المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم السبت 18/11/2006

وما مِن أَحَدٍ يَجعَلُ الخَمرَةَ الجَديدَةَ في زِقاقٍ عَتيقة، لِئَلاَّ تَشُقَّ الخَمرُ الزِّقاقَ، فَتتلَفَ الخَمرُ والزِّقاقُ معاً.

ولكِن لِلخَمرَةِ الجَديدة زِقاقٌ جَديدة». (مرقص)

 

"حركة التغيير" عقدت مؤتمرها الصحافي وكشفت عدم صحة إشاعة شيك الاغا

محفوض: الجامحون الى السلطة باتوا لا يقدرون عواقب مواقفهم ومواقعهـم

المركزية - إعتبر رئيس "حركة التغيير" المحامي ايلي محفوض ان الانقسام الذي يشهده لبنان اليوم يمهد لاعداد لبنان لكي يعبئوا فيه خرابا وقلاقل ويسمع لسوريا ان تستعيد دورها المباشر على ارض لبنان، محذرا من اللعبة التي يشارك بها مَنْ غشّ الناس لافتا الى ان الجامحين الى السلطة باتوا لا يقدرون عواقب مواقفهم ومواقعهم، كاشفا بالمستندات والوقائع عدم صحة إشاعة الشك التي طرحت من قبل البعض أخيرا مشيرا الى ان هذه المسألة هي بداية الطريق لكي تكشف الحقائق كلها.

كلام محفوض جاء في خلال مؤتمر صحافي عقده قبل ظهر اليوم في اوتيل كومفورت بحضور المسؤول السابق في التيار الوطني الحر بسام آغا ورئيس الحركة اللبنانية الحرة والنائب غبريال المر وعضو المكتب السياسي الكتائبي وليد فارس وعدد من المسؤولين السابقين في التيار الوطني الحر وأعضاءي يمثلون المكتب المركزي للتنسيق الوطني.

" ان لبنان اليوم بات مقسوما الى فئتين، ولكن الفئة الاخطر هي تلك التي تسعى الى اعادة هذه الجمهورية الى دولة مسلوبة الارادة، ولاظهار لبنان بمظهر العاجز، وذلك عبر تقويض القرار المركزي للدولة اللبنانية.

وهذا الانقسام سيساعد ويمهد لاعداء لبنان لكي يعبثوا فيه خرابا وقلاقل، هذا الانقسام سوف تستفيد منه اسرائيل، وهو في الوقت ذاته يمهد لسوريا لكي تستعيد دورها المباشر على ارض لبنان، وتستعيد فرض هيمنتها على الحياة السياسية اليومية عبر الاحزاب والمجموعات التي لا زالت حتى اليوم تتلقى التعليمات والنصائح ان لم نقل الاوامر من القيادات السورية.

ووجه رسالة الى اللبنانيين لكي يعوا حقيقة الخطر الداهم، الذي يساهم به او بعض فئاته من دون ان يدري ان هو استمر بلعب دور الاعمى، وبلعب دور قطيع الغنم حيث يساق مرة يمين ومرة شمال وكأنهم مسلوبوا الارادة، وبذلك يتمكن بعض القيادات من جر هذا الشعب واستعماله لمآرب شخصية، لا تخدم سوى مصلحة هذا الزعيم او ذاك الحزب.

اننا نحذر من اللعبة التي يشارك بها بعض من غش الناس وساقهم، لان لبنان سيكون على حافة الانهيار النهائي في حال استمر هؤلاء المغامرين في غيهم. والواضح ان الجامحين الى السلطة باتوا لا يقدرون عواقب مواقفهم ومواقعهم وتصرفاتهم غير المسؤولة على الاطلاق.

وقال: لعل الازمة الاخيرة والتي تمثلت بتقديم وزراء الشيعة استقالاتهم من الحكومة، ووزير ارثوذكسي محسوب على رئيس الجمهورية، انما أظهرت بشكل قاطع النيات غير النظيفة في معالجة مسائل داخلية ما كان يجب على هؤلاء المستقيلين ومن يمثلون ومن يقف وراء استقالاتهم ان يتصرفوا بهذا الشكل غير المسؤول، معتبرا ان المسألة ليست شكلية كما هم يحاولون اقناع الناس، المسألة تتعلق بالنظرة الشمولية للبنان بعد زوال الاحتلال السوري عن اراضيه.

أضاف: نحن نعتبر ان الحكومة اللبنانية باقرارها مسودة المحكمة ذات الطابع الدولي انما اقدمت على خطوة جريئة سيادية من دون ان يردعها او يرهبها احد من الذين يحاولون تقويض الحكم المركزي في لبنان عبر اثارة مشكلات بين الفترة والاخرى. والاستقالة انما جاءت نتيجة تحرر الحكومة شيئا فشيئا من الشبح السوري الذي لا يزال يخيم على لبنان بواسطة جماعته.

وعن التهديد بالشارع رأى ان أي تظاهرات او تحركات في الشارع تحت غطاء المطالبة بحكومة اتحاد وطني سنعتبره تحركا سوريا ومن الطراز الرفيع، وهذا بات واضحا كون زوار الشام ورئيسها ينشطون في الآونة الاخيرة بتكرار النزول الى الشارع.

ووجه محفوض نداء الى اللبنانيين والى الشباب اللبناني، لكي يستعيد ذاكرته، ولكي يحاسب من يجره الى احلاف وتحالفات جديدة مصطنعة.

من جهة اخرى، وعن بيان مجلس المطارنة الموارنة الاخير حول المحكمة الدولية، قال محفوض: انتقد البعض هذا البيان ووجهوا سهامهم باتجاه بكركي وسيدها، ليتبين لاحقا ان موقف بكركي كان الصواب، مما دفع بهؤلاء المنتقدين الى الحج الى الصرح لتبرير ما أقدموا عليه، وكان الاجدى بهم الا يتطاولوا على بكركي ولا ان يعودوا من جديد لطلب السماح ولتقديم التبريرات والاعتذارات.

وعن الفضيحة قال: الجميع يذكرون الشك الذي قيل انه أعطي لبسام آغا من قبل النائب سمير الجسر، ومن بعدها بات كل من يقف موقفا جريئا، وكل من يؤشر على السلبيات يتهم فورا بقبض المال، وهذا ما حصل اخيرا مع رفيقنا سمير سكاف كاشفا بالمستدات والوقائع موضوع الاشاعة والتواقيع والاسماء والمراجع والرموز ورقم الحساب هي جميعها مزورة ام مركبة وان لا أساس لاي منها من الصحة.

أضاف: هذا نموذج متخلف عن التعاطي معنا، وكيف نواجه بأساليب رخيصة لا تليق بمن يدعون الصدق والنزاهة والشفافية، فهل نحن امام كارتلات سياسية من نوع آخر ممنوع على من يدخلها تركها، وفي حال فعل مصيره اما التشهير به او التهديد كما نسمع كل يوم من هنا وهناك، ولكن بدأت الحقائق تتكشف شيئا فشيئا، ولعل مسألة الشك وكشف حقيقتها بداية الطريق لكي تكشف كل الحقائق.

 

"سوليد" تدعي على ضباط وعناصر المخابرات السورية على خلفية جريمتي الاخفاء القسري والتعذيب والاعتقال

وكالات - 2006 / 11 / 17

 أعلن رئيس لجنة سوليد غازي عاد انه تقدم بدعوى قضائية تهدف الى ملاحقة مرتكبي جرائم الاخفاء القسري والتعذيب والاعتقال غير المشروع من ضباط وعناصر المخابرات السورية التي عملت في لبنان وجلبهم الى العدالة.

عقد عاد مؤتمرا صحافيا في الخيمة مقابل الاسكوا بحضور النائب غسان مخيبر والمحامي وليد داغر وأهالي المعتقلين في السجون السورية، وتلا في خلاله البيان الآتي: ان التحرك الذي نقوم به اليوم هو نتيجة حتمية لفشل كل المحاولات والخطوات التي اعتمدت والاتصالات التي اجريت من قبل الاهل واللجان غير الحكومية، المحلية والدولية، من اجل إيجاد حل جدي، شفاف وشامل لقضية ضحايا الاخفاء القسري على يد القوات السورية العاملة في لبنان بين الاعوام 1976 و 2005.

نظرا الى:

1- عدم استعداد القيادة السورية للمبادرة في ايجاد حل لقضية المعتقلين على يد القوات السورية في لبنان وإمعانها في النفي لوجود لبنانيين وغير لبنانيين اعتقلوا في لبنان ثم نقلوا الى سجونها، وقد كان آخر موقف متعنت هو ما صدر عن إجتماع اللجنة اللبنانية - السورية المشتركة في 4 ت2 2006، حيث نكر الوفد السوري الى اللجنة كل الادلة التي تقدم بها الوفد اللبناني مدعيا مرة جديدة عدم وجود معتقلين لبنانيين في السجون السورية.

2- تسييس هذا الملف من قبل القيادة السورية حيث تم إبلاغ وفد المفوض الاعلى لحقوق الانسان في الامم المتحدة الذي زار دمشق في شباط الـ 2006 ان ملف المفقودين قد تقرر ضمه الى ملف القضايا العالقة مع لبنان.

3- التقصير الفاضح للحكومة اللبنانية والدول الاعضاء في مجلس الامن الدولي في طرح المشكلة ومناقشتها على طاولة المجلس بالرغم من الاشارة غير المسبوقة اليها في تقرير موفد الامين العام الخاص لمراقبة تنفيذ القرار 1559 السيد تيري رود لارسن الذي قدمه للمجلس بتاريخ 19 ت1 2006. لقد كان الاجدر بالحكومة اللبنانية الطلب من ممثلها في مجلس الامن التركيز على قضية المعتقلين وإعطائها الاهمية القصوى بسبب المعاناة الانسانية القاسية للاهل وللضحايا اولا، ولان حل الدولة في ممارسة سلطتها القضائية على مواطنيها هو مكون اساس من مكونات السيادة الوطنية الثانية.

4- عدم وجود نية لدى الحكومة اللبنانية لتلبية طلب الاهل المتمثل بإنهاء عمل اللجنة اللبنانية - السورية المشتركة والسعي لانشاء لجنة تحقيق دولية في جريمة الاخفاء القسري على يد القوات السورية.

آخذين في الاعتبار واستنادا الى:

1- ان جريمتي الاخفاء القسري والتعذيب هما جرائم ضد الانسانية وتخالفان احكام معاهدة مناهضة التعذيب ومعاهدة حماية كل الاشخاص من الاخفاء القسري والمادتين 7 و 9 من العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية اللتين تنصان على عدم تعرض اي شخص للتعذيب او اي معاملة او عقوبة مذلة وغير انسانية والى عدم تعرض اي شخص للتوقيف او الاعتقال الاعتباطي.

2- ان تشريع روما للمحكمة الجنائية الدولية ينص في مقدمته على ان الجرائم الاكثر خطورة والتي تهم المجتمع الدولي بأكمله، وقد حدد التشريع الاخفاء القسري والتعذيب على انها جرائم ضد الانسانية، يجب ان لا تمر من دون عقاب وان ملاحقتها قضائيا بشكل فعال يجب ان يتأمن عبر اتخاذ اجراءات على المستوى الوطني وعبر تعزيز التعاون الدولي.

3- ان معاهدة عدم تطبيق المحدوديات التشريعية على جرائم الحرب والجرائم ضد الانسانية Convention on the Non-Applicability of Statutory Limitations to war Crimes and Crimes Against Humanity التي تبنتها الامم المتحدة ودخلت حيز التنفيذ في 11 تشرين الثاني 1970 تنص بشكل واضح ان المعاقبة الفعالة للجرائم ضد الانسانية هي عنصر مهم في منع هذه الجرائم ولذلك فهي لا تخضع للمدة الزمنية التي تعطى للجرائم العادية، كون المحدودية الزمنية تمنع الملاحقة القضائية والعقاب عن الذين ارتكبوا هذه الجرائم، لذلك فالمادة الاولى من المعاهدة تنص في الفقرة ب أنه لا يجب تطبيق المحدودية التشريعية على الجرائم ضد الانسانية سواء ارتكبت في زمن الحرب او في زمن السلم. باختصار شديد ان الجرائم ضد الانسانية هي جرائم متمادية ولا مرور زمن عليها وبالامكان ملاحقتها قضائيا.

4- ان جريمتي الاخفاء القسري والتعذيب على يد عناصر المخابرات السورية تمت في مراحلها الاولى داخل الاراضي اللبنانية لذلك فهي حكما خاضعة لاحكام القانون اللبناني وتجب ملاحقتها امام القضاء اللبناني المختص. لذلك فقد تقدمنا بدعوى قضائية تهدف الى ملاحقة مرتكبي جرائم الاخفاء القسري والتعذيب والاعتقال غير المشروع من ضباط وعناصر المخابرات السورية التي عملت في لبنان وجلبهم الى العدالة. والقضية التي نعرضها اليوم هي اولى القضايا التي نأمل ان يتبعها قضايا اخرى من قضايا الاخفاء القسري والاعتقال الاعتباطي والتعذيب كما نأمل في ان تكون هذه الحملة باكورة عصر جديد وثقافة جديدة لا تقبل الجرائم ضد الانسانية ولا تسمح لمرتكبيها بالهروب من العقاب.

 

رد من رئاسة الجمهورية على بيان لخدام علق فيه على حديث للرئيس لحود: دأب منذ فراره من بلده وخيانته لحزبه وشعبه على تلفيق الاتهامات في محاولة يائسة لتبرئة نفسه مما ارتكبه في لبنان من تجاوزات

وطنية - 17/11/2006 (سياسة) صدر عن مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية البيان التالي: "تعليقا على الحديث الذي ادلى به رئيس الجمهورية العماد اميل لحود إلى" وكالة الصحافة الفرنسية"، وتناول فيه تصرفات نائب الرئيس السوري السابق عبد الحليم خدام واللواء غازي كنعان خلال تسلمهما الملف اللبناني، وزع السيد خدام من مقر لجوئه في فرنسا بيانا ضمنه، كالعادة، كمية من الروايات المختلقة التي يعرف اللبنانيون انها لا تنطبق على الواقع، لا سيما وان السيد خدام دأب منذ فراره من بلده وخيانته لحزبه وشعبه، على تلفيق الاتهامات في محاولة يائسة لتبرئة نفسه مما ارتكبه في لبنان من تجاوزات لا تزال نتائجها ماثلة في الحياة السياسية اللبنانية. ان هذه التجاوزات هي التي اشار اليها رئيس الجمهورية في حديثه إلى "وكالة الصحافة الفرنسية"، وميز بين تصرفات السيد خدام، والمواقف الوطنية والقومية التي اتخذها الرئيس الراحل حافظ الاسد، والتي مكنت لبنان من تجاوز الظروف الصعبة التي نشأت بعد الحرب الاهلية التي وقعت فيه في العام 1975، ثم كانت للرئيس الراحل اليد الطولى في اطلاق مسيرة السلم الاهلي والوفاق الوطني، وهي استراتيجية التزمها الرئيس بشار الاسد بعد غياب والده، قامت على قواعد التعاون والاخوة والتنسيق بين البلدين.

اما ان يقول السيد خدام انه تدخل لمنع انتخاب الرئيس لحود رئيسا للجمهورية عام 1995، فإن قوله هذا يشكل ادانة صريحة لدوره المشبوه في التعاطي بالشؤون الداخلية اللبنانية، وهو نموذج لما شكا منه رئيس الجمهورية في حديثه إلى "وكالة الصحافة الفرنسية" عندما تناول المرحلة التي كان فيها السيد خدام واللواء كنعان ممسكين بالملف اللبناني. ولعل وجود السيد خدام اليوم في قصر فاخر في باريس، هو احد العطاءات التي قدمها له اصدقاؤه في لبنان، لقاء "خدماته" لهم التي يبدو انها لا تزال مستمرة".

 

شتروغر: "اليونيفيل" سجلت اليوم 14 خرقا 11 منها في منطقة الفرنسيين بللغريني احتج لدى اسرائيل وابلغ الامم المتحدة في نيويورك بهذه الاحداث

وطنية - 17/11/2006 (سياسة) افاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" ان الناطق الرسمي بإسم القوات الدولية العاملة في الجنوب ميلوش شتروغر اشار الى "ان اليونيفيل سجلت اليوم 14 خرقا جويا اسرائيليا 11 منها وقع في منطقة عمل الكتيبة الفرنسية العاملة في اطار "اليونيفيل" في القطاع الاوسط، وفي احدى حالات الخرق حلقت طائرتان اسرائيليتان من نوع "اف 15" وبسرعة فائقة فوق المنطقة ذاتها، وفي الوقت نفسه كانت طائرتا استطلاع اسرائيلية تحلقان فوق مقر القيادة التابع للكتيبة الفرنسية في جبل مارون بالقرب من بلدة برج قلاوية". اضاف: "اتخذت وحدة السلاح المضاد للطائرات في الكتيبة الفرنسية الاجراءات الاولية للرد على هذه الاعمال وفق قواعد الاشتباك التابعة ل"اليونيفيل" حسب قرار مجلس الامن 1701 والذي ينص على حق "اليونيفيل"، وفي اطار تنفيذ مهماتها، بالدفاع عن النفس واخذ كل الاجراءات الضرورية لحماية افراد الامم المتحدة ومنشآتها". وقد احتج قائد القوات الدولية آلان بللغريني لدى السلطات الاسرائيلية وطلب منها وقف هذه الاعمال غير المقبولة والتي هي خرق للقرار 1701، كما ابلغ قيادة الامم المتحدة في نيويورك بهذه الاحداث.

 

رئيس مجلس الوزراء رحب بالمبادرة الاوروبية للسلام في المنطقة : تأخرت كثيرا لكن اهميتها انها تؤكد مركزية القضية الفلسطينية

وطنية- 17/11/2006 (سياسة) رحب رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة بالمبادرة الاوروبية للسلام في الشرق الاوسط التي اطلقتها الدول الاوروبية الثلاث فرنسا واسبانيا وايطاليا, وقال :" اننا نرحب بهذه المبادرة ترحيبا كبيرا" . اضاف : "صحيح أن مبادرة المجموعة الأوروبية، والمجتمع الدولي، تأخرت كثيرا، لكن اهميتها اليوم تأتي من كونها تؤكد على مركزية القضية الفلسطينية التي تقع في أساس الحل العادل والشامل في منطقتنا. إن المجتمع الدولي مطالب بالتحرك بأقصى سرعة ممكنة في طريق تحقيق السلام والاستقرار بالدولة الفلسطينية المستقلة، وبالجلاء عن سائر الأرض العربية المحتلة، ولذلك نرى أن هذه المبادرة الأوروبية تستحق التشجيع، وكما قلت ينبغي أن يشعر سائر الأطراف أن المعالجات ما عادت تنتظر، وينبغي أن تتم اليوم قبل الغد".

 

المثلث الرحمة المطران يوحنا منصور في ذمة الله ويحتفل بصلاة الجناز الاحد في الكاتدرائية البولسية - حريصا

وطنية- 17/11/2006 (متفرقات) غيب الموت المثلث الرحمة المطران يوحنا منصور المعاون البطريركي السابق, وجاء في نعي بطريركية انطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك : " مجد يا مخلص في السماوات رئيس الكهنة الذي خدمك على الارض بغيرة وتجرد" غبطة البطريرك غريغوريوس الثالث ،السادة المطارنة اعضاء المجمع المقدس ، جميعة الاباء البوليسيين وآل منصور وعموم اهالي بلدة راس بعلبك في الوطن والمهجر، ينعون المثلث الرحمة المطران يوحنا منصور المعاون البطريركي السابق الذي توفاه الله يوم الجمعة 17 تشرين الثاني 2006. ينقل جثمان الفقيد من مستشفى قلب يسوع الساعة التاسعة من صباح السبت 18 تشرين الثاني الى كنيسة القديسة حنة في المقر البطريركي في الربوة, حيث يسجى حتى يوم الاحد 19 تشرين الثاني .

وينقل عند الساعة التاسعة صباحا الى دير الاباء البولسيين في حريصا ويسجى في كابيلا الدير, وينقل عند الساعة الواحدة بعد الظهر الى الكنيسة الكبرى الى حين صلاة الجناز. يحتفل بصلاة الجناز الساعة الرابعة بعد الظهر في حريصا , ثم يوارى الجثمان الثرى في مدافن جمعية الاباء البولسيين. تقبل التعازي قبل الدفن في صالون الكنيسة في حريصا ويومي الاثنين والثلاثاء 20 و 21 تشرين الثاني في صالون المقر البطريركي بالربوة من الساعة العاشرة صباحا ولغاية الساعة السابعة مساء . صلوا لاجله , وليكن ذكره مؤبدا". المجلس الاعلى للروم الكاثوليك من جهة ثانية نعى المهندس ايلي ابو حلا الراحل باسم المجلس الاعلى للروم الكاثوليك بالآتي : "المطران يوحنا منصور ... والغياب الاكبر..! امس غاب كبير من احبار كنيستي، رحل المطران يوحنا منصور , رجل الدين السلامي , الذي التصق اسمه بإسم المقر البطريركي بالربوة , خصوصا طوال فترة حروب لبنان, التي تحولت " الربوة" فيها مرجعية روحية وزمنية للكاثوليك الوافدين اليها من كل لبنان! مات المطرن منصور مشغول البال على الوطن, وهو الذي كرس صلاته لخلاص لبنان وبنيه, من كل طوائفهم ومذاهبهم, لانه كان يعتبر ان لبنان هو ( بلد الاديان) السماوية, لا بل هو ( بلد الله) . وفي اخر لقاء معه على سرير الوداع في المستشفى, زرته برفقة غبطة ابينا السيد البطريرك غريغوريوس الثالث لحام, للاطمئنان على حالته, فواسانا وسأل عن الكنيسة والرعية والوطن, والح على غبطته بالسؤال عن زمن اصدار آخر كتاب عربه "التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية" ذلك " انه مفيد للاجيال يا سيدنا البطريرك".

