المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم السبت 13/5/2006

ليسَ هُناكَ عملٌ فاشِلٌ لَكِنّ هُناكَ إنسَانَاً فَاشِلاً. (فولتير)

 

استشهاد أربعة عسكريين بتحطم مروحية تابعة للجيش فوق تلال نيحا- البقاع

وطنية - 12/5/2006 (أمن) استشهد اليوم ضابطان ورتيبان بسقوط مروحية تابعة للجيش، فيما كانت تقوم بمهمة تدريبية فوق تلال نيحا- البقاع. وصدر عن مديرية التوجيه في قيادة الجيش البيان الآتي: "بتاريخه، الساعة 10,25، فقد الاتصال بالطوافة العسكرية نوع "بل 205" خلال قيامها بمهمة تدريبية، وتبين أنها تعرضت لحادث جوي أدى إلى تحطمها فوق تلال نيحا - البقاع، مما نتج عنه استشهاد طاقم الطائرة المؤلف من: الملازم الطيار هادي صدقة، الملازم الطيار البير مسلم، المؤهل نزار عبيد والمعاون ريمون عزيز، وجميعهم من القوات الجوية. وشكلت لجنة فنية للتحقيق ومعرفة ظروف حصول الحادث".

وأفاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" في جرود نيحا أن المروحية أقلعت من قاعدة رياق الجوية في طلعة تدريبية فوق جرود نيحا- تمنين الفوقا، وقد طرأ عليها حادث أدى إلى اصطدامها بالجبل واحتراقها. ونظرا الى وعورة المكان، لم تستطع آليات الجيش الوصول، واستقدمت طوافات من مطار رياق الجوي. وبعد طلعات عديدة، عثر على حطام الطائرة وانتشلت جثث الشهداء الاربعة ونقلت الى قاعدة رياق في طوافة عسكرية. وفور تحطم الطائرة، حضرت الى المنطقة وحدات من الجيش وضربت طوقا أمنيا، كما حضرت عناصر من قوى الامن الداخلي تابعة لسرية بعلبك، وعلى رأسها آمر السرية المقدم مروان سليلاتي.

وسارعت سيارات الاسعاف التابعة للجيش والصليب الأحمر والدفاع المدني وسيارات إسعاف تابعة ل"الكشافة الاسلامية" في حركة "أمل"، كما هرع أهال على متن جرارات زراعية لمحاولة المساعدة. ويذكر أن والد الملازم الشهيد صدقة هو النقيب الطيار الشهيد جورج صدقة الذي سقطت مروحيته فوق البحر في 24 آذار 1988.

 

قيادة الجيش نعت طاقم الطوافة العسكرية ووزعت نبذة عن الشهداء

وطنية - 12/5/2006 (أمن) نعت قيادة الجيش - مديرية التوجيه طاقم الطوافة العسكرية التي تعرضت اليوم لحادث جوي فوق تلال نيحا- البقاع. وفي ما يلي نبذة عن حيان العسكريين الشهداء:

 * الملازم الطيار الشهيد هادي صدقة:

- من مواليد 22/8/1982.

- تطوع في الجيش بتاريخ 25/1/2001 بصفة تلميذ ضابط طيار.

- رقي لرتبة ملازم طيار اعتبار من 1/8/2003.

 - حائز على تهنئة العماد قائد الجيش عدة مرات.

- عازب. *الملازم الطيار الشهيد البير مسلم - من مواليد 15/8/1984 البيرة- الشوف, وسكان بلدة بياقوت-المتن.

- تطوع في الجيش يتاريخ 13/1/2004 بصفة تلميذ ضابط طيار.

- رقي لرتبة ملازم طيار اعتبار من 1/8/2005. - حائز على تهنئة العماد قائد الجيش. - عازب.

* المؤهل الشهيد نزار عبيد: - من مواليد 15/3/1965 القبة طرابلس وسكان بلدة كفردان - البقاع.

 - تطوع في الجيش يتاريخ 14/1/1985.

- حائز على عدة اوسمة وتنوية وتهنئة العماد قائد الجيش عدة مرات.

- متأهل وله ستة اولاد. * المعاون الشهيد ريمون عزيز: - من مواليد 27/6/1971- زحلة.

 - تطوع في الجيش بتاريخ 16/7/1990.

 - حائز على عدة اوسمة وتنويه وتهاني العماد قائد الجيش عدة مرات.

- متأهل وله ولد واحد.

 

العثور على رفات في وزارة الدفاع لملازم أول استشهد عام 1984

وطنية - 12/5/2006 (أمن) صدر عن مديرية التوجيه في قيادة الجيش البيان الآتي: "في إطار مهام اللجنة العسكرية المختصة المكلفة متابعة موضوع تحديد هوية الرفات الموجود في المدافن الخاصة بالعسكريين الشهداء في وزارة الدفاع الوطني, تم تحديد رفات الشهيد الملازم الاول غسان رمان الذي استشهد عام 1984, وذلك بعد إجراء الفحوص المخبرية للحمض النووي (دي أن اي).

وستقام الساعة 9,00 من صباح يوم غد, امام مبنى المستشفى العسكري المركزي - بدارو مراسم التكريم اللازمة للشهيد في حضور وفد عسكري من قيادة الجيش برئاسة العميد الركن حسين حجار نائب رئيس الاركان للعديد ممثلا قائد الجيش العماد ميشال سليمان، ثم يسلم الرفات الى ذوي الشهيد, لينقل الى مسقط رأسه في بلدة دده- الكورة. وفي ما يلي نبذة عن حياة الشهيد:

- من مواليد 25/12/1958 - القبة قضاء طرابلس. - تطوع في الجيش بتاريخ 22/9/1980 بصفة تلميذ ضابط. - رقي الى رتبة ملازم اعتبارا من 6/5/1983 وتدرج في الترقية حتى رتبة ملازم أول اعتبارا من 14/2/1984. - حائز وسامي حرب ووسام جرحى وتنويه العماد قائد الجيش عدة مرات. - عازب. - تقام الصلاة على راحة نفسه بتاريخ 13/5/2006 الساعة 11,00 في كنيسة دير مار يقوب- دده الكورة وتقبل التعازي بعد الدفن امام الكنيسة المذكورة".

 

قلق خليجي من التنسيق السوري - الإيراني

 دمشق ¯ »آكي«: اعرب مصدر ديبلوماسي خليجي رفيع المستوى في دمشق عن قلق دول مجلس التعاون من التنسيق الايراني ¯ السوري حيال قضايا المنطقة. ونقلت وكالة »آكي« الايطالية للانباء عن المصدر قوله تعليقا على جولة وزير الخارجية السوري وليد المعلم الخليجية ان »دول مجلس التعاون كانت تأمل ان يكون التوجه السوري نحو الدول العربية وليس نحو ايران«. وكان المعلم كشف انه يحمل »تطمينات ايرانية« الى دول الخليج العربية حول ما سماها »الطبيعة السلمية« للبرنامج النووي الايراني. وقال المعلم الذي بدأ جولته الخليجية من الكويت انه بحث مع وزير الخارجية الشيخ الدكتور محمد الصباح للموضوع بكل ابعاده, مشيرا الى انه سيطلع قادة الخليج على ما لدى دمشق من تطمينات ايرانية تلقتها من عدد من المسؤولين الايرانيين الذين زاروها في الاونة الاخيرة حول الطبيعة السلمية للبرنامج النووي الايراني والتزام طهران بتفتيش منشآتها النووية من قبل وكالة الطاقة الذرية.

 

دعم دولي لوجستي لانتشار الجيش جنوباً

 بولتون: سنجبر سورية على الاعتراف بسيادة واستقلال لبنان

 نيويورك-أ.ف.ب: اعلن السفير الاميركي في الامم المتحدة جون بولتون ان على سورية »التخلي عن موقفها الرافض الاعتراف بلبنان كبلد مستقل«, وذلك عبر تبادل العلاقات الديبلوماسية وترسيم الحدود بين البلدين . وجاء كلام بولتون للصحافيين تعليقا على مشروع قرار قدمته الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا الى مجلس الأمن الدولي, يطلب من سورية »اقامة علاقات ديبلوماسية مع لبنان (...) وترسيم حدودها معه«.

وقال ان مشروع القرار يحوي عناصر عدة لكن »تلك المتصلة بالحدود والعلاقات الديبلوماسية اساسية لاجبار سورية على التخلي عن موقفها الرافض الاعتراف بان لبنان بلد مستقل«. واوضح بولتون ان »رفض الاعتراف ببلد اخر, ورفض (بلد معين) ترسيم حدوده مع بلد مجاور (...) هو طريقة للقول ان لبنان بلد غير مستقل , وفي رأينا ان هذا ما تفعله سورية«. واعلن السفير الاميركي ان مشروع القرار الذي امل في صدوره الاسبوع الجاري يهدف الى ضمان »التطبيق الكاملة للقرار 1559 لتأكيد سيادة واستقلال لبنان ووحدة اراضيه«. ويدعو مشروع القرار الجديد »كل الدول والاطراف المعنيين« إلى »التعاون الكامل مع الحكومة اللبنانية ومجلس الأمن« من اجل التطبيق الكامل لما نص عليه القرار 1559 , وخصوصا نزع سلاح الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية وبسط سلطة الحكومة على كل الاراضي اللبنانية.

وقال دبلوماسيون غربيون ان عبارة »كل الدول والاطراف المعنيين« تعني خصوصا ايران التي تدعم حزب الله الشيعي اللبناني.

كما يدعو المشروع »الحكومة السورية الى التجاوب مع طلب الحكومة اللبنانية بترسيم الحدود المشتركة بين بلدين وخصوصا في المنطقة حيث هي ملتبسة او متنازع عليها, والى اقامة علاقات ديبلوماسية رسمية«.

ويعتبر المشروع ان هذه الاجراءات »ستشكل خطوة اساسية نحو تأكيد سيادة واستقلال لبنان ووحدة اراضيه , وستحسن العلاقات بين البلدين مع المساهمة ايجابا في استقرار المنطقة«. كذلك, يدعو المشروع دمشق الى »اتخاذ تدابير للحؤول دون تهريب السلاح الى الاراضي اللبنانية«. ومن جهته اعتبر السفير الفرنسي في الامم المتحدة جان مارك دولا سابليير ان هذا المشروع »لا يدور في فلك القرار 1559 فحسب بل ايضا في فلك التقرير الاخير للامين العام للأمم المتحدة كوفي عنان ولتصريحات رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة حين جاء الى هنا ولاتفاق الطائف«. ودعا السنيورة في 21 ابريل امام مجلس الامن سورية الى اقامة علاقات ديبلوماسية رسمية مع لبنان وترسيم الحدود المشتركة معه.

من جانب أخر كشفت القائد العام لقوات الطوارئ الدولية في جنوب لبنان »يونيفيل« الجنرال الان روبير بيللغريني أمس عن مشروع قدمته قوات الطوارئ الى لبنان بتقديم الدعم للسلطة اللبنانية اذا ما ارادت تعزيز انتشارها في قرية الناقورة ومحيطها او في غيرها من المناطق الحدودية مع اسرائيل. وتتواجد القوات التي تتركز قيادتها في قرية الناقورة المحاذية للحدود اللبنانية مع اسرائيل منذ عام .1978

وتنتشر قوات امنية لبنانية بشكل محدود على الشريط المحاذي لاسرائيل, لكن الامم المتحدة تحض لبنان على زيادة قوات الامن والجيش في المنطقة القريبة من الحدود الاسرائيلية. وقال الجنرال بيللغريني ان القوات الدولية لم تتلق اجابة على اقتراحها حتى الآن من الجانب اللبناني, واضاف »باستطاعتنا تقديم العون لهم اذا ما قرروا فعل ذلك, نحن مازلنا ننتظر قرارهم«. وذكر بيللغريني العائد من نيويورك اخيرا ان مهمته هناك »لم تكن ذات اي طبيعة خاصة« , ووصفها ب¯ »المهمة الروتينية , وهي جاءت في اطار الاجتماعات الدورية التي تنعقد في مقر عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة«.

 

دعت إلى موقف حازم في مواجهة خطط نصرالله - لحود

 مصادر دفاعية بريطانية تحذر من مخاطر  ضم مقاتلي "حزب الله" إلى الجيش اللبناني

 لندن-كتب حميد غريافي:السياسة 13/5/2006

لفتت مصادر دفاعية بريطانية من مستوى رفيع في لندن امس نظر الحكومة اللبنانية إلى »محاولات حزب الله وحلفاء سورية في لبنان وعلى رأسهم رئيس البلاد اميل لحود القائد الأعلى للقوات المسلحة بموجب الدستور, لتهشيم صورة المؤسسة العسكرية اللبنانية« . وقالت المصادر ل¯ »السياسة« ان بريطانيا وفرنسا وبعض الدول الأوروبية الأخرى والولايات المتحدة نفسها , »تكن احتراماً خاصا للجيش اللبناني استنادا إلى ثقافة ضباطه العسكرية والسياسية الذين يأتون الينا في دورات تدريبية, ومعظمهم يتخرج من معاهدنا العسكرية بامتيازات ملموسة على معظم ضباط دول العالم الثالث الذين نضطلع بتدريب ضباطها منذ عشرات السنين«.

ونبهت المصادر البريطانية »المسؤولين اللبنانيين العاملين منذ خروج الجيش السوري من لبنان قبل اكثر من عام على اقامة دولة ديمقراطية حرة يحميها جيش قوي, الى الحملات الدعائية العلنية والسرية التي يشنها (حزب الله) وحلفاء سورية في لبنان على المؤسسة العسكرية عندما يطالبون بما يطلقون عليه اسم »منظومة دفاعية« مشتركة من عناصر حزب الله والجيش اللبناني إذ يحاولون صراحة الايحاء بان هذا الجيش غير قادر على حماية اراضيه وبالتالي فهو بحاجة إلى جيش ميليشياوي مرادف لسد عجزه, وهذا أمر غير صحيح حسب معرفتنا عن كثب للمؤهلات القتالية والفكرية والثقافية التي يتحلى بها هذا الجيش«.

وذكرت المصادر الدفاعية البريطانية ل¯ »السياسة« انها »أصيبت بالذهول« قبل اسابيع معدودة من حديث الرئيس اللبناني الذي كان هو نفسه قائدا لهذا الجيش ذكر فيه علنا على شاشات التلفزة ان الجيش اللبناني »غير قادر لوحده« على الاضطلاع بمهمة حماية حدوده مع الدولتين المجاورتين له (سورية واسرائيل) وانه بحاجة إلى قوة اخرى مثل »المقاومة اللبنانية« »لمساعدته في مواجهة الاعتداءات الاسرائيلية«, وهو حديث مذهل لصدوره عن رئيس دولة ما, يجب ان يحافظ على سمعة جيشه حتى ولو كان ضعيفاً.

وقالت المصادر »انه لا ينقص الجيش اللبناني سوى المعدات الحديثة المتطورة كي يتحول الى أحد افضل جيوش المنطقة خبرة وتخطيطاً, فان وجود ما بين 30 و 40 في المئة من عدد ضباطه وعناصره من المقاتلين السابقين التابعين للاحزاب التي تناحرت خلال حرب طاحنة كانت الأطول في تاريخ المنطقة الحديث , يكسب هذا الجيش خبرة اضافية خصوصا في قتال الشوارع والعصابات التي خاضها هؤلاء , وهو أمر نادر في الجيوش الاخرى في الشرق الأوسط , بينما من تبقى من غالبية ضباطه وعناصره الاساسيين هم اكثر تدريبا قتاليا وثقافة عسكرية من اي جيش آخر في تلك المنطقة«.

ودعت المصادر العسكرية البريطانية الحكومة اللبنانية إلى »حماية سمعة جيشها التي باتت معرضة كثيرا للتجريح امام حملات التشكيك التي يطلقها »حزب الله« وحلفاء سورية في لبنان بقدرته الحقيقية التي نعرف انها اكبر بكثير من الشائعات والتهجمات المغرضة عليه , خصوصا عندما سيخوض مؤتمر الحوار الوطني الاسبوع المقبل في قضية سلاح حزب الله وميليشياه , اذ سيلجأ حسن نصر الله وحليفه نبيه بري ورفاقهما داخل المؤتمر إلى التركيز على ضعف هذا الجيش اللبناني أمام فاعلية الميليشيات الشيعية في محاولة مستميتة لدمج هذه الاخيرة بالمؤسسة العسكرية اللبنانية أو لايجاد اطار مستقل لها قرب الجيش اللبناني كند له يعتنق عقيدة ايرانية-سورية بعيدة كل البعد , بل متناقضة تماما , مع عقيدة الجيش الوطني الذي اثبت في ظروف قاهرة انه جدير بالاحترام والتقدير والدعم المستمر«. واخذت المصادر الدفاعية البريطانية على قيادة الجيش اللبناني »عدم تصديها لحملات التشويه والتشكيك بجيشها والتزامها الصمت المشبوه حيال نعته المستمر بالضعف وعدم القدرة على حماية ارضه وحدوده, وهذه ظاهرة غريبة لا نستطيع كعسكريين فهمها , داعية هذه القيادة الى اتخاذ مواقف حازمة وقوية تتناسب وحقيقة امكانيات الجيش اللبناني في المهمة تجاه اي جهة, ومهما كانت , تتعرض لمؤسستها بهذين التشويه والتشكيك المقصودين«.

 

صلوخ يتسلم أوراق اعتماد زكي ممثلا لمنظمة التحرير في لبنان

 بيروت ¯ »السياسة«:13/5/2006

تسلم وزير الخارجية والمغتربين فوزي صلوخ امس من ممثل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان عباس زكي نسخة عن اوراق اعتماده كممثل للمنظمة في لبنان.واكد زكي الجهوزية الكاملة لمناقشة واستكمال القضايا المتعلقة بالحوار الفلسطيني اللبناني. الى ذلك اعتبر امين سر حركة "فتح" في لبنان سلطان ابو العينين ان السلاح الفلسطيني في المخيمات مرتبط عضويا ومصيريا وسياسيا بالوجود القسري للاجئين.

وقال ان من يظن نفسه قادرا على مس سلاحنا الفردي الفلسطيني هو واهم ومريض, مؤكدا على خيار القوة والمقاومة لان العالم اليوم لا يحترم الا القوي.  من جهة ثانية تسلم رئيس الجمهورية اميل لحود رسالة خطية من رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس, نقلها اليه ممثل اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية في لبنان عباس زكي الذي استقبله الرئيس لحود في قصر بعبدا. واكد عباس في رسالته, انه كلف زكي تمثيل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان, وتشكيل لجنة عليا فلسطينية على الساحة اللبنانية وقيادة الحوار الفلسطيني مع الحكومة وافتتاح الممثلية الرسمية لفلسطين في بيروت.  واعرب الرئيس عباس في رسالته عن امله في ان يلقى زكي الدعم اللازم "لتطوير العلاقات الفلسطينية مع لبنان الذي نكن له كل المحبة والتقدير, والذي اسهم شعبه في دعم قضيتنا الفلسطينية عبر تضحيات ابنائه ومن خلال ما وفرته بيروت العزيزة من نافذة لفلسطين على العالم".

 

النائب الحريري استقبل موفد الرئيس السوداني والسفير الاميركي

وطنية - 12/5/2006 (سياسة) استقبل رئيس كتلة "المستقبل" النيابية النائب سعد الحريري مساء اليوم في قريطم، الموفد الخاص للرئيس السوداني مصطفى عثمان إسماعيل الذي أوضح على الاثر، "ان اللقاء تطرق إلى الأوضاع في المنطقة ومسيرة الحوار اللبناني - اللبناني وكذلك العلاقات السورية -اللبنانية".

