضها للولوج بالبلد الى مرحلة جديدة تنقذه من اثقال الامور التي هي محط خلاف او تباين". وقال، في حديث اذاعي "لا بد من ان يستأنف الحوار ولكن امكان الاستفادة تعود الى حجم التقدم الذي يمكن ان يحققه اي طرف على صعيد تفهم حجم التنازل او التقرب الذي ممكن ان يحصل بالنسبة الى وجهة النظر الاخرى الموجودة على طاولة الحوار". واعتبر ان "القرارات هي بحجم التسويات التي نسعى اليها من خلال هذا الحوار"، مشيرا الى ان "التطور الذي حصل هو بمثابة ايجابية كبيرة، فالاوراق كلها طرحت على الطاولة وكان الحوار تاليا صريحا ومعمقا ولا يتضمن اي مناورات". ولفت الى ان هذه القيادات حتى لو لم تعد الى مستشاريها هي بحاجة الى الوقت كي تستأنف حواراً بهذا العمق والاهمية، موضحا "اننا اصبحنا في مرحلة تكرار اعلان المواقف داخل قاعة الاجتماعات ولا بد من اخذ قسط من الراحة اذا كان هناك امكان من التقدم نحو التسويات".