بالامس كان الغياب الاكبر.. مات "سيدنا", مع غياب الامل بشفاء الوطن والجسد وارتفع ليعيش في مصافي الملائكة والقديسيين وانه لمستحق ان يبقى ذكره مؤبدا".

 

الوزير أزعور عقد اجتماعات مع كبار المسؤولين في باريس: لمست رغبة قوية في مساعدة لبنان على تحقيق النمو والتنمية وارتياحا الى تحضيراتنا لعقد مؤتمر الدعم وإشادة ببرنامجنا

وطنية - 17/11/2006 (اقتصاد) عقد وزير المال الدكتور جهاد أزعور سلسلة لقاءات مع عدد من كبار المسؤولين الفرنسيين في العاصمة باريس التي وصلها أمس في زيارة رسمية تستغرق ثلاثة أيام بهدف استكمال التحضيرات الخاصة بمؤتمر باريس 3 الذي من المتوقع أن يعقد في فرنسا في الخامس والعشرين من كانون الثاني من العام المقبل. والتقى الوزير ازعور، بعد ظهر أمس، نائب رئيس مجلس الشيوخ ورئيس لجنة الصداقة الفرنسية اللبنانية في مجلس الشيوخ الفرنسي ادريان غوتيرون، رئيس لجنة العلاقات الخارجية في الجمعية الوطنية الفرنسية ادوارد بلادير، رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ سيرج فانسون، المبعوث الشخصي للرئيس الفرنسي المكلف ملف مؤتمر باريس 3 جان بيار جوييه. وشارك الوزير ازعور اليوم في مؤتمر نظمته غرفة التجارة والصناعة في باريس ووكالة التنمية الفرنسية والبعثات الاقتصادية الفرنسية بعنوان "يوم لبناني" خصص للبحث في مشاريع إعادة البناء والتنمية في لبنان والمجالات المتاحة أمام الشركات الفرنسية للاستثمار في لبنان على الصعيد الاقتصادي والمشاركة في النهضة اللبنانية. وأقام الوزير الموكل الشؤون المالية في وزارة المالية الفرنسية جان فرانسوا كوبيه غداء عمل على شرف الوزير ازعور الذي عاد، والتقى على هامش الغداء وزير المال والاقتصاد والصناعة الفرنسي تيري بروتون. كما التقى وزير المال في قصر الاليزيه المستشار التقني للرئيس جاك شيراك دومينيك بوشيه.

وعقد لقاء صحافيا مع مجموعة من الصحافيين الفرنسيين تحدث خلاله عن مجمل الاستعدادات والتحضيرات التي تقوم بها الحكومة اللبنانية بالتعاون مع الدول والمؤسسات المانحة العربية والأجنبية من اجل عقد مؤتمر باريس 3. وتحدث عن البرنامج الاقتصادي الذي أعدته الحكومة لطرحه على المجتمع الدولي المشارك في المؤتمر كبرنامج إصلاحي يرتكز على أبعاد اجتماعية واقتصادية ويأخذ في الاعتبار أثار الحرب الأخيرة على لبنان وكيفية مواجهة تداعياتها الاجتماعية والاقتصادية والمالية. كما يعقد الوزير ازعور لقاء مماثلا مع مجموعة من الصحافيين اللبنانيين العاملين في فرنسا.

وأعرب الوزير ازعور في تصريح عن ارتياحه للمباحثات التي أجراها في العاصمة الفرنسية خصوصا بعدما لمس "مدى الاهتمام الفرنسي والرغبة القوية في مساعدة لبنان على إعادة البناء وتحقيق النمو وعملية التنمية، لا سيما عقب الحرب الأخيرة، كما والجدية التي أبداها المسؤولون الفرنسيون في توفير كل مستلزمات نجاح مؤتمر باريس 3". ونقل الوزير ازعور عن المسؤولين الفرنسيين ارتياحهم للتحضيرات التي تتولاها الحكومة اللبنانية لعقد مؤتمر دعم لبنان وإشادتهم ببرنامج الحكومة للاصلاح الاقتصادي والمالي والإجراءات المتخذة لمعالجة تداعيات الحرب الأخيرة على الصعد الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية، والتي من شأنها أن تخفف الضغوط عن اللبنانيين".

واطلع الوزير ازعور المسؤولين الفرنسيين على المبادرات والإجراءات التي تتخذها وزارة المالية والحكومة لإنجاح عقد المؤتمر. وفي هذا الصدد، أعلن "أن التحضيرات قطعت شوطا مهما بالتعاون مع مختلف الإدارات اللبنانية المعنية ومجموعة الدول والمؤسسات المانحة"، معتبرا أن "ما تقوم به الحكومة في موضوع عقد المؤتمر يشكل فرصة ثمينة لمستقبل لبنان يجب عدم التفريط بها لأنها تصب في مصلحة جميع اللبنانيين من دون استثناء، وهذا يتطلب ايلاء الشأن الاقتصادي الأهمية القصوى نظرا لحاجة اللبنانيين والاقتصاد اللبناني إلى مزيد من الاستقرار الذي يتيح المجال أمام استعادة مؤشرات النمو، وبالتالي إيجاد فرص العمل للمواطنين لا سيما الشباب منهم".

 

"هل يحق لمجموعة سياسيـة او عائلة روحية التحكم بالكل"؟

الاحرار متشبث بالمحكمة الدولية ومستخف بذرائع المتضررين

المركزية - اعلن حزب الوطنيين الاحرار تشبثه بقيام محكمة ذات طابع دولي لمعاقبة مرتكبي الجرائم الارهابية ومحاولات الاغتيال لافتا الى انه ينظر باستخفاف الى الذرائع التي يقدمها المتضررون من قيامها انطلاقا من القلق الذي يساورهم ويضعهم في مواقع المدافع استباقيا عن نفسه. واعتبر الحكومة متمتعة بكل الصلاحيات التي يمنحها اياه الدستور كونها مسؤولة عن ادارة الشؤون الوطنية. وسأل الحزب هل يحق لأي مجموعة سياسية او عائلة روحية التحكم بكل المجموعات والعائلات الاخرى؟ الا يكفي التفرد في زج لبنان بحرب مدمرة ليصار بعدها الى ضرب الاستقرار. عقد المجلس الاعلى للحزب اجتماعه الاسبوعي برئاسة رئيسه دوري شمعون وحضور الاعضاء، بعد الاجتماع صدر البيان الآتي:

1- نرى في استقالة وزراء حزب الله وحركة امل من الحكومة عشية انعقاد مجلس الوزراء، للنظر في مشروع انشاء المحكمة الخاصة للبنان، تأكيدا لسبب اعتكافهم في كانون الاول من العام الماضي لدى طرح موضوعها غداة استشهاد النائب جبران تويني، ولا يجدي ادعاؤهم عكس ذلك، كما لم ينفع الاجماع الذي تجسّد في شأنها حول طاولة الحوار. ويبدو واضحا انهم ذاهبون الى اقصى حد يمكنهم بلوغه في محاولة ضرب قيام هذه المحكمة مما يطرح، بعيدا من السبب الظاهر القاضي بحماية النظام السوري المرتبطين به، اكثر من علامة استفهام حول اندفاعهم في هذا الاتجاه، حتى لو ادى الى جعل لبنان يدفع الثمن من استقراره وأمنه ووحدة ابنائه وسعيهم الى النهوض بمساعدة اصدقائه.

ولعل توزيع الادوار لانجاز امر المهمة الصادر عن المحور السوري - الايراني، والذي يشارك فيه رئيس الجمهورية ومسؤولون حاليون وسابقون اضافة الى المجموعة المستقيلة وابواق سوريا المعروفين، هو البرهان الساطع عن النية الانقلابية التي عبّر عنها الرئيس بشار الاسد مرارا كما عبّر عنها اخيرا السيد خامنئي متنبئا بهزيمة اميركا في لبنان في تدخل فاضح، سبقه موقف مماثل لوزير خارجية ايران يوم حضّ الحكومة اللبنانية على رفض القرار 1701، مما ينقض اصرار البعض على تبرئة المحور السوري - الايراني من كل تدخل في لبنان واكتفاءهم بالتهجم على حكومة الاستقلال الثاني وعلى التيار السيادي الذي يشد أزرها ويدعمها. اننا، اذ نتشبث بقيام المحكمة ذات الطابع الدولي لمعاقبة مرتكبي الجرائم الارهابية ومحاولات الاغتيال التي استباحت حياة اللبنانيين وحوّلتها جحيما، ننظر باستخفاف الى الذرائع التي يقدمها المتضررون من قيامها انطلاقا من القلق الذي يساورهم والذي يضعهم في موقع المدافع استباقيا عن نفسه!

2- نعتبر الحكومة متمتعة بكل الصلاحيات التي يمنحها اياها الدستور كونها مسؤولة عن ادارة الشؤون الوطنية، هذه المسؤولية التي تلازم حتى الحكومات المستقيلة في فترة تسيير الاعمال. وقد حدد الدستور اللبناني اسباب اعتبار الحكومة بحكم المستقيلة وان اياً من هذه الاسباب غير متوافر في الحال الراهنة، خصوصا بالنسبة الى عدد الوزراء المستقيلين الاقل من ثلث اعضائها مما يشكل اضاءة اضافية على مطلب الثلث المعطل. اما الاعتداد ببند مقدمة الدستور القائل بعدم شرعية اي سلطة تناقض ميثاق العيش المشترك، فمع تأييدنا مضمونه نبدي في صدده الملاحظتين الآتيتين:

- يحتل هذا المبدأ مرتبة متقدمة في آليات النظام اللبناني وثوابته بحيث يفرض التزاما من قبل كل الاطراف بعدم استغلاله لاغراض لا تستدعي اللجوء اليه. ونقول بوضوح انه اذا تم الاخذ به في الحال الراهنة لتعطيل امر سبق وأجمع اللبنانيون عليه، والرجوع بالتالي عن قرار متخذ، فما الذي يمنع من تكرار المحاولة عندها تدعو الحاجة، وعلى سبيل المثال لحماية المواقع وكل يوم تطالعنا وسائل الاعلام بخير تورط مزعوم لحزب الله من الصومال الى الارجنتين. ناهيك عما يمكن ان يخبئه لنا المحور السوري - الايراني من مفاجآت، سواء في مواجهة الشرعية الدولية او في محاولة اختراقها والتفاوض مع الدول المؤثرة وفي مقدمها الولايات المتحدة.

- نسلم بأن الحكومة منتقصة في غياب الشريك الشيعي الا انه هو الذي اقدم على الاستقالة: خرج ولم يتم اخراجه، ونقول انه خرج ليحرج ليس الحكومة فقط انما الوطن على امتداد مساحته وبمختلف مكوناته. لذا لا بد من طرح هذا السؤال: هل يحق لاي مجوعة سياسية او عائلة روحية التحكم بكل المجموعات والعائلات الاخرى؟ الا يكفي التفرد في زجّ لبنان بحرب مدمرة ليصار بعدها الى ضرب الاستقرار كأن المقصود استكمال مفاعيل الحرب الاسرائيلية وتداعياتها على لبنان! وذكر البيان اخيرا المحازبين والاصدقاء بالماراتون السنوي الذي تنظمه منظمة الشباب والرياضة في امانة التربية والثقافة تحت عنوان "ماراتون فخامة الملك" احياء لذكرى رجل الاستقلال الرئيس كميل شمعون، علما انه ينطلق من البيت المركزي - السوديكو نهار الاحد في 19 الجاري الساعة الثامنة صباحا، ويعبر المشاركون الطريق المؤدي الى دير القمر حيث يتم وضع اكليل من الزهر على ضريح الرئيس شمعون.

 

بري عرض مع حرب سبـــــل العـــــودة الى الحوار

سفير مصر اكد وجود صيَـــغ عدة لمعالجة الطلاق السياسي

وسفير اسبانيا نقل حرص السنيورة على التعاون مع المعارضة

المركزية - اكد سفير مصر في لبنان بعد لقائه رئيس المجلس النيابي نبيه بري وجود صيَغ واقتراحات كثيرة لاخراج لبنان من حال الطلاق السياسي التي يعيشها. كما اكد سفير اسبانيا من عين التينة ايضا انه لمس لدى رئيس الحكومة فؤاد السنيورة الذي قابله اليوم حرصا على التعاون اكثر مع المعارضة.

استقبل الرئيس بري قبل ظهر اليوم السفير ضرار في حضور الدكتور محمود بري ومسؤول العلاقات الخارجية في حركة "امل" علي حمدان.

بعد اللقاء قال السفير ضرار: التقيت الرئيس بري وطبعا المرحلة غير محتاجة لتوصيف، وتم نقاش صريح وواضح وعميق تناول كل الاركان والجوانب واستطيع القول ان دولته يبذل كل ما في وسعه للبحث عن بناء ثقة مفتقدة في ما يجري من خلاف، وبعد بناء الثقة ممكن البحث عن الحلول التي لا يمكن التفكير فيها ومجرد مناقشتها الى ان تقام هذ الثقة المفتقدة.

اضاف: بحثنا ايضا في حالة الطلاق القائمة وأطمئنكم ان الرئيس بري امام ناظريه وباصريه حقوق الاولاد قبل اطراف الطلاق.

* هناك حديث عن افكار عربية - دولية للتسوية في لبنان، هل هذا دقيق؟ وهل من دور لمصر؟

- الافكار كلها تدور حول بناء الثقة وخلق مثل هذه الثقة بين هذه الاطراف. هناك بلد وشعب ومصالح وهناك اقتصاد ومؤتمرات دولية اقتصادية على الابواب يحتاجها الجميع، وهناك الكثير مما يجب عمله، وكل هذا جرى بحثه والجميع ينشده.

* الا يوجد صيغ محددة؟

- لا توجد صيغة محددة والا كان من السهل الكلام عنها. هناك صِيغ واقتراحات كثيرة.

حرب: واستقبل الرئيس بري النائب بطرس حرب الذي قال بعد اللقاء: من الطبيعي في جو التشنج الحاصل في البلاد ومع مشاعر الناس التي تزداد بأن هناك ازمة كبيرة قد تؤدي الى تشنج اكبر والى انسداد الامر في لبنان، ان نجتمع بالرئيس بري بعد عودته من زيارته الى ايران ونعرض معه ما يمكن ان نقوم به من جهود لكي نعود بالبلاد الى جو الحوار والتواصل الذي يمكننا من ايجاد حلول للقضايا العالقة التي تؤزم الوضع الداخلي في لبنان، طبعا الرئيس بري ونحن نشاركه في هذا الامر، يعتبر ان عملية استعادة التواصل يجب ان تنطلق من تصور يفترض ان نصل اليه بالتوجهات الكبيرة لكي نعود الى اطلاق حركة او آلية ما لحل القضية العالقة، لأنه من غير الطبيعي ان نعود الى طاولة التشاور والحوار منطلقين من الصفر وكأن ما حصل على الطاولة لم يحصل، نحن قطعنا مراحل على طاولة الحوار والتشاور واعتقد انه اذا كنا نريد ان نكون جديين في هذا الامر يجب علينا جميعا ان نوحد جهودنا ليتم الاتفاق على الحد الادنى المطلوب لاعادة اطلاق اي حركة تشاور حول كيفية توفير نظرة مشتركة او موقف مشترك لأنه لا يجوز المغامرة في واقع البلد ودفع البلد نحو الانهيار بسبب خلافات سياسية قائمة ايا كانت اسباب هذه الخلافات.

ثانيا - اذا اردنا حقيقة ان نخرج من الازمة علينا كأطراف ان نكون مستعدين للعودة الى لغة العقل والتخلي عن لغة التشنج وتهييج الناس، وعدم دفعهم الى المواجهة غرائزيا خارج اطار المواجهة الديموقراطية الوطنية المطلوبة والمقبولة، اعتقد ان هذه العناصر لم تتوافر حتى الآن، وانه علينا بذل جهد جميعا لنتحمل مسؤولياتنا لنعود الى خلق هذه الاجواء التي تمكننا من اعادة اطلاق لغة العقل والحوار بين الاطراف السياسيين ضنا بمصلحة لبنان ووحدته ومستقبله، الجو الحالي هو طبعا على حاله، الرئيس بري طبعا لم يعد اللبنانيين التنازل عن مسؤولياته او ان لا يتحمل مسؤولياته في مواكبة الاحداث الخطيرة الحاصلة في البلاد، ونحن نأمل ان يعمد الى ذلك كما عودنا، ونحن من جانبنا علينا ان نواكبه ايضا في تحمل مسؤولياتنا ليس من منطلق مواجهة الافرقاء في ما بينهم، بل منطلق السعي لاعادة بناء الجسور التي يمكن ان تقرب الافرقاء السياسيين لا ان تبعدهم.

* كيف يمكن العودة الى الحوار؟

- الحد القاطع النهائي في هذا الامر هو مصلحة لبنان، وكل المواقف التي يمكن ان تؤدي الى زيادة تفاقم المواجهة لا تخدم مصلحة لبنان، وكما قلت سنسعى كل من جانبه الى ترطيب المواقف بغية ترميم الجسور وأعتقد انه اذا تمسكنا بالمواقف المعلنة من هذا الطرف او ذاك فهذا يعني اننا لسنا في صدد القيام بمشروع الدولة، واذا تمسك كل فريق بشروطه دون العودة الى ما يمكن ان يجمعنا وما يوفق بين طروحاتنا فهذا يعني اننا مغامرون بمصلحة لبنان وطبعا نحن لسنا في صدد المغامرة لا بمصلحة لبنان ولا بمستقبل اولادنا، لقد شبعنا مغامرات واعتقد ان ما عاناه لبنان في الماضي كان درسا مؤلما جدا لكل اللبنانيين ومَن نسي هذا الدرس عليه ان يستعيد الذكرى لكي يتذكركم من آلام تعرض لها اللبنانيون وما هو الثمن عندما يختلف اللبنانيون في ما بينهم هو ثمن غالٍ لا يجوز ان نتحمله مرتين.

سفير اسبانيا: واستقبل الرئيس بري السفير الاسباني في لبنان ميغيل بنزوبيرييا الذي قال بعد اللقاء: سررت للقاء الرئيس بري واللقاءات معه دائما اخوية وبناءة، وأردت اولا ان انقل تقدير حكومة بلادي للبيان الاخير لحركة "امل" بالنسبة الى وجود قوات اليونيفيل في الجنوب وخصوصا القوات الاسبانية المشاركة في هذه القوة. وقد تبادلنا الرأي حول كيفية التعاون لأن اسبانيا اصبحت موجودة الآن اكثر في الجنوب اللبناني، وتناولنا عددا من النشاطات التي يمكن القيام بها في اطار هذا التعاون ونرغب في اعطاء دروس باللغة الاسبانية للاهالي في الجنوب، وان حركة امل مستعدة للتعاون معنا في هذه المجالات.

الموضوع الثاني الذي تناولناه مع الرئيس بري يتعلق بالمبادرة الاخيرة لاسبانيا وفرنسا وايطاليا حول الشرق الاوسط وحل الصراع في الاراضي الفلسطينية، ونعتقد كما لبنان وسائر الدول العربية بأنها السبب لكل المشكلات في المنطقة ويجب القيام بعمل من اجل دفع الامور الى الامام لحل الصراع في المنطقة، والخطوات الواجب اعتمادها قبل عقد مؤتمر سلام.

كذلك بحثنا في مبادرتنا حول التعاون بين الحضارات التي قدمت من قبل الامين العام للامم المتحدة، كما بحثنا الوضع الراهن في لبنان ونحن قلقون للغاية من جراء التباعد بين الحكومة وباقي الاطراف السياسية، ونحن نقدر جدا دور الرئيس بري ونرغب في ان يتابع هذا الدور الذي كان مثمرا وناجحا للغاية خلال الحرب، وهو يجد ان الوضع صعب للغاية الآن للوصول الى نتائج جيدة، ولكنني سمعت صباح اليوم من الرئيس السنيورة بأنه يحضر للتعاون اكثر مع المعارضة، مع "امل" وحزب الله، ونحن نأمل في ان يحصل ذلك. اعتقد ان الشعب اللبناني يستحق السلام وأجواء جيدة للاستثمار والتطور الاقتصادي، والرئيس بري مهتم للغاية في الوضع الاقتصادي الذي يعاني نتيجة الوضع السياسي الدقيق الذي يحتاج الى معالجة ايجابية وبناءة. ونحن لا نزال نأمل في القيام بشيء من اجل ان يأخذ التعاون مكانه بين الاطراف اللبنانية المتحاورة وفي الحوار الذي بادر الرئيس بري الى عقده.

واستقبل الرئيس بري وفد الجماعة الاسلامية برئاسة الامين العام الشيخ فيصل مولوي وعضوية رئيس المكتب السياسي النائب السابق اسعد هرموش والدكتور عماد الحوت عضو المكتب السياسي. وحضر اللقاء رئيس المكتب السياسي لحركة "امل" جميل حايك.

وقال هرموش: قمنا اليوم بزيارة الرئيس بري، وإن جميع اللبنانيين ينتظرون موقفا انقاذيا للواقع المأزوم الذي يعيشه الوطن. ونحن اذ نسجل لدولة الرئيس هذا الموقع الذي يحظى بكل الاحترام والتقدير، والذي ينتظر مبادرة ما منه لكل اللبنانيين.

اضاف: لمسنا من دولة الرئيس اصرارا كبيرا على وحدة هذا الوطن وعلى تعايش ابنائه والحرص على عدم الاخلال بالوضعين الامني والسياسي. ومن هنا نطمئن بأن الرئيس بري يرفض رفضا مطلقا النزول الى الشارع ولكنه يرى انه احتمال وارد ويورط الجميع. ويؤكد دولته على ضرورة التفاهم المقبل على قاعدة ارتكاز مشتركة تعيد اجواء الثقة والاحترام المتبادل بين الفرقاء كافة.