وقال: "استمعت إلى تقييم من النائب الحريري حول الأفكار الواردة في إطار هذا الحوار وحول رؤيته للعلاقات السورية - اللبنانية. لقد جئت من دمشق وحملت معي أفكارا طرحتها على المسؤولين هنا، وكذلك على الفاعليات السياسية. وسأعود إلى دمشق مساء اليوم، ونأمل من هذا التحرك أن يؤدي إلى استقرار العلاقات السورية - اللبنانية، وأن يكون هذا الاستقرار مبنيا على الاحترام المتبادل وعلى علاقات متميزة، إضافة إلى معالجة القضايا التي وردت في الحوار اللبناني - اللبناني في ما يتعلق بالعلاقات السورية - اللبنانية". أضاف: "كان النائب الحريري واضحا جدا في شأن رؤيته لكيفية السير في هذا الملف، واعتقد أن الصورة أصبحت واضحة الآن أمامنا حول كيفية تحركنا إلى الأمام". ثم استقبل النائب الحريري سفير الولايات المتحدة الأميركية جيفري فيلتمان، وعرض معه المستجدات الإقليمية و الدولية.

 

النائب العماد عون استقبل الموفد السوداني وتسلم ورقة بمطالب نقابية

وطنية - 12/5/2006 (سياسة) استقبل النائب العماد ميشال عون في دارته في الرابية صباح اليوم, الموفد الخاص للرئيس السوداني مصطفى عثمان اسماعيل الذي قال بعد اللقاء: "هذه زيارتي الثالثة الى لبنان، وزيارتي الثانية للعماد عون، والتحرك يأتي بطلب من الرئيس السوداني عمر البشير رئيس القمة العربية الحالية. فالاوضاع في المنطقة تشهد توترا على الساحة الفلسطينية, والساحة العراقية, والساحة اللبنانية, واللبنانية السورية.

ويجري الرئيس البشير اتصالات مع القادة والرؤساءالعرب, ويحرص على محاصرة هذه التوترات وان يكون الدور عربيا ويمنع التدخلات الاجنبية". اضاف: "لدى العماد ميشال عون خبرة، وقاد لبنان في فترة عصيبة، وايضا عارض في ظروف خاصة، فتراكمت لديه مجموعة من الخبرات، ستكون مفيدة للمشكلات التي تعيشها المنطقة. وتأتي زيارتي الى لبنان بعد ان التقيت في دمشق الرئيس بشار الاسد, ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل، وامين سر منظمة التحرير الفلسطينية فاروق القدومي، واللقاء في سوريا تطرق الى ملف العلاقات اللبنانية- السورية".

وتابع: " لقد وصلت الى لبنان بالامس, والتقيت رئيس الجمهورية العماد اميل لحود, والامين العام ل "حزب الله" السيد حسن نصرالله, ومفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني, واليوم اواصل لقاءاتي مع المسؤولين اللبنانيين. وان اللقاء مع العماد عون تطرق اولا الى مسيرة الحوار اللبناني اللبناني، من المعروف انها بدأت ودخلت الان في مناقشة قضايا هي الاكثر تعقيدا, ونحن من جانبنا, كدول عربية نبارك مثل هذه المسيرة وجاهزون لخيارات وبدائل في حال توقف الحوار حتى لا يحدث فراغا يتأذى منه لبنان".

واشار الى "ان العماد عون اكد ان الحوار يجب ان يستمر, وهو سيشارك شخصيا في جلسات الحوار المقبلة. وانه يتوقع من الحوار اللبناني ان يعالج المشكلات رغم صعوبتها وتعقيداتها. ونحن كذلك نسعى اليه ونريد ان ينجح الحوار ونضع في الاعتبار هذه الرؤية التي يتبناها العماد عون".

وقال: "تطرقنا ايضا للعلاقات اللبنانية السورية. والعماد عون يؤمن بعلاقة متميزة بين سوريا ولبنان قائمة على الاخوة والاحترام المتبادل بين دولتين تربطهم علاقة خاصة. ونحن كدول عربية نحرص ان تكون العلاقة جيدة بين لبنان وسوريا، تقوم على اسس واضحة وثابتة وتبادل مصالح واحترام متبادل, ونحرص جدا على ازالة العقبات".

اضاف: "من خلال هذه الزيارة, والتنقل بين دمشق وبيروت, نريد ازالة العقبات التي تقف في وجه بناء الثقة بين البلدين. من المهم بناء الثقة بين البلدين بالتدريج, ومنها تبادل الزيارات, ونحاول ان تستأنف العلاقات بين البلدين, وان تناقش كل القضايا على طاولة البحث ليصل لبنان وسوريا الى فهم مشترك".

وقال: "العماد عون يتفق معنا تماما, ليستمر هذا الجهد, وأنه لا بد من تهدئة اعلامية وسياسية حتى تنجح اللقاءات التي نحرص على ترتيبها". الاسد وسيادة لبنان

سئل: هل لمستم من الرئيس الاسد عدم الاعتراف بسيادة لبنان؟ اجاب: "الرئيس الاسد كان واضحا جدا, فقد ذكر لي بالحرف الواحد, ان لبنان القوي هو قوة لسوريا, ولبنان الضعيف هو ضعف لسوريا". اضاف: "لبنان قوي ومستقر وتقوم بينه وبين سوريا علاقات مشتركة دون تدخل في الشؤون الداخلية للغير الا في اطار المؤسسات القائمة بين البلدين".

واوضح "علينا لكي ننطلق ان نهيء الاجواء, فالرئيس بشار ليس لديه اي مشكلة في عملية تمثيل ديبلوماسي ويصر انه حريص عليها. حتى قضية مزارع شبعا فأن وزير خارجيته فاروق الشرع اعلن ان المزارع لبنانية. وقد قاموا بخطوات وهم على استعداد ان يسيروا في هذا الاتجاه".

سئل: ماذا ينتظرون من اللبنانيين اذا؟ اجاب: "يمكن ان نقول ماذا ينتظر اللبنانيون منهم؟ السوريون ليسوا في طريق توتير الاجواء بين دمشق ولبنان.

ويريدون مثل هذا التعامل من لبنان. الخطوة يجب ان تأتي الان من لبنان". زيارة السنيورة سئل: هل الزيارة المرتقبة من قبل الرئيس السنيورة تأتي في خانة المجلس الاعلى اللبناني- السوري؟ اجاب: "الحرص على المؤسسات لا يمنع زيارات المسؤولين. والمطلوب تنشيط المؤسسات, وهذا يكون مقدمة لزيارة رئيس الوزراء. نحن نريد ان تكون حركة متواصلة بين بيروت ودمشق". المبادرة

سئل: اللبنانيون في حالة ترقب خصوصا وان هناك قرارا سيصدر عن مجلس الامن وتقرير برامرتس؟ الى اي مدى يتعلق نجاح مبادرتكم بموضوع الترقب؟ اجاب: "التهدئة مطلوبة من الطرفين. والاعلام حر.

ولكن على الاقل على مستوى الوزيرين والوزراء, نريد قدرا مقبولا من المسؤولية في التصاريح, حتى عندما يلتقون يصبح بامكانهم اللقاء في جو طيب. ونحن لا نتدخل في شؤون الاعلام. ومبادرتنا منذ البداية قائمة على فصل التحقيق عن العلاقات اللبنانية- السورية والحوار اللبناني اللبناني. وارجو الا يربط احدهم العلاقات بين البلدين بملف التحقيق, لان ملف التحقيق قد يأخذ وقتا, فلا نريد ربط العلاقات بمدى التحقيق".

سئل: بعض اللبنانيين يرون ان اللجنة الامنية اللبنانية السورية تضر بالمصالح اللبنانية؟ اجاب: "هذا يمكن ان يطرح للنقاش. نحن نحتاج الى بناء الثقة, ويمكن ان يتم تدريجيا".

سئل: لقد كانت علاقات متوترة بين اللبنانيين في قمة الخرطوم, هل لمست ان التوتر لا يزال قائما اليوم في زيارتك الى لبنان؟ اجاب: "هذا جزء من سعي, الا يكون التوتر بين اللبنانيين, فالدستور يحدد واجبات كل مسؤول, فالرئيس السنيورة اكد انه ملتزم بالدستور, انا اشهد ان هناك تحسنا في العلاقات بين المسؤولين اللبنانيين يجعلني اشعر بقدر من التفاؤل, وان هذا التوتر في طريقه الى الحل. انا متفائل لان الازمة لا تأخذ صبغة طائفية كما يجري في بلدان اخرى.

وان هناك اصطفافا سياسيا, فمثلا التيار الوطني الحر لديه علاقة مع "حزب الله" ومع احزاب اخرى". اضاف: "هذا يعني ان القضية ستعالج ضمن الحوار السياسي. هذه ايجابية، والايجابية الثانية ان هناك حوارا لبنانيا لبنانيا دون دخول طرف ثالث. والايجابية الثالثة هي الالتزام بالدستور اللبناني وبالديموقراطية, بخاصة اننا نقف على مسافة واحدة من كل القوى السياسية, وما يهمنا هو ان يبقى لبنان تفاحة ومأوى للعرب وللبنانيين".

سئل: هل مبادرتكم هي سودانية فقط او عربية من خلالكم؟ اجاب: "نحن على اتصال بشكل يومي مع امين عام جامعة الدول العربية, وقبل التحرك من الخرطوم، وعند عودتي ستكون الدول العربية في الصورة من هذا التحرك".

كما استقبل النائب عون نقابات كهرباء لبنان، المصلحة الوطنية لنهر الليطاني، كهرباء قاديشا وكهرباء الجنوب حيث تحدث باسم النقابات رئيسها ورئيس النقابات العمالية المستقلة والمؤسسات العامة شربل صالح طارحا الورقة المطلبية الاتية:

1- رفض قانون الخصخصة لما يلحقه من ضرر على الوطن والمواطن.

2- عدم المس بالحقوق المكتسبة للعمال والمستخدمين في موازنة العام 2006.

 3- رفض بنود الورقة الاصلاحية التي تمس حقوق العمال والمستخدمين والشعب اللبناني.

 4- تثبيت الموقتين في كهرباء لبنان وقاديشا.

 5- الاقدمية: لتسوية وضع المستخدمين القدامى بالنسبة للمستخدمين الجدد الذين يباشرون العمل في ظل السلسلة الجديدة.

6- دفع فروقات سلسلة الرتب والرواتب عن الاعوام 96 -97 - 98 لانها حق مكتسب للعمال والمستخدمين.

7- تصحيح الخلل الحاصل في سلسلة الرتب والرواتب ما بين الفئات الثالثة وما فوق والفئات الرابعة وما دون، بحيث يعاد التوازن بين هذه الفئات كما كانت في السلاسل السابقة ومنذ انشاء المؤسسة.

 8- اعطاء الاربع درجات لجميع المستخدمين والعمال في اساس الراتب الواردة في سلاسل الرتب والرواتب العائدة للكهرباء وليس لفئة واحدة، وذلك انطلاقا من مبدأ العدالة والمساواة. ورفض صالح ما قاله الوزير جهاد ازعور عن "ان خصخصة الكهرباء ستمنع زيادة الرسوم على المواطن في الورقة الاصلاحية"، قائلا "ان الخصخصة ستزيد من كلفة الكهرباء على المواطن وتزيد فاتورته". وأعلن "ان النقابات سوف تأخذ مواقف قريبا، وسوف تكون حازمة وتدعو الى اضراب قريب.

فالوزير ازعور يعرف اين المشكلة الحقيقية في الكهرباء وهي عدم استيفاء الجبايات, فأي عملية خصخصة سيبقى الهدر فيها وبخاصة في المخيمات والمؤسسات والكثير من الذين لا يدفعون متوجباتهم".

واخيرا التقى النائب عون النائب السابق نجاح واكيم يرافقه الاستاذ ابراهيم الحلبي وقال واكيم: "كان اللقاء حول الامور الراهنة، خاصة الامر الضاغط وهو الوضع الاقتصادي والاجتماعي والمخاطر التي تحملها ما تسمى بالورقة الاصلاحية، او حقيقة التدهور الواقع في البلد والذي يتفاقم معه الفساد. فيجب ان يخجل المسؤولون من المرحلة الماضية ومن الفساد، فالكل يتكلم عن السرقات ولكن ليس من مسؤول عن السرقات". اضاف: "اما استمرار هذا الفريق بهذا النفس مع تردي الاوضاع سيوصل حتما الى زيادة افقار الناس, وسيرافق ازدياد الازمة التهور السياسي والدجل السياسي, فالطريقة التي تتصرف بها الحكومة تزيد التشنج بدل وضع الاصبع على الوجع. ويغطون اعمالهم بزيادة التشنج الطائفي في البلد بحيث هم يدفعون باتجاه فتنة. ونلاحظ ان هذه المجموعة تمارس شيئا من التكفير, فكل من يخالفها الرأي ويسألها تبادله بالتهم والاتهامات, نحن لا نريد ان ندخل في سجال معهم ولكن البلد في وضع خطير. واوضح ان البلد وضع البلد لن ينتظر بعد 3 سنوات لانتخاب مجلس نواب جديد".

سئل: انتم تطالبون بقانون انتخاب جديد؟ اجاب: "لا شك لبنان لم يعد يستطيع التعايش مع واقع النظام على هذا النحو".

سئل: هل هذه الحكومة هي التي ستقوم بانتخابات جديدة؟ اجاب: "من المستحيل ان تقر هذه الحكومة قانون الانتخابات الجديد، ومستحيل ان تؤتمن على اشراف انتخابات. فهذه الحكومة هي التي دفعت الاموال وحولت الناس الى رقيق ابيض، فهذا معيب.

فهؤلاء الذين يسرقون كل شيء لا يتورعون على ارتكاب اي عمل. ولا اقول هذا للانتقام او هجوم او سجال انما اني اوصف الواقع, فالامور لا تستطيع ان تكمل على هذا الحد والبلد على مشارف الانهيار".

اضاف: "من واجبنا ان نتحرك, ونحن نلتقي مع كل التيارات الاخرى التي يهمها عودة الوطن. لذا نحن ندعو يوم الاحد المقبل الى مؤتمر لمجموعة كبيرة وفاعليات وطنية غير طائفية لتشكل كتلة قوية في البلد تساهم الى جانب قوى وطنية اخرى في تشكيل فريق ليس للانقلاب على الاخرين بل الى وقف التدهور الحاصل".

 

البطريرك صفير استقبل الموفد السوداني وشخصيات ووفودا

وطنية - بكركي - 12/5/2006 (سياسة) استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير في بكركي اليوم نائب رئيس الهيئة التنفيذية ل"القوات اللبنانية" النائب جورج عدوان الذي قال بعد اللقاء: "عرضت مع غبطته الاوضاع التي نعيشها اليوم في البلد، والتي تشهد تشنجات معينة ان على الصعيد السياسي او على صعيد الشارع، ولا سيما أننا على ابواب موسم الاصطياف. المطلوب اليوم مساعدة اللبنانيين في حالتهم المعيشية، ولا سيما أن المؤشرات تدل على انه إذا بقيت الاجواء هادئة ففي استطاعة اللبنانيين الاستفادة من موسم الاصطياف عبر مجيء السياح واللبنانيين المغتربين، وبالتالي فإذا هدأنا الاجواء نكون عندها نساعد على تحسين الوضع المعيشي، واذا تشنجت الاجواء نساهم في خلق مناخ لا يخدم الوضع المعيشي.

ويجب علينا في هذه الفترة التخفيف من توتير الاجواء الذي لا يخدم اللبنانيين، لانه يجب استنهاض مشروع الدولة دون الرجوع الى الوراء، والجميع يعلمون ان لبنان منذ 14 آذار الماضي حتى اليوم يسعى الى بناء دولته عبر استعادة قراره كاملا، وإن اضعاف الوضع القائم لا يخدم الا التأخر في استنهاض الدولة وقيامها".

أضاف: "إن ما يهم غبطته هو الشأن العام والوطني، وهو يتمنى ان تكون مناخات حوارية وهادئة كي يتاح للبنانيين إلتقاط انفاسهم لنبدأ بعملية بناء الدولة".

سئل: هل تظاهرة الامس زادت الشرخ بين الافرقاء المسيحيين؟ أجاب: "لا أريد أن اضع الموضوع في هذا الاطار، علينا التمييز بين بعض التشنجات السياسية من المواقف المبدئية التي لا اظن ان احدا يختلف حولها عند الوصول الى مفترق جدي، لانه ليس من مصلحة أحد اضعاف ما انجز منذ 14 آذار. فإذا سقط الاستقلال او ضعف فسنسقط جميعنا.

ونتمنى أن تكون هذه التشنجات عابرة ونعود الى رص الصفوف، لان الوضع برمته على المحك ولا مصلحة لأحد في زعزعته". وعن أجواء جلسة الحوار المقبلة قال النائب عدوان: "لا أريد استباق الجلسة، نحن في حاجة للعودة الى طاولة الحوار لمعرفة الى أين ستسير الامور في ظل المشاورات المستمرة، واعتقد ان الرئيس بري يعود الى طاولة الحوار وفي جعبته شيء ما، لكونه المسؤول الاخير الذي زار سوريا واتيح له البحث مع السوريين في العديد من الامور، ونحن متأكدون من أنه نقل الصورة الحقيقية عن الاجماع اللبناني الذي حصل على طاولة الحوار، وربما يكون قد تمكن مع السوريين من دفع الامور الى الامام، لانه عندما تدرك سوريا ان اللبنانيين توصلوا الى اجماع حول الكثير من القضايا فاعتقد ان طريقة تعاطي سوريا قد تتغير".

سئل: لكن العماد عون سأل بالامس كيف تشتمون سوريا وتطلبون زيارتها؟ أجاب: "يجب ان نميز في التعامل مع سوريا بين أمرين. هناك إرادة للبنانيين ليكونوا على افضل علاقة مع سوريا، ولكن في الوقت نفسه لا احد يريد ان يبقى تابعا لها، وهذان الطرحان لا يتناقضان في رأيي، وانما يكمل بعضهما البعض، لان لبنان دولة قادرة وقوية وفي استطاعتها ان تتفاهم مع سوريا على جميع النقاط لانهما في الموقع نفسه في الصراع العربي الاسرائيلي".

وقال ردا على سؤال: "مهما تأزمت الامور على طاولة الحوار فلا سبيل إلا الحوار الذي يبقى المخرج الوحيد لحل مشاكلنا، والحلول التي تأتي من الخارج لا تخدم لبنان، واعتبر انه لولا الاختلاف في الرأي لما كان الحوار ضروريا".

سئل: في المصالحة بين "القوات اللبنانية" والوزير السابق سليمان فرنجيه، لماذا ترفضون حضور العماد ميشال عون كما قال فرنجيه أمس؟ اجاب: "ليس هذا ما طرحه بالتحديد، ونحن نجد ان جميع مقاربات الوزير السابق فرنجيه المتعلقة بالقوات اللبنانية جاءت مختلفة عما كانت في الماضي، وتبين ان الخطوات الاساسية في طي صفحة الماضي عبرناها فعلا، وقد تكون هناك خلافات سياسية، انما البحث فيها يتم بمناخ غير عدائي يؤدي إلى ارتياح ليس فقط على الصعيد المسيحي وانما ايضا الوطني. وتبقى العقبات التي نضعها في اطار العمل السياسي وليس الخلاف الشخصي الذي طوي، وفي رأيي ان العقبات تذلل عبر التعاطي بروحية الاحترام المتبادل، ونحن كقوات لبنانية لا نرفض حضور العماد عون لكننا نوضح ان المصالحة نحاول ان نبقيها في إطار المشكلة القائمة بين الوزير فرنجيه والقوات اللبنانية، ولا شيء يمنع بعد حل هذه المشكلة ان نجتمع مع العماد عون الذي نلتقيه مرارا، والعلاقة معه لا تعتريها أي شائبة".