وقال: من جهتنا اكدنا بأننا سنسعى مع كل الساعين لتقريب وجهات النظر قدر المستطاع للوصول الى ايجاد آلية حوار تتصدى لكل القضايا الشائكة في الوطن من اقرار المحكمة الدولية وصولا الى اعادة طرح حكومة الوحدة الوطنية وصولا الى اقرار قانون انتخاب عادل والى طرح مسألة رئاسة الجمهورية على بساط البحث. ونحن نثمن هذا الدور المحوري الذي يلعبه الرئيس بري كما نثمن الاتصالات الحثيثة التي يطلع بها سفيرا الجمهورية الاسلامية الايرانية والمملكة العربية السعودية. ثم استقبل الرئيس بري بحضور حايك نائب رئيس مجلس النواب السابق ايلي الفرزلي وعرض معه التطورات.

 

 سفير اسبانيا نقل عن السنيورة تأكيده ان الشيعة يجب ان يشاركوا في الدولة

المركزية - نقل سفير اسبانيا لدى لبنان ميغل بينزو بيريا عن رئيس الحكومة فؤاد السنيورة تأكيده ان الشيعة يجب ان يشاركوا في الدولة بشكل فاعل. بعد اللقاء قال السفير الاسباني: "تركز اللقاء مع الرئيس السنيورة على مسألتين أساسيتين، الاولى تتعلق بالمبادرة الاسبانية مع فرنسا وايطاليا في ما يتعلق بالسلام في الشرق الاوسط، وأردت ان اطلع رئيس الحكومة على القرارات التي اتخذت خلال القمة الفرنسية الاسبانية أمس والمتعلقة بهذه المبادرة، والخطوة الاولى تتعلق بوقف فوري لاطلاق النار في غزة وتأليف حكومة وحدة وطنية في فلسطين مدعومة من المجتمع الدولي وخصوصا من الاتحاد الاوروبي والخطوة الثانية هي تبادل الاسرى والسجناء بين الاسرائيليين والفلسطينيين ثم نشر القوات الدولية في غزة، نأمل في ان تتوفر هذه الشروط حتى نتمكن من عقد مؤتمر دولي من أجل السلام في الشرق الاوسط.

أضاف: أبدى الرئيس السنيورة إهتماما وكان يعرف هذه المبادرة، وفي الوقت نفسه أكد مجددا ان لبنان الذي هو جزء من المجتمع الدولي يريد السلام في فلسطين ويعتبر ان قضية الصراع في فلسطين هي اساس كل الصراعات الحاصلة في الشرق الاوسط، وهو سيتابع ما تقرره أغلبية الدول العربية في شأن حل الصراع الفلسطيني. وقال: كذلك بحثنا في الوضع السياسي في لبنان والرئيس السنيورة مهتم بهذا الوضع، وأعلمني بقرار الحكومة اللبنانية بشأن المحكمة الدولية وعبر مرة جديدة عن المناقشات حول شرعية هذا القرار، ولديه أسى من بعض الفرقاء السياسيين الذين قرروا ترك الحكومة قائلا ان هدفه هو الديموقراطية، على ان تكون القاعدة للحلول في البلد وفي المستقبل حتى نتجنب الوقوع بما وقع به لبنان في الصيف، وأكد لي وأعطاني ضمانات انه سيتابع العمل مع باقي الاطراف السياسية الذين لم يتركوا الحكومة بشكل رسمي ولكنهم هم الآن خارج الحكومة وسيحاول ايجاد الحلول وتهدئة اجواء التوتر وهذا المناخ الذي يوحي بالقلق ويريد ايجاد حلول لان هذا الامر ينعكس على الاوضاع الاقتصادية حتى يستطيع الاقتصاد ان يتطور وتحدث ايضا عن اعادة الاعمار وابلغني ان هناك أكثر من خمسين بلدة في الجنوب هي في طور اعادة البناء، وبأنه سيوقع اليوم على مراسيم للموافقة على بعض عمليات اعادة الاعمار في الضاحية الجنوبية، كما تحدث ايضا عن الاجتماع الذي سيعقد الثلثاء المقبل والذي يتعلق بالتقديمات لاعادة الاعمار. أضاف: وأكد الرئيس السنيورة كذلك ان الطائفة الشيعية يجب ان تشارك بشكل فاعل في الدولة والمؤسسات، بشكل اولوي من اجل مصالح الطائفة الشيعية.

 

لن نبقى متفرجين وسنتعرض بالوسائل السلمية

قاسم: السفارة الاميركية وراء فشل التشاور واستقلنا كي لا نكون شهود زور في حكومة تأخذ البلد الى الانهيار

المركزية - اوضح نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم ان السبب الحقيقي لانقلاب فريق السلطة هو تدخل السفير فيلتمان واملاؤه الاوامر الاميركية لتفشيل التشاور. وقال: لا نريد ان نكون شهود زور في حكومة تأخذ البلد الى الانهيار.

الشيخ قاسم كان يتحدث الى اذاعة النور اليوم ففند اسباب المطالبة بحكومة وحدة وطنية، وقال: اذا جمعنا انتهاء مؤتمر الحوار على عدم اتفاق على صيغة داخلية محددة ووجود افرقاء ليسوا داخل تركيبة الحكومة وفشل الحكومة في خلال 15 شهرا من ان تقدم حلولا اقتصادية او ان تؤدي الى الاستقرار السياسي داخل البلد وحصول العدوان اوجد ظروفا جديدة تقتضي قراءتها جيدا لمصلحة خطوات جديدة لم تكن سابقا، كلها عناوين دفعتنا الى المطالبة بحكومة وحدة وطنية، وكنا لائقين جدا في طلبنا حيث اعطينا الحكومة وقتا ومهلة شهرين حتى تفكر الاطراف الاخرى، وخصوصا فريق السلطة المستأثرة بأن الأمر يمكن ان يكون محل تفاهم وتعاون، فضلا عن ان نتائج الحرب كانت تتطلب معالجة بعض ذيولها على مستوى السكان وواقعنا العام، والامر الثالث للتشاور مع القوى الحليفة الموجودة في لبنان، لكنها امور استوجبت منا ان لا نستعجل ونفتح المجال امام النقاش الشياسي اولا، لذلك لم نقل اننا نريد اسقاط الحكومة، بل تطعيم الحكومةن ولأن حكومة الوحدة الوطنية حكومة مشاركة وليست كيدية او محاولة لاستثمار النصر الذي تحقق ولا محاولة لضرب قوى لها تأثيرها في البلد. لكن لاحظنا ان فريق 14 شباط لا يريد ان يشاركه احد، وصرحوامرارا. هم قالوا اهلا وسهلا بالجنرال عون ببعض الوزراء لكن من دون الثلث المشارك، فلماذا؟ اذا جمعنا حزب الله وأمل والتيار الوطني الحر على المستوى الشعبي، فهؤلاء يمثلون ثلثي البلد وعلى المستوى النيابي يمثلون 45 في المئة من عدد النواب، فلماذا لا يكون لهم الثلث زائد واحد. نحن نريد مشاركة في القرارات المصيرية والاستراتيجية، من قال اننا نريد زيادة عدد الوزراء؟ فهذه مسألة شكلية.

وحول المشاركة على طاولة التشاور قال: من جهتنا كنا نعطي فرصة اضافية لان القرار كان بدء التحرك بعد شهر رمضان المبارك، لكن وجدنا ان فرصة اضافية قد تعطي مجالا للتفاهم فقبلنا بالتشاور، لكن تبين ان طرف فريق السلطة، جماعة 14 شباط كانوا يحتاجون الى هذه المدة من اجل حرف النقاش السياسي في اتجاه يختلف عن اتجاه المشاركة، وطرحوا مسألة طرح كل القضايا من جديد، حتى ولو اخذت المشاورات اياما وأشهرا. فهم كانوا يريدون النقاش في المسألة السياسية وليس حكومة الوحدة الوطنية وتاليا يضيع الوقت، وبهذه الطريقة يستمرون في الاستئثار بالسلطة.

وفي موضوع المحكمة الدولية قال قاسم: المحكمة الدولية مبدأ وافق عليه مؤتمر الحوار والحكومة وأصبح أمرا مسلما ولا احد من اللبنانيين يناقش في المبدأ، اما اذا كان المقصود هو النقاش في مواد المحكمة الدولية فنحن حاضرون لنكون ايجابيين الى ابعد الحدود للوصول الى قواسم مشتركة، فعندما تطرح مسودة تحتاج الى نقاش وقد تحتاج الى تعديل.

وعن أسباب فشل التشاور قال: السفارة الاميركية هي السبب، فيوم الجمعة لبل السبت الفائت جالت على فريق 14 شباط وابلغت اليهم:

اولا المحكمة الدولية ستقر مهما كانت الظروف، فلماذا تدخلون في مقايضة وهذا خطأ. الامر الثاني انكم تسعون الى نقاش المشاركة اذا شاركتم الاطراف الاخرى فقدتم قدرة السيطرة على البلد وهذا ما لا ترضاه أميركا التي تعتمد على ان تكونوا انتم الاساس، فجاؤوا يوم السبت بلغة مختلفة عن الجلسات السابقة فإما ان تناقش معهم كما يريدون هم او نعود الى نقطة الصفر، عندها ادركنا فشل التشاور وان المشاركة عماد حكومة الوحدة الوطنية رفضت من قبل الطرف الآخر، اذن قررنا وحركة امل استقالة الوزراء كي لا نكون شهود زور في حكومة تأخذ البلد الى مزيد من الانهيار، واذا ارادوا ان يحكموا البلد كما يريدون فليشكلوا حكومتهم التي يريدونها لكن نحن في حزب الله وأمل وكل القوى الاخرى المعارضة بتنا من المعارضة، واصبحنا امام مرحلة عنوانها: السلطة المستأثرة المتسلطة في مقابل المعارضة التي تضم قوى سياسية واسعة جدا من كل الطوائف والاحزاب وسوف نثبت لهذه الحكومة العاجزة عن المتابعة الفاقدة للمشروعية والدستورية والميثاقية، انها حكومة غير قادرة على ادارة البلد، فإما ان تتفاهم مع القوى الاخرى لتشكيل رافعة وطنية واحدة، واما ان تأخذ قرارها بالحكم كما تشاء، لكننا لنوردا على سؤال حول طرح فريق السلطة بأن لدى المعارضة رئاستي الجمهورية والمجلس النيابي، واذا اعطى الثلث المعطل لن يبقى له شيء قال الشيخ قاسم: نحن نرفض هذه العقلية، فرئيس الجمهورية هو رئيس البلاد له صلاحيات محددة، ورئيس مجلس النواب رئيس مجلس تشريعي، اما الحكومة فهي السلطة التنفيذية الوحيدة في البلد ونحن ندعو الى ان تكون السلطة التنفيذية سلطة لجميع اللبنانيين، السلطة الحالية ليست كذلك بل هي حكومة جماعة 14 شباط، حكومة 40 في المئة من اللبنانيين، هي حكومة اغلبية نيابية نعم، اضافة الى ان اداءها كيدي استئثاري، لبنان لا يمكن ان يحكم الا بالتوافق وليس بأكثرية وأقلية، اما ان يكون في لبنان التفاهم بين القوى الفاعلة والمؤثرة، واما ان لا يمشي المركب.

ورد اصرار المعارضة على طلب الثلث الضامن بالقول: نحن خائفون على لبنان، لأن عقلية ترفض ان تتحمل مسؤولية صد العدوان وعقلية تتبرأ من المقاومة لحظة حاجتها الى مَن يلتف حولها وعقلية تفكر بالاستئثار وتتصرف بطريقة حاقدة على الآخرين وتركب اجهزة وتعيينات على شاكلتها، وعقلية تجعل رئيس مجلس الوزراء يجتمع كجزء من فريق 14 شباط وتاليا يشكلون معا ادارة لبنان من الموقع الحزبي الخاص البعيد عن الرؤية العامة للدولة والشعب اللبناني، فهذه عقلية خطيرة على لبنان وتجربتها غير مشرفة في ما يتعلق بالاستقرار السياسي في البلد وكذلك الامني، اذا كانت هذه السلطة لا تتحمل مسؤولية الانهيار الاقتصادي ولا الفقر ولا الحرب علينا مسؤولية الفساد في البلد، فلماذا تشتغل في البلد اذن؟ من حقنا ان نخاف وان ادارة هذه الحكومة خاطئة ويجب ان تأخذ حدها وتمنع من الاستمرار بهذه الكيفية.

واكد ان المسألة تجاوزت الثلث المعطل، وباتت قضية المشاركة وكيفيتها بحاجة الى نقاش في التفاصيل وقال: اليوم نقول بالمشاركة ولن استبق الامور وأقول الى اين نصل والمسألة لم تعد محصورة بنقطة الثلث المعطل.

وحول ما تردد عن بحث السلطة عن بدلاء او تعيين للوزراء المستقيلين قال الشيخ قاسم: الحكومة الموجودة بعد استقالة وزراء امل وحزب الله والاستاذ يعقوب الصراف لم تعد منسجمة مع الميثاق الوطني وليست دستورية وهي فاقدة لشرعية وجودها، وتاليا عليها حل مشكلة شرعيتها لتكون قادرة على اتخاذ القرارات، وواحدة من طرق الحل هي اعادة تشكيل الحكومة على شاكلتهم كما يريدون، اما نحن في المعارضة وعلى فريق 14 شباط ان "يدبر راسو" ويشكل الحكومة التي يريدها ونحن في المعارضة مع القوى نعمل لانقاذ لبنان ولن نسمح بسلطة مستأثرة تأخذ البلد الى "الامركة".. نحن لن نبارك لهم حل المشكلة ببعض الوزراء الشيعة، بل نقول لهم انكم تزيدون من الخطأ وانتم احرار وستجدون انكم فاشلون، لأن الحكومة الحالية لم تعد جديرة بالاستمرار وليست دستورية وبعد حل هذه المشكلة يفترض ان يتلقوا نتائج قدرة المعارضة الواسعة والتي تمثل اكثر من 60 في المئة من الشعب اللبناني ولديها برنامج عمل لمنع فريق السلطة من التحكم بالبلد. والمعارضة هي نتيجة لخطأ السلطة والاستقالة ايضا نتيجة لخطأ السلطة وعلى هذا الاساس لا يمكن لأحد ان يقول اننا السبب.

وعن برنامج المعارضة في المرحلة المقبلة رفض قاسم الخوض في تفاصيله وقال: "وصلنا الى مرحلة افتراق بين سلطة متسلطة ومعارضة موجودة داخل البلد، هذه المعارضة لها برنامج تحرك اولى خطواته كانت استقالة وزراء امل وحزب الله والاستاذ الصراف، لكن هناك خطوات اخرى والمعارضة ليست ملزمة بذكرها بالتفصيل لا من حيث الزمان او المكان ولا في طبيعتها لتبقي عنصر المفاجأة ولتترك الباب مفتوحا للتأمل عند فريق السلطة كي يراجع حساباته، لأن تصميمنا وقرارنا كمعارضة نهائي ولا عودة عنه لمنع الاستئثار في البلد وتحقيق المشاركة الفعلية، لأن يتم التعامل معنا بلغة الترضية لإبقاء السلطة المسيطرة التي نخشى منها ان تأخذ لبنان في دائرة الوصاية الاميركية ومشاريع نحن قلقون منها.

وحول مسألة النزول الى الشارع قال قاسم: "كل الوهم الذي روّج له هو من زيف السلطة، نحن قلنا ان تظاهراتنا ستكون سلمية، نعم ستكون مؤثرة ولها دورها في البلد وهذا امر طبيعي، لكن هذا التخويف من امكان التوتر فنحن نحمل السلطة مسؤولية اي خلل امني يمكن ان يحصل لأنهم هم الذين يثيرون القلاقل ويخيفون الناس وتاليا اذا ارادوا هم التظاهر، فأهلا وسهلا بهم، فالشارع للجميع، واذا نزلوا هم الى الشارع كما تنزل المعارضة فسيكونون اضافة لمصلحة المعارضة، لأن السلطة تنزل الى الشارع اعتراضا على السلطة، فإذا نزلت السلطة ستكون معترضة على نفسها وتاليا يكبر الاعتراض وهذه نقطة ايجابية. لذا نحن ندعوهم عندما نتظاهر الى ان يتظاهروا ايضا. والقوى الامنية هي مسؤولة عن ضمان امن الجميع ونأمل في ان يتكاتفوا معنا لإسقاط السلطة الجائزة بتظاهراتهم ضد من يتظاهر ضد السلطة.

وعن حركة الوفود والسفراء الاميركيين الحاليين والسابقين قال: "هذه الوفود تحاول تطويق السلطة الحاكمة في لبنان وابقائها في دائرة الضغط النفسي والمعنوي، وكثرة الوفود لها علاقة بضعف الاداء الموجود في قوى 14 شباط مما يضطر الاميركي الى المزيد من التدخل.

 

الامور تفاقمت ولم يعد بالامكـــان تجزئــــة الحلـــول"

سكاف: مقابل رئيس جمهورية توافقي نريد رئيس حكومة توافقيا

المركزية - رأى رئيس "الكتلة الشعبية" النائب الياس سكاف ان الشعب اللبناني امام مسرحية وكل ما يجري هو تمثيلية، ملاحظا ان الامور تفاقمت ولم يعد بالامكان تجزئة الحلول.

وأشار الى ان ما يهم الاكثرية هو السلطة والمال وان لا نية لديها لحل المشكلات مشددا على ان الدعم الدولي لهذه الاكثرية بدأ يخف وبدأت الدول إعادة النظر ومراجعة حساباتها.

كلام سكاف جاء في حديث الى مجلة "الاسبوع العربي" ينشر غدا أكد فيه ان مصير البلد على المحك "ونحن لا نريد ان نخربه وجل ما نبتغيه هو معالجة الاخطاء وبناء دولة القانون والمؤسسات بحت. وقال:" اذا لم يكن هناك حكومة وحدة وطنية ومشاركة فلا حل.

ولفت الى خطة يتم السير بموجبها واذا كانت الابواب موصدة "سنقوم بشيء ما، ولن نقبل ان تبقى الامور او تستمر على ما هي عليه. سننزل الى الشارع بتظاهرات مركزية كبيرة واخرى في المناطق، لكن لا نية لدينا للتخريب.

واوضح ان وزير الداخلية حرم زحلة من حصتها في صندوق البلديات وجمد كل معاملاتها. وإعتبر ان لرئيس مجلس النواب نبيه بري دورا يلعبه ويجب ابقاء الابواب مفتوحة ومجال الفرص متاحا امام الحلول. وقال: الرئيس فؤاد السنيورة له حساباته الخاصة ومن الصعب جدا ايجاد بديلين عنهم وهذا ما يزيد المشكلة ويعقدها، الامور تفاقمت جدا ولم يعد بالامكان تجزئة الحلول. وأضاف: مقابل رئيس جمهورية توافقي نريد رئيس حكومة توافقيا. وكشف سكاف انه حذر السفير الاميركي في لبنان منذ اكثر من ستة أشهر من سياسة بلاده الخاطئة في لبنان حيث لا يمكن فرض فريق سياسي على آخر بل يجب اتباع سياسة حكيمة وتوافقية تأخذ في الاعتبار كل الامور.

 

 اليوم الخامس من اعمال مجلس البطاركــــة الكاثوليـــك

انتخاب ممثلي الابرشيات في كاريتاس وعرض لتنشئة العلمانيين

المركزية - لليوم الخامس على التوالي تابع مجلس البطاركة والاساقفة الكاثوليك اعمال دورته الاربعين في بكركي، وعقدوا صباح اليوم الجلسة العاشرة التي افتتحت بصلاة الصباح، رحب بعدها منسق الجلسة الام جوديت هارون بالحاضرين، ثم عرضت لموضوع اليوم تنشئة العلمانيين المسيحيين. تلا ذلك عرض مسودة قرارات اللجان الاسقفية وتوصياتها التي ناقشها المجتمعون وسيتم التصويت عليها غدا.  ثم قدم السيد جان بربارة شهادة حياة بصفته المنسق العام لحركة التجدد بالروح القدس، وركز على خبرة الحركات الرسولية الكنسية، فعرض واقع الشباب المسيحي اللبناني اليوم مبيّنا العناصر الاستراتيجية للتنشئة كما تعيشها هذه الحركات انطلاقا من الانجيل وصولا الى لقاء حي مع الرب يسوع.

بعدها عرض السيد مارون الترك لموضوع تنشئة العلمانيين من خلال المراكز الرعوية مبينا متطلبات هذه التنشئة من خلال المثابرة على درس الانجيل والندوات واللقاءات حول تعليم الكنيسة والمجامع. ثم ركز على فكرة "علمانيون مرسلون" في الكنيسة الشاهدة في بُعدها الرسولي والروحي والاجتماعي. بعدها انتقل المجتعون الى حلقات الحوار لمعالجة الاسئلة المتمحورة حول تنشئة العلمانيين.الجلسة الحادية عشرة: وبعد الاستراحة تم انتخاب ممثلي الابرشيات في رابطة كاريتاس لبنان، وجاءت النتائج كالآتي:

عن ابرشية صيدا المارونية السيدة ماري روز كنعان، عن ابرشية بيروت المارونية السيد ايلي قرداحي، عن ابرشية انطلياس المارونية السيد مارون سمعان مطر، عن ابرشية البترون المارونية السيد مارون الخوري، عن النيابة البطريركية - صربا السيد جيلبير عاصي، عن النيابة البطريركية - جونيه السيد بول زين، عن ابرشية الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك السيد عبدالله عزيز، عن ابرشية صور للروم الملكيين الكاثوليك السيد كمال نور، عن ابرشية بعلبك ودير الاحمر للروم الملكيين الكاثوليك السيد معين مخايل مراد، عن ابرشية بانياس ومرجعيون للروم الملكيين الكاثوليك السيد هادي نظمي راشد، عن كنيسة الارمن الكاثوليك السيد توفيق عريس. ثم تلى المطران بشارة الراعي باسم اللجنة المكلفة اعداد البيان على الاعضاء القراءة الثانية للبيان الختامي، وتمت مناقشته. من جهة اخرى، قدم الخوري فادي ضو تقريرا حول الاختصاصات الاحترافية في الجامعات الكاثوليكية في لبنان عارضا بعض الاختصاصات الجديدة كمثل التنشئة المتخصصة في راعيوة الصحة والمرافقة الروحية، والراعوية الاجتماعية. بعد ذلك تدارس المجتمعون قرارات مشروع توجهات لطوير خلق جماعات مسيحية حية. ثم رفعت الجلسة بصلاة الختام واستمطروا نعم الرب على مثلث الرحمات المطران يوحنا منصور.