والتقى البطريرك صفير بعد ذلك موفد الرئيس السوداني الى لبنان الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل الذي أشار الى انه "سعد بلقاء صاحب الغبطة، وهذه ليست الزيارة الاولى، إذ سبق لي أن زرت هذا المقر قبل خمس سنوات لشرح التطورات في السودان لنيافته". أضاف: "اليوم وبتكليف من سيادة رئيس الجمهورية، نقلت إلى نيافة البطريرك تحيات السيد الرئيس، وحرصه على اطلاع نيافة البطريرك على الجهود التي نبذلها لمحاصرة التوترات والازمات في هذه المنطقة، سواء كان ذلك في ملف العلاقات اللبنانية- اللبنانية او في موضوع العلاقات السورية - اللبنانية، كما شرحت لغبطة البطريرك الاوضاع في السودان، واتفاق السلام، وكان نيافته متفهما جدا للجهود التي يبذلها السودان بوصفه رئيسا للقمة العربية، ووجدته متابعا لهذه الخطوات وهو يؤيدها ويدعمها ويصلي ويدعو إلى إنجاحها".

أضاف اسماعيل: "كل القضايا التي أناقشها مع المسؤولين وجدت تفهما من نيافة البطريرك وصورة واضحة جدا لها. وتطرقنا الى العلاقات السورية-اللبنانية فوجدت ان غبطته واضح جدا في هذه المسألة، فهو يقول ان الجار القريب خير من أخيك البعيد، وسوريا هي اقرب جار الى لبنان، وغبطته يدعو الى افضل العلاقات بين سوريا ولبنان، ولذلك يحرص جدا على أن تزال العقبات التي تقف في طريق هذه العلاقة المتميزة وتعالج المشكلات القائمة حتى تصبح هذه العلاقة فعلا نموذجية بين جارين".

وأكدت لغبطته أننا نسعى الى معالجة هذه العقبات لكي تقوم هذه العلاقة على أسس سليمة والاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، وعلى كل دولة حرة ومستقلة في قرارها وفي علاقتها بالاخر. وان لبنان القوي، الحر، المستقر، هو قوة لسوريا، وسوريا القوية المستقرة ايضا قوة للبنان". وتابع: "وجدت ايضا عند غبطته صورة واضحة جدا لموضوع وجود الفلسطينيين في لبنان، فهو يقول نحن لا نتبرم بهذا الوجود انما نتمنى ان يعيشوا بوضع افضل مما هو، وطبعا ان فكرة وجودهم في لبنان موقتة، وبالتالي الاحترام بين الشعبين اللبناني والفلسطيني الى ان يعودوا الى ديارهم مسألة حميدة جدا، واعتقد انها جزء من الخلق النبيل الذي يتوافر في شعب عريق له أخلاقياته ومثله وقيمه". ولفت الى "ان رؤية البطريرك هذه ستساعدنا في نقل صورة واضحة لاخواننا في دمشق وان نسعى من خلال هذه الجهود التي تبذل لازالة العقبات والوصول الى حالة من الاستقرار.

وقد أكدت لغبطته "ان الاجواء الهادئة تشيع اجواء مؤاتية تساعد على عملية بناء ثقة وزيارات متبادلة بين المسؤولين في البلدين، حتى نستطيع من خلال هذه الثقة المتبادلة إيجاد حل لهذه المشكلات". وختم: "أنا سعيد جدا بهذا اللقاء مع البطريرك وبالرؤية الواضحة التي زودني إياها، وسأستفيد منها خلال التحرك الذي اقوم به".

كما التقى البطريرك صفير وفدا من عائلة الشهيد رمزي عيراني يرافقه رئيس مصلحة الطلاب في "القوات اللبنانية" دانيال سبيرو، وجه اليه دعوة للمشاركة في قداس سيقام في الذكرى السنوية الرابعة لاغتيال عيراني، في كاتدرائية مار جرجس في بيروت في الحادي والعشرين من الجاري، الحادية عشرة قبل الظهر.

ومن الزوار على التوالي: قنصل مصر في لبنان طلال فضلي يرافقه الدكتور ميشال ابو عبدالله، الوزيران السابقان يوسف سلامة وناجي البستاني، وفدان من طلاب مدرستي الفرير فرن الشباك والناصرة في كفرزينا، شدد البطريرك امامهما على تحصيل العلم ودعاهم الى ان تبقى قلوبهم نقية وطاهرة متمنيا لهم زيارة مباركة لسيدة لبنان في حريصا. كذلك استقبل البطريرك صفير رئيس اتحاد بلديات قضاء جبيل فادي مارتينوس الذي راجعه في قضايا إنمائية تخص منطقته، وتقصير الدولة خصوصا في الطرق والحياة العامة.

أبرشية طرابلس المارونية وكان البطريرك صفير استقبل مساء أمس وفدا من أبرشية طرابلس المارونية برئاسة راعي الابرشية المطران جورج بو جودة، وبمشاركة الكهنة والرهبان والراهبات ومسؤولي الاخويات والحركات الرسولية وجمهور المؤمنين، وهم في طريقهم الى مزار سيدة لبنان في حريصا في زيارة الحج السنوية التي تقوم بها الابرشية.

وألقى المطران بو جودة كلمة اشار فيها الى "ان الزيارة التقليدية التي اعتادت الابرشية القيام بها سنويا الى مقام سيدة لبنان، والتي أطلقها سلفي المثلث الرحمات المطران يوحنا فؤاد الحاج، ليست زيارة روتينية، بل هي تعبير عن محبتنا العميقة وتعلقنا بالعذراء مريم، ام المسيح وامنا، وهي مناسبة نجدد فيها التزامنا عيش الحياة المسيحية بعمق وفاعلية". وتطرق المطران بو جودة إلى دور العذراء مريم في حياة المؤمنين، والصراع الذي نعيشه بين الخير والشر على صعيد حياتنا الشخصية، والذي نعيشه أيضا على صعيد حياتنا الجماعية".

وأشار الى "ان الكثيرين يعيشون اليوم كأن الله غير موجود، وإذا كان موجودا فهم فيتجاهلونه ويسعون الى قتله، ولذلك أصبحوا يسنون الشرائع والقوانين دون الاخذ في الاعتبار أي مبادىء اخلاقية ودون احترام أي قيم".

ورد البطريرك بكلمة أمل فيها "ان تلقى زيارة الحج السنوية هذه الاستجابة لدى سيدة لبنان وتشفع لدى الله لتحقيق أمنيات اللبنانيين في العدالة والسلام والازدهار. وشدد على "ضرورة ترسخ ايمان اللبنانيين وثقتهم بعضهم بالبعض وبوطنهم، وضرورة تعميق روح المصالح والتفاهم والوحدة"، معتبرا هذه المبادىء "سبيل خلاص لبنان وواجب جميع المسؤولين والمواطنين العمل بهديها وتغليب المصالح الوطنية الجامعة على المصالح الفئوية الضيقة". ودعا البطريرك صفير كل المؤمنين الى "الاقتداء بفضائل السيدة العذراء وتجسيدها أعمال بر وتقوى في الحياة اليومية".

وجدد التهاني لابرشية طرابلس بمطرانها الجديد بو جودة، مستمطرا الرحمة على روح مطرانها الراحل يوحنا فؤاد الحاج الذي كان يأتي على رأس هذه المسيرة الروحية سنويا. على صعيد آخر، يغادر البطريرك صفير صباح غد السبت الى فرنسا للمشاركة في احتفالات مرور 150 عاما على تأسيس مؤسسة "لوفر دوريان". ومن المقرر ان يلتقي خلال هذه الزيارة الرئيس الفرنسي جاك شيراك.

 

افتتاح مؤتمر التراث السرياني: مار أفرام السرياني شاعر لأيامنا " في حلب

وطنية - 12/5/2006 (متفرقات) انطلقت فعاليات مؤتمر التراث السرياني الحادي عشر في حلب، والذي ينظمه مركز الدراسات والابحاث المشرقية في لبنان ومجلس رؤساء الطوائف المسيحية في حلب، ضمن احتفالية حلب عاصمة الثقافة الإسلامية للعام 2006 وفي مرور 1700 سنة على ولادة الشاعر مار افرام السرياني السوري. الافتتاح وقد جرت وقائع الافتتاح في مديرية الثقافة مكان انعقاد المؤتمر عصر امس الخميس، في حضور حشد من أبناء حلب وضيوفها، تقدمهم رياض نعسان آغا وزير الثقافة ممثل راعي الاحتفال ورامز إسبر ممثل وزير الثقافة اللبناني وتامر الحجة محافظ حلب والبطريرك مار اغناطيوس زكا الأول عيواص بطريرك الكنيسة السريانية الأرثوذكسية في العالم وجرجس صالح أمين عام مجلس كنائس الشرق الأوسط والمهندس معن شبلي رئيس مجلس مدينة حلب ومحمد قجة مدير الأمانة العامة لاحتفالية حلب عاصمة الثقافة الاسلامية ومحمد كامل قطان مدير الثقافة في حلب ورؤساء الطوائف المسيحية في حلب وعدد كبير من أعضاء السلك الدبلوماسي والرسمي والأساقفة والكهنة والشمامسة والرهبان والراهبات وأعضاء الوفود وممثلي الهيئات الروحية والاجتماعية والروابط الثقافية والعلماء والباحثين المتخصصين والمهتمين بالتراث المشرقي عامة والسرياني خاصة الوافدين من أنحاء الوطن العربي والعالم.

وبعد النشيد العربي السوري رحب الأب بطرس عازار عريف الحفلة بالحضور ووجه التحية إلى الرئيس بشار الأسد راعي الاحتفالية، والرئيس العماد إميل لحود ونجاح العطار نائب الرئيس السوري للشؤون الثقافية، والشيخ أحمد بدر الدين حسون مفتي الجمهورية السورية. الاب البلعة بعد ذلك ألقى الأب شربل البلعة رئيس مركز الدراسات والأبحاث المشرقية كلمة المنظمين أشار فيها الى سعادة القائمين على هذا المؤتمر بأن يساهموا "مع جميع المهتمين بهذا التراث بتحقيق نهضة فكرية وعلمية وروحية لما فيه من غنى لتصبح إعلان شهادة مشتركة عن إيماننا بإله واحد وعن تضامننا بخدمة الانسان وحقوقه وتطلعاته وعن إسهامنا كعرب ومشرقيين وغربيين في انتاج فكر عالمي متنوع يحقق العدل والأخوة والمحبة والسلام".

وأكد فضل حلب على الناس وهي اليوم تزيد فضلا على أفضالها باستضافة مؤتمر مسيحي في أكثر محاوره في قلب احتفاليتها. وفي الختام أعلن افتتاح المؤتمر رافعا الشكر والدعاء. محافظ حلب وألقى محافظ حلب كلمة أشار فيها الى أن حلب "حينما تستقبل المؤتمر الحادي عشر للتراث السرياني تحت عنوان "مار افرام السرياني شاعر لأيامنا" فإنها تستحضر إحدى الصور المشرقة لهذا التاريخ العريق... حلب التي تحمل على ساعديها عشرة آلاف عام عرفت خلالها الشعوب والدول والأعراق والأديان والحضارات فصاغت منها جميعا قلادة من العيش المشترك والوحدة الوطنية والتسامح وقبول الآخر".

وذكر أن "هذا المؤتمر السرياني يأتي ليؤكد الدور الحضاري الذي لعبته حلب عبر تاريخها وكانت خلال هذا التاريخ جزءا من حضارة واسعة... وحينما تحتضن مدينة حلب هذا المؤتمر فإنها تؤكد عمق التواصل والتفاعل والتكامل". البطريرك زكا الاول وألقى البطريرك مار اغناطيوس زكا الأول عيواص بطريرك انطاكية وسائر المشرق والرئيس الأعلى للكنيسة السريانية الأرثوذكسية في العالم كلمة بطاركة الشرق منوها بهذا الحدث الكبير "الذي يربط تاريخ سورية وإنجازات حضارتها القديمة بسورية الحديثة المتجددة"، ورأى في استحضار مار افرام وتراثه الغني في إطار سنة الثقافة الإسلامية المحتفى فيها في حلب "رمزا لممارسة الحرية في سورية وللتآخي القائم بين المسلمين والمسيحيين والتعايش السلمي الخلاق بين مكونات المجتمع برهانا على أن الإخلاص للوطن يجمع المواطنين ويشد ويقوي صفوفهم ويرصها ويزيد التلاحم والتعاون".

وأكد قداسته بأن "مار افرام السرياني السوري المحتفل به ليس ملكا لبلد بعينه أو لشعب بعينه أو لطائفة من الطوائف أو لملة من الملل بل هو ملك للانسانية جمعاء". وأمل في أن يساهم المشاركون في هذا الحدث الثقافي في تسليط الأنوار على هذا الشاعر والناثر والأديب الفذ العظيم وتاريخه وآثاره المنشورة في مكتبات العالم". زاهر وألقى عبد الأمير كاظم زاهر رئيس بيت الحكمة في بغداد كلمة أكد فيها "أن الشعب العراقي برغم قساوة ظروفه الحالية يرنو الى المشاركة في الاحتفاء بالثقافة السريانية وبذكرى شاعر الآباء مار افرام لأنه شعب عشق من القدم الشعر والفكر والفلسفة والجمال".

وتمنى "أن يستضيف بيت الحكمة المؤتمر التراثي السرياني المقبل تواصلا في ارتقاء الوعي والإبداع في المنطقة". نعسان وألقى رياض نعسان آغا وزير الثقافة كلمة أكد فيها "العمق التاريخي والحضاري لسورية أرض الثقافة". مشيرا إلى "ان الاديان كلها تتجه إلى إله واحد إله البشرية كلها وها نحن نتوجه اليه في كل صلواتنا ليديم علينا نعمة هذا التعايش". وقال : "أشعر بسعادة بالغة وأنا أتأمل هذا العنوان "مؤتمر التراث السرياني: والسعادة كذلك ب "شاعر لأيامنا".

لقد أبدعتم في اختيار هذا العنوان شاعر لأيامنا، أيامنا كلها في الماضي وفي الحاضر وفي المستقبل. أبدعتم في الحفاظ على هذا التراث السرياني الآرامي الذي نعتز به ونحافظ عليه ونعتبره تراثنا تراث سورية العظيمة. ولعل حلب تقدم في هذه الليلة نموذجا متجددا أمام العالم كله. أرجو أن تتأمله كل حضارات العالم، تقدم نموذجا للتنوع الثقافي وللتعددية وللتفاعل الحي الخلاق بين الثقافات والحضارات جميعا.

كما تؤكد على أن الثقافة الإسلامية ليست دينا وإنما هي وعي مشترك، حفاظ في إطار يتسع لكل عطاء... فنحن جميعا أصحاب رسالة هي ذاتها الرسالة التي حملها شاعر سوري سرياني آرامي تنتمي إليه أمتنا هي ذاتها هذه الحضارة التي تحدث عنها في أناشيد الصوم وفي نداءات الروح التي أطلقها فبقيت صالحة لأيامنا رغم مرور هذه القرون. أما ترون كيف نتباهى في متاحفنا وفي آثارنا بعطاء هذه السريانية العظيمة التي جاء الإسلام ليتفاعل معها. وفي رحاب هذه المسيحية العظيمة نمت ثقافتنا الشاعرية العذبة، خرج شعراؤنا الكبار الذين نحفظ أشعارهم.

وبقيت هذه المسيحية شرطا لازما لكي ندخل الإسلام. فمن لا يؤمن بالمسيح ومن لا يقدس مريم العذراء لا يدخل رحاب الإسلام". وتابع قائلا: " أحييكم في بلدكم سورية، سوريين ولبنانيين، كم هي سعادة بالغة أن يسمو هذا اللقاء الثقافي فوق كل المشكلات. هنا الفسحة الرحبة لكل لقاء. لا مشكلات ولا وقفة عندما يعلق من شوائب في العلاقات. هذه هي الأرضية القوية التي نستند اليها مع المارونية مع المسيحية مع أهل حلب الذين هم أهل بيروت، أهل لبنان كله، شقيق سورية التي تحتضن لبنان كما تحتضن الأم في أعماقها وليدا عظيم الشأن تعتز به وتنظر إلى عطائه لأنه صار منها واليها وامتد إلى العالم كله.".

وألقى رامز إسبر ممثل وزير الثقافة اللبنانية كلمة طارق متري ناقلا أسمى معاني التقدير للطائفة السريانية مشيدا بتراثها في ظل الحضارات الإنسانية السامية ومتمنيا للمؤتمر باسم وزارة الثقافة اللبنانية التوفيق والسداد. الاب عطا الله وتلا الأب مارون عطا الله مدير المؤتمر رسالة الرئيس لحود أكد فيها ضرورة متابعة مثل هذه اللقاءات "لرفع شأن التراث السرياني ولغته وخاصة بين لبنان وسورية والعراق وعدد من دول الاغتراب"، موجها التحية للشعب السرياني ولمركز الدراسات والأبحاث المشرقية، والى حلب "المدينة التي تسكن التاريخ والحضارات وتنظر من خلال مخزون ثقافاتها الى المستقبل".

وبعدها قدم الأب مارون باسم الرئيس لحود عددا من الهدايا التذكارية إلى راعي الاحتفالية والسادة القائمين على المؤتمر والمشاركين. نورو وألقى ابروهوم نورو قصيدة من تأليف مار افرام السرياني بعنوان "الفردوس" باللغة السريانية. وتبعها نداء لجمعية الدراسات السريانية (باريس، آلان ديرومو) قرأه المنسنيور انترانيك أيفازيان وقد جاء نداء رسميا الى القادة والمسؤولين وأصحاب القرار ليصبح تعليم اللغة السريانية وآدابها جزءا لا يتجزأ من الحركة الثقافية والبرامج الجامعية، مناشدا السلطات المختصة لدى اليونسكو أن تعطي الوسائل الكفيلة من أجل تطوير وإبراز قيمة هذه الآداب وإعلانها تراثا عالميا للبشرية. الجلسة الاولى وبعد استراحة قصيرة بدأت الجلسة الأولى للمؤتمر بعنوان "مار افرام والمدى الحضاري" ترأسها محمد قجة وأدارها هاني حسين رعد من الجامعة اللبنانية وحاضر فيها الدكتور باسيل عكولة من جامعة القديس يوسف في بيروت ببحث عنوانه "الخلفية الدينية والثقافية للفكر الأفرامي"، والبروفسور سيبستيان بروك من جامعة أكسفورد في موضوع عنوانه "بحثا عن مار افرام".

وكانت عدة مداخلات للحضور ثم الختام. وقد أقام المطران يوحنا جنبرت متروبوليت حلب للروم الكاثوليك مأدبة عشاء في دار مطرانيته على شرف ضيوف المؤتمر. وخلال الجلسة طرحت اسئلة ابرزها عن مدى تأثير حضارات بلاد الرافدين في شعر مار أفرام السرياني و فيما اذا كان التنسك والترهبن في بلاد الرافدين كان يحدث مثله في نفس الوقت في مصر

 

نقيب الصحافة: أليس مستهجنا عدم تعيين محقق عدلي في قضية جبران تويني؟

وطنية- 12/5/2006 (متفرقات) اصدرت نقابة الصحافة اليوم، البيان الآتي: "في مثل هذا اليوم خمسة اشهر, اغتالت يد الغدر اللئيم شهيد الصحافة الحرة الراحل العزيز الاستاذ جبران تويني نائب بيروت ورئيس تحرير جريدة "النهار" وعضو مجلس نقابة الصحافة. وفي هذه المناسبة قال نقيب الصحافة الاستاذ محمد البعلبكي اليوم، ان ذكرى جبران تويني لن تغيب لحظة عن اذهان زملائه الصحافيين ولا عن اذهان جميع انصار الحرية في لبنان.