 

التسوية السياسية والاستعداد لحكومة وحدة وطنية هما الحد الفاصل لتوضيح الامور

ابو فاعور: لن نكون في موقع "المتفرج" على عملية الانقلاب ونقوم باحتياطات واستعدادات لعدم اثارة اي قلق شعبي

المركزية - اعتبر عضو اللقاء الديموقراطي النائب وائل ابو فاعور ان طرح التسوية السياسية من قبل 14 اذار والاستعداد لحكومة وحدة وطنية هو الحد الفاصل الذي سيوضح الامور بين مَن يريد التسوية والمشاركة وبين مَن يريد الخيار الانقلابي لافتا الى ان 14 اذار تقوم باحتياطات واستعدادات اخرى لأنها لن تكون السباقة في اثارة اي قلق شعبي في البلاد ولن تكون ايضا في موقع "المتفرج" على عملية الانقلاب التي يبدو ان القرار فيها متخذ.

وقال ابو فاعور في مداخلة تلفزيونية اليوم ردا على سؤال: نحن لن نكون في موقع المشاهد بانتظار ما تؤول اليه التطورات، ففي اجتماع الامس تم التأكيد على خيار استراتيجي في 14 اذار بأن التسوية السياسية هي خيار اول وتاليا هي الاعتبار الاول لدى 14 اذار، وهي تبدأ من رئاسة الجمهورية سيما وأن هناك توافقا على وجود ازمة حكم وليس ازمة حكومة، لافتا الى انه اذا كان المطلوب هو تسوية جزئية على مستوى الحكومة فنحن على استعداد لتسوية تؤمن المشاركة كما تطالب قوى 8 اذار ولكنت لا تحمل مخاطر التعديل.

اضاف: القرار الاستراتيجي للتسوية والاستعداد لها لا يخفي قناعتنا بأن هناك بعض الاوساط تحاول تنفيذ مشروع انقلابي بدعم من النظام السوري ومن قوى اقليمية في مقدمتها ايران ضد السلطة الشرعية المنتخبة في لبنان.

لذلك فإن طرح التسوية السياسية من قبل 14 اذار والاستعداد لحكومة وحدة وطنية هو الحد الفاصل الذي يوضح الامور بين مَن يريد التسوية والمشاركة وبين مَن يريد خيارا انقلابيا وهذا هو محور الاجتماع الذي حصل في الامس في قريطم.

وبالنسبة الى ما تبقى من مخارج سياسية رأى ان 14 اذار لم تواجه برد سياسي على الكلام السياسي الذي قيل بل تمت مواجهتها ببيان اشبه بالشتائم السياسية، وموقف 14 اذار بما فيها رئيس اللقاء الديموقراطي وليد جنبلاط على استعداد للتسوية والنقاش بمرونة على القضايا المطروحة كلها، ونحاول قدر الامكان ايجاد ثغرة في الجدار المحكم بوجه اللبنانيين لأننا ايضا نقدّر حجم القلق الذي يشعر به اللبنانيون نتيجة الاوضاع الراهنة.

وقال: تم تقديم عروض سياسية كبرى واستعداد للتسوية لعناوين سياسية من المفترض انها تعني الفريق الآخر فلم يتم التجاوب معها. اضافة الى نقاشات اولية حصلت حول مسألة حكومة الوحدة الوطنية. وللأسف حتى اللحظة لم نحصل على اجوبة ايجابية وعلى رغم ذلك سنستمر في المحاولة ليس من منطلق ضعف بل من منطلق الحرص على الوطن، وفي الوقت نفسه هناك احتياطات واستعدادات اخرى نقوم بها لاننا لا نريد ان نكون السباقين الى اثارة اي قلق شعبي في البلاد ولكن ايضا لن نكون في موقع المتفرجين على عملية انقلاب، ويبدو ان القرار فيها متخذ وليس هناك مَن يريد ان يفتح باب النقاش الداخلي حول التسوية.

وردا على سؤال عن زيارة وزير الاعلام غازي العريضي لرئيس المجلس النيابي نبيه بري قال ابو فاعور: هناك قيادات اخرى في 14 اذار ستزور الرئيس بري وهناك ايضا قرار متخذ بإجماع كل قوى 14 اذار بضرورة البحث عن مخارج وكأننا نتصرف بمسؤولية كبرى تجاه اللبنانيين وتجاه لبنان، وقد يحصل لقاءات بين قوى 14 اذار مجتمعة او منفردة مع الرئيس بري وايضا هناك اتصالات اخرى تحصل من قبل قوى 14 اذار على اكثر من صعيد، ونحن لن نترك اي باب الا وسنحاول العبور منه لاقرار تسوية سياسية في البلاد لأننا لا نريد اعطاء الفرصة لقوى اقليمية، او للنظام السوري بتفجير الاوضاع في لبنان.

 

"الجميع مدعوون الى العمل على اطفاء نـار الفتنة"

المرعبي: اللبنانيون يتطلعون الى مبادرة انقاذية من بري والسنيورة

المركزية - دعا الوزير والنائب السابق طلال المرعبي الى "العمل على اطفاء نار الفتنة والتوصل الى مخرج دستوري وقانوني يحفظ لبنان من المخاطر التي تتهدده في اطار الديموقراطية التوافقية التي نعتمدها. فقد ادلى المرعبي بالتصريح الآتي: لا شك في ان الاحداث الاخيرة التي أدت الى استقالة ستة وزراء من الحكومة، أدخلت البلاد في ازمة حكومية ودستورية زادت من اجواء التوتر والتشنج وأدخلت لبنان في منعطف خطير جدا لا يحتمل اي شحن مذهبي او طائفي او فئوي. فعندما يصبح مصير الوطن على المحك، على الجميع ان يتخلوا عن مصالحهم الخاصة وان يتحملوا مسؤولياتهم الوطنية وان يعودوا الى الحوار والبحث عن المخارج التي تنقذ البلد من كوارث محتملة على الصعد السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

اضاف: ولا يغيب عن بال احد الظروف الصعبة التي يعيشها جميع اللبنانيين ولا بد من مواجهة هذه المرحلة وما بعدها بوحدة الصف والكلمة، لا بالتفرقة. وبعد اقرار مسودة المحكمة الخاصة ذات الطابع الدولي لا نرى اي مبرر لعدم وجود حكومة وحدة وطنية تجمع كل الاطراف السياسية وتعيد للوطن حصانته ومكانته العربية والدولية، خصوصا اننا على ابواب مؤتمر باريس -2 الذي ننتظر منه الدعم الكبير.

وقال: ان الجميع مدعوون الى العمل على اطفاء نار الفتنة وعلى التوصل الى مخرج دستوري وقانوني يحفظ لبنان من المخاطر التي تتهدده في اطار الديموقراطية التوافقية التي نعتمدها. ان ما يحصل في فلسطين والعراق من احداث دامية يهدد المنطقة بكاملها، يجعلنا نتساءل عما هو مرسوم في المرحلة المقبلة.

وقال: ان جميع اللبنانيين يتطلعون الى بارقة أمل والى مبادرة انقاذية يبدأها الرئيسان نبيه بري وفؤاد السنيورة لان اي عمل تصعيدي يضرّ بمصلحة الجميع وفي طليعتهم الاكثرية. ولهذه المناسبة اننا نشكر السفراء العرب ونطلب منهم الاستمرار في مساعيهم التوفيقية للتوصل الى الحلول الصحيحة، كذلك نتوجه الى بعض السفراء الاجانب ونطلب منهم الكف عن التدخل في الشؤون الداخلية والمساعدة في رأب الصدع وتذليل العقبات امام الحل الصحيح للازمة القائمة.

 

المجلس الوطني كلفه الاتصال برؤساء المؤسسات الاعلامية للجم التطرف

محفوظ: تلقيت اتصالات من وزراء ومسؤولين يشكـون التطاول الاعلامي

المركزية - كلف المجلس الوطني للاعلام المرئي والمسموع رئيسه عبد الهادي محفوظ اجراء اتصالات برؤساء مجالس ادارة المؤسسات الاعلامية لبحث امكانية لجم التطرف الاعلامي خشية تحوله في اي لحظة الى لعب دور اساسي في اشعال فتنة في البلد.

وكشف محفوظ في حديث الى "المركزية" عن اتصالات تلقاها من عدد من الوزراء والسياسيين تشكو من تطاول بعض المحطات التي تتناولهم شخصيا.

وقال محفوظ: "عقدنا اليوم جلسة في المجلس خصصت لموضوع الهيجان الاعلامي ومساهمة وسائل الاعلام في تأزيم الوضع السياسي، الواقع الاعلامي هو جزء من الواقع السياسي العاصف مما حول المؤسسات المرئية والمسموعة الى متاريس سياسية تعكس حالة التشنج الموجود في البلد. وتنسف طروحات الهدنات الاعلامية التي تخترق مباشرة من الخطاب السياسي للطبقة السياسية وقد وصلت الامور الى مكان يستلزم معالجة مسؤولة من القطاع الاعلامي.

ففي خلال الاسبوع الجاري تلقينا سلسلة شكاوى من عدد من الوزراء يشكون من محطات مرئية ومسموعة والغريب انهم يشكون عندما تطاولهم الاساءات والحملات شخصيا وعندما يحاول المجلس تطبيق القانون وحماية الحريات في خدمة الموضوعية فإن هؤلاء المسؤولين انفسهم يتهموننا بالتعدي على الحريات الاعلامية".

اضاف: "ندعو كل المؤسسات الاعلامية المرئية والمسموعة الى ان تتبنى الخطاب الاعلامي الهادئ ولا تشكل اداة للاشتباك السياسي القائم لأن دورها تهدئة الخطاب المتشنج وليس صب الزيت على النار وتاليا لجم الاعلام لعدم وصول البلد الى فتنة. الا ان المشكلة الاساسية تكمن في ان الوسائل الاعلامية موزعة بين الفرقاء السياسيين. ونحن نذكر بالمراسلات التي رفعناها الى مجلس الوزراء وبالاتصالات المكثفة التي نجريها مع اكثر من طرف او بمحاولات التهدئة العامة الا ان دور المجلس يضعف عندما تتراجع فكرة الدولة فكيف في وضع كالذي نعيشه اليوم، من هنا فإننا نراهن على صحوة اعلامية لدى اصحاب المؤسسات الذين باتوا الخاسر الاكبر بتحويل مؤسساتهم منابر لشريحة صغيرة من المجتمع ايا تكن، بدل ان تكون للمجتمع بأسره من خلال خطاب وطني جامع. واعلن محفوظ عن تكليفه من قبل المجلس الوطني بإجراء اتصالات مع رؤساء مجالس ادارة المؤسسات الاعلامية وبحث امكانية لجم التطرف الاعلامي الذي يمكن ان يتحول في اي لحظة الى لعب دور في اشعال الفتنة في البلد. واشار الى ان المجلس بحث اليوم قضية شكوى تلقاها من مواطن سعودي حول قناة تلفزيونية تبت من لبنان باسم "كنوز" تدعو الى الشعوذة والسحر وقد استغرب ان لا ملف لهذه المحطة في المجلس، فمن الذي اعطاها الترخيص وسمح لها بالبت من لبنان؟

 

"التظاهر قد يكون للتأييد وليس فقط المعارضة"

فتفت: المبادرات ما زالت موجودة وآخرها ما حمله العريضي الـى بري

المركزية - اعتبر وزير الداخلية والبلديات بالوكالة احمد فتفت ان "التظاهر يمكن ان يكون للتأييد وليس فقط المعارضة" مشيرا الى ان "المبادرات ما زالت موجودة وآخرها ما حمله الوزير العريضي بالامس الى الرئيس نبيه بري".

حديث اذاعي: كلام فتفت جاء في حديث الى اذاعة "صوت الغد" قال فيه: "نحن لم نقل انه سيحصل شغب بالضرورة في حال دعت المعارضة الى تظاهرات، الامر الوحيد الذي قلناه هو ان الذي يدعو لتظاهرة عليه تحمل المسؤولية في تنظيمها وانضباطها وشعاراتها، واذا حصل شغب يتحمل هو المسؤولية، وهذا ما يقوله القانون".

وردا على سؤال عن حصول تظاهرات في السابق دون حصول شغب، اجاب: "لهذا الامر لسنا في وارد ان نمنع شيئا لأنه حصلت في السابق تظاهرات من دون شغب، وكل ما نقوله هو انه في حال حصول شغب فالمنظّم هو الذي يتحمل المسؤولية بالتساوي مع كل الناس".

وعن مسؤولية قوى الامن في ضبط التظاهرات وحمايتها قال: "اذا كانوا يريدون تحميل قوى الامن المسؤولية، فعليهم ان يقدموا العلم والخبر، وهناك من يقول بوجوب اعطاء ترخيص، وانا اقول ليس هناك شيء اسمه ترخيص للتظاهر. كل ما في الامر انه يفترض في من يريد تنظيم تظاهرة ان يعلم المحافظ الذي يبلغ بدوره الى وزير الداخلية بذلك، على ان يتضمن العلم والخبر مكان انطلاق التظاهرة وحجمها وشعاراتها واين نقطة الوصول". واشار فتفت الى ان "القوى الامنية ستمارس دورها كما مارسته في 8 آذار و14 آذار 2005 وغيرها من التظاهرات عبر المحافظة على المتظاهرين من كل الاطراف".

وعن اعتبار نزول الموالاة الى الشارع في وجه المعارضة دفعا الى الشغب والمشكلات، رأى انه "اما ان نقول ان لجميع الناس حرية ابداء الرأي او ان نقول فقط نحن لدينا هذه الحرية من دون البقية". اضاف: "انا برأيي كل طرف سياسي له الحق في التعبير كما حصل العام 2005 ولم تكن هناك مشكلات اذا لعبت قوى الامن دورها، واليوم هذا الدور ستلعبه بالطريقة نفسها وما من احد يمكن ان يلغي الآخر او ان يمنعه من التعبير عن رأيه، فأنا اريد الحفاظ على حق الناس والتظاهر حق لجميع الناس". وردا على سؤال عما اذا كانت المعارضة تتظاهر اعتراضا على سياسة الحكومة، فعلى من يعترض الفريق الموالي، قال: "التظاهر قد يكون للتأييد ايضا وليس فقط المعارضة، والموالي له الحق في الممارسة مثله مثل غيره". واكد فتفت ان "الحكومة ليست طرفا وقوى الامن كذلك فهي ترعى القانون وحقوق جميع الناس من دون استنسابية".

وعن امكان وجود مجال للحلول السلمية والمبادرات في ضوء شد الحبال والتحدي القائم، اشار الى ان "المبادرات موجودة وخصوصا من قبل قوى 14 آذار، حيث زار الوزير العريضي بالامس الرئيس نبيه بري حاملا مبادرة، والحوار جار في الموضوع".

حديث تلفزيوني: من جهة اخرى، اكد فتفت في حديث تلفزيوني اليوم ان الحكومة دستورية مشيرا الى انطباع لدى 14 آذار بأن ثمة محور سوري - ايراني يحاول تصفية حساباته في لبنان، وردّ فتفت كذلك على كلام رئيس التيار الوطني الحر النائب ميشال عون فقال: ما قاله النائب عون اعتبره كلاما غير مسؤول لناحية اتهام قوى الامن بأنهم "زعران"، فقوى الامن لديهم مسؤولية وطنية وهي تتجاوز كل اطار سياسي، وتاليا القوى الانية لن تكون طرفا سياسيا كائنا من يكون وزير الداخلية او وزير الدفاع. فالقوى الامنية هي من اجل ضبط امن اللبنانيين ولتأكيد الاحترام للحريات ومنها حرية التظاهر والاعتصام. وعن استمرار الحكومة في العمل في ظل الاستقالات التي حصلت: اعتقد ان الجميع اطلع على مداخلة وزير التربية والتعليم العالي الوزير خالد قباني حول الناحية الدستورية، وطالما هناك اكثر من تلقي الوزراء هذا يعني ان الحكومة دستورية، ولكن الاكيد ان الاستمرار في السياسة هو صعب لغير الامور الاجرائية اليومية ومن المفترض ايجاد حلول لاعادة التمثيل.

 

جامعات كثيرة ألغتها ... وفي الأميركية فاز الجميع ... الانتخابات الطالبية اللبنانية: القوى السياسية تستطلع قدراتها والطلاب وقود الاضطراب المقبل

بيروت - بيسان الشيخ     الحياة     - 17/11/06//

«لا أحد يخسر» في الجامعة الاميركية في بيروت، لكن لا أحد يفوز أيضاً! فبعد أخذ ورد ونتائج متقلبة بقيت تتأرجح حتى اللحظات الأخيرة بين استنساب كل فريق الفوز لنفسه والحاق هزيمة نكراء بخصمه، ظهر الدخان الأبيض معلناً حالة من التعادل تطمح ربما الى امتصاص شيء من الغضب العام أو تؤجل ثورة الشوارع، لكنها في المقابل لا ترضي فضول الطلاب في معرفة ما حل بصناديق اقتراع باتت ليلتها في مكتب عميد شؤون الطلبة وقد ختمت بالشمع الأحمر.

التعادل المشوب بالحذر إذا صح التعبير، هو الموقف الرسمي المعلن للجامعة الاميركية التي اكتفت بتوزيع لوائح بأسماء الفائزين في مختلف الكليات من دون أي إشارة الى الجهة السياسية التي ينتمون اليها أو التي تدعمهم. أما مواقف القوى «المتعاركة» على أرض الواقع، فمتناقضة إلى حد بعيد في ضوء إعلان كل فريق فوزه وبدء الاحتفال من توزيع حلوى وإطلاق أبواق السيارات وإهداء الفوز للزعيم السياسي. 

ويبرر كل فريق «فوزه» بأن 14 آذار تفوقوا من حيث عدد المقاعد أما 8 آذار فسبقوهم من حيث عدد الكليات. بكلام آخر (وربما أوضح) فاز فريق 8 آذار بأربع كليات من أصل 6، لكن الكليتين المتبقيتين لـ 14 آذار هما عملياً الأكبر والأكثر عدداً وبالتالي تتمتعان بعدد مندوبين مواز تقريباً للكليات الأربعة مجتمعة، في الهيئة العليا للطلاب.

وتضاربت البيانات التي وزعتها القوى السياسية، وتوالت المؤتمرات الصحافية لتقديم «الإثبات الدامغ» على «الانتصار». وقال مسؤول قطاع الشباب في تيار»المستقبل» نادر النقيب إن قوى 14 آذار فازت في 3 كليات من أصل ست! وقال النقيب في اتصال مع «الحياة»: «سنعقد مؤتمراً صحافياً نشرح فيه تفاصيل الانتصار. فهذه السنة الثانية التي يحاول فريق 8 آذار انتقاص فوزنا. لكن الأرقام واضحة: 94 مقعداً لنا و33 لهم وهناك 14 مستقلاً غالبيتهم يميلون إلينا».

ومهما كانت النتائج النهائية، فالواقع أن انتخابات الجامعة الأميركية في بيروت، قدمت النموذج الأوضح عن حال البلد سواء لجهة الانقسام السياسي أو الاحتقان الطائفي بين «شارعي» 8 و 14 آذار، أو أيضاً لهجة التخاطب بين الفرقاء كافة. فعبارات «الأكثرية الوهمية» و»الثلث المعطل» انتقلت من مسارح السياسة الى الصروح العلمية لتتحول بدورها اتهامات يتراشق بها الطلاب يميناً وشمالاً. فطلاب الاميركية الذين كان لهم خيار الاقتراع على تخفيض الأقساط أو تحسين فرص الابتعاث الى الخارج والحصول على منح دراسية والى ما هنالك من مطالب أكاديمية، فضلوا خوض المعركة السياسية التي يخوضها لبنان، وصوتوا لأجندات تياراتهم وأحزابهم وزعمائهم.

وما إن أقفلت الصناديق مساء أول من أمس حتى هاج شارع بلس الموازي للجامعة، وماج بحشود المؤيدين للفريقين من خارج الحرم الجامعي. سيارات تحمل مكبرات صوت تصدح بخطاب الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله وأخرى على الجهة المقابلة تبث خطاب زعيم الأكثرية في مجلس النواب سعد الحريري. ودراجات نارية تنطلق في الاتجاهين وتقوم بحركات استفزازية استوعبتها القوى الأمنية.

المشهد ينذر بما يمكن أن يكون عليه النــــزول الى الشـارع في حال حدوثه. 14 آذار على يميــــن البوابة الرئيسة للجامعـــة، و8 آذار على يسارها، يفصل بينهما عدد مضاعف من القوى الامنية وعناصر مكافحة الشغب، فيما عناصر الجيش يمنعون المرور بين الضفتين. الأليات العسكرية انتشرت في محيط شارع الحمرا بما يوحي بأن ثمة اشتباكاً في طريقه الى تلك الأزقة المعتمة. وما لبث أن تلاسن شابان من الفريقين، فاستنفرت القوى الامنية وزجت بمن طاولتهم داخل الحرم الجامعي ومنعت خروجهم إلا بعد ساعة تقريباً.