وتساءل النقيب البعلبكي: اليس من المستهجن ان لا يكون ممكنا حتى الان , اي بعد مرور خمسة اشهر على جريمة الاغتيال , تعيين محقق عدلي في هذه الجريمة النكراء منذ احيلت القضية الى المجلس العدلي؟ او ليس مستهجنا ايضا كل الاستهجان ان العذر في هذا التأخر هو عدم اكتمال مجلس القضاء الاعلى حتى اليوم لخلاف على تسمية اعضائه الخمسة الذين يعود اختيارهم الى السلطة التنفيذية, في صراع لم ينته بعد بين المراجع التي لها حق التسمية او حق الاعتراض على الاسماء؟ او ليس مما يدعو الى العجب ان يبقى رئيس مجلس القضاء الاعلى الرئيس الاول القاضي الكبير انطوان خير كما يقول هو رئيسا فخريا لمجلس غير قائم؟

اننا في هذه المناسبة الاليمة نستنفر ضمائر جميع اصحاب الضمائر الحية للمسارعة الى تدارك هذا الامر الذي لا يشرف المتقاعسين في تداركه ايا كانت الاعذار, ومع الاعتذار سلفا لدم الشهيد الراحل زميلنا المرحوم جبران تويني وارواح جميع شهداء الصحافة الذين بذلوا دماءهم وارواحهم فداء لحرية الصحافة. كما نستنفر ضمائر جميع اصحاب الضمائر الحية من المسؤولين للمسارعة الى اصلاح الخلل الذي تشكو منه اوضاع قصر العدل ولا سيما ما له صلة بمجلس القضاء الاعلى والانعكاسات السلبية لهذه الاوضاع على حال العدالة في لبنان".

 

الاستماع الى افادة شاهدين في قضية اغتيال الرئيس الحريري

وطنية - 12/5/2006 (قضاء) تابع المحقق العدلي في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري القاضي الياس عيد تحقيقاته اليوم، فاستمع الى افادة شاهدين وسطر استنابات قضائية جديدة الى الاجهزة الامنية.

 

الوزير رزق رد على نقابتي محامي بيروت وطرابلس في موضوع مجلس القضاء

طنية - 12/5/2006 (سياسة) أصدر المكتب الإعلامي لوزير العدل الدكتور شارل رزق، بعد ظهر اليوم، البيان الآتي: "بعد اطلاعه على بيان مجلسي نقابتي محامي بيروت وطرابلس اليوم، حول عدم تعيين الأعضاء الخمسة في مجلس القضاء الأعلى، شكر وزير العدل الدكتور شارل رزق لمجلسي النقابتين حرصهما على تشكيل المجلس الأعلى للقضاء، وقال:

1- إن مسؤوليتي كوزير للعدل هي التوصل إلى إنجاز مرسوم بتعيين الأعضاء الخمسة المتبقين في مجلس القضاء الأعلى يوقعه رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة.

2- أؤكد أن ليس لرئيس الجمهورية في هذا المجال من مطلب سوى أن يتألف مجلس القضاء الأعلى من قضاة تتوافر فيهم الكفاءة والخبرة ويحظون على توافق مختلف فئات المجتمع السياسي.

3- إن جميع القضاة المطروحة أسماؤهم هم من أصحاب الخبرة والكفاءة كما أكد لي رئيس الحكومة الذي أشهد على حرصه على أن يكون مجلس القضاء الأعلى مؤلفا من خيرة قضاة لبنان.

4- على الرغم من كل ذلك، حالت التجاذبات السياسية دون التوصل إلى صيغة توافقية لاستكمال تأليف مجلس القضاء الأعلى.

5- إن مسؤوليتي كوزير للعدل هي أن أسعى إلى إيجاد هذا التوافق بالذات الذي هو شرط إنجاز مرسوم تأليف المجلس الأعلى للقضاء مهما كلفني ذلك من مجهود وعرضني لانتقادات. وكم كان سهلا علي أن أتجنب هذه الانتقادات باقتراح مرسوم مبني على صيغة يوافق عليها أحد الرئيسين ولا يوافق عليها الآخر، وأكون بالتالي أحرجت واحدا منهما أو الاثنين معا.

6- لا أزال واثقا بأن روح المسؤولية سوف تكون أقوى من كل الاعتبارات السياسية وأن المساعي التي تسارعت في الفترة الأخيرة سوف تؤدي إلى إنجاز العمل المنشود، ذلك أن هذه هي الوسيلة الوحيدة للوصول إلى النتيجة التي نتوخاها، وإذا كان لدى مجلسي النقابتين من وسيلة أخرى يقترحانها، فإنني أنتظر اقتراحهما بشغف كبير".

 

المطران عودة بحث مع وفد تجمع الهيئات الإسلامية في الأوضاع الاقتصادية المقدسي

وطنية - 12/5/2006 (سياسة) استقبل متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة، صباح اليوم، الأمين العام لتجمع الهيئات الإسلامية بلال تقي الدين على رأس وفد من التجمع ضم: محمود الكردي, ممتاز تقي الدين, مصطفى البوتاري وزهير البوتاري. بعد الزيارة، أدلى تقي الدين بتصريح قال فيه: "تحدثنا مع سيدنا عن الاوضاع الاجتماعية والاقتصادية، والمظاهرة التي حصلت. نحن لا نريد مظاهرات مسيسة, نريد تظاهرات موضوعها وجع الناس. ه

ناك بعض السياسيين يشككون بالمظاهرة أنها أمر عمليات من سوريا, نحن نرفض هذا الكلام. إن عبر الانسان عن وجهة نظره، هل هذا يعني ان هناك جهة خارجية تحركه".

واستقبل المطران عودة طلال المقدسي على رأس وفد من متضرري حادثة الاشرفية. وبعد الزيارة، تحدث المقدسي فقال: "أي موقف يريد الانسان القيام به في هذا البلد, لا بد له من استشارة العقال، وكنا قمنا بزيارة سيدنا البطريرك (الماروني الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير، ولا مجال الا لزيارة سيادة المطران الياس عودة لان هذه المنطقة منطقته وما جرى يمس بالمنطقة. وضعنا سيادته في الصورة، وطلب منا التروي، ونحن لا شك قررنا اتخاذ هذه الخطوة منذ مدة أن نتروى لاننا وعدنا خيرا، ونحن في انتظار الوعود وتلبية دولة الرئيس (رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة) لموعد طلبناه منه منذ اسبوعين".

وتمنى للرئيس السنيورة التوفيق وقال: "كذلك، نتمنى الوصول الى حقوقنا لاننا سنطالب بحقنا حتى النهاية, نحن لا نمت لاي سياسي بأي صلة, لسنا فئة سياسية, ليست لدينا ميليشيا، ولا ننتمي الى اي مجموعات.

نحن اصحاب حق، وصاحب الحق لا بد ان يحصل على حقه لان من واجبات الدولة ان تحمي حقوق المواطنين وتدافع عن ممتلكاتهم، وهذا شيء فشلت به الدولة واعترفت بفشلها, آن الاوان اليوم أن تعوض على المتضررين، ولن ندخل التفاصيل لاننا في انتظار أن تفي الدولة بوعدها بعدما وعدت خيرا خلال اسبوعين. بقي اسبوع، وان شاء الله خلال اسبوع يكون لنا حديث معكم, خيرا, سلبا ام ايجابا".

 

النائب زهرا: "14 آذار" مشروع سيادي على من يخرج منه أن يبدل اسمه

وطنية - 12/5/2006 (سياسة) أكد النائب في كتلة "القوات اللبنانية" أنطوان زهرا في حديث إلى برنامج "ساعة حرة" من قناة "الحرة" مباشرة من واشنطن "أن اسمنا قوى "14 آذار"، ولا أحد يستطيع، مع احترامنا للجميع، تغيير اسمنا لأن "14 آذار" هو مشروع استقلالي سيادي، والذي يخرج منه هو من عليه أن يبدل اسمه".

وقال: "بالنسبة إلى قانون المجلس الدستوري، مرت سنة تقريبا منذ الانتخابات, أقرينا خلالها مشروعا جديدا للمجلس لم يوقعه رئيس الجمهورية (العماد إميل لحود)، وإلا لكان أقر منذ مدة, ولو جرى تعيين خمسة أعضاء للمجلس الدستوري الحالي لكان جرى البت بالطعون، ولم تكن لتتحول قميص عثمان. وإن وضعت المشكلة في هذا الموضوع عند قوى "14 آذار"، يكون ذلك التفاف على الحقيقة، ونحن لا نقبل به". وعن الموضوع الحكومي، قال: "نعم، إن القوات اللبنانية مشاركة في الحكومة، وإننا راضون عن هذه المشاركة. لنكن واضحين، لا شك في أن الحكومة لم تقم بكل ما هو مطلوب منها، لكن الحقيقة أنها لم تقبض على السلطة في شكل كامل. جرت الانتخابات وفق قانون أعرج, لكن ميزتها أنها جرت في غياب الوجود السوري الامني والمخابراتي.

وشكلت حكومة لم يكن بالامكان افضل منها بسبب بقاء الرئيس لحود (رئيس الجمهورية العماد إميل) في موقعه الممد وعرقلته، وعدم توضيح الامور على هذا النحو غير مقبول بتاتا". وعن الحوار الوطني والقرار 1559، قال: "لنتذكر عند صدور القرار 1559، بادر اللبنانيون إلى الطلب من المجتمع الدولي ليترك أمر تنفيذ الشق المتعلق بسلاح "حزب الله" لحوار داخلي لبناني، ووافق العالم على هذا الامر، وأعطاه مهلة، والحوار الداخلي تأخر، لكن مع انطلاقته طرح الموضوع مع مواضيع سيادية اخرى، وكان الجو في داخل الحوار ايجابيا. لكن في الخارج تسمع كلاما بعضه من الامين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصر الله, يجعل السلاح فوق الحوار، وهذا غير مقبول". أضاف: "اتفقنا في ما يتعلق بموضوع الحقيقة وتشكيل المحكمة الدولية والسلاح الفلسطيني وترسيم أو تحديد الحدود بدءا من مزارع شبعا، لكن إن لم تتعاون سوريا لا تكون هذه الأمور قابلة للتنفيذ.

لن يوافق اللبنانيون على وجود سلاح مع غير الجيش اللبناني بعد تحرير مزارع شبعا، ويجب ان يكون هذا الموضوع مفهوما من الجميع". ولفت إلى أنه "منذ الحديث عن تخصيب "اليورانيوم" في ايران تحرك حلفاؤها وحلفاء سوريا لعرقلة امور الحوار حتى في المواضيع التي كان جرى التوافق عليها"، مشيرا إلى أن "مشكلتنا مع سوريا واضحة, نحن معتدى علينا وهدف سوريا اسقاط نتائج "14 آذار", فيما نحن نناضل لتثبيت هذه النتائج والوصول بلبنان الى استقلال ناجز وسيادة كاملة، ولن ندخر جهدا في سبيل تحقيق هذه الاهداف".

 

بيللغريني: أبدينا استعدادنا لمساعدة السلطة اللبنانية اذا أرادت تعزيز انتشارها في مناطق عمل القوات الدولية

وطنية - صور - 12/5/2006 (سياسة) كشف القائد العام لقوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوب لبنان الجنرال الان روبير بيللغريني، من مقره في الناقورة، عن مشروع تقدمت به "اليونيفيل" الى الجانب اللبناني خلال اجتماع عقد بين القيادة الدولية في الناقورة من جهة، وعدد من الضباط اللبنانيين من جهة ثانية مؤخرا, أعربت فيه القوات الدولية "عن نيتها واستعدادها لتقديم الدعم للسلطة اللبنانية اذا ما أرادت تعزيز انتشارها في الناقورة ومحيطها او في غيرها من المناطق حيث تتواجد "اليونيفيل".

وأشار الجنرال بيللغريني الى "ان الطوارئ لم تتلق اجابة على اقتراحها حتى الان من الجانب اللبناني", وقال: "في استطاعتنا تقديم العون لهم اذا ما قرروا فعل ذلك, نحن ما زلنا ننتظر قرارهم".

وذكر بيللغريني العائد من نيويورك مؤخرا ان مهمته هناك "لم تكن ذات أي طبيعة خاصة"، ووصفها ب"المهمة الروتنية, وهي جاءت في إطار الاجتماعات الدورية التي تنعقد في مقر عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة". وقال: "لم نكن وحدنا، بل كان هناك مندوبون عن 18 قوة سلام دولية منتشره حول العالم، ومن بينها اليونيفيل في جنوب لبنان".

وتوقف بيللغريني عند الخروقات الجوية الإسرائيلية للأجواء اللبنانية، فقال: "كانت هناك خروقات عدة من هذا النوع، ونحن قدمنا أمس احتجاجا رسميا شديد اللهجة للجانب الإسرائيلي على هذه الخروقات, واليونيفيل تحرص كل الحرص على استمرار حالة الهدوء والاستقرار في منطقة انتشارها". ووصف الوضع عند الخط الازرق بأنه "هادئ بشكل عام", ونفى في الوقت نفسه "ملاحظة اليونيفل لأي شيء غير اعتيادي على الجانب الاخر من الحدود الدولية", وذلك في اطار رده على سؤال حول وجود "حالتي استنفار وتعزيزات إسرائيلية قرب الحدود الجنوبية".

 

الرئيس السنيورة تسلم من الموفد السوداني رسالة من الرئيس البشير

وعرض مع نواب منطقة عاليه شؤونا خدماتية

وطنية - 12/5/2006 (سياسة) استقبل رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة بعد ظهر اليوم في السراي الكبير موفد الرئيس السوداني الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل في حضور السفير السوداني سيد احمد البخيت. بعد الاجتماع الذي دام ساعة ونصف ساعة، قال اسماعيل: "نقلت الى الرئيس السنيورة رسالة من الرئيس السوداني عمر حسن البشير تتعلق بتطورات الاوضاع في لبنان والعلاقات السورية-اللبنانية، وهذه الرسالة تأتي ردا على محادثة هاتفية جرت الاسبوع الماضي بين الرئيس السنيورة والرئيس البشير.

وقد وضعت الرئيس السنيورة في صورة نتائج زيارتي الى دمشق والقضايا التي تم التداول حولها، ونقلت افكارا من دمشق لدولة الرئيس السنيورة واستمعت منه على ملاحظاته على هذه الافكار واستطيع ان اقول ان اجواء المحادثات التي جرت بيننا، كانت ايجابية ومبشرة، واتفقنا على ان نتواصل في هذا الاتجاه، وفي الايام المقبلة ستتم عدة اتصالات بين بيروت ودمشق، ونأمل ان تنجح هذه الاتصالات في اعادة الثقة بين البلدين وفي تجاوز التوتر الذي كان حاصلا في العلاقات بينهم لمصلحة الشعبين ولمصلحة الامن والاستقرار في كل من سوريا ولبنان. والسودان بصفتها رئيسا للقمة العربية وبالتنسيق مع الامين العام لجامعة الدول العربية ومع دول هامة، يهمها امن واستقرار لبنان وعودة العلاقات السورية - اللبنانية الى وضعها الطبيعي، وسنظل على اتصال لازالة اي معوقات تحصل او تقف في وجه هذه العلاقة الهامة".

وسئل: كيف نتحدث عن تهدئة ورئيس الوزراء السوري هاجم في تصريح له اليوم الرئيس السنيورة؟ اجاب: "اثرت موضوع التراشقات الاعلامية والسياسية في دمشق، والاخوة هناك اكدوا انهم مع التهدئة ولن يبادروا الى الهجوم ، ولكن اذا ماكانت هناك تراشقات من الطرف اللبناني فسيردون عليها.

واثناء حواري مع الرئيس السنيورة اتفقنا على التهدئة على الاقل على مستوى الوزراء والحكومتين، لتهيئة الاجواء للزيارات التي ستتم في الفترة المقبلة".

سئل: لكن الجانب السوري لم يتوقف عن مهاجمة الرئيس السنيورة؟ اجاب: "انا اشرت الى ان السوريين ذكروا بان اللبنانيين يقومون بالهجوم عليهم، وذكروا عدة وقائع قلتها لرئيس الوزراء وقالوا انهم على استعداد للتهدئة، ولكن اذا حدث اي تراشق من الجانب اللبناني فهم سيردون عليه، ونحن الان اتفقنا مع الرئيس السنيورة على التهدئة على مستوى الحكومتين على الاقل، لنهيء لهذه الاجواء التي ذكرت". نواب عاليه كما استقبل نواب منطقة عاليه السادة: اكرم شهيب، انطوان اندراوس، عبد الله فرحات، ايمن شقير، انطوان غانم، فؤاد السعد، وهنري حلو.

وبعد الاجتماع قال النائب السعد: "ان الهدف من الزيارة هو الثناء على الجهود التي يقوم بها الرئيس السنيورة بالنسبة لكل ما يعيد للدولة وجودها ونشاطها وسيطرتها على الوضعين الاقتصادي والسياسي في البلد، واطلعنا منه على جولاته الاخيرة في لندن وبعض دول الخليج، وبحثنا في اوضاع منطقة عاليه - بعبدا من خدمات ومشاريع قيد التنفيذ اوالتحضير، ومنها سد القيسماني وطريق الشام وتمويل وزارة المهجرين للانتهاء من هذا الملف، وتمنينا عليه عقد اجتماعات دورية للتنسيق بكل الامور التي تهم المنطقة".

وعن مشروع طريق الشام قال: "تم تلزيم قسمين منها: الاول من دار الصياد الى مفرق بسوس، والثاني بين بحمدون وصوفر، المشروع سيتم على مراحل، وهو ليس اوتوسترادا عربيا مستقلا عن الطريق القديمة، بل لتحسين وضع الطريق الدولية الحالية". وكان الرئيس السنيورة استقبل السيدة نوال التويجري في حضور النائب غازي زعيتر.

 

الوزير العريضي: ثمة توجه لارباك الحكومة واسقاطها وإحداث فراغ في البلاد حققنا انجازا كبيرا في الحوار وتمكنا من الاتفاق على أربع نقاط جوهرية

وطنية - 12/5/2006 (سياسة) رأى وزير الاعلام الاستاذ غازي العريضي ان "ثمة توجها لارباك الحكومة ثم اسقاطها واحداث فراغ في البلاد، لان ثمة امورا يجب ان تأخذ الحكومة قرارات في شأنها لا تلائم من يقف وراء هذا المشروع". واكد "اننا حققنا انجازا كبيرا على طاولة الحوار عندما تمكنا من الاتفاق على اربع نقاط اساسية جوهرية كان ثمة خلاف عميق حولها". وقال الوزير العريضي في حديث الى "تلفزيون لبنان": "الحوار يجب ان يستمر على كل المستويات خصوصا الحوار الاقتصادي ويجب ان يبقى مفتوحا، كل القوى السياسية والاجتماعية والنقابية معبأة في هذا الموضوع.

التمني هو ان يكون هذا الحوار موضوعيا، منطقيا، هادئا بعيدا من اية خلفيات. بمعنى اننا عندما نقرأ المسألة كما هي وتشخص الحالة الصحيحة لتشخص الحل الصحيح بعيدا من الانفعالات والحسابات السياسية". ولفت الى ان "المشكلة الاقتصادية الاجتماعية تعني جميع اللبنانيين والمسؤولية في رفضها يجب ان تكون عامة اذا حصل تازم وحاول البعض ان يحمل المسؤولية للحكومة وافتعل تأزما هل الضرر يلحق بالفريق الذي تمثله الحكومة او جميع اللبنانيين؟ وشدد على وجوب "الاقلاع عن هذا الاسلوب والمناقشة الجدية والمنطقية والاعتراض على اي بند يجب ان يواكبه تقديم بدائل افكار عنه لكي تستفيد منه الحكومة". وقال: "لا بد من استمرار النقاش في مسألة الرئاسة والسعي الى حلها لانه عندما نتفق على طاولة الحوار ان ثمة ازمة حكم، هل نترك هذه الازمة تتفاقم ونتوسع اكثر وتصبح انفعالاتها سلبية اكثرعلى البلاد ، او نعمل على وضع حد لتفاقم الازمة وايجاد حل جذري.

وفي موضوع سلاح حزب الله علمت ان الحزب يعد مشروعا وافكارا حول الموضوع وحول استراتيجية الدفاع عن لبنان. والموضوع سيلتزم نقاشا واسعا وسيأخذ وقتا". واضاف: "النقاط التي تم الاتفاق عليها يجب الا ننساها ونسعى جميعا الى ترجمتها وتنفيذها، والا ما قيمة الاجماع والحوار في مثل هذه الحال. فقد حققنا انجازا كبيرا على طاولة الحوار عندما تمكنا من الاتفاق على اربع نقاط اساسية جوهرية كان ثمة خلاف عميق حولها.

لا بد من تنفيذ هذه القضايا بالكامل وبالموازاة استمرار النقاش حول القضايا الاخرى اضافة الى الوضع الاقتصادي". واعتبر ان "من حق اي طرف ان يعبر عن رأيه في الشارع بطريقة ديموقراطية وفي اطار القانون وبطريقة تحفظ الامن والاستقرار في البلد، لكن النقاش الاساسي هو حول ماذا تتظاهر وضد من؟". ولاحظ ان "ما جرى في اليومين الاخيرين فيه الكثير من الالتباسات والتساؤلات.

 تظاهرة ضد الحكومة تحت عنوان التعاقد الوظيفي او المشروع الاصلاحي للحكومة، في حين الحكومة لم تقر هذا البرنامج، كما ان هناك فريقا يتظاهر ضد الحكومة وهو فيها، وآخر يتظاهر ضد الحكومة وفي الحكومة فريق مختلف عنه في السياسة لكنه متفق معه في العناوين الاقتصادية. فلو انجزت الحكومة مشروعها ونزل هذا الفريق او ذاك الى الشارع، نستطيع ان نتفهم هذا الامر بغض النظر عن موقفه اكان معارضا او مدافعا عما انجزته الحكومة، لكن المشروع لم يقر كي نهجم على الحكومة وعلى كثرية والوضع السياسي والتركيبة السياسية. لذلك، طرحت مسألة التسييس والخلفيات السياسية".

واكد "اننا كنا ضد التعاقد الوظيفي وما زلنا ضده، فكيف يتظاهرون ضد هذه المسألة ونحن ضدها". وتمنى ان "يكون التعبير عن الرأي حضاريا مبنيا على قراءة واضحة لما يجري. فالهدف محدد اذا كانت النية طيبة اما اذا كانت المسألة سياسية فان الحالة عبثية. وثمة توجه لارباك الحكومة ثم اسقاطها واحداث فراغ في البلاد لان ثمة امورا يجب ان تأخذ الحكومة قرارات في شانها لا تلائم من يقف وراء هذا المشروع. فلو حصلت التظاهرة قبل شهرين لكنا فهمنا الامر بحجة ان الحكومة لم تقم بأي خطوة عملية لمعالجة الموضوع الاقتصادي والاجتماعي في البلد، لكن المفاجىء واللافت هو ان الهجوم على الحكومة والتظاهرة حصلا بعدما اتخذت الحكومة قرارا باحالة مشروع قانون الى المجلس النيابي للتدقيق في كل حسابات مؤسسات الدولة ويتم التعاقد مع شركات كبرى ليتم التدقيق في هذه الحسابات لانتهاء من هذه المسألة الديماغوجية والشعبوية للاتهامات المتبادلة. فلو لم تكن الحكومة تريد اصلاحا ولو كانت خائفة لما اقدمت على مثل هذه الخطوة. والغريب ان البعض يتوجه بشتم الحكوة مرات والاكثرية النيابية مرة اخرى".

وسأل: "هل موضوع الضمان هو موضوع الاكثرية؟ فالحكومة وافقت على خطة وزير العمل الذي هو من خارج الاكثرية النيابية، فلا بد من تصويب النقاش في اتجاه علمي ومنطقي كي لايكون ثمة تضليل وعبث في رمي الافكار ومناقشتها". وقال: "المفاجىء ان الهجوم بدأ بفتح ملف الضمان والكهرباء والشروع في فتح الملفات الاخرى واتخاذ قرار بتدقيق حسابات الدولة، فالذين يطالبون بكل هذه الامور انسحبوا وانكفأوا عن الكلام بهذا الامر فبدأوا يقولون ان المشكلة هي الفوائد على سندات الخزينة في الفترة السابقة، واوضح رئيس جمعية المصارف فرنسوا باسيل وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة، وهما من خارج هذه الاكثرية، واوضحا الحقائق وانه لا يجوز الهجوم في هذا الشكل". ورد على كلام الوزير السابق سليمان فرنجيه، فرأى ان "الحديث عن مال سياسي في التحقيق في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري امر معيب.

فالرئيس الحريري وجريمة الاغتيال اكبر واخطر من ان يتم تناولها بمثل هه الطريقة. والافضل الا يتحدث احد عن التحقيق بأي شكل من الاشكال وان يبقى التحقيق في يد اللجنة الدولية، والمحكمة الدولية ستقول كل الحقيقة. اما مرة نهاجم القاضي ميليس ثم نشيد بالقاضي برامرتس ثم نبدأ بالهمس باننا ندمنا على هذه الاشادة.

فالحقيقة القائمة عمن ارسلوا بعض الاشخاص لاعطاء افادات ملفقة تم استدعاؤهم لتغيير افادات كاذبة وملفقة، فان ياتي من يدافع عنهم ليهاجم الفريق الاخر لا عتقد انه يبحث عن الحقيقة بل يخاف منها". كلام معيب ووصف "الحديث عن الانفاق حول محكمة الرئيس الحريري بانه اقل ما يمكن ان يقال فيه ان هذا الكلام معيب، فمن هو مقتنع بان هذه الجريمة هزت لبنان وان هذه الجريمة ضد لبنان وسوريا وطالت شخصية لبنانية وعربية، هل يعتبر قليلا ان تقوم الدولة يواجهها وتؤمن المال والمصاريف المطلوبة؟ ومن المعيب ان يتناولوا الموضوع بهذا الشكل. فمن اقل واجبات الدولة اللبنانية وجميع اللبنانيين ووفاء للرئيس الحريري، ان يندفع الجميع لنحمل هذه المسؤولية. فالرئيس الحريري اعطى للبنان وشباب لبنان والامة العربية اكثر بكثير من مبلغ يجب الا يذكر عنه انه جزء من الهدر والانفاق في الدولة في مكان غير مجد. فهذه محاولة ثانية لاغتيال الرئيس الحريري وطعن بكل القيم الانسانية".

وتوقف عند طريقة "تعاطي الضباط والقضاء ومؤسسات الدولة مع محاولة اغتيال الوزير مروان حماده مروان حمادة ثم جريمة اغتيال الرئيس الحريري واخفاء معالم الجريمة وخطاب اركان الدولة. طبيعي ان كل هذا خلف مناخا سياسيا مختلفا في البلاد وقلب الميزان السياسي واسقط مجموعة من الناس في الانتخابات النيابية". افلاس وهروب الى امام واكد ان "النواب يمثلون اللبنانيين والحديث عن غير ذلك من باب الافلاس والهروب الى الامام. فاللبنانيون عبروا عن رأيهم واختاروا ممثليهم وان تاثروا بمناخ سياسي. ان اجراء انتخابات نيابية مبكرة قد يغير بعض الناس، انما موازين القوى ستظل على ما هي عليه والحكم للناس".

ابرز رموز العرب وردا على ما قاله الوزير السابق فرنجيه عن الطائفية السنية، اجاب: "اذا كان فرنجيه حريصا الى هذا الحد على المدرسة الناصرية كانه مزيج هذه المدرسة، فهذا الامر لا ينطوي على احد وهذه محاولة للتحريض او للقول ان هذه المرجعية السنية اي النائب سعد الحريري اخذ الطائفة السنية الى مكان اخر غير عربي. فالطائفة السنية لا تزال عربية ولا تزال بيروت وطرابلس مدنا عربية ولا احد يستطع ان يحصر العروبة في مكان ما. فلبنان كان دائما عربيا والرئيس رفيق الحريري كان ابرز رموز العرب المعتدلين والمؤمنين بالقضايا العربية والنائب سعد الحريري مستمر على هذا النحو".

واضاف: "لا ادري اذا كانت ثقافة الوزير فرنجية قد وصلت الى حد معرفة من اسقط الوحدة في دمشق وانقلب على عبد الناصر واسقط الناصرية، فهم انفسهم الذي يدافع عنهم ويتحالف معهم". وشدد على "عدم وجود انقسام في صفوف 14 آذار غير موجود وقد يكون الانقسام حيث اعتبر البعض ان التظاهرة كانت لاسقاط الحكومة بينما لم يعتبرها البعض الاخر كذلك. 14 اذار فريق متفرع والثوابت الاساسية لا تزال في مكانها. هناك طرق تعبير مختلفة لكن الاطار الجامع لايزال متماسكا". وكرر ان "الحوار كان منتجا والدليل انه تم الاتفاق على النقاط الاربع. واذا نفذنا ما اتفقنا عليه نعطي صدقية واملا للناس ان الحوار كان منتجا ونحن قادرون على صوغ اتفاقات سياسية بين بعضنا البعض".

وقال: "لا احد يستطيع ان يقول ان طاولة الحوار او امساك الدولة بالوضع الامني هو من ابعد مسلسل التفجيرات، فربما ثمة ظروف سياسية او امنية تحكم تصرفات الجهة التي تقوم بهذا العمل". وتمنى ان "تكون تجربة السواتر الترابية ومشكلة الدخول على الاتصالات الخليوية وغيرها من المسائل مع سوريا فيتم التصرف على هذا الاساس في كل القضايا". واشار الى ان "احد اسباب تعقيد الموقف اللبناني - السوري هو التناقض في المواقف. فبعدما اعلن الرئيس نبيه بري ترحيب سوريا بالرئيس السنيورة، صدر موقف من رئيس الوزراء السوري يرحب بالجميع الا بالرئيس السنيورة. فالمسألة بين البلدين ليست شخصية ونستطيع بروحية جيدة ان نعالج المشاكل لكن عندما يوضع "فيتو" على رئيس حكومة فهذا يعني ان لا نية لمعالجة المشاكل".

وتمنى ان "يستمر التحرك العربي فالجو مؤات حاليا بعد الاجماع الذي حصل على طاولة الحوار". وعن موضوع رئاسة الجمهورية، قال: "اذا لم تنجح المحاولة في تغيير رئيس الجمهورية، فهذا لا يعني ان الموقف من استمرار الرئيس لحود (في الحكم) قد تغير، خصوصا ان المجتمعين اقروا بأزمة حكم. لكن هذا لا يعني، في الوقت ذاته، ان ندخل البلد في المجهول، والنقاش سيستمر والسبب هو اقرار الجميع بوجود ازمة".

 

مفوضية الاعلام في التقدمي: الازدواجية في الخطاب السياسي السوري تدل على الاصرار لتفشيل اي تصحيح ممكن للعلاقة وربما اعادة الوصاية

وطنية - 12/5/2006 (سياسة) صدر عن مفوضية الاعلام في الحزب التقدمي الاشتراكي البيان التالي: "يواصل النظام السوري سياسة كسب الوقت وتوزيع الادوار بين مسؤولية من جهة وبين ممثليه في لبنان من جهة ثانية ، فالازدواجية في الخطاب السياسي السوري التي تتمثل في ترحيب وزيرالخارجية وليد المعلم لزيارة رئيس الحكومة اللبنانية الى دمشق مقابل اطلاق التهم والروايات بحق الرئيس السنيورة من قبل نظيره محمد ناجي عطري، تدل على الاصرار لتفشيل اي تصحيح ممكن للعلاقات اللبنانية السورية، وربما اعادة الوصاية السورية الى لبنان، سواء مباشرة ام بطريقة غير مباشرة. ليس غريبا على ابطال النظام السوري برتبة رئيس وزراءان يتخطوا كل الاعراف الدبلوماسية في مخاطبة نظرائهم في دول اخرى، لاسيما انهم لا يعترفون اساسا بلبنان المستقل عن سوريا، وبلبنان الدولة القائمة بحد ذاتها، وهذا مايبرر سلوكهم المنحرف. اما تشكيكهم بموقع ونضال رئيس الحكومة، فلعل اخر من يحق له الحديث عن الدفاع عن الارض والمقاومة والنضال، هو هذا النظام السوري الذي تفاوض لمرات ومرات مع اسرائيل على حساب لبنان، وتحت اسم وحدة المسار والمصير وحافظ على هدوء جبهته في الجولان لسنوات طويلة دون اطلاق رصاصة واحدة لتحرير الارض. وفي نفس الاطار اطل بالامس احد ابطال ورموز "الخط" بعد ان نال جرعة منشطات بعد لقائه الاخير مع رئيس النظام السوري بشار الاسد، مهددا ومتوعدا ومحرضا على الطائفة السنية ومروجا لقيام دولة سنية، وهو بذلك يستكمل ماتولاه منذ سنوات من تحريض ضد الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وها هو يشهر به حتى بعد استشهاده. ان الترويج لنظرية الدولة السنية او طغيان طائفة على سواها، هو تحريض مكشوف ومحاولة لتطبيق نظرية تلاقي الاقليات وسعي واضح لتأليب طوائف على اخرى مايزيد من حدة الانقسام المذهبي والطائفي، ويترك تداعيات خطيرة على الساحة اللبنانية. اما دعوة بطل الخط اياه الى اعادة النظر باتفاق الطائف، فلا بد من لفت نظره ان هذا الاتفاق كلف مئات الشهدءا، وتطبيقه واحترامه هو ضمانة للبنان واللبنانيين، وما الدعوة لاعادة النظر فيه، الا محاولة للانقضاض على مرتكزات السلم الاهلي في لبنان وضربة الى الاستقرار الداخلي، التي يسعى هو وحلفاؤه من ازلام الخط، الى التوصل اليها تحت شعار اسقاط الحكومة في هذه المرحلة. وليس مستغربا ان ينبري للدفاع عن الضابط الاربعة في جريمة العصر، انقاذا لعدة الشغل التي كان ركبها اثناء توليه وزارة الداخلية وهي المرحلة التي حصل فيها اغتيال رئيس الشهيد رفيق الحريري. ان حركة وتصاريح واطلالات ازلام الخط التي انتعشت في الاونة الاخيرة ستعود للصمت، بعد انكشاف كامل خيوط جريمة العصر، خصوصا ان تربية وثقافة ازلام الخط على طريقة النظام السوري قائمة على الموت، وهذا مايبرر عدم احترام الشهداء والموت".

 

 