لكن المزاج الطلابي خلال اليوم الانتخابي الطويل، لم يبد عليه كل ذلك الاحتقان. ذلك ان كل مجموعة كانت واثقة من فوزها واكتساحها المقاعد والكليات وهو ما أثبتته النتائج في شكل أو آخر. لم ختمت الصناديق بالشمع الأحمر وتأجل الفرز يوماً؟ عميد شؤون الطلبة قال إن القرار «جاء تفادياً لأن تكون الجامعة الأميركية الفتيل الذي قد يشعل الشارع اللبناني». 

من عمليات الفرز في الجامعة الاميركية 

وللسبب نفسه وإن لم يعلن صراحة، ألغيت الانتخابات الطلابية في الجامعة اللبنانية - الأميركية فيما تأجل العام الدراسي في الجامعة اللبنانية (الرسمية) ريثما تمر الفترة الحرجة من السنة. جامعة القديس يوسف (الفرنسية) من جهتها أجلت الانتخابات في عدد من كلياتها لأسبوع أو أكثر، وعندما أجرتها في كليات اخرى، سبقت الأميركية الى تلك الصيغة الوسطية التي «ترضي الجميع». واستعاضت اللبنانية - الأميركية عن الانتخابات باختيار ممثلين عن التيارات السياسية كافة، فسمحت لكل حزب أو حركة أو تكتل باختيار مندوبين عنها في الهيئة الطلابية يتحدثون باسمها ويرفعون مطالبها الى الإدارة. ويتناقض «التعيين» مع المبادئ الأساسية التي تلقنها الجامعة لطلبتها وهي الاستعداد لممارسة المواطنة الفعلية بطرق ديموقراطية تبدأ من مقاعد الدراسة. وفيما كانت انتخابات اللبنانية - الاميركية تشهد كل عام وقوع جرحى في صفوف الطلاب وأعمال شغب وتكسير، مرت «التعيينات» هذا العام بهدوء وتواطؤ متبادل.

ولعل المبادرة الإيجابية الوحيدة في ذلك الخيار، تكمن في اعتراف الجامعة بأن الانتخابات الطلابية إنما هي سياسية بامتياز ولا بد من التعامل معها على هذا الأساس بعكس الجامعة الاميركية التي ترفض مواجهة هذه الحقيقة وتتشبث بمقولة أن الطلاب طلاب والانتخابات تجرى على أسس أكاديمية بحتة. ويبدو أنه مهما اختلفت الجامعة، وسواء كانت خاصة أم رسمية، ذات توجه أميركي أو فرنسي، يبقى أن ما يصوغ المزاج الطلابي في لبنان هو عملياً ما يحصل خارج أسوار الكليات. لذا اتخذ التلويح بالشارع أبعاداً ملموسة أكثر مع انتخابات الأميركية. فانتخابات اليسوعية التي أجريت قبل نحو أسبوعين وجاءت نتائجها مفاجئة للجميع من حيث فوز تحالف «التيار الوطني الحر» و«حزب الله» في معقل قديم «للقوى المسيحية»، أبقى الأعصاب مشدودة من دون أن يفجر الشوارع الموازية للجامعة كما حصل أمس.

فالاقتراع يتم على قضايا تقسم اللبنانيين في شكل عام وليس فقط شريحة الطلاب أو الشباب. وعندما ترفع مجموعة ناشطة في الجامعة الأميركية شعار «لا عودة إلى الوراء» وتعني بذلك زمن الوجود العسكري السوري ليس ذلك من دون دلالة. فهي أولاً توجهه الى مجموعة أخرى داخل الحرم الجامعي تفترض أنها في شكل أو آخر تمنح ولاءها لسورية. في المقابل، تحمل المجموعة الأخرى شعار «معارضة» في إشارة إلى «حكومة السنيورة» بعد انسحاب الوزراء الشيعة، وتقول إنها «ضد بيع البلد لإسرائيل وأميركا». هذا الشعار أيضاً يرفع ضد الفئة الأولى.

إلى أين يقودنا ذلك؟ الى سيناريو التخوين المتبادل الذي ينطق به الزعماء السياسيون أنفسهم بما يعيد على مسامعنا ألحاناً سمعناها سابقاً.

 

عون "يخرج" من معقله في "الأنطونيّة"

طلاب 14 آذار يكتسحون مقاعد "الأميركية"

المستقبل - الجمعة 17 تشرين الثاني 2006 -

كرّس فوز قوى 14 آذار في انتخابات الهيئات الطالبية في كليات الجامعة الأميركية في بيروت والجامعة الأنطونية في بعبدا، خيار شباب لبنان في الحرية والديموقراطية والسيادة والاستقلال.

وشكّل فوز التيار السيادي في الجامعتين وإهداء قوى 14 آذار في الجامعة الأميركية فوزها إلى الرئيس الشهيد رفيق الحريري وزيارة الضريح فور إعلان النتائج وتنظيم مسيرة إلى منزل رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة، انتصاراً لسياسة "لبنان أولاً" في مواجهة سياسة "لبنان الساحة".

وإذا كانت نتائج انتخابات "الأميركية" قد دحضت الافتراءات ومحاولات التشويه وجاءت رداً على أجواء الشحن التي مارسها المشروع الانقلابي لتحالف 8 آذار و"التيار الوطني الحرّ"، فإن نتائج انتخابات "الأنطونيّة" شكّلت صفعة لـ"التيار" الذي يعتبر الجامعة معقلاً تاريخياً له.

"الأميركيّة"

وفي حين لم تنجح سياسة الاستفزاز وأجواء الشحن والهتافات المذهبية التي مارسها تحالف 8 آذار و"التيار" في محيط الجامعة الأميركية مساء أول من أمس بتعطيل الانتخابات وأدّت إلى تأجيل إدارة الجامعة الفرز حتى ظهر أمس، فإن النتائج أظهرت تراجع التحالف في معظم الكليات وحصوله على 31 مقعداً في مقابل 42 مقعداً لقوى 14 آذار و15 مقعداً للمستقلين وخمسة لمجموعة "بلا حدود" وتعادل بين 14 آذار وتحالف 8 آذار في مقعدين.

وأصدرت قوى 14 آذار بياناً أكدت فيه "التطلع إلى مستقبل يجمع اللبنانيين عامة والشباب خاصة، لما فيه مصلحة للوطن وصولاً إلى بناء الدولة الواحدة الحاضنة لكلّ أبنائها بعيداً عن كلّ الحسابات والرهانات".

الأنطونيّة

وشكّلت الانتخابات الطالبية في الجامعة الأنطونيّة في بعبدا هزيمة للتيار العوني (وحلفائه) الذي كان يسيطر على كليات الجامعة كافة العام الماضي.

وأظهرت النتائج في سبع كليات جرت فيها الانتخابات أمس، فوز قوى 14 آذار بسبعة مقاعد مقابل ثلاثة مقاعد للتحالف ما يضمن رئاسة الهيئة الطالبية للقوى السيادية بعد استكمال الانتخابات في آخر كليّتين.وهذه النتيجة، هي الأولى من نوعها منذ 15 سنة.

 

ردت على التشنج وأكدت خيار "لبنان أولاً" بعيداً عن كل الرهانات

قوى 14 آذار الطالبية تكتسح مقاعد "الأميركية" و"الأنطونية"

المستقبل - الجمعة 17 تشرين الثاني 2006 - نانسي فاخوري

حققت قوى 14 آذار الطالبية فوزين اثنين في انتخابات الهيئات الطالبية في الجامعة الأميركية في بيروت والجامعة الأنطونية في بعبدا وأكدت أن خيار شباب لبنان هو الحرية والديموقراطية والسيادة والاستقلال. وشكل فوز القوى في الجامعتين في معظم الكليات صفعة لتحالف قوى 8 آذار و"التيار الوطني" وانتصاراً لسياسة "لبنان أولاً" في مواجهة سياسة "لبنان الساحة".

وأهدت قوى 14 آذار في "الأميركية" فوزها الكاسح الى روح الرئيس الشهيد رفيق الحريري ونظمت مسيرة سيارة فور اعلان النتائج الى ضريح الرئيس الشهيد في جوار مسجد محمد الأمين. كما نظمت مسيرة الى منزل رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة معلنة تأييدها مواقف الحكومة ورئيسها. وأصدرت قوى 14 آذار بياناً هنّأت فيه الطلاب على الأجواء الديموقراطية التي سادت الانتخابات وأكدت التطلع الى مستقبل يجمع اللبنانيين عامة والشباب خاصة لما فيه مصلحة للوطن بعيداً عن كل الحسابات والرهانات.

الأميركية

وأظهرت نتائج الفرز في الأميركية فوز قوى 14 آذار باثنين وأربعين مقعداً مقابل واحد وثلاثين مقعداً لتحالف 8 آذار ­ "التيار" وخمسة عشر مقعداً للمستقلين وخمسة مقاعد لمجموعة "بلا حدود" اليسارية المستقلة فيما حصل تعادل على مقعدين.

كسرواني

وأعلن عميد الطلبة في الجامعة الاميركية في بيروت مارون كسرواني، في بيان امس، نتائج الانتخابات الطلابية التي جرت أمس الاول في الجامعة وأرجئ فرز الأصوات فيها حتى امس. ووزع مكتب الاعلام والعلاقات العامة في الجامعة نتائج الانتخابات التي جرت لاختيار من يملأ 95 مقعداً في مجالس ممثلي الطلاب من بين 179 مرشحاً. وهذه الانتخابات هي الرابعة عشرة تجرى في الجامعة منذ كانون الثاني 1994 حين استؤنفت بعد انقطاع 12 عاما. وجاءت النتائج كما يأتي:

كلية العلوم الصحية

السنة الأولى (2): رين أنطوان عطاالله، إبراهيم علي صالح.

السنة الثانية (2 ـ تعادل بالأصوات): محمد ياسر القنطار، كيفورك ترو هرانت صارافيان، طارق زياد يونس.

السنة الثالثة (2): حسين عبد الكريم حلس، حسان وليد طباره.

دراسات عليا (3): باتريسيا جوزيف حداد، شانتال ألفريد كلاس، زينب ناصر سليم

كلية الزراعة والتغذية

السنة الأولى (1): علي عماد الدين عيسى.

السنة الثانية (1): أمين أنطونيوس سمعان.

السنة الثالثة والرابعة (1): وليد رياض شعار

السنة الأولى تغذية (1): ميرنا محمد سمور.

السنة الثانية تغذية (1): مايا بهجت خلف.

السنة الثالثة تغذية (1): ريم محمود ذبيان،

هندسة الاراضي والإدارة الإيكولوجية (1): أنطوان شكرالله خليل.

السنة الأولى علوم الطعام وإدارة التغذية (1): أفاك رافي كامكيان

السنة الثانية علوم الطعام وإدارة التغذية (1): جنى عادل معروف

السنة الثالثة علوم الطعام وإدارة التغذية (1): موريس طوني عيراني

دراسات عليا (2): رولى عبد الله الراسي، قاسم علي جوني.

كلية الطب

السنة الأولى (2): علي أحمد المقداد، كريم جان ربيز.

السنة الثانية (2): كارل أنطون جلاد، محمود شريف أسعد.

السنة الثالثة (2): سليم سليم حايك، ميريلا جميل مراد.

السنة الرابعة (2): جورج عبده فرام، عبد الحميد محمد شفيق.

دراسات عليا (1): مازن عصام شامي.

مدرسة التمريض

السنة الثانية (1): أكرم محمد زغيب.

السنة الثالثة (1): هبة محمد البرجاوي.

السنة الرابعة (1): ريما يوسف عطوي.

دراسات عليا (1): امتثال محمد علي كسروان.

كلية الهندسة والعمارة

السنة الأولى (4): كارن أنطوان عرمان، إلياس عمر جورج الغريب، جيمي بيار سمعان، ريان أحمد طالب.

السنة الثانية (4): إريك جان أبي يونس، مهدي رشيد قانصوه، إيلي نخله خنيصر، شفيق جان مراد

السنة الثالثة (4): كريم نزيه الزين، محمد بسام الحبّال، مايا سامي فرح، هاني الياس طعمه.

السنة الرابعة (3): جويس فوزي شمعون، جعفر عماد خليفة، باتريك رودولف مطر.

هندسة العمارة سنة أولى وثانية (1): باسم جمال ماضي

هندسة العمارة سنة ثالثة ورابعة وخامسة (1): لورانس نبيل عازار

هندسة فن الغرافيك سنة أولى وثانية (1): سلافة أيمن سوبرة.

هندسة فن الغرافيك سنة ثالثة ورابعة (1): سعاد رياض المرعب.

دراسات عليا (2): محمد علي حج حسن، رنى شربل زغبي.

كلية الآداب والعلوم

فريشمن (4): زيد مروان الطويل، جاد هشام بو رسلان، دانا علي العلي، داليا نادين سعد.

صوفومور (8): رامي نبيل عون، جاد الياس زياد رحباني، مايا مروان العياش، كريستيل وليد واكيم، كريس عبود بوغوص، أمير غسان سلامه، فريد قيصر معوض، سامر حبيب حويك. جونيور (5): داني جريس أبو جوده، عباس محمد شمس الدين، رامي صلاح قنطار، عبير نديم ضوميط، ريم محمد مكتبي.

سينيور (5): مروان أيلي الخوري، ماريو رتشارد مهنا، لانا سعيد بعقليني، ماري جوزيه يوسف كرم، محمد مالك تنير.

دراسات عليا (4): هراتش سركيس هاسرجيان، مروى حسين أبو داية، أحمد شوقي فرحات، رامي رياض سانتينا.

كلية سليمان عليان لإدارة الأعمال

صوفومور (4): جين مزهر، ناجي عبد اللطيف عيتاني، نائل محمد حسن عسيران، عبدالله محمد غريزي.

جونيور (4): فادي يوسف خرسا، ديما رجا زيتون، مازن زكي جندي، كريم عصمت صعب. سينيور (4): أحمد محمد ناصر، جين قيصر باخوس، جون يفرن شكردميان، لمى صلاح عنداري.

دراسات عليا (2): وحيد نديم رنو، مروى خليل سوبرة.

وأكد كسرواني إثر الانتهاء من عملية فرز الأصوات وقبيل إعلانه النتائج "شفافية وسلامة العملية الانتخابية، اقتراعاً وفرزاً ونتائج"، ودعا "الطلاب الى تخطي مرحلة الانتخابات والانكباب على المشاركة الفاعلة في العمل الطلابي لما فيه مصلحة الجامعة وأبنائها"، وقال: "إن الوطن بحاجة الى تعقّل وشباب واع يدرك الخطورة التي يمر بها لبنان". وتلا بعدها النتائج.

وأكد رئيس "جمعية شباب المستقبل" نادر النقيب في اتصال مع "المستقبل" فوز قوى 14 آذار وهنأ الفائزين داعين الجميع للعمل من أجل لبنان.

الكليات والنتائج

وأظهرت نتائج الفرز في الجامعة الأميركية فوز قوى 14 آذار بأربعة عشر مقعداً من أصل 26 في كلية الآداب والعلوم مقابل 8 مقاعد للتحالف و4 مقاعد لمجموعة "بلا حدود" فيما فازت القوى بسبعة مقاعد من أصل 21 في كلية الهندسة والعمارة مقابل 11 مقعداً للتحالف وثلاثة مقاعد للمستقلين.

وفي كلية الزراعة فازت قوى 14 آذار بأربعة مقاعد من أصل 12 والتحالف بمقعد واحد والمستقلون بسبعة مقاعد.

وحصدت قوى 14 آذار 13 مقعداً من أصل 14 في كلية سليمان عليان لادارة الأعمال وفازت مجموعة "بلا حدود" بمقعد واحد، أما في كلية الطب فقد فازت القوى بمقعدين والتحالف بخمسة وحصل تعادل على مقعدين.

وفي مدرسة التمريض فازت القوى بمقعد من أصل أربعة وفاز التحالف بثلاثة مقاعد أما في كلية العلوم الصحية ومقاعدها تسعة فقد فازت قوى 14 آذار بمقعدين والتحالف بثلاثة مقاعد فيما فاز المستقلون بأربعة مقاعد.

وبذلك تكون قوى 14 آذار فازت باثنين وأربعين مقعداً وتعادلت على مقعدين مقابل 31 مقعداً لتحالف 8 آذار ­ "التيار" فيما فاز المستقلون بخمسة عشرة مقعداً و"بلا حدود" بخمسة مقاعد.

بيان 14 آذار

وصدر عن قوى 14 آذار البيان الآتي:

"مرة جديدة تثبت قوى 14 آذار أنها أكثرية حقيقية لا ريب فيها. ومرة جديدة تؤكد تمثيلها الحقيقي وأنها تعبير صادق عن الشباب اللبناني. وهذا ما أكدته نتائج الانتخابات الطلابية في الAUB، والتي جاءت حاسمة وكاسحة لصالح تحالف قوى 14 آذار. اننا وفي الوقت الذي نهنئ فيه الطلاب على الأجواء التي سادت الانتخابات، نتوجه اليهم بالتحية لاثباتهم القدرة على تحديد الدقة، ودحض الافتراءات والتصدي لمحاولات التشويه رغم أجواء الشحن والتعبئة التي سادت في الأيام الماضية تنفيذاً لمشروع انقلابي واضح المعالم. وفي الوقت نفسه نأمل من بعض وسائل الاعلام توخي الدقة اذ أن القوى التي خسرت اعترفت بذلك.

لكننا وبالرغم من كل ذلك، نتطلع الى مستقبل يجمع اللبنانيين عامة والشباب خاصة لما فيه مصلحة للوطن وصولاً الى بناء الدولة الواحدة الحاضنة لجميع أبنائها بعيداً عن كل الحسابات والرهانات".

الجامعة الأنطونية

وشكلت الانتخابات الطالبية في الجامعة الأنطونية في بعبدا هزيمة لتحالف "التيار" ­ 8 آذار الذي يعتبر كليات الجامعة التسع معقلاً له.

وأظهرت نتائج الانتخابات التي جرت أمس في جوّ ديموقراطي، كما شدد مدير الجامعة الأب فادي فاضل، فوز قوى 14 آذار بسبعة مندوبين مقابل ثلاثة للتيار الحر وحلفائه في سبع كليات.

ونوّه فاضل بديموقراطية طلاب "الأنطونية" وحسهم الأكاديمي مبدياً اعجابه بسلوكهم الانتخابي الراقي. وفاز في كلية الهندسة ربيع انطوان وميشال بيروتي، وفي كلية الرياضة شربل مسن.

وفازت مندوبة عن كلية الموسيقى ناتالي أبو جودة وعن ادارة الأعمال انطوان غانم وعن كلية الاعلان نانسي الأحمر وعن كلية العلاج الفيزيائي فادي جلال وعن كلية مختبرات طب الأسنان تاتيانا حسون.

وتستكمل الانتخابات اليوم وغداً في كليتي اللاهوت والتمريض.

وضمنت قوى 14 آذار فوزها في انتخاب رئيس الهيئة الطلابية للكليات التسع المتوقّع يوم الاثنين المقبل.

 

استراليا تحقق في تحويل أموال الى "حزب الله"

المستقبل - الجمعة 17 تشرين الثاني 2006 -

يجري جهاز مكافحة تبييض الأموال في استراليا تحقيقاً مع شخصين يشتبه في أنهما حوّلا أموالاً الى حزب الله. وتشمل التحويلات المالية التي حصلت خلال الحرب الأخيرة بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله آلاف الدولارات. وذكرت صحيفة "الاسترالي" أن رئيس الجهاز جون فيسر أكد أن تحقيقاً يجري مع "شبكة" من المشتبه فيهم وأن أشخاصاً في الشبكة تم توقيفهم. وامتنع فيسر عن تقديم تفاصيل إضافية. ولم يتضح إذا كان الشخصان وهما استراليان قد اعتقلا. وامتنع فيسر عن التعليق، لكن الشرطة الاتحادية الاسترالية قالت إنه لم توجه اتهامات في القضية التي تتناول خمسة تحويلات مالية. وتعتبر السلطات الاسترالية حزب الله "حزباً إرهابياً" وتحظر نشاطه في البلاد. (ي ب ا)

 

استقالة وزراء الثنائيّة الشيعيّة هي الطعنة للعيش المشترك وتعيين بدلاء منهم هو "آخر الكيّ" اللا بدّ منه"المشروع الفيدرالي" يطلّ شيعياً هذه المرّة ويهدّد الكيان والدولة المركزيّة

المستقبل - الجمعة 17 تشرين الثاني 2006 - نصير الأسعد

أتت المواقف المُعلنة من جانب الفريق الشيعيّ المستقيل، والتي وُضعت تحت عنوان أنّ الحكومة فقدت باستقالة وزراء "أمل" و"حزب الله" شرعيّتها الدستوريّة لتناقضها مع ميثاق العيش المشترك، لتسلّط الضوء على فهم خطير لاتفاق الطائف. في المبدأ، صحيحٌ أنّ الحكومة لا يمكن أن تستمرّ بلا تمثيل سياسيّ للشيعة فيها ويجب ألا تستمرّ بدون تمثيل شيعيّ، بصرف النظر عن "الاجتهادات" التي تؤكّد دستوريّة الحكومة حتّى بافتقادها الى "النصاب الوطني" الكامل طالما أنّ أكثريّة الثلثين لا تزال فيها. بيدَ أنّ هذه "الاجتهادات" كما مواقف الفريق الشيعي المستقيل، تنظر الى "النتيجة" وليس الى "السبب". و"السبب" هنا هو الاستقالة نفسها والفهم الذي يسيّرها.

مفهوم "الفيتو" خطير جداً منذ فترة غير قصيرة، وعندما "يُزرك" حزب الله بالسؤال عن موقفه من اتفاق الطائف، يجيب أنّه "مع" هذا الاتفاق. لكنّه يقرن تلك الموافقة العموميّة بـ"تفسير" يحقّ بموجبه للطوائف، أي لممثّليها في المؤسسات، أن تمارس "الفيتو" على القرار داخل هذه المؤسسات، وبموجب هذا "التفسير" يكفي أن تكون طائفة من الطوائف معترضة على أيّ قرار كي لا يصدر هذا القرار حتّى لو لم يكن متعلقاً بشؤون هذه الطائفة أو تلك.

والحال أنّه لو جرى الأخذ بهذا "التفسير"، لسقط منطقُ القرار الموحّد الذي تصدره سلطة موحّدة، ولغدَت السلطة سلطة "مركبّة" من أجزاء لكلّ منها مشروعه، ولسقطت الدولة "المركزيّة". والحالُ أيضاً أنّه لو جرى الأخذ بهذا "التفسير"، لاقتضى الأمر تغييراً في طبيعة النظام اللبناني بحيث يغدو نظاماً فيديرالياً، علماً أنّ في الأنظمة الفيدرالية سياسة خارجية ودفاعية ومالية موحّدة للحكم الفيديرالي.

انقلاب على طبيعة النظام

إذاً، إنّ الفهم الخطير لاتفاق الطائف، هو في جعله مبنياً على أساس "الفيتو" و"تبادل الفيتوات"، أي في جعل النظام المنبثق عنه نظاماً سياسياً فيديرالياً. وليسَ صدفةً أن هذا التفسير ـ البدعة لاتفاق الطائف يقترن ببدعة أخرى هي بدعة الثلث المعطّل في مجلس الوزراء.. بحيثُ يكون ثمّة لغمان في الوقت نفسه: "الفيتو" أي فيديرالية الطائفة والثلث المعطّل أي الاختراق داخل "السلطة الفيديرالية".

صحيح أن لبنان هو "أشبه" بفيديرالية طوائف وكان هكذا على الدوام. لكنّ ما حالَ دونَ تكريس نظام فيديراليّ، هو التوافق على أنّ النظام في لبنان جمهوريّ ديموقراطي برلمانيّ. وأن يكونَ النظامُ ديموقراطياً برلمانياً يعني الإفساح في المجال أمام الديموقراطية والتعدد داخل كل طائفة وفي البلد عموماً، بمعنى أن الديموقراطية هي الضمانة لعدم "الفدرلة" سياسياً و"الكنتنة" عملياً والديموقراطية هي الضمانة، لأن الحكومة التي تنبثق من انتخابات ديموقراطية يُفترض أن تضمّ ائتلافاً سياسياً منسجماً مِن كلّ الطوائف، فتكون حكومة ميثاقيّة وفاعلة في آن، لا أن تضمّ ائتلافاً بين خطّين سياسيين متعارضين، ولو أنّ من يحمل أحد الخطّين المتعارضين ممثّل "شمولي" لطائفة من الطوائف.

الديموقراطية والتعدّد داخل الطوائف ضمانتان

ثمّة فهم خطير لاتفاق الطائف، وواقع الأمر أنّ لبنان كلّه يدفع في هذه المرحلة ثمن التطبيق السوريّ للاتفاق. فلبنان يدفعُ ثمن إعدام نظام الوصاية السوريّة للديناميات السياسية في طائفة أكثر من غيرها، حيث آل التمثيل الحصري للشيعة الى فريق محدّد دون غيره.

في القراءة "القانونية"، من الواضح إذاً أنّ "التفسير" الذي بنى عليه الفريق الشيعي صراعه داخل الحكومة ومعها في الفترة الماضية، يسمحُ باستنتاج أنّ المضيّ فيه هو إمعان في فدرلَة النظام السياسيّ، أي أنّه يجب قبلَ الحديث عن شرعيّة أو عدم شرعيّة جلسات مجلس الوزراء، التساؤل عن مدى شرعية الاستقالة نفسها بمقاييس العيش المشترك، طالما أنّها مبنيّة على ما يعاكسه.

الممرّ الانقلابي الفوضويّ الخطير

ماذا من الناحية السياسيّة؟.

مِن هذه الزاوية، استنفد النقاش في أبعاد المشروع السياسيّ الراهن لحزب الله، أغراضه، بما هو مشروع بوظائف اقليمية. وما يفضح هذا المشروع أنّ هدفه الأقصى هو السيطرة على القرار السياسيّ.. وإلا الفيديرالية "عملياً". ويبدو مشروع "حزب الله" في حدّيه الأقصى والأدنى خطيراً، لأنّ ممّره انقلابيّ وفوضويّ و"عنيف"، طالما أن لا "حلّ وسط" بينهما.

"دولة حزب الله"

ويبدو هذا المشروع خطيراً جداً، لأن "حزب الله" يجلس فوق دولة خاصّة قائمة منذ فترة وتزداد قوّة، أي أنّه يقيم الآن فيديراليته. ولدولته موازنة مستقلّة عن موازنة الدولة المركزيّة وأكبر منها، ولها جيش مستقل عن جيش الدولة المركزيّة وأقوى منه، ولها نظامها السياسيّ على النموذج الإيراني، ولها سياستها المستقلّة عن سياسة الدولة المركزيّة والمتناقضة معها.

ويبدو المشروع خطيراً جداً في "موسم" انتعاش "التفكير" الفيديرالي لدى الشيعة الموالين لإيران في غير مكان في المنطقة، والعراق نموذج له. وهو خطير جداً لأن "ضحاياه" هم من خارج "حزب الله" أوّلاً. وهنا، لا بدّ من الإشارة إلى أنّ الرئيس نبيه برّي و"حركة أمل" هما في مقدّم الضحايا. وهذا القول ليس لتحريض الرئيس برّي وهو العصيّ على التحريض. ذلك أنّ "الفيديرالية الشيعيّة" هي "دولة حزب الله" حكماً وبالتعريف ولن يكون لبرّي والحركة مكان فيها. و"قيمة" برّي السياسيّة، فضلاً عن قيمته في مجالات عدّة، هي أنّه شريك في حكم مركزيّ للبنان وأنّه رئيس لمجلس نوّاب كلّ لبنان، وهي التي يأخذها "حزب الله" في الحسبان.

برّي وحديث استبدال المستقيلين

لذلك، ومع أنّ الرئيس برّي معروف بذكائه السياسيّ ومعروف بأنّه يزن مواقفه وتكتيكاته، فإنّه لم يكن مضطراً إلى تغطية الحملة على جلسة مجلس الوزراء التي أقرّت نظام المحكمة الدوليّة حتّى لو كان مقتنعاً بأنّ "الوجه الآخر" للجلسة وهو أنّ استقالة وزراء الشيعة تفقدها نصابها الوطنيّ.. إلا إذا. إلاّ إذا رُبط هذا "الشق" من موقفه بـ"الشقّ" الآخر حيث دعا إلى استبدال الوزراء المستقيلين بوزراء شيعة آخرين من خارج "أمل" و"حزب الله". والحال، إنّ نصيحته هذه، بصرف النظر عن الأخذ بها أو عدمه، تعني تأكيداً من جانبه على ان النصاب الميثاقي يمكن تحقيقه بشيعة من لون سياسي آخر، وقطعاً للطريق في وجه التفكير الفيديرالي. وفي جميع الأحوال، فإنّ هذه النصيحة في محلّها، إذا كان برّي يقصدها بالفعل وإذا تعذّرت عودة الوزراء المستقيلين عن استقالاتهم. وفي هذه الحالة، سيكون توزير شيعة من خارج الثنائيّة القائمة، مدخلاً إلى حلّ "أزمة الحكم" التي كان الواقع الشيعيّ سبباً رئيسياً لها في العامين الماضيين، ومعبَراً إلى مرحلة جديدة حيث التعدّد داخل الطوائف هو ـ تكراراً ـ ضمانة للبنان، وضمانة حتّى لطرفي الثنائيّة كي يستطيعا ممارسة السلطة أو المعارضة من دون أن تصل الأمور في كلّ مرّة إلى حدّ "الأزمة الوطنيّة" الكبرى، وبحيث يكون للفريق الحاكم اليوم "ذراعه" الشيعيّة.

توجّه "حزب الله" إلى العصيان

غنيّ عن القول إنّ النقاش في هذه العناوين، هواليوم أهمّ من أيّ وقت مضى. لماذا؟

لأنّ ما يسرّبه "حزب الله" عن خطواته المقبلة خطير جداً. وفي هذا التسريب أنّ الأكثريّة إذا استطاعت إقرار المحكمة الدوليّة في مجلس الوزراء، فإنّها لن تستطيع إقرارها في مجلس النوّاب، ما يعني أنّ ثمّة تحضيراً للاستقالة من المجلس النيابيّ. وفي هذا التسريب، كلام عن عصيان على الدولة المركزيّة، داخل الادارة العامة وفي المناطق. في هذا التسريب كلام عن إتمام سحب الشيعة من النظام حكومة ومجلساً، ومن الدولة. ولذلك، فإنّ الحديث عن مفاجآت لا يحمل أيّ مفاجآت في الواقع. والتتمّة "المنطقيّة" لما يعلنه "حزب الله" من مواقف تستند إلى تفسيره للطائف والدستور، هي الانسحاب من النظام والدولة. وفي ذلك قمّة التهديد بالفوضى والعنف. وفي ذلك قمّة التهديد للكيان اللبناني ووحدته. وحقيقة الأمر هنا، أنّ استنتاج أنّ التفسير الفيديرالي للطائف يقود إلى تهديد الكيان اللبناني ووحدته، هو حتّى الآن، استنتاج "نظريّ". لكنّه استنتاج تسنده معلومات تفيد أنّ ثمّة توجهاً تطبيقياً يبدأ في غضون أيّام قليلة لتنفيذ العصيان الانقلابيّ.

استكمل "حزب الله" تعبئته، وفيها أنّ ثمّة مَن يريد أن "يستوطئ" حائط هذه الطائفة. وفيها أنّ الطائفة هي حزبُها، أي أنّ ثمّة تماثلاً بين الطائفة وحزب الطائفة.. وهذا أيضاً لا علاقة له باتفاق الطائف لا نصّاً ولا روحاً. وفي هذه التعبئة لم يعد "حزب الله" يعير أيّ اهتمام حتّى بـ"حليفه" الجنرال ميشال عون، بعد أن بات البُعد الفيديرالي مكشوفاً، ولا يستطيع "الجناح المسيحي" من "المشروع السياسيّ" شيئاً. حيال هذه التطوّرات جميعاً، تحرّكت في الساعات الماضية بعض "المبادرات" الداخليّة التي ترافقت مع عودة الرئيس برّي من طهران، وفي هذه المبادرات اقتراحات "جزئية" تحت عنوان الوضع الحكومي.

خطأ التنازل امامه

سيكون من الخطأ الاعتقاد أن "حزب الله" سيُفسح في المجال أمام ما هو دون تمكينه مع حلفائه من الإمساك بالقرار، وهو الذي يتصرف على أساس الفيديرالية الشيعية بالأمر الواقع زائد الفيتو داخل "الفيديرالية المركزية". وسيكون من الخطأ المسايرة والتنازل من جانب فريق 14 آذار.

من الواضح أن فريق 14 آذار لا يسعى الى المواجهة ويريد تجنب الصدام. وقد أعطى أركان أساسيون فيه إشارات انفتاح من أجل تجنب المواجهة. زعيم "تيار المستقبل" سعد الحريري وجّه كلاماً ايجابياً الى "حزب الله"، وفعل رئيس "اللقاء الديموقراطي" وليد جنبلاط الشيء نفسه. وجاء الرد سلبياً وهجومياً.

المجال الوحيد: التسوية الكاملة

ثمة مجال واحد يبقى مفتوحاً. وهذا المجال هو عودة "حزب الله" وحلفائه الى طاولة الحوار والبحث في كل شيء، والتوصل الى تسوية سياسية ـ وطنية متكاملة.. وإلا فإن أي تنازل سيشجع هذا الفريق على المضي في مشروعه الذي يمثل ذروة الانقضاض على اتفاق الطائف وعلى العيش المشترك، وسيشجعه على "أخذ" ما يعتبر أنه له وعلى تعطيل ما له وللآخرين معاً. إن "المشروع" الذي يحمله "حزب الله" وحلفاؤه يُخرج لبنان من نفسه. هو نقيض العيش المشترك ونقيض الكيان والدولة. إنه "دولة حزب الله" التي تدور بعض "الأجرام" في فلكها. لا مجال إلا بالعودة الى الحوار. وعادة عندما يبلغ مشروع ما ذروة انكشافه لا يكون ذلك دليل قوَّته، حتى لو توسّل القوة و"الهوبرة". ولأطراف 14 آذار من تجاربها ما يؤكد أن مداواة "الهاجم" لا تبدأ بالتنازل له، بل باستعادته الى الطاولة وبدون شروط مسبقة.. وإلا يجازف فريق 14 آذار بنفسه وبمشروعه.. وبوجوده.

 

العلامة الأمين يطالب الوزراء الشيعة بالعودة عن استقالاتهم

 بيروت - »السياسة«: دعا مفتي صور وجبل عامل العلامة علي الأمين وزراء حركة »أمل« و»حزب الله« العودة عن استقالاتهم وتالياً العودة إلى المشاركة لإدارة شؤون البلاد حفاظاً على المصلحة الوطنية العليا التي تقتضي من الجميع المشاركة مع غض النظر عن موقع المشارك ومقدار حصته لأن الوطن هو حصة الجميع. وقال الأمين أن عودتهم إلى المشاركة تساهم في عملية النهوض والإنماء وإعمار ما هدمه العدوان الإسرائيلي الأخير من خلال المساعدات المتوقعة في مؤتمر »باريس-3«, وأضاف: كنا نتمنى أن تكون هذه الاستقالة بعد جلسة مجلس الوزراء التي أقرت مسودة نظام المحكمة ذات الطابع الدولي لأننا لا نريد أن توجه أصابع الاتهام لهم بأنهم قد استقالوا لتعطيل هذه الجلسة. ودعا الأمين كل الأطراف اللبنانية إلى لغة العقل والحكمة وإلى الحفاظ على مصلحة البلاد من خلال الابتعاد عن لغة التهديد باستخدام الشارع واستخدام الكلمات التي تزيد من التباعد بين اللبنانيين. وقال: إن الخروج إلى الشارع ليس هو السبيل للحل وإنما يزيد من حالة التأزم في البلاد التي ستؤثر على عملية النهوض بالبلاد بعد الحرب الأخيرة.

 

وفد لبناني - أميركي مشترك يزور عنان لنقل القرار 1701 إلى الفصل السابع

ضغوط ديمقراطية على بوش "للإسراع بحسم الوضع اللبناني" بإسناد مهمات تطبيق القرارين 1559 و 1701 للقوات الدولية

 لندن - من حميد غريافي:السياسة

على عكس آمال وأماني المحور الايراني - السوري المعقودة على فوز الحزب الديمقراطي بانتخابات الكونغرس النصفية بجناحيه الذي »قد يبدل المعادلات في الشرق الأوسط« وخصوصا في العراق ولبنان لصالح نظامي بشار الأسد وعلي خامنئي, فإن ديبلوماسيا خليجيا في واشنطن أكد امس ل¯ »السياسة« ان الزعماء الديمقراطيين »باشروا فوراً ممارسة ضغوط كبيرة على ادارة الرئيس بوش لحسم الموقف الامني في العراق عن طريق مضاعفة عدد القوات الاميركية فيه من 135 الفا الى 300 الف او حتى 400 الف جندي إذا كانت ضرورة القضاء على الارهاب والتدخلين الايراني والسوري فيه تتطلب ذلك«. وقال الديبلوماسي في اتصال به من لندن ان الديمقراطيين يسعون الى ان يقوم بوش وحزبه الجمهوري ب¯ »تمسيح أوساخهم« في العراق قبل نهاية ولايتهم في حكم الولايات المتحدة بعد عامين كيلا يرثوا هم (الديمقراطيون) هذه »الاوساخ«. ونقل الديبلوماسي عن احد زعماء الديمقراطيين قوله »ان ترك الرئيس الاميركي منصبه عام 2008 دون حل حاسم لقضايا الارهاب في كل من العراق ولبنان, من شأنه أن يدفع بالمنطقة إلى شفير الهاوية, لذلك »على من دفع الدب الى السطح ان ينزله هو بنفسه« ونحن سنراقب تفاصيل الستراتيجية الاميركية الجديدة لبوش في هذين البلدين عن كثب وسنساعد على تفعيلها مهما تطلب الامر, واذا لم تحسم الامور خلال فترة حكمه المتبقية بشكل قاطع, نكون تعلمنا على الاقل ماذا نفعل عندما نتسلم البيت الابيض بعد عامين«.

واكد الديبلوماسي ان الديمقراطيين هم اكثر الحاحا وإصراراً من بوش نفسه ومن صقور ادارته على عدم الانسحاب من العراق قبل حسم الامور فيه, وعلى الاسراع اكثر بحسم الامور في لبنان قبل ان يصبح البديل عن العراق في الفوضى والاقتتال والصراع المذهبي او الطائفي, اذ اننا والمجتمع الدولي في هذا البلد اقوى بكثير مما نحن عليه في العراق, وان العاملين على تفجير الاوضاع فيه اضعف من العاملين على اعادة بنائه, الا ان المخاوف تتزايد بتزايد التدخلين الايراني والسوري فيه على غرار تدخلهما في العراق رغم أنهما لم يتمكنا بعد من الوصول الى هدفهما المشترك الذي اعلنه (مرشد الثورة الاسلامية) علي خامنئي لرئيس مجلس النواب الشيعي اللبناني نبيه بري على رؤوس الاشهاد من ان »روحية اعداء الشعب اللبناني اصبحت ضعيفة وان اميركا وسياساتها في طريقها الى الهزيمة وان لبنان سيكون بمثابة مكانها (الهزيمة) وينبغي الاستفادة القصوى من هذه الفرص«.

ونسب الديبلوماسي الى الزعيم الديمقراطي في مجلس النواب الاميركي قوله: »فيما ستأخذ مسألة وضع الستراتيجية الجديدة للولايات المتحدة في العراق وقتا ويمكن انتظاره فانه لايمكن انتظار إطباق المحور الايراني - السوري على النظام الديمقراطي الجديد في لبنان الذي لم نصدق انه قام على انقاض انسحاب القوات السورية من اراضيه, لذلك باشرنا خطة موحدة مع الرئيس بوش ونائبه ديك تشيني اللذين يشاطراننا دعمنا اللامحدود للحكومة في بيروت, لمنع هذا المحور الشرير من تحقيق اهدافه وكما اقترحنا مضاعفة عدد القوات الاميركية في العراق للقضاء على الارهاب فيه ثم الانسحاب منه بعد استتباب الاوضاع, فاننا نتجه الى مضاعفة عدد القوات الدولية التابعة لليونيفيل في لبنان بعدما كنا بدأنا تزويدها بمختلف انواع الاسلحة الهجومية بعد اسابيع قليلة من انتشارها في الجنوب من اجل تحويلها الى قوات يمكنها تطبيق القرارات الدولية وعلى رأسها القراران 1559 و 1701 الداعيان الى تجريد الميليشيات المسلحة الايرانية والسورية من اسلحتها بالقوة, ونشر القوات الدولية في مختلف مناطق لبنان بما فيها الحدود اللبنانية - السورية«.

وقال النائب الديمقراطي: »اننا ندرك جيداً حساسية الاوضاع في لبنان الشبيهة الى حد ما بالاوضاع المذهبية والطائفية في العراق, لذلك لن ندع اعداءنا الايرانيين والسوريين يخربون هذا البلد الديمقراطي ويعيدون احتلاله وتمزيق مجتمعه الحضاري الاول في الشرق الاوسط, لذلك افهمنا الرئيس ونائبه (بوش وتشيني) هذا الاسبوع بان حسم الوضع اللبناني بسرعة هو من المسائل الاكثر حيوية للمصالح الاميركية والدولية في المنطقة لانه يشكل نموذج نصرنا او فشلنا في كل ارجائها«.

وفد لبناني إلى عنان

وفي هذا السياق نفسه,ابلغ احد قادة »المجلس العالمي لثورة الارز« الفاعل داخل الادارة الاميركية الجمهورية والكونغرس الديمقراطي الجديد »السياسة« امس في اتصال من واشنطن ان وفدا من كبار الفاعليات السياسية اللبنانية في الولايات المتحدة سيقوم في نهاية هذا الاسبوع بزيارة مقر الامم المتحدة في نيويورك يرافقه عدد من النواب الديمقراطيين والجمهوريين من مؤيدي لبنان في الكونغرس للتباحث مع المسؤولين هناك حول »وجوب تفعيل مهمات القوات الدولية في لبنان بحيث تشمل انتشارا سريعاً على الحدود اللبنانية - السورية, لمنع تهريب السلاح والارهابيين اليه وافراغ جنوب نهر الليطاني حتى الحدود الاسرائيلية من عناصر وصواريخ واسلحة حزب الله, وذلك لقطع دابر الخروقات الجوية الاسرائيلية للاجواء اللبنانية التي قد تتخذ ذريعة ايرانية - سورية لاعادة تفجير الاوضاع اللبنانية الداخلية باستئناف حرب يوليو«.