الرئيس لحود تسلم رسالة من عباس عبر ممثل منظمة التحرير واستقبل الوزير رزق: لا سلام عادلا ودائما وشاملا في المنطقة ما لم يضمن حق الشعب الفلسطيني في العودة زكي: الجبهة الفلسطينية الداخلية سليمة والأولوية حاليا لمواجهة مخطط أولمرت رئيس الجمهورية اتصل بقائد الجيش معزيا بشهداء سقوط المروحية في البقاع وطنية - 12/5/2006 (سياسة) تسلم رئيس الجمهورية العماد اميل لحود رسالة خطية من رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية الرئيس محمود عباس، نقلها اليه قبل ظهر اليوم ممثل اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية في لبنان السيد عباس زكي الذي استقبله الرئيس لحود في قصر بعبدا، في حضور عضو قيادة منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان خالد عارف. وأكد الرئيس عباس في رسالته، انه كلف السيد زكي تمثيل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان، وتشكيل لجنة عليا فلسطينية على الساحة اللبنانية وقيادة الحوار الفلسطيني مع الحكومة وافتتاح الممثلية الرسمية لفلسطين في بيروت. وأعرب الرئيس عباس في رسالته عن أمله في أن يلقى السيد زكي الدعم اللازم "لتطوير العلاقات الفلسطينية مع لبنان الذي نكن له كل المحبة والتقدير، والذي أسهم شعبه في دعم قضيتنا الفلسطينية عبر تضحيات ابنائه ومن خلال ما وفرته بيروت العزيزة من نافذة لفلسطين على العالم". وقال الرئيس عباس في رسالته: "إني على ثقة من دعمكم لهذه المهمة، وفخامتكم من اولى قضية فلسطين دائما الدعم اللا محدود". وخلال اللقاء، أجرى الرئيس لحود مع السيد زكي جولة أفق تناولت التطورات اللبنانية والفلسطينية، وحمل رئيس الجمهورية الممثل الجديد لمنظمة التحرير الفلسطينية رسالة جوابية الى الرئيس الفلسطيني أكد فيها حرصه على تعزيز العلاقات اللبنانية- الفلسطينية بما يخدم قضية الشعب الفلسطيني الشقيق ويضمن حق عودته الى ارضه وعدم توطينه في لبنان وتطبيق القرارات الدولية ذات الصلة بالنزاع العربي-الاسرائيلي. وجدد الرئيس لحود إدانته للمارسات الاسرائيلية العدوانية بحق الشعب الفلسطيني، مؤكدا ان لا سلام عادلا ودائما وشاملا في منطقة الشرق الاوسط ما لم يضمن حق الشعب الفلسطيني في العودة الى ارضه. وتمنى الرئيس لحود للسيد زكي التوفيق في مهمته الجديدة كممثل للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية. تصريح زكي بعد اللقاء، أدلى السيد زكي بالتصريح الآتي للصحافيين: "نقلنا للرئيس لحود تحيات الرئيس محمود عباس ورسالة شكر وتقدير على استئناف علاقات واعدة لما فيه مصلحة الشعبين اللبناني والفلسطيني، وشرحنا له التطورات الداخلية. وطمأناه إلى ان الجبهة الفلسطينية الداخلية سليمة، ورغم كل الانواء العاصفة والتوترات والضغط الدولي نحن حريصون كل الحرص على استمرار الحالة الفلسطينية نتيجة الخيار الديموقراطي اولا ونتيجة ثقتنا ثانيا بأن أولوياتنا ليست فلسطينية - فلسطينية بقدر ما هي مواجهة مخطط أولمرت، وهو في الفصل الاخير كما يظن". سئل: هل من جديد في ما يتعلق بتشكيل الوفد الفلسطيني الموحد للحوار اللبناني- الفلسطيني؟ أجاب: "نحن لدينا الجهوز وكنا نتمنى ان ينتهي الحوار اللبناني-اللبناني، ولكن هذا لا يعني تأخير الموضوع الفلسطيني. ثمة إجراءات هنا في لبنان سنستكملها بكل الوسائل وسنجتمع نحن كفلسطينيين، ونحدد من سيستمر بهذا الحوار". سئل: هل يمكن اعتبار تقديم اوراق اعتمادك بمثابة الخطوة الاولى في مجال الانطلاق نحو تصحيح الوضع الفلسطيني؟ أجاب: "إننا واثقون من أننا بين أهلنا الحريصين على هذه العلاقة، وإن شاء الله سنخطو خطوات ايجابية الى الامام". الوزير شارل رزق الى ذلك، شهد قصر بعبدا سلسلة لقاءات تناولت مواضيع سياسية واقتصادية وانمائية، فيما تابع الرئيس لحود عمل عدد من الوزارات. وفي هذا الاطار استقبل رئيس الجمهورية وزير العدل الدكتور شارل رزق وتداول معه عددا من مواضيع الساعة، وعمل الوزارة وواقع مجلسا القضاء الاعلى. وأشار الوزير رزق الى انه مسافر غدا الى باريس لحضور مؤتمر فرنكفوني بصفته ممثلا شخصيا لرئيس الجمهورية في المجلس الدائم للفرنكوفونية. العماد فيكتور خوري والتقى الرئيس لحود أيضا الوزير السابق العماد فيكتور خوري وتداول معه مواضيع عامة. فؤاد مخزومي كما استقبل رئيس الجمهورية رئيس حزب "الحوار الوطني" المهندس فؤاد مخزومي وبحث معه في عدد من المواضيع العامة. موريس أبو ناضر وعرض الرئيس لحود أوضاع الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي مع رئيس مجلس إدارته الدكتور موريس أبو ناضر الذي أوضح بعد اللقاء "أن قطع حساب الصندوق الذي بدأ عام 1999 بناء على طلب رئيس الجمهورية، قد تحقق بالاستعانة بشركة KPMG حتى عام 2000، وباستمرار اللجنة الفنية في التدقيق في حسابات الصندوق حتى اليوم، وهي حسابات سليمة ماليا. أما في ما خص المكننة التي كان يطالبنا بها فخامته، فقد وافق مجلس الادارة أمس على دفتر الشروط، وستنطلق المناقصات في الاسايبع المقبلة". رابطة الجالية الفنزويلية في لبنان والتقى الرئيس لحود وفد الهيئة الادارية لرابطة الجالية الفنزويلية في لبنان برئاسة السيد ليون سيوفي وعضوية كل من: جوزف شليطا، جان ملحم، غريس بريشينو، ماري موسى، خليل ابو جودة والعضو الشرف في الهيئة كلود ابي شاهين. وأطلع الوفد الرئيس لحود على اهداف الرابطة التي تمثل سبعة آلاف فنزويلي من أصل لبناني يعيشون في لبنان، وهم على تواصل مع ابناء الجالية اللبنانية في فنزويلا والبالغ عددهم نحو 650 الف لبناني. وتمنى الرئيس لحود التوفيق للرابطة، مركزا على أهمية تعزيز التواصل بين لبنان المقيم ولبنان المغترب في كل المجالات، ولا سيما منها الاجتماعية والاقتصادية والانسانية. رئيس جمعية الصناعيين وآل عبود والتقى الرئيس لحود رئيس جمعية الصناعيين فادي عبود وأفراد عائلته الذين شكروه على مواساتهم بمصابهم الأليم بوفاة شقيق رئيس الجمعية. تعزية العماد سليمان وأجرى رئيس الجمهورية العماد اميل لحود اتصالا هاتفيا بقائد الجيش العماد ميشال سليمان، معزيا بالعسكريين اللبنانيين الاربعة الذين سقطوا في حادث تحطم طائرة الهيلكوبتر التي كانت تقلهم، قرب بلدة نيحا البقاعية. واطلع الرئيس لحود من العماد سليمان على الظروف التي احاطت بالحادث المؤسف، معربا عن ألمه العميق لاستشهاد العسكريين الاربعة، مشيدا بالدور الكبير الذي يضطلع به الجيش اللبناني، وبالروح الوطنية العالية لضباطه وأفراده التي تجلت في أكثر من مناسبة حفاظا على لبنان ووحدته. وطلب الرئيس لحود من قائد الجيش نقل تعازيه الحارة إلى ذوي الشهداء الاربعة.

 

النائب ابي نصر بعد لقائه ممثل الامين العام للامم المتحدة في لبنان

وطنية - جونيه - 12/5/2006 (سياسة) عقد النائب نعمة الله ابي نصر مؤتمرا صحافيا، اليوم، بعد لقائه الممثل الشخصي للامين العام للامم المتحدة في لبنان غير بيدرسن في مكتبه في "لاسيتيه" - جونيه، جاء فيه: "تشرفت باستقبال الممثل الشخصي للامين العام للامم المتحدة السيد غير بيدرسون الذي رغب في ان يستمع الى رأينا في امور تتعلق بقرارات الامم المتحدة بالنسبة الى لبنان والحوار والوفاق الوطني والسلاح خارج الشرعية.

واضح ان لبنان لا يمكنه ان يعيش خارج الشرعية الدولية، وخصوصا انه احد واضعي شرعة حقوق الانسان، وبالتالي نرى في اهتمام الامم المتحدة والمجتمع الدولي باستقلال لبنان وسيادته على ارضه، وحماية الحريات فيه وتطبيق الديموقراطية، امرا طبيعيا يشكل ضمانة له". وقال: "ان الحوار بين اللبنانيين هو السبيل الوحيد لحل مشاكلهم. فالوفاق الوطني هو السلاح الاقوى لدرء المخاطر المحدقة بلبنان، علما ان الحوار القائم حاليا كان من المفترض ان يبدأ منذ اعوام، لكن سلطة الوصاية حالت دون ذلك. ونأمل الآن الا تتدخل اية جهة خارجية لعرقلة هذا الحوار. في المبدأ، نحن مع القرار 1559 وكل قرارات مجلس الامن التي تكرس وتضمن استقلال لبنان وسيادته على ارضه. كما نأمل ان تنفذ هذه القرارات بالنسبة الى فلسطين ايضا بحيث تحل القضية الفلسطينية، ولبنان له مصلحة مباشرة في ذلك.

واضاف: "اما بالنسبة الى السلاح خارج الشرعية اللبنانية، فنحن مع تسليم السلاح الفلسطيني داخل المخيمات وخارجها وامن هذه المخيمات هو مسؤولية الجيش، كما اننا مع اعطائهم حقوقا مدنية شرط الا يؤدي ذلك الى توطين مقنع". اما بالنسبة الى سلاح المقاومة في تحرير القسم الاكبر من الارض اللبنانية، فنحن مع حل حبي لهذا السلاح والمسألة مسألة وقت والحل يبدأ بان يضغط المجتمع الدولي على اسرائيل لكي تنسحب من مزارع شبعا وتوقف اعتداءاتها على لبنان برا وجوا وبحرا ولكي تحترم الخط الازرق". ولفت الى ان لبنان "اعطى القضية الفلسطينية ما لم تعطه اية دولة عربية على الاطلاق. فنحن مع القرار 194 القاضي بحق عودة الفلسطينيين الى ديارهم.

ان توطين الفلسطينيين في لبنان هو مطلب اسرائيلي، علما ان اللبنانيين متفقون على رفض التوطين بكل اشكاله ووثيقة الوفاق الوطني نصت على ان لا تقسيم للبنان ولا توطين. ان حل قضية اللاجئين في لبنان مسؤولية دولية تقع على عاتق المجتمع الدولي بأسره".

وتابع: "في العلاقات مع سوريا، منذ الاستقلال حتى اليوم، لم تتصرف سوريا على انها تؤمن بان لبنان دولة مستقلة ذات سيادة، او انها تشجع الوفاق والوحدة الوطنية في لبنان، ورغم ان الدول العربية واميركا والمجتمع الدولي سبق ان اوكلوا اليها مساعدة لبنان على تنفيذ ما تقرر في مؤتمر الطائف فانها لم تفعل شيئا في هذا السبيل". وختم داعيا الامم المتحدة الى "مساعدة لبنان بالضغط على سوريا لتنفيذ ما اتفق عليه اللبنانيون في لجنة الحوار الوطني كترسيم الحدود باشراف دولي اذا اقتضى الامر، والتمثيل الديبلوماسي بين البلدين، وهذا امر بديهي بين الدول، وحل مسألة المحتجزين في السجون السورية، واعادة النظر في الاتفاقات المجحفة في حق لبنان، وضبط الحدود ومنع مختلف انواع التهريب.

واضح ان من حق الشعب اللبناني ان يعرف من خطط وحرض ونفذ اغتيال رئيس وزرائه، وبالتالي نحن مع لجنة التحقيق الدولية ومع انشاء محكمة دولية مختلطة لمحاكمة مرتكبي هذه الجرمية الارهابية بامتياز الى اي جنسية انتموا". اسئلة واجوبة وقال ردا على سؤال: "ان قول رئيس الحكومة السورية ان رئيس الحكومة فؤاد السنيورة لا يتمتع بالصدقية بسيط، فقد قيل عنه في السابق "عبد مأمور لعبد مأمور".

وهذا رأيهم. اما نحن، فنعتبر ان رئيس حكومة لبنان هو رئيس حكومة لبنان سواء اكان الرئيس السنيورة ام غيره"، مشددا على "ضرورة احترام المسؤولين اللبنانيين سواء اكنا في المعارضة ام الموالاة".

وعن البطاقة الانتخابية، قال: "تقدمنا باقتراح قانون لاستعادة الجنسية للمتحدرين من اصل لبناني، نحن الذين نوزع الجنسيات على اشخاص غير موجودين في لبنان، وليسوا من اصل لبناني. لذا، من حق المتحدر من اصل لبناني استعادة جنسية آبائه واجداده. وهذا الاقتراح موجود في لجنة الادارة والعدل التي ستنعقد الاربعاء المقبل، وستتولى صوغه لجنة مصغرة".

وشرح اهمية هذه البطاقة بالنسبة الى المغتربين اللبنانيين، "الذين لا يريدون استعادة الجنسية لدواع لغوية (عدم معرفة اللغة العربية)، فهذه البطاقة تسهل لهؤلاء المرور وتوفر عليهم تأشيرات الدخول". وبالنسبة الى الملف الفلسطيني، لاحظ "عدم احراز اي تقدم في عمل اللجنة الوزارية المكلفة متابعة هذا الموضوع"، وقال:"نحن لهذا السبب في جبهة المعارضة ونطالب بحل هذا الموضوع"

 

حزب الاحرار: التظاهرة افتقرت الى الصدقية وتميزت بتسييس فاضح وهدفها الحقيقي التصويب على الحكومة لمصلحة سوريا وايران

وطنية - 12/5/2006 (سياسة) عقد المجلس الاعلى لحزب الوطنيين الاحرار اجتماعه الاسبوعي برئاسة الامين العام الدكتور الياس ابو عاصي وحضور الاعضاء، واصدر بيانا بعد الاجتماع توقف فيه "امام التظاهرة التي دعت اليها ظاهرا هيئة التنسيق النقابية للاعتراض على الورقة الاصلاحية، والتي شارك فيها، تنظيما وحشدا وشعارات واهدافا، افرقاء 8 آذار الذين تعزز موقفهم بانضمام الجنرال ميشال عون اليهم".

وقال: "اننا بهدف وضع الامور في نصابها والاضاءة على الرهانات الحقيقية لتنوير الرأي العام اللبناني والخارجي، نلفت الى مفارقات يحرص فريق 8 آذار الجديد على تمويهها"، وابدى في صددها الملاحظات الاتية:

 1 - نؤكد في شكل قاطع حرية التظاهر التي يكلفها الدستور، والتي تندرج في صلب الديموقراطية وحقوق الانسان ونسجل الطابع السلمي للتظاهرة.

 2 - نؤكد، في المقابل، تسييسها الفاضح الذي لم يستطع بيان الداعين اليها تخفيف حدته ولا نجح في ذلك صوت الخطيب النقابي الذي حجبته شعارات سياسية بامتياز وطغت عليه هتافات تخطت حدود اللعبة الداخلية الى الانتصار للمحور السوري - الايراني نظاما وقيادة، ناهيك بسمفونية الشتائم التي يتقنها شارع 8 آذار في حلته الجديدة والتي لا نعلق عليها.

3 - افتقرت التظاهرة الى الصدقية لكونها تحض على محاربة افكار مطروحة للحوار ومحكوم عليها بولوج طريق المؤسسات لكسب صفة المشروع الذي تستأهل معارضته النزول الى الشارع، علما انه تم سحب اقتراح التعاقد الوظيفي من التداول. وقد اعتبر رأس الحربة التي يجب كسرها.

4 - يتبين في شكل واضح ان الهدف الحقيقي هو التصويب على الحكومة، وقد سبقت التحضير للتظاهرة وواكبته مواقف لبنانية وسورية مكشوفة لاطاحتها على خلفيات تتعلق بمصالح المحور السوري - الايراني والموالين له في لبنان اكثر منها بالورقة الاصلاحية وبالوضع المعيشي الذي يرزح معظم اللبنانيين تحت وطأته. ونلفت الى استحالة التصدي له بفاعليله في ظل استمرار افتعال الازمات من اقفال الحدود الى رفع السواتر الترابية على الاراضي اللبنانية، الى تدفق السلاح واثارة الموضوعات الخلافية، الى رفض ترسيم الحدود واقامة علاقات ديبلوماسية والتعاون مع لجنة التحقيق الدولية واطلاق اللبنانيين المحتجزين في السجون السورية".

ولاحظ ان "التظاهرة كشفت جملة وقائع من السذاجة عدم الربط بينها ومنها:

- ترسيخ التحالف الجديد الذي ظهر على ارض الواقع ومساره واغراضه وتداعياته. - ازدواجية موقف "حزب الله" كحزب سياسي وثورة ايديولوجية ومقاومة مسلحة، ومشارك في الحكومة ومعارض لها، مقاطعة جلسات مجلس الوزراء حينا وبالتظاهر ضدها حينا اخر، كل ذلك استنادا الا واقع استثنائي من شأن استمراره تعريض وحدة اللبنانيين والوطن الخطر الانقسام الا وهو حيازته السلاح وتحكمه بقرار الحرب والسلم، وبالتالي اصراره على توجيه الرسائل بعرض قوته وبتنظيمه المسيرات التظاهرات.

- الغطاء السوري الدائم كما عبر عنه تصريح فيصل المقداد الذي سمح لنفسه بالتكلم باسم لبنان وتبرع باعطاء امثولة في السيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية الى المجتمع الدولي، وخصوصا الدول التي تقف الى جانب لبنان في مسيرة استرجاع سيادته واستقلاله وقراره الحر".

واعتبر "التظاهرة التي وصفها اطرافها السياسيون بالخطوة الاولى وبالمسار الجديد، انطلاق خطة انقلابية بدعم اقليمي تهدف الى اعادة عقارب الساعة الى الوراء والى عودة سوريا الى لبنان، اقله من خلال حلفائها والموالين لها، عقائديين كانوا ام اصحاب مصالح. ونؤكد، في هذا المجال، ان كل كلام دفاعي او تبرير يصدر عن هؤلاء، انما هو جدلية عقيمة لتغطية خياراتهم والمحافظة على قواعدهم والتعتيم على الحقيقة بواسطة الحجج والذرائع والاتهامات الباطلة".

ودعا "في ضوء ما تقدم، الشرعية الدولية والاشقاء العرب وكل اصدقاء لبنان، الى اخذ نية فريق 8 اذار الجديد الانقلابية والمدعوم من المحور السوري - الايراني على محمل الجد، والى اتخاذ التدابير الرادعة، وخصوصا ان الوطن لم يخرج بعد من محنته وهو في حاجة الى دعمهم ومؤازرتهم". كما دعا اللبنانيين عموما وقوى 14 آذار خصوصا الى "التزام جانب الحيطة والحذر والى عدم اغفال اي وسيلة مشروعة لاحباط ما يخطط له المتضررون من تحرر لبنان من الهيمنة والتبعية".

 

براج: التظاهرة أتت بأمر عمليات سوري لا يريد استقرار لبنان

وطنية- 12/5/2006 (سياسة) اعتبر رئيس لجنة الدفاع عن الحريات العامة والديمقراطية سنان براج ان "التظاهرة وان كانت تعبيرا ديمقراطيا لا تريد استقرار لبنان والحفاظ على استقلاله وسيادته لأنها اتت بأمر عمليات سوري". ودعا قوى 14 آذار الى المزيد من العمل والتكاتف للسير قدما لإقالة رئيس الجمهورية ليعود للبنان صفاؤه".

 

المجلس الدستوري موضع المعركة المقبلة

تكتّل الإصلاح والتغيير يعدّ طعناً محكماً وينتظر الجريدة الرسميّة

بقلم/جان عزيز/ - الجمعة, 12 مايو, 2006 - البلد

يستعد نواب تكتل التغيير والاصلاح برئاسة العماد ميشال عون، لتقديم طعن أمام المجلس الدستوري بهيئته الحالية، في القانون الصادر عن المجلس النيابي لانشاء مجلس دستوري جديد.

توقيت الخطوة مرتبط بنشر القانون المذكور في الجريدة الرسمية. وهو أمر قد يتأخر شهراً كاملاً، في حال لم يوقعه رئيس الجمهورية اميل لحود، ليصير عندها نافذاً حكماً، بعدما استنفد لحود حق رده الى المجلس النيابي مرة واحدة، وبعدما صدقه المجلس ثانية بأكثرية أعضائه.

لكن السؤال المطروح: ما سيكون مصير مثل هذا الطعن؟ وما هو مصيره لناحيتين: الأولى التئام المجلس الدستوري المنتهية ولايته للنظر في الطعن، والثانية، أي قرار يمكن أن يتخذه في هذا المجال؟

مصادر قانونية مراقبة لا تزال تؤكد أن صلاحية المجلس الدستوري الحالي كاملة في الالتئام وفي النظر في الطعن المحتمل، كما في الطعون العشرة المقدمة ضد 10 نواب فائزين من الأكثرية الحالية، في الانتخابات النيابية الماضية. وتشدد المصادر نفسها على أن هذه الصلاحية مستمدة من مبدأ عدم جواز الفراغ في السلطات الدستورية، كما من مبدأ قوة الاستمرار في ادارة ما يؤمن الانتظام العام للدولة. لكن الأهم كما تكشف هذه المصادر هو أن الاجتهاد الدولي في القضاء الدستوري، يعتبر أي تدخل من السلطتين التشريعية أو التنفيذية في عمل هذا القضاء بالذات، قبل اكتمال شرعية السلطة النيابية، هو نوع من خرق مبدأ فصل السلطات، ومن التلاعب باستقلالية سلطة دستورية أساسية وضامنة لانتظام السلطات كافة. وتشير الى أن الاجتهاد الدولي في هذا المجال استقرّ على أن اكتمال شرعية السلطة النيابية، لا يكون الا بعد أن يبت القضاء الدستوري في أي طعن مقدم حول الانتخابات. وشرط أن يكون هذا القضاء ممثلاً بهيئته التي كانت قائمة عند الدعوة الى الانتخابات، لا بعدها.

وتستند المصادر القانونية نفسها في هذا المجال الى قرار واضح في هذا الشأن، أصدره المجلس الدستوري في فرنسا سنة 1983، أكد في شكل قاطع لا لبس فيه، أن القضاء الصالح والملزم النظر في الطعون النيابية، هو القضاء الذي رعى الدعوة الى تلك الانتخابات. كما أكد أن أي محاولة من قبل الحكومة أو المجلس النيابي، للتلاعب بهذا المبدأ أو التحايل عليه وتخطيه، ان عبر تغيير الأشخاص أو تبديل الأطر، هو خرق للدستور، على القضاء الدستوري نفسه رده وابطاله.