وقال المسؤول اللبناني في المجلس ان اعلان حزب الله هذا الاسبوع مقتل احد خبرائه في تفكيك الالغام في جنوب لبنان في اثناء القيام بمهمته »فتح عيون قيادة القوات الدولية في الناقورة وكذلك عيون اعضاء مجلس الامن وكوفي عنان بالذات على ان حزب الله مازال يمارس عمله العسكري في تلك المنطقة التي حظرت عليه في القرار الدولي 1701 الا انه لم ينفذ بعد ممارسة ضغوط سياسية وتهويلية على الحكومة اللبنانية, وهذا امر خطير قد يجر القوات الاسرائيلية الى التدخل لقصف مواقع الحزب جنوب الليطاني وبالتالي الى تداعي الاوضاع بكاملها مع القوات الدولية«.

واكد المسؤول ل¯ »السياسة« ان الوفد سيشدد مع كوفي عنان او الجماعات المحيطة به على ضرورة نقل القرار 1701 الى مظلة الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة كما ورد اصلا قبل ان تعدله الحكومة اللبنانية وتعيده الى مظلة الفصل السادس بضغوط هائلة من حزب الله والجماعات السورية في لبنان, وان يفعلوا ذلك بسرعة قبل تفاقم الاوضاع منعا للتدخل الايراني - السوري السافر من اجل »تحويل لبنان الى مقبرة الاميركيين« كما حاول خامنئي ان يقول.

 

وبعد التهويل؟

سحر بعاصيري

كأنه لا يكفي اللبنانيين هذه الايام مسلسل التهويل الداخلي المتبادل حتى يأتيهم مسلسل تهويل آخر من الخارج ليكتمل طوق قلقهم من الازمة السياسية وآفاقها.

قبل ايام في طهران، قال مرشد الجمهورية الاسلامية علي خامنئي لدى استقباله رئيس مجلس النواب نبيه بري انه "بإذن الله، سيكون لبنان مكانا لهزيمة اميركا والكيان الصهيوني". كلام "مطمئن" فعلا! لم ينس اللبنانيون بعد حرب تموز. لا يزالون يجرجرون آثار الدمار والانتصار. لكن خامنئي لم يكن وحده يعبر عن هذا "التمني". فقبل ايام ايضا زادت اسرائيل "طمأنة" اللبنانيين وذهبت بكلامها عن ان الحرب مع "حزب الله" لم تنته، خطوة اضافية، بأن كشفت صحفها ان التحضيرات جارية لحرب مقبلة مع لبنان وان تدريبات خاصة تبدأ بعد يومين وتنطلق من افتراض ان موعد هذه الحرب صيف 2007.

كل هذا تهويل؟ ربما. فاسرائيل لا يسعها الا اجراء تدريبات بعد فشلها في لبنان، على الاقل لتستوعب التداعيات على المؤسسة العسكرية، لكنها في الوقت نفسه تعتبر مواجهتها مع ايران و"حزب الله" مفتوحة والاستعداد جزء من اللعبة. وايران ترى انها لقّنت اسرائيل ومعها اميركا درسا لن تنساه في لبنان ويبدو طبيعيا ان تستخدم هذا الدرس لتحسين وضعها التفاوضي ما دام الكلام الاميركي عن احتمال فتح حوار يتردد بقوة.

ولا تقف مصادر قلق اللبنانيين عند هذا الحد اذ هناك ايضا بعد سوري. فالجميع يعرفون ان لبنان نقطة ساخنة جداً في اللا - علاقة السورية الاميركية الراهنة، وفي العلاقة التي ترجوها سوريا مع اميركا، خصوصا انها تأمل الان في انفتاح في السياسة الاميركية عليها بالتوازي مع انفتاح مماثل محتمل على ايران، وهي التي وثقت تحالفها مع ايران في انتظار مثل هذه اللحظة.

لكن المواقف الاميركية المتشددة من الحوار مع طهران، تبدو قاطعة في رفضها اي حوار مع دمشق. وحتى عندما صدر موقف مرن نسبيا من ايران ظل الرفض هو هو ازاءها. فمساعد وزيرة الخارحية لشؤون الشرق الاوسط ديفيد ساترفيلد قال في شهادة امام الكونغرس ان واشنطن مستعدة "مبدئيا" لفتح حوار مع ايران في شأن الوضع في العراق وان المسألة تتعلق بتحديد موعد زمني لهذه الخطوة، الا انه رفض اي حوار مع سوريا لان "دمشق تعرف ما عليها القيام به".

ليس سرا ان هذا لا يمكن الا ان يغضب سوريا وان ينعكس على "لا تدخلها" في لبنان، خصوصا انها لا تكف عن مهاجمة قوى الاكثرية بدعوى انها تنفذ المشروع الاميركي. الخلاصة انه حتى لو اراد بعض اللبنانيين القول او تصديق القول بان الازمة داخلية، فان لبنان حتى اشعار آخر هو ساحة لكل التجاذبات والصراعات القائمة والمحتملة بل ساحة مكشوفة تزيدها الازمة انكشافا وهشاشة.

 

لَهْ لَهْ لَهْ

زيان/ لَهْ لَهْ لَهْ. يا دولة الرئيس النبيه ماذا جرى ما بين ليلة وضحاها. ألست أنت القائل: الخيل والليل والبيداء تعرفني، والسيف والرمح والقرطاس والقلم؟

بلى، أنت، لا ابو الطيب المتنبيّ. مثلما تعرفك قاعة الجلسات في ساحة النجمة، والطاولة المستديرة التي تديرها يوماً للحوار الوطني ويوماً للتشاور الوطني، ومثلما تعرفك المؤتمرات النيابيَّة في مشرق الأرض ومغربها. ودون نسيان تلك المطرقة التي تُضْرَب بها وبطرقتها الأمثال، والتي تعرفك أيضاً وجيّداً. وتعرف انك عندما تشاء تسحب المشكلة من التداول وقبل أن تدركها نار التطرف، كمثل سحب الشعرة من العجين.

وبمهارة ما زلت تُحسَدُ عليها وتُحسب لك. وبلهفة وغيرة على البلد، المطعون في كل خواصره، لا يستطيع منصف أن ينكرها عليك، من غير أن تخدش شعور الصيغة وحساسيَّة التركيبة والموزاييك والفسيفساء والملائكة... بناءً عليه، وفي لحظة تجلٍّ دستوري بل وطني، وعلى جاري عادتك وضعت أمور جلسة المحكمة الدوليّة. وبلا تردّد قلت من طهران الجلسة دستوريّة.. "ويمكن مجلس الوزراء أن يطرح المواضيع ما دام أكثر من الثلثين لا يزال في الحكومة. فمن الناحية الدستوريّة يمكن ذلك". قلت ذلك أجل، وسمعك الناس، وقرأوا ما قلته، وقالوا بارك الله في همة حلاّل المشاكل. لقد فتاها الرئيس بدرايته المعهودة، وحسم الجدل البيزنطي في هذا الموضوع. وختم النقاش بالشمع الأحمر. بعد قليل من انتشار هذه "الفتوى" التي تركت ارتياحاً عاماً في لبنان وخارجه، فوجىء القوم، بتوضيح يقول: "يهم المكتب الاعلامي لرئيس مجلس النواب ان يوضح ان ما ورد لجهة تأكيد الرئيس نبيه برّي دستوريّة الجلسات لمجلس الوزراء، لم يرد بهذه الصيغة على لسانه".فانقبضت الصدور. وقَرشَ الناس الحمصة. وانفتح باب التخمينات والاستنتاجات على مصراعيه. فماذا عدا مما بدا؟

وما المستجدات والتفسيرات الدستورية التي طرأت، ودعت الرئيس برّي الى "الفرملة" والتوضيح بما ضاعف الهواجس وهي كثيرة؟

ولم يقف الأمر عند هذا الحد.فقد تحوَّل التوضيح في اليوم الثالث انقضاضاً مباشراً من رئيس المجلس على الجلسة إيّاها. فوصفها بأنها "كانت غير ميثاقيَّة، وتاليا غير دستوريّة، بغضّ النظر عن القرار الذي اتخذ خلالها". وشمل الانقضاض الأكثرية النيابيَّة التي حسب رأيه "تشكلّ مجلس قيادة يحكم لبنان من دون اعتبار للدستور ولا لاتفاق الطائف".إذاً؟ "إما المشاركة الحقيقيَّة في الحكم، وإما الطلاق الدائم".

يا دولة الرئيس، أًلست أنت القائل: الاختلاف في الرأي لا يُفسد للود قضيَّة؟

 

 شخصية من 34 بلداً في "لقاء بيروت العالمي لدعم المقاومة"

قاسم: أنبّه من يراهن على أميركا لأن مشروعها سقط

جمع "لقاء بيروت العالمي لدعم المقاومة" امس نحو 400 شخصية من 34 بلدا من القارات الخمس تضامنت مع لبنان "شعبا ومقاومة" معلنة العداء لأميركا واسرائيل.

بدعوة مشتركة بين "حزب الله" و"منبر الوحدة الوطنية القوة الثالثة" والحزب الشيوعي و"حركة الشعب" و"نادي اللقاء"، افتتح اللقاء مساء في قصر الاونيسكو، ويستمر في جلساته حتى الاحد المقبل وهو يتضمن عرض افلام قصيرة عن العدوان الاسرائيلي الاخير وتعالج الكلمات خلاله مسألة اعادة الاعمار والافكار والمشاريع التي تساعد في انجازه في اسرع وقت، فضلا عن زيارة المشاركين للضاحية الجنوبية والجنوب للاطلاع على اضرار العدوان.

وحضر الرئيس سليم الحص ونائب الامين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم، والوزير السابق اللواء عصام ابو جمرة ممثلا النائب العماد ميشال عون، والامين العام للحزب الشيوعي خالد حدادة ورئيس "حركة الشعب" نجاح واكيم ورئيس "حزب التضامن" اميل رحمة، ووفد يمثل الفصائل الفلسطينية، وحشد كبير من الشخصيات السياسية والحزبية.

الحص

والقى الرئيس الحص كلمة "المنبر" فذكر بما جاء في مذكرة التفاهم التي وقعها رؤساء الحكومات السابقون، ومما قال: "مع ان الحرب كان ثمنها باهظا على اللبنانيين، اذ تسببت بسقوط عدد مروع من الضحايا بين قتلى وجرحى، جلهم من الآمنين الابرياء العزل(...) فان هذه الحرب ستكون لها من التداعيات على مسار الصراع العربي الاسرائيلي ومستقبله ما لا يقدر بثمن. فالمقاومة قضت على اسطورة اسرائيل القوة التي لا تقهر".

واعتبر "ان سلاح المقاومة لم يوجد ليبقى الى الابد، فانطلاق المقاومة المسلحة اقترن باعتبارات معينة، اهمها وجود ارض محتلة، ووجود اسرى في المعتقلات الاسرائيلية، وانكشاف لبنان على اعتداءات شبه يومية جوا وبحرا واحيانا برا. وهذا ما اوحى به خطاب سماحة قائد المقاومة في يوم الاحتفال بالنصر. فاذا ما عولجت تلك الاعتبارات في سياق تنفيذ القرار 1701 كما يُرتجى فلن يعود هناك موجب لاستمرار المقاومة المسلحة. والمواجهة اللبنانية مع اسرائيل عندذاك تغدو جزءا لا يتجزأ من المواجهة العربية العامة مع عدو الامة. فقضية فلسطين تبقى هي قضية العرب المركزية، والنضال من اجلها لا بد ان يكون قوميا مشتركا".

قاسم

وكان لافتاً الشعار الشيوعي الماركسي الذي تضمنته كلمة الشيخ قاسم الذي وجه تحية الى "القادمين من اقطار الدنيا". وقال: "فلنرفع الصوت معاً يا مستضعفي العالم ويا فقراء العالم ويا احرار العالم اتحدوا. ان مقاومتنا في لبنان كانت مقاومة دفاعية ورد فعل على الاحتلال لان تاريخ اسرائيل هو دائماً عدواني، ونحن لا نفهم حجم هذا الدمار الذي اصاب بلدنا الا بسبب عدوانية هذا الكيان. انها صورة اسرائيل المجرمة وصورة اميركا المجرمة".

وتوجه الى الحضور بالقول: "معكم سنحطم هذه الصورة لتبرز صورة المقاوم في لبنان وفلسطين وفي كل مكان، واقول انني افتخر لانني لبناني صمد في وجه هذا العدوان".

اضاف: "اطمئنكم اننا في المقاومة الاسلامية نعتبر انفسنا امتداداً طبيعياً لكل مقاومة كانت قبلنا وبقيت معنا وستستمر معنا في فلسطين وغيرها. لقد خرج الاجماع الوطني حول المقاومة من المسلم والمسيحي، ومن الوطني والقومي ومن المحلي والاممي واليساري، وكان الجامع بينهم جامعاً مقاوماً لان هذه المقاومة مثلث الجميع وهي جزء منها، لذلك ارتفع صوتها واجتمع حولها الكل، وهذا انجاز كبير لها. نحن لا نريد ان نصنف احداً لكن المقاومة قطار يسير، ونحن ندعو الجميع الى ركوب هذا القطار، فالمقاومة ارادة وليست سلاحاً فحسب، والارادة هي التي تصنع النصر".

وتابع: "هذه ارضنا ولن نسمح لاسرائيل بأن تبقى عليها ولن نسمح للولايات المتحدة الاميركية بأن تسلبنا استقلالنا، وان هددونا بالقتل هددناهم بالشهادة.

نحن في حزب الله لنا منطلقات اسلامية واقدر ان بعضكم كان يتوجس خيفة من الاسلام، ونحن نعترف ان بين الاسلاميين من يكفر جميع العالم حتى الذي حولهم وكأن الله اعطاه مفاتيح الجنة، ونعلم ان هناك جماعات منطوية على نفسها، ان هؤلاء المفرطين لا يمثلون الاتجاه الاسلامي الصحيح. هناك الاسلام الصحيح والاسلام الاميركي".

ونبّه "من يراهن في لبنان والمنطقة على اميركا، لان مشروعها سقط وسيحصد الفشل (...) وان تحالفاتنا السياسية في لبنان تضم اوسع الشرائح اللبنانية، وهذا يساعد في منع الترويج للوصاية الاميركية".

حداده

وقال حداده: "شاهدنا في بداية الحرب زعامات عربية تسعى الى التطبيع وهو يهرب منها، ورأينا وجوهاً ناطقة بالاجنبية تعلن وقوفها معنا. كما رأينا (وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا) رايس تتحدث عن الشرق الاوسط الجديد وصورة العراق التي ستعممها على العالم العربي، لكننا رأينا ايضاً كيف انهت حرب السويس بقيادة جمال عبد الناصر الوجود البريطاني في الشرق الاوسط، كذلك ستنهي المقاومة في لبنان الوجود الاميركي في الشرق الاوسط".
واكيم

وقال واكيم: "وجودكم معنا اليوم يعبر عن شراكة حقيقية في النضال الانساني النبيل للوصول الى عالم يسوده العدل ويغمره السلام، في مواجهة قوى عاتية لا تريد لهذا العالم الا ان يكون بشعا على صورة اطماعها. ان العدوان على بلدنا وشعبنا لا يزال مستمراً، لكنه انتقل من الحدود الى الجبهة الداخلية لنشر الفوضى، حيث تستعد شبكات التخريب التي سربت الى الداخل الللبناني لتباشر عملها التخريبي عند تلقيها اشارة التحرك، الامر الذي يؤدي الى تكرار ما حصل ويحصل في العراق".

وذكر واكيم بالسؤال الذي وجهه رئيس "اللقاء الديموقراطي" وليد جنلاط الى الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله من دون ان يسميه قائلاً: "في بداية حرب تموز، طرح احدهم سؤالاً استفزازياً للسيد حسن نصرالله: لمن يهدي النصر؟ واجابه السيد انه لكل اللبنانيين والعرب وكل احرار العالم. نعم انه نصر لكل احرار العالم، وهذا يذكرني بقول فيديل كاسترو للرئيس جمال عبد الناصر عام 1960: ان انتصاركم في السويس على العدوان الثلاثي، امدنا بالعزم على معركة تحرير كوبا. وكذلك انتصارنا اليوم نضعه في خدمة احرار العالم ومناضليه".

كلمات وفود

والقيت كلمات باسم الوفود المشاركة، منها كلمة ممثل اميركا اللاتينية القاها خيلبرتو لوباز، وهو مؤسس شبكة منظمة "الافكار ضد ايديولوجيا الحرب الاستباقية" ودعا فيها الى نضال الشعوب ضد الامبريالية الاميركية.

اما النائب في البرلمان المركزي في الهند ونائب الامين العام للحزب الشيوعي الهندي محمد سليم فاعتبر ان "نجاح المقاومة هو نجاح للشعب اللبناني". وقال: "اتيت خلال العدوان الاسرائيلي الى لبنان وشاهدت الدمار والقتل اللذين تسببت بهما اسرائيل".

ثم ألقى فيكتور الزوزي من الكونغو كلمة افريقيا وهو يمثل "جمعية النضال ضد الديون" وقال: "ان فقراء افريقيا هم الذين يتمتعون بالثقافة وها نحن هنا نحمل لكم هذه الابتسامة لتنقلوها الى الجميع، ونقول لكم ان ما قمتم به هو امر لا يعقل والشعب اللبناني تسبب بالقلق لاميركا ولاسرائيل، انهما بلدان ينتهكان قرارات الامم المتحدة كل يوم. لقد حان الاوان لكل شعوب العالم كي تتضامن، فأقبلوا دعمنا والنصر اكيد ومحقق".

اما كلمة اوروبا فالقاها بابادي كوستاس وهو من نقابة المحامين في اليونان، واعتبر فيها ان "انتصاركم هو انتصار يدل على ان لا امبريالية ولا سلطة في العالم لا تقهر".

 

إبتسم أنت في "نزل السرور"!

راجح الخوري

ليس في البلاد إلا الحديث عن المفاجآت، أو بالاحرى عن سلسلة من المفاجآت التي يعدها "حزب الله" و"التيار العوني" لإيقاع الاكثرية في الكمائن والأحابيل التي تكفل إما اسقاط الحكومة من الخارج أي في الشارع، أو الاستيلاء عليها من الداخل أي عبر امتلاك "الثلث المعطّل".

واذا كانت أوساط في "حزب الله" تقول "كما فاجأناهم باستقالة الوزراء الشيعة، سنفاجئهم قريبا بمزيد من المفاجآت"، فان النتيجة الموضوعية لاكتمال الطلاق على ما أشار الرئيس نبيه بري، هي "سلسلة من المفاجآت الصاعقة" يعكف "حزب الله" وعون على إعدادها. إذاً إبشروا. إبشروا، ليس لأن البلاد تكاد تصاب بالاغماء قبل اكتشاف ما ينتظرها عشية موسم الاعياد الذي يفترض على ما يبدو ان يضيع هباء، كما ضاع موسم الاصطياف بسبب الحرب الاسرائيلية، بل لأن الجنرال ميشال عون سئل قبل يومين عما يعده لمواجهة الحكومة فقال: "لا اعلانات مسبقة، هناك مفاجآت سارة"! هكذا حرفيا: "مفاجآت سارة"!! والذين توقفوا مليا أمام هذه المفاجآت السارة تساءلوا طويلا عن ذلك السرور الذي ستحمله هذه المفاجآت، الى درجة الظن فعلا اننا ليس أمام مشكلة تتصل بالخلاف على الحكومة وعلى الحكم، بل أمام "كرمس سياسي" فيه من المفاجآت ما لا يحصى ويُعد". طبعا لا ندري ما هي خبايا "التومبولا" عند عون كما عند "حزب الله"، لكن الاثارة ليست كامنة في الخبايا بل في "السرور" الذي سينزل على اللبنانيين فيخرجون مثلا الى الشوارع في نوبات من الضحك الهستيري وينقلبون على ظهورهم من موجات الحبور التي ستنتابهم، فلا يعود ينقص البلاد غير تغيير اللافتة، فبدلا من الجمهورية اللبنانية يمكن وضع العنوان الذي يقول: إضحك أنت في "نزل السرور"!

وقياسا بما يسمعه المواطنون يوميا، فان من حقهم الطبيعي ان يتساءلوا، كيف يمكن المفاجآت التي يعد بها عون ان تكون سارة كما يقول، فهل السرور مثلا في وقوع البلاد ضحية الشوارع المتقابلة – تظاهرات - وما يمكن ان يحمله التظاهر من مفاجآت غير سارة على الاطلاق؟

وهل السرور في وقوع البلاد في الفوضى والاضطرابات والفراغ، لا سمح الله، وهو ما سيدفع الجميع الى حافة الحروب الداخلية التي بالكاد خرجنا منها؟ أم أن السرور هو في تعاظم موجة الافلاسات في المصانع والمؤسسات ومضاعفة اعداد الذين سيصرفون من أعمالهم وقد وصل عددهم في الشهرين الماضيين الى 14 ألفا؟ ولعل السرور هو في دموع الأمهات والأهل الذين يذهبون الى وداع أولادهم يغادرون نزل السرور المجنون الى الاغتراب وعدم الرجعة!

أو لعله في طوابير الواقفين منذ الفجر عند أبواب السفارات، بحثا عن هجرة الى بلد يعفيهم من الوقوع الدائم في المفاجآت الصاعقة او السارة، وقد قيض الله لهم سبحانه وتعالى، أن يكونوا مثل "أليس في بلاد العجائب"، يولدون في المفاجآت السارة ويموتون في المفاجآت الصاعقة.

وليس واضحا اذا كان السرور كامنا في بيانات الاقتصاديين ومناشدات رجال الأعمال، وقد وصلت حد استجداء بعض من الهدوء وقليل من الحياء والعقل من أهل السياسة الذين يدفعون البلاد الى الانهيار الكامل؟ ثم أين يكمن السرور الذي تحدث عنه عون؟ فهل يكمن في العصيان المدني الذي يهدد به "حزب الله"، أم أنه كامن والله أعلم، في قول الوزير طراد حماده انه اذا لم يتم تعديل الحكومة او الحصول على "الثلث المعطل" فقد نطالب برئاسة الجمهورية؟

من الناحية الموضوعية ان عنصر السرور الوحيد الذي سنصفق له جميعا هو ضياع رئاسة الجمهورية من الموارنة وهي التي تجعل من وحدتهم هباء منثورا. وقد عشنا وشفنا ماذا يفعل أهل المقام الرئاسي هذه الأيام في بعبدا، وماذا يفعل المطالبون بعرش "قصر الشعب" ايضا.