وتضيف المصادر نفسها ان هذا المبدأ المسلم به دولياً، لا بد أن يطرحه الطاعنون في القانون الجديد، بعدما علم أن نواب تكتل الاصلاح والتغيير أجروا أكثر من اتصال واستشارة مع هيئات أوروبية معنية بالموضوع، وخصوصاً الفرنسية منها، وبالتالي فهم لا شك باتوا مطلعين على القرار المذكور، وقد يتضمنه الطعن المرتقب.

أما لجهة التذرع بأن هيئة المجلس الدستوري الحالية قد أنشأتها سلطة وصاية، فتعتقد المصادر القانونية نفسها انه حجة ساقطة منطقاً وقانوناً ودستوراً. ذلك أن أعضاء المجلس الخمسة، الذين لم تكن قد انتهت ولايتهم عندما عمدت الحكومة الى تعطيل عملهم، كانوا قد انبثقوا من سلطة تضم الأشخاص أنفسهم الموجودين في الأكثرية الحالية، ان في المجلس النيابي أو في الحكومة. كما أن الأعضاء الثلاثة الآخرين الذين انتخبوا لعضوية المجلس الدستوري أيضاً في 27 كانون الثاني 2005، ولم يقيّض لهم تسلم مهامهم، كانوا قد حازوا أصوات نواب كتلة الرئيس رفيق الحريري نفسه، في المجلس النيابي السابق. أما العضوان المتبقيان للتعيين، كبديلين عن العضو الأرثوذكسي فوزي أبو مراد وعن الكاثوليكي سليم جريصاتي، فلقد امتنعت الحكومة عن تعيينهما، وهو ما يزكي نظرية التدخل غير الدستوري في عمل القضاء الدستوري.

يبقى ـ كما تتابع المصادر القانونية نفسها ـ ان تتذرع الأكثرية الحاكمة اليوم، بمقولة بطلان كل ما انبثق قانوناً في ظل سلطة الوصاية السورية. وفي هذه الحال تكون المعضلة أشمل وأكبر، ذلك أن أول القوانين الساقطة عندها، يكون قانون الانتخابات النيابية، وبالتالي تكون كل السلطات الحالية فاقدة الشرعية، ويصير الفراغ الدستوري الكامل سيد الموقف. وهو ما لا يمكن لأي اجتهاد دستوري أن يقبله أو يأخذ به.

أما لجهة الشق الثاني من السؤال: ما هو مصير القانون في حال التئام الهيئة الحالية للمجلس الدستوري للنظر في الطعن المقدم حياله؟ فتسارع المصادر القانونية الى الجزم بقبول الطعن عندها، واسقاط القانون وابطاله. وتستند في جزمها هذا الى أمرين بديهيين: أولاً مخالفة القانون للمبادئ الدستورية المشار اليها سابقاً. وثانياً تجربة المجلس الدستوري الحالي نفسه، مع القانون المماثل الذي حاولت الأكثرية تمريره في 19 تموز الماضي، يوم أقرت القانون الرقم 679 لمنع المجلس الدستوري من النظر في الطعون النيابية. عندها تقدم 10 نواب بطعن ضد القانون المذكور في 28 تموز، ليسارع المجلس الدستوري الحالي في 7 آب، الى اصدار قرار يبطل بموجبه القانون، ويعطي لنفسه بالتالي حق النظر في الطعون النيابية المقدمة أمامه.

غير أن ضغوطاً من مختلف الأنواع مورست لاحقاً لثني أعضاء المجلس عن الاجتماع، وهو ما أدى الى تجميد الطعون طيلة 9 أشهر.

ولا تستبعد المصادر نفسها أن تعود الضغوط الآن أيضاً لمنع أعضاء المجلس الدستوري عن الاجتماع لا بل ترجح أن يكون بعض هذه الضغوط قد بدأ فعلاً.

أوساط نيابية من تكتل التغيير والاصلاح تؤكد متابعتها للملف برمته، كما ادراكها للأفخاخ التي تدأب السلطة على زرعها في مساره. لكنها تجزم في المقابل لجهة متابعتها له حتى النهاية، و”ذلك لفضح نيات الأكثرية في هذا الموضوع”.

وتؤكد هذه الأوساط “ان فريق الأكثرية قد أسقط كل أقنعته في هذه القضية، فهو لا يريد اصلاح القضاء الدستوري، ولا يهتم لحسن اختيار أعضائه. انما همه الأوحد هو الامساك بالسلطة وصرف نفوذه عبرها. بدليل انه في تموز الماضي سارع هذا الفريق الى تمرير قانون لمنع النظر في الطعون، لا لاصلاح السلطات القضائية. وهو لم ينكفئ الى التسويفات الاصلاحية، الا بعد اسقاط محاولته تلك”. أما لناحية اختيار أعضاء جدد للمجلس الدستوري، فتكشف أوساط التكتل “ان “تيار المستقبل” فضح نفسه قبل أشهر، حين أوفد الينا من يفاوضنا على محاصصة في اختيار هيئة المجلس الدستوري الجديد، فجوبه برفض عون للمبدأ جملة وتفصيلاً، انطلاقاً من تمسكه بالأصول الديمقراطية والدستورية”. وتؤكد الأوساط نفسها “ان هذه المحاولة الساقطة كان شاهداً عليها رئيس المجلس النيابي نفسه، وتولاها وزير سابق ونائب حالي من كتلة الحريري، من المعنيين بالملف ومهندسيه”.

لكن ماذا لو نجحت الضغوط وتعطلت سلطة القضاء الدستوري مجدداً؟ ترد الأوساط النيابية، انه في هذه الحال سيزيد انفضاح فريق الأكثرية، وسيكون القضاة المعنيون أمام اتهامهم برفض “احقاق العدالة” (Déni de justice)، وستظهر بكركي مرة جديدة انها على صواب، حين تحدثت عن استئثار جماعة واحدة بالادارة والدولة وبكل البلد.

 

تقارير ميليس وبراميرتس مسار تحقيقي واحد نحو الحقيقة

 توخى الحذر بما لديه من معلومات حول الترابط الجرمي حفاظاً على سرية التحقيق وحماية الشهود

 براميرتس اتهم نظام دمشق بصورة غير مباشرة عندما أقام أدلته على أن كل المستهدفين من المعارضة

 ب- ظروف الانفجار: السياسة 13/5/2006

ان لجنة التحقيق الدولية وعلى خلفية احالة ملف تحقيقي متماسك على المحكمة الجزائية الدولية المختلطة, حرصت على ان تعيد التدقيق في نقاط عدة تتعلق بظروف الانفجار الذي اودى بحياة الرئيس الحريري ورفاقه. وهذه الظروف التي لا تزال بحاجة الى دراسة معمقة وتحليل دقيق هي تلك ذات الصلة بتوقيت الانفجار وبخصائصه.

1 ¯ في توقيت الانفجار:

جاء في تقرير القاضي براميرتس ان موعد الانفجار الذي حدده تقرير لجنة جمع المعلومات الاولية يختلف عن الموعد الذي حدده مركز "الجيوفيزياء الوطني" في لبنان.

ويبلغ مقدار هذا الاختلاف في التوقيت دقيقة واحدى وعشرين ثانية. ولهذا قررت لجنة التحقيق الدولية العمل على توضيح الاسباب الكامنة وراء هذا الاختلاف الواضح في التوقيت, وذلك بهدف تحديد التوقيت الدقيق للانفجار او الانفجارات في حال ثبتت نظرية تعددها والتوصل الى توحيد اشكال اخرى من الادلة المتعلقة باليات العملية واوجهها الميكانيكية وكان قد ورد في تقرير رئيس لجنة التحقيق الدولية السابق القاضي ميليس, المرفوع الى مجلس الامن بتاريخ 19 اكتوبر ,2005 انه " عندما كان الموكب يعبر طريق فندق السان جورج في ميناء الحصن عند الساعة 56,12 حدث انفجار هائل تسبب بمقتل الحريري و21 اخرين", بينما تبين ان مركز " الجيوفيزياء الوطني" في لبنان يعطي تحديدا لوقت الانفجار يختلف عن التوقيت المذكور اعلاه بفارق دقيقة واحدى وعشرين ثانية.

ولكن لا بد من التنبيه الى ان هذا الفارق في التوقيت لا يمكن اسناده الى تقصير ما في التحقيق الذي كان يديره القاضي ميليس, اذ ليس ميليس من قام بعملية تحديد وقت التفجير وانما الخبراء المعنيون الذين كلفوا تنفيذ هذه المهمة. وقد لا يعود هذا الفارق في التوقيت الى اختلاف بين توقيتين لانفجار واحد وانما الى حصول اكثر من انفجار وخاصة ان تقرير براميرتس يشير الى امكان تثبيت نظرية حصول تفجيرين واحد فوق الارض واخر تحت الارض الفارق بينهما عدة ثوان. وهذا ما يتطلب تدقيقا وتحليلا من قبل خبراء متخصصين في قضايا الزلازل والمتفجرات لمعرفة نوعية الانفجار الثاني او الانفجارات الاخرى في حال تعددها, وخصوصا ان فريق عمل براميرتس تمكن من التوصل الى هذه النتيجة الاولية غير الثابتة حتى الان عبر دراسة اللوحة الزمنية التي استغرقتها عملية حدوث الجريمة حيث تم تقسيم هذه اللوحة الى جزئيات من الثانية.

ان اصرار براميرتس على اعادة التدقيق في توقيت الانفجار وعلى تحديده بدقة يدل على ان لجنة التحقيق الدولية تعمل بجدية فائقة وان التحقيق دخل فعلا في مرحلة اعداد الادلة الجرمية الثابتة وتنقيتها من اي شائبة او نقص او مكامن ضعف معينة وذلك بهدف احالة ملف القضية على المحكمة الجزائية الدولية المختلطة التي سيتم تاسيسها قريبا. وهذا ما اشار اليه صراحة تقرير براميرتس الذي جاء فيه على هذا الصعيد انه " بينما يجري تحليل يستند الى علم الزلازل على ايدي مختصين في علم الزلازل الطبيعية, من الضروري استكماله بتحليل يقدمه متخصصون في علم الزلازل الاصطناعية لتحديد خصائص التفجير".

 

2 ¯ في خصائص التفجير:

كانت لا تزال نتائج التحليلات والاستقصاءات والخبرات الجنائية غير حاسمة واكيدة حول ما اذا كان قد وقع انفجار واحد او عدة انفجارات تحت الارض او فوق الارض في عملية اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه. هذا وان كان المحقق الالماني ديتليف ميليس قد اشار في تقريره المرفوع الى مجلس الامن بتاريخ 19 اكتوبر 2005 الى انه قد توصل الى نتيجة شبه اكيدة بان هناك انفجار حصل فوق الارض وان هناك ما يقارب الالف كيلو من المتفجرات الشديدة التي استعملت في عملية التفجير. ويفيد تقرير رئيس لجنة التحقيق الدولية الجديد القاضي براميرتس في هذا الخصوص ان " اللجنة تلاحق قنوات استعلام واعدة, وتبلغ وضوحا في هذا الشان ومنحت الاولوية لتقييمها اشغال طرق ممكنة كانت تجري في المنطقة المحيطة بالانفجار قبل التفجير". وينتج من هذه الحيثية ان لجنة التحقيق الدولية حصلت على ادلة جديدة وموضوعية تفيد بحصول تفجيرين واحد فوق الارض واخر تحت الارض, وخصوصا ان التقرير يشير الى اولوية التدقيق في اشغال الطرق والحفريات التي كانت تجري في المنطقة المحيطة بالانفجار قبل وقوع العملية الارهابية.

ولكن رغم هذه المؤشرات الجنائية الجدية, لا يمكن الجزم حاليا بان لجنة التحقيق الدولية توصلت الى نتيجة حاسمة ونهائية على هذا الصعيد. ومن جهة ثانية فلا يجوز الاعتقاد بان المؤشرات الجديدة المتعلقة بخصائص التفجير تدل على اختلاف في النتائج التحقيقية بين ما توصل اليه القاضي ميليس وما توصلت اليه لجنة التحقيق الدولية التي يتراسها القاضي براميرتس, اذ ان ميليس رغم تاكيده على واقعة حصول تفجير فوق الارض لم ينف احتمال حصول تفجير اخر تحت الارض. اضف الى ذلك ان ميليس تبنى نظرية الخبراء الايرلنديين والفرنسيين والهولنديين المتخصصين في علم المتفجرات ولم يبن رايه على اية نظرية شخصية فيما خص هذا الموضوع, وذلك بعد ان انقسم الخبراء اللبنانيون بين مؤيد ومعارض لنظرية حصول التفجير تحت الارض. فهو قد اكد دون اي لبث, في تقريره الصادر بتاريخ 19 اكتوبر ,2005 على انه »وافق الخبراء الايرلنديون والفرنسيون على ما جاء في تقرير خبراء الادلة الجنائية الهولنديين ومفاده ان التفجير الذي قتل الحريري و 22 اخرين حدث فوق الارض. وما يؤكد ان القاضي ميليس لم يستبعد البتة نظرية حصول تفجير تحت الارض هو ان تقريره المرفوع الى مجلس الامن بتاريخ 11 ديسمبر 2005 يعطي مسالة الحفريات التي جرت في منطقة التفجير قبل حصوله اهمية ملحوظة ويوصي بضرورة متابعة التحقيق في هذا الجانب المهم من القضية. فقد جاء في الفقرة 43 في التقرير المشار اليه انه " كما ورد في التقرير السابق ( الفقرتان 129 و 131 ) قدم شهود ادلة عن حفريات جرت في منطقة فندق " السان جورج" في الايام التي سبقت مباشرة التفجير, على الرغم من انه لم يصدر اي اذن رسمي يسمح بهذه الاعمال في تلك الفترة. وافاد بعض الشهود ان عناصر من القوى الامنية اللبنانية كانوا موجودين في منطقة الحفريات. يبدو هؤلاء الشهود صادقين وموثوقين بالنسبة الى اللجنة من حيث تذكرهم للحفريات التي جرت في تلك المنطقة في الفترة المعينة. وهذا الجانب من التحقيق مهم".

ان اصرار ميليس على اهمية التدقيق في طبيعة الحفريات التي جرت قبل التفجير للوقوف على تفاصيلها واهدافها يدل دلالة واضحة وقاطعة على عدم اهماله نظرية حصول تفجير ثان تحت الارض. وهو لهذا السبب كان قد اوصى بمتابعة التحقيقات لهذه الناحية. وعلى هذا الاساس, فان قرار براميرتس التدقيق في هذا الجانب من التحقيق يعتبر اجراء مكملا للاجراءات التي كان قد بداها سلفه القاضي ميليس ومتابعة للنقاط الحساسة والمفيدة التي كان قد اثارها قبل تقديم استقالته. وهذا يمكن استنتاجه من تقرير براميرتس ذاته الذي يحيل في فقرته رقم 28 على الفقرة رقم 43 من تقرير ميليس المرفوع الى مجلس الامن بتاريخ 11 ديسمبر 2005 والتي يؤكد فيها ميليس صراحة على ضرورة العمل على تحديد ماهية الحفريات وخلفياتها.

ويستدل ايضا من حيثيات تقرير براميرتس انه وان اعاد التدقيق في احتمال حصول تفجير تحت الارض وان كان لدى لجنة التحقيق الدولية معلومات جدية ودلائل جديدة تشير الى حصول هذا التفجير تحت الارض, فهو يركز ايضا على تحديد الية التفجير الثاني الحاصل فوق الارض في وقت جد قريب من التفجير الواقع تحت الارض. وهذا يعني ان التقرير يتابع خيط التحقيق الذي امسكت به لجنة التحقيق الدولية قبل تسلم براميرتس مهماته والمتعلق بشاحنة الميتسوبيشي المسروقة والتي استعملت كاداة لتحميل المتفجرات.

وفي هذا الخصوص, اشار تقرير براميرتس الى ان مهمة متابعة هذا الخيط من خيوط التحقيق " لا تزال مستمرة مع اجراء تحاليل مهمة تتعلق بالحمض النووي وجمع معلومات جديدة حول مصادر المركبة وتحركها قبيل التفجير"

واضاف التقرير ذاته على هذا الصعيد ان " هناك حاجة لاجراء تحقيقات اضافية حول المزاعم التي تتعلق بمشاهدة شاحنة ميتسوبيشي في مخيم الزبداني ( سورية) قبل وقت قصير من التفجير. وهذه المزاعم تحتاج الى تعزيز, وهي تبقى خيطا في التحقيق في اطار تقييم مصدر المعلومة".

وهذا يعني ان لجنة التحقيق الدولية برئاسة القاضي براميرتس لم تسقط الاتهامات والشبهات الجنائية الموجهة ضد بعض المسؤولين السوريين الذين توجد ضدهم ادلة جرمية على تورطهم في عملية اغتيال الرئيس رفيق الحريري والتي كانت قد اسستها وجمعت مكوناتها الجنائية عندما كانت تعمل تحت اشراف وادارة القاضي ميليس. ويمكن القول, في السياق عينه, ان تقرير براميرتس يتابع بجدية وموضوعية خيوط التحقيق المتعلقة بتورط اشخاص سوريين في عملية اغتيال الرئيس الحريري وفي عملية اعداد سيارة الميتسوبشي وتجهيزها بالمتفجرات في احد المواقع العسكرية السورية داخل الحدود السورية, بعد ان كان ميليس قد اهمل الى حد ما هذه الناحية من التحقيق في تقريره الثاني الصادر بتاريخ 11 ديسمبر ,2005 وذلك لعدم توفر المعلومات والادلة الكافية والقاطعة حول كيفية تجهيز الشاحنة المذكورة وحول مصدرها ولتعميق التحقيق ومتابعته فيما خص هذه النقطة بالذات. وهذا ما اكد عليه تقرير ميليس المرفوع الى مجلس الامن بتاريخ 11 ديسمبر 2005 بالاشارة الى انه " بناء على طلب اللجنة, فتحت الشرطة الوطنية اليابانية تحقيقا حول هذه السيارة المسروقة واستنتجت انها شحنت, اما كاملة او مفككة الى قطع, من اليابان الى بلد اخر هو على الارجح الامارات العربية المتحدة. منذ سبتمبر عملت اللجنة الدولية عن كثب مع السلطات اليابانية والاماراتية لتعقب تحركات هذه السيارة بما في ذلك مراجعة مستندات الشحن في الامارات العربية المتحدة وبمساعدة السلطات الاماراتية في محاولة لتحديد مكان الاشخاص الذين ارسل اليهم المستوعب الذي يعتقد انه ضم السيارة او اجزاءها, واجراء مقابلات معهم. ما زال خيط التحقيق هذا في مراحله الاولى.

ان القول بان خيط التحقيق لهذه الجهة لا يزال في مراحله الاولى يدل بشكل صريح على ان براميرتس يقود التحقيق على خطى القاضي ميليس ووفقا لخارطة التحقيق التي رسمها ووضع اسسها المهنية والقانونية.

2- العناصر المادية المتعلقة بالجرائم الارهابية الاخرى التي قد تكون على صلة بجريمة اغتيال الرئيس الحريري.

ان عدم تمكن السلطات التحقيقية اللبنانية من التوصل الى نتائج جنائية ملموسة وموضوعية على صعيد التحقيق في الجرائم الارهابية المرتكبة بدءا من محاولة اغتيال الوزير مروان حماده وانتهاء باغتيال الشهيد جبران تويني, دفع بالحكومة اللبنانية الى ان تطلب من الامم المتحدة مد الاجهزة اللبنانية التحقيقية بالمساعدات التقنية اللازمة في هذا المجال. وقد استجاب مجلس الامن لهذا الطلب بموجب قراره رقم 1644 الصادر بتاريخ 16 ديسمبر سنة2005 .

وتبين من خلال حيثيات تقرير رئيس لجنة التحقيق الدولية القاضي براميرتس الذي رفع الى مجلس الامن بتاريخ 14 مارس 2005 ان اللجنة المذكورة بادرت الى تقديم المساعدة التقنية الى القضاء اللبناني في التحقيقات المتعلقة بالجرائم الارهابية المذكورة اعلاه, وذلك في مجالات عدة. وهذا ما تمت الاشارة اليه في الفقرات 51 الى 87 من التقرير المذكور حيث جاء ما يلي: " قدمت اللجنة المساعدة في سبعة مجالات مستقلة: تحليل الجرائم, والتحليل القانوني, والتحليل والتحقيق الشرعي, وتحديد خطوات التحقيق التالية والثغرات ومجالات القوة, والتحليل الداخلي الافقي للجرائم, وتحديد اية روابط بين الاربع عشرة حالة وبين تحقيق الحريري. ان تقديم مساعدة مماثلة ياخذ مكانه على اساس كل حالة, وهو محكوم معنويا بحجم المصادر المتوفرة للجنة لهذه المهمات. ان مزيدا من المساعدة الفنية التفصيلية قد تصبح ضرورية. يجب على التقييمات التمهيدية ان تدل على الضوابط المحتملة بين الحالات ال¯ 14 وتحقيق الحريري. "تستمر اللجنة في تقديم المساعدة التقنية في ما يخص القدرة التحليلية الشرعية والجنائية لكل قضية على حدة, وتقديم خبراتها للقيام بتحليل مقارن مع التحقيق في قضية الحريري".

وفي ما خص امكان وجود تلازم جرمي بين عملية اغتيال الرئيس رفيق الحريري والجرائم الارهابية الاخرى المرتكبة منذ محاولة اغتيال الوزير مروان حماده, يقدم تقرير براميرتس توصيفا مسهبا ومفصلا حول ظروف ارتكاب محاولة اغتيال الوزير حماده والجرائم الارهابية الاخرى التي اعقبت جريمة اغتيال الرئيس الحريري ورفاقه, ولكن من دون ان يعرض لشبهات او لدلائل جرمية ثابتة حول ارتباط هذه الجرائم ببعضها او بجريمة اغتيال الرئيس الحريري. فهو اذ يفصل سبل ونوع المساعدات التقنية التي قدمتها لجنة التحقيق الدولية الى السلطات اللبنانية في التحقيقات الجارية في هذه الجرائم, واذ يشير الى ان " مراجعة اساسية تقارن المعلومات المتوافرة تظهر بعض الخصائص المشتركة للجرائم الاربع عشرة, يفيد بانه " في هذه المرحلة, واذا ما اخذنا بعين الاعتبار مستوى التحقيقات التي اجريت في الحالات الاربع عشرة والادلة المتوافرة حتى الان, من المبكر الاستنتاج او حتى الافتراض ان ايا من القضايا الاربع عشرة مرتبطة ببعضها او بقضية الحريري. على الرغم من ذلك, ستعمل اللجنة بجد لتقييم معلومات ترشح عن اي من هذه القضايا الاربع عشرة والتي قد تفضي الى التراجع عن هذه الفرضية".

هذا الاستنتاج الاولي لتقرير براميرتس لا يدل على ان لجنة التحقيق الدولية لا تملك ادلة او شبهات جرمية حول وجود ترابط جرمي بين الجرائم الارهابية المذكورة اعلاه وانما على نية المحققين الدوليين بعدم وضع تفاصيل وطبيعة الادلة والشبهات المتوفرة على هذه الحالة الجنائية قيد التداول الاعلامي حفاظا على سرية التحقيق وعلى سلامة الشهود او الاشخاص الذين توجد بحوزتهم معلومات موضوعية تتعلق بهذه الجرائم وذلك تطبيقا للالية الجديدة لسير التحقيقات التي اعتمدها القاضي براميرتس. وهذا ما يمكن استخلاصه من حيثيات الاستنتاجات التي وردت في تقرير براميرتس ذاته والتي جاء فيها انه "قد بدات اللجنة بتوفير المزيد من المساعدة التقنية للسلطات اللبنانية من اجل تحقيقاتها في اربعة عشر هجوما ارهابيا اخر بدات في الاول من اكتوبر ,2004 وينير هذا المنحى من عملها مجالات قد تكون مهمة في تطور التحقيق بربط هذه القضايا (او قسم منها) ببعضها . وفي السياق عينه, اشار تقرير براميرتس بصورة مبطنة الى الجهة التي قد تكون وراء كل هذه الاغتيالات والعمليات الارهابية بقوله " ان المستهدفين من سياسيين واعلاميين كانوا معروفين في مواقفهم المنتقدة للوجود السوري في لبنان وكانوا صعدوا وكثفوا من انتقاداتهم تلك بعد اغتيال الحريري ان في مقابلات او في برامج تلفزيونية, او في تصريحات عامة".

وانطلاقا من هذه الحيثية بالذات, يمكن التاكيد على ان تقرير القاضي براميرتس يحافظ, حتى على هذا الصعيد, على السياق العام للتحقيق الجنائي الذي كان قد بداه الرئيس السابق للجنة التحقيق الدولية القاضي ميليس الذي اشار في تقاريره التي رفعها الى مجلس الامن وفي الكثير من تصاريحه الى وجود ادلة وشبهات في حوزة لجنة التحقيق الدولية حول ارتباط الجرائم الارهابية الاربع عشرة بجريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري وببعضها البعض. فقد ورد في تقرير لجنة التحقيق الدولية المرفوع الى مجلس الامن بتاريخ 19 اكتوبر 2005 انه " لا بد من وضع انفجار 14 فبراير بوضوح في سياق تسلسل الانفجارات التي سبقته واعقبته, ما دام يمكن ان تكون ثمة صلة بين بعضها, ان لم يكن بينها جميعا" .

اما في تقرير ميليس المرفوع الى المرجعية الدولية ذاتها بتاريخ 11 ديسمبر,2005 فقد جاء انه " كشف التحقيق ايضا معلومات اكثر تحديدا حول طريقة تحكم الاجهزة الامنية السورية بالوضع الامني في لبنان وتلاعبها به. على سبيل المثال, حصلت اللجنة على معلومات تفيد بانه بعد اغتيال الحريري, زود مسؤول سوري كبير مجموعات وافرادا في لبنان باسلحة وذخائر في سبيل خلق فوضى عامة ردا على اي اتهامات بتورط سوري في اغتيال الحريري. فتحت السلطات اللبنانية تحقيقا منفصلا في التخطيط لهجمات ارهابية مرتبطة بهذه المعلومة".

ان وجود هذه الادلة والشبهات حول ارتباط الجرائم الارهابية الاربع عشرة بجريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري وببعضها البعض اكدته ايضا تصريحات الرئيس السابق للجنة التحقيق الدولية القاضي ميليس. فهو لهذه الناحية افاد في الكلمة التي القاها امام مجلس الامن بتاريخ 25 اكتوبر 2005 خلال مناقشة التقرير الذي رفعه الى هذه المرجعية الدولية بما يلي: " لست في وضع استبعد فيه وجود ارتباط بين مختلف الجرائم الارهابية المرتكبة في لبنان قبل وبعد اغتيال الحريري, وخصوصا محاولة اغتيال الوزير مروان حماده في الاول من أكتوبر 2004 هذه المحاولة بالتاكيد يجب النظر فيها, واذا كان ثمة علاقة بينها وبين اغتيال الحريري, فانه يجب ان يتوافر الوقت للجنة من قبل مجلس الامن كي ننظر فيها بشكل اوثق".

وبتاريخ 15 ديسمبر 2005 وبعد مرور ثلاثة ايام على اغتيال الشهيد جبران تويني, قال القاضي ميليس لشبكة (سي.ان.ان. ) التلفزيونية انه " علينا البحث ونحن نبحث بالفعل عما يربط بين الاغتيالات. الامر واضح للغاية, فهناك صلة تربط بين كل الاغتيالات التي وقعت بعد اغتيال الحريري". وفي حوار اخر مع صحيفة " الشرق الاوسط", اشار الى " وجود رابط وثيق بين عمليات الاغتيال التي تم تنفيذها اخيرا في لبنان وعملية اغتيال الرئيس الحريري ورفاقه" وفي حديث لمجلة " شتيرن" الالمانية اكد القاضي ميليس على ان اغتيال الشهيد النائب جبران تويني كان رسالة تهديد واضحة للجنة التحقيق الدولية ولرئيسها الذي كان يسلك الطريق ذاتها التي اغتيل عليها الشهيد جبران تويني, وذلك بقوله: " كان اسم تويني موجودا في راس قائمة الاشخاص الذين تنوي سورية اغتيالهم. وطلبت من ضابط الارتباط اللبناني اطلاع تويني على ذلك. وقد علمت باغتيال تويني خلال وجودي في مقر الامم المتحدة في نيويورك, فهزني الخبر في شكل كبير, وخصوصا اني كنت اهيئ نفسي لنشر التقرير في اغتيال الحريري... ان اغتيال تويني كان رسالة واضحة موجهة الي شخصيا تعني: افعل ما تشاء ولن يفيدك اي شيء, وبامكانك كتابة تقارير كيفما تريد ونحن سنستمر في عمليات الاغتيال".

وبالتعويل على هذه الوقائع والعناصر المادية الواردة في تقارير ميليس وفي تقرير براميرتس يمكن التاكيد على انه توجد في حوزة لجنة التحقيق الدولية بعض الادلة والشبهات التي تدل على وجود ترابط او تلازم جرمي بين عملية اغتيال الرئيس الحريري والعمليات الارهابية الاخرى المرتكبة منذ محاولة اغتيال الوزير حماده. لكن هذه الادلة تحتاج الى مزيد من التحليل والتدقيق والدراسة. ولهذا فان تقرير براميرتس تعمد الحذر على هذا الصعيد واثر عدم البوح بما لدى لجنة التحقيق الدولية من ادلة ومعلومات حسية حول هذا الترابط الجرمي حفاظا على سرية التحقيق وحماية للشهود. ومن هنا يمكن القول ان عمل القاضي براميرتس يكمل لهذه الجهة ايضا المهمات التحقيقية التي كان رسم حدودها واصولها واهدافها سلفه القاضي ميليس ولكن على اساس اسلوب ونهج مختلفين. ولا بد من الاشارة بهذا الخصوص الى انه لو لم يكن هناك من ادلة هامة لدى لجنة التحقيق الدولية على الترابط الجرمي بين عملية اغتيال الرئيس الحريري والجرائم الارهابية الاخرى لما كان قد اذن مجلس الامن للجنة التحقيق الدولية بقراره الرقم 1644 مباشرة التحقيق في هذه الجرائم وتقديم المساعدة التقنية للقضاء اللبناني في هذا المجال.

ان متابعة القاضي براميرتس لهذا الشق من التحقيق واهتمامه التفصيلي بمواصفات الجرائم الارهابية التي قد تكون على صلة بجريمة اغتيال الرئيس الحريري يدل على ان لجنة التحقيق الدولية تعمل برئاسته وفقا للاطر والقواعد التي وضعها ورسمها للتحقيق الرئيس السابق لهذه اللجنة القاضي ميليس ليس فقط فيما يتعلق بالعناصر المادية للتحقيق وانما ايضا فيما يتعلق بالعناصر البشرية التي تؤلف مادة مهمة للتحقيقات والاجراءات الجزائية في جريمة اغتيال الرئيس الحريري ورفاقه.

ب: في العناصر البشرية موضوع التحقيق:

يتبين من خلال قراءة مضمون تقرير القاضي براميرتس ان لجنة التحقيق الدولية ماضية في عملية تحديد هوية الاشخاص الذين رعوا مشروع اغتيال الرئيس الحريري او اعطوا الامر بتنفيذه والذين اعدوا الخطة الكاملة لوضع هذه الجريمة موضع التنفيذ والذين سهلوا تنفيذها والذين شاركوا مباشرة في عملية التنفيذ على الارض. وفي حين يبدو ان لجنة التحقيق الدولية تحوز على معلومات وادلة موضوعية حول الجهات التي جعلت الجريمة قابلة للتنفيذ او التي سهلت تحقق عملية اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه, يسعى القاضي براميرتس جاهدا الى تحديد هوية الاشخاص الذين نفذوا ماديا العمل الارهابي المذكور والى الاطلاع على تفاصيل وضع الهجوم في اطاره التنفيذي والاليات التي استخدمت في هذه العملية والى تحديد هوية الراس المدبر لهذه العملية او الذي اعطى الامر بتنفيذها او الذي كانت له الكلمة الفصل في امكان تحقق هذا العمل الارهابي الكبير. وهذا يعني ان القاضي براميرتس هو في طور تحديد طبيعة ادوار ومواصفات الجهات الضالعة في عملية اغتيال الرئيس رفيق الحريري وتعيين صلة الوصل بين الوسائل البشرية المستعملة والعملية الارهابية المرتكبة.

ويلاحظ من خلال القراءة الجنائية لتقرير براميرتس ان لجنة التحقيق الدولية تعمل على جمع المعلومات الدقيقة والادلة الجرمية الموضوعية حول نوع وطبيعة الصلة التي تربط بين الاشخاص الذين نفذوا عملية اغتيال الرئيس الحريري بشقها المادي وبين الجهات التي امرت ورعت هذه العملية الارهابية, وذلك بهدف تضييق الخناق على من اتخذ القرار السياسي باغتيال الرئيس الحريري. وهذا ما تم التاكيد عليه في الفقرة رقم 38 من تقرير القاضي براميرتس التي جاء فيها انه " نظرا لطبيعة الرعاية المعقدة جدا ودعم وتنفيذ النشاطات الارهابية, فانه من الضروري للجنة ان تعرف وتستخدم اشكالا جديدة من الاستقصاءات والمعلومات لتاسيس الروابط بين الجريمة نفسها والذين اطلقوها وقاموا برعايتها. واللجنة تلاحق عددا من المصادر التي قد تقدم معلومات حول ذلك".

وبالتاسيس على هذه الناحية من التحقيق, يمكن الاعتقاد بان لجنة التحقيق الدولية لديها معلومات جدية مكنتها من تحديد الادوار الجنائية التي قام بها مختلف الاشخاص الذين شاركوا في عملية اغتيال الرئيس الحريري ورفاقه. ذلك انها قسمت هذه الادوار في تقرير براميرتس الى ثلاث فئات: دور الذين رعوا الجريمة ومنهم من اعطى الامر بتنفيذها ومن تولى عملية اعدادها والتخطيط لتفاصيلها ومواصفاتها, ودور الذين جعلوا الجريمة ممكنة او سهلوا عملية ارتكابها, ودور الذين ارتكبوا الجريمة على الارض.

1- الاشخاص الذين رعوا الجريمة:

فيما خص تحديد هوية الاشخاص الذين رعوا الجريمة, لا ينقض تقرير براميرتس النتائج الجنائية التي كان قد توصل اليها القاضي ميليس والتي تتضمن شبهات جرمية موجهة الى مسؤولين سوريين امنيين رفيعي المستوى بالاستناد الى خلفية الجريمة السياسية والى التهديدات التي كان قد تلقاها الرئيس الحريري من الجانب السوري قبل اغتياله بفترة وجيزة والى حجم العملية الارهابية الهائل والمعقد بحيث كان لا يمكن تحقيقها الا من قبل دولة فاعلة وتملك القدرات الامنية والعسكرية واللوجستية اللازمة. وكان قد اشير الى هذه العناصر الحساسة في مواضع عدة من تقرير القاضي ميليس المرفوع الى مجلس الامن بتاريخ 19 اكتوبر 2005 حيث جاء فيه لهذه الناحية " ان تحقيقات اللجنة اكدت ما يقوله الكثير في لبنان ان كبار ضباط الاستخبارات السورية كان لهم تاثير كبير ستراتيجي على حكم لبنان, والصراع الكبير بين الحريري والمسؤولين السوريين الكبار, بمن فيهم الرئيس بشار الاسد, كان جزءا محوريا في المعلومات التي قدمت الى اللجنة من خلال الوثائق والشهادات".

كما اكد التقرير ذاته انه " لما كانت اجهزة الاستخبارات السورية واللبنانية العاملة معا متغلغلة في المؤسسات والمجتمع, فانه يصعب تخيل ان يكون هذا الاغتيال المعقد قد ارتكب من دون معرفتها" واضاف التقرير المذكور في السياق عينه انه " تستخلص اللجنة انه, وبعد مقابلة الشهود والمشتبهين في الجمهورية العربية السورية, وتبيان ان خيوط عدة تتجه مباشرة الى مسؤولي الامن السوريين في كونهم متورطون في الاغتيال, انه مطلوب من سورية ايضاح جزء كبير من المسائل غير المحلولة.

وأكد القاضي ميليس في التقرير الذي رفعه الى مجلس الامن بتاريخ 11 ديسمبر 2005 على الخلفية السياسية للجريمة وعلى الشبهات الجرمية التي تدل على ضلوع بعض المسؤولين السوريين في رعاية عملية اغتيال الرئيس رفيق الحريري وذلك بالاشارة الى ان " هناك نموذج مطرد من الادلة الظرفية المتلاقية المتعلقة بدافع الجريمة والتي تشير مباشرة الى التوتر المتزايد الذي بلغ ذروته في اواخر عام .2004 كما ان اللجنة لم تعثر على اي دليل يبدل الاستنتاج حول الاساس المنطقي المشار اليه في التقرير السابق والمتعلق بتورط مسؤولين سوريين ولبنانيين كبار".

وبالتاسيس على هذا المسار الجنائي يتابع القاضي براميرتس تحقيقاته بهدف الحصول على المعلومات والادلة الجنائية المفيدة والموضوعية التي تدين النظام الامني السوري والتي تثبت ضلوعه في عملية رعاية جريمة اغتيال الرئيس الحريري وفي اتخاذ القرار بتصفيته لاسباب سياسية تم شرحها تفصيليا في دراسات سابقة واهمها اتهامه بالعمل على استصدار القرار الدولي رقم 1559 الذي ينص على الزام الحكومة السورية بسحب قواتها العسكرية والمخابراتية من لبنان. ذلك انه لم يشر البتة في تقريره الى عدم تورط السوريين في هذه العملية الارهابية, لا بل على العكس من ذلك فهو يدل بطريقة مبطنة وفطنة باصابع الاتهام على النظام السوري كجهة راعية لجريمة اغتيال الرئيس الحريري ومقررة لهذا الاغتيال وذلك بقوله: " لقد بات واضحا ان الوسائل والادوات في جريمة ارهابية مماثلة معقدة في مرحلة التحضير لها, واكثر بساطة خلال تنفيذها. ويبدو ان الاشخاص الذين حضروا لهذه الجريمة محترفون بشكل كبير في عملهم, بعدما خططوا لنسبة كبيرة من النجاح, وقادوا العملية وسط معايير عالية من الالتزامات الجماعية والفردية, ولا بد من التاكيد ان على الاقل بعضا من هؤلاء المتورطين متخصصون في نوع كهذا من النشاط الارهابي".

(يتبع)