"لا إعلانات مسبقة هناك مفاجآت سارة"، يقول عون، ربما زيادة في التشويق والاثارة، وربما لأن "السحب" في تومبولا الكرمس الذي فتح أبوابه سيحمل الى المحظوظين حكومة ملفوفة في ورق الهدايا او رئاسة جمهورية على طبق من الفوضى، إلا اذا تمكن طراد حمادة من الحصول على تلك الرئاسة، وصحتين على قلبه نقولها بكل محبة وهدوء، وإن يكن بعض أصحاب المفاجآت سيستشيط غضبا الآن!!

واذا كان عون يقول "ان الحكومة قيادة ميليشيا"، بينما يقول بري "ان الاكثرية تشكل مجلس قيادة يحكم لبنان"، كأن ذلك يدخلنا حتما أجواء الانقلابات والبلاغ رقم 1، وهو أمر ليس غريبا بطبيعته عما تفرضه عمليات التلويح المتزايد بالمفاجآت.

في أي حال، عندما خرجت تظاهرة المليون ونصف مليون في 14 آذار من عام 2005 مطالبة بالاستقلال والسيادة وداعية الى انسحاب الجيش السوري، رفع بعض المتظاهرين لافتات كتب عليها: "فاجأناكم مووو؟".

الآن ثمة من يحب ان "يرد الرجل" كما يقول المثل، فيستعد ليرفع في وجه الاكثرية لافتات مماثلة وانتقامية: "فاجأناكم مووو"؟

نعم يا سيدي فاجأتونا كثيرا ومسلسل المفاجآت لن ينتهي قبل ان يصعد آخر مسيحي الى الطائرة التي تضيق بالمهاجرين المسلمين ايضا، فالجميع هاربون من ادارة "الكرمس السياسي" وملحقه "نزل السرور".

وشرّ البليّة ما يُضحك!

 

بيان تحريضي يدعو السنة اللبنانيين لمواجهة حزب الله 

الجمعة 17 نوفمبر - أ. ف. ب.

  بيان تحريضي يدعو السنة اللبنانيين لمواجهة حزب الله

دبي:  دعا بيان نسب الى "المجاهدين في لبنان" ونشر على موقع على شبكة الانترنت اليوم الجمعة، السنة اللبنانيين الى الاستعداد "لمواجهة" الشيعة المتمثلين بحزب الله "الذين يريدون الهيمنة على لبنان كاملا". ويذكر هذا البيان الذي يحمل توقيع "المجاهدين في لبنان" ونشر على موقع "المهاجرون" على شبكة الانترنت بالبيانات التي يصدرها تنظيم القاعدة في العراق. ونشر هذا البيان بعد بث تسجيل صوتي لزعيم القاعدة في العراق ابو حمزة المهاجر وفيه ينتقد بشدة ايران وحزب الله وسوريا. وجاء في البيان "بعد دخول حزب الله في موالاة طوائف الكفر والردة فهو حزب اضافة الى كونه ايراني التوجه والمنشأ والدعم، لا يخفي ولاءه للنظام السوري وللفئة البعثية النصيرية المتسلطة والحاكمة في سوريا". واضاف "ما من خطاب تقريبا يوجهه الامين العام لحزب الله (الشيخ حسن نصر الله) الا ويجد نفسه ملزما في ان يوجه للنظام الحاكم في سوريا ولحاكمه اسمى ايات الطاعة والولاء والشكر لما يقدمه الاخر للحزب من غطاء وحماية ودعم تيسر له ممارسة مهامه الدعائية في التشيع والرفض على الساحة اللبنانية وفلسطين ودول المنطقة".

واوضح البيان ان "فرق الموت المحضرة سلفا في بيروت من اجل ضرب اهل السنة بفتاوى من مراجع ايرانية وارادة سياسية علوية من سوريا، تنتظر ساعة الصفر التي اصبحت وشيكة لتعمل قتلا في اهلنا وتدميرا للمساجد اسوة بما يحصل على ارض الرافدين يوميا". وجاء في البيان ايضا "اننا ندعو اهلنا في لبنان للتعامل مع هذه الحقيقة المرة بكل شجاعة ومواجهة الحقد الرافضي بالاعداد للمواجهة". واضاف "لن نسمح لهم (الشيعة) بتحقيق مآربهم الخبيثة بعد ان نجحوا في ادخال قوات دولية لتكون شريطا عازلا بيننا وبين ارض فلسطين" مضيفا "واليوم يريدون السيطرة على لبنان كاملا بالتحالف مع صليبيي لبنان والغاء الطائفة السنية نهائيا". وحذر البيان "فليعلم الروافض (تعبير يقصد به الشيعة) اننا جاهزون لنزالهم بعون الله ولتكن حربا نحن اشد لها شوقا منهم".

 

مغزى الإجماع العالمي على المحكمة الدولية

2006/11/17-راغدة درغام - الحياة

فلتتحاور الولايات المتحدة وبريطانيا مع إيران في شأن العراق لتسهيل انسحابهما منه طالما يصب المقابل في ضمانات أمنية تقدمانها إلى طهران وليس في صفقات الهيمنة الاقليمية وتحالفات ابتزازية في فلسطين ولبنان. ولتتحاور واشنطن ولندن مع دمشق لتؤمنا لها استئناف المفاوضات مع إسرائيل على الجولان المحتل، مقابل مساهمتها في ورشة الانقاذ في العراق شرط ألا يكون الثمن الارتباط مجدداً بين لبنان وسورية في المفاوضات مع إسرائيل بينما يعود لبنان إلى حظيرة الاملاء السوري من النافذة بعدما تم فك الارتباط بينهما عبر الباب الواسع. نعرف تماماً أن الولايات المتحدة وبريطانيا لن تدخلا في مقايضات خيالية على نسق تقديم ضمانات إلى النظام السوري باعفائه من المحاسبة في المحكمة الدولية التي يتم انشاؤها إذا ثبت ضلوعه بالاغتيالات الإرهابية في لبنان، إنما ما لا نعرفه هو مدى اصرار إسرائيل على صون وحماية النظام السوري بأي مقابل كان لأنها تجد فيه صمام أمان. لا نعرف نوعية الصفقة التي تريدها مع إيران بصفتهما يشكلان معاً تحالفاً تاريخياً ويتشاطران أهدافاً اقليمية استراتيجية، وفي هذا الأمر، فإن للأميركيين أن يضعوا المصلحة الأميركية فوق الأولويات الإسرائيلية قبل فوات الأوان. هذه المصلحة تقتضي المعالجة السريعة والعادلة للقضية الفلسطينية لإنقاذ الفلسطينيين من الاحتلال الإسرائيلي ومن استغلال قضيتهم عربياً واسلامياً على السواء. تقتضي عدم الاستسلام والاذعان أمام إيران، لأن ذلك سيكون خطأ أكثر فداحة من خطأ غزو العراق واحتلاله. تقتضي الكف عن تحويل الغضب من سياسات جورج دبليو بوش في العراق إلى تجاهل وجهل خطيرين للاستغلال الإيراني - السوري للأخطاء الأميركية في العراق، كما للعراقيين والفلسطينيين واللبنانيين لغايات نووية وسلطوية وللتغطية على جرائم إرهابية ارتُكبت بحق بلدان وأفراد.

ما حدث حتى الآن في عملية انشاء محكمة ذات طابع دولي لمقاضاة المتورطين في الاغتيالات الإرهابية في لبنان يشكل حدثاً تاريخياً له أبعاد لا سابقة لها على أكثر من نظام وايديولوجية في منطقة الشرق الأوسط. فالدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي وافقت على إطار المحكمة ونظامها الأساسي، والأمانة العامة للأمم المتحدة تعاملت مع موافقة الحكومة التي يرأسها فؤاد السنيورة على وثائق المحكمة بصفتها الموافقة الشرعية، فتعالت على محاولات رئيس الجمهورية اميل لحود إقحام الأمم المتحدة في معركته المريبة لإسقاط المحكمة.

كل هذا يفيد بسخافة الكلام عن صفقات تأهيل النظام السوري وتمكينه من اغتيال المحكمة واستعادة هيمنته على لبنان مقابل تعاونه مع الولايات المتحدة في العراق. إنه حديث التهويل الذي يهدف إلى امتصاص الثقة بقيام المحكمة التي قطعت أشواطاً قانونية وسياسية وبدأت تدب الرعب في قلوب الذين يعارضونها لأسباب وجودية كما في دمشق، ولأسباب تحالفية كما عند «حزب الله» وحلفائه، ولأسباب التمركز الاستراتيجية كما في طهران.

ما كشفته المفاوضات حول مسودة المحكمة هو قدر الرعب السوري من انشائها الذي تمثّل في حشد سياسي وقانوني دولي ومحلي ملفت جداً للانتباه، بل إنه يشكل نوعاً من الإدانة الذاتية قبل الإدانة القانونية. فالحكومة السورية وظّفت الخبراء القانونيين البريطانيين للمشاركة ضمن وفدها الذي سعى بكل جهده لتخويف الدائرة القانونية في الأمم المتحدة بتكثيف مطالباته بالاطلاع على كل شاردة وواردة وضغط بكل قواه للتأثير عليها. سعت وراء اقناع روسيا بالوقوف ضد المحكمة وعرضت عليها تعديلات هدفها احباط انشاء المحكمة.

روسيا حاولت في البدء تمثيل المواقف السورية في المفاوضات، لكنها سرعان ما أدركت أن المسألة قانونية، وأن المساهمة السياسية فيها محدودة. بالطبع، يجب الإقرار بأن القرار الروسي السياسي بتحويل الكلام عن «اعتراضات» إلى «مفاوضات» و «ايضاحات» قرار له دلالات فائقة الأهمية.

إنما الأهم أن روسيا، في نهاية المطاف، وافقت على مسودة للمحكمة ونظامها الأساسي من دون تفريغها من الصلاحيات الاساسية ومن دون تعبئتها بقيود. وافقت أخيراً على محكمة تحاكم الرئيس وليس المرؤوس فقط، بلا حصانات. ووافقت على محكمة لا تقتصر على محاكمة المشتبه بتورطهم في اغتيال رئيس الحكومة اللبنانية السابق رفيق الحريري ورفاقه، وإنما أولئك المتورطين في الاغتيالات ومحاولات الاغتيال الـ14 الأخرى بمنهجية.

هذا الموقف الروسي يستحق التقدير من حيث الفحوى ومن حيث التوقيت ذلك أن موسكو لم تماطل ولم تتلاعب وإنما فاوضت الدائرة القانونية للأمم المتحدة بكل جدية وبلغة قانونية. والدائرة ذاتها التي يرأسها نيكولا ميشال تستحق بدورها بالغ التقدير لأنها تصرفت وتتصرف بمنتهى المهنية بعيداً عن التسييس وانطلاقاً حصراً من الاعتبارات القانونية.

ما وصلت إليه المحكمة الآن هو أيضاً نتيجة تعاون صيني ملحوظ ومهم، إذ أن الصين منذ البدء أوضحت أنها مع الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا في موافقة هذه الدول على النص الذي قدمته الدائرة القانونية، حتى قبل الأخذ في الحساب التعديلات الروسية. بهذا الموقف، حشرت الصين روسيا في خانة الاضطرار للتعاون بلا عراقيل، وكان هذا فائق الأهمية، نظراً الى العمل الثنائي التحالفي بين الصين وروسيا في الأمم المتحدة في مجمل الملفات.

إنما الفضل هو للرئيس الفرنسي جاك شيراك الذي تعمّد أن يبحث مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمر المحكمة بأولوية بارزة وعزم واصرار. الرئيس الأميركي بوش بدوره تجاهل كلام المقايضات والصفقات وأعطى التعليمات بالمضي قدماً بوضع ترتيبات المحكمة. وبريطانيا دعمت وتدعم مسيرة المحكمة على المستويات كافة. معنى كل هذا هو أن الدول الكبرى في مجلس الأمن الدولي توصلت الى اجماع على اجراء نادر جداً يمثل سابقة في المنطقة العربية وعالمياً. إنه الاجماع على عدم السماح باستخدام الاغتيالات السياسية وسيلة لإحداث تغييرات في الحكم بلا محاسبة ومحاكمة.

فاذا أثبت التحقيق أن قيادات سورية أو قيادات إسرائيلية تورطت في هذه الاغتيالات، فان هذه القيادات ستُحاكم وسيُحاكم معها نظامها بأكمله إذا كانت على مستويات عالية. ملفت أن إسرائيل لم ترفع اصبعاً لمعارضة انشاء المحكمة ذات الطابع الدولي، مما يسكب الماء على اقوال الذين يزعمون براءة سورية من الاغتيالات. فلو كان الإسرائيليون متورطين لانزلوا الدنيا ولم يقعدوها لإفشال انشاء المحكمة. لكنهم لم يفعلوا. الذين فعلوا ذلك هم سورية وحلفاؤها في لبنان، وفي مقدمتهم رئيس الجمهورية الذي له أربعة من جنرالات قياداته الأمنية وراء القضبان بتهمة التورط في اغتيال أبناء بلده.

اميل لحود يتصرف بعصبية مذهلة فيها نوع من الادانة الذاتية. سلوكه من النوع الذي يسبق انتحارات أو استنحارات. انما لا خوف عليه طالما في صميمه يعتقد انه قادر على نحر المحكمة. فالمحكمة باتت الظل الذي يلاحق لحود وأمثاله في ظلام الليل ويحرمهم النوم. وهي ليست ابداً كابوساً وانما هي واقع الغد الآتي.

أما حلفاء سورية الآخرون فإنهم ارتكبوا اخطاء استراتيجية ضخمة عندما أقالوا وزراء تابعين لهم من الحكومة فور تسلمها مسودة نظام المحكمة من الأمم المتحدة آملين بانهيار الحكومة وسقوطها كي لا تتمكن من الموافقة على المحكمة. بهذا الخطأ مارسوا نوعاً آخر من إدانة الذات، إذ أنهم فضحوا معارضتهم لإنشاء المحكمة بعدما كانوا تظاهروا بأنهم وراء حكومة وطنية تحل مكان الحكومة الحالية. فضحوا أنفسهم عندما سعوا وراء أكثرية التعطيل ليكونوا عبارة عن «فيتو» على قرارات الحكومة الحالية وفضحوا أنفسهم أكثر عندما تناثروا في اجراءات استقتالية تمثلت بالاستقالات.

هذه المواقف ليست وحدها التي تكشف مدى الرعب والشرذمة في العمق لدى نظام سورية ولدى «حزب الله»، انما ليس القيادة في طهران. الرعب في صدر القيادات السورية واضح بغض النظر عن التظاهر بالثقة العارمة وبالحاجة اليها في العراق وبالضمانات الحقيقية التي تتمتع بها عبر اسرائيل. فهذه القيادات تعرف تماماً ان القطار غادر المحطة وان لا عودة الآن. تعرف ان المحكمة انطلقت في ذلك القطار ولن تتمكن من ايقافه سوى في محطات موقتة ولربما عبر المزيد من الاغتيالات.

ما فعلته القيادة السورية بنفسها هو من صنعها، ان كان في لبنان أو في موقعها عربياً أو في حشدها التوافق والاجماع الدولي في قرارات تدينها وتبعدها عن لبنان وتمنعها عملياً من استئناف هيمنتها عليه. ما فعلته القيادة السورية بسورية هو ربما بالسوء ذاته أو اسوأ، ولم تكن مضطرة لكل هذه الأخطاء على الإطلاق. فلا مقايضات في الافق ولا صفقات. ان قرارات الأمم المتحدة والمحكمة الدولية كبلت طموحات المقايضات. الدول الاقليمية الاساسية في المنطقة العربية لم تعد تفكر بسلخ سورية عن ايران وإعادتها الى الحظيرة العربية. وفي حال رهان دمشق على الشارع العربي عليها ان تتذكر وتستعيد جلياً نتيجة مغامرة الرئيس العراقي المخلوع على الرهانات ذاتها. فالشعوب العربية إما هي في منتهى الاستسلام، او هي في مستوى من الذكاء والمحاسبة لم تفهمه بعد القيادات العربية ولذلك لا تلبي استغلال القيادات لها.

ايران، من جهتها، تدرك ان الشعبية التي يتمتع بها احمدي نجاد لدى الشعوب العربية عابرة. تدرك ان التحالف مع سورية قد يأتي عليها بأعباء كبيرة تود سلخها عن جلدها. تدرك ان «حزب الله» في هذه المرحلة يشكل لها مادة سياسية قيمة طالما هو معارض وليس في الحالتين الأخيرتين البديلتين: إما كمنتصر «شارعي» بمعنى انتصار الميليشيات التابعة له عندما ينزل الى الشارع كما يتوعد، أو كمنتصر حكومي بمعنى ان يتولى الحكم في لبنان بدلاً من تولي مهمة تعطيل الحكم في لبنان. فـ «حزب الله» غير قادر على أي من الأمرين، وهو بدأ يفقد فاعليته وموقعه الذي تميز به كفاعل في المقاومة بعدما أخذ الى المغامرات عبر الحدود اللبنانية وعبر سيادة الدولة اللبنانية. وهو بدوره، شأنه شأن أحمدي نجاد، له شعبوية وشعبية عابرة. ولعل زعيم الحزب السيد حسن نصرالله قد أدرك ذلك تماماً أخيراً في اعقاب النشوة بالانتصار.

«حزب الله» مرتاح في موقع تعطيل الحكم، لكنه لن يكون مرتاحاً في موقع الحكم. فلبنان بلد الأقليات وليس بلداً قابلاً لحكم الاكثرية. هكذا هي تركيبة بلد هو ملجأ الاقليات ووطنهم. هذا ما يميزه وهذا ما جعله قادراً على الثبات في وجه كل محاولات استغلاله من الخارج بتوظيف محلي. حسن نصرالله يعرف انه لن يكون قادراً على ان يصبح رئيس جمهورية لبنان حتى وان حولها الى «الجمهورية الاسلامية اللبنانية»، فلبنان ليس ايران.

يعرف ايضاً انه لو انتصر في الشارع اليوم فانه لن ينتصر. لن ينتصر لأن عليه في اليوم التالي ان يحكم لبنان بالميليشيات وان يبطش ويقتل كي يستمر. فكل هذا هزيمة وليس انتصاراً. وفي نهاية الأمر، قد تنتصر الحكمة التقليدية المعهودة لدى «حزب الله» بدلاً من هذا الضجيج الدفاعي الجديد عليه وتتوقف موجة الخوف المستعر في قلوب اللبنانيين من جميع القطاعات لأن التخويف أداة مستعارة لدب الرعب عمداً ولتغذية الإحباط.

فلن تكون هناك مقايضات كالتي يجري تسويقها. الأمل ان يكون هناك تصحيح جذري للسياسات الاميركية نحو المنطقة ككل وألا يكون الخروج الاميركي من العراق مصدر دموية مضاعفة.

أما إذا صب القرار السياسي للقيادات الاقليمية في ضرورة اشعال حرب اقليمية، عندئذ لن يكون على الآخرين ان يحاربوا ايضاً حروبهم. انما حتى الآن، وفي هذا المنعطف، فالمسيرة اللبنانية نحو الاستقلال الفعلي والديموقراطية بكل خير. فليحتفي اللبنانيون. ها هم قد تلقوا دعماً لا سابق له يتمثل في الولادة القيصرية للمحكمة الدولية.

وليتذكر الاميركيون ان لبنان مدخل للديموقراطيات الحقيقية التي تستحق الاستثمار والحماية وليعارضوا قطعاً كل أفكار مقايضته مقابل هروب من العراق. ليتذكروا ان ايران تستخدم لبنان وسورية سلعة لتحقيق غاياتها، وهي تستخدم فلسطين لابتزاز المشاعر الاسلامية ولتغذية مشاعر البغض والتحريض ضد الولايات المتحدة ومصالحها وجنودها. فليكف الاميركيون عن النزعة الفورية لزج العراق وايران وسورية في سلة واحدة وللوقوع في غرام الحوار بعد القتال. بعض الاجتهاد في محله لاستثمار قليل من الوقت في فهم الملفات كل على حدة.

 

هيئة بشري في "الوطني الحر": لا يوجد في هيكلية الحزب اي هيئة شورى

وطنية - 17/11/2006 (سياسة) اصدر المكتب الاعلامي ل"التيار الوطني الحر - هيئة قضاء بشري، البيان الاتي: "ورد في بعض وسائل الاعلام، ان مجموعة من الناشطين في قضاء بشري شكلت هيئة شورى للتيار في القضاء، يهم الهيئة توضيح الاتي: اولا: لا يوجد في هيكلية حزب "التيار الوطني الحر" اي اشارة لهيئة شورى في المناطق او الاقضية. ثانيا: اللقاء الذي جرى بين دولة الرئيس العماد عون ومجموعة من مؤيدي التيار في القضاء، كانت بصفة شخصية وعنوانها زيارة تعارف بين دولة الرئيس وبعض مؤيدي التيار فقط، دون اي عناوين، روج لها بعض من زجوا باسمائهم لتحقيق انتصارات وهمية. ثالثا: ان هيئة القضاء تبقى المرجع الوحيد - وفقا للاصول - الذي يعود اليه وحده حصرا كل نشاط للملتزمين والمؤيدين واصحاب اي مشروع او طرح. رابعا: ترحب الهيئة بأي تعاون بين اصحاب الكفاءات والتاريخ النضالي، لكن ضمن الأليات التي تسمح بها انظمة التيار وتعاميمه الادارية".